You are on page 1of 7

‫مقدمة‪/‬طرح اإلشكال ‪ :‬ما مدلول الشركة التجارية؟ وكيف تنشأ؟ وما هي أنواع هذه الشركات؟ وما الفرق بينها

وبين‬
‫‪.‬الشركات المدنية؟‬

‫‪.‬المبحث األول‪ :‬مفهوم الشركات التجارية وإجراءات تأسيسها‬

‫‪.‬المطلب‪ :01‬مفهوم الشركة‬

‫‪.‬المطلب‪ :02‬إجراءات تأسيسها‬

‫‪.‬المبحث الثاني‪ :‬التفرقة بين الشركات المدنية@ والشركات التجارية‬

‫‪.‬المطلب‪ :01‬معيار التفرقة‬

‫‪.‬المطلب‪ :02‬أهمية التفرقة‬

‫‪.‬المبحث الثالث‪ :‬أنواع الشركات التجارية‬

‫‪. ‬المطلب‪ :01‬شركات األشخاص‬

‫‪.‬المطلب‪ :02‬شركات األموال‬

‫‪.‬الخاتمة‬

‫‪/‬توطئة ‪/‬‬

‫إن الشركة كفكرة ليست وليد اليوم‪ ,‬و لكنها قديمة قدم هذا العالم‪ ,‬بدأها اإلنسان األول في صورة تعاونه مع أفراد أسرته‪ ,‬كما‬
‫تمثلت في تعاون األسر و العشائر مع بعضها‪ ,‬و هذا يعني أن الشركة بصورتها الحالية هي نتاج تطور الفكر اإلنساني على‬
‫‪.‬م ّر العصور‬

‫و فد اعتبرت الشركـة كنظام قانوني منذ العصور الوسطى عندما زاد النشاط التجاري في الجمهوريات اإليطالية‪ ,‬حيث‬
‫ظهر ما يسمى بالشركات العامة بحكمها فانون مستقل عن الشركاء‪ ,‬و يقوم على فكرة المصلحة المشتركة للشركاء التي‬
‫‪.‬يعتبر نواة فكرة الشخصية المعنوية التي تتمتع باه الشركات حاليا‬

‫و تحضى الشركات في العصر الحديث بأهمية كبيرة نظراً لدورها المميز في عملية النهوض االقتصادي‪ ,‬ففي أينع ثمرة‬
‫للنظام الرأسمالي المرتكز على الفلسفة الفردية التي انتشرت بشكل واسع في القرن الماضي‪ ,‬لذلك تتصدر الشركات‬
‫‪.‬مواضيع القانون التجاري‪)1(.‬‬

‫‪.‬د‪.‬نادية فوضيل‪.‬أحكام الشركة‪.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الساحة المركزية‪.‬بن عكنون‪.‬طبعة‪.2002‬ص‪01:192‬‬

‫‪.‬المبحث األول‪ :‬مفهوم الشركة وإجراءات تأسيسها‬

‫هناك خالف بين ماهية الشركة من الناحية القانونية‪ ,‬فالفقه التقليدي يرى أن المعيار األساسي لتحديد هذه الماهية هو العمل‬
‫اإلداري المنشأ للشركة (العمل الذي يخلق الشركة و يحدد العالقة بين الشركات)‪ ,‬و لقد وافق المشرع الجزائري هذه الفكرة‪,‬‬
‫و نص في المادة ‪ 416‬من القانون المدني على ّ‬
‫أن "الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان أو أكثر بأن يساهم كل منهما في‬
‫‪.‬مشروع مالي بتقديم حصة من المال أو عمل القتسام ما قد ينشأ عن هذا المشروع من ربح أو خسارة‬

‫ومن هذه المادة نستخلص أن الشركة تكون مكونة من شخصين على األقل في مشروع مالي واتفاق ينصب في مشروع‬
‫مالي فالشركة المدنية ال تقود إلى ربح عكس الشركة التجارية وتوزيع األرباح يكون بين األشخاص المؤسسين لها وفرضية‬
‫الربح والخسارة محسوبة من الجهتين والشركة في ذمتها المالية تكون مختلفة عن الذمم المالية لمشكليها هذا في حالة‬
‫اإلفالس إلى جانب الذمة المالية هناك كائن قانوني جديد وهو الشخصية المعنوية للشركة واسمها وموطنها الذي يسمح لها‬
‫بالمثول أمام القضاء مدعية أو مدعى عليها‪ ،‬إذن فالمشرع الجزائري عرف الشركة في المواد من ‪ 416‬إلى ‪ 449‬من‬
‫القانون المدني الجزائري حيث تناول فيها األركان العامة وأركان الشركة وإدارتها وآثارها وانقضائها وتطرق إلى موضوع‬
‫الشركات بالتفصيل في المواد من ‪ 544‬إلى ‪ 840‬فتناول شركة التضامن‪ ،‬شركة ذات مسؤولية محدودة‪ ،‬شركة المساهمة‪،‬‬
‫‪.‬شركة المحاصة‪ ،‬شركة التوصية البسيطة‪ ،‬شركة التوصية بالمساهمة‪ ،‬شركة الفرد‬

‫ولم تورد بعض التشريعات الخاصة بالشركات تعريفا للشركة‪ ،‬معولة على التعريف ضمن القواعد العامة في القانون‬
‫‪.‬المدني‬

‫‪:‬المطلب‪ :02‬إجراءات تأسيسها‬

‫تنشأ الشركات التجارية بعقد رسمي يحرر لدى الموثق و هي التي تتسم بالصبغة القانونية الخاصة بشركة المساهمة و‬
‫‪.‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة و شركة التضامن‬

‫و يشترط الموثق قبل أن يحرر العقد كل الوثائق الصحيحة التي تساعد على إثبات األهلية المدنية لألشخاص‪ ,‬و االكتتاب‬
‫حسب الشكل القانوني و يتخذ أو يكلف من يتخذ جميع تدابير التحقيق المعينة في السوابق القضائية لألشخاص المعنيين‪ ,‬حتى‬
‫‪.‬يتأكد أنهم ليسوا موضوع تدابير التصريح بفقدان األهلية المدنية@‬

‫و يجب على الشخص المعني أن يصرح طبقا ألحكام الفقرة ‪ 02‬من المادة ‪ 02‬من هذا القانون ؛ بعد أن يعرف باسمه و لقبه‬
‫و صفته و الشهادة التي تؤهله بأن يطلب التسجيل في السجل التجاري للشركات التجارية للشخصية المعنوية الجديدة‪ ,‬التي‬
‫يعمل لحسابها بوصفه ممثال مفاوضا قانونيا‪ ,‬كما يجب عليه أن يودع لهذا الغرض القانون األساسي للشركة و مداوالت‬
‫الجمعية العامة التأسيسية و محضر انتخاب أجهزة اإلدارة و التسيير و بيان السلطات المعترف بها للمسيرين و جميع العقود‬
‫‪.‬المنصوص عليها صراحة في التشريع المعمول به‬

‫و يتولى مأمور السجل التجاري الذي يتصرف بصفته ضابطا عموميا التحقيق في مطابقة شكل الشركة التجارية لألحكام‬
‫‪.‬القانونية المعمول بها في الدفع الفعلي لحصة رأس المال المطلوبة قانونا ً و في اختيار الشركة مقرراً رئيسيا حقيقيا بها‬

‫‪.‬و يسلم وصل التسجيل في السجل التجاري و هذا الوصل صالح ما لم يعترض عليه أي شخص له مصلحة في ذلك‬

‫كتابةالعقدكتابةرسمية‪:‬يجب أن يكون العقد الخاص بالشركة مكتوب كتابة رسمية وهذا ما بينه المادة ‪ 418‬الفقرة ‪ 2‬من ‪1 – ‬‬
‫القانون المدني الجزائري ومن هنا نستنتج أن الكتابة مهمة في عقد الشركة وإال كان العقد باطل بطالن مطلق وهذا ما بينته@‬
‫‪.‬المادة ‪ 545‬الفقرة ‪ 1‬من القانون التجاري الجزائري‬

‫نشرعقدالشركة‪ :‬الشركة تخضع إلجراءات الشهر وجوبا وهذا إلعالم الغير وللشهر أهمية كبرى تتمثل في إثبات وجود ‪2 - ‬‬
‫‪.‬الشركة واالحتجاج بها في مواجهة الغير وهذا ما بينته المادة ‪ 417‬من القانون المدني الجزائري‬

‫إثباتالشركة‪ :‬يقتضي وجود الشركة الكتابة ومشرعنا اعتبر الكتابة ركن ال شرط والشركة يجب أن تكون مشمولة بالكتابة ‪3- ‬‬
‫إال من أعفي منها بنص صريح في المادة ‪ 795‬مكرر من القانون التجاري الجزائري مثل شركة المحاصة‪ ،‬والمشرع‬
‫اشترط الكتابة حتى يفكر الشركاء قبل إقدامهم على تأسيسها لما ينطوي من مخاطر كنظام اإلفالس ووجود سند كتابي يقلل‬
‫من المنازعات والكتابة رسمية حيث عقد الشركة يتضمن الكثير من التفاصيل والكتابة ليست موضوعة لصالح الشركاء فقط‬
‫بل موضوعة أيضا لحماية مصلحة الغير‪ .‬وفي الكتابة ينبغي أن تحدد الطبيعة القانونية كشركة المساهمة أو التضامن‪..‬‬
‫‪.‬باإلضافة إلى مضمونها ومدتها وأعمالها أسماء الشركاء وتوزيع األرباح والخسائر‪)01(........‬‬

‫حيث هناك من يقول أن الكتابة شرط إلثبات وهناك من يقول أنها ركن لالنعقاد حيث أن شرط الكتابة كما هو الحال في‬
‫الشركة الفعلية فمشرعنا اعتبر الكتابة ركن لالنعقاد وهذا ما بينته المادة ‪ 418‬من القانون المدني الجزائري باإلضافة إلى‬
‫اعتباره شرط لإلثبات وهذا ما بينته المادة ‪ 545‬من القانون التجاري الجزائري وشرط الكتابة مفروض على الشركاء‬
‫إلثبات فيما بينهم وقبل الشهر يجب الكتابة واإلثبات بالنسبة للغير هو حر طليق وهذا ما بينته@ المادة ‪ 333‬من القانون المدني‬
‫‪.‬الجزائري حيث أن العبرة بالواقعة المادية(‪)02‬‬

‫د‪.‬مصطفى كمال طه‪.‬أصول القانون التجاري‪.‬اإلسكندرية‪.1999.‬ص‪01:‬‬

‫‪.‬د‪.‬فوضيل نادية‪.‬أحكام الشركة‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪02:195‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التفرقة بين الشركات المدنية@ والتجارية‬

‫الشركات المدنية ال تختلف عن الشركات التجارية من حيث كونها مشروع جماعي يستهدف الربح ‪ .‬إال أنها تختلف عنها في‬
‫الغرض الذي تؤسس الشركة للقيام به‪ .‬فالشركة المدنية@ يتحدد غرضها بممارسة احد األعمال المدنية وال تتخذ احد إشكال‬
‫الشركات التجارية المنصوص عليها في قانون الشركات‪ .‬مثل الشركات الزراعية وشركات االستشارات القانونية أو‬
‫‪ . ‬الهندسية التي يؤسسها عدد من المحامين أو المهندسين@‬

‫‪:‬المطلب‪ :01‬معيار التفرقة‬

‫إن الضابط الذي يستعمل للتفرقة بين الشركات المدنية و الشركات التجارية هو الضابط الذي يستعمل للتفرقة بين التجار من‬
‫األفراد‪ ,‬أي هو في طبيعة العمل الرئيسي تقوم به الشركة‪ ,‬و الغرض الذي تسعى إلى تحقيقه‪ ,‬و تحديد الصفة المدنية أو‬
‫‪.‬التجارية للشركة أكثر سهولة منه بالنسبة لألفراد‪ ,‬ألن الشركة تحدد طبيعة استغاللها و الغرض منها في عقد تأسيسها‬

‫و على هذا إذا كان الغرض من الشركة هو احتراق القيام باألعمال التجارية كعمليات الشراء ألجل البيع‪ ,‬أو عمليات البنوك‪,‬‬
‫أو النقل أو التأمين أو والصناعة‪ ,‬فإن الشركة تكون تجارية‪ ,‬أما إذا كان الغرض من الشركة هو احتراف القيام باألعمال‬
‫المدنية كشراء وتقييم العقارات أو استغالل المناجم أو االستغالل الزراعي أو التعليم فإنها تكون شركة مدنية‪ @.‬و إذا كان‬
‫‪.‬للشركة أغراض متعددة بعضها مدني‪ ,‬و بعضها تجاري‪ ,‬فالعبرة بغرضها و نشاطها الرئيسي‬

‫‪: ‬المطلب‪ :02‬أهمية التفرقة بين الشركات المدنية@ والشركات التجارية‬

‫تعد الشركة التجارية شخصا معنويا تاجرا في حين أن الشركة المدنية هي شخص معنوي عادي أي غير تاجر ‪ ,‬وينبني على‬
‫ذلك أن التمييز بين الشركة التجارية والشركة المدنية تترتب عليه نتائج مماثلة لتلك التي تترتب على التمييز بين التاجر‬
‫‪:‬وغير التاجر ‪ .‬ولعل من أهم نتائج التفرقة بين الشركات التجارية والشركات المدنية ما يأتي(‪)01‬‬

‫‪ :‬فرع‪:01‬من حيث األحكام القانونية التي تسري على الشركة‬

‫بما أن الشركة التجارية تعد تاجرا وتزاول عمال تجاريا لذا تسري عليها أحكام قانون المعامالت التجارية بشكل عام وأحكام‬
‫قانون الشركات بشكل خاص‪ .‬فهي تلتزم مثال بالواجبات المهنية للتاجر التي يبينها قانون المعامالت التجارية مثل القيد في‬
‫السجل التجاري وإمساك الدفاتر التجارية كما تخضع ألحكام اإلفالس إذا توقفت عن دفع ديونها التجارية ‪ ,‬مثلما تستفيد من‬
‫‪ .‬قواعد اإلثبات التجاري وبالذات قاعدة اإلثبات الحر‬

‫أما الشركات المدنية@ فهي شخص معنوي عادي لذا تسري على المعامالت المالية التي تقوم بها أحكام قانون المعامالت‬
‫‪.‬المدنية ‪ ,‬فال تخضع لقانون المعامالت التجارية أو قانون الشركات‬

‫فرع‪:02‬من حيث شكل الشركة‪ :‬حدد المشرع في قانون الشركات التجارية إشكال الشركات التجارية على سبيل الحصر فال‬
‫يجوز أن تنشأ شركة تجارية في شكل أخر غير األشكال المحددة قانونا واال فأن هذه الشركة تعد باطلة ‪ ,‬إذ أن شكل الشركة‬
‫‪.‬التجارية يعد من النظام العام‬

‫أما الشركات المدنية@ فأن المشرع لم يحدد أشكالها على سبيل الحصر وإنما حددها على سبيل المثال لذا يمكن للشركة المدنية@‬
‫أن تتخذ شكال آخر غير األشكال المحددة في قانون المعامالت المدنية ولها على وجه الخصوص أن تتخذ احد أشكال‬
‫‪ . ‬الشركات التجارية وحينها تعد شركة تجارية‬

‫فرع‪:03‬من حيث مسؤولية الشركاء عن ديون الشركة‪:‬يختلف مدى مسؤولية الشركاء في الشركة التجارية بحسب نوع‬
‫‪ :‬الشركة التجارية ووصف الشريك فيها‬

‫فالشريك المتضامن في شركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسهم يكون مسئوال مسؤولية شخصية‬
‫وتضامنية ومطلقة عن ديون الشركة ‪ ,‬أي أن مسؤوليته عن ديون الشركة تمتد@ إلى أمواله الخاصة وال تقتصر على الحصة‬
‫التي قدمها في رأسمال الشركة ويمكن الرجوع عليه بكل الدين الن مسؤوليته تضامنية‪ .‬أما الشريك غير المتضامن مثل‬
‫الشريك الموصي في شركة التوصية البسيطة والمساهم في شركة المساهمة وشركة التوصية باألسهم والشريك غير‬
‫المتضامن في الشركة ذات المسؤولية المحدودة فان مسؤوليته عن ديون الشركة تكون محدودة في حدود الحصة التي قدمها‬
‫‪.‬في رأس المال فال يسأل مسؤولية مطلقة عن كل ديون الشركة وال يتضامن مع غيره من الشركاء في أداء الدين‬

‫أما الشريك في الشركة المدنية@ فانه ال يصنف إلى شريك متضامن وغير متضامن ‪ .‬فالشركاء في الشركات المدنية صنف‬
‫واحد فقط ‪ .‬ومسؤولية الشريك عن ديون الشركة المدنية@ مسؤولية شخصية إذ يسأل عن ديون الشركة كما لو كانت ديونه‬
‫الخاصة ‪ ,‬إال أن هذه المسؤولية ليست مطلقة بل محددة بمقدار نصيبه في خسارة الشركة ( وليس بمقدار الحصة التي قدمها‬
‫‪ .‬في رأس المال ) كما أنها ليست تضامنية الن التضامن ال يفترض في الديون المدنية@‬

‫فرع‪:04‬من حيث اكتساب الشركة الشخصية المعنوية ‪ :‬تتمتع كل من الشركة المدنية والشركة التجارية بالشخصية المعنوية‬
‫إال أن االختالف يكمن في الوقت الذي تبدأ به الشخصية المعنوية للشركة بحيث تعد شخصا قانونيا مستقال وتستطيع اكتساب‬
‫‪.‬الحقوق وتحمل االلتزامات‬

‫‪.‬فالشركة المدنية تكتسب الشخصية المعنوية بمجرد إبرام عقدها صحيحا مستوفيا ألركانه‬

‫أما الشركة التجارية فال تكتسب الشخصية المعنوية بمجرد إبرام العقد وإنما ال بد من أن تستوفي إجراءات شهر معينة@‬
‫تهدف إلى إعالم الغير بوجود الشركة وتتمثل هذه اإلجراءات بالقيد في السجل التجاري‪ .‬إذ تكتسب الشركة التجارية‬
‫الشخصية المعنوية من تاريخ قيدها في السجل التجاري لذا ال يجوز لها أن تقوم بأي أعمال إال بعد قيدها في السجل‬
‫‪.‬التجاري‬

‫فرع‪:05‬من حيث تقادم الدعاوى الناشئة عن نشاط الشركة‪ :‬في الشركات التجارية تتقادم دعاوى الغير المتعلقة بأعمال‬
‫الشركة تجاه مدير الشركة أو أعضاء مجلس اإلدارة أو مراجع الحسابات بمضي خمس سنوات من تاريخ الفعل الموجب‬
‫للمسؤولية‪..‬أما في الشركات المدنية فتتقادم الدعاوى الناشئة عن أعمالها بمضي خمس عشرة سنة طبقا للقواعد العامة في‬
‫‪.‬قانون المعامالت المدنية@‬

‫‪ ‬د‪.‬عزت عبدا لقادر‪.‬الشركات التجارية‪.‬دار الفكر الجامعي‪.2006.‬ص ‪01:‬‬

‫‪.‬المبحث الثالث‪ :‬أنواع الشركات التجارية‬

‫تعتبر الشركات التجارية كما رأينا أعماالً تجارية بحسب الشكل على أنه يحدد الطابع التجاري للشركة‪ ,‬إما بشكلها أو‬
‫موضوعها‪ ,‬و تعد@ شركا بسبب شكلها مهما كان موضوعها شركات المساهمة‪ ,‬و الشركات ذات المسؤولية المحدودة و‬
‫شركات التضامن‪ ,‬فالمشرع بنصه على تجارية تلك الشركات حسم الخالف حول طبيعة االكتتاب في أسهم شركة المساهمة‬
‫أو التصرفات التي يقوم بها الشريك أو المساهم بالنسبة لعقد الشركة التجارية خاصة في حالة عدم توافر صفة التاجر فيه‪ ,‬أو‬
‫‪. ‬في األحوال التي يكون فيها مسؤولية الشريك محدودة‬
‫و تعد شركة تجارية كل شركة تتخذ شكل من األشكال التي نص عليها المشرع و هذه األشكال هي شركة التضامن و شركة‬
‫‪. ‬التوصية‪ ,‬و شركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ,‬و شركة المساهمة‪ ,‬و هذا مهما كان موضوع الشركة‬

‫و يمكن تقسيم شركات التجارية إلى‪ ‬شركات األشخاص‪ ‬و تضم شركات التضامن و شركة التوصية البسيطة و شركة‬
‫المحاصة‪ ,‬و‪ ‬شركات األموال‪ ,‬و تضم شركات ذات مسؤولية محدودة‪ ,‬و شركات المساهمة‪ ,‬و شركات ذات الطبيعة‬
‫‪.‬المختلطة و تضم شركة التوصية باألسهم‬

‫‪:‬المطلب‪ :01‬شركات األشخاص‬

‫‪:‬أ‪ -‬شركة التضامن‬

‫و تقوم على االعتبار الشخصي و تصلح فقط للمشروعات الصغيرة الحجم التي تقوم على جهود أفراد تربطهم عالقات‬
‫شخصية‪ ,‬كأعضاء األسرة الواحدة أو األصدقاء‪ ,‬و ترتكز على المسؤولية التضامنية المطلقة لجميع الشركاء عن ديون‬
‫‪.‬الشركة‪ ,‬بغض النظر عن مقدار حصصهم فيها‬

‫‪:‬ب‪ -‬شركة التوصية البسيطة‬

‫ال تختلف عن شركة التضامن إال من ناحية واحدة و هي أن هذه الشركة تضم نوعين من الشركاء‪ ,‬شركاء متضامنون‪ ,‬و‬
‫يتمتعون بنفس المركز القانوني للشريك في شركة التضامن‪ ,‬و شركاء موصون و تكون مسؤوليتهم محددة بمقدار ما قدمه‬
‫‪.‬كل منهم من حصة في رأس المال الشركة‪ ,‬و يمنع عليهم التدخل في إدارة الشركة‬

‫‪:‬ج‪ -‬شركة المحاصة‬

‫تعد من شركات األشخاص‪ ,‬ألن شخصية الشريك فيهال محل اعتبار‪ ,‬و أهم خاصية تتميز بها أنها مؤقتة أي تتميز بقصر‬
‫المدة ألنها تنشأ للقيام بعمل واحد أو عدة أعمال تجارية‪ ,‬بحيث تنتهز فرصة الربح‪ ,‬لذا أطلق عليها اسم الشركة المؤقتة‪ ,‬لكن‬
‫انتقد هذا الرأي على أساس على أنه ال يوجد مانع من تكوين شركة محاصة تباشر نشاط مستمرا و لمدة طويلة‪ ,‬و ادعى‬
‫رأي آخر أن الميزة األساسية لهذه الشركة تتمثل في كزنها شركة مستترة ليس لها وجود ظاهر أمام الغير‪ ,‬و يقتصر‬
‫وجودها على الشركة فحسب‪ ,‬و يتمثل مظهرها في اقتسام األرباح و الخسائر فيما بيتهم و انتشار الشركة ال يقصد بها‬
‫االستتار الواقعي المادي‪ ,‬و غنما االختفاء القانوني المتمثل في عدم علم الغير بها عن طريق الشهر و النشر و التوقيع على‬
‫‪.‬المعامالت بعنوان يحتوي اسم الشركة فيها‬

‫لكن الرأي الراجح يرى أن الميزة األساسية لشركة المحاصة تتمثل في كونها ال تتمتع بالشخصية المعنوية كبقية الشركات‪,‬‬
‫و من ثم ال تتمتع برأس المال و ال عنوان ذمم الشركاء و ال موطن و ال جنسية‪ ,‬كما أنها ال تخضع للقيد في السجل التجاري‬
‫‪.‬و ال يمكن شهر إفالسها و إنما يقتصر اإلفالس على الشريك الذي يتعاقد مع الغير إذا كانت له صفة التاجر‬

‫‪:‬المطلب‪ :02‬شركات األموال‬

‫‪:‬أ‪ -‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬

‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة تعتبر في مركز وسط بين شركات األشخاص‪ ,‬و شركات األموال‪ ,‬و إن كانت في التشريع‬
‫الجزائري كما هو الحال في التشريع الفرنسي الجديد@ أصبحت تقترب كثيراً من شركات األموال و تعتبر في حقيقة األمر‬
‫‪.‬شركة أموال خاصة‬

‫و تتكون الشركة ذات المسؤولية المحدودة من عدد من الشركاء ال يزيد عن العشرين و ال يكون كل منهم مسؤوال إال بقدر‬
‫‪.‬حصته في رأس المال و ال يكتسب أي منهم صفة التاجر‬

‫و غالبا ما تتكون هذه الشركة بين أشخاص تربطهم قرابة قوية‪ ,‬أو صداقة‪ ,‬و قصد المشرع من هذا التحديد بعدد@ الشركاء أن‬
‫تظل محتفظة بطابعها الشخصي كما يجب أن يقدم كل شريك حصة من المال (نقدي أو عيني)‪ ,‬و ال يجوز أن تكون‬
‫‪.‬الحصص عمال‬
‫‪:‬ب‪ -‬شركة المساهمة‬

‫تعتبر شركة المساهمة النموذج األمثل لشركات األموال فهي تتكون أساسا لتجميع األموال‪ ,‬و القيام بمشروعات معينة‬
‫بصرف النظر عن االعتبار الشخصي للمساهمين‪ ,‬و بمجرد طرح أسهم هذه الشركة لالكتتاب العام يستطيع أي فرد أن‬
‫‪.‬يكون شريكا فيها بمجرد دفع قيمتها‬

‫و شركة المساهمة تأسس وفق إجراءات معينة نص عليها القانون‪ ,‬فيجب أن ال يقل عدد الشركاء المؤسسين فيها عن تسعة‪,‬‬
‫المادة ‪ 592‬من القانون التجاري الجزائري‪ ,‬و يقسم رأس مالها إلى أسهم متساوية القيمة تطرح أسهمها لالكتتاب العام‪ ,‬و‬
‫قابلة للتداول بالطرق التجارية و تمدد@ مسؤولية المساهم فيها بقدر حصته فقط و يطلق على الشركة المساهمة اسم معين‬
‫تحت عنوان الشركة‪ ,‬و يجب أن يكون مسبوقا ً أو متبوعا ً بذكر شكل الشركة و مبلغ رأس مالها‪ ,‬و يجوز إدراج اسم شريك‬
‫‪.‬واحد أو أكثر من الشركاء في تسمية الشركة‬

‫‪:‬المادة ‪ 593‬من القانون التجاري الجزائري‪ ,‬و تتميز شركة المساهمة بعدة خصائص هي‬

‫‪.‬أنها شركة من شركات األموال ال أهمية فيها لالعتبار الشخصي‪-‬‬

‫‪.‬إن أهم مسؤولية تميز بها شركة المساهمة باعتبارها شركة أموال هي مسؤولة الشريك المساهم بقدر نصيبه من السهم‪-‬‬

‫يطلق على اسم شركة المساهمة اسم معين تحت عنوان الشركة‪ ,‬يجب أن تكزن مسبوقا ً أو متبوعا ً بشكل الشركة و مبلغ ‪-‬‬
‫‪.‬رأس مالها‬

‫‪.‬عدم اكتتاب الشريك المساهم صفة التاجر‪-‬‬

‫تتميز كذلك بوجود عدة هيئات لإلدارة و اإلشراف فهناك مجلس إدارة الشركة‪ ,‬و هناك الجمعية العامة العادية‪ ,‬و توجد ‪-‬‬
‫‪.‬هيئة مراقبي الحسابات باإلضافة إلى اجتماع الجمعية العامة غير العادية‬

‫‪: ‬ج‪ -‬شركة التوصية باألسهم‬

‫و هي مثل شركة التوصية البسيطة‪ ,‬تتكون من فئتين من الشركاء (المقرضين و الموصين)‪ ,‬إال أن شركة التوصية باألسهم‬
‫يقسم رأسمالها إلى أسهم قابلة للتداول و يكون الشريك الموصي فيها خاضعا ً للنظام القانوني الذي يخضع له المساهم في‬
‫‪ .‬الشركة المتعلقة‪ ,‬مع اإلبقاء على ضرورة عدم تدخله في اإلدارة التي تبقى من حق الشريك‬

‫‪.‬د‪.‬رزق هللا العربي بن مهيدي‪.‬الوجيز في القانون التجاري الجزائري‪.‬بن عكنون‪.2008.‬ص‪01:50‬‬


‫‪/‬خاتمة ‪/‬‬

‫نشير في األخير إلى أن األحكام الخاصة بالشركات وردت في القانون المدني الجزائري‪ ,‬و الذي يبين القواعد الخاصة‬
‫بالشركات على العموم‪ ,‬و الشركات المدنيـة على وجه الخصوص في الـمـواد ‪ 416‬إلى ‪ ,449‬و هي تتناول األحكام العامة‬
‫و أركان الشركة و إدارتها و آثارها‪ ,‬و انقضاؤها و تصفيتها و قسمتها‪ ,‬و ال يقتصر تطبيق هذه القواعد على الشركات‬
‫المدنية‪ @,‬بل يشمل الشركات التجارية‪ ,‬و تعتبر القواعد المذكورة الشريعة العامة التي تخضع لها الشركات مهما كان نوعها‬
‫مدنية@ أو تجارية‪ ,‬و يطبق القانون المدني على الشركات التجارية في الحاالت التي ال يوجد في شأنها نص في القانون‬
‫‪.‬التجاري‬

‫أما القانون التجاري فقد تناول الشركات التجارية بالتفصيل في المواد مـن ‪ 544‬إلـى ‪ ,840‬و هو المرجع األساسي لتحديد@‬
‫‪.‬طبيعة و ماهية كل الشركات التجارية‬

‫و يمكن القول أن موضوع الشركات التجارية هام‪ ,‬نظراً الرتباطه باالقتصاد الوطني‪ ,‬و تأثيره المباشر عليه‪ ,‬و هذا انطالقا‬
‫من كون الشركة النواة األساسية ألية اقتصاد‪ ,‬لـذا وجب االهتمام عليها و محاولة تطوير و تحديث القوانين بما يتناسب و‬
‫‪.‬التطورات الجارية‬

‫‪/‬قائمة المراجع ‪/‬‬

‫‪.‬د‪ .‬مصطفى كمال طه‪.‬أصول القانون التجاري‪.‬دار العلوم‪.‬اإلسكندرية‪1/1999.‬‬

‫‪.‬د‪.‬عزت عبد القادر‪.‬الشركات التجارية‪.‬دار الفكر الجامعي‪2/2006.‬‬

‫‪.‬د‪ .‬رزق هللا العربي بن مهيدي‪.‬الوجيز في القانون التجاري الجزائري‪.‬الساحة المركزية بن عكنون‪3/2008.‬‬

‫‪.‬د‪.‬نادية فوضيل‪.‬أحكام الشركة‪.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الساحة المركزية ابن عكنون الجزائر‪.‬طبعة‪4/2002‬‬

‫‪.‬القانون رقم‪ 02-05‬المؤرخ في ‪06‬فبراير ‪ 2005‬والمتضمن القانون التجاري الجزائري‪5/‬‬

You might also like