Professional Documents
Culture Documents
الشركات التجارية
إعداد :ذ .فؤاد معالل
السنة الجامعية
2021/2020
2
فصل تمهيدي
مدخل عام للشركات التجارية
المبحث األول
تعريف الشركة وتمييزها عما يقاربها من أنظمة
المطلب األول
تعريف الشركة ودواعي إحداثها
الفرع األول ـ تعريف الشركة وأهميتها
الفقرة األولى ـ تعريف الشركة
"الشركة" تصورت في األصل كإطار عقدي ينظم مشاركة عدة أشخاص ألجل التعاطي لنشاط اقتصادي بقصــد
تحقيق الربح وتوزيعــه بــين الشــركاو .إذ واتــح أن تلــك المشــاركة تقتقــي حصــول اتفــا فيمــا بــين الشــركاو حــول
الجوانب المتصلة بشركتهم ،مما يجعل من الشركة عقدا يتفق بمقتقاه شخصان فــثك ر علــى مزاولــة نشــاط اقتصــادي
بصفة مشتركة بينهم ،عن طريق مشاركة كل واحد منهم في الشركة إما بثموال أو بعمل أو بهما معا ،القتسام األربــا
المترتبة على ذلك.
لعـ من هنا نجد القانون المغربي يعرف الشركة بصفة عامة ،مدنية كانت أم تجارية ،في الفصل 982مــن
بثنها ..." :عقد بمقتقاه يقع شخصان أو أك ر أموالهم أو عملهــم أو همــا معــا لتتــون مشــتركة بيــنهم بقصــد تقســيم
الربح الذي ينشث عنها".
غير أن هذا التعريف ،الذي تبنته ك ير من التشريعات ،1لــم يعــد يحظــى بقبــول الفقــه ،2بســبب التطــورات التــي
عرفتها "الشركة" في تنظيمها القانوني ،والتي انتقلت بها من مجرد اتفا (عقــدي يقــع بــين مجموعــة مــن الشــركاو،
إلى نظام وتعه المشرع لتنظيم المقاولة الجماعية وفي بعض األحيان حتى الفردية.
ذلك أنه ،إذا كان تتوين الشركة يتطلب في الغالب إبرام عقد ،فــإن نظريــة العقــد أصــبحت قاصــرة علــى اســتيعا
اآلثار القانونية الناتجة عن تتوين الشركة.
فعقد الشركة ال يقتصر أثره ،كغيره من العقود ،على ترتيب التزامات على عاتق الشركاو ،بل هو غالبا مــا يــؤدي
إلى نشوو شخص قانوني جديد ،شخص اعتباري ،هو الشركة .وهو في ذلك (أي العقــدي ال يــتحتم تمامــا ال فــي تحديــد
الوتع القانوني لذلك الشخص ـ حيث للقانون دور كبير في ذلك ـ وال في قيامه القانوني الذي يظــل معلقــا علــى إجــراو
إداري ـ القيد في السجل التجاري ـ وال يترتب على مجرد توافق إرادة الشركاو.
كما أن هذا الشخص االعتباري ،بعد قيامه ،هو الذي يهيمن ويسيطر على إرادة األشخاص المشاركين في إبــرام
العقد ،خاصة في شركات األموال ،حيث تفرض األغلبية إرادتها على األقليــة حتــى فيمــا يتعلــق بتعــديل نظــام الشــركة،
على خالف األصل في العقود حيث يجب حصول توافق إرادة المتعاقدين.3
1المادة 4من قانون الشركات العراقي رقم ،1997/21و 844موجبات وعقود لبناني ،و 505مدني مصري ،والمادة 8من القانون االتحادي
رقم 2لسنة 2015بشــأن الشـــركـات التجـاريــة لدولة اإلمارات العربية المتحدة.
2محمد االدريسي العلمي المشيشي" ،خصائص الشركات التجاريـة يـي التشـريل الجديـد" ،مجلـة المحـاكم المبربيـة ،العـدد ،80ينـاير يبرايـر
،2000ص ،23 :وبالخصوص ص 56:وما بعدها.
Bertrel, Liberté contractuelle et société, RTD Com, 1996, 595, Prieur, Droit des contrats et droit sociétés,
; Mélanges Sayag, 1997, 371 ; Mestre, La société est bien encore un contrat , Mélange Mouly, 1998 II 131
Favario, Regards civilistes sur le contrat de société, Rev. Soc.2008, 53 ; Goffaux Callebaut, Du contrat en
droit des sociétés, L’Harmattan, 2008.
2راجل مصطفى كمال طه ،نفس المرجل ،رقم ،219ص ،229سمير عالية ،نفس المرجل ،رقم 110ص .176
Hamel Lagarde – et Jauffret, Droit commercial, T 1, 2° Volume, n° 383 ; Ripert par Roblot, Traite
élémentaire de droit commercial, Tome 1. LGDJ, 1993, n° 670.
3
هذا ناهيك عن أن المسيرين لم يعودوا يعتبرون وكالو عن الشركاو ،بــل يشــتلون جهــازا قانونيــا للشــركة يحــدد
القانون سلطاته ومسؤولياته ،مما يجعل الشركة شخصا قانونيا مســتقال عــن الشــركاو ،لــه مصــالحه الخاصــة التــي ال
تتطابق دائما مع مصالح الشركاو ،بل والتي قد تتعارض في بعض األحيان مع مصالحهم الفردية.1
من هنا فإن بعض الفقه جادل في األســاا العقــدي للشــركة انطالقــا مــن أن إرادة الشــركاو لهــا دور محــدود فــي
وتع نظامها األساسي ،إذ أن المشرع تدخل في تنظيم الشركات ،خاصة التجارية ،بقواعد آمــرة حمايــة لالدخــار العــام
وللمصلحة العامة ـ ظهر ذلك بشتل أك ر قــوة فــي شــركة المساهمةــ .فتــان مــن نتــائأ ذلــك أن قيــدت الحريــة الفرديــة
وك رت النصوص المتعلقة بالنظام العام ،فثصبحت الشركة أقر للمؤسسة القانونية ـ Institutionـ منها إلى العقد،
بحيث يتاد يقتصر دور إرادة األطراف على التعبير عن الرغبة في االنقمام إليها أو عدم االنقــمام ،دون مقــدرة علــى
رسم أحتامها.2
ولعل مما يزيد في تثكيد هذا الطر انتشار شركة الشخص الواحد في التشريعات المقارنة ،3إذ أن هذه الشــركات
ال يمتن اعتبارها عقودا لوجود شخص واحد فيها ،وبطبيعة الحال ال يتصـور تعاقــد الشــخص مــع نفســه ،لــذلك فــإن
إنشاوها يعتبر تصرفا بإرادة منفردة وليس عقدا.4
كما أن بعض التشريعات استجابت لهذه التحوالت ،فغيرت من نظرتها للشركة ،وأصبحت تتعامل معها على أنها
نظام قانوني أك ر منه عقدا ،كما فعل المشرع الفرنسي من خالل تعديله للمادة 1832من القانون المدني التي،
بعدما كانت تنص على أن:
» « La société est un contrat par lequel deux ou plusieurs personnes conviennent ...
أصبحت تنص على أن:
« La société est institué par deux ou plusieurs personnes qui conviennent par un
contrat d'affecter à une entreprise commune des biens ou leur industrie en vue de
» partager le bénéfice ou de profiter de l'économie qui pourra en résulter...
« Elle peut être instituée dans les cas prévus par la loi, par l’acte de volonté d’une
seule personne ».
حيث أكد المشرع الفرنسي ،من خالل هذا التعديـل ،على الطابع النظامي أو المؤسـساتي للشركة بالنص على أنها
تتثسـس بنـاو على عقد ،مما يعني أنها ليست هي في حد ذاتها عقدا ،بل نظاما قانونيا موتوعا بشتل مسبق ،يجــري
االتفا على االنقمام إليه بواسطة عقد ،بل إنها يمتن أن تتثسس بإرادة شخص واحد عندما يسمح القانون بذلك.
والقانون المغربي ،وإن لم يعرف تعديال من هذا القبيــل ،فإنــه ،ومــن خــالل النصــوص القانونيــة الجديــدة المنظمــة
للشركات التجارية ،قد انخرط في هذا التوجه.
من ناحية ،من خالل تبنيه لشركة الشخص الواحد ،في شتل الشركة ذات المسؤولية المحــدودة مــن شــريك واحــد
(المادة 44من القانون 96-5المتعلق بباقي الشركات غير شركة المساهمةي ،والتــي هــي شــركة تنشــث بــإرادة منفــرة
لصاحبها وليس بعقد كما في باقي الشركات.
ومن ناحية ثانية ،من خالل التدخل التشريعي المتزايد في تنظيم الشركات بنصوص قانونية آمرة ال يجوز االتفــا
على مخالفتها ،بهدف تتريس مفهوم النظام العام االقتصادي ،مما نتأ عنه االبتعاد بالشركة من المفهوم التعاقدي إلــى
المفهوم النظامي ،فلم تعد مجرد عقد ،بل إطارا قانونيا يؤطر المقاولة االقتصادية العصرية.
لنخلص من كل ذلك إلى أن الشــركة هــي تقنيــة قانونيــة موتــوعة رهــن إشــارة المبــادرين االقتصــاديين لتنظــيم
مقاولتهم ،يمتنهم االنخراط فيها ،ألجل تجميع جهودهم وأموالهم قصد التعاطي لنشاط اقتصادي بغرض تحقيق الربح.
3
Ripert par Roblot - Op.Cit n° 670.
-Yves Guyon op.cit. n° 96 Paillusseau - les fondements modernes du droit des sociétés J.C.P. 1984 I. 31482
2أخذ بهذا النوع من الشركات القانون الفرنسي لـ 11يوليو 1985بالنسبة للشركات ذات المسؤولية المحدودة والشركات المدنية الزراعية
وذلك اقتباسا عن القوانين الجرمانية ،واألنجلوسكسونية .وقد أخذها عنه القانون المبربي كما سنرى الحقا.
- Guyon, Droit des affaires, T.II, Paris, Economica, 8éme éd., 1994, n° 96.3
4
الشركة شخص اعتباري يعترف له القانون بشخصية اعتبارية مستقلة ،وبالتالي بذمة مالية وأهلية للتصرف.
وممارسة التجارة ،كما يت م من قبل التجار األفراد ،فإنه يتم من قبل الشركات التجارية .وإذا كانت الشركات التجارية
تخقع شثنها شثن التجار األفراد إلى االلتزام بمسك المحاسبة ،والقيد في السجل التجاري ،وكانت م لهم تزاول
نشاطها من خالل أصل تجاري يشتل أحد العناصر األساسية في ذمتها المالية ،وكانت في تلك الممارسة تخقع
لقوابط المنافسة الحرة والشريفة ،فإنها باإلتافة إلى ذلك تخقع إلى قواعد خاصة في إنشائها وتنظيمها وسيرها.
والشركة نظام قديم عرف منذ األزمنة الغابرة ،ولقد تطور بتطور اإلنسانية ،وازدادت أهميته خالل ال ورة
الصناعية ،غير أنه عرف طفرته التبرى خالل القرن العشرين.1
وتعتبر الشركات التجارية اإلطار األك ر مالومة للقيام بالمشاريع في ظل االقتصاديات الحدي ة .ذلك أن المقاول
الفرد يعجز في الغالب عن القيام بالمشاريع التبرى التي تتطلب است مارات كبيرة وتشغل مئات العمال .كما أن
االقتصاد الحديث يتطلب كفاوة كبيرة في التسيير واإلدارة ،غالبا ما ال تتوفر في المقاول الفرد .من هنا كانت الشركات
التجارية أفقل تسليحا وأحسن كفاوة لمزاولة األعمال .فهي لها قدرة كبيرة على تعبئة ادخار األشخاص (الطبيعيين
والمعنوييني ،وجمع الرساميل التي تحتاج إليها في است ماراتها ،كما أنها بحتم طريقة تتوينها وإدارتها تنشث منذ
والدتها مسلحة باألدوات القانونية والمادية التي تمتنها من مزاولة نشاطها بتفاوة ،ودون أن يهددها ما يهدد
األشخاص الطبيعيين من مرض أو عجز أو شيخوخة ،ودون أن يعرقل نشاطها عوامل عاطفية أو عائلية أو نفسية،
فهي شخص اعتباري مجرد يتحتم في مصيره ،والنقص الذي يهدده هو تعف األداو من قبل المسيرين أو األعقاو.
1
J. Terray , la société une tradition bien vivante, J.C.P. 1984 - I – 3154 ; C Ducoulaux Favard, L'histoire des
grandes sociétés (en Allemagne, en France et en Italie), Rev. dr. comparé - 1992 . 849
5
المطلب ال اني
تمييز الشركة عما يقاربها من أنظمة قانونية
وينتأ عن هذا االختالف ،اختالف في النظام القانوني الذي يحتم كالهما بالطبع ،على كافة المستويات ،بداية
من طريقة التثسيس ،إلى اإلدارة ،إلى النظام القريبي ،إلى الوتع القانوني للمنتمي ،الذي يتون شريتا في الشركة،
فيمتلك جزوا من أموالها ،فيستحق جزوا من أرباحها يتحدد بنسبة مشاركته فيها ،وعند انسحابه منها ،يسترد ما
يقابل حصت ه فيها ،وعند حلها تقسم موجوداتها بين الشركاو .هذا ،على خالف العقو في الجمعية ،الذي ليس له حق
على أموالها ،وال يثخذ مقابال ماليا عن انتمائه إليها ،وعند زوالها ال يحصل على شيو من أموالها التي تؤول للجهة
التي يحددها النظام األساسي للجمعية.
وإذا كان تحقيق الربح وتوزيعه هو المعيار في تمييز الشركة عن الجمعية ،فقد وقع اختالف في تحديد
مفهومه بين من تيق منه ،فحصره في حصيلة نقدية يجري توزيعها بين الشركاو ،فتؤدي إلى إحداث إتافة في
ذمتهم المالية ،وبين من وسع منه فثدخل فيه كل فائدة مادية يمتن تقويمها ماليا حتى ولو لم ينتأ عنها إحداث إتافة
في تلك الذمة ،م ل االقتصاد في المصاريف أو التحتم في التتلفة أو دفع القرر .فم ال المشاركة في بناو عمارة بقصد
تملك كل واحد من المشاركين شقة فيها ،والذي يتون غرته تخفيض تتلفة البناو ،ال يعد شركة وفق المعيار القيق
للربح ،ما دام ال ينتأ عنه تحقيق أربا يجري توزيعها ،وإنما يعتبر جمعية ،والعتس وفق المعيار الواسع ،الذي
يدخل م ل هذا الغرض في مفهوم الربح ،ما دام يمتن تقديره ماليا (الفر في تتلفة البناوي ،حيث ينتأ عنه تحقيق
فائدة مالية للشركاو (االقتصاد في التتاليفي.
ويثخذ القانون المغربي بالمفهوم القيق للربح (الفصل 982من .ل.عي ،لذلك تعتبر في ظله الجمعيات
التعاونية التي تهدف تحقيق أرباحها عن طريق توفير تتلفة الوسطاو ،م ل شراو السلع ب من أرخص أو إنتاجها
بتتلفة أقل أو الحصول على خدمات بتتلفة أقل ،م ل جمعيات التثمين التبادلي والجمعيات التعاونية االستهالكية
والمجموعات ذات النفع االقتصادي ،تعاونيات وليس شركات.
فتانت ،من ثم ،المجموعة ذات النفع االقتصادي ،تجمعا ألشخاص اعتباريين ،تتمتع بالشخصية االعتبارية ،تنشث
بغرض تطوير التعاون بين أعقائها بقصد تجنب الخسارة واالقتصاد في التتاليف.
ومن هذا المنطلق تختلف المجموعة ذات النفع االقتصادي عن الشركة ،من حيث أنها ،وإن كانت تتمتع كذلك
بالشخصية االعتبارية ،فإنها ال تهدف إلى تحقيق الربح ،وإنما هي مجرد أداة للتنسيق بين أعقاو المجموعة بقصد
تجنب الخسارة أو االقتصاد في التتاليف ،1وهذا حتم أن يتون نشاطها ثانويا ،يرتبط بالقرورة بالنشاط االقتصادي
للمقاوالت المنتمية إليها (م /1فقرة 2من قانون المجموعات ذات النفع االقتصاديي.
المبحث ال اني
تصنيفات الشركات والقواعد القانونية المنظمة لها
المطلب األول
تصنيفات الشركات
تصنف الشركات إلى عدة تصنيفات بحسب الوجهة التي ينظر إليها منها ،نعرض ألهمها.
غير أنه بصدور القانون الجديد للشركات ،تغير الوتع .فقد نص المشرع المغربي ،على غرار المشرع
الفرنسي ، 2على اعتبار كافة الشركات تجارية بالشتل باست ناو شركة المحاصة التي ال تعتبر تجارية إال إذا كان
غرتها تجاريا.3
والمقصود بالشتلية هنا إفراغ نظام الشركة في القالب القانوني الذي وتعه المشرع ،من كتابة وشهر وغيره.
بحيث متى انتظمت الشركة ،بحسب نوعها ،في اإلطار القانوني الموتوع لها إال واعتبرت تجارية ،بغض النظر عن
نوع النشاط الذي تزاوله ،حتى ولو كان مدنيا .4بمعنى أن الشركة تعد تجارية إذا اتخذت شتل شركة تقامن أو شركة
توصية بسيطة أو توصية باألسهم ،أو شركة ذات مسؤولية محدودة ،أو شركة مساهمة .فالقانون نظم كل واحدة من
هذه الشركات واستلزم فيها إتباع النظام القانوني الموتوع لها ،بما فيه اإلجراوات الشتلية التي يجب احترامها عند
تثسيسها ،حيث عندئذ تعد تجارية حتى ولو كان نشاطها مدنيا .وهو ما يعني بالمعنى المخالف أنه إذا لم تحترم في
تثسيس الشركة النظام الخاص الموتوع من قبل قانون الشركات ،فإنها ال تعد تجارية إال إذا كان غرتها تجاريا.
ويرجع السبب في إتفاو المشرع الصبغة التجارية على هذه الشركات ،من ناحية ،إلى حرصه على تمان
حقو دائنيها ،بما في ذلك عن طريق إخقاعها لنظام المساطر الجماعية (مسطرة معالجة صعوبات المقاولة أو
التسوية أو التصفية الققائية في حالة توقفها عن أداو ديونها ،ومسطرة الشهر في السجل التجاري...ي كيفما كانت
طبيعة العمل الذي تقوم به ،ومن ناحية ثانية ،لرغبته في توفير أداة قانونية فعالة لالست مار ،يمتن حتى لألنشطة
المدنية أن تستفيد منه ،بالنظر للتفاوة التي أبانت عنها الشركات التجارية بسبب إحتام تنظيمها.
وقد نتأ عن إتفاو الصبغة التجارية بالشتل على الشركات الخمسة المشار إليها أعاله عدة نتائأ نجملها فيما يلي:
1ـ امتداد الصفة التجارية إلى األنشطة المدنية التي تزاول من خالل هذه الشركات ،حيث على خالف المبدأ
بالنسبة للتاجر الفرد ،المعيار هنا ليس موتوعي وإنما شتلي .ولتن مع ذلك يجب مالحظة أنه بالرغم من خقوع
هذه األنشطة إلى القانون التجاري تبعا للشتل الذي تمارا من خالله ،وهو شركة تجارية ،فإن لهذه الصفة حدودا
1راجل بشأنها ،عز الدين بنستي ،الشركات يي التشريل المبربي والمقارن ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،2000 ،ص 221 .وما
بعدها.
2قرر المشرع الفرنسي ذلك بمقتضى قانون 24يوليو 1966المنظم للشركات التجارية.
3المادة األولى من القانون رقم 95ـ 17بالنسبة لشركة المساهمة ،والمادة الثانية من القانون رقم 96ـ 5بالنسبة لباقي الشركات.
A. Dekeuwer, Le problème des rapports entre la forme et l’objet des sociétés, J C P 1977, éd. CI, II, 4
12392 ; Jeandidier, L’imparfaite commercialité des sociétés à objet civil et forme commerciale, D., 1979, 7.
7
منها أنه ال يُعترف للشركة التجارية ذات الغرض المدني بالملتية التجارية ،بما فيها األصل التجاري وحق اإليجار
التجاري ألنها ليس لها زبناو تجاريين.1
2ـ أن الصبغة التجارية للشركة أصبحت تستمد إما من شتلها ،وهذا شثن الشركات الخمسة المذكورة سابقا ،أو
من موتوعها ،أي نوع النشاط المزاول ،وهذا شثن شركة المحاصة التي تعتبر تجارية إذا كان غرتها تجاريا .وهذا
يعني أن صنف الشركات التجارية بغرتها تا بشتل كبير في القانون المغربي ،فلم يعد يتصور إال بالنسبة لشركة
المحاصة.
3ـ أن نطا الشركات المدنية قد تا ،فثصبح ينحصر في تلك التي يتون غرتها مدنيا ،وال تتخذ شتل إحدى
الشركات التجارية بالشتل.
فشركات االقتصاد المختلط هي صيغة بديلة فــي تــدبير وتســيير بعــض القطاعــات االقتصــادية اإلســتراتيجية التــي
تتصل بها التنمية ،تستهدف تعبئة الرساميل الخاصة ،واالستفادة من التجار والنظم المعمول بها في القطاع الخــاص
في تدبير المشاريع االقتصادية التنموية ،بالنظر لما أبانت عنه من فعالية ونجاعة.
ويجب أن تتخذ شركة االقتصاد المختلط شــتل شــركة مســاهمة ،وهــي تخقــع ،مــن ثــم ،مبــدئيا لقــانون الشــركات
وللقانون التجاري ،غير أنها ،تخقع إتافة إلى ذلك إلى رقابة وتوجيه الدولة.
فهي تخقع للمبادئ األساسية لسير المرافق العمومية ،بما فيها الخقوع للمراقبة الماليــة للدولــة (المــادة 1مــن
القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرىي ،ولمراقبة المجلــس األعلــى
والمجالس المحلية للحسابات (القانون رقم 62.99المتعلق بمدونة المحاكم الماليةي .كمــا أن الشــخص المعنــوي العــام
المساهم في الشركة يتمتع بحق المشاركة في تسييرها (تعيــين مم ليــه فــي مجلــس اإلدارةي ،هــذا ،إتــافة إل اســتفادة
الشركة من نظام است نائي خاص يجيز لها التمتع بامتيازات غير مثلوفة في القانون الخاص ،كثن تتمتع باالحتتار.
ولنتون بصدد "شركة تابعة" يجب أن تتون مستقلة عن الشركة األم ،بحيث تتمتع بشخصية اعتباريــة مســتقلة
عنها .ويمتن أن يتون لها جنسية مغايرة عن جنسية الشركة األم بحتم وجود مقرها االجتماعي في دولــة أخــرى غيــر
دولة الشركة األم .المهم أن تتون الشركة األم تملك عليها سلطة التوجيه والرقابة واإلشراف.
ويجــب عــدم خلــط "الشــركة التابعــة" "الفــرع" ) ،(Succursaleفــالفرع ال يتمتــع بالشخصــية االعتباريــة
المستقلة ،وإنما يشتل جزو من الشركة األم ،وليس له حــق ذاتــي علــى األمــوال التــي يــديرها ،والتــي تعــود كلهــا إلــى
الشركة األم ،بحتم عدم تمتعه بذمة مستقلة خاصة به ،مما يجعله ،من الناحية القانونية ،امتدادا للشــركة األم ،وجــزو
من شخصيتها االعتبارية ،وعنصرا من ذمتها المالية.
وقد يتون للشركة األم عدة شــركات تابعــة ،وقــد يتــون لهــذه األخيــرة بــدورها شــركات تابعــة ،وقــد تتتامــل هــذه
الشركات فيما بينها ،فيتون لتل واحد منها نشاط أو مجموعة أنشطة متناســقة مــع أنشــطة الشــركات األخــرى ،بحيــث
يشتل مجموع هذه الشركات حلقة اقتصادية متتاملة ،تقطلع فيها الشركة األم بســلطة التوجيــه واألشــراف والرقابــة،
فــي إطــار خطــة اقتصــادية متتاملــة ،تقــوم علــى توزيــع األدوار واالختصاصــات بــين هــذه الشــركات ،تــمانا للنجاعــة
1ذلك أن المادة 79من مدونة التجارة ،والتي عرف ييها المشرع األصل الجاري ،تربط بين هذا األخير وبين ممارسة نشاط تجاري .يهي قد
نصت على أن "األصل التجاري مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية".
يينتج عن ذلك أن الشركات التجارية ذات البرض المدني ال يمكن االعتراف لها باكتساب األصل التجاري .ونفس الشيء يقال بالنسبة لحق
اإليجار التجاري الذي هو مخصص للعقارات التي يستبل ييها نشاط تجاري بحسب الفصل األول من قانون 24ماي .1955
8
االقتصادية ،ولتحقيق المستوى األفقل لالست مار ،بما في ذلك من خالل تخطي حدود الدولـة ،بإقامــة المشــاريع حيــث
تتوفر الظروف األفقل لالست مار.
هذه الشركات يجري تصنيفها تقليديا إلى قسمين ،من منطلق االعتبار المتحتم فيها:
شركات أشخاص ،يطغى فيها االعتبار الشخصي ،من حيث نشوئها بين عدد محــدود مــن الشــركاو ،فــي الغالــب
يتعارفون بينهم ،تقوم بينهم عالقات قوامها ال قة وحاجة بعقهم إلى البعض اآلخر .مما يجعل من هــذه العالقــات قــوام
الشركة ،والدافع إلى إحداثها .وهذا هو الذي يجعل وتع كل شريك فيها محل اعتبار في نظر الشريك اآلخر ،مما ينــتأ
عنه أنه ال يمتن للشريك أن يفوت حصته سواو لشريك آخر أو للغير إال بموافقة الشركاو اآلخرين .كما أنه بوفــاة أحــد
الشركاو ،أو فتح مسطرة التسوية أو التصفية الققائية في حقه ،أو فقده ألهليته ،تنحــل الشــركة مبــدئيا ،مــا لــم يقــرر
باقي الشركاو استمرارها فيما بينهم.
ويدخل في هذه الزمرة من الشركات :شركة التقامن التي تم ل الصورة الم لى لشركات األشخاص ،ويلحق بها
هي شركة التوصية البسيطة وشركة المحاصة.
شركات أموال ،يطغى فيها االعتبار المالي ،من حيث أن الدافع إلقامتها والدخول فيها هو االعتبار المالي المتم ل
في توفير األموال الالزمة للقيام بالمشاريع االست مارية التي من شثنها تحقيق غــرض الشــركة ،وتحقيــق الــربح الــذي
يسعى إليه الشركاو .لذلك فالعالقات بين الشركاو فيها تحتمها االعتبارات المالية وليس الشخصية ،فــال يهــم فيهــا مــن
هو الشريك الذي سينقم إليها ،بقدر ما يهم إيجاد المست مرين الذين سيمتنون الشركة مــن تجميــع األمــوال التــي هــي
في حاجة إليها ،وبالنسبة للشركاو فيها ،ال يهمهــم مــع مــن سيتشــاركون بقــدر مــا يهمهــم نــوع النشــاط الــذي تزاولــه
الشــركة ومقــدار األربــا الــذي يحققونــه مــن وراو ذلــك النشــاط .لــذلك فهــي شــركات تنشــث لتجميــع األمــوال وتعبئــة
المدخرات ،في الغالب ،لتحقيق المشاريع التبرى.
والصورة الم لى لهذه الشركات هي شركة المساهمة ،التي يقســم رأســمالها إلــى أســهم قابلــة للتــداول بــالطر
التجارية ،يمتن طرحها لالكتتا العمومي ،حيث في الغالب يتتفي المساهم فيها باســت مار أموالــه ،وال يــولي تســييرها
أية أهمية ،وما يهمه هو تحقيق الربح ،مما ينتأ عنه أن المساهم فيها يتتفي بتقديم المــال ،وال يتحمــل أيــة مســؤولية
عن ديون الشركة ،فال تؤثر وفاته،وال التغيير الواقع في أهليته،وال فتح مساطر الصعوبات في حقه ،على الشركة ،وال
على ما توفره من تمان لدائنيها ،الذين يعتمدون على أموالها وليس على األموال الشخصية للشركاو.
شركات تجمع بين االعتبار الشخصــي والمــالي :فهنــاك شــركات تقــف فــي موقــع وســط بــين شــركات األشــخاص
وشركات األموال ،من حيث جمعها بين االعتبار الشخصي واالعتبار المــالي فــي نفــس الوقــت .وهــي شــركة التوصــية
باألسهم والشركة ذات المسؤولية المحدودة.
شركة التوصية باألسهم ،تقم في نفس الوقت شركاو متقــامنين وشــركاو مســاهمين ،ممــا يجعــل منهــا شــركة
توصية،إنما هي ،على عتس شركة التوصية البسيطة ،تقتر أك رمن شركة المساهمة منها إلى شركة التقامن ،مــن
9
حيث أن حصص الشركاو المساهمين فيها (والذين يقــابلون الشــركاو الموصــين فــي شــركة التوصــية البســيطةي تثخــذ
شتل أسهم قابلة للتداول ،مما يدخل االعتبار المالي في هذه الشركة ،على خالف شركة التوصية البســيطة التــي تعتبــر
شركة أشخاص .وهذا يجعل من شــركة التوصــية باألســهم الصــيغة التــي مــن خاللهــا ســعى المشــرع إلــى الجمــع بــين
االعتبار المالي والمسؤولية المحــدودة (وتــعية الشــركاو المســاهمين فــي الشــركةي مــن جهــة ،واالعتبــار الشخصــي
والمسؤولية المطلقة والتقامنية (وتعية الشركاو المتقامنينفي الشركةي ،من جهة ثانية.
وتقتر منها مــن حيــث الجمــع بــين االعتبــاري المــالي والشخصــي ،الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة ،إنمــا
بمقاربة مختلفة ،من حيث قيامها بعدد محدود من الشركاو ،واتخاذ رأسمالها شتل حصص علىنحو ما هــو معهــود فــي
شركات األشخاص ،وليس أسهما تعتس الطابع المالي للشركة ،إنما تتون مسؤولية الشركاو فيها محــدودة علــى نحــو
ما هومعهود في شركات األموال ،مما انعتس على نظامها القانوني الذي اتسم بالمرونــة ،فنحــا منحــا وســطا ،فــال هــو
بالشدة التي تطبع شركات األشخاص ،من حيث المسؤولية المطلقة والتقامنية ،وما يفرتــه االعتبــار الشخصــي مــن
تحتم وتعية الشركاو في مصير الشركة ،وال هو بالتحرر الذي يطبع شركات األموال من حيث حرية تداول الحصــص
وما يفرته االعتبار المالي من عدم تثثير وتعية الشركاو على مصير الشركة.
المطلب ال اني
القواعد القانونية المنظمة للشركات التجارية
تخقع الشركات التجارية في تنظيمها إلى قواعد القانون المدني والقوانين التجارية ،واتفاقات األطراف.
والقواعد االتفاقية هي الشروط التي يتفق عليها الشركاو عند تثسيس الشركة أو بعد تثسيسها .وهي إذا كانت
تلعب دورا مهما في شركات األشخاص فإنها تتاد ال تلعب أي دور في شركات األموال وخاصة شركات المساهمة حيث
تنسحب بشتل كبير إرادة األفراد أمام إرادة المشرع الذي وتع نظاما قانونيا مؤسساتيا لهذه الشركات يتتفي الشركاو
باالنقمام إليه.1
أما بالنسبة للقانون المدني فإن عقد الشركة يخقع باإلتافة إلى األحتام العامة للتعاقد إلى األحتام الخاصة
بعقد الشركة ـ مدنية كانت أو تجارية ـ الواردة في الفصول من 959إلى 1091من لع ،وهي نصوص اعتراها
بدورها القدم وعدم المالومة.
أما القوانين التجارية فتتم ل في مدونة التجارة وفي القوانين التجارية الخاصة 2األخرى التي تنطبق على
كافة التجار سواو كانوا أفرادا أو شركات ،ومن بين هذه القوانين قانون الشركات .ولقد كانت مدونة التجارة القديمة
تنظم شركة التقامن والتوصية البسيطة وشركة المحاصة باإلتافة إلى بعض المقتقيات المتعلقة بشركة المساهمة
.
وبالنظر للنقص الذي كانت تعرفه هذه المدونة فقد أصدر المشرع بتاريخ 11غشت 1922ظهيرا ققي
بتطبيق القانون الفرنسي ل 24 :يوليو 1867على شركتي المساهمة والتوصية باألسهم .
كما أنه في فاتح شتنبر 1926أصدر ظهيرا آخر ققي بتطبيق القانون الفرنسي ل 7 :مارا 1925على
الشركة ذات المسؤولية المحدودة .
وهذا يعني أن المشرع المغربي تبنى بعض القوانين الفرنسية لسد النقص الذي كانت تعاني منه النصوص
الوطنية المتعلقة بالشركات التجارية .ومن هنا جاوت نقطة القعف األولى التي كان يعاني منها القانون المغربي
للشركات إذ أنه كان يعتمد على نصوص قانونية أجنبية لحقتها تعديالت عديدة في بلدها األصلي دون أن يتم اعتماد
تلك التعديالت في المغر مما جعل النصوص المغربية بهذا الشثن ذات رو أجنبية ال تتالوم دائما مع الخصائص
المغربية ،باإلتافة إلى تخلفها وعدم استجابتها لمتطلبات الحياة االقتصادية المغربية المعاصرة.
كما أن ك رة اإلحاالت على القوانين الفرنسية جعل القانون المغربي للشركات قانونا مشتتا وغير منسجم .وهذا
كان مصدرا لت ير من التعقيدات .فالقوانين المحال عليها ك يرا ما يتم تعديلها في بلدها األصلي مما يجعل التعرف
عليها وتحديد القاعدة الواجبة التطبيق منها أمرا صعبا.
1
J.P. Berterel, Liberté contractuelle et sociétés (essai d'une théorie du "juste milieu" en droit des sociétés) -
R.T.D.com . 1996 . 595 J. Paillusseau, Fondements du droit moderne des sociétés. J.C.P. 1984 I. 3148.
2
J.Hemard, Droit des sociétés commerciales et sources du droit - in dix ans de droit de l'entreprise, 1978, 47.
10
كل هذا يعني أننا ورثنا قانونا أجنبيا للشركات يتسم بالتشتت والتخلف وافتقاد االنسجام ،في حين أن الشركات
تشتل أحد األدوات األساسية لالست مار ،وبالتالي للتنمية االقتصادية ،وبالتثكيد هي ال يمتنها أن تقطلع بدورها هذا
على الوجه األكمل إال في محيط قانوني مالئم .
من هنا فقد ظهرت الحاجة منذ زمن بعيد إلى إعادة النظر في قانون الشركات المغربي .1غير أن هذا األمر لم
ي تحقق إال بحلول منتصف التسعينات من القرن العشرين ،في إطار برنامأ اإلصال العام الذي عرفه االقتصاد
المغربي ،والذي شمل كذلك برنامأ الخوصصة وإصال السو المالية ووتع مي ا لالست مارات .وقد استهدف
التحديث المنظومة التشريعية المغربية المتعلقة بالتجارة واألعمال كتل ،وكانت من بين أهدافه مالومة القوانين
المغربية لجعلها في مستوى رفع تحدي تحقيق اندماج االقتصاد المغربي في االقتصاد العالمي ومالئمة قوانيننا مع
قوانين شركائنا االقتصاديين األساسيين أي االتحاد األوربي الذي أصبحت تربطنا به اتفاقية شراكة.
وهتذا فقد تم تنظيم الشركات التجارية بمقتقى نصين قانونين مستقلين ،أحدهما يتعلق بشركة المساهمة وهو
القانون رقم ،217- 95وال اني ينظم شركات التقامن والتوصية البسيطة والتوصية باألسهم والمحاصة والشركة
ذات المسؤولية المحدودة ،وهو القانون رقم .3 5-96
ولقد سقط المشرع في عيب منهجي أساسي بوتعه نصا مستقال لشركة المساهمة وآخر لباقي الشركات تتجلى
آثاره في تترار المواد بين النصين وفي ك رة اإلحاالت ـ إحالة القانون المنظم لباقي الشركات على الت ير من مواد
القانون المنظم لشركة المساهمة بحتم سبق وتع هذا األخير من الناحية الزمنية ـ خاصة اإلحالة على القواعد التي
تشتل المبادئ األساسية العامة للشركات كتل .وهذا أدى إلى تعف البناو المنهجي للنصين ،مما يعتس االفتقار إلى
تصور ورؤية موحدة وكلية للموتوع.4
لذلك فقد كان من األولى وتع إصال شامل يقم كافة الشركات في نص واحد متحد ،منسجم ،ومتتامل ،يستند
على قاعدة واحدة ،تبدأ بالمبادئ العامة األساسية التي تحتم كافة الشركات يتبعها تنظيم كل شركة على حدة في
خصوصياتها.
إتافة إلى ذلك ،يالحظ أن النصين معا أخذا عن القانون الفرنسي للشركات لـ 24يوليو 1966مع بعض
التنقيحات البسيطة .وقد تم وتعهما بشتل مستعجل من قبل لجنتين شتلتا من بعض الخبراو األجانب أساسا ،تم
إليهما بعض الققاة المغاربة .وهذا يعتس رو التبعية العمياو التي ال زلنا نعاني منها على مستوى وتع النصوص
القانونية .حيث أننا عجزنا لحد اآلن عن تحقيق استقاللنا القانوني .وهذا أمر خطير يجب االلتفات إليه ،إذ يجب العمل
على تغيير العقليات وعلى تتريس عقلية مغربية أصيلة تفتر تفتيرا مغربيا وتنظر للمشاكل المغربية بنظرة مغربية
وتعالجها من ثم معالجة مغربية .وهذا يقتقي االبتعاد عن االرتجال والتسرع ويستوجب أخذ الوقت للتفتير واإلعداد
الجيد والمنهجي باالستناد إلى التفاوات المغربية دون أن يعني ذلك بطبيعة الحال سد البا أمام االستفادة من تجار
غيرنا من الدول .
وعموما فإن النصين الجديدين جاوا ليتداركا عيو المقتقيات القديمة المتعلقة بالشركات ،وذلك أوال على
مستوى جمع شتات النصوص القانونية وتزويد المغر بتشريع حديث يعتس رو العصر ،تشريع ينسجم ويتالوم
مع قوانين شركائنا االقتصاديين األساسيين .
وثانيا على مستوى إحتام تنظيم الشركات التجارية من منظور توفير الحماية 5سواو للشركاو فيها أو لألغيار .
1تشكلت سنة 1979لجنة تحت إشراف وزارة التجارة لوضل مشروع لمدونة التجارة وآخر لقانون الشركات .وهو ما تم يي نهاية سنة 1980
حيث تم إيداع المشروعين لدى األمانة العامة للحكومة التي احتفظت بهما يي الريوف إلى أن حلت سنة 1995وأعد البنك الدولي دراسية حول
المعوقات التي ي عاني منها االقتصاد المبربي ،يأمر المبفور له الملك الحسن الثاني يي خطابه لـ 16مايو 1995بإعادة النظر يي التشريعات
التجارية ومنها قانون الشركات .
2الجريدة الرسمية عدد 4422 :ـ 17أكتوبر 1996
الجريدة الرسمية عدد 4478 :ـ ياتح مايو 1997 3
4يرجل السبب يي ذلك إلى أن النصين المبربيين أخذا عن القانون الفرنسي للشركات،غير أنه لما اختار المشرع المبربي البدء بإصالح
شركة المساهمة يقد لجأ واضعو النص المتعلق بها إلى انتقاء المواد الفرنسية المتعلقة بـهذه الشركة يي نص مستقل .وهذا اقتضى منهم إدراج
المقتضيات العامة المتعلقة بالشركات عامة ضمنه .ولما أريد إصالح القانون المتعلق بباقي الشركات وجد واضعوه أنفسهم مضطرين إما إلى
إعادة إدراج بعض المقتضيات ييه أو اإلحالة بالنسبة للبعض اآلخر على النص األول.
1
B.Bouloc, L'objectif de sécurité dans la loi de 24 juillet 1966. Rev. Sté . 1996, 437.
11
فتم إتفاو الصفة التجارية من حيث الشتل على كافة الشركات باست ناو شركة المحاصة ،وذلك بهدف
إخقاعها جميعا لنفس النصوص القانونية بغض النظر عن طبيعة غرتها سواو كان مدنيا أو تجاريا ،وهذا له
فائدته التبرى على مستوى توحيد النظام القانوني.
وتم كذلك إحداث العديد من القمانات لتفالة جدية رأا المال المتتتب فيه ،خاصة في الشركات التي تقوم على
عدم مسؤولية الشركاو عن ديون الشركة وذلك حماية لحقو األغيار.
وتم أيقا إعادة تنظيم وتبط طريقة سير الشركات ،بغرض كفالة التسيير الفعال لها ،عن طريق منح المسيرين
سلطات واسعة في التسيير ،مع تمان ممارسة الشركاو غير المسيرين لحقوقهم على مستوى االطالع والمراقبة
والمحاسبة ورسم التوجهات العامة للتسيير،من منظور توفير الحماية لهؤالو من استبداد وطغيان األوائل بواسطة
إقرار مجموعة آليات للمراقبة 1والتتبع كفل القانون بها للشركاو إمتانية تمان حقوقهم .
وفي نفس السيا ومن منظور توفير الحماية سواو لألغيار 2أو للشركاو غير المسيرين من تالعبات
المسيرين أو سوو تدبيرهم ثم التشديد من المسؤولية المدنية لهؤالو األخيرين ،وتم على الخصوص تقوية التدابير
الجنائية بقصد إقرار مؤيدات قوية ورادعة تتفل احترام القانون.3
وقد أوخذ على القانون الجديد للشركات مبالغته في التجريم والعقا ،باإلتافة إلى تعقيده المجاني ،خاصة فيما
يتعلق بمسطرة تثسيس شركة المساهمة ،وكذلك فراغه أو عدم مالومة مقتقياته بشثن الت ير من الجوانب المتصلة
بهيتلة أو تنظيم ،خاصة شركة المساهمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة.
هذا دفع المشرع إلى إعادة النظر في العديد من جوانب قانون الشركات بشتل متواصل لتحسين مناخ األعمال
في المغر وجعله بلدا جاذبا لالست مار وقطبا اقتصاديا قادرا على مواجهة التحديات والرهانات المتزايدة ،بما في ذلك
من خالل تعزيز حتامة الشركات وإرساو الشفافية في هذه األخيرة ،وتمان حقو األقلية وحسن التسيير.
من هنا فقد تم تعديل وتتميم القانون رقم 96ـ 5المتعلق بشركة التقامن والتوصية والمحاصة والشركة ذات
المسؤولية المحدودة بموجب القانون رقم 05ـ 21ل 14 :فبراير ،42006تم بموجب القانون رقم 24.10لسنة
،52011وكذلك تعديل وتتميم القانون رقم 95ـ 17المتعلق بشركات المساهمة بموجب القانون رقم 05ـ 20لسنة
،62008ثم بموجب القانون رقم 78.12لسنة .72015
هذه في قراوة أفقية اإلصالحات األساسية التــي جــاو بهــا القــانون الجديــد للشــركات ،والتــي نقتــر دراســة
آلياتها من خالل بابين ،نخصص األول منها لألحتام العامة للشركات التجارية ،علــى أن نخصــص ال ــاني لدراســة كــل
شركة على حدة.
فتنقسم دراستنا لهذا الجزو ،بالتالي ،إلى بابين ،على النحو التالي:
1
J.Berr, La place de la notion de contrôle en droit des sociétés, mélanges D.Bastian T.I 1974 p.1.
Calais Auloy ( sous la direction), La protection des tiers dans le droit des sociétés – R.T.D. com 1972 – 21
2
3انظر :حسن العفوي":المخالفات المتعلقة بتأسيس وإدارة الشركات" ،مجلة المحاكم التجارية ،العدد 5و ،6يبراير ،2010ص.12 .
4الجريدة الرسمية عدد ،5400ل 2 :مارس .2006
5الجريدة الرسمية عدد 5956بتاريخ 30يونيو .2011
6الجريدة الرسمية عدد ،5639بتاريخ 16يونيو .2008
7الجريدة الرسمية عدد 6390مكرر ،بتاريخ 28أغسطس .2015
12
البا األول
األحتـام العامـة للشركـات التجاريـة
رأينا فيما سبق أن التدخل التشريعي المتزايد في تنظيم الشركات بنصوص قانونيــة آمــرة بهــدف تتــريس مفهــوم
النظام العام االقتصادي ،نتأ عنه االبتعاد بالشركة من المفهوم التعاقدي إلى المفهوم النظامي ،فلم تعد مجرد عقــد ،بــل
إطارا قانونيا يؤطر المقاولة االقتصادية العصرية.
غير أنه لما كان من ال ابت أن الشركة كيان قانوني يولد فيعيش ثم يمــوت ،وأن والدتــه تــتم فــي الغالــب بواســطة
عقد ،الذي هو "عقد الشركة" ،وأن هذا األخير يتم بإرادة الشركاو ويجري إبرامه وفق القواعــد العامــة للتعاقــد ،وأن
شركة الشخص الواحد تعتبر است ناو من القواعد العامة ،إذ يظل األصل تطلب وجود شخصين فــثك ر إلنشــاو الشــركة،
واعتبارا لتون أن فترة النظام القانوني ال تستبعد تماما فترة العقد ،1إذ أننا أصبحنا نصادفها في ك يــر مــن العقــود فــي
القوانين الحدي ة م ل عقد الشغل ،وعقود إيجار المحالت الستنية والمحالت التجارية ،ـ كمــا أن فتــرة النظــام القــانوني
إذا كانت تصد على شركات األموال وخاصة شركات المساهمة ،فهي ال تصد تماما على شــركات األشــخاص ،حيــث
يحتفظ العقد بتامل سلطانه فال يسوغ تعديل شروط العقد إال بموافقة جميع الشركاو ـ فإننا سوف نتعامــل مــع الشــركة
على أنها عقد يفقي إلى إنشاو شخص معنوي مستقل ،فندرا بالتالي هــذا القســم مــن خــالل بــابين نتنــاول فــي األول
منهما عقد الشركة ،وفي ال اني الشخصية االعتبارية للشركة .
الفصل األول
عـــــقــد الشــركــة
باعتبار الشركة عقــدا فانــه يجــب أن تتــوفر فيهــا األركــان العامــة الالزمــة لصــحة العقــود (فــرع أولي وذلــك
با إلتافة إلى شروط وأركان موتوعية (فرع ثانيي وشتلية خاصة (فرع ثالثي اقتقاها القانون فــي هــذا النــوع مــن
العقود ،وإذا تخلف ركن من هذه األركان فإن المشرع رتب عدة جزاوات عن ذلك (فرع رابعي.
الفرع األول
األركـان العامـة لعقـد الشركـة
يتم تثسيس الشركة بواسطة عقد يبرم بين شخصين أو أك ر طبيعيين أو اعتباريين .وهــذا العقــد ،شــثنه شــثن
كافة العقود ،البد أن تتوفر فيه األركان العامة للتعاقد من رتا وأهلية ومحل وسبب.
المبحث األول
رتـــا الــشــركـــاو
يشترط النعقاد الشــركة موافقــة المتعاقــدين علــى تثسيســها ،إذ يجــب أن يتفــق الشــركاو علــى كــل مــا يتعلــق
بشروط التثسيس من رأسمال وطبيعة النشاط وطريقة اإلدارة وما إلى ذلك.
والرتا ركن جوهري لصحة عقد الشركة فإذا انتفى عند أحد الشركاو كانت باطلــة ،كمــا أنــه إذا تعيــب رتــا
أحد الشركاو بعيب من عيو اإلرادة كالغلط أو التدليس أو اإلكراه كان العقد قابال لإلبطال لمصلحة من عيبت إرادته.
والغلط الذي يجعل العقد قابال لإلبطال هو الذي ينصب على أمر جوهري بحيث لواله لما كان الشريك قبل التعاقــد،
م ل ذلك الواقع على شخصية أحد الشركاو في شركة األشخاص حيث تتون شخصية الشريك محل اعتبار في العقد.
وإذا كان اإلكراه نادر الوقوع في الشركات فإن التدليس على خــالف ذلــك ك يــرا مــا يحصــل فــي االكتتــا فــي
شركات المساهمة ،وهو كذلك يجعل العقد قابال لإلبطال لمصلحة من دلس عليه.
وأخيرا فإنه يجب أن يتون الرتا حقيقيا ،وليس صوريا بحيث يجب أن تتجه إرادة المتعاقدين حقيقة إلى تثســيس
الشركة عن طريق تقديم كل واحد منهم حصة في رأا المال المشترك الذي سيستعمل لتحقيق غــرض الشــركة بقصــد
توزيع الربح وتحمل الخسارة الذي قد ينتأ عن ذلك بينهم .أما إذا كان الرتا صوريا وهو ما يحصل ك يرا عندما يريــد
1
G. Goffaux- Callabant, Du contrat en droit des sociétés : essai sur le contrat instrument d’adaptation du
droit des sociétés,L’Harmattan, 2008 ; MEMENTO PRATIQUE. Francis Lefebvre, Droit des affaires,
Sociétés commerciales, 2003, no50 et s.
13
البعض التحايل على القانون بإنشاو شركة وهمية 1ال تتوفر حقيقة على العدد القــانوني مــن الشــركاو (خمســة شــركاو
م ال بالنسبة لشركة المساهمةي فيلجث إلى إشراك شركاو صوريين فيها ،فإن الشركة تعتبر باطلة حينئذ.2
المبحث ال اني
أهـــلـيـة الــشـركـــاو
تختلــف األهليــة المتطلبــة فــي الشــريك بــاختالف نــوع الشــركة ووتــعية الشــريك فيهــا ،فبالنســبة للشــركاو
المتقامنين في شركات التقامن ،وشركات التوصية فيجب أن تتوفر فيهم األهلية التجارية 3ألنهم يسثلون مســؤولية
تقامنية ومطلقة عن ديون الشــركة ،ويتتســبون صــفة "تــاجر" بــدخولهم فيهــا بهــذه الصــفة .أمــا بالنســبة للشــركاو
الموصيين في شركات التوصية ،والشركاو فــي بــاقي أنــواع شــركات فيتفــي أن تتــوفر فــيهم أهليــة القيــام بالتصــرفات
القانونية ألنهم ال يتتسبون صفة التاجر بدخولهم فيها ،وال يسثلون عن ديونها إال في حدود حصتهم في رأا المال.
ويالحظ أن القانون يمنع إنشاو الشركة بين القاصر ،ولو كان مثذونا بممارسة التجارة ،وبــين نائبــه القــانوني ـ
سواو كان أبوه الولي عنه أو كان الوصي أو المقدم عليه4ـ وذلك حمايــة لــه مــن هــؤالو الــذين قــد يســتغلون وتــعهم
القانوني اتجاهه الست مار أمواله لمصلحتهم في شتل شركة تجمعهم به ،هذا مع العلم أن إنشاو الشــركة يتطلــب تــوفر
نية المشاركة من الشريك كما سنرى الحقا ،وهذا غير متوفر هنــا بالنســبة للقاصــر بــالنظر لنقصــان أهليتــه وال يمتــن
اعتبار نية النائب القانوني كافية في هذه الحالة لتعارض المصالح.
وبالنسبة لألشخاص االعتبارية العامــة ،فالدولــة ال يمتــن لهــا الــدخول شــريتا فــي شــركة إال إذا أدن لهــا نــص
خاص بذلك ،أما الجماعات المحلية ،لم يجز لها القانون إال المشاركة في شركات االقتصاد المختلط.5
المبحث ال الث
الــمـــحــــــــل
يجب أن يتون محل الشركة ،أي النشاط الذي تنوي ممارسته محــددا .ولهــذا اتصــال برتــا المتعاقــدين الــذي
يجب أن يقع على محل معين تعيينا كافيا لتي يتون صحيحا .
ويشترط في ذلك المحل أن يتون ممتنا ومشروعا ،بحيــث إذا كــان مســتحيال اســتحالة ماديــة ـ تتــوين شــركة
م ال الستغالل فند يظهر فيما بعد أنه سبق أن تهدم ـ أو استحالة قانونية ـ مزاولة نشاط محظور على الخواص م ال ـ
أو كان غير مشروع ـ االتجار في المخدرات ،أو التهريب أو الر م ال ـ كانت الشركة باطلة.
المبحث الرابع
الــــســــبــــــب
يشترط كذلك أن يتون للشــركة ســبب مشــروع .والمقصــود بالســبب فــي المفهــوم الحــديث الــذي يثخــذ بــه
القانون المغربي الباعث الدافع إلى التعاقد .وهذا يعني أنه يجب أن يتون الباعث لدى الشريك الذي دفعه إلــى التعاقــد
مشروعا .ولهذا اتصال بقصد جني الربح وتوزيعه بــين الشــركاو الــذي تطلبــه القــانون فــي عقــد الشــركة كمــا ســنرى
الحقا ،إذ يجب أن يتون الباعث الدافع إلى التعاقد لدى الشريك هو جني الربح أما إذا كان لديــه باعــث آخــر وكــان ذلــك
الباعث غير مشروع ،فإن العقد يتون باطال .وذلك م ل دخول شخص شــريتا فــي شــركة بقصــد تهريــب الحصــة التــي
يقدمها فيها من دائنيه حرمانا لهــم مــن تــمانهم العــام 6أو بقصــد التحايــل علــى المنــع مــن المنافســة أو مــن مزاولــة
التجارة الواقع عليه .7وبحسب الققاو الفرنسي فإن السبب غير المشروع الموجب لبطالن الشركة هو الــذي يشــترك
فيه جميع الشركاو ولو بمجرد العلم.8
- P.Diéner, un abus de la personnalité morale, les sociétés en sommeil, in Dix ans de droit de l'entreprise 1
- 1978 p. 83, Notté - Les sociétés en sommeil, J C P 1981. 1. 3022, Calais – Auloy, Rep J Dalloz Stés. Vis,
Sociétés fictives; A Martin Serf. Juriscl. Société, Fasc, 7. ter.
-Cass – civ ( France) 22 juin 1976 D. 1977 p. 619, diéner - com 16 juin 1992. Dr. des sociétés 1992 n° 2
178 obs. Bonneau .
3
راجل ما قلناه بشأن أهلية ممارسة التجارة ،الجزء األول ،ص 112وما بعدها.
4الفصل 984من ق ل ع .
5البند 7من المادة 30من قانون 1976المتعلق بالتنظيم الجماعي.
6
Cass - com ( France) 12 avril 1972 Rev. soc. 1973 p. 81 .
2
C-appel - Paris 1er déc. 1951 J.C.P. 1952 II 6661.
3
Cass - com 28 janvier 1992 J.C.P. 1993 II 21994 , note Tisserand .
14
ويجب التنبيه أخيرا إلى أنه يجب عدم الخلط بين السبب كما حددناه أعاله ،وبين محــل الشــركة الــذي يتعلــق
بنوع النشاط الذي تزاوله ،لذلك فعندما يتقرر بطالن الشركة لقيامها على استغالل دار للدعارة فذلك لعدم مشــروعية
المحل ال السبب.1
الفرع ال اني
األركـان الموتوعيـة الخاصـة بـالشركة
يمتن تحديد هذه األركان انطالقا من نص الفصل 982ل ع ،الذي عرف عقد الشــركة ،فــي تعــدد الشــركاو
والمشاركة في رأا المال وقصد تقسيم الربح .وقد أتاف الفقه ركنا رابعا هو نية المشاركة انطالقا من كــون أن هــذا
الركن هو الذي يميز عقد الشركة عن عقــود مشــابهة تتــوفر فيهــا األركــان األخــرى م ــل القــرض مــع المســاهمة فــي
األربا وعقد الشغل الذي يقوم على إشراك األجير في األربا .2
فلنتناول كل ركن من هذه األركان على حـــدة .
المبحث األول
تــــعــدد الـــشركــــاو
يشترط لقيام الشركة أن تنعقد بين شخصين فثك ر ،ما لم يتطلب القانون عددا أكبر كما في شــركة المســاهمة،
حيث تطلب فيها خمسة شركاو كحد أدنى .
ولقد جاو تطلب تعدد الشركاو في القــوانين التقليديــة انطالقــا مــن أن المشــاركة تفتــرض تعــدد الــذمم الماليــة
المتونة للشركة ،هذا فقال عن أن الشركة عقد ،والعقد يتطلب بداهة تعــدد األطــراف ،إذ ال يتصــور تعاقــد الشــخص
مع نفسه ألنه في هذه الحالة سيتون تصرفا بإرادة منفردة وليس عقدا .
غير أن هذا التصور أخذ يتراجع أمام بعض المفاهيم القانونية الحدي ة التي شقت طريقها إلى بعض التشــريعات
المعاصرة ،والتي أصبحت تقبل بإنشاو الشركة من قبــل شــخص واحــد علــى أســاا إمتانيــة إحــداث تخصــيص داخــل
الذمة المالية للشخص ـ بحيث تتعدد الذمم عنده ـ فيخصص جزوا من أمواله للشركة تتعلق بها وحــدها ديــون الــدائنين
دون غيرها من أموال صاحبها ،ولقد أخذ بهــذا النــوع مــن الشــركات القــانون األلمــاني واإلنجليــزي وأصــبح القــانون
الفرنسي يثخذ بهــا بالنســبة للشــركة ذات المســؤولية المحــدودة والشــركات المدنيــة الزراعيــة .3وأخــذ بهــا اآلن كــذلك
المشرع المغربي الذي أصبح يسمح بإنشاو الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة بشــخص واحــد ،4وذلــك اســت ناو ممــا
ينص عليه الفصل 982ل ع الذي يتطلب تعدد الشركاو ،واست ناو كذلك من الفصــل 1241مــن نفــس القــانون الــذي
ينص على مبدأ وحدة الذمة المالية للشخص .5وهذا يعني أنه باست ناو الشركة ذات المسؤولية المحدودة فإنــه يشــترط
لقيام الشركة تعدد الشركاو المتونين لها ،وإذا تقلص عددهم بعد التثسيس بحيــث اجتمعــت كافــة الحصــص أو األســهم
في يد شخص واحد ،6فإن كافة أصول الشركة وخصومها تنتقل إليه وتدخل في ذمته وتنحل الشــركة كشــخص معنــوي
ويصبح هو المسؤول عن ديونها (الفصل1061من ل عي.
واعتبارا لتون الزوجين يحتفظان بذمتهما مستقلة في ظل التشريع المغربي ـ خالفا للقانون الفرنسي والعديد
اآلخر من القوانين الغربية ذات األصول المسيحية ـ فإنه يجوز لهما إنشاو شركة بينهما .
4راجل قرار محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ 12يبراير 1929الذي ذهب إلـى أنـه ":تعتبـر باطلـة السـتنادها إلـى سـبب غيـر مشـروع
شركة المحاصة التي تهدف إلى استبالل دار للعهارة "...مجموعة قرارات محكمة االستئناف بالرباط القرار رقم 731ـ ص 2إلى .24
Yves Guyon - op.cit . n° 97 .2
3قانون 11يوليوز .1985
2
المادة 44من قانون . 5-96
3ينص الفصل 1241من ق ل ع على اعتبار أموال المدين ضمانا عاما لدائنيه مما يعني أن كاية أمواله تكون ضامنة لديونه.
4
- J. Derruppe, le sort de la société commerciale qui n'a plus qu'un seul Mél anges Bastian , T associe,
1, 1974, 57.
15
المبحث ال اني
المساهـمة في رأا المال
يشترط لصحة تثسيس الشركة أن يقدم كل شريك حصــة فــي رأســمالها .1ويمتــن أن تتــون الحصــة نقــودا أو
منقوالت مادية أو معنوية أو عقارات ،بل يمتن أن يقدم الشريك عمله حصة فيها ،إال أنه يجــب أن يقــدم أحــد الشــركاو
على األقل مبلغا من المال يدخل في ذمة الشركة ،ويشتل تمانة لحقو الدائنين ،وإال كانت مدنية وليس تجارية .
ويعتبر تقديم الشريك حصة في الشركة شرطا جوهريا لقيامها .ألنه من ناحية هــو الــذي يم ــل مقابــل نصــيبه
فيها .فإذا لم يقدم أحد الشركاو حصته فيها كانت باطلــة لعــدم وجــود محــل اللتزامــه .ومــن جهــة ثانيــة لتــون أنــه مــن
مجموع الحصص يتشتل رأسمال الشركة الذي هو أساا ذمتها المالية .ومن الناحية االقتصادية يتتسي تقديم الحصة
أهمية بالغة ألنه به يتحقق تمويل الشركة التي ال يتصور قيامها بدونه.2
ويجب أن يحدد في عقد تثسيس الشركة الحصص المقدمة من قبل الشركاو وما يقابلها من نصــيب كــل واحــد
منهم .وفي حالة عدم تحديدها يعتبر أن الشركاو قد قدموا حصصا متساوية وأن لهم بالتالي أنصبة متســاوية (الفصــل
990من ل عي .
ومن مجموع الحصص المقدمة ـ النقدية والعينية خاصة ـ يتتون رأا مال الشركة الذي يوظــف فــي تحقيــق
أهدافها .
ونقتر أن نتناول مختلف أشتال الحصص على أن نتبع ذلك بتحليل رأا مال الشركة .
المطلب األول
أشــــتــال الــحصــــص
الحصص المقدمة للمساهمة في رأسمال الشركة إما أن تتون نقديــة أو عينيــة ،أو أن تتــون صــناعية تتم ــل
في عمل أو خدمات يقدمها الشريك للشركة.
1
M.J. Cambassédès , La nature et le régime juridique de l'opération, d’apport . Rev. stés, 1976, 431 ; M.
Geninet , Les quasis-apports en société - Rev. Stés, 1987, 25 ; A. Bougnoux, Quasi- apports. -Juriscl -
Stés. Fasc 10, Encyclopédie Dalloz , Rep. Sociétés, V° .
2عبد اإلاله الحكيم بناني ـ تقديم الحصة يي شركة محاولة تعريف ـ رسالة دبلوم ـ الرباط 1991ـ ، 1992ص . 4
3سنرى ييما بعد أن المشرع تطلب بالنسبة للشركة ذات المسؤولية المحدودة أن يتم تحرير كاية الحصص النقدية والعينية عنـد التأسـيس
ـ راجل ص ، 303وبالنسبة لشركة المساهمة أن يتم االكتتاب يي كاية رأسمالها ،وأن تديل ربل قيمة األسـهم المكتتـب ييهـا علـى األقـل
مل تحرير كامل الحصص العينية عند التأسيس ـ راجل ـ ص. 331:
16
وتخقع الحصة العينية لنفس القواعد التي رأيناها سابقا والمتعلقة بالحصة النقدية ،وذلك سواو فيما يتعلــق
بثجل وتعها رهن إشارة الشركة ،أو فيما يتعلق بالجزاوات المترتبة على تماطل الشريك فــي ذلــك ـ يقــاف إلــى ذلــك
ترورة تقويم المال المشتل لتلك الحصة لتحديد قيمته ،وإال اعتبر أن الشركاو ارتقوا السعر الجــاري لم يلتهــا فــي
السو ،ويعتد بقيمتها في يوم إدخالها في رأا مال الشركة (الفصل 991ـ ل عي .
وتثتي ترورة تقويم الحصة العينية من كونها تتعلق بها حقو األغيــار ،خاصــة دائنــي الشــركة التــي تشــتل
موجداتها القمان العــام لــديونهم ،فتــان مــن القــروري التعــرف علــى قيمــة الحصــة العينيــة التــي تــدخل فــي تتــوين
رأسمالها ،ولهذا أهميته القصوى خاصة في أنواع الشركات التي ال يسثل فيها الشركاو مسؤولية شخصية عن ديــون
الشركة ،حيث ينحصر تمان الدائنين في موجداتها ،ومن هنا سنرى فيما بعد أنه بالنسبة لهذه األنواع من الشركات
أخقع المشرع تقويم الحصة العينية لنوع من المراقبة الخارجية تمانا لعدم المبالغة في ذلك1.
ويالحظ أنه إذا كانت الحصــة العينيــة تتشــتل مــن حقــو تخقــع لمســطرة تســجيل خاصــة ،م ــل العقــارات
المحفظة ،واألصل التجاري أو حقو الملتية الصناعية والتجارية ،فــإن نقــل تلــك الحصــة للشــركة يســتوجب اســتيفاو
إجراوات التسجيل المتطلبة بالنسبة لتلك الحقو حتى ينتأ االنتقال آثاره في مواجهة الغير.
كما يالحظ أنه في حالة اشتمال األصل التجاري المقدم كحصة في الشركة على حق التراو التجاري ،فإنه يجــب
على مقدم تلك الحصة أن يحول حق التراو إلى الشركة بصفة قانونية وإال بقي مسؤوال تجاه المتري عن كل ما يتعلق
بذلك التراو.2
وإذا قــدمت الحصــة العينيــة فـي الشــركة علــى ســبيل التمليــك كــان الشــريك تــامنا لهــا تــمان البــائع تجــاه
المشتري ،أما إذا قدمت على سبيل االنتفاع فإنه يتون تامنا لها تمان المتري تجاه المتتري (الفصل 998ل عي.
3 ثال ا ـ الحصة الصناعية L’Apport en industrie
قد تتون حصة الشريك تتم ل في التزامه بثن يخصص نشاطه كله أو بعقه للشركة ،وذلك بــثن يقــع رهــن
إشارتها تجربته ،أو معارفه التقنية ،أو المهنية أو مواهبه ووتعه المهني في السو .لذلك فان المقصــود بالحصــة
الصناعية العمل الفني أو اإلداري المؤهل م ل عمل المهندا والمدير والمسير ،وليس مجرد العمــل التبعــي المــثجور
الذي وإن كان صاحبه يحصل على نسبة من األربا فإنه ال يعتبر شــريتا ولتــن مجــرد عامــل باألربــا .والمعيــار فــي
التمييز بين هذا وذاك هو مدى استقالل أو تبعية مقدم العمل .بحيث إذا كان يقدم خدماتــه باســتقالل تــام عــن الشــركاو
اعتب ر عمله حصة صناعية وكان شريتا في الشركة .أما إذا كان تابعا في عمله إلى باقي الشركاو بحيــث يتلقــى مــنهم
التوجيهات ويخقع لرقابتهم كان مجرد أجير تابع حتى ولو كان يحصل على نسبة من األربا .4
والشريك الذي يلتزم بثن يقدم عمله حصة في الشركة ال يجب عليه فقط أن يؤدى الخدمات التي وعد بها ،بل
عليه أن يمتنع ،باإلتافة إلى ذلك ،عن منافسة الشركة بممارســة نشــاط مماثــل لنشــاطها لحســابه الخــاص أو لحســا
الغير (الفصل 1004ل عي ،من هنا فإن القانون ألزمه بثن يقدم حسابا للشركة عن كل ما كسبه منذ إبرام العقــد ،أي
منذ بدأ قيامه بالعمل لحسابها (الفصل 999ل عي .
وإذا تبين أن الشريك مقدم الصحة الصناعية قد قام بعمليات لحسابه الخاص أو لحســا الغيــر بــدون موافقــة
الشركاو كان لهؤالو حق طلب إخراجه من الشركة ،باإلتافة إلى أخذ العمليــات لحســابهم ،واســتيفاو األربــا الناتجــة
عنها أو مطالبته بالتعويض (الفصــل 1004ل عي غيــر أن هــذا الحتــم ال يســري علــى الشــريك الــذي تتــون لــه قبــل
الدخول في الشركة مساهمات معروفة مماثلة في مشروعات أخــرى ،أو كــان يقــوم بعلــم الشــركاو اآلخــرين بعمليــات
مماثلة ،ولم يشترط عليه هؤالو في العقد وجو توقفه عنها (الفصل 1005ل عي .
وفي حالة توصل الشريك بالحصة الصناعية إلى اختراع جديد أثناو قيامه بالعمل لحسا الشركة وحصــوله
على البراوة المتعلقة به فإنه ال يتون ملزما بتقديمها إلــى الشــركة إال إذا كــان العقــد يشــترط خــالف ذلــك (الفصــل
999ل ع ي .وإذا امتنع الشريك بالحصة الصناعية عن القيام بالخدمات التــي التــزم بهــا أو تعــذر عليــه القيــام
بذلك بسبب المرض أو عاهة ،أو غير ذلك ترتب على ذلك انققاو الشركة.
ويجب أن يقدر نصيب الشريك الذي يقــدم عملــه حصــة فــي رأا المــال بحســب أهميــة ذلــك العمــل بالنســبة
للشركة .ويسوغ أن يشترط أن يتون نصيبه في األربا أكبــر مــن أنصــبة بــاقي الشــركاو .وإذا قــدم م ــل هــذا الشــريك
1راجل بالنسبة للشركة ذات المسؤولية المحدودة ص 303 :وبالنسبة لشركة المساهمة ـ ص.332 :
2محكمة االستئناف بمراكش ،قرارها الصادر يي الملف عدد ،02/4386 + 01/1/5158بتاريخ ،2003/7/21المحامي (هيئة المحامين
بمراكش) ،عدد ،44ص 487.4.يي الملف عدد ،99/901بتاريخ ،2000/12/11المحامي (هيئة المحامين بمراكش) عدد ،43ص.215 .
3
R. Baillod – L’apport en industrie – thèse ( dactyl) Toulouse 1981.
4
Guyon - op.cit. n° 107 .
17
زيادة على عمله نقودا أو قيما عينية أخرى في رأا المال وجــب أن يتــون نصــيبه متناســبا مــع مــا قدمــه مــن المــال
والعمل معا (الفصالن 1033و 1036من ل عي.
ويالحظ أن الحصة الصناعية ال تدخل في تتوين رأسمال الشــركة ألنهــا ،باعتبارهــا التزامــا معنويــا ،ال يمتــن
التنفيذ عليها ،فال يمتن بالتالي أن تشتل تــمانا لــديون الــدائنين .مــن هنــا فإنــه ال يجــوز تقــديمها حصــة فــي شــركات
المساهمة والمسؤولية المحدودة ،1ألن هذه الشــركات شــركات أمــوال والحصــة الصــناعية ال تــدخل فــي تتــوين رأا
المال .كما أنه ال يجوز للشريك الموصى أن يتتفي بتقديم عملــه حصــة فــي شــركة التوصــية ،ألن م ــل هــذا الشــريك ال
يسثل عن ديون الشركة إال بمقدار المبل الذي قدمه حصة فيها والعمل قيمة غير مادية ال يمتن تقويمها بالنقود.
المطلب ال اني
رأســـمــــال الــشــركـــــة
يتشتل رأسمال الشركة من مجموع الحصص النقدية والعينية ،دون الحصص الصناعية ،ألن هــذه األخيــرة
كما سبق وأن قلنا قيم غير مادية ال يمتن تقويمهــا بــالنقود ،وبالتــالي ال تصــلح للتنفيــذ الجبــري عليهــا ،لــذلك فهــي ال
تعتبر تمانا لدائني الشركة ،ومن ثم ال تدخل في تتوين رأسمال هذه األخيرة .
ويالحظ أن رأسمال الشركة يتطابق في بداية تشتيلها مــع أصــولها التــي تتم ــل فــي هــذه المرحلــة كــذلك فــي
مجموع الحصص النقدية والعينية .غير أنه مع بدايــة مزاولــة الشــركة لنشــاطها غالبــا مــا تــنخفض تلــك األصــول عــن
الرأسمال نتيجة المصاريف المترتبة عن بدو تشــغيلها ،ثــم تعــود إلــى االرتفــاع إذا مــا حققــت الشــركة أرباحــا ،إلــى أن
تتجاوز الرأسمال المتتتب به.2
وهذه األصول هي التي تعبر عن الوتعية المالية للشركة وهــي التــي تشــتل تــمانا للــدائنين .مــن هنــا فإنــه
يجب عدم الخلط بين رأسمال الشركة وبين تمان ديون الدائنين .فالذي يشتل ذلك القمان هو أصول الشركة social
، 3L‘ actifوهذه كما رأينا غالبا ما تتجاوز رأسمالها ألن هذا األخير يعبر عــن المبــال والقــيم المتتتــب بهــا مــن قبــل
الشركاو فقط ،في حين تتشتل أصولها من تلك المبال والقيم مقافة إليها األربا التي وظفتها الشركة أما في تشتيل
االحتياطي أو في است مارات أخرى .
غير أنه من الناحية القانونية فإن الرأسمال يظل هو الحد األدنى لقمان ديون الشركة ،لذلك فــان المشــرع
أخقعه لمبدأ ثبات الرأسمال ـ Fixité du capitalـ بحيث يجب أال تقل أصول الشركة عن قيمــة الرأســمال المتتتــب
به .وللتعبير عن هذه الوتعية في ميزانية الشركة فإنه يتم إثبات الرأسمال في جانب الخصوم Le passifوليس في
جانب األصول . L’actifوالسبب في ذلك أن الرأسمال كما قلنا ســابقا يتشــتل مــن حصــص المشــاركة ،وهــذه يجــب
على الشركة أن تعيدها إلى أصحابها الشركاو عند انققائها (أي الشركةي لذلك فهي بم ابة ديون.4
من هنا فإنه :
-ال يجوز االقتطاع من رأسمال الشركة لتوزيع المبل المقتطع على الشركاو في شتل أربا .
إلــى حــين إعــادة ـ في حالة حصول خســائر وتــدني رأا المــال ،يجــب التوقــف عــن توزيــع األربــا
تشتيله (الفصل 1038ـ 2ـ ل ع ي.
ـ أن تخفيض رأا المال في الحاالت التي يتم فيها صحيحا ال يمتن االحتجاج به فــي مواجهــة الــدائنين
السابقين .
1باستثناء حالة وحيدة أجاز ييها المشرع تقديم الحصة الصناعية يي الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،وهي عندما يتعلق غرضها باستبالل
أصل تجاري أو مقاولة حريية قدمت لها كحصة عينية ،أو تكون الشركة قد أنشأت ذلك انطالقا من استبالل عناصر مادية قدمت لها كحصة
عينية ،حيث أجاز المشرع لمقدم تلك الحصة أن يقدم ،يضال عن ذلك ،نشاطه الرئيسي متى كان مرتبطا بتحقيق غرض الشركة (المادة 2 /51ـ
شركات ) .
2
Guyon – op.cit. n° 107 .
3
Guyon op.cit . n° 109 - Hamel Lagarde et Jauffret op.cit. 2éme volume n° 398.
Guyon – op.cit. n° 109. 4
18
المبحث ال الث
المشاركة في األربا والخسائر
يجب أن يتون الغرض من تثسيس الشركة السعي إلى تحقيق الربح وتوزيعه بين الشركاو من خالل استغالل
رأا المال المشترك .وإذا أدى ذلك االستغالل إلى إلحا خسارة بالشركة فيجــب أن تتــون إرادة الشــركاو قــد اتجهــت
كذلك إلى تحمل تلك الخسارة بنفس نسبة توزيع األربا .
وإذا كان الفصل 982ل ع قد اكتفى باإلشارة إلى توزيــع األربــا فــإن الفصــل 1033قــد تــدارك ذلــك
بنصه على أن " :نصيب كل شريك من األربا والخسائر يتون بنسبة حصته في رأا المال . "...
والمقصود بالربح الذي يجب أن يسعى إليه الشركاو كل إتافة نقديــة كانــت أو ماديــة تــدخل فــي الذمــة الماليــة
للشريك وتؤدى إلى الزيادة في موجوداتها بحيث إذا كان غرض المشاركــة هو تــوفير النفقــات أو تفــادي الخســارة لــم
يعتبر ذلك ربحا ألنه ال يقيف شيئا إلى الذمة المالية ،ولم يعتبر التجمع القائم على ذلك شركة بل جمعية .1
من هنا فعنصر الربح هو الذي يميز الشــركة عــن الجمعيــة والتعاونيــة .فالشــركة تقــوم علــى مفهــوم تحقيــق
الربح أ ما الجمعية أو التعاونية فتقوم على تحقيق أغراض اجتماعية أو ثقافية أو دينية أو رياتية أو غيرها ،وهي ال
شثن لها بالتسب المادي .
وتتحدد نسبة مشاركة الشركاو في األربا والخسائر بنفس نسبة مشاركتهم في الرأسمال .وفــي حالــة عــدم
تحديد هذه النسبة األخيــرة فإنــه يفتـرض أن أنصــبة الشــركاو متســاوية .وإذا لــم يحــدد نصــيب الشــريك إال فــي
األربا طبقت نفس النسبة على الخسائر والعتس بالعتس (الفصل 1033ل ع ي.
وإذا تقمن عقد الشركة شرطا يققي بمــنح أحــد الشــركاو نصــيبا مــن األربــا أو بتحميلــه نصــيبا مــن
الخسائر أكبر من حصته في رأا المال كان ذلك الشرط باطال ومبطال للعقــد (الفصــل 1034مــن ل عي وعلــى هــذا
يعتبر باطال ومبطال للعقد:
ـ الشرط الذي يققي بتوزيع األربا أو الخسائر توزيعا متساويا في حين أن حصص الشركاو فــي رأا المــال
غير متساوية ،والعتس بالعتس ،ويؤخذ بعين االعتبار هنا إمتانية اشتراط أربــا أكبــر للشــريك الــذي يقــدم عملــه
حصة في رأا المال (الفصل 1032ل عي.
ـ الشرط الذي يققي بتوزيع األربا بنسبة مختلفة عن النسبة المقررة لتوزيع الخسائر.
ـ الشرط الذي يقرر ألحد الشركاو نسبة ثابتة من األربا ،أو يعطيه الحق في كامل األربا .وفــي هــذه الحالــة
األخيرة فإن المشرع وإن اعتبر العقد باطال ،فإنه قد اعتبره متقــمنا تبرعــا مــن الشــريك الــذي تنــازل عــن نصــيبه فــي
الربح (الفصل 1035ل عي وفي هذا تطبيــق لنظريــة تحــول العقــد التــي تققــي بثنــه إذا تــوفر فــي العقــد الباطــل مــن
الشروط ما يصح به عقد آخر جرت عليه القواعد المقررة لهذا العقد اآلخر (الفصل 309ل ع ي.
ـ الشرط الذي يعفي أحد الشركاو من تحمل نصيبه من الخسائر غير أنه يالحــظ أن المشــرع فــي هــذه الحالــة قــد
قصر البطالن على الشرط ولم يرتب على ذلك بطالن العقد (الفصل 1035ل عي.
هذا وقد نص المشرع على أن للشريك الذي يتقرر من وجود شرط من هذا النوع أن يرجع على الشركة في
حدود ما لم يقبقه من نصيبه في الربح أو ما دفعه زائدا على نصيبه في الخسارة (الفصل 1034ل عي .
1يالحظ أن القانون الفرنسي وسل من مفهوم الربح بمقتضى تعديل أدخله على المادة 1832 :من القانون المـدني بتـاريخ 4ينـاير ،1978
إذ أصبح الربح يشمل يي ظله تويير النفقات ،بحيث تعتبر شركة يي ظله كذلك التجمعات التي تقوم علـى االسـتفادة مـن تـويير النفقـات ـ
راجل :
- Rippert et Roblot – op.cit. n° 674 et s. – Guyon , de la distinction des sociétés et des associations dans la
loi du 4 janvier 1978 Melanges Kayser 1979 –1 – 483.
19
المبحث الرابع
نــــيـــــــة الــمشـــاركــــة
البد لقيام الشركة من وجود ركن رابع هو تــوفر نيــة المشــاركة عنــد أعقــائها .فهــذه النيــة هــي التــي تميــز
الشركة عن بعض األنظمة المشابهة التي تتوفر فيها األركان ال الثة السابقة وال تعتبر شركات بالقــبط لعــدم تــوفر
نية المشاركة لدى أطرافها .
ويقصد بنية المشاركة أن تتوفر لدى الشركاو الرغبة في التعاون ،وتتجه إرادتهم نحو العمل المشترك علــى
قدم المساواة الستغالل أموالهم أو عملهم أو هما معا لتحقيق هدفهم المشترك الذي هو الربح.1
ولقد أهمل المشرع المغربي هذا الركن في تعريفه لعقد الشركة في الفصل 982من ل ع ،غير أنه يمتــن
القول أنه يستفاد بشتل غير مباشر مــن صــيغة الفصــل 983ل ع الــذي جــاو فيه":االشــتراك فــي األربــا الــذي
يمنح للمستخدمين ولمن يم لون شخصا أو شركة في مقابلة خــدماتهم كليــا أو جزئيــا ال يتفــي وحــده ليخــولهم صــفة
الشركاو ما لم يتم دليل آخر بالعقد على الشركة".
ويالحظ أن نية المشاركة تظهر بشتل واتح في شركات األشخاص .حيث أن قيامها على االعتبار الشخصــي
يجعل كافة الشركاو إما يتولون اإلدارة والتسيير مباشرة ،أو على األقــل يهتمــون بتيفيــة إدارتهــا ويمارســون رقــابتهم
على ذلك .هذا بخالف شركات األموال حيث يهتم المساهم أساسا بتوظيف أمواله في مشــروعاتها ،أمــا شــؤون اإلدارة
فهوال يتاد يعيرها اهتماما .غير أن هذا ال يمنع من وجود نية المشاركة في م ل هذه الشركات .وهي تتم ل في اجتمــاع
المساهمين في الجمعية العامــة والمداولــة فــي أحــوال الشــركة ،وتعيــين هيئاتهــا اإلداريــة ،والتصــديق علــى حســابات
الشركة ...الخ .من هنا فإن بعض الفقه الحظ أن نية المشاركة تزيد أو تنقص بحسب األوتــاع .فهــي تختلــف بحســب
نوع الشركة ـ كما الحظنا سابقا ـ وتختلف بحسب المجازفة التي يقدم عليها الشريك بمشاركته في الشركة بحيــث كلمــا
كانت تلك المجازفة كبيرة كلما كانت نية المشاركة عنده قوية .وهي تختلف داخل نفس النوع مــن الشــركات بــاختالف
نوع الشركاو .ففي شركة المساهمة م ال ،المساهمون الذين يتحتمون فــي المشــروع تتــون لهــم نيــة مشــاركة قويــة،
وأولئك الذين يحوزون أقلية رأا المال يعملون ما أمتن لممارسة الحقو التي يقررها القانون للدفاع على مصــالحهم
بالحقور في اجتماعات الجمعية العامة ومناقشة نشــاط الشــركة وطريقــة تســييرها ...الــخ ،فــي حــين يتتفــي الــبعض
اآلخر من المساهمين بتحصيل األربا دون أي اهتمام بشؤون تسيير الشركة.2
هذا ،وتشتل نية المشاركة المعيار في تمييز الشركة عن بعض العقود المشابهة التــي يســاهم فيهــا الشــخص
بماله أو بعمله مقابل نسبة من األربا دون أن يشتل ذلك مشاركة بالمفهوم القانوني ،ومن هذه العقود :
ـ عقد العمل مع االشتراك في األربا :فهو ال يعتبر عقد شركة ألن األجير يظل تابعا لر العمل الــذي يســتطيع
فصله متى شاو في حين أن الشركة تقوم على المساواة بين الشركاو .
ـ حالة الشياع :وهو ال يعتبر شركة بالرغم من وجود مال مشترك ألنه حالــة اتــطرارية لــم يتــن للمــالك إرادة
في إيجادها .وهو ينشث في الغالب عن اإلرث بحيث ال يمتن القول معه بوجود نية المشاركة التــي تقتقــي توجــه إرادة
الشركاو نحو التعاون المشترك .هذا فقال عن أنه ليس للشياع شخصية معنوية ،وال ذمة مستقلة كما في الشركة .
ـ عقد القرض مقابل نســبة مــن األربــا :وهــو كــذلك ال يعتبــر شــركة ألن المقــرض ال يملــك حــق التــدخل فــي
است مار المشروع ،ومراقبة أعماله خالفا لما تققي به نية المشاركة ،هذا فقال عن أنه ال يتحمل الخسائر .
الفرع ال الث
األركـان الشـتـليـة الخـاصة بالـشـركـة
اشترط المشرع النعقاد الشركة ،باإلتافة إلى األركان العامــة للتعاقــد والشــروط الموتــوعية الخاصــة بعقــد
الشركة ،أن ينظم بهذه األخيرة عقد متتو ،وأن يتم شهر ذلك العقد .
1
احمد شكري السباعي ـ نفس المرجل ـ الجزء الخامس ص 72 :ـ مصطفى كمال طه ـ نفس المرجل ـ الفقرة .242 :
Houin, Les critères distinctifs de la société et de l’indivision depuis les réformes récentes du code civil,
R.D.C. 1979, 645 ; Mestre, L’égalité en droit des sociétés, Rev. Stés, 1989, 399 ; Guyon, La fraternité dans
le droit des sociétés, Rev. Stés, 1989, 439 ; J.M. De Bermond de Vaulx, Le spectre de l’affectio- sociatis, J C
P Entrep. 1994 – I – 346.
2
Guyon op.cit. n° 125.
20
المبحث األول
الــتــــتـــابــــــــــة
اشترط المشرع المغربي في تثسيس الشركات التجارية 1أن ينظم بها عقد متتــو رســمي أو عرفــي .ونفــس
الشيو بالنسبة للتعديالت التي قد تدخل على العقد األصلي .وقد تطلب المشرع التتابة في عقد تثسيس أو تعــديل كافــة
الشركات باست ناو شركة المحاصة .
فقد جاو في المادة 11من القانون المنظم لشركة المساهمة التي أحالت عليها المادة 1مــن القــانون المنظمــة
لباقي الشركات ":يجب أن يوتع النظام األساسي كتابة ...
ال تقبــل بــين المســاهمين أيــة وســيلة إثبــات تــد مقــمون النظــام األساســي يجــب أن ت بــت االتفاقــات بــين
المساهمين كتابة".
وهذا يعني أن التتابة شرط أساسي في قيام الشركة التجارية وفي كل تعــديل قــد يــدخل عليهــا ،وبــدونها
تتون الشركة باطلة.2
ويشتل عقد تثسيس الشركة نظامها األساسي الذي تخقع له ســواو فيمــا يتعلــق بالعالقــات داخلهــا أو فــي
عالقتها باألغيار .
ولقد أوجب القانون الجديد تثريخ النظام األساسي ،وتقمينه مجموعة من البيانات اإللزامية تختلف باختالف
نوع الشركة ،وذلك تحت طائلة البطالن (المواد 1و 5و 50مــن قــانون الشــركاتي باســت ناو شــركة المســاهمة التــي
تعتبر قائمة إنما يمتن لتل ذي مصلحة تقديم طلب للققاو لتوجيه أمــر بتســوية عمليــة التثســيس تحــت طائلــة غرامــة
تهديدية ـ (المادة 12من القانون المــنظم لشــركة المســاهمةي وكــل هــذا يعنــي أن القــانون المغربــي للشــركات أصــبح
قانونا شتليا ،بحيث فــي حالــة غيــا التتابــة ،أو فــي حالــة اختاللهــا بعــدم تقــمين العقــد واحــدا أو أك ــر مــن البيانــات
اإللزامية ،أو في حالة عدم تثريخه فإن الشركة ال تعتبر مؤسسة بصفة قانونية .
ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أهمية الشــركة كشــخص معنــوي تجــاري يجمــع بــين مجموعــة مــن الشــركاو
تترتب على كل واحد منهم مجموعة من االلتزامات ،وت بت له مجموعة من الحقو ،كما تتعلق به مصالح األغيار من
دائنين وغيرهم .فتان من القروري تبط عقد تثسيسها الذي يشتل نظامها األساسي الذي ستخقع له بشثن كـل تلــك
العالقات في المستقبل ،وهو ما ال يمتن أن يتم إال كتابة .إذ من ناحية ،من شثن ذلــك أن يحمــل الشــركاو علــى التفتيــر
مليا قبل اإلقدام على إنشاو شركة قد تعــرض أمــوالهم للخطــر .ومــن ناحيــة ثانيــة فــإن التتابــة بــالنظر لمــا تــوفره مــن
وتو ودقة من شثنها أن تقلل من النزاعات التي قد تنشث بشثن تنفيذ العقد .هذا ناهيك عن أنــه يترتــب علــى تثســيس
الشركة خلق شخص معنوي جديد يتعامــل فــي الســو ،مــن القــروري أن نمتــن األغيــار ،مــن دائنــين وغيــرهم ،مــن
التعرف عليه من خالل تعريفهم بنظامه األساسي ،وهذا يستدعي شهر عقد تثسيسه فتيف يمتن إجراو ذلك إذا لم يتن
ذلك العقد متتوبا؟.
المبحث ال اني
الشـــــهـــــــــــر
باإلتافة إلى وجو إفراغ النظام األساسي للشركة التجارية في مستند متتــو فــإن المشــرع اســتلزم شــهر
ذلك النظام .ويتم الشهر عن طريق التسجيل فــي الســجل التجــاري وإيــداع العقــود فيــه ،مــع النشــر ،وذلــك بســعي مــن
المم لين القانونيين للشركة ،وتحت مسؤوليتهم (المادتان 93و 94من قانون الشركاتي.
1بخالف الشركات المدنية التي تنعقد بمجرد تراضي أطرايها على إنشائها باستثناء الحاالت التي يتطلب ييها القانون شكال خاصا
(الفصل 987من ق ل ع) .
2راجل ما سيأتي ييما بعد ،ص. 34 :
21
ومن تاريخ القيد تبتدئ مدة الشركة وتتتسب شخصيتها االعتباريــة (المــادة 3مــن قــانون شــركة المســاهمة
والمادة 1من قانون باقي الشركاتي .وبطبيعة الحال كل تغيير يطرأ على نظامهــا األساســي بعــد هــذا التــاريخ يســتوجب
تعديل القيد في السجل التجاري ،وإال ما أمتن االحتجاج به تجاه الغير ،إال إذا استطاعت الشركة إثبــات علــم الغيــر بــه،
كما أنها إذا غيرت مقرها االجتماعي ،يجب تسجيل الشركة بمحتمة المقر الجديد ،والتشــطيب علــى التســجيل بمحتمــة
المقر القديم ،وعلى هذه األخيرة أن تقوم بإرسال ملف الشركة إلى محتمة المقر الجديد.2
ثانيا ـ النشر
يجب باإلتافة إلــى اإليــداع نشــر إشــعار أو إعــالن فــي الجريــدة الرســمية وفــي جريــدة لإلعالنــات القانونيــة
يتقمن مستخرجا من النظام األساسي ،وذلك في أجل 30يوما كذلك من تاريخ التثسيس .ويجب أن يشــير المســتخرج
إلــى1:ـ شــتل الشــركة ـ 2ـ وتســميتها ـ 3ـ وغرتــها ـ 4ـ وعنوانهــا (مقرهــا االجتمــاعيي 5ـ ومــدتها ـ 6ـ ومبل ـ
رأسمالها مع بيان الحصص النقدية ،ووصف الحصص العينية مع تقييمها ـ 7ـ وأسماو الشركاو وصفاتهم ومواطنهم
ـ 8ـ وأسماو وصفات ومواطن الشركاو أو األغيار الــذين يحــق لهــم إلــزام الشــركة اتجــاه األغيــار ـ 9ـ وكتابــة تــبط
المحتمة التي تم بها اإليداع (المادتان 93و 96شركاتي.
وإذا حصل تباين بين النص المنشــور والــنص المــودع فــي الســجل التجــاري فإنــه ال يمتــن مواجهــة االغيــار
بالنص المنشور .غير أنه يمتن لهؤالو أن يتمستوا به في مواجهة الشركة ،ما لم ت بــت هــذه األخيــرة اطالعهــم علــى
النص المودع (المادة 4-94شركاتي.
والقصد من إخقاع الشركات التجارية إلى إجراوات الشــهر هــذه تمتــين االغيــار مــن التعــرف علــى وجــود
شخص معنوي جديد في الميدان التجاري ،وذلك لجعل بنود النظام األساسي سائرة في مواجهتهم ،خاصــة مــا يتعلــق
منها بالعمل الذي تتعاطاه ،واألشخاص المتلفين باإلدارة ،ومدى مسؤولية الشــركاو عــن ديــون الشــركة وغيــر ذلــك
مما يعني المتعاملين التعرف عليه .
وإذا لم يتم شهر تثسيس الشركة وفق المسطرة المقررة قانونا ترتب على ذلك بطالنها (م -1-98شركاتي.
الفرع الرابع
جـزاو مـخـالــفـة شــروط التثســيــس
يترتب على مخالفة شروط تثسيس الشركة الــبطالن مبــدئيا ،مــع قيــام المســؤولية المدنيــة والجنائيــة
للمسؤولين عن ذلك .
المبحث األول
الـــبــــطــــــــالن
لقد أرسى القانون الجديد للشركات نظاما خاصا للبطالن 3يختلف باختالف أسبابه ،كما أنه يختلــف مــن حيــث
آثاره عن نظام البطالن الذي ترسيه القواعد العامة .
والهدف من هذا النظام الجديــد تفــادي ســلبيات نظــام الــبطالن القــديم الــذي كــان يــنعتس ســلبا علــى مســتوى
استقرار المعامالت ،باإلتافة إلى أنه يرتب أثرا خطيرا ال يتالوم دائما والمقتقى الــذي تمــت مخالفتــه ،مــن هنــا فإننــا
سنجد أن المشرع حصر أسبا البطالن في مخالفة المقتقيات ذات األهمية مع فتح المجال لتصــحيحها ،ونــص علــى
تقادم دعواه بمرور ثالث سنوات ،مع دعم كل ذلك بمؤيدات جزائية.
ولبيان ذلك يجب علينا أن نتوقف أوال عند أسبا البطالن على أن نتعرض ثانيا إلى آثاره.
1علما بأنه يي حالة تعيين المسيرين يي النظام األساسي يإنه ال داعي ل إلدالء بمحضر تعيينهم ،بخالف ما لو تم ذلك بمقتضى عقد مستقل حيث
يجب أن يريق النظام األساسي بمحضر التعيين ،لجنة تنسيق المتعلقة بالسجل التجاري ،السؤوال رقم ،23وزارة العدل"السجل التجاري،
توصيات لجنة التنسيق" ،منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية ،مطبعة إيليت ،يوليو ،2010ص.45 .
2دورية وزارة العدل عدد .98/1
R-. Sinay, Le nouveau droit de la constitution des sociétés commerciales. Rev. Stés. 1966-246 ; NGuen 3
Xuan Chanh, La nullité des sociétés commerciales dans la loi du 16 juillet 1966. D.S. 1968 Chron 27.
22
المطلب األول
أســـبــــا الــبـــطـــالن
بحسب المادتين 337و 338من القانون المنظم لشركة المساهمة التي أحالت عليهما المــادة 1مــن قــانون
باقي الشركات ،فإن بطالن الشركة ال يمتن أن يترتب " إال عن نص صريح من هذا القــانون أو عــن أحــد أســبا
بطالن العقود بشتل عام".
فهــذا يعنــي أنــه يجــب بالنســبة لتثــار المترتبــة علــى اخــتالل أحــد أركــان الشــركة التمييــز بــين األركــان
الموتوعية العامة أو الخاصة ،وبين الشروط الشتلية الخاصة.
استئنايية الرباط ،الحكم الجنحي عدد ،63619 :مجلة رابطة القضاة ،العدد 2 :يبراير .1964 1
إذ أن انعدام الكتابة يفيد عدم تأريخ النظام األساسي وعدم تضمينه البيانات اإللزامية يينتج عنه من ثم البطالن . 2
23
المطلب ال اني
آثــــــــار البطــــــــالن
الفقرة األولى ـ إمتانية تدارك سبب البطالن
على خالف البطالن الذي ترسيه القواعــد العامــة لاللتزامــات والعقــود (الفصــل 316ل ع ي والــذي يققــي
بإزالة كل أثر للعقد الباطل حتى في الماتي ألن العقد الباطل عدم والعدم ال يمتن أن ينتأ أثرا ،فإنــه عنــدما تقــوم أحــد
حاالت بطالن الشركة فإن المشرع فتح المجال لتدارك أسبابه فنص على أن دعوى البطالن تســقط عنــدما يــزول ســببه
(المادة 339من قانون بشركة المساهمةي .كما أعطى للمحتمة المعروتة عليها الدعوى أن تحــدد أجــال ،ولــو بصــفة
تلقائية ،لتدارك أسبابه (المادة 340من نفس القانوني ،إال إذا كان البطالن يرجع لعدم مشروعية غــرض الشــركة أو
إلنشاو شركة بين قاصر ووليه الشرعي (المادة 341من نفس القانوني .ونص أخيرا علــى تقــادم دعــوى الــبطالن1
1
Hannoun , Remarques sur la prescription de l’action en nullité en droit des sociétés
- Rev. Stés. 1991-45.
2
CH. Hannane, l'action en nullité et le droit des sociétés, R T D , com. 1993, 221.
1
شكري احمد السباعي ـ مرجل سابق ص 67ـ مصطفى كمال طه ـ مرجل سابق ،الفقرة .249
; Hamel Lagarde et Jauffret , op.cit. n° 460 et s ; Ripert et Roblot , op.cit. n° 724 et 759
24
كان قائما فعال وواقعا في الفترة السابقة ،وتعامل مع األغيار وثبتت له حقو ،وتحمل بالتزامات ،وهــذا كلــه ال يمتــن
إهماله رعاية للوتع الظاهر الذي اطمـثن إليه الغير ،وحمايــة للمراكــز القانونيــة التــي نشــثت عنــه .وهــذا مــا يســمى
بشركة الواقع .1Société de fait
وهتذا متى تم التصريح ببطالن الشركة فإنها تنحل بالنسبة للمســتقبل ووجــب تصــفية الوتــع الناشـ
عن قيامها في الماتي .
المبحث ال اني
المســؤولـيـة المدنـيـة والجنائـيـة
كما الحظنا فإن المشــرع خفــف مــن نظــام الــبطالن المترتــب علــى عــدم احتــرام شــروط تثســيس الشــركات
التجارية إال أنه نص مقابل ذلك على المسؤولية المدنية والجنائية للمسؤولين عن ذلــك فقــرر أن المســيرين األوائــل
والشركاو المنسو إليهم بطالن الشركة أو بطالن أحد مقرراتها يعتبرون مسؤولين على وجه التقامن تجاه الشركاو
اآلخرين والغير عن القرر الناتأ عن البطالن ،وتتقادم هذه الدعوى بمرور خمس سنوات مــن قــرار الــبطالن (المــادة
92من قانون الشركاتي.
ويالحظ أن هذه المقتقيات تعمل فقط في الحاالت التي تصر فيها المحتمة بالبطالن ،أما في الحاالت التــي
يتم فيها تدارك سبب البطالن أو تتقادم دعواه فإن المسؤولية المدنية الناتجة عــن األتــرار الالحقــة ســواو بالشــركة
أو الشركاو أو االغيار تظل محتومة بالقواعد العامة للتعويض.
وفقال عن ذلك فإن المشرع نص على معاقبة المسيرين الذين ال يقومــون داخــل اآلجــال القانونيــة بإيــداع
الوثائق أو العقود لدى كتابة تبط المحتمة أو ال يقومون بإجراوات الشهر بغرامة بين 10.000و 50.000درهم.
الفصل ال اني
الشـخـصـيـة المعـنويــة للـشركـــة
يترتب على تثسيس الشركة بصورة قانونية نشوو شخص معنوي جديد مستقل عن شخصية الشركاو .فلنرى
بداية كيفية قيام الشخصية المعنوية للشركة (الفرع األولي ،قبل دراسة النتائأ المترتبة عن ذلك (الفرع ال انيي.
2راجلH. Temple, Les sociétés de fait, LGDJ, 1975 ; G. Rives, Le sort des sociétés de fait de depuis la :
reforme des sociétés commerciales, R.D.C. 1969, 407 ; Guyénot, Sociétés crées de fait, sociétés de fait et
sociétés en participation, D.S, 1979, Chron. 155.
2
Henri Temple , les sociétés de fait, L.G.D.J. 1975.
25
الفرع األول
قيــام الشـخـصـيــة المـعـنـويــة للـشـركــة
ال تتتسب الشركة الشخصية المعنوية إال من تاريخ قيــدها فــي الســجل التجــاري (المــادة 1مــن الشــركات ـ
والمادة 3من ش المساهمةي حيث أن القصد من ذلك القيد اإلعالن عن قيام شخص معنــوي جديــد حمايــة لمصــلحة
الغير ،لذلك فمادام أن ذلك القيد لم يتم ال تعتبر الشركة قائمة ،وتبقى العالقات بين الشــركاو خاتــعة لالتفاقــات القائمــة
فيما بينهم عمال بالقواعد العامة لاللتزامات والعقود (المادة 8من ش المساهمةي.
وإذا كان ربط نشوو الشخصية المعنوية للشركة بالقيــد فــي الســجل التجــاري يــوفر مزيــة التعــرف بســهولة
ويسر على تاريخ قيام الشركة الذي هو تاريخ القيد 1فإنه ينطوي على سلبية كبيــرة تتم ــل فــي تــثخير بــدأ الشــركة
لنشاطها الذي يظل معلقا على تمام ذلك القيد فــي حــين أن هــذا األخيــر قــد يتعرقــل ألســبا إداريــة أو بســبب مشــاكل
بسيطة م ل صعوبة الحصول على شهادة القيد في جدول القريبة المهنية (البتانتاي التي يجب أن يرفق بهــا تصــريح
التسجيل في السجل التجاري ،أو عدم وجود أحد البيانات اإللزامية في طلب التصريح والتي قد تؤدي بتاتب تــبط
السجل إلى رفــض التســجيل ،2هــذا ناهيــك عــن الظــروف غيــر المالئمــة التــي تعمــل فيهــا الســجالت التجاريــة المحليــة
بالمغر والتي تتون في ك ير من األحوال سببا في عرقلة أو تثخير التسجيالت.3
من هنا فإن غالبية الفقه ينادي بقرورة االعتراف بالشخصية المعنوية للشركة في وقت مبتــر لتمتينهــا مــن
بدو مباشرة نشاطها بسرعة.4
هــذا ويقصــد بالشخصــية المعنويــة االعتــراف للشــخص غيــر الطبيعــي بثهليــة اكتســا الحقــو وتحمــل
االلتزامات على غرار الشخص الطبيعي (اإلنساني ،لذلك فإن الشــركة التــي تتمتــع بالشخصــية المعنويــة تتــون أهــال
للقيام بثي نشاط يؤدي إلى اكتسابها الحقو وتحمل االلتزامــات باســتقالل عــن الشــركاو أي أن القــانون يعتــرف لهــا
بحياة قانونية ذاتية تميزها عن األفراد المتونين لها .5
ولما كانت الشركة ال تتتسب الشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها في الســجل التجــاري فــإن المشــرع نــص
على أن األعمال التي يقوم بها المؤسسون باسم الشركة في طور التثسيس يسثلون عنهــا شخصــيا وعلــى وجــه
التقامن وبصفة مطلقة إال إذا تحملت الشركة بعد قيدها في السجل التجــاري االلتزامــات الناشــئة عنهــا (المــادة 27
من قانون شركة المساهمةي.
وتتمتع كافة الشركات التجارية بالشخصية المعنوية باست ناو شركة المحاصة التــي مــن طبيعتهــا أنـــها تبقــى
مستترة مقتصرة علــى العالقــة فيمــا بــين الشــركاو فــال تظهــر للغيــر كشــخص مســتقل وال تخقــع لإلشــهار والعقــود
المبرمة ينحصر أثرها بين الشريك المتعاقد والغير كما سنرى الحقا.
وتنتهي الشخصية المعنوية للشركة مبدئيا بانققاو هذه األخيرة ألي سبب مــن األســبا ،غيــر أنــه لمــا كــان
يجب تصفية الشركة وكان ذلك يتطلب من المتصرفين إنجاز األعمال الالزمة لتلك التصفية فإن المشرع نص علــى أن
الشخصية المعنوية للشركة تظل قائمة ألغراض التصفية إلى حين اختتام إجراواتها ،وتلحق تسميتها فــي هــذه الحالــة
ببيان"شركة في طور التصفية" .وال يحدث حل الشركة آثاره تجاه األغيار إال من تاريخ تقييــده فــي الســجل التجــاري
(المادة 362من .ش .المساهمةي.
1
Ripert et Roblot op.cit. n° 684
2
Med. El Mernissi, Rapport introductif au colloque sur le projet de reforme de la société anonyme:
implication et enjeux, Rev. mar. de dr et d’éco. de développement n° 37-1996 p.36
3من ذلك مثال عدم يتح الشباك أمام التسجيالت إال صباحين يي األسبوع من الساعة التاسعة إلى الساعة الحادية عشر ،وعدم
وجود استمارات التصاريح أو نقصها .
1مصطفى كمال طه ـ مرجل سابق رقم . 254
Bastian, La situation des sociétés commerciales avant leur immatriculation au registre de commerce,
Etudes à la mémoire de H Cabrillac 1968-23 ; N.Bourdalle Zigiotti, La période constitutive d’une société,
thèse ( dactyl) Bordeaux, 1991 ; J. Paillusseau, Le droit moderne de la personnalité morale,R T D. civ.
1993, 70.
V. Simonart, La personnalité morale en droit privé comparé, Brulylant, Bruxelles, 1995 ; Lagarde, 5
; Propos de commercialiste sur la personnalité morale. Réalité ou réalisme, Etudes A Jauffre, 1974, 429
Malaurie, Nature juridique de la personnalité morale, Rep. Defrenois 1990, 1068 ; J.Paillusseau, op,cit , 70.
26
الفرع ال اني
آثــار اكتـسـا الشـركـة للشخصيـة المعـنويـة
يترتب على اكتسا الشركة للشخصية المعنوية أن تتمتــع بتافــة الحقــو وتلتــزم بتافــة االلتزامــات إال مــا
كان منها خاصا بالشخص الطبيعي وفي الحدود التي يقررها القانون ،لذلك فإن الشركة تتمتع بهوية خاصة بها تتم ــل
في اســمها وموطنهــا وجنســيتها ،كمــا أنهــا تتمتــع بذمــة ماليــة مســتقلة خاصــة بهــا ،ولهــا أهليــة تؤهلهــا التقاتــي
واكتسا الحقو والتحمل بااللتزامات.
المبحث األول
هــويـة الـشـركــة الـتـجـاريــة
تتم ل هذه الهوية في ممارسة الشركة نشاطها تحت تسمية معينة ،في مقــر أو مــوطن خــاص ،وفــي توفرهــا
على جنسية خاصة بها.
المطلب األول
تــسـمـيـة الــشــركـــــــة
تحمل كل شركة تجارية شثنها شثن األشخاص الطبيعيين تسمية تميزها عن غيرهــا مــن الشــركات 1وتتشــتل
هذه التسمية من غرتها أي موتوع النشاط الذي تزاوله أو من اسم مبتتر ،ويمتــن أن يقــاف إليهــا اســم واحــد أو
أك ر من الشركاو المتقامنين بالنسبة لشركات التقامن والتوصية البسيطة أو التوصية باألســهم ،أو اســم واحــد أو
أك ر من الشركاو بالنسبة للشركة ذات المسؤولية المحدودة ،إال أنها بالنسبة لتافة الشركات يجب أن تتــون مســبوقة
أو متبوعة مباشرة بعبارة تدل على نــوع الشــركة ،أي " شــركة تقــامن" أو"شــركة توصــية بســيطة" أو "شــركة
توصية باألسهم" أو "شركة ذات مسؤولية محدودة" أو"شركة ذات مسؤولية محدودة من شريك وحيد" أو"شــركة
مساهمة" ت بعا لنوع الشركة ،وقد أجــاز المشــرع بالنســبة لشــركتي المســؤولية المحــدودة والمســاهمة أن تعــين
باألحرف األولى من تسميتها أي" ش.م.م ".أو " ش .م" .
وتشتل تسمية الشركة من الناحية القانونية جزوا من شخصيتها االعتبارية فهي تعين بها كما يعين الشخص
الطبيعي باسمه ،إال أنها ك يرا ما تستعملها كذلك كعنوان تجاري تمارا الشركة نشــاطها تحتــه وفــي هــذه الحالــة فــإن
ذلك العنوان يشتل أحد عناصر الملتية التجارية للشركة يتمتع بالحماية القانونية إذا تم قيده في السجل التجاري.2
وقد أوجــب القــانون إدراج تســمية الشــركة وكــذا مبلـ رأســمالها ومقرهــا االجتمــاعي باإلتــافة إلــى رقــم
تقييدها في السجل التجاري في كافــة المحــررات والوثــائق الصــادرة عــن الشــركة (المــواد 4و 31و 45مــن قــانون
الشركات ،والمادة 4من القانون المنظم لشركة المساهمةي.
المطلب ال اني
المـقــر أو المـركـز االجـتـماعـي للشـركــة
انطالقا من تمتع الشركة التجارية بشخصية اعتبارية مستقلة فإنه يجب أن يتــون لهــا محــل للمخــابرة معهــا
يسمى عادة المركز االجتماعي.3siège social.
وتختلف التشريعات في تحديد المركز االجتماعي بين المتان الــذي تباشــر فيــه الشــركة نشــاطها القــانوني،
والمتان الذي توجد فيه إدارتها.
أما التشريع المغربي فلم يحدد المتان الــذي يعتبــر مركــزا اجتماعيــا للشــركة إال أنــه أوجــب أن يتقــمن عقــد
الشركة بيان المركز االجتماعي 4وهو ما يعني أن الشركات في المغر تتمتع بحرية اختيار مركزهــا االجتمــاعي .مــن
1
Dagot, le nom des personnes morales, JCP 1992 - I- 3579 ; Laméthe, Conflits entre dénominations de
sociétés, R D C, 1978 – 67.
2أنظر الجزء األول من هذا المؤلف يي النظرية العامة للتاجر والنشاط التجاري ،ط ،3ص . 183 :
3
S. Boulin, Le siège social – thèse (dactyl) Paris 1985 .
4المادة 2من القانون المتعلق بشركة المساهمة .
27
هنا فإن المشرع نص على أنه ال يمتن للشركة أن تواجه الغير بمقرها الحقيقي إذا كــان موجــودا فــي متــان آخــر غيــر
المقر االجتماعي المذكور في النظام األساسي في حين أعطى للغير حق اختيار االحتجاج في مواجهة الشركة بمقرهــا
الحقيقي أو بالمقر المذكور في النظام األساسي.
وتظهر أهمية تحديد موطن الشركة في تحديد االختصاص الققــائي المحلــي ،إذ أن المــادة 11مــن القــانون
المحدث للمحاكم التجارية تقتصي أن تقام دعــوى الشــركة أمــام المحتمــة التجاريــة التــي يوجــد فــي دائرتهــا مركزهــا
االجتماعي أو فرعها.
المطلب ال الث
جــنســيــة الــشــركـة
للشركة جنسيتها التي ليست بالقرورة هي جنسية الشركاو فيها ،وتثخذ الشركة عــادة جنســية الدولــة التــي
يوجد مركزها االجتماعي فيها ،وهذا هو موقف المشرع المغربي 1الذي قرر في المادة الخامسة من القانون المــنظم
لشركة المساهمة والتي أحالت عليها المادة األولى من القانون المنظم لباقي الشــركات ،بــثن الشــركات التــائن مقرهــا
االجتماعي في المغر تخقع للتشريع المغربي .ومن هنا تظهر أهمية تحديد جنسية الشركة في معرفة القانون الذي
تخقع له فيما يتعلق بتثسيسها وإدارتها وحلها وتصفيتها ومدى الحقو التي تتمتع بها ومنها الحق في االتجــار فــي
حالة قصر ممارسة نشاط معــين علــى المواطنيـــن ،وبصــفة عامــة كــل مــا يتعلــق بوتــعها القــانوني ،وكــذلك لمعرفــة
الدولة التي تحمي الشركة في المجال الدولي في حالة الحر وحالة السلم .
المبحث ال اني
الذمـــة المالية للــشــركــــة
تتمتع الشركة التجارية باعتبارها شخصا معنويا بذمة مالية خاصة بها مســتقلة عـن ذمــم الشــركاو .وتتتــون
هذه الذمة ،شثنها شثن كل ذمة مالية ،من أصــول ومــن خصــوم .وتتم ــل أصــول الشــركة فــي الحصــص التــي يقــدمها
الشركاو عند التثسيس باإلتافة إلى ما تتتسبه بعد ذلك من أموال نتيجة ممارستها لنشاطها.
أما خصــومها فتتم ــل فــي مــا يتــون عليهــا مــن ديــون ســواو للشــركاو (األربــا قبــل توزيعهــاي أو للخزينــة
(القرائـب والرسومي أو للغير من المتعاملين معها.
ويترتب على تمتع الشركة التجارية بذمة مالية مستقلة بها مجموعة من النتائأ نجمل أهمها فيما يلي:
1ـ أن الحصة التي يقدمها الشريك مساهمة منه في الشركة تخرج من ذمته وتدخل في ذمة الشركة ،لذلك فــال
يمتن لدائنيه أن يحجزوا عليها ،غير أنه بعد أن يتم تصفية الشركة فإنهم يستردون حقهم في التنفيذ على تلك الحصة.
2ـ تشتل أصول الشركة تمانا عاما لدائنيها ،وهم يتمتعون بحق مباشر فــي اســتيفاو حقــوقهم مــن أموالهــا
دون أن يزاحمهم في ذلك دائنو الشركاو الشخصيين .
3ـ ال تجوز المقاصة بين دين شخصي على الشريك وبين دين للشركة ،بحيث إذا كان دائن الشريك مــدينا فــي
نفس الوقت للشركة فإنه ال يمتنه أن يتمسك بالمقاصة بين الدينين الختالف الذمتين.
4ـ أن إعالن إفالا الشركة ال يترتب عليه إفالا الشركاو ،والعتــس بــالعتس ـ باســت ناو شــركة التقــامن
والتوصية ،حيث أن إعالن إفالســهما يترتــب عليــه إفــالا الشــركاو المتقــامنين مــع بقــاو الــدائنين فــي كــل تفليســة
مستقلين بثنفسهم.
5ـ إذا ساهمت الشركة في شركة أخرى لم يعتبر الشركاو في األولى شركاو في ال انية.
1
Abderrazak Moulay Rachid, Contribution a un débat sur la nationalité des sociétés en droit marocain, Al
Mayadine n° 5, 1990, p.31.
28
المبحث ال الث
أهـــلــيــــة الــشـــركـــــــة
يترتب على االعتراف للشركة بالشخصية المعنوية أن ت بت لها األهليــة الالزمــة الكتســا الحقــو وتحمــل
االلتزامات وأن تقوم بتافة التصرفات القانونية التي يتطلبها نشاطها فــي حــدود مــا هــو مقــرر فــي نظامهــا األساســي،
فهي لها أهلية التملك واكتسا األموال والتعامل مع الغير فتصبح دائنة أو مدينة ،ولها حــق التبــرع لألعمــال الخيريــة
واالجتماعية في الحدود التي يجري بها العرف.
وتسثل الشركة مدنيا عن األترار التي يلحقها مم لوها وعمالهــا بــالغير ،وعــن األتــرار التــي تتســبب فيهــا
األشياو والحيوانات الموجودة في حراستها .
كما أنها تسثل جنائيا 1عن األفعال الجرمية التــي تصــدر عــن مســيريها وعمالهــا وأعقــاو إدارتهــا ومم ليهــا
القانونيين باسمها أو بإحدى وسائلها (م ل أعمال المنافسة غير المشروعة ،وعدم احترام القوابط المتعلقة بالصــحة
واألثمان ،والتهر القريبي ،والمخالفات الجمركيةي غير أنه مراعاة لطبيعة شخصيتها المعنوية فإن المشــرع قصــر
العقوبات التي يمتن فرتها عليها في الغرامات والمصادرة والحل ونشــر الحتــم الصــادر باإلدانــة وإغــال المحــل أو
المؤسسة .3 ،2
وتملك الشركة حق التقاتي ،إذ لها أن ترفع الدعاوى على الغير ،ويمتن للغير أن يوجه الدعوى تدها فــي
شخص مديرها أو رئيس مجلس إدارتها ،وذلك من دون حاجة إلى إدخال الشركاو في الدعوى.
ويالحظ أن الشــركة باعتبارهــا شخصــا معنويــا ال يمتــن أن تتعامــل بــذاتها لــذلك فانــه يم لهــا فــي كــل
أعمالها شخص طبيعي أو أك ر هو المســير أو المســيرون الــذين يتصــرفون باســمها ،والمتصــرفون أصــبحوا فـي ظــل
النصوص الجديدة يستمدون صالحياتهم مــن القــانون 4بعــد أن كــانوا فيمــا ســبق يعتبــرون مجــرد وكــالو عــن الشــركة
تنحصر صالحياتهم فيما يوكله لهم عقد توكيلهم.5
الباب الثاني
أنــواع الشركــات التجاريـة
1
Frederic Desportes, Le nouveau régime de la responsabilité pénale des personnes morales, J C P entrep.
1993 – I – 219 ; C.Moulongoi, L'élément moral de
La responsabilité pénale des personnes morales, R T D com. 1994, 1 ; S Geeroms ,
La responsabilité pénal de la personne morale, Rev.int. dr. comparé 1996 , 533.
2الفصل 127من القانون الجنائي .
3
B.Bouloc, Généralité sur les sanctions applicables aux personnes morales - Rev. Stés, 1993, 327 ; Voir
aussi, actes du colloque sur la responsabilité pénale des personnes morales, Rev. stés – 1993.
راجل ما سيأتي ييما بعد بشأن صالحيات المسيرين ص.73 : 4
5هذه الصالحيات كان يحددها الفصل 1042من ق ل ع الذي ينص على أنه ":إذا كان المتصرف من غير الشركاء تثبت له الصالحيات
التي تمنحها المادة 891للوكيل مل عدم اإلخالل بما يتضمنه سند تعيينه".
29
تنقسم الشركات إلى شركات مدنية تخقع لقواعد القانون المدني ،وشــركات تجاريــة تخقــع ألحتــام القــوانين
التجارية.1
وتعتبر كافة الشركات التي نظمها قانون الشركات المغربي الجديد شركات تجارية بشتلها أيا كان نوع العمــل
الذي تتعاطاه ،باست ناو شركة المحاصة التي ال تعتبر تجارية إال إذا كان نشاطها تجاريا.
ولقد جرى الفقه التقليدي على تقسيم الشركات التجارية إلى زمرتين :شركات أشخاص ،وشركات أموال.
الزمرة األولى ،تقم كال من شركة التقامن وشركة التوصية البسيطة ،وشركة المحاصة .أما ال انيــة فتقــم
شركة المساهمة وشركة التوصية باألسهم.
وتتميز شركات األشخاص بقيامها على االعتبار الشخصي .فهي تنشث بين عدد محدود من الشــركاو يعرفــون
بعقهم البعض ،وتدفعهم إلى المشاركة ال قة المتبادلة بينهم ،وما يتمتع به كل واحد منهم من مؤهالت خاصــة وماليــة
من شثنها أن تحقق نجا الشركة ،بحيث لو تخلف أحدهم لربما لم يقبل اآلخرون الدخول في الشركة.
أما شركات األموال فتقوم على االعتبار المالي إذ ال عبرة فيها لشخصية الشريك ،وإنما العبرة لمــا يقدمــه مــن
مال .لذلك فإنه يمتن للشريك أن يفوت حصته للغير من دون أن يؤثر ذلك على استمرار الشركة.
غير أنه يؤخذ على هذا التصنيف افتقاده للدقة وعدم شموليته .فهو يفتقد للدقة من حيث أن بعــض الشــركات
التي تصنف تقليديا تمن هذه الزمرة أو تلــك نجــدها تتــوفر فيهــا بعــض خصوصــيات الزمــرة ال انيــة .وهــذا هــو شــثن
شركات التوصية التي نجدها ،بحسب األحوال ،إما تقتر أك ر من شركات األشخاص ـ شركة التوصية البســيطة ـ مــع
أخــذها بــبعض مميــزات شــركات األمــوال :المســؤولية المحــدودة للشــركاو الموصــين ،أو تقتــر أك ــر مــن شــركات
األموال :شركة التوصية باألسهم ـ مع أخذها ببعض مميزات شركات األشخاص :المسؤولية الشخصــية والتقــامنية
للشركاو المتقامنين.
وهذا التصنيف غير شامل من حيث أن هناك شركة ال يمتن إدخالها في أي من الزمرتين ،وهي الشــركة ذات
المسؤولية المحدودة التي تجمع في آن واحد بين خصائص شركات األشخاص وشركات األموال.
والسبب وراو تعدد أشتال الشركات التجارية ،هو أنه ،باعتبار هذه األخيرة أداة لتنظيم التشارك بــين مجموعــة
أشــخاص يجمعهــم هــدف ممارســة نشــاط اقتصــادي بشــتل جمــاعي ،يجــب أن تتــون قــادرة علــى الــتالؤم واالســتجابة
لحاجيات وظروف كل تجمع ،بحســب نــوع العالقــة التــي تجمــع أعقــاوه ،ومقــدار األمــوال التــي يحتــاج إليهــا ،ونــوع
المساهمة التي بمقدور كل واحد من المشاركين التقدم بهــا ،ومــدى اســتعداد كــل واحــد مــنهم لتحمــل مســؤولية تســيير
الشركة وتحمل المسؤولية عن ديونها...إلخ.
ونحن ،بغض النظر عن التصنيفات المشــار إليهــا أعــاله ،سنخصــص فصــال مســتقال لتــل شــركة مــن الشــركات
التجارية التي نظمها المشرع ،على أننا سنبدأ بدراسة شركة التقامن التي تم ل شركات األشــخاص بامتيــاز علــى أن
نتبعها بالشركات التي تقتر منها ـ شركة التوصية البسيطة ثم شــركة المحاصــة ثــم ننتقــل إلــى دراســة الشــركة ذات
المسؤولية المحدودة باعتبارها شركة مختلطة على أن نخــتم بدراســة شــركة المســاهمة التــي تم ــل شــركات األمــوال
بامتياز ثم شركة التوصية باألسهم التي تقتر منها.
الفصـل األول
شــركــة الـتـقــامــن
S N C1
1الفرق بينها أن الشركات المدنية تمارس نشاطا مدنيا ،وأنها ال تخضل لشكليات اإليداع والشهر ،وباعتبارها مدنية ،ال تخضل اللتزامات
التجار وال تستفيد من حقوقهم.
30
شركة التقامن شركة تجارية بشتلها ( المادة 2شركاتي تؤسس بــين شــريتين فــثك ر تتــون لهــم صــفة
تاجر ،يسثلون بصفة غير محدودة وعلى وجـه التقامن عن ديونها (المادة 3ي.
ويلقى هذا النوع من الشركات إقباال كبيــرا 2مــن المســت مرين الصــغار ألن شــتلها يالئــم المقــاوالت الصــغيرة
والمتوسطة بسبب قدرتها االئتمانية التبيرة في السو نظرا لم انة القمان الذي توفره للدائنين .هــذا فقــال عــن أن
المشرع أعفاها من القريبة على الشركات إذا كانت مؤسسة بالمغر وتقم أشخاصا طبيعيين فقط حيث أنــه طبــق
عليها نظام القريبة المطبق على هؤالو األشخاص وهو نظام القريبة العامة على الدخل (الفصل ال اني من قانون
القريبة على الشركات ل 31 :دجنبر1986ي .
هذا ويالحظ أن قانون تشجيع المست مرين الشبا يوجب على هؤالو في حالة رغبــتهم فــي المشــاركة فــي
مشروع واحد ،أن ينتظموا في شركة تقامن لالستفادة من القروض واالمتيازات التي يخولها ذلك القانون .
ونقتر أن نبدأ بإبراز خصائص هذه الشركة قبل التعرض لتيفية تثسيسها ثم أخيرا إلدارتها.
الفرع األول
خـصائـص شـركـة الـتـقامـن
تتميز شركة التقامن :
1ـ بتون مسؤولية الشركاو عن ديونها هي مسؤولية شخصية ،وتقامنية.
2ـ و بعملها تحت تسمية يمتن أن يقاف إليها اسم شريك أو أك ر.
3ـ وأن جميع الشركاو فيها يتتسبون صفة "تاجر".
4ـ وأن حصة الشريك فيها غير قابلة لالنتقال.
المبحث األول
مسؤولية الشركاو غير المحدودة والتقامنية عن ديون الشركة
الخاصية األساسية التي تميز شــركة التقــامن ،والتــي تتفــرع عنهــا الخصــائص األخــرى ،أن الشــركاو فيهــا
يسثلون مسؤولية غير محدودة وتقامنية عن ديونها (المادة3 :ي
1ـ والمقصود بالمسؤولية غير المحدودة للشركاو أن هؤالو يسثلون عن ديــون الشــركة بصــفة شخصــية أي
في أموالهم الخاصة ،بحيث في حالة عدم كفاية أموال الشركة للوفاو بديونها فإن دائنيها يملتون تمانا إتافيا يتم ــل
في األموال الخاصة للشركاو.
وهذا المبدأ من النظام العام لذلك فإنه ال يجــوز أن يــدرج فــي عقــد الشــركة شــرط بإعفــاو أحــد الشــركاو مــن
مسؤوليته الشخصية عن ديونها.
2ـ أما المسؤولية التقامنية فيقصد بها تقامن الشركاو في الوفــاو بــديون الشــركة بحيــث فــي حالــة عــدم
كفاية أموالها فانه يجوز لدائنها أن يطالب أي واحد من الشــركاو بالــدين ،أو أن يطالــب بــه الشــركاو مجتمعــين .وهــذا
المبدأ كذلك من النظام العام ،وهو من مستلزمات شركة التقامن لذلك فال يجوز استبعاده في عقد الشركة.
ويشترط إلعمال مبدأ التقامن أن ي بت الدائن أن الدين خاص بالشركة وأن هذه األخيرة ال تقــدر ،أو تــرفض
الوفاو به .ويجب أن يتم ذلك عن طريق توجيــه إنــذار إليهــا بالوفــاو ،أو تثســيس تــمانات الوفــاو داخــل ال مانيــة أيــام
الموالية لإلنذار ،وذلك بواسطة إجراو غير ققائي ،وبقاو اإلنذار بدون جدوى ،ما لم يمــدد رئــيس المحتمــة باعتبــاره
قاتيا للمستعجالت ،ذلك األجل لمدة واحدة مماثلة بناو على طلب من الشركة (المادة 3فقرة 2ي .
1هكذا يرمز إليها بالفرنسية وهي الحروف األولى لتسميتها La société en nom collectif :
2وقد زاد اإلقبال عليها بعد صدور القانون الجديد للشركات ،إذ تم تسجيل 1406شركة تضامن جديدة سنة 1998مقابل 849يي
السنة التي سبقتها أي بزيادة . % 66وهي تأتي من حيث العدد بعد الشركة ذات المسؤولية المحدودة ( )10917وقبل شركة المساهمة
( ،) 1177وهي الشركة الوحيدة التي عريت زيادة مهمة من حيث اإلقبال عليها ،أما كاية الشركات األخرى يقد عريت تراجعا يي ذلك ،كل
هذا برسم سنة 1998ـ المصدر ـ السجل التجاري المركزي .
31
فإذا وفى أحد الشركاو دين الشركة كــان لــه أن يرجــع علــى اآلخــرين بنصــيبهم منــه وإذا كــان أحــد الشــركاو
معسرا تحمل عنه اآلخرون نصيبه كل بحسب حصته في الشركة.
المبحث ال اني
تـسـمـيـة الـشـركــة
Dénomination sociale
كانت شركة التقامن تعين في ظل النص القديم بعنوان يتتون من أسماو جميع الشــركاو أو مــن اســم واحــد
منهم أو أك ر مع إتافة عبارة" وشركاؤه" ،وذلك لتعريف األغيار بالشــركاو الــذين يقــمنون ائتمــان الشــركة ،فتــان
هذا العنوان يطر مشتال عند ك رة الشركاو من حيــث أنــه ال يمتــن إدراج أســمائهم جميعــا فيــه فــي حــين أن االكتفــاو
بإدراج اسم واحد ال يمتن األغيار من التعرف على الوتعية القانونيــة للبــاقين الــذين يمتــن أن يتونــوا مجــرد شــركاو
موصين .من هنا فقد ارتثى المشرع إدخال تعديل جوهري على هذا المستوى يقوم على تعيين الشركة بتسمية عــوض
عنوان مع إمتانية إقرانها باسم شريك أو أك ر ،على أن تتون مسبوقة أو متبوعة مباشرة بعبارة "شــركة تقــامن"
(المادة 4فقرة 1ي وبذلك يتون بإمتان األغيار التعرف على وتعية الشركاو في الشركة من خالل تسميتها .
هذا ،وال يجوز إدراج اسم شخص غريب في تسمية الشركة ،وإال اعتبر ذلك احتياال من قبل الشركاو يعرتهم للمتابعة
الجنائية ،مع اعتبار الشخص الذي أدرج اسمه في العنوان مسؤوال عن ديون الشركة إذا تم ذلك برتاه (م 3 /4ي.
ويجب أن تدرج تسمية الشركة إتافة إلى مبل رأا المال والمقر االجتماعي ورقم القيد في السجل
التجاري في المحررات والرسائل والفاتورات واإلعالنات والمنشورات وكافة الوثائق الصادرة عن الشركة والموجهة
لألغيار (م 2/ 4ي وإال عوقب المخالف بغرامة بين 1000و 5000درهم (م1/112 :ي.
المبحث ال الث
اكـتسـا الشـريـك صـفـة "تاجر"
لما كان الشريك يعد مسؤوال شخصيا وتقــامنيا عــن ديــون شــركة التقــامن فإنــه يعتبــر كمــا لــو أنــه يــزاول
التجارة بنفسه ،لذلك فإنه يتتسب صفة "تاجر" بمجرد انقمامه إليها ،سواو ادرج اسمه في تســميتها أو ال ،وســواو
تولى أعمال اإلدارة أو لم يتوالها .
ويترتب على اعتبار الشريك تاجرا :
1ـ أنه يجب أن يتون كامل األهلية ،وإذا كان قاصرا حصل على الترشيد فيجــب أن يحصــل علــى إذن خــاص
بالدخول شريتا متقامنا .وهذا اإلذن يلزمه حتى ولو كان مرخصا بتعاطي العمل التجاري عامــة .ذلــك أنــه ال يســثل
عن ديونه فقط بل كذلك عن ديون اآلخرين .فمسؤوليته أكبر مما لو كان يتعاطى التجارة منفردا .
2ـ يترتب على إعالن التصفية الققائية للشركة عند توقفها عن أداو ديونهــا إعــالن التصــفية الققــائية
في حق كافة الشركاو فيها بسبب أن هؤالو يسثلون مسؤولية شخصية وتقامنية عن ديونها.
من هذا الرأي كذلك شكري أحمد السباعي ـ مرجل سابق ص 387ـ راجل يي رأي مخالف :هشام يرعـون ـ 1
3ـ إعالن التصفية الققائية في حق أحد الشركاو ،أو تحديد مخطط للتفويت التامل لتجارته بســبب توقفــه
عن أداو ديون تجارته الخاصــة ال يــؤدي إلــى إعــالن التصــفية الققــائية للشــركة ،إال أن هــذه األخيــرة تنحــل بقــوة
القانون الختالل األساا الذي تقوم عليه وهو االعتبار الشخصي ،أي ما يتمتع به الشريك مــن ائتمــان وثقــة ،مــا لــم
يقرر النظام األساسي استمرارها بين الشركاو الباقين ،أو يقرر هؤالو استمرارها باإلجماع .ونفــس الشــيو يقــال فــي
حالة صدور حتم على أحد الشركاو بالمنع من مزاولة مهنة تجارية أو بــإجراو يمــس أهليتــه (المــادة 18ـ 1مــن
قانون الشركاتي.
4ـ ال يلزم الشريك بمسك محاسبة وال بالقيد في الســجل التجــاري ،إال إذا كانــت لــه تجــارة مســتقلة .ويتتفــى
بدفاتر الشركة التي يظهر منها مركز كافة الشركاو .كما يتتفى بقيد الشركة في السجل التجاري الذي من بين البيانات
المدرجة فيه أسماو كافة الشركاو فيها .
المبحث الرابع
عـدم قـابلـيـة حـصـة الـشريـك لالنـتـقـال
انطالقا من كون شركة التقامن تقــوم علــى االعتبــار الشخصــي فإنــه ال يمتــن للشــريك فيهــا أن يتنــازل عــن
حصته سواو للغير أو ألحد الشركاو اآلخرين إال بموافقة جميع الشركاو .1وهذه القاعدة من النظام العــام لــذلك فإنــه ال
يجوز االتفا على مخالفتها (المادة16 :ي.
ويالحظ أن كل نقل للحصص يجب أن ي بت في محرر متتو ،وأن يتم إيداعه وتسجيله ونشره (المادة 16فقرة1
ي داخل 30يوما من تاريخ العقد (المادة 95و 96و97ي وإال فال أثر له في مواجهة الغير (المادة 16ـ فقرة 2ي.
وإذا كانت الشركة تنققي مبدئيا بوفاة أحــد الشــركاو ،فانــه لــيس هنــاك مــا يمنــع مــن أن يتفــق هــؤالو علــى
استمرارها مع ورثة الشريك المتوفى ،أو استمرارها بين الشركاو الباقين على قيد الحياة (المادة 17فقرات 1و 2ي.
إال أنه إذا كان من بين الورثة قاصر غير مرشد ،وتقرر استمرار الشركة فإنه ال يسثل عن ديــون الشــركة
إال في حدود نصيبه من تركة مورثه .ويجب في هذه الحالة أن تحول الشركة فــي خــالل ســنة مــن الوفــاة إلــى شــركة
توصية يتون فيها القاصر شريتا موصيا ،وإال وجب حلها (المادة 17فقرة 7ي.
الفرع ال انـي
تـثسـيـس شــركــــة التــقــامــن
يخقع تثسيس شركة التقامن إلى األحتام العامة لتثسيس الشركات التي رأيناها سابقا باإلتافة إلــى بعــض
األحتام الخاصة ،تتعلق بعقد التثسيس حيث يجب أن تؤسس بمقتقى عقد متتو سواو كان رسميا أو عرفيــا .ويجــب
أن يتون النظام األساسي (العقدي مؤرخا وأن يتقمن البيانات التالية ،وكل ذلك تحت طائلة البطالن (المادة 5ي:
1ـ أسماو الشركاو وموطنهم وإذا تعلق األمر بشخص معنوي :تسميته ،وشتله ومقره.
2ـ إنشاو الشركة في شتل شركة التقامن
3ـ تسمية الشركة ،وغرتها ومقرها االجتماعي
4ـ مبل رأا المال .
5ـ حصة كل شريك ،وبيان قيمتها إذا كانت حصة عينية .
6ـ نصيب كل شريك .
7ـ مدة الشركة .
8ـ أسماو وموطن الشركاو أو االغيار الذين لهم صالحية إلزام الشركة.
9ـ كتابة تبط المحتمة التي سيودع بها النظام األساسي.
1
Buttet, Cession de parts de société en nom collectif - Bull. Joly -1991-889
33
الفرع ال الث
إدارة شركـــة التقامـــن
نص القــانون الجديــد للشــركات علــى بعــض القــوابط الجديــدة تتعلــق بطريقــة إدارة شــركة التقــامن قصــد
المشرع من خاللها تفادي حصول التع ر على هذا المستوى ،وتمان حقو كافــة الشــركاو ،وإحتــام طريقــة التســيير
لتجنب الخالفات بين الشركاو ،أو إطال يد المسير في تسيير الشركة.
المبحث األول
الجهـة المتلفة بتسييـر الشركـة
تقوم الشركة بثعمالها بواسطة مسيرها في حالة تعيينه ،وإال فإنها تسير من قبل جميع الشركاو.
المطلب األول
تعــيــيــن الـمـسيـــر وعــــزلــه
أوال ـ تعيين المسير
إما أن يعــين المســير فــي النظــام األساســي فيسـمى "المســير النظــامي" أو بمقتقــى اتفــا مســتقل فيســمى
"المسير االتفاقي" .وفي الحالتين إما أن يتون من الشركاو أو من األغيار.
فإذا جرى تعيين المسير في النظام األساسي للشركة نفسه ،أي فــي عقــد تثسيســها أو بمقتقــى تعــديل يــدخل
عليه بعد ذلك فإنه يعتبر جزوا منها وعنصرا من عناصر نظامها األساسي لذلك فيجب أن يحصل بإجماع الشركاو.
أما إذا جرى التعيين بمقتقى اتفا مستقل ،كما يحصل في الغالب عند تغيير المسير أثناو الحياة االجتماعيــة
للشركة ،فإما أن يتون النظام األساسي قد نظم ذلك التعيين ،وإال فإنه يجب أن يتم بإجماع الشركاو .
وبطبيعة الحال ،سواو تم التعيين بمقتقى تعديل يدخل على النظام األساسي أو بمقتقى اتفا مســتقل ،فإنــه
يجب شهر قرار التعيين وفق نفس إجراوات الشهر التي رأيناها سابقا.1
2 ثانيا ـ عزل المسير
تختلف شروط العزل حسب ما إذا كان المسير من الشركاو أو من األغيار.
فإذا كان من الشركاو وكان معينا في النظام األساسي ،فإنه ال يمتن أن يتقرر عزله إال بإجماع باقي الشركاو،
أي من دون حاجة إلى موافقته هو (المادة 14ـ فقرة 1ي إال أنه يترتب على هذا العزل حل الشركة بقــوة القــانون ،إال
إذا كان استمرارها مقررا في هذه الحالة بمقتقى النظام األساسي ،أو قــرر بــاقي الشــركاو اســتمرارها فيمــا بيــنهم.
ويمتن للمسير المعزول آنذاك أن ينسحب من الشركة ،ويطلب استرجاع حقوقه فيها (المادة 14فقرة 2ي.
وإذا كان المسير الشريك معينا بمقتقى اتفا مستقل عن النظام األساسي ،فإما أن يتون هذا األخيــر قــد نظــم
شروط عزله حيث يجب عندئذ التقيد بها ،وإال فإنه يشترط توفر إجماع باقي الشركاو (المادة 14ـ فقرة 3ي.
أما إذا كان المسير من األغيــار فيجــب أن يعــزل وفــق الشــروط المحــددة فــي النظــام األساســي ،وإال فبقــرار
ألغلبية الشركاو (المادة 14ـ فقرة 4ي .
1إذ يي الحالتين يتم اإليداع يي السجل التجاري عن طريق اإلدالء بمحضر تعيين المسير المسيرين الجدد.
2
J.L. Aubert, La révocation des organes d'administration des sociétés commerciales,
R D C 1968 – 977 ; M.Rémond , La révocation du gérant .... Rev. stés. 1972 – 421
34
وإذا لم يتن العزل يستند إلى سبب مشروع فإنــه يجــوز للمســير المعــزول أن يطالــب بــالتعويض عــن القــرر
الذي لحقه نتيجة ذلك (المــادة 14ـ فقــرة 5ي وأســبا العــزل المشــروعة كمــا حــددها الفصــل 1030مــن ل ع ســوو
اإلدارة ،والخالفات الخطيرة بين المسيرين في حالة تعددهم ،واإلخالل الجسيم الواقع من المدير في أدائه لمهامه أو
استحالة قيامه بتلك المهام.1
المطلب ال انـي
عـــدم تسـمـيـة الـــمــسيـــر
إذا لم يعين الشركاو مسيرا إلدارة الشركة فإن حــق اإلدارة يعــود عندئــذ إلــيهم مجتمعــين (المــادة 6ي ويطلــق
على الشركة في هذه الحالة شركة العنان ،فيمتن لتل شريك أن يجري أعمال اإلدارة ،ويحق لتل واحد من اآلخرين أن
يعترض على أية عملية قبل إجرائها (المادة 7فقرة 2ي ما لم ينص عقد الشركة على خالف ذلك.
المبحث ال اني
صـالحـــيــات الـمــــسيـــــر
أصبح المتصرفون في كافة الشــركات التجاريــة يســتمدون ســلطاتهم فــي ظــل القــانون الجديــد للشــركات مــن
القانون مباشرة ،2ولم يعودوا يعتبرون وكالو عن الشركة كما كان الشثن في السابق ،لذلك فقد قرر القــانون للمســير
صالحية القيام بجميع األعمال القرورية لتسيير الشركة وفقا للغرض الذي أنشئت من أجله (المادة 7ـ فقــرة ـ 1ي إال
إذا كانت صالحياته محددة في عقد التثسيس ،أو في عقد الحق ،حيث يمنع عليه عندئذ الخروج عن تلك الصالحيات،
وإال عرض نفسه للمسؤولية في مواجهة الشركاو( 3المادة 8ـ فقرة ـ 4ي.
أما في مواجهة الغير فتلزم الشركة بتافة أعمال المسير التي تدخل تمن غرتها ،وال يمتنهــا أن تحــتأ فــي
مواجهته بثحتام النظام األساسي التي تحد من سلطات المسير( 4المادة 8فقرة 1و 3ي .ويرجع السبب في إقرار هــذه
القاعدة إلى رغبة المشرع في حماية األغيار من المتعاملين مع الشركة وإلى تمان اســتقرار المعــامالت ،بــالنظر إلــى
أن األغيار عندما يتعاملون مع المسير فذلك على أساا أنه يم ل الشركة ،وليس من المنطقي أن نطالبهم في كل مــرة
أن يتثكدوا من أنه يتصرف في إطار الصالحيات المخولة له لما في ذلــك مــن عرقلــة للمعــامالت ،ولصــعوبة ذلــك مــن
الناحية العملية.
ويمنع على الشركاو من غير المسيرين التدخل في أعمال اإلدارة .وال يجوز لهم أن يعترتوا على األعمال التــي
يجريها المسير إال إذا تجاوزت حدود العمليات التي هي محل الشركة ،أو تقمنت مخالفة واتحة للعقد أو القانون.
وإذا تعدد المسيرون ،وكان العقد ال يحدد صالحيات كل واحد منهم ،أو ال يحدد طريقــة اتخــاذ القــرارات فيمــا
بينهم ،فإن لتل واحد منهم أن يقوم بثي عمل تسيير فيه مصلحة الشركة ،ولتل واحد من اآلخرين حق التعرض علــى
أية عملية قبل إبرامها (المادة 7ـ فقرة 2 :ي.
وال يحق للمسير منافسة الشركة عن طريق القيام بنشاط مماثل لنشاطها ،ما لم يحصــل علــى موافقــة بــذلك مــن
باقي الشركاو .كما أن كل اتفاقية بينه وبين الشركة يجب أن يحصل بشثنها على إذن سابق من الشركاو (م /7فقــرة 3
و 4ي.
وعلى العموم فإنه ال يسوغ للمسير أن يجري أي تصرف يتجــاوز حــدود صــالحياته ،وعليــه أن يبــدل فــي
تدبير مصالح الشركة عناية الرجل المتبصر حي القمير وإال كــان مســؤوال بصــفة فرديــة أو بالتقــامن ـ فــي حالــة
تعدد المسيرين ـ تجاه الشركاو عما أجراه من أعمال مخالفة للقانون أو للنظام األساسي(المادة 8الفقرة 4ي.
1
R. Baillod, Le " juste motif" de révocation des dirigeants sociaux, R D C 1983 .
1
J.F Bulle, Le statut du dirigeant de société, La villeguerin Editions, 1989.
Martin , les pouvoirs des gérants des sociétés de personnes R D C 1973 – 185. 3
4راجل يي تطبيق ذلك :قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس ،رقم 365بتاريخ ،2007/03/01يي الملف عدد ،06/971:قرارات محكمة
االستئناف التجارية بفاس لسنتي ،2007/2006موزعة على قرص مضبوط.
35
المبحث ال الث
صالحيـات الشركـاو غـير المسيريـن
إذا كان يمنع على الشركاو من غير المسيرين التدخل في أعمال اإلدارة ،فــإنهم يتمتعــون بــبعض الصــالحيات
األساسية التي تتعلق بسير الشركة .منها إعطاو اإلذن في شثن بعض أعمال التسيير التي ينص عليها النظام األساسي
فــي حالــة وجودهــا ،وتعيــين المســير وعزلــه وتعــديل النظــام األساســي .وعلــى الخصــوص المصــادقة علــى الموازنــة
السنوية ،ومراقبة ماليــة الشــركة ومراقبــة تســييرها .وتتخــذ القــرارات بشــثن كــل ذلــك باإلجمــاع مــا لــم يــنص النظــام
األساسي على خالف ذلك بالنسبة لبعض القرارات (المادة 1-9ي.
المطلب األول
المصادقة على الموازنة السنوية
هذه من األمور األساسية التــي نظمهــا القــانون الجديــد للشــركات بعــد أن كانــت فــي الســابق متروكــة التفــا
الشركاو .ولقد سعى المشرع من خالل ذلك إلى إحتام طريقة التسيير لتجنب إطال يد المدير فيه ،ولتجنــب الخالفــات
بين الشركاو التي من شثنها أن تعصف بالشركة.
وهتذا فقد استوجب القانون عرض تقرير التسيير ،والجرد والقوائم التركيبية للسنة المحاسبية المعدة من طــرف
المسيرين على مصادقة جميع الشركاو في أجل ستة أشهر من تاريخ اختتام السنة المحاسبية ،ويجب أن يحصل ذلــك
مبدئيا في جمعية عامة تعقد لهذا الغرض ،إال أن المشرع أجاز أن يتم ذلك عن طريق استشارة الشركاو كتابة ،حيــث
يجب عندئذ أن يقمن ذلك في محقر يوقعه المدير ،ويرفق به جوا كل شريك (المادة 10ـ الفقرة 1و 7ي .
ويجب أن يبل تقرير التسيير والجرد والقــوائم التركيبيــة وكــذا القــرارات المقترحــة ،وعنــد االقتقــاو تقريــر
مراقب أو مراقبي الحسابات إلى الشركاو 15يوما على األقل قبل انعقاد الجمعيـة العامــة .كمــا يجــب أن يوتــع الجــرد
رهن إشارتهم بمقر الشركة تمن نفس األجل (م /10فقرة 2و 3ي.
ويجــب أن ت بــت مداولــة الشــركاو فــي محقــر يبــين فيــه تــاريخ ومتــان االجتمــاع ،واألســماو الشخصــية
والعائلية للشركاو الحاترين ،والتقارير المعروتة للمناقشة ،وملخصا للنقاش ،ونص مشاريع القرارات المعروتــة
على التصويت ،ونتيجة التصويت .ويجب أن يوقع المحقر من طرف كافة الشركاو الحاتــرين (المــادة 10فقــرة 4و
5ي إال أنه يالحظ أنه إذا كان التسيير يتم من قبل كافة الشركاو فإنه ال يعرض على مــوافقتهم وفــق القــوابط الســابقة
إال القرارات التي يتجاوز غرتها السلطات المعترف بها للمسيرين (المادة 6 /10ي.
فإذا لم تتم المداوالت بشثن تقرير التسيير والجرد والقوائم التركيبية وفق القوابط السابقة جاز لتــل شــريك
طلب إبطالها ( المادة 8-10ي .
ولقد نص المشرع على معاقبة المسيرين بغرامة من 2000إلى 000.40درهــم ،إذا لـم يعــدوا بالنســبة لتــل
سنة محاسبية الجرد ،والقوائم التركيبية وتقرير التسيير (المادة109 :ي.
ونص علــى معــاقبتهم كــذلك بغرامــة مــن 2000إلــى 20.000درهــم إذا لــم يقومــوا بــدعوة الجمعيــة العامــة
للشركاو لالنعقاد داخل أجل ستة أشهر من تاريخ اختتــام الســنة الماليــة ،أو لــم يعرتــوا لمصــادقة الجمعيــة المــذكورة
الجرد والقوائم التركيبية وتقرير التسيير (المادة 110فقرة2 :ي.
كما نص علــى معــاقبتهم بغرامــة مــن 2000إلــى 10.000درهــم إذا لــم يقومــوا 15يومــا قبـل تــاريخ انعقــاد
الجمعية العامة بتوجيه القوائم التركيبية وتقرير التسيير ،ونص التوصيات المقترحة ،وعنــد االقتقــاو تقريــر مراقبــي
الحسابات إلى الشركاو ( المادة 111ي.
ولقد نص أخيرا على معاقبة المسيرين الذين يقدمون للشــركاو قــوائم تركيبيــة ال تعطــي صــورة صــادقة عــن
نتائأ السنة المالية ،وعن الوتعية المالية للشركة بغية إخفاو الوتعية الحقيقية عــنهم بــالحبس مــن شــهر إلــى ســتة
أشهر ،وبغرامة من 10.000إلى 100.000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين (المادة 107ـ فقرة 1و 2ي.
وجميع هذه العقوبات تقاعف في حالة العود (المادة 1 /101ي.
36
المطلب ال اني
مراقبة تسيير الشركة وماليتها
انطالقا من طبيعة وتعية الشركاو تمن شركة التقامن ،حيث أنهم يسثلون مسؤولية شخصــية وتقــامنية
عن ديونها ،فإن لهم حق مراقبة أعمال المســير ،أو المســيرين فــي تســييرها .غيــر أنــه تفاديــا لعرقلــة عمــل المســير
بالتدخل المتترر واالعتباطي من قبل الشركاو في شؤون التسيير ،وتفاديا لتل خالف بين الشركاو على هــذا المســتوى
نظم القانون الجديد للشركات كيفية ممارسة الشركاو لهــذه المراقبــة ،فثعطــاهم الحــق فــي االطــالع مــرتين فــي الســنة
بمساعدة مستشار بمقر الشركة على الدفاتر ،والجرد والقوائم التركيبية ،وتقرير التسيير وتقرير مراقبــي الحســابات
إن وجدوا ،ومحاتر الجمعيات ،ووتع أسئلة كتابية حول تســيير الشــركة علــى المســير أو المســيرين اإلجابــة عليهــا
كتابة كذلك .كما يمتنهم الحصول على نسخة من كل ذلك ما عدا الجرد (المادة 11ي.
وقد دعم المشرع هذا الحق بالنص على معاقبة المســيرين الــذين ال يقــعون رهــن إشــارة الشــركاو الوثــائق
المشار إليها أعاله بغرامة من 2000إلى 20.000درهم (المادة 110ـ فقرة 1ي.
وفقال عن ذلك فقد أعطى القانون لتل شريك ـ أو مجموعة شركاو ـ مهما كان مقدار مساهمته فــي رأا
المال ،أن يطلب من رئيس المحتمة بصفته قاتيا للمستعجالت أن يعين مراقبا أو أك ر للحسابات (المــادة 12ـ 3ي،
وذلك إلجراو تدقيق في حسابات الشركة للتثكد من سالمتها .
المبحث الرابع
تعيين مراقبين للحسابات في بعض شركات التقامن
سعى المشرع كذلك من خالل القانون الجديد للشركات إلى دعم المراقبة المالية للشركة بتبنــي نظــام مراقبــي
الحسابات المعهود في شركات المساهمة وإدخاله إلى شركة التقامن.
وهتذا فإنه قد أجاز لتافة شركات التقامن أن يعين الشركاو فيها باألغلبية مراقبا أو أك ــر للحســابات لتــولي
مراقبة مالية الشركة (المادة 12فقرة 1ي.
كما أنه جعل ذلــك التعيــين إلزاميــا بالنســبة لشــركات التقــامن التــي يتجــاوز رقــم أعمالهــا الســنوي خمســين
مليون درهم دون اعتبار القرائب (م 2/12ي.
ويخقــع مراقبــو الحســابات فــي شــركة التقــامن لــنفس القواعــد التــي يخقــع لهــا م يلــيهم فــي شــركات
المساهمة كما سنرى الحقا.
الفصل ال اني
شـركـة الـتوصـيـة الـبسـيـطـة
La société en commandité simple
شركات التوصية نوعان :توصية بسيطة وتوصية باألسهم :
شركة التوصية البسيطة هي من شركات األشخاص إذ أن شخصية جميع الشركاو فيها هي محل اعتبار ،فــال
يجوز ألي منهم أن يتنازل عن حصته إلى الغير إال بموافقة باقي الشركاو.
أما شركة التوصية باألسهم فهي مــن شــركات األمــوال إذ أن شخصــية الشــريك الموصــي فيهــا ليســت بــذات
اعتبار ،فيستطيع بالتالي أن يتنازل عن حصته إلى الغير دون حاجة لموافقة باقي الشركاو.
وما يعنينا نحن هنا هي شركة التوصية البسيطة.1
أما شركة التوصية باألسهم ،يباعتبارها من شركات األموال ،سوف ندرسها بعد شركة المساهمة. 1
37
الفرع األول
تعريف وتثسيس شركة التوصية البسيطة
المبحث األول
التعريف بشركة التوصية البسيطة
شركة التوصية البسيطة شركة تجارية بشتلها تتثسس بين شريتين فثك ر أحدهما على األقل شريك متقــامن
يسثل بصفة غير محدودة وعلى وجه التقامن عن ديون الشركة ،وآخر على األقل شريك موصى ال يسثل عــن ديونهــا
إال في حدود حصته في رأسمالها.
مــن هنــا تشــبه شــركة التوصــية البســيطة ك يــرا شــركة التقــامن مــن حيــث أنهــا تقــم إلــى جانــب الشــركاو
المتقامنين فئة من الشركاو الموصين .وإذا كانت وتــعية الشــركاو المتقــامنين فيهــا هــي نفــس وتــعية الشــركاو
المتقامنين في شركة التقامن من حيث المسؤولية الشخصية والتقامنية عن ديون الشــركة بمــا يترتــب عليهــا مــن
نتائأ على مستوى اكتسا صفة "تاجر" والحق في اإلدارة ،فإن الشركاو الموصيين فيها يتتفون بتقديم رأا المال،
وال يقومون بثي عمل من أعمال اإلدارة ،وال يسثلون عن ديون الشركة إال في حدود حصتهم في رأا المــال ،فيترتــب
على ذلك أنهم ال يتتسبون صفة "تاجر" ،وال تدخل أسماوهم في تشتيل تسمية الشركة.
لذلك فإذا كان دور الشركاو الموصيين في شركة التوصية البسيطة هو دور الرأسمالي الممول الذي يتتفــي
بالمخاطرة بثمواله دون تحمل أية مسؤولية في اإلدارة والتسيير ،فإن دور الشركاو المتقامنين هو القيام بتشغيل
ذلك المال واست ماره وتحمل أعباو اإلدارة والتسيير بما يترتب على ذلك من مسؤولية .
وإذا كان هذا النوع من الشركات قد انتشر في البداية لما يتيحه لألشخاص من إمتانية التعــاطي لألعمــال
التجارية دون أن يؤدى ذلك إلى مســؤوليتهم فيمــا يتجــاوز حــدود مــا قــدموه مــن رأســمال ـ حيــث يســتطيع أصــحا
األموال الذين ليس لديهم الخبرة والدراية بالتجارة ،أو ال يمتنهم التفرغ أن يتشاركوا مع من يملك الخبــرة والدرايــة
والتفرغ ولتن ليس لديه المال ـ فإن دورها قد قل ك يرا بعــد ظهــور شــتل الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة 1التــي
تجمع بين محاسن شركات األشخاص وشركات األموال كما سنرى الحقا2ـ ومــع ذلــك فــإن النظــام القــريبي الــذي
أخقعها له المشرع قد حافظ لها على بعض أهميتها إذ أنها تخقع لنظام القريبة العامة على الدخل 3وال تخقــع
للقريبة على الشركات التي تخقع لها الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
المبحث ال انـي
تثسيس شركة التوصية البسيطة
تخقع شركة التوصية البسيطة في تثسيسها إلى نفس أحتــام تثســيس شــركة التقــامن ،وهــي تتثســس
بين شريتين على األقل أحدهما متقامن واآلخر موصى .يقــاف إلــى ذلــك أن نظامهــا األساســي يجــب أن يتقــمن
فقال عن البيانات المتطلبة في النظام األساسي لشركة التقامن ما يلي:
1ـ النص على إنشاو شركة في شتل شركة توصية بسيطة .
2ـ تحديد نصيب مبل أو قيمة حصص كل شريك متقامن أو موصى على حدة في رأسمال الشركة .
3ـ تحديد النصيب اإلجمالي للشركاو المتقامنين ،ونصيب كل شريك موصى في توزيع األربا وفي عائد التصفية.
1
Dérrida- La société en commandité entre son passé et son avenir ,
(travaux du C.R.E.D.A)1983- Financement, capital et pouvoir dans l'entreprise : une nouvelle chance pour la
commandité – J C P 1984 édi. C.I. 14371
2من هنا يإن عدد ش ركات التوصية البسيطة قليل جدا يي العمل ،يفي سنة 1998مثال تم تأسيس حوالي 70شركة من هذا النوع ـ قارن
مل باقي الشركات ذات المسؤولية المحدودة 10917 :ـ التضامن 1406 :ـ المساهمة 1177 :ـ المصدر :السجل التجاري المركزي
3إذ انطالقا من كونها شركة أشخا ص يإن المشرع أخضعها للضريبة المفروضة على األشخاص ،الطبيعيين شريطة أال يوجد بين شركائها
أشخاص معنوية.
38
الفرع ال اني
خصائص شركة التوصية البسيطة
تتميز شركة التوصية البسيطة بثحتام خاصة تميزها عن شركة التقامن وذلك من النواحي التالية:
المبحث األول
تسمية الشركـــة
تتخذ شركة التوصية البسيطة كذلك تسمية لها تعين بها يمتن أن يقاف إليها اسم واحد أو أك ر من الشــركاو
المتقامنين دون الموصين على أن تتون مسبوقة أو متبوعة مباشرة بعبارة "شركة توصية بسيطة" (م 22ي .
وإذا سمح الشريك الموصى بــإدراج اســمه فــي التســمية وكــان عالمــا بــذلك ،فإنــه يمتــن أن تقــوم مســؤولية
الشخصية والتقامنية عن ديون الشركة في مواجهة من يغتــر بــذلك ،إال أنــه يشــترط أن يتــون ذلــك الغيــر غيــر عــالم
بحقيقة وتعية الشريك في الشركة.
المبحث ال اني
مسؤولية الشريك الموصى
على خالف الشركاو المتقامنين الذين يسثلون عن ديون الشركة مسؤولية شخصية وعلى وجه التقــامن،
فإن الشركاو الموصين ال يسثلون عن تلك الديون إال في حدود حصتهم في رأســمالها ،فــإذا قــاموا بتســديدها للشــركة
برئت ذمتهم تجاهها وتجاه دائنيها ( المادة 20ـ فقرة 3ي.
وينتأ على هذا أن الشريك الموصى ال يتتسب صفة تاجر ،فــإذا أعلــن إفــالا الشــركة لــم يترتــب علــى ذلــك
إعالن إفالسه ،وبالتالي يمتن للقاصر الذي لم يبل بعد سن الرشد ،ولألشخاص الممنوعين مــن ممارســة التجــارة ألي
ســبب كــان أن يــدخلوا شــركاو موصــين فــي شــركة التوصــية البســيطة ،ولتــن ال يمتــنهم أن يــدخلوا فيهــا كشــركاو
متقامنين.
المبحث ال الث
إدارة شركة التوصية البسيطة
يتولى إدارة شركة التوصية البسيطة الشركاو المتقامنون فقط وفق نفس أحتام إدارة شركة التقامن ،دون
الشركاو الموصين الذين ال يجوز لهم أن يقوموا بثي عمل من أعمال اإلدارة ولو كانت لديهم وكالــة .فــإذا خــالفوا هــذا
المنع قامت مسؤوليتهم تجاه الغير الذي قد ينخدع بسبب ذلك حول حقيقة وتعهم في الشركة (المادة 25ي.
ومنع الشركاو الموصين من اإلدارة جاو نتيجة طبيعية لعدم مسؤوليتهم عــن ديــون الشــركة حتــى ال يقومــوا
بتصرفات قد تؤدى إلى إلحا القرر بالشركة وبالشركاو المتقامنين ،وحتى ال ينخدع المتعاملون مــع الشــركة بتلــك
اإلدارة فيطمئنوا إلى مسؤولية الموصين عن ديون الشركة ويدخلونها في القمان العام لديونهم.
ويقصد باإلدارة هنا ممارسة األعمال الخارجية التي تجعل الشريك على اتصال بالمتعاملين مــع الشــركة ،أمــا
األعمال الداخلية التي ال تؤدي إلــى ذلــك االتصــال فيجــوز للشــريك الموصــي أن يقــوم بهــا ،ومــن ذلــك المشــاركة فــي
االجتماعات الداخلية للشركة والمتعلقة بتنظيم شؤونها م ل تعيين أو عزل المديرين ،أو االطالع على سجالت الشركة
والقيام بثعمال المراقبة ،والترخيص للمديرين فيمــا يتجــاوز حــدود صــالحياتهم والقيــام بثعمــال المحاســبة وباألعمــال
الفنية وما إلى ذلك.
وتسير الشركة وفق نفس طريقة تسيير شركة التقامن .يقاف إلى ذلك أن جمعية لتل الشركاو تنعقــد بقــوة
القانون كلما طلب ذلك شريك متقامن ،أو ربع الشركاو الموصين من حيث العدد ورأا المال .وتتخذ القرارات وفــق
الشروط التي يحددها النظام األساسي (المادة24ي.
وللشركاو الموصين حق االطالع ،في كل وقت ،على الدفاتر والجرد ،والقوائم التركيبيــة ،وتقريــر التســيير،
وتقرير مراقبي الحسابات ،ومحاتر الجمعيات المتعلقة بالسنوات المحاسبية ال الث األخيــرة ،وحــق وتــع أســئلة
كتابية في شثن التسيير على المسيرين الذين يلزمهم اإلجابة عليها كتابة أيقا (المادة 26:ي.
39
هذا ،وكل تعديل للنظام األساسي ال يمتن أن يــتم إال برتــا جميــع الشــركاو المتقــامنين ،وبثغلبيــة الشــركاو
الموصين من حيث العدد ورأا المال ،ما لم ينص النظام األساسي على أغلبية أقل (المادة 28ي.
المبحث الرابع
انـتـقـال الـحـصــص
يتطلب انتقال الحصص مبدئيا موافقة جميع الشــركاو نظــرا لالعتبــار الشخصــي الــذي تقــوم عليــه شــركة
التوصية البسيطة ،غير أن المشرع أجاز تقمين النظام األساسي الشروط التالية:
1ـ حرية انتقال أنصبة الشركاو الموصين فيما بين جميع الشركاو.
2ـ إمتانية تفويت أنصبة الموصين إلى االغيار برتا جميع الشركاو المتقامنين ،وأغلبية الموصــين مــن حيــث
العدد ،ورأا المال.
3ـ إمتانية تفويت الشريك المتقامن لجزو من أنصبته لشريك موصى أو للغير بموافقة جميع الشــركاو المتقــامنين
وأغلبية الموصين من حيث العدد والرأسمال (م27 :ي.
وفي حالة وفاة شريك موصى فال تثثير لذلك على استمرار الشركة ،بخالف ما لو توفي شريك متقامن حيــث
تنطبق هنا المقتقيات المتعلقة بشركة التقامن ،إال أنه في هذه الحالة إذا كان الشريك المتــوفى الشــريك المتقــامن
الوحيد في الشركة ،واشترط استمرار الشركة مع ورثته وكان جميع هؤالو قاصرين غير مرشــدين ،وجــب تعويقــه
بشريك متقامن جديد ،أو تحويل الشركة داخل أجل سنة من الوفاة إلى شتل آخر تحت طائلــة حلهــا بقــوة القــانون (م
29:ي
الفصل ال الـث
شـــركــة ا لـمـحـــاصــة
Société en participation
تتون شركة المحاصة نوعا شاذا من الشركات المنظمة في القانون الجديد للشركات .وهو ما سيتبين لنا مــن
خالل التوقف ،أوال ،عند تعريفها وبيان خصائصها (فرع أولي وثانيا مــن خــالل بيــان كيفيــة تثسيســها وإدارتهــا (فــرع
ثانيي.
الفرع األول
تعريف شركة المحاصة وبيان خصائصها
المبحث األول
تعريف شركة المحاصة
شركة المحاصة شركة مستترة ليســت لهــا شخصــية معنويــة تنعقــد بــين شخصــين أو أك ــر القتســام األربــا
والخسائر الناتجة عن نشاط تجاري يزاوله أحد الشركاو باسمه الخاص (م 88شركاتي.
فتتميــز هــذه الشــركة بوتــع شــاد مــن حيــث أنهــا ،أوال ،وعلــى خــالف بــاقي الشــركات التجاريــة ،ال تتمتــع
بالشخصية االعتبارية .ذلك أن كيانها ينحصر في العالقة بين الشركاو .فهي غير معدة الطــالع الغيــر عليهــا .إذ أنهــا ال
تتشف عن نفسها للجمهور بصفة رسمية عن طريق الشهر .دون أن يعني ذلك بالقرورة عدم العلم بها.
وهي تعتبر من أبسط الشركات التجارية على اإلطال .إذ أن القانون لم يتطلب في قيامها أي إجراو .فهــو لــم
يشترط فيها شتال معينا ،ولم يقتض إشهارها وال اتخاذ تسمية لها.
وتتميز شركة المحاصة ،ثانيا ،بتونها ،وعلــى خــالف بــاقي الشــركات ،ال تعتبــر تجاريــة إال إذا كــان غرتــها
تجاريا .وهنا يالحظ أنه على خالف الوتع في ظل المدونة القديمة ،حيث كانت هذه الشــركة تعتبــر تجاريــة حتــى ولــو
قامت بعمليات تجارية سريعة مفردة ـ وقد كان هذا هو األصــل فيهــا إذ أنهــا فــي الغالــب مــا كانــت تنشــث للقيــام بــبعض
العمليات التجارية السريعة والمفردة التي يجريها أحد الشركاو باسمه ،ولما تنتهي يقوم باقتسام األربا مــع شــريته ـ
40
فإنها في ظــل المدونــة الجديــدة يشــترط العتبارهــا تجاريــة أن تــزاول أحــد األنشــطة التجاريــة علــى ســبيل االعتيــاد أو
االحتراف من هنا فال تعتبر تجارية في ظل النصوص الجديدة إال شركات المحاصة االحترافية أو شبه االحترافية .1أمــا
تلك التي تنشث للقيام بعملية تجارية واحدة أو بعدة عمليات محدودة فتعتبر مدنية تخقع لقواعد القانون المدني.
وينطبق نظام شركة المحاصة على كل شركة يقرر الشركاو عدم قيدها في السجل التجاري وعدم إخقــاعها
إلجراوات الشهر ألي سبب كان ،وعلى كل شركة تنشث بفعل الواقع بــين شخصــين فــثك ر مــن دون أن يتبــع إجــراوات
الشهر بشثنها. 2وم ل هذه الشركات منتشرة في العمل .3والصورة الشائعة منهــا مشــاركة تــاجرين فــثك ر فــي شــراو
سلع معينة وإعادة بيعها ،وهي ممارسة شائعة عندنا فــي المغــر خاصــة فــي أســوا المــزادات التقليديــة ،إال أنــه
يمتن تصورها حتى في بعض األنشطة العصرية كما يحصل عنــدما تتقــدم مقاولــة للمشــاركة فــي مناقصــة لألشــغال
العمومية بعد أن تتون قد حصلت على موافقة مقاوالت أخرى بالمشاركة في العملية .
المبحث ال انـي
خـصـائـص شـركـة الـمـحـاصـة
تتميز شركة المحاصة بالخصائص التالية:
1ـ أنها شركة مستترة :ينحصر وجودها فيما بين الشركاو ،أما في مواجهة الغير فهي غيــر ظــاهرة ،لــذلك
فثعمالها تتم دائما باسم الشخص الذي يجريها ،فهو يوقع باسمه ويلتزم بها شخصيا فــي مواجهــة الغيــر ،أمــا فيمــا
بين الشركاو فالشركة قائمة لها رأسمالها وعلى كل واحد من الشركاو أن يفي بالتزاماته تجاهها.
2ـ أنها ال تتمتع بالشخصية المعنوية :وهذا أمر طبيعي باعتبارها مستترة ،ويترتب على ذلــك أنهــا ليســت
لها ذمة مالية خاصة بها ،وليس لها تسمية وال موطن وال جنسية ،وبالتالي فــال يمتــن شــهر إفالســها ،وإنمــا شــهر
إفالا الشخص الذي يقوم بثعمالها باسمه إذا توقف عن أداو ديونه .
3ـ أن الحصــص فيهــا ال تقبــل االنتقــال إلــى الغيــر إال بموافقــة جميــع الشــركاو وذلــك ألنهــا مــن شــركات
األشخاص التي تقوم على االعتبار الشخصي ،كما أنها تنحل مبــدئيا ،بقــوة القــانون فــي حالــة وفــاة أحــد الشــركاو أو
التحجير عليه ،أو إسقاط األهلية التجارية عنه ،أو إعالن التصفية الققائية في حقه ،ما لم يتفق على خالف ذلك.
الفرع ال اني
تثسيس شركة المحاصة وإدارتها
المبحث األول
1راجل ما قلناه بشأن معنى االعتياد واالحتراف ،نظرية التاجر والنشاط التجاري ـ ص.87.
-Autèssèrre - Association en participation et sociétés de fait, Rev.stés. 1963 -241 - Dekuwer et Deffossez , 2
l'unification des sociétés civiles et commerciales: vers un droit commun? Les sociétés en participation, R T
D com. 1984 – 569
Tubiana et Peisse, Marchands de bien et banquier associés en participation ? Gaz Pal 1992-2 Doct 564 .3
4محكمة االستئناف التجارية بفاس ،القرار رقم ،630بتاريخ ،2007/04/12يي الملف عدد ،06/758قرارات محكمة االستئناف التجارية
بفاس لسنتي ،2007/2006موزعة على قرص مضبوط.
41
شركاتي وهذا ما يالحظ في الغالب بالنسبة للحصص العينية التـي غالبــا مــا يســلمها مقــدمها إلــى المــدير علــى ســبيل
االنتفاع من أجل تحقيق غرض الشركة ،ويحتفظ بملتيتهــا .وفــي هــذه الحالــة فــإن المالــك يتــون تــامنا لتلــك الحصــة
تمان المؤجر للمستثجر ،ويتون له الحق في استردادها بعينها عند تصفية الشركة ألي ســبب كــان .وإذا تعلــق األمــر
بحصة نقدية ،فعلى مقدمها أن يدفعها إلى المسير عند البدو بإجراو أعمال الشركة .وتعتبر عندئــذ بم ابــة وديعــة عنــد
هذا األخير ،فإما أن يستعملها فــي تحقيــق غــرض الشــركة فتصــبح أمــواال مشــاعة( 1المــادة 3 –90شــركاتي يقتســم
الشركاو األربا والخسائر الناتجة عنها .أوال تستعمل فيتون من حق صاحبها أن يستردها .وإذا أعلن إفــالا المســير
اعتبر مقدم تلك الحصة دائنا له ،ودخل في التفليسة إلى جانب باقي الدائنين.
غير أنه في الغالب ما يتفق الشركاو علــى نقــل ملتيــة الحصــص إلــى المســير ،وحينئــذ فإنهــا تعتبــر أمــواال
مشاعة بينهم .إال أنه في مواجهة الغير يتصرف المسير على أنــه المالــك لتلــك األمــوال .ونفــس الشــيو يقــال بالنســبة
لألموال التي يتتسبها الشركاو من جراو إعادة توظيـف األمــوال المشــاعة بيــنهم خــالل مــدة الشــركة ( 2المــادة 3-90
شركاتي وما لم يوجد شرط مخالف فإن األموال المشاعة تظل على وتــعيتها هــذه ،وال يمتــن ألي شــريك أن يطلــب
قسمتها قبل حل الشركة (المادة 2.91شركاتي.
المبحث ال اني
إدارة شركة المحاصة
أوال ـ في العالقة مع األغيار
تسير شركة المحاصة من قبل واحد أو أك ر من الشركاو ،أو من قبل مسير من غيــر الشــركاو يعــين لهــذا
الغرض .ولقد أعطى القانون للشركاو كامل الحرية في االتفا على شروط تسيير الشــركة (المــادة 1-89شــركاتي .
وسواو كان المدير من الشركاو أو من الغير ،فإنه يجري كافة المعامالت المتعلقــة بهــا باســمه ،وهــو الــذي يتــون
مسؤوال عنها في مواجهة من تعاقد معه ،لذلك فإنه ال يمتن للدائنين الرجــوع علــى بقيــة الشــركاو حتــى ولــو كــانوا
يعرفون بوجودهم وبقيام الشركة بينهم( 3المادة 3-89ي.
غير أنه إذا كشف الشركاو عن الشركة إلى الغير وذلــك عــن طريــق تصــرفهم علنــا بصــفتهم شــركاو فــإنهم
يسثلون تجاه الغير كشركاو متقامنين( 4المادة 89ـ 3ي.
1
J.Derruppé, Le partage de la société en participation, Dr des sociétés, 1988, p 3.
2
F.Dekeuwer , Deffosez, L'indivision dans les sociétés en participation, J C P,
1980 - I - 2970.
3
A Pécaud -L'Amezec , L'obligation des associés en participation envers les tiers, Rv. stés. 1990-567 .
4
PH. Pétel, La révélation aux tiers de la société en participation - J C P entrep. 1987. I 16369 - Yves
Chartier , Remarque sur la société en participation. R T D, com. 1979, 636.
42
ا لفصـل ا لـرابـع
ا لـشـركــة ذات المـسـؤوليـة الـمحـدودة
Société a responsabilité limitée
الفرع األول
تعريفـها وخصائـصهـا
المبحث األول
تعريفها وتطور تنظيمها القانوني
الشركة ذات المسؤولية المحدودة شركة تجارية بشتلها تتتــون مــن شــخص واحــد أو أك ــر ال يســثلون عــن
ديونها إال في حدود حصصهم في رأا المال(المادة .1 - 44:شركاتي.1
من هنا فإن الخاصية األساســية للشــركة ذات المســؤولية المحــدودة أن كافــة الشــركاو فيهــا ال يســثلون عــن
ديونها إال في حدود حصتهم في رأسمالها.
وترجع األصول التاريخية لهذه الشركة أللمانيا التي استحدثتها بمقتقى قانون 20مايو 1892قبل أن تدخل
إلى فرنسا عبر منطقتي االلزاا واللــورين مــن حيــث امتــد صــداها إلــى بــاقي منــاطق الــبالد ،وهــو مــا دفــع بالمشــرع
الفرنسي إلى تبنيها وتنظيمها بمقتقى قانون 7مارا . 21925
ومن القانون الفرنسي انتقلت هذه الشركة إلى القانون المغربي ،وذلــك بمقتقــى ظهيــر فــاتح شــتنبر1926
الذي اكتفى باإلحالة بشثن تنظيمها على القانون الفرنسي لسنة .1925
ولقد عرفت الشركة ذات المسؤولية المحدودة نجاحا كبيرا فــي اإلقبــال عليهــا بســبب مــا تــوفره لمنشــئيها مــن
امتيازات ال توجد في غيرها من الشركات التجارية .فهي تسمح لهم بالتعاطي للتجارة دون اكتســا صــفة " تــاجر"،
وعلى الخصوص دون تحمل أية مسؤولية عن ديون الشركة .هــذا إتــافة إلــى بســاطة طريقــة إنشــائها بالمقارنــة مــع
شركة المساهمة ـ التي تتطلــب عــددا كبيــرا مــن الشــركاو ( 7فــي ظــل الــنص القــديمي وتخقــع فــي تثسيســها لمراقبــة
السلطات العمومية ـ ناهيك عن أنها تسمح للشريك الرئيسي باالستئ ار بــاإلدارة ،وبامتـــالك ســلطات واســعة فــي ذلــك
من دون تحمل أية مسؤولية عن ديون الشركة .غير أن هذا النجا ما فتـ أن كشــف عــن العديــد مــن المخــاطر التــي
أبانــت عنهــا الشــركة فــي العمــل ســواو بالنســبة لألغيــار أو بالنســبة للشــركاو غيــر المســيرين .فــإقرار المســؤولية
المحدودة للشركاو بشتل مطلق فيه خطورة كبيرة على األغيار من حيث أنه يسمح للمسير بالمجازفة أك ر من الــالزم
بثموال الشركة فيخاطر ،من ثم ،بقمان الدائنين .وفي حالة الفشل يقتصر األمــر علــى إعــالن إفــالا الشــركة دون أن
يمتد ذلك إلى المسير فتقيع بذلك حقو الدائنين .وهذا انعتس سلبا على هذا النمط من الشركات كتل من حيث أنه قــد
أدى إلى فقد ال قة فيما توفره مــن تــمان :فقــعف تبعــا لــذلك ائتمانهــا التجــاري .ومــن هنــا وجــدنا أنــه قــد شــاع فــي
الممارسة اشتراط كفالة المســير لــديون الشــركة .3فتعطلــت بــذلك أهــم ميــزة توفرهــا الشــركة :المســؤولية المحــدودة
للشركاو عن ديون الشركة.
وبالنسبة للشركاو غير المسيرين أبانت الممارسة كذلك أنهم يوجدون في مركز تــعيف داخــل الشــركة التــي
في الغالب ما يتحتم في مقاليدها شريك مسير واحد يستثثر بسلطة القرار داخلها ،وقد يسخرها لتحقيق مصالحه علــى
حسا حقو باقي الشركاو .هــذا ناهيــك عــن أن النظــام القــانوني لألنصــبة داخــل الشــركة كــان يحتــم علــى األنصــبة
بالجمود ،بحيث يظل الشريك حبيس الشركة ،فال يستطيع التفرغ عن حصته بمقابل مناسب ،وهــذا يطــر مشــتال آخــر
في حالة الوفاة داخل الشركات العائلية التي بتوزع األنصبة المتترر فيها بين الورثة يتقخم عدد الشركاو فيها.
1
Mohammed Ouzgane, Le nouveau droit des sociétés a responsabilité limitée, au Maroc, Publication de la
REMALD, série «Guide de gestion », n° 7, 2001.
2
De Sola Canizarès, La société a responsabilité limitée en droit comparé, Rev. Int. dr. comparé , 1950 p. 49
3محمد الحارتي :االلتزام الشخصي لمسيري الشركات حول ديونها التعاقدية يي القانون الفرنسي والمبربي ـ رابطة القضاة العدد 15/14
سبتمبر 1985ـ ص . 7
D.Danet , Le dirigeant et l'omnibus, RTD com. 1994, 29 ; B.Bouloc, Le cautionnement du dirigeant de
société - Rev. Jurisp. com. 1992 - 137.
43
من هـنا فـقد جاو القانون الجديد للشركات ـ سيرا علــى نهــأ القــانون الفرنســي 1كــذلك ،ليعمــل علــى إصــال
النظام القانوني للشركة ذات المسؤولية المحدودة .وتتم ل المســتحدثات األساســية لهــذا القــانون فــي تحســين وإحتــام
نظام مراقبة الشركة من قبل الشركاو غير المسيرين عن طريق إقرار عدة وسائل للمراقبة لهم للحفاظ علــى حقــوقهم،
وفي تحسين نظام الحماية المقــدم لألغيــار تــمانا لحقــوقهم انطالقــا مــن مبــدأ المســؤولية المحــدودة للشــركاو ،ومــن
استحالة تعرف الغير على حقيقة رأا المال المعلن عنه.
ولقد استعمل القانون الجديد عدة آليات للتوصل إلى هذه األهداف أهمها:
1ـ إمتانية عزل المدير حتى ولو كان نظاميــا بقــرار مــن أغلبيــة الشــركاو الحــائزين ل الثــة أربــاع رأا المــال ،مــع
إخقاع المدير لنفس األحتام المطبقة على المتصرفين في باقي الشركات كما سنرى الحقا.
2ـ تبني نظام مراقبي الحسابات وإدخاله إلى الشركة ذات المسؤولية المحدودة إما بصفة إلزامية بالنســبة للشــركات
التي يتجاوز رقم أعمالها السنوي خمسين مليون درهم ،أو بصــفة اختياريــة بطلــب مــن بعــض الشــركاو أو بقــرار مــن
المحتمة.
3ـ فرض مسطرة للتثكد من نزاهة وجدية االكتتا في األنصبة ومن أدائها الفعلي ،وهي نفــس المســطرة المتبعــة فــي
إنشاو شركة المساهمة دون االلتجاو إلى االكتتا العام.
4ـ فرض حد أقصى لعدد الشركاو ـ 50شريتا ـ تثكيدا للطابع المغلــق للشــركة لتمييزهــا عــن شــركة المســاهمة التــي
تتميز بطابعها المفتو .
5ـ تبني شتل الشركة الفردية ذات المسؤولية المحدودة ،وهذا من أهم ما جاو به القــانون الجديــد ،وذلــك مــن ناحيــة،
لمحاربة الشركات الوهمية التي هي في حقيقتها مقاوالت فردية يصب أصحابها عليها طــابع الشــركة ذات المســؤولية
المحدودة لالستفادة من المزايا التي يوفرها هذا النوع من الشركات عن طريق إشراك شريك وهمي فيها ،ومن ناحيــة
ثانية لوتع نمط جديد من الشركات يالئم المقاوالت الفردية الصغرى والمتوسطة يسمح ألصحابها بتحديد مسؤوليتهم
عن ديون الشركة في مقــدار رأا المــال الــذي خصصــوه لهــا مــع فــرض هيتلــة معينــة عليهــا تســمح بقــمان حقــو
االغيار.
6ـ تخفيض رأا المال الذي يمتن أن تنشث به الشركة إلى 10.000درهــم ،وقيمــة األنصــبة التــي يتــوزع إليهــا رأا
المال إلى 10دراهم ،2مــن أجــل تشــجيع المســت مرين الصــغار علــى إنشــاو مقــاوالت فــي شــتل شــركة ذات مســؤولية
محدودة ،كتدبير يسعى من خالله المشرع إلى التعامل مع مشتلة البطالة ،عن طريق التشجيع على التشغيل الذاتي.
المبحث ال اني
خصائص الشركة ذات المسؤولية المحدودة
الطــابع المميــز للشــركة ذات المســؤولية المحــدودة عامــة جمعهــا فــي نفــس الوقــت بــين خصــائص شــركات
األشخاص وشركات األموال .وتتم ل هذه الخصائص في:
1ـ أن الشريك ال يسثل عن ديون الشركة إال في حدود حصته في رأا المال ،وهــذه مــن الخصــائص األساســية
للشركة ،وقد أخذتها من شركات األموال .وبالنظر للخطورة التي تنطوي عليها هذه الخاصية بالنســبة لألغيــار ،فعلــى
غرار شركة المساهمة أوجد المشرع عدة آليات للمحافظة على حقوقهم سنراها بعــد قليــل ،كمــا أن الممارســة أفــرزت
1تم ذلك أوال بمقتضى قانون 24يوليوز ، 1966ثم بمقتضى قانون 11يوليو 1985الذي أخذ بالشركة الفردية ذات المسؤولية المحدودة
ـ راجل بشأن ذلك :
-Dérrupé, Le nouveau visage de la société a responsabilité limitée dans la loi du 24 juillet 1966 – Mélanges
Bréthe de la Gréssaye- 1967- p.177 ; Richard, caractéristiques comparées de S.A.R.L.( ancien et nouveau
régime) J C P 1966 édit. CI : 80060 et 80066 ; Hémard- Encycl.Dalloz – Rep. Sociétés –Vis – Responsabilité
limitée (société à) ; Venandet – Juriscl- soc. Fasc. 71 et s ; Maubru – Le nouveau droit des sociétés a
responsabilité limitée – 1985.
1تم ذلك بمقتضى القانون رقم 21.05القاضي بتبيير وتتميم القانون رقم 05.96المتعلق بشركات التضامن والتوصية والمسؤولية المحدودة
والمحاصة .الجريدة الرسمية عدد ،5400بتاريخ 2مارس .2006
Pédélievre, Remarques sur l'infléchissement de la notion de personnalité morale par le cautionnement, Gaz 2
Pal 1982 –1
44
بعض وسائل الحماية التي اهتدى إليها المتعاملون المهمون ـ م ــل البنــوك ـ تتم ــل فــي اشــتراط كفالــة المســير لــديون
الشركة ،وهذا جعل هذه الشركة تقتر في العمل ،في ك ير من الحاالت ،من شركة التوصية.1
وتدخل بعض االست ناوات على هذا المبدأ تتم ــل فــي أن الشــريك يتــون مســؤوال عــن ديــون الشــركة فــي حالــة
التصريح ببطالنها (م 92ي ،وفي حالة تقييم الحصص العينية بثك ر من قيمتها كما سنرى بعد قليل (م 53ي.
ويترتب على مبدأ المسؤولية المحدودة للشريك عدم اكتسابه صفة تاجر ،حتى ولو تولى التسيير ،لــذلك فإنــه
إذا أعلن إفالا الشركة فإنه ال يترتب على ذلك إعالن إفــالا الشــركاو .ومــن هنــا فإنــه يتفــي أن تتــوفر فــي الشــريك
أهلية التعاقد لالنقمام إلى الشركة سواو كان مغربيا أو أجنبيا ،2غير أنه إذا كان سيتولى التسيير فيجب أن تتوفر فيــه
األهلية التجارية كذلك.3
2ـ كما هو الشثن فــي شــركات األشــخاص ،فــإن رأســمال الشــركة يقســم إلــى حصــص يتتتــب فيهــا الشــركاو،
ولهؤالو أن يفوتوها عن طريق حوالة الحق المدنية التي تقتقــي لســريانها تجــاه المــدين والغيــر أن تبلـ رســميا إلــى
الشركة ،أو تقبلها هذه األخيرة في محرر رسمي أو عرفي (المادة 58ـ فقرة 2ـ شركاتي.
وحفاظا على االعتبار الشخصــي فــي الشــركة ،فــإن المشــرع تطلــب فــي انتقــال الحصــص إلــى الغيــر موافقــة الشــركاو
الحائزين ل الثة أرباع رأا المال ،أما نقلها إلى أحد الشركاو فلم يتطلب فيه المشرع أية موافقة ،وهذا أمر طبيعي ألن
م ل هذا االنتقال ال يغير شريتا بآخر ،وإنما يغير توزيع الحصص بين الشركاو ،غير أنه يمتن للشركاو أن يتفقوا على
خالف ذلك في عقد التثسيس (م 58ـ1ي.
وتبعا لهذه الخاصية فإن المشرع منع الشركة من طــر أســهم لالكتتــا العــام ،أو طــر ســندات أو حصــص
تثسيس أو غيرها من السندات القابلة للتداول بالطر التجارية (المادة 54ـ شركاتي المعهودة في شركات األموال.
3ـ من شركات األشخاص كذلك تثخذ بنشوئها بين عدد محدود من الشركاو حدد المشرع حــده األقصــى فــي 50
شريتا (المادة47:ي ومن حق هؤالو الحيلولة دون تنازل أحدهم عن حصــته إلــى الغيــر دون مــوافقتهم .هــذا باإلتــافة
إلى أن طريقة تعيين المدير وعزله تقتر من م يالتها من شركات األشخاص.
4ـ ومن شركات األموال تثخــذ هـذه الشــركة بعــدم تــثثير التغييــر الواقــع فــي الوتــعية القانونيــة للشــريك علــى
الشركة ،فهي تستمر عند وفاة أحد شركائها أو إعالن إفالســه أو فقــده ألهليتــه ،علــى خــالف شــركات األشــخاص التــي
تنحل مبدئيا بثحد هذه األسبا لقيامها على االعتبار الشخصي .غير أنه ،مع ذلك ،يمتــن للشــركاو االتفــا علــى تعليــق
استمرار الشركة مع الوريث على موافقتهم على ذلك وفق شروط محددة (المادة 56:ـ 2ي.
5ـ تتخذ الشركة تسمية يمتن أن يقاف إليها اسم واحد أو أك ر من الشركاو على أن تتون مسبوقة أو متبوعة
مباشــرة بعبــارة "شــركة ذات المســؤولية المحــدودة" .أو بــاألحرف األولــى منهــا ":ش .د .م .م" أو":شــركة ذات
المسؤولية المحدودة من شريك وحيد"( .المادة 1 .45شركاتي.
وزيادة في حماية حقو األغيار ،وحتى يتون هؤالو علــى بينــة مــن حقيقــة الشــركة التــي يتعــاملون معهــا،
أوجب القانون الجديد أن تدرج تسمية الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،وكذا مبلـ رأســمالها ،ومقرهــا االجتمــاعي،
باإلتافة إلى رقم قيدها في السجل التجاري في كافة المحررات والوثائق الصــادرة عــن الشــركة والموجهــة لألغيــار
(المادة 2 .45شركاتي وكل ذلك تحت طائلة غرامة مالية بين 1000و 5000درهم (المادة 112.1 :ـ شركاتي.
6ـ الشركة ذات المسؤولية المحــدودة شــركة تجاريــة بشــتلها ،لــذلك فإنهــا يمتنهــا أن تنشــث للتعــاطي لتافــة
ا ألعمال حتى المدنية منها دون أن يؤثر ذلك على وتعها القانوني كشركة تجارية ،يست نى من ذلــك ،بطبيعــة الحــال،
األعمال التي حظر القانون عليها التعاطي لها كما سنرى فيما بعد.
2يالقانون المبربي لم يعد يقيد دخول األجنبي شريكا يي شركة بأي قيد خاص (القانون رقم 46.93.1بتاريخ 10سبتمبر .1993
3إذ بحسب المادة 711من مدونة التجارة يإنه يترتب على الحكم على الشخص بسقوط أهليته التجارية منعه من":اإلدارة أو التدبير أو التسيير
أو المرا قبة بصفة مباشرة أو غير مباشرة لكل مقاولة تجارية أو حريية ،ولكل شركة تجارية ذات نشاط اقتصادي" .كذلك الشأن إذا كان
الممارس يوجد يي حالة تنايي يهو يمنل عليه ممارسة التجارة.
45
هذا ،وبالنظر لهذه الخصوصيات ،وخاصة أن هذا النوع مــن الشــركات يســمح للشــركاو بتحديــد مســؤوليتهم
دون أن يمنعهم من تولي التسيير واإلدارة فإنه يالئم أك ر المقاوالت الصــغرى والمتوســطة 1والمقــاوالت ذات الصــبغة
العائلية ، 2كما أنه يسمح باإلبقاو على المقاوالت التي قد يطرأ على أصحابها مــا يمــنعهم مــن االســتمرار فــي اإلشــراف
عليها م ل المرض أو الوفاة أو التقاعــد ،ففــي حالــة الوفــاة مـ ال ـ بــدال مــن تصــفية المقاولــة أو تفويتهــا للغيــر يمتــن
لصاحبها قبل وفاتــه ،أو لورثتــه بعــد ذلــك ،أن يحولوهــا إلــى شــركة ذات المســؤولية المحــدودة ويعينــوا مســيرا لهــا،
فيستمر المشروع مع تحديد مسؤولية أصحابه في رأا المال3.
غير أنه يالحظ أنه إذا كان شتل الشركة هذا يشــجع علــى االســت مار مــادام أنــه يقــي مبــدئيا ،الشــركاو مــن
مخاطر عجز الشركة عن الوفاو بديونها ،فإنه ينطوي على خطورة كبيــرة بالنســبة للمتعــاملين معهــا ،ألن المســؤولية
المحدودة للشركاو قد تدفعهم إلى المجازفــة أك ــر مــن الــالزم فــي مزاولــة العمــل التجــاري فيعرتــون تــمان الــدائنين
للقياع .4لذلك فإن خصوصيات الشركة ذات المسؤولية المحدودة من هــذه الناحيــة ،قــد تجعــل قــدراتها االئتمانيــة فــي
السو تعيفة.
الفرع ال اني
تثسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة
يخقع تثسيس الشركة ذات المســؤولية المحــدودة لألحتــام العامــة لتثســيس الشــركات وذلــك باإلتــافة إلــى
بعض األحتام الخاصة التي تتم ل في التالي :
المبحث األول
الشروط الموتوعية
أوال ـ موتوع الشركة
يمتن أن تؤسس الشركة ذات المسؤولية المحدودة لتعاطي مختلف األعمــال حتــى المدنيــة منهــا ألنهــا تعتبــر
تجارية بشتلها .إال أن المشرع حظر عليهــا القيــام بمجموعــة مــن األعمــال ال تــتالوم وطبيعتهــا هــي أعمــال البنــك ،
والقرض واالست مار ،والتثمين والرسملة واالدخار ( المادة ' 44ـ 2ـ شركاتي.
1يالحظ أن هذه الشركة تحتل الرتبة األولى من بين الشركات المؤسسة بالمبرب ،يمثال بالنسبة لسنة 1998تم تأسيس 4479شركة ذات
المسؤولية المحدودة مقابل 495شركة تضامن و 368شركة مساهمة ،غير أن اإلقبال عليها أخذ يعرف بعض التراجل بعد صدور القانون
الجديد للشركات ،ولعل ذلك يرجل إلى التشديد الذي عريته المسؤولية الجنائية والمدنية للمسيرين ييه كما سنرى الحقا.
Tubiana - Pourquoi la société a responsabilité limitée de famille? Gaz - Pal 1985-1 doctr 180.2
3مصطفى كمال طه ـ مرجل سابق ـ الفقرة ـ . 533
4نفس المرجل السابق ـ الفقرة . 533
5القانون رقم 21.05القاضي بتبيير القانون رقم 5.96المتعلق بشركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسـهم والشـركة
ذات المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة ،الصادر بتنفيـذه الظهيـر الشـريف رقـم 1.06.21الصـادر يـي 15مـن محـرم 14( 1427يبرايـر
،)2006الجريدة الرسمية عدد 2 ،5400مارس ،2006ص.558 .
46
بناو على قرار يتخذه المسير ،غير أنه يجب أن يدفع مجموع مبل الرأســمال قبــل أي اكتتــا فــي أنصــبة جديــدة تــدفع
مبالغها نقدا وذلك تحت طائلة بطالن العملية (المادة -1-51شركات في صيغتها بعد التعديلي .فإذا لــم يــتم دفــع مجمــوع
مبال الحصص النقدية داخل أجل الخمس سنوات ،جاز لتل ذي مصلحة أن يتقدم بطلب إلى رئــيس المحتمــة التجاريــة
بصفته قاتيا للمستعجالت إما إلصدار أمر إلى المسير ،تحت طائلة غرامــة تهديديــة ،مــن أجــل الــدعوة إلــى دفــع تلــك
المبال ،وإما لتعيين وكيل متلف بالقيام بذلك (م 2.51في صيغتها الجديدةي.
هذا ،وبالنسبة للحصص العينية فإنه يجب تقييمهــا بموجــب تقريــر يعــده تحــت مســؤوليته مراقــب للحصــص يعــين
بإجماع الشركاو من بين األشخاص المخــول لهــم ممارســة مهــام مراقبــي الحســابات ،وإال بــثمر مــن رئــيس المحتمــة
بصفته قاتي المستعجالت بطلب من أحد الشركاو ،على أن يرفــق هــذا التقريــر بالنظــام األساســي .غيــر أنــه إذا كانــت
قيمة الحصة العينية ال تتجاوز مبل مائة ألف درهم ،فإنه يمتن للشركاو أن يقرروا باإلجماع عدم اللجوو إلــى مراقبــي
الحصص ،على أال تتجاوز القيمة اإلجمالية للحصص العينية غير الخاتعة لتقييم مراقبي الحصص نصف رأا المال
(المادة 1 -53و 2شركاتي.
وإذا كانت الشركة تتتون من شخص واحد فإنه هو الذي يعين مراقب الحصة العينية التــي يتقــدم بهــا ،إال إذا
كانت قيمة تلك الحصة ال تتجاوز مبل مائة ألف درهم وكانت ال تتجاوز نصف رأا المال حيــث يمتــن االســتغناو عــن
مراقب الحصص (المادة 3-53ي.
فإذا لم يتم االلتجاو إلى مراقب للحصص ،أو أعطيت للحصة العينية قيمة مخالفــة لتلــك التــي قــدرها المراقــب
فإن الشركاو يسثلون عن ذلك تقامنيا طيلة خمس سنوات من إنشاو الشركة تجاه االغيار (المادة 4-53ي.
وإذا كانت الحصة العينية تتم ل في حقو تخقع لمســطرة تســجيل خاصــة م ــل العقــارات المحفظــة ،واألصــل
التجاري ،وحقو الملتية الصناعية ،فإن نقلها للشركة يستوجب بطبيعة الحال استيفاو إجراوات التسجيل المتطلبة.
ويالحظ أن نص المشرع على الحد األدنى لرأا المــال وللحصــص لــيس فــي محلــه ألنــه ســرعان مــا يــؤدي
التقخم إلى عدم مالومة المبل المحدد ،لذلك فقد كــان مــن األولــى تــرك ذلــك للســلطة التنفيذيــة تتخــذه بواســطة قــرار
وزاري تبعا لما تقتقيه المعطيات االقتصادية.
هذا ،وال يمتن تقديم الحصة الصناعية حصة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة ألنها ال تدخل فــي تشــتيل
رأا المال وال يمتن التنفيذ عليها في حين أن مسؤولية الشريك في هذا النوع من الشركات تتحــدد فــي مقــدار حصــته
في الشركة ،على أنه إذا تعلق غرض الشركة باستغالل أصل تجــاري أو مقاولــة حرفيــة قــدمت لهــا كحصــة عينيــة أو
أنشثت الشركة ذلك انطالقا من استغالل عناصر مادية قدمت لها كحصة عينية فإنه يمتن لمقدم تلــك الحصــة (العينيــةي
أن يقدم ،فقال عن ذلك ،نشاطه الرئيسي متى كان مرتبطا بتحقيق غرض الشركة ،وتحدد حينئذ مسؤوليته عــن ديــون
الشركة في النظام األساسي على أال تتجاوز مسؤولية الشريك المقدم ألقل حصــة (المــادة 51ـ 3شــركات فــي صــيغتها
الجديدةي.
مبدإ نظري ال يعمل في الممارسة ،هذا ناهيك عــن أن الشــركة تخقــع لمســطرة التســوية والتصــفية الققــائية ،وهــذه
تعطي اإلمتانية بالبحث عن الشريك الذي كان وراو الشخص المعنوي ،والذي ترجع له المسؤولية عن أخطاو التسيير
بصفته المسير القانوني أو الفعلي لتحميله المسؤولية كليا أو جزئيا عن ديون الشركة بل إلعالن التسوية أو التصــفية
الققائية في مواجهته شخصيا( 1المواد من 703إلى 711من مدونة التجارة الجديدةي.
ومع ذلك فإن شتل الشركة ينطوي على ك ير من الفوائد بالنســبة للمقــاوالت مــن حيــث أن تحديــد المســؤولية
يعمل عمليا مادام أن أي خطإ في التسيير لم ي بت في مواجهة الشريك الوحيد ،كما أنه بــالنظر لقواعــد التســيير التــي
يفرتها المشرع على هذا النوع من الشركات فإن هذه األخيرة تمتاز بالتوفر على تسيير وإدارة ماليــة ومحاســبية
دقيقة ،فقال عمــا يفرتــه عليهــا المشــرع علــى مســتوى كيفيــة تتــوين رأا المــال واالحتياطــات ،وتعيــين مراقبــي
الحسابات في بعض الحاالت ،وت بيت أهم القرارات المتعلقة بحياة الشــركة (م ــل المصــادقة علــى المحاســبة الســنوية
وعلى العقود المبرمة بين الشركة والشريك الوحيد...ي.
هذا ،وعلى خالف النص القديم ،فقد راعى المشرع تحديد حد أقصى للعدد الذي ال يجــوز أن يتعــداه الشــركاو
حفاظا على االعتبار الشخصي الذي تقــوم عليــه الشــركة وحتــى ال تتحــول فــي العمــل إلــى شــركة أمــوال بتقــخم عــدد
الشركاو ،فنص على عدم جواز تجاوز عدد الشركاو خمســين شــريتا ،وإال وجــب تحويلهــا إلــى شــركة مســاهمة
داخل أجل سنتين وإال تم حلها (المادة 47ي.
المبحث ال اني
الـشـروط الـشتـلـيــة
هي ذات الشروط المتطلبة في تثسيس الشركات التجارية عامة وهي التتابة والشهر.
أوال ـ التتابــة
فيجب أن يوتع النظام األساسي كتابة ،وأن ينقم إليه كافة الشركاو بوتع توقيعاتهم عليــه ،كمــا يجــب ،تحــت
طائلة البطالن ،أن يؤرخ وأن يتقمن البيانات التالية:
ـ أسماو الشركاو وموطنهم.
ـ غرض الشركة وتسميتها ،ومقرها ومبل رأسمالها.
ـ حصة كل شريك مع بيان قيمتها إذا كانت عينية .
ـ توزيع األنصبة على الشركاو.
ـ مدة الشركة.
ـ أسماو وموطن الشركاو أو االغيار الذين يحق لهم إلزام الشركة.
ـ كتابة تبط المحتمة التي سيودع بها النظام األساسي.
ـ إمقاو كل الشركاو (المادة 50ي.
وهذه ليست إال البيانات اإللزامية التي غالبا ما يقيف إليها المتعاقدون ما يرتقــونه مــن شــروط تتعلــق بتســيير
الشركة ،وبحقو الشركاو ،وبقوابط تعيين المسير وعزله ،وبقوابط انتقال األنصبة ،وما إلى ذلك.
ثانيا ـ الشــهـــــــر
ويتم عن طريق اإليداع والتسجيل والنشر.
فيجب بداية تسجيل الشركة في السجل التجاري عبر المنصة االلتترونية الخاصة بإحداث المقــاوالت ،مــع إيــداع
نسختين أو نظيرين من النظام األساسي ،التترونيا عبر نفس المنصة ،وذلك داخل ثالثين يوما من التثسيس .1
وبعد ذلك يجب نشر إشعار ،تمن نفس األجل ،يتقمن مستخرجا من النظام األساسي فــي الجريــدة الرســمية
وفي جريدة لإلعالنات القانونية (م 96ـ ٍ1ي.
ويجب أن يتقمن اإلشعار البيانات التالية:
1ـ شتل الشركة؛
2ـ تسمية الشركة؛
3ـ غرض الشركة بإيجاز؛
4ـ عنوان المقر االجتماعي؛
5ـ المدة التي تثسست الشركة من أجلها؛
6ـ مبل رأسمال الشركة مع بيان مبل الحصص النقدية وكذا الوصف الموجز للحصص العينية وتقييمها؛
7ـ أسماو الشركاو الشخصية والعائلية وصفاتهم ومواطنهم؛
8ـ األسماو الشخصية والعائلية وصفات ومواطن الشركاو أو األغيار الذين يحق لهم إلزام الشركة تجاه األغيار؛
9ـ رقم التقييد في السجل التجاري( .م 96ـ 2وفق صيغتها الجديدةي.
المبحث ال الث
جزاوات مخالفة إجراوات التثسيس
باإلتافة إلى الجزاوات العامة التي تنطبق على كافة الشركات التجارية ،والتــي ســبق لنــا أن تناولناهــا ،فــإن
المشرع عاقب مسيري الشركات ذات المسؤولية المحدودة الــذين يــدلون عــن قصــد بتصــريح كــاذ فــي عقــد الشــركة
بخصوص توزيع األنصبة بين الشركاو أو تحرير األنصبة أو إيداع األموال أو يغفلون القيام بذلك التصــريح ،بــالحبس
من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من 2000إلى 40000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ( المادة 1-113ي.
كما عاقب المسيرين الذين يقومــون بإصــدار قــيم منقولــة لفائــدة الشــركة ســواو بصــفة مباشــرة أو بواســطة
بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من 2000إلى 30000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين (المادة 114ي.
الفرع ال الث
سيـر الشركـة ذات المسؤوليـة المحـدودة
Fonctionnement
تسير الشركة من قبل مسير أو أك ر يعينهم النظام األساسي أو عقد الحق ،ولقد أدخل المشرع عــدة تغييــرات
علــى طريقــة تســيير الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة بإصــال طريقــة اإلدارة وإحتــام ودعــم كيفيــة إعــالم وإخبــار
الشركاو وبإدخال نظام مراقبي الحسابات إلى الشركة وبإعطاو فعالية أكبر لقرارات جمعية الشركاو .
ونتوقف أوال عند تسيير الشركة قبل أن نتعرف على صالحيات الشركاو غير المسيرين.
المبحث األول
تســيـيـــر الشــركـــة
المطلب األول
1علما بأنه يي حالة تعيين المسيرين يي النظام األساسي يإنه ال داعي لإلدالء بمحضر تعيينهم ،بخالف ما لو تم ذلك بمقتضى عقد مستقل حيث
يجب أن يريق النظام األساسي بمحضر التعيين.
49
الــمــســـــيـــــــــر
يتولى إدارة الشركة ذات المسؤولية المحدودة مسير أو عدة مسيرين يعينون لهــذا الغــرض .وبحســب الــنص
الجديد فإنه يجب أن يتون المسير شخصا طبيعيا ،ويمتن اختياره من غير الشركاو (المادة 1-62و 2ي.
1راجل يي تطبيق ذلك :قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم 1024الصادر بتاريخ 2004/09 /23يي الملف عدد ،04/527منشور
على موقل وزارة العدل المبربية ـ www.justice.gov.ma/ـ اجتهادات قضائية ،محكمة االستئناف بفاس ،قضايا الشركات ،القاعدة رقم .3
2حدد القضاء الفر نسي السبب المشروع الذي يبرر العزل يي عجز المسير عن القيام بمهامه بسبب المرض ،ويي سوء التسيير:
Cass-Com -17 déc. 1974- Rev -Soc. 1975, 463 , note : J.H. Reims, 10 nov. 1975, Rev. Soc. 1976 , 307
ويي تجاوز المسير لسلطاته:
Bordeaux, 21 Janv. 1988, Rev. dr. banc. 1988, 201 ; Paris 8 Nov. 1991, R D C 1992, 395.
ـ ويي الخاليات الخطيرة بين المسيرين:
Vérsailles - 11 janv. 1988 , D S , 1988 , I R 111.
3محكمة التجارية بالدار البيضاء ،الحكم رقم 2002/1321بتاريخ 2002/01/29يي الملف ،2002/10831مجلة المحاكم المبربية ،عدد
،95ص.223.
Souleau, La démission des dirigeants des sociétés commerciales, R D C , 1972, 21 Martin , La ; 4
démission des organes des gestions des sociétés commerciales, Rev. soc. 1973, 273.
Nguyen Xuan Chanh, Le sort des actes accomplis irrégulièrement au nom d'une société commerciale D.S. , 5
1978 - Chron , 69.
50
وإذا تعدد المسيرون فإن كل واحد منهم يتمتع على حدة بسلطات التسيير ،بمعنى أنهم ليسوا ملــزمين بالتســيير
الجماعي للشركة وإنما كل واحد منهم يمارا على حدة صالحيات المسير ،1فيمتنــه أن يتــولى جميــع أعمــال اإلدارة،
إال أنه يجوز لتل واحد من الباقين أن يعترض على القرارات التــي يتخــذها أحــد المســيرين مــا دامــت لــم تنفــذ ،وحينئــذ
يجب ،فيما بين المسيرين ،أن يحصل االتفــا علــى القــرار المعتــرض بشــثنه ،إال أن التعــرض المقــدم مــن مســير تــد
أعمال مسير آخر ال أثر له في مواجهة األغيار ،إال إذا ثبت أن التعرض كان في علمهم (المادة5-63 :ي.
وبح سب الققاو الفرنسي فإن هناك التزاما بالمراقبة يقع علــى المســيرين بعقــهم اتجــاه الــبعض فــي حالــة
تعددهم ،بحيث إذا ثبت تقصــير أحــدهم فــي تلــك المراقبــة ،فــإن ذلــك يبــرر مســاولته ،إمــا بصــفة شخصــية ،أو بصــفة
تقامنية مع المسير المخل.2
ويالحظ أخيرا أنه يمتن تنظيم صالحيات المديرين في حالة تعددهم في النظام األساسي ،وذلك مـ ال عــن طريــق
تخصيص صالحيات محددة لتل واحد منهم ،أو تحديد طريقة اتخاذ القرارات فيما بينهم ،وفي هــذه الحالــة ،كــذلك ،فــإن
ذلك التنظيم يعمل في العالقة بين الشركاو والمسيرين فقط ،وال يمتن االحتجاج به في مواجهة الغير.
Alibert , La pluralité des gérants dans les sociétés a responsabilité limitée , Rev. Soc., 1971, 605. 1
2
Paris, 16 nov. 1988, Bull. Joly 1989 p. 189 - note P. Le Cannu.
51
فقد بدا جليا من خالل الممارسة أنه من غير المقبول ال من الناحية األخالقية وال من وجهة العدالة
واإلنصاف أن يتمتن المسيرون من التحصن وراو مبدأ عدم المسؤولية الذي تقوم عليه الشركة للتنصل من كل
مسؤولية في الحاالت التي ي بت فيها أن سوو تسييرهم أو تالعبهم هو السبب في إفالا الشركة ،من هنا ووعيا من
المشرع بخطورة ذلك سواو بالنسبة لألغيار أو بالنسبة للشركاو غير المسيرين فإنه قد قرر كمبدأ عام وبالنسبة لتافة
الشركات ـ وإن كانت فائدة ذلك تبرز على الخصوص بالنسبة للشركات التي تثخذ بمبدأ عدم مسؤولية الشركات عن
ديون الشركة ،أي شركة المساهمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة ـ أنه حينما يظهر من خالل سير مسطرة
التسوية أو التصفية الققائية في مواجهة الشركة وجود نقص في أصولها يرجع ألخطاو في التسيير فإنه يمتن
للمحتمة أن تحمله كليا أو جزئيا ،تقامنيا أم ال لتل المسيرين أو للبعض منهم فقط( 1المادة 1. 738من مدونة
التجارة بعد تعديل 2018ي.
كما أن القانون يوجب على المحتمة أن تفتح مسطرة التسوية أو التصفية الققائية تجاه المسير شخصيا،
بالرغم من أنه ال يعتبر تاجرا ،مع إمتانية إسقاط أهليته التجارية (م 746م تي ،عندما ي بت في حقه بعض المخالفات
حددتها المادة 740من مدونة التجارة.
كما أن القانون يوجب على المحتمة أن تفتح مسطرة التسوية أو التصفية الققائية تجاه المسير شخصيا
عندما ي بت في حقه بعض المخالفات حددتها المادة 706من مدونة التجارة 2وذلك بالرغم من أنه ال يعتبر تاجرا ،بل
أك ر من ذلك فإنه يجب إدانة المسير بجريمة التفالس بالنسبة لبعض تلك المخالفات( 3المادة 754من مدونة التجارةي
وعقوبتها الحبس من سنة إلى خمس سنوات والغرامة من 10000إلى 100000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين
(المادة 755من المدونةي باإلتافة إلى إسقاط األهلية التجارية( 4المادة 756من المدونةي.
أ ـ المخالفات المشتركة
تتم ل أهم المخالفات المتعلقة بتسيير الشركات التي جرمها القانون الجديــد للشــركات وعاقــب عليهــا جنائيــا
كما حددتها وعاقبت عليها المادة 107في:
1عبد اللطيف العباسي ،مسؤولية مسير شركة موضوع مسطرة جماعية ،مجلة المحاكم المبربية ،عدد ،100ص .69
M.J. Campana , La responsabilité civile du dirigeant en cas de redressement judiciaire Rv. jursp. com.
1994 . 133 ; Bernard Feugère, Le dirigeant d’une personne morale cite devant le tribunal de commerce pour
(n° 9-septembre) p : 333. Corinne comblement du passif –Rv-juris-com-1999.
Saint-Hilary-Houin, La responsabilité Patrimoniale de société en difficulté, Rev. des procédures collectives,
n° 3, Juillet 2001, p. 145.
2تتمثل هذه المخالفات يي:
التصرف يي أموال الشركة كما لو كانت أمواله الخاصة؛
إبرام عقود تجارية لمصلحته الخاصة تحت ستار الشركة بقصد إخفاء تصرياته؛
استعمال أموال الشركة أو ائتمانها بشكل يتنايى مل مصالحها ألغراض شخصية أو لتفضيل مقاولة أخرى له مصالح مباشرة أو غير مباشرة
ييها.؛
مواصلة استبالل به عجز بصفة تعسفية لمصلحة خاصة من شأنه أن يؤدي إلى توقف الشركة عن الديل؛
مسك محاسبة وهمية أو إخفاء وثائق محاسبة الشركة أو االمتناع عن مسك كل محاسبة ويقا للقواعد القانونية؛
اختالس أو إخفاء األصول ،أو الزيادة يي خصوم الشركة بكيفية تدليسية؛
المسك بكيفية واضحة لمحاسبة غير كاملة أو غير صحيحة.
3وهي:
1ـ القيام بعمليات شراء قصد البيل بثمن أقل من السعر الجاري أو اللجوء إلى وسائل مجحفة قصد الحصول على أموال ببية تجنب أو تأخير
يتح مسطرة المعالجة؛
2ـ اختالس أو إخفاء كل أو جزء من أصول المدين؛
3ـ الزيادة بصورة تدلييسة يي خصوم المدين؛
4ـ مسك حسابات وهمية أو إخفاء وثائق محاسبية أو االمتناع عن مسك كل محاسبة خاليا لما يقضي به القانون.
4يترتبعن سقوطاألهليةالتجارية منل اإلدارة أو التدبير أو التسيير أو المراقبة ،بصفة مباشرة أوغيرمباشرة ،لكل مقاولة تجارية ولكل شركة ذات
نشاطاقتصادي (م 750م ت).
52
المطلب ال اني
مـــراقــبـــو الــحــسابـــات
مــن المســتحدثات األساســية للــنص الجديــد إدخــال نظــام مراقبــي الحســابات إلــى الشــركة ذات المســؤولية
المحدودة وذلك إما بصفة إلزامية أو بصفة اختيارية:
1ـ فتعيين مراقب أو أك ر للحسابات يتون إلزاميــا فــي الشــركات التــي يتجــاوز رقــم أعمالهــا الســنوي 50
مليون درهم دون اعتبار القرائب (م 2 /980ي ولقد استبدل المشرع بهذا النظام مجلس المراقبة الذي كــان الــنص
القديم ينص عليه بالنسبة للشركات ذات المسؤولية المحدودة التي يتجاوز عدد الشــركاو فيهــا العشــرين ،إنمــا ـ كمــا
هو مالحظ ـ المعيار في ذلك التعيين بالنسبة لمراقبي الحسابات هو مقدار رقم األعمال السنوي ،ولــيس عــدد الشــركاو
كما في مجلس المراقبة ،وواتح أن قصد المشرع من ذلــك هــو تــمان فعاليــة أكبــر علــى مســتوى المراقبــة الماليــة
للشركة .
2ـ وبالنسبة للشركات ذات المسؤولية المحدودة التي ال يصل رقم أعمالها السنوي إلى 50مليــون درهــم ،فــإن
تعيين مراقب للحســابات فيهــا يتــون اختياريــا ،حيــث يمتــن للشــركاو ،إمــا أن يقــمنوا النظــام األساســي شــرطا بـذلك
التعيين ،أو أن يقرروا ذلك باتفا الحق يتخذ بثغلبيــة الشــركاو الحــائزين ل الثــة أربــاع رأســمال الشــركة مــا لــم يتــن
النظام األساسي يتتفي بثغلبية أقل (م 1/80وم 2 /75ي.
وقد سبق أن أوتحنا أنه تطبق على مراقبي الحسابات أحتام القانون لمتعلق بشركات المساهمة.
53
المبحث ال اني
صالحيات الشركاو غير المسيرين
من األهداف األساسية التي سعى المشرع إلى تحقيقها من خالل القانون الجديد ،على طريق إحتام تســيير
الشركات وتــمان حقــو الشــركاو فيهــا ،تحســين وتــعية الشــركاو غيــر المســيرين فــي الشــركة ذات المســؤولية
المحدودة بتمتينهم من وسائل مراقبة وتتبع متعددة حتى في غيا مراقب للحسابات.
وهتذا فمن الصالحيات األساســية التــي يتمتــع بهــا الشــركاو اتخــاذ بعــد القــرارات الجماعيــة المتعلقــة بســير
الشركة وذلك في الجمعية العامة (أوالي بما في ذلك المصادقة على الموازنة السنوية (ثانياي باإلتافة إلى بعض آليــات
المراقبة واإلخبار التي حرص القانون على تقريرها لهم لقمان مراقبة فعالة ألعمال التسيير (ثال اي.
المطلب األول
الجمعيـة العــامـة
الجمعية العامة هي الهيئة التي يلتئم فيها الشركاو التخاذ القرارات الجماعية المتعلقة بسير الشــركة ،1وهــي
تعد مصدر السلطة والسيادة والشرعية فيها ،وفي إطارها تتا الفرصة للشــركاو للتــدخل فــي نشــاط الشــركة ومراقبــة
ماليتها السنوية أو المحاسبية .وما يعنينا هنا هي الجمعيات العامة االختيارية التــي قــد تنشــث الحاجــة اللتئامهــا التخــاذ
قرار بشثن الحياة الجماعية للشركة ،أما الجمعية العامة السنوية المتعلقة بالمصادقة على الموازنة فسنراها فيما بعد.
فهناك العديد من القرارات التي يجب أن تتخذ من قبل الشركاو ،منهــا مـ ال تعيــين المســير أو عزلــه أو قبــول
استقالته ،أو الترخيص للمسير في بعض األمور التي قد ينص عليها النظام األساسي ،وإبــداو الــرأي بشــثن االتفاقــات
المبرمة بين الشركة وأحد المسيرين أو أحد الشركاو (م 64شركاتي وتعديل النظام األساسي ،وبصفة عامــة كــل أمــر
يرتئي شريك أو أك ر ممن يملتون نصف األنصبة ،أو ممن يملتون ربع األنصبة إذا كانوا يم لون ربع الشــركاو علــى
األقل من الناحية العددية ،أن يعرتوه على أنظار الجمعية العامة (م 71ـ 4شركاتي.
فهذه القرارات الجماعية كلها تتخذ مبدئيا في الجمعية العامة ،غير أن المشرع أجاز نــص النظــام األساســي
على اتخاذها عن طريق االستشارة التتابية ،إال فيما يتعلق بالجمعية العامة السنوية التــي يعــرض فيهــا المســير تقريــر
التسيير والجرد والقوائم التركيبية ،وتقرير مراقب الحسابات عند وجودهم (م 1 .71ي.
ويدعى الشركاو لحقور الجمعية العامة قبل انعقادها بخمسة عشــر يومــا علــى األقــل برســالة مقــمونة مــع
إشعار بالتوصــل يحــدد فيهــا جــدول األعمــال ،وتوجــه الــدعوة مــن طــرف المســير وإال فمــن طــرف مراقــب أو مراقبــي
الحسابات إن وجدوا ،كما أنه يمتن لشريك أو أك ر ممن يملتون نصف األنصبة أو ربع األنصبة إذا كانوا يم لــون ربــع
الشركاو على األقل أن يطلبوا عقد الجمعية العامة ،فإذا لم يستجب المسير لطلــبهم أمتــنهم استصــدار أمــر مــن رئــيس
المحتمة باعتباره قاتيا للمستعجالت بتعيين وكيل يتولى الدعوة لعقد الجمعية مع تحديد جدول أعمالهــا (م 2 .71و3
و 4ي .وهذه من أدوات المراقبة التي قررها القانون للشركاو حتى ولو كانوا ال يم لون إال األقليــة حيــث يمتــنهم اتخــاذ
مبادرة استدعاو الجمعية العامة ،وعرض ما يرونه من أمور عليها.
وكل جمعية عامة تنعقد دون أن يتــون قــد روعــي فــي اســتدعائها أو فــي عقــدها المســطرة القانونيــة يمتــن
إبطالها شريطة أال يتون قد حقرها أو م ل فيها جميع الشركاو (م 6 .71ي.
ولتل شريك الحق في المشاركة في الجمعية العامة وفي اتخاذ القرارات .2وهو يتوفر علــى عــدد مــن األصــوات
يساوي األنصبة التي يملتها (م 1. 72ي.
1
G Flores, S Baillie de Senilhes, La pratique de l'assemblée générale - SARL, SA ne faisant pas appel
public a l'épargne ; François Lefebvre, Société civile, édition, 1996.
2انظر قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ،454بتاريخ ،2007/03/13يي الملف عدد ،2006/1802وقد أكدت ييه المحكمة
على ...":أن الجمعية العامة للشركة ذات المسؤولية المحدودة تعد مصدر السلطة والسيادة والشرعية ييها وتتيح الفرصة للشركاء للتدخل يي
نشاط الشركة ومراقبة ماليتها السنوية أو المحاسبية ،وباعتبار أن هذه الجمعية تتخذ القرارات العادية الالزمة لضمان حسن سير الشركة يانه
يتعين دعوة جميل الشركاء ييها لحضور الجمعية العامة سواء من طرف المسير أو مراقب الحسابات أو غيرهما طبقا للمادة 71من قانون رقم
5/96الصادر بتنفيذه ظهير ، 1997/2/13ولذا تدخل المشرع وأعطى إمكانية إبطال كل جمعية وجهت الدعوة النعقادها بكيفية غير قانونية ،إذ
54
ويترأا الجمعية العامة شريك يحدد النظام األساسي الشروط التي يجب أن تتوفر فيه (م 2-73ي.
وتتخذ القرارات في الجمعية العامة أو عند االستشارة التتابية بثغلبيــة األصــوات الحــائزة ألك ــر مــن نصــف
رأا المال ،فإذا لم تتوفر هذه األغلبيــة فــي االجتمــاع األول ،ومــا لــم يــنص النظــام األساســي علــى خالفــه ،يســتدعى
الشركاو أو يستشارون مرة ثانية ،وتتخذ القرارات بثغلبية األصوات المعبر عنها (م 74ي.
غير أنه إذا كان للقرارات اتصال بتعديل النظام األساسي فــإن اتخاذهــا يقتقــي موافقــة الشــركاو الحــائزين ل الثــة
أرباع رأا المال ما لم يتتف النظام األساسي بثغلبية أقــل (م 2-75ي واســت ناو مــن ذلــك فــإن قــرار رفــع رأا المــال
بإدماج األربا أو االحتياطي يتخذ بموافقة الشركاو الحاملين لنصف األنصبة فقط (م 3-75ي.
وبحسب ما استقر عليه العمل الققائي ،فإن التصويت في الجمعيات العامة هو حق وظيفي يجب ممارسته في إطــار
المصلحة المشتركة ،وأن استعماله ألغراض أنانية وذاتية من الشريك لتفقيل مصالحه الشخصية إتــرارا بالشــركاو
اآلخرين وبمصلحة الشركة نفسها يعد تعسفا في استعمال الحق يبرر إقرار التعويض لجبر القرر الناتأ عنه.1
هذا ،ويجب أن ت بت مداوالت الشــركاو فــي محقــر يبــين تــاريخ ومتــان انعقــاد الجمعيــة ،وأســماو الشــركاو
الحاترين أو المم لين ونصيب كل واحد مــنهم ،والتقــارير والوثــائق المعروتــة ،وملخصــا لمــا راج فــي المــداوالت،
ونص التوصيات المعروتة على التصويت ،ونتيجة التصويت ،ومقمون االستشارة التتابية في حالة االلتجــاو إليهــا
مرفقة بالجوا المتعلق بها ،وينجز المحقر ويوقع من طرف رئيس الجمعيــة العامــة (المــادة 73ي ويعاقــب المخــالف
بغرامة بين 1000و 5000درهم (المادة 112ي.
المطلب ال اني
المصادقـة على الموازنة السنوية
أوجب القانون خالل ستة أشهر من اختتام السنة المحاسبية عرض تقرير التسيير والجرد والقوائم التركيبيــة
للسنة المحاسبية والمعدة من قبل المسيرين على مصادقة جمعية الشركاو (الجمعية العامةي (المادة 1 .70ي .
ولهذه الغاية يجب أن تبل للشركاو 15يوما قبل تاريخ انعقاد الجمعية العامة الوثــائق المتعلقــة بالتقــارير،
وكذا نص القرارات المقترحة ،وعند االقتقاو تقرير مراقب أو مراقبي الحسابات ،كمــا يوتـع الجــرد رهــن إشــارة
الشركاو بمقر الشركة داخل نفس المدة من دون أن يتون لهم الحق في أخذ نسخة منــه ،وكــل مداولــة تــتم دون
مراعاة قواعد اإلخبار هذه يمتن إبطالها (المادة 2 .-7ي.
ولقد قرر القانون لتل شريك مهما كان نصــيبه فــي الشــركة أن يقــع أســئلة كتابيــة علــى المســير أن يجيــب
عليها أثناو انعقاد الجمعية ،وذلك ابتداو من تاريخ االستدعاو إليها (المادة 3 .70ي والهدف من ذلــك كمــا هــو واتــح
هو تمتين كل شريك من مناقشة الميزانية وتقرير التسيير كوسيلة لممارسة رقابته على ذلك.
وزيــادة فــي دعــم المؤيــدات القانونيــة المتعلقــة بالمصــادقة علــى الموازنــة فــإن القــانون نــص علــى معاقبــة
المسيرين الذين ال يعدون بالنسبة لتل سنة محاسبية الجرد والقوائم التركيبية وتقريــر التســيير بغرامــة بــين 2000و
40.000درهم (م 109ي ،وكذلك بمعاقبة المسيرين الذين ال يقومون بــدعوة الجمعيــة العامــة للشــركاو لالنعقــاد داخــل
أجل ستة أشهر من تاريخ السنة الماليــة ،والــذين ال يعرتــون علــى مصــادقة الجمعيــة العامــة المــذكورة أو لمصــادقة
الشــريك الوحيــد الجــرد والقــوائم التركيبيــة وتقريــر التســيير بغرامــة بــين 2000و 20.000درهــم (م 1-110و 3ي
وبـمعاقبة المسيرين الذين ال يقومون داخل األجل القانوني بتوجيــه الوثــائق المشــار إليهــا إلــى الشــركاو بغرامــة مــن
2000إلى 10.000درهم (م 111ي.
المطلب ال الث
حق الشركاو في االطالع والمراقبة
استقر القضاء على بطالن الجمعية السنوية للشركة ذات المسؤولية المحدودة التي انعقدت يي غياب أحد الشركاء بسبب عدم توجيه الدعوة
إليه ،"...قرارات محكمة االستئناف التجارية بفاس لسنتي ،2007/2006موزعة على قرص مضبوط.
1انظر حكم المحكمة التجارية بمراكش عدد 720بتاريخ ،2001/05/02يي الملف رقم ،2000/817مجلة المحاكم المبربية ،عدد ،91ص.
. 171انظر كذلك تعليق ذ .المهدي شبو على نفس الحكم ،نفس المجلة ،نفس العدد :ص .157.انظر بشأن العمل القضائي الفرنسي يي هذه
المسالة يي الشركات عامة:
Jacque Mestere, Abus de majorité , abus de minorité, in, Grands arrêts du droit des affaires, Dalloz, 1995.
55
باإلتافة إلى حق االطــالع والمراقبــة الــذي يملتــه الشــركاو فــي إطــار الجمعيــة العامــة ،وخاصــة بمناســبة
المصادقة على الموازنة ،حرص القانون الجديد على إقرار مجموعة من آليات اإلخبار واالطــالع والمراقبــة للشــركاو
حيث أنه سعى إلى التوسيع من ذلك وإلى طبعه بطابع الفعالية.
وهتذا فقد أعطى القانون للشركاو الحق في االطالع في كل وقت بمقر الشركة على الدفاتر والجــرد والقــوائم
التركيبية وتقرير التسيير وتقرير مراقبي الحسابات عنــد وجــودهم ،ومحاتــر الجمعيــات للســنوات المحاســبية الـ الث
األخيرة ،ورتب على حق االطالع حق الحصول على نسخة من كل ذلك ما عدا الجرد ،وأجاز االستعانة بمستشــار فــي
كل ذلك (م 4. 70و 5و 6ي ودعم كل ذلك بــالنص علــى معاقبــة المســير الــذي يعرقــل ذلــك بغرامـة مــن 2000إلــى
20.000درهم (م 117ي.
وفقال عن ذلك فإن القانون قرر لتل شريك غير مسير ،مرتين فــي الســنة المحاســبية ،أن يوجــه للمســير
أسئلة كتابية بشثن كل واقعة قد تعرقل استمرارية االستغالل ،وقد أوجب على المسير أن يجيب عليهــا كتابــة كــذلك،
وأن يبلـ الجــوا إلــى مراقبــي الحســابات إن وجــدوا (المــادة 81ي وذلــك حتــى يحــاط هــؤالو علمــا بجــوا المســير،
ويمارسوا من ثم مهامهم في المراقبة بناو على ذلك.
وحماية لألقلية داخل الشركة في الحاالت التي تتولى األغلبيــة فيهــا التســيير ،فــإن المشــرع خــول لشــريك ،أو
عدة شركاو متى كانوا يحوزون ربع رأا المال على األقل أن يطلبوا من رئيس المحتمة بصفته قاتــي المســتعجالت
تعيين مراقب للحسابات إلجراو تدقيق في حسابات الشركة.
وأخيرا فإن المشرع خول لواحد أو أك ر مــن الشــركاو متــى كــانوا يملتــون ربــع رأا المــال علــى األقــل ،أن
يطلبوا من رئيس المحتمة التجارية بصفته قاتي المستعجالت تعيين خبير أو أك ر لتقديم تقرير بشثن عمليــة أو أك ــر
من عمليات التسيير ،حيث يجب حينئذ أن يعين األمر االستعجالي نطا مهامه وصالحياته ،وبعد إنجــاز مهمتــه يوجــه
تقريره إلى الشــريك الــذي طلبــه ،وإلــى مراقــب أو مراقبــي الحســابات إن وجــدوا ،وكــذا إلــى المســير ،ويعــرض علــى
الجمعية العامة المقبلة رفقة تقرير المسير ومراقب أو مراقبي الحسابات إن وجـدوا (م 82ي كــل هــذا كمــا هــو واتــح
بهدف إعطاو فعالية كبيرة لهذه اآللية من آليات المراقبة والتــي مــن شــثنها أن تفقــي إلــى محاســبة المســير مــن قبــل
الجمعية العامة.
فإذا أتفنا إلى كل هذا حق الشريك في إقامة دعوى المسؤولية على المسير (م 67ي وحــق طلــب عزلــه بنــاو
على سبب مشروع (م 69ي أدركنا مدى السلطات التي يتمتع بها الشريك غير المسير تــمن الشــركة ذات المســؤولية
المحدودة والتي تشتل عامل توازن ،وبالتالي أداة للمراقبة قبالة سلطات المسير.1
الفرع الرابع
انتقال األنصبة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة
المبحث األول
طريـقـة انتـقـال األنصبة
انطالقا من الطابع الشخصي للشركة ذات المسؤولية المحدودة فإن المشرع منــع عليهــا إصــدار أي نــوع
من أنواع القيم المنقولة القابلة للتداول (المادة 54ي من هنا فإنه ال يمتن أن تم ل األنصبة فيها بسندات قابلــة
للتداول (المادة 55ي وغالبا ما يتتفى بإثباتها في عقد الشركة.
ولقد أوجبت المادة 16أن يحصل التفويت كتابة تحت طائلة البطالن ،ولتي ينتأ أثره في مواجهة الشركة
يجب تبليغه إليها بصفة رسمية ،أو بإيداع نظير من عقد التفويت بمقر الشركة مقابل شهادة من المسير.
أما في مواجهة األغيار فال يسري االنتقال إال بعد إتمام إجراوات القيد في السجل التجاري (المادة 16ـ 2ي.
المبحث ال اني
توابـط انـتقـال األنصـبة
1
Kurt G.Weil, La protection des associés minoritaires en droit Allemand des sociétés a responsabilité
limitée Rev. Stés. 1993, 561 ; J.B. Bosquet, La protection de l'associé contre le gérant statutaire d'une société
a responsabilité limitée . Rev. Stes. 1993, 751
56
حفاظا على االعتبار الشخصي في الشركة فإن المشرع تطلب في انتقال األنصبة إلى االغيار موافقة الشركاو
الحائزين ل الثة أرباع رأا المال ،وأما نقلها إلى أحد الشركاو في الشركة ،فلم يتطلب فيه المشرع أيــة موافقــة ،ومــع
ذلك فإن هناك حاالت يمتن أن تنتقل فيها األنصبة حرية ،كل ذلك ما لم ينص النظام األساسي على خالف ذلك.
المطلب األول
حاالت انتقال األنصبـة بحرية
نصت المادة 60على إمتانية تفويت األنصبة بتل حرية بين الشركاو ،ونفس الشيو نصــت عليــه المــادة 56
بالنسبة النتقالها عن طريق اإلرث ،وبين األزواج أو األقار أو األصهار إلى الدرجة ال انية بإدخال الغاية.
ومع ذلك فإن المشرع أجاز نص النظام األساسي على وقف انتقال الحصة في أحد هــذه الحــاالت علــى قبــول
باقي الشركاو وفق الشروط التي يحددها ذلك النظام على أال تتجاوز اآلجال الممنوحة للشركة للبث فــي القبــول ثالثــين
يوما من تاريخ تبلي االنتقال إليها مع مراعاة إمتانيــة تمديــد األجــل بطلــب مــن المســير مــرة واحــدة بــثمر مــن رئــيس
المحتمة ،وشريطة كذلك أال تتجاوز األغلبية المتطلبة موافق الشركاو المم لين ل الثة أرباع أنصبة الشركة ،وفي حالة
الرفض فإن نفس األحتام المطبقة على رفض التفويت إلى الغير المنصوص عليها فــي الفقــرتين 3و 4مــن المــادة 58
والمتعلقة بوجو شراو الشركة أو الشركاو للحصة المرفوض انتقالها تنطبق على هذه الحالة (المادة 2 /56ي.
المطلب ال اني
حاالت تقييد انتقال األنصبة إلى األغيار
نقل األنصبة إلى األغيار يعني إدخال شريك جديد إلى الشركة وهذا فيه مس باالعتبار الشخصي الذي تقــوم
عليه الشركة ذات المسؤولية المحدودة من هنا فإن المشــرع تطلــب فــي ذلــك موافقــة الشــركاو المم لــين علــى األقــل
ل الثة أرباع رأا المال (المادة 1-58ي وهي نفس األغلبية التي كان يتطلبها النص القديم ،غير أنــه علــى خــالف هــذا
األخير الذي كان يحتم على النصيب المرفوض تفويته بالجمود ما لم يرغب أحد الشركاو اآلخرين بشرائه طواعيــة،
فإن النص الجديد يفرض على الشركة وعلى الشركاو شراو أو العمل على شراو تلك األنصبة.
وهتذا فبعد أن يبل مشروع التفويت إلى الشركة وإلى كل واحد مــن الشــركاو إمــا أن تعلــن الشــركة عــن
رفض التفويت وعن حق االسترداد داخل أجل ثالثين يوما من التبلي أو يعتبر التفويت مقبوال (المادة 2-58ي.
وفي حالة الرفض فإنه يتعين على الشركاو داخل أجل ثالثين يوما من ذلك أن يشتروا أو يعملوا على شراو
األنصبة ب من محدد ،ويمتن تمديد هــذا األجــل مــرة واحــدة بطلــب مــن المســير بــثمر مــن رئــيس المحتمــة علــى أال
يتجاوز التمديد ثالثة أشهر(المادة 3-58ي.
ويمتن للشركة أيقا باتفا مع الشريك المفوت أن تقرر تمن نفس األجــل تخفــيض رأا المــال بمبلـ
القيمة االسمية ألنصبة هذا الشريك وإعادة شرائها بال من المحدد ،ولقاتي المستعجالت أن يمنح الشركة مهلــة
أداو مبررة ال تتجاوز ستة أشهر ،وتترتب على المبال المستحقة فائدة بالسعر القانوني من تــاريخ قــرار تخفــيض
رأا المال (المادة 58ـ 4ي
فإذا انصرمت المدة المحددة ولم يحصل أي من الحلين السابقين جاز للشــريك إنجــاز التفويــت المقتــر (المــادة
5-58ي شريطة أن يتون مالتا ألنصبته منذ سنتين على األقل.
57
الفصـل الخامس
شركـــة الـمـســاهمـة
La société anonyme
الفرع األول
تعريف شركة المساهمة وتحديـد خصائصها
المبحث األول
تعريفها وتطور تنظيمها القانوني
أوال ـ تعريفها
شــركة المســاهمة شــركة تجاريــة بشــتلها يقســم رأســمالها إلــى أســهم قابلــة للتــداول ،تؤســس بــين خمســة
مساهمين على األقل ،ال يسثلون إال بقدر مساهمتهم في رأسمالهـا( .1م 1من قانون 95-17المنظم لشركة المساهمةي.
وتعتبر شركة المساهمة أك ر صور الشركات تعقيــدا وإحتامــا وفعاليــة ،وهــي تشــتل الصــورة الم لــى لشــركات
األموال التي ال تقوم على االعتبار الشخصــي وإنمــا علــى االعتبــار المــالي ،إذ مــا يهــم فيهــا هــي المســاهمات الماليــة
للشركاو وليس شخصيتهم .ونجا الشركة ال يتوقف على ما يبدله هؤالو من جهد وعمل فــي إدارة شــؤونها ،وإنمــا
على نوع النشاط الذي تزاوله ورقم األعمال ومقدار األربا الذي تحققه.
وانطالقا من طغيان الجانب المالي فيها فإن رأا مالها يقسم إلى أسهم قابلــة للتــداول ولــيس إلــى حصــص،
ومسؤولية الشريك فيها تنحصر في حدود ما يساهم به في رأا مالها فال يتحمل أية مسؤولية شخصــية عــن ديونهــا،
وفي حالة وفاة الشريك أو إعالن إفالسه أو التحجير عليه فإنه ليس لذلك أي تثثير على الشركة.
وتشتل شركات المساهمة ،بما تتمتع به من قدرات كبيرة على تعبئــة المــدخرات ،األداة القانونيــة األساســية
لالســت مار ف ـي االقتصــاد الليبرالــي ،إذ يمتنهــا أن تطــر رأســمالها لالكتتــا العــام فتجمــع مــا تحتاجــه مــن أمــوال
الســت ماراتها ،وغالبــا مــا يحظــى هــذا االكتتــا باإلقبــال مــن المــدخرين 2الــذين يرغبــون فــي اســت مار مــدخراتهم فــي
المشاريع المربحة دون أن يتحملوا أية أعباو على مستوى إدارة المشروع أو على مســتوى المســؤولية عــن ديونــه
مع االحتفاظ بحرية التصرف في أسهمهم دون حاجة لموافقة باقي الشركاو ،لــذلك فهــي تالئــم المقــاوالت التبيــرة ،إذ
تم ل الشتل القانوني الذي نشثت تمنه وتطورت المشاريع االقتصادية التبرى عبر العالم ،والتي راكم العديد منهــا
أمواال تخمة وحصل تبعا لذلك علــى نفــوذ وقــوة عظيمــين متنــاه مــن التــثثير علــى الحيــاة االقتصــادية وفــي بعــض
األحيان على الحياة السياسية للدول.
غير أنه ليس هذا هو الوتع دائما من الناحية الواقعية ،فت يرة هــي شــركات المســاهمة التــي ليســت فــي
الحقيقة إال مقاوالت عائلية اختار أصحابها التستر وراو اإلطار القانوني للشركة لالستفادة مما تــوفره مــن امتيــازات،
خاصة على مستوى تحديد مسؤولية الشركاو بما فيهم المسيرين ،3كما أن الت ير منها يســيطر عليــه شــريك واحــد أو
عدد محدود من الشركاو يحوزون الغالبية العظمى مــن األســهم ويتحتمــون فــي الشــركة ويســتغلون وتــعهم القــوي
فيها لتحقيق مصالحهم الرأسمالية القيقة ،4من هنا فقــد أثبتــت الممارســة أن هــذه الشــركة لــم تســتطع لحــد اآلن أن
– - Hassania Cherkaoui, La société anonyme, Najah El Jadida 1راجل يي إطار القانون الجديد :
Casablanca 1997.
2هذا ما جعلها يي كثير من الحاالت تضم أعدادا ضخمة من المساهمين ـ مثال يي المبرب خوصصة الشركة الوطنية لالستثمار أدى إلى
دخول 45742 :مساهم ييها ،وهذه األرقام تتحول إلى عدة ماليين يي الدول الرأسمالية الكبرى :يفي يرنسا مثال شركة Paribas:تضم
3.804.000مساهم ،وشركة 2.298.000 La société généraleمساهم ،و 2.237.000 La C.G.E.مساهم.
3الكثير من المشاريل العائلية تختار االنضواء يي إطار الشركة ذات المسؤولية المحدودة التي توير نفس االمتيازات على هذا المستوى ،إال
أن الكثير اآلخر يفضل شركة المساهمة لما تتمتل به من سمعة وصيت يي الوسط االقتصادي .
4من ذلك مثال اإلعالن عن الزيادة يي رأس المال وإصدار أسهم بثمن أقل من قيمتها الحقيقية ،واالكتتاب ييها بأكملها أو يي معظمها ،
وذلك من موقل سيطرتهم على مقاليد األمور يي الشركة .
58
تفرض نفسها في المغر كتقنية قانونيــة للمقاولــة الرأســمالية ،وذلــك بســبب تشــبع المســت مر المغربــي بالممارســة
االقتصادية التقليدية في صورتها العائلية المنغلقة ،إذ بعد أن تؤسس الشركة تسير من قبل المســاهم الفــرد المالــك
الحقيقي كمقاولة فردية دون أية مراعاة للمقتقيات القانونية.
ومهمــا يتــن فإنــه بــالنظر إلــى اعتمــاد شــركات المســاهمة ـ مبــدئيا ـ علــى جمــع مــدخرات العمــوم للقيــام
بمشاريعها ،واعتبارا لما ينطوي عليه شتل الشركة من مخاطر التالعب بتلك المدخرات ،فان المشــرع قــد تــدخل
بقواعد آمرة ووتع نظاما مؤسســاتيا لهــذا النــوع مــن الشــركات ســعى مــن ورائــه إلــى حمايــة االقتصــاد الــوطني
وحماية االدخار العام .
2ـ دعم العقوبات الزجرية الموقعة على أعقاو أجهزة اإلدارة والتسيير أو على غير هؤالو ممن يلجــث إلــى
التحايل والغش أو مخالفة المقتقيات القانونية في تثسيس أو إدارة شركة المساهمة أو تغييــر رأســمالها أو التالعــب
في األورا المالية التي تصدرها( 1المواد من 373إلى 424ي.
3ـ النص على المسؤولية الشخصية والتقامنية للمؤسسين وأعقاو أجهزة اإلدارة أو التســيير أو التــدبير
أو المراقبة عن كل ترر يتسببون فيــه ســواو للشــركاو أو لألغيــار بســبب مخالفــة األحتــام التشــريعية والتنظيميــة
المطبقة على شركات المساهمة أو بسبب مخالفة النظام األساسي للشركة أو غير ذلك من المخالفات والتجاوزات
(المواد من 349الى 355من نفس القانوني.
4ـ عند وجود نقص في أصول الشركة ،إمتانية تحميله كليا أو جزئيا ،تقامنيا أم ال لتل المســيرين أو للــبعض
مع إمتانية فتح مسطرة التسوية أو التصفية الققائية في حق كل مســؤول ي بــت فــي حقــه التالعــب بمصــالح الشــركة
ومصالح الشركاو أو االغيار (المادتان 1. 738و 746من مدونة التجارة بعد تعديل 2018ي.
5ـ تبسيط إجراوات تثسيس شركات المساهمة التي تؤسس بين عدد محدود مــن الشــركاو دون اللجــوو
إلى االكتتا العام في رأا المال.
هذا ،إتافة إلى العديد اآلخر من المستحدثات التي سنشير إليها في حينه.
ولقد قوبل النص الجديــد بنــوع مــن المقاومــة مــن قبــل المقــاولين المغاربــة الــذين آخــذوا عليــه تعقيــده وعــدم
مالومته للواقع االقتصادي واالجتماعي للمقاولة المغربيــة ،فهــم ،وإن تمنــوا األهــداف التــي ســعى إلــى تحقيقهــا علــى
مستوى ترورة توفير إعالم وإخبار أفقل للمساهمين وللعمــوم بشــثن حيــاة شــركة المســاهمة ،وكــذلك تفعيــل ودعــم
المراقبة المالية لها ،وتنقية العالقات المالية بــين الشــركة ومســيريها ،وتفعيــل اإلدارة والتســيير وإحتامهمــا ،وحمايــة
األقلية تمانا لحقوقها ،وبالتثكيد كذلك تجريم ومعاقبة األفعال التي تستهدف االحتيال والتالعــب ،أي التــي تتــوفر فيهــا
سوو النية وقصد اإلترار ،فإنهم يرون أن الطريقة التي اتبعت لتحقيق ذلك غير مالئمة وأنه كان باإلمتان تحقيق ذلك
بوسائل أك ر مرونة.
من هنا فإن الجمعية المغربية للشركات ترى أن هذا القانون يفتقد لت يــر مــن المرونــة مــن حيــت مبالغتــه فــي
تنظيم الشركة بقواعد آمرة ،وتقييقه من تم من سلطان اإلرادة بإرساو أنظمة آمرة للتسيير ال تترك لحريــة التعاقــد إال
هامشا تيقا ،وهذا جعل تلك األنظمة ثقيلة وخانقة بالنسبة للمقاولين الذين يفقــلون تــرك الــنص حريــة تنظــيم بعــض
األمور التفا الشركاو ،بحيث يتتفي المشرع بوتع القوابط لحماية الحقو واالدخار العــام ويتــرك األمــور األخــرى
التفا الشركاو .كما يؤاخذون عليه إفراطه في الشتلية مما جعله يتسم بت ير من التعقيد المجاني .وكــذلك مبالغتــه فــي
التجريم والعقا ،مما جعله ،كما يقولون ،سيفا مسلطا فــو رؤوا المقــاولين ،فــي حــين أن تســيير المقاولــة يتطلــب
ك يرا من المرونة بقصد التالؤم المستمر مع متطلبات السو ،ويتطلب توفير الطمثنينة للمسيرين لتــي ينصــرفوا إلــى
شؤون التسيير دون خوف من المتابعات الجنائية عن أفعال لم يقصدوا من خاللها اإلترار بثحد ،وحتى إذا وقع تــرر
فإنهم يرون أن قواعد المسؤولية المدنية موجودة لمواجهة ذلك ،أما التجريم والعقا فيجب أن ينحصر ،يقولــون ،فــي
األفعال الجرمية المقصودة والتي تصدر عن سوو نية ،أما أخطاو التسيير غير المقصودة والتي تنتأ عن ســوو تقــدير
وليس عن سوو نية فيجب التعامل معها في إطار المسؤولية المدنية ال الجنائية.2
32008 وقد تفهمت السلطات العمومية ردود الفعل هذه ،واستجابت لها عن طريق القــانون رقــم 05ـ 20لســنة
المغير والمتمم للقانون رقم 95-17المتعلق بشركة المساهمة .حيــت تمحــور التعــديل علــى تبســيط إجــراوات تثســيس
شركة المساهمة ،وإعادة هيتلة أجهزة التسيير والمراقبة ،والتخفيف من الطابع الزجري لذلك القانون.
هذا القانون تبنى جانبا من المقترحات التــي تقــدم بهــا الفــاعلون االقتصــاديون ،وذلــك مــن أجــل جعــل التشــريع
المنظم لشركة المساهمة مالئما مع الظرفية المعاصرة ،دونما أي تراجع عن الفلسفة العامة التــي بنــي عليهــا ،وأيقــا
لالستجابة إلــى بعــض االهتمامــات التــي تشــغل بــال أربــا المقــاوالت المغاربــة الــذين طــالبوا بتبســيط قــانون شــركات
المساهمة.4
1يالحظ أن اإلقبال على هذه الشركة عرف بعض الفتور بعد صدور القانون الجديد ،كما أن العديد من شركات المساهمة القائمة تحولت إلى
شركات ذات مسؤولية محدودة ـ تفيد إحصائيات السجل التجاري المركزي أنه يي الفترة الممتدة من أكتوبر 1996إلى أكتوبر 2000تأسست
18.638شركة ذات مسؤولية محدودة مقابل 1.242شركة مساهمة كما أن حوالي 5.000شركة مساهمة قائمة تم تحويلها إلى شركة ذات
مسؤولية محدودة .
Seddik Mouaffak, La loi sur la société anonyme reportée au 1er 2راجل janvier 2001 ? - défaut :
d'harmonisation - Maroc Hebdo international, n° 395, du 26 nov 1999, p 22.
3صودق عليه من قبل البرلمان .يي 22يناير .2008
4انظر مذكرة تقديم مشروع القانون رقم 05ـ 20المبير والمتمم للقانون رقم 95ـ .17
60
المبحث ال اني
خــصــائــص شــركــة المـســاهـمـة
تتم ل أهم خصائص شركة المساهمة في :
1ـ أن المساهم فيها ال يسثل عن ديــون الشــركة إال بقــدر مــا يملتــه مــن أســهم ،لــذلك فهــو ال يتتســب صــفة
"تاجر" ،وال تثثير إلفالسه على الشركة ،كما أن إفالا الشركة ال يؤدى إلى إفالا المساهمين فيها.
2ـ أن رأا مال الشركة يقسم إلى أسهم متساوية القيمة ،وقابلة للتداول بالطر التجارية ،كما أنــه يمتــن
طرحه لالكتتا العام.
3ـ تعتبر الشركة تجارية بشتلها ال بموتوعها ،لذلك فإنه يمتنها أن تزاول كافــة األعمــال مدنيــة كانــت ،أو
تجارية دون أن يؤثر ذلك على طبيعتها التجارية غير أنه يالحــظ أن المشــرع منــع عليهــا مزاولــة بعــض األعمــال م ــل
متاتب األعمال (ظهير 12يناير1945ي واألعمال الفالحية (ظهير 12أبريل 1975ي.
كما أن هناك أعماال أخرى حصــر المشــرع مزاولتهــا فــي شــركات المســاهمة منهــا علــى الخصــوص األبنــاك
(المادة 28من القانون رقم 34.03المتعلق بمؤسسات اإلئتمان والهيئات المعتبرة فــي حتمهــاي 1وشــركات االســت مار
(مرسوم 2أكتوبر 1966ي والقرض العقــاري (مرســوم 17ديســمبر 1968ي والتــثمين بقســط ثابــت (المــادة 168مــن
مدونة التثمينات لسنة 2002ي ،وأعمال البورصة (المادة 35 :من قانون 21سبتمبر 1993ي.
4ـ تتخذ شركة المساهمة تسمية تجارية وليس عنوانا تجاريا ،ويستمد اسمها عادة من طبيعة النشاط الذي
تزاوله ،غير أنه يمتن أن تتون عبارة عن تسمية مبتترة ،وال يجوز لها أن تعين باســم أحــد الشــركاو .وقــد أوجبــت
المادة 4من قانون 95ـ 17أن تتقمن كافة الوثائق الصادرة عن الشركة تسميتها مسبوقة أو متبوعة مباشرة بعبارة
"شركة مساهمة" أو حرفي " :ش .م" ومبل رأسمالها ومقرها االجتماعي ،ورقم قيدها في السجل التجاري.
ويرجع السبب في اتخاذ شركة المساهمة اسما تجاريا وليس عنوانا تجاريا إلى أنها من شركات األمــوال إذ
أن ما يهم فيها هو قدر رأسمالها وطبيعة النشــاط الــذي تزاولــه ورقــم أعمالهــا ومقــدار أرباحهــا ،فهــذا هــو مــا
يطمئن إليه المتعاملون معها ألنه هو الذي يشتل تمان ديون الشركة ،أما أســماو المســاهمين فيهــا فلــيس لهــا أيــة
أهمية ما دام أنهم ال يسثلون شخصيا عن ديونها.
5ـ على خالف الشركات التجارية األخرى ،فإن المشرع المغربي فرض حدا أدنى لعــدد الشــركاو المســاهمين
في شركة المساهمة وهم خمسة على األقل( .م 1ي.
ولقد كان النص القديم يتطلب سبعة شركاو على األقل حرصا من المشــرع علــى إشــراك أكبــر عــدد ممتــن مــن
أصحا المدخرات ،بالنظر إلى أن هذا النوع من الشركات مهيث الستقطا مدخرات العموم الســت مارها فــي المشــاريع
االقتصادية التي تتطلب رؤوا أموال كبيرة يعجز المست مرون الفرادى على توفيرها ،غير أنه أمام ما الحظه المشرع
من لجوو المست مرين إلى التحايل على هذا العدد باشراك مساهمين وهميين في الشركة ،فإنه قد خفض هذا العدد إلــى
خمسة .وهذا حل غير وجيه في رأينا لتون أن هذه الشركة قد نشثت في األساا للتجمعات الرأسمالية التبيرة ولـيس
للمشاريع الصغيرة أو المغلقة أو العائلية التي توجد أشتال أخرى من الشركات تالئمها أك ر ـ الشركة ذات المســؤولية
المحدودة ـ م الـ لذلك فقد كان من األجدى الحفاظ علــى البنــاو الرأســمالي للشــركة بتطلــب عــدد كبيــر مــن المســاهمين
لتمييزها عن الشركة ذات المسؤولية المحدودة خاصة ،وللمحافظة على عنصر اإلغفال ـ L'anonymatـ الــذي هــو
أساسي فيها ،إذ سيتون من السهل جدا التعرف على الشركاو فيها بالنظر لقلة عددهم ،والتعرف بالتالي علــى دافعهــم
إلى المشاركة ـ نية المشاركة عندهم ـ وهذا كله يجعل منها مجرد شركة أشخاص في العمــل ،فالبنــاو التلـي للشــركة،
باعتبارها شركة أموال يتهدم بالحد من عدد الشركاو ،فهذه الشركة تصورت في األصل لتتون مفتوحــة ،وتطلــب عــدد
قليل من الشركاو يجعل منها شركة مغلقة .1وبالنسبة لمحاربة االحتيال على الحد األدنــى المتطلــب قانونــا ،فــيمتن أن
يتم بوسائل أخرى م ل اشتراط المساهمة بحد أدنــى مــن رأا المــال ،أو مــن األســهم بالنســبة للشــركات التــي ال تلجــث
لالكتتا العام تمانا لمساهمة جدية.
ومهمــا يتــن ،يجــب أن يتــون المســاهمون شــركاو حقيقيــون بحيــث إذا ثبــت أن الشــركة تثسســت بشــركاو
وهميين ،أو إذا تقلص عدد المساهمين إلى ما يقل عن خمسة لمدة تزيد عن سنة جــاز للققــاو أن يققــي بحلهــا بنــاو
على طلب كل ذي مصلحة ( 2المادة 358ي.
الفرع ال اني
تــثســيــس شــركــة المــساهــمــة
من خالل استقراو المقتقيات القانونية المتعلقة بتثسيس شركات المساهمة ،يتبين أنه على غــرار العديــد مــن
التشريعات المعاصرة ،3التشريع المغربي أصبح يميز بالنسبة لتثسيس هذه الشركة بــين تلــك التــي تلجــث إلــى االكتتــا
العام لجمع رأسمالها وتلك التي تتتفي بتوزيع أســهمها بــين مؤسســيها ،حيــث إذا كانــت طبيعــة األولــى تبــرر إخقــاع
تثسيسها إلى اإلجراوات الطويلة والمعقدة التي تهدف حماية االدخار العام والمدخرين ،فإن ال انية ال تبرر ذلــك مــا دام
أنها تنعقد بــين عــدد محــدود مــن الشــركاو يتــوفرون علــى األمــوال التافيــة لتغطيــة رأســمال الشــركة ،إذ مــن األفقــل
واألجدى إخقاعها إلى مسطرة مبسطة تقتر من طريقة تتوين عقد شركة عاديـة .
المبحث األول
تثسيس الشركة عن طريق االكتتا العام
يتميز هذا التثسيس بثنه ال يتم بمجرد انعقــاد عقــد الشــركة كمــا هــو الشــثن بالنســبة لغيرهــا مــن الشــركات بــل
يتطلب إجراوات معقدة تستغر وقتا طويال .وهي إجراوات تستهدف التثكد من جدية الشركة وصحة تتوينهــا حمايــة
لمدخرات المساهمين.
ويالحظ أن تثسيس شركات المساهمة عن طريق االكتتا العام نادر فــي العمــل حتــى فــي الــدول الرأســمالية
التبرى .4وهذا أمر يصد حتى على شركات المساهمة التبرى التــي تتثســس برســاميل تــخمة والتــي فــي الغالــب مــا
تتثسس بواسطة نقابات اإلصدار( Les syndicats d'émissionي المتونة من البنوك ،وبالنسبة لالكتتابــات العامــة
التي تحصل في المغر فغالبا ما تثتي إما عقب طر شركات مساهمة قائمة لجزو من أسهمها على الجمهــور عقــب
دخولها إلى البورصة ،5أو تتم في إطار برنامأ الخوصصة بالنسبة لبعض المؤسسات التي تختار الدولة تفويت جــزو
من رأسمالها في شتل أسهم تطر لالكتتا العام6.
Med.Alami Machichi, Précarité de la réforme de la société anonyme. Rev. mar. de dr. d'économie de 1
développement, n° 37 - 1996 - p.41
2راجل يي ضل القانون السابق :قرار استئنايية الرباط بتاريخ 30يناير 1940ـ مجموعة
قرارات محكمة االستئناف بالرباط ـ القرارات الجنائية ـ الجزء الثاني ـ ص. 328 :
3القانون الفرنسي ل 24":يوليوز ،1966مثال ـ الذي ساير يي ذلك قوانين باقي دول االتحاد األوربي ـ والقانون المصري.
Ripert et Roblot - Op.cit. n° 104 ; J.F. Bulle et E.M. Gérmain, Pratique de la société anonyme, Dalloz – 4
1991 - p. 360.
5كما حصل مثال مل شركة أيريقيا للمحروقات أو شركة سيارة النجمة Nejma -Auto- :اللتين طرحتا حوالي % 20من رأسمالـهما
يي شهر أبريل 1999على االكتتاب العام.
6هذا ما حصل مثال بالنسبة للشركة الوطنية لالستثمار ،S.N.Iوشركة النقل المبربية .C.T.M
62
وبحسب المادة 9من القانون المنظم لشركة المساهمة 1تعتبر شركة تدعو الجمهور إلى االكتتا العام :
1ـ كل شركة تطلب إدراج قيمها المنقولة في بورصة القيم أو في أي سو منظمة أخرى.
2ـ كل شركة تصدر أو تفوت قيمها المنقولة إلى الجمهور مع اللجوو بصفة مباشرة أو غير مباشرة إلى
السعي أو اإلشهار أو بواسطة وسيط مالي (المادة 1من القانون رقم 44.12ل 28ديسمبر 2012المتعلق بدعوة
الجمهور إلى االكتتا وبالمعلومات المطلوبة إلى األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو الجمهور إلى االكتتا في
أسهمها أو سنداتها2ي
فشركة المساهمة التي تتوفر فيها أحد هذه المواصــفات 3تخقــع فــي تثسيســها إلــى المســطرة التاليــة التــي
يمتننا أن نحصرها ،انطالقا مما تنص عليه المادة ،17في أربعة مراحل:
1ـ وتع نظامها األساسي وإيداعه (في كتابة تبط المحتمةي.
2ـ االكتتا في رأا مالها.
3ـ القيام بإجراوات شهر الشركة.
المطلب األول
وتع النظام األساسي وإيداعه لدى كتابة تبط المحتمة
أوال ـ وتع النظام األساسي
تنطلق مرحلة تثسيس الشركة عند نشوو فترة إقامة مشروع تجاري أو صناعي في شتل شركة مساهمة في
أذهان أشخاص يسمون بالمؤسسين ،فيقوم هؤالو بالعمل على إبرازه إلى الوجود .والمؤسسون هــم األشــخاص الــذين
يتخذون مبــادرة تثســيس الشــركة فيقومــون باألعمــال الماديــة (الدراســات التقنيــة ،ودراســات الجــدوى االقتصــاديةي
واإلجراوات القانونية الالزمة إليجاد المتتتبين في رأا مالها ،ويتحملون من ثم المسؤولية الناتجة عن التثسيس.4
ولقد منع التشريع الجديد األشخاص المسقط عنهم حق إدارة أو تسيير شركة أو الــذين يمنــع عــنهم ممارســة
هذه المهام وكذا من سبق الحتم عليهم منذ أقل من خمــس ســنوات الرتتــابهم جريمــة الســرقة أو االخــتالا أو خيانــة
األمانة أو النصب أن يتونوا مؤسسين ،ويقاعف هذا األجل إلى عشر سنوات عنــدما يتعلــق األمــر بشــركات مســاهمة
تدعو الجمهور لالكتتا (المادة 38كما جرى تعديلها بالقانون 05ـ20ي.
ويبدأ المؤسس أو المؤسسون بوتع النظــام األساســي للشــركة الــذي يجــب أن يــتم كتابــة فــي عقــد رســمي أو
عرفــي ،غيــر أنــه إذا وتــع بمقتقــى عقــد عرفــي فيجــب أن يحــرر فــي عــدة أصــول بالقــدر التــافي للقيــام بمختلــف
اإلجراوات المتطلبة (المادة11ـ الفقرة 1و 2من قانون 17-95ي مــع االحتفــاظ بواحــد منــه فــي مقــر الشــركة .ويعتبــر
مقمون النظام األساسي حجة بين المساهمين إذ ال تقبل أية وسيلة إثبات أخــرى بشــثن ذلــك النظــام إال إذا كانــت فــي
شتل اتفاقات متتوبة بينهم (الفقرتان 3و 4من المادة 11السابقةي.
ويجب أن يتقمن النظام األساسي (المادتان 2و 12ي .
1ـ شتل الشركة ومدتها التي يجب إال تتجاوز 99سنة .
2ـ تسميتها ومقرها االجتماعي .
3ـ غرتها ومبل رأسمالها الذي يجب أال يقل عن مليوني درهم (م6 :ي.
4ـ عدد األسهم التي تم إصدارها وقيمتها االسمية مع التمييز بين مختلف فئات األسهم المنشثة.
5ـ شتل األسهم :إما اسمية فقط أو اسمية في جزو ولحاملها في جزو.
6ـ الشروط الخاصة بتداول األسهم في حالة وتع قيود على ذلك التداول.
7ـ هوية أصحا الحصص العينية ،وتقييم الحصــص التــي قــدمها كــل واحــد مــنهم وعــدد األســهم المســلمة
مقابل تلك الحصص.
8ـ هوية المستفيدين من امتيازات خاصة وطبيعة تلك االمتيازات.
9ـ المقتقيات المتعلقة بثجهزة الشركة وتسييرها وسلطاتها.
10ـ المقتقيات المتعلقة بتوزيع األربا وبتتوين االحتياطي وبتوزيع عالوة تصفية الشركة عند انققائها.
وبالنسبة للحصص العينيــة فــي حالــة وجودهــا ،يجــب أن يتقــمن النظــام األساســي وصــفا لهــا مــع تقييمهــا.
ويجري الوصف والتقيــيم بواســطة تقريــر ملحــق بالنظــام األساســي يعــده تحــت مســؤوليتهم مراقــب أو عــدة مــراقبين
للحصص يختارون من بين األشخاص المخول لهم ممارسة مهام مراقبي الحسابات .ويتناول تقريرهم بالوصف كــل
حصة على حدة ،ويشير إلى طريقة التقييم المعتمدة وسببها ،كما يؤكد على أن قيمة الحصص تطابق على األقل القيمة
االسمية لألسهم المزمع إصدارها (م 24و25ي.
كما أنه إذا تم التنصيص في النظام األساسي على منح امتيازات خاصة لفائدة أشــخاص ســواو كــانوا شــركاو
أم ال ،اتبعت نفس المسطرة .والمقصود باالمتيازات الخاصة هنا الحق التفقيلي فــي األربــا وفــي عــالوة التصــفية.
ويمتن أن تتون الحصص العينية واالمتيــازات الخاصــة المشــار إليهــا أعــاله موتــوع عقــد منفصــل يلحــق بالنظــام
األساسي ويشتل جزوا منه (المادتان 24و 25ي.
وكما أنه يجب إيداع النظام األساسي لدى كتابة تبط المحتمــة المتلفــة بمســك الســجل التجــاري التــي يوجــد
بــدائرتها مقــر الشــركة المزمــع تثسيســها كمــا ســنرى الحقــا ،فــإن تقريــر مراقــب أو مراقبــي الحصــص واالمتيــازات ـ
باعتباره يشتل جزوا من النظام األساسي ـ يجب أن يودع كذلك لدى تلك التتابة التــي تقــعه رهــن إشــارة المســاهمين
المحتملين الذين يمتن لهم الحصول على نسخة منه ،كما يجب تسليم نظير منــه إلــى جلــس القــيم المنقولــة (م 26كمــا
عدلت بالقانون رقم 05ـ20ي.
2ـ الحصول على تثشيرة الهيئة المغربية لسو الرساميل ،2على "بيان معلومات" يجب على المؤسسين
أن يحرروه وفق التيفية التي تحددها الهيئة ،3يشار فيه بوجه خاص إلى نظام الشركة مع تقييم لوتعيتها المالية
Endro et Clérmontél, Placement privé et appel public à l'épargne, Rev. dr.banc 1992, p. 91 ; Peltier, La 1
notion d'appel public a l'épargne, Banque et droit, 1992, p.138.
2التي حلت محل مجلس القيم المنقولة ،القانون رقم 43.12الصادر بتاريخ 13مارس 2013المتعلق بالهيئة المبربية لسوق الرساميل ،الجريدة
الرسمية عدد 6142بتاريخ 11أبريل .2013للتوسل ييما يتعلق بها يمكن الولوج إلى موقعها االلكتروني التالي www.ammc.ma
3ويق المادة 1من القانون رقم 44.12المؤرخ يي 28ديسمبر ، 2012المتعلق بدعوة الجمهور إلى االكتتاب وبالمعلومات المطلوبة إلى
األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب يي أسهمها أو سنداتها.
64
وتطور نشاطها المرتقب ومميزات العملية المزمع القيام بها والغرض منها مع تحديد األجل المفتو لالكتتا والبنك
أو الجهة التي تتولى تلقي االكتتابات.1
هذا البيان يشتل مــن الناحيــة العمليــة اإلعــالن عــن فــتح االكتتــا الــذي غالبــا مــا يقــوم المؤسســون بنشــره
والتعريف به بمختلف وسائل االتصال.
ولقــد أعطــى المشــرع للهيئــة المغربيــة لســو الرســاميل ســلطة التحقــق مــن أن المعلومــات الواجــب علــى
المؤسسين تقديمها للجمهور قد تم تحريرها ونشرها وفق القوانين واألنظمة الجاري بها العمل (المادة 17مــن قــانون
دعوة الجمهور إلى االكتتا ي ،كما أجاز لها أن تطلب كل إيقا أو تبرير فيما يتعلق بمقمون تلك البيانــات وأن يحــدد
للمؤسسين البيانات الواجب تغييرهــا أو المعلومــات التتميليــة الواجــب إدراجهــا فيهــا قصــد جعلهــا مطابقــة للنصــوص
التنظيمية الجاري بـها العمل ،وإذا لم يستجيبوا إلى ذلك أمتن للمجلس رفــض التثشــير علــى تلــك البيانــات (المــادة 18
من قانون دعوة الجمهور إلى االكتتا ي ،كل ذلك ســعيا مــن الهيئــة إلــى حمايــة االدخــار الموظــف فــي األدوات الماليــة
(المادة 3من قانون الهيئة المغربية لسو الرساميلي.
3ـ تسليم البيان أو توجيهه إلى كل شخص يطلب إليه االكتتا ،وكذلك وتعه رهــن إشــارة الجمهــور بمقــر
الشركة وبجميع المؤسسات المتلفة بجمع االكتتابات .وفي حالة قيد األسهم (أو سندات القرضي في البورصة ،وتــعه
رهن إشارة الجمهور بمقر بورصة القيم (المادة11من القانون أعاله المتعلق بمجلس القيم المنقولةي.
هذا ،ويجب أن تتون البيانات المنشورة مطابقة للبيانات المودعة لدى كتابة تبط المحتمة ،وإال فإنه ال يمتــن
االحتجاج في مواجهة االغيار بالبيانات المنشورة .غير أنه يمتن لألغيار أن يحتجوا فــي مواجهــة المؤسســين بــالنص
المنشور ،إال إذا أثبت هؤالو األخيرين اطالع الغير على النص المودع (المادة 16من قانون شركة المساهمةي.
المطلب ال اني
االكتتا في رأسمال الشركة
أوال ـ الرأسمال المتتتب به مع تحديد قيمة األسهم
تعنى التشريعات عادة بتنظيم رأسمال شركة المســاهمة باعتبــاره يشــتل القــمان العــام لــدائنيها .وعلــى غــرار
التشريعات المعاصرة التي تشترط أن يتون الرأسمال كافيا لتحقيق غرض الشركة ،فإن المشــرع المغربــي وتــع حــدا
أدنى لذلك الرأسمال هو ثالثة ماليين درهم بالنسبة لشركات المســاهمة التــي تلجــث لالكتتــا العــام (و 300.000درهــم
بالنسبة للشركات األخرىي .وهذا رأسمال تعيف ال يتالوم وطبيعــة الشــركة مــن حيــث كونهــا نمطــا يالئــم المقــاوالت
الرأسمالية التبيرة ،لذلك فمن شثنه أن ينسف البناو الذي أقيمت عليه هذه الشركة ويسد البا أمام انفتا رأا المــال
على مدخرات العموم ويحتم بالتالي على الشركة بقعف الرسملة ويحرم االقتصــاد ،مــن ثــم ،مــن أداة مهمــة للتنميــة
واالست مار والتشغيل ،لذلك فقد كان من األولى إيجاد اآلليات المالئمة لترك هذا النوع من الشركات للمقاوالت التبيرة
للتشجيع على تغيير نمط المقاوالت المغربية لجعلها قويــة قــادرة علــى المنافســة ،خاصــة أنــه قــد تــم اآلن الحســم فــي
االختيار الليبرالي لالقتصاد المغربي واتبعت إصالحات على كافة المستويات إلدماجــه فــي النظــام الرأســمالي العــالمي،
فتان من القروري الحفاظ على الهدف الرأسمالي للشركة سواو من خالل رأسمالها أو القيم المالية التي تصدرها أو
عدد المساهمين المتونين لها أو غير ذلك من المقومــات التــي تجعلهــا شــركة رأســمالية قــادرة علــى تعبئــة المــدخرات
العامة إلقامة المشاريع التبرى.
ومهما يتن فإنه يجب أن يقسم رأسمال شركة المساهمة إلــى أســهم متســاوية القيمــة يطــر علــى الجمهــور
لالكتتا العام.2
وقد خفض المشرع الحد األدنى للقيمة االسمية لألسهم إلى 50درهما ،وبالنسبة للشــركات المقيــدة أســهمها فــي
البورصة إلى 10دراهم (المادة 246ي ،وذلك بغرض التشــجيع علــى االكتتــا فــي أســهم شــركات المســاهمة مــن قبــل
المدخرين الصغار ،ولقمان سيولة أفقل لألسهم المسعرة في البورصة بغرض تنشيط هذه األخيرة التي تصــعب فيهــا
المعامالت بالنسبة للمدخرين الصغار.
Galimard, Dépôt des fonds en banque et constitution de société anonyme , Banque , 1977, 690. 1
66
ويجب العتبار االكتتا برأا المال كــامال أن تتــون كافــة االكتتابــات حقيقيــة بحيــث إذا ثبــت أن أحــدها كــان
صوريا كانت الشركة باطلة.
المطلب الرابع
شـــهـــــر الـــشــركـــــة
طبقا لمقتقيات المادة 17المشار إليها سابقا فإن الشــركة ال تعــد مؤسســة إال بعــد القيــام بــإجراوات الشــهر
المنصوص عليها في المادة .31
والشهر يتم عن طريق النشر واإليداع والقيد في السجل التجاري ،وهي مثموريــة تقــع علــى عــاتق المم لــين
القانونيين للشركة أو كل وكيل مرخص بذلك تحت مسؤوليتهم (المادة 15ي.
1وقد خول القانون 05ـ 20المتمم والمعدل لقانون شركة المساهمة بمقتضى تعديل أجراه على المادة 21لكل ذي مصلحة أن يتقدم بطلب إلى
رئيس المحكمة بصفته قاضيا للمستعجالت إلصدار األمر إلى الشركة تحت طائلة غرامة تهديدية بالدعوة لديل األموال غير المحررة.
Simon, La désignation du commissaire aux apports par le magistrat, Rev.stés. 1969 - 89; Heuchon, Les 2
problèmes pratiques du commissariat aux apports, Jour agrées, 1976, 3 ; S.Doyen , Etendue de la mission du
commissaire aux apports - Gaz-Pal – 1982-2 doc. 486.
67
ثانيا ـ النشر
بعد التقييد يجب أن يتم شهر تثســيس الشــركة بواســطة إشــعار فــي الجريــدة الرســمية وفــي صــحيفة لإلعالنــات
القانونية في أجل ال يتعدى ثالثين يومــا (المادة 33ي وتعتبر الشركة مؤسسة من تاريخ قيدها في ذلــك الســجل إذ مــن
هذا التاريخ تبتدئ شخصيتها المعنوية (المادة 7ي ويبتدئ من ثم حسا المدة التي أنشئت من أجلها (المادة 3ي.
وتوجب المادة 33وفقا لما أصبحت تنص عليه بعد تعديلها بمقتقى القانون رقم 05ـ ،20أن يتقمن اإلشــعار
المنشور البيانات التالية:
1ـ تسمية الشركة متبوعة عند االقتقاو بمختصر تسميتها .
2ـ شتل الشركة
3ـ إشارة مقتقبة لغرض الشركة .
4ـ المدة التي تم تثسيس الشركة من أجلها .
5ـ عنوان المقر االجتماعي.
6ـ مبل رأا المال ،مع بيان مبل الحصص النقدية ووصف مقتقب للحصص العينية وتقييمها.
7ـ االسم الشخصي والعائلي للمتصرفين أو أعقاو مجلس الرقابة ولمراقب أو مراقبي الحســابات وصــفتهم
وموطنهم.
8ـ مقتقيات النظام األساسي المتعلقة بتتوين االحتياطي وتوزيع األربا .
9ـ االمتيازات الخاصة المنصوص عليها لفائدة كل شخص .
10ـ مقتقيات النظام األساسي المتعلقة بقبول األشخاص المخول لهم تفويت األسهم وتعيــين جهــاز الشــركة
المخول له البت في طلبات القبول في حالة وجودها.
11ـ رقم التقييد في السجل التجاري.
ويجب إتمام إجراوات الشهر قبل انققاو أجل الستة أشهر من تاريخ إيداع األموال المتتتب بها فــي حســا
مجمد باسم الشركة في بنك ،وإال اعتبــرت الشــركة غيــر مؤسســة ،ووجــب علــى المؤسســين إعــادة تلــك األمــوال إلــى
أصحابها (المادة 35ي.
ويالحظ أن ربط اكتســا الشــركة للشخصــية االعتباريــة بالقيــد فــي الســجل التجــاري أمــر منتقــد ألنــه يــؤخر
تثسيس الشركة بدون مبرر ،فذلك القيد مقرون بمسطرة معقدة وطويلة مما يجعل الشــركة تنتظــر عــدة شــهور قبــل أن
يتم ذلك القيد ،وهذا يطر مشتلة بالنسبة لألعمال التي يجريها المؤسسون خالل هذه الفترة الطويلة.
68
هذا ،وباإلتافة إلى اإلجراوات السابقة ،يجب توجيه تصريح بالتثسيس إلى إدارة القرائب ،في أجل 30يوما
تحت طائلة غرامة تبل 1000درهم (م 188من المدونة العامة للقرائبي.1كما ،إذا كانت الشركة تشغل أجراو ،يجب
تقديم تصريح بذلك إلى العون المتلف بتفتيش الشغل (المادة 135من مدونة الشغلي.
وإذا تعلق األمر ببنك أو مؤسسة ائتمان أو شركة تثمين أو إعادة تثمين ،فيجب أن يقدم تصريح بتثسيســها إلــى
وزارة المالية والحصول على إذن من هذه األخيرة لمزاولة هذه األنشطة (المادة 34مــن القــانون رقــم 103.12لســنة
2014المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حتمها ،والمــادة 161مــن مدونــة التثمينــات لســنة 2002ي،
كما أنه إذا تعلق األمر بشركة للمعادن فيجب تقديم التصريح بها إلى وزارة المعادن (ظهير أبريل 1955ي.
المبحث ال اني
تثسيس الشركة دون االلتجاو إلى االكتتا العام
عندما ال تلجث شركة المساهمة إلى جمع رأسمالها عن طريق االكتتا العام فــإن تثسيســها يقتــر ك يــرا مــن
طريقة تثسيس غيرها من الشركات حيث يتاد يتون فوريا وال يتطلب اإلجراوات الطويلة والمعقدة التي رأيناها.
وهتذا فإن التثسيس يتم عن طريق االتفا علــى النظــام األساســي للشــركة بــين المســاهمين الــذين غالبــا مــا
يتعارفون فيما بينهم .وي بت ذلك االتفا كتابة في محرر رسمي أو عرفي يوقع عليه المســاهمون .ويجــب أن يتقــمن
البيانات التي رأيناها بالنسبة للشركة التي تلجث إلى االكتتا العام كما هــي منصــوص عليهــا فــي المــادتين 2و 12مــع
ترورة تعيين أوائل المتصرفين وأوائل أعقــاو مجلــس اإلدارة الجماعيــة وأعقــاو مجلــس الرقابــة وأوائــل مراقبــي
الحسابات.
وإذا كانــت هنــاك حصــص عينيــة وجــب وصــفها وتقييمهــا فــي النظــام األساســي بنــاو علــى تقريــر يعــده تحــت
مسؤوليتهم مراقب أو عــدة مــراقبين للحصــص بــنفس التيفيــة التــي رأيناهــا بالنســبة للشــركات التــي تــدعو الجمهــور
لالكتتــا فــي رأســمالها (المادتــان 24و25ي .يقــاف إلــى ذلــك أنــه يجــب أن يوتــع تقريــر مراقــب الحصــص بــالمقر
االجتماعي للشركة ويودع بتتابة القبط رهن إشارة المساهمين المحتملين خمسة أيام علــى األقــل قبــل توقيــع النظــام
األساسي من طرفهم (المادة 1. 26ي.
وبعد ذلك يتتتب المساهمون في كامل رأا المال على أن يوفوا بربع قيمة األسهم المم لة للحصــص النقديــة
على األقل ،ويحرروا األسهم المم لة للحصص العينية كاملــة عنــد التثســيس (م21ي وتــودع األمــوال المتتتــب بهــا فــي
حسا بنتي مجمد باسم الشركة مع قائمة المتتتبين في أجل ثمانية أيام من تلقيها (م 22:ي.
ثم يتقدم المؤسسون بتصريح أمام موثق أو كتابة تبط محتمة المقــر االجتمــاعي يشــهدون فيــه بثنــه قــد تــم
االكتتا بتامل رأا المال والوفاو بربع قيمة األسهم المم لــة للحصــص النقديــة ،حيــث يقـوم الموثــق أو كتابــة تــبط
المحتمة بالتثكد من ذلك عن طريــق التحقــق مــن تطــابق التصــريح مــع الوثــائق التــي يجــب أن يــدلي بهــا المؤسســون
والمتعلقة بشهادة من البنك ت بت إيداع األموال المحصلة من االكتتا وقائمة المتتتبين مع كشف األداوات التي قــاموا
بها ونسخة من النظام األساسي أو نظيرا منه (المادة 23ي.
وتتتمل عملية التثسيس باإليداع والقيد في الســجل التجــاري والشــهر وفــق نفــس التيفيــة التــي رأيناهــا بالنســبة
للشركات التي تلتج لالكتتا العام.
وهذا يعني أن كافة اإلجراوات التي قصد بها المشرع إعالم جمهور المتتتبين في حالة االلتجاو إلى االكتتا العام
ال يعود لها مبرر هنا ،فليس هناك شهر وإيداع أوليين للنظام األساسي ،وليس هنــاك تثشــير مــن لجنــة القــيم المنقولــة
على بيان المعلومات الموجه للجمهور الستدعائـه لالكتتا ،وبطاقات االكتتا بتل ما يتعلق بها غير متطلبة.
المبحث ال الث
جـزاوات مخالفة إجراوات التثسـيس
في حالة عدم احترام المؤسسين إلجراوات تثسيس شركة المساهمة فإن ذلــك يمتــن أن يترتــب عليــه نوعــان
من الجزاوات :من ناحية بطالن الشركة ،ومن ناحية ثانية قيام المسؤولية المدنية والجنائية للمسؤول عن اإلخالل.
1يتم التصريح بواسطة مطبوع نموذجي تضعه مصلحة الضرائب رهن إشارة الملزمين ،يسلم إلى المصلحة المحلية للضرائب التابل لها مقر
الشركة مقابل وصل ،أو يرسل إليها بواسطة رسالة مضمونة مل إشعار بالتوصل.
69
المطلب األول
الـــــبــــــطـــــــــــــالن
بحسب ما هو منصوص عليه في المادة 337من القانون المنظم لشركات المساهمة فإن بطالن هــذه الشــركة
ال يمتن أن يترتب":إال عن نص صريح من هذا القانون أو لتون غرتــها غيــر مشــروع أو لمخالفتــه للنظــام العــام أو
النعدام أهلية جميع المؤسسين .
يعتبر كثن لم يتن كل شرط نظامي مخالف لقاعدة آمرة من هذا القانون وال يترتب عن خرقه بطالن الشركة".
وإذا رجعنا إلى المقتقيات المتعلقة بتثسيس شركة المساهمة ،فإننا ال نجــد أي مقتقــى يتعلــق بــالبطالن نتيجــة
مخالفة إجراوات التثسيس ،فتل ما نجده بشثن هذه المخالفات هو ما تنص عليه المــادة 12ـ الفقرتــان األخيرتــان ـ مــن
أنه ":إذا لم يتقمن النظام األساسي كل البيانات المتطلبة قانونيا وتنظيميا أو أغفل القيام بثحد اإلجراوات التــي تــنص
عليها فيما يخص تثسيس الشركة ،أو تمت بصورة غير قانونية ،يخول لتــل ذي مصــلحة تقــديم طلــب للققــاو لتوجيــه
أمر بتسوية عملية التثسيس تحت طائلة غرامة تهديدية ،ويمتن للنيابة العامة أن تنتصب ألجــل نفــس الغـرض تتقــادم
الدعوى المشار إليها في الفقرة أعاله بمرور ثالث سنوات ابتداو من قيد الشركة في السجل التجاري".
كل هذا يعني أن البطالن ال يمتن أن يترتب إال عن اإلخالل باألحتام العامة للتعاقد المنصوص عليها في قــانون
االلتزامات والعقود ،أو مخالفة أحتام القانون المدني المتعلقة بالشركات ،إال أنه بالنسبة لألهلية ،فإن البطالن ال يمتــن
أن يقوم إال في حالة انعدام أهلية جميع المؤسسين .
المطلب ال اني
المسـؤولية عن مخالفة إجـراوات التثسيس
أوال ـ المسؤولية المدنية
يمتن أن تقوم المسؤولية المدنية للمخلين بإجراوات تثسيس الشركة سواو على اثــر إقــرار بطالنـــها أو مــن
دون قيام ذلك البطالن.
1ـ ففي حالة التصريح ببطالن الشركة لألسبا التي توجب بطالنها كمــا حــددناها ســابقا فإنــه يمتــن اعتبــار
المؤسسين المتسببين في ذلك وكذا المتصرفين وأعقاو مجلس اإلدارة الجماعية وأعقاو مجلس الرقابة المزاولين
مهامهم وقت تعرض الشركة للبطالن مسؤولين على وجه التقــامن عــن األتــرار التــي تلحــق ســواو المســاهمين أو
االغيار نتيجة ذلك (الفقرة األولى مــن المــادة350ي .بــل إن المشــرع أجــاز الققــاو بــنفس المســؤولية التقــامنية تــد
المساهمين الذين لم تفحص حصصهم العينية وامتيازاتهم ولم تتم المصادقة عليها (الفقرة ال انية مــن المــادة 350ي
وتتقادم هذه الدعوى بمرور خمس سنوات من تاريخ اكتسا مقرر البطالن الصبغة النهائية.
2ـ وحتى من دون التصريح ببطالن الشركة فإنه يمتــن اعتبــار المؤسســين واألعقــاو األوائــل فــي أجهــزة
تسييرها وفي مجلس اإلدارة الجماعية وفي مجلس الرقابة مسؤولين على وجه التقامن عن األترار الناتجــة عــن
عدم تقمين النظام األساسي للشركة بيانا إلزاميا أو عن إغفال إجراو قانوني يتعلق بتثسيس الشركة أو عن القيــام
به بشتل غير صحيح (المادة 349ـ الفقرة1ي.
ويخقع تقدير المسؤولية والتعويض للقواعد العامة للمسؤولية التقصيرية ،غير أن دعــوى المســؤولية هــذه
تتقادم بمرور عشر سنوات من تاريخ القيد في السجل التجاري (الفقرة 3من المادة 349ي.
وتقاعف الغرامة أعاله إذا لم يتم تحرير ربع قيمة األسهم النقدية على األقل وكامل قيمة األسهم العينية قبل
قيد الشركة بالسجل التجاري أو إذا لم يتم اإلبقاو علــى اســمية األســهم النقديــة قبــل تحريرهــا بالتامــل (المــادة 2/378
و3ي ،حيث يالحظ أن القانون رقم 05ـ 20المغير والمــتمم لقــانون شــركة المســاهمة ،فــي إطــار التخفيــف مــن الطــابع
الزجري لهذا األخير ،تخلى عن عقوبة الحبس بالنسبة لهذه المخالفة ،واستعاض عنها بمقاعفة الغرامة.
وإذا تعلق األمر بشركات مساهمة تدعو الجمهور إلى االكتتا ،فإنــه يمتــن ،بالنســبة للمخالفــات أعــاله ،فقــال
عن الغرامة الحتم بعقوبة الحبس لمدة تتراو بين شهر وستة اشهر (المادة4/378:ي.
2ـ إصدار شهادات أو تصريحات غير صحيحة بشثن االكتتابات والدفوعات وقوائم المتتتبين أو العمــل علــى
الحصول على اكتتابات أو دفوعات صورية أو عن طريق نشر وقائع أو أسماو كاذبــة ،والتقيــيم المغشــوش للحصــص
العينية :حيث يعاقب على ذلك بالحبس من شهر إلى ستة أشــهر وبغرامــة مــن 8000إلــى 40.000درهــم ،أو بإحــدى
هاتين العقوبتين فقط (المادة 379 :ي.
3ـ التصريح بوقــائع كاذبــة أو إغفــال ســرد كافــة العمليــات المنجــزة لتثســيس الشــركة مــن قبــل المؤسســين
وغيرهم من المسؤولين عن اإلدارة والتسيير أو التدبير في التصريح المقدم لتتابة القبط مــن أجــل قيــد الشــركة فــي
السجل التجاري ،حيث يعاقب على ذلك بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامــة مــن 6000إلــى 30.000درهــم أو
بإحدى هاتين العقوبتين فقط (المادة380 :ي.
4ـ تداول أسهم نقدية لم يحافظ على إسميتها إلى حين تحريرها بالتامل ،أو قبل دفع ربــع قيمتهــا علــى األقــل،
وكذا تداول وعود باسهم ما عدا وعودا باسهم ستنشث بمناسبة الزيادة في رأسمال شــركة مقيــدة أســهمها القديمــة فــي
البورصة ،حيث يعاقب المؤسسون وغيرهم من المسؤولين عن اإلدارة والتسيير أو التدبير ،وكذا مالتي أو حاملي تلك
األسهم ،وكذلك من قام بالمشاركة في التداول أو حدد أو نشر قيمة األسهم أو الوعود باألسهم ،بالحبس من شــهر إلــى
ثالثة أشهر وبغرامة من 6000إلى 30.000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط (المادة 381:و 382ي .وهنا كــذلك
يالحظ أن القانون رقم 05ـ 20خفض الحــد األقصــى لعقوبــة الحــبس إلــى ثالثــة أشــهر عــوض ســتة ،ونــزع الصــبغة
الجرمية على تداول أسهم ال قيمة اسمية لها ،وتداول أسهم عينية قبل انصرام األجــل الــذي تصــبح قابلــة للتــداول فيــه
(عن طريق نسخ البند 1و 3من المادة 381ي.
ويالحظ أن كافة المخالفات المشار إليها أعاله اشترط فيها المشرع القصد.
المبحث الرابع
الوتعية القانونية ألعمال الشركة في طور التثسيس
كما الحظنا ســابقا ،فإنــه غالبــا مــا يســتغر تثســيس الشــركة وقتــا قــد يطــول أو يقصــر بحســب لجوئهــا أم ال
لالكتتا العام في أسهمها ،وأثناو هذه المرحلة التي لــم تتتســب بعــد فيهــا الشــركة الشخصــية االعتباريــة تنشــث عــدة
عالقات سواو فيما بين الشركاو ،أو بين المؤسسين واألغيار من القروري تحديد المراكز القانونية الناشــئة عنهــا،
وهذا ما اعتد القانون الجديد بتحديده.
المطلب األول
العالقات فيما بين الشركاو
بالرجوع إلى المادة ال امنة من القانون المنظم لشركة المســاهمة فإننــا نجــدها تحــدد المبــدأ بالنســبة لعالقــات
الشركاو فيما بينهم في مرحلة تثسيس الشركة ،وذلك بنصها على أنه":إلى غاية تقييد الشــركة فــي الســجل التجــاري
تبقى العالقات بين المساهمين خاتعة لعقد الشركة وللمبــادئ العامــة للقــانون المطبقــة علــى االلتزامــات والعقــود".
وهو ما يعني أنه بالنسبة لتلك العالقات فإنه يرجع أوال في تنظيمها إلى ما اتفق عليه المســاهمون فــي عقــد الشــركة،
وما لم يتم االتفا عليه يرجع بالنسبة إليه إلى مقتقيات قانون االلتزامات والعقود ،وهتذا مـ ال بالنســبة لتفــرغ أحــد
الشركاو عن حصته في الشركة في طور التثسيس فإنه يتطلب موافقة جميع الشركاو ما لــم يــنص عقــد الشــركة علــى
خالف ذلك ،ونفس الشيو بالنسبة لتعديل عقد الشركة.
71
المطلب ال اني
عالقة المؤسسين باألغيار
تتطلب مرحلة التثسيس القيام بت ير من األعمال لحسا الشركة م ل طبع الوثائق وإجــراو العقــود وعمليــات
اإليداع والشهر األوليين بالنسبة للشركات التي تلجث إلــى االكتتــا العــام بمــا يتطلبــه كــل ذلــك مــن مصــاريف ،كمــا أن
القرورة تفرض في ك ير من األحوال إبرام بعض العقــود المهمــة لحســا الشــركة فــي طــور التثســيس م ــل كــراو أو
اقتناو عقار التخاذه كمقر اجتماعي أو إجراو دراســة الجــدوى االقتصــادية للمشــروع أو توظيــف بعــض المســتخدمين
القروريين في هذه المرحلة ،فتل هذه األعمال وما ينتأ عنها من عالقات والتزامات ال يمتن ردهــا إلــى الشــركة ألن
هذه األخيرة في هذه المرحلة غير موجودة مــن الناحيــة القانونيــة مــادام أنهــا ال تتتســب الشخصــية المعنويــة إال مــن
تاريخ قيها في السجل التجاري.
من هنا فقد جاوت المادة 27من القانون المنظم لشركة المساهمة لتحدد لنا المبــدأ بالنســبة لهــذه األعمــال
حيث نصت على أنه ":يسثل األشخاص الذين قاموا بعمل باسم شــركة فــي طــور التثســيس وقبــل اكتســابها الشخصــية
المعنوية على وجه التقامن ،وبصفة مطلقة عن األعمال التــي تمــت باســمها ،إال إذا تحملــت الجمعيــة العامــة األولــى
العادية أو غير العادية للشركة االلتزامات الناشئة عن هذه األعمال بعد تثسيسها وتقييدها بشتل قانوني.
تعتبر حينئذ هذه االلتزامات كما لو قامت بها الشركة منذ البداية"
فقمانا لحقو كافة األطراف قرر القانون مبدأ المسؤولية التقــامنية والشخصــية للمؤسســين عــن األعمــال
التي يجيرها هؤالو لحسا الشركة في مرحلة التثسيس إال إذا تحملت هذه األخيرة بعد تثسيسها بتلك االلتزامات.
فهذا المبدأ يوفر تمانة لألغيار من حيث أنه في كافة األحوال تتون حقوقهم محمية بحيث إمــا أن تتحملهــا
الشركة بعد تثسيسها أو يظل المؤسسون مسؤولين عنها بصفة شخصية وتقامنية.
وهو يوفر تمانة كذلك لباقي المساهمين من حيــث أن تحملهــم بتلــك االلتزامــات مــن خــالل الشــركة بعــد
تثسيسها يتطلب موافقتهم فــي الجمعيــة العامــة ،وهــذا يــوفر لهــم أداة لمراقبــة األعمــال التــي أجراهــا المؤسســون
لحسا الشركة في مرحلة تثسيسها ،وفي ذلك حماية للشركة نفسها التي ال تجد نفسها ملزمــة بنــاو علــى قــرار
الجمعية العامة إال باألعمال التي ال تقر بمصالحها.1
غير أنه باإلتافة إلى هذا المبدأ العام الذي يعمل فــي الحــاالت التــي تــتم فيهــا األعمــال لحســا الشــركة بــدون
موافقة باقي المساهمين فإن القانون نص على حالتين أخــريين تتحمــل فيهــا الشــركة بتلــك األعمــال دون حاجــة لقــرار
الجمعية العامة.
تتعلق الحالة األولى باألعمال التي يجريها المؤسسون لحسا الشركة قبل توقيع النظــام األساســي مــن قبــل
المساهمين حيث أجاز القانون للمؤسسين وتع بيان األعمال المنجزة لحسا الشركة في طور التثسيس مع اإلشــارة
إلى االلتزام الذي سيترتب عن كل عمل من تلك األعمال بالنســبة للشــركة رهــن إشــارة المســاهمين المحتملــين بــالمقر
االجتماعي للشركة وإيداعه رفقة النظــام األساســي بتتابــة تــبط المحتمــة خمســة أيــام علــى األقــل قبــل توقيــع النظــام
األساسي (م 1 .29ي وحينئذ فإن توقيع المساهمين على النظام األساسي بعــد اطالعهــم علــى البيــان المتعلــق باألعمــال
المجرات لحسا الشركة يعتبر قبوال منهم بتحويل تلك األعمال إليها.
أما الحالة ال انية فتتعلق بالشركات التي ال تدعو الجمهور لالكتتا في رأسمالها عندما يفوض المساهمون
فيها إما بموجب النظــام األساســي أو بمقتقــى عقــد مســتقل لواحــد أو أك ــر مــنهم بــااللتزام لحســا الشــركة
وشريطة أن يبين التفويض نوع االلتزام وكيفته ،حيث يعتبر مجرد تقييد الشركة في السجل التجاري بم ابة تحمــل
منها لتلك االلتزامات (المادة 2 .29ي.
هذا ،وإذا لم تتحمل الشركة األعمال المجرات لحسابها في مرحلة التثسيس إما لعدم تمــام تثسيســها ألي
سبب من األسبا أو لعدم حصول ذلك التحمل بالرغم من اكتمال تثسيسها فــإن المؤســس أو المؤسســين الــذين
أجروا تلك األعمال يظلــون مســؤولين بصــفة شخصــية تجــاه المتعاقــدين معهــم وقــد يســثلون بصــفة تقــامنية إذا
Bastian, La situation des sociétés commerciales avant leur imm atriculation au registre du commerce, 1
études à la mémoire de H.Gabrillac, 1968, p.23 ; Dagot, la reprise par une société commerciale des
engagements souscrits pour son compte avant son immatriculation au registre du commerce, JCP 1969 .1.
2277 ; Daublon , Validité des actes et contrats réalisés par les sociétés commerciales avant leur
immatriculation au registre du commerce. Rep.défrénois 1977 art. 3139 ; E. Paillet , L'activité de la société
en formation, Rev. Stes. 1980 p.419.
72
شاركوا في تلك األعمال ،1غيــر أنــه إذا اســتفادت الشــركة مــن تلــك األعمــال فــي حالــة تمــام تثسيســها فإنــه يمتــن
الرجوع عليها بمقتقى دعوى اإلثراو بال سبب.2
وعالوة على ذلــك ،فــي حالــة عــدم تثســيس الشــركة فإنــه ال يحــق للمؤسســين الرجــوع علــى المتتتبــين بشــثن
االلتزامات المبرمة أو المصاريف المدفوعة بمناسبة محاولة التثسيس ،عدا في حالة التدليس أو عدم احترام ما التزم
به المتتتبون إذا لم يتم التثسيس بخطإ منهم (المادة28:ي حيث في هذه الحالة ومادام أن مسؤولية عدم التثسيس تقــوم
في مواجهة المتتتب المدلس أو الذي أخل بالتزاماته المتعلقة بالمساهمة في الشركة فإنه يمتن الرجوع عليه بمقتقى
دعوى المسؤولية للتعويض عن القرر الذي نتأ عن ذلك.
الفرع ال الث
القيـم المنقولة التـي تصدرها شركات المساهمة
تصــدر شــركات المســاهمة ثالثــة أنــواع مــن األورا الماليــة أو القــيم المنقولــة ،هــي األســهم ،والســندات،
وشهادات االست مار (المادة 243ي.
وتشتل شهادات االست مار نوعا جديدا من القيم المنقولة أرساها المشرع بمقتقى النص الجديد.
أما حصص التثسيس ،أو حصص المنفعة التي كان معمول بها في ظــل الــنص القــديم فقــد أصــبحت ممنوعــة
(المادة 244ي .وأصبح يتعين على الشركات التي أصدرتها قبل نشر هذا القــانون إمــا لعمــل علــى إعــادة شرائـــها ،أو
تحويلها إلى أسهم قبل انصرام السنة ال انية الموالية للنشر المذكور(المادة 451ي.
المبحث األول
األســـــهـــــــــــم
Les actions
تشتل األسهم أهم القيم المنقولة التي تصدرها شركات المساهمة ،وهي تم ل القيمة المالية التــي يســاهم بهــا
المساهم في الشركة ،إذ أن رأسمال هذه األخيرة يقسم إلى أقسام متساوية القيمة ،كل قسم يم له سهم .وقد يتم إثبات
هذه القيم (خاصة بالنسبة للشركات المغلقة3ي بواسطة صتوك يسمى كل واحد منها "سهم".
وقد خفض التعديل الجديد (القانون رقم 05ـ20ي الحد األدنى للقيمة االسمية لألسهم إلــى 50درهمــا ،وبالنســبة
للشركات المقيدة أسهمها في البورصة إلى 10دراهم (المادة 246في صيغتها الجديدةي ،وذلك بغرض التشــجيع علــى
االكتتا في أسهم شركات المساهمة من قبل المدخرين الصغار ،ولقمان سيولة أفقل لألسهم المسعرة في البورصــة
بغرض تنشيط هذه األخيرة التي تصعب فيها المعامالت بالنسبة للمدخرين الصغار4.
3لم يعد من الضروري يي ظل النص الجديد تجسيد األسهم يي شكل صكوك ،أي يي شكل سندات ورقية ،ويمكن االكتفاء بتحديد عددها يي
النظام األساسي أو عقد مستقل.
4مذكرة تقديم مشروع القانون رقم 05ـ ،20ص .6
73
-فبالنسبة لألسهم العينية فتمنع من التداول لمدة السنتين المواليتين لتســجيل الشــركة بالســجل التجــاري،
أو إلجراو الزيادة في رأا المال (م 248ي.
-وبالنســبة ألســهم تــمان اإلدارة :فالمقصــود بهــا األســهم المملوكــة ألعقــاو مجلــس اإلدارة ومجلــس
الرقابة ،إذ أن هذه األسهم تخصص لقمان مســؤولية هــؤالو بمناســبة تســيير الشــركة ،بــل و حتــى تــمان أعمــالهم
الشخصية ،ومن ثم فهي تتون غير قابلة للتداول أثناو فتــرة انتــدابهم (المادتــان 44و 84ي .غيــر أنــه يالحــظ أن هــذا
النوع من األسهم قد تم التخلي عنه في القانون 05ـ ،20حيث اعتبرت بدون فائدة من الناحيــة العمليــة ،ألنهــا ال تــوفر
تمانات حقيقية نظرا لعددها القئيل جدا.2
ـ قيـــــود اتفــاقيــــة :تتم ــل فــي شــرط موافقــة الشــركة علــى التفويــت إلــى الغيــر المقــمن فــي النظــام
األساسي ،إذ قيد المشرع هذا الشرط في األسهم االسمية التي يجوز فيها فقط اشتراط موافقة الشركة على التفويــت (م
253ي.
1
J.Moury , Des clauses restrictives de la libre négociabilité des actions. R. T. D, com. 1989, 187.
مذكرة تقديم مشروع القانون رقم 05ـ ،20ص .7 2
74
على هؤالو أن يختاروا واحدا منهم يم لهم اتجاه الشركة ،ويمارا بالنيابة عنهم حقو المساهم (المادة -252فقــرة
ثانيةي وعند عدم التعيين تنتأ التبليغات والتصريحات التي تقوم بها الشركة ألحدهم أثرها اتجاههم جميعا ،كما أنهــم
يعتبرون مسؤولين تقامنيا عن االلتزامات الناتجة عن السهم (المادة - 252الفقرتان 3 :و 4ي.
J.M. de Bermond de Vaulsc, les parts sociales privilégiés J.C.P. entrep . 1993 - I – 294. 1
C.Jauffret , Spinosi , Les actions a dévidende prioritaire sans droit de vote, Rev. stés. 1979, 25. 2
75
ويتم هذا اإلنشاو إما عن طريق الزيادة في رأا المــال بإصــدار أســهم ذات األولويــة فــي األربــا دون حــق
التصويت ،أو عن طريق تحويل جزو من األسهم العادية التي سبق إصدارها إلى هذا النــوع مــن األســهم وكــل ذلــك
في حدود ربع رأا المال ،ويجب أن تساوي قيمتها االسمية قيمة األسهم العادية (المادة 263ـ 1و2ي.
وتمــنح هــذه األســهم لحامليهــا نفــس الحقــو المعتــرف بهــا للمســاهمين اآلخــرين باســت ناو حــق المشــاركة
والتصويت في الجمعيات العامة للمساهمين (المادة 263فقرة 3:ي وبالنسبة لألربــا فهــي تعطــيهم الحــق فــي أولويــة
الحصول على ربح يقتطع من أربا السنة المالية القابلة للتوزيع قبل أي تخصيص آخر ،1وال يمتن أن يقل هذا الــربح
عن مبل الربح األول المقرر في النظام األساسي وال عن مبل يساوي نسبة %7,5من المبل المحرر من رأا المال
الذي تم له األسهم ذات األولوية في األربا دون حق التصويت ،وبعد أن تقتطع األربا ذات األولوية والــربح األول
،إذا نص النظام األساسي عليه ،أو بعد اقتطاع ربح بنسبة % 5لفائدة األسهم العادية ،يخول لألسهم ذات األولوية
نفس الحقو المخولة لألسهم العادية (المادة 264ـ فقرة 1و 2و 3ي.
ـ أما األسهم للحامل فهي التي ال تحمل اسم صاحبها وتنتقل بمجرد المناولــة (المــادة -245 :فقــرة 5:ي
وغالبا ما يفقل المساهمون شتل السهم للحامل لما يوفره من سهولة التداول ،واقتصاد تتلفته ،باإلتافة إلــى ســرية
الحيازة.
فثسهم التمتع هي التي تعطي لصاحبها حقا في األربا دون أن تعطي له حقا في موجودات الشركة.
Françoise moned - Droit financiers attachés aux actions privilégiées, Dr des sociétés - n° 3 mars 1995 - p.1 1
76
أما أسهم رأا المال فهي التي تعطي لصاحبها الحق في األربا وفي موجودات الشركة معا.
واألصل في األسهم أنها أسهم رأا مال ،غير أنه قد يحدث بالنسبة لــبعض األنــواع مــن الشــركات أن يتــون
رأسمالها معرتا لالســتهالك بســبب تعاطيهــا لنشــاط يقــوم علــى اســتغالل مــورد سينقــب م ــل المنــاجم أو المقــالع أو
استغالل امتياز حتومي سينققي بعد مدة تصبح معها موجودات الشركة ملتا للدولــة ،ففــي م ــل هــذه الحــاالت يترتــب
على استهالك رأسمال الشركة ترورة رد قيمة األسهم تدريجيا إلى أصحابـــها خــالل حيــاة الشــركة حتــى ال يســتحيل
عليهم استرداد تلك القيمة عند انققائها فتتحول تلك األسهم من ثم من أسهم رأا مال إلى أسهم تمتع.
ويتم االستهالك إما بمقتقى شرط في النظام األساسي للشركة أو بقرار تتخذه الجمعية العامــة االســت نائية ،
وتستعمل في ذلك األربا القابلة للتوزيع (المادة 20ي.
المبحث ال اني
ســـنــدات الـــقــرض
Les obligations
يمتن لشركات المساهمة أن تصدر نوعين من السندات :سندات القرض العادية ،وســندات القــرض
القابلة للتحويل إلى أسهم .
المطلب األول
سـنـدات الـقـرض الـعـاديـة
أوال ـ تعريفها
العــام للحصــول سندات القرض أورا مالية قابلة للتــداول تصــدرها شــركة المســاهمة وتطرحهــا لالكتتــا
على قرض طويل األجل في الغالب.
فقد تحتاج شركة المساهمة إلى أموال جديدة إما لتوسيع نشاطها أو للتغلــب علــى صــعوبات ماليــة تواجههــا،
فتفقل الشركات في بعض األحيان ،عوض اللجوو إلى الزيادة في رأا المــال ،االعتمــاد علــى االقتــراض عــن طريــق
إصدار سندات القرض .ذلك أن الزيادة في رأا المال يؤدي إلى دخول مساهمين جدد يزاحمون القدامى الذين واجهوا
ظروف وم شاكل الشــركة وعايشــوا خطواتهــا األولــى إلــى أن نجحــت وأصــبحت تــدر أرباحــا ،لــذلك فــإن هــؤالو قــد ال
يرغبون في إدخال مساهمين جدد يقتسمون معهم ثمار جهــدهم .كمــا أن االلتجــاو إلــى البنــوك لالقتــراض قــد ال يتــون
مالئمــا للشــركة بــالنظر إلــى أن البنــوك ال تخــول إال قروتــا قصــيرة أو متوســطة األجــل وتتطلــب تــمانات متنوعــة،
والشركة قد تتون في حاجة إلى األموال لمدة طويلة أوال تتوفر على القــمانات التافيــة للحصــول علــى األمــوال التــي
تحتاج إليها من البنوك ،لتل هذا تفقــل شــركات المســاهمة فــي بعــض األحيــان االلتجــاو إلــى االقتــراض عــن طريــق
إصدار سندات لالكتتا العام.
باعتبار حامل السند مجرد دائن للشركة فإنه يترتب على هذه العالقة ثبوت الحقو التالية له:
1ـ الحق في فائدة ثابتة تدفع له في المواعيد المتفق عليها ،ويحدد سعر الفائدة بحســب ســعر الســو
وقت إصدار السندات ،ويحسب بناو على القيمة االسمية للسند ،غير أنه ليس هنــاك مــا يمنــع مــن إصــدار ســندات
بسعر متغير للفائدة ،أي سعر يحدد وفق تغيرات السو المالية.1
كما أنه ليس هناك ما يمنع من إصدار سندات قرض مقابل نسبة معينة من األربــا أو ســندات قــرض بفائــدة
زائد نسبة معينة من األربا ،وفي هذه الحالة فإن ذلك ال يغيــر مــن وتـعية الحامــل مــن حيــث أنــه يظــل مجــرد دائــن
للشركة ،وال يتحول إلى مساهم مادام أن حقوقه تنحصر في استرداد مبل الدين في األجل المتفق عليه ،وال تمتد إلــى
موجودات الشركة.
2ـ الحق في استرداد مبل القرض في تاريخ االستحقا المتفق عليه .وهنا يالحظ أن الشركات تشترط عادة
أن يتم الوفاو بقيمة السندات بشتل تدريجي عن طريق استهالك عدد منها كل عام ،وذلــك ألنــه قــد يتــون مــن المتعــذر
عليها أن تفي بها جميعا دفعة واحدة لما في ذلك من إرها مالي لها ،ويتم تعيين السندات التي تستهلك كــل ســنة
عن طريق القرعة ( المادة 312ي.
ويمتن كذلك للشركة أن تلجث إلى استهالك السندات عن طريق شراو ما يعــرض منهــا للبيــع فــي الســو
المالية (المادة 312كذلكي.
3ـ حق تتوين حملة السندات المنشــثة اثــر نفــس اإلصــدار ،ك لــة تتمتــع بالشخصــية االعتباريــة تعمــل علــى
حماية حقوقهم المشتركة (م 295ي حيث يتعين إخقاع كل قرار تتخذه الشركة ويمس حقو حملة الســندات لموافقــة
جمعيتهم العامة (م 309ي التي يمتنها أن تنعقد في أي وقت (م 305ي.
ولمم لي التتلة الحق في االطالع على الوثائق الموتوعة رهن إشارة المساهمين حسب نفس الشروط التــي
يخقع لها هؤالو ،غير أنه ليس لهم حق التدخل في تسيير أمور الشركة ،وإذا كــان يمتــنهم المشــاركة فــي الجمعيــات
العامة للمساهمين فليس لهم صوت في مداوالتها (م 304ي.
هذا ،وتنحصر حقو حملة السندات في الحقو المحددة أعاله والمنب قة مــن طبيعــة عالقــة المديونيــة التــي
تربطهم بالشركة ،ومن ثم فهم ليس لهم أن يتدخلوا في أي أمر من أمور إدارة الشركة ،وليس لهم أي حــق آخــر علــى
أموالها غير الحصول على الفائدة المتفق عليها ،واسترداد مبل دينهم في تاريخ استحقاقه.
المطلب ال اني
سندات الـقـرض الـقـابلـة للـتحويـل إلى أسـهـم
هي في طبيعتها من نفس طبيعة سندات القرض العادية إال أنها تمتاز عنها بتونها تعطي لحامليها الحق فــي
اختيار تحويل سنداتهم إلى أسهم في كل وقت ،أو في أجل أو آجال تحددها الشركة المصدرة.2
وتلجث الشركة لم ل هذا النوع من السندات لتشجيع المدخرين علــى االكتتــا فيهــا ،بــالنظر إلــى مــا تتيحــه
لهم من إمتانية التحول إلى مساهمين إذا ما تطورت الوتعية المالية للشركة بشتل يغريهم على االست مار فيها .
هذا ،ناهيك عن أنه يمتنها من عرض نسبة فائــدة منخفقــة علــى المتتتبــين بمقابــل مــا تــوفره لهــم مــن
امتيازات فتقلص بذلك من تتاليف االقتراض.
المبحث ال الث
شهــــادات االســتــ مــــار
Chartier , Les obligations à un taux flottant, J C P 1975 ed. C I 11702 ; Simonet , Les obligations à taux 1
variable, banque, 1982, 573.
Casterès, Obligations convertibles ou échangeables, Rev. stés. 1968, 5, Gaz Pal, 1970 -2-136 ; Serra, Le 2
droit de conversion des obligations convertibles à tout moment, RDC. 1971, 565 ; Guyénot, La pratique des
obligations convertibles en actions a tout moment, Banque 1980, 1003 ; M.Lutter, Les obligations
convertibles et échangeables contre des actions en droit allemand, Rev. stés. 1972, 201.
78
تشتل شهادات االست مار نوعا جديدا من القيم المنقولة التي يمتن لشركات المساهمة أن تصدرها .وقد اقتبســها
المشرع المغربي عن القانون الفرنسي 1إلى جانب كل مــن ســندات القــرض القابلــة للتحويــل إلــى أســهم واألســهم ذات
األولوية في األربا دون حق التصويت وذلك بهدف إيجاد أدوات جديدة لتمويل شركات المساهمة .2
ويدخل تصور هذه األنواع الجديدة من القيم المنقولــة فــي إطــار السياســة التــي تتبعهــا الســلطات العموميــة حاليــا
والتي تهدف إلى تنشيط االست مار وخلق قنوات جديــدة لتوجيــه مــدخرات األفــراد نحــو المقــاوالت عــن طريــق تشــجيع
المدخرين على است مار أموالهم فيما يتالوم وحاجيات تمويل االقتصاد الوطني الذي يعاني من نقص التمويــل .ويــدخل
ذلك كذلك في إطار برنامأ خلق سو مالية حقيقية إليجاد خيــارات متعــددة للتمويــل أمــام المقــاوالت إلــى جانــب نظــام
القروض البنتية الذي تبث عجزه لحد اآلن علــى تلبيــة حاجيــات التمويــل للمقــاوالت المغربيــة التــي تعــاني مــن تــعف
رأسملتها ،وإلغناو تلك السو بثنواع متعددة من السندات على نحو يــؤدي إلــى خلــق فــرص كبيــرة لتوظيــف األمــوال
أمام المست مرين .فمن الناحية االقتصادية العامة يشتل إحداث قيم مالية منقولة جديدة إغناو لهذه القــيم مــن حيــث أن
تعددها يمتن من خلق أدوات متعددة لالست مار على نحو يؤدي إلى إيجاد كل فئة من المدخرين للنوع المالئم من القــيم
الذي يوافق نوع االست مار الذي يرغب فيه وكل مقاولة نوع التمويل الذي يالئم وتعها وحاجياتها .وهــذا يــؤدي إلــى
تعدد قنوات توجيه المدخرات نحو المقاوالت ومن تم إلى تنشيط السو المالية عن طريق تنويــع أشــتال القــيم الماليــة
المنقولة الفاعلة فيها بما يترتب عن ذلك من توسيع مقدار األموال الرائجة فيها .
وتقوم شهادات االست مار على تقنية تجــزيو الحقــو المتفرعــة عــن الســهم إلــى نــوعين مــن الحقــو وبالتــالي
تجزيو السهم إلى شهادتين:
المالية ،وتم لها شهادات االست مار .والحقو غير المالية وتم لها شهادات الحق في التصويت . الحقو
وتتم ل الحقو المالية في الحق في األربا ،وفي حق األولوية في االكتتا في حالة إصدار أسهم جديدة عــن
طريق الزيادة في رأا المال ،وفي الحق فــي أســهم بالمجــان فــي حالــة الزيــادة فــي رأا المــال عــن طريــق إدمــاج
االحتياطات فيه ،وعند انققاو الشركة الحق في عالوة التصفية التي تم ل نصيب الشريك في االحتياطات التي تتونــت
مع مرور الوقت نتيجة عدم توزيع كافة األربا المحققة.
أما باقي الحقو الناتجة عن السهم والتي هــي من طبيعة غير ماليـة فهــي الحــق فــي المســاهمة فــي
إدارة الشركة إما مباشرة أو عن طريق اتخاذ القرارات المتعلقة بذلك في الجمعية العامة ،ويمارا هــذا الحــق عــن
طريق التصويت :الحق في التصويت وما يتصل به من حق االطــالع علــى وثــائق الشــركة وحــق المســاهمة فــي
اجتماعات الجمعيات العامة :عادية وغير عادية.
والهدف من إرساو هذا النوع مــن القــيم المنقولــة إعطــاو اإلمتانيــة للمســاهم أو المســاهمين الــذين يملتــون
األغلبية في الشركة والذين يتحتمون من ثم في مقاليدها ،في أن يوسعوا من قدراتها المالية دون التــثثير علــى مراكــز
القرار فيها ،وهو الذي يتحقق لهم بإصدار شهادات االست مار واالحتفاظ بما يقابلها من شهادات الحق في التصويت.
وال يمتن إنشاو شهادات االست مار أثناو تثسيس الشركة وإنما البد أن يتم ذلك وهي قائمــة ،إمــا عــن طريــق
الزيادة في رأسمالها أو عن طريق تجزيو قدر من األسهم الموجودة ،وذلك في حدود % 25من رأسمال الشركة.
ويمتن تتون شهادات االست مار إسمية أو للحامل ،وهي قابلة للتداول ،بخالف شهادات الحق فــي التصــويت
التي يجب أن تتون إسمية (المــادة 285ي وهــي ال تقبــل التــداول إال فــي حــالتين :إذا كــان ســيتم تفويتهــا رفقــة شــهادة
است مار (المادة 286ي حيث سيؤدي ذلك إلى تجميع شهادة است مار مع شهادة حق في التصويت في يد واحدة فتــتم
إعادة تتوين السهم بقوة القانون ،ويتون على حامله أن يصر بذلك للشركة برسالة مقمونة الوصول داخــل 15
يوما لتسجل ذلك في سجل التحويالت الذي تمسته ،وفــي حالــة عــدم قيامــه بــذلك يســقط حــق التصــويت الناشـ عــن
السهم إلى حين انققاو ثالثين يوما من تاريخ تسوية هذه الوتعية (المادة 286ي.
Loi n° 83. 1 du 3 janvier 1983, J.C.P 1983. III. 536 1b . 1
ولقد اقتـبس المشـرع الفرنسـي هـذه الشـهادات عـن الشـهادات البتروليـة les certificats pétroliers-ـ التـي كـان قـد سـبق لـه أن أصـدرها
بمقتضى قانون 26يونيو )J.C.P. éd. C . I. 1957 – III – 60743( 1957بهدف الحصول على األموال الالزمة للتنقيب عن البترول يـي
أيريقيا الشمالية ،حيث احتفظت الدولة بحق التصويت الناتج عن األسهم التي تملكها يي شركات البترول العامة وطرحـت مـا يقابلهـا مـن حقـوق
مالية على العموم لالكتتاب ييها يي شكل شهادات بترولية .راجل :
J . Rault : Les certificats pétroliers – R.T.D. com. 1957 . p 843 .
2يؤاد معالل ـ شهادات االستثمار الصادرة عن شركات المساهمة ـ مجلة القانون واالقتصاد ،العدد 16 :ـ ،1999ص . 33 :
Viandier, Certificat d'investissement et certificat de droit de vote Jurisc-sociétés, T:5 - Fasc -104-2 ; Bouloc,
Les nouvelles valeurs mobilières: les certificats d'investissement et les titres participatifs - Rev., stés. 1983,
501.
79
الفرع الرابع
تسـيـيــر شركــات المـسـاهــمـة
بالنظر لقخامة عدد المساهمين في شركات المساهمة عادة مما يستحيل معه تولي كل هؤالو مهام التسيير فإن
المشرع أوجد نظاما لإلدارة يقمن في نفس الوقت الفعالية على هذا المستوى دون أن يقصــي المســاهمين مــن تــدبير
شؤون الشركة وبالتالي الحفاظ على مصالحهم فيها .وهتذا فإن المشرع وزع مهام اإلدارة بــين ثالثــة هيئــات هــي1:ـ
مجلس اإلدارة ،أو مجلس اإلدارة الجماعية مع مجلس للرقابة 2 .ـ الجمعية العامة للمساهمين 3 .ـ مراقبو الحسابات.
وهو نظام يشبه طريقة الحتم في األنظمة الديمقراطية 1حيث يتولى مهام التنفيذ مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة
الجماعية م له م ل الحتومة ،وتقوم الجمعية العامة للمساهمين برسم السياسة العامة للشركة كالبرلمــان الــذي ينطــق
باسم الشعب ،أما مراقبو الحسابات فيتولون مراقبة عمل مجلس اإلدارة واألجهزة التــي تعمــل تحــت إمرتــه للتثكــد مــن
التزامه بمصالح المساهمين وتنفيذه لقرارات الجمعية العامة والتزامه بثحتام القانون.
ولقد عمل المشرع من خالل القانون الجديد المنظم لشركات المساهمة على إصال نظــام تســيير وإدارة هــذه
الشركات بوسائـل متعددة أهمها :التنصيص على منصب رئيس مجلس اإلدارة وتحديــد مهامــه ،وإحــداث نظــام اإلدارة
الجماعية مع مجلس للرقابة يمتن لمن يريد من شركات المساهمة أن يتبناه عوض نظام مجلــس اإلدارة ،ودعــم مهــام
وسلطات مراقبي الحسابات لقمان رقابة أفقل للحسابات مع جعل هــذه الهيئــة مــن هيئــات اإلدارة تتمتــع بصــالحيات
قانونية ،وليس بناو على توكيل من الجمعية العامة .
ونقتر أن نعطي نبذة عند كل هيئة من هيئات اإلدارة هذه.
المبحث األول
مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية
يمتــن لشــركات المســاهمة أن تختــار بــين نظــامين لــإلدارة :نظــام مجلــس اإلدارة التقليــدي ،أو نظــام اإلدارة
الجماعية مع مجلس للرقابة.
المطلب األول
الشركات ذات مجلس اإلدارة
بالنسبة لشركات المساهمة التي تختار الحفاظ على نظام اإلدارة التقليدي المعمول به لحد اآلن ،فـــإنه يجــري
فيها تعيين مجلس لإلدارة يتتون من عدد من األعقاو ،يختارون وفق الطريقة التي يحددها النظام األساســي ،ويقــوم
المجلس باختيار أحد أعقائه لتولي رئاسته ،أما أعمــال التســيير اليــومي والــدائم فيتوالهــا إمــا رئــيس مجلــس اإلدارة
باعتباره في نفس الوقت مديرا عاما ،أو يتوالها مدير عام يعين من قبل المجلس لهذا الغرض.
1
Hamel Lagarde et Jauffret op.cit . n° 516 p. 211.
80
وبما أن المتصرفين هم وكالو عن الشركة فإن للجمعية العامة أن تقــرر عــزلهم فــرادى أو مجتمعــين فــي أي
وقت حتى من دون إدراج ذلك في جدول األعمال (المادة 48الفقرة 3ي.
2ـ مهامه
يختص مجلس اإلدارة بتحديد التوجهات المتعلقة بنشاط الشركة ويسهر على تنفيذها بواســطة رئيســه ،وينظــر
في كل مسثلة تهم حسن سير الشركة ويسوي بقراراته األمور المتعلقة بها مع مراعاة السلط المخولة بصــفة صــريحة
لجمعيات المساهمين وفي حدود غرض الشركة ،1كما يقوم بعمليات المراقبة والتحقق التي يراها مناسبة (المــادة /69
1و2ي وعلى وجه الخصوص فهو الذي يقرر الدعوة النعقاد جمعيات المساهمين ،ويحدد جــدول أعمالهــا ،ومقــمون
القرارات التي تعرض عليها ،ويقع التقارير المقدمة لها عن هذه القرارات (م 1/ 72ي.
كما أنه هو الذي يثمر ويشرف على إعداد الجرد ،والقــوائم التركيبيــة ،ويقــدم للجمعيــة العامــة العاديــة الســنوية
تقريرا للتسيير يتقمن كافة المعلومات القرورية للمساهمين حتى يتسنى لهم تقييم نشاط الشركة خالل السنة المالية
المنصرمة من خالل بيان العمليات المنجزة وما واجهتها من صعوبات ،والنتائأ التي حصلت عليها ،ومتونــات النــاتأ
القابل للتوزيع ،واقترا تخصيص ذلك الناتأ والوتعية المالية وآثارها المستقبلية (م 3/72و م 142ي.
ومجلس اإلدارة هيئة جماعية للتسيير ،لذلك فإن سلطات أعقائه تمارا داخــل المجلــس بالمشــاركة فــي اتخــاذ
القرارات أثناو اجتماعاته ،أما خارج المجلس فليس لهم أية سلطات ،باســت ناو مــا يتعلــق بعمليــات المراقبــة والتحقــق
التي قد يقررها المجلس ،والتي الغرض منها تمتينهم من القيام بمهــامهم فــي إطــار المجلــس .هــذا علمــا بــثن التعــديل
الجديد (قانون 05ـ20ي أقر لتل متصرف الحق في أن يحصل على جميع المعلومات القرورية للقيام بمهامه ،وأعطــاه
الحق في أن يطلب من الرئيس اإلطالع على كل الوثائق والمعلومات التي يعتبرها مفيدة (م /74متررة فقرة 2ي.
هذا ،وتلتزم الشركة في عالقتها باألغيار حتى بتصرفات مجلس اإلدارة التي ال تدخل تمن غرتها ،ما لم ت بت
أن الغير كان على علم بثن تلك التصرفات تتجاوز هذا الغرض أو لم يتن ليجهله نظرا للظروف ،وال يتفي مجرد نشر
النظام األساسي إلقامة هذه الحجة .كما أنه ال يحتأ تد األغيار بمقتقيات النظام األساسي التي تحد من سلط مجلس
اإلدارة (م 3/69ي.
ويباشر مجلس اإلدارة أعماله تحت إشراف رئيسه الذي يستدعي األعقاو لالجتماع في مواعيد معينة ،وكلمــا
دعا لذلك حسن سير أعمال الشركة (م 1 /73ي.
وينعقد المجلس بصورة صحيحة بحقور نصف أعقائه على األقل حقورا فعليا .إال أنه يمتن للمتصرف أن
يوكل عنه متصرفا آخر لتم يله ما لم ينص النظام األساسي على خالف ذلك .وال يمتن أن يتون لتل متصرف إال
توكيال واحدا خالل نفس الجلسة (المادة 50الفقرتان 1و2ي.
ويتخذ المجلس قراراته بثغلبية األعقاو الحاترين أو المم لين ،ما لم ينص النظــام األساســي علــى أغلبيــة
أك ر .وفي حالة تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس ما لــم يــنص النظــام األساســي علــى خــالف ذلــك (المــادة - 50
الفقرة 4ي وت بت مداوالت المجلس في محاتر جلسات يحررها كاتــب للمجلــس يعــين مــن قبــل هــذا األخيــر بنــاو علــى
اقترا من الرئيس ،ويجب أن توقع تلك المحاتر من قبل رئيس الجلسة ومتصرف واحد على األقل .وإذا عا رئــيس
الجلسة عائق وقع محقر الجلسات متصرفان اثنان على األقل (المادة 52ـ الفقرة 1ي.
1
J.P. Berdah, Fonctions et responsabilité des dirigeants des sociétés par action, Sirey - Paris 1974
2
Raymaud et Bardoul, L'administration et la direction générale des sociétés anonymes, in dix ans de droit
de l'entreprise, 1978, 125 ; Daigre, Réflexions sur le statut individuel des dirigeants de sociétés anonymes -
Rev. stes. 1981. 497.
81
والمجلس ذاته يملك يعزل رئيسه في أي وقت (م 3/63ي .وفي حالة حصول عائق مؤقــت للــرئيس أو وفاتــه،
يمتن للمجلس أن ينتد متصرفا آخر للقيام بمهام الرئيس .وفي حالة العائق المؤقت يعطى االنتدا لمدة محددة قابلــة
للتجديد ،وفي حالة الوفاة يظل االنتدا صالحا إلى حين انتخا رئيس جديد( ،م 66ي ويحــدد المجلــس مرتــب الــرئيس
وكيفية أدائه (م 65ي.
2ـ المهام
يتمتع المدير العام ،بثوسع السلط للتصرف باسم الشركة في جميع الظــروف فــي حــدود غرتــها ،مــع مراعــاة
السلطات التي يخولها القانون صراحة لجمعيات المساهمين ولمجلس اإلدارة (م ،1/74في صيغتها الجديدةي.
والمدير العام هو الذي يم ل الشركة في عالقتها باألغيار ،فيتصرف ويتعاقد باسمها.
ولما كانت صالحيات المسير مستمدة في ظل القانون الجديد من القــانون ،علــى خــالف الــنص القــديم الــذي كــان
يعتبره مجرد وكيل عن الشركة يستمد صالحياته من التوكيل الذي أعطاه إياه النظام األساسي ،2فإن الشركة تلتزم فــي
عالقاتها مع األغيار بتصرفات المدير العام ،ولو لم تتن تدخل تمن غرتها ،ما لم ت بت أن الغير كــان علــى علــم بــثن
تلك التصرفات تتجاوز هذا الغرض ،أو لم يتن ليجهله نظرا للظروف ،3وهي ال يمتنها أن تحتأ بنشر النظام األساسي
إلقامة هذا اإلثبات (م 2/74ي.
كذلك ال يمتن للشركة أن تحتأ تد األغيار بمقتقيات النظام األساسي أو بقــرارات مجلــس اإلدارة التــي تحــد
من سلطات المدير العام (المادة 3/74ي ،وفي هذا حماية أفقل لألغيار وللمتعاملين الذين يتونــون فــي اطمئنــان دائمــا
إلى أن معامالتهم تلزم الشركة.
أما المديرين العامين المنتدبين في حالة وجــودهم ،فيفــوض لهــم مجلــس اإلدارة مهمــة مســاعدة المــدير العــام،
ويحدد نطا سلطاتهم ومدتها ،وذلك باقترا من المدير العام (م 1/75في صيغتها الجديــدةي .هــذا فــي إطــار الشــركة،
أما اتجاه األغيار فلهم نفس السلطات المخولة للمدير العام (م 2/75ي .فينطبــق علــيهم علــى هــذا المســتوى مــا ينطبــق
على المدير العام.
المطلب ال اني
الشركات ذات مجلس اإلدارة الجماعية مع مجلس الرقابة
أخذ المشرع لمغربي هذا النظام عن القانون الفرنسي الذي أخذه بدوره عن القانون األلماني .وهو يهدف إلى
تبسيط طريقة إدارة شركات المساهمة إلتفاو الفعالية عليها عن طريق وتع حد لتــداخل الســلط المالحــظ فــي النظــام
التقليدي حيث يصبح الرئيس هو الممارا الفعلي لإلدارة والتسيير ويتحول باقي أعقاو مجلس اإلدارة إلى مــراقبين،
فتتداخل ،من ثم مهام التسيير مع مهام المراقبة الممارسة من قبل الهيئة .من هنا فإن المشرع ارتثى إحداث فصل فــي
هذه المهام بتوكيل مهام التسيير لهيئة مستقلة يمتن أن تتــون جماعيــة ويمتــن أن تتــون فرديــة ،ومهــام الرقابــة إلــى
هيئة أخرى ،مع إعطاو هيئة اإلدارة سلطات واسعة وتمتيعها باستقاللية كبيرة حتى تتمتن من القيام بمهمتهــا بفعاليــة
وديناميتية كبيرتين ،وإعطاو هيئة الرقابة سلطة مراقبة التســيير والحســابات مــع إمتانيــة تخويلهــا ســلطة التــرخيص
بثعمال اإلدارة المهمة.
ويسمح هذا النظام بتوفير حماية وتمانات أفقل للمست مرين ،من حيث أنه يسمح للمســاهمين الرئيســيين
في الشركة بعدم االنشغال بثمور التسيير اليومي ،وترك ذلك إلى معاونين مؤهلين وأكفــاو مــع االحتفــاظ بحــق التـدخل
في رسم السياسة العامة للشركة ،وتحديد توجهاتها األساســية ،ويســمح هــذا النظــام كــذلك بتــدارك نقــائص الجمعيــة
العامة المالحظ في العمل ،حيث غالبا ما تتعطــل هــذه الجمعيــة أو يطبــع عملهــا عــدم الفعاليــة والســلبية بســبب الغيــا
والالمباالة .وهتذا فإذا كان مجلس اإلدارة الجماعية يجمع صــالحيات الــرئيس ومجلــس اإلدارة ،فــإن مجلــس الرقابــة
هيئة دائمة للمراقبة لها فعالية أكبر بت ير من الجمعية العامة.
وهذا النظام اختياري ،يشترط لألخذ به النص على العمــل بــه فــي النظــام األساســي ،وحينئــذ يجــب أن تســبق
تسمية الشركة أو تتبعها عبارة" :شركة مساهمة ذات مجلس إدارة جماعية وذات مجلس رقابة".
فلنتعرف إذن على كل هيئة من هاتين الهيئتين .
وتلزم الشركة في عالقتهــا باالغيــار بتصــرفات مجلــس اإلدارة الجماعيــة حتــى ولــو تجــاوزت حــدود غــرض
الشركة إال إذا أثبتت علم الغير بثن التصرف يتجاوز ذلك الغرض أو لم يتن ليجهله نظرا للظروف ،إال أنهــا ال يمتنهــا
أن تستند في ذلك إلى مجرد نشر النظام األساسي (المادة 102ي.
هذا ،ويم ل رئيس مجلس اإلدارة الجماعية ،والمدير العام الوحيد عند وجوده الشركة في عالقتها مع الغيــر.
كما يمتن لمجلس المراقبة أن يخول لتل عقو آخر سلطة التم يل تلك ،ويتون له بذلك لقب مدير عام (المادة 103ي.
ويتــداول مجلــس اإلدارة الجماعي ـة ويتخــذ قراراتــه وفقــا للشــروط التــي يحــددها النظــام األساســي ،ويمتــن
ألعقائه أن يتقاسموا مهام اإلدارة بترخيص من مجلس الرقابة ،لتن دون أن يؤدي ذلك إلى تجريد مجلس اإلدارة
الجماعية من صبغة جهاز يتولى إدارة الشركة جماعيا (المادة 102ي.
يمارا مجلس الرقابة المراقبة الدائمة ،والمستمرة لتسيير مجلس اإلدارة الجماعية للشركة .1وهو ينعقد له
على الخصوص سلطة الترخيص لمجلس اإلدارة الجماعية بإبرام العمليات التي قد يخقعها النظام األساسي لترخيص
سابق من طرف مجلس الرقابة ،مع مالحظة أنه حينما يرفض هذا األخير منح الترخيص ،يمتن لمجلس اإلدارة
الجماعية أن يعرض الخالف على الجمعية العامة قصد البت فيه (م 1/104و2ي.
ويقوم مجلس الرقابة في كل وقت بعمليات الفحص والمراقبة التي يراها مالئمة ،ويمتنه االطالع على الوثائق
والمستندات .ويجب على مجلس اإلدارة الجماعية أن يقدم تقريرا لمجلس الرقابــة مــرة كــل ثالثــة أشــهر علــى األقــل،
وأن يقدم له بعد اختتام كل سنة مالية الوثائق التي يوجب القانون عرتها على الجمعية العامة العادية كما سنرى فيما
بعد ،حيث يتــون علــى مجلــس الرقابــة أن يقــدم إلــى الجمعيــة العامــة العاديــة مالحظاتــه بشــثن تقريــر مجلــس اإلدارة
الجماعية ،وكذا بشثن حسابات السنة المالية (المادة 104ي.
يعقد مجلس الرقابة اجتماعات دورية بناو على دعوة رئيسه أو دعوة نائب الــرئيس (المــادة 90ي .وال تنعقــد
تلــك االجتماعــات بصــورة صــحيحة إال بحقــور نصــف األعقــاو علــى األقــل .أمــا قراراتــه فتتخــذ بثغلبيــة األصــوات
الحاترة أو المم لة ،ما لم ينص النظام األساسي على أغلبية أكبر .وفي حالة تساوي األصــوات يــرجح صــوت رئــيس
الجلسة ،ما لم ينص النظام األساسي علــى خــالف ذلــك ( المــادة91ي .وعمومــا فــإن نفــس القواعــد التــي تنطبــق علــى
اجتماعات مجلس اإلدارة التقليدي تعمل هنا بالنسبة الجتماعات مجلس الرقابة.
******************
Cruège, La dualité des organes de contrôle dans les sociétés anonymes a diréctoire, Rev.stés. , 1975, 421 ; 1
Chassery , Les attributions du conseil de surveillance R.D.C., 1976, 449.
84
هذا ويتحمل مجلس اإلدارة ومجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابة ،ومن تمنهم بالطبع ،الرئيس والمدير
العام أو المديرون العامون ،المسؤولية المدنية والجنائية عما يرتتبونه من أخطاو في تسييرهم للشركة.
بالنسبة للمسؤولية المدنية ،فقد حمل القانون المسيرين المسؤولية العادية عــن األتــرار التــي يتســببون فيهــا
بثخطائهم كما حملهم مسؤولية مشددة في حالة إعالن التسوية أو التصفية الققائية في حق الشركة ،وذلك على ذات
النحو الذي رأيناه في الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
وبالنسبة للمسؤولية الجنائيـة فثهم المخالفات المتصلة بالتسيير التي عاقب عليها القانون:
1ـ المعاقبة بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين ،وبغرامة من 000.100إلى مليــون درهــم أو بإحــدى هــاتين
العقوبتين:
وهمية عن قصد. أ ـ عن توزيع أربا
ـ عن نشر أو تسليم المساهمين ،عن قصــد ،قــوائم تركيبيــة ســنوية ال تعطــي صــورة صــادقة عــن النتــائأ
المحققة برسم كل سنة مالية ،بهدف إخفاو وتع الشركة الحقيقي.
ج ـ عــن اســتغالل أمــوال الشــركة أو اعتماداتهــا 1علــى نحــو يــدرك معــه تعارتــه مــع المصــالح االقتصــادية
للشركة ،وذلك إما لتحقيق أغراض شخصية أو لدعم وتع شــركة أو مقاولــة أخــرى لــه فيهــا منفعــة مباشــرة أو غيــر
مباشرة.
د ـ عن استغالل السلطة أو األصــوات التــي يملتهــا بســوو نيــة اســتغالال يتعــارض مــع المصــالح االقتصــادية
للشركة لتحقيق أغراض شخصية أو لدعم شركة أو مقاولــة أخــرى لــه فيهــا منفعــة مباشــرة أو غيــر مباشــرة (المــادة
384ي.
2ـ معاقبة الرئيس أو رئيس الجلسة الذي لم يعمل على إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في المحاتر بغرامــة
من 3000إلى 15.000درهم (م 385في صيغتها الجديدةي ،إذ خفض النص الجديد الغرامة إلى النصف.
3ـ معاقبة أعقاو هيئــات اإلدارة الــذين لــم يعــدوا برســم كــل ســنة ماليــة الجــرد والقــوائم التركيبيــة وتقريــر
التسيير بغرامة من 20.000إلى 200.000درهم (م 386ي وهنا كذلك نزل النص الجديد بالغرامة إلى النصف.
المبحث ال اني
الجمعيـة العامـة للمساهميـن
الجمعية العامة هيئة تتتون من المساهمين تجتمع بشتل دوري للمداولة في شؤون الشركة ،2وتعتبــر نظريــا
مصدر كافة السلطات فيها .فإذا كانت مهام التســيير تنعقــد للهيئــات التــي رأيناهــا ســابقا ،فإنــه ،تحقيقــا للتــوازن ،دعــم
المشرع أدوات المراقبة سواو الخارجية الممارســة مــن قبــل مراقبــي الحســابات التــي ســنراها بعــد قليــل ،أو الداخليــة
المتاحة للمساهمين أنفسهم والتي سنعرض ألدواتها للتو .والهدف من ذلك طمثنة المست مرين على است ماراتهم عن
طريق إيجاد نظام قانوني يتفل حقوقهم.
وعموما فإن الجمعية العامة إما أن تتون عادية أو غير عادية .فالجمعية العامة العادية هي التــي تنعقــد فــي
نهاية كل سنة مالية لالطالع على تقرير مجلس اإلدارة أو تقرير مجلس اإلدارة الجماعية ومجلــس الرقابــة حــول ســير
الشركة ،ولالطالع على تقرير مراقبي الحسابات ،والمصادقة على الميزانية ،والقوائم التركيبية المقدمة لــه بشــثنها ،
وتعيين أعقاو مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة ومراقبي الحسابات عند انتهاو والية من ســبقوهم ،واتخــاذ القــرارات
المتعلقــة بــاألمور التــي تخــرج مــن اختصــاص مجلــس اإلدارة أو مجلــس اإلدارة الجماعيــة ،ومجلــس الرقابــة م ــل
االقتراض ،وإصدار السندات والرهن وإعطاو التفاالت ،والتبرع بثموال الشركة.
أما الجمعية العامة غير العادية فهي التي تنعقد لها صالحية تعديل النظام األساسي للشركة.
فنعطي نبذة عند كل واحدة من الجمعيتين.
1
B.Bouloc, Le dévoiement de l'abus de biens sociaux, Rev. jurisp. com. 1995, 301 ; A.Dekeuwer Les
intérêts protégés en cas d'abus de bien sociaux , J.C.P. entrep. 1996-I . 500 ; Laurent Godon, Abus de
confiance et abus de bien sociaux Rev. stés 1997, 289
1
G Flores, S Baillie de Senilhes, La pratique de l'assemblée générale- SARL,
SA ne faisant pas appel public a l'épargne, société civile, François Lefebvre, 1996.
85
المطلب األول
الجمعيـة العامـة العاديـة
أوال ـ دعوة الجمعية العامة العادية لالنعقاد
تنعقد الجمعية العامة العادية مرة في السنة علــى األقــل خــالل األشــهر الســتة التاليــة الختتــام الســنة الماليــة.
ويمتن تمديد هذا األجل بثمر معلل من رئيس المحتمة التجارية بصفته قاتيا للمستعجالت بناو على طلب مــن مجلــس
اإلدارة أو مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة (المادة -115فقرة 1ي.
وتوجيه الدعوة لالنعقاد يقع مبدئيا على مجلس اإلدارة ،أو مجلــس الرقابــة ،غيــر أنــه إذا تخلــف عــن ذلــك أمتــن
لمراقبي الحسابات أن يتولوه بعد أن يطلبوا استدعاوها دون جدوى من مجلس اإلدارة أو مجلــس الرقابــة .فــإذا امتنــع
هؤالو كذلك عن توجيهها أمتن لتل ذي مصلحة ،ولتل مساهم أو عــدة مســاهمين يم لــون مــا ال يقــل عــن عشــر رأا
المال ،أن يطبلوا من رئيس المحتمــة التجاريــة باعتبــاره قاتــيا لألمــور المســتعجلة ،أن يعــين وكــيال يتــولى مباشــرة
إجراوات االستدعاو (م 116ي.
هذا ،ويتم االستدعاو ،مبدئيا ،بواسطة إشعار ينشر في صــحيفة لإلعانــات القانونيــة تصــدر فــي متــان المقــر
االجتماعي ،غير أنه إذا كانت كل أسهم الشركة اسمية ،فإنه يمتن للنظام األساســي أن يــنص علــى توجيــه االســتدعاو
إلى كل مساهم وفق الشتل والشروط التي يحددها (المادة 122ي.
ويجب أن ينشر االستدعاو ثالثين يوما على األقل من تاريخ انعقاد الجمعية العامة ،إذا تعلق األمر بشركة تدعو
الجمهور لالكتتا (م 121ي ،وخمسة عشر يومــا (15ي بالنســبة لالســتدعاو األول ،وثمانيــة أيــام بالنســبة لالســتدعاو
ال اني ،إذا لم تتن تلجث إلى االكتتا العام (م 123ي.
ويجب أن يتقمن اإلشعار ،أو االستدعاو جدول أعمال االجتماع .ويحق لتل مساهم أو مجموعــة مســاهمين
يم لون ما ال يقل عن نسبة % 5من رأسمال الشركة أو نسبة %2إذا كان رأسمالها يتجاوز خمسة ماليين درهــم أن
يطلبوا إدراج مشروع أو عدة مشاريع قرارات في جدول األعمال( 1المادة117ي.
1
Guyon, Les droits des actionnaires minoritaires, Rev. dr.banc. 1990, p. 35 ; C.Danglechant, Le nouveau
statut des minoritaires dans les sociétés anonymes cotées, Rev. stes. N° 2- 1996, p.217 ; J.Dromer Les droits
des actionnaires et la vie des entreprises. Rev. jurisp. com. 1994, 177 ; D.Tricot, Abus de droit dans les
sociétés (abus de majorité, abus de minorité) R.T.D. com. 1994 , 617.
86
إتافة إلى ذلك ،فقد أوجب القانون على شركات المساهمة التي تفتح رأسمالها لالكتتــا العــام أن تنشــر فــي
صحيفة لإلعالنات القانونية وفي الجريدة الرسمية ،في وقت نشر االستدعاو الجتماع الجمعية العامة العادية السنوية،
القوائم التركيبية المتعلقة بالسنة المالية المنصرمة معدة طبقا للنصوص التشريعية المعمول بها ،مع توتــيح إن كــان
األمر يتعلق أم ال بقوائم حققها مراقب أو مراقبو الحسابات (المادة 157ي.
وقد أجاز القانون المتعلق بشركات المســاهمة لتــل مســاهم أو عــدة مســاهمين يم لــون مــا ال يقــل عــن عشــر
رأسمال الشركة رفع طلــب لــرئيس المحتمــة بتعيــين خبيــر أو عــدة خبــراو يتلفــون بتقــديم تقريــر عــن عمليــة أو عــدة
عمليات تتعلق بالتسيير ،وإذا استجابت المحتمة للطلب ،وجب عليها أن تحدد نطــا مهمــة الخبيــر وســلطاته .ويوجــه
التقرير بعد إعداده إلى طالبه والى مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابــة ،وكــذلك إلــى مراقــب أو
مراقبي الحسابات .كما يجب أن يوتع رهــن إشــارة المســاهمين فــي الجمعيــة العامــة الالحقــة ،علــى أن يتــون مرفقــا
بتقرير مراقب أو مراقبي الحسابات (المادة 157ي.
وباإلتافة إلى الوثائق المشار إليها أعاله ،فإنه يحق لتل مساهم خالل الخمســة عشــر يومــا الســابقة النعقــاد
الجمعية العامة ،أن يطلع على قائمة المساهمين ،مع بيان عدد ،وفئات األسهم التي يملتها كل واحد منهم ،كما يحق له
أن يطلع على وثائق الشركة الخاصة بالســنوات الماليــة الـ الث األخيــرة ،وعلــى محاتــر ،وأورا حقــور الجمعيــات
العامة المنعقدة خالل تلك السنوات ،كما يمتنه أن يحصل على نسخة من كل ذلك عدا ما يخــص الجــرد (م 145و 146
و 147ي.
وإذا رفقت الشركة اطالع المساهم على هذه الوثائق جاز له أن يطلب من رئيس المحتمة االبتدائيــة إصــدار
أمر لها بذلك تحت طائلة غرامة تهديدية (المادة 148ي.
3ـ تعيين وعزل أعقاو مجلس اإلدارة ومجلس الرقابة ومراقبي الحسابات.
4ـ عزل أعقاو مجلس اإلدارة الجماعية بناو على اقترا مجلس الرقابة.
5ـ منح اإلبراو إلى مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابة.
6ـ اتـخاذ القرارات في األمور التي تخرج عن اختصاص هيئات اإلدارة.
المطلب ال اني
الجمعية العامة غيـر العاديـة
الجمعية العامة غيــر العاديــة هيئــة تتتــون مــن كافــة المســاهمين ،ينعقـد لهــا االختصــاص فــي تعــديل النظــام
األساسي للشركة فقط ،وهذا االختصاص من النظام العام لذلك فاالتفا على خالفه يقع باطال.
وال تتون مداوالت الجمعيــة العامــة غيــر العاديــة صــحيحة إال إذا كــان المســاهمون الحاتــرون أو المم لــون
يملتون في الدعوة األولى لالنعقاد ما ال يقل عن نصف األسهم المالتة لحق التصويت ،وفي الــدعوة ال انيـة ،ربــع تلــك
األسهم .وفي حالة عدم اكتمال هذا النصا ،يمتن تثجيل الجمعية ال انية إلى تاريخ الحق ال يفصــله أك ــر مــن شــهرين
عن التاريخ الذي دعيت فيه لالنعقاد (المادة 110الفقرة 2ي.
وتتخذ الجمعية العامة غير العادية قراراتها بثغلبية ثل ي أصوات المساهمين الحاترين أو المم لــين (المــادة
110الفقرة 3ي ،ويحق لتل مساهم أن يحقر هذه الجمعية مهما قلت األسهم التي يملتها ،وال يجــوز للنظــام األساســي
أن يقيد هذا الحق ،1ألن األمر يتعلق بتعديل ذلك النظام ،ومن القروري أن يعبــر كــل مســاهم عــن إرادتــه بشــثن ذلــك
التعديل ،ألنه بم ابة تعديل لشروط التعاقد.
هذا ،وبالنسبة لألمور األخرى المتعلقة باجتماع الجمعية العامة غير العاديــة فتخقــع للقواعــد التــي رأيناهــا
النعقاد الجمعية العادية.
ويشترط لسريان التعديل في النظام األساسي الذي تقره الجمعية العامة غير العادية في مواجهــة الغيــر
أن يتم شهرها عن طريق إيداعها لدى كتابة تبط المحتمة المختصة بمســك الســجل التجــاري ونشــرها فــي الجريــدة
الرسمية وفي جريدة لإلعالنات القانونية بنفس التيفية التي رأيناها عنــد تثســيس الشــركة (المــواد 13و 14و 15و
30ي وإذا لم يتم اإليداع والنشر لم يتن بإمتان الشركة أن تحتأ بالتعديالت في مواجهة الغير ،أما هــذا األخيــر فــيمتن
أن يتمسك بها في مواجهة الشركة ،أما فيما بين الشركاو فتعتبر التعديالت صحيحة.
المبحث ال الث
مراقبــو الحسابــات
بالنظر لطبيعة شركات المساهمة حيث أنها مهيــثة لتــي يشــارك فيهــا عــدد كبيــر مــن المســاهمين قــد يتعــذر
عليهم القيام بنفسهم بثعمال المراقبــة ،فــإن المشــرع أوجــد نظامــا للمراقبــة يمتــن مــن تــمان مراقبــة فعالــة ألعمــال
المسيرين ولحسابات الشركة دون أن يؤدي ذلك إلى عرقلة سير هذه األخيرة ،هو نظام مراقبي الحسابات.
ولقد عمل القانون الجديد علــى تفعيــل دور مراقبــي الحســابات عــن طريــق توســيع مهــام المراقبــة والفحــص
والتدقيق واإلعالم الملقاة على عاتقهم مع جعل مهمتهم دائمة وذات اتصال بالمنفعة العامة ،2وقد جاو القــانون الجديــد
ليصلح النظام القانوني المتعلق بمزاولة مراقبي الحسابات لمهامهم تمن شركة المساهمة ،ومــن مظــاهر ذلــك الــنص
على استدعائهم للحقور في اجتماعات مجلس اإلدارة والجمعيات العامة وتقديمهم تقريرا فــي كــل اجتمــاع مــن هــذه
االجتماعات (المادة170:ي وإعطاؤهم حق االطالع على وثائق الشركة في كل وقت وحق جمع المعلومات من األغيــار
1راجل قرار محكمة االستئناف التجارية بمراكش رقم 322بتاريخ ،2000/06/13يي الملف رقم ،429/99والذي قررت ييه المحكمة إبطال
اجتماع الجمعية العامة غير العادية للشركة بسبب إقصاء مساهمين من الحضور ،وعدم استدعائهم ،مجلة المحاكم المبربية ،عدد ،92ص.
.154
2
Mabilat, Le nouveau statut professionnel des commissaires aux comptes -Rev.stés. 1970, 1 ; Sayag et
Palmade, Le commissariat aux comptes en proie aux réformes, Rev. stés. 1985, p. 339 : Kovarik, Au delà de
la certification: quel nouveau progrès pour le commissariat aux comptes ?. J.C.P. 1992 entrep.,1, 173 ; CH.
Freyria, Le commissaire aux comptes : mission d'intérêt public? . J.C.P. Entrep. 1996 -1- 516 ; Y.Guyon et
G. Coquereau, Le commissariat aux comptes, aspects juridiques et techniques - librairie technique, Paris -
1971,
88
دون إمتانية االحتجــاج بالســر المهنــي قــبلهم (المادتــان 167و168ي وحــق دعــوة الجمعيــة العامــة لالنعقــاد فــي حالــة
االستعجال (المادة 176 :ي.
وهدف المشرع من كل ذلك جعل مراقبة الحسابات مؤسسة للمراقبة من خارج الشركة تقطلع بدور أساسي
في توقي الممارسات االحتيالية وغير القانونية في تسيير الشركة على حسا المساهمين المم لين ألقليــة رأا المــال
وعلى حسا المتعاملين والعمال والدولة (إدارة القرائب ،والجمرك...ي وكذلك في توقي صعوبات المقاولــة ،كــل ذلــك
لمالومة مراقبة الحسابات مــع مــا يجــري فــي الخــارج لجعلهــا تتــوفر علــى نفــس مواصــفات الدقــة والفعاليــة تشــجيعا
لالست مار األجنبي والوطني.
1بالنسبة للشركات التي تدعو الجمهور لالكتتاب أوجب القانون أن يعين ييها مراقبان اثنين للحسابات على األقل ،وكذلك الشأن بالنسبة لألبناك
وشركات القرض واالستثمار والتأمين ،واالدخار (م .)180
3
Du Pontavice, Le principe de non immixtion des commissaires aux comptes dans la gestion à l'épreuve
des faits – Rev. soc. 1973, 599.
89