You are on page 1of 89

‫جامعة سيدي محمد بن عبد للا‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬

‫الشركات التجارية‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪ .‬فؤاد معالل‬

‫موجه إلى طلبة السداسي الرابع من مسلك القانون‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2021/2020‬‬
‫‪2‬‬

‫فصل تمهيدي‬
‫مدخل عام للشركات التجارية‬

‫المبحث األول‬
‫تعريف الشركة وتمييزها عما يقاربها من أنظمة‬

‫المطلب األول‬
‫تعريف الشركة ودواعي إحداثها‬
‫الفرع األول ـ تعريف الشركة وأهميتها‬
‫الفقرة األولى ـ تعريف الشركة‬
‫"الشركة" تصورت في األصل كإطار عقدي ينظم مشاركة عدة أشخاص ألجل التعاطي لنشاط اقتصادي بقصــد‬
‫تحقيق الربح وتوزيعــه بــين الشــركاو‪ .‬إذ واتــح أن تلــك المشــاركة تقتقــي حصــول اتفــا فيمــا بــين الشــركاو حــول‬
‫الجوانب المتصلة بشركتهم‪ ،‬مما يجعل من الشركة عقدا يتفق بمقتقاه شخصان فــثك ر علــى مزاولــة نشــاط اقتصــادي‬
‫بصفة مشتركة بينهم‪ ،‬عن طريق مشاركة كل واحد منهم في الشركة إما بثموال أو بعمل أو بهما معا‪ ،‬القتسام األربــا‬
‫المترتبة على ذلك‪.‬‬

‫لعـ‬ ‫من هنا نجد القانون المغربي يعرف الشركة بصفة عامة‪ ،‬مدنية كانت أم تجارية‪ ،‬في الفصل ‪ 982‬مــن‬
‫بثنها‪ ..." :‬عقد بمقتقاه يقع شخصان أو أك ر أموالهم أو عملهــم أو همــا معــا لتتــون مشــتركة بيــنهم بقصــد تقســيم‬
‫الربح الذي ينشث عنها‪".‬‬

‫غير أن هذا التعريف‪ ،‬الذي تبنته ك ير من التشريعات‪ ،1‬لــم يعــد يحظــى بقبــول الفقــه‪ ،2‬بســبب التطــورات التــي‬
‫عرفتها "الشركة" في تنظيمها القانوني‪ ،‬والتي انتقلت بها من مجرد اتفا (عقــدي يقــع بــين مجموعــة مــن الشــركاو‪،‬‬
‫إلى نظام وتعه المشرع لتنظيم المقاولة الجماعية وفي بعض األحيان حتى الفردية‪.‬‬

‫ذلك أنه‪ ،‬إذا كان تتوين الشركة يتطلب في الغالب إبرام عقد‪ ،‬فــإن نظريــة العقــد أصــبحت قاصــرة علــى اســتيعا‬
‫اآلثار القانونية الناتجة عن تتوين الشركة‪.‬‬

‫فعقد الشركة ال يقتصر أثره‪ ،‬كغيره من العقود‪ ،‬على ترتيب التزامات على عاتق الشركاو‪ ،‬بل هو غالبا مــا يــؤدي‬
‫إلى نشوو شخص قانوني جديد‪ ،‬شخص اعتباري‪ ،‬هو الشركة‪ .‬وهو في ذلك (أي العقــدي ال يــتحتم تمامــا ال فــي تحديــد‬
‫الوتع القانوني لذلك الشخص ـ حيث للقانون دور كبير في ذلك ـ وال في قيامه القانوني الذي يظــل معلقــا علــى إجــراو‬
‫إداري ـ القيد في السجل التجاري ـ وال يترتب على مجرد توافق إرادة الشركاو‪.‬‬

‫كما أن هذا الشخص االعتباري‪ ،‬بعد قيامه‪ ،‬هو الذي يهيمن ويسيطر على إرادة األشخاص المشاركين في إبــرام‬
‫العقد‪ ،‬خاصة في شركات األموال‪ ،‬حيث تفرض األغلبية إرادتها على األقليــة حتــى فيمــا يتعلــق بتعــديل نظــام الشــركة‪،‬‬
‫على خالف األصل في العقود حيث يجب حصول توافق إرادة المتعاقدين‪.3‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 4‬من قانون الشركات العراقي رقم ‪ ،1997/21‬و ‪ 844‬موجبات وعقود لبناني‪ ،‬و‪ 505‬مدني مصري‪ ،‬والمادة ‪ 8‬من القانون االتحادي‬
‫رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 2015‬بشــأن الشـــركـات التجـاريــة لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد االدريسي العلمي المشيشي‪" ،‬خصائص الشركات التجاريـة يـي التشـريل الجديـد"‪ ،‬مجلـة المحـاكم المبربيـة‪ ،‬العـدد ‪ ،80‬ينـاير يبرايـر‬
‫‪ ،2000‬ص‪ ،23 :‬وبالخصوص ص‪ 56:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪Bertrel, Liberté contractuelle et société, RTD Com, 1996, 595, Prieur, Droit des contrats et droit sociétés,‬‬
‫; ‪Mélanges Sayag, 1997, 371 ; Mestre, La société est bien encore un contrat , Mélange Mouly, 1998 II 131‬‬
‫‪Favario, Regards civilistes sur le contrat de société, Rev. Soc.2008, 53 ; Goffaux Callebaut, Du contrat en‬‬
‫‪droit des sociétés, L’Harmattan, 2008.‬‬
‫‪ 2‬راجل مصطفى كمال طه‪ ،‬نفس المرجل‪ ،‬رقم ‪ ،219‬ص ‪ ،229‬سمير عالية‪ ،‬نفس المرجل‪ ،‬رقم ‪ 110‬ص ‪.176‬‬
‫‪Hamel Lagarde – et Jauffret, Droit commercial, T 1, 2° Volume, n° 383 ; Ripert par Roblot, Traite‬‬
‫‪élémentaire de droit commercial, Tome 1. LGDJ, 1993, n° 670.‬‬
‫‪3‬‬

‫هذا ناهيك عن أن المسيرين لم يعودوا يعتبرون وكالو عن الشركاو‪ ،‬بــل يشــتلون جهــازا قانونيــا للشــركة يحــدد‬
‫القانون سلطاته ومسؤولياته‪ ،‬مما يجعل الشركة شخصا قانونيا مســتقال عــن الشــركاو‪ ،‬لــه مصــالحه الخاصــة التــي ال‬
‫تتطابق دائما مع مصالح الشركاو‪ ،‬بل والتي قد تتعارض في بعض األحيان مع مصالحهم الفردية‪.1‬‬

‫من هنا فإن بعض الفقه جادل في األســاا العقــدي للشــركة انطالقــا مــن أن إرادة الشــركاو لهــا دور محــدود فــي‬
‫وتع نظامها األساسي‪ ،‬إذ أن المشرع تدخل في تنظيم الشركات‪ ،‬خاصة التجارية‪ ،‬بقواعد آمــرة حمايــة لالدخــار العــام‬
‫وللمصلحة العامة ـ ظهر ذلك بشتل أك ر قــوة فــي شــركة المساهمةــ‪ .‬فتــان مــن نتــائأ ذلــك أن قيــدت الحريــة الفرديــة‬
‫وك رت النصوص المتعلقة بالنظام العام‪ ،‬فثصبحت الشركة أقر للمؤسسة القانونية ـ ‪ Institution‬ـ منها إلى العقد‪،‬‬
‫بحيث يتاد يقتصر دور إرادة األطراف على التعبير عن الرغبة في االنقمام إليها أو عدم االنقــمام‪ ،‬دون مقــدرة علــى‬
‫رسم أحتامها‪.2‬‬

‫ولعل مما يزيد في تثكيد هذا الطر انتشار شركة الشخص الواحد في التشريعات المقارنة ‪ ،3‬إذ أن هذه الشــركات‬
‫ال يمتن اعتبارها عقودا لوجود شخص واحد فيها‪ ،‬وبطبيعة الحال ال يتصـور تعاقــد الشــخص مــع نفســه‪ ،‬لــذلك فــإن‬
‫إنشاوها يعتبر تصرفا بإرادة منفردة وليس عقدا‪.4‬‬

‫كما أن بعض التشريعات استجابت لهذه التحوالت‪ ،‬فغيرت من نظرتها للشركة‪ ،‬وأصبحت تتعامل معها على أنها‬
‫نظام قانوني أك ر منه عقدا‪ ،‬كما فعل المشرع الفرنسي من خالل تعديله للمادة ‪ 1832‬من القانون المدني التي‪،‬‬
‫بعدما كانت تنص على أن‪:‬‬
‫» ‪« La société est un contrat par lequel deux ou plusieurs personnes conviennent ...‬‬
‫أصبحت تنص على أن‪:‬‬

‫‪« La société est institué par deux ou plusieurs personnes qui conviennent par un‬‬
‫‪contrat d'affecter à une entreprise commune des biens ou leur industrie en vue de‬‬
‫» ‪partager le bénéfice ou de profiter de l'économie qui pourra en résulter...‬‬

‫‪« Elle peut être instituée dans les cas prévus par la loi, par l’acte de volonté d’une‬‬
‫‪seule personne ».‬‬

‫حيث أكد المشرع الفرنسي‪ ،‬من خالل هذا التعديـل‪ ،‬على الطابع النظامي أو المؤسـساتي للشركة بالنص على أنها‬
‫تتثسـس بنـاو على عقد‪ ،‬مما يعني أنها ليست هي في حد ذاتها عقدا‪ ،‬بل نظاما قانونيا موتوعا بشتل مسبق‪ ،‬يجــري‬
‫االتفا على االنقمام إليه بواسطة عقد‪ ،‬بل إنها يمتن أن تتثسس بإرادة شخص واحد عندما يسمح القانون بذلك‪.‬‬

‫والقانون المغربي‪ ،‬وإن لم يعرف تعديال من هذا القبيــل‪ ،‬فإنــه‪ ،‬ومــن خــالل النصــوص القانونيــة الجديــدة المنظمــة‬
‫للشركات التجارية‪ ،‬قد انخرط في هذا التوجه‪.‬‬

‫من ناحية‪ ،‬من خالل تبنيه لشركة الشخص الواحد‪ ،‬في شتل الشركة ذات المسؤولية المحــدودة مــن شــريك واحــد‬
‫(المادة ‪ 44‬من القانون ‪ 96-5‬المتعلق بباقي الشركات غير شركة المساهمةي‪ ،‬والتــي هــي شــركة تنشــث بــإرادة منفــرة‬
‫لصاحبها وليس بعقد كما في باقي الشركات‪.‬‬

‫ومن ناحية ثانية‪ ،‬من خالل التدخل التشريعي المتزايد في تنظيم الشركات بنصوص قانونية آمرة ال يجوز االتفــا‬
‫على مخالفتها‪ ،‬بهدف تتريس مفهوم النظام العام االقتصادي‪ ،‬مما نتأ عنه االبتعاد بالشركة من المفهوم التعاقدي إلــى‬
‫المفهوم النظامي‪ ،‬فلم تعد مجرد عقد‪ ،‬بل إطارا قانونيا يؤطر المقاولة االقتصادية العصرية‪.‬‬

‫لنخلص من كل ذلك إلى أن الشــركة هــي تقنيــة قانونيــة موتــوعة رهــن إشــارة المبــادرين االقتصــاديين لتنظــيم‬
‫مقاولتهم‪ ،‬يمتنهم االنخراط فيها‪ ،‬ألجل تجميع جهودهم وأموالهم قصد التعاطي لنشاط اقتصادي بغرض تحقيق الربح‪.‬‬

‫الفقرة ال انية ـ أهمية الشركات التجارية‬

‫‪3‬‬
‫‪Ripert par Roblot - Op.Cit n° 670.‬‬
‫‪-Yves Guyon op.cit. n° 96 Paillusseau - les fondements modernes du droit des sociétés J.C.P. 1984 I. 31482‬‬
‫‪ 2‬أخذ بهذا النوع من الشركات القانون الفرنسي لـ ‪ 11‬يوليو ‪ 1985‬بالنسبة للشركات ذات المسؤولية المحدودة والشركات المدنية الزراعية‬
‫وذلك اقتباسا عن القوانين الجرمانية ‪ ،‬واألنجلوسكسونية‪ .‬وقد أخذها عنه القانون المبربي كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫‪- Guyon, Droit des affaires, T.II, Paris, Economica, 8éme éd., 1994, n° 96.3‬‬
‫‪4‬‬

‫الشركة شخص اعتباري يعترف له القانون بشخصية اعتبارية مستقلة‪ ،‬وبالتالي بذمة مالية وأهلية للتصرف‪.‬‬
‫وممارسة التجارة‪ ،‬كما يت م من قبل التجار األفراد‪ ،‬فإنه يتم من قبل الشركات التجارية‪ .‬وإذا كانت الشركات التجارية‬
‫تخقع شثنها شثن التجار األفراد إلى االلتزام بمسك المحاسبة‪ ،‬والقيد في السجل التجاري‪ ،‬وكانت م لهم تزاول‬
‫نشاطها من خالل أصل تجاري يشتل أحد العناصر األساسية في ذمتها المالية‪ ،‬وكانت في تلك الممارسة تخقع‬
‫لقوابط المنافسة الحرة والشريفة‪ ،‬فإنها باإلتافة إلى ذلك تخقع إلى قواعد خاصة في إنشائها وتنظيمها وسيرها‪.‬‬

‫والشركة نظام قديم عرف منذ األزمنة الغابرة‪ ،‬ولقد تطور بتطور اإلنسانية‪ ،‬وازدادت أهميته خالل ال ورة‬
‫الصناعية‪ ،‬غير أنه عرف طفرته التبرى خالل القرن العشرين‪.1‬‬

‫وتعتبر الشركات التجارية اإلطار األك ر مالومة للقيام بالمشاريع في ظل االقتصاديات الحدي ة‪ .‬ذلك أن المقاول‬
‫الفرد يعجز في الغالب عن القيام بالمشاريع التبرى التي تتطلب است مارات كبيرة وتشغل مئات العمال‪ .‬كما أن‬
‫االقتصاد الحديث يتطلب كفاوة كبيرة في التسيير واإلدارة‪ ،‬غالبا ما ال تتوفر في المقاول الفرد‪ .‬من هنا كانت الشركات‬
‫التجارية أفقل تسليحا وأحسن كفاوة لمزاولة األعمال‪ .‬فهي لها قدرة كبيرة على تعبئة ادخار األشخاص (الطبيعيين‬
‫والمعنوييني‪ ،‬وجمع الرساميل التي تحتاج إليها في است ماراتها‪ ،‬كما أنها بحتم طريقة تتوينها وإدارتها تنشث منذ‬
‫والدتها مسلحة باألدوات القانونية والمادية التي تمتنها من مزاولة نشاطها بتفاوة‪ ،‬ودون أن يهددها ما يهدد‬
‫األشخاص الطبيعيين من مرض أو عجز أو شيخوخة‪ ،‬ودون أن يعرقل نشاطها عوامل عاطفية أو عائلية أو نفسية‪،‬‬
‫فهي شخص اعتباري مجرد يتحتم في مصيره‪ ،‬والنقص الذي يهدده هو تعف األداو من قبل المسيرين أو األعقاو‪.‬‬

‫الفرع ال اني ـ دواعي إقامة "الشركة"‬


‫الشركة إطار قانوني منظم‪ ،‬يوفر للمست مر مزايا متعددة‪ ،‬تعود للوظائف المتعددة التي تقطلع بها على‬
‫المستويين القانوني واالقتصادي‪ ،‬يمتن أن نتوقف‪ ،‬على األقل‪ ،‬عند أربعة منها‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪1‬ـ الشركة أداة لتدبير الشراكة بين عدة فاعلين‬


‫وهذه هي الوظيفة األصلية للشركة‪ ،‬إذ أنها توفر للمبادرين‪ ،‬الذين يرغبون في إقامة است مار مشترك‬
‫(تجارة‪ ،‬صناعة‪ ،‬خدمات‪...‬ي أو ممارسة مهنتهم بصفة مشتركة (محامين‪ ،‬موثقين‪ ،‬أطباو‪...‬ي‪ ،‬في المجال االقتصادي‬
‫وغيره‪ ،‬اإلطار القانوني المالئم لتنظيم تلك المشاركة‪ .‬حيث حينئذ‪ ،‬فإن هذا اإلطار‪ ،‬يمتنهم من تدبير تجمعهم‪ ،‬على‬
‫نحو يقمن تحقيق تلك المشاركة‪ ،‬من خالل ما يقدمه كل واحد منهم من مساهمات‪ ،‬ومن خالل تنظيم كيفية مساهمتهم‬
‫في تدبير تجمعهم‪ ،‬على مستوى حقو والتزامات كل واحد منهم‪ ،‬وعلى مستوى تسييره‪.‬‬

‫‪2‬ـ الشركة أداة لهيتلة المقاولة‬


‫فالم قاولة‪ ،‬باعتبارها مجموعة من الوسائل البشرية والمادية‪ ،‬يجري تجميعها لممارسة نشاط اقتصادي‬
‫(إنتاج وتداول ال رواتي بشتل منتظم‪ ،‬هي في حاجة للتنظيم‪ .‬هذا التنظيم قد يتخذ شتل مقالة فردية‪ ،‬غير أنه يمتنه أن‬
‫يتخذ شتل شركة‪ .‬والفر على مستوى الهيتلة‪ ،‬أنه‪ ،‬على خالف المقاولة الفردية‪ ،‬التي تتسم بالهشاشة لتونها‬
‫مرتبطة عقويا بصاحبها وتفتقد للهيتلة القانونية‪ ،‬فتعتمد‪ ،‬من ثم‪ ،‬أساسا على كفاوة وجهد صاحبها‪ ،‬فتفتقد ألدوات‬
‫التدبير المؤسساتي‪ ،‬الذي من شثنه أن يقفي الفعالية والنجاعة على هذا المستوى‪ ،‬فإن نظام الشركة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫من خالل تقنية "الشخصية االعتبارية" يسمح بتدارك كل ذلك‪ ،‬لتونه يوفر بناو مؤسساتيا لهيتلة المقاولة (اآلن حتى‬
‫الفردية منها من خالل نظام شركة الشخص الواحدي‪ ،‬يفرض تدبيرها من خالل هياكل وتوابط‪ ،‬تنزع الشخصنة‪،‬‬
‫وتقفي الطابع المؤسساتي على ذلك التدبير‪ .‬وهو ما يوفر لها بنية تدبير تمتنها من تنظيم كيفية ممارسة السلطة‬
‫فيها على نحو يسمح بالمراقبة والمساولة‪.‬‬

‫‪3‬ـ الشركة أداة لتعبئة الرساميل‬


‫فالشركة تتميز على هذا المستوى بقدرتها التبيرة على تعبئة الرساميل التي يتطلبها االست مار‪ .‬إذ من العوامل‬
‫األساسية وراو اتخاذ قرار تثسيسها‪ ،‬الحاجة إلى إشراك مست مرين بمقدورهم توفير التمويــل التــافي لهــا‪ ،‬بحســب مــا‬
‫يتطلبه نشاطها‪ ،‬وخالل حياتهــا‪ ،‬يمتنهــا‪ ،‬بحســب حاجياتهــا علــى مســتوى التمويــل‪ ،‬أن تفــتح رأســمالها إمــا فــي وجــه‬
‫شركاو جدد يقخون تمويال جديدا فيها‪ ،‬أو في وجه الشركاو الموجودين‪ ،‬من خالل مساهمات جديدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J. Terray , la société une tradition bien vivante, J.C.P. 1984 - I – 3154 ; C Ducoulaux Favard, L'histoire des‬‬
‫‪grandes sociétés (en Allemagne, en France et en Italie), Rev. dr. comparé - 1992 . 849‬‬
‫‪5‬‬

‫‪4‬ـ الشركة أداة لنقل ملتية المقاولة‬


‫فاتخاذ المقاولة شتل شركة يسمح بنقل ملتيتها بسهولة بين األحياو‪ ،‬من خالل نقل ملتية الحصص أو‬
‫األسهم فيها‪ ،‬على خالف المقاولة الفردية التي نقل ملتيتها يتسم بت ير من التعقيد‪ .‬وحتى نقل تلك الملتية بسبب‬
‫الموت هو أبسط بت ير في الشركة‪ ،‬حيث تتوزع حصة الشريك المتوفى أو أسهمه على ورثته بحسب نصيبهم‬
‫الشرعي‪ ،‬وتبقى الشركة قائمة كما هي كشخص اعتباري يسهر على تدبير شؤونها أجهزة التسيير القائمة‪ .‬على‬
‫خالف المقاولة الفردية التي‪ ،‬بموت صاحبها‪ ،‬تنتقل ملتيتها‪ ،‬على سبيل الشياع إلى الورثة‪ ،‬فتتعقد مهمة تدبيرها‬
‫بعد ذلك‪ ،‬ألنه يجب مواجهة ذلك من قبل الورثة‪ ،‬وهذا يختلف بحسب سنهم وخبرتهم ومؤهالتهم‪...‬إلخ‪ ،‬مما يجعل‬
‫أنه في الغالب يتوقف نشاطها‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫تمييز الشركة عما يقاربها من أنظمة قانونية‬

‫الفرع األول ـ تمييز الشركة عن الجمعية‬


‫تتميز الشركة بثنها نظام يسعى إلى تحقيق الربح وتوزيعه بين الشركاو‪ ،‬من خالل مساهمة هؤالو األخيرين‬
‫في تتوين رأسمال مشترك‪ ،‬يستعمل في تحقيق غرض الشركة القائم على استهداف الربح (الفصل ‪ 982‬ل عي‪.‬‬
‫وبذلك فهي تختلف عن الجمعية التي تتميز بثنها ال تستهدف الربح‪ ،‬وإنما تحقيق مرامي اجتماعية أو سياسية أو‬
‫فترية أو غيرها من األنشطة اإلنسانية التي‪ ،‬وإن كان غرتها ماديا‪ ،‬فإنها ال تدخل في مفهوم الربح (م ل التحتم في‬
‫التتاليف أو اقتصاد النفقات‪....‬ي‪.‬‬

‫وينتأ عن هذا االختالف‪ ،‬اختالف في النظام القانوني الذي يحتم كالهما بالطبع‪ ،‬على كافة المستويات‪ ،‬بداية‬
‫من طريقة التثسيس‪ ،‬إلى اإلدارة‪ ،‬إلى النظام القريبي‪ ،‬إلى الوتع القانوني للمنتمي‪ ،‬الذي يتون شريتا في الشركة‪،‬‬
‫فيمتلك جزوا من أموالها‪ ،‬فيستحق جزوا من أرباحها يتحدد بنسبة مشاركته فيها‪ ،‬وعند انسحابه منها‪ ،‬يسترد ما‬
‫يقابل حصت ه فيها‪ ،‬وعند حلها تقسم موجوداتها بين الشركاو‪ .‬هذا‪ ،‬على خالف العقو في الجمعية‪ ،‬الذي ليس له حق‬
‫على أموالها‪ ،‬وال يثخذ مقابال ماليا عن انتمائه إليها‪ ،‬وعند زوالها ال يحصل على شيو من أموالها التي تؤول للجهة‬
‫التي يحددها النظام األساسي للجمعية‪.‬‬

‫وإذا كان تحقيق الربح وتوزيعه هو المعيار في تمييز الشركة عن الجمعية‪ ،‬فقد وقع اختالف في تحديد‬
‫مفهومه بين من تيق منه‪ ،‬فحصره في حصيلة نقدية يجري توزيعها بين الشركاو‪ ،‬فتؤدي إلى إحداث إتافة في‬
‫ذمتهم المالية‪ ،‬وبين من وسع منه فثدخل فيه كل فائدة مادية يمتن تقويمها ماليا حتى ولو لم ينتأ عنها إحداث إتافة‬
‫في تلك الذمة‪ ،‬م ل االقتصاد في المصاريف أو التحتم في التتلفة أو دفع القرر‪ .‬فم ال المشاركة في بناو عمارة بقصد‬
‫تملك كل واحد من المشاركين شقة فيها‪ ،‬والذي يتون غرته تخفيض تتلفة البناو‪ ،‬ال يعد شركة وفق المعيار القيق‬
‫للربح‪ ،‬ما دام ال ينتأ عنه تحقيق أربا يجري توزيعها‪ ،‬وإنما يعتبر جمعية‪ ،‬والعتس وفق المعيار الواسع‪ ،‬الذي‬
‫يدخل م ل هذا الغرض في مفهوم الربح‪ ،‬ما دام يمتن تقديره ماليا (الفر في تتلفة البناوي‪ ،‬حيث ينتأ عنه تحقيق‬
‫فائدة مالية للشركاو (االقتصاد في التتاليفي‪.‬‬

‫ويثخذ القانون المغربي بالمفهوم القيق للربح (الفصل ‪ 982‬من ‪.‬ل‪.‬عي‪ ،‬لذلك تعتبر في ظله الجمعيات‬
‫التعاونية التي تهدف تحقيق أرباحها عن طريق توفير تتلفة الوسطاو‪ ،‬م ل شراو السلع ب من أرخص أو إنتاجها‬
‫بتتلفة أقل أو الحصول على خدمات بتتلفة أقل‪ ،‬م ل جمعيات التثمين التبادلي والجمعيات التعاونية االستهالكية‬
‫والمجموعات ذات النفع االقتصادي‪ ،‬تعاونيات وليس شركات‪.‬‬

‫الفرع ال اني ـ تمييز الشركة عن المجموعة ذات النفع االقتصادي‬


‫تشتل المجموعات ذات النفع االقتصادي أحد صور التجمع الحدي ة‪ ،‬تنشث بين شخصين معنويين أو أك ر بهدف‬
‫تسخير كل الوسائل التي من شثنها تسهيل أو تنمية النشاط االقتصادي ألعقائها وتحسين أو إنماو نتائأ هذا النشاط‬
‫(م ‪ 1‬من القانون المتعلق بالمجموعات ذات النفع االقتصادي‪1‬ي‪.‬‬

‫فتانت‪ ،‬من ثم‪ ،‬المجموعة ذات النفع االقتصادي‪ ،‬تجمعا ألشخاص اعتباريين‪ ،‬تتمتع بالشخصية االعتبارية‪ ،‬تنشث‬
‫بغرض تطوير التعاون بين أعقائها بقصد تجنب الخسارة واالقتصاد في التتاليف‪.‬‬

‫القانون رقم ‪ 13-97‬ل ‪ 5‬يبراير ‪.1999‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪6‬‬

‫ومن هذا المنطلق تختلف المجموعة ذات النفع االقتصادي عن الشركة‪ ،‬من حيث أنها‪ ،‬وإن كانت تتمتع كذلك‬
‫بالشخصية االعتبارية‪ ،‬فإنها ال تهدف إلى تحقيق الربح‪ ،‬وإنما هي مجرد أداة للتنسيق بين أعقاو المجموعة بقصد‬
‫تجنب الخسارة أو االقتصاد في التتاليف‪ ،1‬وهذا حتم أن يتون نشاطها ثانويا‪ ،‬يرتبط بالقرورة بالنشاط االقتصادي‬
‫للمقاوالت المنتمية إليها (م ‪ /1‬فقرة ‪ 2‬من قانون المجموعات ذات النفع االقتصاديي‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫تصنيفات الشركات والقواعد القانونية المنظمة لها‬
‫المطلب األول‬
‫تصنيفات الشركات‬
‫تصنف الشركات إلى عدة تصنيفات بحسب الوجهة التي ينظر إليها منها‪ ،‬نعرض ألهمها‪.‬‬

‫الفرع األول ـ الشركة التجارية والشركة المدنية‬


‫كان التمييز‪ ،‬إلى حين صدور القانون الجديد للشركات‪ ،‬بين الشركات التجارية والمدنية يتم وفق نفس معايير‬
‫التمييز بين التاجر وغير التاجر‪ ،‬أي استنادا إلى نوع النشاط المزاول‪ ،‬هل هو تجاري أو مدني‪ .‬وقد رأينا من خالل‬
‫الجزو األول من هذا المؤلف أن التجار األفراد يتتسبون الصفة التجارية بممارستهم لنشاط تجاري على سبيل االعتياد‬
‫أو االحتراف‪ ،‬مما يعني أن المعيار في ذلك معيار موتوعي‪ ،‬حيث من النشاط تنسحب الصفة التجارية على‬
‫الممارا‪ .‬ونفس المنطق كان يعمل بالنسبة للشركات‪ ،‬فالشركة كانت تعتبر تجارية إذا كان غرتها‪ ،‬أي نوع النشاط‬
‫الذي تمارسه‪ ،‬تجاريا‪ ،‬وكانت تعتبر مدنية إذا كان غرتها مدنيا‪.‬‬

‫غير أنه بصدور القانون الجديد للشركات‪ ،‬تغير الوتع‪ .‬فقد نص المشرع المغربي‪ ،‬على غرار المشرع‬
‫الفرنسي‪ ، 2‬على اعتبار كافة الشركات تجارية بالشتل باست ناو شركة المحاصة التي ال تعتبر تجارية إال إذا كان‬
‫غرتها تجاريا‪.3‬‬

‫والمقصود بالشتلية هنا إفراغ نظام الشركة في القالب القانوني الذي وتعه المشرع‪ ،‬من كتابة وشهر وغيره‪.‬‬
‫بحيث متى انتظمت الشركة‪ ،‬بحسب نوعها‪ ،‬في اإلطار القانوني الموتوع لها إال واعتبرت تجارية‪ ،‬بغض النظر عن‬
‫نوع النشاط الذي تزاوله‪ ،‬حتى ولو كان مدنيا‪ .4‬بمعنى أن الشركة تعد تجارية إذا اتخذت شتل شركة تقامن أو شركة‬
‫توصية بسيطة أو توصية باألسهم‪ ،‬أو شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬أو شركة مساهمة‪ .‬فالقانون نظم كل واحدة من‬
‫هذه الشركات واستلزم فيها إتباع النظام القانوني الموتوع لها‪ ،‬بما فيه اإلجراوات الشتلية التي يجب احترامها عند‬
‫تثسيسها‪ ،‬حيث عندئذ تعد تجارية حتى ولو كان نشاطها مدنيا‪ .‬وهو ما يعني بالمعنى المخالف أنه إذا لم تحترم في‬
‫تثسيس الشركة النظام الخاص الموتوع من قبل قانون الشركات‪ ،‬فإنها ال تعد تجارية إال إذا كان غرتها تجاريا‪.‬‬

‫ويرجع السبب في إتفاو المشرع الصبغة التجارية على هذه الشركات‪ ،‬من ناحية‪ ،‬إلى حرصه على تمان‬
‫حقو دائنيها‪ ،‬بما في ذلك عن طريق إخقاعها لنظام المساطر الجماعية (مسطرة معالجة صعوبات المقاولة أو‬
‫التسوية أو التصفية الققائية في حالة توقفها عن أداو ديونها‪ ،‬ومسطرة الشهر في السجل التجاري‪...‬ي كيفما كانت‬
‫طبيعة العمل الذي تقوم به‪ ،‬ومن ناحية ثانية‪ ،‬لرغبته في توفير أداة قانونية فعالة لالست مار‪ ،‬يمتن حتى لألنشطة‬
‫المدنية أن تستفيد منه‪ ،‬بالنظر للتفاوة التي أبانت عنها الشركات التجارية بسبب إحتام تنظيمها‪.‬‬

‫وقد نتأ عن إتفاو الصبغة التجارية بالشتل على الشركات الخمسة المشار إليها أعاله عدة نتائأ نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ امتداد الصفة التجارية إلى األنشطة المدنية التي تزاول من خالل هذه الشركات‪ ،‬حيث على خالف المبدأ‬
‫بالنسبة للتاجر الفرد‪ ،‬المعيار هنا ليس موتوعي وإنما شتلي‪ .‬ولتن مع ذلك يجب مالحظة أنه بالرغم من خقوع‬
‫هذه األنشطة إلى القانون التجاري تبعا للشتل الذي تمارا من خالله‪ ،‬وهو شركة تجارية‪ ،‬فإن لهذه الصفة حدودا‬

‫‪ 1‬راجل بشأنها‪ ،‬عز الدين بنستي‪ ،‬الشركات يي التشريل المبربي والمقارن‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2000 ،‬ص‪ 221 .‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬قرر المشرع الفرنسي ذلك بمقتضى قانون ‪ 24‬يوليو ‪ 1966‬المنظم للشركات التجارية‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة األولى من القانون رقم ‪95‬ـ‪ 17‬بالنسبة لشركة المساهمة‪ ،‬والمادة الثانية من القانون رقم ‪ 96‬ـ ‪ 5‬بالنسبة لباقي الشركات‪.‬‬
‫‪A. Dekeuwer, Le problème des rapports entre la forme et l’objet des sociétés, J C P 1977, éd. CI, II, 4‬‬
‫‪12392 ; Jeandidier, L’imparfaite commercialité des sociétés à objet civil et forme commerciale, D., 1979, 7.‬‬
‫‪7‬‬

‫منها أنه ال يُعترف للشركة التجارية ذات الغرض المدني بالملتية التجارية‪ ،‬بما فيها األصل التجاري وحق اإليجار‬
‫التجاري ألنها ليس لها زبناو تجاريين‪.1‬‬

‫‪2‬ـ أن الصبغة التجارية للشركة أصبحت تستمد إما من شتلها‪ ،‬وهذا شثن الشركات الخمسة المذكورة سابقا‪ ،‬أو‬
‫من موتوعها‪ ،‬أي نوع النشاط المزاول‪ ،‬وهذا شثن شركة المحاصة التي تعتبر تجارية إذا كان غرتها تجاريا‪ .‬وهذا‬
‫يعني أن صنف الشركات التجارية بغرتها تا بشتل كبير في القانون المغربي‪ ،‬فلم يعد يتصور إال بالنسبة لشركة‬
‫المحاصة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن نطا الشركات المدنية قد تا ‪ ،‬فثصبح ينحصر في تلك التي يتون غرتها مدنيا‪ ،‬وال تتخذ شتل إحدى‬
‫الشركات التجارية بالشتل‪.‬‬

‫الفرع ال اني ـ الشركات الخاصة وشركات االقتصاد المختلط‬


‫هناك نوع خاص من الشركات‪ ،‬هي شركات االقتصاد المختلط‪ ،‬التي تقــوم علــى االشــتراك بــين الدولــة أو غيرهــا‬
‫من األشخاص االعتبارية العامة األخرى‪ ،‬وبين الخواص من أجل تدبير مرفــق عــام مــن طبيعــة اقتصــادية صــناعية أو‬
‫تجارية أو خدماتية‪ ،‬فيشترك الرأا المال العام (في حدود ‪ 50‬في المائةي مــع الــرأا المــال الخــاص مــن أجــل إحــداث‬
‫مشروع يستهدف تحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫فشركات االقتصاد المختلط هي صيغة بديلة فــي تــدبير وتســيير بعــض القطاعــات االقتصــادية اإلســتراتيجية التــي‬
‫تتصل بها التنمية‪ ،‬تستهدف تعبئة الرساميل الخاصة‪ ،‬واالستفادة من التجار والنظم المعمول بها في القطاع الخــاص‬
‫في تدبير المشاريع االقتصادية التنموية‪ ،‬بالنظر لما أبانت عنه من فعالية ونجاعة‪.‬‬

‫ويجب أن تتخذ شركة االقتصاد المختلط شــتل شــركة مســاهمة‪ ،‬وهــي تخقــع‪ ،‬مــن ثــم‪ ،‬مبــدئيا لقــانون الشــركات‬
‫وللقانون التجاري‪ ،‬غير أنها‪ ،‬تخقع إتافة إلى ذلك إلى رقابة وتوجيه الدولة‪.‬‬

‫فهي تخقع للمبادئ األساسية لسير المرافق العمومية‪ ،‬بما فيها الخقوع للمراقبة الماليــة للدولــة (المــادة ‪ 1‬مــن‬
‫القانون رقم ‪ 69.00‬المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشآت العامة وهيئات أخرىي‪ ،‬ولمراقبة المجلــس األعلــى‬
‫والمجالس المحلية للحسابات (القانون رقم ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكم الماليةي‪ .‬كمــا أن الشــخص المعنــوي العــام‬
‫المساهم في الشركة يتمتع بحق المشاركة في تسييرها (تعيــين مم ليــه فــي مجلــس اإلدارةي‪ ،‬هــذا‪ ،‬إتــافة إل اســتفادة‬
‫الشركة من نظام است نائي خاص يجيز لها التمتع بامتيازات غير مثلوفة في القانون الخاص‪ ،‬كثن تتمتع باالحتتار‪.‬‬

‫الفرع ال الث ـ الشركة األم )‪ (Société mère‬والشركة التابعة ‪Filiale) (Société‬‬


‫نتون بصدد "شركة أم" و"شركة تابعة" عندما تمتلك شركة كامل أو بعض رأسمال شركة ثانية‪ ،‬وتمتلك نتيجة‬
‫ذلك سلطة التوجيه والرقابة واإلشراف عليها‪ ،‬فتسمى األولى حينئذ "الشركة األم"‪ ،‬وال انية "الشركة التابعة"‪.‬‬

‫ولنتون بصدد "شركة تابعة" يجب أن تتون مستقلة عن الشركة األم‪ ،‬بحيث تتمتع بشخصية اعتباريــة مســتقلة‬
‫عنها‪ .‬ويمتن أن يتون لها جنسية مغايرة عن جنسية الشركة األم بحتم وجود مقرها االجتماعي في دولــة أخــرى غيــر‬
‫دولة الشركة األم‪ .‬المهم أن تتون الشركة األم تملك عليها سلطة التوجيه والرقابة واإلشراف‪.‬‬

‫ويجــب عــدم خلــط "الشــركة التابعــة" "الفــرع" )‪ ،(Succursale‬فــالفرع ال يتمتــع بالشخصــية االعتباريــة‬
‫المستقلة‪ ،‬وإنما يشتل جزو من الشركة األم‪ ،‬وليس له حــق ذاتــي علــى األمــوال التــي يــديرها‪ ،‬والتــي تعــود كلهــا إلــى‬
‫الشركة األم‪ ،‬بحتم عدم تمتعه بذمة مستقلة خاصة به ‪ ،‬مما يجعله‪ ،‬من الناحية القانونية‪ ،‬امتدادا للشــركة األم‪ ،‬وجــزو‬
‫من شخصيتها االعتبارية‪ ،‬وعنصرا من ذمتها المالية‪.‬‬

‫وقد يتون للشركة األم عدة شــركات تابعــة‪ ،‬وقــد يتــون لهــذه األخيــرة بــدورها شــركات تابعــة‪ ،‬وقــد تتتامــل هــذه‬
‫الشركات فيما بينها‪ ،‬فيتون لتل واحد منها نشاط أو مجموعة أنشطة متناســقة مــع أنشــطة الشــركات األخــرى‪ ،‬بحيــث‬
‫يشتل مجموع هذه الشركات حلقة اقتصادية متتاملة‪ ،‬تقطلع فيها الشركة األم بســلطة التوجيــه واألشــراف والرقابــة‪،‬‬
‫فــي إطــار خطــة اقتصــادية متتاملــة‪ ،‬تقــوم علــى توزيــع األدوار واالختصاصــات بــين هــذه الشــركات‪ ،‬تــمانا للنجاعــة‬

‫‪ 1‬ذلك أن المادة ‪ 79‬من مدونة التجارة‪ ،‬والتي عرف ييها المشرع األصل الجاري‪ ،‬تربط بين هذا األخير وبين ممارسة نشاط تجاري‪ .‬يهي قد‬
‫نصت على أن "األصل التجاري مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية"‪.‬‬
‫يينتج عن ذلك أن الشركات التجارية ذات البرض المدني ال يمكن االعتراف لها باكتساب األصل التجاري‪ .‬ونفس الشيء يقال بالنسبة لحق‬
‫اإليجار التجاري الذي هو مخصص للعقارات التي يستبل ييها نشاط تجاري بحسب الفصل األول من قانون ‪ 24‬ماي ‪.1955‬‬
‫‪8‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬ولتحقيق المستوى األفقل لالست مار‪ ،‬بما في ذلك من خالل تخطي حدود الدولـة‪ ،‬بإقامــة المشــاريع حيــث‬
‫تتوفر الظروف األفقل لالست مار‪.‬‬

‫الفرع الرابع ـ أنواع الشركات التجارية‬


‫حدد القانون األشتال التي يمتن أن تتخذها الشركات التجارية‪ .‬وهو تحديد ورد على سبيل الحصــر‪ .‬إذ أن قــانون‬
‫الشركات التجارية نظم ست شركات‪ .‬هي‪:‬‬

‫شركة التقامن؛‬ ‫‪-1‬‬


‫شركة التوصية البسيطة؛‬ ‫‪-2‬‬
‫شركة المحاصة؛‬ ‫‪-3‬‬
‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة؛‬ ‫‪-4‬‬
‫شركة المساهمة؛‬ ‫‪-5‬‬
‫شركة التوصية باألسهم‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫فال يجوز إنشاو شركة في شتل أخر من غير هذه األشتال التي حدد القانون معالمها‪ ،‬ونظم أحتامها‪ .‬مما يعني‬
‫أن صالحية المتعاقدين تنحصر في االتفا على الشتل الذي يجب أن يتخذه تجمعهم‪ ،‬هذا ما لــم يفــرض القــانون اتخــاذ‬
‫شتل معين بالنسبة لبعض المشاريع‪ ،‬كما فعل م ال بالنسبة لمؤسسات االئتمان وشركات التــثمين التــي اســتوجب فيهــا‬
‫أن تتخذ شتل شركة مساهمة‪.‬‬

‫هذه الشركات يجري تصنيفها تقليديا إلى قسمين‪ ،‬من منطلق االعتبار المتحتم فيها‪:‬‬

‫شركات أشخاص‪ ،‬يطغى فيها االعتبار الشخصي‪ ،‬من حيث نشوئها بين عدد محــدود مــن الشــركاو‪ ،‬فــي الغالــب‬
‫يتعارفون بينهم‪ ،‬تقوم بينهم عالقات قوامها ال قة وحاجة بعقهم إلى البعض اآلخر‪ .‬مما يجعل من هــذه العالقــات قــوام‬
‫الشركة‪ ،‬والدافع إلى إحداثها‪ .‬وهذا هو الذي يجعل وتع كل شريك فيها محل اعتبار في نظر الشريك اآلخر‪ ،‬مما ينــتأ‬
‫عنه أنه ال يمتن للشريك أن يفوت حصته سواو لشريك آخر أو للغير إال بموافقة الشركاو اآلخرين‪ .‬كما أنه بوفــاة أحــد‬
‫الشركاو‪ ،‬أو فتح مسطرة التسوية أو التصفية الققائية في حقه‪ ،‬أو فقده ألهليته‪ ،‬تنحــل الشــركة مبــدئيا‪ ،‬مــا لــم يقــرر‬
‫باقي الشركاو استمرارها فيما بينهم‪.‬‬

‫ويدخل في هذه الزمرة من الشركات‪ :‬شركة التقامن التي تم ل الصورة الم لى لشركات األشخاص‪ ،‬ويلحق بها‬
‫هي شركة التوصية البسيطة وشركة المحاصة‪.‬‬

‫شركات أموال‪ ،‬يطغى فيها االعتبار المالي‪ ،‬من حيث أن الدافع إلقامتها والدخول فيها هو االعتبار المالي المتم ل‬
‫في توفير األموال الالزمة للقيام بالمشاريع االست مارية التي من شثنها تحقيق غــرض الشــركة‪ ،‬وتحقيــق الــربح الــذي‬
‫يسعى إليه الشركاو‪ .‬لذلك فالعالقات بين الشركاو فيها تحتمها االعتبارات المالية وليس الشخصية‪ ،‬فــال يهــم فيهــا مــن‬
‫هو الشريك الذي سينقم إليها‪ ،‬بقدر ما يهم إيجاد المست مرين الذين سيمتنون الشركة مــن تجميــع األمــوال التــي هــي‬
‫في حاجة إليها‪ ،‬وبالنسبة للشركاو فيها‪ ،‬ال يهمهــم مــع مــن سيتشــاركون بقــدر مــا يهمهــم نــوع النشــاط الــذي تزاولــه‬
‫الشــركة ومقــدار األربــا الــذي يحققونــه مــن وراو ذلــك النشــاط‪ .‬لــذلك فهــي شــركات تنشــث لتجميــع األمــوال وتعبئــة‬
‫المدخرات‪ ،‬في الغالب‪ ،‬لتحقيق المشاريع التبرى‪.‬‬

‫والصورة الم لى لهذه الشركات هي شركة المساهمة‪ ،‬التي يقســم رأســمالها إلــى أســهم قابلــة للتــداول بــالطر‬
‫التجارية‪ ،‬يمتن طرحها لالكتتا العمومي‪ ،‬حيث في الغالب يتتفي المساهم فيها باســت مار أموالــه‪ ،‬وال يــولي تســييرها‬
‫أية أهمية‪ ،‬وما يهمه هو تحقيق الربح‪ ،‬مما ينتأ عنه أن المساهم فيها يتتفي بتقديم المــال‪ ،‬وال يتحمــل أيــة مســؤولية‬
‫عن ديون الشركة‪ ،‬فال تؤثر وفاته‪،‬وال التغيير الواقع في أهليته‪،‬وال فتح مساطر الصعوبات في حقه‪ ،‬على الشركة‪ ،‬وال‬
‫على ما توفره من تمان لدائنيها‪ ،‬الذين يعتمدون على أموالها وليس على األموال الشخصية للشركاو‪.‬‬

‫شركات تجمع بين االعتبار الشخصــي والمــالي‪ :‬فهنــاك شــركات تقــف فــي موقــع وســط بــين شــركات األشــخاص‬
‫وشركات األموال‪ ،‬من حيث جمعها بين االعتبار الشخصي واالعتبار المــالي فــي نفــس الوقــت‪ .‬وهــي شــركة التوصــية‬
‫باألسهم والشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬

‫شركة التوصية باألسهم‪ ،‬تقم في نفس الوقت شركاو متقــامنين وشــركاو مســاهمين‪ ،‬ممــا يجعــل منهــا شــركة‬
‫توصية‪،‬إنما هي‪ ،‬على عتس شركة التوصية البسيطة‪ ،‬تقتر أك رمن شركة المساهمة منها إلى شركة التقامن‪ ،‬مــن‬
‫‪9‬‬

‫حيث أن حصص الشركاو المساهمين فيها (والذين يقــابلون الشــركاو الموصــين فــي شــركة التوصــية البســيطةي تثخــذ‬
‫شتل أسهم قابلة للتداول‪ ،‬مما يدخل االعتبار المالي في هذه الشركة‪ ،‬على خالف شركة التوصية البســيطة التــي تعتبــر‬
‫شركة أشخاص‪ .‬وهذا يجعل من شــركة التوصــية باألســهم الصــيغة التــي مــن خاللهــا ســعى المشــرع إلــى الجمــع بــين‬
‫االعتبار المالي والمسؤولية المحــدودة (وتــعية الشــركاو المســاهمين فــي الشــركةي مــن جهــة‪ ،‬واالعتبــار الشخصــي‬
‫والمسؤولية المطلقة والتقامنية (وتعية الشركاو المتقامنينفي الشركةي‪ ،‬من جهة ثانية‪.‬‬

‫وتقتر منها مــن حيــث الجمــع بــين االعتبــاري المــالي والشخصــي‪ ،‬الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة‪ ،‬إنمــا‬
‫بمقاربة مختلفة‪ ،‬من حيث قيامها بعدد محدود من الشركاو‪ ،‬واتخاذ رأسمالها شتل حصص علىنحو ما هــو معهــود فــي‬
‫شركات األشخاص‪ ،‬وليس أسهما تعتس الطابع المالي للشركة‪ ،‬إنما تتون مسؤولية الشركاو فيها محــدودة علــى نحــو‬
‫ما هومعهود في شركات األموال‪ ،‬مما انعتس على نظامها القانوني الذي اتسم بالمرونــة‪ ،‬فنحــا منحــا وســطا‪ ،‬فــال هــو‬
‫بالشدة التي تطبع شركات األشخاص‪ ،‬من حيث المسؤولية المطلقة والتقامنية‪ ،‬وما يفرتــه االعتبــار الشخصــي مــن‬
‫تحتم وتعية الشركاو في مصير الشركة‪ ،‬وال هو بالتحرر الذي يطبع شركات األموال من حيث حرية تداول الحصــص‬
‫وما يفرته االعتبار المالي من عدم تثثير وتعية الشركاو على مصير الشركة‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫القواعد القانونية المنظمة للشركات التجارية‬
‫تخقع الشركات التجارية في تنظيمها إلى قواعد القانون المدني والقوانين التجارية‪ ،‬واتفاقات األطراف‪.‬‬

‫والقواعد االتفاقية هي الشروط التي يتفق عليها الشركاو عند تثسيس الشركة أو بعد تثسيسها‪ .‬وهي إذا كانت‬
‫تلعب دورا مهما في شركات األشخاص فإنها تتاد ال تلعب أي دور في شركات األموال وخاصة شركات المساهمة حيث‬
‫تنسحب بشتل كبير إرادة األفراد أمام إرادة المشرع الذي وتع نظاما قانونيا مؤسساتيا لهذه الشركات يتتفي الشركاو‬
‫باالنقمام إليه‪.1‬‬

‫أما بالنسبة للقانون المدني فإن عقد الشركة يخقع باإلتافة إلى األحتام العامة للتعاقد إلى األحتام الخاصة‬
‫بعقد الشركة ـ مدنية كانت أو تجارية ـ الواردة في الفصول من ‪ 959‬إلى‪ 1091‬من لع‪ ،‬وهي نصوص اعتراها‬
‫بدورها القدم وعدم المالومة‪.‬‬

‫أما القوانين التجارية فتتم ل في مدونة التجارة وفي القوانين التجارية الخاصة‪ 2‬األخرى التي تنطبق على‬
‫كافة التجار سواو كانوا أفرادا أو شركات‪ ،‬ومن بين هذه القوانين قانون الشركات‪ .‬ولقد كانت مدونة التجارة القديمة‬
‫تنظم شركة التقامن والتوصية البسيطة وشركة المحاصة باإلتافة إلى بعض المقتقيات المتعلقة بشركة المساهمة‬
‫‪.‬‬

‫وبالنظر للنقص الذي كانت تعرفه هذه المدونة فقد أصدر المشرع بتاريخ ‪ 11‬غشت ‪ 1922‬ظهيرا ققي‬
‫بتطبيق القانون الفرنسي ل‪ 24 :‬يوليو ‪ 1867‬على شركتي المساهمة والتوصية باألسهم ‪.‬‬

‫كما أنه في فاتح شتنبر‪ 1926‬أصدر ظهيرا آخر ققي بتطبيق القانون الفرنسي ل‪ 7 :‬مارا ‪ 1925‬على‬
‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪.‬‬

‫وهذا يعني أن المشرع المغربي تبنى بعض القوانين الفرنسية لسد النقص الذي كانت تعاني منه النصوص‬
‫الوطنية المتعلقة بالشركات التجارية‪ .‬ومن هنا جاوت نقطة القعف األولى التي كان يعاني منها القانون المغربي‬
‫للشركات إذ أنه كان يعتمد على نصوص قانونية أجنبية لحقتها تعديالت عديدة في بلدها األصلي دون أن يتم اعتماد‬
‫تلك التعديالت في المغر مما جعل النصوص المغربية بهذا الشثن ذات رو أجنبية ال تتالوم دائما مع الخصائص‬
‫المغربية‪ ،‬باإلتافة إلى تخلفها وعدم استجابتها لمتطلبات الحياة االقتصادية المغربية المعاصرة‪.‬‬

‫كما أن ك رة اإلحاالت على القوانين الفرنسية جعل القانون المغربي للشركات قانونا مشتتا وغير منسجم‪ .‬وهذا‬
‫كان مصدرا لت ير من التعقيدات‪ .‬فالقوانين المحال عليها ك يرا ما يتم تعديلها في بلدها األصلي مما يجعل التعرف‬
‫عليها وتحديد القاعدة الواجبة التطبيق منها أمرا صعبا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J.P. Berterel, Liberté contractuelle et sociétés (essai d'une théorie du "juste milieu" en droit des sociétés) -‬‬
‫‪R.T.D.com . 1996 . 595 J. Paillusseau, Fondements du droit moderne des sociétés. J.C.P. 1984 I. 3148.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪J.Hemard, Droit des sociétés commerciales et sources du droit - in dix ans de droit de l'entreprise, 1978, 47.‬‬
‫‪10‬‬

‫كل هذا يعني أننا ورثنا قانونا أجنبيا للشركات يتسم بالتشتت والتخلف وافتقاد االنسجام‪ ،‬في حين أن الشركات‬
‫تشتل أحد األدوات األساسية لالست مار‪ ،‬وبالتالي للتنمية االقتصادية‪ ،‬وبالتثكيد هي ال يمتنها أن تقطلع بدورها هذا‬
‫على الوجه األكمل إال في محيط قانوني مالئم ‪.‬‬

‫من هنا فقد ظهرت الحاجة منذ زمن بعيد إلى إعادة النظر في قانون الشركات المغربي‪ .1‬غير أن هذا األمر لم‬
‫ي تحقق إال بحلول منتصف التسعينات من القرن العشرين‪ ،‬في إطار برنامأ اإلصال العام الذي عرفه االقتصاد‬
‫المغربي‪ ،‬والذي شمل كذلك برنامأ الخوصصة وإصال السو المالية ووتع مي ا لالست مارات‪ .‬وقد استهدف‬
‫التحديث المنظومة التشريعية المغربية المتعلقة بالتجارة واألعمال كتل‪ ،‬وكانت من بين أهدافه مالومة القوانين‬
‫المغربية لجعلها في مستوى رفع تحدي تحقيق اندماج االقتصاد المغربي في االقتصاد العالمي ومالئمة قوانيننا مع‬
‫قوانين شركائنا االقتصاديين األساسيين أي االتحاد األوربي الذي أصبحت تربطنا به اتفاقية شراكة‪.‬‬

‫وهتذا فقد تم تنظيم الشركات التجارية بمقتقى نصين قانونين مستقلين‪ ،‬أحدهما يتعلق بشركة المساهمة وهو‬
‫القانون رقم ‪ ،217- 95‬وال اني ينظم شركات التقامن والتوصية البسيطة والتوصية باألسهم والمحاصة والشركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬وهو القانون رقم ‪.3 5-96‬‬

‫ولقد سقط المشرع في عيب منهجي أساسي بوتعه نصا مستقال لشركة المساهمة وآخر لباقي الشركات تتجلى‬
‫آثاره في تترار المواد بين النصين وفي ك رة اإلحاالت ـ إحالة القانون المنظم لباقي الشركات على الت ير من مواد‬
‫القانون المنظم لشركة المساهمة بحتم سبق وتع هذا األخير من الناحية الزمنية ـ خاصة اإلحالة على القواعد التي‬
‫تشتل المبادئ األساسية العامة للشركات كتل‪ .‬وهذا أدى إلى تعف البناو المنهجي للنصين‪ ،‬مما يعتس االفتقار إلى‬
‫تصور ورؤية موحدة وكلية للموتوع‪.4‬‬

‫لذلك فقد كان من األولى وتع إصال شامل يقم كافة الشركات في نص واحد متحد‪ ،‬منسجم‪ ،‬ومتتامل‪ ،‬يستند‬
‫على قاعدة واحدة‪ ،‬تبدأ بالمبادئ العامة األساسية التي تحتم كافة الشركات يتبعها تنظيم كل شركة على حدة في‬
‫خصوصياتها‪.‬‬

‫إتافة إلى ذلك‪ ،‬يالحظ أن النصين معا أخذا عن القانون الفرنسي للشركات لـ ‪ 24‬يوليو ‪ 1966‬مع بعض‬
‫التنقيحات البسيطة‪ .‬وقد تم وتعهما بشتل مستعجل من قبل لجنتين شتلتا من بعض الخبراو األجانب أساسا‪ ،‬تم‬
‫إليهما بعض الققاة المغاربة‪ .‬وهذا يعتس رو التبعية العمياو التي ال زلنا نعاني منها على مستوى وتع النصوص‬
‫القانونية‪ .‬حيث أننا عجزنا لحد اآلن عن تحقيق استقاللنا القانوني‪ .‬وهذا أمر خطير يجب االلتفات إليه‪ ،‬إذ يجب العمل‬
‫على تغيير العقليات وعلى تتريس عقلية مغربية أصيلة تفتر تفتيرا مغربيا وتنظر للمشاكل المغربية بنظرة مغربية‬
‫وتعالجها من ثم معالجة مغربية‪ .‬وهذا يقتقي االبتعاد عن االرتجال والتسرع ويستوجب أخذ الوقت للتفتير واإلعداد‬
‫الجيد والمنهجي باالستناد إلى التفاوات المغربية دون أن يعني ذلك بطبيعة الحال سد البا أمام االستفادة من تجار‬
‫غيرنا من الدول ‪.‬‬

‫وعموما فإن النصين الجديدين جاوا ليتداركا عيو المقتقيات القديمة المتعلقة بالشركات‪ ،‬وذلك أوال على‬
‫مستوى جمع شتات النصوص القانونية وتزويد المغر بتشريع حديث يعتس رو العصر‪ ،‬تشريع ينسجم ويتالوم‬
‫مع قوانين شركائنا االقتصاديين األساسيين ‪.‬‬

‫وثانيا على مستوى إحتام تنظيم الشركات التجارية من منظور توفير الحماية‪ 5‬سواو للشركاو فيها أو لألغيار ‪.‬‬

‫‪ 1‬تشكلت سنة ‪ 1979‬لجنة تحت إشراف وزارة التجارة لوضل مشروع لمدونة التجارة وآخر لقانون الشركات‪ .‬وهو ما تم يي نهاية سنة ‪1980‬‬
‫حيث تم إيداع المشروعين لدى األمانة العامة للحكومة التي احتفظت بهما يي الريوف إلى أن حلت سنة ‪ 1995‬وأعد البنك الدولي دراسية حول‬
‫المعوقات التي ي عاني منها االقتصاد المبربي‪ ،‬يأمر المبفور له الملك الحسن الثاني يي خطابه لـ ‪ 16‬مايو ‪ 1995‬بإعادة النظر يي التشريعات‬
‫التجارية ومنها قانون الشركات ‪.‬‬
‫‪ 2‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4422 :‬ـ ‪ 17‬أكتوبر ‪1996‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 4478 :‬ـ ياتح مايو ‪1997‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬يرجل السبب يي ذلك إلى أن النصين المبربيين أخذا عن القانون الفرنسي للشركات‪،‬غير أنه لما اختار المشرع المبربي البدء بإصالح‬
‫شركة المساهمة يقد لجأ واضعو النص المتعلق بها إلى انتقاء المواد الفرنسية المتعلقة بـهذه الشركة يي نص مستقل‪ .‬وهذا اقتضى منهم إدراج‬
‫المقتضيات العامة المتعلقة بالشركات عامة ضمنه‪ .‬ولما أريد إصالح القانون المتعلق بباقي الشركات وجد واضعوه أنفسهم مضطرين إما إلى‬
‫إعادة إدراج بعض المقتضيات ييه أو اإلحالة بالنسبة للبعض اآلخر على النص األول‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪B.Bouloc, L'objectif de sécurité dans la loi de 24 juillet 1966. Rev. Sté . 1996, 437.‬‬
‫‪11‬‬

‫فتم إتفاو الصفة التجارية من حيث الشتل على كافة الشركات باست ناو شركة المحاصة‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫إخقاعها جميعا لنفس النصوص القانونية بغض النظر عن طبيعة غرتها سواو كان مدنيا أو تجاريا ‪ ،‬وهذا له‬
‫فائدته التبرى على مستوى توحيد النظام القانوني‪.‬‬

‫وتم كذلك إحداث العديد من القمانات لتفالة جدية رأا المال المتتتب فيه‪ ،‬خاصة في الشركات التي تقوم على‬
‫عدم مسؤولية الشركاو عن ديون الشركة وذلك حماية لحقو األغيار‪.‬‬

‫وتم أيقا إعادة تنظيم وتبط طريقة سير الشركات‪ ،‬بغرض كفالة التسيير الفعال لها‪ ،‬عن طريق منح المسيرين‬
‫سلطات واسعة في التسيير‪ ،‬مع تمان ممارسة الشركاو غير المسيرين لحقوقهم على مستوى االطالع والمراقبة‬
‫والمحاسبة ورسم التوجهات العامة للتسيير‪،‬من منظور توفير الحماية لهؤالو من استبداد وطغيان األوائل بواسطة‬
‫إقرار مجموعة آليات للمراقبة‪ 1‬والتتبع كفل القانون بها للشركاو إمتانية تمان حقوقهم ‪.‬‬

‫وفي نفس السيا ومن منظور توفير الحماية سواو لألغيار ‪ 2‬أو للشركاو غير المسيرين من تالعبات‬
‫المسيرين أو سوو تدبيرهم ثم التشديد من المسؤولية المدنية لهؤالو األخيرين‪ ،‬وتم على الخصوص تقوية التدابير‬
‫الجنائية بقصد إقرار مؤيدات قوية ورادعة تتفل احترام القانون‪.3‬‬

‫وقد أوخذ على القانون الجديد للشركات مبالغته في التجريم والعقا ‪ ،‬باإلتافة إلى تعقيده المجاني‪ ،‬خاصة فيما‬
‫يتعلق بمسطرة تثسيس شركة المساهمة‪ ،‬وكذلك فراغه أو عدم مالومة مقتقياته بشثن الت ير من الجوانب المتصلة‬
‫بهيتلة أو تنظيم‪ ،‬خاصة شركة المساهمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬

‫هذا دفع المشرع إلى إعادة النظر في العديد من جوانب قانون الشركات بشتل متواصل لتحسين مناخ األعمال‬
‫في المغر وجعله بلدا جاذبا لالست مار وقطبا اقتصاديا قادرا على مواجهة التحديات والرهانات المتزايدة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫من خالل تعزيز حتامة الشركات وإرساو الشفافية في هذه األخيرة‪ ،‬وتمان حقو األقلية وحسن التسيير‪.‬‬

‫من هنا فقد تم تعديل وتتميم القانون رقم ‪96‬ـ‪ 5‬المتعلق بشركة التقامن والتوصية والمحاصة والشركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة بموجب القانون رقم ‪05‬ـ‪ 21‬ل‪ 14 :‬فبراير ‪ ،42006‬تم بموجب القانون رقم ‪ 24.10‬لسنة‬
‫‪ ،52011‬وكذلك تعديل وتتميم القانون رقم ‪95‬ـ‪ 17‬المتعلق بشركات المساهمة بموجب القانون رقم ‪05‬ـ‪ 20‬لسنة‬
‫‪ ،62008‬ثم بموجب القانون رقم ‪ 78.12‬لسنة ‪.72015‬‬

‫هذه في قراوة أفقية اإلصالحات األساسية التــي جــاو بهــا القــانون الجديــد للشــركات‪ ،‬والتــي نقتــر دراســة‬
‫آلياتها من خالل بابين‪ ،‬نخصص األول منها لألحتام العامة للشركات التجارية‪ ،‬علــى أن نخصــص ال ــاني لدراســة كــل‬
‫شركة على حدة‪.‬‬

‫فتنقسم دراستنا لهذا الجزو‪ ،‬بالتالي‪ ،‬إلى بابين‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬

‫البا األول‪ :‬األحتام العامة للشركات التجارية‬

‫البا ال اني‪ :‬أنواع الشركات التجارية‬

‫‪1‬‬
‫‪J.Berr, La place de la notion de contrôle en droit des sociétés, mélanges D.Bastian T.I 1974 p.1.‬‬
‫‪Calais Auloy ( sous la direction), La protection des tiers dans le droit des sociétés – R.T.D. com 1972 – 21‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ 3‬انظر‪ :‬حسن العفوي‪":‬المخالفات المتعلقة بتأسيس وإدارة الشركات"‪ ،‬مجلة المحاكم التجارية‪ ،‬العدد ‪ 5‬و‪ ،6‬يبراير ‪ ،2010‬ص‪.12 .‬‬
‫‪ 4‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5400‬ل‪ 2 :‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪5‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5956‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪.2011‬‬
‫‪ 6‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5639‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪.2008‬‬
‫‪7‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6390‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬أغسطس ‪.2015‬‬
‫‪12‬‬

‫البا األول‬
‫األحتـام العامـة للشركـات التجاريـة‬
‫رأينا فيما سبق أن التدخل التشريعي المتزايد في تنظيم الشركات بنصوص قانونيــة آمــرة بهــدف تتــريس مفهــوم‬
‫النظام العام االقتصادي‪ ،‬نتأ عنه االبتعاد بالشركة من المفهوم التعاقدي إلى المفهوم النظامي‪ ،‬فلم تعد مجرد عقــد‪ ،‬بــل‬
‫إطارا قانونيا يؤطر المقاولة االقتصادية العصرية‪.‬‬

‫غير أنه لما كان من ال ابت أن الشركة كيان قانوني يولد فيعيش ثم يمــوت‪ ،‬وأن والدتــه تــتم فــي الغالــب بواســطة‬
‫عقد‪ ،‬الذي هو "عقد الشركة"‪ ،‬وأن هذا األخير يتم بإرادة الشركاو ويجري إبرامه وفق القواعــد العامــة للتعاقــد‪ ،‬وأن‬
‫شركة الشخص الواحد تعتبر است ناو من القواعد العامة‪ ،‬إذ يظل األصل تطلب وجود شخصين فــثك ر إلنشــاو الشــركة‪،‬‬
‫واعتبارا لتون أن فترة النظام القانوني ال تستبعد تماما فترة العقد‪ ،1‬إذ أننا أصبحنا نصادفها في ك يــر مــن العقــود فــي‬
‫القوانين الحدي ة م ل عقد الشغل‪ ،‬وعقود إيجار المحالت الستنية والمحالت التجارية‪ ،‬ـ كمــا أن فتــرة النظــام القــانوني‬
‫إذا كانت تصد على شركات األموال وخاصة شركات المساهمة‪ ،‬فهي ال تصد تماما على شــركات األشــخاص‪ ،‬حيــث‬
‫يحتفظ العقد بتامل سلطانه فال يسوغ تعديل شروط العقد إال بموافقة جميع الشركاو ـ فإننا سوف نتعامــل مــع الشــركة‬
‫على أنها عقد يفقي إلى إنشاو شخص معنوي مستقل‪ ،‬فندرا بالتالي هــذا القســم مــن خــالل بــابين نتنــاول فــي األول‬
‫منهما عقد الشركة‪ ،‬وفي ال اني الشخصية االعتبارية للشركة ‪.‬‬

‫الفصل األول‬
‫عـــــقــد الشــركــة‬
‫باعتبار الشركة عقــدا فانــه يجــب أن تتــوفر فيهــا األركــان العامــة الالزمــة لصــحة العقــود (فــرع أولي وذلــك‬
‫با إلتافة إلى شروط وأركان موتوعية (فرع ثانيي وشتلية خاصة (فرع ثالثي اقتقاها القانون فــي هــذا النــوع مــن‬
‫العقود‪ ،‬وإذا تخلف ركن من هذه األركان فإن المشرع رتب عدة جزاوات عن ذلك (فرع رابعي‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫األركـان العامـة لعقـد الشركـة‬
‫يتم تثسيس الشركة بواسطة عقد يبرم بين شخصين أو أك ر طبيعيين أو اعتباريين‪ .‬وهــذا العقــد‪ ،‬شــثنه شــثن‬
‫كافة العقود‪ ،‬البد أن تتوفر فيه األركان العامة للتعاقد من رتا وأهلية ومحل وسبب‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫رتـــا الــشــركـــاو‬
‫يشترط النعقاد الشــركة موافقــة المتعاقــدين علــى تثسيســها‪ ،‬إذ يجــب أن يتفــق الشــركاو علــى كــل مــا يتعلــق‬
‫بشروط التثسيس من رأسمال وطبيعة النشاط وطريقة اإلدارة وما إلى ذلك‪.‬‬
‫والرتا ركن جوهري لصحة عقد الشركة فإذا انتفى عند أحد الشركاو كانت باطلــة‪ ،‬كمــا أنــه إذا تعيــب رتــا‬
‫أحد الشركاو بعيب من عيو اإلرادة كالغلط أو التدليس أو اإلكراه كان العقد قابال لإلبطال لمصلحة من عيبت إرادته‪.‬‬
‫والغلط الذي يجعل العقد قابال لإلبطال هو الذي ينصب على أمر جوهري بحيث لواله لما كان الشريك قبل التعاقــد‪،‬‬
‫م ل ذلك الواقع على شخصية أحد الشركاو في شركة األشخاص حيث تتون شخصية الشريك محل اعتبار في العقد‪.‬‬
‫وإذا كان اإلكراه نادر الوقوع في الشركات فإن التدليس على خــالف ذلــك ك يــرا مــا يحصــل فــي االكتتــا فــي‬
‫شركات المساهمة‪ ،‬وهو كذلك يجعل العقد قابال لإلبطال لمصلحة من دلس عليه‪.‬‬
‫وأخيرا فإنه يجب أن يتون الرتا حقيقيا‪ ،‬وليس صوريا بحيث يجب أن تتجه إرادة المتعاقدين حقيقة إلى تثســيس‬
‫الشركة عن طريق تقديم كل واحد منهم حصة في رأا المال المشترك الذي سيستعمل لتحقيق غــرض الشــركة بقصــد‬
‫توزيع الربح وتحمل الخسارة الذي قد ينتأ عن ذلك بينهم‪ .‬أما إذا كان الرتا صوريا وهو ما يحصل ك يرا عندما يريــد‬

‫‪1‬‬
‫‪G. Goffaux- Callabant, Du contrat en droit des sociétés : essai sur le contrat instrument d’adaptation du‬‬
‫‪droit des sociétés,L’Harmattan, 2008 ; MEMENTO PRATIQUE. Francis Lefebvre, Droit des affaires,‬‬
‫‪Sociétés commerciales, 2003, no50 et s.‬‬
‫‪13‬‬

‫البعض التحايل على القانون بإنشاو شركة وهمية‪ 1‬ال تتوفر حقيقة على العدد القــانوني مــن الشــركاو (خمســة شــركاو‬
‫م ال بالنسبة لشركة المساهمةي فيلجث إلى إشراك شركاو صوريين فيها‪ ،‬فإن الشركة تعتبر باطلة حينئذ‪.2‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫أهـــلـيـة الــشـركـــاو‬
‫تختلــف األهليــة المتطلبــة فــي الشــريك بــاختالف نــوع الشــركة ووتــعية الشــريك فيهــا‪ ،‬فبالنســبة للشــركاو‬
‫المتقامنين في شركات التقامن‪ ،‬وشركات التوصية فيجب أن تتوفر فيهم األهلية التجارية‪ 3‬ألنهم يسثلون مســؤولية‬
‫تقامنية ومطلقة عن ديون الشــركة‪ ،‬ويتتســبون صــفة "تــاجر" بــدخولهم فيهــا بهــذه الصــفة‪ .‬أمــا بالنســبة للشــركاو‬
‫الموصيين في شركات التوصية‪ ،‬والشركاو فــي بــاقي أنــواع شــركات فيتفــي أن تتــوفر فــيهم أهليــة القيــام بالتصــرفات‬
‫القانونية ألنهم ال يتتسبون صفة التاجر بدخولهم فيها‪ ،‬وال يسثلون عن ديونها إال في حدود حصتهم في رأا المال‪.‬‬
‫ويالحظ أن القانون يمنع إنشاو الشركة بين القاصر‪ ،‬ولو كان مثذونا بممارسة التجارة‪ ،‬وبــين نائبــه القــانوني ـ‬
‫سواو كان أبوه الولي عنه أو كان الوصي أو المقدم عليه‪4‬ـ وذلك حمايــة لــه مــن هــؤالو الــذين قــد يســتغلون وتــعهم‬
‫القانوني اتجاهه الست مار أمواله لمصلحتهم في شتل شركة تجمعهم به‪ ،‬هذا مع العلم أن إنشاو الشــركة يتطلــب تــوفر‬
‫نية المشاركة من الشريك كما سنرى الحقا‪ ،‬وهذا غير متوفر هنــا بالنســبة للقاصــر بــالنظر لنقصــان أهليتــه وال يمتــن‬
‫اعتبار نية النائب القانوني كافية في هذه الحالة لتعارض المصالح‪.‬‬
‫وبالنسبة لألشخاص االعتبارية العامــة‪ ،‬فالدولــة ال يمتــن لهــا الــدخول شــريتا فــي شــركة إال إذا أدن لهــا نــص‬
‫خاص بذلك‪ ،‬أما الجماعات المحلية‪ ،‬لم يجز لها القانون إال المشاركة في شركات االقتصاد المختلط‪.5‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫الــمـــحــــــــل‬
‫يجب أن يتون محل الشركة‪ ،‬أي النشاط الذي تنوي ممارسته محــددا‪ .‬ولهــذا اتصــال برتــا المتعاقــدين الــذي‬
‫يجب أن يقع على محل معين تعيينا كافيا لتي يتون صحيحا ‪.‬‬
‫ويشترط في ذلك المحل أن يتون ممتنا ومشروعا‪ ،‬بحيــث إذا كــان مســتحيال اســتحالة ماديــة ـ تتــوين شــركة‬
‫م ال الستغالل فند يظهر فيما بعد أنه سبق أن تهدم ـ أو استحالة قانونية ـ مزاولة نشاط محظور على الخواص م ال ـ‬
‫أو كان غير مشروع ـ االتجار في المخدرات‪ ،‬أو التهريب أو الر م ال ـ كانت الشركة باطلة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫الــــســــبــــــب‬
‫يشترط كذلك أن يتون للشــركة ســبب مشــروع ‪ .‬والمقصــود بالســبب فــي المفهــوم الحــديث الــذي يثخــذ بــه‬
‫القانون المغربي الباعث الدافع إلى التعاقد‪ .‬وهذا يعني أنه يجب أن يتون الباعث لدى الشريك الذي دفعه إلــى التعاقــد‬
‫مشروعا‪ .‬ولهذا اتصال بقصد جني الربح وتوزيعه بــين الشــركاو الــذي تطلبــه القــانون فــي عقــد الشــركة كمــا ســنرى‬
‫الحقا‪ ،‬إذ يجب أن يتون الباعث الدافع إلى التعاقد لدى الشريك هو جني الربح أما إذا كان لديــه باعــث آخــر وكــان ذلــك‬
‫الباعث غير مشروع‪ ،‬فإن العقد يتون باطال‪ .‬وذلك م ل دخول شخص شــريتا فــي شــركة بقصــد تهريــب الحصــة التــي‬
‫يقدمها فيها من دائنيه حرمانا لهــم مــن تــمانهم العــام‪ 6‬أو بقصــد التحايــل علــى المنــع مــن المنافســة أو مــن مزاولــة‬
‫التجارة الواقع عليه‪ .7‬وبحسب الققاو الفرنسي فإن السبب غير المشروع الموجب لبطالن الشركة هو الــذي يشــترك‬
‫فيه جميع الشركاو ولو بمجرد العلم‪.8‬‬

‫‪- P.Diéner, un abus de la personnalité morale, les sociétés en sommeil, in Dix ans de droit de l'entreprise 1‬‬
‫‪- 1978 p. 83, Notté - Les sociétés en sommeil, J C P 1981. 1. 3022, Calais – Auloy, Rep J Dalloz Stés. Vis,‬‬
‫‪Sociétés fictives; A Martin Serf. Juriscl. Société, Fasc, 7. ter.‬‬
‫‪-Cass – civ ( France) 22 juin 1976 D. 1977 p. 619, diéner - com 16 juin 1992. Dr. des sociétés 1992 n° 2‬‬
‫‪178 obs. Bonneau .‬‬
‫‪3‬‬
‫راجل ما قلناه بشأن أهلية ممارسة التجارة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪ 112‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬الفصل ‪ 984‬من ق ل ع ‪.‬‬
‫‪ 5‬البند ‪ 7‬من المادة ‪ 30‬من قانون ‪ 1976‬المتعلق بالتنظيم الجماعي‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Cass - com ( France) 12 avril 1972 Rev. soc. 1973 p. 81 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪C-appel - Paris 1er déc. 1951 J.C.P. 1952 II 6661.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Cass - com 28 janvier 1992 J.C.P. 1993 II 21994 , note Tisserand .‬‬
‫‪14‬‬

‫ويجب التنبيه أخيرا إلى أنه يجب عدم الخلط بين السبب كما حددناه أعاله‪ ،‬وبين محــل الشــركة الــذي يتعلــق‬
‫بنوع النشاط الذي تزاوله‪ ،‬لذلك فعندما يتقرر بطالن الشركة لقيامها على استغالل دار للدعارة فذلك لعدم مشــروعية‬
‫المحل ال السبب‪.1‬‬

‫الفرع ال اني‬
‫األركـان الموتوعيـة الخاصـة بـالشركة‬
‫يمتن تحديد هذه األركان انطالقا من نص الفصل ‪ 982‬ل ع‪ ،‬الذي عرف عقد الشــركة‪ ،‬فــي تعــدد الشــركاو‬
‫والمشاركة في رأا المال وقصد تقسيم الربح‪ .‬وقد أتاف الفقه ركنا رابعا هو نية المشاركة انطالقا من كــون أن هــذا‬
‫الركن هو الذي يميز عقد الشركة عن عقــود مشــابهة تتــوفر فيهــا األركــان األخــرى م ــل القــرض مــع المســاهمة فــي‬
‫األربا وعقد الشغل الذي يقوم على إشراك األجير في األربا ‪.2‬‬
‫فلنتناول كل ركن من هذه األركان على حـــدة ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫تــــعــدد الـــشركــــاو‬
‫يشترط لقيام الشركة أن تنعقد بين شخصين فثك ر‪ ،‬ما لم يتطلب القانون عددا أكبر كما في شــركة المســاهمة‪،‬‬
‫حيث تطلب فيها خمسة شركاو كحد أدنى ‪.‬‬
‫ولقد جاو تطلب تعدد الشركاو في القــوانين التقليديــة انطالقــا مــن أن المشــاركة تفتــرض تعــدد الــذمم الماليــة‬
‫المتونة للشركة‪ ،‬هذا فقال عن أن الشركة عقد ‪ ،‬والعقد يتطلب بداهة تعــدد األطــراف ‪ ،‬إذ ال يتصــور تعاقــد الشــخص‬
‫مع نفسه ألنه في هذه الحالة سيتون تصرفا بإرادة منفردة وليس عقدا ‪.‬‬
‫غير أن هذا التصور أخذ يتراجع أمام بعض المفاهيم القانونية الحدي ة التي شقت طريقها إلى بعض التشــريعات‬
‫المعاصرة‪ ،‬والتي أصبحت تقبل بإنشاو الشركة من قبــل شــخص واحــد علــى أســاا إمتانيــة إحــداث تخصــيص داخــل‬
‫الذمة المالية للشخص ـ بحيث تتعدد الذمم عنده ـ فيخصص جزوا من أمواله للشركة تتعلق بها وحــدها ديــون الــدائنين‬
‫دون غيرها من أموال صاحبها‪ ،‬ولقد أخذ بهــذا النــوع مــن الشــركات القــانون األلمــاني واإلنجليــزي وأصــبح القــانون‬
‫الفرنسي يثخذ بهــا بالنســبة للشــركة ذات المســؤولية المحــدودة والشــركات المدنيــة الزراعيــة‪ .3‬وأخــذ بهــا اآلن كــذلك‬
‫المشرع المغربي الذي أصبح يسمح بإنشاو الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة بشــخص واحــد‪ ،4‬وذلــك اســت ناو ممــا‬
‫ينص عليه الفصل ‪ 982‬ل ع الذي يتطلب تعدد الشركاو‪ ،‬واست ناو كذلك من الفصــل ‪1241‬مــن نفــس القــانون الــذي‬
‫ينص على مبدأ وحدة الذمة المالية للشخص‪ .5‬وهذا يعني أنه باست ناو الشركة ذات المسؤولية المحدودة فإنــه يشــترط‬
‫لقيام الشركة تعدد الشركاو المتونين لها‪ ،‬وإذا تقلص عددهم بعد التثسيس بحيــث اجتمعــت كافــة الحصــص أو األســهم‬
‫في يد شخص واحد‪ ،6‬فإن كافة أصول الشركة وخصومها تنتقل إليه وتدخل في ذمته وتنحل الشــركة كشــخص معنــوي‬
‫ويصبح هو المسؤول عن ديونها (الفصل‪1061‬من ل عي‪.‬‬
‫واعتبارا لتون الزوجين يحتفظان بذمتهما مستقلة في ظل التشريع المغربي ـ خالفا للقانون الفرنسي والعديد‬
‫اآلخر من القوانين الغربية ذات األصول المسيحية ـ فإنه يجوز لهما إنشاو شركة بينهما ‪.‬‬

‫‪ 4‬راجل قرار محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ ‪ 12‬يبراير ‪ 1929‬الذي ذهب إلـى أنـه‪ ":‬تعتبـر باطلـة السـتنادها إلـى سـبب غيـر مشـروع‬
‫شركة المحاصة التي تهدف إلى استبالل دار للعهارة‪ "...‬مجموعة قرارات محكمة االستئناف بالرباط القرار رقم ‪ 731‬ـ ص ‪ 2‬إلى ‪.24‬‬
‫‪Yves Guyon - op.cit . n° 97 .2‬‬
‫‪ 3‬قانون ‪ 11‬يوليوز ‪.1985‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 44‬من قانون ‪. 5-96‬‬
‫‪ 3‬ينص الفصل ‪ 1241‬من ق ل ع على اعتبار أموال المدين ضمانا عاما لدائنيه مما يعني أن كاية أمواله تكون ضامنة لديونه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- J. Derruppe, le sort de la société commerciale qui n'a plus qu'un seul Mél anges Bastian , T associe,‬‬
‫‪1, 1974, 57.‬‬
‫‪15‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫المساهـمة في رأا المال‬
‫يشترط لصحة تثسيس الشركة أن يقدم كل شريك حصــة فــي رأســمالها‪ .1‬ويمتــن أن تتــون الحصــة نقــودا أو‬
‫منقوالت مادية أو معنوية أو عقارات‪ ،‬بل يمتن أن يقدم الشريك عمله حصة فيها‪ ،‬إال أنه يجــب أن يقــدم أحــد الشــركاو‬
‫على األقل مبلغا من المال يدخل في ذمة الشركة‪ ،‬ويشتل تمانة لحقو الدائنين‪ ،‬وإال كانت مدنية وليس تجارية ‪.‬‬
‫ويعتبر تقديم الشريك حصة في الشركة شرطا جوهريا لقيامها‪ .‬ألنه من ناحية هــو الــذي يم ــل مقابــل نصــيبه‬
‫فيها‪ .‬فإذا لم يقدم أحد الشركاو حصته فيها كانت باطلــة لعــدم وجــود محــل اللتزامــه ‪ .‬ومــن جهــة ثانيــة لتــون أنــه مــن‬
‫مجموع الحصص يتشتل رأسمال الشركة الذي هو أساا ذمتها المالية‪ .‬ومن الناحية االقتصادية يتتسي تقديم الحصة‬
‫أهمية بالغة ألنه به يتحقق تمويل الشركة التي ال يتصور قيامها بدونه‪.2‬‬
‫ويجب أن يحدد في عقد تثسيس الشركة الحصص المقدمة من قبل الشركاو وما يقابلها من نصــيب كــل واحــد‬
‫منهم ‪ .‬وفي حالة عدم تحديدها يعتبر أن الشركاو قد قدموا حصصا متساوية وأن لهم بالتالي أنصبة متســاوية (الفصــل‬
‫‪ 990‬من ل عي ‪.‬‬
‫ومن مجموع الحصص المقدمة ـ النقدية والعينية خاصة ـ يتتون رأا مال الشركة الذي يوظــف فــي تحقيــق‬
‫أهدافها ‪.‬‬
‫ونقتر أن نتناول مختلف أشتال الحصص على أن نتبع ذلك بتحليل رأا مال الشركة ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫أشــــتــال الــحصــــص‬
‫الحصص المقدمة للمساهمة في رأسمال الشركة إما أن تتون نقديــة أو عينيــة‪ ،‬أو أن تتــون صــناعية تتم ــل‬
‫في عمل أو خدمات يقدمها الشريك للشركة‪.‬‬

‫أوال ـ الحصة النقديــــة‬


‫غالبا ما يقدم الشريك مبلغا من النقود حصة في الشركة‪ .‬وعلى الشريك في هذه الحالــة أن يــدفع ذلــك المبلـ‬
‫في الموعد المتفق عليه‪ ،‬فإذا لم يحدد ذلك الموعد‪ ،‬كان المبل مســتحق األداو فــور إبــرام عقــد الشــركة‪ ،‬مــا لــم يقــض‬
‫مقتقى خاص بخالف ذلك‪ .3‬وإذا ماطل الشريك في تقديم حصته ساغ لبــاقي الشــركاو أن يطلبــوا الحتــم بإخراجــه مــن‬
‫الشركة‪ ،‬أو أن يلزموه بتنفيذ تعهده ققاوا‪ ،‬وفي كلتا الحالتين يمتن مطالبته بالتعويض عما لحق الشركة من خســارة‬
‫(الفصل ‪ 996‬ل ع ي‪.‬‬
‫وإذا كانت حصة الشريك في الشركة تتقمن دينا له على الغير فإن ذمته ال تبرأ إال من وقت استيفاو الشــركة‬
‫لذلك الدين‪ ،‬مع بقائه ملزما بــالتعويض عمــا يلحقهــا مــن خســارة عنــد تــثخر اســتيفاو ذلــك الــدين بســبب مطــل المــدين‬
‫(الفصل ‪ 997‬ل ع ي ‪.‬‬

‫ثانيا ـ الحصـة العينيــــة‬


‫يمتن للشريك أن يقدم حصته في الشركة ماال آخر غير النقود‪ ،‬وهذا ما يسمى بالحصة العينية وهي تشمل‬
‫كل األموال من غير النقود‪ ،‬فتشمل العقارات م ل أرض‪ ،‬أو مبنى أو منجم‪ ،‬أو مصنع أو غيره‪ ،‬وتشمل المنقوالت‬
‫المادية‪ ،‬م ل اآلالت والبقائع‪ ،‬وتـشمل المنقوالت المعنويـة‪ ،‬م ل األصـل التجاري أو أحد العناصر المشتلـة لـه أو‬
‫حقو الملتية الصناعية أو األدبية أو الفنية‪ ،‬أو رخصة استغالل إدارية الخ ‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪M.J. Cambassédès , La nature et le régime juridique de l'opération, d’apport . Rev. stés, 1976, 431 ; M.‬‬
‫‪Geninet , Les quasis-apports en société - Rev. Stés, 1987, 25 ; A. Bougnoux, Quasi- apports. -Juriscl -‬‬
‫‪Stés. Fasc 10, Encyclopédie Dalloz , Rep. Sociétés, V° .‬‬
‫‪ 2‬عبد اإلاله الحكيم بناني ـ تقديم الحصة يي شركة محاولة تعريف ـ رسالة دبلوم ـ الرباط ‪ 1991‬ـ ‪ ، 1992‬ص ‪. 4‬‬
‫‪ 3‬سنرى ييما بعد أن المشرع تطلب بالنسبة للشركة ذات المسؤولية المحدودة أن يتم تحرير كاية الحصص النقدية والعينية عنـد التأسـيس‬
‫ـ راجل ص‪ ، 303‬وبالنسبة لشركة المساهمة أن يتم االكتتاب يي كاية رأسمالها ‪ ،‬وأن تديل ربل قيمة األسـهم المكتتـب ييهـا علـى األقـل‬
‫مل تحرير كامل الحصص العينية عند التأسيس ـ راجل ـ ص‪. 331:‬‬
‫‪16‬‬

‫وتخقع الحصة العينية لنفس القواعد التي رأيناها سابقا والمتعلقة بالحصة النقدية‪ ،‬وذلك سواو فيما يتعلــق‬
‫بثجل وتعها رهن إشارة الشركة‪ ،‬أو فيما يتعلق بالجزاوات المترتبة على تماطل الشريك فــي ذلــك ـ يقــاف إلــى ذلــك‬
‫ترورة تقويم المال المشتل لتلك الحصة لتحديد قيمته‪ ،‬وإال اعتبر أن الشركاو ارتقوا السعر الجــاري لم يلتهــا فــي‬
‫السو ‪ ،‬ويعتد بقيمتها في يوم إدخالها في رأا مال الشركة (الفصل ‪ 991‬ـ ل عي ‪.‬‬
‫وتثتي ترورة تقويم الحصة العينية من كونها تتعلق بها حقو األغيــار‪ ،‬خاصــة دائنــي الشــركة التــي تشــتل‬
‫موجداتها القمان العــام لــديونهم‪ ،‬فتــان مــن القــروري التعــرف علــى قيمــة الحصــة العينيــة التــي تــدخل فــي تتــوين‬
‫رأسمالها ‪ ،‬ولهذا أهميته القصوى خاصة في أنواع الشركات التي ال يسثل فيها الشركاو مسؤولية شخصية عن ديــون‬
‫الشركة‪ ،‬حيث ينحصر تمان الدائنين في موجداتها‪ ،‬ومن هنا سنرى فيما بعد أنه بالنسبة لهذه األنواع من الشركات‬
‫أخقع المشرع تقويم الحصة العينية لنوع من المراقبة الخارجية تمانا لعدم المبالغة في ذلك‪1.‬‬

‫ويالحظ أنه إذا كانت الحصــة العينيــة تتشــتل مــن حقــو تخقــع لمســطرة تســجيل خاصــة‪ ،‬م ــل العقــارات‬
‫المحفظة‪ ،‬واألصل التجاري أو حقو الملتية الصناعية والتجارية‪ ،‬فــإن نقــل تلــك الحصــة للشــركة يســتوجب اســتيفاو‬
‫إجراوات التسجيل المتطلبة بالنسبة لتلك الحقو حتى ينتأ االنتقال آثاره في مواجهة الغير‪.‬‬
‫كما يالحظ أنه في حالة اشتمال األصل التجاري المقدم كحصة في الشركة على حق التراو التجاري‪ ،‬فإنه يجــب‬
‫على مقدم تلك الحصة أن يحول حق التراو إلى الشركة بصفة قانونية وإال بقي مسؤوال تجاه المتري عن كل ما يتعلق‬
‫بذلك التراو‪.2‬‬
‫وإذا قــدمت الحصــة العينيــة فـي الشــركة علــى ســبيل التمليــك كــان الشــريك تــامنا لهــا تــمان البــائع تجــاه‬
‫المشتري‪ ،‬أما إذا قدمت على سبيل االنتفاع فإنه يتون تامنا لها تمان المتري تجاه المتتري (الفصل ‪ 998‬ل عي‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ثال ا ـ الحصة الصناعية ‪L’Apport en industrie‬‬

‫قد تتون حصة الشريك تتم ل في التزامه بثن يخصص نشاطه كله أو بعقه للشركة ‪ ،‬وذلك بــثن يقــع رهــن‬
‫إشارتها تجربته ‪ ،‬أو معارفه التقنية ‪ ،‬أو المهنية أو مواهبه ووتعه المهني في السو ‪ .‬لذلك فان المقصــود بالحصــة‬
‫الصناعية العمل الفني أو اإلداري المؤهل م ل عمل المهندا والمدير والمسير‪ ،‬وليس مجرد العمــل التبعــي المــثجور‬
‫الذي وإن كان صاحبه يحصل على نسبة من األربا فإنه ال يعتبر شــريتا ولتــن مجــرد عامــل باألربــا ‪ .‬والمعيــار فــي‬
‫التمييز بين هذا وذاك هو مدى استقالل أو تبعية مقدم العمل ‪ .‬بحيث إذا كان يقدم خدماتــه باســتقالل تــام عــن الشــركاو‬
‫اعتب ر عمله حصة صناعية وكان شريتا في الشركة ‪ .‬أما إذا كان تابعا في عمله إلى باقي الشركاو بحيــث يتلقــى مــنهم‬
‫التوجيهات ويخقع لرقابتهم كان مجرد أجير تابع حتى ولو كان يحصل على نسبة من األربا ‪.4‬‬
‫والشريك الذي يلتزم بثن يقدم عمله حصة في الشركة ال يجب عليه فقط أن يؤدى الخدمات التي وعد بها‪ ،‬بل‬
‫عليه أن يمتنع‪ ،‬باإلتافة إلى ذلك‪ ،‬عن منافسة الشركة بممارســة نشــاط مماثــل لنشــاطها لحســابه الخــاص أو لحســا‬
‫الغير (الفصل ‪ 1004‬ل عي‪ ،‬من هنا فإن القانون ألزمه بثن يقدم حسابا للشركة عن كل ما كسبه منذ إبرام العقــد‪ ،‬أي‬
‫منذ بدأ قيامه بالعمل لحسابها (الفصل ‪ 999‬ل عي ‪.‬‬
‫وإذا تبين أن الشريك مقدم الصحة الصناعية قد قام بعمليات لحسابه الخاص أو لحســا الغيــر بــدون موافقــة‬
‫الشركاو كان لهؤالو حق طلب إخراجه من الشركة‪ ،‬باإلتافة إلى أخذ العمليــات لحســابهم‪ ،‬واســتيفاو األربــا الناتجــة‬
‫عنها أو مطالبته بالتعويض (الفصــل ‪ 1004‬ل عي غيــر أن هــذا الحتــم ال يســري علــى الشــريك الــذي تتــون لــه قبــل‬
‫الدخول في الشركة مساهمات معروفة مماثلة في مشروعات أخــرى ‪ ،‬أو كــان يقــوم بعلــم الشــركاو اآلخــرين بعمليــات‬
‫مماثلة ‪ ،‬ولم يشترط عليه هؤالو في العقد وجو توقفه عنها (الفصل ‪ 1005‬ل عي ‪.‬‬
‫وفي حالة توصل الشريك بالحصة الصناعية إلى اختراع جديد أثناو قيامه بالعمل لحسا الشركة وحصــوله‬
‫على البراوة المتعلقة به فإنه ال يتون ملزما بتقديمها إلــى الشــركة إال إذا كــان العقــد يشــترط خــالف ذلــك (الفصــل‬
‫‪ 999‬ل ع ي‪ .‬وإذا امتنع الشريك بالحصة الصناعية عن القيام بالخدمات التــي التــزم بهــا أو تعــذر عليــه القيــام‬
‫بذلك بسبب المرض أو عاهة‪ ،‬أو غير ذلك ترتب على ذلك انققاو الشركة‪.‬‬
‫ويجب أن يقدر نصيب الشريك الذي يقــدم عملــه حصــة فــي رأا المــال بحســب أهميــة ذلــك العمــل بالنســبة‬
‫للشركة‪ .‬ويسوغ أن يشترط أن يتون نصيبه في األربا أكبــر مــن أنصــبة بــاقي الشــركاو‪ .‬وإذا قــدم م ــل هــذا الشــريك‬

‫‪ 1‬راجل بالنسبة للشركة ذات المسؤولية المحدودة ص ‪ 303 :‬وبالنسبة لشركة المساهمة ـ ص‪.332 :‬‬
‫‪ 2‬محكمة االستئناف بمراكش‪ ،‬قرارها الصادر يي الملف عدد ‪ ،02/4386 + 01/1/5158‬بتاريخ ‪ ،2003/7/21‬المحامي (هيئة المحامين‬
‫بمراكش)‪ ،‬عدد ‪ ،44‬ص‪ 487.4.‬يي الملف عدد ‪ ،99/901‬بتاريخ ‪ ،2000/12/11‬المحامي (هيئة المحامين بمراكش) عدد ‪ ،43‬ص‪.215 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪R. Baillod – L’apport en industrie – thèse ( dactyl) Toulouse 1981.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Guyon - op.cit. n° 107 .‬‬
‫‪17‬‬

‫زيادة على عمله نقودا أو قيما عينية أخرى في رأا المال وجــب أن يتــون نصــيبه متناســبا مــع مــا قدمــه مــن المــال‬
‫والعمل معا (الفصالن ‪ 1033‬و‪ 1036‬من ل عي‪.‬‬
‫ويالحظ أن الحصة الصناعية ال تدخل في تتوين رأسمال الشــركة ألنهــا‪ ،‬باعتبارهــا التزامــا معنويــا‪ ،‬ال يمتــن‬
‫التنفيذ عليها‪ ،‬فال يمتن بالتالي أن تشتل تــمانا لــديون الــدائنين‪ .‬مــن هنــا فإنــه ال يجــوز تقــديمها حصــة فــي شــركات‬
‫المساهمة والمسؤولية المحدودة‪ ،1‬ألن هذه الشــركات شــركات أمــوال والحصــة الصــناعية ال تــدخل فــي تتــوين رأا‬
‫المال‪ .‬كما أنه ال يجوز للشريك الموصى أن يتتفي بتقديم عملــه حصــة فــي شــركة التوصــية‪ ،‬ألن م ــل هــذا الشــريك ال‬
‫يسثل عن ديون الشركة إال بمقدار المبل الذي قدمه حصة فيها والعمل قيمة غير مادية ال يمتن تقويمها بالنقود‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫رأســـمــــال الــشــركـــــة‬
‫يتشتل رأسمال الشركة من مجموع الحصص النقدية والعينية ‪ ،‬دون الحصص الصناعية‪ ،‬ألن هــذه األخيــرة‬
‫كما سبق وأن قلنا قيم غير مادية ال يمتن تقويمهــا بــالنقود‪ ،‬وبالتــالي ال تصــلح للتنفيــذ الجبــري عليهــا‪ ،‬لــذلك فهــي ال‬
‫تعتبر تمانا لدائني الشركة‪ ،‬ومن ثم ال تدخل في تتوين رأسمال هذه األخيرة ‪.‬‬
‫ويالحظ أن رأسمال الشركة يتطابق في بداية تشتيلها مــع أصــولها التــي تتم ــل فــي هــذه المرحلــة كــذلك فــي‬
‫مجموع الحصص النقدية والعينية‪ .‬غير أنه مع بدايــة مزاولــة الشــركة لنشــاطها غالبــا مــا تــنخفض تلــك األصــول عــن‬
‫الرأسمال نتيجة المصاريف المترتبة عن بدو تشــغيلها‪ ،‬ثــم تعــود إلــى االرتفــاع إذا مــا حققــت الشــركة أرباحــا‪ ،‬إلــى أن‬
‫تتجاوز الرأسمال المتتتب به‪.2‬‬
‫وهذه األصول هي التي تعبر عن الوتعية المالية للشركة وهــي التــي تشــتل تــمانا للــدائنين‪ .‬مــن هنــا فإنــه‬
‫يجب عدم الخلط بين رأسمال الشركة وبين تمان ديون الدائنين‪ .‬فالذي يشتل ذلك القمان هو أصول الشركة ‪social‬‬
‫‪ ، 3L‘ actif‬وهذه كما رأينا غالبا ما تتجاوز رأسمالها ألن هذا األخير يعبر عــن المبــال والقــيم المتتتــب بهــا مــن قبــل‬
‫الشركاو فقط ‪ ،‬في حين تتشتل أصولها من تلك المبال والقيم مقافة إليها األربا التي وظفتها الشركة أما في تشتيل‬
‫االحتياطي أو في است مارات أخرى ‪.‬‬
‫غير أنه من الناحية القانونية فإن الرأسمال يظل هو الحد األدنى لقمان ديون الشركة‪ ،‬لذلك فــان المشــرع‬
‫أخقعه لمبدأ ثبات الرأسمال ـ ‪Fixité du capital‬ـ بحيث يجب أال تقل أصول الشركة عن قيمــة الرأســمال المتتتــب‬
‫به‪ .‬وللتعبير عن هذه الوتعية في ميزانية الشركة فإنه يتم إثبات الرأسمال في جانب الخصوم ‪ Le passif‬وليس في‬
‫جانب األصول ‪ . L’actif‬والسبب في ذلك أن الرأسمال كما قلنا ســابقا يتشــتل مــن حصــص المشــاركة ‪ ،‬وهــذه يجــب‬
‫على الشركة أن تعيدها إلى أصحابها الشركاو عند انققائها (أي الشركةي لذلك فهي بم ابة ديون‪.4‬‬
‫من هنا فإنه ‪:‬‬
‫‪ -‬ال يجوز االقتطاع من رأسمال الشركة لتوزيع المبل المقتطع على الشركاو في شتل أربا ‪.‬‬
‫إلــى حــين إعــادة‬ ‫ـ في حالة حصول خســائر وتــدني رأا المــال ‪ ،‬يجــب التوقــف عــن توزيــع األربــا‬
‫تشتيله (الفصل ‪ 1038‬ـ ‪ 2‬ـ ل ع ي‪.‬‬
‫ـ أن تخفيض رأا المال في الحاالت التي يتم فيها صحيحا ال يمتن االحتجاج به فــي مواجهــة الــدائنين‬
‫السابقين ‪.‬‬

‫‪ 1‬باستثناء حالة وحيدة أجاز ييها المشرع تقديم الحصة الصناعية يي الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬وهي عندما يتعلق غرضها باستبالل‬
‫أصل تجاري أو مقاولة حريية قدمت لها كحصة عينية‪ ،‬أو تكون الشركة قد أنشأت ذلك انطالقا من استبالل عناصر مادية قدمت لها كحصة‬
‫عينية‪ ،‬حيث أجاز المشرع لمقدم تلك الحصة أن يقدم‪ ،‬يضال عن ذلك‪ ،‬نشاطه الرئيسي متى كان مرتبطا بتحقيق غرض الشركة (المادة ‪ 2 /51‬ـ‬
‫شركات ) ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Guyon – op.cit. n° 107 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Guyon op.cit . n° 109 - Hamel Lagarde et Jauffret op.cit. 2éme volume n° 398.‬‬
‫‪Guyon – op.cit. n° 109.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪18‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫المشاركة في األربا والخسائر‬
‫يجب أن يتون الغرض من تثسيس الشركة السعي إلى تحقيق الربح وتوزيعه بين الشركاو من خالل استغالل‬
‫رأا المال المشترك‪ .‬وإذا أدى ذلك االستغالل إلى إلحا خسارة بالشركة فيجــب أن تتــون إرادة الشــركاو قــد اتجهــت‬
‫كذلك إلى تحمل تلك الخسارة بنفس نسبة توزيع األربا ‪.‬‬
‫وإذا كان الفصل ‪ 982‬ل ع قد اكتفى باإلشارة إلى توزيــع األربــا فــإن الفصــل ‪ 1033‬قــد تــدارك ذلــك‬
‫بنصه على أن ‪ " :‬نصيب كل شريك من األربا والخسائر يتون بنسبة حصته في رأا المال ‪. "...‬‬
‫والمقصود بالربح الذي يجب أن يسعى إليه الشركاو كل إتافة نقديــة كانــت أو ماديــة تــدخل فــي الذمــة الماليــة‬
‫للشريك وتؤدى إلى الزيادة في موجوداتها بحيث إذا كان غرض المشاركــة هو تــوفير النفقــات أو تفــادي الخســارة لــم‬
‫يعتبر ذلك ربحا ألنه ال يقيف شيئا إلى الذمة المالية‪ ،‬ولم يعتبر التجمع القائم على ذلك شركة بل جمعية ‪.1‬‬
‫من هنا فعنصر الربح هو الذي يميز الشــركة عــن الجمعيــة والتعاونيــة‪ .‬فالشــركة تقــوم علــى مفهــوم تحقيــق‬
‫الربح أ ما الجمعية أو التعاونية فتقوم على تحقيق أغراض اجتماعية أو ثقافية أو دينية أو رياتية أو غيرها ‪ ،‬وهي ال‬
‫شثن لها بالتسب المادي ‪.‬‬
‫وتتحدد نسبة مشاركة الشركاو في األربا والخسائر بنفس نسبة مشاركتهم في الرأسمال‪ .‬وفــي حالــة عــدم‬
‫تحديد هذه النسبة األخيــرة فإنــه يفتـرض أن أنصــبة الشــركاو متســاوية‪ .‬وإذا لــم يحــدد نصــيب الشــريك إال فــي‬
‫األربا طبقت نفس النسبة على الخسائر والعتس بالعتس (الفصل ‪ 1033‬ل ع ي‪.‬‬
‫وإذا تقمن عقد الشركة شرطا يققي بمــنح أحــد الشــركاو نصــيبا مــن األربــا أو بتحميلــه نصــيبا مــن‬
‫الخسائر أكبر من حصته في رأا المال كان ذلك الشرط باطال ومبطال للعقــد (الفصــل ‪ 1034‬مــن ل عي وعلــى هــذا‬
‫يعتبر باطال ومبطال للعقد‪:‬‬
‫ـ الشرط الذي يققي بتوزيع األربا أو الخسائر توزيعا متساويا في حين أن حصص الشركاو فــي رأا المــال‬
‫غير متساوية‪ ،‬والعتس بالعتس‪ ،‬ويؤخذ بعين االعتبار هنا إمتانية اشتراط أربــا أكبــر للشــريك الــذي يقــدم عملــه‬
‫حصة في رأا المال (الفصل ‪ 1032‬ل عي‪.‬‬
‫ـ الشرط الذي يققي بتوزيع األربا بنسبة مختلفة عن النسبة المقررة لتوزيع الخسائر‪.‬‬
‫ـ الشرط الذي يقرر ألحد الشركاو نسبة ثابتة من األربا ‪ ،‬أو يعطيه الحق في كامل األربا ‪ .‬وفــي هــذه الحالــة‬
‫األخيرة فإن المشرع وإن اعتبر العقد باطال‪ ،‬فإنه قد اعتبره متقــمنا تبرعــا مــن الشــريك الــذي تنــازل عــن نصــيبه فــي‬
‫الربح (الفصل ‪ 1035‬ل عي وفي هذا تطبيــق لنظريــة تحــول العقــد التــي تققــي بثنــه إذا تــوفر فــي العقــد الباطــل مــن‬
‫الشروط ما يصح به عقد آخر جرت عليه القواعد المقررة لهذا العقد اآلخر (الفصل‪ 309‬ل ع ي‪.‬‬
‫ـ الشرط الذي يعفي أحد الشركاو من تحمل نصيبه من الخسائر غير أنه يالحــظ أن المشــرع فــي هــذه الحالــة قــد‬
‫قصر البطالن على الشرط ولم يرتب على ذلك بطالن العقد (الفصل ‪ 1035‬ل عي‪.‬‬
‫هذا وقد نص المشرع على أن للشريك الذي يتقرر من وجود شرط من هذا النوع أن يرجع على الشركة في‬
‫حدود ما لم يقبقه من نصيبه في الربح أو ما دفعه زائدا على نصيبه في الخسارة (الفصل ‪ 1034‬ل عي ‪.‬‬

‫‪ 1‬يالحظ أن القانون الفرنسي وسل من مفهوم الربح بمقتضى تعديل أدخله على المادة ‪ 1832 :‬من القانون المـدني بتـاريخ ‪ 4‬ينـاير ‪،1978‬‬
‫إذ أصبح الربح يشمل يي ظله تويير النفقات‪ ،‬بحيث تعتبر شركة يي ظله كذلك التجمعات التي تقوم علـى االسـتفادة مـن تـويير النفقـات ـ‬
‫راجل ‪:‬‬
‫‪- Rippert et Roblot – op.cit. n° 674 et s. – Guyon , de la distinction des sociétés et des associations dans la‬‬
‫‪loi du 4 janvier 1978 Melanges Kayser 1979 –1 – 483.‬‬
‫‪19‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫نــــيـــــــة الــمشـــاركــــة‬
‫البد لقيام الشركة من وجود ركن رابع هو تــوفر نيــة المشــاركة عنــد أعقــائها‪ .‬فهــذه النيــة هــي التــي تميــز‬
‫الشركة عن بعض األنظمة المشابهة التي تتوفر فيها األركان ال الثة السابقة وال تعتبر شركات بالقــبط لعــدم تــوفر‬
‫نية المشاركة لدى أطرافها ‪.‬‬
‫ويقصد بنية المشاركة أن تتوفر لدى الشركاو الرغبة في التعاون‪ ،‬وتتجه إرادتهم نحو العمل المشترك علــى‬
‫قدم المساواة الستغالل أموالهم أو عملهم أو هما معا لتحقيق هدفهم المشترك الذي هو الربح‪.1‬‬
‫ولقد أهمل المشرع المغربي هذا الركن في تعريفه لعقد الشركة في الفصل ‪ 982‬من ل ع‪ ،‬غير أنه يمتــن‬
‫القول أنه يستفاد بشتل غير مباشر مــن صــيغة الفصــل ‪ 983‬ل ع الــذي جــاو فيه‪":‬االشــتراك فــي األربــا الــذي‬
‫يمنح للمستخدمين ولمن يم لون شخصا أو شركة في مقابلة خــدماتهم كليــا أو جزئيــا ال يتفــي وحــده ليخــولهم صــفة‬
‫الشركاو ما لم يتم دليل آخر بالعقد على الشركة"‪.‬‬
‫ويالحظ أن نية المشاركة تظهر بشتل واتح في شركات األشخاص‪ .‬حيث أن قيامها على االعتبار الشخصــي‬
‫يجعل كافة الشركاو إما يتولون اإلدارة والتسيير مباشرة‪ ،‬أو على األقــل يهتمــون بتيفيــة إدارتهــا ويمارســون رقــابتهم‬
‫على ذلك‪ .‬هذا بخالف شركات األموال حيث يهتم المساهم أساسا بتوظيف أمواله في مشــروعاتها‪ ،‬أمــا شــؤون اإلدارة‬
‫فهوال يتاد يعيرها اهتماما‪ .‬غير أن هذا ال يمنع من وجود نية المشاركة في م ل هذه الشركات‪ .‬وهي تتم ل في اجتمــاع‬
‫المساهمين في الجمعية العامــة والمداولــة فــي أحــوال الشــركة‪ ،‬وتعيــين هيئاتهــا اإلداريــة‪ ،‬والتصــديق علــى حســابات‬
‫الشركة ‪ ...‬الخ‪ .‬من هنا فإن بعض الفقه الحظ أن نية المشاركة تزيد أو تنقص بحسب األوتــاع‪ .‬فهــي تختلــف بحســب‬
‫نوع الشركة ـ كما الحظنا سابقا ـ وتختلف بحسب المجازفة التي يقدم عليها الشريك بمشاركته في الشركة بحيــث كلمــا‬
‫كانت تلك المجازفة كبيرة كلما كانت نية المشاركة عنده قوية‪ .‬وهي تختلف داخل نفس النوع مــن الشــركات بــاختالف‬
‫نوع الشركاو‪ .‬ففي شركة المساهمة م ال‪ ،‬المساهمون الذين يتحتمون فــي المشــروع تتــون لهــم نيــة مشــاركة قويــة‪،‬‬
‫وأولئك الذين يحوزون أقلية رأا المال يعملون ما أمتن لممارسة الحقو التي يقررها القانون للدفاع على مصــالحهم‬
‫بالحقور في اجتماعات الجمعية العامة ومناقشة نشــاط الشــركة وطريقــة تســييرها ‪ ...‬الــخ‪ ،‬فــي حــين يتتفــي الــبعض‬
‫اآلخر من المساهمين بتحصيل األربا دون أي اهتمام بشؤون تسيير الشركة‪.2‬‬
‫هذا‪ ،‬وتشتل نية المشاركة المعيار في تمييز الشركة عن بعض العقود المشابهة التــي يســاهم فيهــا الشــخص‬
‫بماله أو بعمله مقابل نسبة من األربا دون أن يشتل ذلك مشاركة بالمفهوم القانوني ‪ ،‬ومن هذه العقود ‪:‬‬
‫ـ عقد العمل مع االشتراك في األربا ‪ :‬فهو ال يعتبر عقد شركة ألن األجير يظل تابعا لر العمل الــذي يســتطيع‬
‫فصله متى شاو في حين أن الشركة تقوم على المساواة بين الشركاو ‪.‬‬
‫ـ حالة الشياع‪ :‬وهو ال يعتبر شركة بالرغم من وجود مال مشترك ألنه حالــة اتــطرارية لــم يتــن للمــالك إرادة‬
‫في إيجادها‪ .‬وهو ينشث في الغالب عن اإلرث بحيث ال يمتن القول معه بوجود نية المشاركة التــي تقتقــي توجــه إرادة‬
‫الشركاو نحو التعاون المشترك‪ .‬هذا فقال عن أنه ليس للشياع شخصية معنوية‪ ،‬وال ذمة مستقلة كما في الشركة ‪.‬‬
‫ـ عقد القرض مقابل نســبة مــن األربــا ‪ :‬وهــو كــذلك ال يعتبــر شــركة ألن المقــرض ال يملــك حــق التــدخل فــي‬
‫است مار المشروع ‪ ،‬ومراقبة أعماله خالفا لما تققي به نية المشاركة ‪ ،‬هذا فقال عن أنه ال يتحمل الخسائر ‪.‬‬

‫الفرع ال الث‬
‫األركـان الشـتـليـة الخـاصة بالـشـركـة‬
‫اشترط المشرع النعقاد الشركة‪ ،‬باإلتافة إلى األركان العامــة للتعاقــد والشــروط الموتــوعية الخاصــة بعقــد‬
‫الشركة‪ ،‬أن ينظم بهذه األخيرة عقد متتو ‪ ،‬وأن يتم شهر ذلك العقد ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫احمد شكري السباعي ـ نفس المرجل ـ الجزء الخامس ص‪ 72 :‬ـ مصطفى كمال طه ـ نفس المرجل ـ الفقرة ‪.242 :‬‬
‫‪Houin, Les critères distinctifs de la société et de l’indivision depuis les réformes récentes du code civil,‬‬
‫‪R.D.C. 1979, 645 ; Mestre, L’égalité en droit des sociétés, Rev. Stés, 1989, 399 ; Guyon, La fraternité dans‬‬
‫‪le droit des sociétés, Rev. Stés, 1989, 439 ; J.M. De Bermond de Vaulx, Le spectre de l’affectio- sociatis, J C‬‬
‫‪P Entrep. 1994 – I – 346.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Guyon op.cit. n° 125.‬‬
‫‪20‬‬

‫المبحث األول‬
‫الــتــــتـــابــــــــــة‬
‫اشترط المشرع المغربي في تثسيس الشركات التجارية‪ 1‬أن ينظم بها عقد متتــو رســمي أو عرفــي‪ .‬ونفــس‬
‫الشيو بالنسبة للتعديالت التي قد تدخل على العقد األصلي ‪ .‬وقد تطلب المشرع التتابة في عقد تثسيس أو تعــديل كافــة‬
‫الشركات باست ناو شركة المحاصة ‪.‬‬
‫فقد جاو في المادة ‪ 11‬من القانون المنظم لشركة المساهمة التي أحالت عليها المادة‪ 1‬مــن القــانون المنظمــة‬
‫لباقي الشركات‪ ":‬يجب أن يوتع النظام األساسي كتابة ‪...‬‬
‫ال تقبــل بــين المســاهمين أيــة وســيلة إثبــات تــد مقــمون النظــام األساســي يجــب أن ت بــت االتفاقــات بــين‬
‫المساهمين كتابة‪".‬‬
‫وهذا يعني أن التتابة شرط أساسي في قيام الشركة التجارية وفي كل تعــديل قــد يــدخل عليهــا‪ ،‬وبــدونها‬
‫تتون الشركة باطلة‪.2‬‬
‫ويشتل عقد تثسيس الشركة نظامها األساسي الذي تخقع له ســواو فيمــا يتعلــق بالعالقــات داخلهــا أو فــي‬
‫عالقتها باألغيار ‪.‬‬
‫ولقد أوجب القانون الجديد تثريخ النظام األساسي‪ ،‬وتقمينه مجموعة من البيانات اإللزامية تختلف باختالف‬
‫نوع الشركة‪ ،‬وذلك تحت طائلة البطالن (المواد ‪ 1‬و ‪ 5‬و ‪ 50‬مــن قــانون الشــركاتي باســت ناو شــركة المســاهمة التــي‬
‫تعتبر قائمة إنما يمتن لتل ذي مصلحة تقديم طلب للققاو لتوجيه أمــر بتســوية عمليــة التثســيس تحــت طائلــة غرامــة‬
‫تهديدية ـ (المادة ‪ 12‬من القانون المــنظم لشــركة المســاهمةي وكــل هــذا يعنــي أن القــانون المغربــي للشــركات أصــبح‬
‫قانونا شتليا‪ ،‬بحيث فــي حالــة غيــا التتابــة‪ ،‬أو فــي حالــة اختاللهــا بعــدم تقــمين العقــد واحــدا أو أك ــر مــن البيانــات‬
‫اإللزامية‪ ،‬أو في حالة عدم تثريخه فإن الشركة ال تعتبر مؤسسة بصفة قانونية ‪.‬‬
‫ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أهمية الشــركة كشــخص معنــوي تجــاري يجمــع بــين مجموعــة مــن الشــركاو‬
‫تترتب على كل واحد منهم مجموعة من االلتزامات‪ ،‬وت بت له مجموعة من الحقو ‪ ،‬كما تتعلق به مصالح األغيار من‬
‫دائنين وغيرهم‪ .‬فتان من القروري تبط عقد تثسيسها الذي يشتل نظامها األساسي الذي ستخقع له بشثن كـل تلــك‬
‫العالقات في المستقبل‪ ،‬وهو ما ال يمتن أن يتم إال كتابة‪ .‬إذ من ناحية‪ ،‬من شثن ذلــك أن يحمــل الشــركاو علــى التفتيــر‬
‫مليا قبل اإلقدام على إنشاو شركة قد تعــرض أمــوالهم للخطــر‪ .‬ومــن ناحيــة ثانيــة فــإن التتابــة بــالنظر لمــا تــوفره مــن‬
‫وتو ودقة من شثنها أن تقلل من النزاعات التي قد تنشث بشثن تنفيذ العقد‪ .‬هذا ناهيك عن أنــه يترتــب علــى تثســيس‬
‫الشركة خلق شخص معنوي جديد يتعامــل فــي الســو ‪ ،‬مــن القــروري أن نمتــن األغيــار‪ ،‬مــن دائنــين وغيــرهم‪ ،‬مــن‬
‫التعرف عليه من خالل تعريفهم بنظامه األساسي‪ ،‬وهذا يستدعي شهر عقد تثسيسه فتيف يمتن إجراو ذلك إذا لم يتن‬
‫ذلك العقد متتوبا؟‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫الشـــــهـــــــــــر‬
‫باإلتافة إلى وجو إفراغ النظام األساسي للشركة التجارية في مستند متتــو فــإن المشــرع اســتلزم شــهر‬
‫ذلك النظام‪ .‬ويتم الشهر عن طريق التسجيل فــي الســجل التجــاري وإيــداع العقــود فيــه‪ ،‬مــع النشــر‪ ،‬وذلــك بســعي مــن‬
‫المم لين القانونيين للشركة‪ ،‬وتحت مسؤوليتهم (المادتان ‪ 93‬و ‪ 94‬من قانون الشركاتي‪.‬‬

‫أوال ـ تسجيل الشركة في السجل التجاري‬


‫فيجب بداية تسجيل الشركة في السجل التجاري عبر المنصة االلتترونية الخاصة بإحداث المقــاوالت‪ ،‬مــع إيــداع‬
‫نسختين أو نظيرين من النظام األساسي‪ ،‬التترونيا عبر نفس المنصة‪ ،‬وذلك داخل ثالثين يوما مــن التثســيس‪( 1‬المــادة‬
‫‪ 95‬شركاتي‪.‬‬

‫‪ 1‬بخالف الشركات المدنية التي تنعقد بمجرد تراضي أطرايها على إنشائها باستثناء الحاالت التي يتطلب ييها القانون شكال خاصا‬
‫(الفصل ‪ 987‬من ق ل ع) ‪.‬‬
‫‪ 2‬راجل ما سيأتي ييما بعد ‪ ،‬ص‪. 34 :‬‬
‫‪21‬‬

‫ومن تاريخ القيد تبتدئ مدة الشركة وتتتسب شخصيتها االعتباريــة (المــادة ‪ 3‬مــن قــانون شــركة المســاهمة‬
‫والمادة ‪1‬من قانون باقي الشركاتي‪ .‬وبطبيعة الحال كل تغيير يطرأ على نظامهــا األساســي بعــد هــذا التــاريخ يســتوجب‬
‫تعديل القيد في السجل التجاري‪ ،‬وإال ما أمتن االحتجاج به تجاه الغير‪ ،‬إال إذا استطاعت الشركة إثبــات علــم الغيــر بــه‪،‬‬
‫كما أنها إذا غيرت مقرها االجتماعي‪ ،‬يجب تسجيل الشركة بمحتمة المقر الجديد‪ ،‬والتشــطيب علــى التســجيل بمحتمــة‬
‫المقر القديم‪ ،‬وعلى هذه األخيرة أن تقوم بإرسال ملف الشركة إلى محتمة المقر الجديد‪.2‬‬

‫ثانيا ـ النشر‬
‫يجب باإلتافة إلــى اإليــداع نشــر إشــعار أو إعــالن فــي الجريــدة الرســمية وفــي جريــدة لإلعالنــات القانونيــة‬
‫يتقمن مستخرجا من النظام األساسي‪ ،‬وذلك في أجل ‪ 30‬يوما كذلك من تاريخ التثسيس‪ .‬ويجب أن يشــير المســتخرج‬
‫إلــى‪1:‬ـ شــتل الشــركة ـ ‪ 2‬ـ وتســميتها ـ‪ 3‬ـ وغرتــها ـ ‪ 4‬ـ وعنوانهــا (مقرهــا االجتمــاعيي ‪ 5‬ـ ومــدتها ـ ‪ 6‬ـ ومبل ـ‬
‫رأسمالها مع بيان الحصص النقدية ‪ ،‬ووصف الحصص العينية مع تقييمها ـ‪ 7‬ـ وأسماو الشركاو وصفاتهم ومواطنهم‬
‫ـ ‪ 8‬ـ وأسماو وصفات ومواطن الشركاو أو األغيار الــذين يحــق لهــم إلــزام الشــركة اتجــاه األغيــار ـ ‪ 9‬ـ وكتابــة تــبط‬
‫المحتمة التي تم بها اإليداع (المادتان ‪ 93‬و ‪ 96‬شركاتي‪.‬‬
‫وإذا حصل تباين بين النص المنشــور والــنص المــودع فــي الســجل التجــاري فإنــه ال يمتــن مواجهــة االغيــار‬
‫بالنص المنشور‪ .‬غير أنه يمتن لهؤالو أن يتمستوا به في مواجهة الشركة‪ ،‬ما لم ت بــت هــذه األخيــرة اطالعهــم علــى‬
‫النص المودع (المادة ‪ 4-94‬شركاتي‪.‬‬
‫والقصد من إخقاع الشركات التجارية إلى إجراوات الشــهر هــذه تمتــين االغيــار مــن التعــرف علــى وجــود‬
‫شخص معنوي جديد في الميدان التجاري‪ ،‬وذلك لجعل بنود النظام األساسي سائرة في مواجهتهم ‪ ،‬خاصــة مــا يتعلــق‬
‫منها بالعمل الذي تتعاطاه‪ ،‬واألشخاص المتلفين باإلدارة‪ ،‬ومدى مسؤولية الشــركاو عــن ديــون الشــركة وغيــر ذلــك‬
‫مما يعني المتعاملين التعرف عليه ‪.‬‬
‫وإذا لم يتم شهر تثسيس الشركة وفق المسطرة المقررة قانونا ترتب على ذلك بطالنها (م ‪ -1-98‬شركاتي‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫جـزاو مـخـالــفـة شــروط التثســيــس‬
‫يترتب على مخالفة شروط تثسيس الشركة الــبطالن مبــدئيا ‪ ،‬مــع قيــام المســؤولية المدنيــة والجنائيــة‬
‫للمسؤولين عن ذلك ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫الـــبــــطــــــــالن‬
‫لقد أرسى القانون الجديد للشركات نظاما خاصا للبطالن‪ 3‬يختلف باختالف أسبابه ‪ ،‬كما أنه يختلــف مــن حيــث‬
‫آثاره عن نظام البطالن الذي ترسيه القواعد العامة ‪.‬‬
‫والهدف من هذا النظام الجديــد تفــادي ســلبيات نظــام الــبطالن القــديم الــذي كــان يــنعتس ســلبا علــى مســتوى‬
‫استقرار المعامالت‪ ،‬باإلتافة إلى أنه يرتب أثرا خطيرا ال يتالوم دائما والمقتقى الــذي تمــت مخالفتــه‪ ،‬مــن هنــا فإننــا‬
‫سنجد أن المشرع حصر أسبا البطالن في مخالفة المقتقيات ذات األهمية مع فتح المجال لتصــحيحها‪ ،‬ونــص علــى‬
‫تقادم دعواه بمرور ثالث سنوات‪ ،‬مع دعم كل ذلك بمؤيدات جزائية‪.‬‬
‫ولبيان ذلك يجب علينا أن نتوقف أوال عند أسبا البطالن على أن نتعرض ثانيا إلى آثاره‪.‬‬

‫‪ 1‬علما بأنه يي حالة تعيين المسيرين يي النظام األساسي يإنه ال داعي ل إلدالء بمحضر تعيينهم‪ ،‬بخالف ما لو تم ذلك بمقتضى عقد مستقل حيث‬
‫يجب أن يريق النظام األساسي بمحضر التعيين‪ ،‬لجنة تنسيق المتعلقة بالسجل التجاري‪ ،‬السؤوال رقم ‪ ،23‬وزارة العدل"السجل التجاري‪،‬‬
‫توصيات لجنة التنسيق"‪ ،‬منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية‪ ،‬مطبعة إيليت‪ ،‬يوليو ‪ ،2010‬ص‪.45 .‬‬
‫‪ 2‬دورية وزارة العدل عدد ‪.98/1‬‬
‫‪R-. Sinay, Le nouveau droit de la constitution des sociétés commerciales. Rev. Stés. 1966-246 ; NGuen 3‬‬
‫‪Xuan Chanh, La nullité des sociétés commerciales dans la loi du 16 juillet 1966. D.S. 1968 Chron 27.‬‬
‫‪22‬‬

‫المطلب األول‬
‫أســـبــــا الــبـــطـــالن‬
‫بحسب المادتين ‪ 337‬و ‪ 338‬من القانون المنظم لشركة المساهمة التي أحالت عليهما المــادة ‪ 1‬مــن قــانون‬
‫باقي الشركات ‪ ،‬فإن بطالن الشركة ال يمتن أن يترتب " إال عن نص صريح من هذا القــانون أو عــن أحــد أســبا‬
‫بطالن العقود بشتل عام"‪.‬‬
‫فهــذا يعنــي أنــه يجــب بالنســبة لتثــار المترتبــة علــى اخــتالل أحــد أركــان الشــركة التمييــز بــين األركــان‬
‫الموتوعية العامة أو الخاصة‪ ،‬وبين الشروط الشتلية الخاصة‪.‬‬

‫الفقرة األولى ـ اختالل األركان الموتوعية العامة أو الخاصة‬


‫بالنسبة لألركان الموتوعية العامة فإن تخلفها يؤدي إلى بطالن العقد أو إبطاله حسب القواعد العامة للتعاقد‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألركان الموتوعية الخاصة‪ ،‬فيترتب على تخلفها بطالن العقد مبدئيا‪ ،‬إال أنه تطبيقا للقواعد العامة‪،‬‬
‫وخاصة الفصل ‪ 309‬من ل ع الذي يققي بثنه‪":‬إذا بطل التزام باعتبــار ذاتــه وكــان بــه مــن الشــروط مــا يصــح بــه‬
‫التزام آخر جرت عليه القواعد المقررة لهذا االلتزام اآلخــر" فإنــه إذا كــان الـركن المتخلــف يجعــل العقــد قــابال لتتييــف‬
‫آخر‪ ،‬فإنه يسار إلى إعمال قواعد ذلك العقد اآلخر‪ ،‬كما لو كان الركن المتخلف يتعلق بنية توزيــع األربــا حيــث يمتــن‬
‫أن يتحول العقد إلى جمعية أو تعاونيــة إذا تــوافرت شــروطه األخــرى ‪ ،‬أو كــان يتعلــق بنيــة المشــاركة حيــث يمتــن أن‬
‫يتحول إلى قرض مقابل نسبة األربا أو عقد شغل مع االشتراك في األربا ‪.1‬‬
‫وبالفعل فإننا نجد في التشريع المغربي تطبيقا لـهذه القاعدة في الفصــل ‪ 1035‬مــن ل ع الــذي يــنص علــى‬
‫أنه‪":‬إذا تقمن العقد منح أحد الشركاو كل الربح كانت الشركة باطلة واعتبــر العقــد متقــمنا تبرعــا ممــن تنــازل عــن‬
‫نصيبه في الربح"‪.‬‬

‫الفقرة ال انية ـ اختالل الشروط الشتلية الخاصة‬


‫بالنسبة للشروط الشتلية الخاصة فهي التي تتعلق بها مقتقيات المادتين ‪ 337‬و‪ 338‬المشار إليهمــا أعــاله‪،‬‬
‫من حيث أنه ال يمتــن أن يترتــب بطــالن الشــركة إال علــى نــص صــريح فــي قــانون الشــركات‪ ،‬وأنــه بالنســبة للشــروط‬
‫النظامية المخالفة للقواعد اآلمرة الواردة فيه فإنها تعتبر كثن لم تتن دون أن يؤدي ذلك إلى بطالن الشركة‪.‬‬
‫وإذا رجعنا إلى المقتقيات الخاصة بتثسيس الشركات فإننا نجد أن حاالت البطالن التــي نــص عليهــا القــانون‬
‫هي عدم تثريخ النظام األساســي أو عــدم تقــمينه البيانــات القانونيـة األساســية بالنســبة لشــركة التقــامن والتوصــية‬
‫البســيطة (المــادة ‪ 5‬ـ شــركاتي‪ ،‬وبالنســبة للشــركة ذات المســؤولية المحــدودة (المــادة‪ 50:‬ـ شــركاتي وعــدم احتــرام‬
‫إجراوات اإليداع والنشر (المادة ‪ 98‬شركاتي بالنسبة لنفس الشركات (المادة ‪ 98‬شركاتي‪.‬‬
‫وهذا يعني أنه بالنسبة لتافة الشركات باست ناو شــركة المســاهمة يترتــب علــى تخلــف التتابــة‪ 2‬أو اختاللهــا‬
‫وعلى اختالل الشهر البطالن ‪.‬‬
‫أما بالنســبة لشــركة المســاهمة فــإن القــانون لــم يرتــب علــى تخلــف التتابــة أو اختاللهــا أو علــى عــدم احتــرام‬
‫إجراوات الشهر البطالن‪ ،‬بل هو قد تعامل مع ذلك بشتل مخالف من حيث أنه لم يرتب أي أثر على ذلــك علــى مســتوى‬
‫تثسيس الشركة إنما نص على أنه‪":‬إذا لم يتقمن النظام األساسي كــل البيانــات المتطلبــة قانونيــا وتنظيميــا‪ ،‬أو أغفــل‬
‫القيام بثحد اإلجراوات التي تــنص عليهــا فيمــا يخــص تثســيس الشــركة أو تمــت بصــورة غيــر قانونيــة يخــول لتــل ذي‬
‫مصلحة تقديم طلب للققاو لتوجيه أمر بتسوية عملية التثسيس تحت طائلة غرامة تهديدية‪ ،‬كما يمتــن للنيابــة العامــة‬
‫التقدم بنفس الطلب‪.‬‬
‫تتقادم الدعوى المشار إليهــا فــي الفقــرة أعــاله بمــرور ثــالث ســنوات ابتــداو مــن تقييــد الشــركة فــي الســجل‬
‫التجاري ‪ ،‬أو من تقييد التغيير في ذلك السجل وإلحا العقود المغيرة للنظام األساسي به "(المادة‪ 12‬ـ ‪ 2‬ـ ‪3‬ي‪.‬‬
‫وبالنسبة للشهر فإنه يترتب علــى تخلفــه عــدم قيــام الشــركة كشــخص معنــوي (المــادة‪7:‬ـ مــن قــانون شــركة‬
‫المساهمةي‪ ،‬وتبقى العالقات بين المساهمين خاتعة لعقد الشركة وللمبادئ العامة لاللتزامــات والعقــود (المــادة ‪ 8‬مــن‬
‫نفس القانوني‪.‬‬

‫استئنايية الرباط‪ ،‬الحكم الجنحي عدد‪ ،63619 :‬مجلة رابطة القضاة‪ ،‬العدد ‪ 2 :‬يبراير ‪.1964‬‬ ‫‪1‬‬

‫إذ أن انعدام الكتابة يفيد عدم تأريخ النظام األساسي وعدم تضمينه البيانات اإللزامية يينتج عنه من ثم البطالن ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪23‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫آثــــــــار البطــــــــالن‬
‫الفقرة األولى ـ إمتانية تدارك سبب البطالن‬
‫على خالف البطالن الذي ترسيه القواعــد العامــة لاللتزامــات والعقــود (الفصــل ‪ 316‬ل ع ي والــذي يققــي‬
‫بإزالة كل أثر للعقد الباطل حتى في الماتي ألن العقد الباطل عدم والعدم ال يمتن أن ينتأ أثرا‪ ،‬فإنــه عنــدما تقــوم أحــد‬
‫حاالت بطالن الشركة فإن المشرع فتح المجال لتدارك أسبابه فنص على أن دعوى البطالن تســقط عنــدما يــزول ســببه‬
‫(المادة ‪ 339‬من قانون بشركة المساهمةي‪ .‬كما أعطى للمحتمة المعروتة عليها الدعوى أن تحــدد أجــال‪ ،‬ولــو بصــفة‬
‫تلقائية‪ ،‬لتدارك أسبابه (المادة ‪ 340‬من نفس القانوني‪ ،‬إال إذا كان البطالن يرجع لعدم مشروعية غــرض الشــركة أو‬
‫إلنشاو شركة بين قاصر ووليه الشرعي (المادة ‪ 341‬من نفس القانوني‪ .‬ونص أخيرا علــى تقــادم دعــوى الــبطالن‪1‬‬

‫بمرور ثالث سنوات من قيام سببه (المادة ‪ 345‬نفس القانوني‪.‬‬


‫ويرجع السبب في تعامل المشرع مع بطالن الشــركات التجاريــة علــى هــذا النحــو ألهميتهــا تــمن االقتصــاد‪.‬‬
‫فمصلحة الشركة ذاتها ومصلحة الشــركاو فيهــا‪ ،‬ومصــلحة االقتصــاد الــوطني عامــة اقتقــت تــوفير كــل الحظــوظ لهــا‬
‫للبقاو‪ ،‬ألن التشبث بالقاعدة األصلية القاتية بالبطالن يعني الحتم على منشثة اقتصــادية بــالزوال بمــا يم لــه ذلــك مــن‬
‫تعطيل لالست مار‪ ،‬ومن فقدان مناصب شغل‪ ،‬ومورد للقرائب‪ ،‬وخســارة مســاهم فــي اإلنتــاج والــدخل‪ .‬لــذلك فــإن هــذه‬
‫القاعدة تعمل بالنسبة لتافة حاالت البطالن أو اإلبطال باست ناو تلك الراجعة لعدم مشروعية المحل ولمنع إنشاو شــركة‬
‫بين قاصر ووليه الشرعي لعدم إمتانية تدارك م ل هذه األسبا ‪.‬‬

‫الفقرة ال انية ـ دعـــــوى البطــــالن‬


‫مادام لم يتم إصال سبب البطالن‪ ،‬ومادامت مدة التقادم ال الثية لم تنقض‪ ،‬فإنه يمتن لتــل ذي مصــلحة أن‬
‫يرفع دعوى أمام المحتمة التجارية لمقر الشركة من أجل الحتم ببطالن أو إبطال الشركة‪.2‬‬
‫ويجب أن تمارا دعوى البطالن أو اإلبطال ممن له مصلحة في ذلك‪ .‬وهتذا فإن دعوى البطالن لعدم مراعاة‬
‫أحتام الشهر تمارا من قبل الغير في مواجهة الشركاو وتمارا من قبل هؤالو في مواجهة بعقهم البعض‪ ،‬إال أنهــا‬
‫ال يمتن أن تمارا من قبل الشركة أو الشركاو في مواجهة الغير‪.‬‬
‫أما دعوى اإلبطال فتمارا من قبل الشريك الــذي يقــوم الســبب فــي مواجهتــه ‪ ،‬وهــو يمتنــه أن يواجــه بــه‬
‫التافة من شركاو وأغيار‪.‬‬
‫أما دعوى البطالن لعدم مراعاة األركان العامة والخاصة في عقد اإلنشاو‪ ،‬فتمارا مبــدئيا مــن قبــل كــل ذي‬
‫مصــلحة‪ ،‬غيــر أنــه ال يمتــن للشــركة أو للشــركاو أن يحتجــوا بــه تجــاه الغيــر حســن النيــة (م ‪ 347‬مــن قــانون شــركة‬
‫المساهمةي‪.‬‬

‫الفقرة ال ال ة ـ أثر الحتم المقرر للبطالن‬


‫أـ حل الشركة بالنسبة للمستقبل‬
‫إذا لم يتم تدارك سبب البطالن إلى حين البث ابتدائيا في الموتوع وأصدرت المحتمة بالفعــل حتمهــا بــالبطالن‪،‬‬
‫فإن الشركة تحل بقوة القانون‪ ،‬ولتن دون أثر رجعي‪ ،‬ويتم تصفيتها (المادة ‪ 346‬من نفس القانوني فــالحتم الققــائي‬
‫إذ يصر بالبطالن فإنه يزيل العقد‪ ،‬وبالتالي ال يصبح للشخص المعنوي أي ســند فــي وجــوده بالنســبة للمســتقبل‪ ،‬أمــا‬
‫بالنسبة للماتي فعقد الشركة كــان قائمــا‪ ،‬وبالتــالي فــإن الشــخص المعنــوي كــان موجــودا وقــد يتــون ارتــبط بعالقــات‬
‫قانونية مع الغير أصبح بموجبها دائنا أو مدينا‪ ،‬فال يمتن من ثم إهدار هذه العالقــات وتجاهلهــا‪ .‬هــذا فقــال عــن عــدم‬
‫إمتانية العودة بالوتع إلى مــا كــان عليــه بالنســبة لألربــا أو الخســائر التــي قــد تتــون نتجــت عــن ممارســة الشــركة‬
‫لنشاطها خالل فترة وجودها‪ .‬من هنا فإن المشرع ‪ ،‬وقبله الققاو والفقه‪ ،3‬قد استقروا علــى حصــر آثــار الــبطالن فــي‬
‫المستقبل وعدم مده إلى الماتي‪ .‬فالشخص المعنوي يعتبر أنه قد وجد واستمر إلى أن ققى ببطالن العقد‪ ،‬وذلك ألنــه‬

‫‪1‬‬
‫‪Hannoun , Remarques sur la prescription de l’action en nullité en droit des sociétés‬‬
‫‪- Rev. Stés. 1991-45.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪CH. Hannane, l'action en nullité et le droit des sociétés, R T D , com. 1993, 221.‬‬
‫‪1‬‬
‫شكري احمد السباعي ـ مرجل سابق ص ‪67‬ـ مصطفى كمال طه ـ مرجل سابق‪ ،‬الفقرة ‪.249‬‬
‫; ‪Hamel Lagarde et Jauffret , op.cit. n° 460 et s ; Ripert et Roblot , op.cit. n° 724 et 759‬‬
‫‪24‬‬

‫كان قائما فعال وواقعا في الفترة السابقة‪ ،‬وتعامل مع األغيار وثبتت له حقو ‪ ،‬وتحمل بالتزامات‪ ،‬وهــذا كلــه ال يمتــن‬
‫إهماله رعاية للوتع الظاهر الذي اطمـثن إليه الغير‪ ،‬وحمايــة للمراكــز القانونيــة التــي نشــثت عنــه‪ .‬وهــذا مــا يســمى‬
‫بشركة الواقع ‪.1Société de fait‬‬
‫وهتذا متى تم التصريح ببطالن الشركة فإنها تنحل بالنسبة للمســتقبل ووجــب تصــفية الوتــع الناشـ‬
‫عن قيامها في الماتي ‪.‬‬

‫ـ تصفية الوتع الناش عن قيام الشركة في الماتي‬


‫يترتب على التصريح بــبطالن الشــركة وجــو تصــفية األوتــاع القانونيــة التــي نتجــت عــن قيامهــا إلــى حــين‬
‫التصريح ببطالنها ‪ ،‬وذلك من ناحيتين ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ من ناحية العالقات بين الشركاو أنفسهم عن طريق تحديد نصيب كل مــنهم مــن األربــا والخســائر ومــن‬
‫إيرادات التصفية‪ .‬وهنا يجب التمييز بين أسبا البطالن أو اإلبطال‪ .‬بحيــث إذا كــان ذلــك يرجــع إلــى انعــدام أو نقصــان‬
‫أهلية أحد الشركاو‪ ،‬أو تعيب إرادته بغلط أو تدليس أو إكراه‪ ،‬فإن م ل هذا الشريك يجب أن يســترد حصــته كاملــة‪ .‬أمــا‬
‫إذا كان البطالن يرجع إلى تخلف أحد األركان الموتوعية العامة (الرتا ‪ ،‬المحــل‪ ،‬الســببي فإنــه يجــب اســتبعاد العقــد‬
‫الباطل تماما ألنه عدم والعدم ال ينــتأ أي أثــر‪ .‬ومــن ثــم فــإن توزيــع األربــا والخســائر يجــب أن يــتم وفــق النصــوص‬
‫القانونية الخاصة بتوزيع األربا والخسائر‪ .‬أما إذا كان ســبب الــبطالن اخــتالل أحــد األركــان الموتــوعية أو الشــتلية‬
‫الخاصة ‪ ،‬فإن التوزيع يتم وفق بنود العقد‪ ،‬ألن اتفا الشركاو في حد ذاته قائم وصحيح (بتوفر األركان العامةي إال أن‬
‫شروط قيام الشركة هي التي اختلت‪.2‬‬
‫‪ 2‬ـ من ناحية عالقة الشخص المعنــوي باالغيــار‪ ،‬حيــث يالحــظ أن المشــرع نــص علــى عــدم إمتانيــة احتجــاج‬
‫الشركة أو المساهمين بالبطالن تجاه األغيار حسني النية (المــادة ‪ 347‬مــن قــانون المســاهمةي إذ نــرى أن يطبــق هــذا‬
‫الحتم على تصفية عالقة الشركة بالغير من حيث جعل الشركة ملزمة بتنفيذ تعهداتها تجاه الغير كما لو كانت صحيحة‪.‬‬
‫أما الغير حسن النية‪ ،‬أي الذي ال علم له بالخلل الذي شا تثســيس الشــركة‪ ،‬فلــه حــق الخيــار بــين اعتبــار الشــركة‬
‫موجودة في الفترة الســابقة إلعــالن الــبطالن ومطالبتهــا بتنفيــذ التزاماتهــا اتجاهــه‪ ،‬وبــين اعتبارهــا باطلــة حســب مــا‬
‫تقتقيه مصلحته‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫المســؤولـيـة المدنـيـة والجنائـيـة‬
‫كما الحظنا فإن المشــرع خفــف مــن نظــام الــبطالن المترتــب علــى عــدم احتــرام شــروط تثســيس الشــركات‬
‫التجارية إال أنه نص مقابل ذلك على المسؤولية المدنية والجنائية للمسؤولين عن ذلــك فقــرر أن المســيرين األوائــل‬
‫والشركاو المنسو إليهم بطالن الشركة أو بطالن أحد مقرراتها يعتبرون مسؤولين على وجه التقامن تجاه الشركاو‬
‫اآلخرين والغير عن القرر الناتأ عن البطالن‪ ،‬وتتقادم هذه الدعوى بمرور خمس سنوات مــن قــرار الــبطالن (المــادة‬
‫‪ 92‬من قانون الشركاتي‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذه المقتقيات تعمل فقط في الحاالت التي تصر فيها المحتمة بالبطالن ‪ ،‬أما في الحاالت التــي‬
‫يتم فيها تدارك سبب البطالن أو تتقادم دعواه فإن المسؤولية المدنية الناتجة عــن األتــرار الالحقــة ســواو بالشــركة‬
‫أو الشركاو أو االغيار تظل محتومة بالقواعد العامة للتعويض‪.‬‬
‫وفقال عن ذلك فإن المشرع نص على معاقبة المسيرين الذين ال يقومــون داخــل اآلجــال القانونيــة بإيــداع‬
‫الوثائق أو العقود لدى كتابة تبط المحتمة أو ال يقومون بإجراوات الشهر بغرامة بين ‪ 10.000‬و‪ 50.000‬درهم‪.‬‬

‫الفصل ال اني‬
‫الشـخـصـيـة المعـنويــة للـشركـــة‬
‫يترتب على تثسيس الشركة بصورة قانونية نشوو شخص معنوي جديد مستقل عن شخصية الشركاو‪ .‬فلنرى‬
‫بداية كيفية قيام الشخصية المعنوية للشركة (الفرع األولي‪ ،‬قبل دراسة النتائأ المترتبة عن ذلك (الفرع ال انيي‪.‬‬

‫‪ 2‬راجل‪H. Temple, Les sociétés de fait, LGDJ, 1975 ; G. Rives, Le sort des sociétés de fait de depuis la :‬‬
‫‪reforme des sociétés commerciales, R.D.C. 1969, 407 ; Guyénot, Sociétés crées de fait, sociétés de fait et‬‬
‫‪sociétés en participation, D.S, 1979, Chron. 155.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Henri Temple , les sociétés de fait, L.G.D.J. 1975.‬‬
‫‪25‬‬

‫الفرع األول‬
‫قيــام الشـخـصـيــة المـعـنـويــة للـشـركــة‬
‫ال تتتسب الشركة الشخصية المعنوية إال من تاريخ قيــدها فــي الســجل التجــاري (المــادة ‪1‬مــن الشــركات ـ‬
‫والمادة ‪ 3‬من ش المساهمةي حيث أن القصد من ذلك القيد اإلعالن عن قيام شخص معنــوي جديــد حمايــة لمصــلحة‬
‫الغير‪ ،‬لذلك فمادام أن ذلك القيد لم يتم ال تعتبر الشركة قائمة‪ ،‬وتبقى العالقات بين الشــركاو خاتــعة لالتفاقــات القائمــة‬
‫فيما بينهم عمال بالقواعد العامة لاللتزامات والعقود (المادة ‪ 8‬من ش المساهمةي‪.‬‬
‫وإذا كان ربط نشوو الشخصية المعنوية للشركة بالقيــد فــي الســجل التجــاري يــوفر مزيــة التعــرف بســهولة‬
‫ويسر على تاريخ قيام الشركة الذي هو تاريخ القيد‪ 1‬فإنه ينطوي على سلبية كبيــرة تتم ــل فــي تــثخير بــدأ الشــركة‬
‫لنشاطها الذي يظل معلقا على تمام ذلك القيد فــي حــين أن هــذا األخيــر قــد يتعرقــل ألســبا إداريــة أو بســبب مشــاكل‬
‫بسيطة م ل صعوبة الحصول على شهادة القيد في جدول القريبة المهنية (البتانتاي التي يجب أن يرفق بهــا تصــريح‬
‫التسجيل في السجل التجاري ‪ ،‬أو عدم وجود أحد البيانات اإللزامية في طلب التصريح والتي قد تؤدي بتاتب تــبط‬
‫السجل إلى رفــض التســجيل‪ ،2‬هــذا ناهيــك عــن الظــروف غيــر المالئمــة التــي تعمــل فيهــا الســجالت التجاريــة المحليــة‬
‫بالمغر والتي تتون في ك ير من األحوال سببا في عرقلة أو تثخير التسجيالت‪.3‬‬
‫من هنا فإن غالبية الفقه ينادي بقرورة االعتراف بالشخصية المعنوية للشركة في وقت مبتــر لتمتينهــا مــن‬
‫بدو مباشرة نشاطها بسرعة‪.4‬‬
‫هــذا ويقصــد بالشخصــية المعنويــة االعتــراف للشــخص غيــر الطبيعــي بثهليــة اكتســا الحقــو وتحمــل‬
‫االلتزامات على غرار الشخص الطبيعي (اإلنساني‪ ،‬لذلك فإن الشــركة التــي تتمتــع بالشخصــية المعنويــة تتــون أهــال‬
‫للقيام بثي نشاط يؤدي إلى اكتسابها الحقو وتحمل االلتزامــات باســتقالل عــن الشــركاو أي أن القــانون يعتــرف لهــا‬
‫بحياة قانونية ذاتية تميزها عن األفراد المتونين لها ‪.5‬‬
‫ولما كانت الشركة ال تتتسب الشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها في الســجل التجــاري فــإن المشــرع نــص‬
‫على أن األعمال التي يقوم بها المؤسسون باسم الشركة في طور التثسيس يسثلون عنهــا شخصــيا وعلــى وجــه‬
‫التقامن وبصفة مطلقة إال إذا تحملت الشركة بعد قيدها في السجل التجــاري االلتزامــات الناشــئة عنهــا (المــادة ‪27‬‬
‫من قانون شركة المساهمةي‪.‬‬
‫وتتمتع كافة الشركات التجارية بالشخصية المعنوية باست ناو شركة المحاصة التــي مــن طبيعتهــا أنـــها تبقــى‬
‫مستترة مقتصرة علــى العالقــة فيمــا بــين الشــركاو فــال تظهــر للغيــر كشــخص مســتقل وال تخقــع لإلشــهار والعقــود‬
‫المبرمة ينحصر أثرها بين الشريك المتعاقد والغير كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫وتنتهي الشخصية المعنوية للشركة مبدئيا بانققاو هذه األخيرة ألي سبب مــن األســبا ‪ ،‬غيــر أنــه لمــا كــان‬
‫يجب تصفية الشركة وكان ذلك يتطلب من المتصرفين إنجاز األعمال الالزمة لتلك التصفية فإن المشرع نص علــى أن‬
‫الشخصية المعنوية للشركة تظل قائمة ألغراض التصفية إلى حين اختتام إجراواتها‪ ،‬وتلحق تسميتها فــي هــذه الحالــة‬
‫ببيان"شركة في طور التصفية"‪ .‬وال يحدث حل الشركة آثاره تجاه األغيار إال من تاريخ تقييــده فــي الســجل التجــاري‬
‫(المادة ‪ 362‬من ‪ .‬ش ‪ .‬المساهمةي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ripert et Roblot op.cit. n° 684‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Med. El Mernissi, Rapport introductif au colloque sur le projet de reforme de la société anonyme:‬‬
‫‪implication et enjeux, Rev. mar. de dr et d’éco. de développement n° 37-1996 p.36‬‬
‫‪ 3‬من ذلك مثال عدم يتح الشباك أمام التسجيالت إال صباحين يي األسبوع من الساعة التاسعة إلى الساعة الحادية عشر‪ ،‬وعدم‬
‫وجود استمارات التصاريح أو نقصها ‪.‬‬
‫‪ 1‬مصطفى كمال طه ـ مرجل سابق رقم ‪. 254‬‬
‫‪Bastian, La situation des sociétés commerciales avant leur immatriculation au registre de commerce,‬‬
‫‪Etudes à la mémoire de H Cabrillac 1968-23 ; N.Bourdalle Zigiotti, La période constitutive d’une société,‬‬
‫‪thèse ( dactyl) Bordeaux, 1991 ; J. Paillusseau, Le droit moderne de la personnalité morale,R T D. civ.‬‬
‫‪1993, 70.‬‬
‫‪V. Simonart, La personnalité morale en droit privé comparé, Brulylant, Bruxelles,‬‬ ‫‪1995 ; Lagarde, 5‬‬
‫; ‪Propos de commercialiste sur la personnalité morale. Réalité ou réalisme, Etudes A Jauffre, 1974, 429‬‬
‫‪Malaurie, Nature juridique de la personnalité morale, Rep. Defrenois 1990, 1068 ; J.Paillusseau, op,cit , 70.‬‬
‫‪26‬‬

‫الفرع ال اني‬
‫آثــار اكتـسـا الشـركـة للشخصيـة المعـنويـة‬
‫يترتب على اكتسا الشركة للشخصية المعنوية أن تتمتــع بتافــة الحقــو وتلتــزم بتافــة االلتزامــات إال مــا‬
‫كان منها خاصا بالشخص الطبيعي وفي الحدود التي يقررها القانون‪ ،‬لذلك فإن الشركة تتمتع بهوية خاصة بها تتم ــل‬
‫في اســمها وموطنهــا وجنســيتها‪ ،‬كمــا أنهــا تتمتــع بذمــة ماليــة مســتقلة خاصــة بهــا‪ ،‬ولهــا أهليــة تؤهلهــا التقاتــي‬
‫واكتسا الحقو والتحمل بااللتزامات‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫هــويـة الـشـركــة الـتـجـاريــة‬
‫تتم ل هذه الهوية في ممارسة الشركة نشاطها تحت تسمية معينة‪ ،‬في مقــر أو مــوطن خــاص‪ ،‬وفــي توفرهــا‬
‫على جنسية خاصة بها‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫تــسـمـيـة الــشــركـــــــة‬
‫تحمل كل شركة تجارية شثنها شثن األشخاص الطبيعيين تسمية تميزها عن غيرهــا مــن الشــركات‪ 1‬وتتشــتل‬
‫هذه التسمية من غرتها أي موتوع النشاط الذي تزاوله أو من اسم مبتتر‪ ،‬ويمتــن أن يقــاف إليهــا اســم واحــد أو‬
‫أك ر من الشركاو المتقامنين بالنسبة لشركات التقامن والتوصية البسيطة أو التوصية باألســهم‪ ،‬أو اســم واحــد أو‬
‫أك ر من الشركاو بالنسبة للشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬إال أنها بالنسبة لتافة الشركات يجب أن تتــون مســبوقة‬
‫أو متبوعة مباشرة بعبارة تدل على نــوع الشــركة ‪ ،‬أي " شــركة تقــامن" أو"شــركة توصــية بســيطة" أو "شــركة‬
‫توصية باألسهم" أو "شركة ذات مسؤولية محدودة" أو"شركة ذات مسؤولية محدودة من شريك وحيد" أو"شــركة‬
‫مساهمة" ت بعا لنوع الشركة ‪ ،‬وقد أجــاز المشــرع بالنســبة لشــركتي المســؤولية المحــدودة والمســاهمة أن تعــين‬
‫باألحرف األولى من تسميتها أي" ش‪.‬م‪.‬م‪ ".‬أو " ش ‪ .‬م‪" .‬‬
‫وتشتل تسمية الشركة من الناحية القانونية جزوا من شخصيتها االعتبارية فهي تعين بها كما يعين الشخص‬
‫الطبيعي باسمه‪ ،‬إال أنها ك يرا ما تستعملها كذلك كعنوان تجاري تمارا الشركة نشــاطها تحتــه وفــي هــذه الحالــة فــإن‬
‫ذلك العنوان يشتل أحد عناصر الملتية التجارية للشركة يتمتع بالحماية القانونية إذا تم قيده في السجل التجاري‪.2‬‬
‫وقد أوجــب القــانون إدراج تســمية الشــركة وكــذا مبلـ رأســمالها ومقرهــا االجتمــاعي باإلتــافة إلــى رقــم‬
‫تقييدها في السجل التجاري في كافــة المحــررات والوثــائق الصــادرة عــن الشــركة (المــواد‪ 4‬و‪ 31‬و ‪ 45‬مــن قــانون‬
‫الشركات ‪ ،‬والمادة ‪ 4‬من القانون المنظم لشركة المساهمةي‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫المـقــر أو المـركـز االجـتـماعـي للشـركــة‬
‫انطالقا من تمتع الشركة التجارية بشخصية اعتبارية مستقلة فإنه يجب أن يتــون لهــا محــل للمخــابرة معهــا‬
‫يسمى عادة المركز االجتماعي‪.3siège social.‬‬
‫وتختلف التشريعات في تحديد المركز االجتماعي بين المتان الــذي تباشــر فيــه الشــركة نشــاطها القــانوني‪،‬‬
‫والمتان الذي توجد فيه إدارتها‪.‬‬
‫أما التشريع المغربي فلم يحدد المتان الــذي يعتبــر مركــزا اجتماعيــا للشــركة إال أنــه أوجــب أن يتقــمن عقــد‬
‫الشركة بيان المركز االجتماعي‪ 4‬وهو ما يعني أن الشركات في المغر تتمتع بحرية اختيار مركزهــا االجتمــاعي‪ .‬مــن‬

‫‪1‬‬
‫‪Dagot, le nom des personnes morales, JCP 1992 - I- 3579 ; Laméthe, Conflits entre dénominations de‬‬
‫‪sociétés, R D C, 1978 – 67.‬‬
‫‪ 2‬أنظر الجزء األول من هذا المؤلف يي النظرية العامة للتاجر والنشاط التجاري‪ ،‬ط ‪ ،3‬ص ‪. 183 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪S. Boulin, Le siège social – thèse (dactyl) Paris 1985 .‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 2‬من القانون المتعلق بشركة المساهمة ‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫هنا فإن المشرع نص على أنه ال يمتن للشركة أن تواجه الغير بمقرها الحقيقي إذا كــان موجــودا فــي متــان آخــر غيــر‬
‫المقر االجتماعي المذكور في النظام األساسي في حين أعطى للغير حق اختيار االحتجاج في مواجهة الشركة بمقرهــا‬
‫الحقيقي أو بالمقر المذكور في النظام األساسي‪.‬‬
‫وتظهر أهمية تحديد موطن الشركة في تحديد االختصاص الققــائي المحلــي‪ ،‬إذ أن المــادة ‪ 11‬مــن القــانون‬
‫المحدث للمحاكم التجارية تقتصي أن تقام دعــوى الشــركة أمــام المحتمــة التجاريــة التــي يوجــد فــي دائرتهــا مركزهــا‬
‫االجتماعي أو فرعها‪.‬‬

‫المطلب ال الث‬
‫جــنســيــة الــشــركـة‬
‫للشركة جنسيتها التي ليست بالقرورة هي جنسية الشركاو فيها‪ ،‬وتثخذ الشركة عــادة جنســية الدولــة التــي‬
‫يوجد مركزها االجتماعي فيها‪ ،‬وهذا هو موقف المشرع المغربي‪ 1‬الذي قرر في المادة الخامسة من القانون المــنظم‬
‫لشركة المساهمة والتي أحالت عليها المادة األولى من القانون المنظم لباقي الشــركات‪ ،‬بــثن الشــركات التــائن مقرهــا‬
‫االجتماعي في المغر تخقع للتشريع المغربي‪ .‬ومن هنا تظهر أهمية تحديد جنسية الشركة في معرفة القانون الذي‬
‫تخقع له فيما يتعلق بتثسيسها وإدارتها وحلها وتصفيتها ومدى الحقو التي تتمتع بها ومنها الحق في االتجــار فــي‬
‫حالة قصر ممارسة نشاط معــين علــى المواطنيـــن‪ ،‬وبصــفة عامــة كــل مــا يتعلــق بوتــعها القــانوني‪ ،‬وكــذلك لمعرفــة‬
‫الدولة التي تحمي الشركة في المجال الدولي في حالة الحر وحالة السلم ‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫الذمـــة المالية للــشــركــــة‬
‫تتمتع الشركة التجارية باعتبارها شخصا معنويا بذمة مالية خاصة بها مســتقلة عـن ذمــم الشــركاو‪ .‬وتتتــون‬
‫هذه الذمة‪ ،‬شثنها شثن كل ذمة مالية‪ ،‬من أصــول ومــن خصــوم‪ .‬وتتم ــل أصــول الشــركة فــي الحصــص التــي يقــدمها‬
‫الشركاو عند التثسيس باإلتافة إلى ما تتتسبه بعد ذلك من أموال نتيجة ممارستها لنشاطها‪.‬‬
‫أما خصــومها فتتم ــل فــي مــا يتــون عليهــا مــن ديــون ســواو للشــركاو (األربــا قبــل توزيعهــاي أو للخزينــة‬
‫(القرائـب والرسومي أو للغير من المتعاملين معها‪.‬‬
‫ويترتب على تمتع الشركة التجارية بذمة مالية مستقلة بها مجموعة من النتائأ نجمل أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن الحصة التي يقدمها الشريك مساهمة منه في الشركة تخرج من ذمته وتدخل في ذمة الشركة‪ ،‬لذلك فــال‬
‫يمتن لدائنيه أن يحجزوا عليها‪ ،‬غير أنه بعد أن يتم تصفية الشركة فإنهم يستردون حقهم في التنفيذ على تلك الحصة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تشتل أصول الشركة تمانا عاما لدائنيها‪ ،‬وهم يتمتعون بحق مباشر فــي اســتيفاو حقــوقهم مــن أموالهــا‬
‫دون أن يزاحمهم في ذلك دائنو الشركاو الشخصيين ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ال تجوز المقاصة بين دين شخصي على الشريك وبين دين للشركة‪ ،‬بحيث إذا كان دائن الشريك مــدينا فــي‬
‫نفس الوقت للشركة فإنه ال يمتنه أن يتمسك بالمقاصة بين الدينين الختالف الذمتين‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن إعالن إفالا الشركة ال يترتب عليه إفالا الشركاو‪ ،‬والعتــس بــالعتس ـ باســت ناو شــركة التقــامن‬
‫والتوصية‪ ،‬حيث أن إعالن إفالســهما يترتــب عليــه إفــالا الشــركاو المتقــامنين مــع بقــاو الــدائنين فــي كــل تفليســة‬
‫مستقلين بثنفسهم‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ إذا ساهمت الشركة في شركة أخرى لم يعتبر الشركاو في األولى شركاو في ال انية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Abderrazak Moulay Rachid, Contribution a un débat sur la nationalité des sociétés en droit marocain, Al‬‬
‫‪Mayadine n° 5, 1990, p.31.‬‬
‫‪28‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫أهـــلــيــــة الــشـــركـــــــة‬
‫يترتب على االعتراف للشركة بالشخصية المعنوية أن ت بت لها األهليــة الالزمــة الكتســا الحقــو وتحمــل‬
‫االلتزامات وأن تقوم بتافة التصرفات القانونية التي يتطلبها نشاطها فــي حــدود مــا هــو مقــرر فــي نظامهــا األساســي‪،‬‬
‫فهي لها أهلية التملك واكتسا األموال والتعامل مع الغير فتصبح دائنة أو مدينة‪ ،‬ولها حــق التبــرع لألعمــال الخيريــة‬
‫واالجتماعية في الحدود التي يجري بها العرف‪.‬‬
‫وتسثل الشركة مدنيا عن األترار التي يلحقها مم لوها وعمالهــا بــالغير‪ ،‬وعــن األتــرار التــي تتســبب فيهــا‬
‫األشياو والحيوانات الموجودة في حراستها ‪.‬‬
‫كما أنها تسثل جنائيا‪ 1‬عن األفعال الجرمية التــي تصــدر عــن مســيريها وعمالهــا وأعقــاو إدارتهــا ومم ليهــا‬
‫القانونيين باسمها أو بإحدى وسائلها (م ل أعمال المنافسة غير المشروعة‪ ،‬وعدم احترام القوابط المتعلقة بالصــحة‬
‫واألثمان‪ ،‬والتهر القريبي‪ ،‬والمخالفات الجمركيةي غير أنه مراعاة لطبيعة شخصيتها المعنوية فإن المشــرع قصــر‬
‫العقوبات التي يمتن فرتها عليها في الغرامات والمصادرة والحل ونشــر الحتــم الصــادر باإلدانــة وإغــال المحــل أو‬
‫المؤسسة ‪.3 ،2‬‬
‫وتملك الشركة حق التقاتي‪ ،‬إذ لها أن ترفع الدعاوى على الغير‪ ،‬ويمتن للغير أن يوجه الدعوى تدها فــي‬
‫شخص مديرها أو رئيس مجلس إدارتها‪ ،‬وذلك من دون حاجة إلى إدخال الشركاو في الدعوى‪.‬‬
‫ويالحظ أن الشــركة باعتبارهــا شخصــا معنويــا ال يمتــن أن تتعامــل بــذاتها لــذلك فانــه يم لهــا فــي كــل‬
‫أعمالها شخص طبيعي أو أك ر هو المســير أو المســيرون الــذين يتصــرفون باســمها‪ ،‬والمتصــرفون أصــبحوا فـي ظــل‬
‫النصوص الجديدة يستمدون صالحياتهم مــن القــانون‪ 4‬بعــد أن كــانوا فيمــا ســبق يعتبــرون مجــرد وكــالو عــن الشــركة‬
‫تنحصر صالحياتهم فيما يوكله لهم عقد توكيلهم‪.5‬‬

‫الباب الثاني‬
‫أنــواع الشركــات التجاريـة‬

‫‪1‬‬
‫‪Frederic Desportes, Le nouveau régime de la responsabilité pénale des personnes morales, J C P entrep.‬‬
‫‪1993 – I – 219 ; C.Moulongoi, L'élément moral de‬‬
‫‪La responsabilité pénale des personnes morales, R T D com. 1994, 1 ; S Geeroms ,‬‬
‫‪La responsabilité pénal de la personne morale, Rev.int. dr. comparé 1996 , 533.‬‬
‫‪ 2‬الفصل ‪ 127‬من القانون الجنائي ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪B.Bouloc, Généralité sur les sanctions applicables aux personnes morales - Rev. Stés, 1993, 327 ; Voir‬‬
‫‪aussi, actes du colloque sur la responsabilité pénale des personnes morales, Rev. stés – 1993.‬‬
‫راجل ما سيأتي ييما بعد بشأن صالحيات المسيرين ص‪.73 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬هذه الصالحيات كان يحددها الفصل ‪ 1042‬من ق ل ع الذي ينص على أنه ‪ ":‬إذا كان المتصرف من غير الشركاء تثبت له الصالحيات‬
‫التي تمنحها المادة ‪ 891‬للوكيل مل عدم اإلخالل بما يتضمنه سند تعيينه"‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫تنقسم الشركات إلى شركات مدنية تخقع لقواعد القانون المدني‪ ،‬وشــركات تجاريــة تخقــع ألحتــام القــوانين‬
‫التجارية‪.1‬‬
‫وتعتبر كافة الشركات التي نظمها قانون الشركات المغربي الجديد شركات تجارية بشتلها أيا كان نوع العمــل‬
‫الذي تتعاطاه‪ ،‬باست ناو شركة المحاصة التي ال تعتبر تجارية إال إذا كان نشاطها تجاريا‪.‬‬
‫ولقد جرى الفقه التقليدي على تقسيم الشركات التجارية إلى زمرتين‪ :‬شركات أشخاص‪ ،‬وشركات أموال‪.‬‬
‫الزمرة األولى‪ ،‬تقم كال من شركة التقامن وشركة التوصية البسيطة‪ ،‬وشركة المحاصة‪ .‬أما ال انيــة فتقــم‬
‫شركة المساهمة وشركة التوصية باألسهم‪.‬‬
‫وتتميز شركات األشخاص بقيامها على االعتبار الشخصي‪ .‬فهي تنشث بين عدد محدود من الشــركاو يعرفــون‬
‫بعقهم البعض‪ ،‬وتدفعهم إلى المشاركة ال قة المتبادلة بينهم‪ ،‬وما يتمتع به كل واحد منهم من مؤهالت خاصــة وماليــة‬
‫من شثنها أن تحقق نجا الشركة‪ ،‬بحيث لو تخلف أحدهم لربما لم يقبل اآلخرون الدخول في الشركة‪.‬‬
‫أما شركات األموال فتقوم على االعتبار المالي إذ ال عبرة فيها لشخصية الشريك‪ ،‬وإنما العبرة لمــا يقدمــه مــن‬
‫مال‪ .‬لذلك فإنه يمتن للشريك أن يفوت حصته للغير من دون أن يؤثر ذلك على استمرار الشركة‪.‬‬
‫غير أنه يؤخذ على هذا التصنيف افتقاده للدقة وعدم شموليته‪ .‬فهو يفتقد للدقة من حيث أن بعــض الشــركات‬
‫التي تصنف تقليديا تمن هذه الزمرة أو تلــك نجــدها تتــوفر فيهــا بعــض خصوصــيات الزمــرة ال انيــة‪ .‬وهــذا هــو شــثن‬
‫شركات التوصية التي نجدها‪ ،‬بحسب األحوال‪ ،‬إما تقتر أك ر من شركات األشخاص ـ شركة التوصية البســيطة ـ مــع‬
‫أخــذها بــبعض مميــزات شــركات األمــوال‪ :‬المســؤولية المحــدودة للشــركاو الموصــين‪ ،‬أو تقتــر أك ــر مــن شــركات‬
‫األموال‪ :‬شركة التوصية باألسهم ـ مع أخذها ببعض مميزات شركات األشخاص ‪ :‬المسؤولية الشخصــية والتقــامنية‬
‫للشركاو المتقامنين‪.‬‬
‫وهذا التصنيف غير شامل من حيث أن هناك شركة ال يمتن إدخالها في أي من الزمرتين‪ ،‬وهي الشــركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة التي تجمع في آن واحد بين خصائص شركات األشخاص وشركات األموال‪.‬‬
‫والسبب وراو تعدد أشتال الشركات التجارية‪ ،‬هو أنه‪ ،‬باعتبار هذه األخيرة أداة لتنظيم التشارك بــين مجموعــة‬
‫أشــخاص يجمعهــم هــدف ممارســة نشــاط اقتصــادي بشــتل جمــاعي‪ ،‬يجــب أن تتــون قــادرة علــى الــتالؤم واالســتجابة‬
‫لحاجيات وظروف كل تجمع‪ ،‬بحســب نــوع العالقــة التــي تجمــع أعقــاوه‪ ،‬ومقــدار األمــوال التــي يحتــاج إليهــا‪ ،‬ونــوع‬
‫المساهمة التي بمقدور كل واحد من المشاركين التقدم بهــا‪ ،‬ومــدى اســتعداد كــل واحــد مــنهم لتحمــل مســؤولية تســيير‬
‫الشركة وتحمل المسؤولية عن ديونها‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ونحن‪ ،‬بغض النظر عن التصنيفات المشــار إليهــا أعــاله‪ ،‬سنخصــص فصــال مســتقال لتــل شــركة مــن الشــركات‬
‫التجارية التي نظمها المشرع‪ ،‬على أننا سنبدأ بدراسة شركة التقامن التي تم ل شركات األشــخاص بامتيــاز علــى أن‬
‫نتبعها بالشركات التي تقتر منها ـ شركة التوصية البسيطة ثم شــركة المحاصــة ثــم ننتقــل إلــى دراســة الشــركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة باعتبارها شركة مختلطة على أن نخــتم بدراســة شــركة المســاهمة التــي تم ــل شــركات األمــوال‬
‫بامتياز ثم شركة التوصية باألسهم التي تقتر منها‪.‬‬

‫الفصـل األول‬
‫شــركــة الـتـقــامــن‬
‫‪S N C1‬‬

‫‪ 1‬الفرق بينها أن الشركات المدنية تمارس نشاطا مدنيا‪ ،‬وأنها ال تخضل لشكليات اإليداع والشهر‪ ،‬وباعتبارها مدنية‪ ،‬ال تخضل اللتزامات‬
‫التجار وال تستفيد من حقوقهم‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫شركة التقامن شركة تجارية بشتلها ( المادة ‪ 2‬شركاتي تؤسس بــين شــريتين فــثك ر تتــون لهــم صــفة‬
‫تاجر‪ ،‬يسثلون بصفة غير محدودة وعلى وجـه التقامن عن ديونها (المادة ‪ 3‬ي‪.‬‬
‫ويلقى هذا النوع من الشركات إقباال كبيــرا‪ 2‬مــن المســت مرين الصــغار ألن شــتلها يالئــم المقــاوالت الصــغيرة‬
‫والمتوسطة بسبب قدرتها االئتمانية التبيرة في السو نظرا لم انة القمان الذي توفره للدائنين ‪ .‬هــذا فقــال عــن أن‬
‫المشرع أعفاها من القريبة على الشركات إذا كانت مؤسسة بالمغر وتقم أشخاصا طبيعيين فقط حيث أنــه طبــق‬
‫عليها نظام القريبة المطبق على هؤالو األشخاص وهو نظام القريبة العامة على الدخل (الفصل ال اني من قانون‬
‫القريبة على الشركات ل ‪ 31 :‬دجنبر‪1986‬ي ‪.‬‬
‫هذا ويالحظ أن قانون تشجيع المست مرين الشبا يوجب على هؤالو في حالة رغبــتهم فــي المشــاركة فــي‬
‫مشروع واحد‪ ،‬أن ينتظموا في شركة تقامن لالستفادة من القروض واالمتيازات التي يخولها ذلك القانون ‪.‬‬
‫ونقتر أن نبدأ بإبراز خصائص هذه الشركة قبل التعرض لتيفية تثسيسها ثم أخيرا إلدارتها‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫خـصائـص شـركـة الـتـقامـن‬
‫تتميز شركة التقامن ‪:‬‬
‫‪1‬ـ بتون مسؤولية الشركاو عن ديونها هي مسؤولية شخصية‪ ،‬وتقامنية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ و بعملها تحت تسمية يمتن أن يقاف إليها اسم شريك أو أك ر‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وأن جميع الشركاو فيها يتتسبون صفة "تاجر"‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وأن حصة الشريك فيها غير قابلة لالنتقال‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫مسؤولية الشركاو غير المحدودة والتقامنية عن ديون الشركة‬
‫الخاصية األساسية التي تميز شــركة التقــامن‪ ،‬والتــي تتفــرع عنهــا الخصــائص األخــرى‪ ،‬أن الشــركاو فيهــا‬
‫يسثلون مسؤولية غير محدودة وتقامنية عن ديونها (المادة‪3 :‬ي‬
‫‪1‬ـ والمقصود بالمسؤولية غير المحدودة للشركاو أن هؤالو يسثلون عن ديــون الشــركة بصــفة شخصــية أي‬
‫في أموالهم الخاصة‪ ،‬بحيث في حالة عدم كفاية أموال الشركة للوفاو بديونها فإن دائنيها يملتون تمانا إتافيا يتم ــل‬
‫في األموال الخاصة للشركاو‪.‬‬
‫وهذا المبدأ من النظام العام لذلك فإنه ال يجــوز أن يــدرج فــي عقــد الشــركة شــرط بإعفــاو أحــد الشــركاو مــن‬
‫مسؤوليته الشخصية عن ديونها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أما المسؤولية التقامنية فيقصد بها تقامن الشركاو في الوفــاو بــديون الشــركة بحيــث فــي حالــة عــدم‬
‫كفاية أموالها فانه يجوز لدائنها أن يطالب أي واحد من الشــركاو بالــدين‪ ،‬أو أن يطالــب بــه الشــركاو مجتمعــين‪ .‬وهــذا‬
‫المبدأ كذلك من النظام العام‪ ،‬وهو من مستلزمات شركة التقامن لذلك فال يجوز استبعاده في عقد الشركة‪.‬‬
‫ويشترط إلعمال مبدأ التقامن أن ي بت الدائن أن الدين خاص بالشركة وأن هذه األخيرة ال تقــدر‪ ،‬أو تــرفض‬
‫الوفاو به‪ .‬ويجب أن يتم ذلك عن طريق توجيــه إنــذار إليهــا بالوفــاو‪ ،‬أو تثســيس تــمانات الوفــاو داخــل ال مانيــة أيــام‬
‫الموالية لإلنذار‪ ،‬وذلك بواسطة إجراو غير ققائي‪ ،‬وبقاو اإلنذار بدون جدوى‪ ،‬ما لم يمــدد رئــيس المحتمــة باعتبــاره‬
‫قاتيا للمستعجالت‪ ،‬ذلك األجل لمدة واحدة مماثلة بناو على طلب من الشركة (المادة ‪ 3‬فقرة ‪2‬ي ‪.‬‬

‫‪ 1‬هكذا يرمز إليها بالفرنسية وهي الحروف األولى لتسميتها ‪La société en nom collectif :‬‬
‫‪ 2‬وقد زاد اإلقبال عليها بعد صدور القانون الجديد للشركات ‪ ،‬إذ تم تسجيل ‪ 1406‬شركة تضامن جديدة سنة ‪ 1998‬مقابل ‪ 849‬يي‬
‫السنة التي سبقتها أي بزيادة ‪ . % 66‬وهي تأتي من حيث العدد بعد الشركة ذات المسؤولية المحدودة (‪ )10917‬وقبل شركة المساهمة‬
‫(‪ ،) 1177‬وهي الشركة الوحيدة التي عريت زيادة مهمة من حيث اإلقبال عليها‪ ،‬أما كاية الشركات األخرى يقد عريت تراجعا يي ذلك ‪ ،‬كل‬
‫هذا برسم سنة ‪ 1998‬ـ المصدر ـ السجل التجاري المركزي ‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫فإذا وفى أحد الشركاو دين الشركة كــان لــه أن يرجــع علــى اآلخــرين بنصــيبهم منــه وإذا كــان أحــد الشــركاو‬
‫معسرا تحمل عنه اآلخرون نصيبه كل بحسب حصته في الشركة‪.‬‬

‫ـ مدى مسؤولية الشريك الجديد‬


‫انطالقا من طبيعة شركة التقامن فإن المسؤولية الشخصية والتقامنية عن ديونهــا تــرتبط بصــفة الشــريك‬
‫فيها‪ .‬لذلك فإن الشريك الجديد الذي ينقم إليها يسثل عن كافة ديونها‪ ،‬ولــو كانــت قائمــة قبــل دخولــه فيهــا‪ ،1‬إال إذا تــم‬
‫االتفا على خالف ذلك بمقتقى شرط صريح في العقد‪ ،‬وتم شهر ذلك بصفة قانونية‪ .‬وكذلك الشثن بالنســبة للشــريك‬
‫القديم الذي يخرج من الشركة‪ ،‬فهو يظل مسؤوال عن الديون التي نشثت أثناو وجوده بها‪ .‬أما تلك التي تنشــث بعــد ذلــك‬
‫فال مسؤولية عليه بشثنها‪ ،‬مادام قد تم شهر انسحابه من الشركة بصفة قانونية ‪.2‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫تـسـمـيـة الـشـركــة‬
‫‪Dénomination sociale‬‬
‫كانت شركة التقامن تعين في ظل النص القديم بعنوان يتتون من أسماو جميع الشــركاو أو مــن اســم واحــد‬
‫منهم أو أك ر مع إتافة عبارة" وشركاؤه"‪ ،‬وذلك لتعريف األغيار بالشــركاو الــذين يقــمنون ائتمــان الشــركة‪ ،‬فتــان‬
‫هذا العنوان يطر مشتال عند ك رة الشركاو من حيــث أنــه ال يمتــن إدراج أســمائهم جميعــا فيــه فــي حــين أن االكتفــاو‬
‫بإدراج اسم واحد ال يمتن األغيار من التعرف على الوتعية القانونيــة للبــاقين الــذين يمتــن أن يتونــوا مجــرد شــركاو‬
‫موصين‪ .‬من هنا فقد ارتثى المشرع إدخال تعديل جوهري على هذا المستوى يقوم على تعيين الشركة بتسمية عــوض‬
‫عنوان مع إمتانية إقرانها باسم شريك أو أك ر‪ ،‬على أن تتون مسبوقة أو متبوعة مباشرة بعبارة "شــركة تقــامن"‬
‫(المادة ‪ 4‬فقرة ‪1‬ي وبذلك يتون بإمتان األغيار التعرف على وتعية الشركاو في الشركة من خالل تسميتها ‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وال يجوز إدراج اسم شخص غريب في تسمية الشركة‪ ،‬وإال اعتبر ذلك احتياال من قبل الشركاو يعرتهم للمتابعة‬
‫الجنائية‪ ،‬مع اعتبار الشخص الذي أدرج اسمه في العنوان مسؤوال عن ديون الشركة إذا تم ذلك برتاه (م ‪3 /4‬ي‪.‬‬
‫ويجب أن تدرج تسمية الشركة إتافة إلى مبل رأا المال والمقر االجتماعي ورقم القيد في السجل‬
‫التجاري في المحررات والرسائل والفاتورات واإلعالنات والمنشورات وكافة الوثائق الصادرة عن الشركة والموجهة‬
‫لألغيار (م ‪2/ 4‬ي وإال عوقب المخالف بغرامة بين ‪ 1000‬و‪ 5000‬درهم (م‪1/112 :‬ي‪.‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫اكـتسـا الشـريـك صـفـة "تاجر"‬
‫لما كان الشريك يعد مسؤوال شخصيا وتقــامنيا عــن ديــون شــركة التقــامن فإنــه يعتبــر كمــا لــو أنــه يــزاول‬
‫التجارة بنفسه‪ ،‬لذلك فإنه يتتسب صفة "تاجر" بمجرد انقمامه إليها‪ ،‬سواو ادرج اسمه في تســميتها أو ال‪ ،‬وســواو‬
‫تولى أعمال اإلدارة أو لم يتوالها ‪.‬‬
‫ويترتب على اعتبار الشريك تاجرا ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أنه يجب أن يتون كامل األهلية‪ ،‬وإذا كان قاصرا حصل على الترشيد فيجــب أن يحصــل علــى إذن خــاص‬
‫بالدخول شريتا متقامنا ‪ .‬وهذا اإلذن يلزمه حتى ولو كان مرخصا بتعاطي العمل التجاري عامــة‪ .‬ذلــك أنــه ال يســثل‬
‫عن ديونه فقط بل كذلك عن ديون اآلخرين‪ .‬فمسؤوليته أكبر مما لو كان يتعاطى التجارة منفردا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ يترتب على إعالن التصفية الققائية للشركة عند توقفها عن أداو ديونهــا إعــالن التصــفية الققــائية‬
‫في حق كافة الشركاو فيها بسبب أن هؤالو يسثلون مسؤولية شخصية وتقامنية عن ديونها‪.‬‬

‫من هذا الرأي كذلك شكري أحمد السباعي ـ مرجل سابق ص ‪ 387‬ـ راجل يي رأي مخالف‪ :‬هشام يرعـون ـ‬ ‫‪1‬‬

‫مبادئ القانون التجاري المبربي ‪ 1980‬مطبعة الكتاب ـ ياس ـ ‪ 365‬و ‪.366‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Ripert et Roblot op.cit. n° 833‬‬
‫‪32‬‬

‫‪ 3‬ـ إعالن التصفية الققائية في حق أحد الشركاو‪ ،‬أو تحديد مخطط للتفويت التامل لتجارته بســبب توقفــه‬
‫عن أداو ديون تجارته الخاصــة ال يــؤدي إلــى إعــالن التصــفية الققــائية للشــركة‪ ،‬إال أن هــذه األخيــرة تنحــل بقــوة‬
‫القانون الختالل األساا الذي تقوم عليه وهو االعتبار الشخصي‪ ،‬أي ما يتمتع به الشريك مــن ائتمــان وثقــة ‪ ،‬مــا لــم‬
‫يقرر النظام األساسي استمرارها بين الشركاو الباقين‪ ،‬أو يقرر هؤالو استمرارها باإلجماع‪ .‬ونفــس الشــيو يقــال فــي‬
‫حالة صدور حتم على أحد الشركاو بالمنع من مزاولة مهنة تجارية أو بــإجراو يمــس أهليتــه (المــادة ‪ 18‬ـ ‪ 1‬مــن‬
‫قانون الشركاتي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ال يلزم الشريك بمسك محاسبة وال بالقيد في الســجل التجــاري‪ ،‬إال إذا كانــت لــه تجــارة مســتقلة‪ .‬ويتتفــى‬
‫بدفاتر الشركة التي يظهر منها مركز كافة الشركاو‪ .‬كما يتتفى بقيد الشركة في السجل التجاري الذي من بين البيانات‬
‫المدرجة فيه أسماو كافة الشركاو فيها ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫عـدم قـابلـيـة حـصـة الـشريـك لالنـتـقـال‬
‫انطالقا من كون شركة التقامن تقــوم علــى االعتبــار الشخصــي فإنــه ال يمتــن للشــريك فيهــا أن يتنــازل عــن‬
‫حصته سواو للغير أو ألحد الشركاو اآلخرين إال بموافقة جميع الشركاو‪ .1‬وهذه القاعدة من النظام العــام لــذلك فإنــه ال‬
‫يجوز االتفا على مخالفتها (المادة‪16 :‬ي‪.‬‬
‫ويالحظ أن كل نقل للحصص يجب أن ي بت في محرر متتو ‪ ،‬وأن يتم إيداعه وتسجيله ونشره (المادة‪ 16‬فقرة‪1‬‬
‫ي داخل ‪ 30‬يوما من تاريخ العقد (المادة‪ 95‬و‪ 96‬و‪97‬ي وإال فال أثر له في مواجهة الغير (المادة ‪ 16‬ـ فقرة ‪2‬ي‪.‬‬
‫وإذا كانت الشركة تنققي مبدئيا بوفاة أحــد الشــركاو‪ ،‬فانــه لــيس هنــاك مــا يمنــع مــن أن يتفــق هــؤالو علــى‬
‫استمرارها مع ورثة الشريك المتوفى‪ ،‬أو استمرارها بين الشركاو الباقين على قيد الحياة (المادة ‪ 17‬فقرات ‪ 1‬و ‪2‬ي‪.‬‬
‫إال أنه إذا كان من بين الورثة قاصر غير مرشد ‪ ،‬وتقرر استمرار الشركة فإنه ال يسثل عن ديــون الشــركة‬
‫إال في حدود نصيبه من تركة مورثه‪ .‬ويجب في هذه الحالة أن تحول الشركة فــي خــالل ســنة مــن الوفــاة إلــى شــركة‬
‫توصية يتون فيها القاصر شريتا موصيا ‪ ،‬وإال وجب حلها (المادة ‪ 17‬فقرة ‪7‬ي‪.‬‬

‫الفرع ال انـي‬
‫تـثسـيـس شــركــــة التــقــامــن‬
‫يخقع تثسيس شركة التقامن إلى األحتام العامة لتثسيس الشركات التي رأيناها سابقا باإلتافة إلــى بعــض‬
‫األحتام الخاصة‪ ،‬تتعلق بعقد التثسيس حيث يجب أن تؤسس بمقتقى عقد متتو سواو كان رسميا أو عرفيــا‪ .‬ويجــب‬
‫أن يتون النظام األساسي (العقدي مؤرخا وأن يتقمن البيانات التالية‪ ،‬وكل ذلك تحت طائلة البطالن (المادة ‪5‬ي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أسماو الشركاو وموطنهم وإذا تعلق األمر بشخص معنوي ‪ :‬تسميته ‪ ،‬وشتله ومقره‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إنشاو الشركة في شتل شركة التقامن‬
‫‪ 3‬ـ تسمية الشركة ‪ ،‬وغرتها ومقرها االجتماعي‬
‫‪ 4‬ـ مبل رأا المال ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ حصة كل شريك ‪ ،‬وبيان قيمتها إذا كانت حصة عينية ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ نصيب كل شريك ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ مدة الشركة ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ أسماو وموطن الشركاو أو االغيار الذين لهم صالحية إلزام الشركة‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ كتابة تبط المحتمة التي سيودع بها النظام األساسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Buttet, Cession de parts de société en nom collectif - Bull. Joly -1991-889‬‬
‫‪33‬‬

‫‪ 10‬ـ إمقاو كل شريك‪.‬‬


‫وهذه ليست إال البيانات اإللزامية التي يتوقف عليها صــحة عقــد التثســيس‪ ،‬لــذلك فــال مــانع مــن أن يقــيف‬
‫إليها الشركاو ما يرغبون فيه من بيانات تتعلق بالنظام األساسي للشركة‪ ،‬أو بمســطرة توزيــع األربــا ‪ ،‬أو بتوزيــع‬
‫المهام بين الشركاو‪ ،‬أو بانتقال الحصص‪ ،‬أو بغير ذلك‪.‬‬

‫الفرع ال الث‬
‫إدارة شركـــة التقامـــن‬
‫نص القــانون الجديــد للشــركات علــى بعــض القــوابط الجديــدة تتعلــق بطريقــة إدارة شــركة التقــامن قصــد‬
‫المشرع من خاللها تفادي حصول التع ر على هذا المستوى‪ ،‬وتمان حقو كافــة الشــركاو‪ ،‬وإحتــام طريقــة التســيير‬
‫لتجنب الخالفات بين الشركاو‪ ،‬أو إطال يد المسير في تسيير الشركة‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫الجهـة المتلفة بتسييـر الشركـة‬
‫تقوم الشركة بثعمالها بواسطة مسيرها في حالة تعيينه‪ ،‬وإال فإنها تسير من قبل جميع الشركاو‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫تعــيــيــن الـمـسيـــر وعــــزلــه‬
‫أوال ـ تعيين المسير‬
‫إما أن يعــين المســير فــي النظــام األساســي فيسـمى "المســير النظــامي" أو بمقتقــى اتفــا مســتقل فيســمى‬
‫"المسير االتفاقي"‪ .‬وفي الحالتين إما أن يتون من الشركاو أو من األغيار‪.‬‬
‫فإذا جرى تعيين المسير في النظام األساسي للشركة نفسه‪ ،‬أي فــي عقــد تثسيســها أو بمقتقــى تعــديل يــدخل‬
‫عليه بعد ذلك فإنه يعتبر جزوا منها وعنصرا من عناصر نظامها األساسي لذلك فيجب أن يحصل بإجماع الشركاو‪.‬‬
‫أما إذا جرى التعيين بمقتقى اتفا مستقل‪ ،‬كما يحصل في الغالب عند تغيير المسير أثناو الحياة االجتماعيــة‬
‫للشركة‪ ،‬فإما أن يتون النظام األساسي قد نظم ذلك التعيين‪ ،‬وإال فإنه يجب أن يتم بإجماع الشركاو ‪.‬‬
‫وبطبيعة الحال‪ ،‬سواو تم التعيين بمقتقى تعديل يدخل على النظام األساسي أو بمقتقى اتفا مســتقل‪ ،‬فإنــه‬
‫يجب شهر قرار التعيين وفق نفس إجراوات الشهر التي رأيناها سابقا‪.1‬‬
‫‪2‬‬ ‫ثانيا ـ عزل المسير‬
‫تختلف شروط العزل حسب ما إذا كان المسير من الشركاو أو من األغيار‪.‬‬
‫فإذا كان من الشركاو وكان معينا في النظام األساسي‪ ،‬فإنه ال يمتن أن يتقرر عزله إال بإجماع باقي الشركاو‪،‬‬
‫أي من دون حاجة إلى موافقته هو (المادة ‪14‬ـ فقرة ‪1‬ي إال أنه يترتب على هذا العزل حل الشركة بقــوة القــانون‪ ،‬إال‬
‫إذا كان استمرارها مقررا في هذه الحالة بمقتقى النظام األساسي‪ ،‬أو قــرر بــاقي الشــركاو اســتمرارها فيمــا بيــنهم‪.‬‬
‫ويمتن للمسير المعزول آنذاك أن ينسحب من الشركة‪ ،‬ويطلب استرجاع حقوقه فيها (المادة ‪ 14‬فقرة ‪2‬ي‪.‬‬
‫وإذا كان المسير الشريك معينا بمقتقى اتفا مستقل عن النظام األساسي‪ ،‬فإما أن يتون هذا األخيــر قــد نظــم‬
‫شروط عزله حيث يجب عندئذ التقيد بها‪ ،‬وإال فإنه يشترط توفر إجماع باقي الشركاو (المادة ‪14‬ـ فقرة ‪3‬ي‪.‬‬
‫أما إذا كان المسير من األغيــار فيجــب أن يعــزل وفــق الشــروط المحــددة فــي النظــام األساســي‪ ،‬وإال فبقــرار‬
‫ألغلبية الشركاو (المادة ‪ 14‬ـ فقرة ‪4‬ي ‪.‬‬

‫‪ 1‬إذ يي الحالتين يتم اإليداع يي السجل التجاري عن طريق اإلدالء بمحضر تعيين المسير المسيرين الجدد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪J.L. Aubert, La révocation des organes d'administration des sociétés commerciales,‬‬
‫‪R D C 1968 – 977 ; M.Rémond , La révocation du gérant .... Rev. stés. 1972 – 421‬‬
‫‪34‬‬

‫وإذا لم يتن العزل يستند إلى سبب مشروع فإنــه يجــوز للمســير المعــزول أن يطالــب بــالتعويض عــن القــرر‬
‫الذي لحقه نتيجة ذلك (المــادة ‪14‬ـ فقــرة ‪5‬ي وأســبا العــزل المشــروعة كمــا حــددها الفصــل ‪ 1030‬مــن ل ع ســوو‬
‫اإلدارة‪ ،‬والخالفات الخطيرة بين المسيرين في حالة تعددهم ‪ ،‬واإلخالل الجسيم الواقع من المدير في أدائه لمهامه أو‬
‫استحالة قيامه بتلك المهام‪.1‬‬

‫المطلب ال انـي‬
‫عـــدم تسـمـيـة الـــمــسيـــر‬
‫إذا لم يعين الشركاو مسيرا إلدارة الشركة فإن حــق اإلدارة يعــود عندئــذ إلــيهم مجتمعــين (المــادة ‪6‬ي ويطلــق‬
‫على الشركة في هذه الحالة شركة العنان‪ ،‬فيمتن لتل شريك أن يجري أعمال اإلدارة‪ ،‬ويحق لتل واحد من اآلخرين أن‬
‫يعترض على أية عملية قبل إجرائها (المادة ‪ 7‬فقرة ‪2‬ي ما لم ينص عقد الشركة على خالف ذلك‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫صـالحـــيــات الـمــــسيـــــر‬
‫أصبح المتصرفون في كافة الشــركات التجاريــة يســتمدون ســلطاتهم فــي ظــل القــانون الجديــد للشــركات مــن‬
‫القانون مباشرة‪ ،2‬ولم يعودوا يعتبرون وكالو عن الشركة كما كان الشثن في السابق‪ ،‬لذلك فقد قرر القــانون للمســير‬
‫صالحية القيام بجميع األعمال القرورية لتسيير الشركة وفقا للغرض الذي أنشئت من أجله (المادة ‪ 7‬ـ فقــرة ـ ‪1‬ي إال‬
‫إذا كانت صالحياته محددة في عقد التثسيس‪ ،‬أو في عقد الحق‪ ،‬حيث يمنع عليه عندئذ الخروج عن تلك الصالحيات‪،‬‬
‫وإال عرض نفسه للمسؤولية في مواجهة الشركاو‪( 3‬المادة ‪ 8‬ـ فقرة ـ ‪4‬ي‪.‬‬
‫أما في مواجهة الغير فتلزم الشركة بتافة أعمال المسير التي تدخل تمن غرتها‪ ،‬وال يمتنهــا أن تحــتأ فــي‬
‫مواجهته بثحتام النظام األساسي التي تحد من سلطات المسير‪( 4‬المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 1‬و ‪3‬ي‪ .‬ويرجع السبب في إقرار هــذه‬
‫القاعدة إلى رغبة المشرع في حماية األغيار من المتعاملين مع الشركة وإلى تمان اســتقرار المعــامالت‪ ،‬بــالنظر إلــى‬
‫أن األغيار عندما يتعاملون مع المسير فذلك على أساا أنه يم ل الشركة‪ ،‬وليس من المنطقي أن نطالبهم في كل مــرة‬
‫أن يتثكدوا من أنه يتصرف في إطار الصالحيات المخولة له لما في ذلــك مــن عرقلــة للمعــامالت‪ ،‬ولصــعوبة ذلــك مــن‬
‫الناحية العملية‪.‬‬
‫ويمنع على الشركاو من غير المسيرين التدخل في أعمال اإلدارة‪ .‬وال يجوز لهم أن يعترتوا على األعمال التــي‬
‫يجريها المسير إال إذا تجاوزت حدود العمليات التي هي محل الشركة ‪ ،‬أو تقمنت مخالفة واتحة للعقد أو القانون‪.‬‬
‫وإذا تعدد المسيرون‪ ،‬وكان العقد ال يحدد صالحيات كل واحد منهم‪ ،‬أو ال يحدد طريقــة اتخــاذ القــرارات فيمــا‬
‫بينهم‪ ،‬فإن لتل واحد منهم أن يقوم بثي عمل تسيير فيه مصلحة الشركة ‪ ،‬ولتل واحد من اآلخرين حق التعرض علــى‬
‫أية عملية قبل إبرامها (المادة ‪ 7‬ـ فقرة ‪2 :‬ي‪.‬‬
‫وال يحق للمسير منافسة الشركة عن طريق القيام بنشاط مماثل لنشاطها‪ ،‬ما لم يحصــل علــى موافقــة بــذلك مــن‬
‫باقي الشركاو‪ .‬كما أن كل اتفاقية بينه وبين الشركة يجب أن يحصل بشثنها على إذن سابق من الشركاو (م ‪ /7‬فقــرة ‪3‬‬
‫و ‪4‬ي‪.‬‬
‫وعلى العموم فإنه ال يسوغ للمسير أن يجري أي تصرف يتجــاوز حــدود صــالحياته‪ ،‬وعليــه أن يبــدل فــي‬
‫تدبير مصالح الشركة عناية الرجل المتبصر حي القمير وإال كــان مســؤوال بصــفة فرديــة أو بالتقــامن ـ فــي حالــة‬
‫تعدد المسيرين ـ تجاه الشركاو عما أجراه من أعمال مخالفة للقانون أو للنظام األساسي(المادة ‪ 8‬الفقرة ‪4‬ي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪R. Baillod, Le " juste motif" de révocation des dirigeants sociaux, R D C 1983 .‬‬
‫‪1‬‬
‫‪J.F Bulle, Le statut du dirigeant de société, La villeguerin Editions, 1989.‬‬
‫‪Martin , les pouvoirs des gérants des sociétés de personnes R D C 1973 – 185.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬راجل يي تطبيق ذلك‪ :‬قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس‪ ،‬رقم ‪ 365‬بتاريخ ‪ ،2007/03/01‬يي الملف عدد‪ ،06/971:‬قرارات محكمة‬
‫االستئناف التجارية بفاس لسنتي ‪ ،2007/2006‬موزعة على قرص مضبوط‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫صالحيـات الشركـاو غـير المسيريـن‬
‫إذا كان يمنع على الشركاو من غير المسيرين التدخل في أعمال اإلدارة‪ ،‬فــإنهم يتمتعــون بــبعض الصــالحيات‬
‫األساسية التي تتعلق بسير الشركة‪ .‬منها إعطاو اإلذن في شثن بعض أعمال التسيير التي ينص عليها النظام األساسي‬
‫فــي حالــة وجودهــا‪ ،‬وتعيــين المســير وعزلــه وتعــديل النظــام األساســي‪ .‬وعلــى الخصــوص المصــادقة علــى الموازنــة‬
‫السنوية‪ ،‬ومراقبة ماليــة الشــركة ومراقبــة تســييرها‪ .‬وتتخــذ القــرارات بشــثن كــل ذلــك باإلجمــاع مــا لــم يــنص النظــام‬
‫األساسي على خالف ذلك بالنسبة لبعض القرارات (المادة ‪1-9‬ي‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫المصادقة على الموازنة السنوية‬
‫هذه من األمور األساسية التــي نظمهــا القــانون الجديــد للشــركات بعــد أن كانــت فــي الســابق متروكــة التفــا‬
‫الشركاو‪ .‬ولقد سعى المشرع من خالل ذلك إلى إحتام طريقة التسيير لتجنب إطال يد المدير فيه ‪ ،‬ولتجنــب الخالفــات‬
‫بين الشركاو التي من شثنها أن تعصف بالشركة‪.‬‬
‫وهتذا فقد استوجب القانون عرض تقرير التسيير‪ ،‬والجرد والقوائم التركيبية للسنة المحاسبية المعدة من طــرف‬
‫المسيرين على مصادقة جميع الشركاو في أجل ستة أشهر من تاريخ اختتام السنة المحاسبية‪ ،‬ويجب أن يحصل ذلــك‬
‫مبدئيا في جمعية عامة تعقد لهذا الغرض‪ ،‬إال أن المشرع أجاز أن يتم ذلك عن طريق استشارة الشركاو كتابة‪ ،‬حيــث‬
‫يجب عندئذ أن يقمن ذلك في محقر يوقعه المدير‪ ،‬ويرفق به جوا كل شريك (المادة ‪ 10‬ـ الفقرة ‪1‬و ‪7‬ي ‪.‬‬
‫ويجب أن يبل تقرير التسيير والجرد والقــوائم التركيبيــة وكــذا القــرارات المقترحــة‪ ،‬وعنــد االقتقــاو تقريــر‬
‫مراقب أو مراقبي الحسابات إلى الشركاو ‪ 15‬يوما على األقل قبل انعقاد الجمعيـة العامــة‪ .‬كمــا يجــب أن يوتــع الجــرد‬
‫رهن إشارتهم بمقر الشركة تمن نفس األجل (م ‪ /10‬فقرة ‪ 2‬و ‪3‬ي‪.‬‬
‫ويجــب أن ت بــت مداولــة الشــركاو فــي محقــر يبــين فيــه تــاريخ ومتــان االجتمــاع ‪ ،‬واألســماو الشخصــية‬
‫والعائلية للشركاو الحاترين‪ ،‬والتقارير المعروتة للمناقشة‪ ،‬وملخصا للنقاش‪ ،‬ونص مشاريع القرارات المعروتــة‬
‫على التصويت‪ ،‬ونتيجة التصويت‪ .‬ويجب أن يوقع المحقر من طرف كافة الشركاو الحاتــرين (المــادة ‪ 10‬فقــرة ‪ 4‬و‬
‫‪5‬ي إال أنه يالحظ أنه إذا كان التسيير يتم من قبل كافة الشركاو فإنه ال يعرض على مــوافقتهم وفــق القــوابط الســابقة‬
‫إال القرارات التي يتجاوز غرتها السلطات المعترف بها للمسيرين (المادة ‪6 /10‬ي‪.‬‬
‫فإذا لم تتم المداوالت بشثن تقرير التسيير والجرد والقوائم التركيبية وفق القوابط السابقة جاز لتــل شــريك‬
‫طلب إبطالها ( المادة ‪8-10‬ي ‪.‬‬
‫ولقد نص المشرع على معاقبة المسيرين بغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 000.40‬درهــم‪ ،‬إذا لـم يعــدوا بالنســبة لتــل‬
‫سنة محاسبية الجرد‪ ،‬والقوائم التركيبية وتقرير التسيير (المادة‪109 :‬ي‪.‬‬
‫ونص علــى معــاقبتهم كــذلك بغرامــة مــن ‪ 2000‬إلــى ‪ 20.000‬درهــم إذا لــم يقومــوا بــدعوة الجمعيــة العامــة‬
‫للشركاو لالنعقاد داخل أجل ستة أشهر من تاريخ اختتــام الســنة الماليــة‪ ،‬أو لــم يعرتــوا لمصــادقة الجمعيــة المــذكورة‬
‫الجرد والقوائم التركيبية وتقرير التسيير (المادة ‪ 110‬فقرة‪2 :‬ي‪.‬‬
‫كما نص علــى معــاقبتهم بغرامــة مــن ‪ 2000‬إلــى ‪10.000‬درهــم إذا لــم يقومــوا ‪ 15‬يومــا قبـل تــاريخ انعقــاد‬
‫الجمعية العامة بتوجيه القوائم التركيبية وتقرير التسيير‪ ،‬ونص التوصيات المقترحة‪ ،‬وعنــد االقتقــاو تقريــر مراقبــي‬
‫الحسابات إلى الشركاو ( المادة ‪111‬ي‪.‬‬
‫ولقد نص أخيرا على معاقبة المسيرين الذين يقدمون للشــركاو قــوائم تركيبيــة ال تعطــي صــورة صــادقة عــن‬
‫نتائأ السنة المالية‪ ،‬وعن الوتعية المالية للشركة بغية إخفاو الوتعية الحقيقية عــنهم بــالحبس مــن شــهر إلــى ســتة‬
‫أشهر‪ ،‬وبغرامة من ‪ 10.000‬إلى ‪ 100.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين (المادة ‪ 107‬ـ فقرة‪ 1‬و ‪2‬ي‪.‬‬
‫وجميع هذه العقوبات تقاعف في حالة العود (المادة ‪1 /101‬ي‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫مراقبة تسيير الشركة وماليتها‬
‫انطالقا من طبيعة وتعية الشركاو تمن شركة التقامن‪ ،‬حيث أنهم يسثلون مسؤولية شخصــية وتقــامنية‬
‫عن ديونها ‪ ،‬فإن لهم حق مراقبة أعمال المســير‪ ،‬أو المســيرين فــي تســييرها ‪ .‬غيــر أنــه تفاديــا لعرقلــة عمــل المســير‬
‫بالتدخل المتترر واالعتباطي من قبل الشركاو في شؤون التسيير‪ ،‬وتفاديا لتل خالف بين الشركاو على هــذا المســتوى‬
‫نظم القانون الجديد للشركات كيفية ممارسة الشركاو لهــذه المراقبــة‪ ،‬فثعطــاهم الحــق فــي االطــالع مــرتين فــي الســنة‬
‫بمساعدة مستشار بمقر الشركة على الدفاتر‪ ،‬والجرد والقوائم التركيبية‪ ،‬وتقرير التسيير وتقرير مراقبــي الحســابات‬
‫إن وجدوا‪ ،‬ومحاتر الجمعيات‪ ،‬ووتع أسئلة كتابية حول تســيير الشــركة علــى المســير أو المســيرين اإلجابــة عليهــا‬
‫كتابة كذلك ‪ .‬كما يمتنهم الحصول على نسخة من كل ذلك ما عدا الجرد (المادة ‪11‬ي‪.‬‬
‫وقد دعم المشرع هذا الحق بالنص على معاقبة المســيرين الــذين ال يقــعون رهــن إشــارة الشــركاو الوثــائق‬
‫المشار إليها أعاله بغرامة من ‪ 2000‬إلى‪ 20.000‬درهم (المادة ‪ 110‬ـ فقرة ‪1‬ي‪.‬‬
‫وفقال عن ذلك فقد أعطى القانون لتل شريك ـ أو مجموعة شركاو ـ مهما كان مقدار مساهمته فــي رأا‬
‫المال‪ ،‬أن يطلب من رئيس المحتمة بصفته قاتيا للمستعجالت أن يعين مراقبا أو أك ر للحسابات (المــادة ‪ 12‬ـ ‪3‬ي‪،‬‬
‫وذلك إلجراو تدقيق في حسابات الشركة للتثكد من سالمتها ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫تعيين مراقبين للحسابات في بعض شركات التقامن‬
‫سعى المشرع كذلك من خالل القانون الجديد للشركات إلى دعم المراقبة المالية للشركة بتبنــي نظــام مراقبــي‬
‫الحسابات المعهود في شركات المساهمة وإدخاله إلى شركة التقامن‪.‬‬
‫وهتذا فإنه قد أجاز لتافة شركات التقامن أن يعين الشركاو فيها باألغلبية مراقبا أو أك ــر للحســابات لتــولي‬
‫مراقبة مالية الشركة (المادة ‪12‬فقرة ‪1‬ي‪.‬‬
‫كما أنه جعل ذلــك التعيــين إلزاميــا بالنســبة لشــركات التقــامن التــي يتجــاوز رقــم أعمالهــا الســنوي خمســين‬
‫مليون درهم دون اعتبار القرائب (م ‪2/12‬ي‪.‬‬
‫ويخقــع مراقبــو الحســابات فــي شــركة التقــامن لــنفس القواعــد التــي يخقــع لهــا م يلــيهم فــي شــركات‬
‫المساهمة كما سنرى الحقا‪.‬‬

‫الفصل ال اني‬
‫شـركـة الـتوصـيـة الـبسـيـطـة‬
‫‪La société en commandité simple‬‬
‫شركات التوصية نوعان ‪ :‬توصية بسيطة وتوصية باألسهم ‪:‬‬
‫شركة التوصية البسيطة هي من شركات األشخاص إذ أن شخصية جميع الشركاو فيها هي محل اعتبار‪ ،‬فــال‬
‫يجوز ألي منهم أن يتنازل عن حصته إلى الغير إال بموافقة باقي الشركاو‪.‬‬
‫أما شركة التوصية باألسهم فهي مــن شــركات األمــوال إذ أن شخصــية الشــريك الموصــي فيهــا ليســت بــذات‬
‫اعتبار‪ ،‬فيستطيع بالتالي أن يتنازل عن حصته إلى الغير دون حاجة لموافقة باقي الشركاو‪.‬‬
‫وما يعنينا نحن هنا هي شركة التوصية البسيطة‪.1‬‬

‫أما شركة التوصية باألسهم ‪ ،‬يباعتبارها من شركات األموال‪ ،‬سوف ندرسها بعد شركة المساهمة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪37‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف وتثسيس شركة التوصية البسيطة‬
‫المبحث األول‬
‫التعريف بشركة التوصية البسيطة‬
‫شركة التوصية البسيطة شركة تجارية بشتلها تتثسس بين شريتين فثك ر أحدهما على األقل شريك متقــامن‬
‫يسثل بصفة غير محدودة وعلى وجه التقامن عن ديون الشركة‪ ،‬وآخر على األقل شريك موصى ال يسثل عــن ديونهــا‬
‫إال في حدود حصته في رأسمالها‪.‬‬
‫مــن هنــا تشــبه شــركة التوصــية البســيطة ك يــرا شــركة التقــامن مــن حيــث أنهــا تقــم إلــى جانــب الشــركاو‬
‫المتقامنين فئة من الشركاو الموصين‪ .‬وإذا كانت وتــعية الشــركاو المتقــامنين فيهــا هــي نفــس وتــعية الشــركاو‬
‫المتقامنين في شركة التقامن من حيث المسؤولية الشخصية والتقامنية عن ديون الشــركة بمــا يترتــب عليهــا مــن‬
‫نتائأ على مستوى اكتسا صفة "تاجر" والحق في اإلدارة‪ ،‬فإن الشركاو الموصيين فيها يتتفون بتقديم رأا المال‪،‬‬
‫وال يقومون بثي عمل من أعمال اإلدارة‪ ،‬وال يسثلون عن ديون الشركة إال في حدود حصتهم في رأا المــال‪ ،‬فيترتــب‬
‫على ذلك أنهم ال يتتسبون صفة "تاجر"‪ ،‬وال تدخل أسماوهم في تشتيل تسمية الشركة‪.‬‬
‫لذلك فإذا كان دور الشركاو الموصيين في شركة التوصية البسيطة هو دور الرأسمالي الممول الذي يتتفــي‬
‫بالمخاطرة بثمواله دون تحمل أية مسؤولية في اإلدارة والتسيير ‪ ،‬فإن دور الشركاو المتقامنين هو القيام بتشغيل‬
‫ذلك المال واست ماره وتحمل أعباو اإلدارة والتسيير بما يترتب على ذلك من مسؤولية ‪.‬‬
‫وإذا كان هذا النوع من الشركات قد انتشر في البداية لما يتيحه لألشخاص من إمتانية التعــاطي لألعمــال‬
‫التجارية دون أن يؤدى ذلك إلى مســؤوليتهم فيمــا يتجــاوز حــدود مــا قــدموه مــن رأســمال ـ حيــث يســتطيع أصــحا‬
‫األموال الذين ليس لديهم الخبرة والدراية بالتجارة ‪ ،‬أو ال يمتنهم التفرغ أن يتشاركوا مع من يملك الخبــرة والدرايــة‬
‫والتفرغ ولتن ليس لديه المال ـ فإن دورها قد قل ك يرا بعــد ظهــور شــتل الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة‪ 1‬التــي‬
‫تجمع بين محاسن شركات األشخاص وشركات األموال كما سنرى الحقا‪2‬ـ ومــع ذلــك فــإن النظــام القــريبي الــذي‬
‫أخقعها له المشرع قد حافظ لها على بعض أهميتها إذ أنها تخقع لنظام القريبة العامة على الدخل‪ 3‬وال تخقــع‬
‫للقريبة على الشركات التي تخقع لها الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬

‫المبحث ال انـي‬
‫تثسيس شركة التوصية البسيطة‬
‫تخقع شركة التوصية البسيطة في تثسيسها إلى نفس أحتــام تثســيس شــركة التقــامن ‪ ،‬وهــي تتثســس‬
‫بين شريتين على األقل أحدهما متقامن واآلخر موصى‪ .‬يقــاف إلــى ذلــك أن نظامهــا األساســي يجــب أن يتقــمن‬
‫فقال عن البيانات المتطلبة في النظام األساسي لشركة التقامن ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ النص على إنشاو شركة في شتل شركة توصية بسيطة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تحديد نصيب مبل أو قيمة حصص كل شريك متقامن أو موصى على حدة في رأسمال الشركة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تحديد النصيب اإلجمالي للشركاو المتقامنين‪ ،‬ونصيب كل شريك موصى في توزيع األربا وفي عائد التصفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Dérrida- La société en commandité entre son passé et son avenir ,‬‬
‫‪(travaux du C.R.E.D.A)1983- Financement, capital et pouvoir dans l'entreprise : une nouvelle chance pour la‬‬
‫‪commandité – J C P 1984 édi. C.I. 14371‬‬
‫‪ 2‬من هنا يإن عدد ش ركات التوصية البسيطة قليل جدا يي العمل‪ ،‬يفي سنة ‪ 1998‬مثال تم تأسيس حوالي ‪ 70‬شركة من هذا النوع ـ قارن‬
‫مل باقي الشركات ذات المسؤولية المحدودة ‪ 10917 :‬ـ التضامن ‪ 1406 :‬ـ المساهمة ‪ 1177 :‬ـ المصدر ‪:‬السجل التجاري المركزي‬
‫‪ 3‬إذ انطالقا من كونها شركة أشخا ص يإن المشرع أخضعها للضريبة المفروضة على األشخاص‪ ،‬الطبيعيين شريطة أال يوجد بين شركائها‬
‫أشخاص معنوية‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫الفرع ال اني‬
‫خصائص شركة التوصية البسيطة‬
‫تتميز شركة التوصية البسيطة بثحتام خاصة تميزها عن شركة التقامن وذلك من النواحي التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‬
‫تسمية الشركـــة‬
‫تتخذ شركة التوصية البسيطة كذلك تسمية لها تعين بها يمتن أن يقاف إليها اسم واحد أو أك ر من الشــركاو‬
‫المتقامنين دون الموصين على أن تتون مسبوقة أو متبوعة مباشرة بعبارة "شركة توصية بسيطة" (م ‪22‬ي ‪.‬‬
‫وإذا سمح الشريك الموصى بــإدراج اســمه فــي التســمية وكــان عالمــا بــذلك‪ ،‬فإنــه يمتــن أن تقــوم مســؤولية‬
‫الشخصية والتقامنية عن ديون الشركة في مواجهة من يغتــر بــذلك‪ ،‬إال أنــه يشــترط أن يتــون ذلــك الغيــر غيــر عــالم‬
‫بحقيقة وتعية الشريك في الشركة‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫مسؤولية الشريك الموصى‬
‫على خالف الشركاو المتقامنين الذين يسثلون عن ديون الشركة مسؤولية شخصية وعلى وجه التقــامن‪،‬‬
‫فإن الشركاو الموصين ال يسثلون عن تلك الديون إال في حدود حصتهم في رأســمالها‪ ،‬فــإذا قــاموا بتســديدها للشــركة‬
‫برئت ذمتهم تجاهها وتجاه دائنيها ( المادة ‪ 20‬ـ فقرة ‪3‬ي‪.‬‬
‫وينتأ على هذا أن الشريك الموصى ال يتتسب صفة تاجر‪ ،‬فــإذا أعلــن إفــالا الشــركة لــم يترتــب علــى ذلــك‬
‫إعالن إفالسه‪ ،‬وبالتالي يمتن للقاصر الذي لم يبل بعد سن الرشد‪ ،‬ولألشخاص الممنوعين مــن ممارســة التجــارة ألي‬
‫ســبب كــان أن يــدخلوا شــركاو موصــين فــي شــركة التوصــية البســيطة‪ ،‬ولتــن ال يمتــنهم أن يــدخلوا فيهــا كشــركاو‬
‫متقامنين‪.‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫إدارة شركة التوصية البسيطة‬
‫يتولى إدارة شركة التوصية البسيطة الشركاو المتقامنون فقط وفق نفس أحتام إدارة شركة التقامن‪ ،‬دون‬
‫الشركاو الموصين الذين ال يجوز لهم أن يقوموا بثي عمل من أعمال اإلدارة ولو كانت لديهم وكالــة‪ .‬فــإذا خــالفوا هــذا‬
‫المنع قامت مسؤوليتهم تجاه الغير الذي قد ينخدع بسبب ذلك حول حقيقة وتعهم في الشركة (المادة ‪25‬ي‪.‬‬
‫ومنع الشركاو الموصين من اإلدارة جاو نتيجة طبيعية لعدم مسؤوليتهم عــن ديــون الشــركة حتــى ال يقومــوا‬
‫بتصرفات قد تؤدى إلى إلحا القرر بالشركة وبالشركاو المتقامنين‪ ،‬وحتى ال ينخدع المتعاملون مــع الشــركة بتلــك‬
‫اإلدارة فيطمئنوا إلى مسؤولية الموصين عن ديون الشركة ويدخلونها في القمان العام لديونهم‪.‬‬
‫ويقصد باإلدارة هنا ممارسة األعمال الخارجية التي تجعل الشريك على اتصال بالمتعاملين مــع الشــركة‪ ،‬أمــا‬
‫األعمال الداخلية التي ال تؤدي إلــى ذلــك االتصــال فيجــوز للشــريك الموصــي أن يقــوم بهــا‪ ،‬ومــن ذلــك المشــاركة فــي‬
‫االجتماعات الداخلية للشركة والمتعلقة بتنظيم شؤونها م ل تعيين أو عزل المديرين‪ ،‬أو االطالع على سجالت الشركة‬
‫والقيام بثعمال المراقبة‪ ،‬والترخيص للمديرين فيمــا يتجــاوز حــدود صــالحياتهم والقيــام بثعمــال المحاســبة وباألعمــال‬
‫الفنية وما إلى ذلك‪.‬‬
‫وتسير الشركة وفق نفس طريقة تسيير شركة التقامن‪ .‬يقاف إلى ذلك أن جمعية لتل الشركاو تنعقــد بقــوة‬
‫القانون كلما طلب ذلك شريك متقامن‪ ،‬أو ربع الشركاو الموصين من حيث العدد ورأا المال ‪ .‬وتتخذ القرارات وفــق‬
‫الشروط التي يحددها النظام األساسي (المادة‪24‬ي‪.‬‬
‫وللشركاو الموصين حق االطالع ‪ ،‬في كل وقت‪ ،‬على الدفاتر والجرد‪ ،‬والقوائم التركيبيــة ‪ ،‬وتقريــر التســيير‪،‬‬
‫وتقرير مراقبي الحسابات ‪ ،‬ومحاتر الجمعيات المتعلقة بالسنوات المحاسبية ال الث األخيــرة ‪ ،‬وحــق وتــع أســئلة‬
‫كتابية في شثن التسيير على المسيرين الذين يلزمهم اإلجابة عليها كتابة أيقا (المادة ‪26:‬ي‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫هذا‪ ،‬وكل تعديل للنظام األساسي ال يمتن أن يــتم إال برتــا جميــع الشــركاو المتقــامنين‪ ،‬وبثغلبيــة الشــركاو‬
‫الموصين من حيث العدد ورأا المال‪ ،‬ما لم ينص النظام األساسي على أغلبية أقل (المادة ‪28‬ي‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫انـتـقـال الـحـصــص‬
‫يتطلب انتقال الحصص مبدئيا موافقة جميع الشــركاو نظــرا لالعتبــار الشخصــي الــذي تقــوم عليــه شــركة‬
‫التوصية البسيطة ‪ ،‬غير أن المشرع أجاز تقمين النظام األساسي الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حرية انتقال أنصبة الشركاو الموصين فيما بين جميع الشركاو‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إمتانية تفويت أنصبة الموصين إلى االغيار برتا جميع الشركاو المتقامنين‪ ،‬وأغلبية الموصــين مــن حيــث‬
‫العدد‪ ،‬ورأا المال‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إمتانية تفويت الشريك المتقامن لجزو من أنصبته لشريك موصى أو للغير بموافقة جميع الشــركاو المتقــامنين‬
‫وأغلبية الموصين من حيث العدد والرأسمال (م‪27 :‬ي‪.‬‬
‫وفي حالة وفاة شريك موصى فال تثثير لذلك على استمرار الشركة‪ ،‬بخالف ما لو توفي شريك متقامن حيــث‬
‫تنطبق هنا المقتقيات المتعلقة بشركة التقامن‪ ،‬إال أنه في هذه الحالة إذا كان الشريك المتــوفى الشــريك المتقــامن‬
‫الوحيد في الشركة ‪ ،‬واشترط استمرار الشركة مع ورثته وكان جميع هؤالو قاصرين غير مرشــدين‪ ،‬وجــب تعويقــه‬
‫بشريك متقامن جديد‪ ،‬أو تحويل الشركة داخل أجل سنة من الوفاة إلى شتل آخر تحت طائلــة حلهــا بقــوة القــانون (م‬
‫‪29:‬ي‬

‫الفصل ال الـث‬
‫شـــركــة ا لـمـحـــاصــة‬
‫‪Société en participation‬‬
‫تتون شركة المحاصة نوعا شاذا من الشركات المنظمة في القانون الجديد للشركات‪ .‬وهو ما سيتبين لنا مــن‬
‫خالل التوقف‪ ،‬أوال‪ ،‬عند تعريفها وبيان خصائصها (فرع أولي وثانيا مــن خــالل بيــان كيفيــة تثسيســها وإدارتهــا (فــرع‬
‫ثانيي‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف شركة المحاصة وبيان خصائصها‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف شركة المحاصة‬
‫شركة المحاصة شركة مستترة ليســت لهــا شخصــية معنويــة تنعقــد بــين شخصــين أو أك ــر القتســام األربــا‬
‫والخسائر الناتجة عن نشاط تجاري يزاوله أحد الشركاو باسمه الخاص (م‪ 88‬شركاتي‪.‬‬
‫فتتميــز هــذه الشــركة بوتــع شــاد مــن حيــث أنهــا‪ ،‬أوال‪ ،‬وعلــى خــالف بــاقي الشــركات التجاريــة‪ ،‬ال تتمتــع‬
‫بالشخصية االعتبارية‪ .‬ذلك أن كيانها ينحصر في العالقة بين الشركاو‪ .‬فهي غير معدة الطــالع الغيــر عليهــا‪ .‬إذ أنهــا ال‬
‫تتشف عن نفسها للجمهور بصفة رسمية عن طريق الشهر‪ .‬دون أن يعني ذلك بالقرورة عدم العلم بها‪.‬‬
‫وهي تعتبر من أبسط الشركات التجارية على اإلطال ‪ .‬إذ أن القانون لم يتطلب في قيامها أي إجراو‪ .‬فهــو لــم‬
‫يشترط فيها شتال معينا‪ ،‬ولم يقتض إشهارها وال اتخاذ تسمية لها‪.‬‬
‫وتتميز شركة المحاصة‪ ،‬ثانيا‪ ،‬بتونها‪ ،‬وعلــى خــالف بــاقي الشــركات‪ ،‬ال تعتبــر تجاريــة إال إذا كــان غرتــها‬
‫تجاريا‪ .‬وهنا يالحظ أنه على خالف الوتع في ظل المدونة القديمة‪ ،‬حيث كانت هذه الشــركة تعتبــر تجاريــة حتــى ولــو‬
‫قامت بعمليات تجارية سريعة مفردة ـ وقد كان هذا هو األصــل فيهــا إذ أنهــا فــي الغالــب مــا كانــت تنشــث للقيــام بــبعض‬
‫العمليات التجارية السريعة والمفردة التي يجريها أحد الشركاو باسمه‪ ،‬ولما تنتهي يقوم باقتسام األربا مــع شــريته ـ‬
‫‪40‬‬

‫فإنها في ظــل المدونــة الجديــدة يشــترط العتبارهــا تجاريــة أن تــزاول أحــد األنشــطة التجاريــة علــى ســبيل االعتيــاد أو‬
‫االحتراف من هنا فال تعتبر تجارية في ظل النصوص الجديدة إال شركات المحاصة االحترافية أو شبه االحترافية‪ .1‬أمــا‬
‫تلك التي تنشث للقيام بعملية تجارية واحدة أو بعدة عمليات محدودة فتعتبر مدنية تخقع لقواعد القانون المدني‪.‬‬
‫وينطبق نظام شركة المحاصة على كل شركة يقرر الشركاو عدم قيدها في السجل التجاري وعدم إخقــاعها‬
‫إلجراوات الشهر ألي سبب كان‪ ،‬وعلى كل شركة تنشث بفعل الواقع بــين شخصــين فــثك ر مــن دون أن يتبــع إجــراوات‬
‫الشهر بشثنها‪. 2‬وم ل هذه الشركات منتشرة في العمل‪ .3‬والصورة الشائعة منهــا مشــاركة تــاجرين فــثك ر فــي شــراو‬
‫سلع معينة وإعادة بيعها‪ ،‬وهي ممارسة شائعة عندنا فــي المغــر خاصــة فــي أســوا المــزادات التقليديــة ‪ ،‬إال أنــه‬
‫يمتن تصورها حتى في بعض األنشطة العصرية كما يحصل عنــدما تتقــدم مقاولــة للمشــاركة فــي مناقصــة لألشــغال‬
‫العمومية بعد أن تتون قد حصلت على موافقة مقاوالت أخرى بالمشاركة في العملية ‪.‬‬

‫المبحث ال انـي‬
‫خـصـائـص شـركـة الـمـحـاصـة‬
‫تتميز شركة المحاصة بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أنها شركة مستترة‪ :‬ينحصر وجودها فيما بين الشركاو ‪ ،‬أما في مواجهة الغير فهي غيــر ظــاهرة ‪ ،‬لــذلك‬
‫فثعمالها تتم دائما باسم الشخص الذي يجريها ‪ ،‬فهو يوقع باسمه ويلتزم بها شخصيا فــي مواجهــة الغيــر‪ ،‬أمــا فيمــا‬
‫بين الشركاو فالشركة قائمة لها رأسمالها وعلى كل واحد من الشركاو أن يفي بالتزاماته تجاهها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أنها ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ :‬وهذا أمر طبيعي باعتبارها مستترة ‪ ،‬ويترتب على ذلــك أنهــا ليســت‬
‫لها ذمة مالية خاصة بها ‪ ،‬وليس لها تسمية وال موطن وال جنسية ‪ ،‬وبالتالي فــال يمتــن شــهر إفالســها ‪ ،‬وإنمــا شــهر‬
‫إفالا الشخص الذي يقوم بثعمالها باسمه إذا توقف عن أداو ديونه ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن الحصــص فيهــا ال تقبــل االنتقــال إلــى الغيــر إال بموافقــة جميــع الشــركاو وذلــك ألنهــا مــن شــركات‬
‫األشخاص التي تقوم على االعتبار الشخصي ‪ ،‬كما أنها تنحل مبــدئيا‪ ،‬بقــوة القــانون فــي حالــة وفــاة أحــد الشــركاو أو‬
‫التحجير عليه‪ ،‬أو إسقاط األهلية التجارية عنه‪ ،‬أو إعالن التصفية الققائية في حقه‪ ،‬ما لم يتفق على خالف ذلك‪.‬‬

‫الفرع ال اني‬
‫تثسيس شركة المحاصة وإدارتها‬
‫المبحث األول‬

‫تثسيس شركة المحاصـة‬


‫أوال ـ كيفية تثسيسها‬
‫تتثســس شــركة المحاصــة بمجــرد حصــول التراتــي بــين أطرافهــا‪ ،‬واتفــاقهم علــى غرتــها وعلــى حقــو‬
‫والتزامات كل واحد منهم وعلى توابط تسييرها (المادة‪ 98-1‬شركاتي ذلك أن المشرع لم يشــترط فيهــا تنظــيم عقــد‬
‫متتو ‪ .‬كما أنه لم يخقعها إلجراوات الشهر التي أخقع باقي الشركات إليها‪ .‬وعلى هذا يمتــن إثبــات وجودهــا بتافــة‬
‫طر اإلثبات المقبولة في المواد التجارية‪ 4‬ـ الدفاتر‪ ،‬المراسالت‪ ،‬الشهادات والقرائن ـ (المادة ‪ 88‬الفقرة ‪ 3‬شركاتي‪.‬‬

‫ثانيا ـ الوتع القانوني للحصص‬


‫باعتبار الشركة ال تتوفر على الشخصية االعتبارية‪ ،‬إذ أنها ليست لها ذمة مالية مستقلة‪ ،‬فإنه ال يمتــن نقــل‬
‫الحصص إليها‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬وما لــم يتفــق علــى خــالف ذلــك ‪ ،‬فــإن كــل شــريك يحــتفظ بملتيــة حصــته (المــادة ‪ 1-90 :‬ـ‬

‫‪ 1‬راجل ما قلناه بشأن معنى االعتياد واالحتراف‪ ،‬نظرية التاجر والنشاط التجاري ـ ص‪.87.‬‬
‫‪-Autèssèrre - Association en participation et sociétés de fait, Rev.stés. 1963 -241 - Dekuwer et Deffossez , 2‬‬
‫‪l'unification des sociétés civiles et commerciales: vers un droit commun? Les sociétés en participation, R T‬‬
‫‪D com. 1984 – 569‬‬
‫‪Tubiana et Peisse, Marchands de bien et banquier associés en participation ? Gaz Pal 1992-2 Doct 564 .3‬‬
‫‪ 4‬محكمة االستئناف التجارية بفاس‪ ،‬القرار رقم ‪ ،630‬بتاريخ ‪ ،2007/04/12‬يي الملف عدد ‪ ،06/758‬قرارات محكمة االستئناف التجارية‬
‫بفاس لسنتي ‪ ،2007/2006‬موزعة على قرص مضبوط‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫شركاتي وهذا ما يالحظ في الغالب بالنسبة للحصص العينية التـي غالبــا مــا يســلمها مقــدمها إلــى المــدير علــى ســبيل‬
‫االنتفاع من أجل تحقيق غرض الشركة‪ ،‬ويحتفظ بملتيتهــا‪ .‬وفــي هــذه الحالــة فــإن المالــك يتــون تــامنا لتلــك الحصــة‬
‫تمان المؤجر للمستثجر‪ ،‬ويتون له الحق في استردادها بعينها عند تصفية الشركة ألي ســبب كــان‪ .‬وإذا تعلــق األمــر‬
‫بحصة نقدية ‪ ،‬فعلى مقدمها أن يدفعها إلى المسير عند البدو بإجراو أعمال الشركة‪ .‬وتعتبر عندئــذ بم ابــة وديعــة عنــد‬
‫هذا األخير‪ ،‬فإما أن يستعملها فــي تحقيــق غــرض الشــركة فتصــبح أمــواال مشــاعة‪( 1‬المــادة ‪ 3 –90‬شــركاتي يقتســم‬
‫الشركاو األربا والخسائر الناتجة عنها‪ .‬أوال تستعمل فيتون من حق صاحبها أن يستردها‪ .‬وإذا أعلن إفــالا المســير‬
‫اعتبر مقدم تلك الحصة دائنا له‪ ،‬ودخل في التفليسة إلى جانب باقي الدائنين‪.‬‬
‫غير أنه في الغالب ما يتفق الشركاو علــى نقــل ملتيــة الحصــص إلــى المســير‪ ،‬وحينئــذ فإنهــا تعتبــر أمــواال‬
‫مشاعة بينهم‪ .‬إال أنه في مواجهة الغير يتصرف المسير على أنــه المالــك لتلــك األمــوال‪ .‬ونفــس الشــيو يقــال بالنســبة‬
‫لألموال التي يتتسبها الشركاو من جراو إعادة توظيـف األمــوال المشــاعة بيــنهم خــالل مــدة الشــركة ‪( 2‬المــادة ‪3-90‬‬
‫شركاتي وما لم يوجد شرط مخالف فإن األموال المشاعة تظل على وتــعيتها هــذه ‪ ،‬وال يمتــن ألي شــريك أن يطلــب‬
‫قسمتها قبل حل الشركة (المادة ‪ 2.91‬شركاتي‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫إدارة شركة المحاصة‬
‫أوال ـ في العالقة مع األغيار‬
‫تسير شركة المحاصة من قبل واحد أو أك ر من الشركاو ‪ ،‬أو من قبل مسير من غيــر الشــركاو يعــين لهــذا‬
‫الغرض‪ .‬ولقد أعطى القانون للشركاو كامل الحرية في االتفا على شروط تسيير الشــركة (المــادة ‪ 1-89‬شــركاتي ‪.‬‬
‫وسواو كان المدير من الشركاو أو من الغير‪ ،‬فإنه يجري كافة المعامالت المتعلقــة بهــا باســمه ‪ ،‬وهــو الــذي يتــون‬
‫مسؤوال عنها في مواجهة من تعاقد معه ‪ ،‬لذلك فإنه ال يمتن للدائنين الرجــوع علــى بقيــة الشــركاو حتــى ولــو كــانوا‬
‫يعرفون بوجودهم وبقيام الشركة بينهم‪( 3‬المادة ‪3-89‬ي‪.‬‬
‫غير أنه إذا كشف الشركاو عن الشركة إلى الغير وذلــك عــن طريــق تصــرفهم علنــا بصــفتهم شــركاو فــإنهم‬
‫يسثلون تجاه الغير كشركاو متقامنين‪( 4‬المادة ‪ 89‬ـ ‪3‬ي‪.‬‬

‫ثانيا ـ في العالقات فيما بين الشركاو‬


‫تعتبر الشركة قائمة في العالقة فيما بــين الشــركاو‪ ،‬ولهــؤالو أن ينظمــوا بتــل حريــة تلــك العالقــات دون إخــالل‬
‫بالقواعد العامة اآلمرة الواردة في قانون االلتزامات والعقود والمتعلقة بالشركات (المــادة ‪1-89‬ي وفــي غيــا االتفــا‬
‫فإن األحتام المطبقة على شركة التقامن هي التي تقبط تلك العالقات إذا كان غرض الشــركة تجاريــا (المــادة ‪2-89‬ي‬
‫بما في ذلك تــرورة تقيــد المســير بالصــالحيات المحــددة لــه فــي االتفاقيــات التــي يجريهــا مــع األغيــار وإال مــا أمتنــه‬
‫االحتجاج بها في مواجهة الشركاو‪ .‬غير أنه إذا لم تتن صالحياته محددة فإن كل تصرف يجريه تمن غــرض الشــركة‬
‫يمتن أن يحتأ به اتجاههم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J.Derruppé, Le partage de la société en participation, Dr des sociétés, 1988, p 3.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪F.Dekeuwer , Deffosez, L'indivision dans les sociétés en participation, J C P,‬‬
‫‪1980 - I - 2970.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪A Pécaud -L'Amezec , L'obligation des associés en participation envers les tiers, Rv. stés. 1990-567 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪PH. Pétel, La révélation aux tiers de la société en participation - J C P entrep. 1987. I 16369 - Yves‬‬
‫‪Chartier , Remarque sur la société en participation. R T D, com. 1979, 636.‬‬
‫‪42‬‬

‫ا لفصـل ا لـرابـع‬
‫ا لـشـركــة ذات المـسـؤوليـة الـمحـدودة‬
‫‪Société a responsabilité limitée‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريفـها وخصائـصهـا‬
‫المبحث األول‬
‫تعريفها وتطور تنظيمها القانوني‬
‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة شركة تجارية بشتلها تتتــون مــن شــخص واحــد أو أك ــر ال يســثلون عــن‬
‫ديونها إال في حدود حصصهم في رأا المال(المادة‪ .1 - 44:‬شركاتي‪.1‬‬
‫من هنا فإن الخاصية األساســية للشــركة ذات المســؤولية المحــدودة أن كافــة الشــركاو فيهــا ال يســثلون عــن‬
‫ديونها إال في حدود حصتهم في رأسمالها‪.‬‬
‫وترجع األصول التاريخية لهذه الشركة أللمانيا التي استحدثتها بمقتقى قانون ‪ 20‬مايو ‪ 1892‬قبل أن تدخل‬
‫إلى فرنسا عبر منطقتي االلزاا واللــورين مــن حيــث امتــد صــداها إلــى بــاقي منــاطق الــبالد‪ ،‬وهــو مــا دفــع بالمشــرع‬
‫الفرنسي إلى تبنيها وتنظيمها بمقتقى قانون ‪ 7‬مارا ‪. 21925‬‬
‫ومن القانون الفرنسي انتقلت هذه الشركة إلى القانون المغربي‪ ،‬وذلــك بمقتقــى ظهيــر فــاتح شــتنبر‪1926‬‬
‫الذي اكتفى باإلحالة بشثن تنظيمها على القانون الفرنسي لسنة ‪.1925‬‬
‫ولقد عرفت الشركة ذات المسؤولية المحدودة نجاحا كبيرا فــي اإلقبــال عليهــا بســبب مــا تــوفره لمنشــئيها مــن‬
‫امتيازات ال توجد في غيرها من الشركات التجارية ‪ .‬فهي تسمح لهم بالتعاطي للتجارة دون اكتســا صــفة " تــاجر"‪،‬‬
‫وعلى الخصوص دون تحمل أية مسؤولية عن ديون الشركة‪ .‬هــذا إتــافة إلــى بســاطة طريقــة إنشــائها بالمقارنــة مــع‬
‫شركة المساهمة ـ التي تتطلــب عــددا كبيــرا مــن الشــركاو (‪ 7‬فــي ظــل الــنص القــديمي وتخقــع فــي تثسيســها لمراقبــة‬
‫السلطات العمومية ـ ناهيك عن أنها تسمح للشريك الرئيسي باالستئ ار بــاإلدارة‪ ،‬وبامتـــالك ســلطات واســعة فــي ذلــك‬
‫من دون تحمل أية مسؤولية عن ديون الشركة‪ .‬غير أن هذا النجا ما فتـ أن كشــف عــن العديــد مــن المخــاطر التــي‬
‫أبانــت عنهــا الشــركة فــي العمــل ســواو بالنســبة لألغيــار أو بالنســبة للشــركاو غيــر المســيرين‪ .‬فــإقرار المســؤولية‬
‫المحدودة للشركاو بشتل مطلق فيه خطورة كبيرة على األغيار من حيث أنه يسمح للمسير بالمجازفة أك ر من الــالزم‬
‫بثموال الشركة فيخاطر‪ ،‬من ثم‪ ،‬بقمان الدائنين‪ .‬وفي حالة الفشل يقتصر األمــر علــى إعــالن إفــالا الشــركة دون أن‬
‫يمتد ذلك إلى المسير فتقيع بذلك حقو الدائنين‪ .‬وهذا انعتس سلبا على هذا النمط من الشركات كتل من حيث أنه قــد‬
‫أدى إلى فقد ال قة فيما توفره مــن تــمان‪ :‬فقــعف تبعــا لــذلك ائتمانهــا التجــاري‪ .‬ومــن هنــا وجــدنا أنــه قــد شــاع فــي‬
‫الممارسة اشتراط كفالة المســير لــديون الشــركة‪ .3‬فتعطلــت بــذلك أهــم ميــزة توفرهــا الشــركة ‪ :‬المســؤولية المحــدودة‬
‫للشركاو عن ديون الشركة‪.‬‬
‫وبالنسبة للشركاو غير المسيرين أبانت الممارسة كذلك أنهم يوجدون في مركز تــعيف داخــل الشــركة التــي‬
‫في الغالب ما يتحتم في مقاليدها شريك مسير واحد يستثثر بسلطة القرار داخلها‪ ،‬وقد يسخرها لتحقيق مصالحه علــى‬
‫حسا حقو باقي الشركاو‪ .‬هــذا ناهيــك عــن أن النظــام القــانوني لألنصــبة داخــل الشــركة كــان يحتــم علــى األنصــبة‬
‫بالجمود‪ ،‬بحيث يظل الشريك حبيس الشركة‪ ،‬فال يستطيع التفرغ عن حصته بمقابل مناسب‪ ،‬وهــذا يطــر مشــتال آخــر‬
‫في حالة الوفاة داخل الشركات العائلية التي بتوزع األنصبة المتترر فيها بين الورثة يتقخم عدد الشركاو فيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Mohammed Ouzgane, Le nouveau droit des sociétés a responsabilité limitée, au Maroc, Publication de la‬‬
‫‪REMALD, série «Guide de gestion », n° 7, 2001.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪De Sola Canizarès, La société a responsabilité limitée en droit comparé, Rev. Int. dr. comparé , 1950 p. 49‬‬
‫‪ 3‬محمد الحارتي ‪ :‬االلتزام الشخصي لمسيري الشركات حول ديونها التعاقدية يي القانون الفرنسي والمبربي ـ رابطة القضاة العدد ‪15/14‬‬
‫سبتمبر ‪ 1985‬ـ ص ‪. 7‬‬
‫‪D.Danet , Le dirigeant et l'omnibus, RTD com. 1994, 29 ; B.Bouloc, Le cautionnement du dirigeant de‬‬
‫‪société - Rev. Jurisp. com. 1992 - 137.‬‬
‫‪43‬‬

‫من هـنا فـقد جاو القانون الجديد للشركات ـ سيرا علــى نهــأ القــانون الفرنســي‪ 1‬كــذلك‪ ،‬ليعمــل علــى إصــال‬
‫النظام القانوني للشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ .‬وتتم ل المســتحدثات األساســية لهــذا القــانون فــي تحســين وإحتــام‬
‫نظام مراقبة الشركة من قبل الشركاو غير المسيرين عن طريق إقرار عدة وسائل للمراقبة لهم للحفاظ علــى حقــوقهم‪،‬‬
‫وفي تحسين نظام الحماية المقــدم لألغيــار تــمانا لحقــوقهم انطالقــا مــن مبــدأ المســؤولية المحــدودة للشــركاو‪ ،‬ومــن‬
‫استحالة تعرف الغير على حقيقة رأا المال المعلن عنه‪.‬‬
‫ولقد استعمل القانون الجديد عدة آليات للتوصل إلى هذه األهداف أهمها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إمتانية عزل المدير حتى ولو كان نظاميــا بقــرار مــن أغلبيــة الشــركاو الحــائزين ل الثــة أربــاع رأا المــال ‪ ،‬مــع‬
‫إخقاع المدير لنفس األحتام المطبقة على المتصرفين في باقي الشركات كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تبني نظام مراقبي الحسابات وإدخاله إلى الشركة ذات المسؤولية المحدودة إما بصفة إلزامية بالنســبة للشــركات‬
‫التي يتجاوز رقم أعمالها السنوي خمسين مليون درهم‪ ،‬أو بصــفة اختياريــة بطلــب مــن بعــض الشــركاو أو بقــرار مــن‬
‫المحتمة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ فرض مسطرة للتثكد من نزاهة وجدية االكتتا في األنصبة ومن أدائها الفعلي‪ ،‬وهي نفــس المســطرة المتبعــة فــي‬
‫إنشاو شركة المساهمة دون االلتجاو إلى االكتتا العام‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ فرض حد أقصى لعدد الشركاو ـ ‪ 50‬شريتا ـ تثكيدا للطابع المغلــق للشــركة لتمييزهــا عــن شــركة المســاهمة التــي‬
‫تتميز بطابعها المفتو ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تبني شتل الشركة الفردية ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬وهذا من أهم ما جاو به القــانون الجديــد‪ ،‬وذلــك مــن ناحيــة‪،‬‬
‫لمحاربة الشركات الوهمية التي هي في حقيقتها مقاوالت فردية يصب أصحابها عليها طــابع الشــركة ذات المســؤولية‬
‫المحدودة لالستفادة من المزايا التي يوفرها هذا النوع من الشركات عن طريق إشراك شريك وهمي فيها‪ ،‬ومن ناحيــة‬
‫ثانية لوتع نمط جديد من الشركات يالئم المقاوالت الفردية الصغرى والمتوسطة يسمح ألصحابها بتحديد مسؤوليتهم‬
‫عن ديون الشركة في مقــدار رأا المــال الــذي خصصــوه لهــا مــع فــرض هيتلــة معينــة عليهــا تســمح بقــمان حقــو‬
‫االغيار‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تخفيض رأا المال الذي يمتن أن تنشث به الشركة إلى ‪ 10.000‬درهــم‪ ،‬وقيمــة األنصــبة التــي يتــوزع إليهــا رأا‬
‫المال إلى ‪ 10‬دراهم‪ ،2‬مــن أجــل تشــجيع المســت مرين الصــغار علــى إنشــاو مقــاوالت فــي شــتل شــركة ذات مســؤولية‬
‫محدودة‪ ،‬كتدبير يسعى من خالله المشرع إلى التعامل مع مشتلة البطالة‪ ،‬عن طريق التشجيع على التشغيل الذاتي‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫خصائص الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫الطــابع المميــز للشــركة ذات المســؤولية المحــدودة عامــة جمعهــا فــي نفــس الوقــت بــين خصــائص شــركات‬
‫األشخاص وشركات األموال‪ .‬وتتم ل هذه الخصائص في‪:‬‬
‫‪1‬ـ أن الشريك ال يسثل عن ديون الشركة إال في حدود حصته في رأا المال‪ ،‬وهــذه مــن الخصــائص األساســية‬
‫للشركة‪ ،‬وقد أخذتها من شركات األموال‪ .‬وبالنظر للخطورة التي تنطوي عليها هذه الخاصية بالنســبة لألغيــار‪ ،‬فعلــى‬
‫غرار شركة المساهمة أوجد المشرع عدة آليات للمحافظة على حقوقهم سنراها بعــد قليــل‪ ،‬كمــا أن الممارســة أفــرزت‬

‫‪ 1‬تم ذلك أوال بمقتضى قانون ‪ 24‬يوليوز ‪ ، 1966‬ثم بمقتضى قانون ‪ 11‬يوليو ‪ 1985‬الذي أخذ بالشركة الفردية ذات المسؤولية المحدودة‬
‫ـ راجل بشأن ذلك ‪:‬‬
‫‪-Dérrupé, Le nouveau visage de la société a responsabilité limitée dans la loi du 24 juillet 1966 – Mélanges‬‬
‫‪Bréthe de la Gréssaye- 1967- p.177 ; Richard, caractéristiques comparées de S.A.R.L.( ancien et nouveau‬‬
‫‪régime) J C P 1966 édit. CI : 80060 et 80066 ; Hémard- Encycl.Dalloz – Rep. Sociétés –Vis – Responsabilité‬‬
‫‪limitée (société à) ; Venandet – Juriscl- soc. Fasc. 71 et s ; Maubru – Le nouveau droit des sociétés a‬‬
‫‪responsabilité limitée – 1985.‬‬
‫‪ 1‬تم ذلك بمقتضى القانون رقم ‪ 21.05‬القاضي بتبيير وتتميم القانون رقم ‪ 05.96‬المتعلق بشركات التضامن والتوصية والمسؤولية المحدودة‬
‫والمحاصة‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5400‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪Pédélievre, Remarques sur l'infléchissement de la notion de personnalité morale par le cautionnement, Gaz 2‬‬
‫‪Pal 1982 –1‬‬
‫‪44‬‬

‫بعض وسائل الحماية التي اهتدى إليها المتعاملون المهمون ـ م ــل البنــوك ـ تتم ــل فــي اشــتراط كفالــة المســير لــديون‬
‫الشركة‪ ،‬وهذا جعل هذه الشركة تقتر في العمل‪ ،‬في ك ير من الحاالت‪ ،‬من شركة التوصية‪.1‬‬
‫وتدخل بعض االست ناوات على هذا المبدأ تتم ــل فــي أن الشــريك يتــون مســؤوال عــن ديــون الشــركة فــي حالــة‬
‫التصريح ببطالنها (م ‪92‬ي‪ ،‬وفي حالة تقييم الحصص العينية بثك ر من قيمتها كما سنرى بعد قليل (م ‪53‬ي‪.‬‬
‫ويترتب على مبدأ المسؤولية المحدودة للشريك عدم اكتسابه صفة تاجر‪ ،‬حتى ولو تولى التسيير‪ ،‬لــذلك فإنــه‬
‫إذا أعلن إفالا الشركة فإنه ال يترتب على ذلك إعالن إفــالا الشــركاو‪ .‬ومــن هنــا فإنــه يتفــي أن تتــوفر فــي الشــريك‬
‫أهلية التعاقد لالنقمام إلى الشركة سواو كان مغربيا أو أجنبيا‪ ،2‬غير أنه إذا كان سيتولى التسيير فيجب أن تتوفر فيــه‬
‫األهلية التجارية كذلك‪.3‬‬
‫‪ 2‬ـ كما هو الشثن فــي شــركات األشــخاص‪ ،‬فــإن رأســمال الشــركة يقســم إلــى حصــص يتتتــب فيهــا الشــركاو‪،‬‬
‫ولهؤالو أن يفوتوها عن طريق حوالة الحق المدنية التي تقتقــي لســريانها تجــاه المــدين والغيــر أن تبلـ رســميا إلــى‬
‫الشركة‪ ،‬أو تقبلها هذه األخيرة في محرر رسمي أو عرفي (المادة ‪ 58‬ـ فقرة ‪ 2‬ـ شركاتي‪.‬‬
‫وحفاظا على االعتبار الشخصــي فــي الشــركة‪ ،‬فــإن المشــرع تطلــب فــي انتقــال الحصــص إلــى الغيــر موافقــة الشــركاو‬
‫الحائزين ل الثة أرباع رأا المال‪ ،‬أما نقلها إلى أحد الشركاو فلم يتطلب فيه المشرع أية موافقة‪ ،‬وهذا أمر طبيعي ألن‬
‫م ل هذا االنتقال ال يغير شريتا بآخر‪ ،‬وإنما يغير توزيع الحصص بين الشركاو‪ ،‬غير أنه يمتن للشركاو أن يتفقوا على‬
‫خالف ذلك في عقد التثسيس (م ‪ 58‬ـ‪1‬ي‪.‬‬
‫وتبعا لهذه الخاصية فإن المشرع منع الشركة من طــر أســهم لالكتتــا العــام‪ ،‬أو طــر ســندات أو حصــص‬
‫تثسيس أو غيرها من السندات القابلة للتداول بالطر التجارية (المادة ‪ 54‬ـ شركاتي المعهودة في شركات األموال‪.‬‬
‫‪3‬ـ من شركات األشخاص كذلك تثخذ بنشوئها بين عدد محدود من الشركاو حدد المشرع حــده األقصــى فــي ‪50‬‬
‫شريتا (المادة‪47:‬ي ومن حق هؤالو الحيلولة دون تنازل أحدهم عن حصــته إلــى الغيــر دون مــوافقتهم‪ .‬هــذا باإلتــافة‬
‫إلى أن طريقة تعيين المدير وعزله تقتر من م يالتها من شركات األشخاص‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ومن شركات األموال تثخــذ هـذه الشــركة بعــدم تــثثير التغييــر الواقــع فــي الوتــعية القانونيــة للشــريك علــى‬
‫الشركة‪ ،‬فهي تستمر عند وفاة أحد شركائها أو إعالن إفالســه أو فقــده ألهليتــه‪ ،‬علــى خــالف شــركات األشــخاص التــي‬
‫تنحل مبدئيا بثحد هذه األسبا لقيامها على االعتبار الشخصي‪ .‬غير أنه‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬يمتــن للشــركاو االتفــا علــى تعليــق‬
‫استمرار الشركة مع الوريث على موافقتهم على ذلك وفق شروط محددة (المادة‪ 56:‬ـ ‪2‬ي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تتخذ الشركة تسمية يمتن أن يقاف إليها اسم واحد أو أك ر من الشركاو على أن تتون مسبوقة أو متبوعة‬
‫مباشــرة بعبــارة "شــركة ذات المســؤولية المحــدودة"‪ .‬أو بــاألحرف األولــى منهــا‪ ":‬ش ‪ .‬د‪ .‬م ‪ .‬م" أو‪":‬شــركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة من شريك وحيد"‪( .‬المادة ‪ 1 .45‬شركاتي‪.‬‬
‫وزيادة في حماية حقو األغيار‪ ،‬وحتى يتون هؤالو علــى بينــة مــن حقيقــة الشــركة التــي يتعــاملون معهــا‪،‬‬
‫أوجب القانون الجديد أن تدرج تسمية الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬وكذا مبلـ رأســمالها‪ ،‬ومقرهــا االجتمــاعي‪،‬‬
‫باإلتافة إلى رقم قيدها في السجل التجاري في كافة المحررات والوثائق الصــادرة عــن الشــركة والموجهــة لألغيــار‬
‫(المادة ‪ 2 .45‬شركاتي وكل ذلك تحت طائلة غرامة مالية بين ‪ 1000‬و ‪ 5000‬درهم (المادة‪ 112.1 :‬ـ شركاتي‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الشركة ذات المسؤولية المحــدودة شــركة تجاريــة بشــتلها‪ ،‬لــذلك فإنهــا يمتنهــا أن تنشــث للتعــاطي لتافــة‬
‫ا ألعمال حتى المدنية منها دون أن يؤثر ذلك على وتعها القانوني كشركة تجارية‪ ،‬يست نى من ذلــك‪ ،‬بطبيعــة الحــال‪،‬‬
‫األعمال التي حظر القانون عليها التعاطي لها كما سنرى فيما بعد‪.‬‬

‫‪ 2‬يالقانون المبربي لم يعد يقيد دخول األجنبي شريكا يي شركة بأي قيد خاص (القانون رقم ‪ 46.93.1‬بتاريخ ‪ 10‬سبتمبر ‪.1993‬‬
‫‪ 3‬إذ بحسب المادة ‪ 711‬من مدونة التجارة يإنه يترتب على الحكم على الشخص بسقوط أهليته التجارية منعه من‪":‬اإلدارة أو التدبير أو التسيير‬
‫أو المرا قبة بصفة مباشرة أو غير مباشرة لكل مقاولة تجارية أو حريية‪ ،‬ولكل شركة تجارية ذات نشاط اقتصادي"‪ .‬كذلك الشأن إذا كان‬
‫الممارس يوجد يي حالة تنايي يهو يمنل عليه ممارسة التجارة‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫هذا‪ ،‬وبالنظر لهذه الخصوصيات‪ ،‬وخاصة أن هذا النوع مــن الشــركات يســمح للشــركاو بتحديــد مســؤوليتهم‬
‫دون أن يمنعهم من تولي التسيير واإلدارة فإنه يالئم أك ر المقاوالت الصــغرى والمتوســطة‪ 1‬والمقــاوالت ذات الصــبغة‬
‫العائلية‪ ، 2‬كما أنه يسمح باإلبقاو على المقاوالت التي قد يطرأ على أصحابها مــا يمــنعهم مــن االســتمرار فــي اإلشــراف‬
‫عليها م ل المرض أو الوفاة أو التقاعــد‪ ،‬ففــي حالــة الوفــاة مـ ال ـ بــدال مــن تصــفية المقاولــة أو تفويتهــا للغيــر يمتــن‬
‫لصاحبها قبل وفاتــه‪ ،‬أو لورثتــه بعــد ذلــك‪ ،‬أن يحولوهــا إلــى شــركة ذات المســؤولية المحــدودة ويعينــوا مســيرا لهــا‪،‬‬
‫فيستمر المشروع مع تحديد مسؤولية أصحابه في رأا المال‪3.‬‬

‫غير أنه يالحظ أنه إذا كان شتل الشركة هذا يشــجع علــى االســت مار مــادام أنــه يقــي مبــدئيا‪ ،‬الشــركاو مــن‬
‫مخاطر عجز الشركة عن الوفاو بديونها‪ ،‬فإنه ينطوي على خطورة كبيــرة بالنســبة للمتعــاملين معهــا‪ ،‬ألن المســؤولية‬
‫المحدودة للشركاو قد تدفعهم إلى المجازفــة أك ــر مــن الــالزم فــي مزاولــة العمــل التجــاري فيعرتــون تــمان الــدائنين‬
‫للقياع‪ .4‬لذلك فإن خصوصيات الشركة ذات المسؤولية المحدودة من هــذه الناحيــة‪ ،‬قــد تجعــل قــدراتها االئتمانيــة فــي‬
‫السو تعيفة‪.‬‬

‫الفرع ال اني‬
‫تثسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫يخقع تثسيس الشركة ذات المســؤولية المحــدودة لألحتــام العامــة لتثســيس الشــركات وذلــك باإلتــافة إلــى‬
‫بعض األحتام الخاصة التي تتم ل في التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول‬
‫الشروط الموتوعية‬
‫أوال ـ موتوع الشركة‬
‫يمتن أن تؤسس الشركة ذات المسؤولية المحدودة لتعاطي مختلف األعمــال حتــى المدنيــة منهــا ألنهــا تعتبــر‬
‫تجارية بشتلها‪ .‬إال أن المشرع حظر عليهــا القيــام بمجموعــة مــن األعمــال ال تــتالوم وطبيعتهــا هــي أعمــال البنــك ‪،‬‬
‫والقرض واالست مار‪ ،‬والتثمين والرسملة واالدخار ( المادة '‪ 44‬ـ ‪ 2‬ـ شركاتي‪.‬‬

‫ثـانيـا ـ رأا مال الشركـة‬


‫‪ 1‬ـ مقدار رأا المال وكيفية تغطيته‬
‫لقد راعى القانون الجديــد للشــركات التنصــيص علــى حــد أدنــى لــرأا المــال الــذي يجــب أن تتثســس بــه‬
‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ .‬ولقد كان يبل مائة ألف درهم في الــنص األصــلي لســنة ‪ ،1997‬تقســم إلــى أنصــبة‬
‫متساوية ال تقل عن ‪ 100‬درهــم (المــادة ‪1. 46‬ي‪ ،‬ولقــد كــان المنطــق وراو ذلــك إيجــاد الرأســمال التــافي الــذي يمتــن‬
‫للدائنين أن يطمئنوا إليه بالنظر للمسؤولية المحدودة للشــركاو‪ .‬غيــر أن المشــرع تــدخل بواســطة تعــديل أجــراه ســنة‬
‫‪ 2006‬على قانون باقي الشركات‪ ،5‬فخفض الحد األدنى إلى عشرة آالف درهم (‪10.000‬ي تقسم إلــى أنصــبة متســاوية‬
‫ال تقل عن عشرة دراهــم‪ ،‬وذلــك فــي ســيا التشــجيع علــى إحــداث المقــاوالت مــن قبــل المســت مرين الصــغار كوســيلة‬
‫لمعالجة أزمة البطالة‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويجب أن يقسم رأا المال الذي تتثسس به الشــركة إلــى أنصــبة متســاوية ال تقــل قيمتهــا االســمية عــن‬
‫عشرة دراهم (المادة ‪ 46‬ـ‪1‬ـ شركات في صيغتها بعد تعديل ‪2006‬ي‪ .‬ويجــب أن يتتتــب الشــركاو فــي كــل األنصــبة وأن‬
‫يدفعوا جميع مبالغها عند التثسيس إذا كانت تم ل حصصا عينية‪ ،‬والربع على األقل إذا كانت تم ل حصصا نقدية‪ ،‬علــى‬
‫أن يدفع الباقي في دفعة واحدة أو عدة دفعات داخل أجل ال يتعدى خمس سنوات من تقييد الشركة في الســجل التجــاري‬

‫‪ 1‬يالحظ أن هذه الشركة تحتل الرتبة األولى من بين الشركات المؤسسة بالمبرب‪ ،‬يمثال بالنسبة لسنة ‪ 1998‬تم تأسيس ‪ 4479‬شركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة مقابل ‪ 495‬شركة تضامن و‪ 368‬شركة مساهمة‪ ،‬غير أن اإلقبال عليها أخذ يعرف بعض التراجل بعد صدور القانون‬
‫الجديد للشركات‪ ،‬ولعل ذلك يرجل إلى التشديد الذي عريته المسؤولية الجنائية والمدنية للمسيرين ييه كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫‪Tubiana - Pourquoi la société a responsabilité limitée de famille? Gaz - Pal 1985-1‬‬ ‫‪doctr 180.2‬‬
‫‪ 3‬مصطفى كمال طه ـ مرجل سابق ـ الفقرة ـ ‪. 533‬‬
‫‪ 4‬نفس المرجل السابق ـ الفقرة ‪. 533‬‬
‫‪ 5‬القانون رقم ‪ 21.05‬القاضي بتبيير القانون رقم ‪ 5.96‬المتعلق بشركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسـهم والشـركة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة‪ ،‬الصادر بتنفيـذه الظهيـر الشـريف رقـم ‪ 1.06.21‬الصـادر يـي ‪ 15‬مـن محـرم ‪ 14( 1427‬يبرايـر‬
‫‪ ،)2006‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2 ،5400‬مارس ‪ ،2006‬ص‪.558 .‬‬
‫‪46‬‬

‫بناو على قرار يتخذه المسير‪ ،‬غير أنه يجب أن يدفع مجموع مبل الرأســمال قبــل أي اكتتــا فــي أنصــبة جديــدة تــدفع‬
‫مبالغها نقدا وذلك تحت طائلة بطالن العملية (المادة‪ -1-51‬شركات في صيغتها بعد التعديلي‪ .‬فإذا لــم يــتم دفــع مجمــوع‬
‫مبال الحصص النقدية داخل أجل الخمس سنوات‪ ،‬جاز لتل ذي مصلحة أن يتقدم بطلب إلى رئــيس المحتمــة التجاريــة‬
‫بصفته قاتيا للمستعجالت إما إلصدار أمر إلى المسير‪ ،‬تحت طائلة غرامــة تهديديــة‪ ،‬مــن أجــل الــدعوة إلــى دفــع تلــك‬
‫المبال ‪ ،‬وإما لتعيين وكيل متلف بالقيام بذلك (م ‪ 2.51‬في صيغتها الجديدةي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وبالنسبة للحصص العينية فإنه يجب تقييمهــا بموجــب تقريــر يعــده تحــت مســؤوليته مراقــب للحصــص يعــين‬
‫بإجماع الشركاو من بين األشخاص المخــول لهــم ممارســة مهــام مراقبــي الحســابات‪ ،‬وإال بــثمر مــن رئــيس المحتمــة‬
‫بصفته قاتي المستعجالت بطلب من أحد الشركاو‪ ،‬على أن يرفــق هــذا التقريــر بالنظــام األساســي‪ .‬غيــر أنــه إذا كانــت‬
‫قيمة الحصة العينية ال تتجاوز مبل مائة ألف درهم‪ ،‬فإنه يمتن للشركاو أن يقرروا باإلجماع عدم اللجوو إلــى مراقبــي‬
‫الحصص‪ ،‬على أال تتجاوز القيمة اإلجمالية للحصص العينية غير الخاتعة لتقييم مراقبي الحصص نصف رأا المال‬
‫(المادة ‪ 1 -53‬و ‪ 2‬شركاتي‪.‬‬
‫وإذا كانت الشركة تتتون من شخص واحد فإنه هو الذي يعين مراقب الحصة العينية التــي يتقــدم بهــا‪ ،‬إال إذا‬
‫كانت قيمة تلك الحصة ال تتجاوز مبل مائة ألف درهم وكانت ال تتجاوز نصف رأا المال حيــث يمتــن االســتغناو عــن‬
‫مراقب الحصص (المادة ‪3-53‬ي‪.‬‬
‫فإذا لم يتم االلتجاو إلى مراقب للحصص‪ ،‬أو أعطيت للحصة العينية قيمة مخالفــة لتلــك التــي قــدرها المراقــب‬
‫فإن الشركاو يسثلون عن ذلك تقامنيا طيلة خمس سنوات من إنشاو الشركة تجاه االغيار (المادة ‪4-53‬ي‪.‬‬
‫وإذا كانت الحصة العينية تتم ل في حقو تخقع لمســطرة تســجيل خاصــة م ــل العقــارات المحفظــة‪ ،‬واألصــل‬
‫التجاري‪ ،‬وحقو الملتية الصناعية‪ ،‬فإن نقلها للشركة يستوجب بطبيعة الحال استيفاو إجراوات التسجيل المتطلبة‪.‬‬
‫ويالحظ أن نص المشرع على الحد األدنى لرأا المــال وللحصــص لــيس فــي محلــه ألنــه ســرعان مــا يــؤدي‬
‫التقخم إلى عدم مالومة المبل المحدد‪ ،‬لذلك فقد كــان مــن األولــى تــرك ذلــك للســلطة التنفيذيــة تتخــذه بواســطة قــرار‬
‫وزاري تبعا لما تقتقيه المعطيات االقتصادية‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وال يمتن تقديم الحصة الصناعية حصة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة ألنها ال تدخل فــي تشــتيل‬
‫رأا المال وال يمتن التنفيذ عليها في حين أن مسؤولية الشريك في هذا النوع من الشركات تتحــدد فــي مقــدار حصــته‬
‫في الشركة‪ ،‬على أنه إذا تعلق غرض الشركة باستغالل أصل تجــاري أو مقاولــة حرفيــة قــدمت لهــا كحصــة عينيــة أو‬
‫أنشثت الشركة ذلك انطالقا من استغالل عناصر مادية قدمت لها كحصة عينية فإنه يمتن لمقدم تلــك الحصــة (العينيــةي‬
‫أن يقدم‪ ،‬فقال عن ذلك‪ ،‬نشاطه الرئيسي متى كان مرتبطا بتحقيق غرض الشركة‪ ،‬وتحدد حينئذ مسؤوليته عــن ديــون‬
‫الشركة في النظام األساسي على أال تتجاوز مسؤولية الشريك المقدم ألقل حصــة (المــادة ‪51‬ـ ‪ 3‬شــركات فــي صــيغتها‬
‫الجديدةي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ الت بت من االكتتا ومن الوفاو بقيمة الحصص‬


‫من المستحدثات الهامة للقانون الجديد فيما يتعلق بتثســيس الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة الــنص علــى‬
‫وجو إيداع األموال الناتجة عن دفع مبال األنصبة من طرف وكيل الشركة في حسا بنتي مجمد داخــل أجــل ثمانيــة‬
‫أيام من تاريخ تلقيها (المادة‪ 51‬ـ ‪3‬ي حيث ال يمتن سحبها من طرف الوكيــل إال مقابــل تســليم شــهادة مــن كاتــب تــبط‬
‫المحتمة ت بت تقييد الشركة في السجل التجاري ‪ .‬فإذا لم تنشث الشركة داخل ســتة أشــهر مــن اإليــداع‪ ،‬أمتــن لمقــدمي‬
‫الحصص فرادى أو جماعة بواسطة وكيل‪ ،‬أن يطلبوا من رئيس المحتمة بصــفته قاتــي المســتعجالت التــرخيص لهــم‬
‫بسحب مبال حصصهم (المادة ‪ 1-52‬و‪2‬ي وهي نفس المسطرة المتبعة فــي تثســيس شــركات المســاهمة‪ ،‬وواتــح أن‬
‫الهدف منها هو محاربة االحتيال حتى ال يلجث المؤسسون إلــى الــنص كــذبا فــي النظــام األساســي علــى أنــه تــم الوفــاو‬
‫بالحصص‪ ،‬ويتون الرأسمال المعلن عنه وهمي فقط وهو ما يقر بقمان الدائنين‪.‬‬

‫ثال ا ـ عدد الشركـــاو‬


‫خالفا للقاعدة العامة التــي تســتوجب إنشــاو الشــركة بــين شــريتين فــثك ر‪ ،‬فــإن المشــرع أجــاز بالنســبة‬
‫للشركة ذات المسؤولية المحدودة أن تنشث بشريك واحد فقــط‪ ،‬ويــزاول الشــريك الوحيــد حينئــذ الصــالحيات المخولــة‬
‫لجمعية الشركاو(المادة‪ 44‬ـ ‪ 1‬ـ و‪3‬ي وتسمى الشركةّ شركة " ذات مسؤولية محدودة من شريك وحيد"‪.‬‬
‫والقصد من إجازة هذا النوع من الشركات السما للشريك الوحيد (صاحب المقاولةي بتحديــد مســؤوليته فــي‬
‫مبل رأا المال الذي يخصصه لمشروعه‪ .‬ومع ذلك فإنه يالحظ فــي العمــل أنــه غالبــا مــا يتطلــب الــدائنون المهمــون‬
‫(األبناك م الي تمانات شخصية من الشريك الوحيد‪ ،‬وهو ما يجعل المسؤولية المحدودة فــي ك يــر مــن األحيــان مجــرد‬
‫‪47‬‬

‫مبدإ نظري ال يعمل في الممارسة‪ ،‬هذا ناهيك عــن أن الشــركة تخقــع لمســطرة التســوية والتصــفية الققــائية‪ ،‬وهــذه‬
‫تعطي اإلمتانية بالبحث عن الشريك الذي كان وراو الشخص المعنوي‪ ،‬والذي ترجع له المسؤولية عن أخطاو التسيير‬
‫بصفته المسير القانوني أو الفعلي لتحميله المسؤولية كليا أو جزئيا عن ديون الشركة بل إلعالن التسوية أو التصــفية‬
‫الققائية في مواجهته شخصيا‪( 1‬المواد من ‪ 703‬إلى ‪ 711‬من مدونة التجارة الجديدةي‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن شتل الشركة ينطوي على ك ير من الفوائد بالنســبة للمقــاوالت مــن حيــث أن تحديــد المســؤولية‬
‫يعمل عمليا مادام أن أي خطإ في التسيير لم ي بت في مواجهة الشريك الوحيد‪ ،‬كما أنه بــالنظر لقواعــد التســيير التــي‬
‫يفرتها المشرع على هذا النوع من الشركات فإن هذه األخيرة تمتاز بالتوفر على تسيير وإدارة ماليــة ومحاســبية‬
‫دقيقة‪ ،‬فقال عمــا يفرتــه عليهــا المشــرع علــى مســتوى كيفيــة تتــوين رأا المــال واالحتياطــات‪ ،‬وتعيــين مراقبــي‬
‫الحسابات في بعض الحاالت‪ ،‬وت بيت أهم القرارات المتعلقة بحياة الشــركة (م ــل المصــادقة علــى المحاســبة الســنوية‬
‫وعلى العقود المبرمة بين الشركة والشريك الوحيد‪...‬ي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وعلى خالف النص القديم‪ ،‬فقد راعى المشرع تحديد حد أقصى للعدد الذي ال يجــوز أن يتعــداه الشــركاو‬
‫حفاظا على االعتبار الشخصي الذي تقــوم عليــه الشــركة وحتــى ال تتحــول فــي العمــل إلــى شــركة أمــوال بتقــخم عــدد‬
‫الشركاو‪ ،‬فنص على عدم جواز تجاوز عدد الشركاو خمســين شــريتا ‪ ،‬وإال وجــب تحويلهــا إلــى شــركة مســاهمة‬
‫داخل أجل سنتين وإال تم حلها (المادة ‪47‬ي‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫الـشـروط الـشتـلـيــة‬
‫هي ذات الشروط المتطلبة في تثسيس الشركات التجارية عامة وهي التتابة والشهر‪.‬‬

‫أوال ـ التتابــة‬
‫فيجب أن يوتع النظام األساسي كتابة‪ ،‬وأن ينقم إليه كافة الشركاو بوتع توقيعاتهم عليــه‪ ،‬كمــا يجــب‪ ،‬تحــت‬
‫طائلة البطالن‪ ،‬أن يؤرخ وأن يتقمن البيانات التالية‪:‬‬
‫ـ أسماو الشركاو وموطنهم‪.‬‬
‫ـ غرض الشركة وتسميتها‪ ،‬ومقرها ومبل رأسمالها‪.‬‬
‫ـ حصة كل شريك مع بيان قيمتها إذا كانت عينية ‪.‬‬
‫ـ توزيع األنصبة على الشركاو‪.‬‬
‫ـ مدة الشركة‪.‬‬
‫ـ أسماو وموطن الشركاو أو االغيار الذين يحق لهم إلزام الشركة‪.‬‬
‫ـ كتابة تبط المحتمة التي سيودع بها النظام األساسي‪.‬‬
‫ـ إمقاو كل الشركاو (المادة ‪50‬ي‪.‬‬
‫وهذه ليست إال البيانات اإللزامية التي غالبا ما يقيف إليها المتعاقدون ما يرتقــونه مــن شــروط تتعلــق بتســيير‬
‫الشركة‪ ،‬وبحقو الشركاو‪ ،‬وبقوابط تعيين المسير وعزله‪ ،‬وبقوابط انتقال األنصبة‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬

‫ثانيا ـ الشــهـــــــر‬
‫ويتم عن طريق اإليداع والتسجيل والنشر‪.‬‬

‫راجل ما سيأتي ييما بعد‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪48‬‬

‫فيجب بداية تسجيل الشركة في السجل التجاري عبر المنصة االلتترونية الخاصة بإحداث المقــاوالت‪ ،‬مــع إيــداع‬
‫نسختين أو نظيرين من النظام األساسي‪ ،‬التترونيا عبر نفس المنصة‪ ،‬وذلك داخل ثالثين يوما من التثسيس ‪.1‬‬
‫وبعد ذلك يجب نشر إشعار‪ ،‬تمن نفس األجل‪ ،‬يتقمن مستخرجا من النظام األساسي فــي الجريــدة الرســمية‬
‫وفي جريدة لإلعالنات القانونية (م ‪ 96‬ـ ٍ‪1‬ي‪.‬‬
‫ويجب أن يتقمن اإلشعار البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ شتل الشركة؛‬
‫‪ 2‬ـ تسمية الشركة؛‬
‫‪ 3‬ـ غرض الشركة بإيجاز؛‬
‫‪ 4‬ـ عنوان المقر االجتماعي؛‬
‫‪ 5‬ـ المدة التي تثسست الشركة من أجلها؛‬
‫‪ 6‬ـ مبل رأسمال الشركة مع بيان مبل الحصص النقدية وكذا الوصف الموجز للحصص العينية وتقييمها؛‬
‫‪ 7‬ـ أسماو الشركاو الشخصية والعائلية وصفاتهم ومواطنهم؛‬
‫‪ 8‬ـ األسماو الشخصية والعائلية وصفات ومواطن الشركاو أو األغيار الذين يحق لهم إلزام الشركة تجاه األغيار؛‬
‫‪ 9‬ـ رقم التقييد في السجل التجاري‪( .‬م ‪ 96‬ـ ‪ 2‬وفق صيغتها الجديدةي‪.‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫جزاوات مخالفة إجراوات التثسيس‬
‫باإلتافة إلى الجزاوات العامة التي تنطبق على كافة الشركات التجارية‪ ،‬والتــي ســبق لنــا أن تناولناهــا‪ ،‬فــإن‬
‫المشرع عاقب مسيري الشركات ذات المسؤولية المحدودة الــذين يــدلون عــن قصــد بتصــريح كــاذ فــي عقــد الشــركة‬
‫بخصوص توزيع األنصبة بين الشركاو أو تحرير األنصبة أو إيداع األموال أو يغفلون القيام بذلك التصــريح ‪ ،‬بــالحبس‬
‫من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 40000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ( المادة ‪1-113‬ي‪.‬‬
‫كما عاقب المسيرين الذين يقومــون بإصــدار قــيم منقولــة لفائــدة الشــركة ســواو بصــفة مباشــرة أو بواســطة‬
‫بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 30000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين (المادة ‪114‬ي‪.‬‬

‫الفرع ال الث‬
‫سيـر الشركـة ذات المسؤوليـة المحـدودة‬
‫‪Fonctionnement‬‬
‫تسير الشركة من قبل مسير أو أك ر يعينهم النظام األساسي أو عقد الحق‪ ،‬ولقد أدخل المشرع عــدة تغييــرات‬
‫علــى طريقــة تســيير الشــركة ذات المســؤولية المحــدودة بإصــال طريقــة اإلدارة وإحتــام ودعــم كيفيــة إعــالم وإخبــار‬
‫الشركاو وبإدخال نظام مراقبي الحسابات إلى الشركة وبإعطاو فعالية أكبر لقرارات جمعية الشركاو ‪.‬‬
‫ونتوقف أوال عند تسيير الشركة قبل أن نتعرف على صالحيات الشركاو غير المسيرين‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫تســيـيـــر الشــركـــة‬
‫المطلب األول‬
‫‪ 1‬علما بأنه يي حالة تعيين المسيرين يي النظام األساسي يإنه ال داعي لإلدالء بمحضر تعيينهم‪ ،‬بخالف ما لو تم ذلك بمقتضى عقد مستقل حيث‬
‫يجب أن يريق النظام األساسي بمحضر التعيين‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫الــمــســـــيـــــــــر‬
‫يتولى إدارة الشركة ذات المسؤولية المحدودة مسير أو عدة مسيرين يعينون لهــذا الغــرض‪ .‬وبحســب الــنص‬
‫الجديد فإنه يجب أن يتون المسير شخصا طبيعيا‪ ،‬ويمتن اختياره من غير الشركاو (المادة ‪ 1-62‬و ‪2‬ي‪.‬‬

‫أوال ـ تعيين المسير وعزله‬


‫يجري تعيين المسير أو المسيرين‪ ،‬وتعين مدة مزاولتهم مهامهم من طرف الشركاو إما في النظــام األساســي‬
‫أو بمقتقى عقد الحق‪ .‬فإذا لم يتم تعيين المسير في النظام األساســي أو انتهــت مــدة انتــدا المســير المعــين فــي ذلــك‬
‫النظام‪ ،‬فإن تعيينه يجري باتفا بين الشركاو يتخذ بثغلبية الحائزين ل الثة أرباع رأا المــال مــا لــم يشــترط النظــام‬
‫األساسي أغلبية أقل (المادة‪ 62 :‬ـ والمادة ‪2-75‬ي ‪.‬‬
‫ويتم التعيين للمدة التي يحددها النظام األساسي‪ ،‬فإذا لم تعــين تلــك المــدة فــي ذلــك النظــام عــين المــدير لمــدة‬
‫ثالث سنوات (المادة ‪3-62‬ي‪.‬‬
‫أما العزل‪ ،‬فسواو كان المسير نظاميا أو اتفاقيا‪ ،‬تطلب فيه المشرع كذلك موافقــة أغلبيــة الشــركاو الحــائزين‬
‫ل الثة أرباع رأا المال‪ ،‬وهذا النصا من النظام العام ال يمتن االتفا على خالفــه‪ .1‬وإذا لــم يســتند العــزل إلــى ســبب‬
‫مشروع كان من حق المسير المعزول طلب التعويض عن القرر الذي لحقه نتيجة ذلك (المادة ‪1 .69:‬ي‪.2‬‬
‫وباإلتافة إلى العزل بقرار من الشركاو‪ ،‬فإن المشرع خول لتل شريك‪ ،‬مهما كانــت حصــته فــي رأا المــال‪،‬‬
‫أن يتقدم بطلب عزل المسير إلى المحتمة التجارية عند توفر سبب مشروع‪( 3‬المادة ‪2.96‬ي وهــذه اإلمتانيــة تســتهدف‬
‫إيجاد آلية مراقبة إتافية للشركاو غير المسيرين في مواجهة المسير خاصة عندما يملــك هــذا األخيــر األغلبيــة داخــل‬
‫الشركة مما يتعذر معه الحصول على األغلبيــة المتطلبــة لعزلــه بقــرار مــن بــاقي الشــركاو‪ ،‬هــذا مــع مالحظــة أن هــذه‬
‫اإلمتانية لم يتحها المشرع إال بالنسبة للشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة التوصــية باألســهم (المــادة ‪4 .32 :‬ي‬
‫دون باقي الشركات‪.‬‬
‫ولــم يــنظم المشــرع اســتقالة المســير‪ ،‬لــذلك فإمــا أن ينظمهــا النظــام األساســي للشــركة وإمــا تطبــق عليهــا‬
‫المقتقيات المتعلقة بالعزل في رأينا‪ ،‬بحيث إمــا أن تقبــل مــن أغلبيــة الشــركاو الحــائزين ل الثــة أربــاع رأا المــال أو‬
‫تعتبر غير مشروعة‪ ،‬وفي هذه الحالة إذا ترتب عنها ترر لحق الشركة كان من حــق هــذه األخيــرة أن تطالــب المــدير‬
‫المستقيل بالتعويض‪.4‬‬

‫ثانيا ـ صــالحيـــات المسيـــــــر‬


‫يتمتع المسير بصالحيات واسعة لتدبير شؤون الشركة إذ أنه يتولى جميع أعمال اإلدارة بدون اســت ناو‪ ،‬وإذا‬
‫كان المشرع قــد أجــاز للشــركاو تقييــد هــذه الصــالحيات فــي النظــام األساســي فإنــه‪ ،‬حمايــة للغيــر‪ ،‬وتــمانا الســتقرار‬
‫المعامالت‪ ،‬قد حصر ذلك التقييد في العالقة بين المسير والشركاو فال يجوز بالتالي االحتجاج به في مواجهة الغير‪ ،‬بل‬
‫األك ر من ذلك فإن المشرع جعل الشركة تلزم في عالقتها باالغيار حتى بتصرفات المســير التــي ال عالقــة لهــا بغــرض‬
‫الشركة إال إذا أثبتت أن الغير كان على علم بثن التصرف يتجاوز ذلك الغرض أو لــم يتــن ليجهلــه نظــرا للظــروف‪ ،‬وال‬
‫يعتبر مجرد نشر النظام األساسي حجة علــى حصــول ذلــك العلــم (المــادة ‪1-63‬و ‪ 2‬و‪ 3‬و ‪4‬ي وهــو مــا يعنــي أن جميــع‬
‫األعمال التي يجريها المسير تلزم الشركة إال أنه إذا تجاوز فيها حــدود صــالحياته فإنــه يتــون مســؤوال عــن ذلــك فــي‬
‫مواجهة الشركاو‪ ،5‬ويشتل ذلك سببا مشروعا يبرر عزله‪.‬‬

‫‪ 1‬راجل يي تطبيق ذلك‪ :‬قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪ 1024‬الصادر بتاريخ ‪ 2004/09 /23‬يي الملف عدد ‪ ،04/527‬منشور‬
‫على موقل وزارة العدل المبربية ـ‪ www.justice.gov.ma/‬ـ اجتهادات قضائية‪ ،‬محكمة االستئناف بفاس‪ ،‬قضايا الشركات‪ ،‬القاعدة رقم ‪.3‬‬
‫‪ 2‬حدد القضاء الفر نسي السبب المشروع الذي يبرر العزل يي عجز المسير عن القيام بمهامه بسبب المرض‪ ،‬ويي سوء التسيير‪:‬‬
‫‪Cass-Com -17 déc. 1974- Rev -Soc. 1975, 463 , note : J.H. Reims, 10 nov. 1975, Rev. Soc. 1976 , 307‬‬
‫ويي تجاوز المسير لسلطاته‪:‬‬
‫‪Bordeaux, 21 Janv. 1988, Rev. dr. banc. 1988, 201 ; Paris 8 Nov. 1991, R D C 1992, 395.‬‬
‫ـ ويي الخاليات الخطيرة بين المسيرين‪:‬‬
‫‪Vérsailles - 11 janv. 1988 , D S , 1988 , I R 111.‬‬
‫‪ 3‬محكمة التجارية بالدار البيضاء‪ ،‬الحكم رقم ‪ 2002/1321‬بتاريخ ‪ 2002/01/29‬يي الملف ‪ ،2002/10831‬مجلة المحاكم المبربية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،95‬ص‪.223.‬‬
‫‪Souleau, La démission des dirigeants des sociétés commerciales, R D C , 1972, 21 Martin , La ; 4‬‬
‫‪démission des organes des gestions des sociétés commerciales, Rev. soc. 1973, 273.‬‬
‫‪Nguyen Xuan Chanh, Le sort des actes accomplis irrégulièrement au nom d'une société commerciale D.S. , 5‬‬
‫‪1978 - Chron , 69.‬‬
‫‪50‬‬

‫وإذا تعدد المسيرون فإن كل واحد منهم يتمتع على حدة بسلطات التسيير‪ ،‬بمعنى أنهم ليسوا ملــزمين بالتســيير‬
‫الجماعي للشركة وإنما كل واحد منهم يمارا على حدة صالحيات المسير‪ ،1‬فيمتنــه أن يتــولى جميــع أعمــال اإلدارة‪،‬‬
‫إال أنه يجوز لتل واحد من الباقين أن يعترض على القرارات التــي يتخــذها أحــد المســيرين مــا دامــت لــم تنفــذ‪ ،‬وحينئــذ‬
‫يجب‪ ،‬فيما بين المسيرين‪ ،‬أن يحصل االتفــا علــى القــرار المعتــرض بشــثنه‪ ،‬إال أن التعــرض المقــدم مــن مســير تــد‬
‫أعمال مسير آخر ال أثر له في مواجهة األغيار‪ ،‬إال إذا ثبت أن التعرض كان في علمهم (المادة‪5-63 :‬ي‪.‬‬
‫وبح سب الققاو الفرنسي فإن هناك التزاما بالمراقبة يقع علــى المســيرين بعقــهم اتجــاه الــبعض فــي حالــة‬
‫تعددهم‪ ،‬بحيث إذا ثبت تقصــير أحــدهم فــي تلــك المراقبــة‪ ،‬فــإن ذلــك يبــرر مســاولته‪ ،‬إمــا بصــفة شخصــية‪ ،‬أو بصــفة‬
‫تقامنية مع المسير المخل‪.2‬‬
‫ويالحظ أخيرا أنه يمتن تنظيم صالحيات المديرين في حالة تعددهم في النظام األساسي‪ ،‬وذلك مـ ال عــن طريــق‬
‫تخصيص صالحيات محددة لتل واحد منهم‪ ،‬أو تحديد طريقة اتخاذ القرارات فيما بينهم‪ ،‬وفي هــذه الحالــة‪ ،‬كــذلك‪ ،‬فــإن‬
‫ذلك التنظيم يعمل في العالقة بين الشركاو والمسيرين فقط‪ ،‬وال يمتن االحتجاج به في مواجهة الغير‪.‬‬

‫ثال ا ـ مسؤولية المسير‬


‫يمارا المسير أو المسيرون مهام خطيرة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة تتعلق بهــا مصــالح الشــركة‬
‫والشركاو وكذلك مصالح الغير‪ ،‬من هنا فــإن المشــرع حملهــم المســؤولية المدنيــة عــن األتــرار التــي يتســببون فيهــا‬
‫للشركة أو للشركاو أو األغيار‪ ،‬كما حملهم المسؤولية الجنائية عن األخطاو الخطيــرة الصــادرة عــنهم أثنــاو تســييرهم‬
‫للشركة‪ ،‬ولقد جاو القانون الجديد‪ ،‬في إطار هاجس توفير الحماية سواو لألغيار أو للشركاو غير المســيرين‪ ،‬ليوتــح‬
‫ويقبط هذه المسؤولية‪ ،‬وليدعم الشق الجنائي منها خاصة‪.‬‬

‫‪1‬ـ المـسـؤولـية المدنـيـة‬


‫حمــل القــانون المســيرين المســؤولية العاديــة عــن األتــرار التــي يتســببون فيهــا بثخطــائهم ‪ ،‬كمــا حملهــم‬
‫مسؤولية مشددة في حالة إعالن التسوية أو التصفية الققائية في حق الشركة‪.‬‬

‫أ ـ المـسـؤولـيـة الـعـاديـة للمـســيـريـن‬


‫تثكيدا للمبدأ الذي كان معموال به حتى في إطــار الــنص القــديم فــإن المــادة ‪ 67‬ـ فقــرة‪1‬ـ مــن القــانون الجديــد‬
‫جاوت لتقرر أن المسيرين يسثلون فرادى أو متقامنين حسب األحوال تجــاه الشــركة أو تجــاه األغيــار عــن مخــالفتهم‬
‫لألحتام القانونية المطبقة على الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو عن خر أحتام النظام األساسي أو عن األخطاو‬
‫المرتتبة في التسيير‪.‬‬
‫وفي حالة تعدد المسيرين فإن كل واحد منهم يسثل‪ ،‬مبدئيا‪ ،‬بصفة فردية عن األخطاو الصادرة عنه‪ ،‬إال أنهــم‬
‫إذا شاركوا في نفس الخطإ فــإنهم يســثلون بصــفة تقــامنية عــن ذلــك‪ ،‬وعلــى المحتمــة حينئــذ أن تحــدد النســبة التــي‬
‫يتحملها كل واحد منهم في التعويض عن القرر (م ‪ 67‬ـ ‪2‬ي‪.‬‬
‫من ثم فقد قرر القانون للشــركاو الحــق فــي إقامــة دعــوى التعــويض تجــاه المســير أو المســيرين ســواو عــن‬
‫القرر الذي لحقهم شخصيا‪ ،‬أو عن القرر الذي لحــق الشــركة ‪ ،‬وفــي هــذه الحالــة األخيــرة فإنــه يجــوز لهــم متــى‬
‫كانوا يحوزون ربع رأا المال أن يتلفوا لمصلحتهم المشتركة ‪ ،‬وعلى نفقــتهم ‪ ،‬واحــدا أو أك ــر مــنهم بتم ــيلهم‬
‫إلقامة دعوى الشركة (المادة ‪ 67‬ـ ‪ 3‬و ‪4‬ي‪.‬‬
‫ولقد جعل القانون دعوى المسؤولية هذه من النظام العام ال يمتن تقييد ممارســتها فــي النظــام األساســي‬
‫أو إسقاطها بقرار للجمعية العامة (المادة ‪ 67‬ـ ‪ 6‬و ‪7‬ي وهي تتقادم بمقي خمس ســنوات مــن ارتتــا الخطــإ‪ ،‬أو مــن‬
‫التشف عنه‪ ،‬غير أنه إذا كان يشتل جريمة فإنها ال تتقادم إال بمقي عشرين سنة (المادة ‪68‬ي‪.‬‬

‫ـ المسؤولية المشددة للمسيرين في حالـة فـتح مسـطرة التسـوية أو التصـفية الققـائية‬


‫للشركة‬
‫إن مبدأ المسؤولية المحدودة الذي تقوم عليه الشركة ذات المسؤولية المحــدودة ال يحصــن المســيرين تمامــا‬
‫من تحمل المسؤولية في حالة عجزها عن الوفاو بديونها‪.‬‬

‫‪Alibert , La pluralité des gérants dans les sociétés a responsabilité limitée , Rev. Soc., 1971, 605. 1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Paris, 16 nov. 1988, Bull. Joly 1989 p. 189 - note P. Le Cannu.‬‬
‫‪51‬‬

‫فقد بدا جليا من خالل الممارسة أنه من غير المقبول ال من الناحية األخالقية وال من وجهة العدالة‬
‫واإلنصاف أن يتمتن المسيرون من التحصن وراو مبدأ عدم المسؤولية الذي تقوم عليه الشركة للتنصل من كل‬
‫مسؤولية في الحاالت التي ي بت فيها أن سوو تسييرهم أو تالعبهم هو السبب في إفالا الشركة‪ ،‬من هنا ووعيا من‬
‫المشرع بخطورة ذلك سواو بالنسبة لألغيار أو بالنسبة للشركاو غير المسيرين فإنه قد قرر كمبدأ عام وبالنسبة لتافة‬
‫الشركات ـ وإن كانت فائدة ذلك تبرز على الخصوص بالنسبة للشركات التي تثخذ بمبدأ عدم مسؤولية الشركات عن‬
‫ديون الشركة‪ ،‬أي شركة المساهمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة ـ أنه حينما يظهر من خالل سير مسطرة‬
‫التسوية أو التصفية الققائية في مواجهة الشركة وجود نقص في أصولها يرجع ألخطاو في التسيير فإنه يمتن‬
‫للمحتمة أن تحمله كليا أو جزئيا‪ ،‬تقامنيا أم ال لتل المسيرين أو للبعض منهم فقط‪( 1‬المادة ‪ 1. 738‬من مدونة‬
‫التجارة بعد تعديل ‪2018‬ي‪.‬‬

‫كما أن القانون يوجب على المحتمة أن تفتح مسطرة التسوية أو التصفية الققائية تجاه المسير شخصيا‪،‬‬
‫بالرغم من أنه ال يعتبر تاجرا‪ ،‬مع إمتانية إسقاط أهليته التجارية (م ‪ 746‬م تي‪ ،‬عندما ي بت في حقه بعض المخالفات‬
‫حددتها المادة ‪ 740‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫كما أن القانون يوجب على المحتمة أن تفتح مسطرة التسوية أو التصفية الققائية تجاه المسير شخصيا‬
‫عندما ي بت في حقه بعض المخالفات حددتها المادة ‪ 706‬من مدونة التجارة‪ 2‬وذلك بالرغم من أنه ال يعتبر تاجرا‪ ،‬بل‬
‫أك ر من ذلك فإنه يجب إدانة المسير بجريمة التفالس بالنسبة لبعض تلك المخالفات‪( 3‬المادة ‪ 754‬من مدونة التجارةي‬
‫وعقوبتها الحبس من سنة إلى خمس سنوات والغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 100000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين‬
‫(المادة ‪ 755‬من المدونةي باإلتافة إلى إسقاط األهلية التجارية‪( 4‬المادة ‪ 756‬من المدونةي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ المسؤولية الجنائـيــة‬


‫باإلتافة إلى قيام المسؤولية المدنية للمسيرين عن أخطــاو التســيير الصــادرة عــنهم فــإن المشــرع حــرص‬
‫على معاقبتهم جنائيا عن المخالفات ذات الخطورة والتي عمل القانون الجديــد علــى تحديــدها ودعمهــا مــع مالومــة‬
‫العقوبات المتعلقة بها‪.‬‬
‫ومن هذه المخالفات ما تشترك فيه الشركة مع باقي الشركات ‪ ،‬ومنها مــا يخــص الشــركة ذات المســؤولية‬
‫المحدودة دون غيرها من الشركات‪.‬‬

‫أ ـ المخالفات المشتركة‬
‫تتم ل أهم المخالفات المتعلقة بتسيير الشركات التي جرمها القانون الجديــد للشــركات وعاقــب عليهــا جنائيــا‬
‫كما حددتها وعاقبت عليها المادة ‪ 107‬في‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد اللطيف العباسي‪ ،‬مسؤولية مسير شركة موضوع مسطرة جماعية‪ ،‬مجلة المحاكم المبربية‪ ،‬عدد ‪ ،100‬ص ‪.69‬‬
‫‪M.J. Campana , La responsabilité civile du dirigeant en cas de redressement judiciaire Rv. jursp. com.‬‬
‫‪1994 . 133 ; Bernard Feugère, Le dirigeant d’une personne morale cite devant le tribunal de commerce pour‬‬
‫‪(n° 9-septembre) p : 333. Corinne comblement du passif –Rv-juris-com-1999.‬‬
‫‪Saint-Hilary-Houin, La responsabilité Patrimoniale de société en difficulté, Rev. des procédures collectives,‬‬
‫‪n° 3, Juillet 2001, p. 145.‬‬
‫‪ 2‬تتمثل هذه المخالفات يي‪:‬‬
‫التصرف يي أموال الشركة كما لو كانت أمواله الخاصة؛‬
‫إبرام عقود تجارية لمصلحته الخاصة تحت ستار الشركة بقصد إخفاء تصرياته؛‬
‫استعمال أموال الشركة أو ائتمانها بشكل يتنايى مل مصالحها ألغراض شخصية أو لتفضيل مقاولة أخرى له مصالح مباشرة أو غير مباشرة‬
‫ييها‪.‬؛‬
‫مواصلة استبالل به عجز بصفة تعسفية لمصلحة خاصة من شأنه أن يؤدي إلى توقف الشركة عن الديل؛‬
‫مسك محاسبة وهمية أو إخفاء وثائق محاسبة الشركة أو االمتناع عن مسك كل محاسبة ويقا للقواعد القانونية؛‬
‫اختالس أو إخفاء األصول‪ ،‬أو الزيادة يي خصوم الشركة بكيفية تدليسية؛‬
‫المسك بكيفية واضحة لمحاسبة غير كاملة أو غير صحيحة‪.‬‬
‫‪ 3‬وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القيام بعمليات شراء قصد البيل بثمن أقل من السعر الجاري أو اللجوء إلى وسائل مجحفة قصد الحصول على أموال ببية تجنب أو تأخير‬
‫يتح مسطرة المعالجة؛‬
‫‪ 2‬ـ اختالس أو إخفاء كل أو جزء من أصول المدين؛‬
‫‪ 3‬ـ الزيادة بصورة تدلييسة يي خصوم المدين؛‬
‫‪4‬ـ مسك حسابات وهمية أو إخفاء وثائق محاسبية أو االمتناع عن مسك كل محاسبة خاليا لما يقضي به القانون‪.‬‬
‫‪ 4‬يترتبعن سقوطاألهليةالتجارية منل اإلدارة أو التدبير أو التسيير أو المراقبة‪ ،‬بصفة مباشرة أوغيرمباشرة‪ ،‬لكل مقاولة تجارية ولكل شركة ذات‬
‫نشاطاقتصادي (م ‪ 750‬م ت)‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫الجرد أو بوسائل جرد تدليسية‪.‬‬ ‫خيالية في غيا‬ ‫‪ 1‬ـ توزيع أربا‬


‫‪ 2‬ـ تقديم قوائم تركيبية للشركاو ال تعطي صورة صادقة عن نتائأ السنة وعن الوتعية المالية وعن الذمة المالية‬
‫للشركة بغية إخفاو وتعيتها الحقيقية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ استعمال أموال الشركة أو اعتماداتها عن سوو نية استعماال بعلم المسير أنه تد المصلحة االقتصادية للشركة‬
‫إما لتحقيق أغراض شخصية أو لمحاباة شركة أو مقاولة له فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ استعمال السلطات التي يتمتع بهــا المســير أو األصــوات التــي يتــوفر عليهــا بســوو نيــة اســتعماال يعلــم أنــه تــد‬
‫المصالح االقتصادية للشركة إما لتحقيق أغراض شخصية أو لمحاباة شركة أو مقاولة له فيها مصــالح مباشــرة أو‬
‫غير مباشرة ‪.‬‬
‫وكلها مخالفات عاقب عليها القانون بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة مــن ‪ 10000‬إلــى ‪100000‬‬
‫درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين ‪.‬‬

‫ـ المخالفات الخاصة بالشركة ذات المسؤولية المحدودة‬


‫سبق لنا أن توقفنا عند المخالفات المتعلقة بتثسيس الشركة‪ ،‬وســنرى بعــد قليــل تلــك المتعلقــة بحــق االطــالع‬
‫واإلخبار المقرر للشركاو‪ ،‬وكذلك المرتبطة بالمصادقة على الموازنة السنوية‪ ،‬لذلك فإننا سثكتفي هنا بالتوقف بسرعة‬
‫عند بعض المخالفات ذات األهمية والمتعلقة بتسيير الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫وتتم ل أهم هذه المخالفات في ‪:‬‬
‫ــ عدم القيام عن عمد‪ ،‬حينما تقل الوتعية الصافية للشركة عن ربع رأا المال بسبب الخســارة الم بتــة فــي‬
‫القوائم التركيبية‪ ،‬باستشارة الشركاو خالل ال الثة أشهر مــن تــاريخ المصــادقة علــى الحســابات المتعلقــة بهــا مــن أجــل‬
‫اتخاذ قرار الحل السابق ألوانه للشركة إن اقتقى األمر ذلك‪ ،‬وبإيــداع ذلــك القــرار بتتابــة تــبط المحتمــة وتقييــده فــي‬
‫السجل التجاري ونشره في جريدة لإلعالنات القانونية‪ ،‬ويعاقب على ذلك بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 20000‬درهم ‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ( المادة ـ ‪115‬ي‪.‬‬
‫ــ القيام باالقتراض بثي شتل من األشتال من الشركة‪ ،‬أو العمل على الحصول على دائنية في حسابها الجــاري‬
‫أو بثية طريقة أخرى‪ ،‬وكذا العمل على أن تتفل الشركة أو تقمن احتيــاطي االتــزام المســير تجــاه األغيــار‪ .‬وعقوبتهــا‬
‫الغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 50000‬درهم (المادة ‪116‬ي‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫مـــراقــبـــو الــحــسابـــات‬
‫مــن المســتحدثات األساســية للــنص الجديــد إدخــال نظــام مراقبــي الحســابات إلــى الشــركة ذات المســؤولية‬
‫المحدودة وذلك إما بصفة إلزامية أو بصفة اختيارية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ فتعيين مراقب أو أك ر للحسابات يتون إلزاميــا فــي الشــركات التــي يتجــاوز رقــم أعمالهــا الســنوي ‪50‬‬
‫مليون درهم دون اعتبار القرائب (م ‪2 /980‬ي ولقد استبدل المشرع بهذا النظام مجلس المراقبة الذي كــان الــنص‬
‫القديم ينص عليه بالنسبة للشركات ذات المسؤولية المحدودة التي يتجاوز عدد الشــركاو فيهــا العشــرين‪ ،‬إنمــا ـ كمــا‬
‫هو مالحظ ـ المعيار في ذلك التعيين بالنسبة لمراقبي الحسابات هو مقدار رقم األعمال السنوي‪ ،‬ولــيس عــدد الشــركاو‬
‫كما في مجلس المراقبة‪ ،‬وواتح أن قصد المشرع من ذلــك هــو تــمان فعاليــة أكبــر علــى مســتوى المراقبــة الماليــة‬
‫للشركة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وبالنسبة للشركات ذات المسؤولية المحدودة التي ال يصل رقم أعمالها السنوي إلى ‪ 50‬مليــون درهــم‪ ،‬فــإن‬
‫تعيين مراقب للحســابات فيهــا يتــون اختياريــا‪ ،‬حيــث يمتــن للشــركاو‪ ،‬إمــا أن يقــمنوا النظــام األساســي شــرطا بـذلك‬
‫التعيين‪ ،‬أو أن يقرروا ذلك باتفا الحق يتخذ بثغلبيــة الشــركاو الحــائزين ل الثــة أربــاع رأســمال الشــركة مــا لــم يتــن‬
‫النظام األساسي يتتفي بثغلبية أقل (م ‪ 1/80‬وم ‪2 /75‬ي‪.‬‬
‫وقد سبق أن أوتحنا أنه تطبق على مراقبي الحسابات أحتام القانون لمتعلق بشركات المساهمة‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫صالحيات الشركاو غير المسيرين‬
‫من األهداف األساسية التي سعى المشرع إلى تحقيقها من خالل القانون الجديد‪ ،‬على طريق إحتام تســيير‬
‫الشركات وتــمان حقــو الشــركاو فيهــا ‪ ،‬تحســين وتــعية الشــركاو غيــر المســيرين فــي الشــركة ذات المســؤولية‬
‫المحدودة بتمتينهم من وسائل مراقبة وتتبع متعددة حتى في غيا مراقب للحسابات‪.‬‬
‫وهتذا فمن الصالحيات األساســية التــي يتمتــع بهــا الشــركاو اتخــاذ بعــد القــرارات الجماعيــة المتعلقــة بســير‬
‫الشركة وذلك في الجمعية العامة (أوالي بما في ذلك المصادقة على الموازنة السنوية (ثانياي باإلتافة إلى بعض آليــات‬
‫المراقبة واإلخبار التي حرص القانون على تقريرها لهم لقمان مراقبة فعالة ألعمال التسيير (ثال اي‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الجمعيـة العــامـة‬
‫الجمعية العامة هي الهيئة التي يلتئم فيها الشركاو التخاذ القرارات الجماعية المتعلقة بسير الشــركة‪ ،1‬وهــي‬
‫تعد مصدر السلطة والسيادة والشرعية فيها‪ ،‬وفي إطارها تتا الفرصة للشــركاو للتــدخل فــي نشــاط الشــركة ومراقبــة‬
‫ماليتها السنوية أو المحاسبية‪ .‬وما يعنينا هنا هي الجمعيات العامة االختيارية التــي قــد تنشــث الحاجــة اللتئامهــا التخــاذ‬
‫قرار بشثن الحياة الجماعية للشركة‪ ،‬أما الجمعية العامة السنوية المتعلقة بالمصادقة على الموازنة فسنراها فيما بعد‪.‬‬
‫فهناك العديد من القرارات التي يجب أن تتخذ من قبل الشركاو‪ ،‬منهــا مـ ال تعيــين المســير أو عزلــه أو قبــول‬
‫استقالته‪ ،‬أو الترخيص للمسير في بعض األمور التي قد ينص عليها النظام األساسي‪ ،‬وإبــداو الــرأي بشــثن االتفاقــات‬
‫المبرمة بين الشركة وأحد المسيرين أو أحد الشركاو (م ‪ 64‬شركاتي وتعديل النظام األساسي‪ ،‬وبصفة عامــة كــل أمــر‬
‫يرتئي شريك أو أك ر ممن يملتون نصف األنصبة‪ ،‬أو ممن يملتون ربع األنصبة إذا كانوا يم لون ربع الشــركاو علــى‬
‫األقل من الناحية العددية‪ ،‬أن يعرتوه على أنظار الجمعية العامة (م ‪71‬ـ ‪ 4‬شركاتي‪.‬‬
‫فهذه القرارات الجماعية كلها تتخذ مبدئيا في الجمعية العامة‪ ،‬غير أن المشرع أجاز نــص النظــام األساســي‬
‫على اتخاذها عن طريق االستشارة التتابية‪ ،‬إال فيما يتعلق بالجمعية العامة السنوية التــي يعــرض فيهــا المســير تقريــر‬
‫التسيير والجرد والقوائم التركيبية‪ ،‬وتقرير مراقب الحسابات عند وجودهم (م ‪1 .71‬ي‪.‬‬
‫ويدعى الشركاو لحقور الجمعية العامة قبل انعقادها بخمسة عشــر يومــا علــى األقــل برســالة مقــمونة مــع‬
‫إشعار بالتوصــل يحــدد فيهــا جــدول األعمــال‪ ،‬وتوجــه الــدعوة مــن طــرف المســير وإال فمــن طــرف مراقــب أو مراقبــي‬
‫الحسابات إن وجدوا‪ ،‬كما أنه يمتن لشريك أو أك ر ممن يملتون نصف األنصبة أو ربع األنصبة إذا كانوا يم لــون ربــع‬
‫الشركاو على األقل أن يطلبوا عقد الجمعية العامة‪ ،‬فإذا لم يستجب المسير لطلــبهم أمتــنهم استصــدار أمــر مــن رئــيس‬
‫المحتمة باعتباره قاتيا للمستعجالت بتعيين وكيل يتولى الدعوة لعقد الجمعية مع تحديد جدول أعمالهــا (م ‪ 2 .71‬و‪3‬‬
‫و‪ 4‬ي‪ .‬وهذه من أدوات المراقبة التي قررها القانون للشركاو حتى ولو كانوا ال يم لون إال األقليــة حيــث يمتــنهم اتخــاذ‬
‫مبادرة استدعاو الجمعية العامة‪ ،‬وعرض ما يرونه من أمور عليها‪.‬‬
‫وكل جمعية عامة تنعقد دون أن يتــون قــد روعــي فــي اســتدعائها أو فــي عقــدها المســطرة القانونيــة يمتــن‬
‫إبطالها شريطة أال يتون قد حقرها أو م ل فيها جميع الشركاو (م ‪6 .71‬ي‪.‬‬
‫ولتل شريك الحق في المشاركة في الجمعية العامة وفي اتخاذ القرارات‪ .2‬وهو يتوفر علــى عــدد مــن األصــوات‬
‫يساوي األنصبة التي يملتها (م ‪1. 72‬ي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪G Flores, S Baillie de Senilhes, La pratique de l'assemblée générale - SARL, SA ne faisant pas appel‬‬
‫‪public a l'épargne ; François Lefebvre, Société civile, édition, 1996.‬‬
‫‪ 2‬انظر قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪ ،454‬بتاريخ ‪ ،2007/03/13‬يي الملف عدد ‪ ،2006/1802‬وقد أكدت ييه المحكمة‬
‫على‪ ...":‬أن الجمعية العامة للشركة ذات المسؤولية المحدودة تعد مصدر السلطة والسيادة والشرعية ييها وتتيح الفرصة للشركاء للتدخل يي‬
‫نشاط الشركة ومراقبة ماليتها السنوية أو المحاسبية‪ ،‬وباعتبار أن هذه الجمعية تتخذ القرارات العادية الالزمة لضمان حسن سير الشركة يانه‬
‫يتعين دعوة جميل الشركاء ييها لحضور الجمعية العامة سواء من طرف المسير أو مراقب الحسابات أو غيرهما طبقا للمادة ‪ 71‬من قانون رقم‬
‫‪ 5/96‬الصادر بتنفيذه ظهير ‪ ، 1997/2/13‬ولذا تدخل المشرع وأعطى إمكانية إبطال كل جمعية وجهت الدعوة النعقادها بكيفية غير قانونية‪ ،‬إذ‬
‫‪54‬‬

‫ويترأا الجمعية العامة شريك يحدد النظام األساسي الشروط التي يجب أن تتوفر فيه (م ‪2-73‬ي‪.‬‬
‫وتتخذ القرارات في الجمعية العامة أو عند االستشارة التتابية بثغلبيــة األصــوات الحــائزة ألك ــر مــن نصــف‬
‫رأا المال‪ ،‬فإذا لم تتوفر هذه األغلبيــة فــي االجتمــاع األول‪ ،‬ومــا لــم يــنص النظــام األساســي علــى خالفــه‪ ،‬يســتدعى‬
‫الشركاو أو يستشارون مرة ثانية‪ ،‬وتتخذ القرارات بثغلبية األصوات المعبر عنها (م ‪74‬ي‪.‬‬
‫غير أنه إذا كان للقرارات اتصال بتعديل النظام األساسي فــإن اتخاذهــا يقتقــي موافقــة الشــركاو الحــائزين ل الثــة‬
‫أرباع رأا المال ما لم يتتف النظام األساسي بثغلبية أقــل (م ‪2-75‬ي واســت ناو مــن ذلــك فــإن قــرار رفــع رأا المــال‬
‫بإدماج األربا أو االحتياطي يتخذ بموافقة الشركاو الحاملين لنصف األنصبة فقط (م ‪3-75‬ي‪.‬‬
‫وبحسب ما استقر عليه العمل الققائي‪ ،‬فإن التصويت في الجمعيات العامة هو حق وظيفي يجب ممارسته في إطــار‬
‫المصلحة المشتركة‪ ،‬وأن استعماله ألغراض أنانية وذاتية من الشريك لتفقيل مصالحه الشخصية إتــرارا بالشــركاو‬
‫اآلخرين وبمصلحة الشركة نفسها يعد تعسفا في استعمال الحق يبرر إقرار التعويض لجبر القرر الناتأ عنه‪.1‬‬
‫هذا‪ ،‬ويجب أن ت بت مداوالت الشــركاو فــي محقــر يبــين تــاريخ ومتــان انعقــاد الجمعيــة‪ ،‬وأســماو الشــركاو‬
‫الحاترين أو المم لين ونصيب كل واحد مــنهم‪ ،‬والتقــارير والوثــائق المعروتــة‪ ،‬وملخصــا لمــا راج فــي المــداوالت‪،‬‬
‫ونص التوصيات المعروتة على التصويت‪ ،‬ونتيجة التصويت‪ ،‬ومقمون االستشارة التتابية في حالة االلتجــاو إليهــا‬
‫مرفقة بالجوا المتعلق بها‪ ،‬وينجز المحقر ويوقع من طرف رئيس الجمعيــة العامــة (المــادة ‪73‬ي ويعاقــب المخــالف‬
‫بغرامة بين ‪ 1000‬و‪ 5000‬درهم (المادة ‪112‬ي‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫المصادقـة على الموازنة السنوية‬
‫أوجب القانون خالل ستة أشهر من اختتام السنة المحاسبية عرض تقرير التسيير والجرد والقوائم التركيبيــة‬
‫للسنة المحاسبية والمعدة من قبل المسيرين على مصادقة جمعية الشركاو (الجمعية العامةي (المادة ‪1 .70‬ي ‪.‬‬
‫ولهذه الغاية يجب أن تبل للشركاو ‪ 15‬يوما قبل تاريخ انعقاد الجمعية العامة الوثــائق المتعلقــة بالتقــارير‪،‬‬
‫وكذا نص القرارات المقترحة ‪ ،‬وعند االقتقاو تقرير مراقب أو مراقبي الحسابات ‪ ،‬كمــا يوتـع الجــرد رهــن إشــارة‬
‫الشركاو بمقر الشركة داخل نفس المدة من دون أن يتون لهم الحق في أخذ نسخة منــه ‪ ،‬وكــل مداولــة تــتم دون‬
‫مراعاة قواعد اإلخبار هذه يمتن إبطالها (المادة ‪2 .-7‬ي‪.‬‬
‫ولقد قرر القانون لتل شريك مهما كان نصــيبه فــي الشــركة أن يقــع أســئلة كتابيــة علــى المســير أن يجيــب‬
‫عليها أثناو انعقاد الجمعية‪ ،‬وذلك ابتداو من تاريخ االستدعاو إليها (المادة ‪3 .70‬ي والهدف من ذلــك كمــا هــو واتــح‬
‫هو تمتين كل شريك من مناقشة الميزانية وتقرير التسيير كوسيلة لممارسة رقابته على ذلك‪.‬‬
‫وزيــادة فــي دعــم المؤيــدات القانونيــة المتعلقــة بالمصــادقة علــى الموازنــة فــإن القــانون نــص علــى معاقبــة‬
‫المسيرين الذين ال يعدون بالنسبة لتل سنة محاسبية الجرد والقوائم التركيبية وتقريــر التســيير بغرامــة بــين ‪ 2000‬و‬
‫‪ 40.000‬درهم (م ‪109‬ي‪ ،‬وكذلك بمعاقبة المسيرين الذين ال يقومون بــدعوة الجمعيــة العامــة للشــركاو لالنعقــاد داخــل‬
‫أجل ستة أشهر من تاريخ السنة الماليــة‪ ،‬والــذين ال يعرتــون علــى مصــادقة الجمعيــة العامــة المــذكورة أو لمصــادقة‬
‫الشــريك الوحيــد الجــرد والقــوائم التركيبيــة وتقريــر التســيير بغرامــة بــين ‪ 2000‬و ‪ 20.000‬درهــم (م ‪ 1-110‬و ‪3‬ي‬
‫وبـمعاقبة المسيرين الذين ال يقومون داخل األجل القانوني بتوجيــه الوثــائق المشــار إليهــا إلــى الشــركاو بغرامــة مــن‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 10.000‬درهم (م ‪111‬ي‪.‬‬

‫المطلب ال الث‬
‫حق الشركاو في االطالع والمراقبة‬

‫استقر القضاء على بطالن الجمعية السنوية للشركة ذات المسؤولية المحدودة التي انعقدت يي غياب أحد الشركاء بسبب عدم توجيه الدعوة‬
‫إليه‪ ،"...‬قرارات محكمة االستئناف التجارية بفاس لسنتي ‪ ،2007/2006‬موزعة على قرص مضبوط‪.‬‬
‫‪ 1‬انظر حكم المحكمة التجارية بمراكش عدد ‪ 720‬بتاريخ ‪ ،2001/05/02‬يي الملف رقم ‪ ،2000/817‬مجلة المحاكم المبربية‪ ،‬عدد ‪ ،91‬ص‪.‬‬
‫‪ . 171‬انظر كذلك تعليق ذ‪ .‬المهدي شبو على نفس الحكم‪ ،‬نفس المجلة‪ ،‬نفس العدد‪ :‬ص‪ .157.‬انظر بشأن العمل القضائي الفرنسي يي هذه‬
‫المسالة يي الشركات عامة‪:‬‬
‫‪Jacque Mestere, Abus de majorité , abus de minorité, in, Grands arrêts du droit des affaires, Dalloz, 1995.‬‬
‫‪55‬‬

‫باإلتافة إلى حق االطــالع والمراقبــة الــذي يملتــه الشــركاو فــي إطــار الجمعيــة العامــة‪ ،‬وخاصــة بمناســبة‬
‫المصادقة على الموازنة‪ ،‬حرص القانون الجديد على إقرار مجموعة من آليات اإلخبار واالطــالع والمراقبــة للشــركاو‬
‫حيث أنه سعى إلى التوسيع من ذلك وإلى طبعه بطابع الفعالية‪.‬‬
‫وهتذا فقد أعطى القانون للشركاو الحق في االطالع في كل وقت بمقر الشركة على الدفاتر والجــرد والقــوائم‬
‫التركيبية وتقرير التسيير وتقرير مراقبي الحسابات عنــد وجــودهم‪ ،‬ومحاتــر الجمعيــات للســنوات المحاســبية الـ الث‬
‫األخيرة‪ ،‬ورتب على حق االطالع حق الحصول على نسخة من كل ذلك ما عدا الجرد‪ ،‬وأجاز االستعانة بمستشــار فــي‬
‫كل ذلك (م ‪ 4. 70‬و ‪ 5‬و ‪6‬ي ودعم كل ذلك بــالنص علــى معاقبــة المســير الــذي يعرقــل ذلــك بغرامـة مــن ‪ 2000‬إلــى‬
‫‪ 20.000‬درهم (م ‪117‬ي‪.‬‬
‫وفقال عن ذلك فإن القانون قرر لتل شريك غير مسير‪ ،‬مرتين فــي الســنة المحاســبية ‪ ،‬أن يوجــه للمســير‬
‫أسئلة كتابية بشثن كل واقعة قد تعرقل استمرارية االستغالل ‪ ،‬وقد أوجب على المسير أن يجيب عليهــا كتابــة كــذلك‪،‬‬
‫وأن يبلـ الجــوا إلــى مراقبــي الحســابات إن وجــدوا (المــادة ‪81‬ي وذلــك حتــى يحــاط هــؤالو علمــا بجــوا المســير‪،‬‬
‫ويمارسوا من ثم مهامهم في المراقبة بناو على ذلك‪.‬‬
‫وحماية لألقلية داخل الشركة في الحاالت التي تتولى األغلبيــة فيهــا التســيير‪ ،‬فــإن المشــرع خــول لشــريك‪ ،‬أو‬
‫عدة شركاو متى كانوا يحوزون ربع رأا المال على األقل أن يطلبوا من رئيس المحتمة بصفته قاتــي المســتعجالت‬
‫تعيين مراقب للحسابات إلجراو تدقيق في حسابات الشركة‪.‬‬
‫وأخيرا فإن المشرع خول لواحد أو أك ر مــن الشــركاو متــى كــانوا يملتــون ربــع رأا المــال علــى األقــل‪ ،‬أن‬
‫يطلبوا من رئيس المحتمة التجارية بصفته قاتي المستعجالت تعيين خبير أو أك ر لتقديم تقرير بشثن عمليــة أو أك ــر‬
‫من عمليات التسيير‪ ،‬حيث يجب حينئذ أن يعين األمر االستعجالي نطا مهامه وصالحياته‪ ،‬وبعد إنجــاز مهمتــه يوجــه‬
‫تقريره إلى الشــريك الــذي طلبــه‪ ،‬وإلــى مراقــب أو مراقبــي الحســابات إن وجــدوا‪ ،‬وكــذا إلــى المســير‪ ،‬ويعــرض علــى‬
‫الجمعية العامة المقبلة رفقة تقرير المسير ومراقب أو مراقبي الحسابات إن وجـدوا (م ‪82‬ي كــل هــذا كمــا هــو واتــح‬
‫بهدف إعطاو فعالية كبيرة لهذه اآللية من آليات المراقبة والتــي مــن شــثنها أن تفقــي إلــى محاســبة المســير مــن قبــل‬
‫الجمعية العامة‪.‬‬
‫فإذا أتفنا إلى كل هذا حق الشريك في إقامة دعوى المسؤولية على المسير (م ‪67‬ي وحــق طلــب عزلــه بنــاو‬
‫على سبب مشروع (م ‪69‬ي أدركنا مدى السلطات التي يتمتع بها الشريك غير المسير تــمن الشــركة ذات المســؤولية‬
‫المحدودة والتي تشتل عامل توازن‪ ،‬وبالتالي أداة للمراقبة قبالة سلطات المسير‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫انتقال األنصبة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫المبحث األول‬
‫طريـقـة انتـقـال األنصبة‬
‫انطالقا من الطابع الشخصي للشركة ذات المسؤولية المحدودة فإن المشرع منــع عليهــا إصــدار أي نــوع‬
‫من أنواع القيم المنقولة القابلة للتداول (المادة ‪54‬ي من هنا فإنه ال يمتن أن تم ل األنصبة فيها بسندات قابلــة‬
‫للتداول (المادة ‪55‬ي وغالبا ما يتتفى بإثباتها في عقد الشركة‪.‬‬
‫ولقد أوجبت المادة ‪ 16‬أن يحصل التفويت كتابة تحت طائلة البطالن‪ ،‬ولتي ينتأ أثره في مواجهة الشركة‬
‫يجب تبليغه إليها بصفة رسمية‪ ،‬أو بإيداع نظير من عقد التفويت بمقر الشركة مقابل شهادة من المسير‪.‬‬
‫أما في مواجهة األغيار فال يسري االنتقال إال بعد إتمام إجراوات القيد في السجل التجاري (المادة ‪ 16‬ـ ‪2‬ي‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫توابـط انـتقـال األنصـبة‬

‫‪1‬‬
‫‪Kurt G.Weil, La protection des associés minoritaires en droit Allemand des sociétés a responsabilité‬‬
‫‪limitée Rev. Stés. 1993, 561 ; J.B. Bosquet, La protection de l'associé contre le gérant statutaire d'une société‬‬
‫‪a responsabilité limitée . Rev. Stes. 1993, 751‬‬
‫‪56‬‬

‫حفاظا على االعتبار الشخصي في الشركة فإن المشرع تطلب في انتقال األنصبة إلى االغيار موافقة الشركاو‬
‫الحائزين ل الثة أرباع رأا المال‪ ،‬وأما نقلها إلى أحد الشركاو في الشركة‪ ،‬فلم يتطلب فيه المشرع أيــة موافقــة‪ ،‬ومــع‬
‫ذلك فإن هناك حاالت يمتن أن تنتقل فيها األنصبة حرية‪ ،‬كل ذلك ما لم ينص النظام األساسي على خالف ذلك‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫حاالت انتقال األنصبـة بحرية‬
‫نصت المادة ‪ 60‬على إمتانية تفويت األنصبة بتل حرية بين الشركاو‪ ،‬ونفس الشيو نصــت عليــه المــادة ‪56‬‬
‫بالنسبة النتقالها عن طريق اإلرث‪ ،‬وبين األزواج أو األقار أو األصهار إلى الدرجة ال انية بإدخال الغاية‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن المشرع أجاز نص النظام األساسي على وقف انتقال الحصة في أحد هــذه الحــاالت علــى قبــول‬
‫باقي الشركاو وفق الشروط التي يحددها ذلك النظام على أال تتجاوز اآلجال الممنوحة للشركة للبث فــي القبــول ثالثــين‬
‫يوما من تاريخ تبلي االنتقال إليها مع مراعاة إمتانيــة تمديــد األجــل بطلــب مــن المســير مــرة واحــدة بــثمر مــن رئــيس‬
‫المحتمة‪ ،‬وشريطة كذلك أال تتجاوز األغلبية المتطلبة موافق الشركاو المم لين ل الثة أرباع أنصبة الشركة‪ ،‬وفي حالة‬
‫الرفض فإن نفس األحتام المطبقة على رفض التفويت إلى الغير المنصوص عليها فــي الفقــرتين ‪ 3‬و‪ 4‬مــن المــادة ‪58‬‬
‫والمتعلقة بوجو شراو الشركة أو الشركاو للحصة المرفوض انتقالها تنطبق على هذه الحالة (المادة ‪2 /56‬ي‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫حاالت تقييد انتقال األنصبة إلى األغيار‬
‫نقل األنصبة إلى األغيار يعني إدخال شريك جديد إلى الشركة وهذا فيه مس باالعتبار الشخصي الذي تقــوم‬
‫عليه الشركة ذات المسؤولية المحدودة من هنا فإن المشــرع تطلــب فــي ذلــك موافقــة الشــركاو المم لــين علــى األقــل‬
‫ل الثة أرباع رأا المال (المادة ‪1-58‬ي وهي نفس األغلبية التي كان يتطلبها النص القديم‪ ،‬غير أنــه علــى خــالف هــذا‬
‫األخير الذي كان يحتم على النصيب المرفوض تفويته بالجمود ما لم يرغب أحد الشركاو اآلخرين بشرائه طواعيــة‪،‬‬
‫فإن النص الجديد يفرض على الشركة وعلى الشركاو شراو أو العمل على شراو تلك األنصبة‪.‬‬
‫وهتذا فبعد أن يبل مشروع التفويت إلى الشركة وإلى كل واحد مــن الشــركاو إمــا أن تعلــن الشــركة عــن‬
‫رفض التفويت وعن حق االسترداد داخل أجل ثالثين يوما من التبلي أو يعتبر التفويت مقبوال (المادة ‪2-58‬ي‪.‬‬
‫وفي حالة الرفض فإنه يتعين على الشركاو داخل أجل ثالثين يوما من ذلك أن يشتروا أو يعملوا على شراو‬
‫األنصبة ب من محدد ‪ ،‬ويمتن تمديد هــذا األجــل مــرة واحــدة بطلــب مــن المســير بــثمر مــن رئــيس المحتمــة علــى أال‬
‫يتجاوز التمديد ثالثة أشهر(المادة ‪3-58‬ي‪.‬‬
‫ويمتن للشركة أيقا باتفا مع الشريك المفوت أن تقرر تمن نفس األجــل تخفــيض رأا المــال بمبلـ‬
‫القيمة االسمية ألنصبة هذا الشريك وإعادة شرائها بال من المحدد ‪ ،‬ولقاتي المستعجالت أن يمنح الشركة مهلــة‬
‫أداو مبررة ال تتجاوز ستة أشهر‪ ،‬وتترتب على المبال المستحقة فائدة بالسعر القانوني من تــاريخ قــرار تخفــيض‬
‫رأا المال (المادة ‪58‬ـ ‪4‬ي‬
‫فإذا انصرمت المدة المحددة ولم يحصل أي من الحلين السابقين جاز للشــريك إنجــاز التفويــت المقتــر (المــادة‬
‫‪5-58‬ي شريطة أن يتون مالتا ألنصبته منذ سنتين على األقل‪.‬‬
‫‪57‬‬

‫الفصـل الخامس‬
‫شركـــة الـمـســاهمـة‬
‫‪La société anonyme‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف شركة المساهمة وتحديـد خصائصها‬
‫المبحث األول‬
‫تعريفها وتطور تنظيمها القانوني‬
‫أوال ـ تعريفها‬
‫شــركة المســاهمة شــركة تجاريــة بشــتلها يقســم رأســمالها إلــى أســهم قابلــة للتــداول‪ ،‬تؤســس بــين خمســة‬
‫مساهمين على األقل‪ ،‬ال يسثلون إال بقدر مساهمتهم في رأسمالهـا‪( .1‬م‪ 1‬من قانون‪ 95-17‬المنظم لشركة المساهمةي‪.‬‬
‫وتعتبر شركة المساهمة أك ر صور الشركات تعقيــدا وإحتامــا وفعاليــة‪ ،‬وهــي تشــتل الصــورة الم لــى لشــركات‬
‫األموال التي ال تقوم على االعتبار الشخصــي وإنمــا علــى االعتبــار المــالي‪ ،‬إذ مــا يهــم فيهــا هــي المســاهمات الماليــة‬
‫للشركاو وليس شخصيتهم ‪ .‬ونجا الشركة ال يتوقف على ما يبدله هؤالو من جهد وعمل فــي إدارة شــؤونها‪ ،‬وإنمــا‬
‫على نوع النشاط الذي تزاوله ورقم األعمال ومقدار األربا الذي تحققه‪.‬‬
‫وانطالقا من طغيان الجانب المالي فيها فإن رأا مالها يقسم إلى أسهم قابلــة للتــداول ولــيس إلــى حصــص‪،‬‬
‫ومسؤولية الشريك فيها تنحصر في حدود ما يساهم به في رأا مالها فال يتحمل أية مسؤولية شخصــية عــن ديونهــا‪،‬‬
‫وفي حالة وفاة الشريك أو إعالن إفالسه أو التحجير عليه فإنه ليس لذلك أي تثثير على الشركة‪.‬‬
‫وتشتل شركات المساهمة‪ ،‬بما تتمتع به من قدرات كبيرة على تعبئــة المــدخرات‪ ،‬األداة القانونيــة األساســية‬
‫لالســت مار ف ـي االقتصــاد الليبرالــي‪ ،‬إذ يمتنهــا أن تطــر رأســمالها لالكتتــا العــام فتجمــع مــا تحتاجــه مــن أمــوال‬
‫الســت ماراتها‪ ،‬وغالبــا مــا يحظــى هــذا االكتتــا باإلقبــال مــن المــدخرين‪ 2‬الــذين يرغبــون فــي اســت مار مــدخراتهم فــي‬
‫المشاريع المربحة دون أن يتحملوا أية أعباو على مستوى إدارة المشروع أو على مســتوى المســؤولية عــن ديونــه‬
‫مع االحتفاظ بحرية التصرف في أسهمهم دون حاجة لموافقة باقي الشركاو‪ ،‬لــذلك فهــي تالئــم المقــاوالت التبيــرة‪ ،‬إذ‬
‫تم ل الشتل القانوني الذي نشثت تمنه وتطورت المشاريع االقتصادية التبرى عبر العالم‪ ،‬والتي راكم العديد منهــا‬
‫أمواال تخمة وحصل تبعا لذلك علــى نفــوذ وقــوة عظيمــين متنــاه مــن التــثثير علــى الحيــاة االقتصــادية وفــي بعــض‬
‫األحيان على الحياة السياسية للدول‪.‬‬
‫غير أنه ليس هذا هو الوتع دائما من الناحية الواقعية ‪ ،‬فت يرة هــي شــركات المســاهمة التــي ليســت فــي‬
‫الحقيقة إال مقاوالت عائلية اختار أصحابها التستر وراو اإلطار القانوني للشركة لالستفادة مما تــوفره مــن امتيــازات‪،‬‬
‫خاصة على مستوى تحديد مسؤولية الشركاو بما فيهم المسيرين‪ ،3‬كما أن الت ير منها يســيطر عليــه شــريك واحــد أو‬
‫عدد محدود من الشركاو يحوزون الغالبية العظمى مــن األســهم ويتحتمــون فــي الشــركة ويســتغلون وتــعهم القــوي‬
‫فيها لتحقيق مصالحهم الرأسمالية القيقة‪ ،4‬من هنا فقــد أثبتــت الممارســة أن هــذه الشــركة لــم تســتطع لحــد اآلن أن‬

‫– ‪- Hassania Cherkaoui, La société anonyme, Najah El Jadida‬‬ ‫‪ 1‬راجل يي إطار القانون الجديد ‪:‬‬
‫‪Casablanca 1997.‬‬
‫‪ 2‬هذا ما جعلها يي كثير من الحاالت تضم أعدادا ضخمة من المساهمين ـ مثال يي المبرب خوصصة الشركة الوطنية لالستثمار أدى إلى‬
‫دخول‪ 45742 :‬مساهم ييها‪ ،‬وهذه األرقام تتحول إلى عدة ماليين يي الدول الرأسمالية الكبرى ‪ :‬يفي يرنسا مثال شركة ‪ Paribas:‬تضم‬
‫‪ 3.804.000‬مساهم ‪ ،‬وشركة ‪ 2.298.000 La société générale‬مساهم‪ ،‬و ‪ 2.237.000 La C.G.E.‬مساهم‪.‬‬
‫‪ 3‬الكثير من المشاريل العائلية تختار االنضواء يي إطار الشركة ذات المسؤولية المحدودة التي توير نفس االمتيازات على هذا المستوى‪ ،‬إال‬
‫أن الكثير اآلخر يفضل شركة المساهمة لما تتمتل به من سمعة وصيت يي الوسط االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ 4‬من ذلك مثال اإلعالن عن الزيادة يي رأس المال وإصدار أسهم بثمن أقل من قيمتها الحقيقية ‪ ،‬واالكتتاب ييها بأكملها أو يي معظمها ‪،‬‬
‫وذلك من موقل سيطرتهم على مقاليد األمور يي الشركة ‪.‬‬
‫‪58‬‬

‫تفرض نفسها في المغر كتقنية قانونيــة للمقاولــة الرأســمالية‪ ،‬وذلــك بســبب تشــبع المســت مر المغربــي بالممارســة‬
‫االقتصادية التقليدية في صورتها العائلية المنغلقة‪ ،‬إذ بعد أن تؤسس الشركة تسير من قبل المســاهم الفــرد المالــك‬
‫الحقيقي كمقاولة فردية دون أية مراعاة للمقتقيات القانونية‪.‬‬
‫ومهمــا يتــن فإنــه بــالنظر إلــى اعتمــاد شــركات المســاهمة ـ مبــدئيا ـ علــى جمــع مــدخرات العمــوم للقيــام‬
‫بمشاريعها ‪ ،‬واعتبارا لما ينطوي عليه شتل الشركة من مخاطر التالعب بتلك المدخرات ‪ ،‬فان المشــرع قــد تــدخل‬
‫بقواعد آمرة ووتع نظاما مؤسســاتيا لهــذا النــوع مــن الشــركات ســعى مــن ورائــه إلــى حمايــة االقتصــاد الــوطني‬
‫وحماية االدخار العام ‪.‬‬

‫ثانيا ـ تطور القانون المنظم لشركة المساهمة‬


‫كانت شركة المساهمة تخقع لظهيــر‪ 11‬غشــت ‪ 1922‬الــذي كــان يتتفــي باإلحالــة فيمــا يتعلــق بتنظــيم هــذه‬
‫الشركة على القانون الفرنسي لـ ‪ 24 :‬يوليو ‪ 1867‬مع بعض التعديالت التي وردت عليه‪ ،‬ولقد كان المشرع المغربي‬
‫قد أدخل مجموعة من التعديالت على القانون المشار إليه أعاله كان الغرض منها ســد الــنقص الــذي أبــان عنــه ذلــك‬
‫القانون ومالومته مع التحوالت التي عرفتها شركات المساهمة‪ ،‬غير أن هذه الحركة التشريعية فــي مجملهــا لــم تتــن‬
‫موفقة في التعامل مع هذا النوع من الشركات بسبب قدم النص األصلي وقصور التعديالت الالحقة عليه والتي لم تــثت‬
‫لتندرج تمن منظور شمولي وإنما لتجري مجرد ترميمات متالحقة اقتقتها متطلبات النمو االقتصادي للبالد‪.‬‬
‫كل هذا جعل التشريع المغربي المنظم لشركة المساهمة تشــريعا ناقصــا وغيــر مــتالئم‪ ،‬وذلــك مــن ناحيــة ألن‬
‫الحماية التي سعى إلى توفيرهــا للمــدخرين مــن االحتيــال والتالعــب لــم تتــن كافيــة‪ ،‬خاصـة بســبب غيــا الجــزاوات‬
‫الزجرية أو عدم كفايتها مما فتح المجال لتثسيس شركات مساهمة وهمية أو تعيفة البنيان والرأا مال‪ ،‬ومن ناحيــة‬
‫أخرى ألن ذلك التشريع قصر اهتمامه في توفير الحماية لالدخار ولم يولي كبير أهمية للمناخ الذي يجب أن تعمل فيــه‬
‫الشركة‪ ،‬فلم ينتبه إلى مجموعة من المعوقات تعرقل سيرها خاصــة علــى مســتوى طريقــة تســييرها‪ ،‬وأخيــرا ألن هــذا‬
‫التشريع تعامل مع شركة المساهمة كما لو أنها كانت من نمط واحد‪ ،‬فقرر أحتاما متماثلة لهــا ال تميــز بــين تلــك التــي‬
‫تلجث إلى االكتتا العام لتتوين رأسمالها وتلك التي يغطي فيهــا المؤسســون كامــل الرأســمال‪ ،‬وبــين تلــك التــي تعمــل‬
‫برأا مال صغير وتوظف عددا محدودا من العمال وتلك التــي تعمــل برأســمال تــخم وتوظــف مئــات أو آالف العمــال‪،‬‬
‫فثخقع كافة هذه األنماط إلى نفس اإلطار التنظيمي ذو الطابع المؤسساتي المتميز بتعقيده وانعدام مرونته‪.‬‬
‫من هنا‪ ،‬وفي إطار تحديث المنظومة القانونية المتعلقة بقطــاع األعمــال قــام المشــرع المغربــي كــذلك بإعــادة‬
‫النظر في القانون المنظم لشــركة المســاهمة‪ ،‬فـ م مــن ثــم وتــع القــانون رقــم ‪ ،117-95‬المصــاد عليــه فــي الــدورة‬
‫البرلمانية الربيعية لسنة ‪ ،21996‬وهــو القــانون الــذي يحتمــه توجــه تعزيــز الليبراليــة‪ ،‬وإعطــاو األولويــة لالســت مار‬
‫الخاص عن طريق إحتام آليات تخ مدخرات العموم نحو االست مار في إطار شركات المساهمة‪ ،‬ودعم ال قــة فــي هــذه‬
‫الشركات عن طريق تعزيز آليات مراقبتهــا حرصــا علــى الشــفافية والمصــداقية‪ ،‬مــع العمــل علــى خلــق قاعــدة قانونيــة‬
‫عصرية واتحة تقمن الطمثنينة للمست مرين المغاربة واألجانب على حد سواو‪.3‬‬

‫المعالم األساسية للقانون الجديد‬


‫يمتننا عموما أن نقــول أن القــانون الجديــد يحتمــه هاجســان أساســيان يتــداخالن فيمــا بينهمــا‪ :‬أولهمــا تــوقي‬
‫مخاطر التالعبات عن طريق توفير حماية فعالة للمدخرين ولألغيار الــذين قــد يقعــون تــحايا لتصــرفات المســيرين‬
‫أو للقوة االقتصادية للشركة والناجمة عن تقنية التجميع ‪ concentration‬التي تقــوم عليهــا‪ .‬وثانيهمــا إقامــة نظــام‬
‫فعال للشركة بهدف تبسيط طريقة تثسيسها ما أمتن ‪ ،‬وإحتام طريقة تسييرها تفاديا لتل تســيب مــن شــثنه اإلتــرار‬
‫بمصالح المساهمين أو مصالح االغيار من المتعاملين معها‪.‬‬
‫ويمتننا أن نحصر أهم األدوات التي اعتمدها المشرع لتحقيق ذلك في ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ دعم وسائل إخبار العموم وحاملي األسهم والسندات وغيرها من القيم المنقولة حول وتعية وحيــاة‬
‫شركات األسهم التي تلجث لالكتتــا العــام بوســائل متعــددة منهــا إلــزام الشــركات المقيــدة فــي بورصــة القــيم بقفــل‬
‫ميزانيتها واإلعالن عنها وشهرها في أجل محدد تحت طائلة تشطيبها من البورصة‪.‬‬

‫‪ 1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4422 :‬بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪. 1996‬‬


‫‪ 2‬أخذ هذا القانون كذلك عن القانون الفرنسي للشركات لـ ‪ 24:‬يوليو ‪ ، 1966‬وقد وضل من قبل خبراء أجانب ضم إليهم بعض القضاة‬
‫المباربة‪.‬‬
‫‪ 3‬تقرير لجنة المالية والتنمية الجهوية بمجلس النواب بشأن مناقشة مشروع القانون المتعلق بشركات المساهمة ـ عرض السيد وزير التجارة‬
‫والصناعة ـ ص‪.60 :‬‬
‫‪59‬‬

‫‪ 2‬ـ دعم العقوبات الزجرية الموقعة على أعقاو أجهزة اإلدارة والتسيير أو على غير هؤالو ممن يلجــث إلــى‬
‫التحايل والغش أو مخالفة المقتقيات القانونية في تثسيس أو إدارة شركة المساهمة أو تغييــر رأســمالها أو التالعــب‬
‫في األورا المالية التي تصدرها‪( 1‬المواد من ‪ 373‬إلى ‪424‬ي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ النص على المسؤولية الشخصية والتقامنية للمؤسسين وأعقاو أجهزة اإلدارة أو التســيير أو التــدبير‬
‫أو المراقبة عن كل ترر يتسببون فيــه ســواو للشــركاو أو لألغيــار بســبب مخالفــة األحتــام التشــريعية والتنظيميــة‬
‫المطبقة على شركات المساهمة أو بسبب مخالفة النظام األساسي للشركة أو غير ذلك من المخالفات والتجاوزات‬
‫(المواد من ‪ 349‬الى‪ 355‬من نفس القانوني‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عند وجود نقص في أصول الشركة‪ ،‬إمتانية تحميله كليا أو جزئيا‪ ،‬تقامنيا أم ال لتل المســيرين أو للــبعض‬
‫مع إمتانية فتح مسطرة التسوية أو التصفية الققائية في حق كل مســؤول ي بــت فــي حقــه التالعــب بمصــالح الشــركة‬
‫ومصالح الشركاو أو االغيار (المادتان ‪ 1. 738‬و ‪ 746‬من مدونة التجارة بعد تعديل ‪2018‬ي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تبسيط إجراوات تثسيس شركات المساهمة التي تؤسس بين عدد محدود مــن الشــركاو دون اللجــوو‬
‫إلى االكتتا العام في رأا المال‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬إتافة إلى العديد اآلخر من المستحدثات التي سنشير إليها في حينه‪.‬‬
‫ولقد قوبل النص الجديــد بنــوع مــن المقاومــة مــن قبــل المقــاولين المغاربــة الــذين آخــذوا عليــه تعقيــده وعــدم‬
‫مالومته للواقع االقتصادي واالجتماعي للمقاولة المغربيــة‪ ،‬فهــم‪ ،‬وإن تمنــوا األهــداف التــي ســعى إلــى تحقيقهــا علــى‬
‫مستوى ترورة توفير إعالم وإخبار أفقل للمساهمين وللعمــوم بشــثن حيــاة شــركة المســاهمة‪ ،‬وكــذلك تفعيــل ودعــم‬
‫المراقبة المالية لها‪ ،‬وتنقية العالقات المالية بــين الشــركة ومســيريها‪ ،‬وتفعيــل اإلدارة والتســيير وإحتامهمــا‪ ،‬وحمايــة‬
‫األقلية تمانا لحقوقها‪ ،‬وبالتثكيد كذلك تجريم ومعاقبة األفعال التي تستهدف االحتيال والتالعــب‪ ،‬أي التــي تتــوفر فيهــا‬
‫سوو النية وقصد اإلترار‪ ،‬فإنهم يرون أن الطريقة التي اتبعت لتحقيق ذلك غير مالئمة وأنه كان باإلمتان تحقيق ذلك‬
‫بوسائل أك ر مرونة‪.‬‬
‫من هنا فإن الجمعية المغربية للشركات ترى أن هذا القانون يفتقد لت يــر مــن المرونــة مــن حيــت مبالغتــه فــي‬
‫تنظيم الشركة بقواعد آمرة‪ ،‬وتقييقه من تم من سلطان اإلرادة بإرساو أنظمة آمرة للتسيير ال تترك لحريــة التعاقــد إال‬
‫هامشا تيقا‪ ،‬وهذا جعل تلك األنظمة ثقيلة وخانقة بالنسبة للمقاولين الذين يفقــلون تــرك الــنص حريــة تنظــيم بعــض‬
‫األمور التفا الشركاو‪ ،‬بحيث يتتفي المشرع بوتع القوابط لحماية الحقو واالدخار العــام ويتــرك األمــور األخــرى‬
‫التفا الشركاو‪ .‬كما يؤاخذون عليه إفراطه في الشتلية مما جعله يتسم بت ير من التعقيد المجاني‪ .‬وكــذلك مبالغتــه فــي‬
‫التجريم والعقا ‪ ،‬مما جعله‪ ،‬كما يقولون‪ ،‬سيفا مسلطا فــو رؤوا المقــاولين‪ ،‬فــي حــين أن تســيير المقاولــة يتطلــب‬
‫ك يرا من المرونة بقصد التالؤم المستمر مع متطلبات السو ‪ ،‬ويتطلب توفير الطمثنينة للمسيرين لتــي ينصــرفوا إلــى‬
‫شؤون التسيير دون خوف من المتابعات الجنائية عن أفعال لم يقصدوا من خاللها اإلترار بثحد‪ ،‬وحتى إذا وقع تــرر‬
‫فإنهم يرون أن قواعد المسؤولية المدنية موجودة لمواجهة ذلك‪ ،‬أما التجريم والعقا فيجب أن ينحصر‪ ،‬يقولــون‪ ،‬فــي‬
‫األفعال الجرمية المقصودة والتي تصدر عن سوو نية‪ ،‬أما أخطاو التسيير غير المقصودة والتي تنتأ عن ســوو تقــدير‬
‫وليس عن سوو نية فيجب التعامل معها في إطار المسؤولية المدنية ال الجنائية‪.2‬‬
‫‪32008‬‬ ‫وقد تفهمت السلطات العمومية ردود الفعل هذه‪ ،‬واستجابت لها عن طريق القــانون رقــم ‪05‬ـ ‪ 20‬لســنة‬
‫المغير والمتمم للقانون رقم ‪ 95-17‬المتعلق بشركة المساهمة‪ .‬حيــت تمحــور التعــديل علــى تبســيط إجــراوات تثســيس‬
‫شركة المساهمة‪ ،‬وإعادة هيتلة أجهزة التسيير والمراقبة‪ ،‬والتخفيف من الطابع الزجري لذلك القانون‪.‬‬
‫هذا القانون تبنى جانبا من المقترحات التــي تقــدم بهــا الفــاعلون االقتصــاديون‪ ،‬وذلــك مــن أجــل جعــل التشــريع‬
‫المنظم لشركة المساهمة مالئما مع الظرفية المعاصرة‪ ،‬دونما أي تراجع عن الفلسفة العامة التــي بنــي عليهــا‪ ،‬وأيقــا‬
‫لالستجابة إلــى بعــض االهتمامــات التــي تشــغل بــال أربــا المقــاوالت المغاربــة الــذين طــالبوا بتبســيط قــانون شــركات‬
‫المساهمة‪.4‬‬

‫‪ 1‬يالحظ أن اإلقبال على هذه الشركة عرف بعض الفتور بعد صدور القانون الجديد‪ ،‬كما أن العديد من شركات المساهمة القائمة تحولت إلى‬
‫شركات ذات مسؤولية محدودة ـ تفيد إحصائيات السجل التجاري المركزي أنه يي الفترة الممتدة من أكتوبر ‪ 1996‬إلى أكتوبر ‪ 2000‬تأسست‬
‫‪ 18.638‬شركة ذات مسؤولية محدودة مقابل ‪ 1.242‬شركة مساهمة كما أن حوالي ‪ 5.000‬شركة مساهمة قائمة تم تحويلها إلى شركة ذات‬
‫مسؤولية محدودة ‪.‬‬
‫‪Seddik Mouaffak, La loi sur la société anonyme reportée au 1er‬‬ ‫‪ 2‬راجل ‪janvier 2001 ? - défaut :‬‬
‫‪d'harmonisation - Maroc Hebdo international, n° 395, du 26 nov 1999, p 22.‬‬
‫‪ 3‬صودق عليه من قبل البرلمان ‪.‬يي ‪ 22‬يناير ‪.2008‬‬
‫‪ 4‬انظر مذكرة تقديم مشروع القانون رقم ‪ 05‬ـ ‪ 20‬المبير والمتمم للقانون رقم ‪ 95‬ـ ‪.17‬‬
‫‪60‬‬

‫وهتذا فقد عمل المشرع من خالل هذا التعديل على‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ تمان توازن أفقل في تخويل السلطات بين أجهــزة الشــركة‪ ،‬وذلــك بتتــريس مبــدأ فصــل المهــام المخولــة‬
‫لرئيس مجلس اإلدارة وتلــك الممنوحــة للمــدير العــام‪ ،‬وكــذا توتــيح مهــام مجلــس اإلدارة مقارنــة مــع مهــام الــرئيس‬
‫والمدير العام‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تدعيم الشفافية في تسيير الشركة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تعزيز حقو المساهمين‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تحسين وسائل وطر المراقبة‪.‬‬
‫‪5‬ـ مالومة بعض المفاهيم واآلليات القانونية المرتبطة بتنشيط سو البورصة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تخفيف بعض الجوانب المتعلقة باإلجراوات الشتلية‪ ،‬خاصة المرتبطة بتثسيس الشركة‪.‬‬
‫‪7‬ـ التخفيف من الطابع الزجري‪.‬‬
‫وسنعرض لهذه التعديالت في غالبيتها عند دراستنا لألحتام المنظمة لهذه الشركة‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫خــصــائــص شــركــة المـســاهـمـة‬
‫تتم ل أهم خصائص شركة المساهمة في ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن المساهم فيها ال يسثل عن ديــون الشــركة إال بقــدر مــا يملتــه مــن أســهم‪ ،‬لــذلك فهــو ال يتتســب صــفة‬
‫"تاجر"‪ ،‬وال تثثير إلفالسه على الشركة‪ ،‬كما أن إفالا الشركة ال يؤدى إلى إفالا المساهمين فيها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن رأا مال الشركة يقسم إلى أسهم متساوية القيمة‪ ،‬وقابلة للتداول بالطر التجارية‪ ،‬كما أنــه يمتــن‬
‫طرحه لالكتتا العام‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تعتبر الشركة تجارية بشتلها ال بموتوعها‪ ،‬لذلك فإنه يمتنها أن تزاول كافــة األعمــال مدنيــة كانــت‪ ،‬أو‬
‫تجارية دون أن يؤثر ذلك على طبيعتها التجارية غير أنه يالحــظ أن المشــرع منــع عليهــا مزاولــة بعــض األعمــال م ــل‬
‫متاتب األعمال (ظهير‪ 12‬يناير‪1945‬ي واألعمال الفالحية (ظهير ‪ 12‬أبريل ‪1975‬ي‪.‬‬
‫كما أن هناك أعماال أخرى حصــر المشــرع مزاولتهــا فــي شــركات المســاهمة منهــا علــى الخصــوص األبنــاك‬
‫(المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 34.03‬المتعلق بمؤسسات اإلئتمان والهيئات المعتبرة فــي حتمهــاي‪ 1‬وشــركات االســت مار‬
‫(مرسوم ‪ 2‬أكتوبر ‪1966‬ي والقرض العقــاري (مرســوم ‪ 17‬ديســمبر ‪1968‬ي والتــثمين بقســط ثابــت (المــادة ‪ 168‬مــن‬
‫مدونة التثمينات لسنة ‪2002‬ي‪ ،‬وأعمال البورصة (المادة ‪ 35 :‬من قانون ‪ 21‬سبتمبر ‪1993‬ي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تتخذ شركة المساهمة تسمية تجارية وليس عنوانا تجاريا‪ ،‬ويستمد اسمها عادة من طبيعة النشاط الذي‬
‫تزاوله‪ ،‬غير أنه يمتن أن تتون عبارة عن تسمية مبتترة ‪ ،‬وال يجوز لها أن تعين باســم أحــد الشــركاو ‪ .‬وقــد أوجبــت‬
‫المادة ‪ 4‬من قانون ‪95‬ـ ‪ 17‬أن تتقمن كافة الوثائق الصادرة عن الشركة تسميتها مسبوقة أو متبوعة مباشرة بعبارة‬
‫"شركة مساهمة" أو حرفي ‪" :‬ش ‪ .‬م" ومبل رأسمالها ومقرها االجتماعي‪ ،‬ورقم قيدها في السجل التجاري‪.‬‬
‫ويرجع السبب في اتخاذ شركة المساهمة اسما تجاريا وليس عنوانا تجاريا إلى أنها من شركات األمــوال إذ‬
‫أن ما يهم فيها هو قدر رأسمالها وطبيعة النشــاط الــذي تزاولــه ورقــم أعمالهــا ومقــدار أرباحهــا ‪ ،‬فهــذا هــو مــا‬
‫يطمئن إليه المتعاملون معها ألنه هو الذي يشتل تمان ديون الشركة‪ ،‬أما أســماو المســاهمين فيهــا فلــيس لهــا أيــة‬
‫أهمية ما دام أنهم ال يسثلون شخصيا عن ديونها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ على خالف الشركات التجارية األخرى‪ ،‬فإن المشرع المغربي فرض حدا أدنى لعــدد الشــركاو المســاهمين‬
‫في شركة المساهمة وهم خمسة على األقل‪( .‬م ‪1‬ي‪.‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،5397‬بتاريخ ‪ 21‬محرم ‪ 20( 1427‬يبراير ‪.)2006‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪61‬‬

‫ولقد كان النص القديم يتطلب سبعة شركاو على األقل حرصا من المشــرع علــى إشــراك أكبــر عــدد ممتــن مــن‬
‫أصحا المدخرات‪ ،‬بالنظر إلى أن هذا النوع من الشركات مهيث الستقطا مدخرات العموم الســت مارها فــي المشــاريع‬
‫االقتصادية التي تتطلب رؤوا أموال كبيرة يعجز المست مرون الفرادى على توفيرها‪ ،‬غير أنه أمام ما الحظه المشرع‬
‫من لجوو المست مرين إلى التحايل على هذا العدد باشراك مساهمين وهميين في الشركة‪ ،‬فإنه قد خفض هذا العدد إلــى‬
‫خمسة‪ .‬وهذا حل غير وجيه في رأينا لتون أن هذه الشركة قد نشثت في األساا للتجمعات الرأسمالية التبيرة ولـيس‬
‫للمشاريع الصغيرة أو المغلقة أو العائلية التي توجد أشتال أخرى من الشركات تالئمها أك ر ـ الشركة ذات المســؤولية‬
‫المحدودة ـ م الـ لذلك فقد كان من األجدى الحفاظ علــى البنــاو الرأســمالي للشــركة بتطلــب عــدد كبيــر مــن المســاهمين‬
‫لتمييزها عن الشركة ذات المسؤولية المحدودة خاصة‪ ،‬وللمحافظة على عنصر اإلغفال ـ ‪ L'anonymat‬ـ الــذي هــو‬
‫أساسي فيها‪ ،‬إذ سيتون من السهل جدا التعرف على الشركاو فيها بالنظر لقلة عددهم‪ ،‬والتعرف بالتالي علــى دافعهــم‬
‫إلى المشاركة ـ نية المشاركة عندهم ـ وهذا كله يجعل منها مجرد شركة أشخاص في العمــل‪ ،‬فالبنــاو التلـي للشــركة‪،‬‬
‫باعتبارها شركة أموال يتهدم بالحد من عدد الشركاو‪ ،‬فهذه الشركة تصورت في األصل لتتون مفتوحــة‪ ،‬وتطلــب عــدد‬
‫قليل من الشركاو يجعل منها شركة مغلقة‪ .1‬وبالنسبة لمحاربة االحتيال على الحد األدنــى المتطلــب قانونــا‪ ،‬فــيمتن أن‬
‫يتم بوسائل أخرى م ل اشتراط المساهمة بحد أدنــى مــن رأا المــال‪ ،‬أو مــن األســهم بالنســبة للشــركات التــي ال تلجــث‬
‫لالكتتا العام تمانا لمساهمة جدية‪.‬‬
‫ومهمــا يتــن‪ ،‬يجــب أن يتــون المســاهمون شــركاو حقيقيــون بحيــث إذا ثبــت أن الشــركة تثسســت بشــركاو‬
‫وهميين‪ ،‬أو إذا تقلص عدد المساهمين إلى ما يقل عن خمسة لمدة تزيد عن سنة جــاز للققــاو أن يققــي بحلهــا بنــاو‬
‫على طلب كل ذي مصلحة ‪( 2‬المادة ‪358‬ي‪.‬‬

‫الفرع ال اني‬
‫تــثســيــس شــركــة المــساهــمــة‬
‫من خالل استقراو المقتقيات القانونية المتعلقة بتثسيس شركات المساهمة‪ ،‬يتبين أنه على غــرار العديــد مــن‬
‫التشريعات المعاصرة‪ ،3‬التشريع المغربي أصبح يميز بالنسبة لتثسيس هذه الشركة بــين تلــك التــي تلجــث إلــى االكتتــا‬
‫العام لجمع رأسمالها وتلك التي تتتفي بتوزيع أســهمها بــين مؤسســيها‪ ،‬حيــث إذا كانــت طبيعــة األولــى تبــرر إخقــاع‬
‫تثسيسها إلى اإلجراوات الطويلة والمعقدة التي تهدف حماية االدخار العام والمدخرين‪ ،‬فإن ال انية ال تبرر ذلــك مــا دام‬
‫أنها تنعقد بــين عــدد محــدود مــن الشــركاو يتــوفرون علــى األمــوال التافيــة لتغطيــة رأســمال الشــركة‪ ،‬إذ مــن األفقــل‬
‫واألجدى إخقاعها إلى مسطرة مبسطة تقتر من طريقة تتوين عقد شركة عاديـة ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫تثسيس الشركة عن طريق االكتتا العام‬
‫يتميز هذا التثسيس بثنه ال يتم بمجرد انعقــاد عقــد الشــركة كمــا هــو الشــثن بالنســبة لغيرهــا مــن الشــركات بــل‬
‫يتطلب إجراوات معقدة تستغر وقتا طويال‪ .‬وهي إجراوات تستهدف التثكد من جدية الشركة وصحة تتوينهــا حمايــة‬
‫لمدخرات المساهمين‪.‬‬
‫ويالحظ أن تثسيس شركات المساهمة عن طريق االكتتا العام نادر فــي العمــل حتــى فــي الــدول الرأســمالية‬
‫التبرى‪ .4‬وهذا أمر يصد حتى على شركات المساهمة التبرى التــي تتثســس برســاميل تــخمة والتــي فــي الغالــب مــا‬
‫تتثسس بواسطة نقابات اإلصدار(‪ Les syndicats d'émission‬ي المتونة من البنوك‪ ،‬وبالنسبة لالكتتابــات العامــة‬
‫التي تحصل في المغر فغالبا ما تثتي إما عقب طر شركات مساهمة قائمة لجزو من أسهمها على الجمهــور عقــب‬
‫دخولها إلى البورصة‪ ،5‬أو تتم في إطار برنامأ الخوصصة بالنسبة لبعض المؤسسات التي تختار الدولة تفويت جــزو‬
‫من رأسمالها في شتل أسهم تطر لالكتتا العام‪6.‬‬

‫‪Med.Alami Machichi, Précarité de la réforme de la société anonyme. Rev. mar. de dr. d'économie de 1‬‬
‫‪développement, n° 37 - 1996 - p.41‬‬
‫‪ 2‬راجل يي ضل القانون السابق ‪ :‬قرار استئنايية الرباط بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪ 1940‬ـ مجموعة‬
‫قرارات محكمة االستئناف بالرباط ـ القرارات الجنائية ـ الجزء الثاني ـ ص‪. 328 :‬‬
‫‪ 3‬القانون الفرنسي ل‪ 24":‬يوليوز ‪ ،1966‬مثال ـ الذي ساير يي ذلك قوانين باقي دول االتحاد األوربي ـ والقانون المصري‪.‬‬
‫‪Ripert et Roblot - Op.cit. n° 104 ; J.F. Bulle et E.M. Gérmain, Pratique de la société anonyme, Dalloz – 4‬‬
‫‪1991 - p. 360.‬‬
‫‪ 5‬كما حصل مثال مل شركة أيريقيا للمحروقات أو شركة سيارة النجمة‪ Nejma -Auto- :‬اللتين طرحتا حوالي ‪ % 20‬من رأسمالـهما‬
‫يي شهر أبريل ‪ 1999‬على االكتتاب العام‪.‬‬
‫‪ 6‬هذا ما حصل مثال بالنسبة للشركة الوطنية لالستثمار ‪ ،S.N.I‬وشركة النقل المبربية ‪.C.T.M‬‬
‫‪62‬‬

‫وبحسب المادة ‪ 9‬من القانون المنظم لشركة المساهمة‪ 1‬تعتبر شركة تدعو الجمهور إلى االكتتا العام ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ كل شركة تطلب إدراج قيمها المنقولة في بورصة القيم أو في أي سو منظمة أخرى‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ كل شركة تصدر أو تفوت قيمها المنقولة إلى الجمهور مع اللجوو بصفة مباشرة أو غير مباشرة إلى‬
‫السعي أو اإلشهار أو بواسطة وسيط مالي (المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 44.12‬ل ‪ 28‬ديسمبر‪ 2012‬المتعلق بدعوة‬
‫الجمهور إلى االكتتا وبالمعلومات المطلوبة إلى األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو الجمهور إلى االكتتا في‬
‫أسهمها أو سنداتها‪2‬ي‬

‫فشركة المساهمة التي تتوفر فيها أحد هذه المواصــفات‪ 3‬تخقــع فــي تثسيســها إلــى المســطرة التاليــة التــي‬
‫يمتننا أن نحصرها‪ ،‬انطالقا مما تنص عليه المادة ‪ ،17‬في أربعة مراحل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ وتع نظامها األساسي وإيداعه (في كتابة تبط المحتمةي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ االكتتا في رأا مالها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ القيام بإجراوات شهر الشركة‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫وتع النظام األساسي وإيداعه لدى كتابة تبط المحتمة‬
‫أوال ـ وتع النظام األساسي‬
‫تنطلق مرحلة تثسيس الشركة عند نشوو فترة إقامة مشروع تجاري أو صناعي في شتل شركة مساهمة في‬
‫أذهان أشخاص يسمون بالمؤسسين‪ ،‬فيقوم هؤالو بالعمل على إبرازه إلى الوجود‪ .‬والمؤسسون هــم األشــخاص الــذين‬
‫يتخذون مبــادرة تثســيس الشــركة فيقومــون باألعمــال الماديــة (الدراســات التقنيــة‪ ،‬ودراســات الجــدوى االقتصــاديةي‬
‫واإلجراوات القانونية الالزمة إليجاد المتتتبين في رأا مالها‪ ،‬ويتحملون من ثم المسؤولية الناتجة عن التثسيس‪.4‬‬
‫ولقد منع التشريع الجديد األشخاص المسقط عنهم حق إدارة أو تسيير شركة أو الــذين يمنــع عــنهم ممارســة‬
‫هذه المهام وكذا من سبق الحتم عليهم منذ أقل من خمــس ســنوات الرتتــابهم جريمــة الســرقة أو االخــتالا أو خيانــة‬
‫األمانة أو النصب أن يتونوا مؤسسين‪ ،‬ويقاعف هذا األجل إلى عشر سنوات عنــدما يتعلــق األمــر بشــركات مســاهمة‬
‫تدعو الجمهور لالكتتا (المادة ‪ 38‬كما جرى تعديلها بالقانون ‪05‬ـ‪20‬ي‪.‬‬
‫ويبدأ المؤسس أو المؤسسون بوتع النظــام األساســي للشــركة الــذي يجــب أن يــتم كتابــة فــي عقــد رســمي أو‬
‫عرفــي‪ ،‬غيــر أنــه إذا وتــع بمقتقــى عقــد عرفــي فيجــب أن يحــرر فــي عــدة أصــول بالقــدر التــافي للقيــام بمختلــف‬
‫اإلجراوات المتطلبة (المادة‪11‬ـ الفقرة ‪ 1‬و‪ 2‬من قانون ‪17-95‬ي مــع االحتفــاظ بواحــد منــه فــي مقــر الشــركة‪ .‬ويعتبــر‬
‫مقمون النظام األساسي حجة بين المساهمين إذ ال تقبل أية وسيلة إثبات أخــرى بشــثن ذلــك النظــام إال إذا كانــت فــي‬
‫شتل اتفاقات متتوبة بينهم (الفقرتان ‪ 3‬و ‪ 4‬من المادة ‪ 11‬السابقةي‪.‬‬
‫ويجب أن يتقمن النظام األساسي (المادتان ‪ 2‬و ‪12‬ي ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ شتل الشركة ومدتها التي يجب إال تتجاوز ‪ 99‬سنة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تسميتها ومقرها االجتماعي ‪.‬‬
‫‪3‬ـ غرتها ومبل رأسمالها الذي يجب أال يقل عن مليوني درهم (م‪6 :‬ي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عدد األسهم التي تم إصدارها وقيمتها االسمية مع التمييز بين مختلف فئات األسهم المنشثة‪.‬‬

‫‪ 1‬نسخت وعوضت بالمادة الخامسة من القانون رقم ‪.23.01‬‬


‫‪2‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6120‬بتاريخ ‪ 24‬يناير ‪.2013‬‬
‫‪Sortais, Observations a propos de définition des sociétés faisant publiquement appel a l'épargne. J.C.P. 3‬‬
‫‪1968-1-2194 ; Granier , La notion d'appel public à l'épargne – Rev. stés. 1992- 687.‬‬
‫‪4‬‬
‫مصطفى كمال طه ـ نفس المرجل ـ الفقرة ‪ 389‬ـ شكري السباعي ـ الجزء الثاني ـ يي الشركات ـ ص‪ 271‬ـ هشام يرعون ـ نفس المرجـل ـ‬
‫الفقرة ‪. 444‬‬
‫‪Jean Guyenot Cours de doit commercial, 2 éme volume, 1977 n° 396.‬‬
‫‪63‬‬

‫‪ 5‬ـ شتل األسهم ‪ :‬إما اسمية فقط أو اسمية في جزو ولحاملها في جزو‪.‬‬
‫‪6‬ـ الشروط الخاصة بتداول األسهم في حالة وتع قيود على ذلك التداول‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ هوية أصحا الحصص العينية‪ ،‬وتقييم الحصــص التــي قــدمها كــل واحــد مــنهم وعــدد األســهم المســلمة‬
‫مقابل تلك الحصص‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ هوية المستفيدين من امتيازات خاصة وطبيعة تلك االمتيازات‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ المقتقيات المتعلقة بثجهزة الشركة وتسييرها وسلطاتها‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ المقتقيات المتعلقة بتوزيع األربا وبتتوين االحتياطي وبتوزيع عالوة تصفية الشركة عند انققائها‪.‬‬
‫وبالنسبة للحصص العينيــة فــي حالــة وجودهــا‪ ،‬يجــب أن يتقــمن النظــام األساســي وصــفا لهــا مــع تقييمهــا‪.‬‬
‫ويجري الوصف والتقيــيم بواســطة تقريــر ملحــق بالنظــام األساســي يعــده تحــت مســؤوليتهم مراقــب أو عــدة مــراقبين‬
‫للحصص يختارون من بين األشخاص المخول لهم ممارسة مهام مراقبي الحسابات‪ .‬ويتناول تقريرهم بالوصف كــل‬
‫حصة على حدة‪ ،‬ويشير إلى طريقة التقييم المعتمدة وسببها‪ ،‬كما يؤكد على أن قيمة الحصص تطابق على األقل القيمة‬
‫االسمية لألسهم المزمع إصدارها (م ‪ 24‬و‪25‬ي‪.‬‬
‫كما أنه إذا تم التنصيص في النظام األساسي على منح امتيازات خاصة لفائدة أشــخاص ســواو كــانوا شــركاو‬
‫أم ال‪ ،‬اتبعت نفس المسطرة‪ .‬والمقصود باالمتيازات الخاصة هنا الحق التفقيلي فــي األربــا وفــي عــالوة التصــفية‪.‬‬
‫ويمتن أن تتون الحصص العينية واالمتيــازات الخاصــة المشــار إليهــا أعــاله موتــوع عقــد منفصــل يلحــق بالنظــام‬
‫األساسي ويشتل جزوا منه (المادتان ‪ 24‬و‪ 25‬ي‪.‬‬
‫وكما أنه يجب إيداع النظام األساسي لدى كتابة تبط المحتمــة المتلفــة بمســك الســجل التجــاري التــي يوجــد‬
‫بــدائرتها مقــر الشــركة المزمــع تثسيســها كمــا ســنرى الحقــا‪ ،‬فــإن تقريــر مراقــب أو مراقبــي الحصــص واالمتيــازات ـ‬
‫باعتباره يشتل جزوا من النظام األساسي ـ يجب أن يودع كذلك لدى تلك التتابة التــي تقــعه رهــن إشــارة المســاهمين‬
‫المحتملين الذين يمتن لهم الحصول على نسخة منه‪ ،‬كما يجب تسليم نظير منــه إلــى جلــس القــيم المنقولــة (م ‪ 26‬كمــا‬
‫عدلت بالقانون رقم ‪05‬ـ‪20‬ي‪.‬‬

‫ثانيا ـ إيداع النظام األساسي واطالع العموم عليه‬


‫انطالقا من أن تثسيس الشركة هنا يعتمد على دعوة العموم لالكتتا في رأسمالها فقد كــان مــن القــروري‪،‬‬
‫حماية لالدخار العام‪ ،‬تمتين المتتتبين المحتملين من المعلومات التافية عــن مشــروع الشــركة ليتــون باســتطاعتهم أن‬
‫يعبروا عن رتاهم باالكتتا فيها عن بينة واختيار‪ ،1‬من هنا فقد نص القــانون علــى مجموعــة مــن إجــراوات اإلخبــار‬
‫التي يجب على المؤسسين إتباعهــا إلطــالع عمــوم المتتتبــين المهتمــين علــى مشــروع الشــركة المتم ــل فــي نظامهــا‬
‫األساسي‪ ،‬وتتم ل هذه اإلجراوات في‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إيداع النظــام األساســي الموقــع مــن قبــل المؤسســين لــدى كتابــة تــبط المحتمــة المتلفــة بمســك الســجل‬
‫التجاري الموجود بــدائرتها المقــر االجتمــاعي للشــركة أو لــدى متتــب موثــق (المــادة ‪19‬ي ويــتم اإليــداع فــي نســختين‬
‫مشهود بمطابقتهما لألصل من طرف أحد المؤسسين‪ ،‬وباإليداع يصبح النظام األساسي نهائيا ال يمتن تعديلــه‪ .‬ويمتــن‬
‫لتل من يهمه األمر االطالع على النظام األساسي المودع بتتابة القبط أو لدى الموثق والحصــول علــى نســخة منــه‬
‫على نفقته‪ ،‬كما يجب التنصيص صراحة في بطاقة االكتتا على إمتانية االطالع ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ الحصول على تثشيرة الهيئة المغربية لسو الرساميل‪ ،2‬على "بيان معلومات" يجب على المؤسسين‬
‫أن يحرروه وفق التيفية التي تحددها الهيئة‪ ،3‬يشار فيه بوجه خاص إلى نظام الشركة مع تقييم لوتعيتها المالية‬

‫‪Endro et Clérmontél, Placement privé et appel public à l'épargne, Rev. dr.banc 1992, p. 91 ; Peltier, La 1‬‬
‫‪notion d'appel public a l'épargne, Banque et droit, 1992, p.138.‬‬
‫‪2‬التي حلت محل مجلس القيم المنقولة‪ ،‬القانون رقم ‪ 43.12‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 2013‬المتعلق بالهيئة المبربية لسوق الرساميل‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6142‬بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪.2013‬للتوسل ييما يتعلق بها يمكن الولوج إلى موقعها االلكتروني التالي ‪www.ammc.ma‬‬
‫‪ 3‬ويق المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 44.12‬المؤرخ يي ‪ 28‬ديسمبر ‪ ، 2012‬المتعلق بدعوة الجمهور إلى االكتتاب وبالمعلومات المطلوبة إلى‬
‫األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب يي أسهمها أو سنداتها‪.‬‬
‫‪64‬‬

‫وتطور نشاطها المرتقب ومميزات العملية المزمع القيام بها والغرض منها مع تحديد األجل المفتو لالكتتا والبنك‬
‫أو الجهة التي تتولى تلقي االكتتابات‪.1‬‬

‫هذا البيان يشتل مــن الناحيــة العمليــة اإلعــالن عــن فــتح االكتتــا الــذي غالبــا مــا يقــوم المؤسســون بنشــره‬
‫والتعريف به بمختلف وسائل االتصال‪.‬‬

‫ولقــد أعطــى المشــرع للهيئــة المغربيــة لســو الرســاميل ســلطة التحقــق مــن أن المعلومــات الواجــب علــى‬
‫المؤسسين تقديمها للجمهور قد تم تحريرها ونشرها وفق القوانين واألنظمة الجاري بها العمل (المادة ‪ 17‬مــن قــانون‬
‫دعوة الجمهور إلى االكتتا ي‪ ،‬كما أجاز لها أن تطلب كل إيقا أو تبرير فيما يتعلق بمقمون تلك البيانــات وأن يحــدد‬
‫للمؤسسين البيانات الواجب تغييرهــا أو المعلومــات التتميليــة الواجــب إدراجهــا فيهــا قصــد جعلهــا مطابقــة للنصــوص‬
‫التنظيمية الجاري بـها العمل‪ ،‬وإذا لم يستجيبوا إلى ذلك أمتن للمجلس رفــض التثشــير علــى تلــك البيانــات (المــادة ‪18‬‬
‫من قانون دعوة الجمهور إلى االكتتا ي‪ ،‬كل ذلك ســعيا مــن الهيئــة إلــى حمايــة االدخــار الموظــف فــي األدوات الماليــة‬
‫(المادة ‪ 3‬من قانون الهيئة المغربية لسو الرساميلي‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ تسليم البيان أو توجيهه إلى كل شخص يطلب إليه االكتتا ‪ ،‬وكذلك وتعه رهــن إشــارة الجمهــور بمقــر‬
‫الشركة وبجميع المؤسسات المتلفة بجمع االكتتابات‪ .‬وفي حالة قيد األسهم (أو سندات القرضي في البورصة‪ ،‬وتــعه‬
‫رهن إشارة الجمهور بمقر بورصة القيم (المادة‪11‬من القانون أعاله المتعلق بمجلس القيم المنقولةي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويجب أن تتون البيانات المنشورة مطابقة للبيانات المودعة لدى كتابة تبط المحتمة‪ ،‬وإال فإنه ال يمتــن‬
‫االحتجاج في مواجهة االغيار بالبيانات المنشورة‪ .‬غير أنه يمتن لألغيار أن يحتجوا فــي مواجهــة المؤسســين بــالنص‬
‫المنشور‪ ،‬إال إذا أثبت هؤالو األخيرين اطالع الغير على النص المودع (المادة ‪ 16‬من قانون شركة المساهمةي‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫االكتتا في رأسمال الشركة‬
‫أوال ـ الرأسمال المتتتب به مع تحديد قيمة األسهم‬
‫تعنى التشريعات عادة بتنظيم رأسمال شركة المســاهمة باعتبــاره يشــتل القــمان العــام لــدائنيها‪ .‬وعلــى غــرار‬
‫التشريعات المعاصرة التي تشترط أن يتون الرأسمال كافيا لتحقيق غرض الشركة‪ ،‬فإن المشــرع المغربــي وتــع حــدا‬
‫أدنى لذلك الرأسمال هو ثالثة ماليين درهم بالنسبة لشركات المســاهمة التــي تلجــث لالكتتــا العــام (و‪ 300.000‬درهــم‬
‫بالنسبة للشركات األخرىي‪ .‬وهذا رأسمال تعيف ال يتالوم وطبيعــة الشــركة مــن حيــث كونهــا نمطــا يالئــم المقــاوالت‬
‫الرأسمالية التبيرة‪ ،‬لذلك فمن شثنه أن ينسف البناو الذي أقيمت عليه هذه الشركة ويسد البا أمام انفتا رأا المــال‬
‫على مدخرات العموم ويحتم بالتالي على الشركة بقعف الرسملة ويحرم االقتصــاد‪ ،‬مــن ثــم‪ ،‬مــن أداة مهمــة للتنميــة‬
‫واالست مار والتشغيل‪ ،‬لذلك فقد كان من األولى إيجاد اآلليات المالئمة لترك هذا النوع من الشركات للمقاوالت التبيرة‬
‫للتشجيع على تغيير نمط المقاوالت المغربية لجعلها قويــة قــادرة علــى المنافســة‪ ،‬خاصــة أنــه قــد تــم اآلن الحســم فــي‬
‫االختيار الليبرالي لالقتصاد المغربي واتبعت إصالحات على كافة المستويات إلدماجــه فــي النظــام الرأســمالي العــالمي‪،‬‬
‫فتان من القروري الحفاظ على الهدف الرأسمالي للشركة سواو من خالل رأسمالها أو القيم المالية التي تصدرها أو‬
‫عدد المساهمين المتونين لها أو غير ذلك من المقومــات التــي تجعلهــا شــركة رأســمالية قــادرة علــى تعبئــة المــدخرات‬
‫العامة إلقامة المشاريع التبرى‪.‬‬
‫ومهما يتن فإنه يجب أن يقسم رأسمال شركة المساهمة إلــى أســهم متســاوية القيمــة يطــر علــى الجمهــور‬
‫لالكتتا العام‪.2‬‬

‫وقد خفض المشرع الحد األدنى للقيمة االسمية لألسهم إلى‪ 50‬درهما‪ ،‬وبالنسبة للشــركات المقيــدة أســهمها فــي‬
‫البورصة إلى ‪ 10‬دراهم (المادة ‪246‬ي‪ ،‬وذلك بغرض التشــجيع علــى االكتتــا فــي أســهم شــركات المســاهمة مــن قبــل‬
‫المدخرين الصغار‪ ،‬ولقمان سيولة أفقل لألسهم المسعرة في البورصة بغرض تنشيط هذه األخيرة التي تصــعب فيهــا‬
‫المعامالت بالنسبة للمدخرين الصغار‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 5‬من قانون دعوة الجمهور إلى االكتتاب ‪....‬‬


‫‪ 2‬اذا كان يجوز االكتتاب بالحصة العيني ة يي رأس المال يإنه ال يجوز تقديم الحصة الصناعية للمساهمة ييه وذلك كما سبق أن قلنا الن مثل هذه‬
‫الحصة غير قابلة للحجز عليها للوياء بالديون ‪.‬‬
‫‪65‬‬

‫ثانيا ـ طريقة االكتتا‬


‫يتم االكتتا بالنسبة لهذا النوع من شركات المساهمة عن طريق طر المؤسسين الرأسمال بتامله أو جزوا منه‬
‫بعد االكتتا في جزئه اآلخر على االكتتا العام ‪.‬‬
‫وهذه الطريقة تتطلب بطبيعة الحال بعض الوقت بالنظر لإلجراوات التي تمر منها والتــي تبــدأ كمــا قلنــا ســابقا‬
‫بتوجيه المؤسسين دعوة لالكتتا إلى الجمهور بواسطة إعالن لالكتتا ‪.‬‬
‫وبعد مرحلة اإلعالن تثتي مرحلة االكتتا الفعلي التي تتوالها الجهة التي تعــين فــي اإلعــالن عــن االكتتــا ‪،‬‬
‫وغالبا ما تتون بنتا‪ .‬ويالحظ أن البنوك إما أن تتتفي بتــولي اإلشــراف علــى عمليــة االكتتــا العــام عــن طريــق وتــع‬
‫وكاالتها رهن إشارة المؤسسين بما يسمح والوصول إلى المتتتبــين المحتملــين‪ ،‬وذلــك مقابــل عمولــة تحــدد باالتفــا‬
‫بينهما وبين المؤسسين‪ ،‬أو تتعهد باالكتتا بقدر من األسهم أو بما تبقى من األسهم لقــمان نجــا االكتتــا علــى أن‬
‫تعيد طرحها للبيع في السو المالية بعد تمام تثسيس الشركة‪.‬‬
‫وعندما يتطلب األمر تدخل أك ر من بنك في عملية االكتتــا فإنــه غالبــا مــا يــتم تثســيس شــركة محاصــة مــن‬
‫البنوك المشتركة تنعت في السو بنقابة اإلصدار (‪ Le syndicat d'émission‬ي‪.‬‬
‫ويــتم االكتتــا بواســطة بطاقــة اكتتــا ‪ Bulletin de souscription‬يجــب أن تتقــمن البيانــات المحــددة‬
‫بمرسوم (م ‪19‬ي والمتعلقة ســواو بالشــركة فــي طــور اإلنشــاو أو بالمتتتــب‪ ،‬خاصــة مــا يتعلــق بهويتــه‪ :‬اســمه ولقبــه‬
‫وموطنه وجنسيته‪ ،‬وعدد األسهم التي اكتتب بها‪ ،‬والمبل الذي دفعه من قيمة تلك األسهم‪.‬‬
‫ثال ا ـ مصير األموال المتتتب بها‬
‫تودع األموال المستخلصة نقدا عن طريق االكتتا في حسا بنتي مجمد باســم الشــركة فــي طــور التثســيس‬
‫داخل أجل ثمانية أيام من تلقيها‪ ،1‬وذلك رفقة قائمة بالمتتتبين تبين المبال التي دفعها كل واحــد مــنهم‪ .‬ويجــب أن يــتم‬
‫هذا اإليداع‪.‬‬
‫وعلى البنك الذي تم اإليداع لديه أن يقع قائمة المتتتبين رهن إشارة كل متتتب يدلي بحجة اكتتابه‪ ،‬ويمتــن‬
‫لمن طلب ذلك االطالع على هذه القائمة والحصول على نسخة منها على نفقته (م ‪22‬ي‪.‬‬
‫وال يجوز سحب األموال المودعة باسم الشركة طور التثسيس إال في حالتين‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عند تمام تثسيس الشركة‪ ،‬حيث يجري السحب بواسطة مـم لها القانوني (وكيل مجلس اإلدارة أو مجلس‬
‫اإلدارة الجماعيةي الذي عليه أن يدلي بنسخة من شهادة مسلمة من كاتب تبط المحتمة المختصــة ت بــت قيــد الشــركة‬
‫في السجل التجاري (المادة ‪34‬ي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إذا لم تتثسس الشركة في ظرف ستة أشهر تبتدئ من تــاريخ إيــداع األمــوال‪ ،‬أو إذا لــم يــتم إتمــام كافــة‬
‫إجراوات التثسيس في نفس األجل (المادة ‪35‬ي حيث يجري إرجاع المبال المودعة إلى أصحابها المتتتبين‪ ،‬أما بإيعــاز‬
‫من المؤسسين أو بواسطة المتصرف الذي يعينه رئيس المحتمة المختصة بصفته قاتيا للمستعجالت بناو على طلــب‬
‫من المتتتبين‪.‬‬

‫ثال ا ـ شروط صحة االكتتا‬


‫يشترط لصحة االكتتا توافر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن يتم االكتتا في كافة رأا المال‬


‫يجب أن يستغر االكتتا كافة رأا المال‪ ،‬بحيث إذا لم يتم تغطية إال جزو منه ولو كان كبيرا فــإن مشــروع‬
‫تثسيس الشركة يعتبر فاشال (المادة ‪21‬ي وذلك ألن المتتتبين إنما قبلوا المساهمة في الشركة بســبب أهميــة المشــروع‬
‫انطالقــا مــن الغــرض الــذي تؤســس مــن أجلــه‪ ،‬وهــذا ال يمتــن أن يتحقــق إال بتــوفر رأا المــال التــافي الــذي قــدره‬
‫المؤسسون‪ ،‬والذي تم اإلعالن عنه في بيان االكتتا ‪ ،‬والذي حدد فــي مشــروع النظــام األساســي‪ ،‬هــذا ناهيــك عــن أن‬
‫الرأسمال ذاك يعتبر القمان الوحيد للدائنين فيجب بالتالي أن يتون متتمال‪.‬‬

‫‪Galimard, Dépôt des fonds en banque et constitution de société anonyme , Banque , 1977, 690. 1‬‬
‫‪66‬‬

‫ويجب العتبار االكتتا برأا المال كــامال أن تتــون كافــة االكتتابــات حقيقيــة بحيــث إذا ثبــت أن أحــدها كــان‬
‫صوريا كانت الشركة باطلة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن يتم تسديد ربع قيمة السهم على األقل‬


‫فالمشرع‪ ،‬حرصا منه على جدية االكتتا ‪ ،‬استوجب بالنسبة لألسهم المم لة للحصص النقديــة أن يــتم الوفــاو‬
‫بربع قيمتها على األقل عند التثسيس والباقي يحــرر دفعــة واحــدة أو علــى مراحــل حســب مــا يقــرره مجلــس اإلدارة أو‬
‫مجلس اإلدارة الجماعية على أن يتم ذلك داخل خمس سنوات مــن تقييــد الشــركة فــي الســجل التجــاري (م‪21‬ي‪ ،1‬علــى‬
‫خالف األسهم المم لة للحصص العينية والتي أخقعها لمبدأ التسديد بالتامل‪ .‬ويرجع السبب في ذلك إلى أن الحصص‬
‫النقدية ال تتون الشركة في حاجة لها بتاملها عند بداية مزاولتها لنشاطها باعتبار أن عملها يتون على مراحــل‪ ،‬علــى‬
‫خالف الحصص العينية التي تتون ترورية لمباشرة العمــل‪ ،‬مــن هنــا فــإن المشــرع إذا كــان قــد حــرص علــى تمتــين‬
‫الشركة من الوسائل المالية التافية التي تمتنها من بدو نشاطها فإنه قد سعى فــي نفــس الوقــت إلــى فــتح المجــال أمــام‬
‫صغار المدخرين الذين ال يستطيعون تسديد مساهماتهم دفعة واحدة للدخول فيها‪.‬‬
‫إتافة إلى ذلك فإن المشرع استوجب بالنسبة للحصص العينية أن يــتم وصــفها وتقييمهــا بواســطة تقريــر‪،‬‬
‫يلحق بالنظام األساسي‪ ،‬يعده تحت مسؤوليتهم مراقب أو عدة مراقبين للحصص‪ 2‬يعيــنهم المؤسســون (المــادة‪1-24‬ي‬
‫على أن يتم اختيار مراقبين الحصص من بين مراقبي الحسابات (المادة ‪ 25‬ـ ‪1‬ي‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أن يتون االكتتا باتـا‬


‫فيجب أن يتون االكتتا باتا غير مقترن بشرط أو معلق على أجل‪ ،‬وذلك م ل اشتراط الحصول علــى منصــب‬
‫المدير مقابل المساهمة بعدد كبير من األسهم‪ ،‬فم ل هذا الشرط يعتبر باطال إال أنه ال يــؤثر علــى االكتتــا الــذي يعتبــر‬
‫صحيحا منتجا آلثاره‪.‬‬

‫رابعا ـ الت بت من اكتمال االكتتا ومن صحته‬


‫أوجب المشرع للتثكد من اكتمال االكتتا وســالمته أن يــتم إثبــات االكتتــا بتامــل رأا المــال المطــرو ‪،‬‬
‫والوفاو بربع قيمة األسهم النقدية على األقل‪ ،‬أو بمقابل النسبة التي يحددها مشروع النظام األساسي بواسطة تصريح‬
‫يجريه المؤسسون أمام موثق أو لدى كتابة تبط محتمة المقر االجتماعي للشركة‪ ،‬حتى يتحقق هــؤالو مــن تطــابق‬
‫التصريح مع الوثائق التي يجب أن يدلي بها المؤسسون والمتعلقة ببطائق االكتتا وبشهادة بنتية ت بت إيداع األموال‬
‫المحصلة من االكتتا لدى بنك‪ ،‬على أن يلحق بالتصريح قائمة المتتتبين وكشف األداوات التي قام بها كل واحد مــنهم‬
‫ونسخة من النظام األساسي أو نظيرا منه (المادة ‪23‬ي‪.‬‬
‫وباستصدار تصريح اكتمال االكتتا وصحته‪ ،‬تنتهي هذه المرحلة في تثسيس الشركة في انتظار اكتمال عمليــة‬
‫الشهر والتسجيل‪.‬‬

‫المطلب الرابع‬
‫شـــهـــــر الـــشــركـــــة‬
‫طبقا لمقتقيات المادة ‪ 17‬المشار إليها سابقا فإن الشــركة ال تعــد مؤسســة إال بعــد القيــام بــإجراوات الشــهر‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪.31‬‬
‫والشهر يتم عن طريق النشر واإليداع والقيد في السجل التجاري‪ ،‬وهي مثموريــة تقــع علــى عــاتق المم لــين‬
‫القانونيين للشركة أو كل وكيل مرخص بذلك تحت مسؤوليتهم (المادة ‪15‬ي‪.‬‬

‫أوال ـ اإليداع والتسجيل في السجل التجاري‬


‫هنا كذلك يتم تسجيل الشركة في السجل التجاري عبر المنصة االلتترونية الخاصة بإحداث المقاوالت (م ‪32‬ي‪ ،‬مــع‬
‫إيداع الوثائق التالية‪ ،‬التترونيا عبر نفس المنصة‪ ،‬وذلك داخل ثالثين يوما من التثسيس (م ‪31‬ي‪:‬‬

‫‪ 1‬وقد خول القانون ‪05‬ـ‪ 20‬المتمم والمعدل لقانون شركة المساهمة بمقتضى تعديل أجراه على المادة ‪ 21‬لكل ذي مصلحة أن يتقدم بطلب إلى‬
‫رئيس المحكمة بصفته قاضيا للمستعجالت إلصدار األمر إلى الشركة تحت طائلة غرامة تهديدية بالدعوة لديل األموال غير المحررة‪.‬‬
‫‪Simon, La désignation du commissaire aux apports par le magistrat, Rev.stés. 1969 - 89; Heuchon, Les 2‬‬
‫‪problèmes pratiques du commissariat aux apports, Jour agrées, 1976, 3 ; S.Doyen , Etendue de la mission du‬‬
‫‪commissaire aux apports - Gaz-Pal – 1982-2 doc. 486.‬‬
‫‪67‬‬

‫‪ 1‬ـ أصل النظام األساسي أو نظيرا منه‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ نظير من شهادة االكتتا والدفع تبين االكتتابات في رأا المال وكذا حصــة األســهم المحــررة مــن طــرف‬
‫كل مساهم ‪.‬‬
‫‪3‬ـ قائمــة المتتتبــين مصــاد عليهــا تتقــمن األســماو الشخصــية والعائليــة وعنــاوين وجنســيات المتتتبــين‬
‫باإلتافة إلى صفاتهم ومهنهم وعدد األسهم المتتتبة ومبل الدفعات التي قام بها كل واحد منهم‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تقرير مراقب الحصص عند االقتقاو ‪.‬‬
‫‪5‬ـ نسخة من وثيقة تسمية أعقاو أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير ومراقبي الحســابات األولــين إذا تمــت‬
‫هذه التسمية بعقد منفصل‪.‬‬

‫ثانيا ـ النشر‬
‫بعد التقييد يجب أن يتم شهر تثســيس الشــركة بواســطة إشــعار فــي الجريــدة الرســمية وفــي صــحيفة لإلعالنــات‬
‫القانونية في أجل ال يتعدى ثالثين يومــا (المادة ‪33‬ي وتعتبر الشركة مؤسسة من تاريخ قيدها في ذلــك الســجل إذ مــن‬
‫هذا التاريخ تبتدئ شخصيتها المعنوية (المادة ‪7‬ي ويبتدئ من ثم حسا المدة التي أنشئت من أجلها (المادة ‪3‬ي‪.‬‬
‫وتوجب المادة ‪ 33‬وفقا لما أصبحت تنص عليه بعد تعديلها بمقتقى القانون رقم ‪05‬ـ‪ ،20‬أن يتقمن اإلشــعار‬
‫المنشور البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تسمية الشركة متبوعة عند االقتقاو بمختصر تسميتها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ شتل الشركة‬
‫‪ 3‬ـ إشارة مقتقبة لغرض الشركة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ المدة التي تم تثسيس الشركة من أجلها ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ عنوان المقر االجتماعي‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ مبل رأا المال‪ ،‬مع بيان مبل الحصص النقدية ووصف مقتقب للحصص العينية وتقييمها‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ االسم الشخصي والعائلي للمتصرفين أو أعقاو مجلس الرقابة ولمراقب أو مراقبي الحســابات وصــفتهم‬
‫وموطنهم‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ مقتقيات النظام األساسي المتعلقة بتتوين االحتياطي وتوزيع األربا ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ االمتيازات الخاصة المنصوص عليها لفائدة كل شخص ‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ مقتقيات النظام األساسي المتعلقة بقبول األشخاص المخول لهم تفويت األسهم وتعيــين جهــاز الشــركة‬
‫المخول له البت في طلبات القبول في حالة وجودها‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ رقم التقييد في السجل التجاري‪.‬‬
‫ويجب إتمام إجراوات الشهر قبل انققاو أجل الستة أشهر من تاريخ إيداع األموال المتتتب بها فــي حســا‬
‫مجمد باسم الشركة في بنك‪ ،‬وإال اعتبــرت الشــركة غيــر مؤسســة‪ ،‬ووجــب علــى المؤسســين إعــادة تلــك األمــوال إلــى‬
‫أصحابها (المادة ‪35‬ي‪.‬‬
‫ويالحظ أن ربط اكتســا الشــركة للشخصــية االعتباريــة بالقيــد فــي الســجل التجــاري أمــر منتقــد ألنــه يــؤخر‬
‫تثسيس الشركة بدون مبرر‪ ،‬فذلك القيد مقرون بمسطرة معقدة وطويلة مما يجعل الشــركة تنتظــر عــدة شــهور قبــل أن‬
‫يتم ذلك القيد‪ ،‬وهذا يطر مشتلة بالنسبة لألعمال التي يجريها المؤسسون خالل هذه الفترة الطويلة‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫هذا‪ ،‬وباإلتافة إلى اإلجراوات السابقة‪ ،‬يجب توجيه تصريح بالتثسيس إلى إدارة القرائب‪ ،‬في أجل ‪ 30‬يوما‬
‫تحت طائلة غرامة تبل ‪ 1000‬درهم (م ‪ 188‬من المدونة العامة للقرائبي‪.1‬كما‪ ،‬إذا كانت الشركة تشغل أجراو‪ ،‬يجب‬
‫تقديم تصريح بذلك إلى العون المتلف بتفتيش الشغل (المادة ‪ 135‬من مدونة الشغلي‪.‬‬

‫وإذا تعلق األمر ببنك أو مؤسسة ائتمان أو شركة تثمين أو إعادة تثمين‪ ،‬فيجب أن يقدم تصريح بتثسيســها إلــى‬
‫وزارة المالية والحصول على إذن من هذه األخيرة لمزاولة هذه األنشطة (المادة ‪ 34‬مــن القــانون رقــم ‪ 103.12‬لســنة‬
‫‪ 2014‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حتمها‪ ،‬والمــادة ‪ 161‬مــن مدونــة التثمينــات لســنة ‪2002‬ي‪،‬‬
‫كما أنه إذا تعلق األمر بشركة للمعادن فيجب تقديم التصريح بها إلى وزارة المعادن (ظهير أبريل ‪1955‬ي‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫تثسيس الشركة دون االلتجاو إلى االكتتا العام‬
‫عندما ال تلجث شركة المساهمة إلى جمع رأسمالها عن طريق االكتتا العام فــإن تثسيســها يقتــر ك يــرا مــن‬
‫طريقة تثسيس غيرها من الشركات حيث يتاد يتون فوريا وال يتطلب اإلجراوات الطويلة والمعقدة التي رأيناها‪.‬‬
‫وهتذا فإن التثسيس يتم عن طريق االتفا علــى النظــام األساســي للشــركة بــين المســاهمين الــذين غالبــا مــا‬
‫يتعارفون فيما بينهم‪ .‬وي بت ذلك االتفا كتابة في محرر رسمي أو عرفي يوقع عليه المســاهمون‪ .‬ويجــب أن يتقــمن‬
‫البيانات التي رأيناها بالنسبة للشركة التي تلجث إلى االكتتا العام كما هــي منصــوص عليهــا فــي المــادتين ‪ 2‬و‪ 12‬مــع‬
‫ترورة تعيين أوائل المتصرفين وأوائل أعقــاو مجلــس اإلدارة الجماعيــة وأعقــاو مجلــس الرقابــة وأوائــل مراقبــي‬
‫الحسابات‪.‬‬
‫وإذا كانــت هنــاك حصــص عينيــة وجــب وصــفها وتقييمهــا فــي النظــام األساســي بنــاو علــى تقريــر يعــده تحــت‬
‫مسؤوليتهم مراقب أو عــدة مــراقبين للحصــص بــنفس التيفيــة التــي رأيناهــا بالنســبة للشــركات التــي تــدعو الجمهــور‬
‫لالكتتــا فــي رأســمالها (المادتــان‪ 24‬و‪25‬ي‪ .‬يقــاف إلــى ذلــك أنــه يجــب أن يوتــع تقريــر مراقــب الحصــص بــالمقر‬
‫االجتماعي للشركة ويودع بتتابة القبط رهن إشارة المساهمين المحتملين خمسة أيام علــى األقــل قبــل توقيــع النظــام‬
‫األساسي من طرفهم (المادة ‪1. 26‬ي‪.‬‬
‫وبعد ذلك يتتتب المساهمون في كامل رأا المال على أن يوفوا بربع قيمة األسهم المم لة للحصــص النقديــة‬
‫على األقل‪ ،‬ويحرروا األسهم المم لة للحصص العينية كاملــة عنــد التثســيس (م‪21‬ي وتــودع األمــوال المتتتــب بهــا فــي‬
‫حسا بنتي مجمد باسم الشركة مع قائمة المتتتبين في أجل ثمانية أيام من تلقيها (م ‪22:‬ي‪.‬‬
‫ثم يتقدم المؤسسون بتصريح أمام موثق أو كتابة تبط محتمة المقــر االجتمــاعي يشــهدون فيــه بثنــه قــد تــم‬
‫االكتتا بتامل رأا المال والوفاو بربع قيمة األسهم المم لــة للحصــص النقديــة‪ ،‬حيــث يقـوم الموثــق أو كتابــة تــبط‬
‫المحتمة بالتثكد من ذلك عن طريــق التحقــق مــن تطــابق التصــريح مــع الوثــائق التــي يجــب أن يــدلي بهــا المؤسســون‬
‫والمتعلقة بشهادة من البنك ت بت إيداع األموال المحصلة من االكتتا وقائمة المتتتبين مع كشف األداوات التي قــاموا‬
‫بها ونسخة من النظام األساسي أو نظيرا منه (المادة ‪23‬ي‪.‬‬
‫وتتتمل عملية التثسيس باإليداع والقيد في الســجل التجــاري والشــهر وفــق نفــس التيفيــة التــي رأيناهــا بالنســبة‬
‫للشركات التي تلتج لالكتتا العام‪.‬‬
‫وهذا يعني أن كافة اإلجراوات التي قصد بها المشرع إعالم جمهور المتتتبين في حالة االلتجاو إلى االكتتا العام‬
‫ال يعود لها مبرر هنا‪ ،‬فليس هناك شهر وإيداع أوليين للنظام األساسي‪ ،‬وليس هنــاك تثشــير مــن لجنــة القــيم المنقولــة‬
‫على بيان المعلومات الموجه للجمهور الستدعائـه لالكتتا ‪ ،‬وبطاقات االكتتا بتل ما يتعلق بها غير متطلبة‪.‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫جـزاوات مخالفة إجراوات التثسـيس‬
‫في حالة عدم احترام المؤسسين إلجراوات تثسيس شركة المساهمة فإن ذلــك يمتــن أن يترتــب عليــه نوعــان‬
‫من الجزاوات‪ :‬من ناحية بطالن الشركة‪ ،‬ومن ناحية ثانية قيام المسؤولية المدنية والجنائية للمسؤول عن اإلخالل‪.‬‬

‫‪ 1‬يتم التصريح بواسطة مطبوع نموذجي تضعه مصلحة الضرائب رهن إشارة الملزمين‪ ،‬يسلم إلى المصلحة المحلية للضرائب التابل لها مقر‬
‫الشركة مقابل وصل‪ ،‬أو يرسل إليها بواسطة رسالة مضمونة مل إشعار بالتوصل‪.‬‬
‫‪69‬‬

‫المطلب األول‬
‫الـــــبــــــطـــــــــــــالن‬
‫بحسب ما هو منصوص عليه في المادة ‪ 337‬من القانون المنظم لشركات المساهمة فإن بطالن هــذه الشــركة‬
‫ال يمتن أن يترتب‪":‬إال عن نص صريح من هذا القانون أو لتون غرتــها غيــر مشــروع أو لمخالفتــه للنظــام العــام أو‬
‫النعدام أهلية جميع المؤسسين ‪.‬‬
‫يعتبر كثن لم يتن كل شرط نظامي مخالف لقاعدة آمرة من هذا القانون وال يترتب عن خرقه بطالن الشركة"‪.‬‬
‫وإذا رجعنا إلى المقتقيات المتعلقة بتثسيس شركة المساهمة‪ ،‬فإننا ال نجــد أي مقتقــى يتعلــق بــالبطالن نتيجــة‬
‫مخالفة إجراوات التثسيس‪ ،‬فتل ما نجده بشثن هذه المخالفات هو ما تنص عليه المــادة ‪12‬ـ الفقرتــان األخيرتــان ـ مــن‬
‫أنه‪ ":‬إذا لم يتقمن النظام األساسي كل البيانات المتطلبة قانونيا وتنظيميا أو أغفل القيام بثحد اإلجراوات التــي تــنص‬
‫عليها فيما يخص تثسيس الشركة‪ ،‬أو تمت بصورة غير قانونية‪ ،‬يخول لتــل ذي مصــلحة تقــديم طلــب للققــاو لتوجيــه‬
‫أمر بتسوية عملية التثسيس تحت طائلة غرامة تهديدية‪ ،‬ويمتن للنيابة العامة أن تنتصب ألجــل نفــس الغـرض تتقــادم‬
‫الدعوى المشار إليها في الفقرة أعاله بمرور ثالث سنوات ابتداو من قيد الشركة في السجل التجاري"‪.‬‬
‫كل هذا يعني أن البطالن ال يمتن أن يترتب إال عن اإلخالل باألحتام العامة للتعاقد المنصوص عليها في قــانون‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬أو مخالفة أحتام القانون المدني المتعلقة بالشركات‪ ،‬إال أنه بالنسبة لألهلية‪ ،‬فإن البطالن ال يمتــن‬
‫أن يقوم إال في حالة انعدام أهلية جميع المؤسسين ‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫المسـؤولية عن مخالفة إجـراوات التثسيس‬
‫أوال ـ المسؤولية المدنية‬
‫يمتن أن تقوم المسؤولية المدنية للمخلين بإجراوات تثسيس الشركة سواو على اثــر إقــرار بطالنـــها أو مــن‬
‫دون قيام ذلك البطالن‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ففي حالة التصريح ببطالن الشركة لألسبا التي توجب بطالنها كمــا حــددناها ســابقا فإنــه يمتــن اعتبــار‬
‫المؤسسين المتسببين في ذلك وكذا المتصرفين وأعقاو مجلس اإلدارة الجماعية وأعقاو مجلس الرقابة المزاولين‬
‫مهامهم وقت تعرض الشركة للبطالن مسؤولين على وجه التقــامن عــن األتــرار التــي تلحــق ســواو المســاهمين أو‬
‫االغيار نتيجة ذلك (الفقرة األولى مــن المــادة‪350‬ي‪ .‬بــل إن المشــرع أجــاز الققــاو بــنفس المســؤولية التقــامنية تــد‬
‫المساهمين الذين لم تفحص حصصهم العينية وامتيازاتهم ولم تتم المصادقة عليها (الفقرة ال انية مــن المــادة ‪350‬ي‬
‫وتتقادم هذه الدعوى بمرور خمس سنوات من تاريخ اكتسا مقرر البطالن الصبغة النهائية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وحتى من دون التصريح ببطالن الشركة فإنه يمتــن اعتبــار المؤسســين واألعقــاو األوائــل فــي أجهــزة‬
‫تسييرها وفي مجلس اإلدارة الجماعية وفي مجلس الرقابة مسؤولين على وجه التقامن عن األترار الناتجــة عــن‬
‫عدم تقمين النظام األساسي للشركة بيانا إلزاميا أو عن إغفال إجراو قانوني يتعلق بتثسيس الشركة أو عن القيــام‬
‫به بشتل غير صحيح (المادة ‪ 349‬ـ الفقرة‪1‬ي‪.‬‬
‫ويخقع تقدير المسؤولية والتعويض للقواعد العامة للمسؤولية التقصيرية‪ ،‬غير أن دعــوى المســؤولية هــذه‬
‫تتقادم بمرور عشر سنوات من تاريخ القيد في السجل التجاري (الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪349‬ي‪.‬‬

‫ثانيا ـ المسؤولية الجنائية‬


‫لم يتتف المشرع بفتح المجال لتدارك االختالالت الواقعة في تثسيس الشركة وبإقرار المسؤولية المدنية ســواو‬
‫للمؤسسين أو المتصرفين والمسؤولين عن اإلدارة والتسيير والمراقبــة عــن تلــك االخــتالالت‪ ،‬بــل دعــم ذلــك بعقوبــات‬
‫زجرية قصد بها توفير حماية فعالة لالدخار العمومي عن طريق الردع والعقا ‪ ،‬وتتم ل المخالفات المتعلقة بتثسيس‬
‫شركات المساهمة والتي قرر لها المشرع عقوبات زجرية في‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إصدار أســهم قبــل قيــد الشــركة فــي الســجل التجــاري أو إذا تــم قيــدها عــن طريــق الغــش أو دون التقيــد‬
‫بالنصوص القانونية في القيام بإجراوات التثسيس‪ ،‬حيث يعاقب علــى ذلــك بغرامــة مــن ‪ 4000‬إلــى ‪ 20.000‬درهــم (م‬
‫‪ 378‬ـ ‪1‬ي‪.‬‬
‫‪70‬‬

‫وتقاعف الغرامة أعاله إذا لم يتم تحرير ربع قيمة األسهم النقدية على األقل وكامل قيمة األسهم العينية قبل‬
‫قيد الشركة بالسجل التجاري أو إذا لم يتم اإلبقاو علــى اســمية األســهم النقديــة قبــل تحريرهــا بالتامــل (المــادة ‪2/378‬‬
‫و‪3‬ي‪ ،‬حيث يالحظ أن القانون رقم ‪05‬ـ ‪ 20‬المغير والمــتمم لقــانون شــركة المســاهمة‪ ،‬فــي إطــار التخفيــف مــن الطــابع‬
‫الزجري لهذا األخير‪ ،‬تخلى عن عقوبة الحبس بالنسبة لهذه المخالفة‪ ،‬واستعاض عنها بمقاعفة الغرامة‪.‬‬
‫وإذا تعلق األمر بشركات مساهمة تدعو الجمهور إلى االكتتا ‪ ،‬فإنــه يمتــن‪ ،‬بالنســبة للمخالفــات أعــاله‪ ،‬فقــال‬
‫عن الغرامة الحتم بعقوبة الحبس لمدة تتراو بين شهر وستة اشهر (المادة‪4/378:‬ي‪.‬‬
‫‪2‬ـ إصدار شهادات أو تصريحات غير صحيحة بشثن االكتتابات والدفوعات وقوائم المتتتبين أو العمــل علــى‬
‫الحصول على اكتتابات أو دفوعات صورية أو عن طريق نشر وقائع أو أسماو كاذبــة‪ ،‬والتقيــيم المغشــوش للحصــص‬
‫العينية‪ :‬حيث يعاقب على ذلك بالحبس من شهر إلى ستة أشــهر وبغرامــة مــن ‪ 8000‬إلــى ‪ 40.000‬درهــم‪ ،‬أو بإحــدى‬
‫هاتين العقوبتين فقط (المادة‪ 379 :‬ي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التصريح بوقــائع كاذبــة أو إغفــال ســرد كافــة العمليــات المنجــزة لتثســيس الشــركة مــن قبــل المؤسســين‬
‫وغيرهم من المسؤولين عن اإلدارة والتسيير أو التدبير في التصريح المقدم لتتابة القبط مــن أجــل قيــد الشــركة فــي‬
‫السجل التجاري‪ ،‬حيث يعاقب على ذلك بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامــة مــن ‪ 6000‬إلــى ‪ 30.000‬درهــم أو‬
‫بإحدى هاتين العقوبتين فقط (المادة‪380 :‬ي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تداول أسهم نقدية لم يحافظ على إسميتها إلى حين تحريرها بالتامل‪ ،‬أو قبل دفع ربــع قيمتهــا علــى األقــل‪،‬‬
‫وكذا تداول وعود باسهم ما عدا وعودا باسهم ستنشث بمناسبة الزيادة في رأسمال شــركة مقيــدة أســهمها القديمــة فــي‬
‫البورصة‪ ،‬حيث يعاقب المؤسسون وغيرهم من المسؤولين عن اإلدارة والتسيير أو التدبير‪ ،‬وكذا مالتي أو حاملي تلك‬
‫األسهم‪ ،‬وكذلك من قام بالمشاركة في التداول أو حدد أو نشر قيمة األسهم أو الوعود باألسهم‪ ،‬بالحبس من شــهر إلــى‬
‫ثالثة أشهر وبغرامة من ‪ 6000‬إلى ‪ 30.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط (المادة‪ 381:‬و ‪382‬ي‪ .‬وهنا كــذلك‬
‫يالحظ أن القانون رقم ‪ 05‬ـ ‪ 20‬خفض الحــد األقصــى لعقوبــة الحــبس إلــى ثالثــة أشــهر عــوض ســتة‪ ،‬ونــزع الصــبغة‬
‫الجرمية على تداول أسهم ال قيمة اسمية لها‪ ،‬وتداول أسهم عينية قبل انصرام األجــل الــذي تصــبح قابلــة للتــداول فيــه‬
‫(عن طريق نسخ البند ‪ 1‬و ‪ 3‬من المادة ‪381‬ي‪.‬‬
‫ويالحظ أن كافة المخالفات المشار إليها أعاله اشترط فيها المشرع القصد‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫الوتعية القانونية ألعمال الشركة في طور التثسيس‬
‫كما الحظنا ســابقا‪ ،‬فإنــه غالبــا مــا يســتغر تثســيس الشــركة وقتــا قــد يطــول أو يقصــر بحســب لجوئهــا أم ال‬
‫لالكتتا العام في أسهمها‪ ،‬وأثناو هذه المرحلة التي لــم تتتســب بعــد فيهــا الشــركة الشخصــية االعتباريــة تنشــث عــدة‬
‫عالقات سواو فيما بين الشركاو‪ ،‬أو بين المؤسسين واألغيار من القروري تحديد المراكز القانونية الناشــئة عنهــا‪،‬‬
‫وهذا ما اعتد القانون الجديد بتحديده‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫العالقات فيما بين الشركاو‬
‫بالرجوع إلى المادة ال امنة من القانون المنظم لشركة المســاهمة فإننــا نجــدها تحــدد المبــدأ بالنســبة لعالقــات‬
‫الشركاو فيما بينهم في مرحلة تثسيس الشركة‪ ،‬وذلك بنصها على أنه‪":‬إلى غاية تقييد الشــركة فــي الســجل التجــاري‬
‫تبقى العالقات بين المساهمين خاتعة لعقد الشركة وللمبــادئ العامــة للقــانون المطبقــة علــى االلتزامــات والعقــود‪".‬‬
‫وهو ما يعني أنه بالنسبة لتلك العالقات فإنه يرجع أوال في تنظيمها إلى ما اتفق عليه المســاهمون فــي عقــد الشــركة‪،‬‬
‫وما لم يتم االتفا عليه يرجع بالنسبة إليه إلى مقتقيات قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬وهتذا مـ ال بالنســبة لتفــرغ أحــد‬
‫الشركاو عن حصته في الشركة في طور التثسيس فإنه يتطلب موافقة جميع الشركاو ما لــم يــنص عقــد الشــركة علــى‬
‫خالف ذلك‪ ،‬ونفس الشيو بالنسبة لتعديل عقد الشركة‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫عالقة المؤسسين باألغيار‬
‫تتطلب مرحلة التثسيس القيام بت ير من األعمال لحسا الشركة م ل طبع الوثائق وإجــراو العقــود وعمليــات‬
‫اإليداع والشهر األوليين بالنسبة للشركات التي تلجث إلــى االكتتــا العــام بمــا يتطلبــه كــل ذلــك مــن مصــاريف‪ ،‬كمــا أن‬
‫القرورة تفرض في ك ير من األحوال إبرام بعض العقــود المهمــة لحســا الشــركة فــي طــور التثســيس م ــل كــراو أو‬
‫اقتناو عقار التخاذه كمقر اجتماعي أو إجراو دراســة الجــدوى االقتصــادية للمشــروع أو توظيــف بعــض المســتخدمين‬
‫القروريين في هذه المرحلة‪ ،‬فتل هذه األعمال وما ينتأ عنها من عالقات والتزامات ال يمتن ردهــا إلــى الشــركة ألن‬
‫هذه األخيرة في هذه المرحلة غير موجودة مــن الناحيــة القانونيــة مــادام أنهــا ال تتتســب الشخصــية المعنويــة إال مــن‬
‫تاريخ قيها في السجل التجاري‪.‬‬
‫من هنا فقد جاوت المادة ‪ 27‬من القانون المنظم لشركة المساهمة لتحدد لنا المبــدأ بالنســبة لهــذه األعمــال‬
‫حيث نصت على أنه‪ ":‬يسثل األشخاص الذين قاموا بعمل باسم شــركة فــي طــور التثســيس وقبــل اكتســابها الشخصــية‬
‫المعنوية على وجه التقامن‪ ،‬وبصفة مطلقة عن األعمال التــي تمــت باســمها‪ ،‬إال إذا تحملــت الجمعيــة العامــة األولــى‬
‫العادية أو غير العادية للشركة االلتزامات الناشئة عن هذه األعمال بعد تثسيسها وتقييدها بشتل قانوني‪.‬‬
‫تعتبر حينئذ هذه االلتزامات كما لو قامت بها الشركة منذ البداية"‬
‫فقمانا لحقو كافة األطراف قرر القانون مبدأ المسؤولية التقــامنية والشخصــية للمؤسســين عــن األعمــال‬
‫التي يجيرها هؤالو لحسا الشركة في مرحلة التثسيس إال إذا تحملت هذه األخيرة بعد تثسيسها بتلك االلتزامات‪.‬‬
‫فهذا المبدأ يوفر تمانة لألغيار من حيث أنه في كافة األحوال تتون حقوقهم محمية بحيث إمــا أن تتحملهــا‬
‫الشركة بعد تثسيسها أو يظل المؤسسون مسؤولين عنها بصفة شخصية وتقامنية‪.‬‬
‫وهو يوفر تمانة كذلك لباقي المساهمين من حيــث أن تحملهــم بتلــك االلتزامــات مــن خــالل الشــركة بعــد‬
‫تثسيسها يتطلب موافقتهم فــي الجمعيــة العامــة ‪ ،‬وهــذا يــوفر لهــم أداة لمراقبــة األعمــال التــي أجراهــا المؤسســون‬
‫لحسا الشركة في مرحلة تثسيسها ‪ ،‬وفي ذلك حماية للشركة نفسها التي ال تجد نفسها ملزمــة بنــاو علــى قــرار‬
‫الجمعية العامة إال باألعمال التي ال تقر بمصالحها‪.1‬‬
‫غير أنه باإلتافة إلى هذا المبدأ العام الذي يعمل فــي الحــاالت التــي تــتم فيهــا األعمــال لحســا الشــركة بــدون‬
‫موافقة باقي المساهمين فإن القانون نص على حالتين أخــريين تتحمــل فيهــا الشــركة بتلــك األعمــال دون حاجــة لقــرار‬
‫الجمعية العامة‪.‬‬
‫تتعلق الحالة األولى باألعمال التي يجريها المؤسسون لحسا الشركة قبل توقيع النظــام األساســي مــن قبــل‬
‫المساهمين حيث أجاز القانون للمؤسسين وتع بيان األعمال المنجزة لحسا الشركة في طور التثسيس مع اإلشــارة‬
‫إلى االلتزام الذي سيترتب عن كل عمل من تلك األعمال بالنســبة للشــركة رهــن إشــارة المســاهمين المحتملــين بــالمقر‬
‫االجتماعي للشركة وإيداعه رفقة النظــام األساســي بتتابــة تــبط المحتمــة خمســة أيــام علــى األقــل قبــل توقيــع النظــام‬
‫األساسي (م ‪1 .29‬ي وحينئذ فإن توقيع المساهمين على النظام األساسي بعــد اطالعهــم علــى البيــان المتعلــق باألعمــال‬
‫المجرات لحسا الشركة يعتبر قبوال منهم بتحويل تلك األعمال إليها‪.‬‬
‫أما الحالة ال انية فتتعلق بالشركات التي ال تدعو الجمهور لالكتتا في رأسمالها عندما يفوض المساهمون‬
‫فيها إما بموجب النظــام األساســي أو بمقتقــى عقــد مســتقل لواحــد أو أك ــر مــنهم بــااللتزام لحســا الشــركة‬
‫وشريطة أن يبين التفويض نوع االلتزام وكيفته ‪ ،‬حيث يعتبر مجرد تقييد الشركة في السجل التجاري بم ابة تحمــل‬
‫منها لتلك االلتزامات (المادة ‪2 .29‬ي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وإذا لم تتحمل الشركة األعمال المجرات لحسابها في مرحلة التثسيس إما لعدم تمــام تثسيســها ألي‬
‫سبب من األسبا أو لعدم حصول ذلك التحمل بالرغم من اكتمال تثسيسها فــإن المؤســس أو المؤسســين الــذين‬
‫أجروا تلك األعمال يظلــون مســؤولين بصــفة شخصــية تجــاه المتعاقــدين معهــم وقــد يســثلون بصــفة تقــامنية إذا‬

‫‪Bastian, La situation des sociétés commerciales avant leur imm atriculation au registre du commerce, 1‬‬
‫‪études à la mémoire de H.Gabrillac, 1968, p.23 ; Dagot, la reprise par une société commerciale des‬‬
‫‪engagements souscrits pour son compte avant son immatriculation au registre du commerce, JCP 1969 .1.‬‬
‫‪2277 ; Daublon , Validité des actes et contrats réalisés par les sociétés commerciales avant leur‬‬
‫‪immatriculation au registre du commerce. Rep.défrénois 1977 art. 3139 ; E. Paillet , L'activité de la société‬‬
‫‪en formation, Rev. Stes. 1980 p.419.‬‬
‫‪72‬‬

‫شاركوا في تلك األعمال‪ ،1‬غيــر أنــه إذا اســتفادت الشــركة مــن تلــك األعمــال فــي حالــة تمــام تثسيســها فإنــه يمتــن‬
‫الرجوع عليها بمقتقى دعوى اإلثراو بال سبب‪.2‬‬
‫وعالوة على ذلــك‪ ،‬فــي حالــة عــدم تثســيس الشــركة فإنــه ال يحــق للمؤسســين الرجــوع علــى المتتتبــين بشــثن‬
‫االلتزامات المبرمة أو المصاريف المدفوعة بمناسبة محاولة التثسيس‪ ،‬عدا في حالة التدليس أو عدم احترام ما التزم‬
‫به المتتتبون إذا لم يتم التثسيس بخطإ منهم (المادة‪28:‬ي حيث في هذه الحالة ومادام أن مسؤولية عدم التثسيس تقــوم‬
‫في مواجهة المتتتب المدلس أو الذي أخل بالتزاماته المتعلقة بالمساهمة في الشركة فإنه يمتن الرجوع عليه بمقتقى‬
‫دعوى المسؤولية للتعويض عن القرر الذي نتأ عن ذلك‪.‬‬

‫الفرع ال الث‬
‫القيـم المنقولة التـي تصدرها شركات المساهمة‬
‫تصــدر شــركات المســاهمة ثالثــة أنــواع مــن األورا الماليــة أو القــيم المنقولــة‪ ،‬هــي األســهم‪ ،‬والســندات‪،‬‬
‫وشهادات االست مار (المادة ‪243‬ي‪.‬‬
‫وتشتل شهادات االست مار نوعا جديدا من القيم المنقولة أرساها المشرع بمقتقى النص الجديد‪.‬‬
‫أما حصص التثسيس‪ ،‬أو حصص المنفعة التي كان معمول بها في ظــل الــنص القــديم فقــد أصــبحت ممنوعــة‬
‫(المادة ‪244‬ي‪ .‬وأصبح يتعين على الشركات التي أصدرتها قبل نشر هذا القــانون إمــا لعمــل علــى إعــادة شرائـــها‪ ،‬أو‬
‫تحويلها إلى أسهم قبل انصرام السنة ال انية الموالية للنشر المذكور(المادة ‪451‬ي‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫األســـــهـــــــــــم‬
‫‪Les actions‬‬
‫تشتل األسهم أهم القيم المنقولة التي تصدرها شركات المساهمة‪ ،‬وهي تم ل القيمة المالية التــي يســاهم بهــا‬
‫المساهم في الشركة‪ ،‬إذ أن رأسمال هذه األخيرة يقسم إلى أقسام متساوية القيمة‪ ،‬كل قسم يم له سهم‪ .‬وقد يتم إثبات‬
‫هذه القيم (خاصة بالنسبة للشركات المغلقة‪3‬ي بواسطة صتوك يسمى كل واحد منها "سهم"‪.‬‬
‫وقد خفض التعديل الجديد (القانون رقم ‪05‬ـ‪20‬ي الحد األدنى للقيمة االسمية لألسهم إلــى ‪ 50‬درهمــا‪ ،‬وبالنســبة‬
‫للشركات المقيدة أسهمها في البورصة إلى ‪ 10‬دراهم (المادة ‪ 246‬في صيغتها الجديدةي‪ ،‬وذلك بغرض التشــجيع علــى‬
‫االكتتا في أسهم شركات المساهمة من قبل المدخرين الصغار‪ ،‬ولقمان سيولة أفقل لألسهم المسعرة في البورصــة‬
‫بغرض تنشيط هذه األخيرة التي تصعب فيها المعامالت بالنسبة للمدخرين الصغار‪4.‬‬

‫هذا‪ ،‬ولمصطلح "سهم" مدلوالن‪:‬‬


‫فهو من ناحية يعني الوحدة القياسية لحصــة الشــريك فــي رأا المــال‪ ،‬ومــن ناحيــة ثانيــة يعنــي الوثيقــة أو‬
‫الصك الذي ي بت حصة الشريك تلك في حالة إصدار أسهم موثقة‪ ،‬وفــي كافــة األحــوال فــإن الســهم يشــتل األداة التــي‬
‫تربط المساهم بالشركة‪.‬‬
‫والسهم ينشث إما عند تثســيس الشــركة عــن طريــق االكتتــا ‪ ،‬وإمــا فــي حياتهــا عنــد الزيــادة فــي رأســمالها‬
‫بإصدار أسهم جديدة ‪.‬‬

‫أوال ـ خصائص السهم‬


‫‪1‬‬
‫‪Cass. com. 28 nov. 1974, Rev. soc. 1976- p.75 note J.H. et 12 avr. 1976‬‬
‫‪Bull. Cass., 1976 -4 n° 122 ; Paris 26 mars 1979, Rev. stes. 1979, p 521‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ripert et Roblot - op.cit. n° 744.‬‬

‫‪ 3‬لم يعد من الضروري يي ظل النص الجديد تجسيد األسهم يي شكل صكوك‪ ،‬أي يي شكل سندات ورقية‪ ،‬ويمكن االكتفاء بتحديد عددها يي‬
‫النظام األساسي أو عقد مستقل‪.‬‬
‫‪ 4‬مذكرة تقديم مشروع القانون رقم ‪05‬ـ‪ ،20‬ص ‪.6‬‬
‫‪73‬‬

‫يتميز السهم بالخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ القابلية للتداول‬


‫تتمــيـز أســهم شــركة المساهمــــة بقابليتـهــــا للتــداول‪ ،‬وهــذه خاصــية أساســية تميــز األســهم وتميــز شــركة‬
‫المساهمة‪ ،‬بدونها ال تستقيم هذه الشركة‪.1‬‬
‫وباعتبار أن الشركة ال تتتسب الشخصية االعتبارية إال من وقت قيدها في السجل التجــاري‪ ،‬فــإن أســهمها ال‬
‫تصبح قابلة للتداول إال بعد ذلك القيد‪ ،‬أو بعد تعديل القيد في حالة الزيادة في رأا المال وإصدار أسهم جديــدة (المــادة‬
‫‪247‬ي‪.‬‬
‫وتظل األسهم قابلة للتداول حتى بعد حل الشركة وإلى حين اختتام التصــفية (المــادة ‪250‬ي كمــا أنــه إذا تقــرر‬
‫إبطال الشركة أو إبطال إصدار من اإلصدارات فليس لذلك تــثثير علــى التــداوالت المنجــزة قبــل قــرار اإلبطــال إذا كانــت‬
‫األسهم صحيحة شتال‪ ،‬وللمشتري في هذه الحالة الرجوع على البائع بمقتقى دعــوى القــمان (المــادة‪251‬ي ومرجــع‬
‫هذه القاعدة رغبة المشرع في تمان استقرار المعامالت المنصبة على األسهم‪.‬‬
‫ويدخل على مبدإ قابلية السهم للتداول نوعان من القيود‪:‬‬

‫أ ـ قيود قانونية‪ :‬تتعلق باألسهم العينية وبثسهم تمان اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬فبالنسبة لألسهم العينية فتمنع من التداول لمدة السنتين المواليتين لتســجيل الشــركة بالســجل التجــاري‪،‬‬
‫أو إلجراو الزيادة في رأا المال (م ‪248‬ي‪.‬‬
‫‪ -‬وبالنســبة ألســهم تــمان اإلدارة‪ :‬فالمقصــود بهــا األســهم المملوكــة ألعقــاو مجلــس اإلدارة ومجلــس‬
‫الرقابة‪ ،‬إذ أن هذه األسهم تخصص لقمان مســؤولية هــؤالو بمناســبة تســيير الشــركة‪ ،‬بــل و حتــى تــمان أعمــالهم‬
‫الشخصية‪ ،‬ومن ثم فهي تتون غير قابلة للتداول أثناو فتــرة انتــدابهم (المادتــان ‪ 44‬و ‪84‬ي‪ .‬غيــر أنــه يالحــظ أن هــذا‬
‫النوع من األسهم قد تم التخلي عنه في القانون ‪05‬ـ‪ ،20‬حيث اعتبرت بدون فائدة من الناحيــة العمليــة‪ ،‬ألنهــا ال تــوفر‬
‫تمانات حقيقية نظرا لعددها القئيل جدا‪.2‬‬

‫ـ قيـــــود اتفــاقيــــة‪ :‬تتم ــل فــي شــرط موافقــة الشــركة علــى التفويــت إلــى الغيــر المقــمن فــي النظــام‬
‫األساسي‪ ،‬إذ قيد المشرع هذا الشرط في األسهم االسمية التي يجوز فيها فقط اشتراط موافقة الشركة على التفويــت (م‬
‫‪253‬ي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تــســـاوي القــيــمـة‬


‫إن رأسمال شركان المساهمة يقسم إلى أسهم متســاوية القيمــة‪ ،‬والحتمــة مــن ذلــك أن اتخــاذ القــرارات فــي‬
‫الجمعية العامة للشركة يتم بالتصويت‪ ،‬لذلك فحرصا على مبدأ المساواة كان من القروري أن تتون األسهم من قيمــة‬
‫متساوية ألن كل واحد منها يم ل صوتا واحدا‪ ،‬هذا فقال عن أن تساوي القيمة هــذا يســهل عمليــة توزيــع األربــا‬
‫والخسائر‪ ،‬ويسهل تحديد حقو والتزامات كل مساهم التي تتون بقدر ما يحمله مــن أســهم‪ ،‬كمــا يســهل تحديــد ســعر‬
‫السهم في البورصة‪.‬‬
‫غير أنه يجب االنتباه إلى أن مبدأ تساوي القيمة هذا يعمل بالنسبة للنوع الواحد من األسهم‪ ،‬لذلك لــيس هنــاك مــا‬
‫يمنع من أن تختلف قيمة نوع من األسهم عن قيمة نوع آخر‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ عدم قـابـليــة السهـم للتـجـزئــة‬


‫يشتل السهم جزوا من رأسمال الشركة يحدد النظام األساسي قيمته ‪ -‬مع مراعاة الحد األدنــى القــانوني (‪50‬‬
‫درهم و‪ 10‬دراهم بالنسبة للشركات المقيدة أسهمها في البورصةي ـ لــذلك فــإن الســهم ال يقبــل التجزئــة اتجــاه الشــركة‬
‫بمعنى أنه ال يمتن تقسيم قيمته إلى عدة أجزاو يملك كل شخص أحدها بحيــث تواجــه الشــركة بعــدة مســاهمين مــالتين‬
‫لسهم واحد (المادة ‪ - 252‬فقرة أولىي وتبعا لذلك فإن الحقو الناتجة عن السهم (الحــق فــي األربــا ‪ ،‬حــق التصــويت‬
‫والمشاركة في اجتماعات الجمعيات العامة ‪...‬ي ال تقبل التجزئة كذلك اتجاه الشركة ‪ -‬لــذلك فــإذا كــان مــن المتصــور أن‬
‫يشترك عدة أشخاص في السهم الواحد إما اختياريا عن طريق االتفا أو اتطراريا عن طريق اإلرث م ال‪ ،‬فإنه يجــب‬

‫‪1‬‬
‫‪J.Moury , Des clauses restrictives de la libre négociabilité des actions. R. T. D, com. 1989, 187.‬‬
‫مذكرة تقديم مشروع القانون رقم ‪05‬ـ‪ ،20‬ص ‪.7‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪74‬‬

‫على هؤالو أن يختاروا واحدا منهم يم لهم اتجاه الشركة‪ ،‬ويمارا بالنيابة عنهم حقو المساهم (المادة‪ -252‬فقــرة‬
‫ثانيةي وعند عدم التعيين تنتأ التبليغات والتصريحات التي تقوم بها الشركة ألحدهم أثرها اتجاههم جميعا‪ ،‬كما أنهــم‬
‫يعتبرون مسؤولين تقامنيا عن االلتزامات الناتجة عن السهم (المادة ‪ - 252‬الفقرتان‪ 3 :‬و ‪4‬ي‪.‬‬

‫ثانيا ـ أنـــواع األســهــــــم‬


‫األسهم التي يمتن أن تصدرها شركات المساهمة عديدة ومتنوعة‪ ،‬ويرجع هذا االخــتالف إلــى تعــدد األســبا‬
‫التي تقف وراو إصدار السهم وهذه هي أهم أنواع األسهم‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ األســهــم الـنـقـديـة واألسـهـم العـينـيـة‬


‫األســهم النقديــة هــي التــي تم ــل المســاهمة النقديــة فــي رأا المــال‪ ،‬فــي حــين أن األســهم العينيــة تم ــل‬
‫المساهمة العينية فيه‪.‬‬
‫وتختلف األحتام التي يخقع لها كال النوعين من وجوه متعددة ‪:‬‬
‫أ ـ فإذا كانت األسهم العينية يجب الوفاو بها كاملة عند تثسيس الشركة‪ ،‬فإنه يتفي في األسهم النقدية أن يــتم‬
‫الوفاو بربع قيمتها عند ذلك التثسيس‪ ،‬أما الباقي فيحدد النظام األساسي كيفية الوفاو به (م‪21‬ي‪.‬‬
‫ـ يمتن تداول األسهم النقدية بمجرد قيد الشركة فــي الســجل التجــاري (المــادة ‪248‬ي مــا لــم يتعلــق األمــر‬
‫بثسهم مقدمة من قبل شركة مسعرة أسهمها في البورصة مقابل حصة عبارة عن أسهم مسعرة هي األخــرى‬
‫في البورصة أو مسلمة للدولــة أو لمؤسســة عموميــة مقابــل مســاهمتها بثموالهــا الذاتيــة فــي الشــركة (المــادة‬
‫‪249‬ي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ األسهــم العــاديــة واألســهــم المـمـتازة‬


‫إذا كان األصل أن تتون األسهم عادية‪ ،‬أي تمنح ألصحابها حقوقا متساوية ‪ ،‬فإنه ليس هناك ما يمنع مــن أن‬
‫تقرر الجمعية العامة للشركة ‪ -‬إذا كان نظامها األساسي يسمح بذلك ‪ -‬إعطاو فئة من األسهم منافع وحقوقــا ال تمنحهــا‬
‫األسهم العادية‪ ،1‬م ل نسبة مقطوعة من األربا قبل توزيعها‪ ،‬أو حــق العقــوية فــي مجلــس اإلدارة‪ ،‬أو إعطــاو‬
‫السهم أك ر من صوت واحد أثناو التصويت( المادة ‪262‬ي‪.‬‬
‫وغالبا ما يستند إصدار األسهم الممتازة إلى مبررات قوية م ل حاجة الشــركة إلــى الزيــادة فــي رأا المــال دون‬
‫أن يتون وتعها المالي يشجع على االكتتا في أسهمها‪ ،‬أو رغبة الشركة في متافثة حاملي األسهم لفتــرة تزيــد عــن‬
‫مدة معينة‪ ،‬أو حرصها على إعطاو حملة األسهم من المواطنين إمتانيــة الــتحتم فــي مقاليــد الشــركة بــالرغم مــن عــدم‬
‫حيازتهم ألغلبية رأا المال عن طريق منح السهم أك ر من صوت واحد في الجمعية العامة ‪.‬‬
‫وهناك نوعان من األسهم الممتازة أجاز القانون الجديد إحداثها هي‪:‬‬
‫أ ـ األسهم ذات األولوية في األربا دون حق التصويت‬
‫هي نوع جديد من األسهم أخذها القانون المغربــي عــن القــانون الفرنســي‪ ،2‬تقــوم علــى إعطــاو الحامــل حــق‬
‫أولوية في األربا مقابل حرمانه من حق التصويت الذي يتفرع عادة عن السهم‪.‬‬
‫ولقد سعى المشرع من خالل إرساو هذا النوع من األسهم إلى إيجاد قيم مالية تالئم في نفس الوقــت مســيري‬
‫الشركات وتشجع االست مار‪ ،‬فبالنسبة لمسيري شركات المساهمة‪ ،‬خاصة العائلية منها‪ ،‬يمتنهم هذا النوع من األسهم‬
‫من فتح رأسمال الشركة على الغير دون تغيير مراكز القرار فيها‪ ،‬وبالنسبة لالست مار يشــجع هــذا النــوع مــن األســهم‬
‫على االكتتا في رأسمال الشركة لما يمنحه للمتتتبين من أولويــة فــي األربــا ‪ ،‬لــذلك فهــو يالئــم المســت مرين الــذين‬
‫يسعون على الخصوص إلى تحقيق الربح وال يهمهم المشاركة في اإلدارة والتسيير‪.‬‬
‫وإلنشاو هذه األسهم يجب أن تتون الشركة قد حققت أرباحا قابلة للتوزيع خالل السنتين الماليتين األخيــرتين‬
‫وأن ينص النظام األساسي على إمتانية إنشائها (المادة ‪261‬ي ‪.‬‬

‫‪J.M. de Bermond de Vaulsc, les parts sociales privilégiés J.C.P. entrep . 1993 - I – 294. 1‬‬
‫‪C.Jauffret , Spinosi , Les actions a dévidende prioritaire sans droit de vote, Rev. stés. 1979, 25. 2‬‬
‫‪75‬‬

‫ويتم هذا اإلنشاو إما عن طريق الزيادة في رأا المــال بإصــدار أســهم ذات األولويــة فــي األربــا دون حــق‬
‫التصويت‪ ،‬أو عن طريق تحويل جزو من األسهم العادية التي سبق إصدارها إلى هذا النــوع مــن األســهم وكــل ذلــك‬
‫في حدود ربع رأا المال‪ ،‬ويجب أن تساوي قيمتها االسمية قيمة األسهم العادية (المادة ‪ 263‬ـ ‪ 1‬و‪2‬ي‪.‬‬
‫وتمــنح هــذه األســهم لحامليهــا نفــس الحقــو المعتــرف بهــا للمســاهمين اآلخــرين باســت ناو حــق المشــاركة‬
‫والتصويت في الجمعيات العامة للمساهمين (المادة ‪ 263‬فقرة ‪3:‬ي وبالنسبة لألربــا فهــي تعطــيهم الحــق فــي أولويــة‬
‫الحصول على ربح يقتطع من أربا السنة المالية القابلة للتوزيع قبل أي تخصيص آخر‪ ،1‬وال يمتن أن يقل هذا الــربح‬
‫عن مبل الربح األول المقرر في النظام األساسي وال عن مبل يساوي نسبة ‪ %7,5‬من المبل المحرر من رأا المال‬
‫الذي تم له األسهم ذات األولوية في األربا دون حق التصويت ‪ ،‬وبعد أن تقتطع األربا ذات األولوية والــربح األول‬
‫‪ ،‬إذا نص النظام األساسي عليه ‪ ،‬أو بعد اقتطاع ربح بنسبة ‪ % 5‬لفائدة األسهم العادية ‪ ،‬يخول لألسهم ذات األولوية‬
‫نفس الحقو المخولة لألسهم العادية (المادة ‪ 264‬ـ فقرة ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪3‬ي‪.‬‬

‫ـ األسهم ذات حق تصويت مقاعف‬


‫مبدئيا فإن حق التصويت المترتب عن السهم يجب أن يتون متناسبا مع رأا المال الذي يم له (م ‪1 .259‬ي إال‬
‫أن المشرع أجاز است ناو من هذا المبدأ إعطاو حق تصويت مقاعف لجميع األسهم المحــررة كليــا‪ ،‬والتــي ثبــت أنهــا‬
‫قيدت تقييدا إسميا منذ سنتين على األقل باسم نفس المساهم‪ ،‬شــريطة أن يــتم ذلــك إمــا بموجــب النظــام األساســي‪ ،‬أو‬
‫بناو على قرار من الجمعية العامة غير العادية (م ‪2. 257‬ي‪.‬‬
‫والهدف من إجازة المشرع لذلك‪ ،‬إيجاد آلية لمتافثة حملــة األســهم علــى وفــائهم للشــركة‪ ،‬وذلــك بإبقــائهم علــى‬
‫االست مار الذي وظفوه في المدة التي يحددها النظام األساسي أو قرار الجمعية العامة غيــر العاديــة والتــي ال يجــوز أن‬
‫تقل عــن ســنتين‪ ،‬وذلــك لتمييــزهم عــن المســاهمين المقــاربين الــذين يراهنــون علــى الــربح الســريع دون أي اهتمــام‬
‫بالشركة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ األسـهـم االسـمـيـة واألسـهـم للـحـامـل‬


‫أ ـ فاألسهم االسمية ال تتجسد ماديا في شتل صتوك‪ ،‬وإنمــا بمجــرد قيــد حــق صــاحبها فــي ســجل‬
‫التحويالت للشركة ( المادة ‪ - 245‬فقرة أولى ي‪.‬‬
‫وتظل األسهم اسمية إلى أن تدفع قيمتها بالتامل حيث يمتن لصاحبها االختيــار بــين الشــتل االســمي والشــتل‬
‫للحامل‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك (المادة ‪ 245‬فقرة ‪4 :‬ي‪.‬‬
‫وتتداول األسهم االسمية عن طريق قيــد التنــازل فــي ســجل التحــويالت الممســوك فــي مقــر الشــركة (المــادة‬
‫‪ -245‬فقرة‪6:‬ي ولهذا الغرض فقد أوجب المشرع على كل شركة مساهمة أن تمسك بمقرها سجال للتحويالت تقيــد فيــه‬
‫االكتتابات والتحويالت ترتيبا وبمراعاة تاريخها ‪ ،‬وذلك سواو تعلق األمر بالتحويالت الواقعة على األسهم االســمية أو‬
‫سندات القرض االسمية ‪.‬‬
‫وقبل مسك هذا السجل أوجب القانون على المتصرفين عرته على رئيس المحتمة التجارية لترقيم صــفحاته‬
‫والتوقيع عليه‪.‬‬
‫ويحق لتل حامل سهم إسمي أو سند إسمي صادر عن الشركة أن يحصــل فــي كــل حــين علــى نســخة مشــهود‬
‫بمطابقتها لألصل من القيد الوارد في الســجل موقعــة مــن طــرف رئــيس مـــجلس اإلدارة أو مجلــس اإلدارة الجامعيــة‬
‫(المادة ‪ 245 :‬فقرة‪7 :‬ي‪.‬‬

‫ـ أما األسهم للحامل فهي التي ال تحمل اسم صاحبها وتنتقل بمجرد المناولــة (المــادة‪ -245 :‬فقــرة ‪5:‬ي‬
‫وغالبا ما يفقل المساهمون شتل السهم للحامل لما يوفره من سهولة التداول‪ ،‬واقتصاد تتلفته‪ ،‬باإلتافة إلــى ســرية‬
‫الحيازة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ أسهم التمتع وأسهم رأا المال‬


‫تنقسم األسهم من حيث حقو المساهم على موجودات الشركة إلى أسهم تمتع وأسهم رأا المال‪.‬‬

‫فثسهم التمتع هي التي تعطي لصاحبها حقا في األربا دون أن تعطي له حقا في موجودات الشركة‪.‬‬

‫‪Françoise moned - Droit financiers attachés aux actions privilégiées, Dr des sociétés - n° 3 mars 1995 - p.1 1‬‬
‫‪76‬‬

‫أما أسهم رأا المال فهي التي تعطي لصاحبها الحق في األربا وفي موجودات الشركة معا‪.‬‬

‫واألصل في األسهم أنها أسهم رأا مال‪ ،‬غير أنه قد يحدث بالنسبة لــبعض األنــواع مــن الشــركات أن يتــون‬
‫رأسمالها معرتا لالســتهالك بســبب تعاطيهــا لنشــاط يقــوم علــى اســتغالل مــورد سينقــب م ــل المنــاجم أو المقــالع أو‬
‫استغالل امتياز حتومي سينققي بعد مدة تصبح معها موجودات الشركة ملتا للدولــة‪ ،‬ففــي م ــل هــذه الحــاالت يترتــب‬
‫على استهالك رأسمال الشركة ترورة رد قيمة األسهم تدريجيا إلى أصحابـــها خــالل حيــاة الشــركة حتــى ال يســتحيل‬
‫عليهم استرداد تلك القيمة عند انققائها فتتحول تلك األسهم من ثم من أسهم رأا مال إلى أسهم تمتع‪.‬‬
‫ويتم االستهالك إما بمقتقى شرط في النظام األساسي للشركة أو بقرار تتخذه الجمعية العامــة االســت نائية ‪،‬‬
‫وتستعمل في ذلك األربا القابلة للتوزيع (المادة ‪20‬ي‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫ســـنــدات الـــقــرض‬
‫‪Les obligations‬‬
‫يمتن لشركات المساهمة أن تصدر نوعين من السندات ‪ :‬سندات القرض العادية ‪ ،‬وســندات القــرض‬
‫القابلة للتحويل إلى أسهم ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫سـنـدات الـقـرض الـعـاديـة‬
‫أوال ـ تعريفها‬
‫العــام للحصــول‬ ‫سندات القرض أورا مالية قابلة للتــداول تصــدرها شــركة المســاهمة وتطرحهــا لالكتتــا‬
‫على قرض طويل األجل في الغالب‪.‬‬
‫فقد تحتاج شركة المساهمة إلى أموال جديدة إما لتوسيع نشاطها أو للتغلــب علــى صــعوبات ماليــة تواجههــا‪،‬‬
‫فتفقل الشركات في بعض األحيان‪ ،‬عوض اللجوو إلى الزيادة في رأا المــال‪ ،‬االعتمــاد علــى االقتــراض عــن طريــق‬
‫إصدار سندات القرض‪ .‬ذلك أن الزيادة في رأا المال يؤدي إلى دخول مساهمين جدد يزاحمون القدامى الذين واجهوا‬
‫ظروف وم شاكل الشــركة وعايشــوا خطواتهــا األولــى إلــى أن نجحــت وأصــبحت تــدر أرباحــا ‪ ،‬لــذلك فــإن هــؤالو قــد ال‬
‫يرغبون في إدخال مساهمين جدد يقتسمون معهم ثمار جهــدهم‪ .‬كمــا أن االلتجــاو إلــى البنــوك لالقتــراض قــد ال يتــون‬
‫مالئمــا للشــركة بــالنظر إلــى أن البنــوك ال تخــول إال قروتــا قصــيرة أو متوســطة األجــل وتتطلــب تــمانات متنوعــة‪،‬‬
‫والشركة قد تتون في حاجة إلى األموال لمدة طويلة أوال تتوفر على القــمانات التافيــة للحصــول علــى األمــوال التــي‬
‫تحتاج إليها من البنوك ‪ ،‬لتل هذا تفقــل شــركات المســاهمة فــي بعــض األحيــان االلتجــاو إلــى االقتــراض عــن طريــق‬
‫إصدار سندات لالكتتا العام‪.‬‬

‫ثانيا ـ خـصـائـص سـنـدات الـقـرض‬


‫تتميز سندات القرض بعدة خصائص نجملها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أنها تم ل دينا لحاملها‪ ،‬ومن هنا فإن عالقة حامل السند بالشركة هي عالقة مديونية علــى خــالف حامــل‬
‫السهم الذي يعتبر مساهما أي شريتا في الشركة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن القرض الذي تم له السندات هو قرض جماعي‪ ،‬بمعنى أن الشركة لم تتعاقد بشتل فردي مع كل حامــل‬
‫على حدة ‪ ،‬وإنما مع مجموع المتتتبين عن طريق إصدار قرض واحد لالكتتا العام‪ ،‬ومن ثم فــإن ذلــك القــرض يقســم‬
‫إلى أجزاو متساوية يقمن كــل واحــد منهــا فــي ســند‪ .‬لــذلك فــإن حملــة الســندات يوجــدون علــى قــدم المســاواة فــي‬
‫عالقاتهم بالشركة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إن السند كالسهم قابل للتداول بالطر التجارية‪ ،‬فإذا كان اســميا وجــب قيــد انتقــال ملتيتــه فــي الســجالت‬
‫الخاصة بذلك في الشركة‪ ،‬وإذا كان للحامل ينتقل بمجرد التسليم‪.‬‬

‫ثال ا ـ حقـو حـمـلـة السـنـدات‬


‫‪77‬‬

‫باعتبار حامل السند مجرد دائن للشركة فإنه يترتب على هذه العالقة ثبوت الحقو التالية له‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الحق في فائدة ثابتة تدفع له في المواعيد المتفق عليها ‪ ،‬ويحدد سعر الفائدة بحســب ســعر الســو‬
‫وقت إصدار السندات‪ ،‬ويحسب بناو على القيمة االسمية للسند‪ ،‬غير أنه ليس هنــاك مــا يمنــع مــن إصــدار ســندات‬
‫بسعر متغير للفائدة‪ ،‬أي سعر يحدد وفق تغيرات السو المالية‪.1‬‬
‫كما أنه ليس هناك ما يمنع من إصدار سندات قرض مقابل نسبة معينة من األربــا أو ســندات قــرض بفائــدة‬
‫زائد نسبة معينة من األربا ‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن ذلك ال يغيــر مــن وتـعية الحامــل مــن حيــث أنــه يظــل مجــرد دائــن‬
‫للشركة‪ ،‬وال يتحول إلى مساهم مادام أن حقوقه تنحصر في استرداد مبل الدين في األجل المتفق عليه‪ ،‬وال تمتد إلــى‬
‫موجودات الشركة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الحق في استرداد مبل القرض في تاريخ االستحقا المتفق عليه‪ .‬وهنا يالحظ أن الشركات تشترط عادة‬
‫أن يتم الوفاو بقيمة السندات بشتل تدريجي عن طريق استهالك عدد منها كل عام‪ ،‬وذلــك ألنــه قــد يتــون مــن المتعــذر‬
‫عليها أن تفي بها جميعا دفعة واحدة لما في ذلك من إرها مالي لها‪ ،‬ويتم تعيين السندات التي تستهلك كــل ســنة‬
‫عن طريق القرعة ( المادة ‪312‬ي‪.‬‬
‫ويمتن كذلك للشركة أن تلجث إلى استهالك السندات عن طريق شراو ما يعــرض منهــا للبيــع فــي الســو‬
‫المالية (المادة ‪ 312‬كذلكي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ حق تتوين حملة السندات المنشــثة اثــر نفــس اإلصــدار‪ ،‬ك لــة تتمتــع بالشخصــية االعتباريــة تعمــل علــى‬
‫حماية حقوقهم المشتركة (م ‪295‬ي حيث يتعين إخقاع كل قرار تتخذه الشركة ويمس حقو حملة الســندات لموافقــة‬
‫جمعيتهم العامة (م ‪309‬ي التي يمتنها أن تنعقد في أي وقت (م ‪305‬ي‪.‬‬
‫ولمم لي التتلة الحق في االطالع على الوثائق الموتوعة رهن إشارة المساهمين حسب نفس الشروط التــي‬
‫يخقع لها هؤالو‪ ،‬غير أنه ليس لهم حق التدخل في تسيير أمور الشركة‪ ،‬وإذا كــان يمتــنهم المشــاركة فــي الجمعيــات‬
‫العامة للمساهمين فليس لهم صوت في مداوالتها (م ‪304‬ي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وتنحصر حقو حملة السندات في الحقو المحددة أعاله والمنب قة مــن طبيعــة عالقــة المديونيــة التــي‬
‫تربطهم بالشركة‪ ،‬ومن ثم فهم ليس لهم أن يتدخلوا في أي أمر من أمور إدارة الشركة‪ ،‬وليس لهم أي حــق آخــر علــى‬
‫أموالها غير الحصول على الفائدة المتفق عليها‪ ،‬واسترداد مبل دينهم في تاريخ استحقاقه‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫سندات الـقـرض الـقـابلـة للـتحويـل إلى أسـهـم‬
‫هي في طبيعتها من نفس طبيعة سندات القرض العادية إال أنها تمتاز عنها بتونها تعطي لحامليها الحق فــي‬
‫اختيار تحويل سنداتهم إلى أسهم في كل وقت‪ ،‬أو في أجل أو آجال تحددها الشركة المصدرة‪.2‬‬
‫وتلجث الشركة لم ل هذا النوع من السندات لتشجيع المدخرين علــى االكتتــا فيهــا‪ ،‬بــالنظر إلــى مــا تتيحــه‬
‫لهم من إمتانية التحول إلى مساهمين إذا ما تطورت الوتعية المالية للشركة بشتل يغريهم على االست مار فيها ‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ناهيك عن أنه يمتنها من عرض نسبة فائــدة منخفقــة علــى المتتتبــين بمقابــل مــا تــوفره لهــم مــن‬
‫امتيازات فتقلص بذلك من تتاليف االقتراض‪.‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫شهــــادات االســتــ مــــار‬

‫‪Chartier , Les obligations à un taux flottant, J C P 1975 ed. C I 11702 ; Simonet , Les obligations à taux 1‬‬
‫‪variable, banque, 1982, 573.‬‬
‫‪Casterès, Obligations convertibles ou échangeables, Rev. stés. 1968, 5, Gaz Pal, 1970 -2-136 ; Serra, Le 2‬‬
‫‪droit de conversion des obligations convertibles à tout moment, RDC. 1971, 565 ; Guyénot, La pratique des‬‬
‫‪obligations convertibles en actions a tout moment, Banque 1980, 1003 ; M.Lutter, Les obligations‬‬
‫‪convertibles et échangeables contre des actions en droit allemand, Rev. stés. 1972, 201.‬‬
‫‪78‬‬

‫تشتل شهادات االست مار نوعا جديدا من القيم المنقولة التي يمتن لشركات المساهمة أن تصدرها ‪ .‬وقد اقتبســها‬
‫المشرع المغربي عن القانون الفرنسي‪ 1‬إلى جانب كل مــن ســندات القــرض القابلــة للتحويــل إلــى أســهم واألســهم ذات‬
‫األولوية في األربا دون حق التصويت وذلك بهدف إيجاد أدوات جديدة لتمويل شركات المساهمة ‪.2‬‬
‫ويدخل تصور هذه األنواع الجديدة من القيم المنقولــة فــي إطــار السياســة التــي تتبعهــا الســلطات العموميــة حاليــا‬
‫والتي تهدف إلى تنشيط االست مار وخلق قنوات جديــدة لتوجيــه مــدخرات األفــراد نحــو المقــاوالت عــن طريــق تشــجيع‬
‫المدخرين على است مار أموالهم فيما يتالوم وحاجيات تمويل االقتصاد الوطني الذي يعاني من نقص التمويــل ‪ .‬ويــدخل‬
‫ذلك كذلك في إطار برنامأ خلق سو مالية حقيقية إليجاد خيــارات متعــددة للتمويــل أمــام المقــاوالت إلــى جانــب نظــام‬
‫القروض البنتية الذي تبث عجزه لحد اآلن علــى تلبيــة حاجيــات التمويــل للمقــاوالت المغربيــة التــي تعــاني مــن تــعف‬
‫رأسملتها‪ ،‬وإلغناو تلك السو بثنواع متعددة من السندات على نحو يــؤدي إلــى خلــق فــرص كبيــرة لتوظيــف األمــوال‬
‫أمام المست مرين ‪ .‬فمن الناحية االقتصادية العامة يشتل إحداث قيم مالية منقولة جديدة إغناو لهذه القــيم مــن حيــث أن‬
‫تعددها يمتن من خلق أدوات متعددة لالست مار على نحو يؤدي إلى إيجاد كل فئة من المدخرين للنوع المالئم من القــيم‬
‫الذي يوافق نوع االست مار الذي يرغب فيه وكل مقاولة نوع التمويل الذي يالئم وتعها وحاجياتها ‪ .‬وهــذا يــؤدي إلــى‬
‫تعدد قنوات توجيه المدخرات نحو المقاوالت ومن تم إلى تنشيط السو المالية عن طريق تنويــع أشــتال القــيم الماليــة‬
‫المنقولة الفاعلة فيها بما يترتب عن ذلك من توسيع مقدار األموال الرائجة فيها ‪.‬‬
‫وتقوم شهادات االست مار على تقنية تجــزيو الحقــو المتفرعــة عــن الســهم إلــى نــوعين مــن الحقــو وبالتــالي‬
‫تجزيو السهم إلى شهادتين‪:‬‬

‫المالية‪ ،‬وتم لها شهادات االست مار‪ .‬والحقو غير المالية وتم لها شهادات الحق في التصويت ‪.‬‬ ‫الحقو‬
‫وتتم ل الحقو المالية في الحق في األربا ‪ ،‬وفي حق األولوية في االكتتا في حالة إصدار أسهم جديدة عــن‬
‫طريق الزيادة في رأا المال‪ ،‬وفي الحق فــي أســهم بالمجــان فــي حالــة الزيــادة فــي رأا المــال عــن طريــق إدمــاج‬
‫االحتياطات فيه‪ ،‬وعند انققاو الشركة الحق في عالوة التصفية التي تم ل نصيب الشريك في االحتياطات التي تتونــت‬
‫مع مرور الوقت نتيجة عدم توزيع كافة األربا المحققة‪.‬‬

‫أما باقي الحقو الناتجة عن السهم والتي هــي من طبيعة غير ماليـة فهــي الحــق فــي المســاهمة فــي‬
‫إدارة الشركة إما مباشرة أو عن طريق اتخاذ القرارات المتعلقة بذلك في الجمعية العامة‪ ،‬ويمارا هــذا الحــق عــن‬
‫طريق التصويت‪ :‬الحق في التصويت وما يتصل به من حق االطــالع علــى وثــائق الشــركة وحــق المســاهمة فــي‬
‫اجتماعات الجمعيات العامة‪ :‬عادية وغير عادية‪.‬‬
‫والهدف من إرساو هذا النوع مــن القــيم المنقولــة إعطــاو اإلمتانيــة للمســاهم أو المســاهمين الــذين يملتــون‬
‫األغلبية في الشركة والذين يتحتمون من ثم في مقاليدها‪ ،‬في أن يوسعوا من قدراتها المالية دون التــثثير علــى مراكــز‬
‫القرار فيها‪ ،‬وهو الذي يتحقق لهم بإصدار شهادات االست مار واالحتفاظ بما يقابلها من شهادات الحق في التصويت‪.‬‬
‫وال يمتن إنشاو شهادات االست مار أثناو تثسيس الشركة وإنما البد أن يتم ذلك وهي قائمــة‪ ،‬إمــا عــن طريــق‬
‫الزيادة في رأسمالها أو عن طريق تجزيو قدر من األسهم الموجودة‪ ،‬وذلك في حدود ‪% 25‬من رأسمال الشركة‪.‬‬
‫ويمتن تتون شهادات االست مار إسمية أو للحامل‪ ،‬وهي قابلة للتداول‪ ،‬بخالف شهادات الحق فــي التصــويت‬
‫التي يجب أن تتون إسمية (المــادة ‪285‬ي وهــي ال تقبــل التــداول إال فــي حــالتين‪ :‬إذا كــان ســيتم تفويتهــا رفقــة شــهادة‬
‫است مار (المادة ‪ 286‬ي حيث سيؤدي ذلك إلى تجميع شهادة است مار مع شهادة حق في التصويت في يد واحدة فتــتم‬
‫إعادة تتوين السهم بقوة القانون‪ ،‬ويتون على حامله أن يصر بذلك للشركة برسالة مقمونة الوصول داخــل ‪15‬‬
‫يوما لتسجل ذلك في سجل التحويالت الذي تمسته‪ ،‬وفــي حالــة عــدم قيامــه بــذلك يســقط حــق التصــويت الناشـ عــن‬
‫السهم إلى حين انققاو ثالثين يوما من تاريخ تسوية هذه الوتعية (المادة ‪286‬ي‪.‬‬

‫‪Loi n° 83. 1 du 3 janvier 1983, J.C.P 1983. III. 536 1b .‬‬ ‫‪1‬‬

‫ولقد اقتـبس المشـرع الفرنسـي هـذه الشـهادات عـن الشـهادات البتروليـة ‪ les certificats pétroliers-‬ـ التـي كـان قـد سـبق لـه أن أصـدرها‬
‫بمقتضى قانون ‪ 26‬يونيو ‪ )J.C.P. éd. C . I. 1957 – III – 60743( 1957‬بهدف الحصول على األموال الالزمة للتنقيب عن البترول يـي‬
‫أيريقيا الشمالية ‪ ،‬حيث احتفظت الدولة بحق التصويت الناتج عن األسهم التي تملكها يي شركات البترول العامة وطرحـت مـا يقابلهـا مـن حقـوق‬
‫مالية على العموم لالكتتاب ييها يي شكل شهادات بترولية ‪ .‬راجل ‪:‬‬
‫‪J . Rault : Les certificats pétroliers – R.T.D. com. 1957 . p 843 .‬‬
‫‪ 2‬يؤاد معالل ـ شهادات االستثمار الصادرة عن شركات المساهمة ـ مجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬العدد‪ 16 :‬ـ ‪ ،1999‬ص ‪. 33 :‬‬
‫‪Viandier, Certificat d'investissement et certificat de droit de vote Jurisc-sociétés, T:5 - Fasc -104-2 ; Bouloc,‬‬
‫‪Les nouvelles valeurs mobilières: les certificats d'investissement et les titres participatifs - Rev., stés. 1983,‬‬
‫‪501.‬‬
‫‪79‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫تسـيـيــر شركــات المـسـاهــمـة‬
‫بالنظر لقخامة عدد المساهمين في شركات المساهمة عادة مما يستحيل معه تولي كل هؤالو مهام التسيير فإن‬
‫المشرع أوجد نظاما لإلدارة يقمن في نفس الوقت الفعالية على هذا المستوى دون أن يقصــي المســاهمين مــن تــدبير‬
‫شؤون الشركة وبالتالي الحفاظ على مصالحهم فيها‪ .‬وهتذا فإن المشرع وزع مهام اإلدارة بــين ثالثــة هيئــات هــي‪1:‬ـ‬
‫مجلس اإلدارة‪ ،‬أو مجلس اإلدارة الجماعية مع مجلس للرقابة‪ 2 .‬ـ الجمعية العامة للمساهمين‪ 3 .‬ـ مراقبو الحسابات‪.‬‬
‫وهو نظام يشبه طريقة الحتم في األنظمة الديمقراطية‪ 1‬حيث يتولى مهام التنفيذ مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة‬
‫الجماعية م له م ل الحتومة‪ ،‬وتقوم الجمعية العامة للمساهمين برسم السياسة العامة للشركة كالبرلمــان الــذي ينطــق‬
‫باسم الشعب‪ ،‬أما مراقبو الحسابات فيتولون مراقبة عمل مجلس اإلدارة واألجهزة التــي تعمــل تحــت إمرتــه للتثكــد مــن‬
‫التزامه بمصالح المساهمين وتنفيذه لقرارات الجمعية العامة والتزامه بثحتام القانون‪.‬‬
‫ولقد عمل المشرع من خالل القانون الجديد المنظم لشركات المساهمة على إصال نظــام تســيير وإدارة هــذه‬
‫الشركات بوسائـل متعددة أهمها‪ :‬التنصيص على منصب رئيس مجلس اإلدارة وتحديــد مهامــه‪ ،‬وإحــداث نظــام اإلدارة‬
‫الجماعية مع مجلس للرقابة يمتن لمن يريد من شركات المساهمة أن يتبناه عوض نظام مجلــس اإلدارة‪ ،‬ودعــم مهــام‬
‫وسلطات مراقبي الحسابات لقمان رقابة أفقل للحسابات مع جعل هــذه الهيئــة مــن هيئــات اإلدارة تتمتــع بصــالحيات‬
‫قانونية‪ ،‬وليس بناو على توكيل من الجمعية العامة ‪.‬‬
‫ونقتر أن نعطي نبذة عند كل هيئة من هيئات اإلدارة هذه‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية‬
‫يمتــن لشــركات المســاهمة أن تختــار بــين نظــامين لــإلدارة‪ :‬نظــام مجلــس اإلدارة التقليــدي‪ ،‬أو نظــام اإلدارة‬
‫الجماعية مع مجلس للرقابة‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الشركات ذات مجلس اإلدارة‬
‫بالنسبة لشركات المساهمة التي تختار الحفاظ على نظام اإلدارة التقليدي المعمول به لحد اآلن‪ ،‬فـــإنه يجــري‬
‫فيها تعيين مجلس لإلدارة يتتون من عدد من األعقاو‪ ،‬يختارون وفق الطريقة التي يحددها النظام األساســي‪ ،‬ويقــوم‬
‫المجلس باختيار أحد أعقائه لتولي رئاسته‪ ،‬أما أعمــال التســيير اليــومي والــدائم فيتوالهــا إمــا رئــيس مجلــس اإلدارة‬
‫باعتباره في نفس الوقت مديرا عاما‪ ،‬أو يتوالها مدير عام يعين من قبل المجلس لهذا الغرض‪.‬‬

‫أوال ـ مجلس اإلدارة‬


‫‪ 1‬ـ تتوينه‬
‫مجلس اإلدارة هيئة جماعية للتسيير تتتون من مجموعة من المتصرفين يختارون من بين المساهمين أشخاصا‬
‫طبيعيين كانوا أو اعتباريين‪ .‬وعادة ما يحدد نظام الشركة عدد وطريقة انتخا أعقاو مجلس اإلدارة ومدة العقوية‪.‬‬
‫ويتتون مجلس اإلدارة من ثالثة أعقاو على األقل‪ ،‬ومن اثني عشر عقوا على األك ر‪ ،‬ويرفع هذا العدد األخير‬
‫إلى خمسة عشر عقوا‪ ،‬إذا كانت أسهم الشركة مسعرة في بورصة القيم (المــادة ‪ 39‬فقــرة أولــىي‪ .‬فتــل شــركة تحــدد‬
‫العدد بحسب عدد المساهمين فيها‪.‬‬
‫ويعين أعقاو مجلس اإلدارة األوائل بموجب النظام األساسي‪ ،‬أو بموجب عقد مستقل يشــتل جــزوا مــن النظــام‬
‫األساسي‪ ،‬أما األعقاو الالحقين‪ ،‬فيتم تعيينهم من قبل الجمعية العامة العادية بثغلبية األصوات (م ‪ 1 /40‬و‪2‬ي‪.‬‬
‫ويتون التعيين للمدة التي يحددها النظام األساسي على أال تزيد عن ثــالث ســنوات إذا تــم التعيــين فــي النظــام‬
‫األساسي‪ ،‬وست سنوات إذا تم من قبل الجمعية العامة (المادة ‪ 48‬الفقرة ‪1‬ي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Hamel Lagarde et Jauffret op.cit . n° 516 p. 211.‬‬
‫‪80‬‬

‫وبما أن المتصرفين هم وكالو عن الشركة فإن للجمعية العامة أن تقــرر عــزلهم فــرادى أو مجتمعــين فــي أي‬
‫وقت حتى من دون إدراج ذلك في جدول األعمال (المادة ‪ 48‬الفقرة ‪ 3‬ي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ مهامه‬
‫يختص مجلس اإلدارة بتحديد التوجهات المتعلقة بنشاط الشركة ويسهر على تنفيذها بواســطة رئيســه‪ ،‬وينظــر‬
‫في كل مسثلة تهم حسن سير الشركة ويسوي بقراراته األمور المتعلقة بها مع مراعاة السلط المخولة بصــفة صــريحة‬
‫لجمعيات المساهمين وفي حدود غرض الشركة‪ ،1‬كما يقوم بعمليات المراقبة والتحقق التي يراها مناسبة (المــادة ‪/69‬‬
‫‪ 1‬و‪2‬ي وعلى وجه الخصوص فهو الذي يقرر الدعوة النعقاد جمعيات المساهمين‪ ،‬ويحدد جــدول أعمالهــا‪ ،‬ومقــمون‬
‫القرارات التي تعرض عليها‪ ،‬ويقع التقارير المقدمة لها عن هذه القرارات (م ‪1/ 72‬ي‪.‬‬
‫كما أنه هو الذي يثمر ويشرف على إعداد الجرد‪ ،‬والقــوائم التركيبيــة‪ ،‬ويقــدم للجمعيــة العامــة العاديــة الســنوية‬
‫تقريرا للتسيير يتقمن كافة المعلومات القرورية للمساهمين حتى يتسنى لهم تقييم نشاط الشركة خالل السنة المالية‬
‫المنصرمة من خالل بيان العمليات المنجزة وما واجهتها من صعوبات‪ ،‬والنتائأ التي حصلت عليها‪ ،‬ومتونــات النــاتأ‬
‫القابل للتوزيع‪ ،‬واقترا تخصيص ذلك الناتأ والوتعية المالية وآثارها المستقبلية (م ‪ 3/72‬و م ‪142‬ي‪.‬‬
‫ومجلس اإلدارة هيئة جماعية للتسيير‪ ،‬لذلك فإن سلطات أعقائه تمارا داخــل المجلــس بالمشــاركة فــي اتخــاذ‬
‫القرارات أثناو اجتماعاته‪ ،‬أما خارج المجلس فليس لهم أية سلطات‪ ،‬باســت ناو مــا يتعلــق بعمليــات المراقبــة والتحقــق‬
‫التي قد يقررها المجلس‪ ،‬والتي الغرض منها تمتينهم من القيام بمهــامهم فــي إطــار المجلــس‪ .‬هــذا علمــا بــثن التعــديل‬
‫الجديد (قانون ‪05‬ـ‪20‬ي أقر لتل متصرف الحق في أن يحصل على جميع المعلومات القرورية للقيام بمهامه‪ ،‬وأعطــاه‬
‫الحق في أن يطلب من الرئيس اإلطالع على كل الوثائق والمعلومات التي يعتبرها مفيدة (م ‪ /74‬متررة فقرة ‪2‬ي‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وتلتزم الشركة في عالقتها باألغيار حتى بتصرفات مجلس اإلدارة التي ال تدخل تمن غرتها‪ ،‬ما لم ت بت‬
‫أن الغير كان على علم بثن تلك التصرفات تتجاوز هذا الغرض أو لم يتن ليجهله نظرا للظروف‪ ،‬وال يتفي مجرد نشر‬
‫النظام األساسي إلقامة هذه الحجة‪ .‬كما أنه ال يحتأ تد األغيار بمقتقيات النظام األساسي التي تحد من سلط مجلس‬
‫اإلدارة (م ‪3/69‬ي‪.‬‬

‫ويباشر مجلس اإلدارة أعماله تحت إشراف رئيسه الذي يستدعي األعقاو لالجتماع في مواعيد معينة‪ ،‬وكلمــا‬
‫دعا لذلك حسن سير أعمال الشركة (م ‪1 /73‬ي‪.‬‬

‫وينعقد المجلس بصورة صحيحة بحقور نصف أعقائه على األقل حقورا فعليا‪ .‬إال أنه يمتن للمتصرف أن‬
‫يوكل عنه متصرفا آخر لتم يله ما لم ينص النظام األساسي على خالف ذلك‪ .‬وال يمتن أن يتون لتل متصرف إال‬
‫توكيال واحدا خالل نفس الجلسة (المادة ‪ 50‬الفقرتان ‪1‬و‪2‬ي‪.‬‬

‫ويتخذ المجلس قراراته بثغلبية األعقاو الحاترين أو المم لين‪ ،‬ما لم ينص النظــام األساســي علــى أغلبيــة‬
‫أك ر‪ .‬وفي حالة تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس ما لــم يــنص النظــام األساســي علــى خــالف ذلــك (المــادة ‪- 50‬‬
‫الفقرة ‪4‬ي وت بت مداوالت المجلس في محاتر جلسات يحررها كاتــب للمجلــس يعــين مــن قبــل هــذا األخيــر بنــاو علــى‬
‫اقترا من الرئيس‪ ،‬ويجب أن توقع تلك المحاتر من قبل رئيس الجلسة ومتصرف واحد على األقل‪ .‬وإذا عا رئــيس‬
‫الجلسة عائق وقع محقر الجلسات متصرفان اثنان على األقل (المادة ‪ 52‬ـ الفقرة ‪1‬ي‪.‬‬

‫ثانيا ـ رئيس مجلس اإلدارة‬


‫اعتبارا لتون مجلس إدارة الشــركة يتتــون مــن أعقــاو متعــددين فإنــه يتــون مــن القــروري تعيــين رئــيس‬
‫للمجلس‪ 2‬يتولى ترؤا اجتماعاته واالستدعاو لها‪ ،‬وتحديد جدول أعمالــه‪ ،‬والقيــام بعمليــة التنســيق واإلشــراف علــى‬
‫تنفيذ ما يتخذه من قرارات‪ .‬ويتم ذلك من قبل المجلس ذاته من بين األعقاو المشتلين لــه مــن األشــخاص الطبيعيــين‪،‬‬
‫بثغلبية األعقاو الحاترين أو المم لين‪ ،‬ما لم ينص النظام األساسي علــى أغلبيــة أك ــر (المادتــان ‪ 63‬و‪50‬ي‪ .‬ويعــين‬
‫الرئيس للمدة التي يحددها النظام األساسي والتي ال يمتن أن تتجــاوز مــدة انتدابــه كمتصــرف‪ ،‬ويمتــن تجديــد انتخابــه‬
‫(المادة ‪2 /63‬ي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J.P. Berdah, Fonctions et responsabilité des dirigeants des sociétés par action, Sirey - Paris 1974‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Raymaud et Bardoul, L'administration et la direction générale des sociétés anonymes, in dix ans de droit‬‬
‫‪de l'entreprise, 1978, 125 ; Daigre, Réflexions sur le statut individuel des dirigeants de sociétés anonymes -‬‬
‫‪Rev. stes. 1981. 497.‬‬
‫‪81‬‬

‫والمجلس ذاته يملك يعزل رئيسه في أي وقت (م ‪3/63‬ي‪ .‬وفي حالة حصول عائق مؤقــت للــرئيس أو وفاتــه‪،‬‬
‫يمتن للمجلس أن ينتد متصرفا آخر للقيام بمهام الرئيس‪ .‬وفي حالة العائق المؤقت يعطى االنتدا لمدة محددة قابلــة‬
‫للتجديد‪ ،‬وفي حالة الوفاة يظل االنتدا صالحا إلى حين انتخا رئيس جديد‪( ،‬م ‪66‬ي ويحــدد المجلــس مرتــب الــرئيس‬
‫وكيفية أدائه (م ‪65‬ي‪.‬‬

‫ثال ا ـ المدير العـام (والمدير العام المنتد ي‬


‫‪ 1‬ـ التعيين‬
‫سعيا من المشرع إلتفاو فعالية أكبر علــى طريقــة تســيير شــركة المســاهمة ذات مجلــس اإلدارة‪ ،‬ارتــثى مــن‬
‫خالل القانون رقم ‪05‬ـ ‪ 20‬لسنة ‪ 2008‬المعــدل لقــانون لشــركة المســاهمة‪ ،‬الفصــل بــين مهــام رئــيس مجلــس اإلدارة‬
‫والمدير العام الذي لم يعد يعتبر مفوتا من قبل الرئيس بل من قبل المجلــس‪ ،‬ويمــارا بالتــالي مهامــه باســتقالل عــن‬
‫الرئيس‪ ،‬بحيث بهذه الصيغة تتقح مهام وسلطات المجلس ورئيسه باعتباره جهازا جماعيا‪ ،‬ومهــام وســلطات المــدير‬
‫العام باعتباره جهازا تنفيذيا متلفا بالتسيير اليومي والدائم للشركة‪ ،‬يم لها في عالقتها باألغيار‪ ،‬ويتمتع بثوسع السـلط‬
‫للتصرف باسمها في جميع الظروف‪ ،‬أما الرئيس فهو يم ل مجلس اإلدارة ويتولى تنظيم أشغاله التي يقدم بشثنها بيانا‬
‫للجمعية العامة‪ ،‬كما يسهر على حسن ســير أجهــزة الشــركة ويتحقــق بصــفة خاصــة مــن قــدرة المتصــرفين علــى أداو‬
‫مهامهم‪ .1‬غير أنه‪ ،‬مراعاة لظروف كل شركة على حدة‪ ،‬فإن نفــس القــانون تــرك لمجلــس اإلدارة حريــة اإلبقــاو علــى‬
‫إمتانية تسيير الشركة من قبل رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬غير أنــه فــي هــذه الحالــة يعتبــر الــرئيس مــديرا عامــا فــي نفــس‬
‫الوقت‪ ،‬بحيث يجمع بين مهام تم يل المجلس وتم يل الشركة في عالقتها باألغيار (م ‪67‬ي‪.‬‬
‫وإتافة إلى المدير العام‪ ،‬أجاز القانون ‪05‬ـ‪ 20‬لمجلس اإلدارة‪ ،‬بناو علــى اقتــرا مــن المــدير العــام‪ ،‬أن يفــوض‬
‫شخصا أو عدة أشخاص طبيعيين لمساعدة المدير العام بصفة مدير عام منتد ‪ ،‬ويحــدد المجلــس متافــثة المــدير العــام‬
‫والمديرين العامين المنتدبين (م ‪ 67‬متررةي‪.‬‬
‫ويعزل المدير العام في أي وقت من طرف مجلس اإلدارة‪ ،‬ونفس الشيو بالنســبة للمــديرين العــامين المنتــدبين‬
‫بناو على اقترا من المدير العام‪ .‬وفي حالة عدم استناد العزل على سبب مشروع فإنه يمتــن أن يتــون محــل تعــويض‬
‫عن القرر إال إذا كان المدير العام هو رئيس مجلس اإلدارة (م ‪1/67‬متــرر مــرتيني‪ ،‬وال ينــتأ عــن العــزل فســخ عقــد‬
‫عمل المدير المعزول إذا كان أجيرا في نفس الوقت للشركة (م ‪ 3/67‬مترر مرتيني‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ المهام‬
‫يتمتع المدير العام‪ ،‬بثوسع السلط للتصرف باسم الشركة في جميع الظــروف فــي حــدود غرتــها‪ ،‬مــع مراعــاة‬
‫السلطات التي يخولها القانون صراحة لجمعيات المساهمين ولمجلس اإلدارة (م ‪ ،1/74‬في صيغتها الجديدةي‪.‬‬
‫والمدير العام هو الذي يم ل الشركة في عالقتها باألغيار‪ ،‬فيتصرف ويتعاقد باسمها‪.‬‬
‫ولما كانت صالحيات المسير مستمدة في ظل القانون الجديد من القــانون‪ ،‬علــى خــالف الــنص القــديم الــذي كــان‬
‫يعتبره مجرد وكيل عن الشركة يستمد صالحياته من التوكيل الذي أعطاه إياه النظام األساسي‪ ،2‬فإن الشركة تلتزم فــي‬
‫عالقاتها مع األغيار بتصرفات المدير العام‪ ،‬ولو لم تتن تدخل تمن غرتها‪ ،‬ما لم ت بت أن الغير كــان علــى علــم بــثن‬
‫تلك التصرفات تتجاوز هذا الغرض‪ ،‬أو لم يتن ليجهله نظرا للظروف‪ ،3‬وهي ال يمتنها أن تحتأ بنشر النظام األساسي‬
‫إلقامة هذا اإلثبات (م ‪2/74‬ي‪.‬‬
‫كذلك ال يمتن للشركة أن تحتأ تد األغيار بمقتقيات النظام األساسي أو بقــرارات مجلــس اإلدارة التــي تحــد‬
‫من سلطات المدير العام (المادة ‪3/74‬ي‪ ،‬وفي هذا حماية أفقل لألغيار وللمتعاملين الذين يتونــون فــي اطمئنــان دائمــا‬
‫إلى أن معامالتهم تلزم الشركة‪.‬‬
‫أما المديرين العامين المنتدبين في حالة وجــودهم‪ ،‬فيفــوض لهــم مجلــس اإلدارة مهمــة مســاعدة المــدير العــام‪،‬‬
‫ويحدد نطا سلطاتهم ومدتها‪ ،‬وذلك باقترا من المدير العام (م ‪ 1/75‬في صيغتها الجديــدةي‪ .‬هــذا فــي إطــار الشــركة‪،‬‬

‫‪ 1‬مذكرة تقديم مشروع القانون رقم ‪05‬ـ‪ ،20‬ص‪.3 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Hémard, Le nouveau statut des administrateurs de sociétés anonymes - Mélanges Bastian , 1974 -1-‬‬
‫‪117.‬‬
‫‪ 3‬راجل يي تطبيق ذلك‪ :‬قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس رقم ‪ 652‬بتاريخ ‪ 2004/05/27‬يي الملف عدد ‪ ،04/382‬منشور على موقل‬
‫وزارة العدل‪ www.justice.gov ;ma/:‬ـ اجتهادات قضائية‪ ،‬محكمة االستئناف التجارية بفاس‪ ،.‬قضايا الشركات‪ ،.‬القاعدة رقم ‪.2‬‬
‫‪82‬‬

‫أما اتجاه األغيار فلهم نفس السلطات المخولة للمدير العام (م ‪2/75‬ي‪ .‬فينطبــق علــيهم علــى هــذا المســتوى مــا ينطبــق‬
‫على المدير العام‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫الشركات ذات مجلس اإلدارة الجماعية مع مجلس الرقابة‬
‫أخذ المشرع لمغربي هذا النظام عن القانون الفرنسي الذي أخذه بدوره عن القانون األلماني‪ .‬وهو يهدف إلى‬
‫تبسيط طريقة إدارة شركات المساهمة إلتفاو الفعالية عليها عن طريق وتع حد لتــداخل الســلط المالحــظ فــي النظــام‬
‫التقليدي حيث يصبح الرئيس هو الممارا الفعلي لإلدارة والتسيير ويتحول باقي أعقاو مجلس اإلدارة إلى مــراقبين‪،‬‬
‫فتتداخل‪ ،‬من ثم مهام التسيير مع مهام المراقبة الممارسة من قبل الهيئة‪ .‬من هنا فإن المشرع ارتثى إحداث فصل فــي‬
‫هذه المهام بتوكيل مهام التسيير لهيئة مستقلة يمتن أن تتــون جماعيــة ويمتــن أن تتــون فرديــة‪ ،‬ومهــام الرقابــة إلــى‬
‫هيئة أخرى‪ ،‬مع إعطاو هيئة اإلدارة سلطات واسعة وتمتيعها باستقاللية كبيرة حتى تتمتن من القيام بمهمتهــا بفعاليــة‬
‫وديناميتية كبيرتين‪ ،‬وإعطاو هيئة الرقابة سلطة مراقبة التســيير والحســابات مــع إمتانيــة تخويلهــا ســلطة التــرخيص‬
‫بثعمال اإلدارة المهمة‪.‬‬
‫ويسمح هذا النظام بتوفير حماية وتمانات أفقل للمست مرين‪ ،‬من حيث أنه يسمح للمســاهمين الرئيســيين‬
‫في الشركة بعدم االنشغال بثمور التسيير اليومي‪ ،‬وترك ذلك إلى معاونين مؤهلين وأكفــاو مــع االحتفــاظ بحــق التـدخل‬
‫في رسم السياسة العامة للشركة‪ ،‬وتحديد توجهاتها األساســية‪ ،‬ويســمح هــذا النظــام كــذلك بتــدارك نقــائص الجمعيــة‬
‫العامة المالحظ في العمل‪ ،‬حيث غالبا ما تتعطــل هــذه الجمعيــة أو يطبــع عملهــا عــدم الفعاليــة والســلبية بســبب الغيــا‬
‫والالمباالة‪ .‬وهتذا فإذا كان مجلس اإلدارة الجماعية يجمع صــالحيات الــرئيس ومجلــس اإلدارة‪ ،‬فــإن مجلــس الرقابــة‬
‫هيئة دائمة للمراقبة لها فعالية أكبر بت ير من الجمعية العامة‪.‬‬
‫وهذا النظام اختياري‪ ،‬يشترط لألخذ به النص على العمــل بــه فــي النظــام األساســي‪ ،‬وحينئــذ يجــب أن تســبق‬
‫تسمية الشركة أو تتبعها عبارة‪" :‬شركة مساهمة ذات مجلس إدارة جماعية وذات مجلس رقابة"‪.‬‬
‫فلنتعرف إذن على كل هيئة من هاتين الهيئتين ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ـ مجلس اإلدارة الجماعية‬


‫يزاول مجلس اإلدارة الجماعية مهمة تسيير الشركة تحت رقابة مجلس الرقابة الذي يتولى تعيينه‪:‬‬

‫أوال ـ تعيين مجلس اإلدارة الجماعية‬


‫يتتون مجلس اإلدارة الجماعية من عدد من األعقاو يحدده النظام األساسي على أال يتجاوز خمسة أعقاو‪،‬‬
‫ويمتن أن يرفع هذا العدد إلى سبعة إذا كانت أسهم الشركة مسعرة في البورصة‪ .‬غير أنه يمتن في شركات المســاهمة‬
‫التي يقل رأسمالها عن مليون ونصف مــن الــدراهم‪ ،‬أن يتــولى شــخص واحــد مزاولــة مهــام مجلــس اإلدارة الجماعيــة‬
‫(المادة ‪78‬ي‪ ،‬ويسمى حينئذ " المدير العام الوحيد"‪.‬‬
‫ومجلس الرقابة هو الذي يعين أعقاو مجلس اإلدارة الجماعية‪ ،‬ويوكل ألحــدهم صــفة الــرئيس‪ ،‬كمــا أنــه هــو‬
‫الذي يعين المدير العام الوحيد عندما يتتفي بمسير واحد‪ .‬ويجب أن يتــون المجلــس أو المــدير الوحيــد مــن األشــخاص‬
‫الذاتيين‪ ،‬ويمتن أن يتم اختيارهم من غير المساهمين‪ ،‬كما يمتن أن يتونوا من أجراو الشركة (م ‪ 1 /79‬و ‪3‬ي‪.‬‬
‫وينتد األعقاو للمحددة في النظام األساسي على أال تقل عن سنتين‪ ،‬وال تتجاوز ست سنوات‪ ،‬وفــي غيــا‬
‫مقتقيات نظامية فإن المدة تتون محددة في أربع سنوات ( المادة ‪81‬ي‪.‬‬
‫أما العزل فيرجع للجمعية العامة بناو على اقترا من المجلس‪ ،‬وإذا لم يتــن قــرار العــزل يســتند إلــى ســبب‬
‫مشروع ثبت لقحيته حق طلب التعويض‪.‬‬

‫ثانيا ـ سلطات مجلس اإلدارة الجماعية‬


‫لمجلس اإلدارة الجماعية أوسع السلط للتصرف باســم الشــركة فــي جميــع الظــروف فــي حــدود غرتــها وإال‬
‫ترتبــت عليــه المســؤولية‪ .‬كمــا أن عليــه أن يراعــي الســلطات المخولــة صــراحة بمقتقــى القــانون لمجلــس الرقابــة‬
‫ولجمعيات المساهمين‪.‬‬
‫‪83‬‬

‫وتلزم الشركة في عالقتهــا باالغيــار بتصــرفات مجلــس اإلدارة الجماعيــة حتــى ولــو تجــاوزت حــدود غــرض‬
‫الشركة إال إذا أثبتت علم الغير بثن التصرف يتجاوز ذلك الغرض أو لم يتن ليجهله نظرا للظروف‪ ،‬إال أنهــا ال يمتنهــا‬
‫أن تستند في ذلك إلى مجرد نشر النظام األساسي (المادة ‪102‬ي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويم ل رئيس مجلس اإلدارة الجماعية‪ ،‬والمدير العام الوحيد عند وجوده الشركة في عالقتها مع الغيــر‪.‬‬
‫كما يمتن لمجلس المراقبة أن يخول لتل عقو آخر سلطة التم يل تلك‪ ،‬ويتون له بذلك لقب مدير عام (المادة ‪103‬ي‪.‬‬
‫ويتــداول مجلــس اإلدارة الجماعي ـة ويتخــذ قراراتــه وفقــا للشــروط التــي يحــددها النظــام األساســي‪ ،‬ويمتــن‬
‫ألعقائه أن يتقاسموا مهام اإلدارة بترخيص من مجلس الرقابة‪ ،‬لتن دون أن يؤدي ذلك إلى تجريد مجلس اإلدارة‬
‫الجماعية من صبغة جهاز يتولى إدارة الشركة جماعيا (المادة ‪102‬ي‪.‬‬

‫الفقرة ال انية ـ مجلس الرقابة‬


‫مجلس الرقابة جهاز مستقل‪ ،‬ينعقد له االختصاص بمراقبة أعمال مجلس اإلدارة الجماعية في تسييره للشركة‪.‬‬

‫أوال ـ تعيين أعقاو ورئيس مجلس الرقابة‬


‫يتتون مجلس الرقابة من ثالثة أعقاو على األقل ومن اثني عشر عقوا على األك ر‪ ،‬ويرفع هــذا العــدد إلــى‬
‫خمسة عشر عقوا إذا كانت أسهم الشركة مقيدة في البورصة (المادة ‪83‬ي‪.‬‬
‫يعين أعقاو مجلس الرقابة األوائل في النظام األساسي‪ ،‬والالحقون تعينهم الجمعية العامة العادية‪ .‬ويتون‬
‫التعيين للمدة التي يحددها النظام األساسي‪ ،‬إال أنه في حالة تعيينهم بمقتقى هذا األخير‪ ،‬فإنه ال يجوز أن تتجاوز تلك‬
‫المدة ست سنوات‪ ،‬ويمتن للجمعية العامة العادية أن تعزلهم في أي وقت (المادة ‪87‬ي‪.‬‬
‫وينتخب مجلس الرقابة من بــين أعقــائه رئيســا ونائبــا للــرئيس يتلفــان بــدعوة المجلــس لالنعقــاد وبتســيير‬
‫جلساته‪ ،‬ويمتن للمجلس أن يحدد مرتباتهما‪ ،‬ويجب أن يتون الرئيس ونائبه من األشخاص الذاتيين‪ ،‬وهمــا يمارســان‬
‫مهامهما خالل مدة انتدا المجلس (م ‪90‬ي‪.‬‬

‫ثانيا ـ صالحيات مجلس الرقابة‬

‫يمارا مجلس الرقابة المراقبة الدائمة‪ ،‬والمستمرة لتسيير مجلس اإلدارة الجماعية للشركة‪ .1‬وهو ينعقد له‬
‫على الخصوص سلطة الترخيص لمجلس اإلدارة الجماعية بإبرام العمليات التي قد يخقعها النظام األساسي لترخيص‬
‫سابق من طرف مجلس الرقابة‪ ،‬مع مالحظة أنه حينما يرفض هذا األخير منح الترخيص‪ ،‬يمتن لمجلس اإلدارة‬
‫الجماعية أن يعرض الخالف على الجمعية العامة قصد البت فيه (م ‪ 1/104‬و‪2‬ي‪.‬‬

‫ويقوم مجلس الرقابة في كل وقت بعمليات الفحص والمراقبة التي يراها مالئمة‪ ،‬ويمتنه االطالع على الوثائق‬
‫والمستندات‪ .‬ويجب على مجلس اإلدارة الجماعية أن يقدم تقريرا لمجلس الرقابــة مــرة كــل ثالثــة أشــهر علــى األقــل‪،‬‬
‫وأن يقدم له بعد اختتام كل سنة مالية الوثائق التي يوجب القانون عرتها على الجمعية العامة العادية كما سنرى فيما‬
‫بعد‪ ،‬حيث يتــون علــى مجلــس الرقابــة أن يقــدم إلــى الجمعيــة العامــة العاديــة مالحظاتــه بشــثن تقريــر مجلــس اإلدارة‬
‫الجماعية‪ ،‬وكذا بشثن حسابات السنة المالية (المادة ‪104‬ي‪.‬‬
‫يعقد مجلس الرقابة اجتماعات دورية بناو على دعوة رئيسه أو دعوة نائب الــرئيس (المــادة ‪90‬ي‪ .‬وال تنعقــد‬
‫تلــك االجتماعــات بصــورة صــحيحة إال بحقــور نصــف األعقــاو علــى األقــل‪ .‬أمــا قراراتــه فتتخــذ بثغلبيــة األصــوات‬
‫الحاترة أو المم لة‪ ،‬ما لم ينص النظام األساسي على أغلبية أكبر‪ .‬وفي حالة تساوي األصــوات يــرجح صــوت رئــيس‬
‫الجلسة‪ ،‬ما لم ينص النظام األساسي علــى خــالف ذلــك ( المــادة‪91‬ي‪ .‬وعمومــا فــإن نفــس القواعــد التــي تنطبــق علــى‬
‫اجتماعات مجلس اإلدارة التقليدي تعمل هنا بالنسبة الجتماعات مجلس الرقابة‪.‬‬

‫******************‬

‫‪Cruège, La dualité des organes de contrôle dans les sociétés anonymes a diréctoire, Rev.stés. , 1975, 421 ; 1‬‬
‫‪Chassery , Les attributions du conseil de surveillance R.D.C., 1976, 449.‬‬
‫‪84‬‬

‫هذا ويتحمل مجلس اإلدارة ومجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابة ‪ ،‬ومن تمنهم بالطبع‪ ،‬الرئيس والمدير‬
‫العام أو المديرون العامون‪ ،‬المسؤولية المدنية والجنائية عما يرتتبونه من أخطاو في تسييرهم للشركة‪.‬‬
‫بالنسبة للمسؤولية المدنية‪ ،‬فقد حمل القانون المسيرين المسؤولية العادية عــن األتــرار التــي يتســببون فيهــا‬
‫بثخطائهم كما حملهم مسؤولية مشددة في حالة إعالن التسوية أو التصفية الققائية في حق الشركة‪ ،‬وذلك على ذات‬
‫النحو الذي رأيناه في الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫وبالنسبة للمسؤولية الجنائيـة فثهم المخالفات المتصلة بالتسيير التي عاقب عليها القانون‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ المعاقبة بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين‪ ،‬وبغرامة من ‪ 000.100‬إلى مليــون درهــم أو بإحــدى هــاتين‬
‫العقوبتين‪:‬‬
‫وهمية عن قصد‪.‬‬ ‫أ ـ عن توزيع أربا‬
‫ـ عن نشر أو تسليم المساهمين‪ ،‬عن قصــد‪ ،‬قــوائم تركيبيــة ســنوية ال تعطــي صــورة صــادقة عــن النتــائأ‬
‫المحققة برسم كل سنة مالية‪ ،‬بهدف إخفاو وتع الشركة الحقيقي‪.‬‬
‫ج ـ عــن اســتغالل أمــوال الشــركة أو اعتماداتهــا‪ 1‬علــى نحــو يــدرك معــه تعارتــه مــع المصــالح االقتصــادية‬
‫للشركة‪ ،‬وذلك إما لتحقيق أغراض شخصية أو لدعم وتع شــركة أو مقاولــة أخــرى لــه فيهــا منفعــة مباشــرة أو غيــر‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫د ـ عن استغالل السلطة أو األصــوات التــي يملتهــا بســوو نيــة اســتغالال يتعــارض مــع المصــالح االقتصــادية‬
‫للشركة لتحقيق أغراض شخصية أو لدعم شركة أو مقاولــة أخــرى لــه فيهــا منفعــة مباشــرة أو غيــر مباشــرة (المــادة‬
‫‪384‬ي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ معاقبة الرئيس أو رئيس الجلسة الذي لم يعمل على إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في المحاتر بغرامــة‬
‫من ‪ 3000‬إلى ‪ 15.000‬درهم (م ‪ 385‬في صيغتها الجديدةي‪ ،‬إذ خفض النص الجديد الغرامة إلى النصف‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ معاقبة أعقاو هيئــات اإلدارة الــذين لــم يعــدوا برســم كــل ســنة ماليــة الجــرد والقــوائم التركيبيــة وتقريــر‬
‫التسيير بغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 200.000‬درهم (م ‪386‬ي وهنا كذلك نزل النص الجديد بالغرامة إلى النصف‪.‬‬

‫المبحث ال اني‬
‫الجمعيـة العامـة للمساهميـن‬
‫الجمعية العامة هيئة تتتون من المساهمين تجتمع بشتل دوري للمداولة في شؤون الشركة‪ ،2‬وتعتبــر نظريــا‬
‫مصدر كافة السلطات فيها‪ .‬فإذا كانت مهام التســيير تنعقــد للهيئــات التــي رأيناهــا ســابقا‪ ،‬فإنــه‪ ،‬تحقيقــا للتــوازن‪ ،‬دعــم‬
‫المشرع أدوات المراقبة سواو الخارجية الممارســة مــن قبــل مراقبــي الحســابات التــي ســنراها بعــد قليــل‪ ،‬أو الداخليــة‬
‫المتاحة للمساهمين أنفسهم والتي سنعرض ألدواتها للتو‪ .‬والهدف من ذلك طمثنة المست مرين على است ماراتهم عن‬
‫طريق إيجاد نظام قانوني يتفل حقوقهم‪.‬‬
‫وعموما فإن الجمعية العامة إما أن تتون عادية أو غير عادية‪ .‬فالجمعية العامة العادية هي التــي تنعقــد فــي‬
‫نهاية كل سنة مالية لالطالع على تقرير مجلس اإلدارة أو تقرير مجلس اإلدارة الجماعية ومجلــس الرقابــة حــول ســير‬
‫الشركة‪ ،‬ولالطالع على تقرير مراقبي الحسابات‪ ،‬والمصادقة على الميزانية‪ ،‬والقوائم التركيبية المقدمة لــه بشــثنها ‪،‬‬
‫وتعيين أعقاو مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة ومراقبي الحسابات عند انتهاو والية من ســبقوهم‪ ،‬واتخــاذ القــرارات‬
‫المتعلقــة بــاألمور التــي تخــرج مــن اختصــاص مجلــس اإلدارة أو مجلــس اإلدارة الجماعيــة‪ ،‬ومجلــس الرقابــة م ــل‬
‫االقتراض‪ ،‬وإصدار السندات والرهن وإعطاو التفاالت‪ ،‬والتبرع بثموال الشركة‪.‬‬
‫أما الجمعية العامة غير العادية فهي التي تنعقد لها صالحية تعديل النظام األساسي للشركة‪.‬‬
‫فنعطي نبذة عند كل واحدة من الجمعيتين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪B.Bouloc, Le dévoiement de l'abus de biens sociaux, Rev. jurisp. com. 1995, 301 ; A.Dekeuwer Les‬‬
‫‪intérêts protégés en cas d'abus de bien sociaux , J.C.P. entrep. 1996-I . 500 ; Laurent Godon, Abus de‬‬
‫‪confiance et abus de bien sociaux Rev. stés 1997, 289‬‬
‫‪1‬‬
‫‪G Flores, S Baillie de Senilhes, La pratique de l'assemblée générale- SARL,‬‬
‫‪SA ne faisant pas appel public a l'épargne, société civile, François Lefebvre, 1996.‬‬
‫‪85‬‬

‫المطلب األول‬
‫الجمعيـة العامـة العاديـة‬
‫أوال ـ دعوة الجمعية العامة العادية لالنعقاد‬
‫تنعقد الجمعية العامة العادية مرة في السنة علــى األقــل خــالل األشــهر الســتة التاليــة الختتــام الســنة الماليــة‪.‬‬
‫ويمتن تمديد هذا األجل بثمر معلل من رئيس المحتمة التجارية بصفته قاتيا للمستعجالت بناو على طلب مــن مجلــس‬
‫اإلدارة أو مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة (المادة ‪ -115‬فقرة ‪1‬ي‪.‬‬
‫وتوجيه الدعوة لالنعقاد يقع مبدئيا على مجلس اإلدارة‪ ،‬أو مجلــس الرقابــة‪ ،‬غيــر أنــه إذا تخلــف عــن ذلــك أمتــن‬
‫لمراقبي الحسابات أن يتولوه بعد أن يطلبوا استدعاوها دون جدوى من مجلس اإلدارة أو مجلــس الرقابــة‪ .‬فــإذا امتنــع‬
‫هؤالو كذلك عن توجيهها أمتن لتل ذي مصلحة‪ ،‬ولتل مساهم أو عــدة مســاهمين يم لــون مــا ال يقــل عــن عشــر رأا‬
‫المال‪ ،‬أن يطبلوا من رئيس المحتمــة التجاريــة باعتبــاره قاتــيا لألمــور المســتعجلة‪ ،‬أن يعــين وكــيال يتــولى مباشــرة‬
‫إجراوات االستدعاو (م ‪116‬ي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويتم االستدعاو‪ ،‬مبدئيا‪ ،‬بواسطة إشعار ينشر في صــحيفة لإلعانــات القانونيــة تصــدر فــي متــان المقــر‬
‫االجتماعي‪ ،‬غير أنه إذا كانت كل أسهم الشركة اسمية‪ ،‬فإنه يمتن للنظام األساســي أن يــنص علــى توجيــه االســتدعاو‬
‫إلى كل مساهم وفق الشتل والشروط التي يحددها (المادة ‪122‬ي‪.‬‬
‫ويجب أن ينشر االستدعاو ثالثين يوما على األقل من تاريخ انعقاد الجمعية العامة‪ ،‬إذا تعلق األمر بشركة تدعو‬
‫الجمهور لالكتتا (م ‪121‬ي‪ ،‬وخمسة عشر يومــا (‪15‬ي بالنســبة لالســتدعاو األول‪ ،‬وثمانيــة أيــام بالنســبة لالســتدعاو‬
‫ال اني‪ ،‬إذا لم تتن تلجث إلى االكتتا العام (م ‪123‬ي‪.‬‬
‫ويجب أن يتقمن اإلشعار‪ ،‬أو االستدعاو جدول أعمال االجتماع‪ .‬ويحق لتل مساهم أو مجموعــة مســاهمين‬
‫يم لون ما ال يقل عن نسبة ‪ % 5‬من رأسمال الشركة أو نسبة ‪ %2‬إذا كان رأسمالها يتجاوز خمسة ماليين درهــم أن‬
‫يطلبوا إدراج مشروع أو عدة مشاريع قرارات في جدول األعمال‪( 1‬المادة‪117‬ي‪.‬‬

‫ثانيا ـ المعلومات والوثائق الواجب اطالع المساهمين عليها‬


‫أوجب القانون على موجه الدعوة لالنعقاد أن يرسل مجموعة من الوثائق إلى المساهمين أو وكالئهــم‪ ،‬أو أن‬
‫يقعها رهن إشارتهم في مقر الشركة‪ ،‬خمســة عشــر يومــا قبــل تــاريخ االجتمــاع علــى األقــل (المادتــان ‪ 140‬و ‪141‬ي‬
‫وتتم ل هذه الوثائق فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جدول األعمال‬
‫مشــاريع القــرارات التــي تقــدم بهــا مجلــس اإلدارة أو مجلــس اإلدارة الجماعيــة‬ ‫‪2‬ـ نص وبيان أسبا‬
‫والمساهمون‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ قائمة المتصرفين في مجلــس اإلدارة وأعقــاو مجلــس اإلدارة الجماعيــة ومجلــس الرقابــة‪ ،‬وإن اقتقــى‬
‫الحال معلومات تخص المرشحين للعقوية في هذه المجالس‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الجــرد والقــوائم التركيبيــة للســنة الماليــة المنصــرمة‪ ،‬كمــا حصــرها مجلــس اإلدارة أو مجلــس اإلدارة‬
‫الجماعية‪ ،‬ومالحظات مجلس الرقابة إن وجدت‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تقرير التسيير لمجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية‪ ،‬ومالحظات مجلس الرقابة إن وجدت‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تقرير مراقب أو مراقبي الحسابات ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ مشروع تخصيص النتائأ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Guyon, Les droits des actionnaires minoritaires, Rev. dr.banc. 1990, p. 35 ; C.Danglechant, Le nouveau‬‬
‫‪statut des minoritaires dans les sociétés anonymes cotées, Rev. stes. N° 2- 1996, p.217 ; J.Dromer Les droits‬‬
‫‪des actionnaires et la vie des entreprises. Rev. jurisp. com. 1994, 177 ; D.Tricot, Abus de droit dans les‬‬
‫‪sociétés (abus de majorité, abus de minorité) R.T.D. com. 1994 , 617.‬‬
‫‪86‬‬

‫إتافة إلى ذلك‪ ،‬فقد أوجب القانون على شركات المساهمة التي تفتح رأسمالها لالكتتــا العــام أن تنشــر فــي‬
‫صحيفة لإلعالنات القانونية وفي الجريدة الرسمية‪ ،‬في وقت نشر االستدعاو الجتماع الجمعية العامة العادية السنوية‪،‬‬
‫القوائم التركيبية المتعلقة بالسنة المالية المنصرمة معدة طبقا للنصوص التشريعية المعمول بها‪ ،‬مع توتــيح إن كــان‬
‫األمر يتعلق أم ال بقوائم حققها مراقب أو مراقبو الحسابات (المادة ‪157‬ي‪.‬‬
‫وقد أجاز القانون المتعلق بشركات المســاهمة لتــل مســاهم أو عــدة مســاهمين يم لــون مــا ال يقــل عــن عشــر‬
‫رأسمال الشركة رفع طلــب لــرئيس المحتمــة بتعيــين خبيــر أو عــدة خبــراو يتلفــون بتقــديم تقريــر عــن عمليــة أو عــدة‬
‫عمليات تتعلق بالتسيير‪ ،‬وإذا استجابت المحتمة للطلب‪ ،‬وجب عليها أن تحدد نطــا مهمــة الخبيــر وســلطاته‪ .‬ويوجــه‬
‫التقرير بعد إعداده إلى طالبه والى مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابــة‪ ،‬وكــذلك إلــى مراقــب أو‬
‫مراقبي الحسابات‪ .‬كما يجب أن يوتع رهــن إشــارة المســاهمين فــي الجمعيــة العامــة الالحقــة‪ ،‬علــى أن يتــون مرفقــا‬
‫بتقرير مراقب أو مراقبي الحسابات (المادة ‪157‬ي‪.‬‬
‫وباإلتافة إلى الوثائق المشار إليها أعاله‪ ،‬فإنه يحق لتل مساهم خالل الخمســة عشــر يومــا الســابقة النعقــاد‬
‫الجمعية العامة‪ ،‬أن يطلع على قائمة المساهمين‪ ،‬مع بيان عدد‪ ،‬وفئات األسهم التي يملتها كل واحد منهم‪ ،‬كما يحق له‬
‫أن يطلع على وثائق الشركة الخاصة بالســنوات الماليــة الـ الث األخيــرة‪ ،‬وعلــى محاتــر‪ ،‬وأورا حقــور الجمعيــات‬
‫العامة المنعقدة خالل تلك السنوات‪ ،‬كما يمتنه أن يحصل على نسخة من كل ذلك عدا ما يخــص الجــرد (م ‪ 145‬و ‪146‬‬
‫و ‪147‬ي‪.‬‬
‫وإذا رفقت الشركة اطالع المساهم على هذه الوثائق جاز له أن يطلب من رئيس المحتمة االبتدائيــة إصــدار‬
‫أمر لها بذلك تحت طائلة غرامة تهديدية (المادة ‪148‬ي‪.‬‬

‫ثال ا ـ انعقاد الجمعية العامة العادية‬


‫تنعقد جمعيات المساهمين في المقر االجتماعي للشــركة أو فــي أي متــان آخــر محـدد فــي االســتدعاو‪ ،‬مــا لــم‬
‫ينص النظام األساسي على خالف ذلك (م ‪126‬ي‪.‬‬
‫ويشترط النعقادها حقور المساهمين الحائزين لربع األسهم المالتة لحق التصويت على األقل‪ ،‬فــإذا لــم يتــوفر‬
‫هذا النصا في االجتماع األول‪ ،‬وجهت الدعوة إلى اجتماع ثاني وفق نفس مســطرة االجتمــاع األول‪ ،‬مــع ذكــر تــاريخ‬
‫الجمعية التي لم تتداول بصورة صحيحة‪ .‬وينعقد االجتماع ال اني أيا كان عدد الحقــور (المــادة ‪ 111‬الفقرتــان ‪ 1‬و ‪2‬ي‬
‫ويمتن للنظام األساسي أن يشترط نصابا أكبر (المادة ‪114‬ي‪.‬‬
‫وقــد أوجــب القــانون أن تمســك كــل جمعيــة عامــة ورقــة حقــور‪ 1‬تبــين االســم العــائلي والشخصــي ومــوطن‬
‫المساهمين الحاترين‪ ،‬ووكالئهم إن وجدوا‪ ،‬وعدد األسهم التي يملتونها‪ ،‬واألصوات التي تخولها لهــم‪ .‬ويتعــين علــى‬
‫الحاترين توقيع ورقة الحقور التي يجب أن تلحق بها التوكيالت التي فوتت للمساهمين مــن أجــل التم يــل أو التــي‬
‫وجهت للشركة‪ .‬كما تعين على متتب الجمعية المصادقة على صحة ورقة الحقور(المادة ‪134‬ي ‪ .‬وحينما يتعــذر علــى‬
‫الجمعية التداول لعدم اكتمال النصا فإنه يجب على متتبها إن يحرر محقرا بذلك (المادة ‪137‬ي‪.‬‬
‫وتتخذ الجمعية العامة العادية قراراتها بثغلبية األصوات الحاترة في االجتماع (م‪ -111‬الفقرة ‪3‬ي وفي حالة‬
‫تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ولقد أوجب القانون أن ت بت مداوالت الجمعيات العامة في محقر يوقعــه أعقــاو المتتــب‪ ،‬ويحــرر فــي‬
‫سجل أو في أورا مستقلة تمسك وفق نفس الطريقة التي تمسك بها محاتر مجلس اإلدارة التي رأيناهــا ســابقا‪ .‬كمــا‬
‫أوجب أن يبين المحقر تاريخ انعقاد الجمعية ومتانه‪ ،‬ونمط الدعوة‪ ،‬وجدول أعمالها‪ ،‬وتشتيلة متتبها‪ ،‬وعدد األســهم‬
‫المشاركة في التصويت‪ ،‬والنصا الــذي تــم بلوغــه‪ ،‬والوثــائق والتقــارير المعروتــة علــى الجمعيــة للنقــاش ‪ ،‬ونــص‬
‫القرارات المعروتة على التصويت‪ ،‬ونتائأ هذا األخير (المادة ‪126‬ي‪.‬‬

‫رابعا ـ اختصاصات الجمعية العامة العادية‬


‫تختص الجمعية العامة العادية باتخاذ كافة القرارات التي تتعلــق بتــدبير شــؤون الشــركة باســت ناو مــا يتعلــق‬
‫بتعديل نظامها األساسي (المادة‪ 111‬الفقرة ‪1‬ي‪ .‬وتتم ل أهم هذه االختصاصات في‪:‬‬
‫‪1‬ـ المصادقة على تقرير مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية‪ ،‬ومجلس الرقابة حول تسيير الشركة‪.‬‬
‫والخسائر‪.‬‬ ‫‪2‬ـ المصادقة على تقرير مراقبي الحسابات بشثن الميزانية وحسا األربا‬
‫‪2‬‬
‫‪Leblond, L'établissement des feuilles de présence, Gaz-Pal, 1978, 2, doctr. 497.‬‬
‫‪87‬‬

‫‪3‬ـ تعيين وعزل أعقاو مجلس اإلدارة ومجلس الرقابة ومراقبي الحسابات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عزل أعقاو مجلس اإلدارة الجماعية بناو على اقترا مجلس الرقابة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ منح اإلبراو إلى مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ اتـخاذ القرارات في األمور التي تخرج عن اختصاص هيئات اإلدارة‪.‬‬

‫المطلب ال اني‬
‫الجمعية العامة غيـر العاديـة‬
‫الجمعية العامة غيــر العاديــة هيئــة تتتــون مــن كافــة المســاهمين‪ ،‬ينعقـد لهــا االختصــاص فــي تعــديل النظــام‬
‫األساسي للشركة فقط‪ ،‬وهذا االختصاص من النظام العام لذلك فاالتفا على خالفه يقع باطال‪.‬‬
‫وال تتون مداوالت الجمعيــة العامــة غيــر العاديــة صــحيحة إال إذا كــان المســاهمون الحاتــرون أو المم لــون‬
‫يملتون في الدعوة األولى لالنعقاد ما ال يقل عن نصف األسهم المالتة لحق التصويت‪ ،‬وفي الــدعوة ال انيـة‪ ،‬ربــع تلــك‬
‫األسهم‪ .‬وفي حالة عدم اكتمال هذا النصا ‪ ،‬يمتن تثجيل الجمعية ال انية إلى تاريخ الحق ال يفصــله أك ــر مــن شــهرين‬
‫عن التاريخ الذي دعيت فيه لالنعقاد (المادة ‪ 110‬الفقرة ‪2‬ي‪.‬‬
‫وتتخذ الجمعية العامة غير العادية قراراتها بثغلبية ثل ي أصوات المساهمين الحاترين أو المم لــين (المــادة‬
‫‪ 110‬الفقرة ‪3‬ي‪ ،‬ويحق لتل مساهم أن يحقر هذه الجمعية مهما قلت األسهم التي يملتها‪ ،‬وال يجــوز للنظــام األساســي‬
‫أن يقيد هذا الحق‪ ،1‬ألن األمر يتعلق بتعديل ذلك النظام‪ ،‬ومن القروري أن يعبــر كــل مســاهم عــن إرادتــه بشــثن ذلــك‬
‫التعديل‪ ،‬ألنه بم ابة تعديل لشروط التعاقد‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وبالنسبة لألمور األخرى المتعلقة باجتماع الجمعية العامة غير العاديــة فتخقــع للقواعــد التــي رأيناهــا‬
‫النعقاد الجمعية العادية‪.‬‬
‫ويشترط لسريان التعديل في النظام األساسي الذي تقره الجمعية العامة غير العادية في مواجهــة الغيــر‬
‫أن يتم شهرها عن طريق إيداعها لدى كتابة تبط المحتمة المختصة بمســك الســجل التجــاري ونشــرها فــي الجريــدة‬
‫الرسمية وفي جريدة لإلعالنات القانونية بنفس التيفية التي رأيناها عنــد تثســيس الشــركة (المــواد ‪ 13‬و ‪ 14‬و ‪ 15‬و‬
‫‪30‬ي وإذا لم يتم اإليداع والنشر لم يتن بإمتان الشركة أن تحتأ بالتعديالت في مواجهة الغير‪ ،‬أما هــذا األخيــر فــيمتن‬
‫أن يتمسك بها في مواجهة الشركة‪ ،‬أما فيما بين الشركاو فتعتبر التعديالت صحيحة‪.‬‬

‫المبحث ال الث‬
‫مراقبــو الحسابــات‬
‫بالنظر لطبيعة شركات المساهمة حيث أنها مهيــثة لتــي يشــارك فيهــا عــدد كبيــر مــن المســاهمين قــد يتعــذر‬
‫عليهم القيام بنفسهم بثعمال المراقبــة‪ ،‬فــإن المشــرع أوجــد نظامــا للمراقبــة يمتــن مــن تــمان مراقبــة فعالــة ألعمــال‬
‫المسيرين ولحسابات الشركة دون أن يؤدي ذلك إلى عرقلة سير هذه األخيرة‪ ،‬هو نظام مراقبي الحسابات‪.‬‬
‫ولقد عمل القانون الجديد علــى تفعيــل دور مراقبــي الحســابات عــن طريــق توســيع مهــام المراقبــة والفحــص‬
‫والتدقيق واإلعالم الملقاة على عاتقهم مع جعل مهمتهم دائمة وذات اتصال بالمنفعة العامة‪ ،2‬وقد جاو القــانون الجديــد‬
‫ليصلح النظام القانوني المتعلق بمزاولة مراقبي الحسابات لمهامهم تمن شركة المساهمة‪ ،‬ومــن مظــاهر ذلــك الــنص‬
‫على استدعائهم للحقور في اجتماعات مجلس اإلدارة والجمعيات العامة وتقديمهم تقريرا فــي كــل اجتمــاع مــن هــذه‬
‫االجتماعات (المادة‪170:‬ي وإعطاؤهم حق االطالع على وثائق الشركة في كل وقت وحق جمع المعلومات من األغيــار‬

‫‪ 1‬راجل قرار محكمة االستئناف التجارية بمراكش رقم ‪ 322‬بتاريخ ‪ ،2000/06/13‬يي الملف رقم ‪ ،429/99‬والذي قررت ييه المحكمة إبطال‬
‫اجتماع الجمعية العامة غير العادية للشركة بسبب إقصاء مساهمين من الحضور‪ ،‬وعدم استدعائهم‪ ،‬مجلة المحاكم المبربية‪ ،‬عدد ‪ ،92‬ص‪.‬‬
‫‪.154‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mabilat, Le nouveau statut professionnel des commissaires aux comptes -Rev.stés. 1970, 1 ; Sayag et‬‬
‫‪Palmade, Le commissariat aux comptes en proie aux réformes, Rev. stés. 1985, p. 339 : Kovarik, Au delà de‬‬
‫‪la certification: quel nouveau progrès pour le commissariat aux comptes ?. J.C.P. 1992 entrep.,1, 173 ; CH.‬‬
‫‪Freyria, Le commissaire aux comptes : mission d'intérêt public? . J.C.P. Entrep. 1996 -1- 516 ; Y.Guyon et‬‬
‫‪G. Coquereau, Le commissariat aux comptes, aspects juridiques et techniques - librairie technique, Paris -‬‬
‫‪1971,‬‬
‫‪88‬‬

‫دون إمتانية االحتجــاج بالســر المهنــي قــبلهم (المادتــان ‪167‬و‪168‬ي وحــق دعــوة الجمعيــة العامــة لالنعقــاد فــي حالــة‬
‫االستعجال (المادة ‪176 :‬ي‪.‬‬
‫وهدف المشرع من كل ذلك جعل مراقبة الحسابات مؤسسة للمراقبة من خارج الشركة تقطلع بدور أساسي‬
‫في توقي الممارسات االحتيالية وغير القانونية في تسيير الشركة على حسا المساهمين المم لين ألقليــة رأا المــال‬
‫وعلى حسا المتعاملين والعمال والدولة (إدارة القرائب‪ ،‬والجمرك‪...‬ي وكذلك في توقي صعوبات المقاولــة‪ ،‬كــل ذلــك‬
‫لمالومة مراقبة الحسابات مــع مــا يجــري فــي الخــارج لجعلهــا تتــوفر علــى نفــس مواصــفات الدقــة والفعاليــة تشــجيعا‬
‫لالست مار األجنبي والوطني‪.‬‬

‫أوال ـ تعيين مراقبي الحسابات‬


‫أوجب القانون أن يعين في كل شركة مساهمة مراقب أو عدة مراقبين للحسابات يعهد إلــيهم بمراقبــة وتتبــع‬
‫حسابات الشركة‪( 1‬المادة ‪159‬ي ويعين مراقبو الحسابات األوائل بمقتقى النظام األساســي‪ ،‬أو بموجــب عقــد منفصــل‬
‫يشتل جزوا من النظام األساسي ويوقع وفق نفس الشروط (المادة ‪ 20‬فقرة‪1‬ي وال يمتن أن تتعدى مدة مهــامهم فــي‬
‫هذه الحالة سنة مالية واحدة‪ (.‬المادة ‪ 163‬فقرة ‪ 1‬ي ويشرعون في ممارسة مهامهم فعليا ابتداو مــن قيــد الشــركة فــي‬
‫السجل التجاري‪.‬‬
‫أما مراقبو الحسابات الالحقين فيعينون لمدة ثالث سنوات من قبل الجمعية العامة العادية (المادة ‪ 163‬الفقرة‬
‫‪1‬ي من بين الخبراو المحاسبين المقيدين في جدول الهيثة الخاصة بهؤالو (المادة ‪160‬ي‪ .‬فإذا لم تعــين الجمعيــة العامــة‬
‫مراقبي الحسابات جاز ألي مساهم أن يتقــدم بطلــب إلــى رئــيس المحتمــة التجاريــة بصــفته قاتــي األمــور المســتعجلة‬
‫ليتولى تعيينهم بثمر منه‪ ،‬على أن تتم دعوة المتصرفين بصفة قانونيــة‪ .‬وتنتهــي مهمــة المــراقبين فــي هــذه الحالــة‬
‫بمجرد قيام الجمعية العامة بتعيين مراقبين جدد ( المادة ‪ 164‬ي‪.‬‬
‫وقد خول المشرع للمساهمين الحائزين ل‪ % 10 :‬من رأا المال على األقل (‪ % 5‬بالنسبة للشــركات التــي‬
‫تدعو الجمهور لالكتتا ي‪ ،‬إذا كانت لهم مبررات مشروعة للشــك فــي حيــاد ونزاهــة مراقــب للحســابات معــين مــن قبــل‬
‫الجمعية العامة أن يطلبوا إعفاوه من رئيس المحتمة‪ ،‬وتعيين آخر بدله‪.‬‬

‫ثانيا ـ اختصاصات مراقبي الحسابات‬


‫يشتل مراقبو الحسابات جهازا فنيا لمراقبة مالية الشركة وحساباتها‪ .‬لــذلك فهــو يم ــل عــين الجمعيــة العامــة‬
‫البصيرة فيما يتعلق بهذه الحسابات‪ ،‬فتعتمد تلك الجمعية على تقاريرهم‪ ،‬وعلى المعلومــات‪ ،‬والتقييمــات الــواردة فيهــا‬
‫للتشف عن حقيقة الوتعية المالية للشركة وعن سالمة الميزانية والحسابات المقدمة من قبل مجلس اإلدارة‪ .‬ولهــذه‬
‫الغاية فقد أعطى القانون لمراقبــي الحســابات بصــفة دائمــة‪ ،‬مهمــة التحقــق مــن القــيم والــدفاتر‪ ،‬والوثــائق المحاســبية‬
‫للشركة ومراقبة مطابقة محاسبتها للقواعد المعمول بها‪ ،‬والتحقق من صحة المعلومات الــواردة فــي تقريــر التســيير‬
‫لمجلس اإلدارة‪ ،‬أو مجلس اإلدارة الجماعية‪ ،‬وفي الوثائق الموجهة للمســاهمين‪ ،‬والمتعلقــة بذمــة ووتــعية الشــركة‬
‫المالية وبنتائجها ومن تطابقهــا مــع القــوائم التركيبيــة‪ ،‬وكــذا التحقــق مــن احتــرام قاعــدة المســاواة بــين المســاهمين‬
‫(المادة ‪166‬ي‪ .‬وهذا يعني أن عمل مراقبي الحسابات يقتص على ما يتعلــق بماليــة الشــركة وحســاباتها‪ ،‬وال يمتــد إلــى‬
‫شؤون اإلدارة والتسيير‪ .2‬ولتمتين مراقبي الحسابات من إنجاز مهامهم‪ ،‬أجاز لهم القانون االطالع في أي وقــت مــن‬
‫السنة‪ ،‬في مقر الشركة‪ ،‬على كل الوثائق التي يــرون فيهــا فائــدة‪ ،‬وخاصــة العقــود‪ ،‬والــدفاتر‪ ،‬والوثــائق المحاســبية‪،‬‬
‫وسجالت المحاتر‪ .‬كما أجاز لهم جمع المعلومات من الغير ممــن أنجــز عمليــات لحســا الشــركة (المــادة ‪167‬ي وقــد‬
‫نص المشرع على عدم إمتانية االحتجاج بالسر المهني في مواجهتهم (المادة ‪168‬ي‪.‬‬
‫ويجب على مراقبي الحسابات أن يحيطــوا مجلــس اإلدارة الجماعيــة‪ ،‬ومجلــس الرقابــة علمــا بمــا يلــي كلمــا‬
‫تطلب األمر ذلك (المادة ‪169‬ي‪:‬‬
‫‪1‬ـ عمليات المراقبة والتحقق التي قاموا بها ومختلف االستطالعات التي تولوا إنجازها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ بنود القوائم التركيبية التــي يبــدو لهــم مــن القــروري القيــام بتغيــرات فيهــا‪ .‬مــع اإلتيــان بتــل المالحظــات‬
‫المفيدة حول أساليب التقييم المستعملة في إعداد هذه القوائم‪.‬‬

‫‪ 1‬بالنسبة للشركات التي تدعو الجمهور لالكتتاب أوجب القانون أن يعين ييها مراقبان اثنين للحسابات على األقل‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة لألبناك‬
‫وشركات القرض واالستثمار والتأمين‪ ،‬واالدخار (م ‪.)180‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Du Pontavice, Le principe de non immixtion des commissaires aux comptes dans la gestion à l'épreuve‬‬
‫‪des faits – Rev. soc. 1973, 599.‬‬
‫‪89‬‬

‫‪ 3‬ـ االخالالت واألغالط المتتشفة ‪.‬‬


‫‪ 4‬ـ المستنتجات التي تؤدي إليها المالحظــات والتصــحيحات المــذكورة أعــاله‪ ،‬وفيمــا يخــص نتــائأ الســنة‬
‫المالية مقارنة بنتائأ السنة التي سبقتها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ كل األفعال التي بلغت إلى علمهم‪ ،‬والتي بدا لهم أنها تتتسي صبغة جرمية‪.‬‬
‫إتافة إلى كل ذلك‪ ،‬على مراقبي الحسابات‪ ،‬عند عرض الموازنة السنوية على مصادقة الجمعيــة العامــة‪ ،‬أن‬
‫يعدوا تقريرا يرفق إلى باقي التقارير التي يتطلبها القانون‪ ،‬يعرض تلك الجمعيــة يتقــمن نتــائأ المهمــة التــي أوكلتهــا‬
‫لهم (المادة ‪174‬ي‪ ،‬ويجب عليهم‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إما أن يشهدوا في التقرير بصحة وصد القوائم التركيبية؛‬
‫‪ 2‬ـ وإما أن يشفعوا هذا اإلشهاد بتحفظات؛‬
‫‪ 3‬ـ وإما أن يرفقوا اإلشهاد على الحسابات‪.‬‬
‫وفي هاتين الحالتين األخيرتين يوتح المراقبون أسبا ذلك كما يــوردون مالحظــاتهم حــول مطابقــة القــوائم‬
‫التركيبية مع المعلومات الواردة في تقرير التسيير للسنة المالية وفي الوثائق الموجهة إلى المساهمين (م ‪175‬ي‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ولقد أعطى المشرع أهمية كبيرة ألعمال مراقبي الحسابات لدرجة أنه اعتبر كــل القــرارات المتخــذة فــي‬
‫غيابهم باطلة (المادة ‪178‬ي‪.‬‬
‫ويسثل مراقبو الحسابات عن النتائأ القارة الناجمــة عــن ارتتــابهم خطــث أو إهمــاال فــي نطــا مــزاولتهم‬
‫مهامهم وذلك سواو اتجاه الشركة أو اتجاه الغير‪ ،‬إال أنهم ال يســثلون عــن المخالفــات التــي يرتتبهــا المتصــرفون أو‬
‫أعقاو مجلس اإلدارة الجماعية أو مجلس الرقابة إال إذا علموا بهــا ولــم يقومــوا بالتشــف عنهــا فــي تقريــرهم إلــى‬
‫الجمعية (المادة ‪180‬ي ‪.‬‬

‫انتهى بحمد للا‬

You might also like