You are on page 1of 47

‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬

‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫الشركات التجارية‬
‫بســم هللا الرحمـن الرحيـم‬
‫المقدمـــــــــة‬
‫من المعلوم أن قدرات اإلنسان محدودة مهما كبرت‪ ،‬فكانت الحاجة إلى ضم القدرات في مواجهة األخطار‪ ،‬وفي‬
‫األنشطة االقتصادية‪ ،‬يأخذ االشتراك في واحد من صوره شكل الشركة‪ ،‬رغم اختالف المسميات واآلثار‪ .‬وليست‬
‫مشاركة األشخاص في النشاط االقتصادي وليدة العصر الحاضر‪ ،‬فهذه المشاركة موجودة عبر تاريخ اإلنسانية‪ ،‬إذ‬
‫عرفتها شريعة حمورابي التي ظهرت منذ األلف الثانية قبل الميالد في بالد الرافدين‪ .‬كذلك عرفت الشركة وهي‬
‫من أهم صور المشاركة في الشريعتين اليونانية والرومانية بما يقترب من الشركة ذات الشخصية المعنوية‪.‬‬
‫وقسم الفقهاء المسلمون الشركات التي أباحتها الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬التي كان العرب يعرفون بعض أنواعها‪ ،‬لما‬
‫عرف عنهم من نشاط تجاري تقسيمات مختلفة كشركات العقد وشركات الملك‪ ،‬وشركات االبدان (الصناع)‪،‬‬
‫وشركات الوجوه (المفالس)‪ ،‬ولم تعرف الشريعة اإلسالمية وال الفقهاء المسلمون مبدأ استقالل الشركات عن‬
‫الشركاء‪ ،‬إنما تتداخل أموال الشركة مع أموال الشركاء‪ ،‬وهي بذلك شركات أشخاص حسب التقسيم المعروف حاليا‬
‫للشركات‪.‬‬
‫ويجمع الفقه على أن الشركات برزت في القرون الوسطى والقرن الثاني عشر للميالد على وجه التحديد وما يليه‬
‫كوسيلة لاللتفاف على تحريم الربا الذي فرضته الكنيسة على القروض‪ ،‬فلجأ المقرضون إلى المشاركة عن طريق‬
‫شركات التوصية البسيطة في التجارة البحرية المحفوفة بالمخاطر‪.‬‬
‫لكن الطفرة الكبرى في عالم الشركات ظهرت مع الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر ساعد في ذلك إضافة‬
‫إلى فكرة الشخصية المعنوية واستقالل أموال الشركة عن أموال الشركاء‪ ،‬تحديد المسؤولية في الشركات المساهمة‬
‫بمقدار المساهمة برأس المال‪ ،‬مما ساعد على تأسيس الشركات الكبرى في حينها‪ ،‬كشركة الهند الشرقية‪ ،‬والشركة‬
‫الملكية لتجارة الرقيق في أفريقيا وغيرها‪.‬‬
‫إال أن الشركات ازدادت توسعا حتى أنها تغلغلت في جميع ميادين الحياة‪ ،‬بما يمكن القول بال تردد أن عصرنا‬
‫الحاضر إضافة إلى ما يمكن أن يطلق عليه بعصر االتصاالت‪ ،‬أو عصر اإلنترنت أو عصر المعلوماتية‪ ،‬فانه يمكن‬
‫أن يطلق عليه أيضا بعصر الشركات‪ ،‬فالجامعات والمستشفيات واألندية الرياضية‪ ،‬واألسلحة‪ ،‬وتدريب الجيوش‬
‫واالعالم تديرها الشركات ؛ ولذلك تبرز الضرورة إلى ضبط نشاط الشركات‪ ،‬وبخاصة المساهمة في تأسيسها وفي‬
‫عملها لكي ال تتحول إلى أداة لالستغالل‪.‬‬

‫قوانين الشركات في العراق‬


‫طبقت في العراق قوانين التجارة العثمانية بسبب سيطرة الدولة العثمانية على غالبية البالد العربية‪ ،‬فكان قانون‬
‫التجارة لسنة ‪ 1850‬المنقول عن القانون الفرنسي المعروف بقانون نابليون ‪ 1807‬هو المطبق‪ ،‬وظل األمر حتى‬
‫صدور بيان من الحاكم البريطاني بعد االحتالل سنة ‪ 1919‬يقضي بتطبيق قانون الشركات الهندي لسنة ‪،1913‬‬
‫وهذا منقول عن القانون االنكليزي لسنة ‪ ،1906‬وتضمن القانون المدني الذي صدر سنة ‪ 1951‬وبدأ تطبيقه في‬

‫‪1‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫‪ 1953‬فصال خاصا بالشركات هو الباب األول من الباب الثاني المواد ‪ 636‬ـ ‪ 683‬ومثلت المواد المذكورة القواعد‬
‫العامة للشركات‪ ،‬ثم صدر قانون الشركات رقم ‪ 31‬لسنة ‪ 1957‬الذي ألغى ما سبقه‪ ،‬وتضمن هذا القانون احكاما‬
‫مشابهة لما هو شائع من قوانين للشركات حسب النظام الالتيني‪ .‬وطبقا لما عرف بقانون إصالح النظام القانوني‬
‫رقم ‪ 35‬لسنة ‪ 1977‬صدرت مجموعة من القوانين من بينها قانون للشركات رقم ‪ 36‬لسنة ‪ ،1983‬وقد أدخل القانون‬
‫المذكور تعديال كبيرا على احكام الشركات من حيث أهدافها وتأسيسها وأنواعها‪.‬‬
‫وقد ألغي القانون المذكور بصدور قانون الشركات رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1997‬النافذ ‪ ،‬ولم يكن هذا القانون جديدا إال من‬
‫حيث الشكل‪ ،‬فقد تضمن احكام القانون الذي سبقه‪ ،‬عدا تعديالت على بعض مواده تطلبها التطبيق العملي‪ ،‬وصدر‬
‫معه أيضا قانون برقم ‪ 22‬لسنة ‪ 1997‬خاص بالشركات العامة‪ .‬وعليه فان قانون الشركات رقم ‪ 21‬لسنة ‪1997‬‬
‫يسري على الشركات المختلطة والخاصة ‪ ،‬المادة الثالثة منه‪ .‬اما قانون الشركات العامة رقم ‪ 22‬لسنة ‪ 1997‬فأنه‬
‫يسري على الشركات العامة‪.‬‬

‫وصدر تعديل جوهري للقانون رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1997‬من سلطة االئتالف رقم ‪ 29/64‬شباط ‪ 2004‬وقد نشر في‬
‫الوقائع العراقية في العدد ‪ 3982‬حزيران ‪ ،2004‬وقد تضمن التعديل كما ذكرنا تغييرا جوهريا للقانون سنتناول‬
‫أحكامها في سياق البحث‪ ،‬وكذلك صدر قانون التعديل المرقم ‪ 17‬لسنة ‪ 2019‬المنشور بالوقائع العراقية في العدد‬
‫‪ 4554‬في ‪ ،2019 / 9 / 9‬الذي تضمن احكاما عديدة منها ما يتعلق بتأسيس الشركة القابضة واالشخاص الذين‬
‫يحق لهم العضوية في الشركات العراقية‪.‬‬

‫األحكام العامة للشركات‬


‫نتناول في هذا الباب األحكام المشتركة بين الشركات‪ ،‬فنبين التعريف والخصائص في الفصل األول وفي الفصل‬
‫الثاني الشخصية المعنية للشركة‪ ،‬أما الفصل الثالث فيكون ألنواع الشركات‪ ،‬أما في الفصل الرابع فنبين تأسيس‬
‫الشركات‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬التعريف بالشركة وخصائصها‬


‫تعرف المادة الرابعة في فقرتها األولى من قانون الشركات رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1997‬الشركة بأنها ‪(( :‬عقد يلتزم به‬
‫شخصان أو أكثر بأن يساهم كل منهم في مشروع اقتصادي بتقديم حصة من مال أو من عمل القتسام ما ينشأ عنه‬
‫من ربح أو خسارة))‪.‬‬
‫من خالل هذا التعريف يتبين أن خصائص الشركة هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الشركة عقد‬
‫‪ 2‬ـ اشتراك أكثر من شخص‬
‫‪ 3‬ـ تقديم حصة من مال أو عمل‬

‫‪2‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫‪ 4‬ـ اقتسام األرباح أو الخسائر ‪.‬‬


‫وسنوضح كل منها في مبحث مستقل‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الشركة عقد‬


‫الحظنا أن التعريف يبدأ بعبارة ((الشركة عقد)) وكأي عقد آخر فانه يتطلب أركانا معينة النعقاده وهذا ما يقتضي‬
‫التوقف عند هذه األركان‪ ،‬ثم بيان ما يتميز به عقد الشركة عن غيره من العقود ثم تلي ذلك مناقشة أهمية العقد في‬
‫تكوين الشركة وحياتها‪.‬‬
‫ألفرع االول ‪ :‬أركان العقد‪ :‬يبنى عقد الشركة كغيره من العقود على األركان المطلوبة النعقادها وهي الرضا‪،‬‬
‫والمحل‪ ،‬والسبب‪.‬‬
‫اوال ـ الرضـــــا‪:‬‬
‫ال ينعقد عقد الشركة بغير رضا أطرافه‪ ،‬وإذا كان التعبير عن الرضا بالطريقة التي بينها القانون‪ ،‬دليل وجوده‪،‬‬
‫فيشترط في هذا الرضا أن يكون صحيحا وتأتي الصحة في صدوره من كامل األهلية‪ ،‬وخلو الرضا من عيوب‬
‫االرادة وهي حسب القانون العراقي (اإلكراه‪ ،‬الغلط‪ ،‬التغرير مع الغبن واالستغالل)‪ .‬وبما أن االهلية ترتبط بالتمييز‬
‫واالرادة ‪ ،‬وان كال من التمييز واالرادة تتأثر بالسن ومايعترضهما من عوارض فالبد من ان نتعرض لكامل االهلية‬
‫وغير المميز وناقص االهلية‪ ،‬ومدى صالحيتهم في االشتراك في عقد الشركة‪:‬‬

‫‪ -1‬كامل االهلية وهو من اكمل الثامنة عشرة من العمر بغير عارض من عوارض األهلية ينقصها أو يعدمها‬
‫(م‪ 106‬من القانون المدني)‪ ،‬فجميع تصرفاته صحيحة ونافذة ومنها مايتعلق بالشركات التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬عديم األهلية‪ ،‬وهو من لم يكمل السابعة من العمر ويلحقه المجنون فتصرفاته باطلة وال تلحقها اإلجازة من‬
‫الولي‪ ،‬ولكن يجوز للولي أو الوصي استثمار أموال معدوم األهلية في شراء اسهم الشركات‪.‬‬
‫‪ -3‬والنوع الثالث من األشخاص ناقص األهلية‪ ،‬وهو من اكمل السابعة لكن لم يتم الثامنة عشرة من العمر‪،‬‬
‫ويلحق بذلك المصاب بعارض عقلي غير الجنون ‪ .‬فال يصح اشتراك هؤالء في الشركات التي تؤدي‬
‫المشاركة فيها اكتساب صفة تاجر ( وهي حسب القانون العراقي شركات االشخاص التضامنية والبسيطة‬
‫والمشروع الفردي)‪ ،‬كذلك ال يحق لهم أن يكونوا مؤسسين في شركة مساهمة ألن مسؤولية المؤسسين‬
‫تجاه المكتتبين تتجاوز حدود المشاركة برأس المال‪ ،‬فلم يتبق إال نوع واحد من أنواع الشركات‪ ،‬هي‬
‫الشركات المحدودة‪ ،‬والمشاركة في مثل هذه الشركات يعد من األعمال الدائرة بين النفع والضرر‪ ،‬ويكون‬
‫صحيحا‪ ،‬لكنه موقوف على إجازة الولي أو إجازة الصغير بعد أن يكمل الثامنة عشرة من العمر‪.‬‬
‫‪ -4‬النوع األخير من األشخاص هو القاصر المأذون باالتجار حسب الرخصة التي تقررها (المادة ‪ )98‬من‬
‫القانون المدني‪ ،‬وال نرى ما يحول دون مشاركة هؤالء في تكوين الشركات على أن يكون االذن مطلقا‪،‬‬
‫ألن المأذون يعامل كأنه كامل األهلية‪ ،‬وإذا قيل بأن االذن على سبيل التجربة فلم ال تكون التجربة بتأسيس‬
‫الشركات‪ ،‬حيث يشترك في االتجار مع غيره بدال من أن يكون منفردا في تجاربه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫‪ -5‬يضاف الى ذلك ان القانون العراقي يعتبر من جهة اخرى واستثناء أن من اتم الخامسة عشرة من العمر‬
‫وتزوج باذن المحكمة في مرتبة كامل االهلية‪ .‬فبمقتضى نص الفقرة االولى من المادة الثالثة من قانون‬
‫رعاية القاصرين رقم ‪ 78‬لسنة ‪ 1980‬انه‪ ((:‬يعتبر من أكمل الخامسة عشرة وتزوج باذن من المحكمة‬
‫كامل االهلية))‪ .‬وعلى هذا فان بامكان المتزوج بهذه السن باذن من القضاء ان يمارس جميع صور النشاط‬
‫التجاري دون استثناء ومن ضمنها الشركات التجارية‪ .‬اال انه يجب مالحظة ان التطبيقات القضائية للنص‬
‫اعاله اعتبرت من اتم الخامسة عشرة وتزوج باذن المحكمة كامل االهلية فيما يتعلق بقضايا االحوال‬
‫الشخصية فقط‪.‬‬
‫وقد حسمت بعض التشريعات المشاركة في شركات األشخاص‪ ،‬فاشترطت أن يكون متمتعا باالهلية القانونية‪ .‬وعلى‬
‫أية حال‪ ،‬فإذا كان الشرط األول لصحة الرضا يرتبط باالهلية وهو ما أوضحنا فان الشرط الثاني يرتبط بخلو الرضا‬
‫من العيوب التي تفسده‪ ،‬وعليه فإذا شاب رضا الشريك في الشركة عيب كان له نقض العقد خالل ثالثة اشهر من‬
‫زوال االكراه‪ ،‬أو اكتشاف الغلط‪ ،‬أو اكتشاف التغرير‪ ،‬اما إذا لم يستخدم هذا الخيار الذي تقرره المادة ‪ 136‬مدني‬
‫فيفهم من ذلك قبوله العقد‪.‬‬

‫ثانيا ـ المحـــــل‬
‫انقسم الفقه بشأن محل الشركة بين اتجاهين ؛ اتجاه يرى المحل في الحصة التي يقدمها الشريك‪ ،‬واتجاه آخر يراه‬
‫في غرض الشركة‪ ،‬ونذهب مع االتجاه األخير في كون المحل في عقد الشركة يتمثل بالنشاط الذي تزاوله‪ ،‬أما القول‬
‫في كونه حصة الشريك‪ ،‬فيؤدي إلى تنوع المحل حسب نوع الحصة في الوقت الذي يفترض أن يكون موحدا في‬
‫العقد الواحد‪.‬‬
‫ويشترط في المحل أن يكون ممكنا ومعينا ومشروعا‪ ،‬وانعدام أحد هذه الشروط يؤدي إلى بطالن العقد‪ ،‬كالتعاقد‬
‫على المستحيل‪ ،‬أو على ما يحرمه القانون ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬السبب‬
‫يجب أن يكون للعقد سبب صحيح‪ ،‬فإذا كان العقد بال سبب أو لسبب غير مشروع بطل العقد‪ ،‬ويفترض القانون‬
‫وجود السبب عند عدم ذكره‪ ،‬كما يفترض مشروعيته‪ ،‬ومن يدعي خالف ذلك مطلوب منه اإلثبات (م‪ )132‬من‬
‫القانون المدني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص عقد الشركة‬


‫‪ _ 1‬الشكلية‪:‬‬
‫نعني بالشكلية الكتابة وتشير التشريعات ويرى الفقه أن عقد الشركة يجب أن يكون مكتوبا ‪ .‬كما اختلف الفقه حول‬
‫الكتابة‪ ،‬وهل هي لالنعقاد أم لإلثبات؟‬

‫‪4‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫االتجاه االول ذهب الى وجوب كتابة عقد الشركة‪ ،‬مما يجعل الكتابة شرطا النعقاد العقد‪ ،‬حيث بغير الكتابة ال وجود‬
‫للعقد وال وجود للشركة‪ .‬ولكن مع هذا البطالن يحق للغير أن يثبت وجود الشركة بغير الكتابة‪ .‬وهذا ما اخذ به‬
‫القانون المدني العراقي في المادة ‪ 628‬الملغاة ‪ .‬أما االتجاه الثاني فيشترط الكتابة لإلثبات ‪ ،‬وعليه امكانية وجود‬
‫الشركة بغير الكتابة لكن ال يجوز حسم النزاع بين الشركاء إال بالعقد المكتوب‪.‬‬
‫وما يالحظ في الواقع العملي فأن الكتابة ال غنى عنها‪ ،‬لكثرة الشروط التي يتضمنها العقد عادة‪ ،‬وللمدة الطويلة التي‬
‫يمتد فيها نشاط الشركة في الغالب‪ ،‬فمن غير المتصور االعتماد في أثبات الشروط الواردة بعقد الشركة على شهادة‬
‫الشهود‪.‬‬
‫أما قانون الشركات العراقي النافذ رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1997‬فأنه لم يتضمن نصا يوجب الكتابة أو يشترط اإلثبات بها‪،‬‬
‫وهو فراغ كان من المستحسن سده‪.‬‬
‫ولكن نستطيع القول وبال تردد‪ ،‬أنه مع هذا الفراغ فأن القانون يتطلب الكتابة‪ ،‬يفهم ذلك من مجمل النصوص التي‬
‫تتعلق بالتأسيس‪ ،‬كما أن الكتابة ضرورية لالحتجاج بأي تعديل على العقد‪.‬‬
‫فالمادة ( ‪ ) 17‬من قانون الشركات تنص على أن (( يقدم طلب التأسيس إلى المسجل ويرفق به ‪ :‬أوال ـ عقد الشركة‬
‫‪ .))... ...‬كما تنص المادة ( ‪ ) 20‬على انه (( إذا وافق المسجل على طلب التأسيس لتوافر شروطه‪ ،‬وجب عليه‬
‫دعوة المؤسسين أو من يمثلهم قانونا لتوثيق عقد الشركة أمامه أو أمام من يخوله من موظفي دائرته ‪ ،)) ..‬وتقضي‬
‫المادة (‪ ) 182‬انه (( يجب أن يوثق عقد الشركة البسيطة من الكاتب العدل ‪ )) ..‬والكتابة غير مطلوبة في التأسيس‬
‫فقط‪ ،‬إنما في تعديل العقد أيضا‪ ،‬فالمادة (‪ ) 203‬من القانون تنص على انه (( ال يعتبر تعديل عقد الشركة نافذا إال‬
‫بعد تصديقه من المسجل ونشره في النشرة وفي صحيفة يومية))‪ .‬ويفهم من النصوص المذكورة‪ ،‬وضوح شرط‬
‫الكتابة‪ ،‬فال يمكن تكوين شركة والحصول على إجازة تأسيسها بغير عقد مكتوب‪ ،‬بل تشترط الكتابة الرسمية كما‬
‫الحظنا‪ ،‬وتتمثل بالمصادقة من المسجل أو من الكاتب العدل ‪.‬‬

‫ولكن مع هذه النصوص التي تبين أهمية الكتابة في تأسيس الشركات حسب القانون العراقي‪ ،‬هل يجوز إثبات‬
‫وجود شركة ليس لها عقد مكتوب ‪ .‬ولم تسجل لدى مسجل الشركات ؟‬
‫ال نرى ما يحول دون ذلك‪ ،‬ألن من يتعامل مع الشركة ال يبحث في بعض األحيان عن العقد والتسجيل لدى مسجل‬
‫الشركات‪ ،‬إنما يعتمد على المظهر الخارجي الذي ظهر به النشاط االقتصادي ‪ .‬وعليه إذا استطاع شخص أن يثبت‬
‫وجود شركة‪ ،‬أو انه تعامل مع كيان اتخذ شكل شركة على الرغم من عدم التسجيل لدى المسجل‪ ،‬أو حتى عدم وجود‬
‫العقد المكتوب‪ ،‬فيخضع الشركاء إلى العقوبة التي تقررها المادة ( ‪ ) 215‬من قانون الشركات‪ ،‬وهي الحبس أو‬
‫الغرامة أو الع قوبتين معا ‪ .‬كذلك يستطيع من تعامل مع كيان على انه شركة‪ ،‬مطالبة الشركاء متضامنين بما دفعه‬
‫استنادا على مبدأ الكسب دون سبب‪.‬‬
‫كذلك يبرز‪ ،‬بمناسبة تناول موضوع أركان عقد الشركة وعن الشكلية‪ ،‬موضوع بطالن الشركة‪ ،‬بسبب بطالن العقد‬
‫ألسباب عدة‪ ،‬أما لتخلف ركن من أركان العقد‪ ،‬أو بسبب عيب من عيوب الرضا أو لنقص في األهلية‪ ،‬أو لما ذكرنا‬
‫من عدم وجود العقد المكتوب والتسجيل ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫فبالنسبة للحالة االخيرة عدم التسجيل و عدم وجود العقد المكتوب‪ ،‬أن حكم القانون العراقي هو ما تقرره المادة‬
‫(‪ 215‬شركات) التي لم تشر إلى البطالن وانما نصت في الفقرة أوال أن كل من مارس نشاطا باسم الشركة دون‬
‫استحصال شهادة تأسيسها يعاقب بالحبس أو الغرامة‪.‬وهذا يعتبر فراغ تشريعي ينبغي معالجته‪.‬‬
‫اما بالنسبة لحالة بطالن العقد لتخلف ركن من أركانه‪ ،‬أو بسبب عيب من عيوب الرضا أو لنقص في األهلية‪ .‬فأن‬
‫البطالن كما يقسمه الفقه‪ ،‬مطلق ونسبي‪:‬‬
‫األول ما يترتب على تخلف أحد األركان أو الشروط الجوهرية ‪ .‬كأن يتخلف الرضا مثال أو يكون المحل غير‬
‫مشروعا وكذلك عدم مشروعية سبب العقد ‪ .‬وينجم عن ذلك بطالن مطلق للعقد‪ ،‬بحيث ال يمكن االحتجاج بمثل هذا‬
‫العقد‪ ،‬ال بين الشركاء وال بالنسبة للغير‪.‬‬
‫أما النوع الثاني من البطالن فهو النسبي‪،‬وهو الذي ينجم عن عيوب اإلرادة التي تشوب رضا الشريك‪،‬وكذلك النقص‬
‫في أهلية احد الشركاء‪ ،‬وهؤالء لهم رخصة يقررها القانون تبطل الرضا متى استخدمت‪ .‬وهذا ما اخذ به القانون‬
‫المصري ( م ‪ 140‬مدني مصري)‪.‬‬
‫وال يسري هذا األمر حسب القواعد العامة في القانون العراقي‪ ،‬ألن العقد الذي يقع من ناقص األهلية ومن شخص‬
‫لحق رضاه العيب‪ ،‬موقوف ( كما ذكرنا اعاله)ا‪ ،‬ال ينفذ إال إذا اجازه الشخص المذكور خالل ثالثة اشهر من إكماله‬
‫األهلية أو زوال اإلكراه أو اكتشاف الغلط أو الغبن مع التغرير‪ ،‬وإذا نفذ العقد أصبح كامال ال يلحقه البطالن (م‬
‫‪ 136‬مدني) ‪ .‬أما اذا كان هنالك خلل في األركان أو الشروط‪ ،‬فان العقد يعتبر باطل وال توجد معه الشركة الفعلية‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 138‬مدني‪ -1 ( :‬العقد الباطل الينعقد واليفيد االحكم اصال)‪.‬‬

‫‪- 2‬عقد الشركة عقد مستمر‪:‬‬


‫يعد عقد الشركة من العقود الزمنية‪ ،‬له استمرارية البد منها حتى بالنسبة للشركات التي تتكون لمواجهة عملية‬
‫واحدة‪ ،‬فال يمكن أن تنشأ الشركة وتزاول نشاطها وتنتهي في وقت واحد ‪.‬‬
‫‪- 3‬تطابق مصلحة األطراف‪:‬‬
‫تتطابق في عقد الشركة مصلحة إطراف العقد‪ ،‬فال وجود لتعارض المصالح المعروف في جميع العقود‪ ،‬التي يكون‬
‫العقد فيها نقطة التقاء لمصالح متضادة عادة‪ ،‬أما في عقد الشركة‪ ،‬فيسعى الشركاء وبصورة جمعية إلى تكوين وحدة‬
‫اقتصادية ‪.‬تحقق مصلحة الشركاء في الربح فضال عن المصلحة االقتصادية العليا للبلد‪.‬‬

‫‪-4‬تعديل العقد بإرادة البعض‪:‬‬


‫تقضي القواعد العامة بعدم إمكا ن تعديل العقد أو إلغاؤه إال بإجماع األطراف التي أنشأته‪ ،‬بينما نجد عقد الشركة‬
‫على خالف ذلك يمكن تعديله بقرار من الهيئة العامة يمثل أغلبية تختلف حسب نوع القرار ( م ‪ 92‬و م ‪ 98‬و ‪)158‬‬
‫وغير هذه المواد في قانون الشركات العراقي‪.‬‬
‫وبناء على هذه الخصائص التي تميز عقد الشركة‪ ،‬وباألخص تعديل العقد بغير اإلجماع وتطابق المصلحة‪ ،‬يضاف‬
‫إلى ذلك ما يقال في الشركات المساهمة باألخص ما يترتب على قابلية األسهم للتداول‪ ،‬باقتناء األسهم من أشخاص‬

‫‪6‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫ليس بينهم معرفة أو يؤدي إلى مشاركة أشخاص ال تجمعهم المعرفة‪ ،‬ذهب البعض إلى كون العقد لم يعد له أهمية‬
‫في أنشاء الشركة وحياتها‪ ،‬فما ذكر من الخصائص يتعارض مع طبيعة العقود ويحل محل العقد مفهوم المنظمة‪.‬‬
‫القائم على تدخل المشرع ويقتصر دور الشركاء على األعراب عن إرادتهم باالنضمام لها ‪ .‬وإذا كان في هذا القول‬
‫كثير من الوجاهة‪ ،‬خاصة في شركات المساهمة‪ ،‬التي تنهض على أساس التنظيم وتدخل المشرع فال يمكن إنكار‬
‫دور العقد في مرحلة التأسيس في األقل ‪ .‬أما بعد ذلك فيتضح تراجع اإلرادة لمصلحة تدخل المشرع في حياة الشركة‬
‫يتبين ذلك في القانون العراقي في زيادة رأس المال وفي تخفيضه وفي دمج الشركة وتحولها وتصفيتها فضال عن‬
‫تأ سيسها ‪ .‬ألنه في هذه األوضاع ذات األهمية‪ ،‬البد من اقتران قرار الهيئة العامة حولها بمصادقة جهة رسمية ‪ .‬ال‬
‫ينفذ القرار بغير قبولها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اشتراك أكثر من شخص‬


‫من الشروط الالزمة لتكوين الشركة اشتراك أكثر من شخص‪ ،‬كما هو واضح من تعريف الشركة في المادة الرابعة‬
‫من القانون (( ‪ ..‬يشترك به شخصان أو أكثر ‪ )) ...‬فالحد األدنى شخصين‪ ،‬ألنه ال يمكن إنشاء عقد بغير هذا العدد‪،‬‬
‫فالعقد التقاء أكثر من أرادة‪ ،‬وما يقرره قانون الشركات العراقي كحد أدنى ألشخاص الشركة ( خمسة أشخاص في‬
‫شركة المساهمة م ‪ / 6‬أوال وشخصين الشركة التضامنية م‪ / 6‬ثالثا ‪ .‬وشخصين في الشركة البسيطة م ‪. 181‬‬
‫ولم يحدد المشرع الحد االدنى لعدد الشركاء في الشركة المحدودة مكتفيا بالحد االعلى فقط حيث نصت المادة ‪/ 6‬‬
‫ثانيا‪" :‬ال يزيد عدد االشخاص الطبيعيين أو المعنويين في الشركة المختلطة أوفي الشركة الخاصة محدودة‬
‫المسؤولية عن ‪ 25‬خمسة وعشرون شخصاً‪.".......،‬‬
‫ولعل ذلك يعود الن االصل في الشركة ان التقل عن شخصين‪ ،‬وكذلك اتجاه المشرع العراقي بالسماح بتكوين شركة‬
‫محدودة ذات المالك الواحد استثاءا‪.‬‬
‫والعدد مطلوب أثناء التأسيس وطيلة حياة الشركة ‪ .‬فال يجوز أن ينقص عدد الشركاء عن هذا العدد وإذا نقص فأن‬
‫ذلك يؤدي إلى تحول الشركة ‪ .‬فالمادة ‪ 205‬في الباب الثامن‪ ،‬األحكام المتفرقة تنص على انه‪ ( :‬إذا أصبح عدد‬
‫أعضاء الشركة دون الحد القانوني بحسب نوعها وجب إكمال العدد خالل ستين يوما من وقوع النقص فأن مضت‬
‫المدة ولم يعطها المسجل أمهاال أضافيا‪ ،‬وجب تحولها إلى نوع أخر من الشركات وبالشكل الذي يجيزه هذا القانون)‪.‬‬

‫لكن القانون أورد استثناء في المادة الرابعة الفقرة ثانيا يفيد إمكانية تكوين الشركة من شخص طبيعي واحد ‪ .‬أطلق‬
‫عليها تسمية ( المشروع الفردي )‪ .‬والمشروع الفردي بموجب هذا النص‪ ،‬غير الشركة المعروفة في بعض‬
‫القوانين‪ ،‬والتي تعرف بشركة الشخص الواحد)‪ ، (One Man’s Company‬التي تنهض على أساس فصل الذمة‬
‫المالية للشريك عن ما يوضع في رأس مال المشروع الذي هو الشركة‪ ،‬وما عدا ذلك من ذمة للشخص المكون‬
‫للمشروع‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫أما شركة المشروع الفردي فأنها ال تنهض على أساس فصل الذمة المالية‪ ،‬ألن هناك تداخل بين أموال المشروع‬
‫وأموال صاحب المشروع خارج الشركة‪ .‬وعليه فأن مفهوم هذه الشركة يختلف عن شركة الشخص الواحد المبنية‬
‫على أساس فصل الذمة المالية للشخص‪.‬‬
‫وقد عدلت الفقرة ثانيا من المادة ‪ 8‬الخاصة بالمشروع الفردي‪ ،‬لتقرأ ‪ -1(( :‬يتكون المشروع الفردي من شخص‬
‫طبيعي واحد أو شركة محدودة المسؤولية يملكها شخص طبيعي أو معنوي واحد ))‪.‬‬
‫فقد أبقى التعديل على شركة المشروع الفردي بخصائصها التي جاءت بها في القانون قبل التعديل‪ ،‬وبجانب ذلك‬
‫أباح تكوين شركة محدودة من شخص واحد‪ ،‬تقوم على أساس فصل الذمة المالية‪ ،‬ألنها خاضعة ألحكام الشركة‬
‫المحدودة‪.‬‬
‫وعليه فأن القانون العراقي يعرف نوعين من الشركات التي تتكون من شخص واحد ‪ .‬األولى وهي التي كانت‬
‫معروفة في القانون قبل التعديل ( المشروع الفردي)‪ ،‬تتكون من شخص طبيعي واحد وتتداخل أموال المشروع مع‬
‫أموال صاحب المشروع الذي يسأل عن التزامات المشروع بكل أمواله‪ .‬أما الثانية فهي التي انبثقت بعد تعديل‬
‫القانون( الشركة المحدودة ذات المالك الواحد)‪ ،‬حيث تتكون شركة أيضا من شخص واحد ولكن ال يشترط فيه أن‬
‫يكون طبيعيا‪ ،‬إنما قد يكون طبيعيا أو معنويا حسب النص الذي اشرنا إليه ‪ .‬كذلك ال تمتد المسؤولية عن التزامات‬
‫المشروع إلى األموال الشخصية لصاحب المشروع‪.‬‬

‫األشخاص الذين لهم حق المشاركة في تكوين الشركات‪:‬‬


‫تنص المادة ‪ 12‬من قانون الشركات العراقي النافذ رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1997‬على‪:‬‬
‫((أوال‪ :‬للشخص الطبيعي او المعنوي العراقي حق اكتساب العضوية في الشركات المنصوص عليها في هذا القانون‬
‫مؤسسا لها او مساهما او شريكا‪ .‬ما لم يكن ممنوعا لشخصه او صفته من عضوية الشركات بموجب قانون او قرار‬
‫صادر عن محكمة او جهة حكومية مختصة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬للشخص الطبيعي او المعنوي األجنبي اكتساب العضوية بصفة مؤسس او مساهم في الشركات المساهمة‬
‫والمحدودة على ان التقل نسبة مساهمة العراقي عن (‪ )%51‬واحد وخمسين من المئة من رأسمالها ))‪.‬‬
‫تم تعديل هذه المادة (كما هو اعاله) بموجب قانون التعديل رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 2019‬المنشور في الوقائع العراقية ذي‬
‫العدد ‪ 4554‬في ‪.2019/9/9‬‬
‫من خالل هذا النص يتبين ان لكل شخص عراقي طبيعي او معنوي حق اكتساب العضوية في الشركات العراقية‬
‫كمؤسس لها اوحامل أسهم او شريك فيها بشرطين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ال يكون العراقي ممنوعا قانونا ‪ .‬كأن يكون قد ساهم في جرائم تخريب االقتصاد الوطني‪ ،‬كتزوير‬
‫العملة‪ ،‬ويستطيع المسجل أن يستخدم هذا القيد عند الموافقة على تأسيس الشركة‪.‬‬
‫‪ -2‬ان اليكون العراقي ممنوع بموجب قرار صادر من محكمة مختصة او جهة حكومية مخولة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫اما بالنسبة لالجنبي ( االجنبي يشمل غير العراقي سواء كان عربيا ام غير عربي) فأنه فيحق له اكتساب العضوية‬
‫بصفة مؤسس او مساهم في شركات االموال فقط ( الشركات المساهمة والمحدودة) ‪ ،‬بشرط ان التقل نسبة مساهمة‬
‫العراقي عن ‪ %51‬من رأسمالها‪.‬‬
‫وحسنا فعل المشرع العراقي حيث قصر المشاركة بالنسبة لألجنبي على شركات األموال ( المساهمة والمحدودة )‪،‬‬
‫وذلك لصعوبة الوصول إلى األموال الشخصية التي تكون خارج العراق‪ ،‬عندما يسأل شخصيا عن ديون الشركة‬
‫كما هو الحال في شركات االشخاص كالتضامنية مثال‪ .‬وكذلك اشترط ان تكون نسبة مشاركة العراقي التقل عن‬
‫‪ %51‬من رأسمالها وذلك حتى تبقى ادارة الشركة وقرارات الهيئة العامة بيد العراقي وحتى اليكون لالجنبي تأثير‬
‫في القرارات لما لهذه الشركات من تأثير على االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫اال ان ما يؤخذ على هذا النص أنه لم يفرق بين العراقي المقيم في العراق وغير المقيم في العراق‪ ،‬ونحن مع فتح‬
‫باب المشاركة للعراقي غير المقيم في العراق ولكن بشرط أن يقدم العراقي غير المقيم في العراق ضمانات مجزية‬
‫كأن يكون غير المقيم مالكا ألموال داخل العراق أو بمشاركة العراقيين من ذوي المكانة المالية المرموقة‪ ،‬أما بغير‬
‫ذلك فينبغي أن يوصد الباب بوجه العراقي غير المقيم في العراق عن تكوين أو المشاركة في شركات األشخاص‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تقديم حصة من مال أو عمل‬


‫ال تستطيع الشركة النهوض بأعبائها بغير رأس مال يكفي لمواجهة هذه األعباء‪ ،‬ويتكون رأس المال من الحصص‬
‫التي يقدمها الشركاء‪ ،‬وال يكون شريكا في الشركة من ال يقدم حصة في رأس المال‪ .‬ويمثل رأس المال ‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ما لدى الشركة من موجودات‪ ،‬الضمان لدائني الشركة‪.‬‬
‫ويقدر رأس المال بالنقود‪ ،‬ايا كانت الحصص التي قدمها الشركاء‪ .‬وتشترط المادة ‪ 26‬من قانون الشركات العراقي‬
‫أن يحدد رأس المال بالدينار العراقي‪ .‬أما نوع الحصة التي يقدمها الشركاء فهي أما أن تكون حصة من مال أو‬
‫عمل‪ ،‬وكما يأتي‪:‬‬
‫الفرع االول‪ :‬تقديم حصة من مال‪:‬‬
‫يمكن تقديم الحصة من مال على شكل نقود أو اعيان أو تكون حقا للشريك لدى الغير‪:‬‬
‫اوال‪ -‬قد تكون الحصة المالية نقودا وهو الغالب واألنسب‪ ،‬مادام رأس المال يقدر بالنقد وال يشترط في الحصص‬
‫التي يقدمها الشركاء المساواة‪ .‬وال مشكلة عندما تكون الحصة من مال على شكل نقود‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬ويمكن تقديم الحصة من مال على شكل أعيان واذا كان قانون الشركات لم يفصح عن ذلك‪ ،‬فيمكن أن يفهم‬
‫من اإلطالق الذي وردت فيه كلمة مال في التعريف حسب المادة ‪.4‬‬
‫ولكن كيف تحدد الحصة العينية؟‬
‫تحدد الحصة العينية التي يقدمها الشريك بالنقود‪ ،‬وال يتدخل المشرع عادة في تقدير النقود المساوية للحصة العينية‬
‫في شركات األشخاص التضامنية في القانون العراقي الن الشركة تقوم على عدد محدود من الشركاء تجمعهم‬

‫‪9‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫صالت قائمة على المعرفة والثقة ‪ .‬لكن المشرع تدخل في شركات األموال فبين كيفية تقدير األعيان التي تقدم في‬
‫هذه الشركات للحصول على األسهم (م ‪ )29‬وسنتناول ذلك في حينه‪.‬‬

‫كيف تقدم االعيان كحصة في الشركة؟‬


‫تقدم الحصة العينية على سبيل التملك أو االنتفاع‪:‬‬
‫‪ -1‬قد تقدم األعيان على سبيل التملك ‪ .‬أي أن الشريك يتنازل عن المال ليدخل في ملكية الشركة‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من أن األمر ال يعد بيعا ألن نقل الملكية ال يكون إال مقابل ثمن إال أن أحكام البيع تنطبق عليه كما يرى‬
‫البعض ذلك‪ .‬وتطبق على نقل ملكية المال إلى الشركة‪ ،‬األحكام الخاصة بنوع المال‪ ،‬فإذا كان عقارا مثال‪،‬‬
‫ال تنتقل ملكيته إال باستيفاء التسجيل في السجل العقاري‪ .‬وبانتقال ملكية المال إلى الشركة وتسليمه فأن‬
‫هالك المال يقع عليها باعتبارها المالك الجديد‪ ،‬أما إذا وقع الهالك قبل ذلك أو قبل التسليم فأنه يهلك على‬
‫صاحب الحصة‪ ،‬حيث يطلب منه تقديم مال بديل ‪ .‬وعند تصفية الشركة ال يعاد المال إلى الشريك حتى إذا‬
‫كان موجودا‪ ،‬ألنه أصبح جزء من أموال الشركة‪.‬‬
‫‪ -2‬ويعد األصل تقديم الحصة على سبيل التمليك‪ ،‬ولكن قد يكون تقديم المال على سبيل االنتفاع‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة ال يخرج المال من ذمة الشريك‪ ،‬وإذا هلك في أي وقت‪ ،‬وجب تقديم مال يحل محله وبخالف ذلك‬
‫تنقضي شراكته‪ .‬كما يعاد المال إلى صاحبه عند تصفية الشركة أن كان ممكننا‪ ،‬وإال يعوض عنه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وقد تكون حصة الشريك التي يقدمها للمشاركة برأس المال ‪ .‬حقا له لدى الغير‪ ،‬فال يكون مقدما لحصته إال‬
‫من تاريخ استيفاء الشركة لهذا الحق من الغير ‪ ,‬وهذا كما يقال خالف ما تقضي به أحكام حواله الحق‪ ،‬في ضمان‬
‫وجود الدين عند االحالة‪ ،‬إنما يلتزم المدين أيضا بيسار المدين عند المطالبة‪ ،‬حماية للشركة في تكوين رأس المال‪.‬‬

‫ولكن هل يمكن أن تكون حصة الشريك ما يتمتع به من سمعه تجارية أو نفوذ؟‬


‫تسمح بعض القوانين ومنها قانون الموجبات اللبناني في المادة (‪ )850‬أن تكون حصة أحد الشركاء الثقة التجارية‬
‫التي يتمتع بها‪ .‬اال أن المشرع العراقي سكت عن هذا الموقف‪ ،‬وأمام سكوت القانون العراقي عن الموقف من السمعة‬
‫التجارية نرى انه ال مجال العتمادها كحصة يمكن أن يقدمها الشريك‪ ،‬خشية التداخل مع ما يتمتع به الشخص من‬
‫نفوذ اجتماعي أو سياسي‪ ،‬وألن التعريف في قانون الشركات يقضي أن يقدم الشريك حصة من مال أو عمل‪ ،‬والمال‬
‫هو كل شيء يصلح أن يكون حصة في الشركة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحصة عمــــــل ( الحصة الصناعية)‬


‫قد تكون الحصة التي يقدمها الشريك عمال‪ ،‬وهي ما تعرف بالحصة الصناعية‪ ،‬وقد أشار التعريف في المادة الرابعة‬
‫من قانون الشركات إلى إمكانية أن تكون الحصة عمال ‪ .‬والشركات التي يغطيها التعريف هي ( المساهمة‪ ،‬المحدودة‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫التضامنية والمشروع الفردي ) ألن الشركة البسيطة كما أوضحنا ذلك افرد لها المشرع أحكاما خاصة وتعريفا‬
‫خاصا بها ‪.‬‬
‫فبالنسبة لشركات‪ ،‬المساهمة والمحدودة حسب القانون العراقي هي شركات ينقسم رأس المال فيها إلى أسهم اسمية‬
‫نقدية متساوية القيمة وغير قابلة للتجزئة‪ .‬فالقانون يشترط أن يكون المقابل للحصول على األسهم نقودا‪ ،‬ومن غير‬
‫المتصور تقدير ما يقدمه الشريك من عمل ابتداء‪ ،‬ألن تقديم العمل يمتد طيلة حياة الشركة ‪ .‬وال يمثل العمل جزء‬
‫من رأس المال‪ ،‬وال يكون ضمانا للدائنين‪ ،‬ألنه ال يمكن الحجز عليه‪ ،‬وفي هذه الشركات ( المساهمة والمحدودة )‪،‬‬
‫يقتصر ضمان الدائنين على رأس المال‪.‬‬
‫أما بالنسبة لصاحب المشروع الفردي‪ ،‬فله الحرية في أن يقدم عمله‪ ،‬على أن ذلك ال يمثل رأس المال والبد من‬
‫تقديم رأس المال المقدر بالنقد‪ ،‬سواء كان من النقود أو األعيان‪ ،‬قبل صدور شهادة تأسيس المشروع كما تقضي‬
‫بذلك المادة ‪ 53‬من قانون الشركات‪(( :‬في الشركات المحدودة والتضامنية والمشروع الفردي يجب ان يكون راس‬
‫المال مدفوعا قبل صدور شهادة التاسيس))‪.‬‬

‫تظل من الشركات األربعة التي أشرنا إليها‪ ،‬الشركة التضامنية ‪ ,‬وال يحول في هذه الشركات حائل دون تقديم شريك‬
‫أو أكثر عمال ‪ .‬وإذا كانت المادة ‪ 53‬التي ذكرناها تقضي بأن يقدم رأس المال وبالكامل قبل صدور شهادة تأسيس‬
‫الشركة‪ ،‬فمن المعلوم أن حصة العمل ال تدخل في تكوين رأس المال‪ ،‬لعدم إمكانية الحجز عليها‪ ،‬وألن العمل ال‬
‫يمكن أن يقدم دفعة واحدة أثناء تأسيس الشركة أو في فترة محددة‪ ،‬إنما يكون تقديم العمل مستمرا‪.‬‬

‫أما الشركة البسيطة فقد جاء النص واضحا في إباحة تقديم العمل كحصة في الشركة‪ ،‬فالمادة ‪ 181‬تنص‪ (( :‬تتكون‬
‫الشركة البسيطة من عدد من الشركاء ال يقل عن اثنين وال يزيد على خمسة يقدمون حصصا في رأس المال أو‬
‫يقدم واحد منهم أو أكثر عمال واآلخرون ماال ))‪.‬‬
‫وبصورة عامة يشترط في العمل الذي يقدم‪ ،‬أن يكون ذو فائدة واضحة للشركة‪ ،‬ليس من األعمال التافهة التي تؤدي‬
‫من أي شخص‪ .‬وإذا قدم مثل هذا العمل فال يكون صاحبه شريكا‪ ،‬إنما أجيرا أو عامال‪ ،‬ولذلك فأن عمل المهندس‬
‫والخبير في شؤون التسويق مثال يمكن أن تمثل حصص لمقدميها في رأس المال‪.‬‬

‫ولكن يثار في موضوع حصة العمل‪ ،‬مصير ثمار العمل كبراءة االختراع التي يحصل عليها من يقدم حصته عمال‬
‫فهل ثمارها له أم للشركة ؟ ان ثمار العمل من نصيب الشركة‪ ،‬إال براءة االختراع فهي للشخص مقدم العمل إال إذا‬
‫جرى االتفاق في الحالتين خالف ذلك‪.‬‬

‫وقبل االنتهاء من الموضوع‪ ،‬البد أن نتطرق إلى دفع الحصة المالية التي يقدمها الشريك في رأس المال‪ ،‬ونبادر‬
‫إلى القول أن الحصة في الشركة المحدودة والتضامنية والمشروع الفردي تقدم دفعة واحدة وقبل صدور شهادة‬
‫التأسيس أو شهادة التسجيل كما ترى (م ‪ )53‬شركات عراقي‪ .‬وفي الشركات المساهمة يمكن أن تدفع قيمة األسهم‬

‫‪11‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫على أقساط نتناولها في حينها ‪ .‬وعليه لم يتبق إال الشركة البسيطة التي لم ينظم المشرع موضوع دفع الحصة فيها‪.‬‬
‫فإذا تخلف الشريك عن تقديم الحصة أو جزء منها‪ ،‬فنرى وكما يذهب لذلك الفقه بتطبيق القواعد العامة في استيفاء‬
‫الديون‪ ،‬بينما يرى البعض احتساب فوائد وتعويض عن األضرار التي تتعرض لها الشركة وهي أحكام مغايرة لحكم‬
‫القواعد العامة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬اقتسام األرباح والخسائر‬


‫يسعى الشركاء إلى الحصول على الربح‪ ،‬ولكن قد يؤول مسعاهم إلى الخسارة‪ ،‬فيقتضي أن يتقاسم الشركاء الربح‬
‫والخسارة‪ ،‬وهو ما يعبر عنه الفقه بنية المشاركة أو يرتبط به عادة‪ .‬والمقصود بالربح الزيادة اإليجابية في الذمة‬
‫المالية‪ ،‬أو هي زيادة في األصول على الخصوم بموجب جرد سنوي وإعداد ميزانية كما هو معروف في الفكر‬
‫المحاسبي والتطبيق‪ .‬ويختلف توزيع األرباح والخسائر في شركات األموال عنه في شركات األشخاص‪:‬‬
‫ففي شركات االشخاص يوزع رأس المال إلى حصص قد تكون متساوية أو غير متساوية حيث أن المادة ‪ / 73‬ثانيا‬
‫من قانون الشركات تنص على أن (( يوزع الباقي من الربح أو جزء منه على األعضاء حسب أسهمهم أو حصصهم‬
‫حسب األحوال )) بما يفهم منه أن التوزيع يكون حسب األسهم أو الحصص وال يجوز االتفاق خالفه ‪.‬‬

‫أما في شركات االموال فأن رأس المال فيها يقسم إلى أجزاء متساوية تسمى األسهم‪ ،‬وعليه فأن توزيع الربح وكذا‬
‫الخسارة تكون بمقدار ما يقتني المساهم من األسهم ‪ .‬ألن نصيب السهم الواحد مساو لغيره في الحالتين وال يجوز‬
‫االتفاق خالف ذلك‪ .‬أال انه باإلمكان االتفاق في العقد على كيفية توزيع األرباح ويكون مماثال له توزيع الخسائر‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 75‬تنص على أن (( توزع الخسائر في الشركة التضامنية بالنسب المنصوص عليها في عقدها والمماثلة‬
‫لنسب توزيع اإلرباح فيها )) ‪ .‬ويستمد هذا النص قوته من الفقرة سادسا م ‪ 13‬التي تنص‪ (( :‬يعد المؤسسون عقدا‬
‫للشركة موقع من قبلهم او من قبل ممثليهم القانونيين ‪ ,‬و يتضمن العقد كحد ادنى‪........ :‬سادسا ‪ :‬كيفية توزيع‬
‫االرباح والخسائر في الشركات التضامنية))‪.‬‬
‫حيث يفهم من النص انه باإلمكان االتفاق في العقد على كيفية توزيع األرباح ويكون مماثال له توزيع الخسائر ‪ .‬وهو‬
‫ما يذهب إلى إباحته غالبية الفقه‪.‬‬
‫االتفاق الوحيد غير المباح‪ ،‬والذي يؤدي إلى بطالن عقد الشركة ‪ .‬هو ما يعرف بشرط األسد‪ ،‬كأن ينص العقد على‬
‫حرمان احد الشركاء من الربح على الرغم من تحمله الخسارة أو على العكس من ذلك ‪ .‬أو أن يتضمن عدم مشاركة‬
‫احد الشركاء في الخسارة‪ ،‬رغم تقاضيه األرباح‪ .‬ويرجع سبب البطالن‪ ،‬إلى أن مثل هذا االتفاق يتناقض مع‬
‫االشتراك في األرباح والخسائر‪ ،‬الذي ينص عليه تعريف الشركة‪ ،‬ويتناقض أيضا مع نية المشاركة التي تجمع‬
‫الشركاء‪.‬‬
‫الحالة الوحيدة التي أباح فيها قانون الشركات إعفاء الشريك من الخسارة هي في الشركة البسيطة فقط‪ ،‬عندما‬
‫يقدم الشريك حصته في رأس المال عمال‪ ،‬فالمادة ( ‪ ) 186‬تنص على انه ‪:‬‬
‫(( أوال ـ إذا اتفق على أن احد الشركاء ال يساهم في الربح أو في الخسارة كان عقد الشركة باطال‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫ثانيا ـ يجوز االتفاق على اعفاء الشريك الذي لم يقدم غير عمله من المساهمة في الخسارة بشرط أن ال يكون قد‬
‫تقرر له اجر عن عمله))‪.‬‬

‫ويرتبط توزيع اإلرباح والخسائر بمبدأ نية المشاركة الذي تنهض عليه فكرة الشركة‪ ،‬وهذا المبدأ هو الذي يميز‬
‫الشركة عن غيرها من األوضاع القانونية التي تتداخل معها‪ .‬كملكية المال على الشيوع واشتراك العمال في األرباح‬
‫والجمعيات التعاونية‪:‬‬
‫الشركة وملكية المال الشائع‪:‬‬
‫تختلف الشركة عن ملكية المال على الشيوع‪ ،‬في كون األخير عمال مفروضا على المشتركين بالشيوع نتيجة تملكم‬
‫ماال ال يقبل القسمة‪ ،‬بينما الشركة عمل ايجابي سعى إليه الشركاء بإرادتهم‪.‬‬
‫الشركة واشتراك العمال في األر باح‪:‬‬
‫تختلف الشركة أيضا عن حالة اشتراك العمال في المصنع عندما تكون األجور حصة من األرباح‪ ،‬فال يتحول‬
‫المصنع إلى شركة‪ ،‬النعدام مبدأ المساواة بين الشركاء‪ ،‬فالعمال يؤدون عملهم بتوجيه وإشراف صاحب العمل في‬
‫حين يتساوى الشركاء في الشركة من حيث الحقوق‪.‬‬
‫الشركة والجمعية‪:‬‬
‫تختلف الشركة عن الجمعية‪ ،‬في كون هدف األولى تحقيق الربح‪ ،‬بينما تسعى الجمعية إلى توفير الخدمات والسلع‬
‫إلى منتسبيها‪ ،‬ولم يكن الربح هدفا لها حتى لو حققته‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الشخصية المعنوية‬


‫إن تأسيس الشركة يعني ظهور كائن قانوني له استقالله المالي واإلداري عن الشركاء وعليه أن مصطلح الشركة‬
‫ينصرف فضال عن العقد‪ ،‬إلى كيان اقتصادي ظهر بإجراءات تطلبتها القوانين‪ ،‬يتمتع بشخصية تصورية تتمتع‬
‫بالحقوق وتفرض عليها الواجبات بما يشبه إلى حد كبير األشخاص الطبيعية ‪ .‬ويؤدي هذا التصور إلى استقالل‬
‫الشخص المعنوي‪ ،‬بحيث تصبح العقود واألموال بمجرد تأسيس الشركة عائدة لها وليس لألشخاص الموقعين على‬
‫عقد تأسيسها ‪ .‬ويستمر الشخص في العمل حتى أن خروج الشركاء من الشركة‪ ،‬أو موت أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫فيها‪ ،‬فال يؤدي ذلك إلى انتهاء الشركة تلقائيا‪.‬‬
‫وسنتناول تاريخ ظهور الشخصية المعنوية للشركة وانتهائها حسب القانون العراقي‪ ،‬ثم نبين النتائج التي تترتب‬
‫على ظهور الشخصية المعنوية‪ .‬وقبل ذلك ننوه إلى أن جميع الشركات حسب القانون العراقي تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية‪ ،‬الن القانون ال يعرف شركة المحاصة التي ال تظهر للوجود وليس لها شخصية معنوية والمعروفة في‬
‫اغلب التشريعات‪.‬‬

‫أما متى تبدأ الشخصية المعنوية للشركة ؟‬


‫فمعروف أن قانون الشركات العراقي وضع أحكاما خاصة بأنواع أربعة من الشركات هي ( المساهمة‪ ،‬والمحدودة‪،‬‬
‫التضامنية‪ ،‬المشروع الفردي ) استغرقت جل مواد القانون‪ ،‬ثم افرد بابا خاصا لنوع من الشركات أطلق عليها اسم‬
‫الشركة البسيطة ( الباب السابع المواد ‪.) 199 – 181‬‬
‫وعليه فأن الشخصية المعنوية لألنواع األربعة من الشركات تبدأ من تاريخ صدور شهادة تأسيس الشركة من‬
‫المسجل‪ ،‬فالمادة (‪ )22‬تنص على أن ((تكتسب الشركة الشخصية المعنوية من تاريخ صدور شهادة تأسيسها ))‪،‬‬
‫ألن هذه الشركات بحاجة إلى اإلجازة لبدء نشاطها‪.‬‬
‫أما الشركة البسيطة فتبدأ شخصيتها المعنوية من تاريخ إيداع نسخة من عقدها لدى مسجل الشركات‪ ،‬فالمادة ‪183‬‬
‫تنص على أن (( تكتسب الشركة البسيطة الشخصية المعنوية من تاريخ ايداع نسخة من عقدها لدى المسجل ))‪.‬‬

‫أما انتهاء الشخصية المعنوية‪ ،‬فيكون بشطب اسمها من قبل المسجل‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 177‬شركات عراقي‪:‬‬
‫((اوال ‪ -‬على المسجل ان يصدر قراره بشطب اسم الشركة من سجالته وينشر القرار بالنشرة وصحيفة يومية‬
‫خالل عشرة ايام من تاريخ صدوره في احدى الحالتين االتيتين‪:‬‬
‫‪- ١‬اذا وجد ان التصفية تمت على وفق القانون‬
‫‪- ٢‬اذا استغرقت اجراءات التصفية مدة تزيد على خمس سنوات من تاريخ صدور قراره بالتصفية وثبت للمسجل‬
‫تعذر استكمال اجراءات التصفية‬
‫ثانيا ‪ -‬تعتبر الشخصية المعنوية للشركة منتهية من تاريخ صدور قرار شطب اسمها))‪.‬‬
‫ومن الثابت أن الشخصية القانونية للشركة تظل طيلة فترة التصفية التي قد تستغرق وقتا طويال ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫أما الموضوع األهم فيتعلق باآلثار القانونية الكتساب الشركة الشخصية المعنوية وهذه اآلثار تشبه إلى حد كبير آثار‬
‫والدة طفل وهي‪:‬‬
‫‪- 1‬االسم‬
‫‪- 2‬الجنسية‬
‫‪- 3‬الموطن‬
‫‪- 4‬الذمة المالية المستقلة‬
‫‪- 5‬األهلية‬
‫وسنوضح هذه اآلثار بإيجاز‪.‬‬

‫‪-1‬اسم الشركة‬
‫ما دامت الشركة شخصا‪ ،‬فيفترض أن يكون لها اسم يميزها عن غيرها من األشخاص ويتكون اسم الشركة حسب‬
‫القانون العراقي من عناصر ثالثة‪:‬‬
‫العنصراألول ‪ :‬ـ نوع الشركة حيث يجب أن يتضمن اسمها ما هو نوعها وهو احد األنواع الخمسة كما ذكرنا ‪ .‬لكي‬
‫يعلم من يتعامل مع الشركة طبيعة الشركة التي يمكن معرفته من نوعها‪ .‬واذا كانت الشركة قابضة فيجب ان يقترن‬
‫اسم الشركة باإلضافة الى نوعها كلمة ( قابضة)‪.‬‬
‫والعنصر الثاني لالسم هو النشاط كالنقل والتامين والسياحة‪.‬‬
‫أما العنصر الثالث لالسم فيختلف في شركات األشخاص عنه في شركات األموال‪ .‬فألهمية االعتبار الشخصي في‬
‫األولى‪ ،‬يذكر اسم الشركاء أو بعضهم‪ .‬أما في شركات األموال حيث يغيب االعتبار الشخصي فيضاف اسم مبتكر‪.‬‬
‫وقد أوضحت ذلك الفقرة أوال من المادة ‪ 13‬من قانون الشركات‪.‬‬
‫كما يجب مراعاة ما نصت عليه الفقرة (ثانيا ) من المادة (‪ )21‬من قانون التجارة ((ال يجوز للتاجر ‪،‬وبالتالي الشركة‬
‫التجارية‪ ،‬ان يتخذ اسمه التجاري من األسماء غير العربية او غير العراقية او ان يضمنه بيانا مخالفا للنظام العام او‬
‫بيان من شأن تضليل الجمهور او ايهامه بواقع حاله او بحقيقة نشاطه التجاري ))‪.‬‬

‫‪- 2‬الجنسية‬
‫تقتضي االعتبارات العملية‪ ،‬واعتبارات الرقابة على الشركة أن يكون لها جنسية ‪ .‬ويتبنى الفقه معايير مختلفة لتحديد‬
‫جنسية الشركة‪ ،‬فقد يرتبط األمر بمكان نشاط الشركة‪ ،‬أي أن الشركة تأخذ جنسية الدولة التي تعمل على أراضيها‪،‬‬
‫بينما يذهب معيار آخر إلى اعتماد مكان وجود المقر الرئيسي للشركة‪ ،‬حيث تأخذ جنسية دولة المقر‪ .‬ومعيار ثالث‬
‫يتبنى جنسية الشركاء‪ ،‬أو جنسية رأس المال‪ ،‬ولكل من المعايير المذكورة المطاعن التي تؤخذ عليه‪ .‬لكننا نرجح‬
‫المعيار الذي اعتمده القانون العراقي‪ ،‬حيث تكتسب الشركة جنسية الدولة التي ظهرت الشركة للوجود بموجب‬
‫قوانينها‪ ،‬ألن الشركة شخص‪ ،‬ويحتاج الشخص إلى والدة‪ ،‬ووالدة الشركة شهادة تأسيسها‪ ،‬وعليه فأن جنسيتها هي‬
‫جنسية الدولة التي ظهرت الشركة إلى النور بموجب قوانينها والمادة ‪ 23‬من قانون الشركات العراقي تنص على‬

‫‪15‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫أن (( تكون الشركة المؤسسة في العراق وفق أحكام هذا القانون عراقية))‪ .‬وقد اشترط القانون أن يكون المقر‬
‫الرئيسي للشركة في العراق ( الفقرة ثانيا ‪ /‬م ‪ ،) 13‬وبناء على ذلك فال ترابط بين جنسية الشركة وجنسية الشركاء‪،‬‬
‫إذ قد يكون الشركاء ممن ال يحملوا الجنسية العراقية ومع ذلك تكون الشركة عراقية ألنها ظهرت بموجب القانون‬
‫العراقي ‪.‬‬

‫‪- 3‬الموطــــن‪:‬‬
‫للشركة موطن‪ .‬عرف القانون المدني في المادة ‪ 42‬الموطن بأنه (( ‪ ..‬المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة بصفة‬
‫دائمة أو مؤقتة ويجوز أن يكون للشخص أكثر من موطن واحد))‪ .‬فالموطن هو محل اإلقامة‪ ،‬أو محل النشاط كما‬
‫يشير لذلك القانون المدني في ( م ‪ .) 44‬ويفيد الموطن كعنوان للتبليغ‪ ،‬أو المراسالت أو إقامة الدعاوى أو تحديد‬
‫المحكمة المختصة باإلفالس‪ .‬وموطن الشركة حسب قانون الشركات العراقي بينته الفقرة ثانيا من المادة ‪(( 13‬‬
‫المركز الرئيس للشركة على أن يكون في العراق ))‪ .‬وإذا كان القانون‪ ،‬لم يطلق على ذلك الموطن فهو المقصود‬
‫بالنص‪ ،‬أو نقول أن الموطن حيث يوجد المركز الرئيس‪ ،‬وقد اعتمد الفقه هذا المعيار ‪ .‬والموطن هو المكان الذي‬
‫توجد فيه األجهزة التي تدير الشركة‪ ،‬حيث تباشر نشاطها فيه ‪ .‬وإذا كان األصل أن يكون المقر الرئيس في مكان‬
‫نشاط الشركة فال ضرورة لهذا التطابق‪ ،‬حيث قد يكون نشاط الشركة في مكان أو أماكن ‪ .‬ومقر أو موطن الشركة‬
‫في مكان آخر‪.‬‬

‫‪-4‬الذمة المالية المستقلة‪:‬‬


‫من أهم النتائج المترتبة على اكتساب الشركة الشخصية المعنوية‪ ،‬أن يكون لها ذمة مالية مستقلة عن الذمم المالية‬
‫للشر كاء‪ ،‬فالشركة كونها شخصا قانونيا ال يمكن أن تفي بالتزاماتها وتقوم بأنشطتها بغير أن تكون لها ذمة مالية‪،‬‬
‫وتقضي المادة ‪ 27‬من قانون الشركات العراقي (( يخصص رأس مال الشركة لممارسة نشاطها المحدد في عقدها‬
‫ووفاء التزاماتها وال يجوز التصرف به خالف ذلك )) ‪.‬‬

‫ويترتب على أن للشركة ذمة مالية مستقلة أن‪:‬‬


‫أ – أموال الشركة ملك للشركة‪ ،‬وال تعد ماال شائعا بين الشركاء‪ ،‬ألن الشيوع ينقضي بإرادة أي من المشتاعين‪،‬‬
‫بينما ال يستطيع الشريك في الشركة أن يستعيد الحصة التي اشترك فيها برأس المال ‪ .‬ألن ما يدفع من الحصص‬
‫يصبح ملكا للشركة في الغالب‪ ،‬وليس للشركاء إال حق احتمالي في األرباح‪ ،‬وحصة تتناسب مع ما قدمه عند تصفية‬
‫الشركة‪ ،‬وهذا الحق هو مال منقول دائما حتى لو كان ما قدمه الشريك عقارا‪.‬‬

‫ب – أموال الشركة ضمان لدائنيها‪ ،‬ليس بمقدور دائني الشركاء الحجز عليها اعتمادا على أن للشريك المدين حصة‬
‫في رأس المال ‪ .‬ويختلف األمر في شركات األموال عنه في شركات األشخاص ‪ .‬ألنه في األولى يجوز الحجز على‬
‫األسهم وعرضها للبيع ألن رأس المال يظل ثابتا‪ ،‬وما يتبدل هو المالك لألسهم وال أهمية لتبدل الشريك في هذه‬

‫‪16‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫الشركات ألنها مفتوحة فالمادة ‪ / 72‬أوال تقرر انه يجوز حجز األسهم المملوكة للقطاع الخاص في الشركة المساهمة‬
‫والمحدودة)) أما في شركات األشخاص‪ ،‬حيث يبرز االعتبار الشخصي‪ ،‬فال يجوز الحجز على حصة الشريك ‪.‬‬
‫ألن الحجز معناه أن يتبعه البيع في الغالب وهو ما يؤدي إلى أن يحل شخص محل آخر في ملكية الحصة‪ ،‬وفي ذلك‬
‫تغيير لعقد الشر كة ويمكن أن يكون سبب في انحاللها ولذلك تحرم الفقرة الثانية من المادة ‪ 73‬الحجز على الحصة‬
‫في الشركة التضامنية وفي المشروع الفردي والبسيطة‪ ،‬إال لدين ممتاز‪.‬‬

‫جـ ‪ -‬ال تجري المقاصة بين دين الشركة وديون الشركاء ‪ ,‬فلو كانت الشركة دائنة لشخص أجنبي‪ ،‬وأصبح هذا‬
‫الشخص دائنا ألحد الشركاء‪،‬ال تجري المقاصة بين الدينين‪ ،‬ألن‪ ،‬المقاصة تقع عندما يوجد شخصان كالهما دائن‬
‫ومدين لألخر في وقت واحد‪ ،‬فيسقط اقل الدينين من الطرفين أما باالتفاق أو بقوة القانون حسب توافر شروط تطلبها‬
‫القانون ( م ‪ 409‬من القانون المدني ) ‪ .‬في حين نحن اآلن وحسب المثال في مواجهة ثالثة أشخاص الشركة والدائن‬
‫األجنبي والشريك في الشركة‪.‬‬

‫د – العالقة بين إفالس الشركة وإفالس الشركاء‪:‬‬


‫ال يتبع إفالس الشركاء بالضرورة إفالس الشركة‪،‬أو يتبع إفالس الشركة إفالس الشركاء‪ ،‬ألن لكل من الشركاء‬
‫والشركة شخصيته وأمواله المستقلة ‪ .‬حتى في شركات األشخاص التي يحصل فيها بعض التداخل بين أموال الشركة‬
‫وأموال الشركاء ‪ .‬ويختلف األمر حسب قانون الشركات العراقي‪ ،‬بين شركات األموال (المساهمة والمحدودة )‬
‫وبين شركات األشخاص ( التضامنية المشروع الفردي والبسيطة )‪.‬‬
‫فعند إفالس الشركة من النوع األول ال يمتد اإلفالس إلى الشركاء‪ ،‬ألن‪ ،‬مسؤولية هؤالء عن ديون الشركة محدودة‬
‫بمقدار المساهمة برأس المال (م‪.)33‬‬
‫أما إذا أفلست شركة من شركات األشخاص فيتبع ذلك بالضرورة إفالس الشركاء ‪ .‬حيث تنص المادة ‪ 36‬على أنه‬
‫(( إذا أعسرت الشركة اعتبر كل شريك فيها معسرا )) ‪ .‬ألن الشركاء ضامنين ديون الشركة بأموالهم الشخصية‬
‫وعليه يجب أن يعلن إفالسهم مع اإلعالن عن إفالس الشركة‪ .‬ويدخل ضمن الذمة المالية للشركة‪ .‬رأس المال‬
‫والموجودات‪ ,‬والبد من توضيح المصطلحين‪.‬‬
‫فمصطلح رأس المال هو الرقم المثبت في عقدها ‪ ,‬وهو ثابت عادة‪ ،‬إال إذا قامت الشركة بإجراءات تغييره‪ ،‬زيادة‬
‫أو تخفيضا كما سيأتي أما الموجودات فتشمل جميع أموال الشركة‪ ،‬واألبنية والمعدات‪ ،‬وما استقطع من األرباح‬
‫لتكوين االحتياطات‪ ،‬وتدخل ضمن الضمان العام للدائنين ألن‪ ،‬مسؤولية الشركة غير محدودة عن ديونها‪ ،‬حتى في‬
‫شركات األموال ‪ .‬ويتمثل ضمان الدائنين عادة كحد أدنى بمقدار رأس المال االسمي‪.‬‬

‫‪ – 5‬األهليـــــة‪:‬‬
‫تتمتع الشركة عند اكتسابها الشخصية المعنوية باألهلية‪ ،‬ألنها تصبح شخصا له ما لألشخاص الطبيعيين ‪ .‬واألهلية‬
‫المقصودة‪ ،‬هي األهلية بنوعيها ‪ .‬أهلية الوجوب‪ ،‬وهي أن يفرض على الشركة واجبات وتكون لها حقوق والشركة‬

‫‪17‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫تستطيع أن تتملك وان تقبل الهبات‪ ،‬كما تفرض عليها الواجبات القانونية كفرض الضرائب‪ ،‬يستثنى من ذلك الحقوق‬
‫والواجبات المرتبطة باإلنسان‪ ،‬كالحقوق السياسية وواجبات األسرة‪.‬‬
‫أما األهلية األخرى‪ ،‬فهي أهلية األداء‪ ،‬أي قدرة الشركة على الدخول في روابط قانونية وبغير توافر هذه األهلية ال‬
‫تستطيع الشركة ممارسة نشاطها وتحقيق أهدافها‪ ،‬فهي بحاجة إلى أن تبيع وتشتري وتؤجر وترهن وتؤمن وغير‬
‫ذلك من األنشطة ‪ .‬كأن تقيم الدعاوى على اآلخرين‪ ،‬وان تكون طرفا في الخصومات كمدع عليها‪ ،‬ولكن من يمارس‬
‫هذه األنشطة ليس شخص الشركة ألنه مفترض‪ ،‬إنما ينوب عنها من يمثلها كمديرها المفوض مثال ‪ .‬والبد أن نشير‬
‫أيضا إلى انه يمكن أن تعاقب الشركة ‪ .‬العقوبات المالية‪ ،‬أما العقوبات السالبة للحرية فال يتصور إيقاعها على‬
‫شخص الشركة‪ ،‬أنما يمكن أن تكون على األشخاص الذين أدى فعلهم لفرض العقوبة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أنــــــواع الشركات‬


‫قبل الوقوف على أنواع الشركات التي يبيح قانون الشركات العراقي رقم ‪ 21‬لسنة ‪ 1997‬تأسيسها‪ ،‬يتطلب التعرف‬
‫على التقسيمات المختلفة التي يقولها الفقه وتشير لها بعض النصوص القانونية والتي تيسر اإللمام بطبيعة كل نوع‬
‫من أنواع الشركات‪ .‬وسنتناول الفصل في مبحثين المبحث األول التقسيمات الفقهية للشركات‪ ،‬أما الثاني فنخصصه‬
‫للتقسيم حسب قانون الشركات‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التقسيمات الفقهية للشركات‬


‫أوال ‪ :‬ـ تقسيم الشركات إلى شركات مدنية وشركات تجارية‪.‬‬
‫تقسم الشركات إلى شركات تجارية وشركات مدنية‪ ،‬ويعتمد التقسيم حسب القانون العراقي معيارا موضوعيا مستمدا‬
‫من النشاط الذي تزاوله الشركة‪ .‬فالمادة ‪ 7‬من قانون التجارة العراقي رقم‪ 30‬لسنة‪1984‬تنص على أن (( أوال‪:‬ـ‬
‫يعتبر تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يزاول باسمه ولحسابه على وجه االحتراف عمال تجاريا وفق أحكام هذا‬
‫القانون))‪.‬‬
‫وعليه تك ون تجارية الشركات التي يكون غرضها من احد األعمال التي تعد تجارية حسب قانون التجارة المادة‬
‫الخامسة‪ .‬أما الشركات التي غرضها غير هذه األعمال فهي مدنية‪.‬‬
‫وقد اعتمدت بعض التشريعات معيارا شكليا في تحديد الصفة التجارية أو المدنية للشركات‪ .‬وإذا كان قانون الشركات‬
‫العراقي ال يفرق بين الشركات التجارية والمدنية حتى إن اسم القانون هو ( قانون الشركات )‪ ،‬وبالتالي يطبق على‬
‫جميع الشركات التي تأخذ األشكال التي بينها‪ ،‬فأنه يظل مع ذلك اعتماد المعيار الموضوعي الذي بينه قانون التجارة‬
‫فتكون الشركة التي تحترف األعمال التجارية ( يقع غرضها ضمن األعمال المذكورة ) شركة تجارية أو تكون‬
‫مدنية الشركة التي غرضها غير األعمال التجارية أي كان الشكل الذي أفرغت فيه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫والفرق بين الشركات التجارية والمدنية‪ ،‬إن األولى تعد تاجرا‪ ،‬وما يترتب على ذلك من خضوعها ألحكام قانون‬
‫التجارة ومطالبتها بالواجبات ا لتي يفرضها وهي التسجيل في السجل التجاري والتسمية التجارية إضافة إلى مسك‬
‫الدفاتر التجارية كما يسري عليها اإلفالس الذي تعرفه القوانين التجارية والحظنا التردد حوله في القانون العراقي‪.‬‬
‫ونستطيع أن نبدي وجهة نظرنا في تقسيم الشركات إلى تجارية ومدنية ألن االختالف يتضاءل بين االثنين‪ ،‬فلم‬
‫ينهض قانون التجارة العراقي على المبادئ التي كان يعرفها قانون ‪ 1970‬الملغي وتعرفها قوانين التجارة العربية‪،‬‬
‫كمبدأ اإلثبات‪ ،‬وتضامن المدنيين‪ ،‬والفوائد واإلفالس ‪ .‬فقد ساوى قانون اإلثبات رقم ‪ 107‬لسنة ‪ 1979‬في إثبات‬
‫المسائل التجارية والمدنية‪ ،‬وال يوجد نص يكرس مبدأ تضامن المدنيين عدا وجود التضامن في حاالت متفرقة‪،‬‬
‫كاألوراق التجارية والتضامن في النقل‪ ،‬وتتساوى البيئتان في الفوائد‪ ،‬والحظنا ما يؤشره اتجاه المشرع نحو اعتماد‬
‫اإلعسار وهو نظام مستعار من البيئة المدنية ولذلك يقتصر كون الشركة تجارية أو مدنية على الواجبات التي ذكرنا‬
‫والتي يفرضها قانون التجارة على التاجر‪.‬‬
‫أما إذا كانت البيئة التجارية في العراق التي تنبئ باالتساع تتطلب إحاطتها بأحكام قانونية تحمي المتعاملين في‬
‫الوسط التجاري والمتعاملين معهم من خارجه فمطلوب تفعيل وسائل الحماية هذه وأهمها تطبيق نظام اإلفالس ‪.‬‬
‫عند ذلك يكون التمييز بين االثنين مجديا‪ ،‬ويعتمد على المعيار الموضوعي الذي تبناه القانون كما ذكرنا على الرغم‬
‫من إننا نرجح المعيار الشكلي ‪ .‬ألن تكوين الشركة حتى لو كان نشاطها في غير األعمال التي تعد تجارية ينطوي‬
‫على إجراءات وتنظيم وتوزيع لالختصاصات‪ ،‬فتكون على شكل مشروع محترف للغرض الذي تأسس له واتخذت‬
‫من الوسائل الخارجية كالتسجيل في سجل الشركات واالسم ما يدل على احتراف العمل ونظرية المشروع إحدى‬
‫نظريات العمل التجاري‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ـ تقسيم الشركات حسب ملكية رأس المال‪.‬‬


‫تقسم الشركات حسب الجهة المالكة لرأس المال إلى خاصة وعامة ومختلطة‪ ،‬فتكون خاصة عندما يكون رأس المال‬
‫مملوكا ألشخاص القانون الخاص‪ ،‬وتكون عامة عندما يكون مملوكا ألشخاص القانون العام ‪ .‬أما المختلط فهي تلك‬
‫التي يشترك في ملكية رأس المال أشخاص من القانونين ‪ .‬أما وفق احكام قانون الشركات العراقي كاآلتي ‪:‬‬
‫فالشركة الخاصة هي الشركة التي ال يشارك فيها أي من األشخاص العامة م ‪ / 8‬أوال تنص‪( :‬تتكون الشركة‬
‫الخاصة باتفاق شخصين او اكثر من غير قطاع الدولة‪ ،‬برأس مال خاص) ‪ ،‬أو تشارك فيها هذه األشخاص لكن‬
‫المشاركة ال تصل إلى ‪ %25‬من رأس المال االسمي م ‪ / 7‬أوال تنص‪( :‬وتعتبر الشركة المختلطة التي تنخفض‬
‫مساهمة قطاع الدولة فيها الى اقل من (‪ )%٢٥‬خمس وعشرين في المئة شركة خاصة)‪.‬‬
‫فالشركة تكون من القطاع الخاص عندما يكون األشخاص مالكوا رأس المال فيها جميعهم من القطاع الخاص‪ ،‬أو‬
‫حتى مع مشاركة أشخاص القطاع االشتراكي عندما ال تصل المشاركة إلى ‪ %25‬فأكثر من رأس المال‪.‬‬
‫بل أكثر من ذلك أورد القانون استثناء بأن تظل الشركة خاصة حتى لو جاوزت مشاركة القطاع االشتراكي النسبة‬
‫المذكورة ( ‪ ،) % 25‬ولكن يقتصر هذا األمر على مشاركة شركات التأمين‪ ،‬وإعادة التأمين الحكومية ودائرة العمل‬

‫‪19‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫والضمان االجتماعي‪ ،‬كما يجوز إلحاق جهات استثمارية أخرى إنما يكون األمر مرهونا بقرار من مجلس الوزراء‬
‫( م ‪ / 8‬ثانيا ـ ‪.) 2‬‬
‫وسبب االستثناء أن الجهات المشار إليها‪ ،‬تعد جهات استثمارية قد توظف أموالها في الشركات لكنها ال ترغب أن‬
‫تتحمل اعباء تحول الشركة إلى مختلطة‪ ،‬وقد ورد ا الستثناء مطلقا في حدوده‪ ،‬أي أن تجاوز نسبة إلى ‪ % 25‬بال‬
‫تحديد‪.‬‬
‫وبناء على ذلك تكون الشركة مختلطة عندما تصل مشاركة الدولة في رأس المال إلى ‪ % 25‬فأكثر وقد اخضع‬
‫القطاع المختلط إلى قانون الشركات الخاصة فالمادة ‪ 3‬من القانون تنص على أن (( يسري هذا القانون على الشركات‬
‫المختلطة والخاصة))‪ .‬فالمادة ‪ / 7‬أوال تنص على أن (( تتكون الشركة المختلطة باتفاق شخص أو أكثر من القطاع‬
‫االشتراكي مع شخص أو أكثر من غير القطاع المذكور‪ ،‬برأس مال مختلط ال تقل نسبة مساهمة القطاع االشتراكي‬
‫فيه عن ( ‪ ) 25%‬خمس وعشرين في المائة ‪ .‬ويجوز استثناء تكوين شركة مختلطة من شخصين أو أكثر من القطاع‬
‫المختلط ))‪.‬‬
‫وبتقديرنا أن تجربة القطاع المختلط في العراق‪ ،‬خاصة بعد إلحاق هذا القطاع بقانون الشركات الخاصة‪ ،‬كانت‬
‫تجربة غير ناجحة‪ ،‬ويمكن القول بحق أنها استعارت مساوئ القطاعين الخاص والعام بدال من استعارة محاسنهما‪،‬‬
‫مثال على ذلك أن المدير المفوض للشركات المختلطة الذي يفترض أن يعين من قبل مجلس اإلدارة وهو الذي يحدد‬
‫صالحياته ومكافأته ويستطيع عزله (م‪/121‬أوال) ‪ :‬كان يعين من جهات إدارية‪،‬وبذلك يأتي مديرا مفوضا للشركة‬
‫وهو يشعر بالتفوق على مجلس اإلدارة ويبدأ الصراع بين الجهتين‪.‬‬
‫وعليه نرى أن الدولة إذا وجدت أن ميدانا مهما يفترض أن تلجه‪ ،‬بإمكانها أن تنشأ شركة عامة وحسب أحكام قانون‬
‫الشركات العامة رقم ‪ 22‬لسنة ‪ ،1997‬مما يدفع الشركات الخاصة في هذا الميدان للتنافس معها إذا أدت واجبها‬
‫بكفاءة ‪ .‬أما إذا كانت ترغب في المشاركة تشجيعا للقطاع الخاص الذي قد يتردد في ولوج ميدان معين‪ ،‬فيقتضي أن‬
‫يمتد التشجيع إلى المساواة في اإلدارة‪ ،‬حيث تكون الدولة حالها حال األفراد في التنافس على إشغال مراكز اإلدارة‬
‫في الشركة وهو ما تقضي به التشريعات التي تناولنا أحكامها بالمقارنة ‪ ،‬أو أن يكون عدد ممثلي الدولة في مجلس‬
‫اإلدارة يتناسب مع حجم مساهمتها في رأس المال‪.‬‬
‫وتكون الشركة عامة كما بينا عندما يكون رأس المال مملوكا بكامله للدولة ‪ .‬وقد صدر قانون خاص بالشركات‬
‫العامة هو القانون رقم‪ 22‬لسنة ‪ 1997‬بين كيفية إنشاء الشركة‪ ،‬ومزاولة نشاطها وإدارتها وانقضائها وتصفيتها ‪.‬‬
‫ولم يجمع الشركات العامة قانون موحد قبل صدور القانون المذكور‪ ،‬إنما كانت تؤسس الشركة بموجب قانون خاص‬
‫يبين نشاطها وحجم رأس المال فيها وإدارتها‪ ،‬وأحكام انقضائها ‪ .‬وسنتناول أحكام الشركات العامة في مكان الحق‪.‬‬

‫ثالثا ـ شركات األشخاص وشركات األموال‪.‬‬


‫يعد هذا التقسيم من التقسيمات المهمة‪ ،‬ألنه يتردد كثيرا موضوع التمييز بين شركات األشخاص وشركات األموال‪.‬‬
‫وعليه البد من معرفة خصائص كل نوع من النوعين المذكورين ويمكن المقارنة بينهما كاألتي‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫‪ -1‬ال شك أن األشخاص ورأس المال لهما األهمية في حياة جميع الشركات لكن بعض الشركات‪ ،‬تكون األهمية‬
‫لألشخاص اكبر من أهمية رأس المال‪ ،‬وعلى العكس يكون رأس المال هو األهم في شركات أخرى‪ ،‬وعليه يطلق‬
‫على الشركات التي يعلو فيها االعتبار الشخصي‪ ،‬شركات األشخاص ‪ .‬بينما تطلق تسمية شركات األموال على‬
‫الشركات التي يتراجع فيها دور األشخاص ويبرز رأس المال كمؤشر لنجاحها وثقة األغيار بها‪.‬‬
‫‪ - 2‬في شركات األشخاص حيث االعتبار الشخصي هو األهم‪ ،‬البد من إبراز أسماء األشخاص موضع ثقة الغير‪،‬‬
‫ويكون اإلبراز بأن يتضمن اسم الشركة أسماءهم أو أسماء البعض منهم حيث تنص الفقرة أوال من المادة ‪13‬‬
‫((‪...‬واسم احد أعضائها في األقل أن كانت تضامنية أو مشروعا فرديا‪ ))..‬بينما تعتمد شركات األموال‪ ،‬على السمعة‬
‫المالية للشركة‪ ،‬فال تظهر أسماء األعضاء في اسمها‪ ،‬وإنما لها اسم مبتكر حيث تنص الفقرة التي اشرنا إليها (( ‪..‬‬
‫وتجوز إضافة أية تسمية مقبولة أن كانت مساهمة أو محدودة ))‪ .‬اما اذا كانت الشركة المساهمة او المحدودة شركة‬
‫قابضة فيجب ان يقترن اسم الشركة باالضافةالى نوعها كلمة ( قابضة)‪.‬‬

‫‪ - 3‬تجمع الشركاء في شركات األشخاص المعرفة والثقة‪ ،‬لذلك فهي شركات مغلقة ليس من السهولة أن يتركها‬
‫الشريك أو أن يدخل شخص أجنبي كشريك فيها والمادة ‪ / 69‬أوال من قانون الشركات تبيح للشريك أن ينقل ملكية‬
‫حصته إلى الشركاء اآلخرين ولكن نقلها إلى الغير مشروط بموافقة الشركاء اآلخرين باإلجماع ‪ .‬بينما تعد شركات‬
‫األموال مفتوحة ‪ .‬من السهولة أن يتركها الشريك أو أن يدخلها شريك جديد‪ ،‬خاصة في شركات المساهمة التي‬
‫تعرض أسهمها في سوق األو راق المالية وتبنى على مبدأ حرية تداول األسهم‪ ،‬فأي شخص يبيع أسهمه في سوق‬
‫المال تنتهي عضويته في الشركة وأي شخص يشتري األسهم من السوق المذكورة يكون شريكا فيها‪.‬‬

‫‪- 4‬في شركات األشخاص‪ ،‬عندما يقال بأن الثقة بالشركة مستمدة من الثقة بالشركاء‪ ،‬فأن هذه الثقة مبنية على المكانة‬
‫المالية التي يتمتع بها هؤالء الشركاء ولتعزيز الثقة بالشركة‪ ،‬فأن التشريعات تجعل مسؤولية الشركاء عن ديون‬
‫الشركة مسؤولية شخصية ( مطلقة ) وتضامنية في الشركات التي يتعدد فيها الشركاء فالمادة ‪ 35‬تنص على أن‬
‫يسأل كل ذي حصة في الشركة التضامنية والمشروع الفردي‪ ،‬مسؤولية شخصية وغير محدودة عن ديون الشركة‪،‬‬
‫وتكون مسؤوليته تضامنية أيضا في الشركة التضامنية ‪.‬وتعني المسؤولية الشخصية أنها تمتد إلى أموال الشريك‬
‫الشخصية‪ ،‬التي خارج الشركة ‪ .‬بينما تكون المسؤولية عن ديون الشركة في شركات األموال‪ ،‬محدودة بمقدار‬
‫المساهمة برأس المال ( م ‪ / 6‬أوال وثانيا ) وكذلك تنص المادة ‪ 33‬انه (( ال يسأل المساهم عن ديون الشركة إال‬
‫بمقدار القيمة االسمية لألسهم التي يملكها ))‪.‬‬

‫‪- 5‬يكتسب الشريك في شركات األشخاص صفة التاجر‪ ،‬لمجرد كونه شريكا في شركة تضامنية أو صاحب مشروع‬
‫فردي ‪ .‬ولم يتضمن القانون العراقي نصا يفيد هذا المعنى ‪ .‬إنما يمكن أن يفهم ذلك من نص المادة ‪ (( 36‬إذا أعسرت‬
‫الشركة اعتبر كل شريك فيها معسرا )) ألن المقصود باإلعسار هو اإلفالس‪ ،‬ومعلوم أن اإلفالس ال يقع على غير‬
‫التاجر ‪ .‬كان من المستحسن لو أن المشرع أورد نصا يفيد هذا الحكم كما فعلت التشريعات التي اشرنا إليها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫‪ -6‬يؤدي إفالس الشركة إلى إفالس الشركاء في شركات األشخاص‪ ،‬كما هو واضح من النص الذي اشرنا له في‬
‫الفقرة السابقة ‪ .‬بينما ال يؤدي إفالس شركة األموال إلى إفالس الشركاء‪ ،‬ومرد ذلك المسؤولية المطلقة للشركاء في‬
‫األولى والمسؤولية المحدودة بمقدار المشاركة برأس المال في الثانية‪ .‬أما في الحالة العكسية‪ ،‬أي إفالس الشريك أو‬
‫الشركاء‪ ،‬فأنه ال يؤدي إلى إفالس الشركة في نوعي الشركات ( األشخاص واألموال )‪ ،‬إنما قد يؤدي إفالس الشريك‬
‫أو الشركاء إلى انقضاء الشركة في شركات األشخاص عندما تكون شخصية المعلن إفالسه محل اعتبار‪.‬‬

‫‪- 7‬تقسيم رأس المال‪ :‬يمكن أن يكون احد الفروق طريقة قسمة رأس المال‪ ،‬فيقسم في شركات األشخاص إلى‬
‫حصص قد تكون متساوية أو غير متساوية ‪ .‬بينما يقسم رأس المال في شركات األموال إلى أجزاء متساوية هي‬
‫األسهم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الشركات حسب قانون الشركات العراقي‬


‫قبل أن نبين أنواع الشركات كما وردت في القانون العراقي‪ ،‬نشير إلى األنواع المعروفة في غالبية القوانين العربية‬
‫وكان يعرفها قانون الشركات األسبق الملغي لسنة ‪.1957‬‬
‫وهذه الشركات هي‪:‬‬
‫التضامن‬
‫التوصية البسيطة‬
‫المحاصة وهذه الشركات الثالث هي شركات األشخاص‬
‫المساهمة‬
‫ذات المسؤولية المحدودة‬
‫التوصية باألسهم وهذه شركات األموال‬

‫أما في قانون الشركات العراقي النافذ فهي‪:‬‬


‫التضامنية‬
‫المشروع الفردي‬
‫البسيطة‬
‫المساهمة‬
‫المحدودة‬
‫لكن القانون رتب الشركات حسب أهميتها على الشكل األتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المساهمة‬
‫‪ -2‬المحدودة‬
‫‪ -3‬التضامنية‬

‫‪22‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫‪ -4‬المشروع الفردي‬
‫‪ -5‬ثم أورد بابا في أخر القانون هو الباب السابع تناول فيه الشركة البسيطة ‪.‬‬

‫‪- 1‬شركة المساهمة ‪ :‬جاء في المادة ‪ / 6‬أوال أن (( الشركة المساهمة المختلطة أو الخاصة‪ ،‬شركة تتألف من عدد‬
‫من األشخاص ال يقل عن خمسة يكتتب فيها المساهمون باسهم في اكتتاب عام ويكونون مسؤولين عن ديون الشركة‬
‫بمقدار القيمة االسمية لألسهم التي اكتتبوا بها)‪.‬‬
‫‪- 2‬الشركة المحدودة‪ ،‬المختلطة والخاصة (( ال يزيد عدد االشخاص الطبيعيين او المعنويين في الشركة المختلطة‬
‫او في الشركة الخاصة محدودة المسؤولية عن خمسة وعشرون شخصا (‪ , )٢٥‬يساهم جميعهم في اسهمها ويتحملون‬
‫مسؤولية ديونها بالقيمة االسمية لألسهم التي ساهموا بها ‪ )).‬م ‪ / 6‬ثانيا‪.‬‬
‫‪- 3‬الشركة التضامنية ‪ .. (( :‬شركة تتألف من عدد من األشخاص الطبيعيين ال يقل عن شخصين وال يزيد على‬
‫‪ 25‬يكون لكل منهم حصة فيها ويكونون مسؤولين على وجه التضامن مسؤولية شخصية وغير محدودة عن جميع‬
‫التزامات الشركة )) م ‪ / 6‬ثالثا‪.‬‬
‫‪- 4‬المشروع الفردي ‪ (( :‬شركة تتألف من شخص طبيعي واحد يكون مالكا للحصة الواحدة فيها ومسؤوال مسؤولية‬
‫شخصية وغير محدودة عن جميع التزامات الشركة )) م ‪ / 6‬رابعا‪.‬‬
‫‪- 5‬الشركة البسيطة ‪ (( :‬تتكون الشركة البسيطة من عدد من الشركاء ال يقل عن اثنين وال يزيد على خمسة يقدمون‬
‫حصصا في رأس المال أو يقدم واحد منهم أو أكثر عمال واآلخرون ماال )) م ‪.181‬‬

‫هذه األنواع التي بينها قانون الشركات وهي تختلف عن األنواع التي تعرفها القوانين التي اشرنا إليها ‪ .‬فكما يالحظ‬
‫ألغيت شركات التوصي ة ‪.‬التي تقوم على أساس نوعين من الشركاء‪ ،‬المتضامنون الذين لهم إدارة الشركة ويسألون‬
‫عن التزامات الشركة بصورة مطلقة وتضامنية‪ ،‬والموصون الذين يسألون عن التزامات الشركة بمقدار الحصة‬
‫التي قدموها للشركة وليس لهم المشاركة في اإلدارة‪ ،‬لكي ال ينظر لهم كشركاء متضامنين ‪ .‬وهذا النوع من الشركات‬
‫عرف منذ القديم‪ ،‬وهي تكون حال لمشكلة غير كاملي األهلية الذين يراد لهم المشاركة في الشركة ‪ ،‬كما في حاالت‬
‫الوفاة مثال ‪ .‬كذلك ألغيت شركة المحاصة ‪ .‬وهي شركة ال تظهر للعلن على أنها شركة وال تكتسب الشخصية‬
‫المعنوية‪ ،‬لكنها كمشاركة شائعة في الحياة العملية‪ ،‬فكان من المستحسن تخصيص مواد تبين األحكام لهذه الشركة‬
‫ألشعار المتشاركين على أن القانون يحميها‪.‬‬
‫أما شركات التوصية باألسهم فهي نادرة الحصول في الحياة العملية في غالبية البلدان أما االختالفات األخرى مع‬
‫القوانين العربية التي اشرنا إليها‪ ،‬فهي اختالفات في المسميات ال أهمية له ( التضامن‪ ،‬التضامنية ) وذات المسؤولية‬
‫المحدودة ‪ .‬إال أن القانون أورد نوعين من الشركات ال وجود لهما في تلك القوانين األولى هي شركة المشروع‬
‫الفردي وقد تحدثنا عنها‪ ،‬وسنكمل أحكامها عند تناول هذه الشركة ‪ .‬والثانية هي الشركة البسيطة‪ ،‬التي ال مثيل لها‬
‫في القوانين العربية وسنتناول أحكامها أيضا في حينها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫وقد اورد قانون التعديل رقم ‪ 17‬لسنة ‪ 2019‬وضمن المواد التي بينت انواع الشركات المواد (‪ )11 – 6‬احكاما‬
‫في المادة ‪ 7‬مكرر تتعلق في الشركة القابضة نصت على ‪:‬‬
‫(( أوال‪:‬أ‪ -‬الشركة القابضة هي شركة مساهمة او محددة تسيطر على شركة او شركات مساهمة او محدودة تدعى‬
‫الشركات التابعة بإحدى الحالتين‪:‬‬
‫‪. ١‬ان تتملك أكثر من نصف رأس مال الشركة إضافة الى السيطرة على إدارتها‪.‬‬
‫‪. ٢‬ان تكون لها السيطرة على مجلس إدارتها في الشركات المساهمة‪.‬‬
‫ب‪ .‬يجب ان يقترن اسم الشركة باإلضافة الى نوعها كلمة ( قابضة) تذكر في جميع األوراق واإلعالنات والمراسالت‬
‫التي تصدر عن الشركة))‪.‬‬
‫وهذا النص قد يوحي وكأن الشركة القابضة‪ ،‬نوع آخر من الشركات يضاف إلى ما ذكر من أنواع‪ ،‬خاصة وأنها‬
‫وردت ضمن المواد الخاصة بأنواع الشركات ‪ .‬والحقيقة غير ذلك فهي شركة لها أن تمارس أيا من النشاطات‬
‫التجارية المسموح بها‪ ،‬أما نوعها فقد حددته المادة السابعة مكرر المذكوه اعاله في الفقرة اوال‪ /‬أ التي تنص على‬
‫أنه (( الشركة القابضة هي شركة مساهمة او محدودة‪.)).....‬‬
‫عليه فالشركة القابضة اما ان تكون مساهمة أو محدودة بموجب اإللزام المذكور‪ ،‬وال تدخل ضمن أنواع الشركات‬
‫التي بيناها‪.‬‬
‫وكذلك أورد القانون أحكاما ضمن المواد التي بينت أنواع الشركات المواد (‪ 6‬ـ ‪ ) 11‬عدا الشركات البسيطة كما‬
‫أوضحنا ‪ ,‬فتضمنت المادة التاسعة ‪ /‬أوال ما يأتي ‪ (( :‬شركة االستثمار المالي ـ شركة يكون نشاطها األساس توجيه‬
‫المدخرات نحو التوظيف واالستثمار في األوراق المالية العراقية من أسهم وسندات وحواالت خزينة وفي ودائع‬
‫ثابتة ))‪ ،‬وهذا النص قد يوحي وكأن شركة االستثمار المالي‪ ،‬نوع آخر من الشركات يضاف إلى ما ذكر من أنواع‪،‬‬
‫خاصة وأنها وردت ضمن المواد الخاصة بأنواع الشركات ‪ .‬والحقيقة غير ذلك فهي شركة نشاطها االستثمار المالي‬
‫أما نوعها فقد حدده القانون في المادة ‪/10‬ثانيا التي تنص على أنه (( يجب أن يأخذ شكل شركة مساهمة من يمارس‬
‫أيا من النشاطات اآلتية ‪3 :‬ـ االستثمار المالي‪ . )).‬فالشركة مساهمة بموجب اإللزام المذكور ال تدخل ضمن أنواع‬
‫الشركات التي بيناها‪.‬‬
‫كما أن القانون يبيح ألي مشروع اقتصادي وفي أي قطاع‪ ،‬ومهما كان حجم رأس المال‪ ،‬أن يتخذ شكل شركة من‬
‫أنواع الشركات التي يسمح بها القانون‪ ،‬فالمادة ‪ 11‬تنص على أن (( كل مشروع اقتصادي غير مشمول بأحكام‬
‫المادة (‪ )10‬من هذا القانون يمكن أن يأخذ شكل شركة من الشركات التي نص عليها القانون )) ‪.‬‬
‫واإللزام الذي تعرفه بعض القوانين العربية‪ ،‬واعتمده القانون العراقي أيضا‪ ،‬اشتراط نوع معين من الشركات‪ ،‬في‬
‫بعض األنشطة االقتصادية التي يرغب في مزاولتها األفراد‪ ،‬فمزاولة نشاط مصرفي أو تأميني أو استثماري‪ ،‬يقتضي‬
‫أن يكون إطاره القانوني شركة مساهمة‪ ،‬ال يجوز لغيرها وبذلك تنص المادة ‪ / 10‬ثانيا من القانون على انه ‪(( :‬‬
‫يجب أن يأخذ شكل شركة مساهمة من يمارس أيا من النشاطات اآلتية‪:‬‬
‫‪- 1‬المصارف‪ .‬علقت بعد التعديل‪.‬‬
‫‪- 2‬التأمين وإعادة التأمين‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫‪- 3‬االستثمار المالي))‪.‬‬


‫وذلك ألهمية هذه الشركات في األنشطة المذكو رة‪ ،‬وألنها بحجم كبير يفوق قدرات الفرد عادة‪ ،‬لذلك وجدت‬
‫التشريعات المشار إليها ضرورة اللجوء إلى الجمهور في تكوين رؤوس أموالها ‪ .‬وبسبب خطورة هذه األنشطة‬
‫على االقتصاد الوطني أخضعت إلى الهياكل القانونية التي يكون فيها بعض التشدد في التأسيس وفي الرقابة وفي‬
‫التصفية‪ ،‬وال يستوعب هذه الشروط بتقديرنا غير شكل الشركة المساهمة‪.‬‬
‫لكن التعديل حذف الفقرة االولى المتضمنة إلزام المصارف أن تكون على شكل شركة مساهمة وظل اإللزام قاصرا‬
‫على شركات التامين وإعادة التامين وشركات االستثمار‪ .‬وبناء على التعديل من الممكن أن تتكون شركة مصرفية‬
‫تضامنية بل حتى مشروع فردي بنوعية محدود المسؤولية وغير محدودها ‪ .‬وال نرى صواب استبعاد الشركات‬
‫المصرفية من اإللزام المذكور في أن تأخذ المصارف شكل الشركة المساهمة‪ ،‬ألهمية الشركات المصرفية في الحياة‬
‫االقتصادية‪ ،‬في قدرتها على تكوين رؤوس أموال كبيرة يقتضيها العمل المصرفي أو في إدارتها الجماعية مجلس‬
‫إدارة‪ ،‬وألن مراقب الحسابات في هذه الشركات ملزم بأن يدلي برأيه في حسابات الشركة أمام الهيئة العامة ( م‬
‫‪ ،) 136‬وألن القوانين العربية موضوع المقارنة اعتمدت المبدأ المذكور‪.‬‬

‫وبعد الوقوف على أنواع الشركات التي أباح تأسيسها قانون الشركات العراقي والوقوف على ما قرره التعديل الذي‬
‫اشرنا إليه‪ ،‬ظلت الشركات في أنواعها حسب القانون العراقي خارج األنواع المعروفة كإجماع لقوانين البالد‬
‫العربية‪ ،‬وللقانون األسبق للشركات في العراق ‪ 1957‬الملغي‪ ،‬وألنواع الشركات المعتمد في النظام الالتيني الذي‬
‫تتبعه العديد من الدول‪ ،‬وهي شركات األشخاص ( التضامن‪ ،‬التوصية البسيطة والمحاصة ) وفي شركات األموال‬
‫( المساهمة‪ ،‬ذات المسؤولية المحدودة والتوصية باألسهم ) وال بأس من إضافة الشركة المحدودة ذات الشخص‬
‫الواحد‪ ،‬ألنها تجسيد لمبدأ فصل الذمة المالية المعروفة في بعض القوانين‪ .‬أما اإلبقاء على الشركة البسيطة وعلى‬
‫المشروع الفردي التي يسأل الشريك فيها مسؤولية مطلقة‪ ،‬فال نرى نظيرا لها في القوانين الشائعة ‪ .‬كما أن استبعاد‬
‫شركة التوصية البسيطة ذات الفئتين من الشركاء‪ ،‬يوصد الباب أمام تكوين شركات ال يسال فيها بعض الشركاء إال‬
‫بمقدار المساهمة برأس المال‪ ،‬وتحل إشكالية انضمام أشخاص غير كاملي األهلية‪ ،‬كما يحصل عند الوفاة‪ ،‬وفي‬
‫شركات المحاصة حماية للمتعاملين وفق أحكامها وهي شائعة في الحياة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫الفصل الرابع‪ :‬تأسيس الشركات‬


‫تضمن الباب الثاني من قانون الشركات‪ ،‬وعنوانه تأسيس الشركة فصلين‪ ،‬األول لمستلزمات التأسيس‪ ،‬أما الثاني‬
‫فالجراءات التأسيس‪ ،‬ومعلوم أن التأسيس يقتصر على األنواع األربعة من الشركات وهي ( المساهمة‪ ،‬المحدودة‪،‬‬
‫التضامنية والمشروع الفردي ) وسنتناول أحكام الموضوعين المذكورين في مبحثين ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مستلزمات التأسيس‬


‫قد عالج المشرع العراقي أحكام مستلزمات التأسيس وبين آليته في ظل أحكام قانون الشركات رقم ‪ 21‬لسنة ‪1997‬‬
‫المعدل بالقرار رقم ‪ 64‬لسنة ‪ 2004‬وفق التفصيل األتي‪:‬‬
‫أن اول المسلتزمات هو اعداد عقد الشركة ( وفي المشروع الفردي وجوب اعداد بيان من صاحب المشروع الفردي‬
‫يحل محل العقد)‪ ،‬ألن فكرة تأسيس الشركة تأخذ طريقها للتنفيذ عندما يضع المؤسسون عقدا يكون موضع التزام‬
‫الموقعين عليه‪ ،‬وقد بينت المادة (‪ ) 13‬ما الذي يتضمنه عقد الشركة‪ ،‬ونصها ‪:‬‬
‫(( يعد المؤسسون عقدا للشركة موقع من قبلهم او من قبل ممثليهم القانونيين ‪ ,‬و يتضمن العقد كحد ادنى‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬اسم الشركة ونوعها‪ ،‬يضاف الى اسم الشركة كلمة (مختلط) اذا كانت شركة من القطاع المختلط ‪ ،‬ويضاف‬
‫السمها كذلك اي عناصر اخرى مقبولة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المركز الرئيسي للشركة ‪ ،‬على ان يكون في العراق‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الغرض الذي تم من اجله تأسيس الشركة والطبيعة العامة للعمل الذي ستؤديه‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬علقت‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬راس مال الشركة وتقسيمه الى اسهم او حصص‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬كيفية توزيع االرباح والخسائر في الشركات التضامنية‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬عدد االعضاء المنتخبين في مجلس ادارة الشركة المساهمة الخاصة‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬اسماء المؤسسين وجنسياتهم ومهنهم ومحالت اقامتهم الدائمة وعدد اسهم كل منهم او مقدار حصته)‪.‬‬

‫كما أن من مستلزمات التأسيس‪ ،‬أن يكتتب مؤسسوا الشركة المساهمة برأس مال الشركة ( م ‪ ،) 15‬وبالنسب التي‬
‫حددها القانون وقد حدد القانون هذه النسبة في المادة (‪ ) 39‬أوال عند تحديد اكتتاب المؤسسين في الشركة المساهمة‬
‫المختلطة وهي ال تقل عن ‪ % 30‬وال تزيد على ‪ % 55‬من رأس المال االسمي وأن يكون ضمن هذه النسبة حصة‬
‫القطاع االشتراكي ( أطلق عليه قطاع الدولة ) التي ال تقل عن ‪ % 25‬من رأس المال االسمي‪.‬‬
‫وفي الفقرة الثانية من المادة حددت مساهمة المؤسسين في الشركة المساهمة الخاصة بما ال يقل عن ‪ % 20‬وأطلق‬
‫الحدود العليا لمساهمة المؤسسين ‪ .‬ويثبت هذا األمر بموجب كشف مصرفي من مصرف يعمل بالعراق بأن‬
‫المؤسسين أودعوا المبالغ المحددة وفق التعليمات لدى المصرف ‪ .‬وفضال عن الكشف المذكور يضاف بالنسبة‬
‫للشركة المساهمة وثيقة االكتتاب موقعة من قبل المؤسسين ودراسة الجدوى االقتصادية للشركة ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫ويقوم باألعمال المذكورة المؤسسين جميعهم في الشركات غير المساهمة أو وكيل عنهم كما يحصل في العمل‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للشركة المساهمة فالقانون أوجب على مؤسسي الشركات المساهمة سواء الخاصة منها او المختلطة والذين‬
‫يجب ان ال يزيد عددهم عن مائة مؤسس ان ينتخبوا من بينهم لجنة تسمى لجنة المؤسسين والتي تتكون من مجموعة‬
‫من األعضاء ال يقل عددهم عن ثالثة أعضاء وال يزيدون على سبعة ‪ ,‬وتتولى هذه اللجنة المهام التالية‪:-‬‬
‫‪- 1‬التعاقد مع الجهات ذات االختصاص والخبرة إلعداد دراسة الجدوى االقتصادية والفنية لألعمال التي ستمارسها‬
‫الشركة‪.‬‬
‫‪- 2‬متابعة االجراءات الخاصة بتأسيس الشركة وتقديم عقد التأسيس ووثيقة االكتتاب الى مسجل الشركات مثبت‬
‫فيهما أسماء وتواقيع وعناوين وجنسيات المؤسسين والمستلزمات األخرى‪.‬‬
‫‪- 3‬القيام بعمليات الصرف حتى اكتمال عملية تأسيس الشركة‪.‬‬
‫‪- 4‬فتح حساب مشترك بأسم لجنة التأسيس لدى احدى المصارف المخولة بالعمل داخل العراق سواء كان المصرف‬
‫عراقيا أم أجنبيا‪ ,‬او لدى عدد من المصارف‪.‬‬
‫‪- 5‬مسك سجالت تدرج فيها القرارات التي اتخذتها اللجنة وسائر األعمال والمهام التي أنجزتها‪.‬‬
‫‪- 6‬الحصول على إجازة للمشروع ان كان هذا الزما وإبرام العقود الالزمة إلنشائه بعد صدور قرار الموافقة على‬
‫تأسيسه‪.‬‬
‫‪- 7‬إعداد تقرير المؤسسين وتحديد مصاريف التأسيس ودعوة الهيأة العامة لالجتماع‪.‬‬
‫وهذه المهام إلزامية على لجنة المؤسسين التي تنتهي مهامها بعد انتخاب أعضاء مجلس االدارة للشركة‪.‬هذا ويكون‬
‫أعضاء لجنة المؤسسين مسؤولين على وجه التضامن تجاه المؤسسين عن أي ضرر يصيبهم‪.‬هذا من جهة ومن جهة‬
‫اخرى فعلى المؤسسين ان يقدموا طلب التأسيس الى مسجل الشركات وينبغي ان يتضمن البيانات التالية‪:-‬‬
‫‪ -1‬عقد الشركة‪.‬‬
‫‪ -2‬وثيقة اكتتاب مؤسسي الشركة المساهمة بقيمة رأس المال والتي يجب ان تكون موقعه من قبلهم‪.‬‬
‫‪ -3‬شهادة من المصرف يثبت فيها ان رأس المال المطلوب قد أودع بالكامل فيه‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة الجدوى الفنية واالقتصادية في الشركة المساهمة‪.‬‬
‫ومما تجدر اإلشارة إليه في هذا الخصوص ان قانون الشركات قبل تعديله كان قد حدد االجراءات الالحقة على تقديم‬
‫الطلب في المادة الثامنة عشرة منه بالتالي‪:-‬‬
‫أوال‪ -:‬يتولى المسجل‪:‬‬
‫‪- 1‬مفاتحة الجهة القطاعية المختصة ذات العالقة بالنشاط المحدد في عقد الشركة للتأكد من انسجام هذا النشاط مع‬
‫خطة التنمية والقرارات التخطيطية واستحصال موافقتها على تأسيس الشركة‪.‬‬
‫‪- 2‬مفاتحة أية جهة اخرى اوجب قانون او نظام او تعليمات استحصال موافقتها على تأسيس الشركة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -:‬على الجهات المشار إليها في البند اوال من هذه المادة إبداء موافقتها او عدمها خالل مدة ثالثين يوما من‬
‫تاريخ ورود الكتاب إليها‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫ولقد ألغيت كل هذه الموافقات بموجب التعديل رقم ‪ 64‬لسنة ‪ ,2004‬ومع هذا فأيا كان األمر ‪,‬يجوز للمؤسسين تقديم‬
‫طلب جديد لتأسيس الشركة التي رفض تأسيسها اذا انتفى سبب الرفض‪.‬اما اذا وافق المسجل على طلب التأسيس‬
‫لتوافر شروطه‪ ,‬وجب عليه دعوة المؤسسين او من يمثلهم قانونا لتوثيق عقد الشركة أمامه او امام من يخوله من‬
‫موظفي دائرته ولتسديد رسوم التأسيس وذلك خالل ثالثين يوما من اليوم التالي لتاريخ تبليغ طالبي التأسيس ‪ ,‬فأن‬
‫تخلفوا عن ذلك دون عذر مشروع جاز للمسجل اعتبارهم قد صرفوا النظر عن الطلب ويقرر حفظه‪,‬وذلك وفقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 21‬من قانون الشركات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اجراءات التأسيس‬


‫يقدم إلى مسجل الشركات طلبا على تأسيس شركة يبين نوعها‪ ،‬وفق األنموذج الذي يعده المسجل‪ ،‬ويرفق مع الطلب‬
‫عقد الشركة الذي بينا أحكامه سابقا ‪ ،‬وكذلك شهادة المصرف أو تأييد منه بإيداع رأس المال أو جزء منه لديه‪ .‬وعلى‬
‫المسجل اما الموافقة على الطلب او رفضه اذا رأى ان هذا الطلب مخالف لنص محدد وارد ذكره في قانون الشركات‬
‫‪ ,‬وعليه في كل األحوال بيان موافقته او رفضه للطلب خالل عشرة ايام من تاريخ تقديمه اليه‪ ,‬ويجب ان يصدر‬
‫شهادة تأسيس للشركة التي وافق على تأسيسها اذا كانت تلك الشركة شركة تضامنية او بسيطة او مشروع فردي او‬
‫محدودة ‪ ,‬اما اذا كانت تلك الشركة شركة مساهمة فال تصدر شهادة تأسيسها اال بعد انتهاء عملية االكتتاب على‬
‫باقي اسهم رأس مالها ونجاح ذلك االكتتاب وتقديم كافة المعلومات عنه الى المسجل‪,‬اما في حالة الرفض فعلى‬
‫المسجل ان يصدر قرارا خطيا يثبت اسباب الرفض ‪.‬وعلى المسجل ان ينشر قرار الموافقة على تأسيس الشركة‬
‫في النشرة الخاصة بالشركات ‪ ,‬اما اذا كانت الشركة شركة مساهمة فال تصدر شهادة تأسيسها اال بعد االكتتاب العام‬
‫على االسهم وذلك خالل خمسة عشر يوما من تاريخ تقديم المؤسسين المعلومات التي حددها القانون‪,‬وهذا ما نص‬
‫عليه المشرع صراحة في المادة ‪ 19‬من قانون الشركات المعدلة والتي جاء فيها (يوافق المسجل على طلب تأسيس‬
‫الشركة ما لم يجد ان الطلب مخالف لنص محدد ورد في هذا القانون ‪ ,‬ويعلن المسجل موافقته على الطلب او رفضه‬
‫له خالل عشرة ايام من تاريخ تسلمه الطلب ‪ ,‬فيما عدا الشركات المساهمة ‪ ,‬تصدر شهادة تأسيس الشركة عند‬
‫صدور قرار الموافقة على تأسيسها‪ ,‬وتكون دليال يثبت تأسيسها‪ ,‬وإذا رفض المسجل طلب تأسيس الشركة يصدر‬
‫قراره خطيا يوضح فيه اسباب رفضه الطلب‪ ,‬وفي حالة طلب تأسيس شركة مساهمة يصدر المسجل إخطارا خطيا‬
‫بقراره الموافق على طلب التأسيس او رفضه في تاريخ اتخاذه (او اتخاذها) لهذا القرار‪.‬ولن تصدر شهادة بتأسيس‬
‫الشركة بدون دفع الرسوم)‪.‬‬
‫والتغيير الذي حصل بموجب التعديل على نص المادة ‪ 19‬هو‪:-‬‬
‫‪- 1‬ال تسأل الجهة القطاعية المختصة او أية جهة اخرى عن مدى موافقتها من عدمه عن تأسيس تلك الشركة‪.‬‬
‫‪- 2‬على المسجل ان يبين قبوله او رفضه للطلب خالل عشرة ايام من تاريخ تسلم الطلب ‪ ,‬واقتصار اسباب القبول‬
‫او الرفض على مخالفة او عدم مخالفة الطلب لنص قانون الشركات حصرا‪.‬‬
‫‪- 3‬ال تصدر شهادة التأسيس للشركات –عدا الشركة المساهمة‪ -‬وإنما تصدر شهادة تأسيس الشركة عند صدور‬
‫قرار الموافقة على تأسيسها‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫ولقد سمحت الفقرة ثانيا من المادة ‪ 21‬لمؤسسي الشركة المساهمة والمحدودة بعد نشر قرار الموافقة على تأسيس‬
‫الشركة وقبل صدور شهادة التأسيس ان يقوموا وعلى مسؤوليتهم بإجراءات الحصول على إجازة مشروع الشركة‬
‫وإبرام العقود الالزمة إلنشائه‪ ,‬هذا وتكتسب الشركة الشخصية المعنوية من تاريخ صدور شهادة تأسيسها ‪ ,‬وتعتبر‬
‫هذه الشهادة دليال على اكتسابها لهذه الشخصية القانونية‪ .‬وتكون الشركة المؤسسة في العراق ووفق احكام قانون‬
‫الشركات العراقي عراقية‪.‬‬
‫اما في حالة رفض مسجل الشركات طلب تأسيس الشركة المقدم اليه يجب عليه بيان اسباب الرفض بشكل تحريري‬
‫يوضح فيه النصوص القانونية التي خالفها المؤسسون في طلبهم ولم يراعوها ويبين الوقائع التي يرى انها قد انتهكت‬
‫من القانون ‪ ,‬ويكون لطالب تأسيس الشركة ان يعترض على هذا البيان خالل مدة ال تتجاوز ثالثين يوما من تاريخ‬
‫تسلم الرد وذلك امام وزير التجارة وعلى الوزير بيان رده على هذا االعتراض خالل ثالثين يوما من تاريخ تقديمه‬
‫اليه ويكون قراره قابال للطعن فيه امام المحكمة المختصة خالل ثالثين يوما من تاريخ إصداره لذلك القرار ويكون‬
‫قرار المحكمة قاطعا وال يجوز الطعن فيه‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬شركات األشخاص‬


‫كما الحظنا أن شركات األشخاص‪ ،‬هي التي يبرز فيها االعتبار الشخصي وشركات األشخاص حسب القانون‬
‫العراقي هي‪ ،‬التضامنية‪ ،‬المشروع الفردي والبسيطة ‪ .‬وسنفرد لكل نوع من هذه الشركات فصال‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الشركـــة التضامنيـــة ‪Joint Liability Company‬‬


‫تعد الشركة التضامنية األنموذج لشركات األشخاص‪ ،‬فهي تستوعب جميع الخصائص التي ذكرناها في المقارنة‬
‫بين شركات األشخاص وشركات األمو ال‪ .‬وهي من أقدم الشركات التي عرفت في النشاط االقتصادي ‪ .‬وسنتناول‬
‫تعريف الشركة ‪ .‬أوال ثم خصائصها وانتقال الحصة فيها وإدارتها ‪ .‬ونفرد لكل من هذه الموضوعات مبحثا‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التعريف بشركة التضامن‬


‫تعريف الشركة ‪ :‬عرفت المادة ‪ 6‬من قانون الشركات الفقرة ثالثا الشركة التضامنية بأنها (( ‪ ..‬شركة تتألف من عدد‬
‫من األشخاص الطبيعيين ال يقل عن شخصين وال يزيد على خمسة وعشرون يكون لكل منهم حصة فيها ويكونون‬
‫مسؤولين على وجه التضامن مسؤولية شخصية وغير محدودة عن جميع التزامات الشركة))‪.‬‬
‫من خالل التعريف يتبين أن القانون يشترط أن يكون الشركاء من األشخاص الطبيعيين فال تصح مشاركة األشخاص‬
‫المعنوية ‪ .‬وكما هو معروف فأن شركات التضامن قائمة على االعتبار الشخصي‪ ،‬يشترك في تأسيسها أشخاص‬
‫تجمعهم الثقة والمعرفة أو القرابة‪ ،‬لذلك قيل أنها امتداد ألصل من الشركات عرفه الرومان أطلق عليها الشركات‬

‫‪29‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫العائلية‪ .‬والثقة والمعرفة ال تقوم إال بين األشخاص الطبيعيين‪ ،‬ال يمكن أن تتحقق مع شخص معنوي بتقديرنا‪ ،‬ثم‬
‫عندما يقال أن مسؤولية الشركاء شخصية‪ ،‬تستغرق جميع أموال الشريك فما حدود هذه المسؤولية ؟ لو كان احد‬
‫الشركاء شخصا معنويا تقوم على االعتبار الشخصي هل تتوقف عند أموال الشخص المعنوي أم تمتد إلى أموال‬
‫الشركاء فيه ؟‬
‫كذلك بين القانون الحد األدنى لعدد الشركاء بشخصين والحد األعلى لهم بخمسة وعشرون أشخاص ‪ ،‬وإذا كان‬
‫تحديد الحد األدنى بشخصين منسجما مع العقد الذي ال يصح إال باتحاد إرادتين في األقل‪ ،‬فأن تحديد الحد األعلى ‪.‬‬
‫ال نرى له لزوم‪ .‬ألن طبيعة هذه الشركة تقوم على عدد محدود من األشخاص تجمعهم المعرفة والثقة‪ ،‬ولذلك نرى‬
‫أن يظل الحد األعلى مرسال ‪ .‬كما هو مسلك غالبية القوانين ‪.‬ألن التحديد قد يحول دون تكوين الشركة في حالة‬
‫تجاوز عدد الشركاء الراغبين المشاركة في الشركة الحدود التي بينها القانون ‪ .‬وكما هو الحال عند وفاة الشريك‬
‫التي لم يعالجها القانون‪.‬‬
‫وعليه فأن الشركة التضامنية‪ ،‬شركة أشخاص ال يتجاوز عدد الشركاء فيها حسب القانون العراقي خمسة وعشرون‬
‫شخص جميعهم من األشخاص الطبيعيين يسألون عن التزامات الشركة مسؤولية شخصية وعلى وجه التضامن‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خصائص الشركة التضامنية‬


‫تتصف الشركة التضامنية بخصائص نبينها في هذا المبحث وعلى شكل نقاط‪:‬‬
‫‪- 1‬تقوم الشركة على االعتبار الشخصي‪ ،‬بل أنها األنموذج في شركات األشخاص لبروز هذا االعتبار‪ ،‬فهي قائمة‬
‫على ما يتمتع به الشركاء من مكانه مالية وسمعه في الوسط التجاري‪ ،‬وال يمكن أن يكون االعتبار الشخصي قائما‬
‫على النفوذ السياسي والمكانة االجتماعية وقد بينا ذلك سابقا‪.‬‬
‫‪- 2‬يجب أن يتضمن اسم الشركة أسماء الشركاء أو بعضهم‪ .‬حيث أن م ‪ 13‬من قانون الشركات العراقي بينت أن‬
‫يتضمن االسم أسماء الشركاء أو واحد منهم ‪ .‬وتضمين اسم الشركة أسماء الشركاء ليكون دليال للغير في اإلشارة‬
‫إلى األشخاص موضع االئتمان ‪ .‬ألن االسم الذي يحمل أسماء الشركاء يعلق في الواجهة ويكون في األوراق التي‬
‫تحمل مخاطبات الشركة‪.‬‬
‫‪- 3‬مسؤولية الشركاء عن التزامات الشركة مسؤولية شخصية وتضامنية ‪ .‬والمقصود بالمسؤولية الشخصية أنها‬
‫تمتد إلى األموال الخاصة للشركاء‪ ،‬أي أنها ال تقتصر على الحصة التي وضعها الشريك في رأس المال ‪ .‬وأي‬
‫تحديد لمسؤولية الشريك يقع باطال‪ ،‬في مواجهة الغير‪ .‬ويفيد نص المادة ‪ 35‬من قانون الشركات العراقي المسؤولية‬
‫غير المحدودة للشركاء‪.‬‬
‫أما التضامن بين الشركاء‪ ،‬فهو ما يفهم من نص المادة المذكورة (( وتكون مسؤوليته تضامنية أيضا في الشركة‬
‫التضامنية )) ‪ .‬وقد اختلفت التشريعات حول المسؤولية المطلقة والتضامنية للشركاء‪ ،‬فهل أن التضامن بين الشكاء‬
‫فقط أم انه بين الشركاء والشركة أيضا ؟ بمعنى آخر أين حدود حق الدائن للشركة ؟ هل يصح له مطالبة الشركة‬
‫والشركاء في آن واحد‪ ،‬أم انه ينبغي أن ينذر الشركة بالدفع أوال‪ ،‬ومتى تم اإلنذار جاز له مطالبة الشركاء ‪ ,‬وأخيرا‬
‫ما يقال عن ضرورة التنفيذ على أموال الشركة أوال‪ ،‬وعند عدم كفاية تلك األموال يصار الرجوع للدائنين ‪ ,‬وقد‬

‫‪30‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫حسم قانون الشركات العراقي هذا األمر في المادة ‪ / 37‬أوال التي تنص على انه (( لدائني الشركة التضامنية‬
‫مقاضاتها أو مقاضاة أي شريك كان عضوا فيها وقت نشوء االلتزام‪ ،‬ويكون الشركاء ملزمين باإليفاء على وجه‬
‫التضامن وال يجوز التنفيذ على أموال الشريك قبل إنذار الشركة ‪.‬‬

‫ويذهب الفقه إلى كون الشريك بمثابة الكفيل‪ ،‬لكن هل هو كفيل عادي ؟‪ ،‬عندها ال يجوز التنفيذ على أمواله الشخصية‬
‫إال بعد التنفيذ على أموال المكفول (الشركة ) طبقا لحقه في التجريد ‪ .‬أم انه كفيل متضامن ؟ وهو مايبيح للدائن‬
‫مطالبة الشركة أو الشريك أو االثنين معا ‪ :‬أم كونه كفيل متضامن ال يصل إلى حالة المدين المتضامن ‪ .‬لذلك يمنح‬
‫فرصة إنذار الشركة أوال قبل التنفيذ على األموال الشخصية للشريك‪.‬‬
‫ونرى أن إنذار الشركة بالدفع وتحديد مدة معقولة له‪ ،‬بعدها يعطى الدائن حق مطالبة الشريك فيه ضمانة للدائنين‬
‫مع المحافظة على حقوق الشركاء‪ ،‬ألن اإلجراء يقوي ائتمان الشركة‪ .‬جدير بالذكر أن الشخص الذي يرتضي أن‬
‫يظهر اسمه في اسم الشركة‪ ،‬أو يرتضي اعتباره شريكا في شركة تضامنية‪ ،‬يسأل بصورة شخصية وبالتضامن مع‬
‫الشركاء اآلخرين عن ديون الشركة‪.‬‬
‫‪- 4‬اكتساب صفة تاجر‪.‬‬
‫يكتسب الشريك في الشركة التضامنية صفة تاجر ‪ .‬وكما ذكرنا ذلك سابقا فأن قانون الشركات العراقي لم يتضمن‬
‫نصا يذهب لهذا المنحى إنما يفهم من المادة ‪ 36‬التي تقضي بأنه (( إذا أعسرت الشركة اعتبر كل شريك فيها‬
‫معسرا)) فاإلعسار يعني اإلفالس حسب القانون العراقي ‪ ,‬وال يقع اإلفالس إال على التاجر ‪ .‬بينما أشارت القوانين‬
‫العربية إلى هذا المفهوم صراحة‪.‬‬
‫ما نريد أن نذكره هل أن اعتبار الشريك تاجرا معناه مطالبته بالواجبات المفروضة على التاجر‪ ،‬لمجرد كونه شريكا‬
‫في شركة تضامنية‪ ،‬أي انه ال يزاول التجارة خارج نشاط الشركة‪ ،‬أما إذا كان يزاولها خارج نشاط الشركة فمن‬
‫الطبيعي أن تكون عليه الواجبات المذكورة‪ ،‬فيتخذ اسما تجاريا ويمسك الدفاتر التجارية ويلتزم بالتسجيل في السجل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫ويذهب الرأي الراجح إلى عدم تكليف الشريك في الشركة التضامنية ممن ال يزاول التجارة خارجها بهذه األعباء‪،‬‬
‫إنما يكتفي بالواجبات التي تفرض على الشركة عادة إذا كان نشاطها تجاريا‪ ،‬ألن خالف ذلك يؤدي إلى تكرار‬
‫البيانات التي تذكر في الدفاتر ‪ .‬ويؤدي إفالس الشركة بناء على ذلك إلى إفالس الشركاء ‪ ,‬وقد ذكرنا ما ذهبت إليه‬
‫المادة ‪ 36‬من قانون الشركات العراقي‪ ،‬وال تتعدد التفليسات عادة‪ ،‬إنما تفليسة واحدة للشركة والشركاء ‪ .‬وما دام‬
‫كل شريك في الشركة التضامنية يكتسب صفة التاجر‪ ،‬فال يصح أن يكون شريكا من ال يصح أن يكون تاجرا حسب‬
‫أحكام قانون التجارة رقم ‪ 30‬لسنة ‪ ( 1984‬م ‪ . ) 7‬وعليه يقتضي أن يكون متمتعا باألهلية القانونية‪ ،‬أو مأذونا له‬
‫باالتجار كما بينا ذلك سابقا‪.‬‬
‫كذلك ال يكون من بين الشركاء األشخاص الممنوعين من مزاولة التجارة‪ ،‬كالموظف بناء على ما يقضى به قانون‬
‫انضباط موظفي الدولة رقم ‪ 14‬لسنة ‪ ،1991‬م ‪ / 5‬الفقرة الثانية (( يحظر على الموظف ‪ .‬مزاولة التجارة وتأسيس‬
‫الشركات واالشتراك في مجالس إدارتها ))‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫المبحث الثالث‪ :‬انتقال حصة الشريك‬


‫نتناول انتقال حصة الشريك عن طريق البيع أوال‪ ،‬ويلحق بالبيع الهبة ثم نتناول انتقال الحصة عن طريق اإلرث‬
‫ويلحق باإلرث الوصية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬ـ انتقال حصة الشريك بالبيع‪:‬‬
‫قد يضطر الشريك إلى أن يتفرغ عن حصته لشخص آخر‪ ،‬فما هي األحكام التي تسري على انتقال حصة الشريك‬
‫لشخص آخر ؟‬
‫من خصائص الشركات التضامنية‪ ،‬أنها ال تصدر ( صكوكا ) قابلة للتداول‪ ،‬ألنه يعقب انتقال الحصة تعديل عقد‬
‫الشركة‪ ،‬وال يتحقق التعديل إال بإجماع الشركاء‪ ،‬وللعالقة الوثيقة بين الشركاء بحيث يصعب أن تجاري الثقة‬
‫المطلوبة والمعرفة‪ ،‬التبدل السريع للشركاء إذا سمح بالتداول ‪ ,‬وقد وردت في نصوص بعض التشريعات ما يؤكد‬
‫هذا المعنى ‪ .‬فالمادة (‪ 31‬من القانون العماني ) تنص على انه (( ال يجوز أن تتمثل حصة الشركاء في الشركة‬
‫بشهادات قابلة للتداول ))‪.‬‬
‫ولم يتضمن القانون العراقي نصا يفيد هذا المعنى‪ ،‬لكنه شدد على انتقال حصة الشريك عن طريق البيع‪ ،‬فأباح‬
‫انتقالها إلى الشركاء اآلخرين‪ ،‬ألنه ليس في ذلك فرض شريك جديد على الشركاء‪ .‬أما انتقال الحصة لغير الشركاء‬
‫فيتوقف تمامه على موافقة الشركاء اآلخرين باإلجماع‪ ،‬فالمادة ‪ / 69‬أوال تنص على انه ((في الشركة التضامنية‬
‫للشريك نقل ملكية حصته أو جزء منها إلى شريك آخر وال يجوز نقلها إلى الغير إال بموافقة الهيئة العامة باإلجماع))‪.‬‬
‫وموافقة الهيئة العامة يقتصر على موافقة الشركاء اآلخرين‪ ،‬ألن‪ ،‬الهيئة العامة هي جميع الشركاء اآلخرين مضافا‬
‫إليهم الشريك الذي يريد التفرغ عن حصته‪.‬‬
‫وتعليق صحة البيع على إجماع الشركاء اآلخرين على القبول فيه عنت كبير إذ قد ال يتحقق اإلجماع ‪ .‬فما هو الحل‬
‫عند عدم حصوله ولم يتلق الشركاء الحصة ‪ .‬أمام حاجة الشريك لبيعها ؟‬
‫وقد عالجت بعض التشريعات هذا األمر‪ ،‬كما اوجد الفقه حال لإلشكال أما معالجة التشريعات‪ ،‬فوردت بإباحتها‬
‫انتقال الحصة بالطريقة التي يتضمنها عقد الشركة‪ ،‬فالمادة ‪ 31‬من قانون الشركات العماني (( ‪ ..‬كما ال يجوز‬
‫للشريك أن ينقل ملكية حصته في الشركة إلى الغير إال برضى جميع الشركاء أو عمال بأحكام أي شروط مدرجة‬
‫في عقد تأسيس الشركة))‪.‬‬
‫ونعرب عن تأييدنا لمنحى التشريعات التي اشرنا إلى نصوصها في التخفيف من العنت ‪ .‬ألنه بغير هذا معناه العبودية‬
‫للشركة‪ ،‬حيث ال يستطيع منها الشريك فكاكا‪ ،‬وإذا كان من المؤكد قيام شركة التضامن على اعتبارات الثقة والمعرفة‬
‫فليس من المستحيل ايجاد بديل للشريك يكون موضع ثقة الشركاء‪.‬‬
‫أما عن المعالجة التي أوجدها الفقه‪ .‬للتخفيف من هذا التشديد‪ ،‬فتتمثل بما يعرف بعقد الرديف‪ ،‬حيث يحق للشريك‬
‫أن يتنازل عن حصته أو عن حقوقه المتعلقة بها للغير بموجب عقد خارجي‪ ،‬ينظم العالقة بينه وبين من يتلقى عنه‬
‫الحصة‪ ،‬على أن تظل آثار العقد بعيدة عن الشركة ‪ .‬أي أن العقد ال يؤثر على عالقة الشريك بالشركة‪ ،‬فيظل شريكا‪،‬‬
‫وهو المطالب بصورة شخصية ومتضامنا مع اآلخرين عن ديونها وإذا كان اسمه ضمن اسم الشركة يظل بال تغيير‪.‬‬
‫العقد فقط ينظم العالقة بينه وبين من تنازل له‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫ويبرز في هذا المقام مسؤولية الشريك المتنازل ومسؤولية من تلقى عنه الحصة‪ ،‬عند تحقق البيع باإلجماع حسب‬
‫القانون العراقي‪ ،‬واليمتد التساؤل إلى حال الرديف والمستردف فال عالقة للرديف بديون الشركة فهو غريب عنها‪،‬‬
‫يسأل المستردف عن تلك الديون وبكل أمواله ما سبق عقد االسترداف وما تاله‪.‬‬
‫إذن نتناول حال قبول البيع وبذلك يطلق على من تنازل عن الحصة (الشريك الخارج) ومن تلقى عنه الحصة الشريك‬
‫الداخل فما هي حدود مسؤولية كل منهما ؟‬
‫وإذا كان الفقه مجمعا على كون مسؤولية الشريك الخارج تقتصر على الديون المتحققة قبل تركه الشركة‪ ،‬أي حتى‬
‫قبول الشركاء عملية البيع واإلعالن عنها‪ ،‬ألنه بغير اإلعالن الذي يحصل بتغيير العقد ونشره في النشرة التي‬
‫يصدرها مسجل الشركات وبصحيفة يومية ال يمكن االحتجاج تجاه الغير في عملية التنازل‪ ،‬وهو ما تقضي به المادة‬
‫‪ 203‬من قانون الشركات العراقي التي تنص على أنه ‪(( :‬ال يعتبر تعديل عقد الشركة صالحا إال بعد تصديقه من‬
‫المسجل ونشره في النشرة وفي صحيفة يومية عدا ما ورد به نص خاص في هذا القانون)) وهو مسؤول عن هذه‬
‫الديون حتى لو ورد في عقد التنازل عدم مسؤوليته عن تلك الديون‪ ،‬ألن في ذلك أضعاف لضمان الدائنين‪.‬‬
‫لكن االختالف برز حول تحديد مسؤولية الشريك الداخل‪ ،‬فإذا تناولنا النصوص‪ ،‬نرى إن قانون الشركات العراقي‬
‫يذهب إلى مسؤولية الشريك الداخل عن االلتزامات التي تقع بعد دخوله الشركة وال يسأل عن تلك التي تحققت قبل‬
‫هذا التاريخ فالمادة ‪ / 37‬اوال تنص على انه ‪ (( :‬لدائني الشركة التضامنية مقاضاتها أو مقاضاة أي شريك كان‬
‫عضوا فيها وقت نشوء االلتزام ‪ )) ...‬فيسأل عن الديون التي تتحقق حال عضويته في الشركة والشريك الداخل لم‬
‫يكن عضوا في الشركة قبل دخوله إليها بتلقيه حصة المتنازل‪.‬‬
‫أما الفقه فيذهب جانب منه إلى مسؤولية الشريك الداخل عن جميع التزامات الشركة ما تحقق بعد دخوله الشركة‬
‫وما كان قبل ذلك‪ ،‬والحجة مبنية على أن من يدخل شركة تضامن عليه أن يعلم بأنه يدخل مؤسسة اقتصادية يحكمها‬
‫نظام ابرز ما فيه المسؤولية الشخصية والتضامنية عن ديون الشركة‪ ،‬وفي زيادة الذمم المسؤولة عن الديون تعزيز‬
‫التمان الشركة‪ ،‬ولكننا نرى أن نص قانون الشركات العراقي وبعض نصوص قوانين الشركات كما الحظنا ال‬
‫تسعف هذا التوجه وال نرى عدالة في التعويل أثناء االرتباط مع الشركة على أكثر ما معلن عنه وهي مسؤولية‬
‫الشركاء أثناء تحقق الدين‪.‬‬
‫وليس في قانون الشركات ما يفهم منه إباحة االنسحاب من الشركة‪ ،‬وهو نقص حري بالمشرع معالجته‪ ،‬لكن القوانين‬
‫التي تبيحه تجعل مسؤوليته قاصرة على الديون المتحققة قبل انسحابه أما انضمام شريك أو شركاء جدد للشركة‪،‬‬
‫فال نرى ما يحول دونه في قانون الشركات العراقي ألن االثر المترتب عليه تعديل العقد واعالن ذلك لدى المسجل‬
‫وال يسأل الشريك المنضم عن أكثر من الديون المتحققة بعد انضمامه إال إذا قبل ذلك واعلن عنه‪ ،‬فيتولد للدائنين‬
‫حق حينها‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ـ انتقال الحصة عن طريق اإلرث‪:‬‬


‫الن القانون العراقي ال يعرف شركة التوصية البسيطة‪ ،‬فقد عالج الوفاة في الشركة التضامنية بأحكام غير مألوفة‬
‫مع ما استقر عليه العمل ونصوص القوانين المقارنة بالنسبة لهذه الشركة‪ ،‬فيسمح القانون أن تظل الشركة التضامنية‬

‫‪33‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫قائمة بعد وفاة الشريك ومع الشركاء القصر بموافقة من ينوب عنهم‪ ،‬وقد ورد القصر مطلقا لذا فهو يمتد إلى معدوم‬
‫األهلية ‪ .‬وبناء على ذلك تتكون شركة تضامنية واحد الشركاء فيها أو بعضهم ال يتمتع باألهلية ‪ .‬وما ينبني على‬
‫ذلك من أن يصبح الشريك تاجرا ويتحمل إعالن إفالسه عند إفالس الشركة‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 70‬بفقرتها المطولة أوال تنص على انه (( إذا توفى الشريك في الشركة التضامنية تستمر الشركة مع ورثته‪،‬‬
‫أما إذا عارض الوارث أو من يمثله قانونا إن كان قاصرا أو سائر الشركاء اآلخرين أو حال دون ذلك مانع قانوني‬
‫فان الشركة تستمر بين الشركاء الباقين وال يكون للوراث إال نصيب مورثه في أموال الشركة‪))...‬‬
‫فالمشرع أراد عند وفاة الشريك استمرار الشركة بالشروط التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬موافقة الوارث أو الورثة إن كانوا كاملي األهلية أو موافقة من يمثلهم بالنسبة للقصر‪.‬‬
‫‪- 2‬موافقة الشركاء اآلخرين على استمرار الشركة مع الورثة‪ ،‬ألنه ال يفرض االستمرار مع الورثة بغير قبول‬
‫الشركاء اآلخرين‪.‬‬
‫‪- 3‬عدم وجود مانع قانوني كأن يكون احد الورثة ممنوعا من المشاركة في الشركة التضامنية‪ ،‬كما هو الحال مع‬
‫الموظف ـ أما نقص األهلية أو انعدامها فلم يعده المشرع حائال قانونيا دون المشاركة ـ كذلك نرى أن يكون حائال‬
‫قانونيا زيادة عدد الشركاء عن ‪ 25‬شخص ‪ ،‬ألن المشرع لم يتطرق لهذه الحالة‪ ،‬وهذه إحدى العقبات الناتجة عن‬
‫تحديد الحد األعلى‪ ،‬وقد وجدنا القانون األردني الذي حدد الحد األعلى بعشرين شخصا‪ ،‬أباح تجاوز هذا العدد في‬
‫حالة الوفاة‪ ( ،‬م ‪ )9‬من القانون المذكور‪ .‬وفي كل األحوال يجب تعديل عقد الشركة بما يتالءم مع وضعها الجديد‬
‫بعد انتقال حصة الشريك‪.‬‬
‫ونتعرض في هذا المقام إلى حالة إعسار أحد الشركاء في الشركة التضامنية أو الحجر عليه بسبب نقص في أهليته‬
‫أو انعدامها‪ ،‬وهو ما أشارت له المادة ‪ 70‬التي بينت حاله الوفاة في الفقرة أوال ‪ .‬حيث تنص الفقرة ثالثا على انه ((‬
‫إذا عسر الشريك أو حجر عليه في الشركة التضامنية استمرت الشركة بين الشركاء الباقين وصفيت حصة الشريك‬
‫المعسر أو المحجور عليه ‪ )) ...‬ومن المؤكد أن استمرار الشركة‪ ،‬ال يفرض على الشركاء اآلخرين‪ ،‬إنما يكون ذلك‬
‫بالتعبير عن إرادتهم بقبولهم االستمرار ‪ ,‬وفي هذه الحالة ال انتقال لحصة الشريك‪ ،‬إذ أن صاحب الحصة ما زال‬
‫مالكا لها ‪ ,‬وهو مسؤول عن الديون السابقة إلعالن إعساره أو الحجر عليه ألنه كان شريكا في الشركة وغير‬
‫محجور عليه أو معلن إعساره‪.‬‬
‫وقد أباح قانون الشركات العراقي تحول الشركة التضامنية إلى شركة مشروع فردي إذا أدى االعسار أو الحجر‬
‫إلى عدم بقاء أكثر من شريك واحد في الشركة‪ ،‬وهذا التحول استثناء على أحكام تحول الشركات كما سنبين ذلك في‬
‫حينه‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬إدارة الشركة‬


‫عالج قانون الشركات العراقي‪ ،‬موضوع إدارة الشركة التضامنية والمحدودة وشركة المشروع الفردي من حيث‬
‫التعيين والعزل في مادتين هما المادة ‪ 121‬بفقرتيها أوال وثانيا والمادة القصيرة ‪ . 122‬ويدخل ضمن هذه المعالجة‬
‫المدير المفوض للشركة المساهمة ‪ .‬وقد وردت المعالجة تحت عنوان الفصل الثالث ـ المدير المفوض‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫وفيما يلي نص المادتين المذكورتين‪.‬‬


‫المادة ‪ / 121‬أوال ‪:‬ـ ((يكون لكل شركة مدير مفوض من أعضائها أو من الغير من ذوي الخبرة واالختصاص في‬
‫مجال نشاط الشركة يعين وتحدد اختصاصاته وصالحياته واجوره ومكافأته من مجلس اإلدارة في الشركة المساهمة‬
‫والهيئة العامة في الشركات األخرى‪.‬‬
‫ثانيا ـ ال يجوز الجمع بين رئاسة أو نيابة رئاسة مجلس إدارة الشركة المساهمة ومنصب المدير المفوض فيها وال‬
‫يجوز للشخص أن يكون مديرا مفوضا ألكثر من شركة مساهمة واحدة))‪.‬‬
‫المادة ‪(( : 122‬يعفى المدير المفوض بقرار مسبب من الجهة التي عينته ))‪.‬‬
‫فيعين مدير مفوض لشركة التضامن قد يكون من بين الشركاء وقد يكون من غير الشركاء تعينه الهيئة العامة‪ ،‬وهي‬
‫القادرة على عزلة‪.‬‬
‫ال فرق في ذلك بين من يكون شريكا وبين من ال يكون كذلك‪ ،‬وبين من يعين في عقد الشركة ومن يعين في قرار‬
‫الحق وهو ما تعرضت له التشريعات العربية التي نتناول أحكامها ‪ .‬وفي ضوء أحكام التشريعات المذكورة‪ ،‬وطبقا‬
‫للقواعد العامة للعقد‪ ،‬ولعقد الشركة على وجه الخصوص ‪ .‬نحاول استنباط األحكام الخاصة بإدارة الشركة‪ ،‬فنتناول‬
‫التعيين والعزل أوال ـ والواجبات والمسؤولية ثانيا‪.‬‬
‫أوال ـ تعين مدير الشركة وعزله‪.‬‬
‫كما الحظنا من النص يعين المدير المفوض‪ ،‬من الهيئة العامة ‪ .‬واصطالح الهيئة العامة يعني الشركاء في الشركة‬
‫بعد تأسيسها‪ ،‬وكأن التعيين الحق لتأسيس الشركة‪ ،‬أي انه يتم بقرار من الهيئة العامة‪ ،‬وتناط اإلدارة بشخص واحد‪.‬‬
‫على خالف ما تشير له التشريعات األخرى‪ ،‬بإمكانية تعيين أكثر من مدير للشركة ‪ .‬فضال عن كون القاعدة العامة‬
‫هي أن تكون اإلدارة لجميع الشركاء ‪ .‬وإذا لم يعين مدير فجميع الشركاء مدراء‪.‬‬
‫وعليه نستطيع أن نقول انه في حالة عدم تعيين مدير للشركة ‪ .‬فاإلدارة لجميع الشركاء فيها‪ ،‬ألن اعمال الشركة‬
‫تجري تحت اسم الشركة الذي ينصرف إلى الشركاء ‪ .‬وما تفيد به النصوص وما يقوله الفقه ‪ .‬أن المدير‪:‬‬

‫‪-1‬أما أن يكون شريكا في الشركة ومعين في عقد تأسيسها‪ ،‬أي أن تحديد من يتولى اإلدارة من بين الشركاء‪ ،‬واحد‬
‫األمور التي انصرفت إليها إرادتهم‪ ،‬ويطلق عليه في هذه الحالة ( بالمدير الشريك أالتفاقي ) ويتمثل المركز القانوني‬
‫له بأنه وكيل عن الشركة إال أن وكالته من نوع خاص‪ ،‬فهو وكيل وشريك أو عضو في جسم الكائن الذي يتوكل‬
‫عنه وبذلك ال يصح عزله إال بإجماع الشركاء بمن فيهم الشريك المدير ألنه جزء من الهيئة العامة‪ ،‬وعليه ال يمكن‬
‫أن يتحقق اإلجماع‪ ،‬ألنه ال يصوت على عزل نفسه عادة ‪.‬‬
‫وال نرى ما يمنع أن يعين المدير في الشركة التضامنية حسب القانون العراقي في عقد إنشاء الشركة‪ ،‬ويصبح جزء‬
‫منه على أن تقر الهيئة العامة التعيين وبناء عليه ال يعزل إال بتعديل العقد الذي يتطلب اإلجماع والشريك المدير‬
‫منه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫‪-2‬أما إذا كان المدير شريكا ولكن عين بقرار الحق لم يتبعه تعديل عقد الشركة أو انه أجنبي عن الشركة سواء عين‬
‫في عقد التأسيس أو بقرار الحق‪ ،‬فيمكن عزله ألن األجنبي ال يعد واحدا من أعضاء الهيئة العامة وبالتالي من‬
‫الممكن أن يتحقق اإلجماع على عزله‪.‬‬
‫ثانيا ـ الواجبات والمسؤولية‪:‬‬
‫يتولى المدير المفوض جميع األعمال الضرورية لتحقيق أهداف الشركة‪ ،‬وممارسة غرضها المثبت في العقد‪ ،‬وتحدد‬
‫الهيئة العامة حدود صالحياته واختصاصاته ‪ .‬وان ال يتجاوزها‪ .‬فيقوم بتنفيذ قرارات الهيئة العامة‪ ،‬وإعداد الميزانية‬
‫السنوية‪ ،‬وإعداد تقرير عن مدى تنفيذ الخطة السنوية‪ ،‬والخطة المتوقعة للسنة القادمة ‪ .‬وهو مسؤول أمام الهيئة‬
‫العامة عن أداء هذه المهام ‪ .‬وهو ما أوضحته المادة ( ‪ / 123‬أوال وثانيا)‪.‬‬
‫ومطلوب من المدير أن يبذل من العناية في أداء واجبه اتجاه الشركة ما يبذله في أموره الشخصية على أن ال ينزل‬
‫عن عناية الشخص المعتاد ‪ .‬فالقاعدة أن يكون حريصا على شؤون الشركة كالحرص الذي يبذله تجاه شؤونه‬
‫الخاصة‪ ،‬أما إذا كان في حرصه الشخصي مهمال‪ ،‬فيطلب منه أن يبذل الحرص المطلوب من الشخص المعتاد ‪.‬‬
‫وهو ما أفادت به المادة ‪ 124‬من قانون الشركات التي تحيل على المادة ‪ 120‬من القانون الخاصة بالحرص المطلوب‬
‫من أعضاء مجلس اإلدارة في شركة المساهمة ‪ .‬كذلك يشترط أن ال تكون للمدير مصلحة شخصية في العقود التي‬
‫يبرمها لحساب الشركة بصفته المدير ‪ .‬وإذا وجدت مثل هذه المصلحة فال يصح العقد إال بترخيص من الهيئة العامة‪.‬‬
‫ومع الترخيص يسأل المدير عن أي ضرر يصيب الشركة (المادة‪ )119‬التي تحيل عليها المادة ‪ 124‬أيضا‪.‬‬
‫ويفترض في الترخيص الذي أشارت له المادة ‪ 119‬أن يكون لكل صفقة وفي ذلك تكليف للهيئة العامة للشركة‪،‬‬
‫رغم قلة عددهم‪.‬‬
‫أما المسؤولية عن العقود التي يبرمها المدير‪ ،‬فيختلف األمر بين ما إذا كان التعاقد باسم الشركة أو باسمه الشخصي‪،‬‬
‫فإذا كانت باسمه الشخصي فهو المسئول عنها وال يحق للغير الرجوع على الشركة للمطالبة بتنفيذ هذه العقود‪.‬‬
‫وإذا كانت باسم الشركة‪ ،‬يوقع هو ولكن باسم الشركة ولحسابها فيحتمل األمر األتي‪:‬‬

‫‪-1‬أن يكون العقد ضمن صالحياته التي حددتها الهيئة العامة ‪ .‬وهنا تسأل الشركة عن هذه العقود وال مسؤولية على‬
‫المدير ال من الغير وال من الشركة إذا كان بذل العناية المطلوبة في إبرامها‪.‬‬
‫‪- 2‬أن يتجاوز في العقد الصالحيات الممنوحة له ‪ .‬وتستطيع الشركة الرجوع على المدير في هذه الحالة ‪ .‬أي في ما‬
‫تجاوز فيه حدود صالحياته‪.‬‬
‫أما دفع الشركة تجاه الغير‪ ،‬في تجاوز المدير صالحياته وبالتالي عدم مسؤوليتها تجاه الغير في ذلك‪ ،‬فهذا يحتمل‬
‫أمرين‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون الصالحيات محددة ومعلنة‪ ،‬بالطريقة التي يعلن فيها العقد‪ ،‬أي بالنشرة التي يصدرها المسجل‬
‫وفي الصحف ‪ .‬وعليه ال تسأل الشركة في هذه الحالة‪ ،‬ألنه يفترض علم الغير بحدود صالحيات المدير‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫ب‪ -‬أن ال تكون صالحيات المدير قد أعلنت للغير‪ ،‬عندها تكون الشركة مسؤولة تجاه الغير عن العقود التي‬
‫يبرمها المدير وفيها تجاوز لصالحياته‪ ،‬إال إذا أثبتت الشركة معرفة الغير بحدود صالحيات المدير ‪ .‬وفي‬
‫ذلك ال يعد الغير حسن النية وبالتالي ال تسأل الشركة تجاهه‪.‬‬
‫‪- 3‬إذا تعاقد المدير باسم الشركة وضمن حدود صالحياته ولكن لمصلحته الشخصية فتلزم الشركة بهذه العقود ‪ .‬إال‬
‫إذا أثبتت سوء نية الغير‪ ،‬بإثبات انه يعلم كون العقد تم لمصلحة المدير الشخصية‪.‬‬
‫أما طبيعة المسؤولية فهي عقدية في الغالب ناشئة عن العقود التي تبرم مع الغير باسم الشركة‪ ،‬أما طبيعتها تجاه‬
‫المدير فأساسها أيضا عقد الوكالة ‪ .‬ألن المدير يعد وكيال عن الشركة ‪ .‬ولكن قد يسأل جزائيا تجاه الشركة‪ ،‬بجريمة‬
‫خيانة األمانة عندما يرتكب ذلك ‪ .‬وتجاه الغير عندما يتجاوز حدود صالحياته‪.‬‬

‫وما يجدر قوله أن بعض التشريعات حرمت على المدراء مزاولة بعض األعمال اال بموافقة الشركاء او بنص‬
‫صريح في العقد مثل‪:‬‬
‫أ _ التبرعات ما عدا التبرعات الصغيرة المعتادة‪.‬‬
‫ب _ بيع عقارات الشركة إال إذا كان التصرف مما يدخل في أغراضها‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬تقرير رهن على عقارات الشركة ولو كان مصرحا له في عقد الشركة ببيع العقارات‪.‬‬
‫د – بيع متجر الشركة أو رهنه‪.‬‬
‫ولم يتضمن القانون العراقي مثل هذا التحريم وعليه يكون ما هو مباح خاضعا لألحكام التي بينا تفاصيلها‪ .‬وتحظر‬
‫بعض القوانين على المدير ‪ .‬بل على جميع الشركاء في شركة التضامن أن يزاول عمال مماثال لعمل الشركة‪ ،‬إال‬
‫بترخيص من الهيئة العامة‪ .‬وال مثيل لهذه النصوص في القانون العراقي ‪ .‬وهو نقص كان من المفروض تالفيه‪،‬‬
‫ألن نص المادة ‪ 119‬يقتصر على العقود التي يبرمها المدير مع الشركة وتكون له فيها مصلحة كما بينا ذلك‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫الفصل الثاني‪ :‬شركة المشروع الفردي‪Sole owner enterprise‬‬


‫كما ذكرنا سابقا اوجد قانون الشركات العراقي نوعا من الشركات‪ ،‬لم يكن معروفا في قانون ‪ 1957‬األسبق الملغي‪،‬‬
‫وغير معروف في قوانين البالد العربية‪ ،‬بالصيغة التي بينها قانون الشركات الخاصة بشركة المشروع الفردي ‪.‬‬
‫وسنتناول التعريف والخصائص أوال‪ ،‬ثم انتقال الحصة وأخيرا اإلدارة ونفرد لكل منها مبحثا‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التعريف والخصائص‬


‫جاء في الفقرة رابعا من المادة ‪ 6‬أن (( المشروع الفردي‪ ،‬شركة تتألف من شخص طبيعي واحد مالكا للحصة‬
‫الواحدة فيها ومسئوال مسؤولية شخصية وغير محدودة عن جميع التزامات الشركة))‪.‬‬
‫ومن التعريف المذكور ومن مجمل مواد القانون نستطيع أن نتبين خصائص شركة المشروع الفردي وهي كاألتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬تتكون الشركة من شخص واحد على أن يكون هذا الشخص طبيعيا بمعنى أن األشخاص المعنوية غير مباح‬
‫لها تكوين شركة المشروع الفردي استنادا للنص‪ ،‬وللعلة التي ذكرناها سابقا عن التحريم على األشخاص المعنوية‬
‫المشاركة في شركات األشخاص‪ ،‬للمسؤولية المطلقة والتضامنية عن ديون الشركة‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقوم الشركة على االعتبار الشخصي‪ ،‬أي أن مكانه صاحب المشروع المالية وسمعته التجارية المصدر الرئيس‬
‫الئتمان الشركة ‪ .‬وبناء على ذلك اشترط القانون أن يظهر اسم صاحب المشروع الفردي في اسم الشركة ‪ .‬كأن يقال‬
‫(شركة صالح إبراهيم للمقاوالت مشروع فردي )‪ ،‬ألنه موضع ثقة الغير في الشركة‪ ،‬فأقتضى أن يظهر اسمه مع‬
‫اسمها ( م ‪ / 13‬أوال ) (( ‪ ..‬مع إضافة ‪ ...‬واسم احد أعضائها في األقل أن كانت تضامنية أو مشروعا فرديا))‬
‫‪- 3‬المسؤولية المطلقة لصاحب المشروع الفردي‪ .‬قلنا سابقا بأن إنشاء هذا النوع من الشركات ال ينهض على فكرة‬
‫فصل الذمة المالية بين ما هو موجود في الشركة وبين ما هو خارجها‪ ،‬وهي الفكرة التي تقوم عليها إنشاء شركة‬
‫الرجل الواحد التي تعرفها بعض القوانين وبذلك تتداخل أموال الشريك مع أموال المشروع ‪ .‬وهذا مبعث االنتقاد‬
‫الموجه لهذه الشركة‪ ،‬فضال عن انتفاء وجود العقد األساس في تكوين الشركات‪ .‬فالمادة ‪ / 37‬ثانيا تنص على انه ((‬
‫لدائني المشروع الفردي مقاضاته أو مقاضاة مالك الحصة فيه وتكون أمواله ضامنة لديون المشروع ويجوز التنفيذ‬
‫على أمواله دون إنذار المشروع )) وعليه يستطيع دائن المشروع الفردي التنفيذ على أموال صاحب المشروع‬
‫خارجه دون اشتراط التنفيذ على أموال الشركة أوال كما تقضي بذلك بعض القوانين بالنسبة لشركة التضامن‪ ،‬أو‬
‫بغير اإلنذار الذي يتطلبه القانون العراقي لصحة الرجوع على أموال الشريك في الشركة التضامنية ( م ‪ / 37‬أوال)‪.‬‬
‫ولم نستطع تلمس الحكمة من هذا النص‪ ،‬ولماذا لم يتطلب القانون إنذار الشركة قبل الرجوع على أموال صاحب‬
‫المشروع خارج نشاط الشركة‪ ،‬فقد يكون اإلنذار دافعا لصاحبه في اإليفاء بديون المشروع وبالتالي الحفاظ على‬
‫المشروع ‪ .‬على العموم خفف المشرع من هذا التداخل في الحالة العكسية عند مطالبة دائني صاحب المشروع لدين‬
‫خارج نشاط الشركة إذ يمتنع تنفيذ الدائنين على أموال المشروع إال لدين ممتاز‪.‬‬
‫وكما ذكرنا ذلك سابقا‪ ،‬نحن مع تكوين شركات من شخص واحد تقوم على أساس فصل الذمة المالية للشخص بين‬
‫ما هو في المشروع وما هو في النشاط خارج المشروع ‪ .‬وال يكون ذلك إال بصيغة الشركة المحدودة‪ ،‬وال يعني‬

‫‪38‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫ذلك بأننا ضد إباحة تكوين شركة المشروع الفردي ولكن ليس بأحكامها الحالية ‪ ,‬وأبرزها التداخل بين أموال‬
‫المشروع واألموال خارجه‪.‬‬
‫‪- 4‬يكتسب صاحب المشروع صفة تاجر ‪ .‬والمادة ‪ 36‬التي تنص ((وإذا أعسرت الشركة اعتبر كل شريك فيها‬
‫معسرا )) تنصرف إلى الشركة التضامنية والمشروع الفردي ألن المادة ‪ 35‬التي تسبقها تقرر المسؤولية المطلقة‬
‫في الشركتين المذكورتين ‪ ,‬وألن الشركة من شركات األشخاص‪ ،‬يفهم ذلك من المسؤولية غير المحدودة‪ ،‬ومن‬
‫االسم الذي يجب أن يحمل اسم صاحب المشروع ومن خصائص شركات األشخاص على وجه العموم أن يكتسب‬
‫صفة تاجر كل شريك مسؤوليته مطلقة عن ديون الشركة ‪ .‬ومن المؤكد أن التفليسة واحدة للمشروع ولصاحب‬
‫المشروع عند إفالس األول‪ ،‬كما ال يلزم صاحب المشروع بالواجبات المفروضة على التاجر‪.‬‬
‫وال يستطيع أن ينشأ شركة مشروع فردي‪ ،‬إال من أكمل الثامنة عشرة من العمر بغير عارض من عوارض األهلية‬
‫متمتعا باألهلية القانونية‪ ،‬وكذلك من يكون متمتعا باألهلية القضائية المأذون له باالتجار‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انتقال الحصـــــة‬


‫تتميز هذه الشركة في عدم وجود هيئة عامة متعددة األطراف فيها فالهيئة العامة مكونة من شخص صاحب المشروع‬
‫الفردي ( م ‪ ) 101‬وعليه‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬فأن نقل الحصة عن طريق البيع‪ ،‬تحكمه القواعد اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬بيع الحصة كاملة لشخص واحد على أن يكون متعتعا باألهلية وغير ممنوع قانونا‪ ،‬يؤدي إلى استمرار الشركة‬
‫بشكلها القانوني ( شركة مشروع فردي)‪ ،‬على أن يعدل العقد ويعلن عن التعديل في وسائل اإلعالن التي بينها‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪- 2‬إذا تعلق البيع بجزء من الحصة أو بيعت الكثر من شخص فيقتضي تحول شركة المشروع الفردي إلى نوع آخر‬
‫من أنواع الشركات‪ ،‬وأن تتوفر الشروط في متلقي الحصة حسب طبيعة الشركة الجديدة‪.‬‬
‫وفي الحالتين سيكون لدينا شريك خارج وآخر داخل‪ ،‬وتتحدد مسؤولية كل شريك بااللتزامات التي نشأت أثناء‬
‫وجوده بالشركة‪ ،‬ويستطيع الخارج أن يلقي المسؤولية على من تلقى منه الحصة ولكن ذلك مشروط بموافقة الدائنين‬
‫بناء على قواعد حوالة الدين‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬حالة الوفاة‬
‫إذا توفى صاحب المشروع الفردي انتقلت الشركة إلى الورثة حسب انصبتهم في القسام الشرعي ‪ .‬ويحكم األمر‬
‫االحتماالت التالية‪.‬‬
‫‪- 1‬إذا كان الوارث شخصا واحدا لديه األهلية وال يحول مانع على أن يكون صاحب مشروع فردي‪ ،‬فيصبح مالكا‬
‫للمشروع الفردي ‪ .‬ويعدل العقد طبقا لهذا الوضع ويعلن عنه‪.‬‬
‫ونرى في هذه الحالة أن يسأل الوارث عن ديون المشروع التي سبقت انتقال الملكية له والالحقة لذلك ‪ .‬ألن أموال‬
‫المورث مسؤولة عن ديونه ما كان منها ناشئا عن نشاط المشروع‪ ،‬وما كان خارجه ‪ .‬ولما انتقلت هذه األموال إلى‬

‫‪39‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫الوارث‪ ،‬فتنتقل مثقلة بالديون التي ارتضى الوارث المسؤولية عنها بقبوله االستمرار بالشركة ‪ .‬وإال يستطيع رفض‬
‫االستمرار بالشركة‪ ،‬ويترتب على ذلك تصفية أموال المورث‪ ،‬وتسديد الديون منها أوال وبعدها تنتقل إلى الوارث‪.‬‬

‫‪- 2‬إذا تعدد الورثة‪ ،‬ورغب أكثر من واحد المشاركة فيها‪ ،‬تتحول إلى نوع آخر من أنواع الشركات‪ ،‬على أن ال‬
‫يحول دون ذلك مانع قانوني وهو ما أشارت له المادة ‪ / 70‬ثانيا التي تقضي بأنه (( إذا توفى مالك الحصة في‬
‫المشروع الفردي وكان له أكثر من وارث يرغب في المشاركة فيها ولم يكن هناك مانع قانوني ‪ .‬وجب تحويله إلى‬
‫أي نوع آخر من الشركات المنصوص عليها في هذا القانون ))‪.‬‬
‫وغني عن القول أن رغبة القصر يعبر عنها من ينوب عنهم‪ ،‬ألن الفقرة أوال من هذه المادة التي تعرضت لحالة‬
‫الوفاة في الشركة التضامنية بينت انه بامكان من ينوب عن القاصر التعبير عن قبوله االستمرار في الشركة نيابة‬
‫عنه‪ .‬وفي حالة المشروع الفردي نرى الدافع االجتماعي اقوى منه في حالة الشركة التضامنية ألن الجامع بينهم في‬
‫الحالة األولى صلتهم بالمورث‪ ،‬وتربطهم الرغبة في استمرار النشاط االقتصادي الذي بدأه مورثهم‪ ،‬وعليه نرى‬
‫استمرار القصر في الشركة من خالل قبول من ينوب عنهم على أن يعقب ذلك في كل األحوال تعديل العقد ونشره‬
‫‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬إدارة الشركة‬
‫لشركة المشروع الفردي مدير مفوض‪ ،‬صاحب المشروع الفردي أو شخص من الغير وسنوضح كل حالة بصورة‬
‫منفردة وكما يأتي‪:‬‬
‫أوال ـ المدير ـ صاحب المشروع الفردي‪.‬‬
‫يمكن أن يكون صاحب المشروع الفردي وهذا هو الغالب‪ ،‬هو مدير للمشروع ‪ .‬ويكون ذلك بالنص في البيان الذي‬
‫يعده صاحب المشروع‪ ،‬بديل عن العقد ( م ‪ ) 14‬من قانون الشركات وإذا لم يذكر في البيان من يتولى اإلدارة‪،‬‬
‫فيكون صاحب المشروع الفردي هو المدير أيضا‪ ،‬ألن اإلدارة في شركات األشخاص للشركاء‪ ،‬إال إذا جرى تحديد‬
‫مدير من الخارج‪ ،‬أو تحديد شريك بعينه في الشركة التضامنية‪.‬‬
‫وال مساغ في هذه الحالة ـ المدير صاحب المشروع ـ للحديث عن تجاوز الصالحيات وحدود المسؤولية‪ ،‬للتداخل‬
‫بين الهيئة العامة واالدارة والملكية‪.‬‬
‫ثانيا ـ المدير من الغير‬
‫عندما يكون المدير شخصا من الغير‪ ،‬فأنه يعين وتحدد اختصاصاته ومكافآته وطريقة عزله من قبل صاحب‬
‫المشروع ‪ ,‬وعليه إذا تجاوز صالحياته فالمشروع مسئول عن تلك التصرفات تجاه الغير‪ ،‬ولكن له الرجوع على‬
‫المدير فيما تجاوز فيه حدود صالحياته ‪,‬إال إذا كان الغير سيء النية فتقع المسؤولية على المدير تجاه الغير في هذا‬
‫التجاوز‪.‬‬
‫وإذا تعاقد المدير لحسابه الخاص وباسم الشركة وضمن حدود الصالحيات‪ ،‬فتسأل الشركة عنها إال إذا كان من تعاقد‬
‫معه المدير يعلم بأن العقد لمنفعته الشخصية‪ ،‬وفي كل األحوال يجوز عزل المدير وفي أي وقت‪ ،‬على أن ال يسبب‬
‫ذلك ضرر للمدير‪ ،‬عندها يستطيع المطالبة بالتعويض عن الضرر مع وقوع العزل‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫وينطبق هذا الحكم سواء كان المدير معينا في العقد ( البيان ) أو بعد تأسيس الشركة‪ ،‬وال مساغ أيضا للقول بأنه‬
‫عندما يكون معينا في العقد فهو جزء من الشركة ال يجوز تغييره لتعلق حق اآلخرين به‪.‬‬
‫ألن التغيير حصل من الهيئة العامة‪ ،‬وال يوجد تعدد للشركاء حتى يمكن القول بأن البعض من هؤالء الشركاء عول‬
‫في المشاركة على أن يكون المدير من عين في العقد ‪ .‬وال يحق لمن يتعامل مع الشركة أن يدفع بأنه تعامل معها‬
‫ألن مديرها من تعين في العقد أيضا ‪ .‬ألن المدير ال يغير من إئتمان الشركة فهو ال يسأل ما دام يؤدي واجباته ضمن‬
‫حدود صالحياته ‪ .‬ولذلك أيضا فأن إفالس الشركة في شركات األشخاص ال يؤدي إلى إفالس المدير ألنه ال يكتسب‬
‫صفة تاجر‪ ،‬فما يزاوله من عمل تجاري ينصرف إلى الشركة التي هو غريب عنها‪ ،‬وألنه يتعاقد باسم الشركة‬
‫ولحسابها‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الشركة البسيطة‪Simple Company‬‬


‫بعد أن خصص قانون الشركات مواد القانون حتى المادة ( ‪ ) 180‬إلى األنواع األربعة من الشركات وهي‬
‫(المساهمة‪ ،‬المحدودة‪ ،‬التضامنية‪ ،‬والمشروع الفردي ) افرد الباب السابع ( المواد ‪ . ) 199 – 181‬لنوع آخر من‬
‫أنواع الشركات أطلق عليه اسم (الشركة البسيطة) ‪ .‬وقد تضمنت هذه المواد أحكاما تفصيلية لم تتوافر في المواد‬
‫التي عالجت الشركات السابقة‪ ،‬على الرغم من تدني أهمية الشركة البسيطة من وجهة نظر المشرع عن الشركات‬
‫التي سبقتها‪ .‬وسنتناول تعريف الشركة وخصائصها وتأسيسها وطبيعتها القانونية‪ ،‬وانتقال الحصة أو االنسحاب منها‬
‫وإدارتها‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف الشركة وخصائصها‬


‫عرفت المادة ‪ 181‬هذه الشركة كاآلتي ‪ (( :‬تتكون الشركة البسيطة من عدد من الشركاء ال يقل عن اثنين وال يزيد‬
‫على خمسة يقدمون حصصا في رأس المال أو يقدم واحد منهم أو أكثر عمال واآلخرون ماال))‪.‬‬
‫وال يمثل هذا النص تعريفا للشركة ألنه ال يبين خصائصها‪ ،‬إنما كيفية تكوين الشركة وسنتناول هذه الخصائص كما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫‪- 1‬أنها شركة أشخاص‪،‬أي ضمن الشركات التي يغلب فيها االعتبار الشخصي على االعتبار المالي يفهم ذلك من‬
‫تقسيم رأس المال إلى حصص ( م ‪ , )184‬ومن اإللزام في أن يتضمن اسم الشركة اسم احد الشركاء في األقل (م‪23‬‬
‫من قانون التجارة ) رقم ‪ 30‬لسنة ‪ ،1984‬وال وجود لهذا االشتراط إال في شركات األشخاص ‪ .‬كذلك ساوى القانون‬
‫بين هذه الشركات وكل من الشركة التضامنية والمشروع الفردي وهما شركات أشخاص في موضوع رهن الحصة‬
‫أو حجزها ( م ‪ / 71‬ثانيا ـ ال يجوز رهم الحصص في الشركة التضامنية والمشروع الفردي والشركة البسيطة)‪ ،‬و‬

‫‪41‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫م ‪ / 72‬ثانيا ـ (ال يجوز حجز الحصص في الشركة التضامنية والمشروع الفردي والشركة البسيطة إال لدين ممتاز‪،‬‬
‫ويجوز حجز أرباحها المتحققة) ‪ ،‬كما تقضي المادة ‪ 193‬بتطبيق أحكام المادة ‪ 70‬تسري على الشركة التضامنية‬
‫والمشروع الفردي‪.‬‬
‫وعليه نصل إلى نتيجة أن الشركة من شركات األشخاص‪ ،‬فتخضع للمبادئ الخاصة بهذه الشركات وحسب قانون‬
‫الشركات العراقي كما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن يكون الشركاء من األشخاص الطبيعيين‪ ،‬ال يصح أن تكون األشخاص المعنوية شريكا فيها والسبب في‬
‫ذلك إضافة إلى ما ذكرنا عند تناولنا لشركات األشخاص إن حجم الشركة صغير‪ ،‬يدل على ذلك قلة‬
‫رأسمالها كما حدده القانون الملغي والذي يتضمن جذور هذا القانون‪ ،‬وال يتالءم صغر حجمها بالسماح‬
‫ألشخاص معنوية المشاركة فيها‪.‬‬
‫ب‪ -‬يكتسب الشركاء صفة تاجر‪ ،‬الن الشركة تزاول نشاطها باسم الشركاء فكأن الشركاء يقومون بالعمل الذي‬
‫تقوم به الشركة‪.‬‬
‫جـ ـ مسؤولية الشركاء مطلقة تجاه ديون الشركة‪.‬‬

‫‪- 2‬عدد الشركاء في الشركة ال يقل عن شخصين وال يزيد على خمسة‪ ،‬يقدم الشركاء جميعهم الحصة ماال يعين‬
‫مقداره العقد وعند عدم التعيين تكون متساوية ( م ‪ . ) 184‬وقد يقدم بعضهم ماال والبعض األخر عمال ولم يحدد‬
‫المشرع كم عدد الذين يجوز أن يقدموا عمال‪ ،‬وهنا يثار تساؤل هل من الممكن أن يقدم جميع الشركاء عمال ؟ ويرى‬
‫الفقه أن ليس ثمة ما يمنع من تكوين شركة يقدم الشركاء حصصهم فيها عمال‪ ،‬كشركات األعمال (شركات المحاماة‬
‫أو ممارسة المحاسبة أو الوكالء )‪،‬ويمكن للشركة االقتراض لتسديد نفقات بدء النشاط‪.‬‬
‫ومعلوم أن حصة العمل‪ ،‬تتعلق بالعمل الذي ال غنى للشركة عن تقديمه‪ ،‬وليس أي عمل‪ ،‬كما انه ال يدخل ضمن‬
‫تكوين رأس المال وال يكون ائتمانا للدائنين‪ ،‬المتناع الحجز على حصة العمل ‪ .‬وتقدم حصة العمل باستمرار طيلة‬
‫حياة الشركة‪.‬‬

‫‪- 3‬تأسيس الشركة ميسورا‪ .‬من عوامل ايجاد هذه الشركة في القانون ‪ .‬التيسير في تأسيسها‪ ،‬خالفا لتأسيس األنواع‬
‫األربعة التي تناولنا أحكامها‪ .‬ويبدأ التأسيس بإبرام عقد مكتوب بين الشركاء ‪ .‬وما يؤكد الكتابة انه يقترن بمصادقة‬
‫الكاتب العدل‪ ،‬وعليه يعد الشركاء عقدا يوقع عليه كل منهم‪ ،‬ويقتضي أن يتوفر في الشركاء األهلية ‪ .‬وان يوثق‬
‫العقد من الكاتب العدل المادة ‪ 182‬تقضي انه (( يجب أن يوثق عقد الشركة البسيطة من الكاتب العدل وان تودع‬
‫نسخة منه لدى المسجل وإال كان العقد باطال )) فلم يتطلب المشرع الكتابة وحدها‪ ،‬إنما يترتب على عدم الكتابة‪،‬‬
‫والمصادقة لدى الكاتب العدل بطالن الشركة ‪ .‬وتستوفي الشركة إجراءات التأسيس بإيداع نسخة مصدقة لدى‬
‫المسجل‪ ،‬وغاية اإليداع هي للتوثيق‪ ،‬ولالحتفاظ بالنسخة المصدقة لحسم ما ينشأ بين األطراف من نزاع ‪ .‬وال يطلب‬
‫من المسجل قبول أو عدم قبول الطلب‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫ويتضمن العقد مقدار حصة كل شريك‪ ،‬وكيفية توزيع اإلرباح والخسائر‪ ،‬واالتفاق على توزيع اإلرباح لوحده يسري‬
‫على توزيع الخسائر أيضا ( م ‪ .)185‬ويؤدي إلى بطالن العقد‪ ،‬االتفاق على عدم مساهمة احد الشركاء باألرباح أو‬
‫الخسارة وهو ما يطلق عليه الفقه ( شرط األسد )‪ .‬ولكن يجوز االتفاق على إعفاء الشريك الذي قدم حصته عمال‬
‫من الخسارة ‪ .‬وبهذه األحكام تنص المادة ‪:186‬‬
‫((أوال ـ إذا اتفق على أن احد الشركاء ال يساهم في الربح أو في الخسارة كان عقد الشركة باطال‪.‬‬
‫ثانيا ـ يجوز االتفاق على إعفاء الشريك الذي لم يقدم غير عمله من المساهمة في الخسارة بشرط أن يكون ال يكون‬
‫قد تقرر له أجر عن عمله من المساهمة في الخسارة))‪.‬‬

‫الطبيعة القانونية للشركة‪:‬‬


‫من الصعوبة تحديد الطبيعة القانونية للشركة‪ ،‬ألن القانون أطلق عليها تسمية البسيطة‪ ،‬وقد يفهم من هذه التسمية‪،‬‬
‫أنها الوريث لشركة التوصية البسيطة التي ألغاها القانون كما ذكرنا‪ ،‬وهي ليس كذلك‪ ،‬ألن األخيرة تتكون من نوعين‬
‫من الشركاء ( المتضامنون والموصون )‪ ،‬يسأل الفريق األول بصورة مطلقة وتضامنية عن ديون الشركة‪ ،‬وهم‬
‫المخولون باإلدارة‪ ،‬وال يسأل الفريق الثاني إال بمقدار الحصة التي قدمها‪ ،‬وال يحق لهم االشتراك في إدارة الشركة‪.‬‬
‫أما الشركة البسيطة‪ ،‬فإذا كان صحيح تكوينها من الفريقين من الشركاء‪ ،‬لكن ذلك جوازي‪ ،‬إذ يجوز أن يكون‬
‫الشركاء من جنس واحد ( يقدم الجميع حصة في رأس المال ‪ .‬كما ال يوجد تقسيم للمسؤولية عن ديون الشركة‪ ،‬بين‬
‫المسؤولية المطلقة والمحدودة‪ ،‬فالكل مسؤولون عن ديون الشركة وبصورة مطلقة‪ ،‬كما ال تنحصر اإلدارة بفريق‬
‫دون األخر‪ ،‬وبذلك فالشركة ليست توصية بسيطة ‪ .‬وعليه تظل من شركات األشخاص األخرى‪ ،‬التضامنية ‪ .‬إذا‬
‫استبعدنا شركة المشروع الفردي من إمكانية المقارنة بها ‪ .‬ومن البداية نقول أنها نوع من شركات التضامن‪ ،‬ألن‬
‫الفقه يرى في شركة التضامن القواعد العامة لشركات األشخاص عندما ال تتبين هوية الشركة وإذا ال يوجد تحديد‬
‫للمسؤولية فيها‪ .‬وإذا كانت الشركة البسيطة تتضمن بعض األحكام التي تختلف عن أحكام الشركة التضامنية حسب‬
‫القانون العراقي‪ .‬فأن األحكام التي ينادي بها الفقه تستوعب هذه الشركة ضمن شركة التضامن فيجوز أن يقدم بعض‬
‫الشركاء حصتهم عمال‪ .‬كما يجوز االتفاق على إعفاء الشريك الذي حصته عمل من المسؤولية عن خسارة الشركة‪.‬‬
‫وإذا كانت الشركة نوعا من شركات التضامن‪ ،‬فلماذا افرد المشرع أحكاما خاصة بها ؟ وجواب ذلك بتقديرنا‪ ،‬أن‬
‫المشرع أراد التخفيف عن التشديد في تأسيس الشركات الذي رافق قانون ‪ 1983‬الملغي‪ ،‬بإمكانية تأسيس شركات‬
‫بسيطة بإجراءات ميسرة وبحجم محدود من النشاط‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انتقال الحصة واالنسحاب‬


‫من المعلوم أن االنتقال أما أن يكون عن طريق البيع‪ ،‬أو عن طريق اإلرث‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬االنتقال عن طريق البيع‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫لم يبين القانون انتقال الحصة عن طريق البيع‪ ،‬إنما ورد الكالم عن ذلك بصورة غير مباشرة في المادة (‪ )192‬التي‬
‫تنص على انه ‪(( :‬إذا انسحب احد الشركاء جاز نقل حصته إلى الغير بموافقة بقية الشركاء‪ ،‬وعند عدم موافقتهم‬
‫يجب عليهم قبول حصة الشريك المنسحب بالقيمة التي تقدرها المحكمة))‪.‬‬
‫وبموجب النص يحق للشريك االنسحاب من الشركة‪ ،‬وعلى ما يبدو االنسحاب بغير شروط‪ ،‬وكأنما يحق ألي شريك‬
‫االنسحاب من الشركة في أي وقت‪.‬‬
‫األمر مرهون بحجته عن االنسحاب‪ ،‬فإذا وجد من يتلقاها عنه فهذا مشروط بموافقة الشركاء اآلخرين‪ ،‬باالجماع‬
‫على ما يبدو‪ ،‬ولو أن القانون لم يقل ذلك‪ ،‬انما يفهم من الطبيعة الشخصية للشركة‪ ،‬وعند عدم موافقة الشركاء على‬
‫نقلها إلى الغير‪ ،‬فهم ملزمون (يجب) بقبول حصة الشريك المنسحب بالقيمة التي تقدرها المحكمة‪.‬‬
‫وهذا األمر من بين ما تتصف به احكام الشركة من الغرابة التي تتحدد بمقارنتها بالبساطة التي أشرنا إليها‪.‬‬
‫فاالنسحاب منها ميسور‪ ،‬وعند عدم قبول الشركاء بدخول شريك جديد‪ ،‬يدفعون هم ثمنها بالسعر الذي تحدده‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫وإذا كان في هذا بعض التيسير فانه ال ينسجم مع طبيعة الشركة‪ ،‬ثم أن الشريك قد يكون مكلفا باإلدارة‪ ،‬ولم يميز‬
‫القانون بين شريك وآخر في حق االنسحاب‪.‬‬
‫ثانيــــا ‪ :‬في حالة الوفاة أو االعسار أو الحجر أحال القانون ألحكام المادة ‪ 70‬التي بينت األمر بالنسبة للشركة‬
‫التضامنية وعليه في حالة الوفاة قد تنتقل الحصة إلى الورثة وتستمر الشركة معهم وهذا مشروط بقبولهم أو قبول‬
‫من يمثلهم وقبول الشركاء اآلخرين وان ال يتعارض ذلك مع احكام القوانين (ال يوجد مانع قانوني)‪.‬‬
‫كما أباح القانون للشركاء الطلب من المحكمة فصل الشريك الذي تكون تصرفاته مما قد تؤدي إلى انحالل الشركة‪،‬‬
‫وتظل الشركة قائمة بين الباقين على أن يكون عددهم ضمن الحدود المطلوبة لتكوين الشركة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إدارة الشركة‬


‫اشترط القانون أن تكون إدارة الشركة ألحد الشركاء‪ ،‬إذا اإلدارة لشخص واحد وان يكون من بين الشركاء‪ ،‬ال يصح‬
‫اختيار مدير من خارج الشركاء ‪,‬وإذا لم يعين المدير في عقد الشركة‪ ،‬أو يعين العقد طريقة اختياره‪ ،‬يترتب على‬
‫ذلك بطالن العقد ‪ (( .‬فالمادة ‪ 187‬تنص على أن يحدد عقد الشركة طريقة اإلدارة ويعين الشريك المفوض بها أو‬
‫كيفية اختياره كما يحدد صالحياته وإال كان العقد باطال )) ‪ .‬فالمدير يجب أن يكون من بين الشركاء ‪ .‬وعلى ما يبدو‬
‫لم يشأ المشرع أن يرهق الشركة وهي بحجمها البسيط كما ذكرنا بمدير من خارج الشركة ‪ .‬وان يعين في عقد‬
‫الشركة أو أن يحدد العقد طريقة اختياره من بين الشركاء‪ ،‬وينبغي على ذلك الفرق الذي ذكرنا في إدارة الشركة‬
‫التضامنية بين من يعين في عقد الشركة ومن يعين بطريقة أخرى كأن يكون بقرار من األغلبية ‪ .‬في كون األول ال‬
‫يجوز عزله إال بإجماع المتعاقدين ‪ ،‬بينما يجوز ذلك حسب الطريقة التي يبينها العقد بالنسبة للثاني‪.‬‬
‫ويتولى المدير جميع األعمال الضرورية لتيسير أمور الشركة ‪ ,‬ويكون ذلك حسب الصالحيات المحددة له من الجهة‬
‫التي عينته وتحت رقابتها (م‪ .)188‬ويتحدد معيار العناية التي يبذلها بالعناية التي يبذلها في شؤونه الخاصة على أن‬
‫ال ينزل عن عناية الشخص المعتاد ( م ‪.) 189‬‬

‫‪44‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫انقضاء الشركة وتصفيتها‪:‬‬


‫إذا كان القانون قد تناول موضوع االنقضاء والتصفية للشركة مجتمعة وأفردنا لذلك فصال‪ ،‬فأن األمر يقتصر على‬
‫الشركات ( المساهمة ‪ .‬المحدودة‪ ،‬التضامنية والمشروع الفردي)‪ .‬والبعض من تلك األحكام تسري على الشركة‬
‫البسيطة‪ ،‬لكنها تتميز في انقضاءها وفي تصفيتها بأحكام تختلف عن تلك المقررة للشركات السابقة‪ ،‬لذلك نتناول ما‬
‫تختص به هذه الشركة من أحكام‪ ،‬في حين نحيل في ما يتشابه من األحكام إلى ما هو مقرر للشركات السابقة‪.‬‬
‫انقضاء الشركة البسيطة‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 190‬على أن (( تنقضي الشركة البسيطة بأحد األسباب المبينة في البنود ( أوال ) و ( ثانيا ) و ( ثالثا )‬
‫و ( رابعا ) من المادة ( ‪ )147‬من هذا القانون كما تنقضي بأحد األسباب اآلتية ‪ :‬ـ‬
‫أوال ـ إجماع الشركاء على حلها‪.‬‬
‫ثانيا ـ انسحاب احد الشريكين في الشركة المكونة من شخصين‪.‬‬
‫ثالثا ـ صدور حكم بات عن محكمة مختصة‪.‬‬
‫ونحيل لحاالت االنقضاء بموجب البنود التي أشارت لها المادة ‪ 147‬التي سبق وذكرنا حيث ينطبق على الشركة‬
‫البسيطة أيضا ‪ .‬وهي حاالت‪:‬‬
‫عدم مباشرة الشركة نشاطها الفقرة ( أوال ) ‪ .‬وتوقف الشركة عن مزاولة نشاطها ( ثانيا)‪ .‬انجاز المشروع أو‬
‫استحالة تنفيذه ( ثالثا ) ‪ .‬واندماج الشركة أو تحولها وفق الفقرة ( رابعا)‪ .‬وعليه فأن ما تنفرد به هذه الشركة من‬
‫حاالت انقضاء يتمثل باألتي‪:‬‬

‫أوال ـ إجماع الشركاء على حلها‪.‬‬


‫إذا كان ضمن أحكام المادة ‪ 147‬األنفة الذكر حالة االنقضاء بناء على إرادة الشركاء فأن االنقضاء في هذه الفقرة‬
‫يختلف عن النص الذي ورد في الفقرة ( سادسا ) من المادة ‪ .147‬ألن ما ورد في الفقرة سادسا يقضي بصدور قرار‬
‫من الهيئة العامة بالتصفية ‪ .‬بينما في الفقرة أوال من المادة ( ‪ ) 190‬التي نتناول أحكامها تشترط إجماع الشركاء ‪.‬‬
‫ويختلف اإلجماع عن القرار ‪ .‬فالقرار يصدر بأغلبية حددتها المادة ( ‪ 92‬من القانون)‪.‬‬
‫ثانيا ـ انسحاب احد الشريكين في الشركة المكونة من شخصين‪:‬‬
‫إذا انسحب احد الشريكين في الشركة البسيطة‪ ،‬البد من أن تنقضي الشركة‪ ،‬ألنها تظل مملوكة لشخص واحد‪ ،‬وال‬
‫يصح تكوين شركة بسيطة من شخص واحد ‪ .‬كما ال يصح تحولها إلى مشروع فردي حسب نص المادة ‪ . 153‬التي‬
‫أباحت تحول الشركة المحدودة أو التضامنية المكونة كل منهما من شخصين إلى مشروع فردي عند نقصان عدد‬
‫األعضاء إلى شخص واحد ( الفقرة ‪ /‬ثانيا) ولم تبح تحول البسيطة إلى مشروع فردي‪ ،‬على الرغم أن التحول في‬
‫الحالة األولى في شركة أكثر أهمية إلى اقل منها أهمية في حين في الثانية (البسيطة إلى مشروع فردي ) فالتحول‬
‫من شركة اقل أهمية إلى شركة تفوقها أهمية حسب المشرع العراقي الذي يورد نصا في الفقرة ثالثا من المادة ‪153‬‬
‫‪ (( :‬ال يجوز تحول الشركة المساهمة أو المحدودة أو التضامنية أو المشروع الفردي إلى شركة بسطة))‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫وهو أمر غريب باعتقادنا ال نرى له موجب‪ ،‬وبشكل عام يجب أن تنقضي الشركة عند انسحاب احد الشريكين الذي‬
‫تتكون منهما الشركة البسيطة‪.‬‬
‫ثالثا ـ صدور حكم بات عن محكمة مختصة‪.‬‬
‫تنقضي الشركة إذا صدر حكم نهائي من محكمة مختصة وهي محكمة البداءة التي يقع المركز الرئيس للشركة‬
‫ضمن منطقتها‪ ،‬وبناء على طلب من ذي مصلحة باالنقضاء ‪ .‬ونرى في هذا األمر معالجة لحالة االجماع التي تطلبها‬
‫القانون في الفقرة أوال عندما ال يتحقق‪ ،‬ويرغب بعض الشركاء في حل الشركة‪ ،‬فالمخرج الوحيد لهذا األشكال هو‬
‫حكم القضاء‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪:‬تصفية الشركة‬


‫من بين أحكام الشركة البسيطة‪ ،‬غياب دور مسجل الشركات‪ ،‬في تأسيسها وفي الرقابة عليها وفي تصفيتها‪ ،‬على‬
‫خالف األنواع األربعة من الشركات لبساطة الشركة بتقديرنا ‪ .‬وعليه فأن الشركة تصفى وفقا لما يتضمنه عقدها‪.‬‬
‫وعند عدم تضمين العقد شروطا خاصة بالتصفية ‪ .‬تكون التصفية طبقا لما يقرره الشركاء باإلجماع ‪ .‬وبخالف ذلك‬
‫تتم التصفية بقرار من المحكمة ‪ ,‬وهو ما جاء في نص المادة ‪(( 194‬تصفى الشركة البسيطة وفق ما هو منصوص‬
‫عليه في عقدها‪ ،‬وفي حالة عدم وجود نص فبالطريقة التي يتفق عليها الشركاء باإلجماع وإال فبقرار من المحكمة‬
‫))‪ .‬وعليه تكون التصفية‪:‬‬
‫‪ - 1‬أما بشروط يتضمنها عقد الشركة‪ ،‬يقتضي عند تحققها تصفية الشركة‪ ،‬كأن يتضمن العقد شرطا بالتصفية عند‬
‫خسارة الشركة ‪ % 50‬أو أكثر من رأس المال‪ ،‬أو تصفية الشركة عند انسحاب مديرها‪.‬‬
‫‪- 2‬قرار بإجماع الشركاء على التصفية ‪ .‬في حالة عدم وجود شروط في عقد الشركة على التصفية‪ ،‬ويجب أن‬
‫يكون القرار باإلجماع‪.‬‬
‫‪ - 3‬بقرار من المحكمة ويصار اللجوء لذلك عندما ال يتحقق اإلجماع المطلوب في الفقرة السابقة‪.‬‬
‫وينبني على اتخاذ قرار بتصفية الشركة‪ ،‬انتهاء سلطة الشريك المفوض باإلدارة ولكن تظل الشركة محتفظة‬
‫بشخصيتها المعنوية بالقدر الالزم إلتمام إجراءات التصفية ( م ‪.)195‬‬
‫يتولى التصفية أما جميع الشركاء إذا انصرفت إرادتهم لذلك وفيه مصلحة الشركاء والدائنين ‪ .‬أو يعين احدهم أو‬
‫أكثر من واحد بقرار تؤيده أغلبية الشركاء‪ .‬وعند عدم االتفاق تتولى المحكمة تعيين المصفي ( م ‪ / 196‬أوال)‪ .‬وإذا‬
‫تقررت التصفية ولم يعين المصفي بعد‪ ،‬يتولى أمر التصفية الشريك المكلف باإلدارة‪ ،‬وتنتهي مهمته حال تعيين‬
‫المصفي ( م ‪ / 196‬ثالثا )‪ .‬بعد أن يتقاضى الدائنون حقوقهم‪ ،‬وحسم المبالغ الالزمة لتسديد الديون غير الحالة أو‬
‫الديون المتنازع عليها‪ ،‬وتسديد مبالغ القروض لحساب الشركة‪.‬‬
‫وتعاد إلى الشركاء الحصة التي قدموها برأس المال ‪ .‬كل بمقدار ما قدمه وفي هذه الحالة ليس لمن قدم حصته عمال‬
‫شيء في رأس المال‪.‬‬
‫وما يتبقى بعد ذلك يمثل أرباحا توزع على جميع الشركاء بمن فيهم من كانت حصته عمال وحسب االتفاق على‬
‫توزيع اإلرباح في عقد الشركة (م‪ )198‬كما أشارت المادة ‪ 199‬على أن تتبع في قسمة أموال الشركة البسيطة‬

‫‪46‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬
‫الشركات التجارية ‪ /‬المرحلة الثالثة‬ ‫جامعة كربالء‬
‫م‪.‬د عقيل كريم زغير‬ ‫كلية القانون‬

‫اإلجراءات المتبعة في قسمة المال الشائع‪ ،‬بقسمة المال الشائع رضائيا أن كان ممكنا أو بقرار محكمة البداءة إذا لم‬
‫يحصل االتفاق‪ ،‬أو اللجوء إلى إزالة الشيوع من خالل بيع المال ( م ‪ 1070‬و ‪ 1071‬و ‪ 1072‬و ‪ 1073‬من القانون‬
‫المدني)‪.‬‬

‫المصادر‬
‫‪ -1‬د‪.‬لطيف جبر كوماني‪-‬الشركات التجارية دراسة في القانون العراقي‪-‬وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪-‬‬
‫جامعة المستنصرية‪.2008-‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬باسم محمد صالح و د‪.‬عدنان احمد ولي العزاوي‪-‬الشركات التجارية‪-‬بيت الحكمة‪-‬بغداد‪.1985-‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬اكرم ياملكي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬الشركات‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.2006 ،‬‬

‫‪47‬‬
‫العام الدراسي ‪2020 - 2019‬‬ ‫م الحظة‪ :‬تعتبر هذه المحاضرات مكملة للكتاب المنهجي وال تغني عنه‪.‬‬

You might also like