You are on page 1of 18

‫العقود التجارية‪.

‬‬
‫عقد الوكالة التجارية‪.‬‬
‫الوكالة بصفة عامة نظمها ق‪.‬ل‪.‬ع في الفصل ‪ 879‬حيث تحدث عن الوكالة المدنية وأن هدفها األساسي‬
‫والرئيسي أنها مجانية ونيابية ألنها تصب في مصلحة الموكل (الوكيل=النائب) (الموكل=األصيل)‪ ،‬إذن‬
‫فمن الناحية القانونية فالوكالة هي تعهد شخص بأن يوكل شخص آخر للقيام بأعمال مشروعة لحسابه‪.‬‬
‫أما فيما يخص القانون التجاري فالمشرع قد نظم أحكام الوكالة التجارية من م ‪ 393‬إلى ‪ 404‬من مدونة‬
‫التجارة‪.‬‬
‫مفهوم الوكالة التجارية‪.‬‬
‫‪ -1‬ماهية الوكالة التجارية‪:‬‬
‫تعريف‪:‬‬
‫عرف المشرع المغربي الوكالة التجارية في م ‪ 393‬من م‪.‬ت بحيث نصت هذه المادة " الوكالة التجارية‬
‫عقد يلتزم بمقتضاه شخص ودون أن يكون مرتبطا بعقد عمل‪ ،‬بالتفاوض أو بالتعاقد بصفة معتادة‪ ،‬بشأن‬
‫عمليات تهم أشرية أو بيوعات أو بصفة عامة جميع العمليات التجارية باسم ولحساب تاجر أو منتج أو‬
‫ممثل تجاري آخر يلتزم من جهته بأدائه أجرة عن ذلك "‪.‬‬
‫المشرع المغربي أشار ضمنيا إلى تجارية الوكالة التجارية‪ ،‬أما التشريعات العربية فقد نصت صراحة على‬
‫تجارية الوكالة التجارية‪ ،‬وبالنسبة للقانون الفرنسي فإن نصوصه القانونية سكتت عن الحسم في تجارية‬
‫الوكالة التجارية أي لم تذكر هل هي تجارية أم مدنية وأمام هذا السكوت أكد الفقه واإلجتهاد القضائي على‬
‫مدنية الوكالة التجارية وقد ذهبت محكمة النقض الفرنسية في العديد من قراراتها بأن الوكالة التجارية وكالة‬
‫ذات طبيعة قانونية مدنية معللة قرارها بأنه مادام الشخص يتعاقد باسم وحساب الغير وما ينتج عن تلك‬
‫التصرفات القانونية من آثار تذهب إلى ذمة الموكل‪ ،‬فهنا الشخص ال يقوم بعمل تجاري وبالتالي ال يمكن‬
‫اإلعتداد بهذه التصرفات إلضفاء الصفة التجارية على الوكيل‪.‬‬
‫العالقة بين الوكالة التجارية والوكالة المدنية‪ :‬هي أن الوكالة التجارية نشأت في كنف الوكالة المدنية‬
‫وفرضتها الحياة العملية في فرنسا‪ ،‬فكان من الالزم تنظيمها بقواعد خاصة مستقلة عن ما هو منصوص‬
‫عليه في القانون المدني فتطور األعمال التجارية أدى إلى ظهور نوع خاص من الوكاالت منها الوكالة‬
‫التجارية‪ ،‬فالمشرع المغربي لم ينظمها إال سنة ‪ 1996‬في م‪.‬ت‪.‬‬
‫خصائص عقد الوكالة التجارية‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلستقالل المهني للوكالة التجارية‪:‬‬
‫اإلستقالل المهني الذي يستفيد منه الوكيل هو من أهم الخصائص التي تميز عقد الوكالة التجارية عن‬
‫مجموعة من العقود اآلخرى والمشرع المغربي عبر عنها بعبارة " دون أن يكون مرتبطا بعقد عمل "‪ ،‬إال‬
‫أن المشرع الفرنسي في الفقرة األولى من المادة األولى من قانون ‪ 1991‬كان أكثر دقة في استعمال هذه‬
‫العبارة حيث ذكر بصريح العبارة أن الوكيل التجاري يتمتع باإلستقالل في ممارسة نشاطه وهذه العبارة‬
‫لها مجموعة من اآلثار‪ .‬أولى تلك اآلثار هي تنظيم األنشطة التي يقوم بها التاجر وتنظيم مقاولته بالشكل‬
‫الذي يناسبه‪ ،‬أما ثانيا فمادام أن الوكيل مستقل فيحق له أن يستعين بوكالء أخرين لتنفيذ المهام المتعلقة به‬
‫وهو ما يسمى بالوكالة من الباطن‪ ،‬ثالثا يحق للوكيل أن يمارس أنشطة تجارية آخرى لحسابه‪.‬‬
‫عقد من الباطن‪ :‬في األصل يعني أن الشخص المدين يستعين بشخص آخر لتنفيذ اإللتزامات التي ألقيت‬
‫على عاتقه من جراء عقد قام به مع الدائن إذن فالمشرع أجاز للوكيل التجاري بأن يستعين بوكالء من‬
‫الباطن في تنفيذ التزاماته الملقاة على عاتقه من جراء عقد الوكالة‪ ،‬ولم يشترط المشرع أن يوافق عليها‬
‫الوكيل اآلخر‪ .‬وقد ألزم المشرع الوكيل بمقتضيات الصدق واإلعالم والنزاهة‪.‬‬
‫‪ -2‬المصلحة المشتركة‪:‬‬
‫أي الغاية المشتركة لألطراف وهذه الغاية مذكورة في م ‪ 395‬من م‪.‬ت " يبرم عقد الوكالة التجارية لتحقيق‬
‫الغاية المشتركة لألطراف "‪.‬‬
‫والمصلحة المشتركة هي من أهم الخصائص التي تميز عقد الوكالة التجارية عن الوكالة المدنية‪ ،‬كون‬
‫الوكالة المدنية في األساس تصب في مصلحة الموكل فقط أما الوكيل فال يكون له أي مقابل على أساس أن‬
‫الوكالة المدنية في أساسها مجانية ونيابية‪ ،‬أما في الوكالة التجارية فاشترط المشرع المصلحة المشتركة‬
‫ألن األطراف يجب أن يستفيدوا معا من عقد الوكالة‪ .‬وذلك ألن المصلحة المشتركة لديها عنصرين‬
‫أساسيين‪:‬‬
‫العنصر األول‪ :‬اإلستمرار والتعاون‪.‬‬
‫العنصر الثاني‪ :‬تحقيق الغاية الموحدة‪.‬‬
‫وإذا لم تكن لدينا مصلحة مشتركة بين الطرفين‪ ،‬بأن يكون كل طرف يقوم بمجموعة من التصرفات من‬
‫أجل الوصول إلى توحيد قاعدة الزبناء والحصول على الربح‪ ،‬فلن تكون لدينا وكالة تجارية‪.‬‬
‫‪ -3‬الوكالة التجارية مستمرة ومنتظمة‪:‬‬
‫تعتبر اإلستمرارية والديمومة واإلعتياد شروط أساسية في إضفاء الصفة التجارية على الوكيل التجاري‬
‫واعتبار الوكالة التجارية ذات طبيعة تجارية‪ ،‬إذن ال يمكن الحديث عن تصرف منفرد مع شخص معين‬
‫على أساس أنه وكالة تجارية ألنه البد من عنصر الزمن‪ ،‬والزمن عنصر أساسي في الوكالة التجارية‬
‫وعنصر الزمن مذكور في م ‪ 396‬من م‪.‬ت " يبرم لمدة محددة أو غير محددة "‪ ،‬فال بد من دراسة السوق‬
‫دراسة جيدة وهذه الدراسة تحتاج إلى وقت‪ ،‬إذن فالوكالة التجارية يعتبر عنصر الزمن فيها من أهم‬
‫عناصرها األساسية‪.‬‬
‫‪ -4‬الطابع المهني للوكالة التجارية‪:‬‬
‫اشترط المشرع على الشخص أن يمارس على وجه اإلعتياد إحدى األعمال بيوعات كانت أو أشرية بصفة‬
‫عامة وأن يكون محترف‪ ،‬وأن هذا اإلعتياد واإلحتراف على ممارسة عمل من أعمال التجارة تعطيه صفة‬
‫التاجر المذكورة في المادة ‪ 6‬وتضفي على الوكالة التجارية الطابع التجاري وخضوعها بالتالي إلى مدونة‬
‫التجارة‪ ،‬وكنقطة أساسية فإن المشرع المغربي أشار إلى أنه يجب على الوكيل التجاري اإلهتمام بتلك‬
‫الوكالة ويجعلها مهنة له‪ .‬وكان المشرع الفرنسي أكثر دقة وتحديدا فيما يتعلق بنوع األنشطة التي يجب أن‬
‫يقوم بها الوكيل التجاري بقوله " إبرام عقود إما تتعلق بأشرية أو بيوعات أو بأكرية‪ ،‬أو بتقديم خدمات "‬
‫والمالحظ أنه حددها على سبيل الحصر‪ ،‬على عكس المشرع المغربي الذي ذكر صنفين "بيوعات وأشرية"‬
‫وترك الباب مفتوح إلى غيره من األعمال التجارية التي يمكن أن يقوم بها الوكيل التجاري ويكتسب من‬
‫خاللها طابع اإلحتراف‪.‬‬
‫تمييز عقد الوكالة التجارية عن غيرها من العقود‪:‬‬
‫‪ -1‬تمييز عقد الوكالة التجارية عن عقد الوكالة بالعمولة‪:‬‬
‫الوكالة بالعمولة نظمها المشرع في مدونة التجارة في القسم الرابع من الباب الرابع في المواد من ‪422‬‬
‫إلى ‪ .430‬والفرق الجوهري بين الوكالة التجارية والوكالة بالعمولة هو أنه في الوكالة التجارية الوكيل‬
‫يتعاقد باسمه ولحساب الموكل‪ ،‬أما في الوكالة بالعمولة فالوكيل يتعاقد باسمه ولكن لمصلحة الموكل‪،‬‬
‫والوكيل بالعمولة ال يتطلب فيه اإلحتراف واإلعتياد عكس الوكيل التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬تمييز عقد الوكالة التجارية عن عقد السمسرة‪:‬‬
‫عقد السمسرة نظمه المشرع في المواد من ‪ 405‬إلى ‪ 421‬من م‪.‬ت‪ ،‬ودور السمسار هو تقريب وجهة‬
‫النظر فهو ال يتدخل في طريقة إبرام العقد وال يعتبر جزءا من ذلك العقد وال يتدخل حتى في تنفيذ العقد‪.‬‬
‫‪ -3‬الممثل التجاري‪:‬‬
‫الممثل التجاري وخصوصا الممثل التجاري المتجول هو شخص يخضع من الناحية القانونية لمدونة التجارة‬
‫ألنه أوال يرتبط بعقد عمل وثانيا يأتمر بأوامر مشغليه وثالثا فيما يخص مسألة األجر‪ ،‬كيفية أدائها ومدتها‪...‬‬
‫كل هذا نظمته م‪.‬ت في إطار إضفاء الحماية لألجير‪.‬‬
‫‪ -4‬حق اإلمتياز‪:‬‬
‫قد يعتبر من العقود غير المسماة وهو عقد من الناحية العملية موجود‪ ،‬أما من الناحية القانونية غير موجود‪،‬‬
‫وحق اإلمتياز يكون فيه صاحب اإلمتياز يتعاقد باسمه ولمصلحته‪ ،‬عكس الوكيل التجاري الذي يتعاقد باسم‬
‫وحساب الموكل‪.‬‬
‫شكل ومضمون الوكالة التجارية‪:‬‬
‫‪ -1‬انعقاد الوكالة التجارية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬رضائية عقد الوكالة التجارية‪.‬‬
‫ينعقد عقد الوكالة التجارية بتوافر األركان الموضوعية المطلوبة طبقا للقواعد العامة‪ :‬تراضي الطرفين‬
‫الخالي من عيوب الرضا والمحل والسبب المشروعين‪.‬‬
‫وبذلك يكفي النعقاد عقد الوكالة التجارية صدور إيجاب من أحد المتعاقدين وقبول من الطرف األخر دون‬
‫حاجة للكتابة‪ ،‬فالمشرع المغربي على غرار نظيره الفرنسي‪ ،‬لم يشترط النعقاد الوكالة التجارية أي شكل‬
‫معين‪.‬‬
‫أما أطراف العقد فهما الوكيل والموكل‪ ،‬فالموكل حسب الفقرة األولى من م ‪ 393‬من م‪.‬ت يجب أن ينتمي‬
‫إلى فئة التجار أو المنتجين أو الوكالء التجاريين‪ ،‬أما الوكيل فهو يكون شخص محترف مستقل يكلف بصفة‬
‫اعتيادية ودون أن يرتبط بعقد عمل‪ ،‬بالتفاوض أو إبرام العقود باسم ولحساب الموكل‪.‬‬
‫أما التصرفات محل عقد الوكالة‪ ،‬فهي كل البيوعات أو األشرية أو األكرية أو غيرها من العمليات التجارية‪،‬‬
‫ويشترط فيها أن تكون مشروعة‪ ،‬كما يشترط في سبب عقد الوكالة أن يكون مشروعا أيضا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكتابة مطلوبة لإلثبات‪.‬‬
‫بالرجوع إلى م ‪ 397‬من م‪.‬ت‪ ،‬يتبين أن المشرع استلزم الكتابة إلثبات عقد الوكالة التجارية‪ ،‬وعند اإلقتضاء‬
‫تعديالته بالكتابة‪ ،‬ويعتبر هذا المقتضى استثناء من قاعدة حرية اإلثبات في المادة التجارية المنصوص‬
‫عليها في م ‪ .334‬ومنه فإن من مصلحة كل طرف التعبير كتابة عن حقوقه وواجباته‪.‬‬
‫ولم يشترط المشرع شكال معينا للكتابة‪ ،‬فالكتابة مقبولة سواء كانت رسمية أو عرفية‪ ،‬وال شك أن حماية‬
‫الوكيل التجاري تستلزم تفسير شرط الكتابة تفسيرا واسعا ومن ثم فالرسائل الموقعة والمتبادلة بين األطراف‬
‫تكفي إلتمام اإللتزام القانوني‪ ،‬وكذا كل كتابة تم التوقيع عليها من طرف الموكل ويكون من شأنها توضيح‬
‫طبيعة العقد ومحتواه‪.‬‬
‫‪ -2‬موضوع ومحتوى عقد الوكالة التجارية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬موضوع الوكالة التجارية‪.‬‬
‫ترتيب مهام الوكيل التجاري واضح من خالل قانون ‪ 1991‬الفرنسي الذي جاء فيه أن الوكيل التجاري‬
‫يقوم‪ " :‬بالتفاوض‪ ،‬وعند اإلقتضاء بإبرام عقود أشرية أو بيوعات أو أكرية أو تقديم الخدمات "‪.‬‬
‫كما يالحظ أن المشرع المغربي لم يجعل صراحة " األكرية وتقديم الخدمات " من بين المهام التي يمكن‬
‫أن تسند إلى الوكيل‪ ،‬لكن م ‪ 393‬من م‪.‬ت تستغرق هذه المهام حيث جاء فيها‪ " :‬أو أية عملية تجارية أخرى‬
‫"‪ ،‬وبذلك يبدو أن المهام المذكورة صراحة مذكورة على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر‪.‬‬
‫إذا كانت البيوعات واألشرية واألكرية أو العمليات األخرى – باعتبارها قانونية تحدث أثرا قانونيا – يمكن‬
‫أن تشكل موضوعا للوكالة التجارية بدون منازع‪ ،‬فإن التفاوض أو عملية البحث عن الزبناء المحتملين‬
‫وإقناعهم بموكل آخر‪ ،‬وخلق حاجيات في السوق تعتبر أعماال أو خدمات مادية تجعل من التفاوض خدمة‬
‫يؤديها الوكيل لمصلحة الموكل‪.‬‬
‫طبيعة هذه المفاوضات جعلت بعض الفقه يرفض إخضاع الوكيل المفاوض لنظام الوكالة التجارية باعتبار‬
‫أن الوكيل متفاوض وليس متعاقد‪ .‬لكن بعيدا عن نقاشات الفقه فالمتفاوض يعتبر وكيال تجاريا بقوة القانون‬
‫وبالتالي فالمشرع جعل المفاوضات موضوعا للوكالة التجارية بغض النظر عن كونها عمال ماديا أو تصرفا‬
‫قانونيا‪ ،‬وسواء فشلت أو نجحت فأدت إلى إبرام التصرف القانوني للعقود‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬محتوى العقد‪.‬‬
‫يقصد بمحتوى العقد ما يشمله من شروط ومقتضيات‪.‬‬
‫أ‪ -‬شروط ال يجب إدراجها في العقد‪:‬‬
‫من هذه الشروط ما يتعلق بتنفيذ العقد ومنها ما يتعلق بإنهاء العقد‪ ،‬وإذا ما أدرجت هذه الشروط في العقد‬
‫كانت باطلة‪.‬‬
‫والشروط الباطلة المتعلقة بتنفيذ العقد هي الشروط التي تحرف عقد الوكالة التجارية وتخرجه من إطاره‬
‫القانوني‪ ،‬ومثال ذلك الشرط الذي يتعارض مع الواجب المتبادل بالصدق واإلعالم‪ ،‬أو يتعارض مع التزام‬
‫الوكيل بتنفيذ الوكالة كرجل حرفة كفء‪ ،‬أو يتعارض مع التزام الموكل بتمكين الوكيل بسبل إنجاز مهمته‪،‬‬
‫أو الشرط الذي يحرم الوكيل من حقه في األجرة‪.‬‬
‫كذلك الحال بالنسبة للشروط التي تمنع الوكيل من تنظيم مقاولته‪ ،‬كمنعه من تشغيل أجراء أو اإلستعانة‬
‫بوكالء من الباطن‪ ،‬أو عدم القيام بنشاط معين ولو أنه غير منافس لنشاط الموكل‪ ،‬وغيرها من الشروط‬
‫األخرى التي تمنع الوكيل من تنظيم مقاولته‪.‬‬
‫ب‪ -‬شروط يجب أن يتضمنها العقد‪:‬‬
‫يجب أن يشير العقد أساسا إلى ما يفيد أن العقد الرابط بينهما عقد وكالة‪ ،‬وهو ما يمكن أن يتم عن طريق‬
‫اإلحالة إلى المقتضيات المنظمة له في مدونة التجارة‪ ،‬أو عن طريق اإلشارة إلى كل طرف‪ ،‬أو عن طريق‬
‫عنوان العقد‪.‬‬
‫واألفضل أن يقوم الطرفان بإعداد العقد بجميع تفاصيله التي يتم التفاوض حولها بدقة‪ ،‬قبل بدأهما في‬
‫التعاون‪ ،‬ذلك أن سرعة النشاط التجاري قد تؤدي إلى بداية تنفيذ عقد الوكالة‪ ،‬والحال أن تفاصيله ال تزال‬
‫غير محددة‪ ،‬وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث مفاجآت في حالة وجود صعوبة ناتجة عن غياب الدقة‬
‫والوضوح‪.‬‬
‫تنفيذ وإنهاء عقد الوكالة التجارية‪:‬‬
‫‪ -1‬تنفيذ عقد الوكالة التجارية‪:‬‬
‫اإللتزامات المتبادلة بين طرفي عقد الوكالة التجارية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإللتزام بالصدق‪:‬‬
‫يقصد بالصدق التزام الطرفين بالنزاهة واإلخالص في معامالتهما المستمرة‪ ،‬أي إحجام كل متعاقد عن‬
‫القيام بأي عمل ليس في مصلحة الطرف األخر ولو كان هذا العمل في مصلحته هو‪ ،‬وإذا قام بمثل هذا‬
‫العمل يتعين عليه التصريح بذلك إلى الطرف اآلخر‪ ،‬ويبدو هذا اإللتزام كآثر من آثار المصلحة المشتركة‪،‬‬
‫ويتجلى بالنسبة للموكل في اإللتزام باحترام شرط الحصر الممنوح للوكيل‪.‬‬
‫أ‪ -‬التزام الوكيل التجاري بعدم المنافسة‪:‬‬
‫تم التنصيص على هذا اإللتزام في م ‪ 393‬من م‪.‬ت التي منعت من تمثيل " عدة مقاوالت متنافسة "‪ ،‬وهو‬
‫أثر طبيعي للمصلحة المشتركة‪ ،‬وإذا ما تم خرقه من قبل الوكيل فإنه قد يقلص من القيمة المشتركة للموكل‬
‫والوكيل‪ ،‬وبذلك يعد الوكيل مرتكبا لخطأ إذا ما قام بتمثيل موكل منافس لموكله‪ ،‬وإذا كانت نفس المادة قد‬
‫خولت للوكيل صالحية تمثيل عدة موكلين وذلك مشروط باحترام اإللتزام بعدم المنافسة‪ .‬ولقضاء الموضوع‬
‫السلطة التقديرية في تحديدها إذا كان العمل التمثيلي الذي أقدم عليه الوكيل التجاري يشكل منافسة لموكله‬
‫أم ال‪.‬‬
‫ب‪ -‬التزام الموكل باحترام شرط الحصر‪:‬‬
‫شرط الحصر يعني أن العموالت الواجبة عن كل العمليات التي أنجزت في هذه المنطقة تكون من نصيب‬
‫الوكيل التجاري ولو تمت بدون تدخل منه‪ .‬وفي غياب شرط الحصر‪ ،‬يحتفظ الموكل بحقه في التعامل مع‬
‫زبنائه الذين‪ 1‬قبل إبرام عقد الوكالة‪ ،‬أو منح توكيل لوكيل آخر أو أكثر‪ ،‬وال يمكن للموكل في هذه الحالة‬
‫أن " يلتزم للوكيل التجاري بضمان حماية مطلقة للزبناء المعهود بهم إليه ضد المنافسة السلبية لباقي وكالئه‬
‫التجاريين " ‪ .‬وغالبا ما يتفق الموكل والوكيل بمقتضى شرط عدم المنافسة على حصر نشاط الوكيل في‬
‫منطقة جغرافية معينة‪ ،‬أو ربطه بمجموعة من الزبناء المحددين أو هما معا‪.‬‬
‫ويجب على الموكل احترام هذا الشرط الذي يعتبر امتيازا للوكيل التجاري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإللتزام باإلعالم‪.‬‬
‫أ‪ -‬التزام الوكيل بإعالم الموكل‪:‬‬
‫ينتج التزام الوكيل التجاري بإعالم الموكل عن اإللتزام بتقديم الحساب الواقع على عاتق كل وسيط تجاري‬
‫وعلى كل وكيل بصفة عامة‪ .‬فالمادة ‪ 395‬من م‪.‬ت لم تحدد مضمون المعلومات التي يجب على الوكيل‬
‫اإلفضاء بها للموكل‪ ،‬لكن تحقيقا للصدق والنزاهة في المعامالت بين الطرفين يمكن القول إن اإللتزام‬
‫باإلعالم يشمل جميع البيانات التي يكون الموكل في حاجة إليها لتقديم تعليمات دقيقة ومفيدة للوكيل تساعده‬
‫على حسن تنفيذ الوكالة التجارية‪ ،‬وهكذا فالوكيل ملزم باإلدالء للموكل بمالحظات الزبناء على البضاعة‪،‬‬
‫ومدى إقبالهم عليها‪ ،‬وما يجب إدخاله عليها من تحسينات إلرضاء الزبناء والرفع من قدر المبيعات‪،‬‬
‫واألنشطة المنافسة وحالة السوق وغير ذلك‪ .‬وبذلك فإن الوكيل ملزم بتقديم نوعين من الحساب‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يتمثل في الحسابات الجزئية والدورية التي يتعين عليه إطالع الموكل عليها طيلة تنفيذه لمهمته ويحقق‬
‫هذا اإللتزام مزايا مشتركة للطرفين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عبارة عن تقرير مفصل ينجزه الوكيل بعد إنهائه لمهمته‪ ،‬يضمنه وصفا أمنيا وواضحا ودقيقا وكامال‬
‫حول ما توصل إليه من نتائج في تنفيذه للوكالة‪ ،‬وبذلك يستطيع الموكل تقييم حسن أو سوء تصرفات‬
‫الوكيل‪.‬‬
‫ب‪ -‬التزام الموكل بإعالم الوكيل‪:‬‬
‫يتعين على الموكل تزويد الوكيل بكل البيانات المتعلقة بالبضاعة أو الخدمة موضوع عقد الوكالة حتى‬
‫تكتمل لديه المعرفة حولها ويستطيع التعامل مع الزبناء وهو على بينة من أمره‪ ،‬ويتعين عليه كذلك تمكينه‬
‫من كل الوثائق المفيدة المتعلقة بالبضاعة‪ ،‬ويفرض عليه هذا اإللتزام كذلك التصرف بما ال يتعارض مع‬
‫نشاط الوكيل‪ ،‬فلو عزم مثال على وقف تزويد الوكيل ببضاعة معينة‪ ،‬يتعين عليه إعالمه بقراره هذا خالل‬
‫أجل معقول‪.‬‬
‫‪ -2‬اإللتزامات الخاصة بكل طرف في عقد الوكالة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإللتزامات الخاصة بالوكيل التجاري‪.‬‬
‫أ – التنفيذ اإلحترافي للوكالة التجارية‪:‬‬
‫لقد ألزم المشرع في المادة ‪ 395‬من م‪.‬ت الوكيل التجاري بتنفيذ مهمته كرجل كفء‪ ،‬بحيث أن الوكيل‬
‫التجاري يتمتع بكامل الحرية في اختيار وسائل تنفيذ مهمته بحيث يمكن له أن يعد المعارض والمكاتب‬
‫الالزمة لعرض المنتجات والسلع على المستهلكين‪ ،‬ويستعين بوسائل الدعاية واإلعالن لترويج منتجات‬
‫التجار الذين وكلوه عنهم‪ .‬وقد يحدث أال يستطيع الوكيل إنجاز التصرفات موضوع الوكالة على الرغم من‬

‫‪1‬‬
‫المجهودات الكبيرة التي بذلها‪ ،‬فالوكيل التجاري عندما يتعاقد يتحمل اإللتزام بوسيلة وليس بنتيجة‪ .‬وبالتالي‬
‫ال يمكن إثارة مسؤوليته إال إذا ارتكب خطأ في تنفيذ مهمته‪.‬‬
‫ب – اإللتزام بالمحافظة على السر المهني‪:‬‬
‫تفرض الوكالة التجارية على الوكيل التجاري المحافظة على األسرار التي تتكون لديه أثناء تنفيذ الوكالة‪،‬‬
‫وال فرق في ذلك بين المعلومات التي أدلى بها إليه الموكل على سبيل السرية والمعلومات التي حصل‬
‫عليها بسبب العقد‪.‬‬
‫وبالفعل فإفشاء األسرار المحصل عليها خالل تنفيذ العقد يمكن أن يضر بمصلحة الموكل‪ ،‬وقد يتفق الطرفان‬
‫بمقتضى شرط السرية على وجوب المحافظة على سرية بعض المعلومات ذات الطابع التقني أو المالي‪،‬‬
‫ويشكل كشف هذه المعلومات للغير خرقا لإللتزام بالمحافظة على السر‪ ،‬وإفشاء الوكيل التجاري للسر‬
‫المهني يعرضه للمسائلة الجنائية والمدنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإللتزامات الخاصة بالموكل‪.‬‬
‫أ – التزام الموكل بتمكين الوكيل بسبل إنجاز مهمته‪:‬‬
‫هذا اإللتزام منصوص عليه في الفقرة األخيرة من م ‪ 395‬من م‪.‬ت " اإللتزام بتمكين الوكيل بسبل إنجاز‬
‫مهمته "‪ ،‬وبالفعل حتى يتمكن الوكيل من حسن تنفيذ مهمته‪ ،‬ال يجب أن يكتفي الموكل باإلدالء إليه‬
‫بالمعلومات الضرورية لتنفيذ عقد الوكالة‪ ،‬وإحاطته علما بالمعلومات المتعلقة بالسلع والخدمات محل عقد‬
‫الوكالة‪ ،‬أو تزويده بالوثائق المعرفة بالبضائع والخدمات فقط‪ ،‬وإنما ينبغي أن يقوم إضافة إلى ذلك برد‬
‫المصاريف‪ ،‬وبرد مبالغ التطبيقات والتعويض عن الخسائر‪ ،‬وتنفيذ ما اتفقوا عليه من التزامات وإال عد‬
‫مسؤوال مسؤولية عقدية‪.‬‬
‫ب – التزام الموكل بدفع أجرة الوكيل‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد مبلغ العمولة‪:‬‬
‫يعتبر تحديد مبلغ العمولة عنصرا أساسيا في العقد‪ ،‬ويتم تحديده بكل حرية من طرف الوكيل والموكل‪،‬‬
‫ومع ذلك ال يعتبر العقد باطال لعدم تحديد مبلغ العمولة‪ ،‬ففي غياب هذا اإلتفاق يتقاضى الوكيل العمولة وفقا‬
‫ألعراف المهنة‪ ،‬وفي حالة انعدامها يستحق الوكيل أجرا معقوال تحدده المحكمة – في حالة وجود نزاع –‬
‫أخذة بعين اإلعتبار مجمل العناصر المفيدة في العملية‪ ،‬والمبدأ العام ينص على أن العمولة ال تسقط نهائيا‬
‫إال في حالة وجود قوة قاهرة‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ الحق في العمولة‪:‬‬
‫أعلن المشرع عن حق الوكيل في األجرة بمقتضى المادتين ‪ 393‬و ‪ 398‬من م‪.‬ت مستبعدا بذلك مسألة‬
‫مجانية الوكالة‪ ،‬وبذلك فالحق في العمولة مرتبط بالعمليات التي ينجزها الوكيل في إطار عقد الوكالة‬
‫التجارية‪ ،‬ويجب التمييز في هذا الصدد بين العمليات المبرمة خالل سريان العقد وتلك المبرمة بعد انقضاء‬
‫العقد‪ .‬فبالنسبة للعمليات التي تتم خالل سريان العقد يستحق الوكيل التجاري عمولة عنها إذا أبرمها مع‬
‫شخص ينتمي إلى المنطقة الجغرافية أو إلى مجموعة األشخاص الذين كلفه الموكل بالتعامل معهم‪ ،‬وال يهم‬
‫إذا لم يتدخل الوكيل في هذه العملية كما ال يهم إن تمت العملية بواسطة وكيل آخر أو من طرف الموكل‬
‫نفسه‪ ،‬وال شك أن األخذ بحل مخالف من شأنه أن يؤدي إلى فشل اإللتزام بعدم المنافسة‪.‬‬
‫إضافة إلى هذا فإن الوكيل له الحق في العمولة " عند إبرام العملية بفعل تدخله "‪ " ...‬أو عند إبرامها‬
‫بمساعدة أحد من األغيار ممن سبق أن حصل سابقا على زبناء ألجل عمليات مماثلة "‪.‬‬
‫أما بعد انقضاء عقد الوكالة التجارية‪ ،‬فإن السؤال يطرح حول حق الوكيل في العمولة عن العمليات التي‬
‫يعقدها وكيل جديد في مرحلة ما بعد انقضاء العقد‪ ،‬لكن المفاوضات بشأنها تمت خالل سريان العقد على‬
‫يد الوكيل السابق؟‬
‫يستحق الوكيل العمولة عن هذه العمليات إذا توفرت الشروط الثالثة المنصوص عليها في المادة ‪ 400‬من‬
‫م‪.‬ت‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان أمر الزبون تم تسلمه من طرف الموكل أو الوكيل قبل توقف العقد‪.‬‬
‫‪ -‬أو إذا كانت العملية مترتبة أساسا عن النشاط الذي بذله خالل تنفيذ العقد‪ ،‬وأبرمت خالل أجل سنة‬
‫من تاريخ وقف العقد‪ ،‬خالفا للتشريع الفرنسي الذي كان أقل دقة حينما اشترط أن تبرم العملية‬
‫"خالل أجل معقول" من يوم توقف العقد‪.‬‬
‫وبالمقابل يفقد الوكيل حقه في العمولة " إذا ثبت أن العقد المبرم بين الموكل والزبون سوف ال ينفذ دون‬
‫أن يعزى ذلك لهذا األخير‪ ،‬ويرجع الوكيل التجاري التسبيقات التي سبق أن توصل بها في حالة فقدان الحق‬
‫في العمولة‪.‬‬
‫وبذلك وحدها القوة القاهرة تضع حدا للحق في العمولة وتعفي الموكل من أدائها‪ ،‬وبمفهوم المخالفة‪ ،‬يضل‬
‫الحق في العمولة قائما لفائدة الوكيل التجاري إذا كان الموكل هو المسؤول عن عدم التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -3‬كيفية أداء العمولة‪:‬‬
‫" تؤدى العمولة على األكثر‪ ،‬في اليوم األخير من الشهر الموالي لألشهر الثالثة التي استحقت فيها "‪ ،‬تعد‬
‫هذه القاعدة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة ‪ 401‬من م‪.‬ت من النظام العام لكونها تحمي‬
‫الوكيل التجاري كطرف ضعيف في عقد الوكالة التجارية‪ ،‬وبالتالي ال يمكن مخالفتها في اتجاه إطالة أجل‬
‫األداء‪.‬‬
‫وإذا لم يؤدي الموكل العموالت للوكيل في التاريخ المحدد‪ ،‬فإن الوكيل يتوفر على عدة خيارات منها إخطار‬
‫الموكل باألداء لتسري في مواجهته فوائد التأخير‪ ،‬واللجوء إلى القضاء للمطالبة بالعموالت وحدها‪ ،‬أو‬
‫العموالت والمصادقة على الفسخ الذي تسبب فيه الموكل لعدم تنفيذه التزامه التعاقدي‪ ،‬والمطالبة بالتعويض‬
‫عن إنهاء العقد‪.‬‬

‫‪ – 2‬إنهاء عقد الوكالة التجارية‪:‬‬


‫لقد وضع المشرع مجموعة من الشروط إلنهاء عقد الوكالة التجارية والتي تميزها عن إنهاء عقد الوكالة‬
‫المدنية بحيث أن الفصل ‪ 931‬من ق‪.‬ل‪.‬ع وفي إطار الوكالة المدنية قد نص " من حق الموكل أن ينهي‬
‫عقد الوكالة في أي وقت شاء " عكس الوكالة التجارية التي تتميز بالشروط التالية‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬القواعد المنظمة إلنهاء الوكالة التجارية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عدم كفاية اإلرادة المنفردة إلنهاء الوكالة التجارية دون تعويض الوكيل‪.‬‬
‫البد من توافق إرادتين إلنهاء عقد الوكالة التجارية الذي سبق إبرامه‪ ،‬باعتبار أن الوكالة التجارية تبرم من‬
‫أجل تحقيق مصلحة مشتركة للطرفين بحيث ال يمكن إلغائها بإرادة منفردة‪ ،‬بل البد من رضا الطرفين‬
‫المتبادل وعند إنهائها ألزم المشرع بالتعويض‪.‬‬
‫والمشرع اعتبر أن الرجوع في الوكالة التجارية لم يعد حرا‪ ،‬نظرا لحماية الوكيل التجاري ومصلحته التي‬
‫تتجلى في تمسكه باستمرار الوكالة التجارية فهو يكرس مجهودات كبيرة ومكلفة من أجل اجتذاب الزبناء‬
‫وإقناعهم بالثقة في بضائع الموكل‪ ،‬وال شك أنه مهدد بالحرمان من موارده بفعل إلغاء العقد من طرف‬
‫الموكل‪ ،‬وسيحرم من حصته في السوق ومن نصيبه في القيمة المشتركة بينه وبين الموكل‪ ،‬وهذه اآلثار‬
‫مترتبة بين الموكل والوكيل في حالة إنهاء العقد بإرادتين منفردتين وفقا لإللتزام باإلخطار واإلشعار طبعا‪،‬‬
‫وليس هناك تعويض إذا تم إلغاء العقد باإلرادة المنفردة للوكيل التجاري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإللتزام التبادلي باإلشعار‪.‬‬
‫أ‪ -‬النظام القانوني لإلشعار باإلنهاء‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلشعار باإلنهاء إجراء إلزامي في العقود غير محددة المدة‪:‬‬
‫استوجب المشرع بالنسبة لعقود الوكالة التجارية غير محددة المدة إشعارا متبادال إلنهاء العقد‪ ،‬بحيث أن‬
‫الفقرة الثانية من م ‪ 396‬من م‪.‬ت قد نصت على أنه " يمكن لكل طرف وضع حد لعقد غير محدد المدة‬
‫بتوجيه إشعار للطرف األخر "‪.‬‬
‫يتخذ هذا اإلشعار من قبل الطرف الذي بادر إلى إنهاء العقد فهو الذي يتعين عليه إعالم وإخطار أو إشعار‬
‫الطرف األخر بنيته في إنهاء العقد الرابط بينهما‪.‬‬
‫ويعتمد اإلشعار كذلك في إنهاء العقود محددة المدة التي تتحول إلى عقود غير محددة المدة باستمرار‬
‫أطرافها في تنفيذها بعد انصرام مدتها‪.‬‬
‫‪ -2‬أجل اإلشعار وشكله‪:‬‬
‫حدد المشرع األجل األدنى لإلشعار في الفقرة األولى من م ‪ 396‬من م‪.‬ت التي جاء فيها " إن أجل اإلشعار‬
‫شهر واحد بالنسبة للسنة األولى من العقد‪ ،‬وشهران بالنسبة للسنة الثانية منه‪ ،‬وثالثة أشهر ابتداء من السنة‬
‫الثالثة "‪ .‬وال يمكن اشتراط أجل أقل‪ ،‬بينما يمكن اشتراط أجل أطول‪ ،‬ويشترط أال يكون األجل المفروض‬
‫للموكل أقل من مدة األجل المفروض للوكيل‪ ،‬وفي حالة تحول عقد محدد المدة إلى عقد غير محدد المدة‪،‬‬
‫فإن احتساب مدة اإلشعار تراعي المدة المحددة للعقد المنصرمة‪ ،‬أما بخصوص تاريخ انتهاء األجل فهو‬
‫يوافق نهاية شهر ميالدي‪ .‬وخالل مدة اإلشعار يستمر تنفيذ عقد الوكالة التجارية بجميع مقتضياته وبنوده‬
‫دون تغيير‪ ،‬وتستمر التزامات وحقوق األطراف كما كانت في السابق‪ ،‬وتكمن أهمية اإلشعار في كونه ينبه‬
‫الوكيل إلى عدم إنفاق مصاريف في بيوعات مستقبلية‪.‬‬
‫مدونة التجارة لم تحدد شكل اإلشعار‪ ،‬ويمكن القول أن مصلحة الطرف الذي يبادر باإلنهاء تقتضي توجيه‬
‫رسالة مضمونة إلى الطرف األخر مع اإلشعار بالتوصل أو إشعاره بواسطة مفوض قضائي‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم احترام اإللتزام باإلشعار‪:‬‬
‫‪ -1‬التمييز بين عدم التنفيذ المبرر وغير المبرر‪:‬‬
‫قد يكون عدم تنفيذ اإلشعار باإلنهاء مبررا وقد يكون غير مبرر‪ ،‬ويتعين على الطرف الذي لم يحترم‬
‫اإلشعار تعويض الطرف اآلخر إذا كان لذلك مبرر‪ .‬وقد أعفى المشرع الموكل وحده من اإلشعار في حالة‬
‫ارتكاب الوكيل خطأ جسيم‪ ،‬ولم يعفي الوكيل منه في حالة ارتكاب الموكل خطأ جسيم (عكس المشرع‬
‫الفرنسي الذي نص‪ " :‬بسبب ارتكاب أحد الطرفين خطأ جسيم ")‪.‬‬
‫وفي حالة أن الموكل لم يحترم اإللتزام باإلشعار فيستحق الوكيل التجاري التعويض في جميع الحاالت التي‬
‫ينهي فيها الموكل العقد كأن ينهي نشاطه الصناعي موضوع الوكالة التجارية‪ ،...‬ويستحق التعويض كذلك‬
‫في جميع الحاالت التي يخالف فيها الموكل مقتضيات العقد أو يخل بالتوازن التعاقدي ويستحق الوكيل‬
‫التعويض أيضا حتى ولو أنهى الموكل العقد بسبب وفاة الوكيل أو تدهور صحته بفعل السن أو المرض‪.‬‬
‫يكرس الحق في التعويض مفهوم المصلحة المشتركة المنصوص عليها في الفقرة األولى من م ‪ 395‬من‬
‫م‪.‬ت وبالتالي فهو يجد تبريره في كون واقعة اإلنهاء تؤدي إلى حصول خسارة أكيدة بالنسبة للوكيل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬انقضاء الحق في التعويض‪:‬‬
‫يتعلق األمر هنا بسقوط الحق‪ ،‬فالوكيل يفقد حقه في التعويض عن إنهاء العقد لعدم إفصاحه عن نيته في‬
‫المطالبة بالتعويض‪ ،‬لكن سقوط حقه ال ينصب إال على التعويض عن اإلنهاء وليس على باقي الحقوق‬
‫األخرى التي يمكنه المطالبة بها عند نهاية العقد‪ ،‬كالعموالت غير الواردة‪ ،‬أو التعويض عن عدم تنفيذ‬
‫اإللتزام باإلشعار‪ ،‬وهذا ما نصت عليه الفقرة األولى من م ‪ 402‬من م‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ -3‬مبالغ التعويض‪:‬‬
‫التعويض عبارة عن مبلغ مالي يتعين على الموكل دفعه للوكيل التجاري بمناسبة إنهاء عقد الوكالة التجارية‪،‬‬
‫فاإلنهاء يحرمه من نصيبه في تسويق بضائع الموكل‪ ،‬ويفقده أحد أصول مقاولته وأحد دعائم نشاطه‪ ،‬بينما‬
‫يحتفظ الموكل بكامل الحصة‪ ،‬ولذلك فإنهاء العقد يشكل في حد ذاته ضررا‪.‬‬
‫يشمل التعويض عدة عناصر منها‪ :‬المصروفات التي أنفقها الوكيل على مكاتبه ومحالته التي أنشأها من‬
‫أجل مباشرة نشاطه‪ ،‬ونفقات الدعاية وما يعادل فقده للزبناء‪.‬‬
‫وبالنظر إلى أن التعويض الذي يستحقه الوكيل يقبل األداء في حقيقته منذ الوقت الذي تم فيه وضع حد‬
‫للتعاون بين الطرفين‪ ،‬فإن الضرر الذي يلحق الوكيل التجاري يعتبر متحققا منذ تاريخ إنهاء العقد‪.‬‬
‫اإلستثناءات‪:‬‬
‫باستثناء القوة القاهرة‪ ،‬هناك ثالث حاالت فقط يمكن أن تحول دون استحقاق التعويض وهي‪:‬‬
‫‪ -‬خطأ جسيم ارتكبه الوكيل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬استقالته الغير المبررة‪.‬‬
‫‪ -‬تفويته للعقد‪.‬‬
‫أ – الخطأ الجسيم‪ :‬ينص المشرع في الفقرة الثالثة من م ‪ 402‬من م‪.‬ت على أن الوكيل التجاري ال يستحق‬
‫أي تعويض إذا ما تم إنهاء العقد بسبب خطأ جسيم‪.‬‬
‫ويعد الخطأ الجسيم كل ما يمس بالغاية المشتركة للوكالة ذات المصلحة المشتركة‪ ،‬وال يمكن معه اإلبقاء‬
‫على الرابطة التعاقدية‪.‬‬
‫ويذهب بعض الفقه إلى أن عبء إقامة الحجة على توافر الخطأ الجسيم يقع على عاتق الموكل ألن التزام‬
‫الوكيل التجاري التزام بوسيلة وليس التزاما بتحقيق نتيجة وإلثبات صدور خطأ جسيم من الوكيل التجاري‬
‫يجب على الموكل تقديم دليل على أن الوكيل مس فعال بالمصلحة المشتركة كأن يكون وكيال في ذات‬
‫الوقت عن موكل منافس لموكله دون موافقة هذا األخير‪ ،‬والمحكمة هي من تحدد الخطأ الجسيم وتميزه إن‬
‫كان جسيما فعال أم أنه خطأ عادي يمكن تجاوزه‪.‬‬
‫ولكن ثبوت خطأ في جانب الوكيل التجاري ال يؤدي إلى حرمانه من التعويض إذا كان مبررا بتصرف‬
‫خاطئ قام به الموكل نفسه‪.‬‬
‫ب – التوقف الناجم عن فعل الوكيل التجاري‪ :‬ينص المشرع في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 402‬من م‪.‬ت‬
‫على أن الوكيل التجاري ال يستحق أي تعويض " إذا ما كان التوقف ناجما عن فعل الوكيل التجاري ما لم‬
‫يكن مبررا بظروف تنسب إلى الموكلين أو عن اإلستحالة التي وجد فيها الوكيل التجاري بكيفية معقولة‬
‫وحالت دون متابعة نشاطه بسبب سنه أو عاهة أو مرض "‪.‬‬
‫يمكن للوكيل التجاري إذن إلغاء العقد بإرادته المنفردة‪ ،‬وهو ما يحرمه من حقه في التعويض‪ ،‬كما أنه‬
‫يصبح مسؤوال عن الضرر الالحق بالموكل من جراء اإلنهاء‪ ،‬كأن يقدم استقالته مثال ما لم تكن هذه‬
‫اإلستقالة مبررة بظروف أو بخطأ ارتكبه الموكل نفسه‪.‬‬
‫ج – تفويت الوكيل التجاري لحقوقه والتزاماته إلى الغير‪ :‬ينص المشرع في الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 402‬من‬
‫م‪.‬ت على أن الوكيل التجاري ال يستحق أي تعويض " إذا ما قام بتفويت حقوقه والتزاماته العقدية إلى الغير‬
‫باتفاق الموكل "‪ ،‬ويقصد بذلك الحقوق واإللتزامات التي تخولها له الوكالة التجارية‪.‬‬
‫لقد جعل المشرع إذن وبشكل واضح من الوكالة التجارية عقدا متعلقا بالذمة المالية للوكيل والذي من حقه‬
‫أن يفوتها إلى ورثته‪ ،‬لكن يشترط قبول الموكل انتقال العقد إلى هؤالء الورثة‪ ،‬وإذا رفض فإنه يمنحهم‬
‫التعويض الواجب للوكيل نتيجة انتهاء العقد بسبب وفاة هذا األخير‪ ،‬وهذا ما تؤكده الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 402‬من م‪.‬ت التي جاء فيها ما يلي‪ " :‬يستفيد ذوو حقوق الوكالة التجارية من نفس حق التعويض في حالة‬
‫توقف العقد بسبب وفاة مورثهم "‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إن الحماية التي وفرها المشرع للوكالء التجاريين عندما تكون الوكالة ذات مصلحة مشتركة تكمن في‬
‫اإللقاء على عاتقهم عدة التزامات آمرة في عالقتهم بموكلهم‪ ،‬وبهذا يكون المشرع قد وفق بين الموكلين‬
‫والوكالء‪ .‬وذلك بإقامة نوع من التوازن بين حقوقهم وواجباتهم ويشكل هذا التوازن تأكيدا تشريعيا لمفهوم‬
‫الوكالة ذات المصلحة المشتركة في مادة الوكالة التجارية‪.‬‬
‫عقد التأمين‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ظهر التأمين ألول مرة عندما كان هناك خط تجاري يربط بين البندقية و سقلية‪ ،‬وبعدها تطور هذا القانون‬
‫مع تطور الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية‪ ،‬كما ازداد تطوره في القرن ‪ 19‬والقرن ‪ 20‬بعد ظهور‬
‫الدول التي تسمى بالدول الغنية‪ ،‬فكلما كانت الدولة غنية ازداد الطلب على التأمين فيها‪ ،‬أما في المغرب‬
‫فمع دخول المستعمر سحب معه هذا العقد لحماية مصالحه ومستوطنيه فبدأت أولى بوادر التأمين بالمغرب‬
‫من خالل منح امتيازات لبعض الشركات األوروبية منها شركات إسبانية وفرنسية‪ ،‬والتي فتحت فروعا‬
‫لشركات التأمين في البداية بمنطقة طنجة الدولية وبعدها في مناطق األخرى‪.‬‬
‫هكذا بدأ التأمين حيث كان في البداية يقتصر على التأمين البحري لينتقل بعد ذلك إلى تأمين بري وجوي‪.‬‬
‫والتأطير القانوني الذي عرفه التأمين كان منذ بداية التسعينات‪ ،‬حيث حاول المشرع جمع شتات جميع‬
‫النصوص القانونية المتعلقة بالتأمين في مدونة شاملة وهي مدونة التأمينات‬
‫وظهرت المدونة إلى حيز الوجود سنة ‪ ،2002‬وطرأت عليها تعديالت وتغييرات فيما بعد‪ ،‬أولى هذه‬
‫التغييرات كان القانون ‪ 39-05‬الصادر سنة ‪ 2006‬الذي عدل وتمم مدونة التأمينات‪.‬‬
‫بعدها جاء القانون ‪ 13-59‬الذي تعلق بالتأمين التكافلي والذي بموجبه عدلت وتممت المادة األولى من‬
‫مدونة التأمينات‪ ،‬كذلك ضمنت في نفس القانون الصادر في سنة ‪ 2016‬التأمين على مخاطر البناء‪.‬‬
‫ثم القانون ‪ 14-110‬الصادر في نفس السنة (‪ ،)2016‬جاء بأساس لتغطية حوادث الكوارث سواء كانت‬
‫طبيعية أو من صنع اإلنسان‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫الفرق بين الخطر والكارثة‪ :‬هو أن الخطر يكون متوقع والكارثة تكون غير متوقعة‪.‬‬
‫مفهوم التأمين‪:‬‬
‫إن المشرع المغربي وخالفا لباقي التشريعات المقارنة أعطى تعريفا لمفهوم التأمين‪ ،‬حيث عرف عقد‬
‫التأمين بأنه‪ " :‬هو اتفاق بين المأمن والمكتتب من أجل تغطية خطر ما‪ ،‬ويحدد هذا اإلتفاق اإللتزامات‬
‫المتبادلة "‪.‬‬
‫إال أن هذا التعريف لقى انتقادا واسعا من طرف فقهاء القانون وذلك من عدة جوانب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أن هذا التعريف ال يبرز خصوصية عقد التأمين حيث أن عقد التأمين يتميز بثالثة أركان وهي الخطر‬
‫واألقساط التي يدفعها المكتتب (المأمن له)‪ ،‬ومبلغ التأمين الذي يعطيه المأمن‪ ،‬إال أن المشرع في هذا‬
‫التعريف ذكر فقط الخطر وأغفل الركنين األخرين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬باإلضافة إلى هذا استتبعها بعبارة عامة قد تنطبق على جميع العقود وهي‪ " :‬ويحدد هذا اإلتفاق‬
‫اإللتزامات المتبادلة "‪ ،‬فجميع العقود تستلزم التزامات متبادلة‪ ،‬فالمشرع لم يكن دقيقا في تحديد هذه‬
‫اإللتزامات‪.‬‬
‫عناصر التأمين‪:‬‬
‫للتأمين ‪ 3‬عناصر أساسية‪:‬‬
‫‪ -1‬التأمين كنشاط‪ :‬التأمين هو نشاط أضفى عليه المشرع الصبغة التجارية‪ ،‬تقوم به شركة معينة‪ ،‬وهذه‬
‫الشركة تكون متخصصة في هذا النوع من األنشطة التجارية‪ ،‬وال بد أن تكون خاضعة إلى تنظيم محكم‪،‬‬
‫هذا التنظيم ينقسم إلى شقين‪:‬‬
‫أ‪ -‬تنظيم مراقباتي‪ :‬يتعلق بالرقابة‪ ،‬وتقوم به هيئة وطنية وهي هيئة مراقبة التأمينات واإلحتياط اإلجتماعي‪،‬‬
‫ودور هذه الهيئة مراقبة شركات التأمين من خالل نقطتين أساسييتين‪ ،‬األولى تتعلق بمدى مطابقتها‬
‫للنصوص القانونية المتعلقة بإنشاء شركة التأمين‪ .‬النقطة الثانية من حيث مدى قدرتها على أدائها اللتزاماتها‬
‫تجاه المكتتبين (المأمن لهم)‪ ،‬أو المستفيدين‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنظيم مالي‪ :‬وهي جانب أساسي ومهم ألن هذه الشركة تقوم بجمع األموال أي جمع احتياط مالي والذي‬
‫بدوره تعوض به األشخاص الذين يتعرضون لألضرار المأمنين عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬عملية التأمين‪ :‬باعتبارها عملية تحتاج إلى عناصر فنية‪ ،‬تقنية‪ ،‬ومحاسباتية وهذه العملية هي جانب‬
‫خفي ال تظهر للمكتتب أثناء إبرام العقد‪ ،‬مثال‪ :‬شركة تأمين تأمن على خطر معين‪ ،‬فتجمع جميع المكتتبين‬
‫الذين يريدون التأمين على خطر ما‪ ،‬فأصحاب التأمين على الحريق مثال في جهة والسرقة في جهة وترجع‬
‫بعد ذلك إلى إحصاءات السنوات السابقة‪ - ،‬باعتبارها شركة متمرسة حيث تمارس عملها بكفائة لمدة‬
‫سنوات طويلة ‪ -‬ثم تقوم بعملية اإلحتمال وهي عملية حسابية رياضية في شقها المتعلق بعلم االئتمانات‬
‫فتحتسب عدد األشخاص الذين أمنت لهم ضد السرقة مثال ثم تحتسب عدد األشخاص الذين تعرضو للسرقة‬
‫فعال‪ ،‬والمبالغ التي كلفتها لتعويض ذلك الخطر من خالل ما يسمى بالمقاصة‪( .‬المقاصة هو استخراج‬
‫عنصر سلبي من عنصر إيجابي) فالعنصر اإليجابي هو المدخرات التي جمعتها شركة التأمين‪ ،‬أما العنصر‬
‫السلبي فهو مبلغ التأمين عن الخطر المأمن عليه‪.‬‬
‫‪ -3‬عقد التأمين‪:‬‬
‫تعريف عقد التأمين‪ :‬هو اتفاق بين طرفين (المأمن والمكتتب أو المأمن له)‪ ،‬يلتزم المكتتب بأداء أقساط‬
‫مقابل تغطية خطر معين من خالل أداء مبلغ محدد من قبل المأمن في حالة إذا وقوع الخطر المأمن عليه‪.‬‬
‫خصائص عقد التأمين‪:‬‬
‫من حيث التكوين‪:‬‬
‫‪ -1‬عقد رضائي‪ :‬بمعنى أنه يكفي فيه توافق اإلرادتين وذلك باإليجاب والقبول من قبل الطرفين إلنشاء عقد‬
‫التأمين‪ ،‬أي أن المشرع لم يتطلب في هذا العقد أي شكلية للكتابة‪ ،‬واستلزم شكلية لإلثبات‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد إذعان‪ :‬وذلك ألن المكتتب أو المأمن له ليس له الحق في مناقشة الشروط المضمنة في وثيقة عقد‬
‫التأمين فإما أن يقبلها جملة أو يرفضها‪.‬‬
‫من حيث المضمون‪:‬‬
‫‪ -1‬عقد احتمالي‪ :‬أي أن الطرفين ال يعرفان مقدار ما يعطيانه مقابل ما سيحصالن عليه أثناء إبرام العقد‬
‫مثال‪ :‬شخص اشترى سيارة وأمن عليها بمبلغ ‪ 6000‬درهم سنويا وبمجرد ما أبرم العقد وأدى القسط‬
‫األول‪ ،‬تعرضت السيارة للحريق فشركة التأمين في هذه الحالة تكون مجبرة على أداء التعويض‪.‬‬
‫إذن فشركة التأمين لم تكن تعلم بأن السيارة ستتعرض لحريق مباشرة‪ ،‬أو ربما ستتعرض له بعد سنوات‪،‬‬
‫أو ربما لن تتعرض له أبدا‪.‬‬
‫كما أنه قد يكون تأمين على سيارة لسنوات طويلة ولكن السيارة لم تتعرض ألي خطر‪ ،‬فالمكتتب في هذه‬
‫الحالة ال يستفيد من أي تعويض‪.‬‬
‫ولهذا سمي هذا العقد بالعقد اإلحتمالي لكال الطرفين‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد المعاوضة‪ :‬أي أن كل طرف يأخذ مقابل لما يعطيه لألخر عكس عقود التبرع التي تكون بدون‬
‫مقابل‪.‬‬
‫‪ -3‬عقد ملزم للجانبين‪ :‬أي أنه يرتب التزامات متبادلة بين الطرفين‪.‬‬

‫من حيث التنفيذ‪:‬‬


‫‪ -1‬عقد زمني مستمر‪ :‬حيث أن عقد التأمين يعد عنصر الزمن عنصر أساسي في وجوده‪ ،‬فهو عكس العقد‬
‫الفوري‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد التأمين من عقود حسن النية‪ :‬القاعدة األساسية أن جميع العقود يجب أن تبرم بحسن نية وفقا‬
‫للفصل ‪ 103‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬إال أن هذا العقد من أكثر العقود التي يتطلب فيها حسن النية ألن المأمن يضع‬
‫مجموعة من الشروط من بينها أنه على المكتتب أن يضع مجموعة من البيانات الشخصية ومن المفترض‬
‫أن تلك البيانات صحيحة‪ ،‬كذلك المعلومات المتعلقة بالخطر المأمن عليه والتي يجب أن تكون صحيحة‬
‫كذلك‪ ،‬مثال‪ :‬كأن يكون شخص يعمل في مصنع للمالبس بمواد عادية غير مضرة‪ ،‬ولكنه يضمن معلومات‬
‫في عقد التأمين مفادها أنه يتعامل مع مواد خطيرة تأثر على صحته‪.‬‬
‫أنواع التأمين‪:‬‬
‫من حيث الشكل‪:‬‬
‫‪ -1‬التأمين التعاضدي التعاوني‪ :‬وهم مجموعة من األشخاص ينشؤون شركة‪ ،‬وهم الذين يأمنون على‬
‫المخاطر التي قد تصيبهم بأنفسهم‪.‬‬
‫وهذه الشركة ال تهدف إلى الربح ألنها شركة تضامنية تعاضدية‪ ،‬بمعنى أنها تجمع اشتراكات من األشخاص‬
‫الذين يكونون هذه المقاولة وتأمنهم على خطر معين‪ ،‬وما يتبقى من مال بعد انتهاء السنة المالية تقسمه على‬
‫باقي المشتركين وهو ما يسمى (بالرديد)‪.‬‬
‫‪ -2‬التأمين بأقساط ثابتة‪ :‬شركة التأمين هي شركة تجارية القصد من عملها هو تحقيق الربح من خالل‬
‫القيام بعمليات اإلحصاء والمقاصة‪ ،‬وذلك بجمع أقساط‪ ،‬وسميت بهذا اإلسم ألنها ال يمكن أن ترجع فيما‬
‫بعد على المشتركين بأقساط إضافية بمعنى أن األقساط تبقى ثابتة طول مدة ممارسة الشركة لنشاطها‪.‬‬
‫من حيث الموضوع‪:‬‬
‫‪ -1‬تأمين اجتماعي‪ :‬وهو التأمين الذي يهدف الطبقة الشغيلة‪ ،‬من خالل تغطية المخاطر التي قد تهددها‪،‬‬
‫مثل األمراض المهنية والحوادث المهنية والعطالة‪.‬‬
‫وهذا التأمين يمتاز بخاصية التضامن اإلجتماعي‪ ،‬كما أنه ال يهدف إلى الربح‪ ،‬تديره الدولة من خالل‬
‫الصندوق الوطني للضمان اإلجتماعي‪ ،‬بمقابل اقتطاعات يأديها أرباب العمل والطبقة الشغيلة‪.‬‬
‫‪ -2‬التأمين الخاص‪ :‬وهذا النوع هو الذي نظمه المشرع في مدونة التأمينات‪ ،‬ويلجأ األفراد في األصل إلى‬
‫هذا التأمين اختياريا‪ ،‬لكن استثناءا هناك تأمين إجباري كالتأمين على العربات ذات محرك‪.‬‬
‫وينقسم هذا التأمين الخاص إلى ‪ 3‬فروع أ‪ -‬التأمين البحري‪ ،‬ب‪ -‬التأمين الجوي‪ ،‬ج‪ -‬التأمين البري‪ ،‬كما‬
‫انضافت إلى هذا التأمين نوع أخر وهو التأمين على مخاطر البناء بمقتضى تعديل ‪.2016‬‬
‫أ‪ -‬التأمين البحري‪ :‬وهو من أقدم التأمينات التي ظهرت قديما‪ ،‬ويهدف إلى تأمين السفن من األخطار التي‬
‫قد تصيبها وما قد يصيب ما تحمله من أمتعة وبضائع‪.‬‬
‫ب‪ -‬التأمين الجوي‪ :‬وهو تأمين يهم الطائرات وما تحمله من أمتعة وبضائع وأشخاص خالفا للنقل البحري‬
‫الذي اقتصر على األمتعة والبضائع‪.‬‬
‫ج‪ -‬التأمين البري‪ :‬وهو كل ما يخرج عن ما هو تأمين جوي وبحري‪ ،‬وينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التأمين على األضرار‪ :‬هو كل تأمين يتعلق بمال أو بشيء ذو قيمة مادية‪ ،‬وهو تأمين ينصب على‬
‫المخاطر التي قد تصيب هذه األموال كالسرقة‪ ،‬وهذا التأمين بدوره مقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬تأمين على األشياء‪ :‬وهو أي شيء قد يرى المكتتب أنه له ضرورة في تأمينه‪ ،‬وقد يكون الشيء منقوال‬
‫أو عقارا كسيارة‪ ،‬قطعة أرض‪ ،‬بناية‪...‬‬
‫‪ -‬تأمين على المسؤولية‪ :‬وهو من أهم األنواع المستحدثة التي فرضتها التطورات اإلقتصادية واإلجتماعية‬
‫التي عرفتها المجتمعات‪ ،‬ويقصد به التأمين على المسؤولية المدنية‪ ،‬مثال شخص يزاول نشاط أو مهنة‬
‫معينة قد يحدث هذا النشاط أو المهنة أضرار تصيب األخرين وهذه األضرار هي التي يأمن عليها الشخص‪،‬‬
‫وفي حالة حدوثها يلتزم المأمن بدفع قيمة تلك األضرار إلى الشخص المضرور (كالمتعاقدين مثل األجراء‬
‫في إطار المسؤولية العقدية أو أشخاص عاديين في إطار المسؤولية التقصيرية)‪.‬‬
‫ويختلف التأمين على المسؤولية عن التأمين على األشياء في كون التأمين على األشياء يقتصر على طرفين‬
‫وهما المأمن له (المكتتب) وشركة التأمين‪ ،‬أما في التأمين على المسؤولية فلدينا ‪ 3‬أطراف وهم‪ :‬المأمن له‬
‫وشركة التأمين والغير‪.‬‬
‫فهذا الغير يرفع دعوى على شركة التأمين التي تلتزم بأداء التعويض وهي التي تمثل صاحب الضرر أمام‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التأمين على األشخاص‪ :‬وينقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التأمين على الحياة‪ :‬ويختلف عن التأمين على األضرار بكون التأمين على األضرار هو حين يكون‬
‫خطر أدى إلى إحداث ضرر‪ ،‬حيث تتدخل شركة التأمين إلصالحه وتعديله وتعويضه‪ ،‬أما التأمين على‬
‫الحياة فهو ال ينصب على األضرار بل هو تأمين يقوم على الرسملة واإلدخار‪ ،‬أي أن شركة التأمين تدخر‬
‫األقساط التي يدفعها المأمن له أو المكتتب باإلضافة إلى مبلغ من األرباح التي تجنيها من استثمار هذه‬
‫األموال المدخرة‪ ،‬وتحتفض بجزء من الربح للمأمن له‪ ،‬وعند وفاة المأمن له أو المكتتب يحصل ورثته أو‬
‫المستفيدين على ذلك المبلغ من التأمين‪ ،‬ويكون المبلغ محدد سلفا بين المكتتب وشركة التأمين عند إبرام‬
‫العقد باإلضافة إلى جزء من الربح نتيجة استثمار تلك األقساط التي أداها المكتتب‪ .‬وهو تأمين ادخاري‬
‫وليس تأمين تعويضي ألنه ال يعوض عن ضرر بل عن حياة‪.‬‬
‫‪ -‬التأمين عن اإلصابات‪ :‬يتعلق بجميع المخاطر التي قد تصيب الشخص في ذاته‪ ،‬سواء كانت إصابة دائمة‬
‫أو مؤقتة وهذا عكس التأمين على الحياة ألنه يقتصر فقط على إصابة وليس على وفاة‪ ،‬وهو تأمين جماعي‬
‫تفرضه أندية رياضية أو مدارسة خاصة أو عمومية‪.‬‬
‫أركان عقد التأمين‪:‬‬
‫وهي األسس التي يقوم عليها عقد التأمين وهي ‪ 3‬أركان‪ -1 :‬الخطر المأمن منه‪ -2 ،‬قسط التأمين‪ -3 ،‬مبلغ‬
‫التأمين‪.‬‬
‫وهذه األركان أساسية وضرورية من الناحية القانونية و من الناحية الفنية‪.‬‬
‫فمن الناحية القانونية يرجع ذلك إلى أنه لكل عقد أركان ولوال تلك األركان لكان العقد باطال‪.‬‬
‫‪ -1‬الخطر المأمن منه‪ :‬هو محل العقد ألن العقد هنا ينصب على الخطر‪.‬‬
‫المحل في القواعد العامة ل ق‪.‬ل‪.‬ع يجب أن يكون موجودا أثناء التعاقد أو محتمل الوجود مستقبال‪.‬‬
‫والمحل في عقود التأمين يشترط فيه أن يكون محتمل الوجود‪ ،‬بمعنى أال يكون مستحيال وال أن يكون واقعا‬
‫حتما‪ ،‬وإال كان العقد باطال‪.‬‬
‫مثال‪ :‬كأن تكون بناية آيلة للسقوط ويعلم بها صاحبها فيلجأ إلى شركة تأمين ليأمن عليها‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫يكون العقد باطال بسبب عدم حسن النية‪ ،‬وبسبب حتمية وقوع الخطر‪.‬‬
‫أما إذا كان حدوث الخطر مستحيال‪ ،‬فيكون المأمن له هو المتضرر من هذا النوع من التأمين ألنه يأدي‬
‫أقساط بدون مقابل‪.‬‬
‫ويشترط في الخطر أيضا أال يتعلق بإرادة أحد الطرفين‪ ،‬أي أنه يجب أن يكون متروك للصدفة‪ ،‬بمعنى‬
‫يجب أال يكون ألحد الطرفين يد فيه خاصة المأمن له‪ ،‬حيث نص المشرع في الفقرة الثانية من م ‪ 17‬من‬
‫مدونة التأمينات على أنه‪" :‬ال يلتزم المأمن بتغطية األضرار الناتجة عن فعل المأمن له المتعمدة أو‬
‫التدليسية"‪.‬‬
‫أما إذا كانت أخطاء غير عمدية أدت إلى أضرار فتلتزم شركة التأمين بالتعويض عن األضرار‪ .‬وفقا للفقرة‬
‫األولى من م ‪ 17‬من م‪.‬التأمينات‪.‬‬
‫وأخيرا يشترط فيه أن يكون مشروعا غير مخالف للنظام العام‪ ،‬بمعنى أن يكون النشاط الذي يقوم به المأمن‬
‫له بحد ذاته مشروعا‪.‬‬
‫‪ -2‬قسط التأمين‪ :‬هو المقابل الذي يدفعه المأمن له مقابل تغطية خطر ما‪ ،‬وهذا المقابل يسمى قسطا‬
‫عندما يتعلق بشركات التأمين ويسمى اشتراكا إذا تعلق األمر بشركات تعاضدية تعاونية‪.‬‬
‫وتحديد القسط مهم من الناحية القانونية ألنه ركن أساسي من أركان العقد وإن لم يوجد فالعقد باطل من‬
‫األساس‪.‬‬
‫ومن الناحية الفنية فهو الذي تعتمد عليه شركات التأمين‪ ،‬من خالل جمعه في شكل رصيد ومن خالل ذلك‬
‫الرصيد تعوض به األشخاص الذين تعرضوا لخطر ما‪.‬‬
‫ويتم تحديد الخطر من قبل شركة التأمين كالتأمين على سرقة أو مسؤولية أو إصابة‪ ،...‬ثم تحديد الشيء‬
‫الذي سيقع عليه التأمين كسرقة مصنع أو سرقة سيارة‪ ،...‬ويجب أن يكون القسط يوازي الخطر‪ ،‬فالتأمين‬
‫على سيارة ليس كالتأمين على مصنع‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالتأمين على األموال فيجب على المأمن له أن يصرح بقيمة الشيء المأمن عليه‪ ،‬لكي تحدد‬
‫شركة التأمين قيمة التعويض الذي سيكلفها‪ ،‬وهذا عكس التأمين على األشخاص الذي يكون منذ البداية‬
‫متفق على قيمة مبلغ التأمين‪.‬‬
‫والقسط نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسط صرف‪ :‬وهو ذلك المبلغ من القسط الذي يساوي الخطر‪.‬‬
‫ب‪ -‬عالوات القسط‪ :‬هي التكاليف التي تتكلف بها شركة التأمين أثناء إبرام العقد وأثناء سريانه‪ ،‬سواء‬
‫كانت ضرائب‪ ،‬أو مصاريف متعلقة باإلجارة‪.‬‬
‫‪ -3‬مبلغ التأمين‪ :‬وهو المبلغ الذي يلتزم المأمن بأدائه أثناء وقوع الخطر المأمن منه‪.‬‬
‫ومبلغ التأمين ينقسم إلى نوعين األول يتعلق باألشخاص والثاني باألضرار‪ ،‬وقد تم التنصيص عليهما في‬
‫المادة األولى من مدونة التأمينات‪.‬‬
‫فالتأمين على وفاة شخص مثال ليس تأمين ضرر يجعل شركة التأمين تتدخل لتعويضه بل تعوضه بعد‬
‫وفاته‪.‬‬
‫أما التأمين على األضرار فالشركة تتكفل بجميع األضرار التي يحدثها خطر معين‪.‬‬
‫وبالنسبة لمبلغ التأمين ففي الغالب يكون نقديا‪ ،‬وفي بعض األحيان قد يكون عينيا‪.‬‬
‫إبرام عقد التأمين‪:‬‬
‫عقد التأمين هو عقد خاص‪ ،‬في جزء منه يخضع للقواعد العامة المنصوص عليها في ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬وفي جزء‬
‫منه يخضع لمدونة التأمينات في الكتاب األول المعنون بعقد التأمين‪.‬‬
‫عقد التأمين من الناحية القانونية‪:‬‬
‫‪ -1‬أطراف العقد‪:‬‬
‫أ‪ -‬المأمن‪ :‬مدونة التأمينات أوجبت أن يكون المأمن مقاولة‪ ،‬قد تتخذ شكل شركة مساهمة أو شركة تعاضدية‬
‫تعاونية‪ ،‬وهذه الشركة ال يمكنها بدأ نشاطها إال بعد الحصول على إذن من طرف هيئة مراقبة التأمينات‬
‫واإلحتياط اإلجتماعي‪ ،‬وهي الهيئة المكلفة بالتقنين والمراقبة حيث تراقب شركات التأمين منذ نشأتها حتى‬
‫انحاللها‪.‬‬
‫وعند أخذ هذه الشركة اإلذن يمكنها ممارسة نشاطها في الشركة األم أو تفتح فروع أخرى لتغطية أكبر‬
‫لمناطق أخرى‪ ،‬لكن فتح هذه الفروع يحتاج إلى إذن أيضا من نفس الهيئة حتى تبقى هذه الهيئة على اطالع‬
‫على جميع األنشطة المتعلقة بالشركة‪.‬‬
‫وقد تستعين الشركة في حالة إذا تعذر عليها التواصل مع زبائنها أو عدم كفاية معداتها اللوجيستيكية‬
‫بالوساطة‪ ،‬وحدد المشرع هذه الوساطة في نوعين‪:‬‬
‫‪ -1‬سماسرة التأمين‪ :‬فرض المشرع على سمسار التأمين أن يكون عبارة عن شركة تتخذ إما شكل شركة‬
‫مساهمة أو شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬أي أن يكون شخصا اعتباريا وليس شخصا ذاتيا‪ ،‬يقوم فقط‬
‫بتقريب وجهات النظر وال يتدخل في إبرام العقد وال في تنفيذه‪ ،‬وقد يلتزم بتسلم أقساط التأمين من المأمن‬
‫له‪ ،‬إال أنه إذا قام بعملية تتعلق بتنفيذ العقد سواء تلقي التصريحات أو تلقي بوليصات التأمين أو إن أخذ‬
‫قسطا من األقساط المتعلقة بالعقد فجميع هذه التصرفات يجب أن تكون بإذن خاص من طرف شركة‬
‫التأمين‪.‬‬
‫‪ -2‬وكالء التأمين‪ :‬وهم إما وكالء التأمين أو سعاة التأمين‪ ،‬ويكونون إما أشخاص ذاتيين أو اعتباريين‪،‬‬
‫عكس سماسرة التأمين الذين يلزم المشرع أن يكونوا أشخاص اعتباريين‪.‬‬
‫أوال‪ :‬وكالء التأمين‪ :‬ويكون إما وكيل مفاوض أو وكيل عام‪ ،‬فالوكيل المفاوض تكون له مسؤوليات أوسع‬
‫وأشمل‪ ،‬فله إمكانية التفاوض في شأن شروط العقد‪ ،‬وكذا إمكانية تعديل هذه الشروط وإنهاء العقد‪ ،‬والفرق‬
‫الجوهري بين وكالء التأمين وسماسرة التأمين هو أن وكالء التأمين يبرمون العقد باسم ولحساب شركة‬
‫التأمين أو بحسابها واسمه هو حسب ما إذا كان وكيل تجاري أو وكيل بعمولة عكس السمسار الذي يقرب‬
‫وجهات النظر وال يتدخل في إبرام العقد‪.‬‬
‫أما الوكيل العام فصالحياته أضيق حيث أنه يبرم العقد ولكن يقوم فقط بعرض نماذج العقود التي تملكها‬
‫مسبقا شركة التأمين على الزبائن وكذلك التغطيات المحددة لسقفها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬سعاة التأمين‪ :‬وهم المستخدمين أو األجراء الذين إما يشتغلون لحساب شركات التأمين وإما يشتغلون‬
‫لشركة سمسرة‪ ،‬ودورهم األساسي هو البحث على الزبائن ويتلقون أجور مقابل عملهم عكس الوكالء‬
‫والسماسرة الذين يتلقون عمولة‪ ،‬كما يخضعون لمدونة الشغل‪ ،‬بخالف السماسرة والوكالء الذين يخضعون‬
‫لمدونة التجارة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المأمن له‪ :‬وهو الطرف الثاني في العقد وقد يتخذ إحدى الصفات الثالث‪( ،‬المكتتب أو المأمن له أو‬
‫المستفيد)‪ ،‬وفي الغالب قد تجتمع هذه الصفات الثالث وقد تتفرق بحسب نوع عقد التأمين‪ ،‬مثال‪ :‬إذا أمن‬
‫شخص على إصابة فيكون مكتتب ألنه أبرم العقد ويكون مأمن له ألن ذلك الخطر يهدده في جسمه‪ ،‬ويكون‬
‫مستفيد ألنه هو الذي يستفيد من مبلغ التعويض في حالة إذا وقع الخطر‪.‬‬
‫وتتفرق هذه الصفات في عقد التأمين على الوفاة‪ ،‬مثال‪ :‬شخص يأمن على زوجته فهو المكتتب وهي المأمن‬
‫لها‪.‬‬

You might also like