Professional Documents
Culture Documents
قسم الحقوق
لجنة المناقشة:
رئيسا
6
بسم اهلل الرحمان الرحيم
اننسِاْل
ْ ق ل
َ خ } 1{ ق ل
َ خ ي ك الَّ ِ
ذ َ ب
ِّر ِ
م اسِ
ب ْ
أ رْاق
َ َ َ َ َ َ َ ْ َ }
7
إهداء
فسيح جناته.
-إلى أمي نور العين و نبض الق لب و نبع الحنان أطال اهلل في عمرها.
-إلى أعز الناس إلى ق لبي و أقربهم إلى نفسي إخوتي و اخواتي حفظهم اهلل.
8
كلمة شكر
أشكر أوال و قبل كل شيء اهلل عز وجل و أحمده على نعمته التي
أنعمها علينا فهو المعين ،ثم أتقدم بالشكر الخالص اعتراف ا بالفضل
الذي أشرف على هذا العمل ،و تعهده بالتصويب في جميع مراحل
9
قائمة المختصرات
الصفحة ص
10
مقدمة
11
ان الشركة ذات المسؤولية هي شكل حديث نسبيا من اشكال الشركات التجارية ،حيث انها تؤسس
قدموه من
من شخص واحد أو اكثر ،وال يتمتعون بصفة التاجر ،وال يتحملون الخسائر اال في حدود ما ّ
تمتد
قدمها في رأس مالها ،فال ّ الحصة التي ّ
ّ حصص ،وكذلك تتميز بأن مسؤولية الشريك فيها محدودة بقدر
الخاصة ،بخالف شركة التضامن التي تعد مسؤولية الشريك فيها قائمة
ّ هذه المسؤولية لتطول اموال الشريك
الخاصة ،وتعين بعنوان للشركة و يمكن ان يشمل على اسم واحد من
ّ عن ديون الشركة كما لو كانت ديون
الشركاء او اكثر على ان تكون هذه التسمية مسبوقة او متبوعة بكلمات 'شركة ذات المسؤولية المحدودة' او
االحرف االولى منها أي' ش .ذ .م.م' وبيان راس مالها وال يمكن جمع راس مالها عن طريق االكتتاب العام،
ولهذا فان اجراءات تأسيسها بسيطة وليست معقدة كما هو الحال في الشركة المساهمة ،لذا توصف الشركة
ذات المسؤولية المحدودة بأنها النموذج االمثل لالستثمارات المتوسطة الحجم ،وهي مطلب كل تخطيط
اقتصادي لتحقيق النمو المنشود.
وتعد الشركة ذات المسؤولية المحدودة من اكثر الشركات التجارية انتشا ار وتداوال ،فهي النموذج
المفضل للمشاريع التجارية المتوسطة ،و يعود التفضيل لكونها شركة هجينة ذات طبيعة مختلطة حيث تجمع
بين خصائص شركات االشخاص وخصائص شركات االموال ،وهذه هي ميزتها الرئيسية فتارة تبدوا قريبة من
شركات االشخاص وتارة اخرى تبدوا انها أقرب الى شركات األموال فهي وان كانت محتفظة بقدر من الطابع
الشخصي فإنها تعطي أهمية كبرى للناحية المالية ،حتى اعتبرتها بعض التشريعات بمثابة شركة مساهمة
صغيرة ،بحيث تمكن الشركاء من القيام بمشاريع التجارية ،دون ان يتخذوا صفة التاجر مع بقاء مسؤوليتهم
محدودة بمقدار حصصهم في الشركة ،وتختص احكام هذه الشركة بنظام خاص بها ،يختلف حسب التوجه
االقتصادي للدولة.
ففي الجزائر نظّم المشرع أحكام الشركة ذات المسؤولية المحدودة بموجب القانون 55/55المؤرخ في 62
سبتمبر 1555المتضمن القانون التجاري ،بعنوان الفصل الثاني في الشركات ذات المسؤولية المحدودة
ضمن المشرع األحكام العامة المعروضة عن هذا النوع من الشركات وذلك في 65مادة من المادة 525الى
المادة 551وبقي الحال كما هو الى سنة 1552ليتدخل المشرع لتعديل االحكام الخاصة بهذا النوع من
الشركات ،بموجب االمر 65/52المتضمن بتعديل ويتمم األمر ،55/55ليدرج تعديال هاما من خالل جواز
انشاء المسؤولية ذات الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة ،وظل االمر على ما هو عليه الى ان تدخل
هامة على نظام
المشرع م ّرة اخرى بموجب القانون 62/15المعدل والمتمم القانون 55/55ليدخل تعديالت ّ
الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
12
اهمية موضوع البحث:
-وتبرز أهمية هذا الموضوع من اهمية هذه الشركة في حد ذاتها في الحياة االقتصادية واالجتماعية،
ولذلك فواضح من تلك التعديالت ان المشرع يرغب في تبسيط وتسهيل اجراءات التأسيس ونشاط الشركة
بالنظر الى الحاجة االقتصادية واالجتماعية لذلك.
فهذه الشركة كما تستجيب تماما لحاجات المشروعات الصغيرة او الوسطى التي يتجنب فيها الشركاء
المسؤولية المطلقة التي تقوم في شركات التضامن ،وهذا وفضال عن ذلك ،فإنها تتيح للشركاء القيام بمشروع
تجاري بدون ان يتخذوا صفة التاجر مع ما يترتب على هذه الصفة من نتائج ،وال سيما من حيث المسؤولية
الشخصية بأموالهم الخاصة ومن حيث تعرضهم لإلفالس..
-كما يناسب هذا النوع من الشركات أعمال الدراسات والتجارب واالبتكارات ،فيسمح ألصحاب
رؤوس االموال بمساعدة المخترعين ورجال العلم و الفن مع تحديد المخاطر ،حتى اذا رأى اصحاب االموال
امكانية النجاح في العملية االستثمارية وأرادوا تطويرها لجئوا الى تأسيس شركة ذات مسؤولية المحدودة ،ونظر
لهذا الدور الذي تلعبه الشركة قام المشرع بهذه التعديالت.
-وتمكن اهمية كذلك في ان قيمة الشركات االقتصادية في عصرنا لم تحدد بقيمة راس المال
المكتسب و انما بقدرتها على االستثمار واالنتشار في السوق ،مع ظهور اساليب حديثة في التمويل يمكن
للشركة ان تستخدمها في ايطار تطبيق سياسات التطور ،على غرار االستعانة بالقروض البنكية،وبالتالي فإن
الغاء اشتراط الحد األدنى لرأسمال تأسيس الشركات التجارية ذات المسؤولية المحدودة من شأنه تحسين
الجزائر في قائمة البنك العالمي لتصنيف الدول االكثر استقطابا لالستثمارات وللشركة ذات المسؤولية
المحدودة دو ار كبي ار في حماية المؤسسات العائلية و المحافظة عليها ،اذ انها تسير االبقاء على الكثير من
المشاريع القائمة اذا ط أر على منشئيها ما يحول دون استمرارهم في القيام على شؤون استثمارها ،لسبب من
االسباب ،كالوفاة او المرض او العجز الصحي والى غير ذلك ،فبدال من تصفية المؤسسة وانتقالها الى الغير
يمكن لورثتها او اصحابها ان يتابعوا استثمارها ،فمن الجائز مثال انه عند وفاة التاجر ال يكون ورثته حائزين
على المؤهالت الالزمة الحتراف التجارة ،او انهم يزاولون مهنا تتعارض قانون مزاولة التجارة كالوظائف
العامة وغيرها فحينئذ يكون المشروع عرضة للتصفية او االفالت من يد العائلة.
ولكن وبفضل هذا الشكل من الشركات يستطيع الورثة ان يتابعوا اعمال موروثهم ،كل بمقدار حصته
في االرث ،ويوكلون ادارتها الى مدير له خبرة في التسيير التجاري ،وبذلك يستطيعوا ان يحافظوا على
مؤسسة مورثهم ،مع عنايتهم بمهمتهم االساسية.
من اجل هذه المزايا وغيرها راجت الشركة ذات المسؤولية المحدودة رواجا كبي ار في البلدان التي
اعتمدتها ،ولم يقتصر نشاطها على المشاريع الصغيرة والمتوسطة بل تعدادها الى المشاريع الكبرى التي
13
تستلزم رؤوس اموال ضخمة ،فنافست شركة المساهمة وتفوقت عليها عددا ،وامتصت الكثير من شركات
التوصية والتضامن ،حتى غدت الشركة المفضلة الستثمار رؤوس االموال وتوظيفها في المشاريع االقتصادية
من أي درجة كانت.
-كما تتجلى اهمية هذا الموضوع من خالل اهمية تسليط الضوء على مختلف التعديالت والنقاط التي قام
حد ذاته ،وذلك نض ار للمركز الذي
المشرع بإضافتها ومعرفة مدى تأثيرها على نظام القانوني للشركة في ّ
تحتله الشركة.
رغبة في دراسة التطورات الحديثة التي طرأت على القانون خصوصا القانون التجاري فيما يخص هذا
النوع من الشركات.
االسباب الموضوعية:
تعود اسباب اختياري لهذا الموضوع ،الى التأثير الكبير لهذه التعديالت على النظام القانوني الخاص
الخاصة
ّ المشرع بتعديلها خصوصا في الشروط الموضوعية
ّ بهذه الشركة ،انطالقا من مختلف النقاط التي قام
ثم
بتأسيس الشركة انطالقا من راس مالها والنظام الخاص الذي يمتاز به حصصهم ،مرو ار بإدارة الشركة ّ
انقضائها
كما تعود اسباب اختياري لهذا الموضوع الى اهمية هذه الشركة في الحياة االقتصادية واالجتماعية ورواجها
الملحوظ ،وكذا الى نجاحها في الحياة العملية واستجابتها للحاجة الجدية للمعامالت نظر للمزايا التي
تتضمنها ،بسبب خروجها عن اوضاع شركات المساهمة وتقاليدها ،والتخفيف من مضايقات تفرضها شركات
اخرى كشركات االشخاص.
مامدى فاعلية التعديالت التي ادرجها المشرع الجزائري على النطام القانوني لشركة؟ومدى استجابتها لذلك؟
14
أهداف موضوع البحث:
ويكمن الهدف من الدراسة في االحاطة بهذه التعديالت ومدى انعكاسها على تكوين وتأسيس الشركة
من حيث الشركاء ومدى ناجعتها في الغاء االحد األدنى لرأسمالها وزيادة في عدد شركائها واالحاطة كذلك
بتأثير على نشاط الشركة ،من حيث االشراف على االدارة من قبل جمعيات الشركاء وكذا على انقضائها،
وانحاللها.
الدراسات السابقة:
من بين الدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع ،مذكرة ماجستير من اعداد قاسمي عبد اهلل هند
"الموسومة بمسؤولية مدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة" ،التي تناولت احكام مسؤولية المدير عن
االخطاء المرتكبة اثناء التسيير وتبيان نوع المسؤولية سواء مدنية او جزائية واستقينا منها اهم االحكام
المتعلقة بالمدير الذي يمثل هيئة ادارية مهمة في موضوع الدراسة .
وكذلك مذكرة ماجستير من اعداد بقرقور منال الموسومة ب"أثر االعتبار المالي في الشركة ذات
المسؤولية المحدودة" ،والتي تناولت هي االخرى مدى تأثير االعتبار المالي على الشركة على اعتبار ان هذا
النوع من شركات يصنف من الشركات المختلطة وذلك سواء من ناحية الشركاء او رأس المال واستقينا منها
بعض االحكام وقمنا بتوسع في جزئيات لم تتطرق لها.
ومذكرة ماجستير من اعداد سالمي ساعد الموسومة باآلثار المترتبة على الشخصية المعنوية لشركة
التجارية ،حيث تطرقت هذه المذكرة بصفة عامة الى اكتساب الشركة التجارية للشخصية المعنوية ومختلف
االثار المترتبة عنها وبما ان الشركة ذات المسؤولية المحدودة تعد من الشركات التجارية استقينا منها اهم
االحكام وقمنا باإلضافة امور اخرى .
صعوبات البحث:
أما عن الصعوبات التي اعترضتني اثناء انجاز هذا البحث فتتمثل اساسا في صعوبة الحصول على
المعلومة من ارض الواقع مثل الحصول على بعض النماذج او الوثائق لمثل هذه الشركات وذلك لحداثة
الموضوع في القانون الجزائري خاصة وان دراستنا كانت بعد تعديل القانون التجاري الجزائري . 6215
والمنهج التحليلي الذي يقوم على تحليل النصوص القانونية ونقدها ،والذي مكننا من البحث
التقصي عن كل ما كتب حول الموضوع.
و ّ
ولتمكن من االحاطة بجميع النقاط ومختلف هذه التعديالت وانعكاسها على النظام القانوني لشركة
ذات المسؤولية المحدودة ،ولإلجابة على االشكالية المطروحة عالجنا الموضوع في فصلين ،تناولنا في
الفصل األول تأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة وقد قسم الى مبحثين درسنا في المبحث األول الشروط
تأسيس الشركة ،وفي المبحث الثاني اكتساب الشركة للشخصية المعنوية والنتائج المترتبة عنها .اما الفصل
قسم بدوره الى مبحثين ،تناولنا فيه المبحث األول
الثاني فقد تناوله في ادارة الشركة المسؤولية المحدودة وقد ّ
هيئات االدارة ،وفي المبحث الثاني توزيع االرباح والخسائر وانقضاء الشركة.
وانهينا البحث بخاتمة اوردنا فيها حوصلة عن اهم النقاط التي تمت دراستها في الموضوع .
16
الفصل اْلول
تأسيس الشركة ذات
المسؤولية المحدودة
17
تنشأ الشركة ذات المسؤولية كسائر الشركات بموجب عقد يوقعه الشركاء و يستهدفون به استثمار
شروع معين و اقتسام ما ينتج عنه من ارباح ،بعد أن يقدم كل منهم حصة معينة في رأس مال الشركة،
وعلى ذلك يكون تأسيس الشركة المستند الى العقد المذكور مبينا على توفر جميع الشروط الموضوعية
وخلوه من العيوب وأهلية التعاقد والموضوع والسبب.
الالزمة لصحة العقود من وجود الرضا لدى المتعاقدين ّ
وتقترب الشركة المحدودة المسؤولية فيما يتعلق بتأسيسها وال سيما لجملة الشروط الموضوعية
والشكلية من شركات األشخاص ولكن ثمة شروط خاصة أوجب القانون التقيد بها وهي المتعلقة بعدد الشركاء
جزءا صارما على اإلخالل بشروطيتكون منها وقد فرض القانون ا وبرأس مال الشركة وبالحصص التي ّ
بعدة تغييرات وتعديالت مست
التأسيس وقد خصص المشرع الجزائري تعديل الشركة ذات المسؤولية المحدودة ّ
الشكلية وسنتناول فيما يلي بالدراسة الشروط الموضوعية
ّ الخاصة والشروط
ّ بالخصوص الشروط الموضوعية
الشكلية وكذا الجزاء المترتب على
الخاصة و ّ
ّ مست مختلف الشروط الموضوعية العامة والتعديالت التي ّ
اإلخالل بها ،وكذلك سوف نتناول اكتساب الشركة للشخصية المعنوية وذلك بعد استيفائها لجميع الشروط
الالزمة ومعرفة النتائج المترتبة عن اكتساب الشركة لهذه الشخصية ،وذلك سوف يكون وفق تقسيم ثنائي
الى مبجثين.
18
المبحث األول :الشروط تأسيس الشركة
لكي تولد الشركة كشخص معنوي في الحياة القانونية واالقتصادية ،البد من توفر أركان موضوعية عامة
وخاصة في العقد إلنشائها،وكذلك شروط شكلية بحيث ال تخرج الشركة ذات المسؤولية المحدودة عن هذه
القاعدة لذا فان المشرع وضع أحكاما خاصة بأركان هذه الشركة تميزها عن غيرها .وهذا ما سنقوم بدراسته
في هذا المبحث بالتفصيل وبإضافة إلى تعديل الذي ط أر على بعض من هذه الشروط التي مست جوهر هذه
الشركة منها رأس مال الشركة وغيرها.
يشترط لوجود عقد الشركة تحقق األركان الموضوعية العامة كأي عقد من العقود ،التي تتناول
جوهر العقد ،وهي أركان ضرورية لصحته ،ويتطلبها القانون لتأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
لتأسيس الشركة ذات المحدودة يجب ان تتوافر جملة من الشروط العامة التي تتوافر في جميع العقود
من رضا محل وسبب
اوال :الرضا
يعرف الرضا على أنه توافق إرادتين او اكثر على انشاء عالقة قانونية ملزمة تنصرف اثارها مباشرة
()1
من القانون 95/59المتضمن القانون المدني الى كل طرف متعاقد،وهو ما نصت عليه المادة 95
ويستحسن استعمال التراضي بدال عن الرضا ،تراضي يقتضي وجود إرادتين متطابقتين على االقل بما يهيئ
التعبير االيجاب والقبول ،والتراضي بمثابة الركن األول النعقاد عقد الشراكة( ،)2حيث ينصب التراضي على
شروط العقد كرأس المــال والغرض واإلدارة وغير ذلك.
فال يمكن تصور وجود رابطة عقدية بدون تراضي أطرافها فيكون التراضي منعدما إذا لم يتفق
()3
على تقدير الحصص أو على مدة الشركة وغرضها وكافة شروطها مثل الشكل الذي تتخذه الشركاء
( )1انظر المادة 95من االمر رقم 95/59المؤرخ في 62سبتمبر 5559المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم ج
ر ،عدد ،55المؤرخ في 03ديسمبر. 5559
( )2علي فيال لي " ،النظرية العامة للعقد ،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ،الجزائر ،1002 ،ص .85
( )3عمار عموره ،الوجيز في شرح القانون التجاري ،دار المعرفة ،الجزائر ،1000 ،ص .245
19
ورأسمالها ومقدار حصة كل ش ريك ،فهو بمثابة التالحم بين إرادة المتعاقدين إلقامة عالقة تبادلية بينهما في
ضوء ما يرتضيانه عن موضوعها وطبيعتها وشروطها والتزامات وحقوق كل منهم(.)1
وحتى يكون التراضي صحيحا يجب ان يكون خاليا من كل العيوب التي يطلق عليها )بعيوب
اإلرادة( ،ولهذا ال بد أن تكون اإلرادة جدية صادرة من شخص له اهلية قانونية تتجه إلحداث أثر قانوني
بمعنى يجب ان يكون صاحب االرادة مؤهال وان تكن االرادة خالية من كل العيوب التي تحول الى ابطال
العقد أو المطالبة بذلك من قبل معيب الرضا.وسوف نتطرق الى عيوب الرضا .
أ .عيوب الرضا:
.2الغلط :يمكن تعريف الغلط بأنه حالة تقوم بالنفس تحمل على توهم غير الواقع هو جعل الشخص يرى
األشياء على غير حقيقتها ،والغلط بهذا التعريف الشامل ينضم كل انواع الغلط وال يقف عند نوع معين منها
وهو درجات متفاوتة منه ما يؤثر على سالمة الرضا ومنه ما هو دون ذلك والذي نريده هنا وهو الغلط
يصيب االرادة (.)2
-الغلط المانع :يحول دون تحقق القبول واإليجاب فيمتنع منه قيام العقد .ويترتب عليه بطالن المطلق للعقد.
-الغلط المعيب :يؤثر على رضا المتعاقد فيقع اإليجاب مطابقا للقبول إال أن رضا المتعاقد غير سليم ألنه
يكن على بينة من أمره وأن هذا الغلط هو ما دفعه للتعاقد ويترتب عنه البطالن النسبي ،والمشرع الجزائري لم
يأخذ بهذا التقسيم الفقهي واكتفى بالنص على الغلط الجوهري والذي نص عليه في المواد 55إلى 59من
التقنين المدني الجزائري3والذي يعرض العقد لإلبطال.
ويكون الغلط جوهريا إذا بلغ درجة من الجسامة ،يمتنع معها العاقد من إبرام العقد لوال وقوعه فيه وقد يقع
على الصفة الجوهرية للشيء أو في ذات المتعاقد معه أو في صفته كما يكون في القانون أو الباعث وكذا
في القيم(.)4
ويشترط ل لتمسك بالغلط الجوهري حسن النية وأن يكون مستحقا لحماية القانون أي أن ال يكون الغلط
نتيجة إهمال والبد أن يكون الطرف المتعاقد الثاني على عالقة بالغلط سدا لذريعة الغلط في إبطال العقود
( )1باسم محمد ملحم ،بسام حمد الطروانة ،الشركات التجارية ،الطبعة األولى ،دار المسيرة ،عمان ،األردن ،1021،ص .92
( )2عبد الر ازق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني (نظرية االلتزام بوجه عام ،مصادر االلتزام) ،الجزء
االول،منشورات الحلبي ،الحقوقية ،لبنان ، 5555،ص.605
( )3انظر المواد من 55إلى 59من األمر ،59/95المتضمن القانون المدني الجزائري.
( )4عبد الرزاق السنهوري ،المرجع السابق ،ص .040
20
واسقاط االلتزامات ،وهذا العيب متصور في حدوثه في عقد الشركة مثال غلط الشريك في ذات المتعاقد
اآلخر أو يقع الغلط في طبيعة شركة أي أنها ليست شركة ذات المسؤولية المحدودة.
.6التدليس :وهو ايقاع المتعاقد في غلط يدفعه الى التعاقد فالعالقة اذن وثيقة بين التدليس والغلط،
فالتدليس ال يجعل العقد قابال لإلبطال إال بسبب الغلط الذي يولده في نفس المتعاقد .
والتدليس بهذا التحديد يختلف عن الغش الن التدليس يكون في اثناء تكون العقد ،اما الغش فيقع بعد
تكوين العقد ويقع خارجا عن دائرة العقد ،كذلك يختلف التدليس عن التدليس الجنائي وللتدليس اربعة شروط:
وهو كثير الوقوع ما يلجأ إليه مؤسس الشركة قصد جعل الغير يقدم على االشتراك( .)1وقد تناول
المشرع الجزائري أحكامه في القانون المدني من المادة 52إلى ،)2( 55وعرفه الفقه على أنه االحتيال الذي
يلجأ إليه طرف إليقاع طرف آخر في غلط يدفعه للتعاقد ،وللتدليس عنصران :
استعمال وسائل احتيالية ويتمثل في العنصر المادي يتمثل في الوسائل المستعملة للتضليل مثال فيكف
الكذب او مجرد الكتمان مدلس عليه يجهال لألمر المكتوم عنه وال يستطيع ان يعرفه من طريق اخر مثال
في عقود التأمين .حيث نصت المادة 58الفقرة 1ق م " يعتبر التدليس السكوت عمدا عن واقعة او
مالبسة اذا ثبت ان المدلس عليه ما كان ان يبرم العقد لو علم بتلك الواقعة او هذه المالبسة"؛
توافر نية التضليل لدى المدلس وهو العنصر المعنوي يتمثل في نية التغليط والخداع مع قصد الوصول
الى غرض غير مشروع ويقع على المدلس عليه عبئ إثباته ويبطل العقد بطلب منه ،إال إذا ثبت أن
المتعاقد اآلخر كان يعلم به عند إنشاء العقد).(3
/0اإلكراه :ويعرف االكراه على انه الضغط المادي او المعنوي الذي يوجه الى الشخص بغية حمله على
التعاقد ويعرف كذلك على انه الضغط بقصد الوصول الى غرض مشروع يعترض له العاقد فيولد فنفسه رهبة
تدفعه الى التعاقد مع الغير وااللتزام بما ال يريد االلتزام به وقد يكون صاد ار من طرف في العقد كما قد يكون
( )2نادية فوضيل ،أحكام الشركات طبقا للقانون التجاري الجزائري شركات األشخاص ،دار الهومة ،الجزائر،1001 ،
ص.10
( )1انظر المواد 52إلى 55من األمر ،59/95المتضمن القانون المدني الجزائري.
( )0محمد فريد العريني ،محمد السير الفقي ،القانون التجاري ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،1000 ،ص .150
21
صاد ار عن أجنبي عنه شريطة إثبات علم الطرف المستفيد من هذا اإلكراه( ،)1ويقرر المشرع الجزائري أن
يبطل إذا تعاقد الشخص تحت سلطة رهبة بنية يبعثها المتعاقد اآلخر في نفسه دون حق.حيث نصت على
ذلك المادة 55من ق م "يجوز ابطال العقد لإلكراه اذا تعاقد شخص تحت سلطان رهبة بينة بعثها المتعاقد
االخر في نفسه دون حق وتعتبر الرهبة قائمة على بينة اذا كانت ظروف الحال تصور للطرف الذي ان
خط ار جسيما محدقا يهدده هو ،او احد اقاربه في النفس ،او الجسم او الشرف او المال ".
وتضيف المادة 55من نفس القانون "اذا صدر االكراه من غير المتعاقدين ،فليس للمتعاقد المكره ان
يطلب بإبطال العقد الى اذا اثبت ان للمتعاقد االخر كان يعلم او كان من المفروض حتما ان يعلم بهذا
االمر".
حتى يترتب على االكراه ابطال العقد او العمل القانوني يجب ان يتوفر على ثالثة شروط :
حيث انه في الشركة يقصد به إجبار الشريك بغير حق على الدخول في عقد الشركة وهذا العيب
غير متصور في عقد الشركة العقد يستلزم قيام الشريك بمشاركة في أعمال الشركة واإلشراف والرقابة عليها.
حسب نص المادة 55من قانون المدني الجزائري(.)2
.4االستغالل :يعرف على انه استغالل الطيش البين او الهوى الجامح الذي يعتري المتعاقد بغرض
دفعه الى ابرام العقد يتحمل بمقتضاه التزامات ال تتعادل بتاتا العوض المقابل ،واالستغالل هو كل غبن
جاء نتيجة استغالل طيش بين او هوى جامح في نفس المتعاقد ،ولقد جعل المشرع الجزائري من االستغالل
()3
القانون المدني الجزائري أنه يشترط عيبا االرادة ينطبق على سائر التصرفات ويتبين من المادة 53من
لقيام االستغالل عنصرين هما:
حيث نصت المادة سالفة الذكر"إذا كانت االلتزامات احد المتعاقدين متفاوتة كثي ار في النسبة مع ما حصل
لتزمات المتعاقد االخر ،و تبين ان المتعاقد المغبون لم يبرم
عليه هذا المتعاقد من فائدة بموجب العقد أو مع ا ا
( )1باسم محمد ملحم ،بسام حمد الطروانة ،المرجع السابق ،ص .91
( )2انظر المادة 55من ق.م.ج.
( )3انظر المادة 53من ق.م.ج.
22
العقد إال ألن المتعاقد االخر فقد استغل فيه طيشا بينا أو هوى جامحا ،جاز للقاضي بناء على طلب المتعاقد
المغبون ،ان يبطل العقد أو ينقص التزامات هذا المتعاقد.
ويجب ان ترفع الدعوى بذلك خالل سنة من تاريخ العقد ،واال كانت غير مقبولة.
ويجوز في عقود المعاوضة ان يتوقى الطرف االخر دعوى االبطال ،إذا عرض ما يراه القاضي كافيا لرفع
الغبن".
وكما تقدم ذكره فإن الرضا ال بد أن ينصب على شروط العقد جميعا وينبغي أن يكون صحيحا خاليا من
كل عيب فيقع صاد ار على إرادة واعية ومدركة لما هي مقدمة عليه فإن شابه عيب من عيوب السالفة الذكر
من إكراه أو تدليس أو غلط أو استغالل كان باطال لمصلحة من شاب العيب رضاه.
ب.األهلية
يمكن تعريف االهلية بأنها قدرة االنسان على االلتزام وعلى مباشرته شخصيا وما يرتب على تصرفه
من حقوق وواجبات وانعدام االهلية او نقصها يسمى بالحجر ،ويميز الفقهاء بين اهلية الوجوب من جهة
وأهلية االداء من جهة اخرى.
/2اهلية الوجوب :هي صالحية الشخص للتمتع بالحقوق وتحمل الواجبات التي يقررها القانون
واألصل في هذه االهلية ان تكون كاملة ألنها تتصل بالشخصية القانونية ،فإذا انعدمت اهلية الوجوب ال
تنعدم الشخصية معها مثل الجنين الذي يولد ميتا ،وكشركة بعد ان تصفى ،وكمن يحكم عليه بالموت المدني
في القوانين التي كانت تبيح ذلك .
/1اهلية االداء :هي صالحية من له حق ،أي من تتوافر فيه اهلية الوجوب لممارسة ذلك الحق
بنفسه ،فالنسبة مثال لمن له حق الشراء او حق الهبة تتمثل اهلية االداء في صالحيته للتعاقد بنفسه لنيل
االثر القانوني الذي ينشده بدون واسطة فيصبح بائعا او واهبا،اما فاقد االهلية او ناقصها فال يجوز له
ممارسة ذلك الحق اال بطريق نيابة وليه او وصيه او المقدم او بترخيص منه وذلك بحسب الحاالت ويسمى
محجو ار.
ولقد خص المشرع الجزائري االهلية بالمواد من 43إلى 44من األمر 59/95األحكام العامة
لألهلية ونصت المادة ) 1(55منه على أن )كل شخص أهل للتعاقد( .وال يكفي التراضي إلبرام عقد الشركة أو
( )2المادة 55من القانون المدني الجزائري " كل شخص أهل للتعاقد مالم يط أر على أهليته عارض يجعله ناقص األهلية أو
فاقدها بحكم القانون".
23
بمعنى أدق لصحة عقد الشركة إذ من باب أولى أن يكون هذا الرضا عن من هو أهل إلصداره فالشريك
المحجور()1عليه والمعتوه والمجنون ليس أهال للتعاقد ،حيث نص في نص المادة 40من القانون المدني
على كل شخص بلغ سن الرشد متمتعا بقواه العقلية ،ولم يحجر عليه يكون كامل االهلية لمباشرة حقوقه
المدنية وتضيف الفقرة الثانية من نفس المادة والتي تحدد سن االرشد 25سنة كاملة ،بما أن عقد الشركة
من عقود المعارضة التي تدور بين النفع والضرر إذ يلتزم الشريك بموجبه بتقديم حصة في الشركة نضير
حصوله على ما قد تحققه الشركة من ربح وتحمل جزاء من خسائر لذا يتعين أن تتوفر لدى كل شريك أهلية
التصرف(.)2
لذا فال يجوز لفاقد األهلية أو للقاصر أن يبرم عقد الشركة واال كان قابال لإلبطال لمصلحته إذ
األصل عدم نسب اإلرادة للصبي غير المميز أو المعتوه .كما أن المادة سادسة من القانون العقوبات تقتصي
بالحجز على المحكوم عليه جنائيا( .(3فالقاصر ليس له إبرام عقد الشركة إال بإذن وليه وهو ما قضته المادة
الخامسة من األمر 59/95المؤرخ في 5559/5/62المتضمن القانون التجاري الجزائري المعدل والمتمم
بقولها ال يجوز للقاصر المرشد ذكر كان أم أنثى البالغ من العمر 55سنة كاملة والذي يريد مزاولة التجارة
أن يبدأ في العمليات التجارية كما ال يمكن اعتباره راشدا بالنسبة للتعهدات التي يبرمها.
إن الشريك في هذا النوع من شركات ال يكتسب صفة التاجر ،بالتالي وبما أن الشريك ال يكتسب هذه
صفة في شركة ذات المسؤولية المحدودة لذا يجوز للقاصر ،أن ينضم إلى هذا النوع من الشركات بواسطة
وليه أو وصيه أو بإذن من المحكمة ،وال تثار أية صعوبة إذا كانت الحصة المقدمة نقدية(.(4
أما إذا كانت حصة عينية ففي هذه الحالة قد يكون عرضة للمسؤولية الشخصية التضامنية تجاه
()5
القانون التجاري الجزائري. الغير ،عمال بالمادة 925من
و حسب المادة 500من 6القانون التجاري الجزائري ال يترتب البطالن في الشركات المسؤولية المحدودة من
نقص األهلية ما لم يصب هذا العيب جميع المؤسسين حيث نصت " ...وفيما يتعلق بشركات ذات المسؤولية
المحدودة أو شركات المساهمة فإن البطالن ال يحصل من عيب القبول وال من فقد األهلية ما لم يشمل هذا
الفقد كافة الشركاء المؤسسين"...
()1مصطفى كامل طه ،الشركات التجارية ،الدار الجامعية الجديدة للنشر ،مصر ،2555 ،ص .25
( )2عزيز العكيلي ،الوسيط في الشركات التجارية ،دار الثقافة ،األردن ،1005 ،ص .14
( )3نادية فوضيل ،أحكام الشركات التجارية ) شركات األشخاص( ،ص .15
( )4نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،الطبعة الثانية ،ديوان مطبوعات الجمعية ،الجزائر ،1005 ،ص
.09
( )5انظر المادة 925من ق.ت.ح.
( )6انظر المادة 777منق.ت.ج.
24
ويشترط األهلية الكاملة للمؤسسين في الشركات ذات المسؤولية المحدودة نظ ار للمسؤولية المشددة
سواء المدنية أو الجنائية(.)1
ثانيا :المحل
ويقصد بالمحل العملية القانونية التي يراد تحقيقها وهو موضوع الشركة الذي يتمثل في المشروع
المالي الذي يسعى الشركاء إلى تحقيقه والغرض الذي أسست من اجله أي النشاط الذي تمارسه والتي
أنشئت من أجله.
أن يكون مشروعا أي أن غير مخالف للنظام العام و اآلداب العامة) ،(2مثل عقد الشركة لتجارة
المخدرات أو لتهريب البضائع باطال بطالن مطلق لعدم مشروعية الموضوع.
وأن يكون ممكنا أي قابال لتحقيق فإذا كان تحقيق موضوع الشركة أصبح مستحيال ،فتتعرض
للبطالن ،وقد تكون استحالة مادية أو قانونية.
وأن يكون محدد ،أي أن يكون موضوع الشركة معينا وقابال للتعيين فال يجوز أن يكون موضوع
الشركة ممارسة التجارة أو الصناعة من غير تحديد لنوعها.
وأن يكون قابال ألن يدخل في دائرة التعامل إذ يبطل عقد الشركة الذي يكون موضوعه أشياء التعد
ماال بين الناس.
غير أن محل عقد الشركة بهذا المعني ال يمكن أن يتحقق إال إذا اسهم كل شريك بحصة من المال أو من
عمل القتسام ما ينشأ عن مشروع الشركة من ربح أو خسارة لذا يتعين أ ن تكون حصص الشركاء مشروعة
وممكنة و إال كانت الشركة باطل( .)3
وهناك بعض التشريعات تحضر على الشركات ذات المسؤولية المحدودة مزاولة بعض األنشطة التي تتطلب
رؤوس األموال ضخمة أو تحتوى على مخاطر هامة تجاه الغير ألن مسؤولية الشركاء محدودة بمقدار
الحصص التي يقدمونها ،كمثل األنشطة المتعلقة بالتأمين والتوفير والنقل الجوي والعمليات المصرفية ،بينما
هناك قوانين ومنها القانون الجزائري لم تضع قيودا على حرية الشركة في اختيار موضوع نشاطها ،ومن ثم
يمكن أن تمارس أي نشاط(.)4
( )1بلعساوي محمد الطاهر ،الشركات التجارية ) شركات األموال( ،الجزء الثاني ،دار العلوم النشر والتوزيع ،الجزائر،1024 ،
ص .220
( )2سعيد يوسف البستاني ،قانون األعمال والشركات ،الطـبعة الثانية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،1005 ،ص .195
()3عزيز العكيلي ،الوسيط في الشركات التجارية ،دار الثقافة ،األردن ،1005 ،ص 04
( )4نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .08
25
ثالثا :السبب
ويعرف السبب بوجه عام بأنه الغرض المباشر الذي يقصد الملتزم الوصول اليه من وراء
التزامه ،والسبب كعنصر في االلتزام العقدي دون غيره إنما يتصل اثق االتصال باإلرادة ،والحق
ان السبب ليس هو االرادة ذاتها ولكنه هو الغرض المباشر الذي اتجهت اليه االرادة.
ويقصد بالسبب الباعث على تكوين الشركة المتمثل في تحقيق األرباح واقتسامها عن طريق ممارسة أحد
األنشطة االقتصادية فإذا كان سبب الشركة غير مشروع كأن تؤسس شركة ال تهدف إلى تحقيق الربح بل إلى
منافسة شركة أخرى للقضاء عليها فيكون سببها غير مشروع وتكون باطلة بطالنا مطلقا(.(1
()2
الفقرة األولى أن كل التزام مفترض أن له سببا وجاء في نص المادة 55من القانون المدني الجزائري
مشروعا ،فالعبرة إذن بمشروعية السبب.
ويختلف السبب عن الموضوع الشركة ،أن القول بأن الموضوع والسبب في عقد الشركة شيئا واحدا ليس
صحيحا ألنه بذلك يجعل من المستحيل إمكانية التمييز بين الشركة والجمعية باعتبار أن موضوعها يقوم
على شيء واحد وهو استغالل مشروع مالي معين مثال) ،(3وهما أمران منفصالن كل عن اآلخر.
يفترض لتأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة على وجه صحيح توافر األركان األساسية لتكوين
الشركات بوجه عام ،سواء من جهة تعدد الشركاء أو من جهة وجود رأس المال الذي يتكون من الحصص
يقدمها الشركاء وقصد الحصول على األرباح التي تحققها الشركة نتيجة استثمارها نشاطا معينا ،أو
التي ّ
تحمل الخسائر التي قد تحدث من جراء هذا االستثمار وكذلك وجود نية المشاركة التي تحمل الشركاء على
ّ
الدخول في الشركة و التعاون فيما بينهم لتحقيق مشروعها.
هذه األركان الضرورية لتأسيس الشركة تتفق شأنها مع جميع الشركات غير أن القانون تضمن فيما
يتعلق بالشركة ذات المسؤولية المحدودة بعض الشروط الخاصة ،وال سيما بالنسبة الى عدد الشركاء ورأس
مال الشركة ولهذا قام المشرع بتعديل القانون التجاري الجزائري من أجل تسهيل انشاء مثل هذه الشركات
( )1أسامة نائل المحسين ،الوجيز في الشركات التجارية واإلفالس ،الطبعة االولى ،دار الثقافة ،عمان ،األردن ،1005،ص
.04
()2انظر المادة 55من ق.م.ج.
( )3سعيد يوسف البستاني ،المرجع السابق ،ص .195
26
التي تعد مؤسسات صغيرة و متوسطة و ذلك لما لها من اهمية في قيام النشاط االستثماري في بالدنا ،لهذا
سوف نتطرق لمختلف التعديالت التي طرأت على هذه الشروط المتعلقة بتأسيس الشركة
والشريك في التشريع الجزائري يأخذ صفتين حيث يمكن ان ينشىء الشركة ذات المسؤولية المحدودة إما
أشخاص طبيعيون ( ،)1فيبرمون العقد بأنفسهم او بواسطة وكالء يقدمون سندا يثبت توكيلهم في ابرام العقد،
كما يجوز ان تؤسس الشركة من طرف الممثلين القانونيين لألشخاص المعنوية.
( )1انظرالمادة 291من من القانون رقم 51_02مؤرخ في 01ربيع االول عام 0377الموافق 71ديسمبر سنة
،5102يعدل ويتمم االمر رقم 29_72المؤرخ في 51رمضان عام 0792الموافق 56سبتمبر سنة 0972والمتضمن
القانون التجاري .
27
حيث قامت معظم القوانين بتحديد الحد األدنى واألعلى لعدد الشركاء في هذه الشركة ،اما المشرع
الجزائري قبل تعديل فقد اشترط أن ال يزيد عدد الشركاء عن عشرين شريك هذا حسب نص مادة 953
قانون تجاري( ،)2هذا فيما يخص الحد األقصى.
:5الشخص الطبيعي :هو الشخص الذي يتمتع بالحقوق وتحمل االلتزامات و بالتالي فإنه يترتب
على تكوين الشركة بصفة عامة ،نشوء التزامات على الشركاء اتجاه الشركة ،ويجب أن يكون الشريك أهال
لاللتزام ،فال يجوز للقاصر أو المحجوز عليه أن يكون شريكا في الشركة كأصل عام ،أما فيما يخص
القاصر إذا حصل على الترخيص باالتجار فهو يستطيع أن يكون شريكا(.)3
:6الشخص المعنوي :هي مجموعة من االشخاص او االموال التي تهدف الى تحقيق غرض معين،
ويمنح القانون لها الشخصية القانونية المستقلة بالقدر الالزم لتحقيق هذا الغرض.
ولقد سمح القانون الجزائري بأن يكون الشخص االعتباري شريكا في شركة ذات المسؤولية المحدودة وذلك
تماشيا مع أحكام قانون االستثمار حسبب المادة 924من القانون التجاري الجزائري.
وأما السبب في هذا التحديد لعدد الشركاء األقصى فهو رغبة المشرع الجزائري بأن تبقى الشركة ذات
المسؤولية المحدودة محتفظة بطابعها الشخصي الذي يقتصر على استغالل المشاريع االقتصادية الصغيرة
()4
الحجم التي قد يكون من قبل أفراد العائلة واحدة أو أشخاص تربطهم صلة أو الصداقة
وتبدوا الحكمة في رفع عدد الشركاء في إعطاء مزيد من الحياة للشركة ذات المسؤولية المحدودة،
باعتبار أن الشركة في الغالب من الشركات التي تكون في إطار العائلة( ،)5و بالتالي من المتصور أن تنتقل
الحصص إلى الورثة و األصول و الفروع ،فتجنبنا لحلها رفع المشرع الجزائري الحد األقصى لعدد الشركاء
إلى 52شريك.
و قد وفق المشرع الجزائري في رفع الحد األقصى لعدد الشركاء ،باعتبار األهمية الكبرى التي لهذا النوع من
الشركات خاصة في مجال تحقيق التنمية االقتصادية ،السيما امتصاص البطالة و القضاء على االقتصاد
( )1المادة 929من القانون التجاري "يتولى إبرام عقد التأسيس الشركة جميع الشركاء بأنفسهم أو بواسطة وكالء يتبنون
تفويضهم الخاص لذلك"
( )2انظر المادة 953القانون التجاري الجزائري المعدل والمتمم بالقانون . 63-59
( )0عبد القادر البقيرات ،مبادئ القانون التجاري) األعمال التجارية ،نظرية التاجر ،المحل التجاري ،الشركات التجارية(،
ديوان المطبوعات الجامعية ،1022 ،ص .202
( )4السالم هاجم أبو قريش ،دليل تأسيس الشركات التجارية في القانون التجاري الجزائري ،دار هومة ،الجزائر ، 1024 ،ص
.222
( )5عمار عموره ،المرجع السابق ،ص .965
28
الموازي ،و يجدر اإلشارة إلى أن الجزاء المترتب عن زيادة عدد الشركاء الحد األقصى المحدد هو تحول
الشركة إلى شركة مساهمة(.)1
و قد اختلفت التشريعات أيضا في األجل الممنوح للشركاء لمباشرة إجراءات التحويل بين من يطيل
األجل إلى سنتين و بين من يقصر األجل إلى سنة واحدة .و قد أقر المشرع أن يحتفظ بأجل السنة من أجل
تحويل إلى شركة مساهمة.
و يقصد به األموال والمواد واألدوات الالزمة إلنشاء نشاط اقتصادي أو تجاري ويكون الهدف من
المشروع الربح أو اإلعالم أو األعمال اإلنسانية.
ويعد رأس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة المصدر االساسي لتمويل مشروعها من جهة ومن
جهة اخرى هو الضمان الوحيد للدائنين بسبب مسؤولية الشركاء المحدودة ،وردعا لتأسيس شركات وهمية أو
شركات ذات رأس مال ضعيف(.)2
ونظ ار ألهمية رأس المال في تكوين الشركة قام المشرع بتعديل المادة 988بموجب القانون 10-29التي
تمس أرس المال حيث تم حذف الحد االدنى له وجعل راس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،تحدد
بحرية من طرف الشركاء التي تنص على " يحدد رأسمال الشركة ذات المسؤولية المحدودة بحرية من طرف
الشركاء في القانون األساسي للشركة ويقسم الى حصص ذات قيمة اسمية متساوية.
حيث كان ينص قبل التعديل على الحد األدنى هو 200.000دج ويقسم رأسمال الى حصص ذات قيمة
اسمية متساوية مبلغها 2000دج على األقل وذلك حسب نفس المادة.
وعليه فبصدور القانون 10-29المتضمن القانون التجاري قام بإلغاء الرأسمال األدنى لتأسيس
الشركة في اطار التشجيع انشاء الشركات الصغيرة والمتوسطة ذلك ان رأسمال هذا األدنى يشكل ضمانا
لدائني الشركة وقد تجاوزه الواقع الذي اثبت أنه يمكن استعمال المبالغ المكتتبة وصرفها بالكامل بعد تأسيس
الشركة كما ان الخسائر التي قد تتكبدها الشركة قد تطال رأسمال أيضا ،فقيمة الشركة في السوق ال يحددها
راس المال وانما قدرتها على االستثمار عالوة على انه اصبح اليوم بمقدور الشركات اللجوء الى وسائل اخرى
للتمويل السيما عبر القروض البنكية كما ان المبلغ الذي يحدده القانون للحد االدنى لراس المال وهو
رفع العراقيل أمام إنشاء الشركة و التي من بينها اشتراط الحد األدنى لرأس مال؛
إن المبلغ الذي كان موجودا أي 122.222دج ضئيل و ال يشكل الضمان العام لدائني الشركة؛
إن حذف رأس المال األدنى سيؤدي إلى استقطاب االستثمارات و تحسين تنافسية الجزائر؛
إن االتجاه العالمي يتجه إلى الحذف (رأس المال) باعتبار أن 116دولة في العالم اتجهت إلى
ذلك.
و رغم وجاهة تلك الحجج إلى حد كبير ،إلى أن الهاجس يبقى في إلغاء ضمان العام لدائني الشركة،
فرأس المال هو ضمان الدائنين من جهة ،و من جهة أخرى فإن ترك الشركاء يحددون الحد األدنى بحرية من
شأنه أن يؤدي إلى خلق شركات وهمية غرضها االحتيال و النصب ،و ألجل تلك األسباب قدم بعض
أعضاء المجلس الشعبي الوطني أثناء مناقشة القانون تعديال يقضي باإلبقاء الحد األدنى لرأس مال الشركة.
كما أن الوضع العام يتجه إلى إلغاء اشتراط الحد األدنى لتأسيس الشركة لكن بإعطاء الضمانات الكافية
لدائني الشركة و ال يكفي أن ينص المشرع على أن يشار إلى رأس مال الشركة في جميع الوثائق.
الحصص التي تدخل في تكوين رأس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة :
ينقسم رأس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة الى حصص متساوية القيمة وفي هذا االطار نصت المادة
988من القانون 10_29المتضمن القانون التجاري المعدل المتمم على انه"...وينقسم الى حصص ذات
قيمة اسمية متساوية ".
والثابت وفق القواعد العامة للشركات التجارية ان رأسمالها يتكون من حصص وتختلف انواعها من حصص
نقدية الى حصص عينية او حصص عمل ومن هنا سوف نتطرق الى هذه االنواع التي تدخل في تكوين
الشركة.
أ /الحصة النقدية :هي مبلغ من النقود يقدمه الشريك كجزء من رأسمال الشركة حيث يجوز
االكتتاب في هذه الحصص بدفع قيمة 9/2خمس مبلغ رأس المال التأسيسي ويدفع المبلغ الباقي على مرحلة
30
أو عدة مراحل خالل 9خمسة سنوات من تاريخ تسجيل الشركة لدى السجل التجاري وهذا حسب نص المادة
985من القانون 10 /29والتي كانت تنص قبل التعديل ان االكتتاب في الحصة النقدية يجب الوفاء
بقيمتها كاملة أي االكتتاب بجميع الحصص.
وتجدر االشارة الى انه وفي جميع االحوال يجب ان تدفع الحصص كاملة قبل أي اكتتاب لحصص نقدية
()1
. جديدة وذلك تحت طائلة بطالن العملية استناد الى نص المادة 985ف 0من نفس القانون
تضيف الفقرة 4من نفس المادة أن " يسلم المال الناتج عن تسديد قيمة الحصص المودعة بمكتب التوثيق،
إلى مسير الشركة بعد قيدها بالسجل التجاري ".
ب /الحصة العينية :قد ترد حصة الشريك على عين معينة فتتمثل في عقار أو محل تجاري أو
وسيلة نقل أو آلة أو بضاعة أو تنصب الحصة على حق االنتفاع ،وقد تم ذكر ذلك في نص المادة 925
من القانون التجاري والتي أوجبت أن يقوم الشريك بالوفاء بها عند التأسيس الشركة مثل ما هو الحال بالنسبة
للحصة النقدية فال يجوز التعهد بتسليمها فيما بعد ويجب أن تكون كاملة غير مثقلة بأعباء كأن تكون
الحصة مرهونة).(2
يتعين بالنسبة لهذه الحصة التي تقدم في الشركات التجارية أن يتم تقدير قيمتها لبيان نصيب مقدار
ما الحصص االجتماعية أو األسهم في الشركات المساهمة).(3
()4
،قد تعرضت لتقديم هذه الحصة من طرف حيث ان المادة 925من القانون التجاري الجزائري
خبير مختص تعيينه المحكمة واو يعين باتفاق أو بإجماع الشركاء ،على أن تذكر قيمة هذه الحصة في
تقرير ملحق بالقانون األساسي يحرره تحت مسؤولية الخبير
وتجدر االشارة ان العبرة في تقويم الحصة هي بوقت العقد وال تأثير النخفاض أو زيادة قيمتها الحقا،
بحيث ال يكون لمقدم الحصة العينية حق المطالبة بما حققته الحصة نتيجة ارتفاع قيمتها ،وكذلك ال يجوز
الرجوع عليه بالتفويض في حالة تغير الظروف االقتصادية التي تؤدي إلى نقص قيمة حصته طالما تم
تقديرها وفقا للقانون.
واألصل أن يتم تعيين هذا المندوب بأمر من المحكمة لتفادي أن يتم اللجوء إلى أشخاص لتواطئي
معهم في تقدير القيمة الحقيقية لهذه الحصص ،خاصة وأن مبدأ المساواة بين الشركاء أمر يكرس عموما في
الشركات التجارية.
ويبقى الشركاء حسب المادة 6/925من قانون التجاري الجزائري مسئولون بالتضامن ولمدة 9
سنوات تجاه الغير عن القيمة المقدرة للحصص ،مع المالحظة أن المسؤولية تنتقض إذا ما كان الشريك
جاهال لسوء التقدير ،ويجب أن تكون حصص الشركاء اسمية وال يمكن أن تكون ممثلة في سندات قابلة
للتحويل كما ورد في ذكره في المادة 925من القانون التجاري(.)2
ج/جصة عمل :استحدث المشرع الجزائري في الحصص المكونة لرأس مال الشركة ذات المسؤولية
المحدودة ووسعها الى حصة عمل حيث جعل امكانية ان تكون حصة الشركاء في الشركة.م.م .تقديم عمل
وذلك على غرار ما هو معمول به في الدول وينص المشرع بهذا الصدد في نص المادة 985مكررمن
القانون 10/29وهي مادة مستحدثة من قبل المشرع على ما يلي"يمكن ان تكون المساهمة في الشركة ذات
المسؤولية المحدودة تقديم عمل ،تحدد كيفيات تقدير قيمته وما يخوله من ارباح ضمن القانون
االساسي للشركة وال يدخل في تأسيس الشركة" .و قد أعطى المشرع الجزائري لذلك تبريرات تتجلى فيما
يلي(:)3
إن تقديم حصة في شكل عمل مكرس في القواعد العامة المتمثلة في القانون المدني؛
إن فتح رأس مال الشركة على الحصص بالعمل ،يزيد من تبسيط تأسيسها و يمكن من االستفادة
من خبرات الشركاء.
أما عن الحصة التي تتمثل تقديم الشريك لعمله في الشركة ،فال نرى هناك ما يمنع ال صراحة وال ضمنا عن
تقديم مثل هذا العمل للمساهمة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
إن هناك من التشريعات من يهدف إلى دمج العمل في رأس مال الشركة و تفاد باالنتقاد الذي يوجه ،من أن
العمل ال يجوز الحجز عليه مما يشكل تهديد لدائني الشركة.فقد بينت المادة 525مكرر()1على انه ،يجب أن
تحدد كيفيات العمل و قيمته و ما يخوله من أرباح في القانون األساسي من جهة أخرى فإنه ال يدخل في
تأسيس رأس مال الشركة.
إن الهدف من وراء ذلك التعديل هو تسهيل تأسيس الشركة ،هذا من جهة و من جهة أخرى جعل المشرع
الجزائري من اإلشارة إلى رأس مال الشركة في جميع الوثائق الخاصة بها أمر إلزاميا ()2بعد أن كان المشرع
يكتفي بذكر ذلك في بيان تسميتها .و حماية للشركاء في الشركة قيد التأسيس فإن الشركة إذ لم تتأسس خالل
2أشهر من تاريخ إيداع األموال)3( ،فإنه يجوز لكل مكتتب أن يطلب من الموثق سحب مبلغ مساهمتها ،فإن
تعتذر ذلك بطرق العادية يجوز اللجوء إلى قاضي االستعجال للترخيص له بسحب المبلغ.
د /انتقال الحصص :تنتقل الحصص في الشركات ذات المسؤولية المحدودة عن طريق اإلرث أو
()4
القانون التجاري الجزائري ،كما قد بموجب حوالة بين األزواج و األصول والفروع حسب المادة 953
يشترط القانون األساسي تحديد شروط خاصة لكي يتم القبول بهذا التحويل والذي ينجم عنه دخول شريك
()5
من القانون التجاري الجزائري على اجازة إحالة حصص جديد إلى الشركة ،حيث نصت المادة 955
الشركاء إلى األشخاص األجانب عن الشركة إال بموافقة أغلبية الشركاء التي تمثل 0/4رأس مال الشركة
على األقل وهي أغلبية مزدوجة عددية ومالية.
واذا اشتملت الشركة على أكثر من شريك فيبلغ مشروع اإلحالة إلى الشركة والى كل واحد من
الشركاء ويعد المتنازل إليه شريكا في الشركة إذا لم تعلن الشركة رأيها صراحة في أجل 0أشهر اعتبا ار من
تاريخ إعالمها بالتنازل.
واذا امتنعت الشركة عن قبول اإلحالة )التنازل( ،ينبغي على الشركاء في أجل 0أشهر اعتبا ار من
االمتناع أن يقوموا بشراء أو يعملوا على شراء الحصص بالثمن الذي يقدره خبير معتمد إما باالتفاق أو في
حالة العكس بأمر من رئيس المحكمة بناءا على طلب الطرف الذي يعينه االستعجال أو بطلب من المدير،
ويمكن تمديد هذا األجل مرة واحدة بقرار قضائي دون أن يتجاوز ستة أشهر حسب ما هو منصوص عليه في
المادة 0/952من القانون التجاري الجزائري.
وفي الفقرة 4من نفس المادة تقول" يجوز أيضا للشركة برضا الشريك المحيل أن تقرر في نفس
األجل تخفيض رأسمالها بمبلغ قيمة حصص هذا الشريك وشرائها من جديد ،".وبتالي يمكن يمنح للشركة أجل
لهذا الغرض ال يتجاوز سنة وبشرط أن ال يؤدي هذا التخفيض إلى اإلخالل بالحد األدنى لرأسمال المشترط
قانونا(.)2
( )1المادة 952من ق.ت.ج " ال يجوز إدخال أي تعديل على القانون األساسي إال بموافقة أغلبية الشركاء التي تمثل ثالثة
أرباع رأسمال الشركة مالم يقض عقد التأسيس خالف ذلك"...
( )2عمار عمورة ،المرجع السابق ،ص .002
34
المطلب الثاني :الشروط الشكلية
بعد التطرق إلى الشروط الموضوعية العامة النعقاد عقد الشركة ومعرفة الشروط الخاصة التي تميزها
عن غير غيرها من الشركات والى مختلف التعديالت التي جاء بها األمر 95-59المؤرخ في 63رمضان
5059الموافق لـ 62سبتمبر 5559والمتضمن القانون التجاري فيما يخص الشروط السالفة الذكر يجب
التطرق الى الشروط الشكلية التي يتطلبها عقد الشركة مثله مثل باقي العقود األخرى ومعرفة ما هو الجزاء
المترتب على ألي شخص يقوم بإخالل بقواعد التأسيس سواء كانت موضوعية أو شكلية وهذا ما سنتناوله
من خالل هذا المطلب.
لم يكتفي المشرع الجزائري باألركان الموضوعية سالفة الذكر بل اشترط أن يفرع العقد في شكل كتابي ،لهذا
ال يعد عقد الشركة من العقود الرضائية التي يكفي النعقادها وصحتها مجرد توافق اإليجاب والقبول ،بل هو
عقد شكلي يستوجب الكتابة ،وهذا ما نصت عليه المادة 455من القانون المدني(.)1
ويبدى الشركاء قبولهم تأسيس شركة المسؤولية المحدودة من خالل التوقيع على عقد الشركة بأنفسهم
أو من يمثلهم قانونا بوكالة خاصة حسب ما نصت عليه المادة 2929من القانون التجاري الجزائري و لهذا
يجب أن يكون عقد الشركة مكتوبا وال تقوم الشركة بغير إيداع هذه العقود لدى المركز الوطني للسجل
التجاري وقيدها وفقا للشروط المفروضة قانونا لتتمتع بكامل الحقوق ويمكن أن تتحمل االلتزامات.
وفقا لألحكام العامة في مجال الشركات عموما فإن عقد الشركة يلزم ان يكون مكتوبا واال كان باطال،
ويكون تأسيس الشركة صحيحا إال اذا كان مكتوب بمحرر رسمي يوقعه جميع الشركاء بأنفسهم او بوكالئهم.
لقد نصت المادة 425ف 2من القانون المدني الجزائري "يجب ان يكون عقد الشركة مكتوبا و إال ان
باطال ،وكذلك يكون باطال كل ما يدخل في العقد من تعديالت اذا لم يكن به نفس الشكل الذي يكتسبه ذلك
العقد".
ونصت المادة 014مكرر 2ف 1من الفانون المدني على انه"...كما يجب تحت الطائلة البطالن إثبات
العقود المؤسسة او المعدلة للشركة بعقد رسمي ،وتودع االموال الناتجة عن هذه العمليات لدى الضابط
العمومي المحرر للعقد".
( )1انطر المادة 455من ق.م.ج " يجب أن يكون عقد الشركة مكتوب واال كان باطال وكذلك يكون باطال ما يدخل على
العقد من تعديالت إذا لم يكن له نفس الشكل الذي يكتسبه ذلك العقد "
()2انظر المادة 525من ق.ت.ج.
35
()1
أن عقد الشركة يثبت بعقد رسمي واال كانت باطلة، تقتضي المادة 949من القانون التجاري الجزائري
ومعنى ذلك أن إرادة الشركاء يجب أن تفرغ في عقد رسمي يتولى الموثق كتابة العقد قبل أن يتم توقيعه من
طرف الشركاء (.)2
وأن هناك من يرى ،أن الكتابة ضرورية إلثبات العقد وليس النعقاده وهذا الرأي منتقد ألن المشرع يتطلب
شهر الشركة وقيدها في السجل التجاري واال كانت باطلة ،والكتابة تعتبر أول الخطوات في سبيل الشهر مما
يدل على إن الكتابة مطلوبة لالنعقاد وليس إلثبات الشركة(.)3
يجب أن يكون اسم الشركة التجاري مسبوقا أو متبوعا بعبارة شركة ذات المسؤولية محدودة أو باألحرف
األولى التي ترمز إليها مع بيان رأسمال الشركة المادة 924قانون التجاري الجزائري()4؛
يجب أن يبين في عقد الشركة الغرض الذي قامت الشركة من أجله واألجل الذي ضرب لها وال يجوز أن يزيد
عن 55سنة؛
ي جب تبيان مقدار رأسمال الشركة ومقدار الحصص العينية والنقدية التي قدمها كل شريك في الشركة وتبيان
التقويم النقدي لكل حصة عينية وكبيان عن الوفاء بكامل الحصص العينية المقدمة ،وعن الوفاء بجزء من
قيمة الحصص النقدية المقدمة للشركة عند تأسيسها؛
يجب تبيان أسماء وألقاب الشركاء ومن عهد إليهم بإرادة الشركة أكان هؤالء من الشركاء أم من الغير مع
ذكر كل واحد منهم؛
ويجب أيضا أن يتضمن عقد الشركة القرار بأن مؤسسي الشركة قد رعوا القواعد التي يقدرها القانون في شأن
عنوان الشركة ورأسمالها التجاري وغرضها وعدد الشركاء ومقدار رأسمال الشركة أن االكتتاب قد وقع بكامل
رأسمال الشركة وأن الوفاء بالحصص كان كامال بالنسبة للحصص العينية ولكن كذلك بالنسبة للحصص
النقدية انه قد تم إيداع المبالغ المدفوعة لدى الموثق وأن الحصص قد وزعت فيما بين الشركاء كما هو مبين
()5
في عقد الشركة
ويجب أن يوقع الشركاء جميعا على عقد الشركة التأسيسي بأنفسهم أو أن يوقع نائب عن الشركة
بمقتضى وكالة خاصة المادة 929ق.ت.ج؛
واضافة إلى هذه البيانات يتضمن العقد التأسيس للشركات بيانات تخص تسيير الشركة )كتعيين
القائمين باإلدارة )المدير أو المسير( ،حقوق الشركاء ،شروط تعيين وعزل المدير ،شروط انتقال الحصص
باإلرث أو التنازل للزوج أو األصول أو الفروع كما ورد في نص المادة 953من القانون التجاري
الجزائري( )2وغير ها من البيانات التي قد يري الشركاء ال بد من وضعها لحسن سير الشركة(.)3
ويتم بعد ذلك اللجوء إلى الموثق الذي يعيد صياغة هذا االتفاق المبرم بين الشركاء في قالب قانوني ،وفقا
للنماذج العقود التي عهد على تحريرها واستعمال النصوص القانونية المنظمة للشركة والتي ال يجوز مخالفتها
من طرف الشركاء ،بعد أن يبين لهم لذلك ويقدم لهم النصح في إدراج بعض البيانات التي من شأنها أن
يساهم في حسن سير الشركة كتعيين المصفى في العقد التأسيسي وغيرها.
بالتالي تعتبر الكتابة ركن عام في جميع الشركات فيما عدا الشركة المحاصة التجارية التي ال يلتزم النعقادها
تحرير سند كتابي ويجوز إثباتها بكافة طرق اإلثبات(.)4
والكتابة هي الزمة في العقد المنشئ للشركة كذلك يلزم توافرها في كل التعديالت التي تدخل عليه كما لو أراد
الشركاء زيادة رأس مال الشركة أو تخفيضه أو إطالة أجل الشركة أو في حالة خروج أحد الشركاء أو دخول
شريك آخر في الشركة أو تعديل في سلطات المدير وغيرها من التعديالت.
حمل الشركاء على التريث والتفكير قبل اإلقدام على إنشاء شركة قد تعرض ذمتهم المالية للخطر؛
الكتابة تقلل من النزاعات التي تنشأ من جراء تنفيذ العقد ؛
تأسيس الشركة إنشاء لكائن معنوي جديد يتعامل في السوق يكون العقد والقانون األساسي هو ورقة
تعريفه أمام الغير.
( )1نادية فوضيل ،شركات االموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .49
( )2انظر المادة 953من ق.ت.ج.
( )0بلعساوي محمد الطاهر ،المرجع السابق ،ص .212
( )4أحمد البسيوني أبو الروس ،الموسوعة التجارية الحديثة ( التاجر والشركات والمحال التجارية) ،الدار الجامعية ،مصر،
ص .200
37
الفرع الثاني :شهر عقد الشركة
بعد إدراج البيانات الالزمة في العقد التأسيسي للشركة وجب على الشركاء تسجيل العقد لدى السجل
المادة 5/945من قانون التجاري 2الجزائري " ال ((1
التجاري حتى تظهر للغير وتكتسب الشخصية المعنوية
تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري."...
حسب نص المادة 945من القانون التجاري الجزائري فإنه يتعين إيداع العقود التأسيسية والعقود
المعدلة للشركات التجارية لدى المركز الوطني للسجل التجاري وتنشر حسب االوضاع الخاصة بكل شكل
من أشكال الشركات واال كانت باطلة ويتعين على الشركاء المؤسسين للشركة البدء بنشر العقد التأسيسي
للشركة في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية حيث أن عقود الشركات والتعديالت والتغيرات والعمليات التي
تشمل رأسمالها كلها تخضع لإلشهار كما جاء في المادة 6من المرسوم التنفيذي 53/56المؤرخ في 55
فبراير يتعلق بالنشرة الرسمية لإلعالنات القانونية.
كما يجب أيضا نشر ملخص عن العقد التأسيسي للشركة ببيان اسم الشركة ورأسمالها وعنوان مقرها
االجتماعي في جريدة يومية مختصة بنشر اإلعالنات القانونية ،وفي العمل يتولى الموثق الذي يقوم بتحرير
العقود التأسيسية هذه المهمة نشر الملخص في جريدة يومية مختصة في اإلعالنات القانونية(.)3
ولكي تنشأ الشركة صحيحة يجب أن يتم قيدها في السجل التجاري ،وذلك أن الشركات التجارية ال تكتسب
الشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري.
()4
4الفقرة 2من المرسوم التنفيذي 45/55المؤرخ في 55يناير 5555 حيث أنه وتطبيقا للمادة
المتعلق بشروط القيد في السجل التجاري:
"يخضع اإللزامية القيد في السجل التجاري وفق ما ينص عليه التشريع المعمول به ومع مراعاة ما هو
منصوص عليه فيه:
كل شخص معنوي تجاري بشكله أو بموضوعه التجاري مقره في الجزائر يفتح بها وكالة أو فرعا أو أية
مؤسسة أخرى".
( )1نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .49
( )2المادة 5/945من ق.ت.ج.
( )3بلعساوي محمد الطاهر ،المرجع السابق ،ص .211
( )6انظر المادة 5الفقرة من المرسوم التنفيدي 51/55المؤرخ في 11يناير 1555المتعلق بشروط المتعلق بشروط القيد في
السجل التجاري.
38
وبالرجوع إلى المادة 50من ذات المرسوم التنفيذي( :...)1ما نصت على الشروط القيد حيث جاء فيها":
يتكون الملف المطلوب لقيد كل شخص معنوي في السجل التجاري من الوثائق اآلتية:
ويتم إيداع هذه الوثائق لدى المركز المحلي للسجل التجاري الذي يتولى تسليم وصل اإليداع بعد
)(2
من التأكد من اكتمال الملف المطلوب للقيد وأال يكون عليه رفض الملف حسبما قضت به المادة 54
المرسوم التنفيذي 45/55المذكور .وبعد ذلك يتم تسليم مستخرج السجل التجاري في أجل ال يجوز أن
يتعدى شهرين من تاريخ تسليم وصل اإليداع ،ويخضع كل تعديل للعقود التأسيسية إلى نفس اإلجراءات التي
يخضع لها القيد والشهر األساسي.
وبعد ذلك يتم تسليم مستخرج السجل التجاري في أجل ال يجوز أن يتعدى شهرين من تاريخ تسليم
وصل اإليداع ،ويخضع كل تعديل للعقود التأسيسية إلى نفس اإلجراءات التي يخضع لها القيد والشهر
األساسي()3و الغرض األساسي من نشر عقود الشركات التجارية مزدوج حيث أنه يمكن الغير من العلم بوجود
( )1المادة 50من المرسوم التنفيذي 45/55المتعلق بشروط القيد في السجل التجاري.
( )2المادة 54من المرسوم التنفيذي 45/55المتعلق بالسجل التجاري.
( )3بلعساوي محمد الطاهر ،المرجع السابق ،ص .214
39
شخص معنوي جديد ،كما يمكن في ذات الوقت الشركاء من اإلطالع على مختلف األمور التي تخص
شركتهم ويكتسبون صفتهم هذه أيضا من خالل هذه اإلجراءات.
وهدف من هذا النشر المستمر هو إعالم الغير ومعرفة حقيقية الشركة التي يتعامل معها حتى ال يقع
في وهم وعدم رؤية األمور على غير حقيقتها(.)1
المطلب الثالث :جزاء اإلخالل بقواعد التأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة
رتب القانون على اإلخالل باألركان الموضوعية واألركان الشكلية في تأسيس الشركة ذات المسؤولية
المحدودة نوعان من الجزاءات :جزاءات مدنية وجزاءات جنائية.
رتب القانون على اإلخالل باألركان الموضوعية في تأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة نوعان
من الجزاءات :جزاءات مدنية وجزاءات جنائية.
اوال/الجزاءات المدنية:
إذا تخلف أحد األركان الموضوعية العامة أو الخاصة كأصل عام يؤدي الى بطالن الشركة ،بحيث تكون
()2
العامة ،ويختلف نوع البطالن تبعا للركن المتخلف ،فقد الشركة باطلة إذا ما تخلف أحد أركانها الموضوعية
يكون مطلقا وقد يكون نسبيا،كما قد يكون بطالنا من نوع خاص ،واألصل أن البطالن مهما كان نوعه يؤدي
إلى زوال العقد وما يترتب عليه من آثار رجعية ،مع اإلشارة أن الشركة ذات المسؤولية المحدودة ال تبطل
بسبب عيب من عيوب اإل ارد ة أو بسبب عدم أهلية الشريك وذلك بخالف ما هو الحال عليه في الشركة
التضامن ماعدا إذا ماشاب عيب إرادة جميع المؤسسين(.)3
وبال تالي فإن الشركة ذات المسؤولية المحدودة تكون معرضة للبطالن المطلق إذا كان المحل أو
الغرض غير مشروع أي نشاطها مخالف لنظام العام واآلداب العامة كمتاجرة المخدرات ،وكذلك تكون باطلة
في حالة تخلف ركن من أركانها الخاصة ،كأن تتجاوز عدد الشركاء حسب التعديل الذي جاء به القانون رقم
10-29يعدل ويتمم األمر 95-59المتضمن القانون التجاري في المادة 4منه عدلت المادة 953من
( )1محمد فريد العريني ،القانون التجاري ،شركات األموال ،الدار الجامعية للطباعة والنشر ،مصر ،ص.054
( )2نادية فوضيل ،شركات األموال القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص.45
( )3عمار عمورة ،المرجع السابق ،ص .000
40
()1
التي قامت برفع عدد الشركاء من 10شريكا إلى 90شريكا بتالي في حالة تجاوز عدد القانون 95-59
الشركاء 90شريك يؤدي إلى بطالن الشركة.
وتبطل الشركة أيضا إذا تم تأسيسها عن طرق االكتتاب العام ،إذ يجب أن يتم االكتتاب بجميع
الحصص المادة 925من القانون التجاري الجزائري( )2أما فيما يخص بطالنها إذا تم تقديم حصص من
عمل وهذا كان قبل صدور القانون الجديد الذي أجاز للشركاء من إمكانية أن تكون حصة الشريك حصة
عمل بالتالي أصبح ذلك جائ از وال يمكن بطالن الشركة المادة 922المعدلة من القانون التجاري الجزائري.
اما في ما يخص رأس مال الشركة اذا انخفض عن 200.000دج أو لم يقسم إلى حصص ذات قيمة
متساوية مقدارها 2000دج على األقل(.)3
وذلك حسب نص المادة 922القانون التجاري الجزائري فإنها تتعرض إلى بطالن ويجدر القول أن
هذه المادة عدلت كما سبق اإلشارة إليها بأن المشرع قام بإلغاء الحد األدنى لرأسمال هذه الشركة وجعل
الحرية لألطراف في تقديره وذلك في القانون األساسي بالتالي فإن البطالن هنا يرجع المبلغ الذي قام بتحديده
()4
من القانون 63-59الذي عدل الشركاء واذا تم مخالفته فإنها تعرض إلى البطالن المادة )922( 6
وتتم األمر 95-59المتضمن القانون التجاري.
يجوز تصحيح العيب الذي أدى إلى البطالن ويظل هذا الحق قائما إلى اليوم الذي تتولى فيه
المحكمة النظر في األصل مبدئيا ،إال إذا كان هذا البطالن مبنيا على عدم قانونية موضوع الشركة.
أما إذا قضي بالبطالن وكانت قد باشرت أعمالها بالفعل ،فال يكون للبطالن أثر رجعي احتراما
للمراكز القانونية التي نشأت واستقرت قبل ال نطق به ،أي أن الشركة في الفترة السابقة على حكم البطالن تعد
كأنها شركة صحيحة استنادا إلى نظرية الشركة الفعلية( ،)5غير انه بمجرد صدور الحكم بالبطالن يجب حلها
وتصفيتها طبقا أل حكام العقد التأسيسي باستثناء البطالن الذي يتم بسبب مخالفة النظام العام وآداب العامة إذ
تعتبر الشركة في هذه الحالة معدومة.
وبالرجوع إلى أحكام المادة 945من القانون التجاري الجزائري والتي تقضي" بأن الشركة ال تتمتع
بالشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري".
إذ قبل إتمام هذا اإلجراء "القيد" يكون األشخاص الذين تعهدوا باسم الشركة ولحسابها متضامنين دون تحديد
أموالهم ،إال إذا قبلت الشركة هذه االلتزامات بعد تأسيسها(.)2
فالمشرع الجزائري وقبل إتمام إجراءات القيد ال يعترف للشركة بالشخصية المعنوية وبكيانها القانوني استنادا
إلى المادة 945من القانون التجاري عمال بمبدأ عدم القيد الخاص.
كما يترتب استنادا إلى المادة 455من القانون المدني الجزائري والمادة 949من القانون التجاري الجزائري
بطالن الشركة إذا لم يتم كتابة عقد كتابة( (3رسمية وكذا أية تعديل يدخل على هذه العقود ويكون خاضعا
لنفس اإلجراءات.
والجدير بالذكر أن البطالن المقرر يمكن تصحيحه وذلك استنادا الى المادة 509من القانون
()4
،وذلك من خالل إزالة سبب البطالن والذي يكون بإتمام اإلجراءات المشترطة واكمالها التجاري الجزائري
وفقا لما يشترطه القانون ،وعلى القاضي أن يحكم بانقضاء دعوى البطالن إذا مازال سبب البطالن حتى ولو
كان يوم النظر في الدعوى
حيث نصت المادة 509من القانون التجاري الجزائري " تنقض دعوى البطالن إذا انقطع سبب البطالن
في اليوم الذي تتولى فيه المحكمة النظر في األصل ابتدائيا إال إذا كان هذا البطالن مبنيا على عدم
قانونية موضوع الشركة ".
/5المسؤولية المدنية
قرر المشرع المسؤولية المدنية التضامنية على عاتق مؤسسي الشركة الذين تعهدوا باسمها ولحسابها
()3
تقع على عاتقهم وهم مسئولون خالل فترة التأسيس ،فكل التصرفات التي تصدر عن مؤسسي الشركة
بالتضامن في مواجهة الغير والمؤسس هو كل شخص وقع على عقد الشركة باعتباره شريكا أو وقع بواسطة
وكيل خاص لهذا الغرض ،والتضامن الملقى عليه عاتق مؤسسي الشركة بحكم القانون فال يجوز االتفاق على
مخالفته ألنه يعد من النظام العام للشركات التجارية(.)4
وكذلك القي المشرع المسؤولية التضامنية على مؤسسي الشركة تجاه الغير وهذا لمدة 9سنوات في حالة ما إذا تم
تقدير الحصص العينية على غير حقيقتها.
/2المسؤولية الجنائية
لقد نص المشرع على جزاء أشد يتمثل في ترتيب المسؤولية الجنائية على لكل من يخالف أحكام
الشركة ذا المسؤولية المحدودة من مؤسسين ومسيرين وقد تعرضت لذلك في المواد من 533إلى 539من
()5
الجزائري وقضت بمعاقبة كل من قام بالغش سواء في تقييم الحصص النسبة أو قام بتوزيع القانون التجاري
أرباح صورية أو المسيرون الذي يقدمون ميزانية مغشوشة ويقومون بإخفاء الوضع الحقيقي للشركة ،أو
استعملوا امواال تتنافى ومصلحة الشركة أو لم يضعوا في كل سنة مالية الجرد وحساب االستغالل العام
وحساب الخسائر واألرباح والميزانيات وتقارير المسيرين وعند اقتضاء تقارير مندوبي الحسابات ومحاضر
( )1نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .92
44
المبحث الثاني :اكتساب الشخصية المعنوية للشركة ذات الم الم
لقد اعترف القانون الجزائري شأنه شأن القوانين الحديثة ،للشركة التجارية بالشخصية المعنوية ،ولهذا
متى توفرت جميع األركان في عقد الشركة نشأ عن هذا العقد شخص جديد وهو الشخص المعنوي الذي
ينفصل عن شخصية الشركاء.
تعرف الشخصية القانونية على انها الصالحية لثبوت الحقوق و الواجبات ،والشخص المعنوي هو
مجموعة من األفراد يتبعون تحقق غرض معين ولقد تعددت النظريات في طبيعة الشخصية المعنوية
وتفسيرها .واعتبرها البعض أنها مجرد افتراض ،والبعض اآلخر اعتبرها حقيقة واقعية ،ومنهم من ينكر فكرة
الشخصية المعنوية ويرى أنها فكرة الذمة المالية المخصصة لغرض معين ،وتعتبر الشركة شخصا معنويا
مستقال وقائما بذاته عن أشخاص الشركة.
تعتبر الشركة المدنية بمجرد تكوينها شخصا معنويا ،غير أن هذه الشخصية ال تكون حجة على
الغير إال بعد استفاء إجراءات النشر التي نصت عليها القانون .ومع ذلك إذا لم تقم الشركة باإلجراءات
()1
من القانون المدني. المنصوص عليها في القانون ،فإنه يجوز للغير أن يتمسك بتلك الشخصية المادة 551
وعليه فالشركة المدنية لها شخصية منذ تكوينها ألنها غير مطالبة بالقيد واإلشهار.
()2
تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها أما القانون التجاري فقد نصت المادة555
في السجل التجاري .وقبل إتمام هذا اإلجراء يكون األشخاص الذين تعهدوا باسم الشركة ولحسابها متضامنين
من غير تحديد في أموالهم إال إذا قبلت الشركة بعد تأسيسها بصفة قانونية أن تأخذ على عاتقها التعهدات ،
فتعتبر بمثابة تعهدات شركة منذ تأسيسها.
( )1تنص المادة 307ق .م :ج تعتبر الشركة بمجرد تكوينها شخصا غير أن هذه الشخصية ال تكون حجة على الغير إال
بعد استيفاء إجراءات الشهر التي ينص عليها القانون .ومع ذلك إذا لم تقم الشركة باإلجراءات النصوص عليها في القانون فإنه
يجوز للغير أن يتمسك بتلك الشخصية.
( )6أنظر المادة 239من ق.ت.ج.
45
ويتضح من هذا النص أن المشرع الجزائري ال يعترف للشركة ذات المسؤولية المحدودة باعتبارها
شركة تجارية بأي وجود قانوني مستقل قبل القيد في السجل التجاري ،وبذلك يكون قد قيد حكم المادة 515
ف 6من القانون المدني باعتبار أن الخاص يقيد العام.
ولقد اعتبر المشرع حكم التصرفات التي يبرمها المؤسسون لحساب الشركة أثناء فترة التأسيس تقام
على أساس المسؤولية التضامنية على عاتق األشخاص الذين يتولون القيام بتعهدات باسم الشركة ولحسابها
ذلك إذ لم تلتزم الشركة بهذه التصرفات بعد تمام تكوينها وقيدها في السجل التجاري ،وتعتبر هذه التصرفات
وكأن الشركة التي أبرمتها منذ البداية.
األصل أن الشخصية المعنوية للشركة تنتهي بحلها وانقضائها ،ومع ذلك فمن المقرر أن انقضاء
الشركة يترتب عليه زوال شخصيتها المعنوية ،وانما تظل الشركة محتفظة بشخصيتها المعنوية طيلة فترة
التصفية بالقدر الالزم للتصفية من تاريخ انقضاء الشركة لحين توزيع أموالها على الشركاء وذلك مراعاة
لمصلحة الشركاء ودائني الشركة على السواء ،وهذا ما قضت به المادة )1(555من ق.م.ج " تبقى مستمرة
2
إلى أن تنتهي أعمال التصفية" وذلك ما أكدته المادة 522فقرة 6ق.ت.ج.
" تبقى الشخصية المعنوية للشركة قائمة الحتياجات التصفية إلى أن يتم إقفالها" ويتبع عنوان أو اسم
الشركة البيان التالي " شركة في حال تصفية" ،وعلى ذلك فإنه يجوز مقاضاة الشركة أثناء التصفية وكذلك
يجوز للمصفي إبرام عقود وتنفيذ االلتزامات بالقدر الالزم ألعمال التصفية ،فإذا امتنعت الشركة عن الوفاء
بديونها وهي في فترة التصفية ،فإنه يمكن طلب شهر إفالسها وباعتبارها شخصا معنويا.
تتمتع الشركة كشخص معنوي بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنسان وذلك في
الحدود التي قررها القانون .المادة ( 52فقرة )1ق(.)1م.ج وتعد شركة ذات المسؤولية المحدودة كأي شركة
لها نتائج من جراء اكتسابها الشخصية المعنوية ولعل من أهم النتائج المباشرة لتمتع الشركة بالشخصية
المعنوية نجد أوال األهلية ،والتي تعني حرية التعاقد والدخول في كافة المعامالت المالية ،طالما كان ذلك في
نطاق نشاطها وحدود غرضها.
أما عن النتيجة المباشرة الثانية في الذمة المالية ،والتي تعتبر مستقلة عن ذمم الشركاء ،حيث تشمل
كل مالها من حقوق وما عليها من التزامات في الحاضر والمستقبل والنتيجة المباشرة الثالثة .فتكمن في
االسم والعنوان ،إذ لكل شركة اسم خاص بها يميزها عن غيرها .وهو يختلف في شركات األشخاص عنها في
األموال ،ول لشركة كشخص معنوي موطن مستقل ومتميز عن موطن الشركاء والذي يعد بمثابة المركز
القانوني للشركة.
وهناك آثار أخرى غير مباشرة والتي تترتب على هذه الشخصية المستقلة .ويقصد باآلثار غير المباشرة تلك
التي ال تساهم مباشرة في تحقيق غرض الشركة.
إال أنه لها أهمية قصوى لتهيئة ظروف تحقيق هذا الغرض ،وتتمثل هذه النتائج في الجنسية أوال ،معنى
جنسية ذلك الشخص المعنوي المستقل ،والمتمثل في الشركة التجارية ذات المسؤولية المحدودة.
أما األثر الثاني فيتمثل في موطن الشركة ،والذي يعتبر مستقال عن ذلك الموطن الخاص بالشركاء،
وللموطن أهمية كبرى لدى الشركة ،وذلك من حيث االختصاص القضائي ،وكذا القانون الواجب التطبيق
على النزاع المتعلق بالشركة ،وهذا باإلضافة إلى تحديد جنسية الشركة.
لقد في ورد نص المادة 52من القانون المدني بأن يكون للشركة ( ذات.الم.الم) كما هو الحال لباقي
األشخاص المعنوية .أهلية في الحدود التي يعنيها عقد إنشائها أو التي يقررها القانون.
واذا سلمنا باكتساب الشركة لألهلية القانونية ،فإن تمتعها بالحقوق تقابله التزامات ،والتي من بينها مسؤولية
الشركة عن األضرار التي قد تلحقها بالغير سواء كان ذلك بواسطة ممثلها أو شركائها.
أن تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية ،يؤدي حتما إلى تمتعها باألهلية الالزمة الكتساب الحقوق
وااللتزام بالواجبات على غرار األشخاص الطبيعيين ،2ولهذا فإن للشركة أهلية خاصة بها ،فهي تتمتع بحق
التملك وحق التعاقد فلها أن تشتري وتبيع وأن تقرض ،ويقوم بجميع هذه األعمال من يمثل الشركة قانونا
بموجب عقد الشركة التأسيسي وفي حدود الصالحيات الممنوحة في العقد المذكور ويجوز للشركة قبول
التبرعات من الغير بشرط أن ال يكون التبرع مقترنا بشرط يتنافى مع غرض الشركة.
أما تبرعات الشركة للغير فاألصل عدم جوازها لتعارض ذلك مع غرض الشركة وهو السعي وراء
الربح .ولكن ليس هناك ما يمنع أن تتبرع الشركة لألعمال االجتماعية والخيرية في حدود ما يجري به العرف
والعادة(.)3
إن أهلية الشركة ليست مطلقة كأهلية األفراد ،فهي مقيدة في ممارسة نشاطها بالغرض الذي أنشأت من أجله،
إذ ال يمكنها تجاوز حدود هذا الغرض وهو ما يعرف بمبدأ التخصيص ،وذلك باعتبار أن األصل في
الشخص المعنوي هو ارتهان وجوده وقيام شخصيته بهدف محدد.
( )1سالمي ساعد ،اآلثار المترتبة على الشخصية المعنوية لشركة التجاري ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير تخصص القانون
الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،6216 ،ص.5
( )6إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية -األحكام العامة للشركة ،ج، 1الطبعة الثانية ،منشورات الحلبي الحقوقية،
لبنان ،6229 ،ص.651
()3مصطفى كمال طه ،الشركات التجارية ،األحكام العامة في الشركات -شركات األشخاص -شركات األموال -أنواع خاصة
من الشركات ،دار الجامعية الجديدة للنشر ،مصر ،1551 ،ص.52
48
ولما كانت الشركة كشخص قانوني يتمتع بأهلية الوجوب ،حيث أنها تتمتع بكافة الحقوق باستثناء تلك
المالزمة للشخص الطبيعي ،فكيف سيكون الحال عند تمتعها بأهلية األداء؟
يحق للشركة باعتبارها شخصا قانونيا أن تبرم العقود وتباشر التصرفات المالية من إيجار وبيع رهن وغيرها
من التصرفات ،كما تتمتع بحق الثقافي كمدعية أو المدعى عليها .ويقوم بجميع األعمال التعاقدية الشخص
أو األشخاص المكلفين بإدارة الشركة وذلك في الحدود الصالحيات الممنوحة لهم في عقد الشركة أو نظامها
األساسي ،ويتمثلون أساسا في المدير أو أعضاء الجمعية العامة ،ولذا تتحقق استقاللية الشخصية القانونية
للشركة عن تلك الشخصية الخاصة بأعضائها.
وكما تمتع الشركة بأهلية األداء يقتضي بالضرورة اإلقرار لها بحق الثقاضي ،وذلك حتى يمكنها الدفاع عن
حقوقها.
إن التزام الشركة بمختلف التصرفات الصادرة عنها ،يقضي صدور هذه التصرفات ممن له صفة
تمثيل لهذه الشركة دون أن يتجاوز للسلطات المحددة له .حيث ال يمكن للشركة التجارية ( ذات الم.الم)
باعتبارها شخصا معنويا أن تعمل بنفسها في الحياة القانونية ،ولذلك كان لها ممثال يعبر عن إدارتها
قانونا( .)1أو أشخاص يوقعون مختلف الق اررات المتخذة من طرف الشركة ،مما يؤدي إلى التزام هذه األخيرة
بكافة التصرفات التي يقوم بها ممثلوها ،حتى ولو انتهت المهام المسندة إليهم.
كما ال يمكن للشركة أن تحتج على الغير القتضاء حقوقها ،أو أن يحتج الغير على الشركة للوفاء
بالتزاماتها إال إذا كانت التصرفات المنشئة لهذه الحقوق أو االلتزامات صادرة ممن له الصفة في تمثيل
الشركة.
كما أنه يفترض في ممثلي الشركة أنهم مفوضين من الشركاء ،إذ يتم تعيينهم من طرف غالبية الشركاء ،كما
يتمتعون بسلطات خاصة ،ويفترض في عضوية الممثل أنها تمت وفقا للقانون وبالشروط المنصوص عليها.
( )1تنص المادة 21ف 6من ق.م.ج " للشركة نائب يعبر عن إدارتها".
49
حيث أنه في الشركة ذات المسؤولية المحدودة يتم تعيين ممثلي الشركة من قبل الشركاء الذين يزيد تمثيلهم
عن نصف رأس مال الشركة ،ويتم عزلهم بتوفر نفس النسبة ،كما ال يمكن أن يكون الممثل إال شخصا
طبيعيا(.)1
وان تجاوز الممثل لغرض الشركة ،كما هو محدد بعقد تأسيسها أو نظامها ،يرتب نتيجة منطقية وهي عدم
2
التزام الشركة بهذه التصرفات.
غير أن المشرع الجزائري خرج عن هذه القاعدة حيث قام بإلزام الشركة عن تصرفات الممثلين
القانونيين لها والتي ال تدخل في نطاق غرض الشركة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة .وذلك لما فيه من
الفائدة على استقرار المعامالت وكذا حماية للغير الذي يتعامل مع الشركة.
إن اإلقرار باألهلية القانونية للشركة التجارية يقتضي حقها في التقاضي ،إذ يمكنها رفع الدعاوى
باسمها للمطالبة بحقوقها والدفاع عن مصالحها .وهذا ما اقره المشرع الجزائري طبقا إلحكام المادة / 52ف1
من القانون المدني الجزائري والتي تنص على أن " يتمتع الشخص االعتباري بجميع الحقوق… ويكون لها…
حق التقاضي".
كما أن جميع الدعاوى ترفع اسم الشركة وباعتبار الشركة شخص معنوي ال يمكنها التقاضي إال بواسطة
من يمثل هذا الكيان المستقل على مختلف األشخاص المكونين له.
ومن المسلم به ،أنه ال يمكن للشركة كشخص قانوني مباشرة حقها في التقاضي ،إال عن طريق
أشخاص طبيعيين ،تستوجب اكتسابهم الصفة الصحيحة للتمثيل ،ويتمثل أساسا في مدير الشركة.
وهؤالء يمثلون الشركة في مختلف الدعاوى المرفوعة منها أو عليها ،كما يجب التفرقة بين الطرف الحقيقي
األصيل في الخصومة وهو الشركة ،وبين الممثل القانون أو مديرها الذي يباشر هذه الدعوى .كما أن أي
تغيير قد يط أر على هذا األخير أثناء سير الخصومة ال يؤثر شيء ،وذلك طالما اكتسب الشخص الذي يخلفه
صفة تمثيل الشركة.
إن مبدأ مسؤولية الشركة التجارية ( ذات الم الم) عن أعمال ممثليها مستقر ،إذ يستتبع تمتعها
باألهلية إمكانية مساءلتها مدنيا عن األخطاء العقدية أو التقصيرية التي تقع عن عمالها أو موظفيها بسبب
تأدية وظائفهم ،كما تسأل مدنيا عن تلك األضرار التي تحدثها األشياء والحيوانات التي في حراستها ،وبهذا
فإن مسؤوليتها ال تخرج عن كونها أما عقدية أو قانونية.2
ال تقع العقوبة إال على األشخاص الطبيعيين الرتكابهم أضرار وألن الشركة ليست شخصا طبيعيا،
وليس لها إرادة فهي ال ترتكب بذاتها أعماال جنائية فضال عن العقوبات الجسمانية أو البدنية ال يعقل تطبيقها
على الشركة .فقد جرى الفقه والقضاء على عدم قيام المسؤولية الجنائية على عاتق الشركة واألشخاص
المعنوية بوجه عام بل الذي يسأل جنائيا هو مرتكب الجريمة شخصا من عمالها ومديرها ،وينشأ عن ذلك
الجرائم التي يعاقب عليها بغرامات مدنية.
تتمتع الشركة التجارية باعتبارها شخصا معنويا بذمة مالية خاصة بها ،عن ذمم الشركاء ،أو
الم ساهمين فيها ،إذ تستمر طالما بقيت الشخصية المعنوية للشركة قائمة ،حيث تنتهي الذمة المالية بانتهاء
هذه الشخصية سواء كان ذلك بانحالل الشركة وتصفيتها.
3
ولقد اقر المشرع الجزائري بالذمة المالية للشركة ،وذلك من خالل نص المادة 6 / 52من القانون المدني
وتجدر اإلشارة ابتداء ،إلى أن الذمة المالية للشركة ،إنما تتكون من الحصص المقدمة من الشركاء والتي
بدورها تكون رأس مال الشركة ،هذا باإلضافة إلى كل الحقوق واألرباح الناتجة عن مختلف األنشطة التي
( )1سالمي ساعد ،االثار المترتبة على الشخصية المعنوية لشركة التجارية ،المرجع السابق ،ص69
( )2المرجع نفسه ص.65
3انظر المادة 6/52من ق.م .ج.
51
تقوم بتحقيقها لمشروعها ،هذا ويدخل أيضا ضمن الذمة المالية مختلف الديون المترتبة عن استثمار
المشروع(.)1
الحصة التي يقدمها الشريك للشركة تخرج عن ملكه وتصبح مملوكة للشركة كشخص معنوي ،وال
يكون للشريك بعد ذلك إال مجرد نصيب في األرباح أو في األموال التي تبقى بعد تصفية
الشركة(.)2
ليس لدائني الشركة أي حق على أموال الشريك الخاصة إال إذا كان لهذا الشريك صفة
التضامن.
ال تقع المقاصة بين دائني الشريك الشخصي وبين الدين الذي للشركة عن الدائن نفسه ،وال بين
الدين على الشركة المترتب ألحد الشركاء على دائن الشركة نفسه ألن المقاصة تفرض وجود
متقابلين وحق الشركة يختلف عن حق الشركاء.
إن لدائن الشركة حق األفضلية على أموال الشركة بالنسبة لدائني الشركاء الشخصيين.
تعتبر ذمة الشركة هي الضمان العام لدائني الشركة وحدهم دون دائني الشركاء الشخصيين.
ومن ثم ال يجوز لدائني الشريك اثناء قيام الشركة أن يتقاضوا حقوقهم عن طريق الحجز على أموال
الشركة أو على ما يخص ذلك الشريك في رأس المال ،وانما لهم أن يتقاضوها مما يخصه من األرباح كأن
يحجزو على حصته في الربح المادة ( 592)3ق.م.ج
أما إذا انحصرت الشركة وتمت التصفية ،فقد زالت الشخصية المعنوية عنها ،وأصبح المال شائعا
بين الشركاء ،وجاز لدائني الشريك أن يتقاضوا حقوقهم من نصيب مدينهم في أموال الشركة بعد تحديد
نصيبه من القسمة.
األصل أنه ال تالزم بين إفالس الشركة وافالس الشركاء ،لذلك تجدر اإلشارة إلى أن عجز الشركة
عن تسديد ديونها يؤدي بالضرورة إلى خضوعها إلى التسوية القضائية أو إلى التصفية .وهذا دون أن يمتد
هذا اإلجراء ألى الذمة المالية للشركاء وهو أمر متعلق بالشركات ذات المسؤولية ،إذ أن إفالس أحد الشركاء
()1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية -األحكام العامة -المرجع السابق ص.615
()2مصطفى كمال طه ،الشركات التجارية – األحكام العامة ،المرجع السابق ص.51
()3انظر المادة 376من ق .م .ج.
52
ال يتعدى إلى باقي الشركاء .وهذا ما أخذ به المشرع الجزائري وذلك فيما يتعلق بالشركات ذات المسؤولية
المحدودة والمؤسسات ذات الشخص الوحيد .لذلك نجد أن إفالس الشريك ال أثر له على الشركة ،طالما بقيت
قادرة على الوفاء بالتزامها ،إال إذا عجزت عن ذلك فيمكن حينئذ شهر إفالسها ،وال يمتد ذلك لذمم الشركاء(.)1
إن اعتبار الشركة التجارية شخص معنوي يؤدي إلى ضرورة اسم يطلق عليها ،وذلك يقصد تمييزها
عن غيرها من األشخاص القانونية سواء كانوا مكونين لها أو أشخاصا معنوية أخرى.
ولالسم أهمية بالغة سيما فيما يتعلق بمعامالت الشركة مع الغير إذ يتم التوقيع على مختلف المعامالت باسم
الشركة ،كما يتم رفع الدعاوى أمام القضاء باسم الشركة وذلك دون الحاجة إلى ذكر اسم ممثلها.
وبذلك فإن الشركة التجارية تمارس مختلف نشاطاتها التجارية باسم الشركة أو عنوانها ،لذا يعتبر االسم محل
ملكية معنوية ،األمر الذي يوجب قيده في السجل التجاري مقر الشركة وكذا عند العقد التأسيسي لها ،وهذا
بطبيعة الحال إلعالم الغير .إذا هذا ما يتضمنه المشرع التجاري الجزائري(.)2
كما تتخذ الشركة اسما لها وعنوانا يتكون من اسم احد الشركاء أو بعضهم ،ويستمد أيضا من غرض
الشركة.
ويختلف اسم الشركة تبعا الختالف نوعها أو شكلها حيث يستمد اسم من غرضها التي أنشأت من أجله .كما
هو الشأن في الشركة ذات المسؤولية المحدودة حيث يشمل هذا النوع الخصائص الموجودة لدى شركات
األشخاص وشركات األموال .والتي اعتبرها بعض الفقهاء وسطا بين نوعي الشركات إذ تعد شركة بين
الشركاء أنفسهم أما بالنسبة للغير أي جماعة الدائنين فتعتبر شركة أموال.
ولقد أخضع المشرع الجزائري الشركات ذات المسؤولية المحدودة في كثير من النصوص ألحكام
شركات األموال ،ونظ ار ألهمية التي تكتسبها هذه الشركة حيث قام المشرع من خالل القانون 62-15بتعديل
نص المادة 552من القانون التجاري التي تنص على عدد الشركاء حيث قام برفع الحد للشركاء من 62
()1تنص المادة 219من ق.ت.ج على أنه " ال تنحل الشركة ذات المسؤولية المحدودة بنتيجة الحظر على أحد الشركاء أو
تفليسه أو وفاته إال إذا تضمن القانون األساسي شرطا مخالفا في هذه الحالة األخيرة…"
()2أنظر المادة 236من ق.ت.ج.
53
شريكا إلى 52شريكا والحصص المقدمة من الشركاء يجب أن تكون اسمية وال يمكن أن تكون ممثلة في
سندات قابلة للتداول.1
وفي حالة إفالس أو وفاة أحد الشركاء ال تنقضي الشركة وذلك طبقا للمادة )2( 515من القانون
التجاري الجزائري ،إال في حالة ما إذا تضمن العقد التأسيسي شرطا مخالفا لذلك.
كما تتخذ هذه الشركات اسما تجاريا مستمدا من غرضها ،لذلك وجب تمييز هذا االسم عن ما يمثلها من
الشركات المقيدة بسجل تجاري ،ويمكن أن يتضمن اسم شريك أو أكثر ،كما يجب تمييز عنوان الشركة عن
أمثاله ،ويكون عنوان الشركة اسما تجاريا لها.
إال أن ذكر أسماء بعض الشركاء في هكذا شركات ،قد يحدث غلطا لدى الغير ،وذلك لعدم مسؤولية
الشركاء في الشركة مسؤولية شخصية عن ديون الشركة .إذ نجد أنهم ال يتحملون الخسائر إال بقدر
حصصهم في الشركة.
كما يمكن أن يتكون اسم الشركة عن عنوان يضاف إليه اسم مبتكر ،على أن يتبع بعبارة الشركة
ذات المسؤولية المحدودة ،مع ذكر رأسمالها .وهذا بقصد عدم وقوع الغير في أي غلط ،على معرفة نوع
الشركة المتعامل بها.
أما فيما يخص تغيير اسم الشركة حيث يمكن ألي شركة القيام بإحداث تغيير على اسمها أو
عنوانها ،وذلك دون التأثير في الحقوق وااللتزامات المترتبة عليها ،أو على تلك اإلجراءات التي قامت بها،
شريطة تسجيل هذا التغير بالسجل الخاص بالشركة .عن طريق ذكره بالعقد التأسيسي لها ،هذا باإلضافة إلى
القيام بإبداع التغيير ونشره بهدف إعالم الغير.
وفي الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،والمؤسسات ذات الشخص الوحيد ،ال يمكن إجراء أي تعديل في العقد
التأسيسي للشركة ،إال بعد موافقة أغلبية الشركاء ،والتي تمثل ثالثة أرباع رأس مال الشركة ،ما لم يقضي
العقد التأسيسي بخالف ذلك.
كما أن التعديل ال يدخل ضمن الصالحيات المخولة للمدير في مثل هذه الشركات ،وال جمعية
الشركاء العادية ،لذا تطلب األمر أغلبية خاصة في الجمعية التي يمكنها إجراء أي تعديل .بما في ذلك
وهكذا نخلص إلى أن اسم الشركة أو عنوانها ال يتم إال بتعديل العقد التأسيسي للشركة(.)1
للجنسية أهمية بالغة خاصة بالنسبة للشركات التجارية باعتبارها شخصا معنويا ،إذ أن اكتساب
الشركة لجنسية محددة يعني استحقاقها لحماية الدولة المانحة الجنسية .هذا مع تمتعها بالمزايا التي تقرر
تشريعاتها وبالمقابل وجب على الشركة االلتزام بقوانين تلك الدولة مع حفظ نظامها العام ،كما أن قانون
جنسية الشركة هو واجب التطبيق ،وذلك فيما يخص تأسيسها وادارتها وأهليتها وتصفيتها.
ولهذا فالشركة جنسية خاصة قد تختلف عن جنسية أعضائها المكونين لها ويفيد تعيين جنسية
الشركة في أمور عديدة لمعرفة مدى تمتع الشركة بالحقوق التي تقتصر كل دولة على رعاياها ومنها الحق
في التجارة ،ولتحديد الدولة التي يكون لها الحق في حماية الشركة في المجال الدولي ولم يحدد القانون المدني
أو التجاري الجزائري بنص صريح مسألة جنسية الشركة ولم يتناولها لتنظيم القانوني الخاص بالجنسية
الجزائرية الذي لم يتعرض إال لجنسية األشخاص الطبيعيين ويرجع لنص المادة 52ق.م.ج فقرة 5حكما
خاصا بالقانون الواجب التطبيق على الشركات فقضت بأن الشركات التي يكون مركزها الرئيسي في الخارج
ولها نشاط بالجزائر يعتبر مركزها في نظر القانون الداخلي في الجزائر وكذلك المادة 555ق.ت.ج()2أن
الشركات التي تمارس نشاطها في الجزائر تخضع للتشريع الجزائري .وقد اختلف الفقه والقضاء حول أمرين
أولهما هل يلزم للشركة جنسية حتى تباشر نشاطها وما هو المعيار الذي يحدد جنسية الشركة في حالة عدم
وجود نص؟.
ذهب بعض الفقهاء وأحكام القضاء إلى القول بأنه ال يلزم للشركة كشخص معنوي جنسية كجنسية
األفراد وحجتهم في ذلك أن رابطة الدم واالنتماء وهي روابط لها طبيعة عاطفية وذات عالقات سياسية األمر
الذي ال يتوفر في الشركة كشخص معنوي.
والرأي الثاني ذهب إلى القول بأن معيار جنسية الشركاء هو الذي يحدد نشاط الفعلي للشركة والرأي
الثالث يقول بأن المعيار هو الدولة الكائن بها مركز اإلدارة لرئيس الشركة.
والمشرع الجزائري رغم أنه لم ينص صراحة على جنسية الشركة إال أنه أخذ بمعيار محل نشاط الشركة وهذا
ما يفسره نص المادة 52فقرة 5ق.م.ج والمادة 555ق.ت.ج.
يعتبر الموطن بالنسبة للشخص الطبيعي المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة ،وباعتبار الشركة
شخصا قانونيا متمي از عن الشركاء ،فبالنتيجة لذلك تعين أن يكون لها موطن مستقل عن موطن الشركاء فيها.
ويكون هذا الموطن في المكان الذي يوجد فيه المركز الرئيسي للشركة ،وهو الذي يباشر فيه المدير
عمله إذ تعلق األمر بشركات األشخاص ،وبمكان انعقاد الجمعية العمومية فيما يخص الشركة ذات المسؤولية
المحدودة.
كما يختلف مركز اإلدارة الشركة عن مركز استثمارها الذي تباشر فيه نشاطاتها ،إذ من الممكن أن يوجد
مركز اإلدارة في مكان ،في حين مركز نشاط الشركة في مكان آخر ،كما يحق للشركة الذي يعد موطنها أين
تباشر نشطها الرئيسي.
ويشترط في المركز أن يكون المكان الذي توجد فيه الهيئات القائمة فعال بإدارة الشركة .إذ يعتبر ذلك
من المسائل الموضوعية التي تكون فيها سلطة التقديرية لقضاة الموضوع ،سيما عند التحليل على القانون،
حيث يتم تعيين المركز الرئيسي للشركة خارج البالد الذي تمارس فيه اإلدارة فعليا ،بقصد مخالفة القانون،
كالتهرب مع دفع الضرائب(.)1
( )1سالمي ساعد ،اآلثار المترتبة على الشخصية المعنوية للشركات التجارية ،المرجع السابق ،ص.125
56
كما أن الشركاء أحرار في تعيين موطن الشركة إال أننا نجد أن التشريعات اختلفت في تحديد
الموطن ،بسبب تشعب نشاط الشركة وامتداده إلى عدة مناطق ،حيث أنها استندت إلى عدة معايير في ذلك.
ولتحديد موطن لدى الشركات التجارية أهمية قصوى من حيث تحديد القانون الواجب التطبيق،
واالختصاص القضائي وكذا تحديد الجنسية.
لقد حدد المشرع الجزائري موطن الشركة ذات المسؤولية المحدودة هو المكان الذي تتم فيه اجتماعات
الجمعية العامة ،ولذلك نص المشرع في المادة 555من ق.ت على أن " يكون موطن الشركة في مركز
الشركة" إال أن لفظا لمركز جاء مجردا .حيث نصت المادة على أن يكون موطن الشركة في مركز
الشركة.هل هو مكان نشاطها؟ أم مركز إدارتها؟
ولكن يمكن أن نستنتج من خالل قراءتنا لنص المادة 52ف1 5 ،5 ،1من القانون المدني الجزائري
أن موطن الشركة ،هو ذلك المكان الذي تباشر فيه الشركة نشاطها ،كما تخاطب فيه بشأن هذه األعمال .في
إذ تعلق األمر بالشركات الجنسية ،التي يكون مركزها الرئيسي في الخارج ،إال أنها تمارس نشاطها على تراب
الوطني ،ف يعتبر مركزها الرئيسي بالنظر للقانون موجود في الجزائر ،ومن ثمة تخضع للقانون الجزائري حتى
لو نص بعقد تأسيسها على أن مركز إدارتها يوجد خارج األراضي الجزائرية.
وعلى هذا األساس .نخلص أن المشرع الجزائري قد تبنى معيار االستغالل واستبعد معيار المركز الرئيسي،
كما أنه يمنح هذه الشركات الجنسية الجزائرية ،وانما أخضعها فقط للقانون الجزائري ،وذلك لبسط رقابتها
عليها من جهة وحماية االقتصاد الوطني من جهة أخرى ،يمكن للشركات تغيير موطن الشركة ،على أن يقووا
بتعديل العقد التأسيسي لها ،وذلك بإدراج الموطن لها بهذا العقد ،كما يجب نشر هذا التغيير كأي تغيير
يحصل على العقد التأسيسي للشركة.
في حين أن في الشركة ذات المسؤولية المحدودة ال يمكن تغيير موطنها إال بتعديل العقد التأسيسي
()2
من القانون التجاري للشركة ،الذي يتطلب موافقة أغلبية الشركاء ،وهذا ما نصا عليه المادة 512
الجزائري.
لذلك فجهة المختصة بإجراء تغيير موطن الشركة بالنسبة لهذه الشركة تتمثل في الشركاء بعد الحصول على
موافقة األغلبية الممثلة لثالثة أرباع رأس مال الشركة.
تطرقنا في الفصل االول الى مختلف الجوانب القانونية خاصة بإنشاء وتكوين الشركة ذات المسؤولية
المحدودة انطالقا من الشروط الموضوعية العامة والتي تشترك فيها جميع الشركات التجارية والمتمثلة اساسا
في الرضا حيث يتطلب لتكوينها ان يكون رضا الشريك صحيحا وخالي من كل العيوب التي قد تشوبه
باإلضافة الى اشتراط المشرع االهلية المقررة في التشريع المدني المادة 52منه وان ال يكون محجور عليه
وتطرقنا الى مسألة الترشيد حيث يجوز للقاصر ان ينظم الى مثل هذه الشركات وذلك عن طريق وليه أو
ترشيد من المحكمة المختصة وال ننسى بذكر محل أو غرض الشركة التي أنشأت من أجله الذي يسعى
الشركاء الى تحقيقه ويجب أن يكون كذلك السبب أو الدافع الى تكوين هذه الشركة مشروعا.
وكذلك تناولنا الشروط الموضوعية الخاصة و التي أخصها المشرع من خالل اصدار قانون جديد
62-15بأحداث التعديالت حيث قام المشرع من خالل هذا القانون برفع عدد الشركاء من 62شريكا المادة
552من القانون 62-15وكذلك قام بإلغاء الحد األدنى لرأس مال الشركة وجعله حر بين الشركاء في العقد
التأسيسي للشركة المادة 522من قانون سالف الذكر ،وقام كذلك المشرع باستحداث وتوسيع حصص
الشركاء الى حصص عمل والتي كانت من قبل ممنوع ان يقدم الشريك حصة عمل كحصة في تكوين رأس
مال الشركة وقام أيضا فيما يخص اكتتاب في الحصص النقدية حيث جعل إمكانية اكتتاب في الحصص
النقدية حيث جعل إمكانية اكتتاب بجزء من قيمة قدره 5/1على أن يقوم بإكمال وتسديد الباقي على دفعات
في أجل أقصاه 5سنوات ) المادة 525مكرر من نفس القانون( ومن خالل المادة 525مكرر ،حيث قام
بتقرير الحماية للشركاء حيث جعل اذا لم يتم تأسيس الشركة في 2أشهر يجوز لكل مكتتب ان يطلب من
الموثق سحب مبلغ مساهمته وال ننسى الجزاء المترتب على مخالفته هذه الشروط
وهذا باإلضافة الى الشروط الشكلية التي يتطلبها أي عقد حيث يشترط الرسمية أي كتابة رسمية المادة 555
ق.ت.ج .واإلشهار حسب المادة 551ق.ت.ج والقيد بالسجل التجاري ،وكذلك يترتب عليها هي االخيرة
جزاءات في حالة مخالفتها.
وتناولنا ايضا في هذا الفصل وذلك بعد استيفاء الشركة ذات المسؤولية المحدودة جميع االركان الضرورية
إلنشائها يؤدي ذلك بنتيجة وهي نشأت شخص جديد هو الشخص المعنوي الذي ينفصل عن شخصية
الشركاء ويؤدي اكتساب الشركة الشخصية المعنوية الى نتائج عديدة منها ذمة مالية مستقلة ،وأهلية قانونية،
حق التقاضي ،جنسية ،الموطن.
58
الفصل الثاني
إدارة وتسيير الشركة
ذات المسؤولية
المحدودة
59
بعد إنشاء (المؤسسة) الشركة ذات المسؤولية المحدودة بصفة قانونية فإنها ستدخل في مرحلة جديدة
وهي مباشرة نشاطها حسب الهدف المرجو من تأسيسها ،والمشرع الجزائري نظم إدارة الشركة ذات المسؤولية
المحدودة على نسق التنظيم الذي وضعه لشركة المساهمة مع كثير من التبسيط والتسيير فيتولى إدارة الشركة
مدير أو مديرين من بين الشركاء أو غيرهم عن طريق تمثيل هذا األخير ،فالمشرع في هذا المجال تدخل
لتكييف األحكام المتعلقة بالشركة ذات المسؤولية المحدودة مع الوضع الجديد الذي يفرضه وجود شريك وحيد
تجتمع في يده جميع السلطات الممنوحة لجمعية الشركاء في حالة كانت الشركة ذات الشخص الوحيد ،أما
هنا فنتحدث عن الشركة ذات المسؤولية المحدودة وليست ذات الشخص الوحيد وبالتالي تكون جمعية الشركاء
التي لها مختلف الصالحيات في إصدار الق اررات وغيرها من السلطات الممنوحة لها ،وسوف نتطرق إلى
ذلك بالتفصيل.
وفيما يخص األحكام المتعلقة باالنقضاء فالمشرع اخضع هذه األحكام لجميع األسباب العامة التي
تنقضي بها الشركات وبجميع األسباب الخاصة بانقضاء الشركة ذات المسؤولية المحدودة والمنصوص عليها
في المادة 5/955و 6من القانون التجاري الجزائري ،و التي قد تنقضي بحلول األجل المحدد لها قانونا أو
بانتهاء الغرض .
وسنطرق في هذا الفصل إلى كل هذه األحكام مع محاولة التوفيق بين مختلف المواد المتعلقة بها
الموجودة سواء في القانون المدني الجزائري أو القانون التجاري.
وبناءا على ذلك نقسم هذا الفصل إلى مبحثين على النحو التالي:
هيئات االدارة للشركة ذات المسؤولية المحدودة (المبحث األول) ،واألحكام المتعلقة بتوزيع األرباح
وتحمل الخسائر وكذلك انقضاء وتصفية الشركة (المبحث الثاني).
60
المبحث األول :هيئات االدارة
لقد تعرض المشرع الجزائري لتسيير الشركة ذات المسؤولية المحدودة بوضع هياكل إدارية انطالقا من
طبيعتها المختلطة لكونها تقوم على االعتبار الشخصي الذي يفترض وجود الثقة بين مؤسسي هذه الشركة
فولى إدارتها لمدير أو أكثر ،ولكونها تقوم أيضا على االعتبار المالي الذي يقتضي تسيير هذه الشركة على
()1
األموال ،لذا وزع الرقابة واإلشراف على أجهزة جماعية تشبه أجهزة شركة النمط الذي تسيير عليه شركات
األموال ،لذلك سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين ،المطلب األول :نخصصه لمدير الشركة ذات المسؤولية
المحدودة وكيفية تعيينه واألحكام الخاصة به بما يتمتع من سلطات ومسؤوليات إتجاه الشركة والغير،المطلب
الثاني :نخصصه للجمعية العامة للشركاء والتطرق إلى مختلف األحكام التي تخصها في القانون التجاري
الجزائري.
إن الممثل القانوني لشركات المسؤولية المحدودة هو المدير او المسير ،وهو من يتولى إدارة وتسيير
هذا الكيان القانوني الجديد والسهر على كافة شؤونه.
ولقد تعرض القانون التجاري بالتنظيم لهذه الهيئة في المواد 952إلى 954قانون التجاري
جزائري( ،)2تضمنت بيان وتحديد مختلف الجوانب القانونية الخاصة به ،وعليه سيتم التطرق إلى هذه الهيئة
من خالل:
لقد خول المشرع لمؤسسي الشركة ذات المسؤولية سبيلين لتعيين مدير الشركة فقد يقوم هؤالء بتعيين
مدير واحد أو أكثر ويكون من الشركاء وهذا في العقد التأسيسي للشركة ،كما قد يتم تعيين المدير أو المديرين
()3
بالتالي يجوز أن يتولى إدارتها مدير في عقد الحق هذا ما قضت به المادة 952من القانون التجاري
(شخص طبيعي) أو أشخاص طبيعية ويجوز اختيارهم من غير الشركاء فيها ،ولذلك وجب توافر الشروط
الموضوعية للشخص لكي يكون مسي ار أو (مدي ار) في الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،ويتمثل هذا الشرط
( )1نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .91
( )2انظر المواد 925إلى 954من ق.ت ج.
( )3انظر المادة 952من ق.ت.ج.
61
في كونه يجب أن يكون شخصا طبيعيا ،وبمفهوم المخالفة ال يجوز للشخص المعنوي أن يتولى تسيير شركة
المسؤولية المحدودة(.)1
وقد يتم تعيينه من الغير أي أجنبيا عن الشركة ،وبخالف ما ذهب إليه البعض ،يرى أنه يتعين أن
يتمتع المسير باألهلية القانونية الكاملة ليس لسبب أنه هو من سيقوم بممارسة األعمال التجارية (ألنه يمثل
الشخص المعنوي ،وبالتالي التصرفات التي يقوم بها تنسب إلى هذا األخير ال إليه) ،وانما بسبب المسؤولية
المترتبة عن ممارسة مهامه كمسير للشركة -كما سنوضحه ال حقا .-
وبالنسبة للمسير األجنبي يجب أن يكون حائ از لشهادة ممارسة التجارة داخل الدولة كما يتطلبه
القانون واال ال يمكنه أن يعين كمسير للشركة ،وال يوجد ما يمنع أن يجمع المسير بين وصف كونه مدير
للشركة وأجي ار في ذات الوقت لدى نفس الشركة التي يقوم بتسييرها أو أن يعقد معها عقد عمل.
وتجدر اإلشارة في هذا الشأن حول االتفاقيات التي يعقدها المدير (المسير) مع نفسه ،بمعنى هل
يجوز لمدير الشركة المسؤولية المحدودة أن يعقد مع الشركة التي يتولى تسييرها اتفاقيات أو عقود لصالحه ؟
إن المشرع التجاري الجزائري وفي الفصل الثاني من الكتاب الخامس من القانون التجاري والمتعلق
بشركات المسؤولية المحدودة لم يتعرض لهذا السؤال باإلجابة حيث أنه أهمل هذا السؤال غير انه وبالرجوع
()2
والتي تخص شركات المساهمة نجده قد أجاب على هذا السؤال وهو إلى المادة 265من القانون التجاري
ما يطرح مسألة هل يمكننا القياس على هذه األحكام وتطبيقها على شركة المسؤولية المحدودة؟.
ال يوجد ما يمنع من القياس على هذه األحكام الخاصة وان شركات المسؤولية المحدودة في شق من
أحكامها هي شركات األموال والنموذج األمثل في هذا المقام للقياس عليه هو شركة المساهمة(.)3
ولعل أهمية هذا السؤال تكمن في كون المسير من جهة يمثل الشخص المعنوي باعتباره الممثل
القانوني له ،وفي نفس الوقت يمثل شخصه في عقد واحد ،معنى أدق سوف يقوم الشخص بالتعاقد مع نفسه
ولمصلحة نفسه.بخالف الوضع في التشريع الفرنسي والذي أحال بصراحة في قانون 5522في هذه النقطة
بالذات إلى المادة المعتمدة كتنظيم للعقود المبرمة بين شركة المساهمة ومسيريها أو القائمين بإدارتها المادة
93من القانون التجاري الفرنسي المعدل .حيث أنه وجدت فرضيتين تم التطرق إليهما كتالي:
-في حالة عدم وجود مندوبو الحسابات (وهو نفس الوضع قبل صدور قانون المالية التكميلي لسنة
1009اين اشترط وجوبا على شركات المسؤولية المحدودة تعيين منتدبوا الحسابات في جميع شركات
ويضيف في فقرتها الثانية " ويكون األمر كذلك بخصوص االتفاقيات التي تعقد بين الشركة
ومؤسسة أخرى وذلك إذا كان أحد القائمين بإدارة الشركة مالكا أو شريكا أم ال ،مسير أم قائما باإلدارة أو
مدير للمؤسسة ،وعلى القائم باإلدارة الذي يكون في حالة من الحاالت المذكورة أن يصرح بذلك إلى
مجلس اإلدارة "
ولم يحدد المشرع الفرنسي أي جزاء يترتب على مخالفة أحكام المادة 93من القانون التجاري الفرنسي ،أما
المشرع الجزائري فيرتب البطالن إذا ما تم القياس على أحكام المادة 265من القانون التجاري الجزائري
،واألصل أن هذا البطالن يتقرر إذا ما تحقق ضرر نتيجة هذه االتفاقيات التي تتم مخالفة لهذه األحكام.
-أما في الحاالت األخرى (الفرضية الثانية) في القانون الفرنسي فإن هذه اإلجراءات تتمثل في
ضرورة إعداد تقرير من طرف مندوب الحسابات (وهو الوضع في القانون الجزائري بعد قانون المالية
التكميلي لسنة 1009السالف الذكر) ،وفي حالة عدم وجوده التقرير من المدير (المسير) نفسه.
()3
من القانون التجاري الجزائري على إجراءات التعيين بقولها " ويعينهم ونصت المادة 952ف 6
الشركاء في القانون األساسي أو بعقد ال حق حسب الشروط المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة
." 956
()4
" تتخذ الق اررات في الجمعيات أو خالل ونصت كذلك المادة 956من القانون التجاري الجزائري
االستشارات الكتابية من واحد أو أكثر من الشركاء الذين يمثلون أكثر من نصف رأس مال الشركة.
ومن خالل النصوص السالفة الذكر يتبين بأن تعيين المدير (المسير) يكون أما في العقد التأسيسي
وفي هذه الحالة ال يتم اللجوء الى األغلبية المشترطة في نص المادة 956السابق ذكرها على اعتبار أن
األصل في هذا المقام أن يحوز المسير على موافقة الجميع لكي يتم تعيينه في العقد التأسيسي.
إما بعقد الحق بشرط أن يقرر ذلك الشريك أو الشركاء الذين يحوزون على األقل ½ رأس مال شركة
المسؤولية المحدودة.
لم ينص المشرع الجزائري على المدة التي يمارس فيها المدير مهامه بينما المشرع الفرنسي نص على
أن المديرين المعينين في العقد التأسيسي للشركة ،من الشركاء أو غيرهم دون ذكر مدة محددة لممارسة
أعمالهم يعتبرون أنهم قد عينوا لمدة بقاء الشركة ما لم ينص العقد التأسيسي على غير ذلك ،ويرى جانب من
الفقه أن هذا الحكم يخول لمؤسسي الشركة السيطرة والمهيمنة على شؤون اإلدارة عندما يقومون باختيار
المسيرين في العقد التأسيسي ،لذلك انتقد هذا الحكم على انه كان من األفضل ،أما عدم تعرض المشرع له أو
تحديد مدة تعيين المدير كخمس سنوات مثال كحد أقصى عند عدم تعيين مدة المسيرين في العقد
التأسيسي(.)1
-6صفة المدير:
أجمع الفقه على أن المدير في الشركة ذات المسؤولية المحدودة سواء كان شريكا أو أجنبيا عن
الشركة ،ال يتمتع بصفة التاجر ألنه ال يعمل باسمه بل يعمل باسم الشركة ولحسابها حتى ولو كان شريكا
فإن مسؤوليته كشريك محدودة بقيمة الحصة التي قدمها في رأس المال الشركة وبما أنه ليس تاج ار فإنه ال
يسأل مسؤولية شخصية في أمواله الخاصة عن ديون الشركة والتزاماتها ،وال يلتزم بااللتزامات الملقاة على
عاتق التجار وال يؤدي إفالس الشركة إلى إفالسه(.)2
أما إذا كان المدير يمارس نشاطا تجاريا مستقال عن نشاط الشركة واكتسب صفة التاجر وحكم عليه
بإعالن إفالسه بسبب نشاطه الخاص ،فإن هذا الحكم سوف يشكل مانعا في استم ارره في إدارة الشركة على
( )1نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .81
( )2نادية فوضيل ،المرجع السابق ،ص .80
64
اعتبار أنه يعتبر بمثابة وكيل عن الشركة ،فتسقط وكالته بإعالن إفالسه ،كما تسقط بفقده أهليته ألي سبب
كالعته والجنون.
حيث جاء فيها ":يمكن عزل المدير بقرار من الشركاء الممثلين أكثر من نصف رأس مال الشركة ويعتبر
كل شرط مخالف كأن لم يكن ،واذا قرر العزل بدون سبب مشروع يكون موجبا لتعويض الضرر الالحق.
ويترتب على هذا يجوز أيضا عزل المدير من طرف المحاكم لسبب قانوني بناء على طلب كل شريك".
أن المسير الذي يحوز أغلبية رأس المال شركة المسؤولية المحدودة التي يسيرها ال يمكن عزله على اعتبار
أن المادة السابقة تجعل باطال كل شرط مخالف لألغلبية المشترطة وهي نصف رأس مال الشركة ،وبالتالي
تعود سلطة عزل المدير سواء كان مدي ار نظاميا أو غير نظاميا إلى جمعية الشركاء
()2
على انه يجوز عزل المدير بناء على طلب الشركاء وقد نصت المادة 5/559من القانون التجاري
الممثلين ألكثر من نصف رأس مال الشركة.
أما في حالة صدور قرار العزل بدون مسوغ يعني بدون سبب مشروع ألزمت الشركة تجاه المدير بتعويض
الضرر الذي لحقه سواء كان الضرر ماديا أو معنويا(.)3
وأعطى المشرع كذلك الحق لكل شريك أن يطلب من محكمة عزل المدير إذا توافر السبب القانوني
لذلك ،يعني أنه يحق لكل شريك طالما توفرت لديه أسباب قانونية أن يطلب من القضاء عزل مدير دون أن
يتوافر لديه نصاب القانوني.
وحتى لو كان المدير شريكا ومالكا ألغلبية الحصص التي تشكل األغلبية في جمعية الشركاء .ومن األمور
التي تعتبر أسباب العزل المشروعة منها:
ويحق لكل شريك رفع دعوى عزل المدير بصرف النظر عن الحصة التي يملكها ألن الدعوى
الشخصية وليست مشتركة بحيث تتطلب صدور قرار بالموافقة من طرف جمعية الشركاء على رفع الدعوى
هذا ما قضت به الفقرة الثانية من المادة 955من القانون التجاري الجزائري 2بقولها" يجوز أيضا عزل
المدير من طرف المحاكم لسبب قانوني بناء على طلب كل شريك".
والمدير هو اآلخر له حق طلب استقالة من إدارة الشركة كلما كان هناك مبرر مسوغ وشريطة أن يتم
ذلك في الوقت المناسب ،وقرار العزل أو االستقالة ال ينتج فاعليته إال من يوم صدوره وال يكون أثره رجعيا ،
كما ال يمكن االحتجاج به على الغير إال من يوم نشره.
ولم ينظم المشرع الجزائري مسألة استقالة المسير (المدير) األجير ،وبالتالي فال يوجد إشكال إذا ما
تمت الموافقة على االستقالة من قبل جميع الشركاء،غير أنه في الحالة العكسية فإنه من العدل أن تحمي
الشركة نفسها من االستقالة التي تقدم في وقت غير الئق كما تحمي المسير نفسه من العزل
التعسفي )3(،يعني يمكن للشركة إذا ما تضررت من هذه االستقالة مطالبته بالتعويض.
ويجب في جميع الحاالت أن يتم نشر االستقالة لكي يتم التمسك بها في مواجهة الغير.
ويبقى أن نشير إلى أن المسير (المدير) الشريك قد يمارس مهامه مجانا أو بأجر أما المسير األجير
فيستوجب عمله أجرة نظير ما يقوم به من أعمال اإلدارة وتسير شركة المسؤولية المحدودة.
ولم يتطرق المشرع التجاري الجزائري إلى هذه المسألة بالتنظيم ،والغالب أن يتقاضى المسير أجر
سواء كان عبارة عن أجرة محددة أو كان جزء من األرباح ،وعادة ما يتم تحديد هذا األجر في العقود
التأسيسية أو من طرف الجمعية العامة للشركاء أو من خالل االستشارات الكتابية للشركاء إذا ما تم العمل
بها ،ولكن جرت العادة على أن يحدد أجر المدير في قرار تعيينه فإن خال من ذلك عاد األمر إلى القاضي
في تحديد أجر المدير (.)4
( )1نادية فوضيل ،شركات االموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .89
()2أنظر المادة 955من ق.ت.ج.
( )3بلعساوي محمد الطاهر ،المرجع السابق ،ص. 209
( )4نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .84
66
الفرع الثاني :سلطات المدير واختصاصاته في شركة المسؤولية المحدودة
يحدد عقد الشركة التأسيسي عادة سلطة المدير أو سلطة المدراء حيث نصت المادة 955من
()1
على أن " يحدد القانون األساسي سلطات المديرين في العالقات بين الشركاء القانون التجاري الجزائري
وعند سكوت القانون األساسي يحددها المادة 994أعاله "
()2
أحكام سلطات المدير (المسير) في حالة وتضمنت المادة 944من القانون التجاري الجزائري
سكوت القانون األساسي عن بيانها ،وهي تخص إدارة شركة التضامن حيث جاء فيها " يجوز المدير في
العالقات بين الشركاء ،وعند عدم تحديد سلطاته في القانون األساسي أن يقوم بكافة أعمال اإلدارة لصالح
الشركة.
وعند تعدد المديرين يتمتع كل واحد منهم منفردا بالسلطات المنصوص عليها في الفقرة المتقدمة،
ويحق لكل واحد منهم أن يعارض في كل عملية قبل إبرامها "
وعليه فالمسير أو المدير في شركات المسؤولية المحدودة مثله مثل المسير في شركة التضامن يتمتع
بسلطات واسعة في إدارة الشركة ،حيث يتم تحديد سلطاته في القانون األساسي لشركة المسؤولية المحدودة.
ويمكن بناء على هذا أن يتم إعطاؤه حرية تامة للقيام بكافة أعمال اإلدارة والتسيير لصالح الشركة ،كما يمكن
تحديد التصرفات التي تكون واجبة التقديم للجمعية العامة أو استشارة للموافقة عليها قبل إتمامها كما يمكن
في حاالت أخرى منعه من عقد تصرفات معينة فإن لم يتم ذلك صراحة فإن المسير أو المدير يتعين عليه أن
يعمل في إدارته وتسييره في صالح الشركة وفي حالة تعدد المسيرين فكل منهم يملك صالحياته الخاصة
منفصال.حسب الفقرة أخيرة من المادة 944المذكورة أعاله.
ويجب عليهم جميعا القيام بصالحياتهم ،وغير أنه يمكن ألي منهم االعتراض على تصرف مسير
منهم قبل إتمام ذلك التصرف ،ويتعلق األمر هنا بصالحيات المدير الداخلية والتي كما سبق ذكرها يحكمها
تحقيق غرض الشركة وأهدافها ،وذلك حتى ينفي المسؤولية عن عاتقه تجاه الشركاء ،أما تجاه الغير،
ومعارضة المدير ال أثر لها ما لم يتم الدليل على أن الغير كان عالما بها وفق المادة 4/955من القانون
التجاري(.)3
مع اإلشارة بأن مجرد إشهار عقد الشركة التأسيسي عن طريق نشره ال يكفي إلثبات ذلك وال يحتج
قبل الغير بالشروط التي تضمنها عقد الشركة التأسيسي والمحدد لسلطات المدير أو المدراء ،وعند تعدد
المديرين يتمتع كما قدمنا كل منهم بمفرده بالسلطات التي يمنحها القانون للمدير وال آثار لمعارضة أحد
المديرين عن التصرفات مدير آخر في مواجهة الغير ما لم يقوم الدليل على أن الغير كان على علم بذلك،
ومن هنا تقترب الشركة ذات المسؤولية المحدودة من شركة المساهمة ،فيما يتعلق بمسؤولية المدير أما إذا
كانت المؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة ،فيمارس الشريك الوحيد السلطات المخولة
لجمعية الشركاء( ،)2ويتعين على المدير القيام بمجموعة من التصرفات في إدارة الشركة.
فنجاح الشركة يتوقف على اليقظة والحيطة التي يتخذها المدير في مباشرة وتسيير أعمال الشركة لذا
فهو يلتزم بواجبات تمليها عليه ضرورة التسيير.
ثانيا-واجبات المدير:
أن يقوم فور تعيينه بالتأكد من مراعاة إجراءات تأسيس الشركة ومن قيدها في السجل التجاري ،كما
يلتزم بمراعاة األحكام التي نص عليها العقد التأسيسي والقانوني؛
وعليه أن يقوم بإعداد الميزانية السنوية واستدعاء الجمعية العمومية العادية إلقرار هذه الميزانية
والموافقة عليها وليس له أن ينيب غيره في هذه األعمال سواء كان المدير من الشركاء أو من الغير
إذ البد من إدارة الشركة بنفسه؛
- يترأس مدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة الجمعية العامة للشركاء ،وكل مداولة لهذه الجمعية
يقوم برأستها ،وتثبت بمحضر وفق المادة 950من القانون التجاري الجزائري()3؛
- ال يجوز للمدير أن ينافس الشركة كأن يقوم لحسابه أو لحساب غيره ،بصفقات في تجارة مماثلة أو
منافسة لتجارة الشركة.
ثالثا-مسؤولية المدير:
تثار المسؤولية المدنية لمدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة كلما صدر عنه خطأ ترتب عنه ضرر
أصاب الشركة أو الشركاء أو الغير(.)2
فقد يرتكب المدير أخطاء أثناء أدائه لمهام اإلدارة وذلك بمخالفته أحكام القانون التجاري أو القانون
األساسي للشركة ،أو الرتكابه خطأ في اإلدارة ،وقد ينتج عن خطئه وقوع الشركة في خسارة حتى إفالسها في
بعض الحاالت ،ومع ذلك يكون للمدير التخلص من المسؤولية أو تخفيفها متى أثبت أن أنه قام بالمعارضة
في حالة صدور الخطأ من مدير آخر ،لو اثبت بذله للعناية الالزمة في قيامه بمهام اإلدارة أو اثبت تدخل
خطأ الشركاء في حدوث الضرر.
()3
على ما يلي " يكون المديرون مسؤولين على تنص المادة 955من القانون التجاري الجزائري
مقتضى قواعد القانون العام منفردين أو بالتضامن حسب األحوال تجاه الشركة أو الغير ،سواء عن
مخالفات أحكام هذا القانون ،أو عن مخالفة القانون األساسي أو األخطاء التي يرتكبها في قيامهم بأعمال
إدارتهم" .
يالحظ من هذا النص أن المشرع جاء مفصال ألحكام المسؤولية الملقاة على عاتق المدير في
الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،فميز بين مسؤولية المدير اتجاه الشركاء وبين مسؤوليته اتجاه الغير الذي
يتعامل مع الشركة واعتبرها مسؤولية شخصية إذا كان الذي يسير إدارة الشركة مدير واحد ،كما اعتبرها
()4
إذا صدرت عن عدد معين من المديرين ،فيكون الخطأ مشترك بينهم إال إذا ثبت معارضة أحدهم تضامنية
قبل قيام بالعمل الذي احدث الضرر للشركة أو الغير.
( )1نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .95
( )2قاسمي عبد اهلل هند ،مسؤولية مدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،مذكرة من اجل الحصول على شهادة الماجستير،
كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1021 ،2ص .5
( )3انظر المادة 955من ق.ت.ج.
( )4نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،ص .95
69
وعليه فيكون المدير مسئوال عن مخالفة أحكام القانون التجاري المتعلقة بالشركة ذات المسؤولية
المحدودة ،فإذا أ غفل قيدها في السجل التجاري أو سحب مبالغ تتعلق برأسمالها قبل قيد الشركة في السجل
التجاري.
كما قد يسأل مدير الشركة في حالة ما إذا أغفل عند تعامله مع الغير ذكر اسم الشركة ونوعها
ومقدار رأسمالها في الوثائق واألوراق الصادرة عنها أو حصل على قرض من الشركة لمصلحته.
وكذلك يسأل عن مخالفة األحكام المنصوص عليها في العقد التأسيسي كأن يتجاوز حدود سلطته أو
يجري تصرفات أو أعمال بدون أخد الموافقة الالزمة والتي تضمنها العقد التأسيسي ،أما في حالة كانت
النصوص العقد التأسيسي غير واضحة فاألصل ال يسأل عن ذلك.
فضال عن أن المدير يعد وكيال عن الشركة لذا فإن مسؤوليته عن أعمال اإلدارة التي يقوم بها باسم
الشركة ولحسابها تعود إلى أحكام القواعد العامة في الوكالة.
()1
المتعلقة بتسيير وكذلك يسأل المدير عن جميع األخطاء التي يرتكبها عن مخالفة أحكام القوانين
الشركة كمخالفة قانون الضمان االجتماعي الذي يقضي بضرورة تأمين العاملين في الشركة.
ويسأل عن كل األضرار التي تصيب الشركة من جراء تصرفاته عند قيامه بإدارة وتسيير الشركة
وتكون المسؤولية هنا بنوعيها عقدية في مواجهة الشركة التي تعتبر بالنسبة إليه في مركز الموكل ،وتكون
مسؤولية تقصيرية في مواجهة الغير الذي أصيب بالضرر ،واذا تعدد المديرون ،فيعتبر كل واحد منهم في
األصل مسؤوال عن األخطاء التي يرتكبها ،أي أنه ال محل للتضامن بينهم في المسؤولية إال إذا كان الخطأ
مشتركا بينهم عندئذ تقوم المسؤولية التضامنية ،هذا ما قضت به المادة 955من القانون التجاري.
()2
إلى المسؤولية المشددة للمسيرين في وتعرض المشرع في الفقرة الثانية من المادة . 955ق.ت
حالة اإل فالس حيث أنه متى ثبت أن سبب إفالس الشركة هو نتيجة سوء التسيير المدير وتالعبه في إدارة
الشركة ،حيث أنه هذا ما تقتضيه قواعد العدالة واإلنصاف ،وال يهم إذا كان المدير شريكا أو أجي ار.
واذا أراد المديرون أو الشركاء الذين ساهموا في إدارة الشركة وتسببوا في إفالسها ،التخلص من
مسؤوليتهم ،فما عليهم إال أن يثبتوا بأنهم قاموا ببذل عناية الوكيل المأجور المادة 6/955و 0من القانون
التجاري الجزائري.
أما بالنسبة للمسؤولية الجنائية لمسيري شركات المسؤولية المحدودة فقد تناولها المشرع التجاري في
الباب الثاني في الفصل األول من القانون التجاري في المواد 533إلى 539والتي تتمثل في:
-1تقديم ميزانية غير صحيحة للشركاء عمدا إلخفاء الوضع المالي الحقيقي للشركة؛
-0استعمال أموال الشركة أو قروضها وبسوء نية استعماال مخالف لمصلحة الشركة ،لتلبية
ألغراضهم الشخصية أو لتفضيل شركة لهم فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة؛
-4المسيرين الذين استعملوا عن سوء نية الصالحيات التي أحرزوا عليها أو األصوات التي كانت
تحت تصرفهم بهذه الصفة استعماال يعلمون انه مخالف لمصالح الشركة ،تلبية ألغراضهم الشخصية مباشرة
أو غير مباشرة.
وتجدر اإلشارة على أن هذه المسؤولية يتعرض لها سواء المسير القانوني للشركة وهو المعين قانونا
استنادا إلى القانون األساسي للشركة ،أو المسير الفعلي وهو من يقوم بتسيير الشركة فعال تحت ظل أو بدال
عن مسيرها القانوني حسب ما نصت عليه المادة 539من القانون التجاري الجزائري.
كما يسأل مسؤولية جنائية المسير عن تخلفه عن القيام بالتصرفات التي تدخل في أعمال اإلدارة،
حيث يسأل على عدم إعداد الميزانية وحسابات االستغالل الختامية ،حساب األرباح والخسائر والحسابات
المرفقة المادة 535ف 6/5من القانون التجاري الجزائري( ،)1واعداد التقرير السنوي وتقديمه للجمعية
العامة للشركاء للمصادقة عليه ،عدم وضع حسابات االستغالل العام الجرد وحسابات النتائج والميزانيات
للسنوات المالية الثالث ،تحت تصرف المقرر الرئيسي للشركة والتي تم عرضها على الجمعية العامة للشركة
في اجل 2أشهر من اختتام السنة المالية (المادة 536من القانون التجاري الجزائري)(.)2
التخلف في حالة إذا قل رأس المال الصافي للشركة عن 4/2رأس مال الشركة من جراء الخسائر
الثابتة في المستندات الحسابية ،عن استشارة الشركاء التخاذ قرار بموجب االنحالل المسبق للشركة إذا كان
وقد شدد المشرع الجزائري في العقوبة المترتبة عن هذه المخالفات ،نظ ار لخطورتها على مصلحة
الشركة وعلى مصلحة الغير ،كما تطبق هذه العقوبات أيضا على كل شخص مارس اإلدارة في مكان المدير
الشرعي ،وتجدر اإلشارة هنا انه في حالة حصول المدير على موافقة الشريك الوحيد للقيام بهذه األعمال فإن
ذلك ال يزيل الطابع اإلجرامي عن الفعل ،فالقانون ال يهدف فقط إلى حماية مصالح الشركاء ولكن أيضا على
حماية ذمة الشركة ومصالح الغير المتعاملين معها(.)2
الجمعية العامة للشركاء باعتبارها الجهاز الذي يضم جميع الشركاء المنخرطين في الشركة ،هي
صاحبة السلطة والسيادة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة لما لها من تدخل واسع وملحوظ في اإلدارة،
فهم تضم جميع الشركاء وهي تتخذ الق اررات تهم الشركة من خالل ق اررات الجماعية المتخذة أثناء اجتماعاتها
التي تعقد وفق أحكام القانون وعليه سنتطرق في الفرع األول إلى :انعقاد الجمعية العامة للشركاء وفي الفرع
الثاني إلى :اختصاصات الجمعية العامة للشركاء.
تصدر ق اررات الشركاء في جمعيات يعقدونها ،غير أنه يمكن أن يشترط في العقد التأسيسي للشركة
3
بأن تتخذ جميع الق اررات أو بعضها باستشارة مكتوبة من طرف الشركاء وهذا ما جاء في نص المادة 953
ق.ت.ج ،حيث يرسل نص الق اررات المقترحة والوثائق الضرورية إلعالن الشركاء عن طريق البريد ،ويعطي
لكل شريك مدة 29يوم للتصويت عليها عن طريق البريد ،ولكن مثل هذا الشرط ال يجوز وال يعتبر صحيحا
إال إذا كان األمر متعلقا بتقرير المدير السنوي عن أعمال الشركة وميزانيتها وأرباحها وخسائرها وجرد
حساباتها وحساب االستثمار العام وتقرير مفوض المراقبة ،فهذه األعمال تستوجب انعقاد الجمعية العمومية
من اجل إصدار ق اررات.
أ-الطريقة العادية:
األصل أن يقوم مدير الشركة أو مسيروها في حالة تعددهم باستدعاء الجمعية العامة ،ولكن في حالة
تقاعسهم عن أداء هذا الواجب خول المشرع للشريك أو للشركاء الذين يمتلكون على األقل الربع من رأسمال
الشركة أن يطلبوا عقد الجمعية العامة وكل شرط يخالف ذلك يعد كأن لم يكن ( المادة 6/953و 0و 4من
()1
. القانون التجاري)
ب-الطريقة القضائية:
أجاز القانون لكل شريك أن يطلب من القضاء تعيين وكيل مكلف باستدعاء الشركاء للجمعية العامة
وتحديد جدول األعمال ( المادة 9/953من القانون التجاري) وال يحق للشريك اللجوء إلى هذه الطريقة إال
في حالة ما إذا امتنع المدير أو المديرون عن استدعاء الجمعية العامة وهذا حتى يتمكن الشركاء من متابعة
أعمال الشركة ونشاطها التجاري ومن ثم مراقبة سيرها.
حتى يتمكن الشركاء من الحضور إلى االجتماع المنعقد من طرف الجمعية العامة يجب أن يستدعوا
للحضور قبل 29يوم على األقل من يوم االنعقاد الجمعية .وذلك عن طريق دعوى توجه إلى كل شريك
بموجب كتاب موصى عليه يتضمن جدول األعمال ،وهذا ما تضمنته أحكام الفقرة 6من المادة 953
ق.ت.ج .
أما فيما يخص مكان انعقاد الجمعية العامة للشركاء ،فعادة تنعقد في مركز الشركة الرئيسي ،وقد
تعددت اآلراء حول المسألة تحديد مكان انعقاد الجمعية فقال بعضها أن نظام الشركة هو الذي يحدد مكان
انعقاد الجمعية ،وفي حالة سكوته يكون المدير ح ار في تعيين مكان االجتماع وقال البعض اآلخر أنه إذا لم
يحدد نظام الشركة مكان اجتماعاتها ،فيجب أن تنعقد هذه االجتماعات في مركز الشركة الرئيسي ،أما الرأي
الغالب فيرى بأنه ولو لم يحدد نظام الشركة مكان اجتماعها ،فإن هذا االجتماع يكون صحيحا ولو عقد
خارج مركزها الرئيسي ،ألن وجوب االجتماع في المركز الرئيسي ال يعتبر من النظام العام ،ولو كان األمر
غير ذلك لنص القانون عليه ،ألنه من األنسب لها االجتماع في المركز الرئيسي للشركة ولكن إذا تعذر
االجتماع في مركز الشركة الرئيسي ألي سبب من األسباب ،وتم اجتماع خارج مركز الشركة الرئيسي فال
تكون الجمعية غير قانونية وال تعتبر ق ارراتها باطلة 2.األصل أن دعوة الشركاء إلى الجمعية سواء فيما يتعلق
بكيفية االستدعاء وكذا إجراءات االستدعاء مرتبطة بالنظام العام ،بحيث ال يجوز إهمالها وال مخالفتها ،إذ أن
القانون نص صراحة على أن اي بند مخالف لهذه األحكام يعتبر كأن لم يكن طبقا للمادة 953ف 0من
ق.ت.ج .غير أنه قد يحصل أن يكون الموضوع المطلوب دعوة الجمعية العامة بشأنه يستدعي العجلة ،وال
يتحمل وجوب التوجيه الدعوى قبل 29يوم من انعقاد الجمعية ،إذ أنه يجوز دعوة الشركاء في الشركة ذات
المسؤولية المحدودة ليس فقط من اجل فحص الحسابات والميزانيات السنوية ،ولكن أيضا في حاالت أكثر
حصوال كاتخاذ قرار حول عملية تتجاوز سلطات المدير ،أو كذلك للفصل في خالف بين عدة مديرين،
وغيرها من المسائل المستعجلة.
تفتتح الجمعية العامة عادة بتالوة تقرير مدير الشركة عن أعمالها خالل السنة المنصرمة وبعد ذلك
تطرح البنود الواردة في جدول األعمال ،وتجري مناقشتها بندا بندا أو بالتتابع ،ويرأس الجمعية العامة مدير
الشركة.3
ويكون لكل شريك أثناء انعقاد الجمعية العامة حق مناقشة تقرير المدير أو المديرين والميزانية
والتقرير المتعلق بتوزيع األرباح والخسائر ،ويلتزم المدير باإلجابة على أسئلة الشركاء بالقدر الذي ال يعرض
( )1نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ص .85
()2إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية ،الشركة المحدودة المسؤولية ،المرجع السابق ،ص . 188
( )3انظر المادة 950من ق.ت.ج.
74
مصالح الشركة للضرر(،)1فإذا رأى الشريك أن الرد على سؤاله غير كاف ،له أن يحتكم إلى الجمعية العامة،
ويكون قرارها نافذا طالما النصاب القانوني متوف ار .
وحق الشريك في حضور اجتماعات جمعية الشركاء والمناقشة وابداء الرأي فيها ،من الحقوق
األساسية التي ال يجوز المساس بها ،بغض النظر عن قدر حصصه في رأس المال ،سواء تم المساس بهذا
الحق في نظام الشركة أو بقرار من جمعية الشركاء ،إذ يعد مثل ذاك النص أو هذا القرار باطال ويعتد به(.)2
أما مداوالت الجمعية العامة للشركاء ،فتثبت بمحضر طبقا للمادة 950من ق.ت.ج وتدون هذه
المحاضر في دفتر يوقع عليه رئيس الجمعية أي المدير والكاتب والشركاء المصوتون ومراقبو الحسابات،
ويكون إثبات محاضر االجتماع بصفة منتظمة عقب كل جلسة ،وفي صفحات متتابعة دون شطب أو حشر
حتى تكون واضحة ،ويستطيع الشريك أن يطلع عليها بدون عناء(.)3
للشريك حق المشاركة في الق اررات التي تصدر عن الجمعية العامة ،وعدد األصوات التي يتمتع بها
تعادل عدد الحصص التي يمتلكها في الشركة ،المادة 5/955من القانون التجاري()4وفي حالة ما إذا تعذر
على الشريك الحضور إلى اجتماع الجمعية يستطيع أن ينيب غيره للحضور والتصويت على ق اررات الجمعية،
ولكن الغير الذي ينوب عنه يجب أن يكون شريكا في الشركة أو زوجه ،فال يجوز أن ينيب شخصا غريبا
عن الشركة إال إذا كان العقد التأسيسي يخول له ذلك.
فمسألة منع الشريك من إنابة شخص آخر غير شريك لتمثيله في الجمعية العامة ال يعتبر من النظام
العام ،ولذلك يجوز لنظام الشركة أن ينص على إمكانيات تمثيل الشريك في الجمعية بشخص آخر غير
شريك ولم يكن ممثال شرعيا للشريك ،وحق التصويت على ق اررات الشركة ال يجوز أن يكون مجزءا ،بحيث
يعين الشريك وكيال للتصويت عن جزء من حصصه ،بينما يقوم هو بالتصويت على الجزء اآلخر ،وكل شرط
مخالف لذلك يعتبر كأن يكن ،وهذا ما نصت عليه الفقرتين 0و 4من المادة 955ق.ت.ج.
وفي حالة ما إذا كانت الحصة مرهونة أو مثقلة بحق انتفاع للغير ،وجب االتفاق بين أصحاب الشأن
على من يكون له حق الحضور في الجمعيات العامة والتصويت عليها ،واذا تعدد المالك لحصة واحدة،
وجب أن يختاروا من بينهم من يباشر حق التصويت في الجمعية العامة(.)5
( )1نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص 51
( )2إلياس ناصيف ،موسوعة شركات التجارية ،الشركة المحدودة المسؤولية ،المرجع السابق ،ص .185
( )3نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .50
()4أنظر المادة 5/955من ق.ت.ج.
( )5مصطفى كمال طه ،الشركات التجارية ،المرجع السابق ،ص .055
75
هذا وتتخذ الق اررات بأغلبية الشركاء ،وتختلف األغلبية بحسب ما إذا كانت الجمعية العامة عادية أو
غير عادية ،ولم يستخدم المشرع صراحة -في شأن الشركة ذات المسؤولية المحدودة -مصطلح الجمعية
العامة العادية وغير العادة على خالف ما أتبعه بخصوص شركة المساهمة ،بل اكتفى بالنص على اغلبيات
مختلفة بحسب طبيعة القرار ،فإن كان القرار عاديا ،فيكفي أغلبية الشركاء التي تمثل أكثر من نصف رأسمال
الشركة ،وهذا ما تضمنه المادة 956ق.ت.ج ،أما إذا كان غير عادي ،فيتعين توافر أغلبية الشركاء التي
تمثل أرباع رأسمال الشركة ،وهذا طبقا للمادة 952من قانون التجاري الجزائري(.)1
ويكون القرار عادي إذا لم يترتب تعديل عقد تأسيس الشركة أو نظامها ،ويدخل ضمن هذا النوع من
الق اررات ،القرار بالمصادقة على الميزانية وحساب األرباح والخسائر ،وتوزيع األرباح وبالجملة فحص المركز
المالي للشركة.
وتتخذ الق اررات العادية من واحد أو أكثر من الشركاء اللذين يمثلون أكثر من نصف رأس مال
الشركة ،واذا لم تحصل هذه األغلبية في المداولة األولى وجب دعوة الشركاء مرة ثانية حسب األحوال،
وتصدر الق اررات بأغلبية األصوات مهما كان مقدار جزء رأس مال الممثل ،ما لم يتضمن عقد التأسيس شرطا
يخالف ذلك ،وهذا ما نصت عليه المادة 956من قانون التجاري الجزائري(.)2
فإن التصويت على ق اررات الجمعية العامة يكون عن طريق األغلبية القيمية في رأس مال الشركة،
ولو كان شريكا واحدا هو الذي يمثل أكثر من نصف رأس مال الشركة وليس بأغلبية العددية ،أي أن
األغلبية تحسب على أساس عدد الحصص بدون أن يؤخذ بعين االعتبار عدد أصحاب هذه الحصص،
ولذلك ي جوز أن يؤلف األغلبية المطلوبة شريك واحد في مواجهة جميع الشركاء ،إذا كان يملك عدد كافيا من
الحصص ،ولذلك أجاز المشرع تضمين بند في عقد تأسيس الشركة يتطلب أغلبية خاصة أعلى ،من خالل
النص في الفقرة الثانية من المادة 956من ق.ت.ج على العبارة "...ما لم ينص القانون األساسي على
شرط يخالف ذلك" ،ويكون هذا الحل مفيد ألنه يحمي بقية الشركاء في مواجهة الشريك الذي يحوز أكثر من
نصف حصص رأس مال الشركة(.)3
أما القرار الغير العادي ،فهو الذي يترتب تعديل عقد التأسيسي للشركة ،كالق اررات الخاصة بزيادة
رأس مال الشركة وتخفيضه ،وحل الشركة وتحويلها ودمجها وعزل المدير المعين في عقد تأسيس الشركة،
وبيع الشركة لشركة أخرى ،وال تتخذ هذه الق اررات إال بموافقة أغلبية الشركاء التي تمثل ثالثة أرباع رأس مال
ويتضح من هذا أن المشرع أراد تشديد األغلبية المطلوبة لتعديل نظام الشركة نظ ار ألهمية هذا
الموضوع ،وذلك العتبار أن نظام الشركة يوضع أساسا على موافقة الشركاء جميعا ،وتبعا لذلك فاألصل أن
كل تعديل للنظام يجب أن يتم بإجماع الشركاء ،ولكن المشرع آثر أن يطبق على الشركة ذات المسؤولية
المحدودة القاعدة نفسها التي أخضع لها شركة المساهمة والتي تكتفي باألغلبية معينة قانونا وليس باإلجماع،
ولعل المشرع قصد ذلك رعاية مصلحة الشركة نفسها ،ألن اإلجماع متوقع في بعض الشركاء كشركة
التضامن والتوصية البسيطة لقلة عدد الشركاء.
تكون ق اررات جمعية الشركاء الصادرة في الحدود التي رسمها القانون ونظام الشركات صحيحة ونافذة
لجميع الشركاء ،سواء من حضر منهم االجتماع أومن لم يحضر ،ومن وافق القرار المتخذ ومن لم يوافق
عليه ولكن ق اررات الجمعية تكون باطلة أو قابلة لإلبطال ،بحسب الظروف إذا جاءت مخالفة للقانون أو
لنظام الشركة أو لألحكام القانونية التي لها صفة اإللزامية أو للنظام العام ،كمخالفة قواعد الشكل من
اإلطالع على المستندات ،أو عدم اتخاذ الق اررات باألغلبية المقررة في القانون أو في نظام الشركة ،على أن
طلب اإلبطال في هذه الحالةال يقبل من الشريك الذي اشترك في المداولة والتصويت وهو عالم بوجود
المخالفة التي رتب عليها القانون البطالن.
ويشكل عدم التوجيه الدعوى أو عدم قبول الشريك في التصويب سببا للبطالن ،ولو بقيت األغلبية
متحققة رغم احتساب صوته مخالفا.
وتكون باطلة الق اررات التي تتخذها الجمعية إذ لم تراع األحكام المنصوص عليها في القانون ،على
أن هذا البطالن يجوز للشركة تفاديه إذا صححت المخالفة المستوجبة للبطالن إلى وقت الحكم به ،هذا
ويجوز للقاضي منح أجل إلجراء هذا التصحيح ،كما يجوز لصاحب الشأن أن يجيز التصرف المستوجب
للبطالن ،فيصبح صحيحا ونافذا في حقه إال إذا كان البطالن متعلقا بالنظام العام.
كما تكون قابلة لإلبطال ق اررات جمعية الشركاء ،إذا اكتنفها الغش أو إساءة استعمال السلطة أو
مخالفة مبدأ المساواة بين الشركاء ،كما لو تجاوزت الجمعية السلطة المقررة لها أو انحرفت بالسلطة المعطاة
لها ،فأصدرت الق اررات لخدمة مصالح بعض الشركاء أو لإلضرار بمصالح البعض اآلخر أو الغير(.)2
وقد تكون الجمعية بمجملها باطلة ،فتجر معها عندئذ بطالن جميع الق اررات المتخذة ،كما لو لم
تتحقق األغلبية المطلوبة قانوننا لصحة اجتماع الجمعية ويودع حق اإلدالء ببطالن ق اررات الجمعية إلى كل
ذي مصلحة تضرر من القرار المتخذ ،مع مراعاة حقه في المطالبة بالتعويض عند االقتضاء.
للجمعية العامة للشركاء اختصاصات عديد منها ما هو ممارس بموجب اتخاذ ق ار ار عادي ،ومنها ما
هو ممارس بموجب إصدار قرار غير عادي ،مع اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري لم يستخدم صراحة في
شأن الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،مصطلح الجمعية العامة العادية والجمعية العامة غير العادية كما
أسلفنا الذكر ،على خالف ما هو عليه الحال في الشركة المساهمة وبالتالي ستناول أوال اختصاصات
الممارسة بموجب قرار عادي ،وثانيا االختصاصات الممارسة بموجب قرار غير عادي.
تنعقد جمعية الشركاء العامة في السنة على األقل وهي إلزامية وقد تستدعي الظروف عقد جمعية
عامة ثانية في أثناء السنة المالية ،فيتم انعقادها شرط إال تبحث في تعديل نظام الشركة ،ألن ذلك يتجاوز
سلطتها المحددة قانونا.
وتختص جمعية الشركاء العامة بالمداولة واصدار الق اررات التي تتعلق بسير أعمال واإلشراف على
القائمين بإدارتها فيدخل ضمن سلطتها ،تعيين مدير الشركة وعزله وتعيين مندوبي الحسابات وعزلهم.
كما تختص أيضا باإلطالع على حسابات الشركة ،ونتائج إدارتها خالل السنة المالية المنتهية
والمصادقة على التقرير الصادر عن عملية السنة المالية واجراء الجرد وحساب االستغالل العام وحساب
وكذلك تختص الجمعية العامة للشركاء بإعطاء المديرين براءة ذمة عن أعمالهم خالل السنة
المنتهية ،وكذا اتخاذ الق اررات المتعلقة بالمسائل اإلدارية ،والتي تفرق سلطات المديرين ،أو التي يعرضها
المديرون على الجمعية للموافقة عليها ،هذا فضال عن إعطاء الترخيص للمديرين للتعاقد مع الشركة ،او
للقيام باألعمال التي تتجاوز سلطتهم ،كبيع عقارات الشركة ورهنها أو عقد قروض كبيرة أو طويلة المدى،
أوسواها من األعمال التي ال يحق للمدير القيام بها ما لم يتحصل مسبقا على ترخيص بذلك من جمعية
الشركاء ،وللجمعية أيضا أن تنظر في انطباق اإلدارة مع القانون ونظام الشركة(.)2
وتمارس جمعية الشركاء العامة كل هذه االختصاصات بموجب إصدار قرار عادي ،وذلك بموافقة
واحد أو أكثر من الشركاء اللذين يمثلون أكثر من نصف رأسمال الشركة ،طبقا للمادة 956من القانون
التجاري الجزائري.
يدخل ضمن اختصاصات الجمعية العامة للشركاء الممارسة بموجب إصدار غير عادي تعديل نظام
الشركة ،إذ ال يجوز إدخال أي تعديل على هذا النظام ما لم يقرره أغلبية التي تمثل ثالثة أرباع رأس مال
الشركة ،طبقا للمادة 952من ق.ت.ج.3فيدخل إذن ضمن اختصاصاتها على سبيل المثال ال
الحصر،تعديل رأس المال وتغيير شكل الشركة أو تقصيرها أو اندماجها مع شركة أخرى.
وأيضا تعديل حصص الشركاء في الشركة وتعديل عمليات بيع الحصص ،واعادة هيكلة رأس مال
الشركة ،وتعديل غايات الشركة وتعديل نسبة االستدانة من البنوك وكذا تعديل اسم الشركة ،تغيير نسبة
الخسارة التي يعتبر معها حل الشركة إلزاميا ،وتعديل موعد بدأ السنة المالية ،وتقرير تعديل موضوع الشركة
وتقرير حلها المسبق.
إن الشركاء في شركة المسؤولية المحدودة يكونون في وضعية مختلفة عن تلك التي يكون فيها
الشركاء في شركة التضامن ،حيث ال يكتسبون صفة التاجر ومسؤوليتهم تكون محدودة في حدود الحصة
التي يقدمونها كإسهام منهم في الشركة ،وبمجرد تحريرهم لحصصهم كاملة ال يكون عليهم أي إلزام ،وفي
ويمكن للقوانين األساسية أن تفرض بعض االلتزامات على شركاء وان كان هذا األمر قليل التطبيق
في العمل ماعدا حالة :
تستمد هذه الحقوق من الطابع المختلط للشركة ،حيث أنها وكما سبق تشبه في بعض األحكام شركات
األموال وفي أحوال أخرى تشبه شركات األشخاص.
()2
إلى الحقوق الفردية وتتمثل في: ولقد تعرضت المادة 959من القانون التجاري
-الحق في الحصول على األرباح المحققة من طرف الشركة ،وال يشير هذا الحق أي إشكال يذكر
باعتبار أن كل مقدم لحصة يستحق حصصا اجتماعية في الشركة تساوي نصيبه من األرباح واقتسام الخسارة
المحققة.
-الحق في اإلعالم وهو ما نصت عليه المادة 959سالفة الذكر من قانون التجاري بنصها على":
-1الحق في الحصول في أي وقت بمركز الشركة على نسخة مطابقة لألصل من القانون
األساسي الساري المفعول يوم الطلب .ويتعين على الشركة تلحق بهذه الوثيقة قائمة المديرين وعند
االقتضاء قائمة مندوبي حسابات القائمين بمهامهم ،واليسوغ لها مقابل هذا التسليم أن تطلب مبلغا زائدا
عن ذلك المحدد بموجب العقد التأسيسي والنظام الساري به العمل.
حساب االستغالل العام حساب الخسائر واألرباح والميزانيات والجرد والتقارير المعروضة على الجمعيات
العامة ومحاضر هذه الجمعيات العامة ومحاضر هذه الجمعيات الخاصة بالسنين الثالث األخيرة ،ماعدا ما
يخص الجرد الي يستتبع جق االطالع عليه حق اخذ نسخة منه .ولهذا الغرض يسوغ للشريك أن يستعين
االطالع أو بخبير معتمد،
ال يكفي قصد االشتراك لوحده النعقاد عقد الشركة أو تعدد أطرافه وتقديم الحصص بل ال بد من أن
تتوافر نية تحقيق الربح القتسامه وتحمل الخسائر التي قد تنجر عن المشرع وهذا ما نصت عليه المادة 428
من القانون التجاري وعامل الربح هو الذي يميز الشخص التجاري عن الشخص المدني( ،)1وبعد ذلك يجب
التطرق إلى أسباب االنقضاء منها العامة والخاصة بشركة ذات المسؤولية المحدودة.
قبل دراسة كيفية توزيع األرباح على الشركاء ،البد من التطرق إلى تحديد مفهوم الربح
أ-تعريف الربح :لقد ثار خالف بين الفقهاء حول مفهوم الربح ،فهناك من أخد بالمفهوم الموسع
للربح بحيث يرى فيه كل فائدة إيجابية تضاف إلى ذمم الشركاء ،ويمكن تقويمها بالمال أو وسيلة تقتصر
على تخفيف عبئ الشركاء أو دفع الضرر عنهم.بينما يأخذ فريق آخر بالمفهوم الضيق للربح ،ويقول في
شأنه أن الربح هو المبلغ النقدي الذي يوزع على الشركاء في نهاية السنة المالية(.)2
ب-خصائص الربح:
ونقصد هنا بتوزيع األرباح تقسيم األرباح الصافية وهذا بعد خصم كافة المصروفات العامة الالزمة
إلدارة الشركة وكافة االستهالكات المختلفة التي يتأثر بها رأس المال الشركة وخصم المال االحتياطي للشركة
فغاية الشركاء من خالل إبرام عقد الشركة هو نجاح المشروع التجاري الذي يحقق األرباح ليتقاسموها فيما
بينهم(.)1
وألهمية هذا الموضوع قام المشرع بتنظيم كيفية توزيع أموال الشركة ابتداء من تحديد نسبة رأسمالها
إلى غاية توزيع األرباح فيها وذلك نجد إعداد الميزانية الشركة التي تبين أصول الشركة وخصومها وهذا من
طرف اإلدارة التي يتولى سير شؤون الشركة ،كذا اقتطاع إحتياطات الشركة ،حتى تضمن الشركة حسن
سيرها ،ويجب أن ال تقوم بتوزيع كل األرباح وانما عليها اقتطاع نسبة معينة منها في نهاية كل سنة ،وذلك
من أجل تكوين احتياطي نستطيع من خالله مواجهة ما قد يصادفها من أزمات أو خسائر أثناء صيرورة
نشاطها المستقبلي ويعد االحتياطي جزءا من خصوم الشركة لذلك يجب اقتطاعه من األرباح قبل توزيعها
ويكون االحتياطي بأنواع :
-5احتياطي القانوني:
وهو االقتطاع المنصوص عليه في المادة 565من القانون التجاري الجزائري(.)2بقولها ":في الشركة
ذات المسؤولية المحدودة وشركات المساهمة يقتطع من األرباح سندات نصف العشر على األقل وتطرح
منها عند االقتصاد الخسائر السابقة ويخصص هذا االقتطاع لتكوين مال احتياطي يدعى 'إحتياطي قانوني
" فذلك تحت طائلة بطالن كل مداولة مخالفة "
وبالتالي في حالة ما إذ حصلت الشركة على األرباح أجبر المشرع على عدم توزيع كل األرباح على
أنفسهم بل على اقتطاع جزء من هذه األرباح يساوي نصف العشر على األقل من األرباح لتكوين احتياطي
يقي الشركة من األزمات واال كان تصرف الشركة باطال وهذا ما نصت عليه الفقرة 1من المادة السالفة
الذكر.
( )1نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون التجاري ،المرجع السابق ،ص .59
( )2أنظر المادة 565من ق.ت.ج.
82
ويأخذ االحتياط القانوني حكم رأس مال الشركة ،ألنه يدخل في الضمان العام للدائنين فال يحق
للجمعية العامة أن تقوم بتوزيعه وال يحق ألي شخص المطالبة به ،كما يحق للدائنين االعتماد عليه في
استفاء حقوقهم.
-6االحتياط النظامي :يطلق عليه الحتياط النظامي ألنه يجوز للشركاء وأن يتفقوا في العقد
التأسيسي للشركة على تكوين أموال احتياطية أخرى ،ولهذا تلتزم الشركة في عقدها التأسيسي على أن ال يقل
هذا االحتياطي عن الحد األدنى وستستمر في اقتطاع هذا االحتياطي عن األرباح كل ما نقص عن الحد
األدنى(.)1
-0االحتياطي الحر :هذا االحتياطي ال يلحق برأس المال ويرجع القرار فيه إلى الجمعية العامة
للشركاء ،وللجمعية العامة الحق في أن تقرر استخدامه ألغراض الشركة أو توزيعه كله أو قسما منه على
الشركاء بأرباح ،وهي حالة إذ لم تحقق الشركة أرباح فهي حرة ،في التصرف فيه وال يحق للدائنين االعتراض
عليه.
ويختلف االحتياطي الحر عن االحتياطي القانوني واالحتياطي النظامي في أنه يمكن توزيعه وانهائه
من طرف الجمعية العامة العادية ،أما االحتياط النظامي فال يجوز إلغائه أو توزيعه إال من طرف الجمعية
العامة للشركاء بموجب اتخاذ قرار غير عادي ألن إلغائه يتضمن تعديال للنظام.
أما االحتياطي القانوني فال يجوز توزيعه ألنه مقرر لحياة دائني الشركة فال يجوز المساس به.
_ 4االحتياطي المستتر :هذا النوع من االحتياطي يكون خفيا غير ظاهر ونشأ من طرف إدارة
الشركة عند تقسيم أصولها وخصومها وهو نوعان ،إاردي وغير إاردي:
*االحتياطي المستتر اإلاردي :ويتم تكوينه إما عن طريق المغاالة في إظهار قيم بعض الخصوم
ومنحها فيها أكثر من الحقيقة ،أو المغاالة في تخفيض قيم بعض األصول.
*االحتياطي المستتر الغير اإلاردي :إن اإلدارة ال تعتمد وال تسعى إلنشائه ذلك أن أساس تقويم
ميزانية االستغالل هي فكرة االستمرار في العمل و اإلنتاج والمالحظ ان هناك تقلبات في األسعار انخفاضا
أو ارتفاعا في قيام بعض أصول الشركة ،والميزانية ال تقوم بتسجيل هذه التقلبات فعدم تسجيلها في دفاتر
الشركة يؤدي إلى وجود احتياطي سري غير معتمد.
بعد االنتهاء من إعداد الميزانية وحساب األرباح والخسائر يمكن للشركة أن تستخلص مقدار األرباح
التي توزعها على الشركاء ،وتضع الجمعية طريقة صافي لتوزيع أرباح السنة المالية المنتهية ،وعند غياب
الجمعية العامة يقوم المدير بتوزيع األرباح ،وهذا ما نصت عليه في المادة 564من ق.ت.ج( ،)1والتي
تقض بأن كيفيات دفع األرباح المصادق عليها من طرف الجمعية العامة تحددها هذه الجمعية ،وفي حالة
غيابها يحددها القائمون باإلدارة،غير أن دفع األرباح يجب أن يقع في أجل أقصاه 5أشهر بعد إقفال السنة
المالية ،ويجوز مد هذا األجل بقرار قضائي.
واألرباح التي يجب أن توزع على الشركاء هي األرباح الصافية أي تلك األرباح التي حققتها الشركة
من جراء نشاطها وهذا ما جاءت به تدابير المادة 566من قانون التجاري الجزائري( ،)2بحيث تكون األرباح
3
حصة المنقولة ولكن بعد أن تطرح من االقتطاع المنصوص عليه في المادة 565من ق.ت.ج،
األرباح اآللية للعمال والخسائر السابقة.
وكما نصت المادة 560من نفس القانون على ضرورة توزيع األرباح على الشركاء في حالة ما إذا
وجدت مبالغ قابلة للتوزيع،
وبالتالي إذا قامت الشركة بتحقيق الربح الصافي وذلك طبعا بعد االقتطاع المفروض عليها قانونا
من االحتياطات سالفة الذكر مثل النظامي وغيره والزامها به في العقد التأسيسي ،وجب عليها توزيع األموال
أي األرباح التي نالتها الشركة من اجل تحقيق ما نشأت من أجله وهي تحقيق الربح الذي يعد حقا لكل شريك
في شركة(.)4
وفي حالة قامت الشركة بتوزيع أرباح صورية على الشركة يجوز للدائنين استردادها من الشركاء،
ألنه تعتبر هذه األرباح الصورية جزءا من الحصص المقدمة في رأسمال الشركة ،وألن توزيع مثل هذه
األرباح يعد انتقاصا من رأسمال الذي يمثل الضمان العام للدائنين.
والتي تقضي على الشركاء برد األرباح التي قبضوها والتي لم تكن حقيقية أي صورية ،وجعلت
انقضاء دعوة رد الرفع المستحق تتقادم في اجل ثالث سنوات من يوم توزيع األرباح ،وهذا وقد يشترط في
عقد الشركة أن يحصل الشريك على فائدة من الحصة التي يقدمها ( )%0مثال ،ولو لم تحق الشركة أرباحا.
ولكن قضت المادة 569من القانون التجاري الجزائري بمايلي( ":)3يحظر اشتراط فائدة ثانية أو
إضافية لصالح الشركاء ،ويعتبر كل شرط مخالف لذلك كأن لم يكن ،وال تطبق أحكام الفقرة المتقدمة ،من
منحت الدولة لألسهم ضمان ربح أدنى" وهذا النص يتطابق مع المبدأ العام الذي تبناه المشرع الجزائري في
المادة 494القانون المدني والذي يحرم على األفراد تقاضي فوائد ألنه بمثابة ربى ،بل يجب الحصول على
أرباح حقيقية.
ونصت المادة 564ف 6من القانون التجاري على ":غير أن دفع األرباح يجب أن يقع في أجل
أقصاه تسعة أشهر بعد إقفال السنة المالية ،ويسوغ هذا األجل بقرار قضائي".
إن تعديل نظام الشركة إجراء غير عادي داخل اإلدارة والهدف منه مالئمة نشاطها مع المستجدات
والتطورات التي تشهدها الحياة العملية لغرض االستجابة للمهام وتحقيق األهداف التي نشأت من أجلها.
والقاعدة العامة في شركات األشخاص أنه ال يجوز تعديل عقد الشركة بإجماع الشركاء ما لم يقضي
العقد التأسيسي للشركة بخالف ذلك أما في الشركات األموال ،فاألمر عكس ذلك أن نالحظ بأن في الشركة
ذات المسؤولية المحدودة خروج عن هذه القاعدة حيث نصت المادة 952من قانون التجاري الجزائري،4
على أنه إلدخال أي تعديل على القانون األساسي للشركات ذات المسؤولية المحدودة يجب موافقة أغلبية
( )1مصطفى كمال طه ،الشركات التجارية ،المرجع السابق ،ص .401
( )2أنظر المادة 955من ق.ت.ج.
( )3أنظر المادة 569من ق.ت.ج.
( )4المادة 952من ق.ت.ج" ال جوز إدخال أي تعديل على القانون األساسي إال بموفقة أغلبية الشركاء التي تمثل ثالثة
أرباع رأس مال الشركة ما لم يقض عقد التأسيس خالف ذلك"...
85
الشركاء التي تمثل ثالثة أرباع رأس مال الشركة ما لم يقضي عقد التأسيس بخالف ذلك.والحكمة التي
يتواخها المشرع من ذلك تعود إلى ضرورة استمرار حياة ونشاط الشخص المعنوي.
إن األغلبية التي اشترطها المشرع ذات طابع مزدوج ،فمن ناحية اشترط العدد الشخصي والمتمثل في أغلبية
الشركاء المنظمين في الشركة ،ومن ناحية أخرى اشترط نسبة مالية تتمثل في حيازة هذه األغلبية لثالثة أرباع
من رأس مال الشركة وبالتالي فإن األغلبية التي اشترطها المشرع في المادة 952السالفة الذكر تتعلق
بالنظام العام ،ومن ثم فكل شرط يخالف النصاب الذي وضعه القانون يعتبر باطال وال يجوز مخالفته ،ولكن
ال يوجد هناك مانع من الزيادة فيه وفي حالة ما إذا تحققت األغلبية المطلوبة قانونا فإنها تتمتع بسلطة تعديل
نصوص عقد الشركة.
ومن ذلك يحق لها تعديل اجل الشركة بتمديده أو تقصيره او زيادة رأس مال الشركة مع التقييد بالحدود التالية
(:)1
ال يجوز للجمعية العامة زيادة التزامات الشركاء برفع القيمة االسمية لحصصهم التي اكتتبوا بها في
رأس مال الشركة او تعديل حدود مسؤولياتهم إلى حدود أعلى إال بموافقة أغلبية الشركاء التي تمثل
4/0من رأس مال الشركة ،ما لم يقضى عقد تأسيس الشركة خالف ذلك ،بل ال يجوز \حتى لهذه
األغلبية أن تلزم أحد الشركاء إال إذا حصلت على موافقته (المادة 952من القانون التجاري
الجزائري)؛
ال يجوز للجمعية العامة المساس لحقوق الشريك األساسية التي تتعلق به بكونه شريكا واال كان ق ارره
باطال ،فال يجوز لها مثال تعديل حصته أو حرمانه من حقه في التصويت ،ألنها تعتبر حقوقا ال
يجوز المساس بها كونها منحت له من طرف المشرع حتى يضمن حسن سير الشركة؛
ال يجوز تغيير الشركة إال بإجماع الشركاء على ذلك الن هذا يؤدي إلخضاعها لنظام مغاير قد
يؤدي إلى زيادة التزامات الشركاء.
ومتى تقيدت الشركة بالحدود السالفة الذكر ،فإن لها أن تجري من التعديل ما تشاء في العقد التأسيسي
وبالتالي سوف نتطرق بنوع من التفصيل لتعديل الشركة لرأس مالها بالزيادة أو النقصان (الخفض).
إن الزيادة في رأس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة تتم عن طريق االكتتاب بقبول حصص
نقدية أو عينية في الشركة حسب مقتضيات المادة 950من القانون التجاري الجزائري 2أو عن طريق تقديم
( )1نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .59
2انظر المادة 277من ق.ت.ج.
86
حصص عينية ،ويبقى مقدم الحصص العينية والمديرين مسئلون بالتضامن عن تقديم هذه الحصص العينية
إتجاه الغير مدة ( )9سنوات(.)1
ويتم االكتتاب في الزيادة كما هو الحال عند التأسيس حسب نص المادة 925من القانون التجاري
الجزائري( )2بدفع قيمة الحصص كاملة ويجب أن يتضمن القانون األساسي بعد تعديله بالطبع -بعد تقرير
زيادة رأس المال -ذكر قيمة الحصص العينية الجديدة.
ال يجوز زيادة رأس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة إال بقرار من الجمعية العامة و بتوافر
األغلبية المزدوجة( 3المادة 952ق.ت.ج) وعليه إذا تحققت الزيادة بحصص نقدية أو عينية ال يجوز أن
تطرح لالكتتاب العام ويجب توزيعها على الشركاء وتعيين عدد الحصص كل منهم ،كما يجب أن يوفي
بقيمتها كاملة عند االكتتاب ،كما ال يجوز أن تكون الحصة من عمل ،وهذا حسب نص المادة 925من
ق.ت.ج قبل التعديل ،اما التعديل الجديد فقد أجاز للشركاء تقديم حصة عمل في رأس مال الشركة( .)4المادة
925من القانون رقم ، 63-59أ ما إذا تحققت الزيادة بصفة كلية أو جزئية وكانت الحصص عينية،
فيجب أن يشمل قرار التعديل على قيمتها ،ويبقى مقدم الحصص العينية والمديرين مسئولون بالتضامن عن
تقديم هذه الحصص العينية اتجاه الغير لمدة خمس ( )9سنوات وهذا استناد إلى ( المادة 954من
ق.ت.ج) والتي نصت على ما يلي ":إذا تحققت الزيادة بصفة كلية أو جزئية بتقدمات عينية تطبق أحكام
الفقرة األولى من المادة . 925يكون مديرو الشركة واألشخاص الذين اكتتبوا بزيادة رأس المال مسئولون
بالتضامن مدة " 9سنوات " اتجاه الغير بقيمة التقدمات العينية"
ويجب أن يلحق تقرير الخبير بالعقد التأسيسي للشركة وفضال عن ذلك البد من تسجيله في السجل التجاري
قصد إشهاره للغير الذي يتعامل مع الشركة.
إذا حاولنا المقارنة بين المادتين 985و 954ق.ت.ج نالحظ أن :المادة 985قصرت المسؤولية التضامنية
على مسيري الشركة والشركاء الذين اكتتبوا بزيادة رأس مال الشركة ،بينما المادة 954فقد ألقت المسؤولية
على جميع الشركاء ،وهذا التضامن قانوني فرضه المشرع لحماية الغير والشركاء على حد سواء ،تجنبا
للتقدير الصوري للحصص العينية الذي قد يؤدي إلى هالك الشركة(.)5
عندما يكتتب أشخاص جدد من غير الشركاء القدامى ،هو أمر سكت عنه المشرع حيث يثور تساؤل حول ما
إذا كان من الضروري الحصول على موافقة الجمعية العامة للشركاء على قبول هؤالء األشخاص ،إال أن
هناك جانب من الفقه يرى انه يمكن لشركاء الجدد أن يكتتبوا في الزيادة ،بشرط أن ال يؤدي ذلك إلى اإلخالء
بالحد األقصى لعدد الشركاء وهو 10شريكا ،وهذا كان قبل تعديل حيث قام المشرع بإلغاء هذا الحد ورفعه
إلى غاية 90شريكا ،حسب نص المادة 925من قانون 63-59المعدل والمتمم لألمر 95-59
المتضمن القانون التجاري 2.وضرورة موافقة الجمعية العامة للشركاء على هؤالء المكتتبين الجدد باألغلبية
التي تمثل ثالثة أرباع رأسمال الشركة.
أ/زيادة رأس المال بتحويل بعض الديون إلى حصص (رسملة ديون الشركة):
يشترط لصحة زيادة رأس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة عن طريق تحويل إلى حصص
موافقة الدائنين على ذلك ،أي موافقتهم على تحويل صفاتهم من دائنين للشركة إلى شركاء فيها.
ويشترط أن تكون الحصص المحولة مساوية في القيمة لقيمة الحصص التي أصدرتها الشركة عند
تأسيسها ،ويشترط أيضا أال يحصل الدائنون الذين تحولت ديونهم إلى حصص على أي صكوك قابلة
للتداول ،فإذا أرت الجمعية العامة أن من مصلحة الشركة رسملة بعض ديونها ،فإنها تعرض هذا األمر على
الدائنين حتى اذا وافقوا فإنها تجري مقاصة فيما بين حقوق الدائنين لدى الشركة ،والحقوق التي تنشأ
للشركة نتيجة إعطاء الدائنين حصصا جديدة ،وتكون الحصص التي أنشأتها الشركة مساوية لقيمة الحصص
التي أصدرتها عند تأسيسها.
ب /إنشاء حصص جديدة :يأخذ إصدار حصص حكم إصدار الحصص األولى التي يتكون منها
رأس المال ،ويعني ذلك أنه يسري على زيادة رأس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،بإنشاء حصص
جديدة الشروط واإلجراءات الخاصة بتأسيس الشركة ،فال يجوز زيادة رأس مال الشركة عن طريق االكتتاب
العام ،وال يجوز لها إصدار أسهم أو حصص زيادة للتداول ،ويجب أن يقسم مبلغ الزيادة في رأس المال إلى
( )1محمد فريد العريني ،الشركة التجارية ،المرجع السابق ،ص .505
2انظر المادة 525من القانون 62-15المعدل للقانون 55-55المتضمن القانون التجاري.
88
حصص متساوي لها نفس قسمة الحصص التي أنشأتها الشركة عند التأسيس ،كما يجب أن يتم االكتتاب في
الزيادة النقدية لرأس مال بالكامل وايداع قيمتها لدى الموثق(.)1
ويمكن أن يقتصر االكتتاب على الشركاء القدامى ،وفي هذه الحالة يتم اكتتابهم بنسبة حصة كل
منهم في رأس مال الشركة.
ويترتب على مخالفة هذه القواعد أو اإلجراءات بطالن العقد الخاص بزيادة رأس المال ،وكذا مسؤولية
مقدم الحصة العينية قبل الغير عن قيمتها المقدرة لها في عقد الشركة ،فإذا ثبت وجود زيادة في هذا التقدير،
وجب أن يؤدي الفرق نقدا إلى الشركة.
ج /زيادة رأس المال عن طريق تحويل االحتياطي االختياري إلى حصص جديدة:
االحتياط ي االختياري أو الحر هو الذي تقرره الجمعية العامة للشركة في سنة معينة دون أن يلزمها
بذلك النظام األساسي للشركة ،تخصص لمواجهة بعض األعمال أو تقرير توزيعه فيما بعد على الشركاء،
وإلدماج االحتياطي الحر في رأس مال الشركة قصد زيادته ،فيجب تقسيم هذا األخير إلى حصص متساوية
بحيث تتطابق قيمتها االسمية مع حصص األولى في الرأسمال( ،)2وتوزع مجانا على الشركاء كل بحسب
نصيبه في رأسمال الشركة ،فيزيد بذلك رأس مال الشركة بمقدارها.
ويتم عن طريق إلزام الشركة للشركاء بدفع الفرق بين القيمة االسمية المقررة للحصة عند تأسيس
الشركة والقيمة التي رفعت إليها الحصة بعد الزيادة.
ويترتب على زيادة رأس المال بزيادة القيمة االسمية للحصة ،زيادة أعباء ومسؤولية الشركاء بمقدار الزيادة
قررتها الشركة ،والتي يلتزم الشركاء بأدائها على الشركة ،وعليه فإنه يشترط موافقة جميع على زيادة رأس
المال بهذه الطريقة وال تكفي األغلبية المقررة لتعديل عقد الشركة ،وان تثبت هذه الموافقة في محرر رسمي،
ويحصل الوفاء لكل الزيادة عند تقريرها ،ويجب أن تكون القيمة االسمية للحصص بعد الزيادة متساوية،
وتتقرر مسؤولية الشركاء أو المديرين بصدد هذه الزيادة على نحو ما هو مقرر عند تأسيس الشركة(.)3
( )1قرقور منال ،أثر االعتبار المالي في الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،المرجع السابق ،ص .50
( )2نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص .55
( )3بقررقور منال ،أثر االعتبار المالي في الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،المرجع السابق ،ص .51
89
()1
مثال: قد تضطر الشركة إلى تخفيض رأسمالها بسبب ظروف قد تعرضت لها ولعدة أسباب معينة
إذا لحقت بها خسارة بسبب تراجع إنتاجها أو انسحاب بعض الشركاء ،فتشرع في تخفيض رأسمالها لكي
تصبح أصولها معادلة لخصومها قصد إعادة التوازن على ميزانيتها ،ثم تقوم بعد ذلك بزيادة رأسمالها حتى
يعود إلى رقمه األصلي قبل التخفيض ويعتبر التخفيض في هذه الحالة مقدمة ضرورية لزيادة الرأسمال
واصالح ما لحقها من خسائر.
ولقد تناولته المادة 959من القانون التجاري الجزائري( ،)2أن تخفيض رأس مال الشركة امر خطير جدا
بالنسبة للدائنين والذي يتم المساس بتأمينهم أو ضمانهم العام(.)3
حتى يمكن التخفيض الشركاء من استرجاع جزء من حصصهم من غير أن يتم تسديد شيء من ديون
الشركة ،كما يؤثر ذلك على حقوق الشركاء إال أن عملية التخفيض في حد ذاتها تمكن من الوصول إلى حالة
مالية صحي ة ،ألنها تؤدي إلى التوثق أكثر بحقيقة رأس المال بالمقارنة مع الذمة االيجابية بمعنى أنها تؤدي
إلى تطهير ميزانية الشركة.
والحقيقة أن المشرع نص على أن التخفيض يجب أن ال يمس بمبدأ المساواة الذي يحكم الشركاء ،بمعنى
المحافظة على حقوق جميع الدائنين والمساواة بينهم كل حسب حصته خالل عملية التخفيض فال يفضل
واحد على آخر وال أصحاب األغلبية على األقلية.
أ/أسباب التخفيض :قد تظهر حاجة الشركة على فعل ذلك بتحقق في حالتين:
الحالة األولى :قد يكون التخفيض بسبب زيادة رأس المال عن حاجة الشركة ،كما لو كسدت التجارة
أو قل إقبال المستهلكين على منتوجاتها ،حيث أصبح جزءا من رأس المال غير مستغل وال ينتج ربحا وال
تستفيد منه الشركة ،فيقوم بتخفيض رأس مالها على الحد الذي يتناسب مع نشاطها ،والتخفيض في هذا
الفرض ذو طابع إيجابي ،ألنه يقترن برد جزء من القيمة االسمية للحصص على الشركاء.
-الحالة الثانية :قد يدفع الشركة على تخفيض رأس مالها الخسائر المتوالية التي منيت بها ،فتشرع
إلى تخفيضه لكي تصبح أصولها معادلة لخصومها ،والتخفيض هنا ذو مظهر سلبي.
ب /شروط التخفيض :ال يكون التخفيض صحيحا ،إال إذا توافرت الشروط التالية:4
( )1محمد فريد العريني ،الشركات التجارية ،المرجع السابق ،ص .450
( )2أنظر المادة 959من ق.ت.ج.
( )3بلعساوي محمد الطاهر ،المرجع السابق ،ص .245
( )4محمد فريد العريني ،محمد السير الفقي ،القانون التجاري ،المرجع السابق ،ص .550
90
- يجب أن توافق عليه الجمعية العامة للشركاء بأغلبية ثالثة أرباع رأس مال الشركة ما لم
يتفق الشركاء على خالف ذلك؛
- يجب أن يؤدي قرار التخفيض إلى النزول برأس المال عن الحد الذي تم موافقة عليه في
العقد التأسيسي ،طبقا للمادة 922قانون تجاري جزائري المعدل والمتمم(.)1
ج/طرق التخفيض:
الطريقة األولى :تخفيض القيمة االسمية للحصة :حتى ال يقع التخفيض في هذه الحالة بطال
يستوجب توفر شرطين:
أن تكون نسبة تخفيض القيمة االسمية لكل الحصص متساوية ،فال يجوز تخفيض القيمة االسمية
لبعض الحصص دون البعض اآلخر ،كما ال يجوز تخفيض القيمة االسمية لبعض الحصص
بنسبة تزيد عن نسبة تخفيض البعض اآلخر من الحصص؛
أن ال يترتب على تخفيض القيمة االسمية لرأس مال الشركة النزول بقيمة الحصة المقررة لها،
وبهذه الطريقة يتم التخفيض عن القيمة االسمية للحصة ،في حدود التخفيض المقرر كأن يخفض
الربح من القيمة ،فإذا كانت القيمة االسمية للحصة 10.000دينار جزائري تصبح الحصة 2900
دينار جزائري ،ويسترد الشريك الفرق ،وهذه الطريقة تتبع عندما يتجاوز رأس مال الشركة حجم
نشاطها.
الطريقة الثانية :التخفيض العددي للحصص :في هذه الطريقة تبقى للحصة قيمتها االسمية ،ولكنه
يتم التخفيض على عدد الحصص المكونة لرأس مال ،أي أنه يتم تخفيض عدد الحصص إلى الحد
الذي يتناسب مع التخفيض الذي تقرره الشركة لرأس مالها ،فإذا قررت الجمعية العامة للشركاء
تخفيض رأس مالها إلى الربع ،فإن الشريك الذي يملك 10حصة يصبح مالكا لـ ـ 29حصة(.)2
إن تخفيض رأسمال الشركة ذات المسؤولية المحدودة بتخفيض عدد الحصص قد يثير بعض
الصعاب ،ال سيما إذا كان الشريك حائ از لحصة واحدة ولعدد من الحصص ال يقبل القسمة على نسبة
التخفيض المقترحة ،وفقا للرأي الراجع في الفقه والقضاء ،للشركاء أن يقرروا بأغلبية ثالثة أرباع رأس مال
الشركة ،إجبار أصحاب هذه الحصص على شراء أو بيع القدر الالزم لتفادي هذه التجزئة.
ونخلص في األخير إلى أن المشرع الجزائري تعرض لمسألة تخفيض رأسمال الشركة دون التعرض
لكيفية التخفيض وذلك في نص المادة " "959ق.ت.ج أي أن يشمل حصص كل الشركاء دون استثناء ،واذا
ويحضر على الشركة عند القيام بعملية رأسمالها ،شراء الحصص الخاصة بها ،وان كان يجوز للجمعية
العامة التي قررت تخفيض رأس المال بدون أن يكون المبرر إصابة الشركة بالخسائر ،أن تسمح للمدير شراء
عدد معين من الحصص قصد إبطالها(.)1
واألصل أن مراقبة عمليات التخفيض تكون من طرف مندوب الحسابات وحسب قانون المالية التكميلي لسنة
1009ألزمت المادة منه جميع شركات المسؤولية المحدودة بتعيين مندوب الحسابات ابتدءا من السنة المالية
1008أو يتم تعيينه من رئيس المحكمة المختصة في مقر الشركة ويعاقب المسيرون الذين لم يقوموا بتعيين
محافظ الحسابات في وضعيتهم بغرامة من 200.000دينار جزائري إلى 2.000.000دج(.)2
وأن أي تعديل يط أر على الشركة يجب أن يتم بقرار رسمي ،يوقع عليه الشركاء الذين قبلوا التعديل ألنفسهم أو
بواسطة وكالئهم المأذون لهم بذ
تنقضي الشركة ذات المسؤولية المحدودة متى قام بشأنها أحد األسباب التي تؤدي إلى انقضاء كافة
الشركات ،فهي تنقضي بانتهاء الميعاد المعين لها في عقد تأسيسها ،كما تنقضي بقوة القانون بانتهاء الغرض
الذي أنشأت من اجله وفضال عن ذلك ،تنقضي ألسباب إرادية مثل حل الشركة إراديا أو إدماجها في شركة
أخرى أو ألسباب قضائية مثل صدور حكم يقضي بإشهار إفالسها ( ،)3كما تنقضي الشركة ألسباب خاصة
منها إصابة الشركة بخسارة قيمتها 4/0من رأسمالها وبعدها نتطرق إلى آثار مترتبة عنه ،ولهذا سوف نتناول
في هذا المطلب أسباب االنقضاء العامة في الفرع األول واألسباب االنقضاء الخاصة بإضافة إلى آثار
االنقضاء في الفرع الثاني.
انتهاء المدة المعينة لها وانتهاء الغرض الذي قامت من أجله ،أو تأميم الشركة وتعتبر هذا االنقضاء بقوة
القانون كما تنقضي ألسباب إرادية مثل حل الشركة إراديا أو إدماجها في شركة أخرى أو ألسباب قضائية
مثل صدور حكم قضائي بحل الشركة ،وال تنقضي الشركة لألسباب المبينة على االعتبار الشخصي ،كوفاة
أحد الشركاء أو الحجز عليه ،إال إذا تضمن العقد التأسيسي للشركة حكما يقضي بخالف ذلك نص (المادة
2/955من القانون التجاري).
إذا كان غرض الشركة القيام بعمل معين جاز تحديد مدتها بانتهاء هذا العمل لذا جعل المشرع من
بين أسباب انقضائها انتهاء مدتها أو انتهاء العمل الذي قامت من أجله ،كما قد تنتهي المدة قبل أن تحقق
الشركة الغرض الذي أنشئت من اجله أو قد يجد الشركاء أن الشركة تحقق لهم أرباحا ويردون االستمرار فيها
لذلك اجاز المشرع للشركاء االتفاق على مد أجل الشركة على وقت آخر ويكون ذلك قبل انتهاء أجلها أو
بعده ،كما يجوز لدائن أحد الشركاء أن يعترض على هذا االمتداد ويترتب عليه وقف أثره في حقه(،)2المدة
المحددة لعمر الشركة ال يجوز أن يتجاوز أكثر من 55سنة (المادة 942ق.ت.ج) (.)3
وأن التمديد في اجل الشركة يكون بمراعاة جملة من الشروط على أن يكون ذلك باتفاق أغلبية الشركاء وقبل
انقضاء موعدها األصلي ويكون التمديد بعقد جديد ألن هذا التمديد يكون بمثابة التعديل الوارد على العقد
األصلي ،فإن الشركة تستمر بشخصيتها القانونية األصلية.
وما تجدر إشارة إليه أن الشركة اذا استوفت مدتها قد تستمر ولكن كشركة جديدة وهذا في حالتين:
الحالة األولى :إذا تم االتفاق بين الشركاء أو بين األغلبية المبينة في العقد التأسيسي األصلي
على تمديد نشاط الشركة لمدة معينة تكون أمام شخص معنوي جديد ،ألن الشركة األولى تعتبر
قد انقضت بانقضاء ميعادها بقوة القانون.
الحالة الثانية :إذا استمر نشاط الشركة بعد انقضاء مدتها وهنا اتفاق ضمني بين الشركاء فتعتبر
الشركة جديدة وانعقدت بنفس الشروط األولى ولكن لمدة سنة واحدة ،فإذا استوفت السنة واستمر
( )1إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية ،المرجع السابق ،ص .049
( )2عبد القادر البيقرات ،المرجع السابق ،ص .58
( )3انظر المادة 942من ق.ت.ج.
93
النشاط نشأت شركة ثانية جديدة بنفس الكيفية ولكن هي كذلك لمدة سنة واحدة ،وهذا ما يفهم من
سياق المادة 405من القانون المدني الجزائري في فقرتها الثانية(.)1
إذا نشئت الشركة للقيام بغرض معين كإنشاء المساكن ،أو فنادق أو غيرها ثم انتهت مهمتها ،فإنها
تنقضي مباشرة بقوة قانون رغم عدم انقضاء األجل المحدد .وهذا ما نصت عليه المادة 405من القانون
المدني بقولها " تنتهي الشركة ...بتحقيق الغاية التي انشئت ألجلها "
من حق الشركاء أن يقرروا حل الشركة شرط أن يتوافر في هذا القرار األغلبية الالزمة لتعديل عقد التأسيس
في الشركة.
يقصد باإلدماج ضم شركتين أو أكثر في شركة أخرى من ذات شكلها القانوني أو من شكل آخر،
()2
وهذا يؤدي إلى انقضاء الشركة ،أشار المشرع الجزائري واالندماج نوعان قد يكون بالضم وقد يكون بالمزج
في المادة 544ق.ت.ج( " .)3للشركة ولو في حالة تصفيتها أن تدمج في شركة أخرى أو أن تساهم في
تأسيس شركة جديدة بطريقة الدمج .
كما لها أن تقدم ماليتها لشركات الموجودة أو تساهم معها في إنشاء شركات جديدة بطريقة
اإلدماج االنفصال.
فاالندماج هو اتحاد شركتين فأكثر لتكوين شركة واحدة جديدة ويؤدي االندماج إلى انحالل الشركات
المدمجة واالنتقال إلى شركة الجديدة.
أما االندماج بطريقة االبتالع أو الضم فيعني فناء شركة أو أكثر في شركة أخرى قائمة ،فتظل الشركة
الدامجة بشخصيتها بينما تنقضي الشركة المندمجة ،ولم تقتصر حاالت الدمج على نوع معين من الشركات،
بل أجاز المشرع الدمج بين مختلف الشركات.
يجوز ان تحل الشركة بحكم قضائي بناءا على طلب احد الشركاء لعدم وفاء الشريك بما تعهد به أي
لم يقدم حصته أو ألي سبب آخر على أن يكون السبب مبرر وشرعي وللقاضي السلطة التقديرية( ،المادة
441من قانون المدني الجزائري)(.)1
ولهذا أن نية المشاركة وتقديم الحصص من األركان الخاصة بعقد الشركة بحيث ال تقوم الشركة
بتخلف أحدهما ،كما أن تقديم الحصص من جانب الشركاء يعني تقديم كل شريك حصة مالية تمثل مساهمته
في الشركة وتبرر حصوله على نصيب من أرباحها وتحمل جزء من خسائرها سواء أكانت الحصة ماال أو
عمال ،فكل ما يؤدي إلى اإلخالل بهذين الشرطين بعد مزاولة الشركة لنشاطها يعد سببا مسوغا لحل الشركة
بحكم من المحكمة بناءا على طلب احد الشركاء ،حسب نص المادة 440من القانون المدني الجزائري(.)2
في حالة ما إذا توقفت الشركة عن دفع ديونها بسبب اضطراب أعمالها المالية ،جاز شهر إفالسها
عن طريق حكم قضائي من المحكمة المختصة بناءا على طلب ممثلها القانوني أو أحد الدائنين ويجوز
للمحكمة أن تقضي شهر إفالس الشركة من تلقاء نفسها ويترتب على شهر إفالسها انقضاؤها ،ذلك ألن شهر
اإلفالس يعني حجر ذمة الشركة وتصفية موجوداتها بالبيع وتوزيع الناتج على الدائنين كل بنسبة دينه .
تنقضي الشركة ذات المسؤولية المحدودة لألسباب العامة السالفة الذكر وهي تنقضي أيضا ألسباب
خاصة تميزها عن باقي الشركات .
حيث تنقضي الشركة ذات المسؤولية المحدودة بذات األسباب الخاصة التي تنقضي بها شركات
األموال ،بحيث تنقضي بسبب خسارة ثالثة أرباع من رأسمالها كما تنحل بسبب انخفاض رأسمالها عن الحد
اوال-انقضاء الشركة ذات المسؤولية المحدودة بسبب خسارة ثالثة أرباع رأسمالها:
()1
بأنه في حالة خسارة الشركة ذات المسؤولية المحدودة لثالثة تقضي المادة 955من ق.ت.ج
أرباع رأسمالها ،يتعين على المدير أو المديرين أن يعرضوا أمر حل الشركة على الشكاء ،ليتخذ الشركاء بعد
ذلك قرار حل الشركة أو إ بقائها ،وذلك بموجب قرار غير عادي ،أي بموافقة عدد من الشركاء يمتلكون ثالث
أرباع رأس مال الشركة ،فإما أن يتفقوا على حل الشركة قبل حلول أجلها ،وأما أن يتفقوا على استمرارها
بالرغم ما منيت به من خسارة ،إال انه لزاما على الشركاء في هذه الحالة األخيرة أن يخفظوا رأسمال الشركة
بالنسبة للخسارة التي أصيبت بها كما هو الحال في شركة المساهمة(.)2
هذا وفي حالة عدم دعوة مدير الشركة الشركاء أو عدم استشارتهم الكتابية عن طريق البريد ،أو في حالة
عدم تحقق النصاب األغلبية ،يحق لكل ذي مصلحة أن يطلب من القضاء حل الشركة.
واذا ما قرر الشركاء حل الشركة ،فإنه يجب إشهار هذا القرار بصحيفة معتمدة لنشر اإلعالنات
القانونية في الوالية التي يوجد مركز الشركة الرئيسي ،وايداعه في كتابة ضبط المحكمة التي يكون هذا
المركز تابعا لها ،وقيده في السجل التجاري.
ثانيا-انقضاء الشركة ذات المسؤولية المحدودة بسبب انخفاض رأس مالها عن الحد القانوني:
تنقضي الشركة ذات المسؤولية المحدودة في حالة ما إذا انخفض رأس مالها عن الحد األدنى المقرر
في القانون وهو مئة ألف دينار جزائري .واذا لم يزد في ظرف سنة ليصل إلى هذا المبلغ طبقا ألحكام المادة
()3
ألن المشرع في نص المادة 922من األمر 63-59 922من قانون التجاري الجزائري قبل التعديل
يعدل ومتمم األمر رقم 95-59المتضمن القانون التجاري( .)4الذي قام بتعديل والغاء الحد األدنى لرأس
مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة بقوله" يحدد رأس مال الشركة ذات المسؤولية المحدودة بحرية من طرف
الشركاء في القانون األساسي)...
أي جعل حرية تحديد رأس مال الشركة لشركاء بتعيينه في القانون األساسي ولذا نقول هنا انه تنقضي الشركة
ذات المسؤولية المحدودة في حالة ما إذا انخفض رأسمالها عن الحد الذي قام الشركاء بتعيين في القانون
أساسي.
أن تحويل شركة المسؤولية المحدودة يفترض الموافقة من قبل جميع الشركاء إذا كان التحول إلى
()1
ونتساءل عن األغلبية المشترطة شركة التضامن حسب نص المادة 955من القانون التجاري الجزائري
بالنسبة لباقي األشكال األخرى من الشركاء ،فهل هي األغلبية في تعديل القانون األساسي 4/0من رأس مال
الشركة أو أن التحويل يمكن أن يقبل من إذا أبدي الموافقة واحد أو أكثر من الشركاء الذين يمثلون 1/2رأس
مال الشركة؟
أن المنطق الذي تقوم عليه الشركات التجارية خاصة ما تعلق منه بالحماية المزدوجة للغير
والشركاء ذوي األقلية يستوجب مد أحكام المادة 955من القانون التجاري الجزائري على تحويل شركة
المسؤولية المحدودة على شركة توصية بسيطة أو باألسهم والموافقة االجتماعية للشق المتضامن في كليهما.
والسبب في ذلك كون أحكام الشركة التضامن موجودة في النوعين مع تحمل كافة النتائج المترتبة وخاصة
المسؤولية الال محدودة فيها لطائفة معينة من الشركاء(.)2
وبالنسبة لتحويل الشركة إلى شركة مساهمة أو ذات مسؤولية محدودة أخرى فيتعين أن تخضع إلى
موافقة األغلبية المشترطة لتعديل رأس مال الشركة أي موافقة 4/0من رأس مال الشركة.
وتجدر اإلشارة في هذا المقام على الحالة التي يتم فيها تحويل الشركة بموجب القانون ويتعلق األمر
بـ:
تعرضت المادة 953بعد التعديل في القانون التجاري الجزائري " ال يسوغ أن يتجاوز عدد الشركاء
في الشركة ذات المسؤولية المحدودة خمسين ( )90شريكا .واذا أصبحت الشركة مشتملة على أكثر من
خمسين ( )90شريكا تحويلها إلى شركة المساهمة في أجل سنة واال ستنحل الشركة ما لم يصبح عدد
الشركاء في تلك الفترة من الزمن مساويا بالخمسين 90شريكا أو أقل".
وفي هذا التحويل يجب إنهاء الشركة األصلية أي ذات المسؤولية المحدودة وهذا عن طريق تقويم
أصولها وخصومها على أساس قيمة البيع االحتمالية للمنشأة في تاريخ التحويل تم بعدها تنشأ شركة جديدة
أي ينشأ شخص معنوي جديد الذي يجب أن يتخذه بصدده إجراءات تأسيس قانونية.
لقد نص المشرع 2559على أن الشركة عقد ومن ثم فيجب توافق إرادتين أو أكثر إلبرام هذا العقد
وهذا الشرط كان شرط ابتداء وبقاء مدى الشركة ومن ثم فإذا تخلق تعرضت الشركة للبطالن ولكن المشرع
2558جاء بنص جديد في المادة 955مكرر 2من القانون التجاري الجزائري( ،)1وبناءا عليه فال يجوز أن
تنقضي الشركة ذات المسؤولية المحدودة بسبب اجتماع حصص الشركاء في يد شريك واحد أو بصفة غير
مباشرة(.)2
يترتب على انقضاء الشركة ذات المسؤولية المحدودة آثار هامة وهو تصفيتها ويقصد بهذه األخيرة
إنهاء جميع العمليات الجارية للشركة وتسوية المراكز القانونية ،باستيفاء حقوقها ودفع ديونها تمهيدا لوضع
األموال الصافية بين يدي الشركاء ،فإذا كانت العمليات ايجابية فهي من نصيب الشركاء وقسم بينهم ،أم إذا
كانت سلبية ،فهذا يعني أن الشركة قد أصيبت بخسارة ،ومن ثم تعين على شريك االهتمام بها حسب
مسؤوليته لسداد ديون الشركة(.)3
تعد التصفية العملية القانونية التي تؤدي إلى االنعدام القانوني لوجود الشركة ،وبما أن التصفية
تتطلب بعض التصرفات القانونية ،فإن الشركة تبقى محتفظة بشخصيتها المعنوية طيلة فترة التصفية وبالقدر
الالزم لذلك ،وال تنتهي الشخصية المعنوية إال بإنتهاء التصفية وهذا حسب نص المادة 444من ق.م.ج(،)4
ق.ت.ج( ،)5وفقا لهذه األحكام ال يجوز للشركاء المطالبة باسترداد وكذلك المادة 522فقرة 6من
حصصهم في رأس مال الشركة قبل إجراء التصفية ،كما انه يترتب على بقاء ذمة الشركة المالية قائمة
وضامنة لحقوق دائني الشركة وحدهم دون الدائنين الشخصيين للشركاء ،وتحتفظ الشركة بمقرها وباسمها
يعتبر المصفي الممثل القانوني للشركة ،وهو الشخص الذي يعهد إليه تصفية الشركة المادة 449
ق.م.ج( ،)1يعين بعدد من الشركاء الذين يمثلون أكثر من نصف رأس مال الشركة ،طبقا للمادة 556
ق.ت.ج(.)2
واذا لم يتفق الشركاء على تعيين المصفي ،فيعينه القاضي بناء على طلب احدهم ،وفي الحاالت
التي يقع فيها انحالل الشركة بقرار قضائي فإن المادة 554ف 5من القانون التجاري تنص على أن تعيين
المصفي يتم بموجب هذا القراروأي كانت طريقة التعيين ،فإن أمر تعيين المصفي يجب أن ينشر في أجل
شهر في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية ،وكذلك في جريدة مختصة باإلعالنات القانونية للوالية التي
يوجد بها مقر الشركة ،ويجب أن يتضمن هذا األمر البيانات الواردة في المادة 525من القانون التجاري(.)3
أما فيما يتعلق بمدة وكالة المصفي فهي تقدر بثالث أعوام على األكثر غير أنه يمكن تجديد هذه الوكالة من
()4
وذلك حسب طريقة التعيين. طرف الشركاء أو رئيس المحكمة
واذا لم يكن باإلمكان انعقاد جمعية بصفة قانونية جددت الوكالة بقرار قضائي بناء على طلب المصفي،
يجب على المصفي عند الطلب تجديد وكالته أن يبين األسباب التي حالت دون إقفال التصفية يجب أن
يكون طلبه مبرر وفقا للمادة 559ف 0من القانون التجاري ،وكذلك أن يذكر األسباب .
والتدابير التي ستتخذ واآلجال التي يقتضيها إنها هذه العملية ،أما عزل المصفي نتخذ بقاعدة من يملك سلطة
التعيين يملك سلطة العزل المادة 552القانون التجاري الجزائري.
يتمتع المصفي بكافة السلطات الالزمة لتحقيق أعمال التصفية ،ويقتضي ذلك أن يبدأ بجرد أصول
وخصوم الشركة ،واستيفاء ما لهذه األخيرة من حقوق لدى الغير وبيع أصولها وسداد ديونها ،كما له أن
يقوم بمتابعة الدعاوي الجارية أو القيام بدعاوي جديدة لصالح التصفية شريطة الحصول على إذن من الجهة
التي عينته للقيام بذلك.
القيام بجميع األعمال التي تهدف إلى المحافظة على موجودات الشركة كتنظيم جرد بالموجودات
ومطالبة المدير بتقديم حسابات الشركة؛
استفاء حقوق الشركة قبل الغير أو الشركاء ،بمطالبة الغير بالوفاء والشركاء بتقديم الحصص أو
الباقي منها؛
الوفاء بديون الشركة التي يحل أجلها؛
يجوز للمصفي حسب الفقرة 1من المادة 442ق.م.ج( ،)2أن يبيع مال الشركة منقوال أو عقا ار
بالمزاد وأما بالتراضي ما لم يقيد قرار تعيينه هذه السلطة.
ولكن ال يجوز له أن يبيع من مال الشركة إال بقدر الالزم للوفاء ديونها ما لم يتفق الشركاء على
خالف ذلك.
وحسب نص المادة 555من ق.ت.ج في ظرف ثالثة أشهر من قفل كل سنة مالية ،الجرد وحساب
االستثمار العام وحساب النتائج ،كما يضع تقري ار مكتوبا يتضمن عمليات التصفية خالل السنة المالية
المنصرمة.
()3
باستدعاء المصفي ،باستثناء -تقوم جمعية الشركاء حسب نص المادة 555ف من ق.ت.ج
اإلعفاء الممنوح له بأمر ،حسب اإلجراءات المنصوص عليها في القانون األساسي ،مرة على األقل في
السنة ،وفي أجل ستة أشهر من قفل السنة المالية ،واستدعاء الجمعية ويكون بغرض البت في الحسابات
السنوية ،ومنح الرخص الالزمة والتجديد عند االقتضاء وكالة مندوبي الحسابات.
وفي حالة عدم عقد جمعية الشركاء ،يقوم المصفي بإيداع التقرير الذي يتضمن حساب عمليات التصفية
خالل السنة المالية المنصرمة ،بكتابة المحكمة لإلطالع عليها من قبل من يهمه األمر.
يقوم تحت مسؤوليته بإجراءات النشر الواقعة على الممثلين القانونيين للشركة(.)4
كما ال يجوز للمصفي أن يقرر تحويل الشركة ذات المسؤولية المحدودة من شكل إلى آخر أو أن يستخدم
موجودات الشركة قصد تأسيس الشركة جديدة لحساب الشركاء أو قصد االنضمام إلى شركة قائمة ،وذلك ألن
كل هذه األعمال تخرج عن إطار التصفية ،وتعد حقوق خاصة لشركاء( ،)1األمر الذي يستدعي موافقتهم،
وذلك باألغلبية المقررة لتعديل القانون األساسي طبقا لما جاء في نص المادة 556ق.ت.ج.
ثالثا-انتهاء التصفية:
عند إنهاء المصفي ألعمال التصفية يقوم باستدعاء الشركة لنظر في الحساب الختامي والتحقق من
انتهاء التصفية ،ومن تم إبراء إرادة المصفي واعفائه من الوكالة فإذا لم يقم المصفي بهذا االستدعاء ،جاز
لكل شريك أن يطلب من القضاء تعيين وكيل يكلف بالقيام بإجراءات الدعوى بموجب أمر مستعجل وهذا ما
قضت به المادة 550ق.ج.ت.
وفي حالة لم تتمكن الجمعية المكلفة بإقفال التصفية ،أو رفضت التصديق على حسابات المصفي،
فإنه يحكم بقرار قضائي بطلب من المصفي أوكل من يهمه األمر بإقفال التصفية ،فيقوم المصفي حينها
بوضع حساباته بكتابة المحكمة حيث يتمكن كل معني باألمر من اإلطالع عليها ،وتتولى المحكمة النظر في
هذه الحسابات وعند االقتضاء في إقفال التصفية حالة بذلك محل جمعية الشركاء ،وفقا للمادة 554
ق.ت.ج(.)2
وبعد توقيع من طرف المصفي يتم اإلعالن عن إقفال التصفية ويقدم بعد ذلك طلبا لنشره في النشرة الرسمية
لإلعالنات القانونية أو في جريدة معتمدة لتلقي اإلعالنات طبقا للمادة 559من ق.ت.ج.
( )1نادية فوضيل ،أحكام الشركة طبقا للقانون التجاري الجزائري ،شركات األشخاص ،المرجع السابق ،ص .55
( )2أنظر المادة 554من ق.ت.ج.
101
تاريخ ومحل انعقاد الجمعية المكلفة باإلقفال إذا كانت هي التي وافقت على حساب المصفين أو
عند عدم ذلك تاريخ الحكم القضائي ،وكذلك بيان المحكمة التي أصدرت الحكم.
ذكر كتابة المحكمة التي أودعت فيها حسابات المصفين(.)1
رابعا/قسمة أموال الشركة :بعد التصفية وتحويل موجودات الشركة إلى نقود تنتهي مهمة المصفي
وتزول الشخصية المعنوية نهائيا ،ومن تم وجب إجراء القسمة وهي عملية تلي التصفية ويفضل الشركاء
بأنفسهم القيام بها أو مطالبة القضاء بذلك ،وهذا بعد انذار المصفي.
واألصل أن تتبع في القسمة الطريقة التي أختارها الشركاء في العقد التأسيسي للشركة ،فإذا لم يتم
هذا االتفاق في العقد ،وجب الرجوع على النصوص المتعلقة بالقسمة ،وعلى اعتبار أن أحكام القانون
التجاري لم تتعرض لكيفية القسمة وجب الرجوع إلى أحكام المادة 445ق.م.ج التي تقضي بتطبيق القواعد
المتعلقة بقسمة المال الشائع على الشركات2وعليه ،فإن المصفي هو الذي تعود إليه سلطة تقرير توزيع
األموال التي أصبحت قابلة للتصرف فيها أثناء التصفية ،وذلك دون اإلخالل بحقوق الدائنين ،كما اوجب
القانون ضرورة إيداع األموال المخصصة للقسمة بين الشركاء والدائنين في اجل خمسة عشرة يوم ابتداء من
قرار التوزيع ،في بنك باسم الشركة الموضوعة تحت التصفية ،ويجوز سحب هذه المبالغ بموجب مصف
()3
والقسمة هي كالتالي: واحد ،إذ يكون هذا السحب تحت مسؤليته ،طبقا للمادة 559من ق.ت.ج
-2يحصل الشرك على مبلغ يعادل قيمة الحصة التي قدمها في الشركة عند تأسيسها ،فإذا كانت
هذه الحصة نقدية استرد الشريك مبلغ الذي دفعه ،واذا كانت حصة عينية حصل على قيمتها التي قومت بها
في العقد التأسيسي؛
-1إذا بقى بعد توزيع قيمة الحصص شيء من المال ،وجب قسمته بين الشركاء طبقا لما تضمنه
العقد التأسيسي فإذا سكت العقد عن ذلك وجب قسمة المال الفائض على الشركة بنسبة مساهمتهم في رأس
()4
؛ المال ،وهذا ما نصت عليه المادة 550ق.ت.ج
-0واذا لم يكف صافي موجودات الشركة للوفاء بحصص الشركاء وزعت الخسارة بينهم بحسب
النسب المقررة في توزيع الخسارة ،طبقا للمادة 469من ق.م.ج(.)5
لقد تطرقنا في الفصل الثاني من هذا البحث الى ادارة وتسيير الشركة ،وكل ما يخص نشاطها حيث
تم التطرق الى الهيئات التي تقوم باإلدارة من المدير الذي يتولى تسيير هذا الكيان القانوني ،ومعرفة كيفية
تعيينه ،ومختلف الواجبات والمهام الملقاة على عاتقه وكذلك المسؤولية التي تترتب عليه في حالة ارتكاب أي
خطأ مخالف حيث قرر المشرع عليه المسؤولية بنوعيها مدنية و جزائية.
وكذلك الجمعية العامة التي تعد من هيئات االدارة حيث تقوم بإصدار مختلف الق اررات و المصادقة
عليها بأغلبية الشركاء ،وهي صاحبة السلطة والسيادة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة لما لها من تدخل
واسع وملحوظ في اإلدارة ،وتطرقنا الى كيفية انعقادها ومختلف االختصاصات التي تمارسها.
كما تناولنا في هذا الفصل ايضا مختلف االحكام المتعلقة بانقضاء الشركة ،والتي تتخذ نوعين من
االسباب منها األسباب العامة التي تشترك فيها جميع الشركات التجارية دون استثناء منها انتهاء االجل و
انتهاء الغرض الذي نشأت من أجله ،وأما االسباب الخاصة فهي التي تخص الشركة ذات المسؤولية
المحدودة دون غيرها في حالة مثال تجاوز عدد شركاء من 52شريكا وتجاوز الحد لرأس المال المكون لها.
وال ننسى الجوانب القانونية إلنهاء نشاط الشركة ،واستيفاء حقوقها وموجوداتها وسداد ديونها وكل ما يتعلق
بأحكام التصفية من تعيين المصفي ومهامه وغيرها ،وذلك مهما كان سبب االنقضاء لتصفية الشرك
103
خاتمة
104
بعد التعرض لموضوع دراسة الشركة ذات المسؤولية المحدودة وذلك من خالل التعرض لجوانبها
القانونية بعد تعديل الذي قام به المشرع حيث تبين لنا بوضوح ان الشركاء في المؤسسة ذات المسؤولية
المحدودة ال يكتسبون صفة التاجر ،وال يسألون عن الديون إال في حدود ما قدموه من حصص في رأس
مالها.
لهذا فقد بدأنا دراسة بحثنا بفصل تناولنا من خالله تأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،بحيث
استنتجنا بأنها تنشأ بتوفر مجموعة من الشروط الخاصة ،وباإلضافة الى الشروط العامة التي تنشأ بها كل
الشركات التجارية بصفة عامة من رضا وأهلية ومحل مشروع ،وكذلك السبب أو دافع تكوين هذه الشركة
وكذلك تطرقنا في هذا الفصل الى مختلف التعديالت الهامة التي قام المشرع بإدراجها ،وذلك فيما يخص
تأسيس هذه الشركة خصوصا الشروط الموضوعية الخاصة واألركان المهمة لتكوينها من عدد الشركاء ،حيث
قام بإلغاء الحد االدنى من 62شريكا الى 52شريكا وقام كذلك بإلغاء الحد االدنى رأسمال الشركة وجعله
ح ار بين الشركاء ،وكذلك تمت االشارة الى اكتساب الشركة للشخصية المعنوية بعد استيفاء جميع االركان
الضرورية ومعرفة أهم النتائج من اكتسابها لهذه الشخصية.
تم انتقلنا بالفصل الثاني لبيان نشاط وادارة الشركة واالحكام الخاصة بانقضاء وتصفية الشركة ذات
المسؤولية المحدودة ،بحيث تمت معرفة الهيئات اإلدارية التي تقوم بإدارة الشركة من المدير الى الجمعية
العامة ،التي تقوم بإصدار جميع الق اررات ومصادقة عليها وال ننسى بذكر توزيع االرباح ولخسائر على
الشركاء في الشركة .
كما تطرقنا في هذا الفصل الى انقضاء الشركة ،بحيث وضحنا انها تخضع لجميع االسباب العامة التي
تنقضي بحلول االجل المحدد لها في القانون األساسي وبانتهاء الغرض الذي انشئت من أجله تطبيقا لنص
المادة المادة 1/515من القانون التجاري.
كما تناولنا الجوانب القانونية إلنهاء نشاط الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،واستيفاء حقوقها وموجوداتها
وسداد ديونها وذلك مهما كان سبب االنقضاء لتصفية المؤسسة.
ومن النتائج التي تم استخلصها من دراسة موضوع الشركة ذات المسؤولية المحدودة على ضوء اخر
تعديالت القانون التجاري لسنة 6215
-1ان الدولة الجزائرية وعلى غرار باقي دول العالم الثالث ومحاولتها لبلوغ او مواكبة التطور الحاصل في
جميع مجاالت حياة المواطن االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية للدول المتطورة ،ومواكبة التطورات
االقتصادية ،من خالل التشريعات وسياسة االنفتاح االقتصادي ،كما أصبحت الحاجة ملحة الى إعادة الثقة
الى المستثمر وذلك من خالل استدعاء المستثمرين االجانب الستثمار اموالهم في الجزائر ،من خالل هذه
الشركات وذلك لغاية واحدة و هي النهوض باالقتصاد الوطني.
105
-6قام المشرع الجزائري بإدخال بعض التعديالت فيما يخص شركات األموال و انشاء شركات جديدة مثل
المؤسسات ذات المسؤولية المحدودة ،لما لهذه الشركات من أهمية اقتصادية في االنتاج الوطني ،وكذا في
التنمية االقتصادية هذا من جهة ،ومن جهة أخرى تساهم في توفير مناصب شغل و بالتالي تخفيف البطالة
في الجزائر كما أن هذا النوع من الشركات يتماشى ،والمشروعات الكبيرة الضخمة خاصة وان الجزائر تحاول
الدخول في اقتصاد السوق ،وهذا ترجمته من خالل ابرام عقد شراكة االتحاد االوروبي وبذلك الدخول في
االقتصاد الحر ،ولهذا يجب على الشركات الجزائرية ان تكون قوية و قادرة على مسايرة التقدم و التطور في
مختلف السلع و الخدمات.
وللنهوض باالقتصاد الوطني قامت الدولة بفسح المجال امام الخواص بإنشاء شركات بجانب القطاع العام
التي تملك الدولة فيها معظم االسهم ومن بين هذه الشركات الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
-9وما لحظناه في الشركة ذات المسؤولية المحدودة أنها تعتبر من الشركات المختلطة على الرغم من ذلك
فالمشرع الجزائري جعلها تحت أنواع شركات األموال ،وكونها مختلطة اذ تجمع بين طياتها في الواقع بين
خصائص شركات االشخاص وشركات األموال ،إذ تحدد مسؤولية الشركاء في الشركة ذات المسؤولية
المحدودة بمقدار ما يقدمونه من حصص ،أي ان مسؤولية كل شريك محدودة بقدر حصته ،كما أن المشرع
الجزائري حدد عدد الشركاء في هذه الشركة وجعل حصة كل شريك غير قابلة للتداول بطرق تجارية.
وعليه فإن محدودية عدد الشركاء في هذه الشركة جعلها تقترب من شركة األشخاص ) التضامن( من حيث
قيامها على قدر من االعتبار الشخصي ،وهذه الشركة ال تكتفي بالقيام بالمشروعات الصغيرة كما أن هذه
الشركة لها هياكل خاصة بها تتكون من هيئة إدارية أو المديرين مسؤولين عن أعمالهم في حالة مخالفة
القانون االساسي للشركة ،ومن جمعية عامة تقوم باإلطالع على الحسابات الخاصة بالشركة و أعمال اخرى
تدخل ضمن صالحيتها و اختصاصها.
ولهذا فسحت المجال أمام رأس المال الخاص من أجل االستثمار سواء االجنبي ،والداخلي في جميع
المجاالت والغاية من ذلك أن تساهم هذه الشركات في انعاش الحياة االقتصادية وفي التعويض عن
المؤسسات التي فقدها النسيج االقتصادي.
-5ولقد ادخل المشرع الجزائر العديد من التعديالت الهامة الخاصة بالشركة ذات المسؤولية المحدودة ،وكان
الهدف االساسي من ورائها ،هو تسهيل وتبسيط اجراءات التأسيس بالنظر للدور الذي من المنتظر ان تلعبه
هذه الشركة في النشاط االقتصادي عموما.
وفي نطاق حقائق هذه الدراسة البد من ايراد توصيات ومقترحات والتي نرجو من خاللها ان نكون قد
وفقنا في معالجة هذا الموضوع ووقفنا على اهم محاوره ويمكن ايرادها على النحو التالي:
106
-1وعلى الرغم من كل هذه المزايا التي كرسها الموضوع لهذه الشركة فإنها ال تخلو من بعض العيوب التي
رافقت االمر المنضم لها فهذا األخير لم يضع أحكاما مفصلة ودقيقة لكل جوانب االنشاء والتسيير واالنقضاء
حيث نحبذ لو ان المشرع قام بتعديل هذه االحكام ايضا ،واعطاء ضمانات اكثر استقطاب المستثمر االجنبي
الستثمار اموالهم ،واعطائهم طمأنينة اكثر على اموالهم.
-6نعم ان الشركة ذات المسؤولية تلعب دو ار اقتصادية في التنمية االقتصادية و كذلك دور في تخفيض
نسبة البطالة وما ينجز عنه من الناحية االجتماعية ولكن التعديالت التي قام بها المشرع بإدخالها غير كافية
حيث نرجو من المشرع ان يقوم بتقديم الدعم المالي لألفراد من اجل انشاء شركات مثل هذا النوع لبعث
عملية االنتاج من جديد خاصة وان الجزائر عرفت في سنوات االخيرة العديد من االصالحات فيما يخص
شركات القطاع العام الذي ادى الى تسريح عدد كبير من العمال وكذلك الى غلق شركات كبيرة بسبب البحر
المالي للمنتج وتماشيا مع روح المبادرة وهوية االستثمار التي يعرفها هذا االخير.
-9على الرغم من ان المشرع الجزائري جعل الشركات ذات المسؤولية المحدودة من شركات اموال رغم من
انها تعتبر من الشركات المختلطة يعني من احسن لو ان المشرع قام بوضع احكام تقوم بتمييز هذه الشركة
عن الشركات اخرى سواء االشخاص او االموال.
-5وعلى الرغم من اهمية تلك التعديالت إال انه من الواضح ان المشرع اراد من وراء ذلك اجراء تحسينات
جزئية فقط تخص التأسيس ،فلم يتطرق المشرع الى الخالفات الفقهية المتعلقة بفلسفة الشركة ذات المسؤولية
المحدودة و قيمة الشركة تثير اشكاال فقهيا ،فتسميه الشركة ذات المسؤولية المحدودة ال تنطبق على المسمى،
وذلك ان الشركاء هم الذين مسؤوليتهم محدودة وليست الشركة ومن جهة أخرى ،لم يشأ المشرع ان يعدل
الخاصة بإدارة
ّ بعض االحكام الخاصة بإدارة الشركة وقد يفسر ذلك بان المشرع ان يعدل بعض االحكام
عامة لكل احكامه.
الشركة وقد يفسر ذلك بان المشرع في طور اعداد قانون تجاري جديد قد يتضمن مراجعة ّ
وفي االخير نستخلص ان الشركة ذات المسؤولية المحدودة من ابسط الشركات االمر الذي يفسر اعتناق
المشرع لها لكونها تالئم استغالل المشروعات اقتصادية الصغيرة والمتوسطة الحجم والتي ال تحتاج الى
رؤوس اموال ضخمة ولهذا قام المشرع بإدخال هذه التعديالت التي مست جوهر تأسيس هذه الشركة و كذلك
اخذت مرك از وسط بين شركة التضامن والتي تمثل النموذج األمثل لشركة االشخاص وشركة المساهمة التي
تمثل النموذج األمثل لشركات االموال وعموما فان التجربة العملية ستبين في قادم االيام نجاعة او عدم
فعالية تلك التعديالت.
107
ق ائمة المراجع
108
اوال :باللغة العربية:
أ-المصادر:
-0القوانين:
-1القانون رقم 51-55المؤرخ في 62سبتمبر 1555المتضمن القانون المدني ،المعدل و المتمم ،ج .ر.
-5القانون رقم 55-55المؤرخ في 62سبتمبر ،1555المتضمن القانون التجاري ج.ر .ج.ج ،العدد 121
المؤرخة في 15ديسمبر .1555
-7القانون رقم 65-52المؤرخ في 5ديسمبر 1552المعدل و المتمم لألمر رقم 55-55في 62سبتمبر
1555المتضمن القانون التجاري ج.ر.ج.ج رقم 55المؤرخة في 11سبتمبر .1552
-3القانون رقم 62-15المؤرخ في 92ديسمبر 6215المعدل و المتمم لألمر رقم 55-55في 62
سبتمبر 1555المتضمن القانون التجاري ج.ر.ج.ج رقم 51المؤرخة في 92ديسمبر .6215
-5النصوص التشريعية:
-1المرسوم التنفيذي رقم 51-55المؤرخ في 11يناير 1555يتعلق بشروط القيد في السجل التجاري
ج.ر.ج.ج رقم 5المؤرخة في 15يناير سنة .1555
ب-المراجع:
-0الكتب:
المحيسن ،الوجيز في الشركات التجارية واالفالس ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر -أسامة نائل
والتوزيع ،األردن.6221 ،
-أحمد البسيوني أبو الروس ،الموسوعة التجارية الحديثة التاجر والشركات والمحال التجارية ،الدار
الجامعية ،مصر.
109
-السالم هاجم أبو قريش ،دليل تأسيس الشركات التجارية في القانون التجاري الجزائر ،دار همومة ،الجزائر،
.6215
-إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية ،األحكام العامة للشركة الجزء األول ،الطبعة الثانية ،منشورات
الحلبي الحقوقية ،لبنان.6229 ،
-إلياس ناصيف ،موسوعة الشركات التجارية ،الشركة المحدودة المسؤولية الجزء ،2الطبعة الثانية،
منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.6212 ،
-بلعساوي محمـد الطاهر ،الشركات التجارية شركات األموال ،الجزء الثاني ،دار العلوم للنشرو التوزيع،
الجزائر.6215 ،
-باسم محمـد ملحم ،باسم حمد الطروانة ،الشركات التجارية ،الطبعة األولى ،دار الميسرة ،عمان،
األردن.6216،
-سعيد يوسف البستاني ،قانون األعمال و الشركات ،الطبعة الثانية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان،
.6221
-عبد القادر البقيرات ،مبادئ القانون التجاري ،االعمال التجارية ،نظرية التاجر ،المحل التجاري ،الشركات
التجارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،مصر.6211 ،
-عبد الرزاق الصنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ،نظرية االلتزام بوجه عام ،مصادر
االلتزام ،المجلد األول ،الطبعة الثانية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان.1551 ،
-عمار عموره ،الوجيز في شرح القانون التجاري ،األعمال التجارية ،التاجر الشركات التجارية ،دار المعرفة،
الجزائر.6222 ،
-علي الفياللي ،النظرية العامة للعقد ،المؤسسة الوطنية للفنون الطبعية ،الجزائر.6221 ،
-محمـد فريد العريني ،القانون التجاري ،شركات األموال ،الدار الجامعية للطباعة و النشر ،مصر.
110
-محمـد فريد العريني ،الشركات التجارية ،المشروع التجاري الجماعي بين وحدة اإلطار القانوني و تعدد
األشكال ،دار الجامعية الجديدة ،مصر.6229 ،
-مصطفى كمال طه ،الشركات التجارية ،األحكام العامة في الشركات ،شركات األشخاص ،شركات
األموال ،أنواع خاصة من الشركات ،دار الجامعية الجديدة للنشر ،مصر.1551 ،
-مصطفى كمال طه ،اللشركات التجارية ،الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعي للنشر ،اإلسكندرية،
مصر.6225،
-نادية ف وضيل ،أحكام الشركات طبقا للقانون التجاري الجزائري ،شركات األشخاص ،دار هومه ،الجزائر،
.6226
-نادية فوضيل ،شركات األموال في القانون الجزائري ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
.6225
-5المقاالت:
-بوراس محمـد ،قراءة تعديالت القانون التجاري الجزائري الخاصة بالشركة ذات المسؤولية المحدودة ،المجلة
الجزائرية للحقوق والعلوم السياسية ،العدد األول ،يونيو ،6212 ،تسمسيلت ،الجزائر.6212 ،
-7االبحاث االكادمية:
-بقرقور منال ،أثر االعتبار المالي في الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في القانون ،كلية الحقوق ،جامعة 62أوت 1555سكيكدة ،الجزائر.6216 ،
-سالمي ساعد ،األثار المترتبة على الشخصية المعنوية لشركة التجارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير،
تخصص القانون الخاص ،كلية الحقوق ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر.6216،
-قاسمي عبد اهلل هند ،مسؤولية مدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة مذكرة من أجل الحصول على شهادة
الماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر .6216 ،1
111
: المراجع باللغة الفرنسية-ثانيا
112
الفهرس
113
الصفحة المحتوى
10 مقدمة
10 الفصل األول :تأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة
10 المبحث األول :شروط تأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
10 المطلب األول :الشروط الموضوعية
01 الفرع األول :الشروط الموضوعية العامة
32 الفرع الثاني :الشروط الموضوعية الخاصة
32 المطلب الثاني :الشروط الشكلية
30 الفرع األول :كتابة عقد الشركة
32 الفرع الثاني :شهر عقد الشركة
32 المطلب الثالث :جزاء اإلخالل بقواعد تأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة
21 الفرع األول :جزاء االخالل بالشروط الموضوعية لتأسيس الشركة
22 الفرع الثاني :جزاء تخلف إجراءات التأسيس الشكلية
22 المبحث الثاني :اكتساب الشركة ذات المسؤولية المحدودة للشخصية المعنوية
22 المطلب األول :بداية الشخصية المعنوية ونهايتها
21 الفرع األول :بداية الشخصية المعنوية
23 الفرع الثاني :نهاية الشخصية المعنوية
23 المطلب الثاني :النتائج المترتبة على الشخصية المعنوية
23 الفرع األول :األهلية القانونية للشركة
10 الفرع الثاني :الذمة المالية للشركة
12 الفرع الثالث :اسم الشركة وعنوانها
11 الفرع الرابع :جنسية الشركة
10 الفرع الخامس :موطن الشركة
12 الفصل الثاني :إدارة وتسيير الشركة ذات المسؤولية المحدودة
12 المبحث األول :هيئات اإلدارة
12 المطلب األول :مدير الشركة
114
12 الفرع األول :تعيين المدير وعزله
31 الفرع الثاني :سلطات المدير واختصاصاته في شركة المسؤولية المحدودة
01 المطلب الثاني :الجمعية العامة للشركاء
01 الفرع األول :انعقاد الجمعية العامة للشركاء
00 الفرع الثاني :اختصاصات الجمعية العامة للشركاء
03 المبحث الثاني :توزيع األرباح والخسائر وانقضاء الشركة
03 المطلب األول :توزيع األرباح والخسائر و تعديل القانون األساسي للشركة
03 الفرع األول :توزيع األرباح والخسائر
02 الفرع الثاني :تعديل القانون األساسي لشركة ذات المسؤولية المحدودة
20 المطلب الثاني :انقضاء الشركة ذات المسؤولية المحدودة و تصفيتها
20 الفرع األول :األسباب العامة لالنقضاء
21 الفرع الثاني :األسباب الخاصة لالنقضاء
20 الفرع الثالث:االثار المترتبة عن االنقضاء
32 خاتمة
30 قائمة المصادر والمراجع
011 فهرس
115
:الملخص
والتي6215 هذه الدراسة التي عنوانها النظام القانوني للشركة ذات المسؤولية المحدودة في ظل تعديالت القانون التجاري الجزائري لسنة
كان الهدف من ورائها تسليط الضوء على مختلف هذه التعديالت التي جاء بها المشرع وكان الهدف االساسي منها هو تسهيل وتبسيط
ومن خالل عرضنا لهذا البحث،اجراءات التأسيس بالنظر للدور الذي من المنتظر ان تلعبه هذه الشركة في النشاط االقتصادي عموما
تمكنا من معرفة جميع النقاط الجوهرية التي قام المشرع بإدخال تعديل عليها وخصوصا الشروط الخاصة بتأسيس هذه الشركة والتي كرسها
المتضمن القانون التجاري وذلك تماشيا مع التحوالت االقتصادية55-55 المعدل والمتمم للقانون62-15 المشرع من خالل القانون
حيث اصبح بإمكان أي شخص طبيعي أو معنوي ان ينشأ الشركة ذات المسؤولية،والسياسية واالجتماعية والدخول في االنفتاح االقتصادي
المواطن االقتصادي وغيرها،المحدودة وذلك بتخصيص جزء من اموالهم الستثمارها ولمواكبة التطور الحاصل في جميع مجاالت الحياة
. الن غايتها الوحيدة هي النهوض باالقتصاد الوطني،من ذلك من خالل إحداث تغيرات في قوانينها
Résumer :
Grâce à notre offre de cette recherche, nous avons pu trouver tous les points fondamentaux que
l'introduction de la législature en les modifiant, en particulier les conditions générales pour l'établissement
de cette société, et consacrée par le législateur à travers elle 15-20 modifiée et complétée la loi 75-59
contenant le droit commercial.
:الكلمات المفتاحية
116