You are on page 1of 90

‫جامعة سيدي محمد بن عبد للا‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬

‫الشركات التجارية‬
‫إعداد‪ :‬ذ‪ .‬فؤاد معالل‬

‫موجه إلى طلبة السداسي الرابع من مسلك القانون‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2021/2020‬‬
‫‪2‬‬

‫فصل تمهيدي‬
‫مدخل عام للشركات التجارية‬

‫المبحث األول‬
‫تعريف الشركة وتمييزها عما يقاربها من أنظمة‬

‫المطلب األول‬
‫تعريف الشركة ودواعي إحداثها‬

‫الفرع األول ـ تعريف الشركة وأهميتها‬


‫الفقرة األولى ـ تعريف الشركة‬
‫"الشـركة" تصـورت في األ ـل كرطار عقدي ينظش مشـاركة عدة أ ـجا ألجل التعاطي لنشـاط اقتصـادي بقصـد‬
‫تحقيق الربح وتوزيعه بين الشركاء‪ .‬إذ واضح أن تلك المشاركة تقتضي حصول اتفاق فيما بين الشركاء حول الجوانب‬
‫المتصــلة بشــركتهشا مما يجعل من الشــركة عقدا يتفق بمقتضــا ــجصــان ف كلر على مزاولة نشــاط اقتصــادي بصــفة‬
‫مشـــتركة بينهشا عن طريق مشـــاركة كل واحد منهش في الشـــركة إما ب موال أو بعمل أو بهما معاا القتســـام األربا‬
‫المترتبة على ذلك‪.‬‬

‫من هنا نجد القانون المغربي يعرف الشـركة بصـفة عامةا مدنية كانأ أم تجاريةا في الفصـل ‪ 982‬من ق ل ع ـ‬
‫ب نها‪ ..." :‬عقد بمقتضــا يضــع ــجصــان أو أكلر أموالهش أو عملهش أو هما معا لتكون مشــتركة بينهش بقصــد تقســيش‬
‫الربح الذي ينش عنها‪".‬‬

‫غير أن هذا التعريفا الذي تبنتـه كلير من التشــــريعـات‪1‬ا لش يعـد يحظى بقبول الفقـه‪2‬ا بســــبـب التطورات التي‬
‫عرفتها "الشـــركة" في تنظيمها القانونيا والتي انتقلأ بها من مجرد اتفاق دعقدق يقع بين مجموعة من الشـــركاءا‬
‫إلى نظام وضعه المشرع لتنظيش المقاولة الجماعية وفي بعض األحيان حتى الفردية‪.‬‬

‫ذلك أنها إذا كان تكوين الشــركة يتطلب في الغالب إبرام عقدا فرن نظرية العقد أ ــبحأ قا ــرة على اســتيعا‬
‫اآلثار القانونية الناتجة عن تكوين الشركة‪.‬‬

‫فعقد الشـركة ال يقتصـر أثر ا كغير من العقودا على ترتيب التزامات على عاتق الشـركاءا بل هو غالبا ما يؤدي‬
‫إلى نشــوء ــجن قانوني جديدا ــجن اعتباريا هو الشــركة‪ .‬وهو في ذلك دأي العقدق ال يتحكش تماما ال في تحديد‬
‫الوضع القانوني لذلك الشجن ـــ حيث للقانون دور كبير في ذلك ـــ وال في قيامه القانوني الذي يظل معلقا على إجراء‬
‫إداري ـ القيد في السجل التجاري ـ وال يترتب على مجرد توافق إرادة الشركاء‪.‬‬

‫كما أن هذا الشـجن االعتباريا بعد قيامها هو الذي يهيمن ويسـيطر على إرادة األ ـجا المشـاركين في إبرام‬
‫العقدا خا ـــة في ـــركات األموالا حيث تفرب األغلبية إرادتها على األقلية حتى فيما يتعلق بتعديل نظام الشـــركةا‬
‫على خالف األ ل في العقود حيث يجب حصول توافق إرادة المتعاقدين‪.3‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 4‬من قانون الشركات العراقي رقم ‪ ،1997/21‬و ‪ 844‬موجبات وعقود لبناني‪ ،‬و‪ 505‬مدني مصري‪ ،‬والمادة ‪ 8‬من القانون االتحادي‬
‫رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 2015‬بشــأن الشـــركـات التجـاريــة لدولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد االدريســي العيمي المشــيشــي‪ ،‬خصــا ا الشــركات التجارية في التشــريا الجديد ‪ ،‬مجية المحاكم المغربية‪ ،‬العدد ‪ ،80‬يناير فبراير‬
‫‪ ،2000‬ص‪ ،23 :‬وبالخصوص ص‪ 56:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪Bertrel, Liberté contractuelle et société, RTD Com, 1996, 595, Prieur, Droit des contrats et droit sociétés,‬‬
‫; ‪Mélanges Sayag, 1997, 371 ; Mestre, La société est bien encore un contrat , Mélange Mouly, 1998 II 131‬‬
‫‪Favario, Regards civilistes sur le contrat de société, Rev. Soc.2008, 53 ; Goffaux Callebaut, Du contrat en‬‬
‫‪droit des sociétés, L’Harmattan, 2008.‬‬
‫‪ 2‬راجا مصطفى كمال طه‪ ،‬نفس المرجا‪ ،‬رقم ‪ ،219‬ص ‪ ،229‬سمير عالية‪ ،‬نفس المرجا‪ ،‬رقم ‪ 110‬ص ‪.176‬‬
‫‪Hamel Lagarde – et Jauffret, Droit commercial, T 1, 2° Volume, n° 383 ; Ripert par Roblot, Traite‬‬
‫‪élémentaire de droit commercial, Tome 1. LGDJ, 1993, n° 670.‬‬
‫‪3‬‬

‫هذا ناهيك عن أن المســيرين لش يعودوا يعتبرون وكالء عن الشــركاءا بل يشــكلون جهازا قانونيا للشــركة يحدد‬
‫القانون سـلطاته ومسـؤولياتها مما يجعل الشـركة ـجصـا قانونيا مسـتقال عن الشـركاءا له مصـالحه الجا ـة التي ال‬
‫تتطابق دائما مع مصالح الشركاءا بل والتي قد تتعارب في بعض األحيان مع مصالحهش الفردية‪.1‬‬

‫من هنا فرن بعض الفقه جادل في األساس العقدي للشركة انطالقا من أن إرادة الشركاء لها دور محدود في وضع‬
‫نظامها األســـاســـيا إذ أن المشـــرع تدخل في تنظيش الشـــركاتا خا ـــة التجاريةا بقواعد آمرة حماية لالدخار العام‬
‫وللمصـلحة العامة ــــ ـ ظهر ذلك بشـكل أكلر قوة في ـركة المسـاهمةــــ ـ‪ .‬فكان من نتائج ذلك أن قيدت الحرية الفردية‬
‫وكلرت النصو المتعلقة بالنظام العاما ف بحأ الشركة أقر للمؤسسة القانونية ـ ‪ Institution‬ـ منها إلى العقدا‬
‫بحيث يكاد يقتصـر دور إرادة األطراف على التعبير عن الرغبة في االنضـمام إليها أو عدم االنضـماما دون مقدرة على‬
‫رسش أحكامها‪.2‬‬

‫ولعل مما يزيد في ت كيد هذا الطر انتشـار ـركة الشـجن الواحد في التشـريعات المقارنة ‪3‬ا إذ أن هذ الشـركات‬
‫ال يمكن اعتبارها عقودا لوجود ــجن واحد فيهاا وبطبيعة الحال ال يتصــور تعاقد الشــجن مع نفســها لذلك فرن‬
‫إنشاءها يعتبر تصرفا بررادة منفردة وليس عقدا‪.4‬‬

‫كما أن بعض التشريعات استجابأ لهذ التحوالتا فغيرت من نظرتها للشركةا وأ بحأ تتعامل معها على أنها‬
‫نظام قانوني أكلر منه عقداا كما فعل المشرع الفرنسي من خالل تعديله للمادة ‪ 1832‬من القانون المدني التيا بعدما‬
‫كانأ تنن على أن‪:‬‬
‫» ‪« La société est un contrat par lequel deux ou plusieurs personnes conviennent ...‬‬
‫أ بحأ تنن على أن‪:‬‬

‫‪« La société est institué par deux ou plusieurs personnes qui conviennent par un‬‬
‫‪contrat d'affecter à une entreprise commune des biens ou leur industrie en vue de‬‬
‫» ‪partager le bénéfice ou de profiter de l'économie qui pourra en résulter...‬‬

‫‪« Elle peut être instituée dans les cas prévus par la loi, par l’acte de volonté d’une seule‬‬
‫‪personne ».‬‬

‫حيث أكد المشرع الفرنسيا من خالل هذا التعديــلا على الطابع النظامي أو المؤســساتي للشركة بالنن على أنها‬
‫تت ســس بنــاء على عقدا مما يعني أنها ليسأ هي في حد ذاتها عقداا بل نظاما قانونيا موضوعا بشكل مسبقا يجري‬
‫االتفاق على االنضمام إليه بواسطة عقدا بل إنها يمكن أن تت سس بررادة جن واحد عندما يسمح القانون بذلك‪.‬‬

‫القـانونيـة الجـديـدة المنظمـة‬ ‫والقـانون المغربيا وإن لش يعرف تعـديال من هـذا القبيـلا فـرنـها ومن خالل النصــــو‬
‫للشركات التجاريةا قد انجرط في هذا التوجه‪.‬‬

‫من ناحيةا من خالل تبنيه لشـركة الشـجن الواحدا في ـكل الشـركة ذات المسـؤولية المحدودة من ـريك واحد‬
‫دالمادة ‪ 44‬من القانون ‪ 96-5‬المتعلق بباقي ال شــركات غير ــركة المســاهمةقا والتي هي ــركة تنش ـ بررادة منفرة‬
‫لصاحبها وليس بعقد كما في باقي الشركات‪.‬‬

‫ومن ناحية ثانيةا من خالل التدخل التشـريعي المتزايد في تنظيش الشـركات بنصـو قانونية آمرة ال يجوز االتفاق‬
‫على مجالفتهاا بهدف تكريس مفهوم النظام العام االقتصـاديا مما نتج عنه االبتعاد بالشـركة من المفهوم التعاقدي إلى‬
‫المفهوم النظاميا فلش تعد مجرد عقدا بل إطارا قانونيا يؤطر المقاولة االقتصادية العصرية‪.‬‬

‫لنجلن من كل ذلك إلى أن الشـــركة هي تقنية قانونية موضـــوعة رهن إ ـــارة المبادرين االقتصـــاديين لتنظيش‬
‫مقاولتهشا يمكنهش االنجراط فيهاا ألجل تجميع جهودهش وأموالهش قصد التعاطي لنشاط اقتصادي بغرب تحقيق الربح‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Ripert par Roblot - Op.Cit n° 670.‬‬
‫‪-Yves Guyon op.cit. n° 96 Paillusseau - les fondements modernes du droit des sociétés J.C.P. 1984 I. 31482‬‬
‫‪ 2‬أخذ بهذا النوع من الشركات القانون الفرنسي لـ ‪ 11‬يوليو ‪ 1985‬بالنسبة ليشركات ذات المسؤولية المحدودة والشركات المدنية الزراعية وذلك‬
‫اقتباسا عن القوانين الجرمانية ‪ ،‬واألنجيوسكسونية‪ .‬وقد أخذها عنه القانون المغربي كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫‪- Guyon, Droit des affaires, T.II, Paris, Economica, 8éme éd., 1994, n° 96.3‬‬
‫‪4‬‬

‫الفقرة اللانية ـ أهمية الشركات التجارية‬

‫الشركة جن اعتباري يعترف له القانون بشجصية اعتبارية مستقلةا وبالتالي بذمة مالية وأهلية للتصرف‪.‬‬
‫وممارسة التجارةا كما يت ش من قبل التجار األفرادا فرنه يتش من قبل الشركات التجارية‪ .‬وإذا كانأ الشركات التجارية‬
‫تجضع نها ن التجار األفراد إلى االلتزام بمسك المحاسبةا والقيد في السجل التجاريا وكانأ مللهش تزاول نشاطها‬
‫من خالل أ ل تجاري يشكل أحد العنا ر األساسية في ذمتها الماليةا وكانأ في تلك الممارسة تجضع لضوابط المنافسة‬
‫الحرة والشريفةا فرنها باإلضافة إلى ذلك تجضع إلى قواعد خا ة في إنشائها وتنظيمها وسيرها‪.‬‬

‫والشركة نظام قديش عرف منذ األزمنة الغابرةا ولقد تطور بتطور اإلنسانيةا وازدادت أهميته خالل اللورة‬
‫الصناعيةا غير أنه عرف طفرته الكبرى خالل القرن العشرين ‪.1‬‬

‫وتعتبر الشركات التجارية اإلطار األكلر مالءمة للقيام بالمشاريع في ظل االقتصاديات الحديلة‪ .‬ذلك أن المقاول الفرد‬
‫يعجز في الغالب عن القيام بالمشاريع الكبرى التي تتطلب استلمارات كبيرة وتشغل مئات العمال‪ .‬كما أن االقتصاد الحديث‬
‫يتطلب كفاءة كبيرة في التسيير واإلدارةا غالبا ما ال تتوفر في المقاول الفرد‪ .‬من هنا كانأ الشركات التجارية أفضل‬
‫تسليحا وأحسن كفا ءة لمزاولة األعمال‪ .‬فهي لها قدرة كبيرة على تعبئة ادخار األ جا دالطبيعيين والمعنويينقا‬
‫وجمع الرساميل التي تحتاج إليها في استلماراتهاا كما أنها بحكش طريقة تكوينها وإدارتها تنش منذ والدتها مسلحة‬
‫باألدوات القانونية والمادية التي تمكنها من مزاولة نشاطها بكفاءةا ودون أن يهددها ما يهدد األ جا الطبيعيين من‬
‫مرب أو عجز أو يجوخةا ودون أن يعرقل نشاطها عوامل عاطفية أو عائلية أو نفسيةا فهي جن اعتباري مجرد‬
‫يتحكش في مصير ا والنقن الذي يهدد هو ضعف األداء من قبل المسيرين أو األعضاء‪.‬‬

‫الفرع اللاني ـ دواعي إقامة "الشركة"‬


‫الشركة إطار قانوني منظشا يوفر للمستلمر مزايا متعددةا تعود للوظائف المتعددة التي تضطلع بها على المستويين‬
‫القانوني واالقتصاديا يمكن أن نتوقفا على األقلا عند أربعة منهاا وهي‪:‬‬

‫‪1‬ـ الشركة أداة لتدبير الشراكة بين عدة فاعلين‬


‫وهذ هي الوظيفة األ لية للشركةا إذ أنها توفر للمبادرينا الذين يرغبون في إقامة استلمار مشترك دتجارةا‬
‫ناعةا خدمات‪...‬ق أو ممارسة مهنتهش بصفة مشتركة دمحامينا موثقينا أطباء‪...‬قا في المجال االقتصادي وغير ا‬
‫اإلطار القانوني المالئش لتنظيش تلك المشاركة‪ .‬حيث حينئذا فرن هذا اإلطارا يمكنهش من تدبير تجمعهشا على نحو يضمن‬
‫تحقيق تلك المشاركةا من خالل ما يقدمه كل واحد منهش من مساهماتا ومن خالل تنظيش كيفية مساهمتهش في تدبير‬
‫تجمعهشا على مستوى حقوق والتزامات كل واحد منهشا وعلى مستوى تسيير ‪.‬‬

‫‪2‬ـ الشركة أداة لهيكلة المقاولة‬


‫فالم قاولةا باعتبارها مجموعة من الوسائل البشرية والماديةا يجري تجميعها لممارسة نشاط اقتصادي دإنتاج‬
‫وتداول اللرواتق بشكل منتظشا هي في حاجة للتنظيش‪ .‬هذا التنظيش قد يتجذ كل مقالة فرديةا غير أنه يمكنه أن يتجذ‬
‫كل ركة‪ .‬والفرق على مستوى الهيكلةا أنها على خالف المقا ولة الفرديةا التي تتسش بالهشا ة لكونها مرتبطة‬
‫عضويا بصاحبها وتفتقد للهيكلة القانونيةا فتعتمدا من ثشا أساسا على كفاءة وجهد احبهاا فتفتقد ألدوات التدبير‬
‫المؤسساتيا الذي من نه أن يضفي الفعالية والنجاعة على هذا المستوىا فرن نظام الشركةا بما في ذلك من خالل‬
‫تقنية "الشجصية االعتبارية " يسمح بتدارك كل ذلكا لكونه يوفر بناء مؤسساتيا لهيكلة المقاولة داآلن حتى الفردية‬
‫منها من خالل نظام ركة الشجن الواحدقا يفرب تدبيرها من خالل هياكل وضوابطا تنزع الشجصنةا وتضفي الطابع‬
‫المؤسساتي على ذلك التدبير‪ .‬وهو ما يوفر لها بنية تدبير تمكنها من تنظيش كيفية ممارسة السلطة فيها على نحو يسمح‬
‫بالمراقبة والمساءلة‪.‬‬

‫‪3‬ـ الشركة أداة لتعبئة الرساميل‬


‫فالشـركة تتميز على هذا المسـتوى بقدرتها الكبيرة على تعبئة الرسـاميل التي يتطلبها االسـتلمار‪ .‬إذ من العوامل‬
‫األسـاسـية وراء اتجاذ قرار ت سـيسـهاا الحاجة إلى إ ـراك مسـتلمرين بمقدورهش توفير التمويل الكافي لهاا بحسـب ما‬

‫‪1‬‬
‫‪J. Terray , la société une tradition bien vivante, J.C.P. 1984 - I – 3154 ; C Ducoulaux Favard, L'histoire des‬‬
‫‪grandes sociétés (en Allemagne, en France et en Italie), Rev. dr. comparé - 1992 . 849‬‬
‫‪5‬‬

‫يتطلبه نشاطهاا وخالل حياتهاا يمكنهاا بحسب حاجياتها على مستوى التمويلا أن تفتح رأسمالها إما في وجه ركاء‬
‫جدد يضجون تمويال جديدا فيهاا أو في وجه الشركاء الموجودينا من خالل مساهمات جديدة‪.‬‬

‫‪4‬ـ الشركة أداة لنقل ملكية المقاولة‬


‫فاتجاذ المقاولة كل ركة يسمح بنقل ملكيتها بسهولة بين األحياءا من خالل نقل ملكية الحصن أو األسهش‬
‫فيهاا على خالف المقاولة الفردية التي نقل ملكيتها يتسش بكلير من التعقيد‪ .‬وحتى نقل تلك الملكية بسبب الموت هو‬
‫أبسط بكلير في الشركةا حيث تتوزع حصة الشريك المتوفى أو أسهمه على ورثته بحسب نصيبهش الشرعيا وتبقى‬
‫الشركة قائمة كما هي كشجن اعتباري يسهر على تدبير ؤونها أجهزة التسيير القائمة‪ .‬على خالف المقاولة‬
‫الفردية التيا بموت احبهاا تنتقل ملكيتهاا على سبيل الشياع إلى الورثةا فتتعقد مهمة تدبيرها بعد ذلكا ألنه‬
‫يجب مواجهة ذلك من قبل الورثةا وهذا يجتلف بحسب سنهش وخبرتهش ومؤهالتهش‪...‬إلخا مما يجعل أنه في الغالب‬
‫يتوقف نشاطها‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫تمييز الشركة عما يقاربها من أنظمة قانونية‬

‫الفرع األول ـ تمييز الشركة عن الجمعية‬


‫تتميز الشركة ب نها نظام يسعى إلى تحقيق الربح وتوزيعه بين الشركاءا من خالل مساهمة هؤالء األخيرين‬
‫في تكوين رأسمال مشتركا يستعمل في تحقيق غرب الشركة القائش على استهداف الربح دالفصل ‪ 982‬ق ل عق‪ .‬وبذلك‬
‫فهي تجتلف عن الجمعية التي تتميز ب نها ال تستهدف ا لربحا وإنما تحقيق مرامي اجتماعية أو سياسية أو فكرية أو‬
‫غيرها من األنشطة اإلنسانية التيا وإن كان غرضها مادياا فرنها ال تدخل في مفهوم الربح دملل التحكش في التكاليف أو‬
‫اقتصاد النفقات‪....‬ق‪.‬‬

‫وينتج عن هذا االختالفا اختالف في النظام القانوني الذي يحكش كالهما بالطبعا على كافة المستوياتا بداية من‬
‫طريقة الت سيسا إلى اإلدارةا إلى النظام الضريبيا إلى الوضع القانوني للمنتميا الذي يكون ريكا في الشركةا فيمتلك‬
‫جزءا من أموالهاا فيستحق جزءا من أرباحها يتحدد بنسبة مشاركته فيهاا وعند انسحابه منهاا يسترد ما يقابل حصته‬
‫فيهاا وعند حلها تقسش موجوداتها بين الشركاء‪ .‬هذاا على خالف العضو في الجمعيةا الذي ليس له حق على أموالهاا‬
‫وال ي خذ مقابال ماليا عن انتمائه إليهاا وعند زوالها ال يحصل على يء من أموالها التي تؤول للجهة التي يحددها‬
‫النظام األساسي للجمعية‪.‬‬

‫وإذا كان تحقيق الربح وتوزيعه هو المعيار في تمييز الشركة عن الجمعيةا فقد وقع اختالف في تحديد مفهومه‬
‫بين من ضيق منها فحصر في حصيلة نقدية يجري توزيعها بين الشركاءا فتؤدي إلى إحداث إضافة في ذمتهش الماليةا‬
‫وبين من وسع منه ف دخل فيه كل فائدة مادية يمكن تقويمها ماليا حتى ولو لش ينتج عنها إحداث إضافة في تلك الذمةا‬
‫ملل االقتصاد في المصاريف أو التحكش في التكلفة أو دفع الضرر‪ .‬فملال المشاركة في بناء عمارة بقصد تملك كل واحد‬
‫من المشاركين قة فيهاا والذي يكون غرضه تجفيض تكلفة البناءا ال يعد ركة وفق المعيار الضيق للربحا ما دام ال‬
‫ينتج عنه تحقيق أربا يجري توزيعهاا وإنما يعتبر جمعيةا والعكس وفق المعيار الواسعا الذي يدخل ملل هذا الغرب‬
‫في مفهوم الربحا ما دام يمكن تقدير ماليا دالفرق في تكلفة البناءقا حيث ينتج عنه تحقيق فائدة مالية للشركاء‬
‫داالقتصاد في التكاليفق‪.‬‬

‫وي خذ القانون المغربي بالمفهوم الضيق للربح دالفصل ‪ 982‬من ق‪.‬ل‪.‬عقا لذلك تعتبر في ظله الجمعيات التعاونية‬
‫التي تهدف تحقيق أرباحها عن طريق توفير تكلفة الوسطاءا ملل راء السلع بلمن أرخن أو إنتاجها بتكلفة أقل أو‬
‫الحصول على خدمات بتكلفة أقلا ملل جمعيات الت مين التبادلي والجمعيات التعاونية االستهالكية والمجموعات ذات‬
‫النفع االقتصاديا تعاونيات وليس ركات‪.‬‬

‫الفرع اللاني ـ تمييز الشركة عن المجموعة ذات النفع االقتصادي‬


‫تشكل المجموعات ذات النفع االقتصادي أحد ور التجمع الحديلةا تنش بين جصين معنويين أو أكلر بهدف‬
‫تسجير كل الوسائل التي من نها تسهيل أو تنمية النشاط االقتصادي ألعضائها وتحسين أو إنماء نتائج هذا النشاط‬
‫دم ‪ 1‬من القانون المتعلق بالمجموعات ذات النفع االقتصادي ‪1‬ق‪.‬‬

‫القانون رقم ‪ 13-97‬ل ‪ 5‬فبراير ‪.1999‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪6‬‬

‫فكانأا من ثشا المجموعة ذات النفع االقتصاديا تجمعا أل جا اعتباريينا تتمتع بالشجصية االعتباريةا تنش‬
‫بغرب تطوير التعاون بين أعضائها بقصد تجنب الجسارة واالقتصاد في التكاليف‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق تجتلف المجموعة ذات النفع االقتصادي عن الشركةا من حيث أنهاا وإن كانأ تتمتع كذلك‬
‫بالشجصية االعتباريةا فرنها ال تهدف إلى تحقيق الربحا وإنما هي مجرد أد اة للتنسيق بين أعضاء المجموعة بقصد‬
‫تجنب الجسارة أو االقتصاد في التكاليف ‪1‬ا وهذا حتش أن يكون نشاطها ثانوياا يرتبط بالضرورة بالنشاط االقتصادي‬
‫للمقاوالت المنتمية إليها دم ‪ /1‬فقرة ‪ 2‬من قانون المجموعات ذات النفع االقتصاديق‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫تصنيفات الشركات والقواعد القانونية المنظمة لها‬
‫المطلب األول‬
‫تصنيفات الشركات‬
‫تصنف الشركات إلى عدة تصنيفات بحسب الوجهة التي ينظر إليها منهاا نعرب ألهمها‪.‬‬

‫الفرع األول ـ الشركة التجارية والشركة المدنية‬


‫كان التمييزا إلى حين دور القانون الجديد للشركاتا بين الشركات التجارية والمدنية يتش وفق نفس معايير‬
‫التمييز بين التاجر و غير التاجرا أي استنادا إلى نوع النشاط المزاولا هل هو تجاري أو مدني‪ .‬وقد رأينا من خالل‬
‫الجزء األول من هذا المؤلف أن التجار األفراد يكتسبون الصفة التجارية بممارستهش لنشاط تجاري على سبيل االعتياد‬
‫أو االحترافا مما يعني أن المعيار في ذلك معيار موضوعيا حيث من النشاط تنسحب الصفة التجارية على الممارس‪.‬‬
‫ونفس المنطق كان يعمل بالنسبة للشركاتا فالشركة كانأ تعتبر تجارية إذا كان غرضهاا أي نوع النشاط الذي تمارسها‬
‫تجارياا وكانأ تعتبر مدنية إذا كان غرضها مدنيا‪.‬‬

‫غير أنه بصدور القانون الجديد للشركاتا تغير الوضع‪ .‬فقد نن المشرع المغربيا على غرار المشرع الفرنسي‪2‬ا‬
‫على اعتبار كافة الشركات تجارية بالشكل باستلناء ركة المحا ة التي ال تعتبر تجارية إال إذا كان غرضها تجاريا ‪.3‬‬

‫والمقصود بالشكلية هنا إفراغ نظام الشركة في القالب القانوني الذي وضعه المشرعا من كتابة و هر وغير ‪.‬‬
‫بحيث متى انتظمأ الشركةا بحسب نوعهاا في اإلطار القانوني الموضوع لها إال واعتبرت تجاريةا بغض النظر عن‬
‫نوع النشاط الذي تزاولها حتى ولو كان مدنيا‪ .4‬بمعنى أن الشركة تعد تجارية إذا اتجذت كل ركة تضامن أو ركة‬
‫تو ية بسيطة أو تو ية باألسهشا أو ركة ذات مسؤولي ة محدودةا أو ركة مساهمة‪ .‬فالقانون نظش كل واحدة من‬
‫هذ الشركات واستلزم فيها إتباع النظام القانوني الموضوع لهاا بما فيه اإلجراءات الشكلية التي يجب احترامها عند‬
‫ت سيسهاا حيث عندئذ تعد تجارية حتى ولو كان نشاطها مدنيا‪ .‬وهو ما يعني بالمعنى المجالف أنه إذا لش تحترم في‬
‫ت سيس الشركة النظام الجا الموضوع من قبل قانون الشركاتا فرنها ال تعد تجارية إال إذا كان غرضها تجاريا‪.‬‬

‫ويرجع السبب في إضفاء المشرع الصبغة التجارية على هذ الشركاتا من ناحيةا إلى حر ه على ضمان‬
‫حقوق دائنيهاا بما في ذلك عن طريق إخضاعها لنظام المساطر الجماعية دمسطرة معالجة عوبات المقاولة أو التسوية‬
‫أو التصفية القضائية في حالة توقفها عن أداء ديونهاا ومسطرة الشهر في السجل التجاري‪...‬ق كيفما كانأ طبيعة العمل‬
‫الذي تقوم بها ومن ناحية ثانيةا لرغبته في توفير أداة قانونية فعالة لالستلمارا يمكن حتى لألنشطة المدنية أن تستفيد‬
‫منها بالنظر للكفاءة التي أبانأ عنها الشركات التجارية بسبب إحكام تنظيمها‪.‬‬

‫وقد نتج عن إضفاء الصبغة التجارية بالشكل على الشركات الجمسة المشار إليها أعال عدة نتائج نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ امتداد الصفة التجارية إلى األنشطة المدنية التي تزاول من خالل هذ الشركاتا حيث على خالف المبدأ بالنسبة‬
‫للتاجر الفردا المعيار هنا ليس موضوعي وإنما كلي‪ .‬ولكن مع ذلك يجب مالحظة أنه بالرغش من خضوع هذ األنشطة‬
‫إلى القانون التجاري تبعا للشكل الذي تمارس من خاللها وهو ركة تجاريةا فرن لهذ الصفة حدودا منها أنه ال ُيعترف‬

‫‪ 1‬راجا بشأنها‪ ،‬عز الدين بنستي‪ ،‬الشركات في التشريا المغربي والمقارن ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2000 ،‬ص‪ 221 .‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬قرر المشرع الفرنسي ذلك بمقتضى قانون ‪ 24‬يوليو ‪ 1966‬المنظم ليشركات التجارية‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة األولى من القانون رقم ‪95‬ـ‪ 17‬بالنسبة لشركة المساهمة‪ ،‬والمادة الثانية من القانون رقم ‪ 96‬ـ ‪ 5‬بالنسبة لباقي الشركات‪.‬‬
‫‪A. Dekeuwer, Le problème des rapports entre la forme et l’objet des sociétés , J C P 1977, éd. CI, II, 4‬‬
‫‪12392 ; Jeandidier, L’imparfaite commercialité des sociétés à objet civil et forme commerciale, D., 1979, 7.‬‬
‫‪7‬‬

‫للشركة التجارية ذات الغرب المدني بالملكية التجاريةا بما فيها األ ل التجاري وحق اإليجار التجاري ألنها ليس لها‬
‫زبناء تجاريين‪.1‬‬

‫‪2‬ـ أن الصبغة التجارية للشركة أ بحأ تستمد إ ما من كلهاا وهذا ن الشركات الجمسة المذكورة سابقاا أو‬
‫من موضوعهاا أي نوع النشاط المزاولا وهذا ن ركة المحا ة التي تعتبر تجارية إذا كان غرضها تجاريا‪ .‬وهذا‬
‫يعني أن نف الشركات التجارية بغرضها ضاق بشكل كبير في القانون المغربيا فلش يعد يتصور إال بالنسبة لشركة‬
‫المحا ة‪.‬‬

‫بح ينحصر في تلك التي يكون غرضها مدنياا وال تتجذ كل إحدى‬ ‫‪ 3‬ـ أن نطاق الشركات المدنية قد ضاقا ف‬
‫الشركات التجارية بالشكل‪.‬‬

‫الفرع اللاني ـ الشركات الجا ة و ركات االقتصاد المجتلط‬


‫هناك نوع خا من الشركاتا هي ركات االقتصاد المجتلطا التي تقوم على اال تراك بين الدولة أو غيرها من‬
‫األ جا االعتبارية العامة األخرىا وبين الجوا من أجل تدبير مرفق عام من طبيعة اقتصادية ناعية أو تجارية‬
‫أو خدماتيةا فيشـــترك الرأس المال العام دفي حدود ‪ 50‬في المائةق مع الرأس المال الجا من أجل إحداث مشـــروع‬
‫يستهدف تحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫فشــركات االقتصــاد المجتلط هي ــيغة بديلة في تدبير وتســيير بعض القطاعات االقتصــادية اإلســتراتيجية التي‬
‫تتصـل بها التنميةا تسـتهدف تعبئة الرسـاميل الجا ـةا واالسـتفادة من التجار والنظش المعمول بها في القطاع الجا‬
‫في تدبير المشاريع االقتصادية التنمويةا بالنظر لما أبانأ عنه من فعالية ونجاعة‪.‬‬

‫ويجب أن تتجذ ــركة االقتصــاد المجتلط ــكل ــركة مســاهمةا وهي تجضــعا من ثشا مبدئيا لقانون الشــركات‬
‫وللقانون التجاريا غير أنهاا تجضع إضافة إلى ذلك إلى رقابة وتوجيه الدولة‪.‬‬

‫فهي تجضـع للمباد األسـاسـية لسـير المرافق العموميةا بما فيها الجضـوع للمراقبة المالية للدولة دالمادة ‪ 1‬من‬
‫القانون رقش ‪ 69.00‬المتعلق بالمراقبة المالية للدولة على المنشـــات العامة وهيئات أخرىقا ولمراقبة المجلس األعلى‬
‫والمجالس المحلية للحســابات دالقانون رقش ‪ 62.99‬المتعلق بمدونة المحاكش الماليةق‪ .‬كما أن الشــجن المعنوي العام‬
‫المســاهش في الشــركة يتمتع بحق المشــاركة في تســييرها دتعيين مملليه في مجلس اإلدارةقا هذاا إضــافة إل اســتفادة‬
‫الشركة من نظام استلنائي خا يجيز لها التمتع بامتيازات غير م لوفة في القانون الجا ا ك ن تتمتع باالحتكار‪.‬‬

‫الفرع اللالث ـ الشركة األم )‪ (Société mère‬والشركة التابعة ‪Filiale) (Société‬‬


‫نكون بصدد " ركة أم" و" ركة تابعة" عندما تمتلك ركة كامل أو بعض رأسمال ركة ثانيةا وتمتلك نتيجة‬
‫ذلك سلطة التوجيه والرقابة واإل راف عليهاا فتسمى األولى حينئذ "الشركة األم"ا واللانية "الشركة التابعة"‪.‬‬

‫ولنكون بصـدد " ـركة تابعة" يجب أن تكون مسـتقلة عن الشـركة األما بحيث تتمتع بشـجصـية اعتبارية مسـتقلة‬
‫عنها‪ .‬ويمكن أن يكون لها جنسـية مغايرة عن جنسـية الشـركة األم بحكش وجود مقرها االجتماعي في دولة أخرى غير‬
‫دولة الشركة األم‪ .‬المهش أن تكون الشركة األم تملك عليها سلطة التوجيه والرقابة واإل راف‪.‬‬

‫ويجـب عـدم خلط "الشــــركـة التـابعـة" "الفرع" )‪(Succursale‬ا فـالفرع ال يتمتع بـالشــــجصــــيـة االعتبـاريـة‬
‫المســــتقلةا وإنما يشــــكل جزء من الشــــركة األما وليس له حق ذاتي على األموال التي يديرهاا والتي تعود كلها إلى‬
‫الشـركة األما بحكش عدم تمتعه بذمة مسـتقلة خا ـة به ا مما يجعلها من الناحية القانونيةا امتدادا للشـركة األما وجزء‬
‫من جصيتها االعتباريةا وعنصرا من ذمتها المالية‪.‬‬

‫وقد يكون للشــــركة األم عدة ــــركات تابعـةا وقد يكون لهـذ األخيرة بدورها ــــركات تابعـةا وقد تتكـامل هذ‬
‫الشــركات فيما بينهاا فيكون لكل واحد منها نشــاط أو مجموعة أنشــطة متناســقة مع أنشــطة الشــركات األخرىا بحيث‬
‫يشـكل مجموع هذ الشـركات حلقة اقتصـادية متكاملةا تضـطلع فيها الشـركة األم بسـلطة التوجيه واأل ـراف والرقابةا‬
‫في إطار خطة اقتصـــادية متكاملةا تقوم على توزيع األدوار واالختصـــا ـــات بين هذ الشـــركاتا ضـــمانا للنجاعة‬

‫‪ 1‬ذلك أن المادة ‪ 79‬من مدونة التجارة‪ ،‬والتي عرف فيها المشرع األصل الجاري‪ ،‬تربط بين هذا األخير وبين ممارسة نشاط تجاري‪ .‬فهي قد‬
‫نصت عيى أن "األ ل التجاري مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة المجصصة لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية"‪.‬‬
‫فينتج عن ذلك أن الشركات التجارية ذات الغرض المدني ال يمكن االعتراف لها باكتساب األصل التجاري‪ .‬ونفس الشيء يقال بالنسبة لحق اإليجار‬
‫التجاري الذي هو مخصا ليعقارات التي يستغل فيها نشاط تجاري بحسب الفصل األول من قانون ‪ 24‬ماي ‪.1955‬‬
‫‪8‬‬

‫االقتصـاديةا ولتحقيق المسـتوى األفضـل لالسـتلمارا بما في ذلك من خالل تجطي حدود الدولةا برقامة المشـاريع حيث‬
‫تتوفر الظروف األفضل لالستلمار‪.‬‬

‫الفرع الرابع ـ أنواع الشركات التجارية‬


‫حدد القانون األ ـكال التي يمكن أن تتجذها الشـركات التجارية‪ .‬وهو تحديد ورد على سـبيل الحصـر‪ .‬إذ أن قانون‬
‫الشركات التجارية نظش سأ ركات‪ .‬هي‪:‬‬

‫ركة التضامن؛‬ ‫‪-1‬‬


‫ركة التو ية البسيطة؛‬ ‫‪-2‬‬
‫ركة المحا ة؛‬ ‫‪-3‬‬
‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة؛‬ ‫‪-4‬‬
‫ركة المساهمة؛‬ ‫‪-5‬‬
‫ركة التو ية باألسهش‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫فال يجوز إنشاء ركة في كل أخر من غير هذ األ كال التي حدد القانون معالمهاا ونظش أحكامها‪ .‬مما يعني‬
‫أن ــالحية المتعاقدين تنحصــر في االتفاق على الشــكل الذي يجب أن يتجذ تجمعهشا هذا ما لش يفرب القانون اتجاذ‬
‫ـكل معين بالنسـبة لبعض المشـاريعا كما فعل ملال بالنسـبة لمؤسـسـات االئتمان و ـركات الت مين التي اسـتوجب فيها‬
‫أن تتجذ كل ركة مساهمة‪.‬‬

‫هذ الشركات يجري تصنيفها تقليديا إلى قسمينا من منطلق االعتبار المتحكش فيها‪:‬‬

‫ـركات أ ـجا ا يطغى فيها االعتبار الشـجصـيا من حيث نشـوئها بين عدد محدود من الشـركاءا في الغالب‬
‫يتعارفون بينهشا تقوم بينهش عالقات قوامها الل قة وحاجة بعضـــهش إلى البعض اآلخر‪ .‬مما يجعل من هذ العالقات قوام‬
‫الشـركةا والدافع إلى إحداثها‪ .‬وهذا هو الذي يجعل وضـع كل ـريك فيها محل اعتبار في نظر الشـريك اآلخرا مما ينتج‬
‫عنه أنه ال يمكن للشـريك أن يفوت حصـته سـواء لشـريك آخر أو للغير إال بموافقة الشـركاء اآلخرين‪ .‬كما أنه بوفاة أحد‬
‫الشــركاءا أو فتح مســطرة التســوية أو التصــفية القضــائية في حقها أو فقد ألهليتها تنحل الشــركة مبدئياا ما لش يقرر‬
‫باقي الشركاء استمرارها فيما بينهش‪.‬‬

‫ا ويلحق بها‬ ‫ويدخل في هذ الزمرة من الشـركات‪ :‬ـركة التضـامن التي تملل الصـورة المللى لشـركات األ ـجا‬
‫هي ركة التو ية البسيطة و ركة المحا ة‪.‬‬

‫ـركات أموالا يطغى فيها االعتبار الماليا من حيث أن الدافع إلقامتها والدخول فيها هو االعتبار المالي المتملل‬
‫في توفير األموال الالزمة ل لقيام بالمشــاريع االســتلمارية التي من ـ نها تحقيق غرب الشــركةا وتحقيق الربح الذي‬
‫يسـعى إليه الشـركاء‪ .‬لذلك فالعالقات بين الشـركاء فيها تحكمها االعتبارات المالية وليس الشـجصـيةا فال يهش فيها من‬
‫هو الشـريك الذي سـينضـش إليهاا بقدر ما يهش إيجاد المسـتلمرين الذين سـيمكنون الشـركة من تجميع األموال التي هي‬
‫في حاجة إليهاا وبالنســـبة للشـــركاء فيهاا ال يهمهش مع من ســـيتشـــاركون بقدر ما يهمهش نوع النشـــاط الذي تزاوله‬
‫الشــــركـة ومقـدار األربـا الـذي يحققونـه من وراء ذلـك النشــــاط‪ .‬لـذلـك فهي ــــركـات تنشــــ لتجميع األموال وتعبئـة‬
‫المدخراتا في الغالبا لتحقيق المشاريع الكبرى‪.‬‬

‫والصــورة المللى لهذ الشــركات هي ــركة المســاهمةا التي يقســش رأســمالها إلى أســهش قابلة للتداول بالطرق‬
‫التجاريةا يمكن طرحها لالكتتا العموميا حيث في الغالب يكتفي المســاهش فيها باســتلمار أموالها وال يولي تســييرها‬
‫أية أهميةا وما يهمه هو تحقيق الربحا مما ينتج عنه أن المســـاهش فيها يكتفي بتقديش المالا وال يتحمل أية مســـؤولية‬
‫عن ديون الشـركةا فال تؤثر وفاتهاوال التغيير الواقع في أهليتهاوال فتح مسـاطر الصـعوبات في حقها على الشـركةا وال‬
‫على ما توفر من ضمان لدائنيهاا الذين يعتمدون على أموالها وليس على األموال الشجصية للشركاء‪.‬‬

‫ــركات تجمع بين االعتبار الشــجصــي والمالي‪ :‬فهناك ــركات تقف في موقع وســط بين ــركات األ ــجا‬
‫و ــركات األموالا من حيث جمعها بين االعتبار الشــجصــي واالعتبار المالي في نفس الوقأ‪ .‬وهي ــركة التو ــية‬
‫باألسهش والشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬

‫ـركة التو ـية باألسـهشا تضـش في نفس الوقأ ـركاء متضـامنين و ـركاء مسـاهمينا مما يجعل منها ـركة‬
‫تو ـيةاإنما هيا على عكس ـركة التو ـية البسـيطةا تقتر أكلرمن ـركة المسـاهمة منها إلى ـركة التضـامنا من‬
‫‪9‬‬

‫حيث أن حصـن الشـركاء المسـاهمين فيها دوالذين يقابلون الشـركاء المو ـين في ـركة التو ـية البسـيطةق ت خذ‬
‫ـكل أسـهش قابلة للتداولا مما يدخل االعتبار المالي في هذ الشـركةا على خالف ـركة التو ـية البسـيطة التي تعتبر‬
‫ــركة أ ــجا ‪ .‬وهذا يجعل من ــركة التو ــية باألســهش الصــيغة التي من خاللها ســعى المشــرع إلى الجمع بين‬
‫االعتبار المالي والمســؤولية الم حدودة دوضــعية الشــركاء المســاهمين في الشــركةق من جهةا واالعتبار الشــجصــي‬
‫والمسؤولية المطلقة والتضامنية دوضعية الشركاء المتضامنينفي الشركةقا من جهة ثانية‪.‬‬

‫وتقتر منها من حيث الجمع بين االعتباري المالي والشـــجصـــيا الشـــركة ذات المســـؤولية المحدودةا إنما‬
‫بمقاربة مجتلفةا من حيث قيامها بعدد محدود من الشـركاءا واتجاذ رأسـمالها ـكل حصـن عل نحو ما هو معهود في‬
‫ـركات األ ـجا ا وليس أسـهما تعكس الطابع المالي للشـركةا إنما تكون مسـؤولية الشـركاء فيها محدودة على نحو‬
‫ما هومعهود في ـــركات األموالا مما انعكس على نظامها القانوني الذي اتســـش بالمرونةا فنحا منحا وســـطاا فال هو‬
‫بالشـدة التي تطبع ـركات األ ـجا ا من حيث المسـؤولية المطلقة والتضـامنيةا وما يفرضـه االعتبار الشـجصـي من‬
‫تحكش وضـعية الشـركاء في مصـير الشـركةا وال هو بالتحرر الذي يطبع ـركات األموال من حيث حرية تداول الحصـن‬
‫وما يفرضه االعتبار المالي من عدم ت ثير وضعية الشركاء على مصير الشركة‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫القواعد القانونية المنظمة للشركات التجارية‬
‫تجضع الشركات التجارية في تنظيمها إلى قواعد القانون المدني والقوانين التجاريةا واتفاقات األطراف‪.‬‬

‫والقواعد االتفاقية هي الشروط التي يتفق عليها الشركاء عند ت سيس الشركة أو بعد ت سيسها‪ .‬وهي إذا كانأ‬
‫تلعب دورا مهما في ركات األ جا فرنها تكاد ال تلعب أي دور في ركات األموال وخا ة ركات المساهمة حيث‬
‫تنسحب بشكل كبير إرادة األفراد أمام إرادة المشرع الذي وضع نظاما قانونيا مؤسساتيا لهذ الشركات يكتفي الشركاء‬
‫باالنضمام إليه ‪.1‬‬

‫أما بالنسبة للقانون المدني فرن عقد الشركة يجضع باإلضافة إلى األحكام العامة للتعاقد إلى األحكام الجا ة‬
‫بعقد الشركة ـ مدنية كانأ أو تجارية ـ الواردة في الفصول من ‪ 959‬إلى‪ 1091‬من ق لعا وهي نصو اعتراها بدورها‬
‫القدم وعدم المالءمة‪.‬‬

‫أما القوانين التجارية فتتملل في مدونة التجارة وفي القوانين التجارية الجا ة ‪ 2‬األخرى التي تنطبق على كافة‬
‫التجار سواء كانوا أفرادا أو ركاتا ومن بين هذ القوانين قانون الشركات‪ .‬ولقد كانأ مدونة التجارة القديمة تنظش‬
‫ركة التضامن والتو ية البسيطة و ركة المحا ة باإلضافة إلى بعض المقتضيات المتعلقة بشركة المساهمة ‪.‬‬

‫وبالنظر للنقن الذي كانأ تعرفه هذ المدونة فقد أ در المشرع بتاريخ ‪ 11‬غشأ ‪ 1922‬ظهيرا قضي‬
‫بتطبيق القانون الفرنسي ل‪ 24 :‬يوليو ‪ 1867‬على ركتي المساهمة والتو ية باألسهش ‪.‬‬

‫كما أنه في فاتح تنبر‪ 1926‬أ در ظهيرا آخر قضي بتطبيق القانون الفرنسي ل‪ 7 :‬مارس ‪ 1925‬على‬
‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪.‬‬

‫وهذا يعني أن المشرع المغربي تبنى بعض القوانين الفرنسية لسد النقن الذي كانأ تعاني منه النصو‬
‫الوطنية المتعلقة بالشركات التجارية‪ .‬ومن هنا جاءت نقطة الضعف األولى التي كان يعاني منها القانون المغربي‬
‫للشركات إذ أنه كان يعتمد على نصو قانونية أجنبية لحقتها تعديالت عديدة في بلدها األ لي دون أن يتش اعتماد تلك‬
‫التعديالت في المغر مما جعل النصو المغربية بهذا الش ن ذات رو أجنبية ال تتالءم دائما مع الجصائن المغربيةا‬
‫باإلضافة إلى تجلفها وعدم استجابتها لمتطلبات الحياة االقتصادية المغربية المعا رة‪.‬‬

‫كما أن كلرة اإلحاالت على القوانين الفرنسية جعل القانون المغربي للشركات قانونا مشتتا وغير منسجش‪ .‬وهذا‬
‫كان مصدرا لكلير من التعقيدات‪ .‬فالقوانين المحال عليها كليرا ما يتش تعديلها في بلدها األ لي مما يجعل التعرف عليها‬
‫وتحديد القاعدة الواجبة التطبيق منها أمرا عبا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J.P. Berterel, Liberté contractuelle et sociétés (essai d'une théorie du "juste milieu" en droit des sociétés) -‬‬
‫‪R.T.D.com . 1996 . 595 J. Paillusseau, Fondements du droit moderne des sociétés. J.C.P. 1984 I. 3148.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪J.Hemard, Droit des sociétés commerciales et sources du droit - in dix ans de droit de l'entreprise, 1978, 47.‬‬
‫‪10‬‬

‫كل هذا يعني أننا ورثنا قانونا أجنبيا للشركات يتسش بالتشتأ والتجلف وافتقاد االنسجاما في حين أن الشركات‬
‫تشكل أحد األدوات األساسية لالستلمارا وبالتالي للتنمية االقتصاديةا وبالت كيد هي ال يمكنها أن تضطلع بدورها هذا‬
‫على الوجه األكمل إال في محيط قانوني مالئش ‪.‬‬

‫من هنا فقد ظهرت الحاجة منذ زمن بعيد إلى إعادة النظر في قانون الشركات المغربي ‪ .1‬غير أن هذا األمر لش يتحقق‬
‫إال بحلول منتصف التسعينات من القرن العشرينا في إطار برنامج اإل ال العام الذي عرفه االقتصاد المغربيا والذي‬
‫مل كذلك برنامج الجو صة وإ ال السوق المالية ووضع ميلاق لالستلمارات‪ .‬وقد استهدف التحديث المنظومة‬
‫التشريعية المغربية المتعلقة بالتجارة واألعمال ككلا وكانأ من بين أهدافه مالءمة القوانين المغربية لجعلها في مستوى‬
‫رفع تحدي تحقيق اندماج االقتصاد المغربي في االقتصاد العالمي ومالئمة قوانيننا مع قوانين ركائنا االقتصاديين‬
‫األساسيين أي االتحاد األوربي الذي أ بحأ تربطنا به اتفاقية راكة‪.‬‬

‫وهكذا فقد تش تنظيش الشركات التجارية بمقتضى نصين قانونين مستقلينا أحدهما يتعلق بشركة المساهمة وهو‬
‫القانون رقش ‪217- 95‬ا واللاني ينظش ركات التضامن والتو ية البسيطة والتو ية باألسهش والمحا ة والشركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودةا وهو القانون رقش ‪.3 5-96‬‬

‫ولقد سقط المشرع في عيب منهجي أساسي بوضعه نصا مستقال لشركة المساهمة وآخر لباقي الشركات تتجلى‬
‫آثار في تكرار المواد بين النصين وفي كلرة اإلحاالت ـ إحالة القانون المنظش لباقي الشركات على الكلير من مواد‬
‫القانون المنظش لشركة المساهمة بحكش سبق وضع هذا األخير من الناحية الزمنية ـ خا ة اإلحالة على القواعد التي‬
‫تشكل المباد األساسية العامة للشركات ككل‪ .‬وهذا أدى إلى ضعف البناء المنهجي للنصينا مما يعكس االفتقار إلى‬
‫تصور ورؤية موحدة وكلية للموضوع‪.4‬‬

‫لذلك فقد كان من األولى وضع إ ال امل يضش كافة الشركات في نن واحد متحدا منسجشا ومتكاملا يستند‬
‫على قاعدة واحدةا تبدأ بالمباد العامة األساسية التي تحكش كافة الشركات يتبعها تنظيش كل ركة على حدة في‬
‫خصو ياتها‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلكا يالحظ أن النصين معا أخذا عن القانون الفرنسي للشركات لـ ‪ 24‬يوليو ‪ 1966‬مع بعض التنقيحات‬
‫البسيطة‪ .‬وقد تش وضعهما بشكل مستعجل من قبل لجنتين كلتا من بعض الجبراء األجانب أساساا ضش إليهما بعض‬
‫القضاة المغاربة‪ .‬وهذا يعكس رو التبعية العمياء التي ال زلنا نعاني منها على مستوى وضع النصو القانونية‪ .‬حيث‬
‫أننا عجزنا لحد اآلن عن تحقيق استقاللنا القانوني‪ .‬وهذا أمر خطير يجب االلتفات إليها إذ يجب العمل على تغيير العقليات‬
‫وعلى تكريس عقلية مغربية أ يلة تفكر تفكيرا مغربيا وتنظر للمشاكل المغربية بنظرة مغربية وتعالجها من ثش معالجة‬
‫مغربية‪ .‬وهذا يقتض ي االبتعاد عن االرتجال والتسرع ويستوجب أخذ الوقأ للتفكير واإلعداد الجيد والمنهجي باالستناد‬
‫إلى الكفاءات المغربية دون أن يعني ذلك بطبيعة الحال سد البا أمام االستفادة من تجار غيرنا من الدول ‪.‬‬

‫وعموما فرن النصين الجديدين جاءا ليتداركا عيو المقتضيات القديمة المتعلقة بالشركاتا وذلك أوال على‬
‫مستوى جمع تات النصو القانونية وتزويد المغر بتشريع حديث يعكس رو العصرا تشريع ينسجش ويتالءم مع‬
‫قوانين ركائنا االقتصاديين األساسيين ‪.‬‬

‫وثانيا على مستوى إحكام تنظيش الشركات التجارية من منظور توفير الحماية‪ 5‬سواء للشركاء فيها أو لألغيار ‪.‬‬

‫‪ 1‬تشكيت سنة ‪ 1979‬لجنة تحت إشراف وزارة التجارة لوضا مشروع لمدونة التجارة وآخر لقانون الشركات‪ .‬وهو ما تم في نهاية سنة ‪1980‬‬
‫حيث تم إيداع المشروعين لدى األمانة العامة ليحكومة التي احتفظت بهما في الرفوف إلى أن حيت سنة ‪ 1995‬وأعد البنك الدولي دراسية حول‬
‫المعوقات التي ي عاني منها االقتصاد المغربي‪ ،‬فأمر المغفور له الميك الحسن الثاني في خطابه لـ ‪ 16‬مايو ‪ 1995‬بإعادة النظر في التشريعات‬
‫التجارية ومنها قانون الشركات ‪.‬‬
‫‪ 2‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4422 :‬ـ ‪ 17‬أكتوبر ‪1996‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 4478 :‬ـ فاتح مايو ‪1997‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬يرجا السبب في ذلك إلى أن النصين المغربيين أخذا عن القانون الفرنسي ليشركات‪،‬غير أنه لما اختار المشرع المغربي البدء بإصالح شركة‬
‫المساهمة فقد لجأ واضعو النا المتعيق بها إلى انتقاء المواد الفرنسية المتعيقة بـهذه الشركة في نا مستقل‪ .‬وهذا اقتضى منهم إدراج المقتضيات‬
‫العامة المتعيقة بالشركات عامة ضمنه‪ .‬ولما أريد إصالح القانون المتعيق بباقي الشركات وجد واضعوه أنفسهم مضطرين إما إلى إعادة إدراج‬
‫بعض المقتضيات فيه أو اإلحالة بالنسبة ليبعض اآلخر عيى النا األول‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪B.Bouloc, L'objectif de sécurité dans la loi de 24 juillet 1966. Rev. Sté . 1996, 437.‬‬
‫‪11‬‬

‫فتش إضفاء الصفة التجارية من حيث الشكل على كافة الشركات باستلناء ركة المحا ةا وذلك بهدف إخضاعها‬
‫جميعا لنفس النصو القانونية بغض النظر عن طبيعة غرضها سواء كان مدنيا أو تجاريا ا وهذا له فائدته الكبرى‬
‫على مستوى توحيد النظام القانوني‪.‬‬

‫وتش كذلك إحداث العديد من الضمانات لكفالة جدية رأس المال المكتتب فيها خا ة في الشركات التي تقوم على‬
‫عدم مسؤولية الشركاء عن ديون الشركة وذلك حماية لحقوق األغيار‪.‬‬

‫وتش أيضا إعادة تنظيش وضبط طريقة سير الشركاتا بغرب كفالة التسيير الفعال لهاا عن طريق منح المسيرين‬
‫سلطات واسعة في التسييرا مع ضمان ممارسة الشركاء غير المسيرين لحقوقهش على مستوى االطالع والمراقبة‬
‫والمحاسبة ورسش التوجهات العامة للتسييرامن منظور توفير الحماية لهؤالء من استبداد وطغيان األوائل بواسطة إقرار‬
‫مجموعة آليات للمراقبة ‪ 1‬والتتبع كفل القانون بها للشركاء إمكانية ضمان حقوقهش ‪.‬‬

‫وفي نفس السياق ومن منظور توفير الحماية سواء لألغيار ‪ 2‬أو للشركاء غير المسيرين من تالعبات المسيرين‬
‫أو سوء تدبيرهش ثش التشديد من المسؤولية المدنية لهؤالء األخيرينا وتش على الجصو تقوية التدابير الجنائية بقصد‬
‫إقرار مؤيدات قوية ورادعة تكفل احترام القانون ‪.3‬‬

‫وقد أوخذ على القانون الجديد للشركات مبالغته في التجريش والعقا ا باإلضافة إلى تعقيد المجانيا خا ة فيما‬
‫يتعلق بمسطرة ت سيس ركة المساهمةا وكذلك فراغه أو عدم مالءمة مقتضياته بش ن الكلير من الجوانب المتصلة‬
‫بهيكلة أو تنظيشا خا ة ركة المساهمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬

‫هذا دفع المشرع إلى إعادة النظر في العديد من جوانب قانون الشركات بشكل متوا ل لتحسين مناخ األعمال في‬
‫المغر وجعله بلدا جاذ با لالستلمار وقطبا اقتصاديا قادرا على مواجهة التحديات والرهانات المتزايدةا بما في ذلك من‬
‫خالل تعزيز حكام ة الشركات وإرساء الشفافية في هذ األخيرةا وضمان حقوق األقلية وحسن التسيير‪.‬‬

‫من هنا فقد تش تعديل وتتميش القانون رقش ‪96‬ـ‪ 5‬المتعلق بشركة التضامن والتو ية والمحا ة والشركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة بموجب القانون رقش ‪05‬ـ‪ 21‬ل‪ 14 :‬فبراير ‪42006‬ا تش بموجب القانون رقش ‪ 24.10‬لسنة ‪52011‬ا‬
‫وكذلك تعديل وتتميش القانون رقش ‪95‬ـ‪ 17‬المتعلق بشركات المساهمة بموجب القانون رقش ‪05‬ـ‪ 20‬لسنة ‪62008‬ا ثش‬
‫بموجب القانون رقش ‪ 78.12‬لسنة ‪.72015‬‬

‫هذ في قراءة أفقية اإل ــالحات األســاســية التي جاء بها القانون الجديد للشــركاتا والتي نقتر دراســة‬
‫آلياتها من خالل بابينا نجصــن األول منها لألحكام العامة للشــركات التجاريةا على أن نجصــن اللاني لدراســة كل‬
‫ركة على حدة‪.‬‬

‫فتنقسش دراستنا لهذا الجزءا بالتاليا إلى بابينا على النحو التالي‪:‬‬

‫البا األول‪ :‬األحكام العامة للشركات التجارية‬

‫البا اللاني‪ :‬أنواع الشركات التجارية‬

‫‪1‬‬
‫‪J.Berr, La place de la notion de contrôle en droit des sociétés, mélanges D.Bastian T.I 1974 p.1.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Calais Auloy ( sous la direction), La protection des tiers dans le droit des sociétés – R.T.D. com 1972 – 21‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬حسن العفوي‪ :‬المخالفات المتعيقة بتأسيس وإدارة الشركات ‪ ،‬مجية المحاكم التجارية‪ ،‬العدد ‪ 5‬و‪ ،6‬فبراير ‪ ،2010‬ص‪.12 .‬‬
‫‪ 4‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5400‬ل‪ 2 :‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪5‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5956‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪.2011‬‬
‫‪ 6‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5639‬بتاريخ ‪ 16‬يونيو ‪.2008‬‬
‫‪7‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6390‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬أغسطس ‪.2015‬‬
‫‪12‬‬

‫البا األول‬
‫األحكـام العامـة للشركـات التجاريـة‬
‫رأينا فيما ســبق أن التدخل التشــريعي المتزايد في تنظيش الشــركات بنصــو قانونية آمرة بهدف تكريس مفهوم‬
‫النظام العام االقتصـاديا نتج عنه االبتعاد بالشـركة من المفهوم التعاقدي إلى المفهوم النظاميا فلش تعد مجرد عقدا بل‬
‫إطارا قانونيا يؤطر المقاولة االقتصادية العصرية‪.‬‬

‫غير أنه لما كان من اللابأ أن الشــــركة كيان قانوني يولد فيعي ثش يموتا وأن والدته تتش في الغالب بواســــطة‬
‫عقدا الذي هو "عقد الشــركة"ا وأن هذا األخير يتش بررادة الشــركاء ويجري إبرامه وفق القواعد العامة للتعاقدا وأن‬
‫ـركة الشـجن الواحد تعتبر اسـتلناء من القواعد العامةا إذ يظل األ ـل تطلب وجود ـجصـين ف كلر إلنشـاء الشـركةا‬
‫واعتبارا لكون أن فكرة النظام القانوني ال تســتبعد تماما فكرة العقد‪1‬ا إذ أننا أ ــبحنا نصــادفها في كلير من العقود في‬
‫القوانين الحديلة ملل عقد الشغلا وعقود إيجار المحالت السكنية والمحالت التجاريةا ـــــ كما أن فكرة النظام القانوني‬
‫إذا كانأ تصـدق على ـركات األموال وخا ـة ـركات المسـاهمةا فهي ال تصـدق تماما على ـركات األ ـجا ا حيث‬
‫يحتفظ العقد بكامل سلطانه فال يسوغ تعديل روط العقد إال بموافقة جميع الشركاء ـــــ فرننا سوف نتعامل مع الشركة‬
‫على أنها عقد يفضــي إلى إنشــاء ــجن م عنوي مســتقلا فندرس بالتالي هذا القســش من خالل بابين نتناول في األول‬
‫منهما عقد الشركةا وفي اللاني الشجصية االعتبارية للشركة ‪.‬‬

‫الفصل األول‬
‫عـــــقــد الشــركــة‬
‫بـاعتبـار الشــــركـة عقـدا فـانـه يجـب أن تتوفر فيهـا األركـان العـامـة الالزمـة لصــــحـة العقود دفرع أولق وذلـك‬
‫با إلضـافة إلى ـروط وأركان موضـوعية دفرع ثانيق و ـكلية خا ـة دفرع ثالثق اقتضـاها القانون في هذا النوع من‬
‫العقودا وإذا تجلف ركن من هذ األركان فرن المشرع رتب عدة جزاءات عن ذلك دفرع رابعق‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫األركـان العامـة لعقـد الشركـة‬
‫يتش ت سـيس الشـركة بواسـطة عقد يبرم بين ـجصـين أو أكلر طبيعيين أو اعتباريين‪ .‬وهذا العقدا ـ نه ـ ن‬
‫كافة العقودا البد أن تتوفر فيه األركان العامة للتعاقد من رضا وأهلية ومحل وسبب‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫رضـــا الــشــركـــاء‬
‫يشترط النعقاد الشركة موافقة المتعاقدين على ت سيسهاا إذ يجب أن يتفق الشركاء على كل ما يتعلق بشروط‬
‫الت سيس من رأسمال وطبيعة النشاط وطريقة اإلدارة وما إلى ذلك‪.‬‬
‫والرضــا ركن جوهري لصــحة عقد الشــركة فرذا انتفى عند أحد الشــركاء كانأ باطلةا كما أنه إذا تعيب رضــا‬
‫أحد الشركاء بعيب من عيو اإلرادة كالغلط أو التدليس أو اإلكرا كان العقد قابال لإلبطال لمصلحة من عيبأ إرادته‪.‬‬
‫والغلط الذي يجعل العقد قابال لإلبطال هو الذي ينصـب على أمر جوهري بحيث لوال لما كان الشـريك قبل التعاقدا‬
‫ملل ذلك الواقع على جصية أحد الشركاء في ركة األ جا حيث تكون جصية الشريك محل اعتبار في العقد‪.‬‬
‫وإذا كان اإلكرا نادر الوقوع في الشــــركات فرن التـدليس على خالف ذلك كليرا ما يحصــــل في االكتتـا في‬
‫ركات المساهمةا وهو كذلك يجعل العقد قابال لإلبطال لمصلحة من دلس عليه‪.‬‬

‫وأخيرا فرنه يجب أن يكون الرضـا حقيقياا وليس ـوريا بحيث يجب أن تتجه إرادة المتعاقدين حقيقة إلى ت سـيس‬
‫الشـركة عن طريق تقديش كل واحد منهش حصـة في رأس المال المشـترك الذي سـيسـتعمل لتحقيق غرب الشـركة بقصـد‬

‫‪1‬‬
‫‪G. Goffaux- Callabant, Du contrat en droit des sociétés : essai sur le contrat instrument d’adaptation du‬‬
‫‪droit des sociétés,L’Harmattan, 2008 ; MEMENTO PRATIQUE. Francis Lefebvre, Droit des affaires,‬‬
‫‪Sociétés commerciales, 2003, no50 et s.‬‬
‫‪13‬‬

‫توزيع الربح وتحمل الجسـارة الذي قد ينتج عن ذلك بينهش‪ .‬أما إذا كان الرضـا ـوريا وهو ما يحصـل كليرا عندما يريد‬
‫البعض التحايل على القانون برنشــاء ــركة وهمية‪ 1‬ال تتوفر حقيقة على العدد القانوني من الشــركاء دخمســة ــركاء‬
‫ملال بالنسبة لشركة المساهمةق فيلج إلى إ راك ركاء وريين فيهاا فرن الشركة تعتبر باطلة حينئذ‪.2‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫أهـــلـيـة الــشـركـــاء‬
‫تجتلف األهلية المتطلبة في الشـــريك باختالف نوع الشـــركة ووضـــعية الشـــريك فيهاا فبالنســـبة للشـــركاء‬
‫المتضـامنين في ـركات التضـامنا و ـركات التو ـية فيجب أن تتوفر فيهش األهلية التجارية‪ 3‬ألنهش يسـ لون مسـؤولية‬
‫تضــامنية ومطلقة عن ديون الشــركةا ويكتســبون ــفة "تاجر" بدخولهش فيها بهذ الصــفة‪ .‬أما بالنســبة للشــركاء‬
‫المو ــيين في ــركات التو ــيةا والشــركاء في باقي أنواع ــركات فيكفي أن تتوفر فيهش أهلية القيام بالتصــرفات‬
‫القانونية ألنهش ال يكتسبون فة التاجر بدخولهش فيهاا وال يس لون عن ديونها إال في حدود حصتهش في رأس المال‪.‬‬
‫ويالحظ أن القانون يمنع إنشـاء الشـركة بين القا ـرا ولو كان م ذونا بممارسـة التجارةا وبين نائبه القانوني ـ‬
‫سـواء كان أبو الولي عنه أو كان الو ـي أو المقدم عليه‪4‬ــــــ وذلك حماية له من هؤالء الذين قد يسـتغلون وضـعهش‬
‫القانوني اتجاهه السـتلمار أمواله لمصـلحتهش في ـكل ـركة تجمعهش بها هذا مع العلش أن إنشـاء الشـركة يتطلب توفر‬
‫نية المشــاركة من الشــريك كما ســنرى الحقاا وهذا غير متوفر هنا بالنســبة للقا ــر بالنظر لنقصــان أهليته وال يمكن‬
‫اعتبار نية النائب القانوني كافية في هذ الحالة لتعارب المصالح‪.‬‬

‫وبالنسبة لأل جا االعتبارية العامةا فالدولة ال يمكن لها الدخول ريكا في ركة إال إذا أدن لها نن خا‬
‫بذلكا أما الجماعات المحليةا لش يجز لها القانون إال المشاركة في ركات االقتصاد المجتلط‪.5‬‬

‫المبحث اللالث‬
‫الــمـــحــــــــل‬
‫يجب أن يكون محل الشــركةا أي النشــاط الذي تنوي ممارســته محددا‪ .‬ولهذا اتصــال برضــا المتعاقدين الذي‬
‫يجب أن يقع على محل معين تعيينا كافيا لكي يكون حيحا ‪.‬‬
‫ويشـترط في ذلك المحل أن يكون ممكنا ومشـروعاا بحيث إذا كان مسـتحيال اسـتحالة مادية ــــ ـ تكوين ـركة‬
‫ملال الستغالل فندق يظهر فيما بعد أنه سبق أن تهدم ـ أو استحالة قانونية ـ مزاولة نشاط محظور على الجوا ملال ـ‬
‫أو كان غير مشروع ـ االتجار في المجدراتا أو التهريب أو الرق ملال ـ كانأ الشركة باطلة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫الــــســــبــــــب‬
‫يشــترط كذلك أن يكون للشــركة ســبب مشــروع ‪ .‬والمقصــود بالســبب في المفهوم الحديث الذي ي خذ به‬
‫القانون المغربي الباعث الدافع إلى التعاقد‪ .‬وهذا يعني أنه يجب أن يكون الباعث لدى الشـــريك الذي دفعه إلى التعاقد‬
‫مشــروعا‪ .‬ولهذا اتصــال بقصــد جني الربح وتوزيعه بين الشــركاء الذي تطلبه القانون في عقد الشــركة كما ســنرى‬
‫الحقـاا إذ يجـب أن يكون البـاعث الدافع إلى التعـاقد لدى الشــــريك هو جني الربح أما إذا كان لديه باعث آخر وكان ذلـك‬
‫الباعث غير مشــروعا فرن العقد يكون باطال‪ .‬وذلك ملل دخول ــجن ــريكا في ــركة بقصــد تهريب الحصــة التي‬
‫يقدمها فيها من دائنيه حرمانا لهش من ضمانهش العام‪ 6‬أو بقصد التحايل على المنع من المنافسة أو من مزاولة التجارة‬
‫الواقع عليه‪ .7‬وبحسب القضاء الفرنسي فرن السبب غير المشروع الموجب لبطالن الشركة هو الذي يشترك فيه جميع‬
‫الشركاء ولو بمجرد العلش‪.8‬‬

‫‪- P.Diéner, un abus de la personnalité morale, les sociétés en sommeil, in Dix ans de droit de l'entreprise 1‬‬
‫‪- 1978 p. 83, Notté - Les sociétés en sommeil, J C P 1981. 1. 3022, Calais – Auloy, Rep J Dalloz Stés. Vis,‬‬
‫‪Sociétés fictives; A Martin Serf. Juriscl. Société, Fasc, 7. ter.‬‬
‫‪-Cass – civ ( France) 22 juin 1976 D. 1977 p. 619, diéner - com 16 juin 1992. Dr. des sociétés 1992 n° 2‬‬
‫‪178 obs. Bonneau .‬‬
‫‪3‬‬
‫راجا ما قيناه بشأن أهيية ممارسة التجارة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ص ‪ 112‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬الفصل ‪ 984‬من ق ل ع ‪.‬‬
‫‪ 5‬البند ‪ 7‬من المادة ‪ 30‬من قانون ‪ 1976‬المتعيق بالتنظيم الجماعي‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Cass - com ( France) 12 avril 1972 Rev. soc. 1973 p. 81.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪C-appel - Paris 1er déc. 1951 J.C.P. 1952 II 6661.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Cass - com 28 janvier 1992 J.C.P. 1993 II 21994 , note Tisserand .‬‬
‫‪14‬‬

‫ويجب التنبيه أخيرا إلى أنه يجب عدم الجلط بين الســـبب كما حددنا أعال ا وبين محل الشـــركة الذي يتعلق‬
‫بنوع النشـاط الذي تزاولها لذلك فعندما يتقرر بطالن الشـركة لقيامها على اسـتغالل دار للدعارة فذلك لعدم مشـروعية‬
‫المحل ال السبب‪.1‬‬

‫الفرع اللاني‬
‫األركـان الموضوعيـة الجا ـة بـالشركة‬
‫يمكن تحديد هذ األركان انطالقا من نن الفصــل ‪ 982‬ق ل عا الذي عرف عقد الشــركةا في تعدد الشــركاء‬
‫والمشـاركة في رأس المال وقصـد تقسـيش الربح‪ .‬وقد أضـاف الفقه ركنا رابعا هو نية المشـاركة انطالقا من كون أن هذا‬
‫الركن هو الذي يميز عقد الشــــركة عن عقود مشــــابهة تتوفر فيها األركان األخرى ملل القرب مع المســــاهمة في‬
‫األربا وعقد الشغل الذي يقوم على إ راك األجير في األربا ‪.2‬‬
‫فلنتناول كل ركن من هذ األركان على حـــدة ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫تــــعــدد الـــشركــــاء‬
‫يشـترط لقيام الشـركة أن تنعقد بين ـجصـين ف كلرا ما لش يتطلب القانون عددا أكبر كما في ـركة المسـاهمةا‬
‫حيث تطلب فيها خمسة ركاء كحد أدنى ‪.‬‬
‫ولقـد جـاء تطلـب تعـدد الشــــركـاء في القوانين التقليـديـة انطالقـا من أن المشــــاركـة تفترب تعـدد الـذمش المـاليـة‬
‫المكونة للشركةا هذا فضال عن أن الشركة عقد ا والعقد يتطلب بداهة تعدد األطراف ا إذ ال يتصور تعاقد الشجن مع‬
‫نفسه ألنه في هذ الحالة سيكون تصرفا بررادة منفردة وليس عقدا ‪.‬‬
‫غير أن هذا التصـور أخذ يتراجع أمام بعض المفاهيش القانونية الحديلة التي ـقأ طريقها إلى بعض التشـريعات‬
‫المعا رةا والتي أ بحأ تقبل برنشاء الشركة من قبل جن واحد على أساس إمكانية إحداث تجصين داخل الذمة‬
‫المالية للشجن ــ ـ بحيث تتعدد الذمش عند ــ ـ فيجصن جزءا من أمواله للشركة تتعلق بها وحدها ديون الدائنين دون‬
‫غيرها من أموال ـاحبهاا ولقد أخذ بهذا النوع من الشـركات القانون األلماني واإلنجليزي وأ ـبح القانون الفرنسـي‬
‫ي خذ بها بالنســـبة للشـــركة ذات المســـؤولية المحدودة والشـــركات المدنية الزراعية‪ .3‬وأخذ بها اآلن كذلك المشـــرع‬
‫المغربي الذي أ ـبح يسـمح برنشـاء الشـركة ذات المسـؤولية المحدودة بشـجن واحد‪4‬ا وذلك اسـتلناء مما ينن عليه‬
‫الفصــل ‪ 982‬ق ل ع الذي يتطلب تعدد الشــركاءا واســتلناء كذلك من الفصــل ‪1241‬من نفس القانون الذي ينن على‬
‫مبدأ وحدة الذمة المالية للشـــجن‪ .5‬وهذا يعني أنه باســـتلناء الشـــركة ذات المسـ ـؤولية المحدودة فرنه يشـــترط لقيام‬
‫الشـركة تعدد الشـركاء المكونين لهاا وإذا تقلن عددهش بعد الت سـيس بحيث اجتمعأ كافة الحصـن أو األسـهش في يد‬
‫جن واحد‪6‬ا فرن كافة أ ول الشركة وخصومها تنتقل إليه وتدخل في ذمته وتنحل الشركة كشجن معنوي ويصبح‬
‫هو المسؤول عن ديونها دالفصل‪1061‬من ق ل عق‪.‬‬
‫واعتبارا لكون الزوجين يحتفظان بذمتهما مستقلة في ظل التشريع المغربي ـ خالفا للقانون الفرنسي والعديد‬
‫اآلخر من القوانين الغربية ذات األ ول المسيحية ـ فرنه يجوز لهما إنشاء ركة بينهما ‪.‬‬

‫‪ 4‬راجا قرار محكمة االســـتفناف بالرباط بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪ 1929‬الذي ذهب إلى أنه‪ :‬تعتبر باطية الســـتنادها إلى ســـبب غير مشـــروع‬
‫شركة المحاصة التي تهدف إلى استغالل دار ليعهارة‪ ...‬مجموعة قرارات محكمة االستفناف بالرباط القرار رقم ‪ 731‬ـ ص ‪ 2‬إلى ‪.24‬‬
‫‪Yves Guyon - op.cit . n° 97 .2‬‬
‫‪ 3‬قانون ‪ 11‬يوليوز ‪.1985‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 44‬من قانون ‪. 5-96‬‬
‫‪ 3‬ينا الفصل ‪ 1241‬من ق ل ع عيى اعتبار أموال المدين ضمانا عاما لدا نيه مما يعني أن كافة أمواله تكون ضامنة لديونه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- J. Derruppe, le sort de la société commerciale qui n'a plus qu'un seul Mél anges Bastian , T associe,‬‬
‫‪1, 1974, 57.‬‬
‫‪15‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫المساهـمة في رأس المال‬
‫يشـترط لصـحة ت سـيس الشـركة أن يقدم كل ـريك حصـة في رأسـمالها‪ .1‬ويمكن أن تكون الحصـة نقودا أو‬
‫منقوالت مادية أو معنوية أو عقاراتا بل يمكن أن يقدم الشــريك عمله حصــة فيهاا إال أنه يجب أن يقدم أحد الشــركاء‬
‫على األقل مبلغا من المال يدخل في ذمة الشركةا ويشكل ضمانة لحقوق الدائنينا وإال كانأ مدنية وليس تجارية ‪.‬‬
‫ويعتبر تقديش ا لشـريك حصـة في الشـركة ـرطا جوهريا لقيامها‪ .‬ألنه من ناحية هو الذي يملل مقابل نصـيبه‬
‫فيهـا‪ .‬فـرذا لش يقـدم أحـد الشــــركـاء حصــــتـه فيهـا كـانـأ بـاطلـة لعـدم وجود محـل اللتزامـه ‪ .‬ومن جهـة ثـانيـة لكون أنـه من‬
‫مجموع الحصـن يتشـكل رأسـمال الشـركة الذي هو أسـاس ذمتها المالية‪ .‬ومن الناحية االقتصـادية يكتسـي تقديش الحصـة‬
‫أهمية بالغة ألنه به يتحقق تمويل الشركة التي ال يتصور قيامها بدونه‪.2‬‬
‫ويجب أن يحدد في عقد ت سـيس الشـركة الحصـن المقدمة من قبل الشـركاء وما يقابلها من نصـيب كل واحد‬
‫منهش ‪ .‬وفي حالة عدم تحديدها يعتبر أن الشـركاء قد قدموا حصـصـا متسـاوية وأن لهش بالتالي أنصـبة متسـاوية دالفصـل‬
‫‪ 990‬من ق ل عق ‪.‬‬
‫ومن مجموع الحصن المقدمة ـــ النقدية والعينية خا ة ـــ يتكون رأس مال الشركة الذي يوظف في تحقيق‬
‫أهدافها ‪.‬‬
‫ونقتر أن نتناول مجتلف أ كال الحصن على أن نتبع ذلك بتحليل رأس مال الشركة ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫أ ــــكــال الــحصــــن‬
‫ناعية تتملل في‬ ‫الحصن المقدمة للمساهمة في رأسمال الشركة إما أن تكون نقدية أو عينيةا أو أن تكون‬
‫عمل أو خدمات يقدمها الشريك للشركة‪.‬‬

‫أوال ـ الحصة النقديــــة‬


‫غالبا ما يقدم الشــريك مبلغا من النقود حصــة في الشــركة‪ .‬وعلى الشــريك في هذ الحالة أن يدفع ذلك المبلغ‬
‫في الموعد المتفق عليـها فرذا لش يحـدد ذلك الموعدا كان المبلغ مســــتحق األداء فور إبرام عقـد الشــــركةا ما لش يقض‬
‫مقتضــى خا بجالف ذلك‪ .3‬وإذا ماطل الشــريك في تقديش حصــته ســاغ لباقي الشــركاء أن يطلبوا الحكش برخراجه من‬
‫الشـركةا أو أن يلزمو بتنفيذ تعهد قضـاءاا وفي كلتا الحالتين يمكن مطالبته بالتعويض عما لحق الشـركة من خسـارة‬
‫دالفصل ‪ 996‬ق ل ع ق‪.‬‬

‫وإذا كانأ حصـة الشـريك في الشـركة تتضـمن دينا له على الغير فرن ذمته ال تبرأ إال من وقأ اسـتيفاء الشـركة‬
‫لذلك الدينا مع بقائه ملزما بالتعويض عما يلحقها من خسارة عند ت خر استيفاء ذلك الدين بسبب مطل المدين دالفصل‬
‫‪ 997‬ق ل ع ق ‪.‬‬

‫ثانيا ـ الحصـة العينيــــة‬


‫يمكن للشريك أن يقدم حصته في الشركة ماال آخر غير النقودا وهذا ما يسمى بالحصة العينية وهي تشمل‬
‫كل األموال من غير النقودا فتشمل العقارات ملل أربا أو مبنى أو منجشا أو مصنع أو غير ا وتشمل المنقوالت‬
‫الماديةا ملل اآلالت والبضائعا وتـشمل المنقوالت المعنويـةا ملل األ ـل التجاري أو أحد العنا ر المشكلـة لـه أو‬
‫حقوق الملكية الصناعية أو األدبية أو الفنيةا أو رخصة استغالل إدارية الخ ‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪M.J. Cambassédès , La nature et le régime juridique de l'opération, d’apport . Rev. stés, 1976, 431 ; M.‬‬
‫‪Geninet , Les quasis-apports en société - Rev. Stés, 1987, 25 ; A. Bougnoux, Quasi- apports. -Juriscl -‬‬
‫‪Stés. Fasc 10, Encyclopédie Dalloz , Rep. Sociétés, V° .‬‬
‫‪ 2‬عبد اإلاله الحكيم بناني ـ تقديم الحصة في شركة محاولة تعريف ـ رسالة دبيوم ـ الرباط ‪ 1991‬ـ ‪ ، 1992‬ص ‪. 4‬‬
‫‪ 3‬سنرى فيما بعد أن المشرع تطيب بالنسبة ليشركة ذات المسؤولية المحدودة أن يتم تحرير كافة الحصا النقدية والعينية عند التأسيس ـ‬
‫راجا ص‪ ، 303‬وبالنسـبة لشـركة المسـاهمة أن يتم االكتتاب في كافة رأسـمالها ‪ ،‬وأن تدفا ربا قيمة األسـهم المكتتب فيها عيى األقل ما‬
‫تحرير كامل الحصا العينية عند التأسيس ـ راجا ـ ص‪. 331:‬‬
‫‪16‬‬

‫وتجضـع الحصـة العينية لنفس القواعد التي رأيناها سـابقا والمتعلقة بالحصـة النقديةا وذلك سـواء فيما يتعلق‬
‫ب جل وضـعها رهن إ ـارة الشـركةا أو فيما يتعلق بالجزاءات المترتبة على تماطل الشـريك في ذلك ـــــ يضـاف إلى ذلك‬
‫ضـرورة تقويش المال المشـكل لتلك الحصـة لتحديد قيمتها وإال اعتبر أن الشـركاء ارتضـوا السـعر الجاري لمليلتها في‬
‫السوقا ويعتد بقيمتها في يوم إدخالها في رأس مال الشركة دالفصل ‪ 991‬ـ ق ل عق ‪.‬‬

‫وت تي ضــرورة تقويش الحصــة العينية من كونها تتعلق بها حقوق األغيارا خا ــة دائني الشــركة التي تشــكل‬
‫موجـداتهـا الضــــمـان العـام لـديونهشا فكـان من الضــــروري التعرف على قيمـة الحصــــة العينيـة التي تـدخـل في تكوين‬
‫رأسـمالها ا ولهذا أهميته القصـوى خا ـة في أنواع الشـركات التي ال يسـ ل فيها الشـركاء مسـؤولية ـجصـية عن ديون‬
‫الشـركةا حيث ينحصـر ضـمان الدائنين في موجداتهاا ومن هنا سـنرى فيما بعد أنه بالنسـبة لهذ األنواع من الشـركات‬
‫أخضع المشرع تقويش الحصة العينية لنوع من المراقبة الجارجية ضمانا لعدم المبالغة في ذلك‪1 .‬‬

‫ويالحظ أنه إذ ا كانأ الحصــة العينية تتشــكل من حقوق تجضــع لمســطرة تســجيل خا ــةا ملل العقارات‬
‫المحفظةا واأل ــل التجاري أو حقوق الملكية الصــناعية والتجاريةا فرن نقل تلك الحصــة للشــركة يســتوجب اســتيفاء‬
‫إجراءات التسجيل المتطلبة بالنسبة لتلك الحقوق حتى ينتج االنتقال آثار في مواجهة الغير‪.‬‬
‫كما يالحظ أنه في حالة ا ـتمال األ ـل التجاري المقدم كحصـة في الشـركة على حق الكراء التجاريا فرنه يجب‬
‫على مقدم تلك الحصـة أن يحول حق الكراء إلى الشـركة بصـفة قانونية وإال بقي مسـؤوال تجا المكري عن كل ما يتعلق‬
‫بذلك الكراء‪.2‬‬
‫وإذا قدمأ الحصـــة العينية في الشـــركة على ســـبيل التمليك كان الشـــريك ضـــامنا لها ضـــمان البائع تجا‬
‫المشتريا أما إذا قدمأ على سبيل االنتفاع فرنه يكون ضامنا لها ضمان المكري تجا المكتري دالفصل ‪ 998‬ق ل عق‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫ثاللا ـ الحصة الصناعية ‪L’Apport en industrie‬‬

‫قد تكون حصـة الشـريك تتملل في التزامه ب ن يجصـن نشـاطه كله أو بعضـه للشـركة ا وذلك ب ن يضـع رهن‬
‫إ ـارتها تجربته ا أو معارفه التقنية ا أو المهنية أو مواهبه ووضـعه المهني في السـوق ‪ .‬لذلك فان المقصـود بالحصـة‬
‫الصــناعية العمل الفني أو اإلداري المؤهل ملل عمل المهندس والمدير والمســيرا وليس مجرد العمل التبعي الم جور‬
‫الذي وإن كان ــاحبه يحصــل على نســبة من األربا فرنه ال يعتبر ــريكا ولكن مجرد عامل باألربا ‪ .‬والمعيار في‬
‫التمييز بين هذا وذاك هو مدى اســتقالل أو تبعية مقدم العمل ‪ .‬بحيث إذا كان يقدم خدماته باســتقالل تام عن الشــركاء‬
‫اعتب ر عمله حصـة ـناعية وكان ـريكا في الشـركة ‪ .‬أما إذا كان تابعا في عمله إلى باقي الشـركاء بحيث يتلقى منهش‬
‫التوجيهات ويجضع لرقابتهش كان مجرد أجير تابع حتى ولو كان يحصل على نسبة من األربا ‪.4‬‬
‫والشـريك الذي يلتزم ب ن يقدم عمله حصـة في الشـركة ال يجب عليه فقط أن يؤدى الجدمات التي وعد بهاا بل‬
‫عليه أن يمتنعا باإلضـافة إلى ذلكا عن منافسـة الشـركة بممارسـة نشـاط مماثل لنشـاطها لحسـابه الجا أو لحسـا‬
‫الغير دالفصـل ‪ 1004‬ق ل عقا من هنا فرن القانون ألزمه ب ن يقدم حسـابا للشـركة عن كل ما كسـبه منذ إبرام العقدا أي‬
‫منذ بدأ قيامه بالعمل لحسابها دالفصل ‪ 999‬ق ل عق ‪.‬‬

‫وإذا تبين أن الشـريك مقدم الصـحة الصـناعية قد قام بعمليات لحسـابه الجا أو لحسـا الغير بدون موافقة‬
‫الشــركاء كان لهؤالء حق طلب إخراجه من الشــركةا باإلضــافة إلى أخذ العمليات لحســابهشا واســتيفاء األربا الناتجة‬
‫عنها أو مطالبته بالتعويض دالفصــــل ‪ 1004‬ق ل عق غير أن هذا الحكش ال يســــري على الشــــريك الذي تكون له قبل‬
‫الدخول في الشــركة مســاهمات معروفة مماثلة في مشــروعات أخرى ا أو كان يقوم بعلش الشــركاء اآلخرين بعمليات‬
‫مماثلة ا ولش يشترط عليه هؤالء في العقد وجو توقفه عنها دالفصل ‪ 1005‬ق ل عق ‪.‬‬

‫وفي حالة تو ـل الشـريك بالحصـة الصـناعية إلى اختراع جديد أثناء قيامه بالعمل لحسـا الشـركة وحصـوله‬
‫على البراءة المتعلقة به فرنه ال يكون ملزما بتقديمها إلى الشـــركة إال إذا كان العقد يشـــترط خالف ذلك دالفصـــل‬
‫‪ 999‬ق ل ع ق‪ .‬وإذا امتنع الشـــريك بالحصـــة الصـــناعية عن القيام بالجدمات التي التزم بها أو تعذر عليه القيام‬
‫بذلك بسبب المرب أو عاهةا أو غير ذلك ترتب على ذلك انقضاء الشركة‪.‬‬
‫ويجب أن يقدر نصـــيب الشـــريك الذي يقدم عمله حصـــة في رأس المال بحســـب أهمية ذلك العمل بالنســـبة‬
‫للشركة‪ .‬ويسوغ أن يشترط أن يكون نصيبه في األربا أكبر من أنصبة باقي الشركاء‪ .‬وإذا قدم ملل هذا الشريك زيادة‬

‫‪ 1‬راجا بالنسبة ليشركة ذات المسؤولية المحدودة ص ‪ 303 :‬وبالنسبة لشركة المساهمة ـ ص‪.332 :‬‬
‫‪ 2‬محكمة االستفناف بمراكش‪ ،‬قرارها الصادر في الميف عدد ‪ ،02/4386 + 01/1/5158‬بتاريخ ‪ ،2003/7/21‬المحامي (هيفة المحامين‬
‫بمراكش)‪ ،‬عدد ‪ ،44‬ص‪ 487.4.‬في الميف عدد ‪ ،99/901‬بتاريخ ‪ ،2000/12/11‬المحامي (هيفة المحامين بمراكش) عدد ‪ ،43‬ص‪.215 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪R. Baillod – L’apport en industrie – thèse ( dactyl) Toulouse 1981.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Guyon - op.cit. n° 107 .‬‬
‫‪17‬‬

‫على عمله نقودا أو قيما عينية أخرى في رأس المال وجب أن يكون نصيبه متناسبا مع ما قدمه من المال والعمل معا‬
‫دالفصالن ‪ 1033‬و‪ 1036‬من ق ل عق‪.‬‬
‫ويالحظ أن الحصــة الصــناعية ال تدخل في تكوين رأســمال الشــركة ألنهاا باعتبارها التزاما معنوياا ال يمكن‬
‫التنفيذ عليهاا فال يمكن بالتالي أن تشـــكل ضـــمانا لديون الدائنين‪ .‬من هنا فرنه ال يجوز تقديمها حصـــة في ـــركات‬
‫المســاهمة والمســؤولية المحدودة‪1‬ا ألن هذ الشــركات ــركات أموال والحصــة الصــناعية ال تدخل في تكوين رأس‬
‫المال ‪ .‬كما أنه ال يجوز للشــريك المو ــى أن يكتفي بتقديش عمله حصــة في ــركة التو ــيةا ألن ملل هذا الشــريك ال‬
‫يس ل عن ديون الشركة إال بمقدار المبلغ الذي قدمه حصة فيها والعمل قيمة غير مادية ال يمكن تقويمها بالنقود‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫رأســـمــــال الــشــركـــــة‬
‫يتشـكل رأسـمال الشـركة من مجموع الحصـن النقدية والعينية ا دون الحصـن الصـناعيةا ألن هذ األخيرة‬
‫كمـا ســــبق وأن قلنـا قيش غير مادية ال يمكن تقويمهـا بالنقودا وبالتـالي ال تصــــلح للتنفيـذ الجبري عليهـاا لذلك فهي ال‬
‫تعتبر ضمانا لدائني الشركةا ومن ثش ال تدخل في تكوين رأسمال هذ األخيرة ‪.‬‬
‫ويال حظ أن رأســـمال الشـــركة يتطابق في بداية تشـــكيلها مع أ ـــولها التي تتملل في هذ المرحلة كذلك في‬
‫مجموع الحصـــن النقدية والعينية‪ .‬غير أنه مع بداية مزاولة الشـــركة لنشـــاطها غالبا ما تنجفض تلك األ ـــول عن‬
‫الرأســـمال نتيجة المصـــاريف المترتبة عن بدء تشـــغيلهاا ثش تعود إلى االرتفاع إذا ما حققأ الشـــركة أرباحاا إلى أن‬
‫تتجاوز الرأسمال المكتتب به‪.2‬‬
‫وهذ األ ول هي التي تعبر عن الوضعية المالية للشركة وهي التي تشكل ضمانا للدائنين‪ .‬من هنا فرنه يجب‬
‫عدم الجلط بين رأســمال الشــركة وبين ضــمان ديون الدائنين‪ .‬فالذي يشــكل ذلك الضــمان هو أ ــول الشــركة ‪social‬‬
‫‪3L‘ actif‬ا وهـذ كمـا رأينـا غـالبـا مـا تتجـاوز رأســــمـالهـا ألن هـذا األخير يعبر عن المبـالغ والقيش المكتتـب بهـا من قبـل‬
‫الشركاء فقط ا في حين تتشكل أ ولها من تلك المبالغ والقيش مضافة إليها األربا التي وظفتها الشركة أما في تشكيل‬
‫االحتياطي أو في استلمارات أخرى ‪.‬‬
‫غير أنه من الناحية القانونية فرن الرأسـمال يظل هو الحد األدنى لضـمان ديون الشـركةا لذلك فان المشـرع‬
‫أخضعه لمبدأ ثبات الرأسمال ـــ ‪ Fixité du capital‬ـــ بحيث يجب أال تقل أ ول الشركة عن قيمة الرأسمال المكتتب‬
‫به‪ .‬وللتعبير عن هذ الوضعية في ميزانية الشركة فرنه يتش إثبات الرأسمال في جانب الجصوم ‪ Le passif‬وليس في‬
‫جانب األ ـول ‪ . L’actif‬والسـبب في ذلك أن الرأسـمال كما قلنا سـابقا يتشـكل من حصـن المشـاركة ا وهذ يجب‬
‫على الشركة أن تعيدها إلى أ حابها الشركاء عند انقضائها دأي الشركةق لذلك فهي بملابة ديون‪.4‬‬
‫من هنا فرنه ‪:‬‬
‫‪ -‬ال يجوز االقتطاع من رأسمال الشركة لتوزيع المبلغ المقتطع على الشركاء في كل أربا ‪.‬‬

‫إلى حين إعادة تشكيله‬ ‫ـ في حالة حصول خسائر وتدني رأس المال ا يجب التوقف عن توزيع األربا‬
‫دالفصل ‪ 1038‬ـ ‪ 2‬ـ ق ل ع ق‪.‬‬
‫ــــ أن تجفيض رأس المال في الحاالت التي يتش فيها حيحا ال يمكن االحتجاج به في مواجهة الدائنين‬
‫السابقين ‪.‬‬

‫‪ 1‬باستثناء حالة وحيدة أجاز فيها المشرع تقديم الحصة الصناعية في الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬وهي عندما يتعيق غرضها باستغالل‬
‫أصل تجاري أو مقاولة حرفية قدمت لها كحصة عينية‪ ،‬أو تكون الشركة قد أنشأت ذلك انطالقا من استغالل عناصر مادية قدمت لها كحصة‬
‫عينية‪ ،‬حيث أجاز المشرع لمقدم تيك الحصة أن يقدم‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬نشاطه الر يسي متى كان مرتبطا بتحقيق غرض الشركة (المادة ‪ 2 /51‬ـ‬
‫شركات ) ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Guyon – op.cit. n° 107 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Guyon op.cit . n° 109 - Hamel Lagarde et Jauffret op.cit. 2éme volume n° 398.‬‬
‫‪Guyon – op.cit. n° 109.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪18‬‬

‫المبحث اللالث‬
‫المشاركة في األربا والجسائر‬
‫يجب أن يكون الغرب من ت سـيس الشـركة السـعي إلى تحقيق الربح وتوزيعه بين الشـركاء من خالل اسـتغالل‬
‫رأس المال المشــترك‪ .‬وإذا أدى ذلك االســتغالل إلى إلحاق خســارة بالشــركة فيجب أن تكون إرادة الشــركاء قد اتجهأ‬
‫كذلك إلى تحمل تلك الجسارة بنفس نسبة توزيع األربا ‪.‬‬
‫وإذا كان الفصـــل ‪ 982‬ق ل ع قد اكتفى باإل ـــارة إلى توزيع األربا فرن الفصـــل ‪ 1033‬قد تدارك ذلك‬
‫بنصه على أن ‪ " :‬نصيب كل ريك من األربا والجسائر يكون بنسبة حصته في رأس المال ‪. "...‬‬
‫والمقصــود بالربح الذي يجب أن يســعى إليه الشــركاء كل إضــافة نقدية كانأ أو مادية تدخل في الذمة المالية‬
‫للشريك وتؤدى إلى الزيادة في موجوداتها بحيث إذا كان غرب المشاركــــــــة هو توفير النفقات أو تفادي الجسارة لش‬
‫يعتبر ذلك ربحا ألنه ال يضيف يئا إلى الذمة الماليةا ولش يعتبر التجمع القائش على ذلك ركة بل جمعية ‪.1‬‬
‫من هنا فعنصــــر الربح هو الذي يميز الشــــركة عن الجمعية والتعاونية‪ .‬فالشــــركة تقوم على مفهوم تحقيق‬
‫الربح أ ما الجمعية أو التعاونية فتقوم على تحقيق أغراب اجتماعية أو ثقافية أو دينية أو رياضـية أو غيرها ا وهي ال‬
‫ن لها بالكسب المادي ‪.‬‬
‫وتتحدد نسـبة مشـاركة الشـركاء في األربا والجسـائر بنفس نسـبة مشـاركتهش في الرأسـمال‪ .‬وفي حالة عدم‬
‫تحديد هذ النســبة األخيرة فرنه يفت رب أن أنصــبة الشــركاء متســاوية‪ .‬وإذا لش يحدد نصــيب الشــريك إال في‬
‫األربا طبقأ نفس النسبة على الجسائر والعكس بالعكس دالفصل ‪ 1033‬ق ل ع ق‪.‬‬

‫وإذا تضــمن عقد الشــركة ــرطا يقضــي بمنح أحد الشــركاء نصــيبا من األربا أو بتحميله نصــيبا من‬
‫الجســائر أكبر من حصــته في رأس المال كان ذلك الشــرط باطال ومبطال للعقد دالفصــل ‪ 1034‬من ق ل عق وعلى هذا‬
‫يعتبر باطال ومبطال للعقد‪:‬‬
‫ـــ الشرط الذي يقضي بتوزيع األربا أو الجسائر توزيعا متساويا في حين أن حصن الشركاء في رأس المال‬
‫غير متســاويةا والعكس بالعكسا ويؤخذ بعين االعتبار هنا إمكانية ا ــتراط أربا أكبر للشــريك الذي يقدم عمله‬
‫حصة في رأس المال دالفصل ‪ 1032‬ق ل عق‪.‬‬

‫ـ الشرط الذي يقضي بتوزيع األربا بنسبة مجتلفة عن النسبة المقررة لتوزيع الجسائر‪.‬‬
‫ــــ الشرط الذي يقرر ألحد الشركاء نسبة ثابتة من األربا ا أو يعطيه الحق في كامل األربا ‪ .‬وفي هذ الحالة‬
‫األخيرة فرن المشرع وإن اعتبر العقد باطالا فرنه قد اعتبر متضمنا تبرعا من الشريك الذي تنازل عن نصيبه في الربح‬
‫دالفصــل ‪ 1035‬ق ل عق وفي هذا تطبيق لنظرية تحول العقد التي تقضــي ب نه إذا توفر في العقد الباطل من الشــروط ما‬
‫يصح به عقد آخر جرت عليه القواعد المقررة لهذا العقد اآلخر دالفصل‪ 309‬ق ل ع ق‪.‬‬

‫ــــ ـ الشـرط الذي يعفي أحد الشـركاء من تحمل نصـيبه من الجسـائر غير أنه يالحظ أن المشـرع في هذ الحالة قد‬
‫قصر البطالن على الشرط ولش يرتب على ذلك بطالن العقد دالفصل ‪ 1035‬ق ل عق‪.‬‬
‫هذا وقد نن المشـرع على أن للشـريك الذي يتضـرر من وجود ـرط من هذا النوع أن يرجع على الشـركة في‬
‫حدود ما لش يقبضه من نصيبه في الربح أو ما دفعه زائدا على نصيبه في الجسارة دالفصل ‪ 1034‬ق ل عق ‪.‬‬

‫‪ 1‬يالحظ أن القانون الفرنسي وسا من مفهوم الربح بمقتضى تعديل أدخيه عيى المادة ‪ 1832 :‬من القانون المدني بتاريخ ‪ 4‬يناير ‪ ،1978‬إذ‬
‫أصبح الربح يشمل في ظيه توفير النفقات‪ ،‬بحيث تعتبر شركة في ظيه كذلك التجمعات التي تقوم عيى االستفادة من توفير النفقات ـ راجا‬
‫‪:‬‬
‫‪- Rippert et Roblot – op.cit. n° 674 et s. – Guyon , de la distinction des sociétés et des associations dans la‬‬
‫‪loi du 4 janvier 1978 Melanges Kayser 1979 –1 – 483.‬‬
‫‪19‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫نــــيـــــــة الــمشـــاركــــة‬
‫البد لقيام الشــــركة من وجود ركن رابع هو توفر نية المشــــاركة عند أعضــــائها‪ .‬فهذ النية هي التي تميز‬
‫الشـركة عن بعض األنظمة المشـابهة التي تتوفر فيها األركان اللالثة السـابقة وال تعتبر ـركات بالضـبط لعدم توفر‬
‫نية المشاركة لدى أطرافها ‪.‬‬

‫ويقصـد بنية المشـاركة أن تتوفر لدى الشـركاء الرغبة في التعاونا وتتجه إرادتهش نحو العمل المشـترك على‬
‫قدم المساواة الستغالل أموالهش أو عملهش أو هما معا لتحقيق هدفهش المشترك الذي هو الربح‪.1‬‬
‫ولقد أهمل المشـرع المغربي هذا الركن في تعريفه لعقد الشـركة في الفصـل ‪ 982‬من ق ل عا غير أنه يمكن‬
‫القول أنه يســتفاد بشــكل غير مبا ــر من ــيغة الفصــل ‪ 983‬ق ل ع الذي جاء فيه‪":‬اال ــتراك في األربا الذي‬
‫يمنح للمســتجدمين ولمن يمللون ــجصــا أو ــركة في مقابلة خدماتهش كليا أو جزئيا ال يكفي وحد ليجولهش ــفة‬
‫الشركاء ما لش يتش دليل آخر بالعقد على الشركة"‪.‬‬
‫ويالحظ أن نية المشـاركة تظهر بشـكل واضـح في ـركات األ ـجا ‪ .‬حيث أن قيامها على االعتبار الشـجصـي‬
‫يجعل كافة الشــركاء إما يتولون اإلدارة والتســيير مبا ــرةا أو على األقل يهتمون بكيفية إدارتها ويمارســون رقابتهش‬
‫على ذلك‪ .‬هذا بجالف ـركات األموال حيث يهتش المسـاهش أسـاسـا بتوظيف أمواله في مشـروعاتهاا أما ـؤون اإلدارة‬
‫فهوال يكاد يعيرها اهتماما‪ .‬غير أن هذا ال يمنع من وجود نية المشـاركة في ملل هذ الشـركات‪ .‬وهي تتملل في اجتماع‬
‫المســـاهمين في الجمعية العامة والمداولة في أحوال الشـــركةا وتعيين هيئاتها اإلداريةا والتصـــديق على حســـابات‬
‫الشـركة ‪ ...‬الخ‪ .‬من هنا فرن بعض الفقه الحظ أن نية المشـاركة تزيد أو تنقن بحسـب األوضـاع‪ .‬فهي تجتلف بحسـب‬
‫نوع الشركة ــ كما الحظنا سابقا ــ وتجتلف بحسب المجازفة التي يقدم عليها الشريك بمشاركته في الشركة بحيث كلما‬
‫كانأ تلك المجازفة كب يرة كلما كانأ نية المشــاركة عند قوية‪ .‬وهي تجتلف داخل نفس النوع من الشــركات باختالف‬
‫نوع الشــركاء‪ .‬ففي ــركة المســاهمة ملالا المســاهمون الذين يتحكمون في المشــروع تكون لهش نية مشــاركة قويةا‬
‫وأولئك الذين يحوزون أقلية رأس المال يعملون ما أمكن لممارسـة الحقوق التي يقررها القانون للدفاع على مصـالحهش‬
‫بالحضــور في اجتماعات الجمعية العامة ومناقشــة نشــاط الشــركة وطريقة تســييرها ‪ ...‬الخا في حين يكتفي البعض‬
‫اآلخر من المساهمين بتحصيل األربا دون أي اهتمام بشؤون تسيير الشركة‪.2‬‬
‫هذاا وتشـكل نية المشـاركة المعيار في تمييز الشـركة عن بعض العقود المشـابهة التي يسـاهش فيها الشـجن‬
‫بماله أو بعمله مقابل نسبة من األربا دون أن يشكل ذلك مشاركة بالمفهوم القانوني ا ومن هذ العقود ‪:‬‬
‫ــــ عقد العمل مع اال تراك في األربا ‪ :‬فهو ال يعتبر عقد ركة ألن األجير يظل تابعا لر العمل الذي يستطيع‬
‫فصله متى اء في حين أن الشركة تقوم على المساواة بين الشركاء ‪.‬‬
‫ـــــ حالة الشـياع‪ :‬وهو ال يعتبر ـركة بالرغش من وجود مال مشـترك ألنه حالة اضـطرارية لش يكن للمالك إرادة‬
‫في إيجادها‪ .‬وهو ينش ـ في الغالب عن اإلرث بحيث ال يمكن القول معه بوجود نية المشــاركة التي تقتضــي توجه إرادة‬
‫الشركاء نحو التعاون المشترك‪ .‬هذا فضال عن أنه ليس للشياع جصية معنويةا وال ذمة مستقلة كما في الشركة ‪.‬‬
‫ــــــــ عقد القرب مقابل نســـبة من األربا ‪ :‬وهو كذلك ال يعتبر ـــركة ألن المقرب ال يملك حق التدخل في‬
‫استلمار المشروع ا ومراقبة أعماله خالفا لما تقضي به نية المشاركة ا هذا فضال عن أنه ال يتحمل الجسائر ‪.‬‬

‫الفرع اللالث‬
‫األركـان الشـكـليـة الجـا ة بالـشـركـة‬

‫‪1‬‬
‫احمد شكري السباعي ـ نفس المرجا ـ الجزء الخامس ص‪ 72 :‬ـ مصطفى كمال طه ـ نفس المرجا ـ الفقرة ‪.242 :‬‬
‫‪Houin, Les critères distinctifs de la société et de l’indivision depuis les réformes récentes du code civil, R.D.C.‬‬
‫‪1979, 645 ; Mestre, L’égalité en droit des sociétés, Rev. Stés, 1989, 399 ; Guyon, La fraternité dans le droit‬‬
‫‪des sociétés, Rev. Stés, 1989, 439 ; J.M. De Bermond de Vaulx, Le spectre de l’affectio- sociatis, J C P Entrep.‬‬
‫‪1994 – I – 346.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Guyon op.cit. n° 125.‬‬
‫‪20‬‬

‫ا ـترط المشـرع النعقاد الشـركةا باإلضـافة إلى األركان العامة للتعاقد والشـروط الموضـوعية الجا ـة بعقد‬
‫الشركةا أن ينظش بهذ األخيرة عقد مكتو ا وأن يتش هر ذلك العقد ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫الــكــــتـــابــــــــــة‬
‫ا ـترط المشـرع المغربي في ت سـيس الشـركات التجارية‪ 1‬أن ينظش بها عقد مكتو رسـمي أو عرفي‪ .‬ونفس‬
‫الشـيء بالنسـبة للتعديالت التي قد تدخل على العقد األ ـلي ‪ .‬وقد تطلب المشـرع الكتابة في عقد ت سـيس أو تعديل كافة‬
‫الشركات باستلناء ركة المحا ة ‪.‬‬

‫فقد جاء في المادة ‪ 11‬من القانون المنظش لشــركة المســاهمة التي أحالأ عليها المادة‪ 1‬من القانون المنظمة‬
‫لباقي الشركات‪ ":‬يجب أن يوضع النظام األساسي كتابة ‪...‬‬
‫ال تقبل بين المســـاهمين أية وســـيلة إثبات ضـــد مضـــمون النظام األســـاســـي يجب أن تلبأ االتفاقات بين‬
‫المساهمين كتابة‪".‬‬
‫ــرط أســاســي في قيام الشــركة التجارية وفي كل تعديل قد يدخل عليهاا وبدونها‬ ‫وهذا يعني أن الكتابة‬
‫تكون الشركة باطلة‪.2‬‬
‫ويشـكل عقد ت سـيس الشـركة نظامها األسـاسـي الذي تجضـع له سـواء فيما يتعلق بالعالقات داخلها أو في‬
‫عالقتها باألغيار ‪.‬‬
‫ولقد أوجب القانون الجديد ت ريخ النظام األسـاسـيا وتضـمينه مجموعة من البيانات اإللزامية تجتلف باختالف‬
‫نوع الشــركةا وذلك تحأ طائلة البطالن دالمواد ‪ 1‬و ‪ 5‬و ‪ 50‬من قانون الشــركاتق باســتلناء ــركة المســاهمة التي‬
‫تعتبر قائمة إنما يمكن لكل ذي مصــلحة تقديش طلب للقضــاء لتوجيه أمر بتســوية عملية الت ســيس تحأ طائلة غرامة‬
‫تهديدية ـ دالمادة ‪ 12‬من القانون المنظش لشركة المساهمةق وكل هذا يعني أن القانون المغربي للشركات أ بح قانونا‬
‫ــكلياا بحيث في حالة غيا الكتابةا أو في حالة اختاللها بعدم تضــمين العقد واحدا أو أكلر من البيانات اإللزاميةا أو‬
‫في حالة عدم ت ريجه فرن الشركة ال تعتبر مؤسسة بصفة قانونية ‪.‬‬
‫ولعل الســـبب في ذلك يرجع إلى أهمية الشـــركة كشـــجن معنوي تجاري يجمع بين مجموعة من الشـــركاء‬
‫تترتب على كل واحد منهش مجموعة من االلتزاماتا وتلبأ له مجموعة من الحقوقا كما تتعلق به مصـالح األغيار من‬
‫دائنين وغيرهش‪ .‬فكان من الضـروري ضـبط عقد ت سـيسـها الذي يشـكل نظامها األسـاسـي الذي سـتجضـع له بشـ ن كل تلك‬
‫العالقات في المســتقبلا وهو ما ال يمكن أن يتش إال كتابة‪ .‬إذ من ناحيةا من ــ ن ذلك أن يحمل الشــركاء على التفكير‬
‫مليا قبل اإلقدام على إنشاء ركة قد تعرب أموالهش للجطر‪ .‬ومن ناحية ثانية فرن الكتابة بالنظر لما توفر من وضو‬
‫ودقة من ـ نها أن تقلل من النزاعات التي قد تنشـ بشـ ن تنفيذ العقد‪ .‬هذا ناهيك عن أنه يترتب على ت سـيس الشـركة‬
‫خلق ـجن معنوي جديد يتعامل في السـوقا من الضـروري أن نمكن األغيارا من دائنين وغيرهشا من التعرف عليه‬
‫من خالل تعريفهش بنظامه األسـاسـيا وهذا يسـتدعي ـهر عقد ت سـيسـه فكيف يمكن إجراء ذلك إذا لش يكن ذلك العقد‬
‫مكتوبا؟‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫الشـــــهـــــــــــر‬
‫باإلضـافة إلى وجو إفراغ النظام األسـاسـي للشـركة التجارية في مسـتند مكتو فرن المشـرع اسـتلزم ـهر‬
‫ذلك النظام‪ .‬ويتش الشـــهر عن طريق التســـجيل في الســـجل التجاري وإيداع العقود فيها مع النشـــرا وذلك بســـعي من‬
‫الممللين القانونيين للشركةا وتحأ مسؤوليتهش دالمادتان ‪ 93‬و ‪ 94‬من قانون الشركاتق‪.‬‬

‫أوال ـ تسجيل الشركة في السجل التجاري‬

‫‪ 1‬بخالف الشركات المدنية التي تنعقد بمجرد تراضي أطرافها عيى إنشا ها باستثناء الحاالت التي يتطيب فيها القانون شكال خاصا‬
‫(الفصل ‪ 987‬من ق ل ع) ‪.‬‬
‫‪ 2‬راجا ما سيأتي فيما بعد ‪ ،‬ص‪. 34 :‬‬
‫‪21‬‬

‫فيجب بداية تسـجيل الشـركة في السـجل التجاري عبر المنصـة االلكترونية الجا ـة برحداث المقاوالتا مع إيداع‬
‫نسـجتين أو نظيرين من النظام األسـاسـيا الكترونيا عبر نفس المنصـةا وذلك داخل ثالثين يوما من الت سـيس‪ 1‬دالمادة‬
‫‪ 95‬ركاتق‪.‬‬

‫ومن تاريخ القيد تبتد مدة الشــركة وتكتســب ــجصــيتها االعتبارية دالمادة ‪ 3‬من قانون ــركة المســاهمة‬
‫والمادة ‪1‬من قانون باقي الشــركاتق‪ .‬وبطبيعة الحال كل تغيير يطرأ على نظامها األســاســي بعد هذا التاريخ يســتوجب‬
‫تعديل القيد في الســجل التجاريا وإال ما أمكن االحتجاج به تجا الغيرا إال إذا اســتطاعأ الشــركة إثبات علش الغير بها‬
‫كما أنها إذا غيرت مقرها االجتماعيا يجب تســجيل الشــركة بمحكمة المقر الجديدا والتشــطيب على التســجيل بمحكمة‬
‫الم قر القديشا وعلى هذ األخيرة أن تقوم بررسال ملف الشركة إلى محكمة المقر الجديد‪.2‬‬

‫ثانيا ـ النشر‬
‫يجب باإلضافة إلى اإليداع نشر إ عار أو إعالن في الجريدة الرسمية وفي جريدة لإلعالنات القانونية يتضمن‬
‫مسـتجرجا من النظام األسـاسـيا وذلك في أجل ‪ 30‬يوما كذلك من تاريخ الت سـيس‪ .‬ويجب أن يشـير المسـتجرج إلى‪1:‬ـ‬
‫كل الشركة ـ ‪ 2‬ـ وتسميتها ـ‪ 3‬ـ وغرضها ـ ‪ 4‬ـ وعنوانها دمقرها االجتماعيق ‪ 5‬ـ ومدتها ـ ‪ 6‬ـ ومبلغ رأسمالها مع‬
‫بيان الحصن النقدية ا وو ف الحصن العينية مع تقييمها ـ‪ 7‬ـ وأسماء الشركاء و فاتهش ومواطنهش ـ ‪ 8‬ـ وأسماء‬
‫و فات ومواطن الشركاء أو األغيار الذين يحق لهش إلزام الشركة اتجا األغيار ــ ـ ‪ 9‬ــ ـ وكتابة ضبط المحكمة التي تش‬
‫بها اإليداع دالمادتان ‪ 93‬و ‪ 96‬ركاتق‪.‬‬
‫وإذا حصــــل تباين بين النن المنشــــور والنن المودع في الســــجل التجاري فرنه ال يمكن مواجهة االغيار‬
‫بالنن المنشــور‪ .‬غير أنه يمكن لهؤالء أن يتمســكوا به في مواجهة الشــركةا ما لش تلبأ هذ األخيرة اطالعهش على‬
‫النن المودع دالمادة ‪ 4-94‬ركاتق‪.‬‬
‫والقصــد من إخضــاع الشــركات التجارية إلى إجراءات الشــهر هذ تمكين االغيار من التعرف على وجود‬
‫ـجن معنوي جديد في الميدان التجاريا وذلك لجعل بنود النظام األسـاسـي سـائرة في مواجهتهش ا خا ـة ما يتعلق‬
‫منها بالعمل الذي تتعاطا ا واأل ــجا المكلفين باإلدارةا ومدى مســؤولية الشــركاء عن ديون الشــركة وغير ذلك‬
‫مما يعني المتعاملين التعرف عليه ‪.‬‬
‫وإذا لش يتش هر ت سيس الشركة وفق المسطرة المقررة قانونا ترتب على ذلك بطالنها دم ‪ -1-98‬ركاتق‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫جـزاء مـجـالــفـة ــروط الت ســيــس‬
‫ــروط ت ســيس الشــركة البطالن مبدئيا ا مع قيام المســؤولية المدنية والجنائية‬ ‫يترتب على مجالفة‬
‫للمسؤولين عن ذلك ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫الـــبــــطــــــــالن‬
‫لقد أرسـى القانون الجديد للشـركات نظاما خا ـا للبطالن‪ 3‬يجتلف باختالف أسـبابه ا كما أنه يجتلف من حيث‬
‫آثار عن نظام البطالن الذي ترسيه القواعد العامة ‪.‬‬
‫والهدف من هذا النظام الجديد تفادي ســــلبيات نظام البطالن القديش الذي كان ينعكس ســــلبا على مســــتوى‬
‫اســـتقرار المعامالتا باإلضـــافة إلى أنه يرتب أثرا خطيرا ال يتالءم دائما والمقتضـــى الذي تمأ مجالفتها من هنا فرننا‬
‫سـنجد أن المشـرع حصـر أسـبا البطالن في مجالفة المقتضـيات ذات األهمية مع فتح المجال لتصـحيحهاا ونن على‬
‫تقادم دعوا بمرور ثالث سنواتا مع دعش كل ذلك بمؤيدات جزائية‪.‬‬

‫‪ 1‬عيما بأنه في حالة تعيين المسيرين في النظام األساسي فإنه ال داعي ل إلدالء بمحضر تعيينهم‪ ،‬بخالف ما لو تم ذلك بمقتضى عقد مستقل حيث‬
‫يجب أن يرفق النظام األساسي بمحضر التعيين‪ ،‬لجنة تنسيق المتعيقة بالسجل التجاري‪ ،‬السؤوال رقم ‪ ،23‬وزارة العدل السجل التجاري‪ ،‬توصيات‬
‫لجنة التنسيق ‪ ،‬منشورات جمعية نشر المعيومة القانونية والقضا ية‪ ،‬مطبعة إيييت‪ ،‬يوليو ‪ ،2010‬ص‪.45 .‬‬
‫‪ 2‬دورية وزارة العدل عدد ‪.98/1‬‬
‫‪R-. Sinay, Le nouveau droit de la constitution des sociétés commerciales. Rev. Stés. 1966-246 ; NGuen 3‬‬
‫‪Xuan Chanh, La nullité des sociétés commerciales dans la loi du 16 juillet 1966. D.S. 1968 Chron 27.‬‬
‫‪22‬‬

‫ولبيان ذلك يجب علينا أن نتوقف أوال عند أسبا البطالن على أن نتعرب ثانيا إلى آثار ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫أســـبــــا الــبـــطـــالن‬
‫بحســب المادتين ‪ 337‬و ‪ 338‬من القانون المنظش لشــركة المســاهمة التي أحالأ عليهما المادة ‪ 1‬من قانون‬
‫باقي الشــركات ا فرن بطالن الشــركة ال يمكن أن يترتب " إال عن نن ــريح من هذا القانون أو عن أحد أســبا‬
‫بطالن العقود بشكل عام"‪.‬‬
‫فهـذا يعني أنـه يجـب بـالنســــبـة لرثـار المترتبـة على اختالل أحـد أركـان الشــــركـة التمييز بين األركـان‬
‫الموضوعية العامة أو الجا ةا وبين الشروط الشكلية الجا ة‪.‬‬

‫الفقرة األولى ـ اختالل األركان الموضوعية العامة أو الجا ة‬


‫بالنسبة لألركان الموضوعية العامة فرن تجلفها يؤدي إلى بطالن العقد أو إبطاله حسب القواعد العامة للتعاقد‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألركان الموضوعية الجا ةا فيترتب على تجلفها بطالن العقد مبدئياا إال أنه تطبيقا للقواعد العامةا‬
‫وخا ــة الفصــل ‪ 309‬من ق ل ع الذي يقضــي ب نه‪":‬إذا بطل التزام باعتبار ذاته وكان به من الشــروط ما يصــح به‬
‫التزام آخر جرت عليه القواعد المقررة لهذا االلتزام اآلخر" فرنه إذا كان الركن المتجلف يجعل العقد قابال لتكييف آخرا‬
‫فـرنـه يســــار إلى إعمـال قواعـد ذلـك العقـد اآلخرا كمـا لو كـان الركن المتجلف يتعلق بنيـة توزيع األربـا حيـث يمكن أن‬
‫يتحول العقد إلى جمعية أو تعاونية إذا توافرت ـــروطه األخرى ا أو كان يتعلق بنية المشـــاركة حيث يمكن أن يتحول‬
‫إلى قرب مقابل نسبة األربا أو عقد غل مع اال تراك في األربا ‪.1‬‬
‫وبالفعل فرننا نجد في التشـريع المغربي تطبيقا لــــــهذ القاعدة في الفصـل ‪ 1035‬من ق ل ع الذي ينن على‬
‫أنه‪":‬إذا تضــمن العقد منح أحد الشــركاء كل الربح كانأ الشــركة باطلة واعتبر العقد متضــمنا تبرعا ممن تنازل عن‬
‫نصيبه في الربح"‪.‬‬

‫الفقرة اللانية ـ اختالل الشروط الشكلية الجا ة‬


‫بالنسـبة للشـروط الشـكلية الجا ـة فهي التي تتعلق بها مقتضـيات المادتين ‪ 337‬و‪ 338‬المشـار إليهما أعال ا‬
‫من حيث أنه ال يمكن أن يترتب بطالن الشركة إال على نن ريح في قانون الشركاتا وأنه بالنسبة للشروط النظامية‬
‫المجالفة للقواعد اآلمرة الواردة فيه فرنها تعتبر ك ن لش تكن دون أن يؤدي ذلك إلى بطالن الشركة‪.‬‬
‫وإذا رجعنا إلى المقتضـيات الجا ـة بت سـيس الشـركات فرننا نجد أن حاالت البطالن التي نن عليها القانون‬
‫هي عدم ت ريخ النظام األســاســي أو عدم تضــمينه البيانات القانونية األســاســية بالنســبة لشــركة التضــامن والتو ــية‬
‫البسـيطة دالمادة ‪ 5‬ــــ ـ ـركاتقا وبالنسـبة للشـركة ذات المسـؤولية المحدودة دالمادة‪ 50:‬ــــ ـ ـركاتق وعدم احترام‬
‫إجراءات اإليداع والنشر دالمادة ‪ 98‬ركاتق بالنسبة لنفس الشركات دالمادة ‪ 98‬ركاتق‪.‬‬
‫وهذا يعني أنه بالنســبة لكافة الشــركات باســتلناء ــركة المســاهمة يترتب على تجلف الكتابة‪ 2‬أو اختاللها‬
‫وعلى اختالل الشهر البطالن ‪.‬‬

‫أمـا بـالنســــبـة لشــــركـة المســــاهمـة فـرن القـانون لش يرتـب على تجلف الكتـابـة أو اختاللهـا أو على عـدم احترام‬
‫إجراءات الشــهر البطالنا بل هو قد تعامل مع ذلك بشــكل مجالف من حيث أنه لش يرتب أي أثر على ذلك على مســتوى‬
‫ت ســيس الشــركة إنما نن على أنه‪":‬إذا لش يتضــمن النظام األســاســي كل البيانات المتطلبة قانونيا وتنظيمياا أو أغفل‬
‫القيـام ب حد اإلجراءات التي تنن عليهـا فيمـا يجن ت ســــيس الشــــركة أو تمـأ بصــــورة غير قانونيـة يجول لكـل ذي‬
‫مصـلحة تقديش طلب للقضـاء لتوجيه أمر بتسـوية عملية الت سـيس تحأ طائلة غرامة تهديديةا كما يمكن للنيابة العامة‬
‫التقدم بنفس الطلب‪.‬‬

‫استفنافية الرباط‪ ،‬الحكم الجنحي عدد‪ ،63619 :‬مجية رابطة القضاة‪ ،‬العدد ‪ 2 :‬فبراير ‪.1964‬‬ ‫‪1‬‬

‫إذ أن انعدام الكتابة يفيد عدم تأريخ النظام األساسي وعدم تضمينه البيانات اإللزامية فينتج عنه من ثم البطالن ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪23‬‬

‫تتقادم الدعوى المشار إليها في الفقرة أعال بمرور ثالث سنوات ابتداء من تقييد الشركة في السجل التجاري‬
‫ا أو من تقييد التغيير في ذلك السجل وإلحاق العقود المغيرة للنظام األساسي به "دالمادة‪ 12‬ـ ‪ 2‬ـ ‪3‬ق‪.‬‬
‫وبالنســبة للشــهر فرنه يترتب على تجلفه عدم قيام الشــركة كشــجن معنوي دالمادة‪7:‬ــــــ من قانون ــركة‬
‫المســاهمةقا وتبقى العالقات بين المســاهمين خاضــعة لعقد الشــركة وللمباد العامة لاللتزامات والعقود دالمادة ‪ 8‬من‬
‫نفس القانونق‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫آثــــــــار البطــــــــالن‬
‫الفقرة األولى ـ إمكانية تدارك سبب البطالن‬
‫على خالف البطالن الذي ترســـيه القواعد العامة لاللتزامات والعقود دالفصـــل ‪ 316‬ق ل ع ق والذي يقضـــي‬
‫برزالة كل أثر للعقـد البـاطل حتى في المـاضــــي ألن العقـد البـاطل عدم والعـدم ال يمكن أن ينتج أثراا فرنه عنـدما تقوم أحـد‬
‫حاالت بطالن الشـركة فرن المشـرع فتح المجال لتدارك أسـبابه فنن على أن دعوى البطالن تسـقط عندما يزول سـببه‬
‫دالمادة ‪ 339‬من قانون بشــركة المســاهمةق‪ .‬كما أعطى للمحكمة المعروضــة عليها الدعوى أن تحدد أجالا ولو بصــفة‬
‫تلقائيةا لتدارك أسـبابه دالمادة ‪ 340‬من نفس القانونقا إال إذا كان البطالن يرجع لعدم مشـروعية غرب الشـركة أو‬
‫ــركة بين قا ــر ووليه الشــرعي دالمادة ‪ 341‬من نفس القانونق‪ .‬ونن أخيرا على تقادم دعوى البطالن ‪1‬‬ ‫إلنشــاء‬
‫بمرور ثالث سنوات من قيام سببه دالمادة ‪ 345‬نفس القانونق‪.‬‬
‫ويرجع الســبب في تعامل المشــرع مع بطالن الشــركات التجارية على هذا النحو ألهميتها ضــمن االقتصــاد‪.‬‬
‫فمصلحة الشركة ذاتها ومصلحة الشركاء فيهاا ومصلحة االقتصاد الوطني عامة اقتضأ توفير كل الحظوظ لها للبقاءا‬
‫ألن التشــبث بالقاعدة األ ــلية القاضــية بالبطالن يعني الحكش على منش ـ ة اقتصــادية بالزوال بما يملله ذلك من تعطيل‬
‫لالسـتلمارا ومن فقدان منا ــب ــغلا ومورد للضـرائبا وخســارة مســاهش في اإلنتاج والدخل‪ .‬لذلك فرن هذ القاعدة‬
‫تعمل بالنســبة لكافة حاالت البطالن أو اإلبطال باســتلناء تلك الراجعة لعدم مشــروعية المحل ولمنع إنشــاء ــركة بين‬
‫قا ر ووليه الشرعي لعدم إمكانية تدارك ملل هذ األسبا ‪.‬‬

‫الفقرة اللانية ـ دعـــــوى البطــــالن‬


‫مادام لش يتش إ ـال سـبب البطالنا ومادامأ مدة التقادم اللالثية لش تنقضا فرنه يمكن لكل ذي مصـلحة أن‬
‫يرفع دعوى أمام المحكمة التجارية لمقر الشركة من أجل الحكش ببطالن أو إبطال الشركة‪.2‬‬
‫ويجب أن تمارس دعوى البطالن أو اإلبطال ممن له مصـلحة في ذلك‪ .‬وهكذا فرن دعوى البطالن لعدم مراعاة‬
‫أحكام الشـهر تمارس من قبل الغير في مواجهة الشـركاء وتمارس من قبل هؤالء في مواجهة بعضـهش البعضا إال أنها‬
‫ال يمكن أن تمارس من قبل الشركة أو الشركاء في مواجهة الغير‪.‬‬
‫أمـا دعوى اإلبطـال فتمـارس من قبـل الشــــريـك الـذي يقوم الســــبـب في مواجهتـه ا وهو يمكنـه أن يواجـه بـه‬
‫الكافة من ركاء وأغيار‪.‬‬
‫أما دعوى البطالن لعدم مراعاة األركان العامة والجا ـــة في عقد اإلنشـــاءا فتمارس مبدئيا من قبل كل ذي‬
‫مصــــلح ةا غير أنه ال يمكن للشــــركة أو للشــــركاء أن يحتجوا به تجا الغير حســــن النية دم ‪ 347‬من قانون ــــركة‬
‫المساهمةق‪.‬‬

‫الفقرة اللاللة ـ أثر الحكش المقرر للبطالن‬


‫أـ حل الشركة بالنسبة للمستقبل‬
‫إذا لش يتش تدارك ســبب البطالن إلى حين البث ابتدائيا في الموضــوع وأ ــدرت المحكمة بالفعل حكمها بالبطالنا‬
‫فرن الشـركة تحل بقوة القانونا ولكن دون أثر رجعيا ويتش تصـفيتها دالمادة ‪ 346‬من نفس القانونق فالحكش القضـائي‬
‫إذ يصـر بالبطالن فرنه يزيل العقدا وبالتالي ال يصـبح للشـجن المعنوي أي سـند في وجود بالنسـبة للمسـتقبلا أما‬

‫‪1‬‬
‫‪Hannoun , Remarques sur la prescription de l’action en nullité en droit des sociétés‬‬
‫‪- Rev. Stés. 1991-45.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪CH. Hannane, l'action en nullité et le droit des sociétés, R T D , com. 1993, 221.‬‬
‫‪24‬‬

‫بالنسبة للماضي فعقد الشركة كان قائماا وبالتالي فرن الشجن المعنوي كان موجودا وقد يكون ارتبط بعالقات قانونية‬
‫مع الغير أ ــــبح بموجبها دائنا أو مديناا فال يمكن من ثش إهدار هذ العالقات وتجاهلها‪ .‬هذا فضــــال عن عدم إمكانية‬
‫العودة بالوضـع إلى ما كان عليه بالنسـبة لألربا أو الجسـائر التي قد تكون نتجأ عن ممارسـة الشـركة لنشـاطها خالل‬
‫فترة وجودها‪ .‬من هنا فرن المشـرع ا وقبله القضـاء والفقه‪1‬ا قد اسـتقروا على حصـر آثار البطالن في المسـتقبل وعدم‬
‫مد إلى الماضـي‪ .‬فالشـجن المعنو ي يعتبر أنه قد وجد واسـتمر إلى أن قضـى ببطالن العقدا وذلك ألنه كان قائما فعال‬
‫وواقعـا في الفترة الســــابقـةا وتعـامل مع األغيـار وثبتـأ له حقوقا وتحمـل بالتزاماتا وهذا كلـه ال يمكن إهمـاله رعاية‬
‫للوضـع الظاهر الذي اطمــــــ ن إليه الغيرا وحماية للمراكز القانونية التي نشـ ت عنه‪ .‬وهذا ما يسـمى بشـركة الواقع‬
‫‪.2Société de fait‬‬
‫وهكذا متى تش التصـريح ببطالن الشـركة فرنها تنحل بالنسـبة للمسـتقبل ووجب تصـفية الوضـع النا ـ‬
‫عن قيامها في الماضي ‪.‬‬

‫عن قيام الشركة في الماضي‬ ‫ـ تصفية الوضع النا‬


‫يترتب على التصـــريح ببطالن الشـــركة وجو تصـــفية األوضـــاع القانونية التي نتجأ عن قيامها إلى حين‬
‫التصريح ببطالنها ا وذلك من ناحيتين ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـــــ من ناحية العالقات بين الشـركاء أنفسـهش عن طريق تحديد نصـيب كل منهش من األربا والجسـائر ومن‬
‫إيرادات التصـــفية‪ .‬وهنا يجب التمييز بين أســـبا البطالن أو اإلبطال‪ .‬بحيث إذا كان ذلك يرجع إلى انعدام أو نقصـــان‬
‫أهلية أحد الشــركاءا أو تعيب إرادته بغلط أو تدليس أو إكرا ا فرن ملل هذا الشــريك يجب أن يســترد حصــته كاملة‪ .‬أما‬
‫إذا كان البطالن يرجع إلى تجلف أحد األركان الموضــوعية العامة دالرضــا ا المحلا الســببق فرنه يجب اســتبعاد العقد‬
‫البـاطـل تمـامـا ألنـه عـدم والعـدم ال ينتج أي أثر‪ .‬ومن ثش فـرن توزيع األربـا والجســــائر يجـب أن يتش وفق النصــــو‬
‫القانونية الجا ــة بتوزيع األربا والجســائر‪ .‬أما إذا كان ســبب البطالن اختالل أحد األركان الموضــوعية أو الشــكلية‬
‫الجا ـة ا فرن التوزيع يتش وفق بنود العقدا ألن اتفاق الشـركاء في حد ذاته قائش و ـحيح دبتوفر األركان العامةق إال أن‬
‫روط قيام الشركة هي التي اختلأ‪.3‬‬
‫‪ 2‬ـــــــ من ناحية عالقة الشـــجن المعنوي باالغيارا حيث يالحظ أن المشـــرع نن على عدم إمكانية احتجاج‬
‫الشــركة أو المســاهمين بالبطالن تجا األغيار حســني النية دالمادة ‪ 347‬من قانون المســاهمةق إذ نرى أن يطبق هذا‬
‫الحكش على تصـفية عالقة الشـركة بالغير من حيث جعل الشـركة ملزمة بتنفيذ تعهداتها تجا الغير كما لو كانأ ـحيحة‪.‬‬
‫أما الغير حســن النيةا أي الذي ال علش له بالجلل الذي ــا ت ســيس الشــركةا فله حق الجيار بين اعتبار الشــركة‬
‫موجودة في الفترة الســــابقـة إلعالن البطالن ومطـالبتهـا بتنفيـذ التزامـاتهـا اتجـاهـها وبين اعتبـارهـا بـاطلـة حســــب مـا‬
‫تقتضيه مصلحته‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫المســؤولـيـة المدنـيـة والجنائـيـة‬
‫كما الحظنا فرن المشــــرع خفف من نظام البطالن المترتب على عدم احترام ــــروط ت ســــيس الشــــركات‬
‫التجارية إال أنه نن مقابل ذلك على المســؤولية المدنية والجنائية للمســؤولين عن ذلك فقرر أن المســيرين األوائل‬
‫والشركاء المنسو إليهش بطالن الشركة أو بطالن أحد مقرراتها يعتبرون مسؤولين على وجه التضامن تجا الشركاء‬
‫اآلخرين والغير عن الضــرر الناتج عن البطالنا وتتقادم هذ الدعوى بمرور خمس ســنوات من قرار البطالن دالمادة‬
‫‪ 92‬من قانون الشركاتق‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذ الم قتضـيات تعمل فقط في الحاالت التي تصـر فيها المحكمة بالبطالن ا أما في الحاالت التي‬
‫يتش فيها تدارك ســبب البطالن أو تتقادم دعوا فرن المســؤولية المدنية الناتجة عن األضــرار الالحقة ســواء بالشــركة‬
‫أو الشركاء أو االغيار تظل محكومة بالقواعد العامة للتعويض‪.‬‬

‫‪ 1‬شكري احمد السباعي ـ مرجا سابق ص ‪67‬ـ مصطفى كمال طه ـ مرجا سابق‪ ،‬الفقرة ‪.249‬‬
‫; ‪Hamel Lagarde et Jauffret , op.cit. n° 460 et s ; Ripert et Roblot , op.cit. n° 724 et 759‬‬
‫‪ 2‬راجا‪H. Temple, Les sociétés de fait, LGDJ, 1975 ; G. Rives, Le sort des sociétés de fait de depuis la :‬‬
‫‪reforme des sociétés commerciales, R.D.C. 1969, 407 ; Guyénot, Sociétés crées de fait, sociétés de fait et‬‬
‫‪sociétés en participation, D.S, 1979, Chron. 155.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Henri Temple , les sociétés de fait, L.G.D.J. 1975.‬‬
‫‪25‬‬

‫وفضــال عن ذلك فرن المشــرع نن على معاقبة المســيرين الذين ال يقومون داخل اآلجال القانونية بريداع‬
‫الوثائق أو العقود لدى كتابة ضبط المحكمة أو ال يقومون برجراءات الشهر بغرامة بين ‪ 10.000‬و‪ 50.000‬درهش‪.‬‬

‫الفصل اللاني‬
‫الشـجـصـيـة المعـنويــة للـشركـــة‬
‫يترت ب على ت سيس الشركة بصورة قانونية نشوء جن معنوي جديد مستقل عن جصية الشركاء‪ .‬فلنرى‬
‫بداية كيفية قيام الشجصية المعنوية للشركة دالفرع األولقا قبل دراسة النتائج المترتبة عن ذلك دالفرع اللانيق‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫قيــام الشـجـصـيــة المـعـنـويــة للـشـركــة‬
‫ال تكتســب الشــركة الشــجصــية المعنوية إال من تاريخ قيدها في الســجل التجاري دالمادة ‪1‬من ق الشــركات ـ‬
‫والمادة ‪ 3‬من ق ش المســاهمةق حيث أن القصــد من ذلك القيد اإلعالن عن قيام ــجن معنوي جديد حماية لمصــلحة‬
‫الغيرا لذلك فمادام أن ذلك القيد لش يتش ال تعتبر الشــركة قائمةا وتبقى العالقات بين الشــركاء خاضــعة لالتفاقات القائمة‬
‫فيما بينهش عمال بالقواعد العامة لاللتزامات والعقود دالمادة ‪ 8‬من ق ش المساهمةق‪.‬‬
‫وإذا كان ربط نشــوء الشــجصــية المعنوية للشــركة بالقيد في الســجل التجاري يوفر مزية التعرف بســهولة‬
‫ويســر على تاريخ قيام الشــركة الذي هو تاريخ القيد‪ 1‬فرنه ينطوي على ســلبية كبيرة تتملل في ت خير بدأ الشــركة‬
‫لنشـــاطها الذي يظل معلقا على تمام ذلك القيد في حين أن هذا األخير قد يتعرقل ألســـبا إدارية أو بســـبب مشـــاكل‬
‫بسـيطة ملل ـعوبة الحصـول على ـهادة القيد في جدول الضـريبة المهنية دالبتانتاق التي يجب أن يرفق بها تصـريح‬
‫التسـجيل في السـجل التجاري ا أو عدم وجود أحد البيانات اإللزامية في طلب التصـريح والتي قد تؤدي بكاتب ضـبط‬
‫السجل إلى رفض التسجيل‪2‬ا هذا ناهيك عن الظروف غير المالئمة التي تعمل فيها السجالت التجارية المحلية بالمغر‬
‫والتي تكون في كلير من األحوال سببا في عرقلة أو ت خير التسجيالت‪.3‬‬
‫من هنا فرن غالبية الفقه ينادي بضـرورة االعتراف بالشـجصـية المعنوية للشـركة في وقأ مبكر لتمكينها من‬
‫بدء مبا رة نشاطها بسرعة‪.4‬‬

‫هذا ويقصــــد بالشــــجصــــية المعنوية االعتراف للشــــجن غير الطبيعي ب هلية اكتســــا الحقوق وتحمل‬
‫االلتزامات على غرار الشــجن الطبيعي داإلنســانقا لذلك فرن الشــركة التي تتمتع بالشــجصــية المعنوية تكون أهال‬
‫للقيام ب ي نشــاط يؤدي إلى اكتســابها الحقوق وتحمل االلتزامات باســتقالل عن الشــركاء أي أن القانون يعترف لها‬
‫بحياة قانونية ذاتية تميزها عن األفراد المكونين لها ‪.5‬‬
‫ولما كانأ الشـركة ال تكتسـب الشـجصـية المعنوية إال من تاريخ قيدها في السـجل التجاري فرن المشـرع نن‬
‫على أن األعمال التي يقوم بها المؤسـسـون باسـش الشـركة في طور الت سـيس يسـ لون عنها ـجصـيا وعلى وجه‬
‫التضــامن وبصــفة مطلقة إال إذا تحملأ الشــركة بعد قيدها في الســجل التجاري االلتزامات النا ــئة عنها دالمادة ‪27‬‬
‫من قانون ركة المساهمةق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ripert et Roblot op.cit. n° 684‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Med. El Mernissi, Rapport introductif au colloque sur le projet de reforme de la société anonyme:‬‬
‫‪implication et enjeux, Rev. mar. de dr et d’éco. de développement n° 37-1996 p.36‬‬
‫‪ 3‬من ذلك مثال عدم فتح الشباك أمام التسجيالت إال صباحين في األسبوع من الساعة التاسعة إلى الساعة الحادية عشر‪ ،‬وعدم‬
‫وجود استمارات التصاريح أو نقصها ‪.‬‬
‫‪ 1‬مصطفى كمال طه ـ مرجا سابق رقم ‪. 254‬‬
‫‪Bastian, La situation des sociétés commerciales avant leur immatriculation au registre de commerce,‬‬
‫‪Etudes à la mémoire de H Cabrillac 1968-23 ; N.Bourdalle Zigiotti, La période constitutive d’une société,‬‬
‫‪thèse ( dactyl) Bordeaux, 1991 ; J. Paillusseau, Le droit moderne de la personnalité morale,R T D. civ.‬‬
‫‪1993, 70.‬‬
‫‪V. Simonart, La personnalité morale en droit privé comparé, Brulylant, Bruxelles,‬‬ ‫‪1995 ; Lagarde, 5‬‬
‫; ‪Propos de commercialiste sur la personnalité morale. Réalité ou réalisme, Etudes A Jauffre, 1974, 429‬‬
‫‪Malaurie, Nature juridique de la personnalité morale, Rep. Defrenois 1990, 1068 ; J.Paillusseau, op,cit , 70.‬‬
‫‪26‬‬

‫وتتمتع كافة الشـركات التجارية بالشـجصـية المعنوية باسـتلناء ـركة المحا ـة التي من طبيعتها أنـــــها تبقى‬
‫مســتترة مقتصــرة على العالقة فيما بين الشــركاء فال تظهر للغير كشــجن مســتقل وال تجضــع لإل ــهار والعقود‬
‫المبرمة ينحصر أثرها بين الشريك المتعاقد والغير كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫وتنتهي الشــجصــية المعنوية للشــركة مبدئيا بانقضــاء هذ األخيرة ألي ســبب من األســبا ا غير أنه لما كان‬
‫يجب تصـفية الشـركة وكان ذلك يتطلب من المتصـرفين إنجاز األعمال الالزمة لتلك التصـفية فرن المشـرع نن على أن‬
‫الشـجصـية المعنوية للشـركة تظل قائمة ألغراب التصـفية إلى حين اختتام إجراءاتهاا وتلحق تسـميتها في هذ الحالة‬
‫ببيان" ـركة في طور التصـفية"‪ .‬وال يحدث حل الشـركة آثار تجا األغيار إال من تاريخ تقييد في السـجل التجاري‬
‫دالمادة ‪ 362‬من ق ‪ .‬ش ‪ .‬المساهمةق‪.‬‬

‫الفرع اللاني‬
‫آثــار اكتـسـا الشـركـة للشجصيـة المعـنويـة‬
‫يترتب على اكتسا الشركة للشجصية المعنوية أن تتمتع بكافة الحقوق وتلتزم بكافة االلتزامات إال ما كان‬
‫منها خا ـا بالشـجن الطبيعي وفي الحدود التي يقررها القانونا لذلك فرن الشـركة تتمتع بهوية خا ـة بها تتملل في‬
‫اسـمها وموطنها وجنسـيتهاا كما أنها تتمتع بذمة مالية مسـتقلة خا ـة بهاا ولها أهلية تؤهلها التقاضـي واكتسـا‬
‫الحقوق والتحمل بااللتزامات‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫هــويـة الـشـركــة الـتـجـاريــة‬
‫ا وفي توفرها‬ ‫تتملل هذ الهوية في ممارســة الشــركة نشــاطها تحأ تســمية معينةا في مقر أو موطن خا‬
‫على جنسية خا ة بها‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫تــسـمـيـة الــشــركـــــــة‬
‫تحمل كل ـركة تجارية ـ نها ـ ن األ ـجا الطبيعيين تسـمية تميزها عن غيرها من الشـركات‪ 1‬وتتشـكل‬
‫هذ التسـمية من غرضـها أي موضـوع النشـاط الذي تزاوله أو من اسـش مبتكرا ويمكن أن يضـاف إليها اسـش واحد أو‬
‫أكلر من الشـركاء المتضـامنين بالنسـبة لشـركات التضـامن والتو ـية البسـيطة أو التو ـية باألسـهشا أو اسـش واحد أو‬
‫أكلر من الشـركاء بالنسـبة للشـركة ذات المسـؤولية المحدودةا إال أنها بالنسـبة لكافة الشـركات يجب أن تكون مسـبوقة‬
‫أو متبوعة مبا ــرة بعبارة تدل على نوع الشــركة ا أي " ــركة تضــامن" أو" ــركة تو ــية بســيطة" أو " ــركة‬
‫تو ـية باألسـهش" أو " ـركة ذات مسـؤولية محدودة" أو" ـركة ذات مسـؤولية محدودة من ـريك وحيد" أو" ـركة‬
‫مســاهمة" ت بعا لنوع الشــركة ا وقد أجاز المشــرع بالنســبة لشــركتي المســؤولية المحدودة والمســاهمة أن تعين‬
‫باألحرف األولى من تسميتها أي" ش‪.‬م‪.‬م‪ ".‬أو " ش ‪ .‬م‪" .‬‬
‫وتشكل تسمية الشركة من الناحية القانونية جزءا من جصيتها االعتبارية فهي تعين بها كما يعين الشجن‬
‫الطبيعي باســمها إ ال أنها كليرا ما تســتعملها كذلك كعنوان تجاري تمارس الشــركة نشــاطها تحته وفي هذ الحالة فرن‬
‫ذلك العنوان يشكل أحد عنا ر الملكية التجارية للشركة يتمتع بالحماية القانونية إذا تش قيد في السجل التجاري‪.2‬‬

‫وقد أوجب القانون إدراج تســــمية الشــــركة وكذا مبلغ رأســــمالها ومقرها االجتماعي باإلضــــافة إلى رقش‬
‫تقييدها في الســــجل التجاري في كافة المحررات والوثائق الصــــادرة عن الشــــركة دالمواد‪ 4‬و‪ 31‬و ‪ 45‬من قانون‬
‫الشركات ا والمادة ‪ 4‬من القانون المنظش لشركة المساهمةق‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬

‫‪1‬‬
‫‪Dagot, le nom des personnes morales, JCP 1992 - I- 3579 ; Laméthe, Conflits entre dénominations de‬‬
‫‪sociétés, R D C, 1978 – 67.‬‬
‫‪ 2‬أنظر الجزء األول من هذا المؤلف في النظرية العامة ليتاجر والنشاط التجاري‪ ،‬ط ‪ ،3‬ص ‪. 183 :‬‬
‫‪27‬‬

‫المـقــر أو المـركـز االجـتـماعـي للشـركــة‬


‫انطالقا من تمتع الشــركة التجارية بشــجصــية اعتبارية مســتقلة فرنه يجب أن يكون لها محل للمجابرة معها‬
‫يسمى عادة المركز االجتماعي‪.1siège social.‬‬

‫وتجتلف التشــريعات في تحديد المركز االجتماعي بين المكان الذي تبا ــر فيه الشــركة نشــاطها القانونيا‬
‫والمكان الذي توجد فيه إدارتها‪.‬‬
‫أما التشــــريع المغربي فلش يحدد المكان الذي يعتبر مركزا اجتماعيا للشــــركة إال أنه أوجب أن يتضــــمن عقد‬
‫الشــركة بيان المركز االجتماعي‪ 2‬وهو ما يعني أن الشــركات في المغر تتمتع بحرية اختيار مركزها االجتماعي‪ .‬من‬
‫هنا فرن المشــــرع نن على أنه ال يمكن للشــــركة أن تواجه الغير بمقرها الحقيقي إذا كان موجودا في مكان آخر غير‬
‫المقر االجتماعي المذكور في النظام األسـاسـي في حين أعطى للغير حق اختيار االحتجاج في مواجهة الشـركة بمقرها‬
‫الحقيقي أو بالمقر المذكور في النظام األساسي‪.‬‬
‫وتظهر أهمية تحديد موطن الشــركة في تحديد االختصــا القضــائي المحليا إذ أن المادة ‪ 11‬من القانون‬
‫المحـدث للمحـاكش التجـاريـة تقتصــــي أن تقـام دعوى الشــــركـة أمـام المحكمـة التجـاريـة التي يوجـد في دائرتهـا مركزهـا‬
‫االجتماعي أو فرعها‪.‬‬

‫المطلب اللالث‬
‫جــنســيــة الــشــركـة‬
‫للشـركة جنسـيتها التي ليسـأ بالضـرورة ه ي جنسـية الشـركاء فيهاا وت خذ الشـركة عادة جنسـية الدولة التي‬
‫يوجد مركزها االجتماعي فيهاا وهذا هو موقف المشـرع المغربي‪ 3‬الذي قرر في المادة الجامسـة من القانون المنظش‬
‫لشــركة المســاهمة والتي أحالأ عليها المادة األولى من القانون المنظش لباقي الشــركاتا ب ن الشــركات الكائن مقرها‬
‫االجتماعي في المغر تجضـع للتشـريع المغربي‪ .‬ومن هنا تظهر أهمية تحديد جنسـية الشـركة في معرفة القانون الذي‬
‫تجضـع له فيما يتعلق بت سـيسـها وإدارتها وحلها وتصـفيتها ومدى الحقوق التي تتمتع بها ومنها الحق في االتجار في‬
‫حالة قصر ممارسة نشاط معين على المواطنيـنا وبصفة عامة كل ما يتعلق بوضعها القانونيا وكذلك لمعرفة الدولة‬
‫التي تحمي الشركة في المجال الدولي في حالة الحر وحالة السلش ‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫الذمـــة المالية للــشــركــــة‬
‫تتمتع الشـركة التجارية باعتبارها ـجصـا معنويا بذمة مالية خا ـة بها مسـتقلة عن ذمش الشـركاء‪ .‬وتتكون‬
‫هذ الذمةا ــ نها ــ ن كل ذمة ماليةا من أ ــول ومن خصــوم‪ .‬وتتملل أ ــول الشــركة في الحصــن التي يقدمها‬
‫الشركاء عند الت سيس باإلضافة إلى ما تكتسبه بعد ذلك من أموال نتيجة ممارستها لنشاطها‪.‬‬
‫أمـا خصــــومهـا فتتملـل في مـا يكون عليهـا من ديون ســــواء للشــــركـاء داألربـا قبـل توزيعهـاق أو للجزينـة‬
‫دالضرائـب والرسومق أو للغير من المتعاملين معها‪.‬‬
‫ويترتب على تمتع الشركة التجارية بذمة مالية مستقلة بها مجموعة من النتائج نجمل أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ أن الحصة التي يقدمها الشريك مساهمة منه في الشركة تجرج من ذمته وتدخل في ذمة الشركةا لذلك فال‬
‫يمكن لدائنيه أن يحجزوا عليهاا غير أنه بعد أن يتش تصفية الشركة فرنهش يستردون حقهش في التنفيذ على تلك الحصة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــــ تشـكل أ ـول الشـركة ضـمانا عاما لدائنيهاا وهش يتمتعون بحق مبا ـر في اسـتيفاء حقوقهش من أموالها‬
‫دون أن يزاحمهش في ذلك دائنو الشركاء الشجصيين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪S. Boulin, Le siège social – thèse (dactyl) Paris 1985 .‬‬
‫المادة ‪ 2‬من القانون المتعيق بشركة المساهمة ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪Abderrazak Moulay Rachid, Contribution a un débat sur la nationalité des sociétés en droit marocain, Al 3‬‬
‫‪Mayadine n° 5, 1990, p.31.‬‬
‫‪28‬‬

‫‪ 3‬ــــ ال تجوز المقا ة بين دين جصي على الشريك وبين دين للشركةا بحيث إذا كان دائن الشريك مدينا في‬
‫نفس الوقأ للشركة فرنه ال يمكنه أن يتمسك بالمقا ة بين الدينين الختالف الذمتين‪.‬‬
‫‪ 4‬ــــ أن إعالن إفالس الشركة ال يترتب عليه إفالس الشركاءا والعكس بالعكس ــــ باستلناء ركة التضامن‬
‫والتو ـــيةا حيث أن إعالن إفالســـهما يترتب عليه إ فالس الشـــركاء المتضـــامنين مع بقاء الدائنين في كل تفليســـة‬
‫مستقلين ب نفسهش‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ إذا ساهمأ الشركة في ركة أخرى لش يعتبر الشركاء في األولى ركاء في اللانية‪.‬‬

‫المبحث اللالث‬
‫أهـــلــيــــة الــشـــركـــــــة‬
‫يترتب على االعتراف للشــركة بالشــجصــية المعنوية أن تلبأ لها األهلية الالزمة الكتســا الحقوق وتحمل‬
‫االلتزامات وأن تقوم بكافة التصرفات القانونية التي يتطلبها نشاطها في حدود ما هو مقرر في نظامها األساسيا فهي‬
‫لهـا أهليـة التملـك واكتســــا األموال والتعـامـل مع الغير فتصــــبح دائنـة أو مـدينـةا ولهـا حق التبرع لألعمـال الجيريـة‬
‫واالجتماعية في الحدود التي يجري بها العرف‪.‬‬
‫وتســ ل الشــركة مدنيا عن األضــرار التي يلحقها ممللوها وعمالها بالغيرا وعن األضــرار التي تتســبب فيها‬
‫األ ياء والحيوانات الموجودة في حراستها ‪.‬‬
‫كما أنها تســ ل جنائيا‪ 1‬عن األفعال الجرمية التي تصــدر عن مســيريها وعمالها وأعضــاء إدارتها ومملليها‬
‫القانونيين باسـمها أو برحدى وسـائلها دملل أعمال المنافسـة غير المشـروعةا وعدم احترام الضـوابط المتعلقة بالصـحة‬
‫واألثمانا والتهر الضـريبيا والمجالفات الجمركيةق غير أنه مراعاة لطبيعة ـجصـيتها المعنوية فرن المشـرع قصـر‬
‫العقوبات التي يمكن فرضــها عليها في الغرامات والمصــادرة والحل ونشــر الحكش الصــادر باإلدانة وإغالق المحل أو‬
‫المؤسسة ‪2‬ا ‪.3‬‬
‫وتملك الشـركة حق التقاضـيا إذ لها أن ترفع الدعاوى على الغيرا ويمكن للغير أن يوجه الدعوى ضـدها في‬
‫جن مديرها أو رئيس مجلس إدارتهاا وذلك من دون حاجة إلى إدخال الشركاء في الدعوى‪.‬‬
‫ويالحظ أن الشركة باعتبارها جصا معنويا ال يمكن أن تتعامل بذاتها لذلك فانه يمللها في كل أعمالها‬
‫ـجن طبيعي أو أكلر هو المسـير أو المسـيرون الذين يتصـرفون باسـمهاا والمتصـرفون أ ـبحوا في ظل النصـو‬
‫الجديدة يســـتمدون ـــالحياتهش من القانون‪ 4‬بعد أن كانوا فيما ســـبق يعتبرون مجرد وكالء عن الشـــركة تنحصـــر‬
‫الحياتهش فيما يوكله لهش عقد توكيلهش‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Frederic Desportes, Le nouveau régime de la responsabilité pénale des personnes morales, J C P entrep. 1993‬‬
‫‪– I – 219 ; C.Moulongoi, L'élément moral de‬‬
‫‪La responsabilité pénale des personnes morales, R T D com. 1994, 1 ; S Geeroms ,‬‬
‫‪La responsabilité pénal de la personne morale, Rev.int. dr. comparé 1996 , 533.‬‬
‫‪ 2‬الفصل ‪ 127‬من القانون الجنا ي ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪B.Bouloc, Généralité sur les sanctions applicables aux personnes morales - Rev. Stés, 1993, 327 ; Voir‬‬
‫‪aussi, actes du colloque sur la responsabilité pénale des personnes morales, Rev. stés – 1993.‬‬
‫راجا ما سيأتي فيما بعد بشأن صالحيات المسيرين ص‪.73 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬هذه الصالحيات كان يحددها الفصل ‪ 1042‬من ق ل ع الذي ينا عيى أنه ‪ :‬إذا كان المتصرف من غير الشركاء تثبت له الصالحيات‬
‫التي تمنحها المادة ‪ 891‬ليوكيل ما عدم اإلخالل بما يتضمنه سند تعيينه ‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫الباب الثاني‬
‫أنــواع الشركــات التجاريـة‬
‫تنقسـش الشـركات إلى ـركات مدنية تجضـع لقواعد القانون المدنيا و ـركات تجارية تجضـع ألحكام القوانين‬
‫التجارية‪.1‬‬
‫وتعتبر كافة الشـركات التي نظمها قانون الشـركات المغربي الجديد ـركات تجارية بشـكلها أيا كان نوع العمل‬
‫الذي تتعاطا ا باستلناء ركة المحا ة التي ال تعتبر تجارية إال إذا كان نشاطها تجاريا‪.‬‬

‫ا و ركات أموال‪.‬‬ ‫ولقد جرى الفقه التقليدي على تقسيش الشركات التجارية إلى زمرتين‪ :‬ركات أ جا‬
‫الزمرة األولىا تضـش كال من ـركة التضـامن و ـركة التو ـية البسـيطةا و ـركة المحا ـة‪ .‬أما اللانية فتضـش‬
‫ركة المساهمة و ركة التو ية باألسهش‪.‬‬
‫وتتميز ـركات األ ـجا بقيامها على االعتبار الشـجصـي‪ .‬فهي تنشـ بين عدد محدود من الشـركاء يعرفون‬
‫بعضـهش البعضا وتدفعهش إلى المشـاركة اللقة المتبادلة بينهشا وما يتمتع به كل واحد منهش من مؤهالت خا ـة ومالية‬
‫من نها أن تحقق نجا الشركةا بحيث لو تجلف أحدهش لربما لش يقبل اآلخرون الدخول في الشركة‪.‬‬
‫أما ـركات األموال فتقوم على االعتبار المالي إذ ال عبرة فيها لشـجصـية الشـريكا وإنما العبرة لما يقدمه من‬
‫مال‪ .‬لذلك فرنه يمكن للشريك أن يفوت حصته للغير من دون أن يؤثر ذلك على استمرار الشركة‪.‬‬
‫غير أنه يؤخذ على هذا التصـنيف افتقاد للدقة وعدم ـموليته‪ .‬فهو يفتقد للدقة من حيث أن بعض الشـركات‬
‫التي تصـــنف تقليديا ضـــمن هذ الزمرة أو تلك نجدها تتوفر فيها بعض خصـــو ـــيات الزمرة اللانية‪ .‬وهذا هو ـ ـ ن‬
‫ركات التو ية التي نجدهاا بحسب األحوالا إما تقتر أكلر من ركات األ جا ـ ـ ركة التو ية البسيطة ـ ـ مع‬
‫أخذها ببعض مميزات ركات األموال‪ :‬المسؤولية المحدودة للشركاء المو ينا أو تقتر أكلر من ركات األموال‪:‬‬
‫ركة التو ية باألسهش ــــ مع أخذها ببعض مميزات ركات األ جا ‪ :‬المسؤولية الشجصية والتضامنية للشركاء‬
‫المتضامنين‪.‬‬
‫وهذا التصـنيف غير ـامل من حيث أن هناك ـركة ال يمكن إدخالها في أي من الزمرتينا وهي الشـركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة التي تجمع في آن واحد بين خصائن ركات األ جا و ركات األموال‪.‬‬

‫والسـبب وراء تعدد أ ـكال الشـركات التجاريةا هو أنها باعتبار هذ األخيرة أداة لتنظيش التشـارك بين مجموعة‬
‫أ جا يجمعهش هدف ممارسة نشاط اقتصادي بشكل جماعيا يجب أن تكون قادرة على التالؤم واالستجابة لحاجيات‬
‫وظروف كل تجمعا بحسـب نوع العالقة التي تجمع أعضـاء ا ومقدار األموال التي يحتاج إليهاا ونوع المسـاهمة التي‬

‫‪ 1‬الفرق بينها أن الشركات المدنية تمارس نشاطا مدنيا‪ ،‬وأنها ال تخضا لشكييات اإليداع والشهر‪ ،‬وباعتبارها مدنية‪ ،‬ال تخضا اللتزامات التجار‬
‫وال تستفيد من حقوقهم‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫بمقدور كل واحد من المشــاركين التقدم بهاا ومدى اســتعداد كل واحد منهش لتحمل مســؤولية تســيير الشــركة وتحمل‬
‫المسؤولية عن ديونها‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ونحنا بغض النظر عن التصــنيفات المشــار إليها أعال ا ســنجصــن فصــال مســتقال لكل ــركة من الشــركات‬
‫التجارية التي نظمها المشـرعا على أننا سـنبدأ بدراسـة ـركة التضـامن التي تملل ـركات األ ـجا بامتياز على أن‬
‫نتبعها بالشـركات التي تقتر منها ـــــ ـركة التو ـية البسـيطة ثش ـركة المحا ـة ثش ننتقل إلى دراسـة الشـركة ذات‬
‫المســؤولية المحدودة باعتبارها ــرك ة مجتلطة على أن نجتش بدراســة ــركة المســاهمة التي تملل ــركات األموال‬
‫بامتياز ثش ركة التو ية باألسهش التي تقتر منها‪.‬‬

‫الفصـل األول‬
‫ــركــة الـتـضــامــن‬
‫‪S N C1‬‬
‫ـفة‬ ‫ـريكين ف كلر تكون لهش‬ ‫ـركة التضـامن ـركة تجارية بشـكلها د المادة ‪ 2‬ـركاتق تؤسـس بين‬
‫تاجرا يس لون بصفة غير محدودة وعلى وجـه التضامن عن ديونها دالمادة ‪ 3‬ق‪.‬‬
‫ويلقى هذا النوع من الشــركات إقباال كبيرا‪ 2‬من المســتلمرين الصــغار ألن ــكلها يالئش المقاوالت الصــغيرة‬
‫والمتوسـطة بسـبب قدرتها االئتمانية الكبيرة في السـوق نظرا لملانة الضـمان الذي توفر للدائنين ‪ .‬هذا فضـال عن أن‬
‫المشـرع أعفاها من الضـريبة على الشـركات إذا كانأ مؤسـسـة بالمغر وتضـش أ ـجا ـا طبيعيين فقط حيث أنه طبق‬
‫عليها نظام الضريبة المطبق على هؤالء األ جا وهو نظام الضريبة العامة على الدخل دالفصل اللاني من قانون‬
‫الضريبة على الشركات ل ‪ 31 :‬دجنبر‪1986‬ق ‪.‬‬
‫هذا ويالحظ أن قانون تشــجيع المســتلمرين الشــبا يوجب على هؤالء في حالة رغبتهش في المشــاركة في‬
‫مشروع واحدا أن ينتظموا في ركة تضامن لالستفادة من القروب واالمتيازات التي يجولها ذلك القانون ‪.‬‬
‫ونقتر أن نبدأ بربراز خصائن هذ الشركة قبل التعرب لكيفية ت سيسها ثش أخيرا إلدارتها‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫خـصائـن ـركـة الـتـضامـن‬
‫ركة التضامن ‪:‬‬ ‫تتميز‬
‫‪ 1‬ـ بكون مسؤولية الشركاء عن ديونها هي مسؤولية جصيةا وتضامنية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ و بعملها تحأ تسمية يمكن أن يضاف إليها اسش ريك أو أكلر‪.‬‬
‫فة "تاجر"‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ وأن جميع الشركاء فيها يكتسبون‬
‫‪ 4‬ـ وأن حصة الشريك فيها غير قابلة لالنتقال‪.‬‬

‫‪ 1‬هكذا يرمز إليها بالفرنسية وهي الحروف األولى لتسميتها ‪La société en nom collectif :‬‬
‫‪ 2‬وقد زاد اإلقبال عييها بعد صدور القانون الجديد ليشركات ‪ ،‬إذ تم تسجيل ‪ 1406‬شركة تضامن جديدة سنة ‪ 1998‬مقابل ‪ 849‬في السنة‬
‫التي سبقتها أي بزيادة ‪ . % 66‬وهي تأتي من حيث العدد بعد الشركة ذات المسؤولية المحدودة (‪ )10917‬وقبل شركة المساهمة (‪،)1177‬‬
‫وهي الشركة الوحيدة التي عرفت زيادة مهمة من حيث اإلقبال عييها‪ ،‬أما كافة الشركات األخرى فقد عرفت تراجعا في ذلك ‪ ،‬كل هذا برسم‬
‫سنة ‪ 1998‬ـ المصدر ـ السجل التجاري المركزي ‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫المبحث األول‬
‫مسؤولية الشركاء غير المحدودة والتضامنية عن ديون الشركة‬
‫الجا ــية األســاســية التي تميز ــركة التضــامنا والتي تتفرع عنها الجصــائن األخرىا أن الشــركاء فيها‬
‫يس لون مسؤولية غير محدودة وتضامنية عن ديونها دالمادة‪3 :‬ق‬
‫‪ 1‬ـــــ والمقصود بالمسؤولية غير المحدودة للشركاء أن هؤالء يس لون عن ديون الشركة بصفة جصية أي‬
‫في أموالهش الجا ـةا بحيث في حالة عدم كفاية أموال الشـركة للوفاء بديونها فرن دائنيها يملكون ضـمانا إضـافيا يتملل‬
‫في األموال الجا ة للشركاء‪.‬‬

‫وهذا المبدأ من النظام العام لذلك فرنه ال يجوز أن يدرج في عقد الشــــركة ــــرط برعفاء أحد الشــــركاء من‬
‫مسؤوليته الشجصية عن ديونها‪.‬‬
‫‪ 2‬ــــ ـ أما المسـؤولية التضـامنية فيقصـد بها تضـامن الشـركاء في الوفاء بديون الشـركة بحيث في حالة عدم‬
‫كفاية أموالها فانه يجوز لدائنها أن يطالب أي واحد من الشــــركاء بالدينا أو أن يطالب به الشــــركاء مجتمعين‪ .‬وهذا‬
‫المبدأ كذلك من النظام العاما وهو من مستلزمات ركة التضامن لذلك فال يجوز استبعاد في عقد الشركة‪.‬‬

‫ويشـترط إلعمال مبدأ التضـامن أن يلبأ الدائن أن الدين خا بالشـركة وأن هذ األخيرة ال تقدرا أو ترفض‬
‫الوفـاء بـه‪ .‬ويجـب أن يتش ذلـك عن طريق توجيـه إنـذار إليهـا بـالوفـاءا أو تـ ســــيس ضــــمـانـات الوفـاء داخـل اللمـانيـة أيـام‬
‫الموالية لإلنذارا وذلك بواســـطة إجراء غير قضـــائيا وبقاء اإلنذار بدون جدوىا ما لش يمدد رئيس المحكمة باعتبار‬
‫قاضيا للمستعجالتا ذلك األجل لمدة واحدة مماثلة بناء على طلب من الشركة دالمادة ‪ 3‬فقرة ‪2‬ق ‪.‬‬
‫فرذا وفى أحد الشـــركاء دين الشـــركة كان له أن يرجع على اآلخرين بنصـــيبهش منه وإذا كان أحد الشـــركاء‬
‫معسرا تحمل عنه اآلخرون نصيبه كل بحسب حصته في الشركة‪.‬‬

‫ـ مدى مسؤولية الشريك الجديد‬


‫انطالقا من طبيعة ـركة التضـامن فرن المسـؤولية الشـجصـية والتضـامنية عن ديونها ترتبط بصـفة الشـريك‬
‫فيها‪ .‬لذلك فرن الشـــريك الجديد الذي ينضـــش إليها يسـ ـ ل عن كافة ديونهاا ولو كانأ قائمة قبل دخوله فيها‪1‬ا إال إذا تش‬
‫االتفاق على خالف ذلك بمقتضـى ـرط ـريح في العقدا وتش ـهر ذلك بصـفة قانونية‪ .‬وكذلك الشـ ن بالنسـبة للشـريك‬
‫القديش الذي يجرج من الشـركةا فهو يظل مسـؤوال عن الديون التي نشـ ت أثناء وجود بها‪ .‬أما تلك التي تنشـ بعد ذلك‬
‫فال مسؤولية عليه بش نهاا مادام قد تش هر انسحابه من الشركة بصفة قانونية ‪.2‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫تـسـمـيـة الـشـركــة‬
‫‪Dénomination sociale‬‬
‫كانأ ـركة التضـامن تعين في ظل النن القديش بعنوان يتكون من أسـماء جميع الشـركاء أو من اسـش واحد‬
‫منهش أو أكلر مع إضافة عبارة" و ركاؤ "ا وذلك لتعريف األغيار بالشركاء الذين يضمنون ائتمان الشركةا فكان هذا‬
‫العنوان يطر مشــكال عند كلرة الشــركاء من حيث أنه ال يمكن إدراج أســمائهش جميعا فيه في حين أن االكتفاء بردراج‬
‫اســش واحد ال يمكن األغيار من التعرف على الوضــعية القانونية للباقين الذين يمكن أن يكونوا مجرد ــركاء مو ــين‪.‬‬
‫من هنا فقد ارت ى المشــرع إدخال تعديل جوهري على هذا المســتوى يقوم على تعيين الشــركة بتســمية عوب عنوان‬
‫مع إمكانية إقرانها باسـش ـريك أو أكلرا على أن تكون مسـبوقة أو متبوعة مبا ـرة بعبارة " ـركة تضـامن" دالمادة‬
‫‪ 4‬فقرة ‪1‬ق وبذلك يكون برمكان األغيار التعرف على وضعية الشركاء في الشركة من خالل تسميتها ‪.‬‬

‫من هذا الرأي كذلك شكري أحمد السباعي ــ مرجا سابق ص ‪ 387‬ــ راجا في رأي مخالف‪ :‬هشام فرعون ـ‬ ‫‪1‬‬

‫مبادئ القانون التجاري المغربي ‪ 1980‬مطبعة الكتاب ـ فاس ـ ‪ 365‬و ‪.366‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Ripert et Roblot op.cit. n° 833‬‬
‫‪32‬‬

‫هذاا وال يجوز إدراج اسش جن غريب في تسمية الشركةا وإال اعتبر ذلك احتياال من قبل الشركاء يعرضهش للمتابعة‬
‫الجنائيةا مع اعتبار الشجن الذي أدرج اسمه في العنوان مسؤوال عن ديون الشركة إذا تش ذلك برضا دم ‪3 /4‬ق‪.‬‬
‫ويجب أن تدرج تسمية الشر كة إضافة إلى مبلغ رأس المال والمقر االجتماعي ورقش القيد في السجل التجاري‬
‫في المحررات والرسائل والفاتورات واإلعالنات والمنشورات وكافة الوثائق الصادرة عن الشركة والموجهة لألغيار‬
‫دم ‪2/ 4‬ق وإال عوقب المجالف بغرامة بين ‪ 1000‬و‪ 5000‬درهش دم‪1/112 :‬ق‪.‬‬

‫المبحث اللالث‬
‫ـفـة "تاجر"‬ ‫اكـتسـا الشـريـك‬
‫لما كان الشــريك يعد مســؤوال ــجصــيا وتضــامنيا عن ديون ــركة التضــامن فرنه يعتبر كما لو أنه يزاول‬
‫التجارة بنفسـها لذلك فرنه يكتسـب ـفة "تاجر" بمجرد انضـمامه إليهاا سـواء ادرج اسـمه في تسـميتها أو الا وسـواء‬
‫تولى أعمال اإلدارة أو لش يتوالها ‪.‬‬
‫ويترتب على اعتبار الشريك تاجرا ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــــ أنه يجب أن يكون كامل األهليةا وإذا كان قا ـرا حصـل على التر ـيد فيجب أن يحصـل على إذن خا‬
‫بالدخول ــريكا متضــامنا ‪ .‬وهذا اإلذن يلزمه حتى ولو كان مرخصــا بتعاطي العمل التجاري عامة‪ .‬ذلك أنه ال يس ـ ل‬
‫عن ديونه فقط بل كذلك عن ديون اآلخرين‪ .‬فمسؤوليته أكبر مما لو كان يتعاطى التجارة منفردا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــــ يترتب على إعالن التصفية القضائية للشركة عند توقفها عن أداء ديونها إعالن التصفية القضائية‬
‫في حق كافة الشركاء فيها بسبب أن هؤالء يس لون مسؤولية جصية وتضامنية عن ديونها‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ ـ إعالن التصفية القضائية في حق أحد الشركاءا أو تحديد مجطط للتفويأ الكامل لتجارته بسبب توقفه‬
‫عن أداء ديون تجارته الجا ـــة ال يؤدي إلى إعالن التصـــفية القضـــائية للشـــركةا إال أن هذ األخيرة تنحل بقوة‬
‫القانون الختالل األســاس الذي تقوم عليه وهو االعتبار الشــجصــيا أي ما يتمتع به الشــريك من ائتمان وثقة ا ما لش‬
‫يقرر النظام األسـاسـي اسـتمرارها بين الشـركاء الباقينا أو يقرر هؤالء اسـتمرارها باإلجماع‪ .‬ونفس الشـيء يقال في‬
‫حالة ـدور حكش على أحد الشـركاء بالمنع من مزاولة مهنة تجارية أو برجراء يمس أهليته دالمادة ‪ 18‬ـــــ ‪ 1‬من‬
‫قانون الشركاتق‪.‬‬
‫‪ 4‬ــــ ـ ال يلزم الشـريك بمسـك محاسـبة وال بالقيد في السـجل التجاريا إال إذا كانأ له تجارة مسـتقلة‪ .‬ويكتفى‬
‫بدفاتر الشركة التي يظهر منها مركز كافة الشركاء‪ .‬كما يكتفى بقيد الشركة في السجل التجاري الذي من بين البيانات‬
‫المدرجة فيه أسماء كافة الشركاء فيها ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫عـدم قـابلـيـة حـصـة الـشريـك لالنـتـقـال‬
‫انطالقا من كون ــركة التضــامن تقوم على االعتبار الشــجصــي فرنه ال يمكن للشــريك فيها أن يتنازل عن‬
‫حصـته سـواء للغير أو ألحد الشـركاء اآلخرين إال بموافقة جميع الشـركاء‪ .1‬وهذ القاعدة من النظام العام لذلك فرنه ال‬
‫يجوز االتفاق على مجالفتها دالمادة‪16 :‬ق‪.‬‬
‫ويالحظ أن كل نقل للحصن يجب أن يلبأ في محرر مكتو ا وأن يتش إيداعه وتسجيله ونشر دالمادة‪ 16‬فقرة‪1‬‬
‫ق داخل ‪ 30‬يوما من تاريخ العقد دالمادة‪ 95‬و‪ 96‬و‪97‬ق وإال فال أثر له في مواجهة الغير دالمادة ‪ 16‬ـ فقرة ‪2‬ق‪.‬‬
‫وإذا كانأ الشــــركة تن قضــــي مبدئيا بوفاة أحد الشــــركاءا فانه ليس هناك ما يمنع من أن يتفق هؤالء على‬
‫استمرارها مع ورثة الشريك المتوفىا أو استمرارها بين الشركاء الباقين على قيد الحياة دالمادة ‪ 17‬فقرات ‪ 1‬و ‪2‬ق‪.‬‬
‫إال أنه إذا كان من بين الورثة قا ـر غير مر ـد ا وتقرر اسـتمرار الشـركة فرنه ال يسـ ل عن ديون الشـركة‬
‫إال في حدود نصــيبه من تركة مورثه‪ .‬ويجب في هذ الحالة أن تحول الشــركة في خالل ســنة من الوفاة إلى ــركة‬
‫تو ية يكون فيها القا ر ريكا مو يا ا وإال وجب حلها دالمادة ‪ 17‬فقرة ‪7‬ق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Buttet, Cession de parts de société en nom collectif - Bull. Joly -1991-889‬‬
‫‪33‬‬

‫الفرع اللانـي‬
‫ــركــــة التــضــامــن‬ ‫تـ سـيـس‬
‫يجضـع ت سـيس ـركة التضـامن إلى األحكام العامة لت سـيس الشـركات التي رأيناها سـابقا باإلضـافة إلى بعض‬
‫األحكام الجا ـةا تتعلق بعقد الت سـيس حيث يجب أن تؤسـس بمقتضـى عقد مكتو سـواء كان رسـميا أو عرفيا‪ .‬ويجب‬
‫أن يكون النظام األساسي دالعقدق مؤرخا وأن يتضمن البيانات التاليةا وكل ذلك تحأ طائلة البطالن دالمادة ‪5‬ق‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أسماء الشركاء وموطنهش وإذا تعلق األمر بشجن معنوي ‪ :‬تسميته ا و كله ومقر ‪.‬‬
‫ركة التضامن‬ ‫‪ 2‬ـ إنشاء الشركة في كل‬

‫‪ 3‬ـ تسمية الشركة ا وغرضها ومقرها االجتماعي‬


‫‪ 4‬ـ مبلغ رأس المال ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ حصة كل ريك ا وبيان قيمتها إذا كانأ حصة عينية ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ نصيب كل ريك ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ مدة الشركة ‪.‬‬

‫الحية إلزام الشركة‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ أسماء وموطن الشركاء أو االغيار الذين لهش‬
‫‪ 9‬ـ كتابة ضبط المحكمة التي سيودع بها النظام األساسي‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ إمضاء كل ريك‪.‬‬
‫وهذ ليسأ إال البيانات اإللزامية التي يتوقف عليها حة عقد الت سيسا لذلك فال مانع من أن يضيف إليها‬
‫الشـركاء ما يرغبون فيه من بيانات تتعلق بالنظام األسـاسـي للشـركةا أو بمسـطرة توزيع األربا ا أو بتوزيع المهام‬
‫بين الشركاءا أو بانتقال الحصنا أو بغير ذلك‪.‬‬

‫الفرع اللالث‬
‫إدارة ركـــة التضامـــن‬
‫نن القانون الجديد للشـــركات على بعض الضـــوابط الجديدة تتعلق بطريقة إدارة ـــركة التضـــامن قصـــد‬
‫المشـرع من خاللها تفادي حصـول التعلر على هذا المسـتوىا وضـمان حقوق كافة الشـركاءا وإحكام طريقة التسـيير‬
‫لتجنب الجالفات بين الشركاءا أو إطالق يد المسير في تسيير الشركة‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫الجهـة المكلفة بتسييـر الشركـة‬
‫تقوم الشركة ب عمالها بواسطة مسيرها في حالة تعيينها وإال فرنها تسير من قبل جميع الشركاء‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫تعــيــيــن الـمـسيـــر وعــــزلــه‬
‫أوال ـ تعيين المسير‬
‫إما أن يعين المســير في النظام األســاســي فيســمى "المســير النظامي" أو بمقتضــى اتفاق مســتقل فيســمى‬
‫"المسير االتفاقي"‪ .‬وفي الحالتين إما أن يكون من الشركاء أو من األغيار‪.‬‬
‫فرذا جرى تعيين المسـير في النظام األسـاسـي للشـركة نفسـها أي في عقد ت سـيسـها أو بمقتضـى تعديل يدخل‬
‫عليه بعد ذلك فرنه يعتبر جزءا منها وعنصرا من عنا ر نظامها األساسي لذلك فيجب أن يحصل برجماع الشركاء‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫أما إذا جرى التعيين بمقتضـى اتفاق مسـتقلا كما يحصـل في الغالب عند تغيير المسـير أثناء الحياة االجتماعية‬
‫للشركةا فرما أن يكون النظام األساسي قد نظش ذلك التعيينا وإال فرنه يجب أن يتش برجماع الشركاء ‪.‬‬
‫وبطبيعة الحالا سـواء تش التعيين بمقتضـى تعديل يدخل على النظام األسـاسـي أو بمقتضـى اتفاق مسـتقلا فرنه‬
‫يجب هر قرار التعيين وفق نفس إجراءات الشهر التي رأيناها سابقا‪.1‬‬
‫‪2‬‬ ‫ثانيا ـ عزل المسير‬
‫تجتلف روط العزل حسب ما إذا كان المسير من الشركاء أو من األغيار‪.‬‬
‫فرذا كان من الشـركاء وكان معينا في النظام األسـاسـيا فرنه ال يمكن أن يتقرر عزله إال برجماع باقي الشـركاءا‬
‫أي من دون حاجة إلى موافقته هو دالمادة ‪14‬ـــ فقرة ‪1‬ق إال أنه يترتب على هذا العزل حل الشركة بقوة القانونا إال‬
‫إذا كان اســتمرارها مقررا في هذ ا لحالة بمقتضــى النظام األســاســيا أو قرر باقي الشــركاء اســتمرارها فيما بينهش‪.‬‬
‫ويمكن للمسير المعزول آنذاك أن ينسحب من الشركةا ويطلب استرجاع حقوقه فيها دالمادة ‪ 14‬فقرة ‪2‬ق‪.‬‬
‫وإذا كان المسـير الشـريك معينا بمقتضـى اتفاق مسـتقل عن النظام األسـاسـيا فرما أن يكون هذا األخير قد نظش‬
‫روط عزله حيث يجب عندئذ التقيد بهاا وإال فرنه يشترط توفر إجماع باقي الشركاء دالمادة ‪14‬ـ فقرة ‪3‬ق‪.‬‬
‫أما إذا كان المســـير من األغيار فيجب أن يعزل وفق الشـــروط المحددة في النظام األســـاســـيا وإال فبقرار‬
‫ألغلبية الشركاء دالمادة ‪ 14‬ـ فقرة ‪4‬ق ‪.‬‬
‫وإذا لش يكن العزل يســتند إلى ســبب مشــروع فرنه يجوز للمســير المعزول أن يطالب بالتعويض عن الضــرر‬
‫الذي لحقه نتيجة ذلك دالمادة ‪14‬ــــــ فقرة ‪5‬ق وأســبا العزل المشــروعة كما حددها الفصــل ‪ 1030‬من ق ل ع ســوء‬
‫اإلدارةا والجالفات الجطيرة بين المسـيرين في حالة تعددهش ا واإلخالل الجسـيش الواقع من المدير في أدائه لمهامه أو‬
‫استحالة قيامه بتلك المهام‪.3‬‬

‫المطلب اللانـي‬
‫عـــدم تسـمـيـة الـــمــسيـــر‬
‫إذا لش يعين الشـــركاء مســـيرا إلدارة الشـــركة فرن حق اإلدارة يعود عندئذ إليهش مجتمعين دالمادة ‪6‬ق ويطلق‬
‫على الشـركة في هذ الحالة ـركة العنانا فيمكن لكل ـريك أن يجري أعمال اإلدارةا ويحق لكل واحد من اآلخرين أن‬
‫يعترب على أية عملية قبل إجرائها دالمادة ‪ 7‬فقرة ‪2‬ق ما لش ينن عقد الشركة على خالف ذلك‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫ـالحـــيــات الـمــــسيـــــر‬
‫أ ــبح المتصــرفون في كافة الشــركات التجارية يســتمدون ســلطاتهش في ظل القانون الجديد للشــركات من‬
‫القانون مبا ـرة‪4‬ا ولش يعودوا يعتبرون وكالء عن الشـركة كما كان الشـ ن في السـابقا لذلك فقد قرر القانون للمسـير‬
‫الحية القيام بجميع األعمال الضرورية لتسيير الشركة وفقا للغرب الذي أنشئأ من أجله دالمادة ‪ 7‬ــ فقرة ــ ‪1‬ق إال‬
‫إذا كانأ ـالحياته محددة في عقد الت سـيسا أو في عقد الحقا حيث يمنع عليه عندئذ الجروج عن تلك الصـالحياتا‬
‫وإال عرب نفسه للمسؤولية في مواجهة الشركاء‪ 5‬دالمادة ‪ 8‬ـ فقرة ـ ‪4‬ق‪.‬‬
‫أما في مواجهة الغير فتلزم الشـركة بكافة أعمال المسـير التي تدخل ضـمن غرضـهاا وال يمكنها أن تحتج في‬
‫مواجهته ب حكام النظام األسـاسـي التي تحد من سـلطات المسـير‪ 6‬دالمادة ‪ 8‬فقرة ‪ 1‬و ‪3‬ق‪ .‬ويرجع السـبب في إقرار هذ‬
‫القاعدة إلى رغبة المشـرع في حماية األغيار من المتعاملين مع الشـركة وإلى ضـمان اسـتقرار المعامالتا بالنظر إلى‬
‫أن األغيار عندما يتعاملون مع المسـير فذلك على أسـاس أنه يملل الشـركةا وليس من المنطقي أن نطالبهش في كل مرة‬

‫‪ 1‬إذ في الحالتين يتم اإليداع في السجل التجاري عن طريق اإلدالء بمحضر تعيين المسير المسيرين الجدد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪J.L. Aubert, La révocation des organes d'administration des sociétés commerciales,‬‬
‫‪R D C 1968 – 977 ; M.Rémond , La révocation du gérant .... Rev. stés. 1972 – 421‬‬
‫‪3‬‬
‫‪R. Baillod, Le " juste motif" de révocation des dirigeants sociaux, R D C 1983 .‬‬
‫‪1‬‬
‫‪J.F Bulle, Le statut du dirigeant de société, La villeguerin Editions, 1989.‬‬
‫‪Martin , les pouvoirs des gérants des sociétés de personnes R D C 1973 – 185.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬راجا في تطبيق ذلك‪ :‬قرار محكمة االستفناف التجارية بفاس‪ ،‬رقم ‪ 365‬بتاريخ ‪ ،2007/03/01‬في الميف عدد‪ ،06/971:‬قرارات محكمة‬
‫االستفناف التجارية بفاس لسنتي ‪ ،2007/2006‬موزعة عيى قرص مضغوط‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫أن يت كدوا من أنه ي تصـــرف في إطار الصـــالحيات المجولة له لما في ذلك من عرقلة للمعامالتا ولصـــعوبة ذلك من‬
‫الناحية العملية‪.‬‬
‫ويمنع على الشـركاء من غير المسـيرين التدخل في أعمال اإلدارة‪ .‬وال يجوز لهش أن يعترضـوا على األعمال التي‬
‫يجريها المسير إال إذا تجاوزت حدود العمليات التي هي محل الشركة ا أو تضمنأ مجالفة واضحة للعقد أو القانون‪.‬‬

‫وإذا تعدد المســيرونا وكان العقد ال يحدد ــالحيات كل واحد منهشا أو ال يحدد طريقة اتجاذ القرارات فيما‬
‫بينهشا فرن لكل واحد منهش أن يقوم ب ي عمل تسـيير فيه مصـلحة الشـركة ا ولكل واحد من اآلخرين حق التعرب على‬
‫أية عملية قبل إبرامها دالمادة ‪ 7‬ـ فقرة ‪2 :‬ق‪.‬‬
‫وال يحق للمسـير منافسـة الشـركة عن طريق القيام بنشـاط مماثل لنشـاطهاا ما لش يحصـل على موافقة بذلك من‬
‫باق ي الشـركاء‪ .‬كما أن كل اتفاقية بينه وبين الشـركة يجب أن يحصـل بشـ نها على إذن سـابق من الشـركاء دم ‪ /7‬فقرة ‪3‬‬
‫و ‪4‬ق‪.‬‬
‫وعلى العموم فرنه ال يســوغ للمســير أن يجري أي تصــرف يتجاوز حدود ــالحياتها وعليه أن يبدل في‬
‫تدبير مصـالح الشـركة عناية الرجل المتبصـر حي الضـمير وإال كان مسـؤوال بصـفة فردية أو بالتضـامن ــــ ـ في حالة‬
‫تعدد المسيرين ـ تجا الشركاء عما أجرا من أعمال مجالفة للقانون أو للنظام األساسيدالمادة ‪ 8‬الفقرة ‪4‬ق‪.‬‬

‫المبحث اللالث‬
‫الحيـات الشركـاء غـير المسيريـن‬
‫إذا كان يمنع على الشــركاء من غير المســيرين التدخل في أعمال اإلدارةا فرنهش يتمتعون ببعض الصــالحيات‬
‫األسـاسـية التي تتعلق بسـير الشـركة‪ .‬منها إعطاء اإلذن في ـ ن بعض أعمال التسـيير التي ينن عليها النظام األسـاسـي‬
‫في حالة وجودهاا وتعيين المسير وعزله وتعديل النظام األساسي‪ .‬وعلى الجصو المصادقة على الموازنة السنويةا‬
‫ومراقبة مالية الشــركة ومراقبة تســييرها‪ .‬وتتجذ القرارات بش ـ ن كل ذلك باإلجماع ما لش ينن النظام األســاســي على‬
‫خالف ذلك بالنسبة لبعض القرارات دالمادة ‪1-9‬ق‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫المصادقة على الموازنة السنوية‬
‫هذ من األمور األســـاســـية التي نظمها القانون الجديد للشـــركات بعد أن كانأ في الســـابق متروكة التفاق‬
‫الشـركاء‪ .‬ولقد سـعى المشـرع من خالل ذلك إلى إحكام طريقة التسـيير لتجنب إطالق يد المدير فيه ا ولتجنب الجالفات‬
‫بين الشركاء التي من نها أن تعصف بالشركة‪.‬‬

‫وهكذا فقد اسـتوجب القانون عرب تقرير التسـييرا والجرد والقوائش التركيبية للسـنة المحاسـبية المعدة من طرف‬
‫المسـيرين على مصـادقة جميع الشـركاء في أجل سـتة أ ـهر من تاريخ اختتام السـنة المحاسـبيةا ويجب أن يحصـل ذلك‬
‫مبدئيا في جمعية عامة تعقد لهذا الغربا إال أن المشـرع أجاز أن يتش ذلك عن طريق اسـتشـارة الشـركاء كتابةا حيث‬
‫يجب عندئذ أن يضمن ذلك في محضر يوقعه المديرا ويرفق به جوا كل ريك دالمادة ‪ 10‬ـ الفقرة ‪1‬و ‪7‬ق ‪.‬‬
‫ويجـب أن يبلغ تقرير التســــيير والجرد والقوائش التركيبيـة وكـذا القرارات المقترحـةا وعنـد االقتضــــاء تقرير‬
‫مراقب أو مراقبي الحســـابات إلى الشـــركاء ‪ 15‬يوما على األقل قبل انعقاد الجمعية العامة‪ .‬كما يجب أن يوضـــع الجرد‬
‫رهن إ ارتهش بمقر الشركة ضمن نفس األجل دم ‪ /10‬فقرة ‪ 2‬و ‪3‬ق‪.‬‬
‫ويجب أن تلبأ مداولة الشركاء في محضر يبين فيه تاريخ ومكان االجتماع ا واألسماء الشجصية والعائلية‬
‫للشــركاء الحاضــرينا والتقارير المعروضــة للمناقشــةا وملجصــا للنقاشا ونن مشــاريع القرارات المعروضــة على‬
‫التصـويأا ونتيجة التصـويأ‪ .‬ويجب أن يوقع المحضـر من طرف كافة الشـركاء الحاضـرين دالمادة ‪ 10‬فقرة ‪ 4‬و ‪5‬ق إال‬
‫‪36‬‬

‫أنه يالحظ أنه إذا كان التســـيير يتش من قبل كافة الشـــركاء فرنه ال يعرب على موافقتهش وفق الضـــوابط الســـابقة إال‬
‫القرارات التي يتجاوز غرضها السلطات المعترف بها للمسيرين دالمادة ‪6 /10‬ق‪.‬‬
‫فرذا لش تتش المداوالت بشـ ن تقرير التسـيير والجرد والقوائش التركيبية وفق الضـوابط السـابقة جاز لكل ـريك‬
‫طلب إبطالها د المادة ‪8-10‬ق ‪.‬‬

‫ولقد نن المشــرع على معاقبة المســيرين بغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 000.40‬درهشا إذا لش يعدوا بالنســبة لكل‬
‫سنة محاسبية الجردا والقوائش التركيبية وتقرير التسيير دالمادة‪109 :‬ق‪.‬‬
‫ونن على معـاقبتهش كـذلـك بغرامـة من ‪ 2000‬إلى ‪ 20.000‬درهش إذا لش يقوموا بـدعوة الجمعيـة العـامـة‬
‫للشــركاء لالنعقاد داخل أجل ســتة أ ــهر من تاريخ اختتام الســنة الماليةا أو لش يعرضــوا لمصــادقة الجمعية المذكورة‬
‫الجرد والقوائش التركيبية وتقرير التسيير دالمادة ‪ 110‬فقرة‪2 :‬ق‪.‬‬

‫كمــا نن على معــاقبتهش بغرامــة من ‪ 2000‬إلى ‪10.000‬درهش إذا لش يقوموا ‪ 15‬يومــا قب ـل تــاريخ انعقــاد‬
‫الجمعية العامة بتوجيه القوائش التركيبية وتقرير التســييرا ونن التو ــيات المقترحةا وعند االقتضــاء تقرير مراقبي‬
‫الحسابات إلى الشركاء د المادة ‪111‬ق‪.‬‬
‫ولقد نن أخيرا على معاقبة المســيرين الذين يقدمون للشــركاء قوائش تركيبية ال تعطي ــورة ــادقة عن‬
‫نتائج السـنة الماليةا وعن الوضـعية المالية للشـركة بغية إخفاء الوضـعية الحقيقية عنهش بالحبس من ـهر إلى سـتة‬
‫أ هرا وبغرامة من ‪ 10.000‬إلى ‪ 100.000‬درهش أو برحدى هاتين العقوبتين دالمادة ‪ 107‬ـ فقرة‪ 1‬و ‪2‬ق‪.‬‬
‫وجميع هذ العقوبات تضاعف في حالة العود دالمادة ‪1 /101‬ق‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫مراقبة تسيير الشركة وماليتها‬
‫انطالقا من طبيعة وضـعية الشـركاء ضـمن ـركة التضـامنا حيث أنهش يسـ لون مسـؤولية ـجصـية وتضـامنية‬
‫عن ديونها ا فرن لهش حق مراقبة أعمال المســـيرا أو المســـيرين في تســـييرها ‪ .‬غير أنه تفاديا لعرقلة عمل المســـير‬
‫بالتدخل المتكرر واالعتباطي من قبل الشـركاء في ـؤون التسـييرا وتفاديا لكل خالف بين الشـركاء على هذا المسـتوى‬
‫نظش القانون الجديد للشـــركات كيفية ممارســـة الشـــركاء لهذ المراقبةا ف عطاهش الحق في االطالع مرتين في الســـنة‬
‫بمسـاعدة مسـتشـار بمقر الشـركة على الدفاترا والجرد والقوائش التركيبيةا وتقرير التسـيير وتقرير مراقبي الحسـابات‬
‫إن وجدواا ومحاضــر الجمعياتا ووضــع أســئلة كتابية حول تســيير الشــركة على المســير أو المســيرين اإلجابة عليها‬
‫كتابة كذلك ‪ .‬كما يمكنهش الحصول على نسجة من كل ذلك ما عدا الجرد دالمادة ‪11‬ق‪.‬‬
‫وقد دعش المشــرع هذا الحق بالنن على معاقبة المســيرين الذين ال يضــعون رهن إ ــارة الشــركاء الوثائق‬
‫المشار إليها أعال بغرامة من ‪ 2000‬إلى‪ 20.000‬درهش دالمادة ‪ 110‬ـ فقرة ‪1‬ق‪.‬‬
‫وفضال عن ذلك فقد أعطى القانون لكل ريك ــ أو مجموعة ركاء ــ مهما كان مقدار مساهمته في رأس‬
‫المالا أن يطلب من رئيس المحكمة بصفته قاضيا للمستعجالت أن يعين مراقبا أو أكلر للحسابات دالمادة ‪ 12‬ـ ـ ‪3‬قا‬
‫وذلك إلجراء تدقيق في حسابات الشركة للت كد من سالمتها ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫تعيين مراقبين للحسابات في بعض ركات التضامن‬
‫سـعى المشـرع كذلك من خالل القانون الجديد للشـركات إلى دعش المراقبة المالية للشـركة بتبني نظام مراقبي‬
‫الحسابات المعهود في ركات المساهمة وإدخاله إلى ركة التضامن‪.‬‬

‫وهكذا فرنه قد أجاز لكافة ـركات التضـامن أن يعين الشـركاء فيها باألغلبية مراقبا أو أكلر للحسـابات لتولي‬
‫مراقبة مالية الشركة دالمادة ‪12‬فقرة ‪1‬ق‪.‬‬
‫كما أنه جعل ذلك التعيين إلزاميا بالنسبة لشركات التضامن التي يتجاوز رقش أعمالها السنوي خمسين مليون‬
‫درهش دون اعتبار الضرائب دم ‪2/12‬ق‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫ويجضع مراقبو الحسابات في ركة التضامن لنفس القواعد التي يجضع لها مليليهش في ركات المساهمة‬
‫كما سنرى الحقا‪.‬‬

‫الفصل اللاني‬
‫ـركـة الـتو ـيـة الـبسـيـطـة‬
‫‪La société en commandité simple‬‬
‫ركات التو ية نوعان ‪ :‬تو ية بسيطة وتو ية باألسهش ‪:‬‬
‫ـركة التو ـية البسـيطة هي من ـركات األ ـجا إذ أن ـجصـية جميع الشـركاء فيها هي محل اعتبارا فال‬
‫يجوز ألي منهش أن يتنازل عن حصته إلى الغير إال بموافقة باقي الشركاء‪.‬‬
‫أما ــركة التو ــية باألســهش فهي من ــركات األموال إذ أن ــجصــية الشــريك المو ــي فيها ليســأ بذات‬
‫اعتبارا فيستطيع بالتالي أن يتنازل عن حصته إلى الغير دون حاجة لموافقة باقي الشركاء‪.‬‬
‫وما يعنينا نحن هنا هي ركة التو ية البسيطة‪.1‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف وت سيس ركة التو ية البسيطة‬
‫المبحث األول‬
‫التعريف بشركة التو ية البسيطة‬
‫ـركة التو ـية البسـيطة ـركة تجارية بشـكلها تت سـس بين ـريكين ف كلر أحدهما على األقل ـريك متضـامن‬
‫يسـ ل بصـفة غير محدودة وعلى وجه التضـامن عن ديون الشـركةا وآخر على األقل ـريك مو ـى ال يسـ ل عن ديونها‬
‫إال في حدود حصته في رأسمالها‪.‬‬
‫من هنا تشـــبه ـــركة التو ـــية البســـيطة كليرا ـــركة التضـــامن من حيث أنها تضـــش إلى جانب الشـــركاء‬
‫المتضــامنين فئة من الشــركاء المو ــين‪ .‬وإذا كانأ وضــعية الشــركاء المتضــامنين فيها هي نفس وضــعية الشــركاء‬
‫المتضـامنين في ـركة التضـامن من حيث المسـؤولية الشـجصـية والتضـامنية عن ديون الشـركة بما يترتب عليها من‬
‫فة "تاجر" والحق في اإلدارةا فرن الشركاء المو يين فيها يكتفون بتقديش رأس المالا‬ ‫نتائج على مستوى اكتسا‬
‫وال يقومون ب ي عمل من أعمال اإلدارةا وال يسـ لون عن ديون الشـركة إال في حدود حصـتهش في رأس المالا فيترتب‬
‫على ذلك أنهش ال يكتسبون فة "تاجر"ا وال تدخل أسماءهش في تشكيل تسمية الشركة‪.‬‬
‫لذلك فرذا كان دور الشـركاء المو ـيين في ـركة التو ـية البسـيطة هو دور الرأسـمالي الممول الذي يكتفي‬
‫بالمجاطرة ب مواله دون تحمل أية مسـؤولية في اإلدارة والتسـيير ا فرن دور الشـركاء المتضـامنين هو القيام بتشـغيل‬
‫ذلك المال واستلمار وتحمل أعباء اإلدارة والتسيير بما يترتب على ذلك من مسؤولية ‪.‬‬
‫وإذا كان هذا النوع من الشـركات قد انتشـر في البداية لما يتيحه لأل ـجا من إمكانية التعاطي لألعمال‬
‫التجارية دون أن يؤدى ذلك إلى مســؤوليتهش فيما يتجاوز حدود ما قدمو من رأســمال ـــــ ـ حيث يســتطيع أ ــحا‬
‫األموال الذين ليس لديهش الجبرة والدراية بالتجارة ا أو ال يمكنهش التفرغ أن يتشـــاركوا مع من يملك الجبرة والدراية‬
‫والتفرغ ولكن ليس لديه المال ــــــ فرن دورها قد قل كليرا بعد ظهور ـكل الشـركة ذات المسـؤولية المحدودة‪ 2‬التي‬

‫‪ 1‬أما شركة التوصية باألسهم ‪ ،‬فباعتبارها من شركات األموال‪ ،‬سوف ندرسها بعد شركة المساهمة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Dérrida- La société en commandité entre son passé et son avenir ,‬‬
‫‪(travaux du C.R.E.D.A)1983- Financement, capital et pouvoir dans l'entreprise : une nouvelle chance pour la‬‬
‫‪commandité – J C P 1984 édi. C.I. 14371‬‬
‫‪38‬‬

‫تجمع بين محاسـن ـركات األ ـجا و ـركات األموال كما سـنرى الحقا‪1‬ـــــ ومع ذلك فرن النظام الضـريبي الذي‬
‫أخضـعها له المشـرع قد حافظ لها على بعض أهميتها إذ أنها تجضـع لنظام الضـريبة العامة على الدخل‪ 2‬وال تجضـع‬
‫للضريبة على الشركات التي تجضع لها الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬

‫المبحث اللانـي‬
‫ت سيس ركة التو ية البسيطة‬
‫تجضـع ـركة التو ـية البسـيطة في ت سـيسـها إلى نفس أحكام ت سـيس ـركة التضـامن ا وهي تت سـس‬
‫بين ــريكين على األقل أحدهما متضــامن واآلخر مو ــى‪ .‬يضــاف إلى ذلك أن نظامها األســاســي يجب أن يتضــمن‬
‫فضال عن البيانات المتطلبة في النظام األساسي لشركة التضامن ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ النن على إنشاء ركة في كل ركة تو ية بسيطة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تحديد نصيب مبلغ أو قيمة حصن كل ريك متضامن أو مو ى على حدة في رأسمال الشركة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تحديد النصيب اإلجمالي للشركاء المتضامنينا ونصيب كل ريك مو ى في توزيع األربا وفي عائد التصفية‪.‬‬

‫الفرع اللاني‬
‫خصائن ركة التو ية البسيطة‬
‫تتميز ركة التو ية البسيطة ب حكام خا ة تميزها عن ركة التضامن وذلك من النواحي التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‬
‫تسمية الشركـــة‬
‫تتجذ ـركة التو ـية البسـيطة كذلك تسـمية لها تعين بها يمكن أن يضـاف إليها اسـش واحد أو أكلر من الشـركاء‬
‫المتضامنين دون المو ين على أن تكون مسبوقة أو متبوعة مبا رة بعبارة " ركة تو ية بسيطة" دم ‪22‬ق ‪.‬‬
‫وإذا ســمح الشــريك المو ــى بردراج اســمه في التســمية وكان عالما بذلكا فرنه يمكن أن تقوم مســؤولية‬
‫الشــجصــية والتضــامنية عن ديون الشــركة في مواجهة من يغتر بذلكا إال أنه يشــترط أن يكون ذلك الغير غير عالش‬
‫بحقيقة وضعية الشريك في الشركة‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫مسؤولية الشريك المو ى‬
‫على خالف الشـركاء المتضـامنين الذين يسـ لون عن ديون الشـركة مسـؤولية ـجصـية وعلى وجه التضـامنا‬
‫فرن الشـركاء المو ـين ال يسـ لون عن تلك الديون إال في حدود حصـتهش في رأسـمالهاا فرذا قاموا بتسـديدها للشـركة‬
‫برئأ ذمتهش تجاهها وتجا دائنيها د المادة ‪ 20‬ـ فقرة ‪3‬ق‪.‬‬
‫وينتج على هذا أن الشــريك المو ــى ال يكتســب ــفة تاجرا فرذا أعلن إفالس الشــركة لش يترتب على ذلك‬
‫إعالن إفالسـها وبالتالي يمكن للقا ـر الذي لش يبلغ بعد سـن الر ـدا ولأل ـجا الممنوعين من ممارسـة التجارة ألي‬
‫سبب كان أن يدخلوا ركاء مو ين في ركة التو ية البسيطةا ولكن ال يمكنهش أن يدخلوا فيها كشركاء متضامنين‪.‬‬

‫‪ 1‬من هنا فإن عدد ش ركات التوصية البسيطة قييل جدا في العمل‪ ،‬ففي سنة ‪ 1998‬مثال تم تأسيس حوالي ‪ 70‬شركة من هذا النوع ـ قارن ما‬
‫باقي الشركات ذات المسؤولية المحدودة ‪ 10917 :‬ـ التضامن ‪ 1406 :‬ـ المساهمة ‪ 1177 :‬ـ المصدر ‪:‬السجل التجاري المركزي‬
‫‪ 2‬إذ انطالقا من كونها شركة أشخا ص فإن المشرع أخضعها ليضريبة المفروضة عيى األشخاص‪ ،‬الطبيعيين شريطة أال يوجد بين شركا ها‬
‫أشخاص معنوية‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫المبحث اللالث‬
‫إدارة ركة التو ية البسيطة‬
‫يتولى إدارة ركة التو ية البسيطة الشركاء المتضامنون فقط وفق نفس أحكام إدارة ركة التضامنا دون‬
‫الشـــركاء المو ـــين الذين ال يجوز لهش أن يقوموا ب ي عمل من أعمال اإلدارة ولو كانأ لديهش وكالة‪ .‬فرذا خالفوا هذا‬
‫المنع قامأ مسؤوليتهش تجا الغير الذي قد ينجدع بسبب ذلك حول حقيقة وضعهش في الشركة دالمادة ‪25‬ق‪.‬‬
‫ومنع الشــركاء المو ــين من اإلدارة جاء نتيجة طبيعية لعدم مســؤوليتهش عن ديون الشــركة حتى ال يقوموا‬
‫بتصـرفات قد تؤدى إلى إلحاق الضـرر بالشـركة وبالشـركاء المتضـامنينا وحتى ال ينجدع المتعاملون مع الشـركة بتلك‬
‫اإلدارة فيطمئنوا إلى مسؤولية المو ين عن ديون الشركة ويدخلونها في الضمان العام لديونهش‪.‬‬
‫ويقصـد باإلدارة هنا ممارسـة األعمال الجارجية التي تجعل الشـريك على اتصـال بالمتعاملين مع الشـركةا أما‬
‫األعمال الداخلية التي ال تؤدي إلى ذلك االتصــــال فيجوز للشــــريك المو ــــي أن يقوم بهاا ومن ذلك المشــــاركة في‬
‫االجتماعات الداخلية للشـركة والمتعلقة بتنظيش ـؤونها ملل تعيين أو عزل المديرينا أو االطالع على سـجالت الشـركة‬
‫والقيام ب عمال المراقبةا والترخين للمديرين فيما يتجاوز حدود ــــالحياتهش والقيام ب عمال المحاســــبة وباألعمال‬
‫الفنية وما إلى ذلك‪.‬‬
‫وتسـير الشـركة وفق نفس طريقة تسـيير ـركة التضـامن‪ .‬يضـاف إلى ذلك أن جمعية لكل الشـركاء تنعقد بقوة‬
‫القانون كلما طلب ذلك ـريك متضـامنا أو ربع الشـركاء المو ـين من حيث العدد ورأس المال ‪ .‬وتتجذ القرارات وفق‬
‫الشروط التي يحددها النظام األساسي دالمادة‪24‬ق‪.‬‬
‫وللشـركاء المو ـين حق االطالع ا في كل وقأا على الدفاتر والجردا والقوائش التركيبية ا وتقرير التسـييرا‬
‫وتقرير مراقبي الحسـابات ا ومحاضـر الجمعيات المتعلقة بالسـنوات المحاسـبية اللالث األخيرة ا وحق وضـع أسـئلة‬
‫كتابية في ن التسيير على المسيرين الذين يلزمهش اإلجابة عليها كتابة أيضا دالمادة ‪26:‬ق‪.‬‬
‫هذاا وكل تعديل للنظام األســاســي ال يمكن أن يتش إال برضــا جميع الشــركاء المتضــامنينا وب غلبية الشــركاء‬
‫المو ين من حيث العدد ورأس المالا ما لش ينن النظام األساسي على أغلبية أقل دالمادة ‪28‬ق‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫انـتـقـال الـحـصــن‬
‫يتطلب انتقال الحصــن مبدئيا موافقة جميع الشــركاء نظرا لالعتبار الشــجصــي الذي تقوم عليه ــركة‬
‫التو ية البسيطة ا غير أن المشرع أجاز تضمين النظام األساسي الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حرية انتقال أنصبة الشركاء المو ين فيما بين جميع الشركاء‪.‬‬

‫‪ 2‬ــــ إمكانية تفويأ أنصبة المو ين إلى االغيار برضا جميع الشركاء المتضامنينا وأغلبية المو ين من حيث‬
‫العددا ورأس المال‪.‬‬
‫‪ 3‬ــــ إمكانية تفويأ الشريك المتضامن لجزء من أنصبته لشريك مو ى أو للغير بموافقة جميع الشركاء المتضامنين‬
‫وأغلبية المو ين من حيث العدد والرأسمال دم‪27 :‬ق‪.‬‬
‫وفي حالة وفاة ـريك مو ـى فال ت ثير لذلك على اسـتمرار الشـركةا بجالف ما لو توفي ـريك متضـامن حيث‬
‫تنطبق هنا المقتضـيات المتعلقة بشـركة التضـامنا إال أنه في هذ الحالة إذا كان الشـريك المتوفى الشـريك المتضـامن‬
‫الوحيد في الشـركة ا وا ـترط اسـتمرار الشـركة مع ورثته وكان جميع هؤالء قا ـرين غير مر ـدينا وجب تعويضـه‬
‫بشـريك متضـامن جديدا أو تحويل الشـركة داخل أجل سـنة من الوفاة إلى ـكل آخر تحأ طائلة حلها بقوة القانون دم‬
‫‪29:‬ق‬

‫الفصل اللالـث‬
‫ـــركــة ا لـمـحـــا ــة‬
‫‪Société en participation‬‬
‫‪40‬‬

‫تكون ـركة المحا ـة نوعا ـاذا من الشـركات المنظمة في القانون الجديد للشـركات‪ .‬وهو ما سـيتبين لنا من‬
‫خالل التوقفا أوالا عند تعريفها وبيان خصــائصــها دفرع أولق وثانيا من خالل بيان كيفية ت ســيســها وإدارتها دفرع‬
‫ثانيق‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف ركة المحا ة وبيان خصائصها‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف ركة المحا ة‬
‫ــركة المحا ــة ــركة مســتترة ليســأ لها ــجصــية معنوية تنعقد بين ــجصــين أو أكلر القتســام األربا‬
‫والجسائر الناتجة عن نشاط تجاري يزاوله أحد الشركاء باسمه الجا دم‪ 88‬ركاتق‪.‬‬
‫فتتميز هـذ الشــــركـة بوضــــع ــــاد من حيـث أنهـاا أوالا وعلى خالف بـاقي الشــــركـات التجـاريـةا ال تتمتع‬
‫بالشـجصـية االعتبارية‪ .‬ذلك أن كيانها ينحصـر في العالقة بين الشـركاء‪ .‬فهي غير معدة الطالع الغير عليها‪ .‬إذ أنها ال‬
‫تكشف عن نفسها للجمهور بصفة رسمية عن طريق الشهر‪ .‬دون أن يعني ذلك بالضرورة عدم العلش بها‪.‬‬
‫وهي تعتبر من أبســط الشــركات التجارية على اإلطالق‪ .‬إذ أن القانون لش يتطلب في قيامها أي إجراء‪ .‬فهو لش‬
‫يشترط فيها كال معيناا ولش يقتض إ هارها وال اتجاذ تسمية لها‪.‬‬
‫وتتميز ــركة المحا ــةا ثانياا بكونهاا وعلى خالف باقي الشــركاتا ال تعتبر تجارية إال إذا كان غرضــها‬
‫تجاريا‪ .‬وهنا يالحظ أنه على خالف الوضـــع في ظل المدونة القديمةا حيث كانأ هذ الشـــركة تعتبر تجارية حتى ولو‬
‫قامأ بعمليات تجارية ســريعة مفردة ـــــ ـ وقد كان هذا هو األ ــل فيها إذ أنها في الغالب ما كانأ تنشــ للقيام ببعض‬
‫العمليات التجارية السـريعة والمفردة التي يجريها أحد الشـركاء باسـمها ولما تنتهي يقوم باقتسـام األربا مع ـريكه ـ‬
‫فـرنهـا في ظـل المـدونـة الجـديـدة يشــــترط العتبـارهـا تجـاريـة أن تزاول أحـد األنشــــطـة التجـاريـة على ســــبيـل االعتيـاد أو‬
‫االحتراف من هنا فال تعتبر تجارية في ظل النصـو الجديدة إال ـركات المحا ـة االحترافية أو ـبه االحترافية‪ .1‬أما‬
‫تلك التي تنش للقيام بعملية تجارية واحدة أو بعدة عمليات محدودة فتعتبر مدنية تجضع لقواعد القانون المدني‪.‬‬

‫وينطبق نظام ـركة المحا ـة على كل ـركة يقرر الشـركاء عدم قيدها في السـجل التجاري وعدم إخضـاعها‬
‫إلجراءات الشــهر ألي ســبب كانا وعلى كل ـركة تنشـ بفعل الواقع بين ــجصــين ف كلر من دون أن يتبع إجراءات‬
‫الشـهر بشـ نها‪. 2‬وملل هذ الشـركات منتشـرة في العمل‪ .3‬والصـورة الشـائعة منها مشـاركة تاجرين ف كلر في ـراء‬
‫ســلع معينة وإعادة بيعهاا وهي ممارســة ــائعة عندنا في المغر خا ــة في أســواق المزادات التقليدية ا إال أنه‬
‫يمكن تصـورها حتى في بعض األنشـطة العصـرية كما يحصـل عندما تتقدم مقاولة للمشـاركة في مناقصـة لأل ـغال‬
‫العمومية بعد أن تكون قد حصلأ على موافقة مقاوالت أخرى بالمشاركة في العملية ‪.‬‬

‫المبحث اللانـي‬
‫خـصـائـن ـركـة الـمـحـا ـة‬
‫تتميز ركة المحا ة بالجصائن التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ ـ أنها ركة مستترة‪ :‬ينحصر وجودها فيما بين الشركاء ا أما في مواجهة الغير فهي غير ظاهرة ا لذلك‬
‫ف عمالها تتش دائما باسـش الشـجن الذي يجريها ا فهو يوقع باسـمه ويلتزم بها ـجصـيا في مواجهة الغيرا أما فيما‬
‫بين الشركاء فالشركة قائمة لها رأسمالها وعلى كل واحد من الشركاء أن يفي بالتزاماته تجاهها‪.‬‬

‫‪ 1‬راجا ما قيناه بشأن معنى االعتياد واالحتراف‪ ،‬نظرية التاجر والنشاط التجاري ـ ص‪.87.‬‬
‫‪-Autèssèrre - Association en participation et sociétés de fait, Rev.stés. 1963 -241 - Dekuwer et Deffossez , 2‬‬
‫‪l'unification des sociétés civiles et commerciales: vers un droit commun? Les sociétés en participation, R T‬‬
‫‪D com. 1984 – 569‬‬
‫‪Tubiana et Peisse, Marchands de bien et banquier associés en participation ? Gaz Pal 1992-2 Doct 564 .3‬‬
‫‪41‬‬

‫‪ 2‬ـــ ـ أنها ال تتمتع بالشجصية المعنوية‪ :‬وهذا أمر طبيعي باعتبارها مستترة ا ويترتب على ذلك أنها ليسأ‬
‫لها ذمة مالية خا ــة بها ا وليس لها تســمية وال موطن وال جنســية ا وبالتالي فال يمكن ــهر إفالســها ا وإنما ــهر‬
‫إفالس الشجن الذي يقوم ب عمالها باسمه إذا توقف عن أداء ديونه ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن الحصن فيها ال تقبل االنتقال إلى الغير إال بموافقة جميع الشركاء وذلك ألنها من ركات األ جا‬
‫التي تقوم على االعتبار الشـجصـي ا كما أنها تنحل مبدئياا بقوة القانون في حالة وفاة أحد الشـركاء أو التحجير عليها‬
‫أو إسقاط األهلية التجارية عنها أو إعالن التصفية القضائية في حقها ما لش يتفق على خالف ذلك‪.‬‬

‫الفرع اللاني‬
‫ت سيس ركة المحا ة وإدارتها‬
‫المبحث األول‬

‫ركة المحا ـة‬ ‫ت سيس‬


‫أوال ـ كيفية ت سيسها‬
‫تت ســـس ـــركة المحا ـــة بمجرد حصـــول التراضـــي بين أطرافهاا واتفاقهش على غرضـــها وعلى حقوق‬
‫والتزامات كل واحد منهش وعلى ضـوابط تسـييرها دالمادة‪ 98-1‬ـركاتق ذلك أن المشـرع لش يشـترط فيها تنظيش عقد‬
‫مكتو ‪ .‬كما أنه لش يجضـعها إلجراءات الشـهر التي أخضـع باقي الشـركات إليها‪ .‬وعلى هذا يمكن إثبات وجودها بكافة‬
‫طرق اإلثبات المقبولة في المواد التجارية‪ 1‬ـ الدفاترا المراسالتا الشهادات والقرائن ـ دالمادة ‪ 88‬الفقرة ‪ 3‬ركاتق‪.‬‬

‫ثانيا ـ الوضع القانوني للحصن‬


‫باعتبار الشـركة ال تتوفر على الشـجصـية االعتباريةا إذ أنها ليسـأ لها ذمة مالية مسـتقلةا فرنه ال يمكن نقل‬
‫الحصــــن إليهـاا وبالتـاليا وما لش يتفق على خالف ذلك ا فرن كل ــــريك يحتفظ بملكيـة حصــــتـه دالمـادة ‪ 1-90 :‬ـ‬
‫ــركاتق وهذا ما يالحظ في الغالب بالنســبة للحصــن العينية التي غالبا ما يســلمها مقدمها إلى المدير على ســبيل‬
‫االنتفاع من أجل تحقيق غرب الشــــركةا ويحتفظ بملكيتها‪ .‬وفي هذ الحالة فرن المالك يكون ضــــامنا لتلك الحصــــة‬
‫ضـمان المؤجر للمسـت جرا ويكون له الحق في اسـتردادها بعينها عند تصـفية الشـركة ألي سـبب كان‪ .‬وإذا تعلق األمر‬
‫بحصــة نقدية ا فعلى مقدمها أن يدفعها إلى المســير عند البدء برجراء أعمال الشــركة‪ .‬وتعتبر عندئذ بملابة وديعة عند‬
‫هذا األخيرا فرما أن يســتعملها في تحقيق غرب الشــركة فتصــبح أمواال مشــاعة‪ 2‬دالمادة ‪ 3 –90‬ــركاتق يقتســش‬
‫الشـركاء األربا والجسـائر الناتجة عنها‪ .‬أوال تسـتعمل فيكون من حق ـاحبها أن يسـتردها‪ .‬وإذا أعلن إفالس المسـير‬
‫اعتبر مقدم تلك الحصة دائنا لها ودخل في التفليسة إلى جانب باقي الدائنين‪.‬‬
‫غير أنه في الغالب ما يتفق الشــــركاء على نقل ملكية الحصــــن إلى المســــيرا وحينئذ فرنها تعتبر أمواال‬
‫مشــاعة بينهش‪ .‬إال أنه في مواجهة الغير يتصــرف المســير على أنه المالك لتلك األموال‪ .‬ونفس الشــيء يقال بالنســبة‬
‫لألموال التي يكتســـبها الشـــركاء من جراء إعادة توظيف األموال المشـــاعة بينهش خالل مدة الشـــركة ‪ 3‬دالمادة ‪3-90‬‬
‫ـركاتق وما لش يوجد ـرط مجالف فرن األموال المشـاعة تظل على وضـعيتها هذ ا وال يمكن ألي ـريك أن يطلب‬
‫قسمتها قبل حل الشركة دالمادة ‪ 2.91‬ركاتق‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫ركة المحا ة‬ ‫إدارة‬
‫أوال ـ في العالقة مع األغيار‬
‫تسـير ـركة المحا ـة من قبل واحد أو أكلر من الشـركاء ا أو من قبل مسـير من غير الشـركاء يعين لهذا‬
‫الغرب‪ .‬ولقد أعطى القانون للشـركاء كامل الحرية في االتفاق على ـروط تسـيير الشـركة دالمادة ‪ 1-89‬ـركاتق ‪.‬‬

‫‪ 1‬محكمة االستفناف التجارية بفاس‪ ،‬القرار رقم ‪ ،630‬بتاريخ ‪ ،2007/04/12‬في الميف عدد ‪ ،06/758‬قرارات محكمة االستفناف التجارية بفاس‬
‫لسنتي ‪ ،2007/2006‬موزعة عيى قرص مضغوط‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪J.Derruppé, Le partage de la société en participation, Dr des sociétés, 1988, p 3.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪F.Dekeuwer , Deffosez, L'indivision dans les sociétés en participation, J C P,‬‬
‫‪1980 - I - 2970.‬‬
‫‪42‬‬

‫وســـواء كان المدير من الشـــركاء أو من الغيرا فرنه يجري كافة المعامالت المتعلقة بها باســـمه ا وهو الذي يكون‬
‫مســــؤوال عنها في مواجهة من تعاقد معه ا لذلك فرنه ال يمكن للدائنين الرجوع على بقية الشــــركاء حتى ولو كانوا‬
‫يعرفون بوجودهش وبقيام الشركة بينهش‪ 1‬دالمادة ‪3-89‬ق‪.‬‬
‫غير أنه إذا كشــف الشــركاء عن الشــركة إلى الغير وذلك عن طريق تصــرفهش علنا بصــفتهش ــركاء فرنهش‬
‫يس لون تجا الغير كشركاء متضامنين‪ 2‬دالمادة ‪ 89‬ـ ‪3‬ق‪.‬‬

‫ثانيا ـ في العالقات فيما بين الشركاء‬


‫تعتبر الشــــركـة قـائمـة في العالقـة فيمـا بين الشــــركـاءا ولهؤالء أن ينظموا بكـل حريـة تلـك العالقـات دون إخالل‬
‫بالقوا عد العامة اآلمرة الواردة في قانون االلتزامات والعقود والمتعلقة بالشــــركات دالمادة ‪1-89‬ق وفي غيا االتفاق‬
‫فرن األحكام المطبقة على ـركة التضـامن هي التي تضـبط تلك العالقات إذا كان غرب الشـركة تجاريا دالمادة ‪2-89‬ق‬
‫بما في ذلك ضرورة تقيد المسير بالصالحيات المحددة له في االتفاقيات التي يجريها مع األغيار وإال ما أمكنه االحتجاج‬
‫بها في مواجهة الشـركاء‪ .‬غير أنه إذا لش تكن ـالحياته محددة فرن كل تصـرف يجريه ضـمن غرب الشـركة يمكن أن‬
‫يحتج به اتجاههش‪.‬‬

‫ا لفصـل ا لـرابـع‬
‫ا لـشـركــة ذات المـسـؤوليـة الـمحـدودة‬
‫‪Société a responsabilité limitée‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريفـها وخصائـصهـا‬
‫المبحث األول‬
‫تعريفها وتطور تنظيمها القانوني‬
‫الشــركة ذات المســؤولية المحدودة ــركة تجارية بشــكلها تتكون من ــجن واحد أو أكلر ال يس ـ لون عن‬
‫ديونها إال في حدود حصصهش في رأس المالدالمادة‪ .1 - 44:‬ركاتق‪.3‬‬
‫من هنا فرن الجا ــية األســاســية للشــركة ذات المســؤولية المحدودة أن كافة الشــركاء فيها ال يس ـ لون عن‬
‫ديونها إال في حدود حصتهش في رأسمالها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪A Pécaud -L'Amezec , L'obligation des associés en participation envers les tiers, Rv. stés. 1990-567 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪PH. Pétel, La révélation aux tiers de la société en participation - J C P entrep. 1987. I 16369 - Yves Chartier‬‬
‫‪, Remarque sur la société en participation. R T D, com. 1979, 636.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Mohammed Ouzgane, Le nouveau droit des sociétés a responsabilité limitée, au Maroc, Publication de la‬‬
‫‪REMALD, série «Guide de gestion », n° 7, 2001.‬‬
‫‪43‬‬

‫وترجع األ ـول التاريجية لهذ الشـركة أللمانيا التي اسـتحدثتها بمقتضـى قانون ‪ 20‬مايو ‪ 1892‬قبل أن تدخل‬
‫إلى فرنســــا عبر منطقتي االلز اس واللورين من حيـث امتـد ــــداهـا إلى بـاقي منـاطق البالدا وهو مـا دفع بـالمشــــرع‬
‫الفرنسي إلى تبنيها وتنظيمها بمقتضى قانون ‪ 7‬مارس ‪. 11925‬‬
‫ومن القانون الفرنســي انتقلأ هذ الشــركة إلى القانون المغربيا وذلك بمقتضــى ظهير فاتح ــتنبر‪1926‬‬
‫الذي اكتفى باإلحالة بش ن تنظيمها على القانون الفرنسي لسنة ‪.1925‬‬
‫ولقد عرفأ الشــركة ذات المســؤولية المحدودة نجاحا كبيرا في اإلقبال عليها بســبب ما توفر لمنشــئيها من‬
‫ـفة " تاجر"ا‬ ‫امتيازات ال توجد في غيرها من الشـركات التجارية ‪ .‬فهي تسـمح لهش بالتعاطي للتجارة دون اكتسـا‬
‫وعلى الجصــو دون تحمل أية مســؤولية عن ديون الشــركة‪ .‬هذا إضــافة إلى بســاطة طريقة إنشــائها بالمقارنة مع‬
‫ــركة المســاهمة ــــــ التي تتطلب عددا كبيرا من الشــركاء د‪ 7‬في ظل النن القديشق وتجضــع في ت ســيســها لمراقبة‬
‫السلطات العمومية ــــ ناهيك عن أنها تسمح للشريك الرئيسي باالستئلار باإلدارةا وبامتــــالك سلطات واسعة في ذلك‬
‫من دون تحمل أية مســـؤولية عن ديون الشـــركة‪ .‬غير أن هذا النجا ما فت أن كشـــف عن العديد من المجاطر التي‬
‫أبانأ عنها الشركة في العمل سواء بالنسبة لألغيار أو بالنسبة للشركاء غير المسيرين‪ .‬فرقرار المسؤولية المحدودة‬
‫للشــركاء بشــكل مطلق فيه خ طورة كبيرة على األغيار من حيث أنه يســمح للمســير بالمجازفة أكلر من الالزم ب موال‬
‫الشـركة فيجاطرا من ثشا بضـمان الدائنين‪ .‬وفي حالة الفشـل يقتصـر األمر على إعالن إفالس الشـركة دون أن يمتد ذلك‬
‫إلى المسـير فتضـيع بذلك حقوق الدائنين‪ .‬وهذا انعكس سـلبا على هذا النمط من الشـركات ككل من حيث أنه قد أدى إلى‬
‫فقد اللقة فيما توفر من ضـــمان‪ :‬فضـــعف تبعا لذلك ائتمانها التجاري‪ .‬ومن هنا وجدنا أنه قد ـــاع في الممارســـة‬
‫ا ــتراط كفالة المســير لديون الشــركة‪ . 2‬فتعطلأ بذلك أهش ميزة توفرها الشــركة ‪ :‬المســؤولية المحدودة للشــركاء عن‬
‫ديون الشركة‪.‬‬
‫وبالنسـب ة للشـركاء غير المسـيرين أبانأ الممارسـة كذلك أنهش يوجدون في مركز ضـعيف داخل الشـركة التي‬
‫في الغالب ما يتحكش في مقاليدها ـريك مسـير واحد يسـت ثر بسـلطة القرار داخلهاا وقد يسـجرها لتحقيق مصـالحه على‬
‫حســـا حقوق باقي الشـــركاء‪ .‬هذا ناهيك عن أن النظام القانوني لألنصـــبة داخل الشـــركة كان يحكش على األنصـــبة‬
‫بالجمودا بحيث يظل الشـريك حبيس الشـركةا فال يسـتطيع التفرغ عن حصـته بمقابل مناسـبا وهذا يطر مشـكال آخر‬
‫في حالة الوفاة داخل الشركات العائلية التي بتوزع األنصبة المتكرر فيها بين الورثة يتضجش عدد الشركاء فيها‪.‬‬
‫من هــــنا فــــقد جاء ال قانون الجديد للشركات ــــ سيرا على نهج القانون الفرنسي‪ 3‬كذلكا ليعمل على إ ال‬
‫النظام القانوني للشــركة ذات المســؤولية المحدودة‪ .‬وتتملل المســتحدثات األســاســية لهذا القانون في تحســين وإحكام‬
‫نظام مراقبة الشـركة من قبل الشـركاء غير المسـيرين عن طريق إقرار عدة وسـائل للمراقبة لهش للحفاظ على حقوقهشا‬
‫وفي تحســـين نظام الحماية المقدم لألغيار ضـــمانا لحقوقهش انطالقا من مبدأ المســـؤولية المحدودة للشـــركاءا ومن‬
‫استحالة تعرف الغير على حقيقة رأس المال المعلن عنه‪.‬‬
‫ولقد استعمل القانون الجديد عدة آليات للتو ل إلى هذ األهداف أهمها‪:‬‬
‫‪ 1‬ــــــــ إمكانية عزل المدير حتى ولو كان نظاميا بقرار من أغلبية الشــــركاء الحائزين للالثة أرباع رأس المال ا مع‬
‫إخضاع المدير لنفس األحكام المطبقة على المتصرفين في باقي الشركات كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ ـ تبني نظام مراقبي الحسابات وإدخاله إلى الشركة ذات المسؤولية المحدودة إما بصفة إلزامية بالنسبة للشركات‬
‫التي يتجاوز رقش أعمالها الســنوي خمســين مليون درهشا أو بصــفة اختيارية بطلب من بعض الشــركاء أو بقرار من‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪De Sola Canizarès, La société a responsabilité limitée en droit comparé, Rev. Int. dr. comparé , 1950 p. 49‬‬
‫‪ 2‬محمد الحارتي ‪ :‬االلتزام الشخصي لمسيري الشركات حول ديونها التعاقدية في القانون الفرنسي والمغربي ـ رابطة القضاة العدد ‪ 15/14‬سبتمبر‬
‫‪ 1985‬ـ ص ‪. 7‬‬
‫‪D.Danet , Le dirigeant et l'omnibus, RTD com. 1994, 29 ; B.Bouloc, Le cautionnement du dirigeant de‬‬
‫‪société - Rev. Jurisp. com. 1992 - 137.‬‬
‫‪ 3‬تم ذلك أوال بمقتضى قانون ‪ 24‬يوليوز ‪ ، 1966‬ثم بمقتضى قانون ‪ 11‬يوليو ‪ 1985‬الذي أخذ بالشركة الفردية ذات المسؤولية المحدودة‬
‫ـ راجا بشأن ذلك ‪:‬‬
‫‪-Dérrupé, Le nouveau visage de la société a responsabilité limitée dans la loi du 24 juillet 1966 – Mélanges‬‬
‫‪Bréthe de la Gréssaye- 1967- p.177 ; Richard, caractéristiques comparées de S.A.R.L.( ancien et nouveau‬‬
‫‪régime) J C P 1966 édit. CI : 80060 et 80066 ; Hémard- Encycl.Dalloz – Rep. Sociétés –Vis – Responsabilité‬‬
‫‪limitée (société à) ; Venandet – Juriscl- soc. Fasc. 71 et s ; Maubru – Le nouveau droit des sociétés a‬‬
‫‪responsabilité limitée – 1985.‬‬
‫‪ 3‬تم ذلك بمقتضى القانون رقم ‪ 21.05‬القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 05.96‬المتعيق بشركات التضامن والتوصية والمسؤولية المحدودة‬
‫والمحاصة‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5400‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪.2006‬‬
‫‪44‬‬

‫‪ 3‬ـــــ فرب مسـطرة للت كد من نزاهة وجدية االكتتا في األنصـبة ومن أدائها الفعليا وهي نفس المسـطرة المتبعة في‬
‫إنشاء ركة المساهمة دون االلتجاء إلى االكتتا العام‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ ـ فرب حد أقصى لعدد الشركاء ــ ـ ‪ 50‬ريكا ــ ـ ت كيدا للطابع المغلق للشركة لتمييزها عن ركة المساهمة التي‬
‫تتميز بطابعها المفتو ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـــــ تبني ـكل الشـركة الفردية ذات المسـؤولية المحدودةا وهذا من أهش ما جاء به القانون الجديدا وذلك من ناحيةا‬
‫لمحاربة الشـركات الوهمية التي هي في حقيقتها مقاوالت فردية يصـبغ أ ـحابها عليها طابع الشـركة ذات المسـؤولية‬
‫المحدودة لالسـتفادة من المزايا التي يوفرها هذا النوع من الشـركات عن طريق إ ـراك ـريك وهمي فيهاا ومن ناحية‬
‫ثانية لوضع نمط جديد من الشركات يالئش المقاوالت الفردية الصغرى والمتوسطة يسمح أل حابها بتحديد مسؤوليتهش‬
‫عن ديون الشركة في مقدار رأس المال الذي خصصو لها مع فرب هيكلة معينة عليها تسمح بضمان حقوق االغيار‪.‬‬

‫‪ 6‬ــــ ـ تجفيض رأس المال الذي يمكن أن تنشـ به الشـركة إلى ‪ 10.000‬درهشا وقيمة األنصـبة التي يتوزع إليها رأس‬
‫المال إلى ‪ 10‬دراهش‪1‬ا من أجل تشــجيع المســتلمرين الصــغار على إنشــاء مقاوالت في ــكل ــركة ذات مســؤولية‬
‫محدودةا كتدبير يسعى من خالله المشرع إلى التعامل مع مشكلة البطالةا عن طريق التشجيع على التشغيل الذاتي‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫خصائن الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫الطابع المميز للشــــركة ذات المســــؤولية المحدودة عامة جمعها في نفس الوقأ بين خصــــائن ــــركات‬
‫األ جا و ركات األموال‪ .‬وتتملل هذ الجصائن في‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــــ أن الشـريك ال يسـ ل عن ديون الشـركة إال في حدود حصـته في رأس المالا وهذ من الجصـائن األسـاسـية‬
‫للشـركةا وقد أخذتها من ـركات األموال‪ .‬وبالنظر للجطورة التي تنطوي عليها هذ الجا ـية بالنسـبة لألغيارا فعلى‬
‫غرار ــركة المســاهمة أوجد المشــرع عدة آليات للمحافظة على حقوقهش ســنراها بعد قليلا كما أن الممارســة أفرزت‬
‫بعض وسـائل الحماية التي اهتدى إليها المتعاملون المهمون ـــــ ملل البنوك ـــــ تتملل في ا ـتراط كفالة المسـير لديون‬
‫الشركةا وهذا جعل هذ الشركة تقتر في العملا في كلير من الحاالتا من ركة التو ية‪.2‬‬
‫وتدخل بعض االســـتلناءات على هذا المبدأ تتملل في أن الشـــريك يكون مســـؤوال عن ديون الشـــركة في حالة‬
‫التصريح ببطالنها دم ‪92‬قا وفي حالة تقييش الحصن العينية ب كلر من قيمتها كما سنرى بعد قليل دم ‪53‬ق‪.‬‬

‫ويترتب على مبدأ المسـؤولية المحدودة للشـريك عدم اكتسـابه ـفة تاجرا حتى ولو تولى التسـييرا لذلك فرنه‬
‫إذا أعلن إفالس الشركة فرنه ال يترتب على ذلك إعالن إفالس الشركاء‪ .‬ومن هنا فرنه يكفي أن تتوفر في الشريك أهلية‬
‫التعاقد لالنضـــمام إلى الشـــركة ســـواء كان مغربيا أو أجنبيا‪3‬ا غير أنه إذا كان ســـيتولى التســـيير فيجب أن تتوفر فيه‬
‫األهلية التجارية كذلك‪.4‬‬
‫‪ 2‬ــــــ كما هو الشـ ن في ـركات األ ـجا ا فرن رأسـمال الشـركة يقسـش إلى حصـن يكتتب فيها الشـركاءا‬
‫ولهؤالء أن يفوتوها عن طريق حوالة الحق المدنية التي تقتضـــي لســـريانها تجا المدين والغير أن تبلغ رســـميا إلى‬
‫الشركةا أو تقبلها هذ األخيرة في محرر رسمي أو عرفي دالمادة ‪ 58‬ـ فقرة ‪ 2‬ـ ركاتق‪.‬‬
‫وحفاظا على االعتبار الشـــجصـــي في الشـــركةا فرن المشـــرع تطلب في انتقال الحصـــن إلى الغير موافقة الشـــركاء‬
‫الحائزين للالثة أرباع رأس المالا أما نقلها إلى أحد الشـركاء فلش يتطلب فيه المشـرع أية موافقةا وهذا أمر طبيعي ألن‬
‫ملل هذا االنتقال ال يغير ـريكا باخرا وإنما يغير توزيع الحصـن بين الشـركاءا غير أنه يمكن للشـركاء أن يتفقوا على‬
‫خالف ذلك في عقد الت سيس دم ‪ 58‬ـ‪1‬ق‪.‬‬
‫وتبعا لهذ الجا ــية فرن المشــرع منع الشــركة من طر أســهش لالكتتا العاما أو طر ســندات أو حصــن‬
‫ت سيس أو غيرها من السندات القابلة للتداول بالطرق التجارية دالمادة ‪ 54‬ـ ركاتق المعهودة في ركات األموال‪.‬‬

‫‪Pédélievre, Remarques sur l'infléchissement de la notion de personnalité morale par le cautionnement, Gaz 1‬‬
‫‪Pal 1982 –1‬‬

‫‪ 3‬فالقانون المغربي لم يعد يقيد دخول األجنبي شريكا في شركة بأي قيد خاص (القانون رقم ‪ 46.93.1‬بتاريخ ‪ 10‬سبتمبر ‪.1993‬‬
‫‪ 4‬إذ بحسب المادة ‪ 711‬من مدونة التجارة فإنه يترتب عيى الحكم عيى الشخا بسقوط أهييته التجارية منعه من‪ :‬اإلدارة أو التدبير أو التسيير‬
‫أو المرا قبة بصفة مباشرة أو غير مباشرة لكل مقاولة تجارية أو حرفية‪ ،‬ولكل شركة تجارية ذات نشاط اقتصادي ‪ .‬كذلك الشأن إذا كان الممارس‬
‫يوجد في حالة تنافي فهو يمنا عييه ممارسة التجارة‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫‪3‬ـــ ـ من ركات األ جا كذلك ت خذ بنشوئها بين عدد محدود من الشركاء حدد المشرع حد األقصى في ‪50‬‬
‫ـــريكا دالمادة‪47:‬ق ومن حق هؤالء الحيلولة دون تنازل أحدهش عن حصـــته إلى الغير دون موافقتهش‪ .‬هذا باإلضـــافة‬
‫إلى أن طريقة تعيين المدير وعزله تقتر من مليالتها من ركات األ جا ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـــــــ ومن ــركات األموال ت خذ هذ الشــركة بعدم ت ثير التغيير الواقع في الوضــعية القانونية للشــريك على‬
‫الشركةا فهي تستمر عند وفاة أحد ركائها أو إعالن إفالسه أو فقد ألهليتها على خالف ركات األ جا التي تنحل‬
‫مبدئيا ب حد هذ األسبا لقيامها على االعتبار الشجصي‪ .‬غير أنها مع ذلكا يمكن للشركاء االتفاق على تعليق استمرار‬
‫الشركة مع الوريث على موافقتهش على ذلك وفق روط محددة دالمادة‪ 56:‬ـ ‪2‬ق‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ تتجذ الشركة تسمية يمكن أن يضاف إليها اسش واحد أو أكلر من الشركاء على أن تكون مسبوقة أو متبوعة‬
‫مبا ـــرة بعبارة " ـــركة ذات المســـؤولية المحدودة"‪ .‬أو باألحرف األولى منها‪ ":‬ش ‪ .‬د‪ .‬م ‪ .‬م" أو‪ ":‬ـــركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة من ريك وحيد"‪ .‬دالمادة ‪ 1 .45‬ركاتق‪.‬‬
‫وزيـادة في حمـايـة حقوق األغيـارا وحتى يكون هؤالء على بينـة من حقيقـة الشــــركـة التي يتعـاملون معهـاا‬
‫أوجب القانون الجديد أن تدرج تســمية الشــركة ذات المســؤولية المحدودةا وكذا مبلغ رأســمالهاا ومقرها االجتماعيا‬
‫باإلضــافة إلى رقش قيدها في الســجل التجاري في كافة المحررات والوثائق الصــادرة عن الشــركة والموجهة لألغيار‬
‫دالمادة ‪ 2 .45‬ركاتق وكل ذلك تحأ طائلة غرامة مالية بين ‪ 1000‬و ‪ 5000‬درهش دالمادة‪ 112.1 :‬ـ ركاتق‪.‬‬

‫‪ 6‬ــــــ الشــركة ذات المســؤولية المحدودة ــركة تجارية بشــكلهاا لذلك فرنها يمكنها أن تنش ـ للتعاطي لكافة‬
‫ا ألعمال حتى المدنية منها دون أن يؤثر ذلك على وضــعها القانوني كشــركة تجاريةا يســتلنى من ذلكا بطبيعة الحالا‬
‫األعمال التي حظر القانون عليها التعاطي لها كما سنرى فيما بعد‪.‬‬
‫هذاا وبالنظر لهذ الجصـو ـياتا وخا ـة أن هذا النوع من الشـركات يسـمح للشـركاء بتحديد مسـؤوليتهش‬
‫د ون أن يمنعهش من تولي التســيير واإلدارة فرنه يالئش أكلر المقاوالت الصــغرى والمتوســطة‪ 1‬والمقاوالت ذات الصــبغة‬
‫العائلية‪2‬ا كما أنه يســمح باإلبقاء على المقاوالت التي قد يطرأ على أ ــحابها ما يمنعهش من االســتمرار في اإل ــراف‬
‫عليهـا ملـل المرب أو الوفـاة أو التقـاعـدا ففي حـالـة الوفـاة ملال ـــــــــ بـدال من تصــــفيـة المقـاولـة أو تفويتهـا للغير يمكن‬
‫لصــــاحبها قبل وفاتها أو لورثته بعد ذلكا أن يحولوها إلى ــــركة ذات المســــؤولية المحدودة ويعينوا مســــيرا لهاا‬
‫فيستمر المشروع مع تحديد مسؤولية أ حابه في رأس المال‪3 .‬‬

‫غير أنه يالحظ أنه إذا كان ــكل الشــركة هذا يشــجع على االســتلمار مادام أنه يقي مبدئياا الشــركاء من‬
‫مجاطر عجز الشــركة عن الوفاء بديونهاا فرنه ينطوي على خطورة كبيرة بالنســبة للمتعاملين معهاا ألن المســؤولية‬
‫المحدودة للشــــركاء قد تدفعهش إلى المجازفة أكلر من الالزم في مزاولة العمل التجاري فيعرضــــون ضــــمان الدائنين‬
‫للضــياع‪ .4‬لذلك فرن خصــو ــيات الشــركة ذات المســؤولية المحدودة من هذ الناحيةا قد تجعل قدراتها االئتمانية في‬
‫السوق ضعيفة‪.‬‬

‫الفرع اللاني‬
‫ت سيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫يجضــع ت ســيس الشــركة ذات المســؤولية المحدودة لألحكام العامة لت ســيس الشــركات وذلك باإلضــافة إلى‬
‫بعض األحكام الجا ة التي تتملل في التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول‬
‫الشروط الموضوعية‬
‫أوال ـ موضوع الشركة‬

‫‪ 1‬يالحظ أن هذه الشركة تحتل الرتبة األولى من بين الشركات المؤسسة بالمغرب‪ ،‬فمثال بالنسبة لسنة ‪ 1998‬تم تأسيس ‪ 4479‬شركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة مقابل ‪ 495‬شركة تضامن و‪ 368‬شركة مساهمة‪ ،‬غير أن اإلقبال عييها أخذ يعرف بعض التراجا بعد صدور القانون الجديد‬
‫ليشركات‪ ،‬ولعل ذلك يرجا إلى التشديد الذي عرفته المسؤولية الجنا ية والمدنية ليمسيرين فيه كما سنرى الحقا‪.‬‬
‫‪Tubiana - Pourquoi la société a responsabilité limitée de famille? Gaz - Pal 1985-1‬‬ ‫‪doctr 180.2‬‬
‫‪ 3‬مصطفى كمال طه ـ مرجا سابق ـ الفقرة ـ ‪. 533‬‬
‫‪ 4‬نفس المرجا السابق ـ الفقرة ‪. 533‬‬
‫‪46‬‬

‫يمكن أن تؤســـس الشـــركة ذات المســـؤولية المحدودة لتعاطي مجتلف األعمال حتى المدنية منها ألنها تعتبر‬
‫تجـاريـة بشــــكلهـا‪ .‬إال أن المشــــرع حظر عليهـا القيـام بمجموعـة من األعمـال ال تتالءم وطبيعتهـا هي أعمـال البنـك ا‬
‫والقرب واالستلمارا والت مين والرسملة واالدخار د المادة '‪ 44‬ـ ‪ 2‬ـ ركاتق‪.‬‬

‫ثـانيـا ـ رأس مال الشركـة‬


‫‪ 1‬ـ مقدار رأس المال وكيفية تغطيته‬
‫لقد راعى القانون الجديد للشركات التنصين على حد أدنى لرأس المال الذي يجب أن تت سس به الشركة‬
‫ذات المسـؤولية المحدودة‪ .‬ولقد كان يبلغ مائة ألف درهش في النن األ ـلي لسـنة ‪1997‬ا تقسـش إلى أنصـبة متسـاوية ال‬
‫تقـل عن ‪ 100‬درهش دالمـادة ‪1. 46‬قا ولقـد كـان المنطق وراء ذلـك إيجـاد الرأســــمـال الكـافي الـذي يمكن للـدائنين أن‬
‫يطمئنوا إليه بالنظر للمســؤولية المحدودة للشــركاء‪ .‬غير أن المشــرع تدخل بواســطة تعديل أجرا ســنة ‪ 2006‬على‬
‫قانون باقي الشــركات‪1‬ا فجفض الحد األدنى إلى عشــرة آالف درهش د‪10.000‬ق تقســش إلى أنصــبة متســاوية ال تقل عن‬
‫عشــرة دراهشا وذلك في ســياق التشــجيع على إحداث المقاوالت من قبل المســتلمرين الصــغار كوســيلة لمعالجة أزمة‬
‫البطالة‪.‬‬

‫هذاا ويجب أن يقســش رأس المال الذي تت ســس به الشــركة إلى أنصــبة متســاوية ال تقل قيمتها االســمية عن‬
‫عشرة دراهش دالمادة ‪ 46‬ــــ‪1‬ــــ ركات في يغتها بعد تعديل ‪2006‬ق‪ .‬ويجب أن يكتتب الشركاء في كل األنصبة وأن‬
‫يدفعوا جميع مبالغها عند الت سـيس إذا كانأ تملل حصـصـا عينيةا والربع على األقل إذا كانأ تملل حصـصـا نقديةا على‬
‫أن يدفع الباقي في دفعة واحدة أو عدة دفعات داخل أجل ال يتعدى خمس سـنوات من تقييد الشـركة في السـجل التجاري‬
‫بناء على قرار يتجذ المســـيرا غير أنه يجب أن يدفع مجموع مبلغ الرأســـمال قبل أي اكتتا في أنصـــبة جديدة تدفع‬
‫مبالغها نقدا وذلك تحأ طائلة بطالن العملية دالمادة‪ -1-51‬ــركات في ــيغتها بعد التعديلق‪ .‬فرذا لش يتش دفع مجموع‬
‫مبالغ الحصــن النقدية داخل أجل الجمس ســنواتا جاز لكل ذي مصــلحة أن يتقدم بطلب إلى رئيس المحكمة التجارية‬
‫بصــفته قاضــيا للمســتعجالت إما إل ــدار أمر إلى المســيرا تحأ طائلة غرامة تهديديةا من أجل الدعوة إلى دفع تلك‬
‫المبالغا وإما لتعيين وكيل مكلف بالقيام بذلك دم ‪ 2.51‬في يغتها الجديدةق‪.‬‬
‫هذاا وبالنســـبة للحصـــن العينية فرنه يجب تقييمها بموجب تقرير يعد تحأ مســـؤوليته مراقب للحصـــن يعين‬
‫برجماع الشـــركاء من بين األ ـــجا المجول لهش ممارســـة مهام مراقبي الحســـاباتا وإال ب مر من رئيس المحكمة‬
‫بصــفته قاضــي المســتعجالت بطلب من أحد الشــركاءا على أن يرفق هذا التقرير بالنظام األســاســي‪ .‬غير أنه إذا كانأ‬
‫قيمة الحصــة العينية ال تتجاوز مبلغ مائة ألف درهشا فرنه يمكن للشــركاء أن يقرروا باإلجماع عدم اللجوء إلى مراقبي‬
‫الح صـنا على أال تتجاوز القيمة اإلجمالية للحصـن العينية غير الجاضـعة لتقييش مراقبي الحصـن نصـف رأس المال‬
‫دالمادة ‪ 1 -53‬و ‪ 2‬ركاتق‪.‬‬
‫وإذا كانأ الشــركة تتكون من ــجن واحد فرنه هو الذي يعين مراقب الحصــة العينية التي يتقدم بهاا إال إذا‬
‫كانأ قيمة تلك الحصــة ال تتجاوز مبلغ مائة ألف درهش وكانأ ال تتجاوز نصــف رأس المال حيث يمكن االســتغناء عن‬
‫مراقب الحصن دالمادة ‪3-53‬ق‪.‬‬
‫فرذا لش يتش االلتجاء إلى مراقب للحصـــنا أو أعطيأ للحصـــة العينية قيمة مجالفة لتلك التي قدرها المراقب‬
‫فرن الشركاء يس لون عن ذلك تضامنيا طيلة خمس سنوات من إنشاء الشركة تجا االغيار دالمادة ‪4-53‬ق‪.‬‬
‫وإذا كانأ الحصــة العينية تتملل في حقوق تجضــع لمســطرة تســجيل خا ــة ملل العقارات المحفظةا واأل ــل‬
‫التجاريا وحقوق الملكية الصناعيةا فرن نقلها للشركة يستوجب بطبيعة الحال استيفاء إجراءات التسجيل المتطلبة‪.‬‬
‫ويالحظ أن نن المشــــرع على الحد األدنى لرأس المال وللحصــــن ليس في محله ألنه ســــرعان ما يؤدي‬
‫التضــــجش إلى عدم مالءمة المبلغ المحددا لذلك فقد كان من األولى ترك ذلك للســــلطة التنفيذية تتجذ بواســــطة قرار‬
‫وزاري تبعا لما تقتضيه المعطيات االقتصادية‪.‬‬
‫هذاا وال يمكن تقديش الحصـة الصـناعية حصـة في الشـركة ذات المسـؤولية المحدودة ألنها ال تدخل في تشـكيل‬
‫رأس المال وال يمكن التنفيذ عليها في حين أن مسـؤولية الشـريك في هذا النوع من الشـركات تتحدد في مقدار حصـته‬
‫في الشــركةا على أنه إذا تعلق غرب الشــركة باســتغالل أ ــل تجاري أو مقاولة حرفية قدمأ لها كحصــة عينية أو‬
‫أنشـ ت الشـركة ذلك انطالقا من اسـتغالل عنا ـر مادية قدمأ لها كحصـة عينية فرنه يمكن لمقدم تلك الحصـة دالعينيةق‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 21.05‬القاضـي بتغيير القانون رقم ‪ 5.96‬المتعيق بشـركة التضـامن وشـركة التوصـية البسـيطة وشـركة التوصـية باألسـهم والشـركة‬
‫ذات المســؤولية المحدودة وشــركة المحاصــة‪ ،‬الصــادر بتنفيذه الظهير الشــريف رقم ‪ 1.06.21‬الصــادر في ‪ 15‬من محرم ‪ 14( 1427‬فبراير‬
‫‪ ،)2006‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2 ،5400‬مارس ‪ ،2006‬ص‪.558 .‬‬
‫‪47‬‬

‫أن يقدما فضـال عن ذلكا نشـاطه الرئيسـي متى كان مرتبطا بتحقيق غرب الشـركةا وتحدد حينئذ مسـؤوليته عن ديون‬
‫الشـركة في النظام األسـاسـي على أال تتجاوز مسـؤولية الشـريك المقدم ألقل حصـة دالمادة ‪51‬ـــــ ‪ 3‬ـركات في ـيغتها‬
‫الجديدةق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ التلبأ من االكتتا ومن الوفاء بقيمة الحصن‬


‫من المســتحدثات الهامة للقانون الجديد فيما يتعلق بت ســيس الشــركة ذات المســؤولية المحدودة النن على‬
‫وجو إيداع األموال الناتجة عن دفع مبالغ األنصـبة من طرف وكيل الشــركة في حســا بنكي مجمد داخل أجل ثمانية‬
‫أيام من تاريخ تلقيها دالمادة‪ 51‬ــــ ـ ‪3‬ق حيث ال يمكن سـحبها من طرف الوكيل إال مقابل تسـليش ـهادة من كاتب ضـبط‬
‫المحكمة تلبأ تقييد الشــركة في الســجل التجاري ‪ .‬فرذا لش تنشـ الشــركة داخل ســتة أ ــهر من اإليداعا أمكن لمقدمي‬
‫الحصــن فرادى أو جماعة بواســطة وكيلا أن يطلبوا من رئيس المحكمة بصــفته قاضــي المســتعجالت الترخين لهش‬
‫بسـحب مبالغ حصـصـهش دالمادة ‪ 1-52‬و‪2‬ق وهي نفس المسـطرة المتبعة في ت سـيس ـركات المسـاهمةا وواضـح أن‬
‫الهدف منها هو محاربة االحتيال حتى ال يلج المؤســـســـون إلى النن كذبا في النظام األســـاســـي على أنه تش الوفاء‬
‫بالحصنا ويكون الرأسمال المعلن عنه وهمي فقط وهو ما يضر بضمان الدائنين‪.‬‬

‫ثاللا ـ عدد الشركـــاء‬


‫خالفا للقاعدة العامة التي تســتوجب إنشــاء الشــركة بين ــريكين ف كلرا فرن المشــرع أجاز بالنســبة‬
‫للشــركة ذات المســؤولية المحدودة أن تنش ـ بشــريك واحد فقطا ويزاول الشــريك الوحيد حينئذ الصــالحيات المجولة‬
‫لجمعية الشركاءدالمادة‪ 44‬ـ ‪ 1‬ـ و‪3‬ق وتسمى الشركةّ ركة " ذات مسؤولية محدودة من ريك وحيد"‪.‬‬
‫والقصـد من إجازة هذا النوع من الشـركات السـما للشـريك الوحيد د ـاحب المقاولةق بتحديد مسـؤوليته في‬
‫مبلغ رأس المال الذي يجصـــصـــه لمشـــروعه‪ .‬ومع ذلك فرنه يالحظ في العمل أنه غالبا ما يتطلب الدائنون المهمون‬
‫داألبناك ملالق ضـمانات ـجصـية من الشـريك الوحيدا وهو ما يجعل المسـؤولية المحدودة في كلير من األحيان مجرد‬
‫مبدإ نظري ال يعمل في الممارســةا هذا ناهيك عن أن الشــركة تجضــع لمســطرة التســوية والتصــفية القضــائيةا وهذ‬
‫تعطي اإلمكانية بالبحث عن الشـريك الذي كان وراء الشـجن المعنويا والذي ترجع له المسـؤولية عن أخطاء التسـيير‬
‫بصـفته المسـير القانوني أو الفعلي لتحميله المسـؤولية كليا أو جزئيا عن ديون الشـركة بل إلعالن التسـوية أو التصـفية‬
‫القضائية في مواجهته جصيا‪ 1‬دالمواد من ‪ 703‬إلى ‪ 711‬من مدونة التجارة الجديدةق‪.‬‬

‫ومع ذلك فرن ــكل الشــركة ينطوي على كلير من الفوائد بالنســبة للمقاوالت من حيث أن تحديد المســؤولية‬
‫يعمل عمليا مادام أن أي خطر في التســيير لش يلبأ في مواجهة الشــريك الوحيدا كما أنه بالنظر لقواعد التســيير التي‬
‫يفرضـها المشـرع على هذا النوع من الشـركات فرن هذ األخيرة تمتاز بالتوفر على تسـيير وإدارة مالية ومحاسـبية‬
‫دقيقةا فضــــال عما يفرضــــه عليها المشــــرع على مســــتوى كيفية تكوين رأس المال واالحتياطاتا وتعيين مراقبي‬
‫الحســابات في بعض الحاالتا وتلبيأ أهش القرارات المتعلقة بحياة الشــركة دملل المصــادقة على المحاســبة الســنوية‬
‫وعلى العقود المبرمة بين الشركة والشريك الوحيد‪...‬ق‪.‬‬
‫هذاا وعلى خالف النن القديشا فقد راعى المشــرع تحديد حد أقصــى للعدد الذي ال يجوز أن يتعدا الشــركاء‬
‫حفاظا على االعتبار الشـــجصـــي الذي تقوم عليه الشـــركة وحتى ال تتحول في العمل إلى ـــركة أموال بتضـــجش عدد‬
‫الشــركاءا فنن على عدم جواز تجاوز عدد الشــركاء خمســين ــريكا ا وإال وجب تحويلها إلى ــركة مســاهمة‬
‫داخل أجل سنتين وإال تش حلها دالمادة ‪47‬ق‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫الـشـروط الـشكـلـيــة‬
‫هي ذات الشروط المتطلبة في ت سيس الشركات التجارية عامة وهي الكتابة والشهر‪.‬‬

‫أوال ـ الكتابــة‬
‫فيجب أن يوضـع النظام األسـاسـي كتابةا وأن ينضـش إليه كافة الشـركاء بوضـع توقيعاتهش عليها كما يجبا تحأ‬
‫طائلة البطالنا أن يؤرخ وأن يتضمن البيانات التالية‪:‬‬

‫راجا ما سيأتي فيما بعد‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪48‬‬

‫ـ أسماء الشركاء وموطنهش‪.‬‬


‫ـ غرب الشركة وتسميتهاا ومقرها ومبلغ رأسمالها‪.‬‬
‫ـ حصة كل ريك مع بيان قيمتها إذا كانأ عينية ‪.‬‬
‫ـ توزيع األنصبة على الشركاء‪.‬‬

‫ـ مدة الشركة‪.‬‬
‫ـ أسماء وموطن الشركاء أو االغيار الذين يحق لهش إلزام الشركة‪.‬‬
‫ـ كتابة ضبط المحكمة التي سيودع بها النظام األساسي‪.‬‬
‫ـ إمضاء كل الشركاء دالمادة ‪50‬ق‪.‬‬
‫وهذ ليســأ إال البيانات اإللزامية التي غالبا ما يضــيف إليها المتعاقدون ما يرتضــونه من ــروط تتعلق بتســيير‬
‫الشركةا وبحقوق الشركاءا وبضوابط تعيين المسير وعزلها وبضوابط انتقال األنصبةا وما إلى ذلك‪.‬‬

‫ثانيا ـ الشــهـــــــر‬
‫ويتش عن طريق اإليداع والتسجيل والنشر‪.‬‬
‫فيجب بداية تسـجيل الشـركة في السـجل التجاري عبر المنصـة االلكترونية الجا ـة برحداث المقاوالتا مع إيداع‬
‫نسجتين أو نظيرين من النظام األساسيا الكترونيا عبر نفس المنصةا وذلك داخل ثالثين يوما من الت سيس ‪.1‬‬
‫وبعد ذلك يجب نشـر إ ـعارا ضـمن نفس األجلا يتضـمن مسـتجرجا من النظام األسـاسـي في الجريدة الرسـمية‬
‫وفي جريدة لإلعالنات القانونية دم ‪ 96‬ـ ٍ‪1‬ق‪.‬‬
‫ويجب أن يتضمن اإل عار البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ كل الشركة؛‬
‫‪ 2‬ـ تسمية الشركة؛‬

‫‪ 3‬ـ غرب الشركة بريجاز؛‬


‫‪ 4‬ـ عنوان المقر االجتماعي؛‬
‫‪ 5‬ـ المدة التي ت سسأ الشركة من أجلها؛‬
‫‪ 6‬ـ مبلغ رأسمال الشركة مع بيان مبلغ الحصن النقدية وكذا الو ف الموجز للحصن العينية وتقييمها؛‬
‫‪ 7‬ـ أسماء الشركاء الشجصية والعائلية و فاتهش ومواطنهش؛‬

‫‪ 8‬ـ األسماء الشجصية والعائلية و فات ومواطن الشركاء أو األغيار الذين يحق لهش إلزام الشركة تجا األغيار؛‬
‫يغتها الجديدةق‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ رقش التقييد في السجل التجاري‪ .‬دم ‪ 96‬ـ ‪ 2‬وفق‬

‫المبحث اللالث‬
‫جزاءات مجالفة إجراءات الت سيس‬
‫باإلضــافة إلى الجزاءات العامة التي تنطبق على كافة الشــركات التجاريةا والتي ســبق لنا أن تناولناهاا فرن‬
‫المشــرع عاقب مســيري الشــركات ذات المســؤولية المحدودة الذين يدلون عن قصــد بتصــريح كاذ في عقد الشــركة‬

‫‪ 1‬عيما بأنه في حالة تعيين المسيرين في النظام األساسي فإنه ال داعي لإلدالء بمحضر تعيينهم‪ ،‬بخالف ما لو تم ذلك بمقتضى عقد مستقل حيث‬
‫يجب أن يرفق النظام األساسي بمحضر التعيين‪.‬‬
‫‪49‬‬

‫بجصـو توزيع األنصـبة بين الشـركاء أو تحرير األنصـبة أو إيداع األموال أو يغفلون القيام بذلك التصـريح ا بالحبس‬
‫من هر إلى ستة أ هر وبغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 40000‬درهش أو برحدى هاتين العقوبتين فقط د المادة ‪1-113‬ق‪.‬‬
‫كما عاقب المســيرين الذين يق ومون بر ــدار قيش منقولة لفائدة الشــركة ســواء بصــفة مبا ــرة أو بواســطة‬
‫بالحبس من هر إلى ستة أ هر وبغرامة من ‪ 2000‬إلى ‪ 30000‬درهش أو برحدى هاتين العقوبتين دالمادة ‪114‬ق‪.‬‬

‫الفرع اللالث‬
‫سيـر الشركـة ذات المسؤوليـة المحـدودة‬
‫‪Fonctionnement‬‬

‫تسـير الشـركة من قبل مسـير أو أكلر يعينهش النظام األسـاسـي أو عقد الحقا ولقد أدخل المشـرع عدة تغييرات‬
‫على طريقة تســــيير الشــــركة ذات المســــؤولية المحدودة بر ــــال طريقة اإلدارة وإحكام ودعش كيفية إعالم وإخبار‬
‫الشركاء وبردخال نظام مراقبي الحسابات إلى الشركة وبرعطاء فعالية أكبر لقرارات جمعية الشركاء ‪.‬‬
‫الحيات الشركاء غير المسيرين‪.‬‬ ‫ونتوقف أوال عند تسيير الشركة قبل أن نتعرف على‬

‫المبحث األول‬
‫تســيـيـــر الشــركـــة‬
‫المطلب األول‬
‫الــمــســـــيـــــــــر‬
‫يتولى إدارة الشـركة ذات المسـؤولية المحدودة مسـير أو عدة مسـيرين يعينون لهذا الغرب‪ .‬وبحسـب النن‬
‫الجديد فرنه يجب أن يكون المسير جصا طبيعياا ويمكن اختيار من غير الشركاء دالمادة ‪ 1-62‬و ‪2‬ق‪.‬‬

‫أوال ـ تعيين المسير وعزله‬


‫يجري تعيين المسـير أو المسـيرينا وتعين مدة مزاولتهش مهامهش من طرف الشـركاء إما في النظام األسـاسـي‬
‫أو بمقتضــى عقد الحق‪ .‬فرذا لش يتش تعيين المســير في النظام األســاســي أو انتهأ مدة انتدا المســير المعين في ذلك‬
‫النظاما فرن تعيينه يجري باتفاق بين الشـــركاء يتجذ ب غلبية الحائزين للالثة أرباع رأس المال ما لش يشـــترط النظام‬
‫األساسي أغلبية أقل دالمادة‪ 62 :‬ـ والمادة ‪2-75‬ق ‪.‬‬
‫ويتش التعيين للمـدة التي يحـددها النظـام األســــاســــيا فرذا لش تعين تلـك المـدة في ذلك النظـام عين المـدير لمـدة‬
‫ثالث سنوات دالمادة ‪3-62‬ق‪.‬‬
‫أما العزلا فســواء كان المســير نظاميا أو اتفاقياا تطلب فيه المشــرع كذلك موافقة أغلبية الشــركاء الحائزين‬
‫للالثة أرباع رأس المالا وهذا النصـــا من النظام العام ال يمكن االتفاق على خالفه‪ .1‬وإذا لش يســـتند العزل إلى ســـبب‬
‫مشروع كان من حق المسير المعزول طلب التعويض عن الضرر الذي لحقه نتيجة ذلك دالمادة ‪1 .69:‬ق‪.2‬‬
‫وباإلضـافة إلى العزل بقرار من الشـركاءا فرن المشـرع خول لكل ـريكا مهما كانأ حصـته في رأس المالا‬
‫أن يتقدم بطلب عزل المسـير إلى المحكمة التجارية عند توفر سـبب مشـروع‪ 3‬دالمادة ‪2.96‬ق وهذ اإلمكانية تسـتهدف‬
‫إيجاد آلية مراقبة إضــافية للشــركاء غير المســيرين في مواجهة المســير خا ــة عندما يملك هذا األخير األغلبية داخل‬

‫‪ 1‬راجا في تطبيق ذلك‪ :‬قرار محكمة االستفناف التجارية بفاس رقم ‪ 1024‬الصادر بتاريخ ‪ 2004/09 /23‬في الميف عدد ‪ ،04/527‬منشور عيى‬
‫موقا وزارة العدل المغربية ـ‪ www.justice.gov.ma/‬ـ اجتهادات قضا ية‪ ،‬محكمة االستفناف بفاس‪ ،‬قضايا الشركات‪ ،‬القاعدة رقم ‪.3‬‬
‫‪ 2‬حدد القضاء الفر نسي السبب المشروع الذي يبرر العزل في عجز المسير عن القيام بمهامه بسبب المرض‪ ،‬وفي سوء التسيير‪:‬‬
‫‪Cass-Com -17 déc. 1974- Rev -Soc. 1975, 463 , note : J.H. Reims, 10 nov. 1975, Rev. Soc. 1976 , 307‬‬
‫وفي تجاوز المسير لسيطاته‪:‬‬
‫‪Bordeaux, 21 Janv. 1988, Rev. dr. banc. 1988, 201 ; Paris 8 Nov. 1991, R D C 1992, 395.‬‬
‫ـ وفي الخالفات الخطيرة بين المسيرين‪:‬‬
‫‪Vérsailles - 11 janv. 1988 , D S , 1988 , I R 111.‬‬
‫‪ 3‬محكمة التجارية بالدار البيضاء‪ ،‬الحكم رقم ‪ 2002/1321‬بتاريخ ‪ 2002/01/29‬في الميف ‪ ،2002/10831‬مجية المحاكم المغربية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،95‬ص‪.223.‬‬
‫‪50‬‬

‫الشــــركة ممـا يتعـذر معـه الحصــــول على األغلبيـة المتطلبـة لعزله بقرار من باقي الشــــركاءا هذا مع مالحظـة أن هذ‬
‫اإلمكانية لش يتحها المشـرع إال بالنسـبة للشـركة ذات المسـؤولية المحدودة و ـركة التو ـية باألسـهش دالمادة ‪4 .32 :‬ق‬
‫دون باقي الشركات‪.‬‬
‫ولش ينظش المشـــرع اســـتقالة المســـيرا لذلك فرما أن ينظمها النظام األســـاســـي للشـــركة وإما تطبق عليها‬
‫المقتضيات المتعلقة بالعزل في رأيناا بحيث إما أن تقبل من أغلبية الشركاء الحائزين للالثة أرباع رأس المال أو تعتبر‬
‫غير مشروعةا وفي هذ الحالة إذا ترتب عنها ضرر لحق الشركة كان من حق هذ األخيرة أن تطالب المدير المستقيل‬
‫بالتعويض‪.1‬‬

‫ــالحيـــات المسيـــــــر‬ ‫ثانيا ـ‬


‫يتمتع المسـير بصـالحيات واسـعة لتدبير ـؤون الشـركة إذ أنه يتولى جميع أعمال اإلدارة بدون اسـتلناءا وإذا‬
‫كان المشــرع قد أجاز للشــركاء تقييد هذ الصــالحيات في النظام األســاســي فرنها حماية للغيرا وضــمانا الســتقرار‬
‫المعامالتا قد حصـر ذلك التقييد في العالقة بين المسـير والشـركاء فال يجوز بالتالي االحتجاج به في مواجهة الغيرا بل‬
‫األكلر من ذلك فرن المشــرع جعل الشــركة تلزم في عالقتها باالغيار حتى بتصــرفات المســير التي ال عالقة لها بغرب‬
‫الشـــركة إال إذا أثبتأ أن الغير كان على علش ب ن التصـــرف يتجاوز ذلك الغرب أو لش يكن ليجهله نظرا للظروفا وال‬
‫يعتبر مجرد نشـــر النظام األســـاســـي حجة على حصـــول ذلك العلش دالمادة ‪1-63‬و ‪ 2‬و‪ 3‬و ‪4‬ق وهو ما يعني أن جميع‬
‫األعمال التي يجريها المســـير تلزم الشـــركة إال أنه إذا تجاوز فيها حدود ـــالحياته فرنه يكون مســـؤوال عن ذلك في‬
‫مواجهة الشركاء‪2‬ا ويشكل ذلك سببا مشروعا يبرر عزله‪.‬‬
‫وإذا تعدد المسـيرون فرن كل واحد منهش يتمتع على حدة بسـلطات التسـييرا بمعنى أنهش ليسـوا ملزمين بالتسـيير‬
‫الجماعي للشــركة وإنما كل واحد منهش يمارس على حدة ــالحيات المســير‪3‬ا فيمكنه أن يتولى جميع أعمال اإلدارةا‬
‫إال أنـه يجوز لكـل واحـد من البـاقين أن يعترب على القرارات التي يتجـذهـا أحـد المســــيرين مـا دامـأ لش تنفـذا وحينئـذ‬
‫يجبا فيما بين المسيرينا أن يحصل االتفاق على القرار المعترب بش نها إال أن التعرب المقدم من مسير ضد أعمال‬
‫مسير آخر ال أثر له في مواجهة األغيارا إال إذا ثبأ أن التعرب كان في علمهش دالمادة‪5-63 :‬ق‪.‬‬
‫وبح ســب القضــاء الفرنســي فرن هناك التزاما بالمراقبة يقع على المســيرين بعضــهش اتجا البعض في حالة‬
‫تعددهشا بحيث إذا ثبأ تقصـــير أحدهش في تلك المراقبةا فرن ذلك يبرر مســـاءلتها إما بصـــفة ـــجصـــيةا أو بصـــفة‬
‫تضامنية مع المسير المجل‪.4‬‬

‫ويالحظ أخيرا أنه يمكن تنظيش ـالحيات المديرين في حالة تعددهش في النظام األسـاسـيا وذلك ملال عن طريق‬
‫تجصــين ــالحيات محددة لكل واحد منهشا أو تحديد طريقة اتجاذ القرارات فيما بينهشا وفي هذ الحالةا كذلكا فرن‬
‫ذلك التنظيش يعمل في العالقة بين الشركاء والمسيرين فقطا وال يمكن االحتجاج به في مواجهة الغير‪.‬‬

‫ثاللا ـ مسؤولية المسير‬


‫يمارس المسـير أو المسـيرون مهام خطيرة في الشـركة ذات المسـؤولية المحدودة تتعلق بها مصـالح الشـركة‬
‫والشــركاء وكذلك مصــالح الغيرا من هنا فرن المشــرع حملهش المســؤولية المدنية عن األضــرار التي يتســببون فيها‬
‫للشــركة أو للشــركاء أو األغيارا كما حملهش المســؤولية الجنائية عن األخطاء الجطيرة الصــادرة عنهش أثناء تســييرهش‬
‫للشـركةا ولقد جاء القانون الجديدا في إطار هاجس توفير الحماية سـواء لألغيار أو للشـركاء غير المسـيرينا ليوضـح‬
‫ويضبط هذ المسؤوليةا وليدعش الشق الجنائي منها خا ة‪.‬‬

‫‪1‬ـ المـسـؤولـية المدنـيـة‬


‫حمل القانون المسيرين المسؤولية العادية عن األضرار التي يتسببون فيها ب خطائهش ا كما حملهش مسؤولية‬
‫مشددة في حالة إعالن التسوية أو التصفية القضائية في حق الشركة‪.‬‬

‫أ ـ المـسـؤولـيـة الـعـاديـة للمـســيـريـن‬

‫‪Souleau, La démission des dirigeants des sociétés commerciales, R D C , 1972, 21 Martin , La ; 1‬‬
‫‪démission des organes des gestions des sociétés commerciales, Rev. soc. 1973, 273.‬‬
‫‪Nguyen Xuan Chanh, Le sort des actes accomplis irrégulièrement au nom d'une société commerciale D.S. , 2‬‬
‫‪1978 - Chron , 69.‬‬
‫‪Alibert , La pluralité des gérants dans les sociétés a responsabilité limitée , Rev. Soc., 1971, 605. 3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Paris, 16 nov. 1988, Bull. Joly 1989 p. 189- note P. Le Cannu.‬‬
‫‪51‬‬

‫ت كيدا للمبدأ الذي كان معموال به حتى في إطار النن القديش فرن المادة ‪ 67‬ــــــ فقرة‪1‬ــــــ من القانون الجديد‬
‫جاءت لتقرر أن المســيرين يس ـ لون فرادى أو متضــامنين حســب األحوال تجا الشــركة أو تجا األغيار عن مجالفتهش‬
‫لألحكام القانونية المطبقة على الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو عن خرق أحكام النظام األساسي أو عن األخطاء‬
‫المرتكبة في التسيير‪.‬‬

‫وفي حالة تعدد المسـيرين فرن كل واحد منهش يسـ لا مبدئياا بصـفة فردية عن األخطاء الصـادرة عنها إال أنهش‬
‫إذا ـــاركوا ف ي نفس الجطر فرنهش يسـ ـ لون بصـــفة تضـــامنية عن ذلكا وعلى المحكمة حينئذ أن تحدد النســـبة التي‬
‫يتحملها كل واحد منهش في التعويض عن الضرر دم ‪ 67‬ـ ‪2‬ق‪.‬‬
‫من ثش فقد قرر القانون للشـــركاء الحق في إقامة دعوى التعويض تجا المســـير أو المســـيرين ســـواء عن‬
‫الضرر الذي لحقهش جصياا أو عن الضرر الذي لحق الشركة ا وفي هذ الحالة األخيرة فرنه يجوز لهش متى كانوا‬
‫يحوزون ربع رأس المال أن يكلفوا لمصـــلحتهش المشـــتركة ا وعلى نفقتهش ا واحدا أو أكلر منهش بتمليلهش إلقامة‬
‫دعوى الشركة دالمادة ‪ 67‬ـ ‪ 3‬و ‪4‬ق‪.‬‬
‫ولقد جعل القانون دعوى المسـؤولية هذ من النظام العام ال يمكن تقييد ممارسـتها في النظام األسـاسـي‬
‫أو إسـقاطها بقرار للجمعية العامة دالمادة ‪ 67‬ــــ ـ ‪ 6‬و ‪7‬ق وهي تتقادم بمضـي خمس سـنوات من ارتكا الجطرا أو من‬
‫الكشف عنها غير أنه إذا كان يشكل جريمة فرنها ال تتقادم إال بمضي عشرين سنة دالمادة ‪68‬ق‪.‬‬

‫ـــــ المسـؤولية المشـددة للمسـيرين في حالة فتح مسـطرة التسـوية أو التصـفية القضـائية‬
‫للشركة‬
‫إن مبدأ المسـؤولية المحدودة الذي تقوم عليه الشـركة ذات المسـؤولية المحدودة ال يحصـن المسـيرين تماما‬
‫من تحمل المسؤولية في حالة عجزها عن الوفاء بديونها‪.‬‬

‫فقد بدا جليا من خالل الممارسة أنه من غير المقبول ال من الناحية األخالقية وال من وجهة العدالة واإلنصاف‬
‫أن يتمكن المسيرون من التحصن وراء مبدأ عدم المسؤولية الذي تقوم عليه الشركة للتنصل من كل مسؤولية في‬
‫الحاالت التي يلبأ فيها أن سوء تسييرهش أو تالعبهش هو السبب في إفالس الشركةا من هنا ووعيا من المشرع‬
‫بجطورة ذلك سواء بالنسبة لألغيار أو بالنسبة للشركاء غير المسيرين فرنه قد قرر كمبدأ عام وبالنسبة لكافة الشركات‬
‫ـ وإن كانأ فائدة ذلك تبرز على الجصو بالنسبة للشركات التي ت خذ بمبدأ عدم مسؤولية الشركات عن ديون‬
‫الشركةا أي ركة المساهمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة ـ أنه حينما يظهر من خالل سير مسطرة التسوية أو‬
‫التصفية القضائية في مواجهة الشركة وجود نقن في أ ولها يرجع ألخطاء في التسيير فرنه يمكن للمحكمة أن تحمله‬
‫كليا أو جزئياا تضامنيا أم ال لكل المسيرين أو للبعض منهش فقط‪ 1‬دالمادة ‪ 1. 738‬من مدونة التجارة بعد تعديل ‪2018‬ق‪.‬‬

‫كما أن القانون يوجب على المحكمة أن تفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية تجا المسير جصياا بالرغش‬
‫من أنه ال يعتبر تاجراا مع إمكانية إسقاط أهليته التجارية دم ‪ 746‬م تقا عندما يلبأ في حقه بعض المجالفات حددتها‬
‫المادة ‪ 740‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫كما أن القانون يوجب على المحكمة أن تفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية تجا المسير جصيا عندما‬
‫يلبأ في حقه بعض المجالفات حددتها المادة ‪ 706‬من مدونة التجارة‪ 2‬وذلك بالرغش من أنه ال يعتبر تاجراا بل أكلر من‬

‫‪ 1‬عبد اليطيف العباسي‪ ،‬مسؤولية مسير شركة موضوع مسطرة جماعية‪ ،‬مجية المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪ ،100‬ص ‪.69‬‬
‫‪M.J. Campana , La responsabilité civile du dirigeant en cas de redressement judiciaire Rv. jursp. com.‬‬
‫‪1994 . 133 ; Bernard Feugère, Le dirigeant d’une personne morale cite devant le tribunal de commerce pour‬‬
‫‪(n° 9-septembre) p : 333. Corinne comblement du passif –Rv-juris-com-1999.‬‬
‫‪Saint-Hilary-Houin, La responsabilité Patrimoniale de société en difficulté, Rev. des procédures collectives,‬‬
‫‪n° 3, Juillet 2001, p. 145.‬‬
‫‪ 2‬تتمثل هذه المخالفات في‪:‬‬
‫التصرف في أموال الشركة كما لو كانت أمواله الخاصة؛‬
‫إبرام عقود تجارية لمصيحته الخاصة تحت ستار الشركة بقصد إخفاء تصرفاته؛‬
‫استعمال أموال الشركة أو ا تمانها بشكل يتنافى ما مصالحها ألغراض شخصية أو لتفضيل مقاولة أخرى له مصالح مباشرة أو غير مباشرة‬
‫فيها‪.‬؛‬
‫مواصية استغالل به عجز بصفة تعسفية لمصيحة خاصة من شأنه أن يؤدي إلى توقف الشركة عن الدفا؛‬
‫مسك محاسبة وهمية أو إخفاء وثا ق محاسبة الشركة أو االمتناع عن مسك كل محاسبة وفقا ليقواعد القانونية؛‬
‫اختالس أو إخفاء األصول‪ ،‬أو الزيادة في خصوم الشركة بكيفية تدليسية؛‬
‫المسك بكيفية واضحة لمحاسبة غير كامية أو غير صحيحة‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫ذلك فرنه يجب إدانة المسير بجريمة التفالس بالنسبة لبعض تلك المجالفات‪ 1‬دالمادة ‪ 754‬من مدونة التجارةق وعقوبتها‬
‫الحبس من سنة إلى خمس سنوات والغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 100000‬درهش أو برحدى هاتين العقوبتين دالمادة ‪755‬‬
‫من المدونةق باإلضافة إلى إسقاط األهلية التجارية ‪ 2‬دالمادة ‪ 756‬من المدونةق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ المسؤولية الجنائـيــة‬


‫باإلضــافة إلى قيام المســؤولية المدنية للمســيرين عن أخطاء التســيير الصــادرة عنهش فرن المشــرع حر‬
‫على معـاقبتهش جنـائيـا عن المجـالفـات ذات الجطورة والتي عمـل القـانون الجـديـد على تحـديـدهـا ودعمهـا مع مالءمـة‬
‫العقوبات المتعلقة بها‪.‬‬
‫ومن هذ المجالفات ما تشـترك فيه الشـركة مع باقي الشـركات ا ومنها ما يجن الشـركة ذات المسـؤولية‬
‫المحدودة دون غيرها من الشركات‪.‬‬

‫أ ـ المجالفات المشتركة‬
‫تتملل أهش المجالفات المتعلقة بتســيير الشــركات التي جرمها القانون الجديد للشــركات وعاقب عليها جنائيا‬
‫كما حددتها وعاقبأ عليها المادة ‪ 107‬في‪:‬‬

‫الجرد أو بوسائل جرد تدليسية‪.‬‬ ‫خيالية في غيا‬ ‫‪ 1‬ـ توزيع أربا‬


‫ادقة عن نتائج السنة وعن الوضعية المالية وعن الذمة المالية‬ ‫ورة‬ ‫‪ 2‬ـ تقديش قوائش تركيبية للشركاء ال تعطي‬
‫للشركة بغية إخفاء وضعيتها الحقيقية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ استعمال أموال الشركة أو اعتماداتها عن سوء نية استعماال بعلش المسير أنه ضد المصلحة االقتصادية للشركة‬
‫إما لتحقيق أغراب جصية أو لمحاباة ركة أو مقاولة له فيها مصالح مبا رة أو غير مبا رة‪.‬‬

‫‪ 4‬ــــــ اســتعمال الســلطات التي يتمتع بها المســير أو األ ــوات التي يتوفر عليها بســوء نية اســتعماال يعلش أنه ضــد‬
‫المصـالح االقتصـادية للشـركة إما لتحقيق أغراب ـجصـية أو لمحاباة ـركة أو مقاولة له فيها مصـالح مبا ـرة أو‬
‫غير مبا رة ‪.‬‬
‫وكلها مجالفات عاقب عليها القانون بالحبس من ـهر إلى سـتة أ ـهر وبغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪100000‬‬
‫درهش أو برحدى هاتين العقوبتين ‪.‬‬

‫ـ المجالفات الجا ة بالشركة ذات المسؤولية المحدودة‬


‫ســبق لنا أن توقفنا عند المجالفات المتعلقة بت ســيس الشــركةا وســنرى بعد قليل تلك المتعلقة بحق االطالع‬
‫واإلخبار ا لمقرر للشركاءا وكذلك المرتبطة بالمصادقة على الموازنة السنويةا لذلك فرننا س كتفي هنا بالتوقف بسرعة‬
‫عند بعض المجالفات ذات األهمية والمتعلقة بتسيير الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫وتتملل أهش هذ المجالفات في ‪:‬‬
‫ــــــ عدم القيام عن عمدا حينما تقل الوضعية الصافية للشركة عن ربع رأس المال بسبب الجسارة الملبتة في‬
‫القوائش التركيبيةا باستشارة الشركاء خالل اللالثة أ هر من تاريخ المصادقة على الحسابات المتعلقة بها من أجل اتجاذ‬
‫قرار الحل الســابق ألوانه للشــركة إن اقتضــى األمر ذلكا وبريداع ذلك القرار بكتابة ضــبط المحكمة وتقييد في الســجل‬
‫التجاري ونشـر في جريدة لإلعالنات القانونيةا ويعاقب على ذلك بالحبس من ـهر إلى سـتة أ ـهر وبغرامة من ‪2000‬‬
‫إلى ‪ 20000‬درهش ا أو برحدى هاتين العقوبتين فقط د المادة ـ ‪115‬ق‪.‬‬

‫‪ 1‬وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القيام بعمييات شراء قصد البيا بثمن أقل من السعر الجاري أو اليجوء إلى وسا ل مجحفة قصد الحصول عيى أموال بغية تجنب أو تأخير‬
‫فتح مسطرة المعالجة؛‬
‫‪ 2‬ـ اختالس أو إخفاء كل أو جزء من أصول المدين؛‬
‫‪ 3‬ـ الزيادة بصورة تدلييسة في خصوم المدين؛‬
‫‪4‬ـ مسك حسابات وهمية أو إخفاء وثا ق محاسبية أو االمتناع عن مسك كل محاسبة خالفا لما يقضي به القانون‪.‬‬
‫‪ 2‬يترتبعن سقوطاألهييةالتجارية منا اإلدارة أو التدبير أو التسيير أو المراقبة‪ ،‬بصفة مباشرة أوغيرمباشرة‪ ،‬لكل مقاولة تجارية ولكل شركة ذات‬
‫نشاطاقتصادي (م ‪ 750‬م ت)‪.‬‬
‫‪53‬‬

‫ــــ القيام باالقتراب ب ي كل من األ كال من الشركةا أو العمل على الحصول على دائنية في حسابها الجاري‬
‫أو ب ية طريقة أخرىا وكذا العمل على أن تكفل الشــركة أو تضــمن احتياطي االتزام المســير تجا األغيار‪ .‬وعقوبتها‬
‫الغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 50000‬درهش دالمادة ‪116‬ق‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫مـــراقــبـــو الــحــسابـــات‬
‫من المســـتحدثات األســـاســـية للنن الجديد إدخال نظام مراقبي الحســـابات إلى الشـــركة ذات المســـؤولية‬
‫المحدودة وذلك إما بصفة إلزامية أو بصفة اختيارية‪:‬‬

‫‪ 1‬ــــــ فتعيين مراقب أو أكلر للحســابات يكون إلزاميا في الشــركات التي يتجاوز رقش أعمالها الســنوي ‪50‬‬
‫مليون درهش دون اعتبار الضـرائب دم ‪2 /980‬ق ولقد اسـتبدل المشـرع بهذا النظام مجلس المراقبة الذي كان النن‬
‫القديش ينن عليه بالنسـبة للشـركات ذات المسـؤولية المحدودة التي يتجاوز عدد الشـركاء فيها العشـرينا إنما ـــــ كما‬
‫هو مالحظ ـــــ المعيار في ذلك التعيين بالنسبة لمراقبي الحسابات هو مقدار رقش األعمال السنويا وليس عدد الشركاء‬
‫كما في مجلس المراقبةا وواضــح أن قصــد المشــرع من ذلك هو ضــمان فعالية أكبر على مســتوى المراقبة المالية‬
‫للشركة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــــ وبالنسبة للشركات ذات المسؤولية المحدودة التي ال يصل رقش أعمالها السنوي إلى ‪ 50‬مليون درهشا فرن‬
‫تعيين مراقب للحســـابات فيها يكون اختيارياا حيث يمكن للشـــركاءا إما أن يضـــمنوا النظام األســـاســـي ـــرطا بذلك‬
‫التعيينا أو أن يقرروا ذلك باتفاق الحق يتجذ ب غلبية الشركاء الحائزين للالثة أرباع رأسمال الشركة ما لش يكن النظام‬
‫األساسي يكتفي ب غلبية أقل دم ‪ 1/80‬وم ‪2 /75‬ق‪.‬‬

‫وقد سبق أن أوضحنا أنه تطبق على مراقبي الحسابات أحكام القانون لمتعلق بشركات المساهمة‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫الحيات الشركاء غير المسيرين‬
‫من األهداف األسـاسـية التي سـعى المشـرع إلى تحقيقها من خالل القانون الجديدا على طريق إحكام تسـيير‬
‫الشــركات وضــمان حقوق الشــركاء فيها ا تحســين وضــعية الشــركاء غير المســيرين في الشــركة ذات المســؤولية‬
‫المحدودة بتمكينهش من وسائل مراقبة وتتبع متعددة حتى في غيا مراقب للحسابات‪.‬‬
‫وهكذا فمن الصـــالحيات األســـاســـية التي يتمتع بها الشـــركاء اتجاذ بعد القرارات الجماعية المتعلقة بســـير‬
‫الشـركة وذلك في الجمعية العامة دأوالق بما في ذلك المصـادقة على الموازنة السـنوية دثانياق باإلضـافة إلى بعض آليات‬
‫المراقبة واإلخبار التي حر القانون على تقريرها لهش لضمان مراقبة فعالة ألعمال التسيير دثاللاق‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الجمعيـة العــامـة‬
‫الجمعية العامة هي الهيئة التي يلتئش فيها الشـركاء التجاذ القرارات الجماعية المتعلقة بسـير الشـركة‪1‬ا وهي‬
‫تعد مصـدر السـلطة والسـيادة والشـرعية فيهاا وفي إطارها تتا الفر ـة للشـركاء للتدخل في نشـاط الشـركة ومراقبة‬
‫ماليتها الســـنوية أو المحاســـبية‪ .‬وما يعنينا هنا هي الجمعيات العامة االختيارية التي قد تنشـ ـ الحاجة اللتئامها التجاذ‬
‫قرار بش ن الحياة الجماعية للشركةا أما الجمعية العامة السنوية المتعلقة بالمصادقة على الموازنة فسنراها فيما بعد‪.‬‬
‫فهناك ال عديد من القرارات التي يجب أن تتجذ من قبل الشــــركاءا منها ملال تعيين المســــير أو عزله أو قبول‬
‫اسـتقالتها أو الترخين للمسـير في بعض األمور التي قد ينن عليها النظام األسـاسـيا وإبداء الرأي بشـ ن االتفاقات‬
‫المبرمة بين الشـركة وأحد المسـيرين أو أحد الشـركاء دم ‪ 64‬ـركاتق وتعديل النظام األسـاسـيا وبصـفة عامة كل أمر‬
‫‪1‬‬
‫‪G Flores, S Baillie de Senilhes, La pratique de l'assemblée générale - SARL, SA ne faisant pas appel‬‬
‫‪public a l'épargne ; François Lefebvre, Société civile, édition, 1996.‬‬
‫‪54‬‬

‫يرتئي ـريك أو أكلر ممن يملكون نصـف األنصـبةا أو ممن يملكون ربع األنصـبة إذا كانوا يمللون ربع الشـركاء على‬
‫األقل من الناحية العدديةا أن يعرضو على أنظار الجمعية العامة دم ‪71‬ـ ‪ 4‬ركاتق‪.‬‬
‫فهذ القرارات الجماعية كلها تتجذ مبدئيا في الجمعية العامةا غير أن المشــرع أجاز نن النظام األســاســي‬
‫على اتجاذها عن طريق االســتشــارة الكتابيةا إال فيما يتعلق بالجمعية العامة الســنوية التي يعرب فيها المســير تقرير‬
‫التسيير والجرد والقوائش التركيبيةا وتقرير مراقب الحسابات عند وجودهش دم ‪1 .71‬ق‪.‬‬
‫و يدعى الشــركاء لحضــور الجمعية العامة قبل انعقادها بجمســة عشــر يوما على األقل برســالة مضــمونة مع‬
‫إ ــــعـار بـالتو ــــل يحـدد فيهـا جـدول األعمـالا وتوجـه الـدعوة من طرف المســــير وإال فمن طرف مراقـب أو مراقبي‬
‫الحسـابات إن وجدواا كما أنه يمكن لشـريك أو أكلر ممن يملكون نصـف األنصـبة أو ربع األنصـبة إذا كانوا يمللون ربع‬
‫الشــركاء على األقل أن يطلبوا عقد الجمعية العامةا فرذا لش يســتجب المســير لطلبهش أمكنهش اســتصــدار أمر من رئيس‬
‫المحكمة باعتبار قاضـيا للمسـتعجالت بتعيين وكيل يتولى الدعوة لعقد الجمعية مع تحديد جدول أعمالها دم ‪ 2 .71‬و‪3‬‬
‫و‪ 4‬ق‪ .‬وهذ من أ دوات المراقبـة التي قررها القـانون للشــــركاء حتى ولو كانوا ال يمللون إال األقليـة حيـث يمكنهش اتجـاذ‬
‫مبادرة استدعاء الجمعية العامةا وعرب ما يرونه من أمور عليها‪.‬‬
‫وكـل جمعيـة عـامـة تنعقـد دون أن يكون قـد روعي في اســــتـدعـائهـا أو في عقـدهـا المســــطرة القـانونيـة يمكن‬
‫إبطالها ريطة أال يكون قد حضرها أو ملل فيها جميع الشركاء دم ‪6 .71‬ق‪.‬‬

‫ولكل ــريك الحق في المشــاركة في الجمعية العامة وفي اتجاذ القرارات‪ .1‬وهو يتوفر على عدد من األ ــوات‬
‫يساوي األنصبة التي يملكها دم ‪1. 72‬ق‪.‬‬
‫ويترأس الجمعية العامة ريك يحدد النظام األساسي الشروط التي يجب أن تتوفر فيه دم ‪2-73‬ق‪.‬‬
‫وتتجذ القرارات في الجمعية العامة أو عند االســتشــارة الكتابية ب غلبية األ ــوات الحائزة ألكلر من نصــف‬
‫رأس المالا فرذا لش تتوفر هذ األغلبية في االجتماع األولا وما لش ينن النظام األســــاســــي على خالفها يســــتدعى‬
‫الشركاء أو يستشارون مرة ثانيةا وتتجذ القرارات ب غلبية األ وات المعبر عنها دم ‪74‬ق‪.‬‬

‫غير أنه إذا كان للقرارات اتصــال بتعديل النظام األســاســي فرن اتجاذها يقتضــي موافقة الشــركاء الحائزين للالثة‬
‫أرباع رأس المال ما لش يكتف النظام األســـاســـي ب غلبية أقل دم ‪2-75‬ق واســـتلناء من ذلك فرن قرار رفع رأس المال‬
‫بردماج األربا أو االحتياطي يتجذ بموافقة الشركاء الحاملين لنصف األنصبة فقط دم ‪3-75‬ق‪.‬‬
‫وبحسـب ما اسـتقر عليه العمل القضـائيا فرن التصـويأ في الجمعيات العامة هو حق وظيفي يجب ممارسـته في إطار‬
‫المصـلحة المشـتركةا وأن اسـتعماله ألغراب أنانية وذاتية من الشـريك لتفضـيل مصـالحه الشـجصـية إضـرارا بالشـركاء‬
‫اآلخرين وبمصلحة الشركة نفسها يعد تعسفا في استعمال الحق يبرر إقرار التعويض لجبر الضرر الناتج عنه‪.2‬‬
‫هذاا ويجب أن تلبأ مداوالت الشـــركاء في محضـــر يبين تاريخ ومكان انعقاد الجمعيةا وأســـماء الشـــركاء‬
‫الحاضــرين أو الممللين ونصــيب كل واحد منهشا والتقارير والوثائق المعروضــةا وملجصــا لما راج في المداوالتا‬
‫ونن التو ـيات المعروضـة على التصـويأا ونتيجة التصـويأا ومضـمون االسـتشـارة الكتابية في حالة االلتجاء إليها‬
‫مرفقـة بـالجوا المتعلق بهـاا وينجز المحضــــر ويوقع من طرف رئيس الجمعيـة العـامـة دالمـادة ‪73‬ق ويعـاقـب المجـالف‬
‫بغرامة بين ‪ 1000‬و‪ 5000‬درهش دالمادة ‪112‬ق‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫المصادقـة على الموازنة السنوية‬

‫‪ 1‬انظر قرار محكمة االستفناف التجارية بفاس رقم ‪ ،454‬بتاريخ ‪ ،2007/03/13‬في الميف عدد ‪ ،2006/1802‬وقد أكدت فيه المحكمة‬
‫عيى‪ ... :‬أن الجمعية العامة ليشركة ذات المسؤولية المحدودة تعد مصدر السيطة والسيادة والشرعية فيها وتتيح الفرصة ليشركاء ليتدخل في نشاط‬
‫الشركة ومراقبة ماليتها السنوية أو المحاسبية‪ ،‬وباعتبار أن هذه الجمعية تتخذ القرارات العادية الالزمة لضمان حسن سير الشركة فانه يتعين دعوة‬
‫جميا الشركاء فيها لحضور الجمعية العامة سواء من طرف المسير أو مراقب الحسابات أو غيرهما طبقا ليمادة ‪ 71‬من قانون رقم ‪ 5/96‬الصادر‬
‫بتنفيذه ظهير ‪ ، 1997/2/13‬ولذا تدخل المشرع وأعطى إمكانية إبطال كل جمعية وجهت الدعوة النعقادها بكيفية غير قانونية‪ ،‬إذ استقر القضاء‬
‫عيى بطالن الجمعية السنوية ليشركة ذات المسؤولية المحدودة التي انعقدت في غياب أحد الشركاء بسبب عدم توجيه الدعوة إليه‪ ، ...‬قرارات‬
‫محكمة االستفناف التجارية بفاس لسنتي ‪ ،2007/2006‬موزعة عيى قرص مضغوط‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر حكم المحكمة التجارية بمراكش عدد ‪ 720‬بتاريخ ‪ ،2001/05/02‬في الميف رقم ‪ ،2000/817‬مجية المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪ ،91‬ص‪.‬‬
‫‪ . 171‬انظر كذلك تعييق ذ‪ .‬المهدي شبو عيى نفس الحكم‪ ،‬نفس المجية‪ ،‬نفس العدد‪ :‬ص‪ .157.‬انظر بشأن العمل القضا ي الفرنسي في هذه المسالة‬
‫في الشركات عامة‪:‬‬
‫‪Jacque Mestere, Abus de majorité , abus de minorité, in, Grands arrêts du droit des affaires, Dalloz, 1995.‬‬
‫‪55‬‬

‫أوجب القانون خالل سـتة أ ـهر من اختتام السـنة المحاسـبية عرب تقرير التسـيير والجرد والقوائش التركيبية‬
‫للسنة المحاسبية والمعدة من قبل المسيرين على مصادقة جمعية الشركاء دالجمعية العامةق دالمادة ‪1 .70‬ق ‪.‬‬
‫ولهذ الغاية يجب أن تبلغ للشـــركاء ‪ 15‬يوما قبل تاريخ انعقاد الجمعية العامة الوثائق المتعلقة بالتقاريرا‬
‫وكذا نن القرارات المقترحة ا وعند االقتضــاء تقرير مراقب أو مراقبي الحســابات ا كما يوض ـع الجرد رهن إ ــارة‬
‫الشــركاء بمقر الشــركة داخل نفس المدة من دون أن يكون لهش الحق في أخذ نســجة منه ا وكل مداولة تتش دون‬
‫مراعاة قواعد اإلخبار هذ يمكن إبطالها دالمادة ‪2 .-7‬ق‪.‬‬
‫ولقد قرر القانون لكل ــريك مهما كان نصــيبه في الشــركة أن يضــع أســئلة كتابية على المســير أن يجيب‬
‫عليها أثناء انعقاد الجمعيةا وذلك ابتداء من تاريخ االســـتدعاء إليها دالمادة ‪3 .70‬ق والهدف من ذلك كما هو واضـــح‬
‫هو تمكين كل ريك من مناقشة الميزانية وتقرير التسيير كوسيلة لممارسة رقابته على ذلك‪.‬‬

‫وزيـادة في دعش المؤيـدات القـانونيـة المتعلقـة بـالمصـــــادقـة على الموازنـة فـرن القـانون نن على معـاقبـة‬
‫المسـيرين الذين ال يعدون بالنسـبة لكل سـنة محاسـبية الجرد والقوائش التركيبية وتقرير التسـيير بغرامة بين ‪ 2000‬و‬
‫‪ 40.000‬درهش دم ‪ 109‬قا وكذلك بمعاقبة المســــيرين الذين ال يقومون بدعوة الجمعية العامة للشــــركاء لالنعقاد داخل‬
‫أجل ســتة أ ــهر من تاريخ الســنة الماليةا والذين ال يعرضــون على مصــادقة الجمعية العامة المذكورة أو لمصــادقة‬
‫الشــــريـك الوحيـد الجرد والقوائش التركيبيـة وتقرير التســــيير بغرامـة بين ‪ 2000‬و ‪ 20.000‬درهش دم ‪ 1-110‬و ‪3‬ق‬
‫وبــــــمعاقبة المســيرين الذين ال يقومون داخل األجل القانوني بتوجيه الوثائق المشــار إليها إلى الشــركاء بغرامة من‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 10.000‬درهش دم ‪111‬ق‪.‬‬

‫المطلب اللالث‬
‫حق الشركاء في االطالع والمراقبة‬
‫باإلضـــافة إلى حق االطالع والمراقبة الذي يملكه الشـــركاء في إطار الجمعية العامةا وخا ـــة بمناســـبة‬
‫المصــادقة على الموازنةا حر القانون الجديد على إقرار مجموعة من آليات اإلخبار واالطالع والمراقبة للشــركاء‬
‫حيث أنه سعى إلى التوسيع من ذلك وإلى طبعه بطابع الفعالية‪.‬‬
‫وهكذا فقد أعطى القانون للشــركاء الحق في االطالع في كل وقأ بمقر الشــركة على الدفاتر والجرد والقوائش‬
‫التركيبية وتقرير التســيير وتقري ر مراقبي الحســابات عند وجودهشا ومحاضــر الجمعيات للســنوات المحاســبية اللالث‬
‫األخيرةا ورتب على حق االطالع حق الحصـول على نسـجة من كل ذلك ما عدا الجردا وأجاز االسـتعانة بمسـتشـار في‬
‫كـل ذلـك دم ‪ 4. 70‬و ‪ 5‬و ‪ 6‬ق ودعش كـل ذلـك بـالنن على معـاقبـة المســــير الـذي يعرقـل ذلـك بغرامـة من ‪ 2000‬إلى‬
‫‪ 20.000‬درهش دم ‪117‬ق‪.‬‬
‫وفضـال عن ذلك فرن القانون قرر لكل ـريك غير مسـيرا مرتين في السـنة المحاسـبية ا أن يوجه للمسـير‬
‫أسـئلة كتابية بشـ ن كل واقعة قد تعرقل اسـتمرارية االسـتغالل ا وقد أوجب على المسـير أن يجيب عليها كتابة كذلكا‬
‫وأن يبلغ الجوا إلى مراقبي الحســـــابـات إن وجـدوا دالمـادة ‪81‬ق وذلـك حتى يحـاط هؤالء علمـا بجوا المســــيرا‬
‫ويمارسوا من ثش مهامهش في المراقبة بناء على ذلك‪.‬‬
‫وحماية لألقلية داخل الشــركة في الحاالت التي تتولى األغلبية فيها التســييرا فرن المشــرع خول لشــريكا أو‬
‫عدة ـركاء متى كانوا يحوزون ربع رأس المال على األقل أن يطلبوا من رئيس المحكمة بصـفته قاضـي المسـتعجالت‬
‫تعيين مراقب للحسابات إلجراء تدقيق في حسابات الشركة‪.‬‬

‫وأخيرا فـرن المشــــرع خول لواحـد أو أكلر من الشــــركـاء متى كـانوا يملكون ربع رأس المـال على األقـلا أن‬
‫يطلبوا من رئيس المحكمة التجارية بصـفته قاضـي المسـتعجالت تعيين خبير أو أكلر لتقديش تقرير بشـ ن عملية أو أكلر‬
‫من عمليات التســييرا حيث يجب حينئذ أن يعين األمر االســتعجالي نطاق مهامه و ــالحياتها وبعد إنجاز مهمته يوجه‬
‫تقرير إلى الشريك الذي طلبها وإلى مراقب أو مراقبي الحسابات إن وجدواا وكذا إلى المسيرا ويعرب على الجمعية‬
‫العامة المقبلة رفقة تقرير المســــير ومراقب أو مراقبي الحســــابات إن وجدوا دم ‪82‬ق كل هذا كما هو واضــــح بهدف‬
‫إعطاء فعالية كبيرة لهذ اآللية من آليات المراقبة والتي من ــ نها أن تفضــي إلى محاســبة المســير من قبل الجمعية‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪56‬‬

‫فرذا أضــفنا إلى كل هذا حق الشــريك في إقامة دعوى المســؤولية على المســير دم ‪67‬ق وحق طلب عزله بناء‬
‫على سـبب مشـروع دم ‪69‬ق أدركنا مدى السـلطات التي يتمتع بها الشـريك غير المسـير ضـمن الشـركة ذات المسـؤولية‬
‫المحدودة والتي تشكل عامل توازنا وبالتالي أداة للمراقبة قبالة سلطات المسير‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫انتقال األنصبة في الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫المبحث األول‬
‫طريـقـة انتـقـال األنصبة‬
‫انطالقا من الطابع الشـجصـي للشـركة ذات المسـؤولية المحدودة فرن المشـرع منع عليها إ ـدار أي نوع‬
‫من أنواع القيش المنقولة القابلة للتداول دالمادة ‪54‬ق من هنا فرنه ال يمكن أن تملل األنصـبة فيها بسـندات قابلة‬
‫للتداول دالمادة ‪55‬ق وغالبا ما يكتفى برثباتها في عقد الشركة‪.‬‬

‫ولقد أوجبأ المادة ‪ 16‬أن يحصل التفويأ كتابة تحأ طائلة البطالنا ولكي ينتج أثر في مواجهة الشركة‬
‫يجب تبليغه إليها بصفة رسميةا أو بريداع نظير من عقد التفويأ بمقر الشركة مقابل هادة من المسير‪.‬‬
‫أما في م واجهة األغيار فال يسري االنتقال إال بعد إتمام إجراءات القيد في السجل التجاري دالمادة ‪ 16‬ـ ‪2‬ق‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫ضوابـط انـتقـال األنصـبة‬
‫حفاظا على االعتبار الشجصي في الشركة فرن المشرع تطلب في انتقال األنصبة إلى االغيار موافقة الشركاء‬
‫الحائزين للالثة أرباع رأس المالا وأما نقلها إلى أحد الشــركاء في الشــركةا فلش يتطلب فيه المشــرع أية موافقةا ومع‬
‫ذلك فرن هناك حاالت يمكن أن تنتقل فيها األنصبة حريةا كل ذلك ما لش ينن النظام األساسي على خالف ذلك‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫حاالت انتقال األنصبـة بحرية‬
‫نصـأ المادة ‪ 60‬على إمكانية تفويأ األنصـبة بكل حرية بين الشـركاءا ونفس الشـيء نصـأ عليه المادة ‪56‬‬
‫بالنسبة النتقالها عن طريق اإلرثا وبين األزواج أو األقار أو األ هار إلى الدرجة اللانية بردخال الغاية‪.‬‬

‫ومع ذلك فرن المشــرع أجاز نن النظام األســاســي على وقف انتقال الحصــة في أحد هذ الحاالت على قبول‬
‫باقي الشــركاء وفق الشــروط التي يحددها ذلك النظام على أال تتجاوز اآلجال الممنوحة للشــركة للبث في القبول ثالثين‬
‫يومـا من تـاريخ تبليغ االنتقـال إليهـا مع مراعـاة إمكـانيـة تمـديـد األجـل بطلـب من المســــير مرة واحـدة بـ مر من رئيس‬
‫المحكمةا و ريطة كذلك أال تتجاوز األغلبية المتطلبة موافق الشركاء الممللين للالثة أرباع أنصبة الشركةا وفي حالة‬
‫الرفض فرن نفس األحكام المطبقة على رفض التفويأ إلى الغير المنصــــو عليها في الفقرتين ‪ 3‬و‪ 4‬من المادة ‪58‬‬
‫را ء الشركة أو الشركاء للحصة المرفوب انتقالها تنطبق على هذ الحالة دالمادة ‪2 /56‬ق‪.‬‬ ‫والمتعلقة بوجو‬

‫المطلب اللاني‬
‫حاالت تقييد انتقال األنصبة إلى األغيار‬
‫نقل األنصـبة إلى األغيار يعني إدخال ـريك جديد إلى الشـركة وهذا فيه مس باالعتبار الشـجصـي الذي تقوم‬
‫عليه الشـــركة ذات المســـؤولية المحدودة من هنا فرن المشـــرع تطلب في ذلك موافقة الشـــركاء الممللين على األقل‬
‫للالثـة أربـاع رأس المـال دالمـادة ‪ 1-58‬ق وهي نفس األغلبيـة التي كـان يتطلبهـا النن القـديشا غير أنـه على خالف هـذا‬

‫‪1‬‬
‫‪Kurt G.Weil, La protection des associés minoritaires en droit Allemand des sociétés a responsabilité limitée‬‬
‫‪Rev. Stés. 1993, 561 ; J.B. Bosquet, La protection de l'associé contre le gérant statutaire d'une société a‬‬
‫‪responsabilité limitée . Rev. Stes. 1993, 751‬‬
‫‪57‬‬

‫األخير الذي كان يحكش على النصـيب المرفوب تفويته بالجمود ما لش يرغب أحد الشـركاء اآلخرين بشـرائه طواعيةا‬
‫فرن النن الجديد يفرب على الشركة وعلى الشركاء راء أو العمل على راء تلك األنصبة‪.‬‬
‫وهكذا فبعد أن يبلغ مشــروع التفويأ إلى الشــركة وإلى كل واحد من الشــركاء إما أن تعلن الشــركة عن‬
‫رفض التفويأ وعن حق االسترداد داخل أجل ثالثين يوما من التبليغ أو يعتبر التفويأ مقبوال دالمادة ‪2-58‬ق‪.‬‬

‫وفي حالة الرفض فرنه يتعين على الشـركاء داخل أجل ثالثين يوما من ذلك أن يشـتروا أو يعملوا على ـراء‬
‫األنصبة بلمن محدد ا ويمكن تمديد هذا األجل مرة واحدة بطلب من المسير ب مر من رئيس المحكمة على أال يتجاوز‬
‫التمديد ثالثة أ هردالمادة ‪3-58‬ق‪.‬‬
‫ويمكن للشــركة أيضــا باتفاق مع الشــريك المفوت أن تقرر ضــمن نفس األجل تجفيض رأس المال بمبلغ‬
‫القيمة االسـمية ألنصـبة هذا الشـريك وإعادة ـرائها باللمن المحدد ا ولقاضـي المسـتعجالت أن يمنح الشـركة مهلة‬
‫أداء مبررة ال تتجاوز سـتة أ ـهرا وتترتب على المبالغ المسـتحقة فائدة بالسـعر القانوني من تاريخ قرار تجفيض‬
‫رأس المال دالمادة ‪58‬ـ ‪4‬ق‬
‫فرذا انصــرمأ المدة المحددة ولش يحصــل أي من الحلين الســابقين جاز للشــريك إنجاز التفويأ المقتر دالمادة‬
‫‪5-58‬ق ريطة أن يكون مالكا ألنصبته منذ سنتين على األقل‪.‬‬

‫الفصـل الجامس‬
‫ركـــة الـمـســاهمـة‬
‫‪La société anonyme‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف ركة المساهمة وتحديـد خصائصها‬
‫المبحث األول‬
‫تعريفها وتطور تنظيمها القانوني‬
‫أوال ـ تعريفها‬
‫ركة المساهمة ركة تجارية بشكلها يقسش رأسمالها إلى أسهش قابلة للتداولا تؤسس بين خمسة مساهمين‬
‫على األقلا ال يس لون إال بقدر مساهمتهش في رأسمالهـا‪ .1‬دم‪ 1‬من قانون‪ 95-17‬المنظش لشركة المساهمةق‪.‬‬

‫– ‪- Hassania Cherkaoui, La société anonyme, Najah El Jadida‬‬ ‫‪ 1‬راجا في إطار القانون الجديد ‪:‬‬
‫‪Casablanca 1997.‬‬
‫‪58‬‬

‫وتعتبر ــركة المســاهمة أكلر ــور الشــركات تعقيدا وإحكاما وفعاليةا وهي تشــكل الصــورة المللى لشــركات‬
‫األموال التي ال تقوم على االعتبار الشــــجصــــي وإنما على االعتبار الماليا إذ ما يهش فيها هي المســــاهمات المالية‬
‫للشـركاء وليس ـجصـيتهش ‪ .‬ونجا الشـركة ال يتوقف على ما يبدله هؤالء من جهد وعمل في إدارة ـؤونهاا وإنما‬
‫على نوع النشاط الذي تزاوله ورقش األعمال ومقدار األربا الذي تحققه‪.‬‬

‫وانطالقا من طغيان الجانب المالي فيها فرن رأس مالها يقســش إلى أســهش قابلة للتداول وليس إلى حصــنا‬
‫ومسـؤولية الشـريك فيها تنحصـر في حدود ما يسـا هش به في رأس مالها فال يتحمل أية مسـؤولية ـجصـية عن ديونهاا‬
‫وفي حالة وفاة الشريك أو إعالن إفالسه أو التحجير عليه فرنه ليس لذلك أي ت ثير على الشركة‪.‬‬
‫وتشـكل ـركات المسـاهمةا بما تتمتع به من قدرات كبيرة على تعبئة المدخراتا األداة القانونية األسـاسـية‬
‫لالســــتلمـار ف ي االقتصـــــاد الليبراليا إذ يمكنهـا أن تطر رأســــمـالهـا لالكتتـا العـام فتجمع مـا تحتـاجـه من أموال‬
‫الستلماراتهاا وغالبا ما يحظى هذا االكتتا باإلقبال من المدخرين‪ 1‬الذين يرغبون في استلمار مدخراتهش في المشاريع‬
‫المربحة دون أن يتحملوا أية أعباء على مسـتوى إدارة المشـروع أو على مسـتوى المسـؤولية عن ديونه مع االحتفاظ‬
‫بحرية التصــرف في أســهمهش دون حاجة لموافقة باقي الشــركاءا لذلك فهي تالئش المقاوالت الكبيرةا إذ تملل الشــكل‬
‫القانوني الذي نش ت ضمنه وتطورت المشاريع االقتصادية الكبرى عبر العالشا والتي راكش العديد منها أمواال ضجمة‬
‫وحصـــل تبعا لذلك على نفوذ وقوة عظيمين مكنا من الت ثير على الحياة االقتصـــادية وفي بعض األحيان على الحياة‬
‫السياسية للدول‪.‬‬
‫غير أنه ليس هذا هو الوضــع دائما من الناحية الواقعية ا فكليرة هي ــركات المســاهمة التي ليســأ في‬
‫الحقيقة إال مقاوالت عائلية اختار أ ـحابها التسـتر وراء اإلطار القانوني للشـركة لالسـتفادة مما توفر من امتيازاتا‬
‫خا ـة على مسـتوى تحديد مسـؤولية الشـركاء بما فيهش المسـيرين‪2‬ا كما أن الكلير منها يسـيطر عليه ـريك واحد أو‬
‫عدد محدود من الشــركاء يحوزون الغالبية العظمى من األســهش ويتحكمون في الشــركة ويســتغلون وضــعهش القوي‬
‫فيها لتحقيق مصــالحهش الرأســمالية الضــيقة‪3‬ا من هنا فقد أثبتأ الممارســة أن هذ الشــركة لش تســتطع لحد اآلن أن‬
‫تفرب نفســها في المغر كتقنية قانونية للمقاولة الرأســماليةا وذلك بســبب تشــبع المســتلمر المغربي بالممارســة‬
‫االقتصـادية التقليدية في ـورتها العائلية المنغلقةا إذ بعد أن تؤسـس الشـركة تسـير من قبل المسـاهش الفرد المالك‬
‫الحقيقي كمقاولة فردية دون أية مراعاة للمقتضيات القانونية‪.‬‬
‫ومهما يكن فرنه بالنظر إلى اعتماد ـــركات المســـاهمة ــــــ ـ مبدئيا ــــــ ـ على جمع مدخرات العموم للقيام‬
‫بمشـاريعها ا واعتبارا لما ينطوي عليه ـكل الشـركة من مجاطر التالعب بتلك المدخرات ا فان المشـرع قد تدخل‬
‫بقواعد آمرة ووضع نظاما مؤسساتيا لهذا النوع من الشركات سعى من ورائه إلى حماية االقتصاد الوطني وحماية‬
‫االدخار العام ‪.‬‬

‫ثانيا ـ تطور القانون المنظش لشركة المساهمة‬


‫كانأ ـــركة المســـاهمة تجضـــع لظهير‪ 11‬غشـــأ ‪ 1922‬الذي كان يكتفي باإلحالة فيما يتعلق بتنظيش هذ‬
‫الشركة على القانون الفرنسي ل ـ ‪ 24 :‬يوليو ‪ 1867‬مع بعض التعديالت التي وردت عليها ولقد كان المشرع المغربي‬
‫قد أدخل مجموعة من التعديالت على القانون المشـــار إليه أعال كان الغرب منها ســـد النقن الذي أبان عنه ذلك‬
‫القانون ومالءمته مع التحوالت التي عرفتها ــركات المســاهمةا غير أن هذ الحركة التشــريعية في مجملها لش تكن‬
‫موفقة في التعامل مع هذا النوع من الشـركات بسـبب قدم النن األ ـلي وقصـور التعديالت الالحقة عليه والتي لش ت ت‬
‫لتندرج ضمن منظور مولي وإنما لتجري مجرد ترميمات متالحقة اقتضتها متطلبات النمو االقتصادي للبالد‪.‬‬

‫كل هذا جعل التشــريع المغربي المنظش لشــركة المســاهمة تشــريعا ناقصــا وغير متالئشا وذلك من ناحية ألن‬
‫الحمـاية التي ســــعى إلى توفيرها للمـدخرين من االحتيـال والتالعب لش تكن كافيـةا خا ــــة بســــبـب غيـا الجزاءات‬
‫الزجرية أو عدم كفايتها مما فتح المجال لت سـيس ـركات مسـاهمة وهمية أو ضـعيفة البنيان والرأس مالا ومن ناحية‬
‫أخرى ألن ذلك التشـريع قصـر اهتمامه في توفير الحماية لالدخار ولش يولي كبير أهمية للمناخ الذي يجب أن تعمل فيه‬
‫الشــركةا فلش ينتبه إلى مجم وعة من المعوقات تعرقل ســيرها خا ــة على مســتوى طريقة تســييرهاا وأخيرا ألن هذا‬
‫التشــريع تعامل مع ــركة المســاهمة كما لو أنها كانأ من نمط واحدا فقرر أحكاما متماثلة لها ال تميز بين تلك التي‬

‫‪ 1‬هذا ما جعيها في كثير من الحاالت تضم أعدادا ضخمة من المساهمين ـ مثال في المغرب خوصصة الشركة الوطنية لالستثمار أدى إلى دخول‪:‬‬
‫‪ 45742‬مساهم فيها‪ ،‬وهذه األرقام تتحول إلى عدة ماليين في الدول الرأسمالية الكبرى ‪ :‬ففي فرنسا مثال شركة ‪ Paribas:‬تضم ‪3.804.000‬‬
‫مساهم ‪ ،‬وشركة ‪ 2.298.000 La société générale‬مساهم‪ ،‬و ‪ 2.237.000 La C.G.E.‬مساهم‪.‬‬
‫‪ 2‬الكثير من المشاريا العا يية تختار االنضواء في إطار الشركة ذات المسؤولية المحدودة التي توفر نفس االمتيازات عيى هذا المستوى‪ ،‬إال‬
‫أن الكثير اآلخر يفضل شركة المساهمة لما تتمتا به من سمعة وصيت في الوسط االقتصادي ‪.‬‬
‫‪ 3‬من ذلك مثال اإلعالن عن الزيادة في رأس المال وإصدار أسهم بثمن أقل من قيمتها الحقيقية ‪ ،‬واالكتتاب فيها بأكميها أو في معظمها ‪،‬‬
‫وذلك من موقا سيطرتهم عيى مقاليد األمور في الشركة ‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫تلج إلى االكتتا العام لتكوين رأســـمالها وتلك التي يغطي فيها المؤســـســـون كامل الرأســـمالا وبين تلك التي تعمل‬
‫برأس مال ـــغير وتوظف عددا محدودا من العمال وتلك التي تعمل برأســـمال ضـــجش وتوظف مئات أو آالف العمالا‬
‫ف خضع كافة هذ األنماط إلى نفس اإلطار التنظيمي ذو الطابع المؤسساتي المتميز بتعقيد وانعدام مرونته‪.‬‬
‫من هنـاا وفي إطـار تحـديـث المنظومـة القـانونيـة المتعلقـة بقطـاع األعمـال قـام المشــــرع المغربي كـذلـك بـرعـادة‬
‫النظر في القانون المنظش لشـــركة المســـاهمةا فلش من ثش وضـــع القانون رقش ‪117-95‬ا المصـــادق عليه في الدورة‬
‫البرلمـانيـة الربيعيـة لســــنـة ‪21996‬ا وهو القـانون الـذي يحكمـه توجـه تعزيز الليبراليـةا وإعطـاء األولويـة لالســــتلمـار‬
‫الجا عن طريق إحكام آليات ضـخ مدخرات العموم نحو االسـتلمار في إطار ـركات المسـاهمةا ودعش اللقة في هذ‬
‫الشـــركات عن طريق تعزيز آليات مراقبتها حر ـــا على الشـــفافية والمصـــداقيةا مع العمل على خلق قاعدة قانونية‬
‫عصرية واضحة تضمن الطم نينة للمستلمرين المغاربة واألجانب على حد سواء‪.3‬‬

‫المعالش األساسية للقانون الجديد‬


‫يمكننا عموما أن نقول أن القانون الجديد يحكمه هاجســــان أســــاســــيان يتداخالن فيما بينهما‪ :‬أولهما توقي‬
‫مجاطر التالعبات عن طريق توفير حماية فعالة للمدخرين ولألغيار الذين قد يقعون ضحايا لتصرفات المسيرين أو‬
‫للقوة االقتصـادية للشـركة والناجمة عن تقنية التجميع ‪ concentration‬التي تقوم عليها‪ .‬وثانيهما إقامة نظام فعال‬
‫للشــركة بهدف تبســيط طريقة ت ســيســها ما أمكن ا وإحكام طريقة تســييرها تفاديا لكل تســيب من ــ نه اإلضــرار‬
‫بمصالح المساهمين أو مصالح االغيار من المتعاملين معها‪.‬‬
‫ويمكننا أن نحصر أهش األدوات التي اعتمدها المشرع لتحقيق ذلك في ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ دعش وسائل إخبار العموم وحاملي األسهش والسندات وغيرها من القيش المنقولة حول وضعية وحياة‬
‫ـــركات األســـهش التي تلج لالكتتا العام بوســـائل متعددة منها إلزام الشـــركات المقيدة في بور ـــة القيش بقفل‬
‫ميزانيتها واإلعالن عنها و هرها في أجل محدد تحأ طائلة تشطيبها من البور ة‪.‬‬

‫‪ 2‬ــ ـ دعش العقوبات الزجرية الموقعة على أعضاء أجهزة اإلدارة والتسيير أو على غير هؤالء ممن يلج إلى‬
‫التحايل والغ أو مجالفة المقتضـيات القانونية في ت سـيس أو إدارة ـركة المسـاهمة أو تغيير رأسـمالها أو التالعب‬
‫في األوراق المالية التي تصدرها‪ 4‬دالمواد من ‪ 373‬إلى ‪424‬ق‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ ـ النن على المسؤولية الشجصية والتضامنية للمؤسسين وأعضاء أجهزة اإلدارة أو التسيير أو التدبير‬
‫أو المراقبة عن كل ضــرر يتســببون فيه ســواء للشــركاء أو لألغيار بســبب مجالفة األحكام التشــريعية والتنظيمية‬
‫المطبقة على ـركات المسـاهمة أو بسـبب مجالفة النظام األسـاسـي للشـركة أو غير ذلك من المجالفات والتجاوزات‬
‫دالمواد من ‪ 349‬الى‪ 355‬من نفس القانونق‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ ـ عند وجود نقن في أ ول الشركةا إمكانية تحميله كليا أو جزئياا تضامنيا أم ال لكل المسيرين أو للبعض‬
‫مع إمكانية فتح مســطرة التســوية أو التصــفية القضــائية في حق كل مســؤول يلبأ في حقه التالعب بمصــالح الشــركة‬
‫ومصالح الشركاء أو االغيار دالمادتان ‪ 1. 738‬و ‪ 746‬من مدونة التجارة بعد تعديل ‪2018‬ق‪.‬‬

‫ركات المساهمة التي تؤسس بين عدد محدود من الشركاء دون اللجوء‬ ‫‪ 5‬ــــ تبسيط إجراءات ت سيس‬
‫إلى االكتتا العام في رأس المال‪.‬‬
‫هذاا إضا فة إلى العديد اآلخر من المستحدثات التي سنشير إليها في حينه‪.‬‬
‫ولقد قوبل النن الجديد بنوع من المقاومة من قبل المقاولين المغاربة الذين آخذوا عليه تعقيد وعدم مالءمته‬
‫للواقع االقتصــــادي واالجتماعي للمقاولة المغربيةا فهشا وإن تمنوا األهداف التي ســــعى إلى تحقيقها على مســــتوى‬
‫ضــرورة توفير إعالم وإخبار أفضــل للمســاهمين وللعموم بش ـ ن حياة ــركة المســاهمةا وكذلك تفعيل ودعش المراقبة‬
‫المالية لهاا وتنقية العالقات المالية بين الشــــركة ومســــيريهاا وتفعيل اإلدارة والتســــيير وإحكامهماا وحماية األقلية‬

‫‪ 1‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4422 :‬بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪. 1996‬‬


‫‪ 2‬أخذ هذا القانون كذلك عن القانون الفرنسي ليشركات لـ ‪ 24:‬يوليو ‪ ، 1966‬وقد وضا من قبل خبراء أجانب ضم إليهم بعض القضاة المغاربة‪.‬‬
‫‪ 3‬تقرير لجنة المالية والتنمية الجهوية بمجيس النواب بشأن مناقشة مشروع القانون المتعيق بشركات المساهمة ـ عرض السيد وزير التجارة‬
‫والصناعة ـ ص‪.60 :‬‬
‫‪ 4‬يالحظ أن اإلقبال عيى هذه الشركة عرف بعض الفتور بعد صدور القانون الجديد‪ ،‬كما أن العديد من شركات المساهمة القا مة تحولت إلى‬
‫شركات ذات مسؤولية محدودة ـ تفيد إحصا يات السجل التجاري المركزي أنه في الفترة الممتدة من أكتوبر ‪ 1996‬إلى أكتوبر ‪ 2000‬تأسست‬
‫‪ 18.638‬شركة ذات مسؤولية محدودة مقابل ‪ 1.242‬شركة مساهمة كما أن حوالي ‪ 5.000‬شركة مساهمة قا مة تم تحوييها إلى شركة ذات‬
‫مسؤولية محدودة ‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫ضــمانا لحقوقهاا وبالت كيد كذلك تج ريش ومعاقبة األفعال التي تســتهدف االحتيال والتالعبا أي التي تتوفر فيها ســوء‬
‫النيـة وقصــــد اإلضــــرارا فـرنهش يرون أن الطريقـة التي اتبعـأ لتحقيق ذلـك غير مالئمـة وأنـه كـان بـاإلمكـان تحقيق ذلـك‬
‫بوسائل أكلر مرونة‪.‬‬
‫من هنـا فـرن الجمعيـة المغربيـة للشــــركـات ترى أن هـذا القـانون يفتقـد لكلير من المرونـة من حيـأ مبـالغتـه في‬
‫تنظيش الشـركة بقواعد آمرةا وتضـييقه من تش من سـلطان اإلرادة بررسـاء أنظمة آمرة للتسـيير ال تترك لحرية التعاقد إال‬
‫هامشــا ضــيقاا وهذا جعل تلك األنظمة ثقيلة وخانقة بالنســبة للمقاولين الذين يفضــلون ترك النن حرية تنظيش بعض‬
‫األمور التفاق الشــركاءا بحيث يكتفي المشــرع بوضــع الضــوابط لحماية الحقوق واالدخار العام ويترك األمور األخرى‬
‫التفاق الشــركاء‪ .‬كما يؤاخذون عليه إفراطه في الشــكلية مما جعله يتســش بكلير من التعقيد المجاني‪ .‬وكذلك مبالغته في‬
‫التجريش والعقا ا مما جعلها كما يقولونا ســـيفا مســـلطا فوق رؤوس المقاولينا في حين أن تســـيير المقاولة يتطلب‬
‫كليرا من المرونة بقصـد التالؤم المسـتمر مع متطلبات السـوقا ويتطلب توفير الطم نينة للمسـيرين لكي ينصـرفوا إلى‬
‫ـؤون التسـيير دون خوف من المتابعات الجنائية عن أفعال لش يقصـدوا من خاللها اإلضـرار ب حدا وحتى إذا وقع ضـرر‬
‫فرنهش يرون أن قواعد المسـؤولية المدنية موجودة لمواجهة ذلكا أما التجريش والعقا فيجب أن ينحصـرا يقولونا في‬
‫األفعال الجرمية المقصـودة والتي تصـدر عن سـوء نيةا أما أخطاء التسـيير غير المقصـودة والتي تنتج عن سـوء تقدير‬
‫وليس عن سوء نية فيجب التعامل معها في إطار المسؤولية المدنية ال الجنائية‪.1‬‬
‫‪2 2008‬‬ ‫وقد تفهمأ السلطات العمومية ردود الفعل هذ ا واستجابأ لها عن طريق القانون رقش ‪05‬ــــ ‪ 20‬لسنة‬
‫المغير والمتمش للقانون رقش ‪ 95-17‬المتعلق بشــركة المســاهمة‪ .‬حيأ تمحور التعديل على تبســيط إجراءات ت ســيس‬
‫ركة المساهمةا وإعادة هيكلة أجهزة التسيير والمراقبةا والتجفيف من الطابع الزجري لذلك القانون‪.‬‬
‫هـذا القـانون تبنى جـانبـا من المقترحـات التي تقـدم بهـا الفـاعلون االقتصــــاديونا وذلـك من أجـل جعـل التشــــريع‬
‫المنظش لشـركة ا لمسـاهمة مالئما مع الظرفية المعا ـرةا دونما أي تراجع عن الفلسـفة العامة التي بني عليهاا وأيضـا‬
‫لالســــتجابة إلى بعض االهتمامات التي تشــــغل بال أربا المقاوالت المغاربة الذين طالبوا بتبســــيط قانون ــــركات‬
‫المساهمة‪.3‬‬
‫وهكذا فقد عمل المشرع من خالل هذا التعديل على‪:‬‬
‫‪ 1‬ــــــ ضـمان توازن أفضـل في تجويل السـلطات بين أجهزة الشـركةا وذلك بتكريس مبدأ فصـل المهام المجولة‬
‫لرئيس مجلس اإلدارة وتلك الممنوحة للمدير العاما وكذا توضيح مهام مجلس اإلدارة مقارنة مع مهام الرئيس والمدير‬
‫العام‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تدعيش الشفافية في تسيير الشركة‪.‬‬


‫‪ 3‬ـ تعزيز حقوق المساهمين‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تحسين وسائل وطرق المراقبة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ مالءمة بعض المفاهيش واآلليات القانونية المرتبطة بتنشيط سوق البور ة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تجفيف بعض الجوانب المتعلقة باإلجراءات الشكليةا خا ة المرتبطة بت سيس الشركة‪.‬‬
‫‪7‬ـ التجفيف من الطابع الزجري‪.‬‬
‫وسنعرب لهذ التعديالت في غالبيتها عند دراستنا لألحكام المنظمة لهذ الشركة‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫ــركــة المـســاهـمـة‬ ‫خــصــائــن‬
‫تتملل أهش خصائن ركة المساهمة في ‪:‬‬

‫‪Seddik Mouaffak, La loi sur la société anonyme reportée au 1er‬‬ ‫‪ 1‬راجا ‪janvier 2001 ? - défaut :‬‬
‫‪d'harmonisation - Maroc Hebdo international, n° 395, du 26 nov 1999, p 22.‬‬
‫صودق عييه من قبل البرلمان ‪.‬في ‪ 22‬يناير ‪.2008‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر مذكرة تقديم مشروع القانون رقم ‪ 05‬ـ ‪ 20‬المغير والمتمم ليقانون رقم ‪ 95‬ـ ‪.17‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪61‬‬

‫ــفة‬ ‫‪ 1‬ــــــ أن المســاهش فيها ال يس ـ ل عن ديون الشــركة إال بقدر ما يملكه من أســهشا لذلك فهو ال يكتســب‬
‫"تاجر"ا وال ت ثير إلفالسه على الشركةا كما أن إفالس الشركة ال يؤدى إلى إفالس المساهمين فيها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــ أن رأس مال الشركة يقسش إلى أسهش متساوية القيمةا وقابلة للتداول بالطرق التجاريةا كما أنه يمكن‬
‫طرحه لالكتتا العام‪.‬‬

‫‪ 3‬ـــــ تعتبر الشـركة تجارية بشـكلها ال بموضـوعهاا لذلك فرنه يمكنها أن تزاول كافة األعمال مدنية كانأا أو‬
‫تجـاريـة دون أن يؤثر ذلـك على طبيعتهـا التجـاريـة غير أنـه يالحظ أن المشــــرع منع عليهـا مزاولـة بعض األعمـال ملـل‬
‫مكاتب األعمال دظهير‪ 12‬يناير‪1945‬ق واألعمال الفالحية دظهير ‪ 12‬أبريل ‪1975‬ق‪.‬‬
‫كما أن هناك أعماال أخرى حصـــر المشـــرع مزاولتها في ـــركات المســـاهمة منها على الجصـــو األبناك‬
‫دالمادة ‪ 28‬من القانون رقش ‪ 34.03‬المتعلق بمؤســســات اإلئتمان والهيئات المعتبرة في حكمهاق‪ 1‬و ــركات االســتلمار‬
‫دمرســوم ‪ 2‬أكتوبر ‪1966‬ق والقرب العقاري دمرســوم ‪ 17‬ديســمبر ‪1968‬ق والت مين بقســط ثابأ دالمادة ‪ 168‬من‬
‫مدونة الت مينات لسنة ‪2002‬قا وأعمال البور ة دالمادة ‪ 35 :‬من قانون ‪ 21‬سبتمبر ‪1993‬ق‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ تتجذ ركة المساهمة تسمية تجارية وليس عنوانا تجارياا ويستمد اسمها عادة من طبيعة النشاط الذي‬
‫تزاولها غير أنه يمكن أن تكون عبارة عن تســمية مبتكرة ا وال يجوز لها أن تعين باســش أحد الشــركاء ‪ .‬وقد أوجبأ‬
‫المادة ‪ 4‬من قانون ‪95‬ــ ‪ 17‬أن تتضمن كافة الوثائق الصادرة عن الشركة تسميتها مسبوقة أو متبوعة مبا رة بعبارة‬
‫" ركة مساهمة" أو حرفي ‪" :‬ش ‪ .‬م" ومبلغ رأسمالها ومقرها االجتماعيا ورقش قيدها في السجل التجاري‪.‬‬
‫ويرجع السـبب في اتجاذ ـركة المسـاهمة اسـما تجاريا وليس عنوانا تجاريا إلى أنها من ـركات األموال إذ‬
‫أن مـا يهش فيهـا هو قـدر رأســــمـالهـا وطبيعـة النشــــاط الـذي تزاولـه ورقش أعمـالهـا ومقـدار أربـاحهـا ا فهـذا هو مـا‬
‫يطمئن إليه المتعاملون معها ألنه هو الذي يشــكل ضــمان ديون الشــركةا أما أســماء المســاهمين فيها فليس لها أية‬
‫أهمية ما دام أنهش ال يس لون جصيا عن ديونها‪.‬‬
‫‪ 5‬ــــ على خالف ا لشركات التجارية األخرىا فرن المشرع المغربي فرب حدا أدنى لعدد الشركاء المساهمين‬
‫في ركة المساهمة وهش خمسة على األقل‪ .‬دم ‪1‬ق‪.‬‬
‫ولقد كان النن القديش يتطلب ســبعة ــركاء على األقل حر ــا من المشــرع على إ ــراك أكبر عدد ممكن من‬
‫أ ـحا المدخراتا بالنظر إلى أن هذا النوع من الشـركات مهي السـتقطا مدخرات العموم السـتلمارها في المشـاريع‬
‫االقتصادية التي تتطلب رؤوس أموال كبيرة يعجز المستلمرون الفرادى على توفيرهاا غير أنه أمام ما الحظه المشرع‬
‫من لجوء المسـتلمرين إلى التحايل على هذا العدد با ـراك مسـاهمين وهميين في الشـركةا فرنه قد خفض هذا العدد إلى‬
‫خمسـة‪ .‬وهذا حل غير وجيه في رأينا لكون أن هذ الشـركة قد نشـ ت في األسـاس للتجمعات الرأسـمالية الكبيرة وليس‬
‫للمشاريع الصغيرة أو المغلقة أو العائلية التي توجد أ كال أخرى من الشركات تالئمها أكلر ـــ الشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة ـــــ ملالـــــ لذلك فقد كان من األجدى الحفاظ على البناء الرأسـمالي للشـركة بتطلب عدد كبير من المسـاهمين‬
‫لتمييزها عن الشركة ذات المسؤولية المحدودة خا ةا وللمحافظة على عنصر اإلغفال ــ ‪ L'anonymat‬ــ الذي هو‬
‫أسـاسـي فيهاا إذ سـيكون من السـهل جدا التعرف على الشـركاء فيها بالنظر لقلة عددهشا والتعرف بالتالي على دافعهش‬
‫إلى المشاركة ــ ـ نية المشاركة عندهش ــ ـ وهذا كله يجعل منها مجرد ركة أ جا في العملا فالبناء الكلي للشركةا‬
‫باعتبارها ـركة أموال يتهدم بالحد من عدد الشـركاءا فهذ الشـركة تصـورت في األ ـل لتكون مفتوحةا وتطلب عدد‬
‫قليل من الشــركاء يجعل منها ــركة مغلقة‪ .2‬وبالنســبة لمحاربة االحتيال على الحد األدنى المتطلب قانوناا فيمكن أن‬
‫يتش بوســائل أخرى ملل ا ــتراط المســاهمة بحد أدنى من رأس المالا أو من األســهش بالنســبة للشــركات التي ال تلج‬
‫لالكتتا العام ضمانا لمساهمة جدية‪.‬‬

‫ومهما يكنا يجب أن يكون المســـاهمون ـــركاء حقيقيون بحيث إذا ثبأ أن الشـــركة ت ســـســـأ بشـــركاء‬
‫وهميينا أو إذا تقلن عدد المســاهمين إلى ما يقل عن خمســة لمدة تزيد عن ســنة جاز للقضــاء أن يقضــي بحلها بناء‬
‫على طلب كل ذي مصلحة ‪ 3‬دالمادة ‪358‬ق‪.‬‬

‫الفرع اللاني‬

‫‪ 1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،5397‬بتاريخ ‪ 21‬محرم ‪ 20( 1427‬فبراير ‪.)2006‬‬


‫‪Med.Alami Machichi, Précarité de la réforme de la société anonyme. Rev. mar. de dr. d'économie de 2‬‬
‫‪développement, n° 37 - 1996 - p.41‬‬
‫‪ 3‬راجا في ضل القانون السابق ‪ :‬قرار استفنافية الرباط بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪ 1940‬ـ مجموعة‬
‫قرارات محكمة االستفناف بالرباط ـ القرارات الجنا ية ـ الجزء الثاني ـ ص‪. 328 :‬‬
‫‪62‬‬

‫ــركــة المــساهــمــة‬ ‫تــ ســيــس‬


‫من خالل اسـتقراء المقتضـيات القانونية المتعلقة بت سـيس ـركات المسـاهمةا يتبين أنه على غرار العديد من‬
‫التشـريعات المعا ـرة‪1‬ا التشـريع المغربي أ ـبح يميز بالنسـبة لت سـيس هذ الشـركة بين تلك التي تلج إلى االكتتا‬
‫العام لجمع رأســمالها وتلك التي تكتفي بتوزيع أســهمها بين مؤســســيهاا حيث إذا كانأ طبيعة األولى تبرر إخضــاع‬
‫ت ســيســها إلى اإلجراءات الطويلة والمعقدة التي تهدف حماية االدخار العام والمدخرينا فرن اللانية ال تبرر ذلك ما دام‬
‫أنها تنعقد بين عدد محدود من الشركاء يتوفرون على األموال الكافية لتغطية رأسمال الشركةا إذ من األفضل واألجدى‬
‫إخضاعها إلى مسطرة مبسطة تقتر من طريقة تكوين عقد ركة عاديـة ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫ت سيس الشركة عن طريق االكتتا العام‬
‫يتميز هذا الت سيس ب نه ال يتش بمجرد انعقاد عقد الشركة كما هو الش ن بالنسبة لغيرها من الشركات بل يتطلب‬
‫إجراءات معقدة تســــتغرق وقتا طويال‪ .‬وهي إجراءات تســــتهدف الت كد من جدية الشــــركة و ــــحة تكوينها حماية‬
‫لمدخرات المساهمين‪.‬‬
‫ويالحظ أن ت ســيس ــركات الم ســاهمة عن طريق االكتتا العام نادر في العمل حتى في الدول الرأســمالية‬
‫الكبرى‪ .2‬وهذا أمر يصــدق حتى على ــركات المســاهمة الكبرى التي تت ســس برســاميل ضــجمة والتي في الغالب ما‬
‫تت سـس بواسـطة نقابات اإل ـدارد‪ Les syndicats d'émission‬ق المكونة من البنوكا وبالنسـبة لالكتتابات العامة‬
‫التي تحصـل في المغر فغالبا ما ت تي إما عقب طر ـركات مسـاهمة قائمة لجزء من أسـهمها على الجمهور عقب‬
‫دخولها إلى البور ـة‪ 3‬ا أو تتش في إطار برنامج الجو ـصـة بالنسـبة لبعض المؤسـسـات التي تجتار الدولة تفويأ جزء‬
‫من رأسمالها في كل أسهش تطر لالكتتا العام‪4.‬‬

‫وبحسب المادة ‪ 9‬من القانون المنظش لشركة المساهمة‪ 5‬تعتبر ركة تدعو الجمهور إلى االكتتا العام ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ كل ركة تطلب إدراج قيمها المنقولة في بور ة القيش أو في أي سوق منظمة أخرى‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ كل ركة تصدر أو تفوت قيمها المنقولة إلى الجمهور مع اللجوء بصفة مبا رة أو غير مبا رة إلى‬
‫السعي أو اإل هار أو بواسطة وسيط مالي دالمادة ‪ 1‬من القانون رقش ‪ 44.12‬ل ‪ 28‬ديسمبر‪ 2012‬المتعلق بدعوة‬
‫الجمهور إلى االكتتا وبالمعلومات المطلوبة إلى األ جا المعنوية والهيئات التي تدعو الجمهور إلى االكتتا في‬
‫أسهمها أو سنداتها ‪6‬ق‬

‫فشــركة المســاهمة التي تتوفر فيها أحد هذ الموا ــفات‪ 7‬تجضــع في ت ســيســها إلى المســطرة التالية التي‬
‫يمكننا أن نحصرهاا انطالقا مما تنن عليه المادة ‪17‬ا في أربعة مراحل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ وضع نظامها األساسي وإيداعه دفي كتابة ضبط المحكمةق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ االكتتا في رأس مالها‪.‬‬


‫هر الشركة‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـ القيام برجراءات‬

‫المطلب األول‬

‫‪ 1‬القانون الفرنسي ل‪ 24 :‬يوليوز ‪ ،1966‬مثال ـ الذي ساير في ذلك قوانين باقي دول االتحاد األوربي ـ والقانون المصري‪.‬‬
‫‪Ripert et Roblot - Op.cit. n° 104 ; J.F. Bulle et E.M. Gérmain, Pratique de la société anonyme, Dalloz – 2‬‬
‫‪1991 - p. 360.‬‬
‫‪ 3‬كما حصل مثال ما شركة أفريقيا ليمحروقات أو شركة سيارة النجمة‪ Nejma -Auto- :‬اليتين طرحتا حوالي ‪ % 20‬من رأسمالـهما‬
‫في شهر أبريل ‪ 1999‬عيى االكتتاب العام‪.‬‬
‫‪ 4‬هذا ما حصل مثال بالنسبة ليشركة الوطنية لالستثمار ‪ ،S.N.I‬وشركة النقل المغربية ‪.C.T.M‬‬
‫‪ 5‬نسخت وعوضت بالمادة الخامسة من القانون رقم ‪.23.01‬‬
‫‪6‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6120‬بتاريخ ‪ 24‬يناير ‪.2013‬‬
‫‪Sortais, Observations a propos de définition des sociétés faisant publiquement appel a l'épargne. J.C.P. 7‬‬
‫‪1968-1-2194 ; Granier , La notion d'appel public à l'épargne – Rev. stés. 1992- 687.‬‬
‫‪63‬‬

‫وضع النظام األساسي وإيداعه لدى كتابة ضبط المحكمة‬


‫أوال ـ وضع النظام األساسي‬
‫تنطلق مرحلة ت سيس الشركة عند نشوء فكرة إقامة مشروع تجاري أو ناعي في كل ركة مساهمة في‬
‫أذهان أ ـجا يسـمون بالمؤسـسـينا فيقوم هؤالء بالعمل على إبراز إلى الوجود‪ .‬والمؤسـسـون هش األ ـجا الذين‬
‫يتجذون مبادرة ت ســـيس الشـــركة فيقومون باألعمال المادية دالدراســـات التقنيةا ودراســـات الجدوى االقتصـــاديةق‬
‫واإلجراءات القانونية الالزمة إليجاد المكتتبين في رأس مالهاا ويتحملون من ثش المسؤولية الناتجة عن الت سيس‪.1‬‬
‫ولقد منع التشـريع الجديد األ ـجا المسـقط عنهش حق إدارة أو تسـيير ـركة أو الذين يمنع عنهش ممارسـة‬
‫هذ المهام وكذا من ســـبق الحكش عليهش منذ أقل من خمس ســـنوات الرتكابهش جريمة الســـرقة أو االختالس أو خيانة‬
‫األمانة أو النصـب أن يكونوا مؤسـسـينا ويضـاعف هذا األجل إلى عشـر سـنوات عندما يتعلق األمر بشـركات مسـاهمة‬
‫تدعو الجمهور لالكتتا دالمادة ‪ 38‬كما جرى تعديلها بالقانون ‪05‬ـ‪20‬ق‪.‬‬
‫ويبدأ المؤســس أو المؤســســون بوضــع النظام األســاســي للشــركة الذي يجب أن يتش كتابة في عقد رســمي أو‬
‫عرفيا غير أنه إذا وضع بمقتضى عقد عرفي فيجب أن يحرر في عدة أ ول بالقدر الكافي للقيام بمجتلف اإلجراءات‬
‫المتطلبة دالمادة‪11‬ـ ـ الفقرة ‪ 1‬و‪ 2‬من قانون ‪17-95‬ق مع االحتفاظ بواحد منه في مقر الشركة‪ .‬ويعتبر مضمون النظام‬
‫األســاســي حجة بين المســاهمين إذ ال تقبل أية وســيلة إثبات أخرى بشــ ن ذلك النظام إال إذا كانأ في ــكل اتفاقات‬
‫مكتوبة بينهش دالفقرتان ‪ 3‬و ‪ 4‬من المادة ‪ 11‬السابقةق‪.‬‬
‫ويجب أن يتضمن النظام األساسي دالمادتان ‪ 2‬و ‪12‬ق ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ كل الشركة ومدتها التي يجب إال تتجاوز ‪ 99‬سنة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تسميتها ومقرها االجتماعي ‪.‬‬


‫‪ 3‬ـ غرضها ومبلغ رأسمالها الذي يجب أال يقل عن مليوني درهش دم‪6 :‬ق‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عدد األسهش التي تش إ دارها وقيمتها االسمية مع التمييز بين مجتلف فئات األسهش المنش ة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ كل األسهش ‪ :‬إما اسمية فقط أو اسمية في جزء ولحاملها في جزء‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الشروط الجا ة بتداول األسهش في حالة وضع قيود على ذلك التداول‪.‬‬
‫‪ 7‬ــــــ هوية أ ـحا الحصـن العينيةا وتقييش الحصـن التي قدمها كل واحد منهش وعدد األسـهش المسـلمة‬
‫مقابل تلك الحصن‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ هوية المستفيدين من امتيازات خا ة وطبيعة تلك االمتيازات‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ المقتضيات المتعلقة ب جهزة الشركة وتسييرها وسلطاتها‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ المقتضيات المتعلقة بتوزيع األربا وبتكوين االحتياطي وبتوزيع عالوة تصفية الشركة عند انقضائها‪.‬‬
‫وبالنســبة للحصــن العينية في حالة وجودهاا يجب أن يتضــمن النظام األســاســي و ــفا لها مع تقييمها‪.‬‬
‫ويجري الو ـــف وا لتقييش بواســـطة تقرير ملحق بالنظام األســـاســـي يعد تحأ مســـؤوليتهش مراقب أو عدة مراقبين‬
‫للحصـن يجتارون من بين األ ـجا المجول لهش ممارسـة مهام مراقبي الحسـابات‪ .‬ويتناول تقريرهش بالو ـف كل‬
‫حصـة على حدةا ويشـير إلى طريقة التقييش المعتمدة وسـببهاا كما يؤكد على أن قيمة الحصـن تطابق على األقل القيمة‬
‫االسمية لألسهش المزمع إ دارها دم ‪ 24‬و‪25‬ق‪.‬‬
‫كما أنه إذا تش التنصين في النظام األساسي على منح امتيازات خا ة لفائدة أ جا سواء كانوا ركاء أم‬
‫الا اتبعأ نفس المســطرة‪ .‬والمقصــود باالمتيازات الجا ــة هنا الحق التفضــيلي في األربا وفي عالوة التصــفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه ـ نفس المرجا ـ الفقرة ‪ 389‬ـ شكري السباعي ـ الجزء الثاني ـ في الشركات ـ ص‪ 271‬ـ هشام فرعون ـ نفس المرجا ـ‬
‫الفقرة ‪. 444‬‬
‫‪Jean Guyenot Cours de doit commercial, 2 éme volume, 1977 n° 396.‬‬
‫‪64‬‬

‫ويمكن أن تكون الحصــن العينية واالمتيازات الجا ــة المشــار إليها أعال موضــوع عقد منفصــل يلحق بالنظام‬
‫األساسي ويشكل جزءا منه دالمادتان ‪ 24‬و‪ 25‬ق‪.‬‬
‫وكما أنه يجب إيداع النظام األســاســي لدى كتابة ضــبط المحكمة المكلفة بمســك الســجل التجاري التي يوجد‬
‫بدائرتها مقر الشركة المزمع ت سيسها كما سنرى الحقاا فرن تقرير مراقب أو مراقبي الحصن واالمتيازات ـ باعتبار‬
‫يشكل جزءا من النظام األساسي ــــ يجب أن يودع كذلك لدى تلك الكتابة التي تضعه رهن إ ارة المساهمين المحتملين‬
‫الـذين يمكن لهش الحصــــول على نســــجـة منـها كمـا يجـب تســــليش نظير منـه إلى جلس القيش المنقولـة دم ‪ 26‬كمـا عـدلـأ‬
‫بالقانون رقش ‪05‬ـ‪20‬ق‪.‬‬

‫ثانيا ـ إيداع النظام األساسي واطالع العموم عليه‬


‫انطالقا من أن ت سـيس الشـركة هنا يعتمد على دعوة العموم لالكتتا في رأسـمالها فقد كان من الضـروريا‬
‫حماية لالدخار العاما تمكين المكتتبين المحتملين من المعلومات الكافية عن مشــروع الشــركة ليكون باســتطاعتهش أن‬
‫يعبروا عن رضــــاهش بـاالكتتـا فيهـا عن بينـة واختيـار‪1‬ا من هنـا فقـد نن القـانون على مجموعـة من إجراءات اإلخبـار‬
‫التي يجب على المؤســـســـين إتباعها إلطالع عموم المكتتبين المهتمين على مشـــروع الشـــركة المتملل في نظامها‬
‫األساسيا وتتملل هذ اإلجراءات في‪:‬‬

‫‪ 1‬ــــــ إيداع النظام األســاســي الموقع من قبل المؤســســين لدى كتابة ضــبط المحكمة المكلفة بمســك الســجل‬
‫التجاري الموجود بدائرتها المقر االجتماعي للشركة أو لدى مكتب موثق دالمادة ‪19‬ق ويتش اإليداع في نسجتين مشهود‬
‫بمطابقتهما لأل ـل من طرف أحد المؤسـسـينا وباإليداع يصـبح النظام األسـاسـي نهائيا ال يمكن تعديله‪ .‬ويمكن لكل من‬
‫يهمه األمر االطالع على النظام األســاســي المودع بكتابة الضــبط أو لدى الموثق والحصــول على نســجة منه على‬
‫نفقتها كما يجب التنصين راحة في بطاقة االكتتا على إمكانية االطالع ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ الحصول على ت يرة الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪2‬ا على "بيان معلومات" يجب على المؤسسين أن‬
‫يحررو وفق الكيفية التي تحددها الهيئة‪3‬ا يشار فيه بوجه خا إلى نظام الشركة مع تقييش لوضعيتها المالية وتطور‬
‫نشاطها المرتقب ومميزات العملية المزمع القيام بها والغرب منها مع تحديد األجل المفتو لالكتتا والبنك أو الجهة‬
‫التي تتولى تلقي االكتتابات ‪.4‬‬

‫هذا البيان يشــــكل من الناحية العملية اإلعالن عن فتح االكتتا الذي غالبا ما يقوم المؤســــســــون بنشــــر‬
‫والتعريف به بمجتلف وسائل االتصال‪.‬‬

‫ولقد أعطى المشرع للهيئة المغربية لسوق الرساميل سلطة التحقق من أن المعلومات الواجب على المؤسسين‬
‫تقـديمهـا للجمهور قـد تش تحريرهـا ونشــــرهـا وفق القوانين واألنظمـة الجـاري بهـا العمـل دالمـادة ‪ 17‬من قـانون دعوة‬
‫الجمهور إلى االكتتـا قا كمـا أجـاز لهـا أن ت طلـب كـل إيضــــا أو تبرير فيمـا يتعلق بمضــــمون تلـك البيـانـات وأن يحـدد‬
‫للمؤســـســـين البيانات الواجب تغييرها أو المعلومات التكميلية الواجب إدراجها فيها قصـــد جعلها مطابقة للنصـــو‬
‫التنظيمية الجاري بـها العملا وإذا لش يستجيبوا إلى ذلك أمكن للمجلس رفض الت ير على تلك البيانات دالمادة ‪ 18‬من‬
‫قانون دعوة الجمهور إلى االكتتا قا كل ذلك سعيا من الهيئة إلى حماية االدخار الموظف في األدوات المالية دالمادة ‪3‬‬
‫من قانون الهيئة المغربية لسوق الرساميلق‪.‬‬

‫‪ 3‬ـــــ تسـليش البيان أو توجيهه إلى كل ـجن يطلب إليه االكتتا ا وكذلك وضـعه رهن إ ـارة الجمهور بمقر‬
‫الشـركة وبجميع المؤسـسـات المكلفة بجمع االكتتابات‪ .‬وفي حالة قيد األسـهش دأو سـندات القربق في البور ـةا وضـعه‬
‫رهن إ ارة الجمهور بمقر بور ة القيش دالمادة‪11‬من القانون أعال المتعلق بمجلس القيش المنقولةق‪.‬‬

‫هذاا ويجب أن تكون البيانات المنشـورة مطابقة للبيانات المودعة لدى كتابة ضـبط المحكمةا وإال فرنه ال يمكن‬
‫االحتجاج في مواجهة االغيار بالبيانات المنشــورة‪ .‬غير أنه يمكن لألغيار أن يحتجوا في مواجهة المؤســســين بالنن‬
‫المنشورا إال إذا أثبأ هؤالء األخيرين اطالع الغير على النن المودع دالمادة ‪ 16‬من قانون ركة المساهمةق‪.‬‬

‫‪Endro et Clérmontél, Placement privé et appel public à l'épargne, Rev. dr.banc 1992, p. 91 ; Peltier, La 1‬‬
‫‪notion d'appel public a l'épargne, Banque et droit, 1992, p.138.‬‬
‫‪2‬التي حيت محل مجيس القيم المنقولة‪ ،‬القانون رقم ‪ 43.12‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬مارس ‪ 2013‬المتعيق بالهيفة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6142‬بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪. 2013‬ليتوسا فيما يتعيق بها يمكن الولوج إلى موقعها االلكتروني التالي ‪www.ammc.ma‬‬
‫‪ 3‬وفق المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 44.12‬المؤرخ في ‪ 28‬ديسمبر ‪ ، 2012‬المتعيق بدعوة الجمهور إلى االكتتاب وبالمعيومات المطيوبة إلى‬
‫األشخاص المعنوية والهيفات التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 5‬من قانون دعوة الجمهور إلى االكتتاب ‪....‬‬
‫‪65‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫االكتتا في رأسمال الشركة‬
‫أوال ـ الرأسمال المكتتب به مع تحديد قيمة األسهش‬
‫تعنى التشــريعات عادة بتنظيش رأســمال ــركة المســاهمة باعتبار يشــكل الضــمان العام لدائنيها‪ .‬وعلى غرار‬
‫التشـر يعات المعا ـرة التي تشـترط أن يكون الرأسـمال كافيا لتحقيق غرب الشـركةا فرن المشـرع المغربي وضـع حدا‬
‫أدنى لذلك الرأســمال هو ثالثة ماليين درهش بالنســبة لشــركات المســاهمة التي تلج لالكتتا العام دو‪ 300.000‬درهش‬
‫بالنســبة للشــركات األخرىق‪ .‬وهذا رأســمال ضــعيف ال يتالءم وطبيعة الشــركة من حيث كونها نمطا يالئش المقاوالت‬
‫الرأسـمالية الكبيرةا لذلك فمن ـ نه أن ينسـف البناء الذي أقيمأ عليه هذ الشـركة ويسـد البا أمام انفتا رأس المال‬
‫على مدخرات العموم ويحكش بالتالي على الشــركة بضــعف الرســملة ويحرم االقتصــادا من ثشا من أداة مهمة للتنمية‬
‫واال سـتلمار والتشـغيلا لذلك فقد كان من األولى إيجاد اآلليات المالئمة لترك هذا النوع من الشـركات للمقاوالت الكبيرة‬
‫للتشـــجيع على تغيير نمط المقاوالت المغربية لجعلها قوية قادرة على المنافســـةا خا ـــة أنه قد تش اآلن الحســـش في‬
‫االختيار الليبرالي لالقتصــاد المغربي واتبعأ إ ــالحات على كافة المســتويات إلدماجه في النظام الرأســمالي العالميا‬
‫فكان من الضروري الحفاظ على الهدف الرأسـمالي للشـركة سواء من خالل رأسـمالها أو القيش المالية التي تصـدرها أو‬
‫عدد المســـاهمين المكونين لها أو غير ذلك من المقومات التي تجعلها ـــركة رأســـمالية قادرة على تعبئة المدخرات‬
‫العامة إلقامة المشاريع الكبرى‪.‬‬
‫ومهما يكن فرنه يجب أن يقســش رأســمال ــركة المســاهمة إلى أســهش متســاوية القيمة يطر على الجمهور‬
‫لالكتتا العام‪.1‬‬

‫وقد خفض المشـرع الحد األدنى للقيمة االسـمية لألسـهش إلى‪ 50‬درهماا وبالنسـبة للشـركات المقيدة أسـهمها في‬
‫البور ــة إلى ‪ 10‬دراهش دالمادة ‪ 246‬قا وذلك بغرب التشــجيع على االكتتا في أســهش ــركات المســاهمة من قبل‬
‫المدخرين الصـغارا ولضـمان سـيولة أفضـل لألسـهش المسـعرة في البور ـة بغرب تنشـيط هذ األخيرة التي تصـعب فيها‬
‫المعامالت بالنسبة للمدخرين الصغار‪.‬‬

‫ثانيا ـ طريقة االكتتا‬


‫يتش االكتتا بالنسبة لهذا النوع من ركات المساهمة عن طريق طر المؤسسين الرأسمال بكامله أو جزءا منه‬
‫بعد االكتتا في جزئه اآلخر على االكتتا العام ‪.‬‬

‫وهذ الطريقـة تتطلـب بطبيعـة الحـال بعض الوقأ بالنظر لإلجراءات التي تمر منهـا والتي تبـدأ كمـا قلنـا ســــابقـا‬
‫بتوجيه المؤسسين دعوة لالكتتا إلى الجمهور بواسطة إعالن لالكتتا ‪.‬‬
‫وبعـد مرحلـة اإلعالن تـ تي مرحلـة االكتتـا الفعلي التي تتوالهـا الجهـة التي تعين في اإلعالن عن االكتتـا ا‬
‫وغـالبـا مـا تكون بنكـا‪ .‬ويالحظ أن البنوك إمـا أن تكتفي بتولي اإل ــــراف على عمليـة االكتتـا العـام عن طريق وضــــع‬
‫وكاالتها رهن إ ــارة المؤســســين بما يســمح والو ــول إلى المكتتبين المحتملينا وذلك مقابل عمولة تحدد باالتفاق‬
‫بينهما وبين المؤسـسـينا أو تتع هد باالكتتا بقدر من األسـهش أو بما تبقى من األسـهش لضـمان نجا االكتتا على أن‬
‫تعيد طرحها للبيع في السوق المالية بعد تمام ت سيس الشركة‪.‬‬
‫وعندما يتطلب األمر تدخل أكلر من بنك في عملية االكتتا فرنه غالبا ما يتش ت ســــيس ــــركة محا ــــة من‬
‫البنوك المشتركة تنعأ في السوق بنقابة اإل دار د‪ Le syndicat d'émission‬ق‪.‬‬
‫ويتش االكتتـا بواســــطـة بطـاقـة اكتتـا ‪ Bulletin de souscription‬يجـب أن تتضــــمن البيـانـات المحـددة‬
‫بمرســوم دم ‪ 19‬ق والمتعلقة ســواء بالشــركة في طور اإلنشــاء أو بالمكتتبا خا ــة ما يتعلق بهويته‪ :‬اســمه ولقبه‬
‫وموطنه وجنسيتها وعدد األسهش التي اكتتب بهاا والمبلغ الذي دفعه من قيمة تلك األسهش‪.‬‬
‫ثاللا ـ مصير األموال المكتتب بها‬

‫‪ 1‬اذا كان يجوز االكتتاب بالحصة العيني ة في رأس المال فإنه ال يجوز تقديم الحصة الصناعية ليمساهمة فيه وذلك كما سبق أن قينا الن مثل هذه‬
‫الحصة غير قابية ليحجز عييها ليوفاء بالديون ‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫تودع األموال المسـتجلصـة نقدا عن طريق االكتتا في حسـا بنكي مجمد باسـش الشـركة في طور الت سـيس‬
‫داخـل أجـل ثمـانيـة أيـام من تلقيهـا‪1‬ا وذلـك رفقـة قـائمـة بـالمكتتبين تبين المبـالغ التي دفعهـا كـل واحـد منهش‪ .‬ويجـب أن يتش‬
‫هذا اإليداع‪.‬‬
‫وعلى البنك الذي تش اإليداع لديه أن يضـع قائمة المكتتبين رهن إ ـارة كل مكتتب يدلي بحجة اكتتابها ويمكن‬
‫لمن طلب ذلك االطالع على هذ القائمة والحصول على نسجة منها على نفقته دم ‪22‬ق‪.‬‬
‫وال يجوز سحب األموال المودعة باسش الشركة طور الت سيس إال في حالتين‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عند تمام ت سيس الشركةا حيث يجري السحب بواسطة مــمللها القانوني دوكيل مجلس اإلدارة أو مجلس‬
‫اإلدارة الجماعيةق الذي عليه أن يدلي بنسـجة من ـهادة مسـلمة من كاتب ضـبط المحكمة المجتصـة تلبأ قيد الشـركة‬
‫في السجل التجاري دالمادة ‪34‬ق‪.‬‬

‫‪ 2‬ــــــ إذا لش تت سـس الشـركة في ظرف سـتة أ ـهر تبتد من تاريخ إيداع األموالا أو إذا لش يتش إتمام كافة‬
‫إجراءات الت سـيس في نفس األجل دالمادة ‪35‬ق حيث يجري إرجاع المبالغ المودعة إلى أ ـحابها المكتتبينا أما بريعاز‬
‫من المؤسـسـين أو بواسـطة المتصـرف الذي يعينه رئيس المحكمة المجتصـة بصـفته قاضـيا للمسـتعجالت بناء على طلب‬
‫من المكتتبين‪.‬‬

‫حة االكتتا‬ ‫ثاللا ـ روط‬


‫يشترط لصحة االكتتا توافر الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن يتش االكتتا في كافة رأس المال‬


‫يجب أن يســتغرق االكتتا كافة رأس المالا بحيث إذا لش يتش تغطية إال جزء منه ولو كان كبيرا فرن مشــروع‬
‫ت سـيس الشـركة يعتبر فا ـال دالمادة ‪21‬ق وذلك ألن المكتتبين إنما قبلوا المسـاهمة في الشـركة بسـبب أهمية المشـروع‬
‫انطالقا من الغرب الذي تؤسس من أجلها وهذا ال يمكن أن يتحقق إال بتوفر رأس المال الكافي الذي قدر المؤسسونا‬
‫والذي تش اإلعالن عنه في بيان االكتتا ا والذي حدد في مشــروع النظام األســاســيا هذا ناهيك عن أن الرأســمال ذاك‬
‫يعتبر الضمان الوحيد للدائنين فيجب بالتالي أن يكون مكتمال‪.‬‬
‫ويجـب العتبـار االكتتـا برأس المـال كـامال أن تكون كـافـة االكتتـابـات حقيقيـة بحيـث إذا ثبـأ أن أحـدهـا كـان‬
‫وريا كانأ الشركة باطلة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن يتش تسديد ربع قيمة السهش على األقل‬


‫فالمشـرعا حر ـا منه على جدية االكتتا ا اسـتوجب بالنسـبة لألسـهش الممللة للحصـن النقدية أن يتش الوفاء‬
‫بربع قيمتهـا على األقـل عنـد التـ ســــيس والبـاقي يحرر دفعـة واحـدة أو على مراحـل حســــب مـا يقرر مجلس اإلدارة أو‬
‫مجلس اإلدارة الجماعية على أن يتش ذلك داخل خمس ســـنوات من تقييد الشـــركة في الســـجل التجاري دم‪21‬ق‪2‬ا على‬
‫خالف األسـهش الممللة للحصـن العينية والتي أخضـعها لمبدأ التسـديد بالكامل‪ .‬ويرجع السـبب في ذلك إلى أن الحصـن‬
‫النقدية ال تكون الشــركة في حاجة لها بكاملها عند بداية مزاولتها لنشــاطها باعتبار أن عملها يكون على مراحلا على‬
‫خالف الحصـــن العينية التي تكون ضـــرورية لمبا ـــرة العملا من هنا فرن المشـــرع إذا كان قد حر على تمكين‬
‫الشــركة من الوســائل المالية الكافية التي تمكنها من بدء نشــاطها فرنه قد ســعى في نفس الوقأ إلى فتح المجال أمام‬
‫غار المدخرين الذين ال يستطيعون تسديد مساهماتهش دفعة واحدة للدخول فيها‪.‬‬

‫إضـافة إلى ذلك فرن المشـرع اسـتوجب بالنسـبة للحصـن العينية أن يتش و ـفها وتقييمها بواسـطة تقريرا‬
‫يلحق بالنظام األسـاسـيا يعد تحأ مسـؤوليتهش مراقب أو عدة مراقبين للحصـن‪ 3‬يعينهش المؤسـسـون دالمادة‪1-24‬ق‬
‫على أن يتش اختيار مراقبين الحصن من بين مراقبي الحسابات دالمادة ‪ 25‬ـ ‪1‬ق‪.‬‬

‫‪Galimard, Dépôt des fonds en banque et constitution de société anonyme , Banque , 1977, 690.1‬‬
‫‪ 2‬وقد خول القانون ‪05‬ـ‪ 20‬المتمم والمعدل لقانون شركة المساهمة بمقتضى تعديل أجراه عيى المادة ‪ 21‬لكل ذي مصيحة أن يتقدم بطيب إلى‬
‫ر يس المحكمة بصفته قاضيا ليمستعجالت إلصدار األمر إلى الشركة تحت طا ية غرامة تهديدية بالدعوة لدفا األموال غير المحررة‪.‬‬
‫‪Simon, La désignation du commissaire aux apports par le magistrat, Rev.stés. 1969 - 89; Heuchon, Les 3‬‬
‫‪problèmes pratiques du commissariat aux apports, Jour agrées, 1976, 3 ; S.Doyen , Etendue de la mission du‬‬
‫‪commissaire aux apports - Gaz-Pal – 1982-2 doc. 486.‬‬
‫‪67‬‬

‫‪ 3‬ـ أن يكون االكتتا باتـا‬


‫فيجب أن يكون االكتتا باتا غير مقترن بشـرط أو معلق على أجلا وذلك ملل ا ـتراط الحصـول على منصـب‬
‫المدير مقابل المســاهمة بعدد كبير من األســهشا فملل هذا الشــرط يعتبر باطال إال أنه ال يؤثر على االكتتا الذي يعتبر‬
‫حيحا منتجا آلثار ‪.‬‬

‫حته‬ ‫رابعا ـ التلبأ من اكتمال االكتتا ومن‬


‫أوجب المشــــرع للت كد من اكتمال االكتتا وســــالمته أن يتش إثبات االكتتا بكامل رأس المال المطرو ا‬
‫والوفاء بربع قيمة األسـهش النقدية على األقلا أو بمقابل النسـبة التي يحددها مشـروع النظام األسـاسـي بواسـطة تصـريح‬
‫يجريه المؤسـسـون أمام موثق أو لدى كتابة ضـبط محكمة المقر االجتماعي للشـركةا حتى يتحقق هؤالء من تطابق‬
‫التصـريح مع الوثائق التي يجب أن يدلي بها المؤسـسـون والمتعلقة ببطائق االكتتا وبشـهادة بنكية تلبأ إيداع األموال‬
‫المحصـلة من االكتتا لدى بنكا على أن يلحق بالتصـريح قائمة المكتتبين وكشـف األداءات التي قام بها كل واحد منهش‬
‫ونسجة من النظام األساسي أو نظيرا منه دالمادة ‪23‬ق‪.‬‬
‫وباسـتصـدار تصـريح اكتمال االكتتا و ـحتها تنتهي هذ المرحلة في ت سـيس الشـركة في انتظار اكتمال عملية‬
‫الشهر والتسجيل‪.‬‬

‫المطلب الرابع‬
‫ـــهـــــر الـــشــركـــــة‬
‫طبقا لمقتضــيات المادة ‪ 17‬المشــار إليها ســابقا فرن الشــركة ال تعد مؤســســة إال بعد القيام برجراءات الشــهر‬
‫المنصو عليها في المادة ‪.31‬‬
‫والشــهر يتش عن طريق النشــر واإليداع والقيد في الســجل التجاريا وهي م مورية تقع على عاتق الممللين‬
‫القانونيين للشركة أو كل وكيل مرخن بذلك تحأ مسؤوليتهش دالمادة ‪15‬ق‪.‬‬

‫أوال ـ اإليداع والتسجيل في السجل التجاري‬


‫هنا كذلك يتش تسـجيل الشـركة في السـجل التجاري عبر المنصـة االلكترونية الجا ـة برحداث المقاوالت دم ‪32‬قا مع‬
‫إيداع الوثائق التاليةا الكترونيا عبر نفس المنصةا وذلك داخل ثالثين يوما من الت سيس دم ‪31‬ق‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أ ل النظام األساسي أو نظيرا منه‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــــ نظير من ـهادة االكتتا والدفع تبين االكتتابات في رأس المال وكذا حصـة األسـهش المحررة من طرف‬
‫كل مساهش ‪.‬‬

‫‪3‬ــــــ قائمة المكتتبين مصــادق عليها تتضــمن األســماء الشــجصــية والعائلية وعناوين وجنســيات المكتتبين‬
‫باإلضافة إلى فاتهش ومهنهش وعدد األسهش المكتتبة ومبلغ الدفعات التي قام بها كل واحد منهش‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تقرير مراقب الحصن عند االقتضاء ‪.‬‬
‫‪ 5‬ــــ نسجة من وثيقة تسمية أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير ومراقبي الحسابات األولين إذا تمأ‬
‫هذ التسمية بعقد منفصل‪.‬‬

‫ثانيا ـ النشر‬
‫بعد التقييد يجب أن يتش ــهر ت ســيس الشــركة بواســطة إ ــعار في الجريدة الرســمية وفي ــحيفة لإلعالنات‬
‫القانونية في أجل ال يتعدى ثالثين يومــــــا دالمادة ‪33‬ق وتعتبر الشركة مؤسسة من تاريخ قيدها في ذلك السجل إذ من‬
‫هذا التاريخ تبتد جصيتها المعنوية دالمادة ‪7‬ق ويبتد من ثش حسا المدة التي أنشئأ من أجلها دالمادة ‪3‬ق‪.‬‬

‫وتوجب المادة ‪ 33‬وفقا لما أ بحأ تنن عليه بعد تعديلها بمقتضى القانون رقش ‪05‬ـــ‪20‬ا أن يتضمن اإل عار‬
‫المنشور البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تسمية الشركة متبوعة عند االقتضاء بمجتصر تسميتها ‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫كل الشركة‬ ‫‪2‬ـ‬


‫‪ 3‬ـ إ ارة مقتضبة لغرب الشركة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ المدة التي تش ت سيس الشركة من أجلها ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ عنوان المقر االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ مبلغ رأس المالا مع بيان مبلغ الحصن النقدية وو ف مقتضب للحصن العينية وتقييمها‪.‬‬
‫‪ 7‬ــــ االسش الشجصي والعائلي للمتصرفين أو أعضاء مجلس الرقابة ولمراقب أو مراقبي الحسابات و فتهش‬
‫وموطنهش‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ مقتضيات النظام األساسي المتعلقة بتكوين االحتياطي وتوزيع األربا ‪.‬‬
‫عليها لفائدة كل جن ‪.‬‬ ‫‪ 9‬ـ االمتيازات الجا ة المنصو‬

‫المجول لهش تفويأ األسهش وتعيين جهاز الشركة‬ ‫‪ 10‬ــــ مقتضيات النظام األساسي المتعلقة بقبول األ جا‬
‫المجول له البأ في طلبات القبول في حالة وجودها‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ رقش التقييد في السجل التجاري‪.‬‬
‫ويجب إتمام إجراءات الشـهر قبل انقضـاء أجل السـتة أ ـهر من تاريخ إيداع األموال المكتتب بها في حسـا‬
‫مجمد باســش الشــركة في بنكا وإال اعتبرت الشــركة غير مؤســســةا ووجب على المؤســســين إعادة تلك األموال إلى‬
‫أ حابها دالمادة ‪35‬ق‪.‬‬
‫ويالحظ أن ربط اكتســـا الشـــركة للشـــجصـــية االعتبارية بالقيد في الســـجل التجاري أمر منتقد ألنه يؤخر‬
‫ت سـيس الشـركة بدون مبررا فذلك القيد مقرون بمسـطرة معقدة وطويلة مما يجعل الشـركة تنتظر عدة ـهور قبل أن‬
‫يتش ذلك القيدا وهذا يطر مشكلة بالنسبة لألعمال التي يجريها المؤسسون خالل هذ الفترة الطويلة‪.‬‬

‫هذاا وباإلضافة إلى اإلجراءات السابقةا يجب توجيه تصريح بالت سيس إلى إدارة الضرائبا في أجل ‪ 30‬يوما‬
‫تحأ طائلة غرامة تبلغ ‪ 1000‬درهش دم ‪ 188‬من المدونة العامة للضرائبق‪.1‬كماا إذا كانأ الشركة تشغل أجراءا يجب‬
‫تقديش تصريح بذلك إلى العون المكلف بتفتي الشغل دالمادة ‪ 135‬من مدونة الشغلق‪.‬‬

‫وإذا تعلق األمر ببنك أو مؤسـسـة ائتمان أو ـركة ت مين أو إعادة ت مينا فيجب أن يقدم تصـريح بت سـيسـها إلى‬
‫وزارة المالية والحصــول على إذن من هذ األخيرة لمزاولة هذ األنشــطة دالمادة ‪ 34‬من القانون رقش ‪ 103.12‬لســنة‬
‫‪ 2014‬المتعلق بمؤســســات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمهاا والمادة ‪ 161‬من مدونة الت مينات لســنة ‪2002‬قا‬
‫كما أنه إذا تعلق األمر بشركة للمعادن فيجب تقديش التصريح بها إلى وزارة المعادن دظهير أبريل ‪1955‬ق‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫ت سيس الشركة دون االلتجاء إلى االكتتا العام‬
‫عندما ال تلج ــركة المســاهمة إلى جمع رأســمالها عن طريق االكتتا العام فرن ت ســيســها يقتر كليرا من‬
‫طريقة ت سيس غيرها من الشركات حيث يكاد يكون فوريا وال يتطلب اإلجراءات الطويلة والمعقدة التي رأيناها‪.‬‬
‫وهكذا فرن الت ســيس يتش عن طريق االتفاق على النظام األســاســي للشــركة بين المســاهمين الذين غالبا ما‬
‫يتعارفون فيما بينهش‪ .‬ويلبأ ذلك االتفاق كتابة في محرر رســمي أو عرفي يوقع عليه المســاهمون‪ .‬ويجب أن يتضــمن‬
‫البيانات التي رأيناها بالنســـبة للشـــركة التي تلج إلى االكتتا العام كما هي منصـــو عليها في المادتين ‪ 2‬و‪ 12‬مع‬
‫ضـــرورة تعيين أوائل المتصـــرفين وأوائل أعضـــاء مجلس اإلدارة الجماعية وأعضـــاء مجلس الرقابة وأوائل مراقبي‬
‫الحسابات‪.‬‬
‫وإذا كانأ هناك حصن عينية وجب و فها وتقييمها في النظام األساسي بناء على تقرير يعد تحأ مسؤوليتهش‬
‫م راقب أو عدة مراقبين للحصــــن بنفس الكيفية التي رأيناها بالنســــبة للشــــركات التي تدعو الجمهور لالكتتا في‬

‫‪ 1‬يتم التصريح بواسطة مطبوع نموذجي تضعه مصيحة الضرا ب رهن إشارة الميزمين‪ ،‬يسيم إلى المصيحة المحيية ليضرا ب التابا لها مقر‬
‫الشركة مقابل وصل‪ ،‬أو يرسل إليها بواسطة رسالة مضمونة ما إشعار بالتوصل‪.‬‬
‫‪69‬‬

‫رأسـمالها دالمادتان‪ 24‬و‪ 25‬ق‪ .‬يضـاف إلى ذلك أنه يجب أن يوضـع تقرير مراقب الحصـن بالمقر االجتماعي للشـركة‬
‫ويودع بكتابة الضـبط رهن إ ـارة المسـاهمين المحتملين خمسـة أيام على األقل قبل توقيع النظام األسـاسـي من طرفهش‬
‫دالمادة ‪1. 26‬ق‪.‬‬
‫وبعد ذلك يكتتب المسـاهمون في كامل رأس المال على أن يوفوا بربع قيمة األسـهش الممللة للحصـن النقدية‬
‫على األقلا ويحرروا األســـهش الممللة للحصـــن العينية كاملة عند الت ســـيس دم‪21‬ق وتودع األموال المكتتب بها في‬
‫حسا بنكي مجمد باسش الشركة مع قائمة المكتتبين في أجل ثمانية أيام من تلقيها دم ‪22:‬ق‪.‬‬
‫ثش يتقدم المؤســســون بتصــريح أمام موثق أو كتابة ضــبط محكمة المقر االجتماعي يشــهدون فيه ب نه قد تش‬
‫االكتتا بكامل رأس المال والوفاء بربع قيمة األســـهش الممللة للحصـــن النقديةا حيث يقوم الموثق أو كتابة ضـــبط‬
‫المحكمـة بالتـ كد من ذلك عن طريق التحقق من تطـابق التصــــريح مع الوثائق التي يجـب أن يدلي بهـا المؤســــســــون‬
‫والمتعلقة بشـهادة من البنك تلبأ إيداع األموال المحصـلة من االكتتا وقائمة المكتتبين مع كشـف األداءات التي قاموا‬
‫بها ونسجة من النظام األساسي أو نظيرا منه دالمادة ‪23‬ق‪.‬‬
‫وتكتمل عملية الت ســـيس باإليداع والقيد في الســـجل التجاري والشـــهر وفق نفس الكيفية التي رأيناها بالنســـبة‬
‫للشركات التي تلتج لالكتتا العام‪.‬‬
‫وهذا يعني أن كافة اإلجراءات التي قصـد بها المشـرع إعالم جمهور المكتتبين في حالة االلتجاء إلى االكتتا العام‬
‫ال يعود لها مبرر هناا ف ليس هناك ــهر وإيداع أوليين للنظام األســاســيا وليس هناك ت ــير من لجنة القيش المنقولة‬
‫على بيان المعلومات الموجه للجمهور الستدعائـه لالكتتا ا وبطاقات االكتتا بكل ما يتعلق بها غير متطلبة‪.‬‬

‫المبحث اللالث‬
‫جـزاءات مجالفة إجراءات الت سـيس‬
‫في حالة عدم احترام المؤسسين إلجراءات ت سيس ركة المساهمة فرن ذلك يمكن أن يترتب عليه نوعان من‬
‫الجزاءات‪ :‬من ناحية بطالن الشركةا ومن ناحية ثانية قيام المسؤولية المدنية والجنائية للمسؤول عن اإلخالل‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الـــــبــــــطـــــــــــــالن‬
‫بحسـب ما هو منصـو عليه في المادة ‪ 337‬من القانون المنظش لشـركات المسـاهمة فرن بطالن هذ الشـركة‬
‫ال يمكن أن يترتب‪":‬إال عن نن ــريح من هذا القانون أو لكون غرضــها غير مشــروع أو لمجالفته للنظام العام أو‬
‫النعدام أهلية جميع المؤسسين ‪.‬‬
‫يعتبر ك ن لش يكن كل رط نظامي مجالف لقاعدة آمرة من هذا القانون وال يترتب عن خرقه بطالن الشركة"‪.‬‬

‫وإذا رجعنا إلى المقتضــيات المتعلقة بت ســيس ــركة المســاهمةا فرننا ال نجد أي مقتضــى يتعلق بالبطالن نتيجة‬
‫مجالفة إجراءات الت سيسا فكل ما نجد بش ن هذ المجالفات هو ما تنن عليه المادة ‪12‬ـــ الفقرتان األخيرتان ـــ من‬
‫أنه‪ ":‬إذا لش يتضـمن النظام األسـاسـي كل البيانات المتطلبة قانونيا وتنظيميا أو أغفل القيام ب حد اإلجراءات التي تنن‬
‫عليها فيما يجن ت ســيس الشــركةا أو تمأ بصــورة غير قانونيةا يجول لكل ذي مصــلحة تقديش طلب للقضــاء لتوجيه‬
‫أمر بتســوية عملية الت ســيس تحأ طائلة غرامة تهديديةا ويمكن للنيابة العامة أن تنتصــب ألجل نفس الغرب تتقادم‬
‫الدعوى المشار إليها في الفقرة أعال بمرور ثالث سنوات ابتداء من قيد الشركة في السجل التجاري"‪.‬‬
‫كل هذا يعني أن البطالن ال يمكن أن يترتب إال عن اإلخالل باألحكام العامة للتعاقد المنصــو عليها في قانون‬
‫االلتزامات والعقودا أو مجالفة أحكام القان ون المدني المتعلقة بالشـركاتا إال أنه بالنسـبة لألهليةا فرن البطالن ال يمكن‬
‫أن يقوم إال في حالة انعدام أهلية جميع المؤسسين ‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫المسـؤولية عن مجالفة إجـراءات الت سيس‬
‫أوال ـ المسؤولية المدنية‬
‫‪70‬‬

‫يمكن أن تقوم المسـؤولية المدنية للمجلين برجراءات ت سـيس الشـركة سـواء على اثر إقرار بطالنـــــها أو من‬
‫دون قيام ذلك البطالن‪.‬‬
‫‪ 1‬ــــ ـ ففي حالة التصـريح ببطالن الشـركة لألسـبا التي توجب بطالنها كما حددناها سـابقا فرنه يمكن اعتبار‬
‫المؤسـسـين المتسـببين في ذلك وكذا المتصـرفين وأعضـاء مجلس اإلدارة الجماعية وأعضـاء مجلس الرقابة المزاولين‬
‫مهامهش وقأ تعرب الشــركة للبطالن مســؤولين على وجه التضــامن عن األضــرار التي تلحق ســواء المســاهمين أو‬
‫االغيار نتيجة ذلك دالفقرة األولى من المادة‪ 350‬ق‪ .‬بل إن المشــرع أجاز القضــاء بنفس المســؤولية التضــامنية ضــد‬
‫المسـاهمين الذين لش تفحن حصـصـهش العينية وامتيازاتهش ولش تتش المصـادقة عليها دالفقرة اللانية من المادة ‪350‬ق‬
‫وتتقادم هذ الدعوى بمرور خمس سنوات من تاريخ اكتسا مقرر البطالن الصبغة النهائية‪.‬‬
‫‪ 2‬ــــ ـ وحتى من دون التصـريح ببطالن الشـركة فرنه يمكن اعتبار المؤسـسـين واألعضـاء األوائل في أجهزة‬
‫تسـييرها وفي مجلس اإلدارة الجماعية وفي مجلس الرقابة مسـؤولين على وجه التضـامن عن األضـرار الناتجة عن‬
‫عدم تضـمين النظام األسـاسـي للشـركة بيانا إلزاميا أو عن إغفال إجراء قانوني يتعلق بت سـيس الشـركة أو عن القيام‬
‫به بشكل غير حيح دالمادة ‪ 349‬ـ الفقرة‪1‬ق‪.‬‬
‫ويجضـع تقدير المسـؤولية والتعويض للقواعد العامة للمسـؤولية التقصـيريةا غير أن دعوى المسـؤولية هذ‬
‫تتقادم بمرور عشر سنوات من تاريخ القيد في السجل التجاري دالفقرة ‪ 3‬من المادة ‪349‬ق‪.‬‬

‫ثانيا ـ المسؤولية الجنائية‬


‫لش يكتف المشـرع بفتح المجال لتدارك االختالالت الواقعة في ت سـيس الشـركة وبرقرار المسـؤولية المدنية سـواء‬
‫للمؤســســين أو المتصــرفين والمســؤولين عن اإلدارة والتســيير والمراقبة عن تلك االختالالتا بل دعش ذلك بعقوبات‬
‫زجرية قصـد بها توفير حماية فعالة لالدخار العموم ي عن طريق الردع والعقا ا وتتملل المجالفات المتعلقة بت سـيس‬
‫ركات المساهمة والتي قرر لها المشرع عقوبات زجرية في‪:‬‬

‫‪ 1‬ـــــــ إ ــدار أســهش قبل قيد الشــركة في الســجل التجاري أو إذا تش قيدها عن طريق الغ أو دون التقيد‬
‫بالنصــــو القانونية في القيام برجراءات الت ســــيسا حيث يعاقب على ذلك بغرامة من ‪ 4000‬إلى ‪ 20.000‬درهش دم‬
‫‪ 378‬ـ ‪1‬ق‪.‬‬
‫وتضـاعف الغرامة أعال إذا لش يتش تحرير ربع قيمة األسـهش النقدية على األقل وكامل قيمة األسـهش العينية قبل‬
‫قيد الشـــركة بالســـجل التجاري أو إذا لش يتش اإلبقاء على اســـمية األســـهش النقدية قبل تحريرها بالكامل دالمادة ‪2/378‬‬
‫و‪3‬قا حيث يالحظ أن القانون رقش ‪05‬ـــــــ ‪ 20‬المغير والمتمش لقانون ــركة المســاهمةا في إطار التجفيف من الطابع‬
‫الزجري لهذا األخيرا تجلى عن عقوبة الحبس بالنسبة لهذ المجالفةا واستعاب عنها بمضاعفة الغرامة‪.‬‬
‫وإذا تعلق األمر بشــركات مســاهمة تدعو الجم هور إلى االكتتا ا فرنه يمكنا بالنســبة للمجالفات أعال ا فضــال‬
‫عن الغرامة الحكش بعقوبة الحبس لمدة تتراو بين هر وستة ا هر دالمادة‪4/378:‬ق‪.‬‬
‫‪ 2‬ــــ إ دار هادات أو تصريحات غير حيحة بش ن االكتتابات والدفوعات وقوائش المكتتبين أو العمل على‬
‫الحصـول على اكتتابات أو دفوعات ـورية أو عن طريق نشـر وقائع أو أسـماء كاذبةا والتقييش المغشـوش للحصـن‬
‫العينية‪ :‬حيث يعاقب على ذلك بالحبس من ـــهر إلى ســـتة أ ـــهر وبغرامة من ‪ 8000‬إلى ‪ 40.000‬درهشا أو برحدى‬
‫هاتين العقوبتين فقط دالمادة‪ 379 :‬ق‪.‬‬
‫‪ 3‬ــــــ التصــريح بوقائع كاذبة أو إغفال ســرد كافة العمليات المنجزة لت ســيس الشــركة من قبل المؤســســين‬
‫وغيرهش من المســؤولين عن اإلدارة والتســيير أو التدبير في التصــريح المقدم لكتابة الضــبط من أجل قيد الشــركة في‬
‫الســجل التجاريا حيث يعاقب على ذلك بالحبس من ــهر إلى ســتة أ ــهر وبغرامة من ‪ 6000‬إلى ‪ 30.000‬درهش أو‬
‫برحدى هاتين العقوبتين فقط دالمادة‪380 :‬ق‪.‬‬
‫‪ 4‬ـــــ تداول أسـهش نقدية لش يحافظ على إسـميتها إلى حين تحريرها بالكاملا أو قبل دفع ربع قيمتها على األقلا‬
‫وكذا تداول وعود باسـهش ما عدا وعودا باسـهش سـتنشـ بمناسـبة الزيادة في رأسـمال ـركة مقيدة أسـهمها القديمة في‬
‫البور ةا حيث يعاقب ا لمؤسسون وغيرهش من المسؤولين عن اإلدارة والتسيير أو التدبيرا وكذا مالكي أو حاملي تلك‬
‫األسـهشا وكذلك من قام بالمشـاركة في التداول أو حدد أو نشـر قيمة األسـهش أو الوعود باألسـهشا بالحبس من ـهر إلى‬
‫ثالثة أ ــهر وبغرامة من ‪ 6000‬إلى ‪ 30.000‬درهش أو برحدى هاتين العقوبتين فقط دالمادة‪ 381:‬و ‪382‬ق‪ .‬وهنا كذلك‬
‫يالحظ أن القانون رقش ‪ 05‬ـــــ ـ ‪ 20‬خفض الحد األقصــى لعقوبة الحبس إلى ثالثة أ ــهر عوب ســتةا ونزع الصــبغة‬
‫الجرمية على تداول أســهش ال قيمة اســمية لهاا وتداول أســهش عينية قبل انصــرام األجل الذي تصــبح قابلة للتداول فيه‬
‫دعن طريق نسخ البند ‪ 1‬و ‪ 3‬من المادة ‪381‬ق‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫ويالحظ أن كافة المجالفات المشار إليها أعال ا ترط فيها المشرع القصد‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫الوضعية القانونية ألعمال الشركة في طور الت سيس‬
‫كما الحظنا ســـابقاا فرنه غالبا ما يســـتغرق ت ســـيس الشـــركة وقتا قد يطول أو يقصـــر بحســـب لجوئها أم ال‬
‫لالكتت ا العام في أســهمهاا وأثناء هذ المرحلة التي لش تكتســب بعد فيها الشــركة الشــجصــية االعتبارية تنشــ عدة‬
‫عالقات سـواء فيما بين الشـركاءا أو بين المؤسـسـين واألغيار من الضـروري تحديد المراكز القانونية النا ـئة عنهاا‬
‫وهذا ما اعتد القانون الجديد بتحديد ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫العالقات فيما بين الشركاء‬
‫بالرجوع إلى المادة اللامنة من القانون المنظش لشـــركة المســـاهمة فرننا نجدها تحدد المبدأ بالنســـبة لعالقات‬
‫الشـركاء فيما بينهش في مرحلة ت سـيس الشـركةا وذلك بنصـها على أنه‪":‬إلى غاية تقييد الشـركة في السـجل التجاري‬
‫تبقى العالقات بين المســـاهمين خاضـــعة لعقد الشـــركة وللمباد العامة للقانون المطبقة على االلتزامات والعقود‪".‬‬
‫وهو ما يعني أنه بالنســبة لتلك العالقات فرنه يرجع أوال في تنظيمها إلى ما اتفق عليه المســاهمون في عقد الشــركةا‬
‫وما لش يتش االتفاق عليه يرجع بالنســبة إليه إلى مقتضــيات قانون االلتزامات والعقودا وهكذا ملال بالنســبة لتفرغ أحد‬
‫الشـركاء عن حصـته في الشـركة في طور الت سـيس فرنه يتطلب موافقة جميع الشـركاء ما لش ينن عقد الشـركة على‬
‫خالف ذلكا ونفس الشيء بالنسبة لتعديل عقد الشركة‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫عالقة المؤسسين باألغيار‬
‫تتطلب مرحلة الت ســيس القيام بكلير من األعمال لحســا الشــركة ملل طبع الوثائق وإجراء العقود وعمليات‬
‫اإليداع والشـــهر األوليين بالنســـبة للشـــركات التي تلج إلى االكتتا العام بما يتطلبه كل ذلك من مصـــاريفا كما أن‬
‫الضـــرورة تفرب في كلير من األحوال إبرام بعض العقود المهمة لحســـا الشـــركة في طور الت ســـيس ملل كراء أو‬
‫اقتناء عقار التجاذ كمقر اجتماعي أو إجراء دراســة الجدوى االقتصــادية للمشــروع أو توظيف بعض المســتجدمين‬
‫الضــروريين في هذ المرحلةا فكل هذ األعمال وما ينتج عنها من عالقات والتزامات ال يمكن ردها إلى الشــركة ألن‬
‫هذ األخيرة في هذ المرح لة غير موجودة من الناحية القانونية مادام أنها ال تكتســــب الشــــجصــــية المعنوية إال من‬
‫تاريخ قيها في السجل التجاري‪.‬‬
‫من هنا فقد جاءت المادة ‪ 27‬من القانون المنظش لشــركة المســاهمة لتحدد لنا المبدأ بالنســبة لهذ األعمال‬
‫حيث نصـأ على أنه‪ ":‬يسـ ل األ ـجا الذين قاموا بعمل باسـش ـركة في طور الت سـيس وقبل اكتسـابها الشـجصـية‬
‫المعنوية على وجه التضـــامنا وبصـــفة مطلقة عن األعمال التي تمأ باســـمهاا إال إذا تحملأ الجمعية العامة األولى‬
‫العادية أو غير العادية للشركة االلتزامات النا ئة عن هذ األعمال بعد ت سيسها وتقييدها بشكل قانوني‪.‬‬
‫تعتبر حينئذ هذ االلتزامات كما لو قامأ بها الشركة منذ البداية"‬
‫فضـمانا لحقوق كافة األطراف قرر القانون مبدأ المسـؤولية التضـامنية والشـجصـية للمؤسـسـين عن األعمال‬
‫التي يجيرها هؤالء لحسا الشركة في مرحلة الت سيس إال إذا تحملأ هذ األخيرة بعد ت سيسها بتلك االلتزامات‪.‬‬
‫فهذا المبدأ يوفر ضـــمانة لألغيار من حيث أنه في كافة األحوال تكون حقوقهش محمية بحيث إما أن تتحملها‬
‫الشركة بعد ت سيسها أو يظل المؤسسون مسؤولين عنها بصفة جصية وتضامنية‪.‬‬
‫وهو يوفر ضـــمانة كذلك لباقي المســـاهمين من حيث أن تحملهش بتلك االلتزامات من خالل الشـــركة بعد‬
‫ت ســـيســـها يتطلب موافقتهش في الجمعية العامة ا وهذا يوفر لهش أداة لمراقبة األعمال التي أجراها المؤســـســـون‬
‫‪72‬‬

‫لحسـا الشـركة في مرحلة ت سـيسـها ا وفي ذلك حماية للشـركة نفسـها التي ال تجد نفسـها ملزمة بناء على قرار‬
‫الجمعية العامة إال باألعمال التي ال تضر بمصالحها‪.1‬‬
‫غير أنه باإلضـــافة إلى هذا المبدأ العام الذي يعمل في الحاالت التي تتش فيها األعمال لحســـا الشـــركة بدون‬
‫موافقة باقي المســــاهمين فرن القانون نن على حالتين أخريين تتحمل فيها الشــــركة بتلك األعمال دون حاجة لقرار‬
‫الجمعية العامة‪.‬‬
‫تتعلق الحال ة األولى باألعمال التي يجريها المؤسـسـون لحسـا الشـركة قبل توقيع النظام األسـاسـي من قبل‬
‫المسـاهمين حيث أجاز القانون للمؤسـسـين وضـع بيان األعمال المنجزة لحسـا الشـركة في طور الت سـيس مع اإل ـارة‬
‫إلى االلتزام الذي ســيترتب عن كل عمل من تلك األعمال بالنســبة للشــركة رهن إ ــارة المســاهمين المحتملين بالمقر‬
‫االجتماعي للشـــركة وإيداعه رفقة النظام األســـاســـي بكتابة ضـــبط المحكمة خمســـة أيام على األقل قبل توقيع النظام‬
‫األســاســي دم ‪ 1 .29‬ق وحينئذ فرن توقيع المســاهمين على النظام األســاســي بعد اطالعهش على البيان المتعلق باألعمال‬
‫المجرات لحسا الشركة يعتبر قبوال منهش بتحويل تلك األعمال إليها‪.‬‬
‫أما الحالة اللانية فتتعلق بالشـركات التي ال تدعو الجمهور لالكتتا في رأسـمالها عندما يفوب المسـاهمون‬
‫فيها إما بموجب النظام األســاســي أو بمقتضــى عقد مســتقل لواحد أو أكلر منهش بااللتزام لحســا الشــركة‬
‫و ـريطة أن يبين التفويض نوع االلتزام وكيفته ا حيث يعتبر مجرد تقييد الشـركة في السـجل التجاري بملابة تحمل‬
‫منها لتلك االلتزامات دالمادة ‪2 .29‬ق‪.‬‬
‫هذاا وإذا لش تتحمل الشـركة األعمال المجرات لحسـابها في مرحلة الت سـيس إما لعدم تمام ت سـيسـها ألي‬
‫سـبب من األسـبا أو لعدم حصـول ذلك التحمل بالرغش من اكتمال ت سـيسـها فرن المؤسـس أو المؤسـسـين الذين‬
‫أجروا تلك األعمال يظلون مســؤولين بصــفة ــجصــية تجا المتعاقدين معهش وقد يســ لون بصــفة تضــامنية إذا‬
‫ـــاركوا في تلك األعمال‪2‬ا غير أنه إذا اســـتفادت الشـــركة من تلك األعمال في حالة تمام ت ســـيســـها فرنه يمكن‬
‫الرجوع عليها بمقتضى دعوى اإلثراء بال سبب‪.3‬‬

‫وعالوة على ذلكا في حالة عدم ت ســـيس الشـــركة فرنه ال يحق للمؤســـســـين الرجوع على المكتتبين بشـــ ن‬
‫االلتزامات المبرمة أو المصـاريف المدفوعة بمناسـبة محاولة الت سـيسا عدا في حالة التدليس أو عدم احترام ما التزم‬
‫به المكتتبون إذا لش يتش الت سـيس بجطر منهش دالمادة‪28:‬ق حيث في هذ الحالة ومادام أن مسـؤولية عدم الت سـيس تقوم‬
‫في مواجهة المكتتب المدلس أو الذي أخل بالتزاماته المتعلقة بالمساهمة في الشركة فرنه يمكن الرجوع عليه بمقتضى‬
‫دعوى المسؤولية للتعويض عن الضرر الذي نتج عن ذلك‪.‬‬

‫الفرع اللالث‬
‫القيـش المنقولة التـي تصدرها ركات المساهمة‬
‫تصـــدر ـــركات المســـاهمة ثالثة أنواع من األوراق المالية أو القيش المنقولةا هي األســـهشا والســـنداتا‬
‫و هادات االستلمار دالمادة ‪243‬ق‪.‬‬
‫وتشكل هادات االستلمار نوعا جديدا من القيش المنقولة أرساها المشرع بمقتضى النن الجديد‪.‬‬
‫أما حصــن الت ســيسا أو حصــن المنفعة التي كان معمول بها في ظل النن القديش فقد أ ــبحأ ممنوعة‬
‫دالمادة ‪ 244‬ق‪ .‬وأ ـبح يتعين على الشـركات التي أ ـدرتها قبل نشـر هذا القانون إما لعمل على إعادة ـرائــــــهاا أو‬
‫تحويلها إلى أسهش قبل انصرام السنة اللانية الموالية للنشر المذكوردالمادة ‪451‬ق‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫‪Bastian, La situation des sociétés commerciales avant leur imm atriculation au registre du commerce, 1‬‬
‫‪études à la mémoire de H.Gabrillac, 1968, p.23 ; Dagot, la reprise par une société commerciale des‬‬
‫‪engagements souscrits pour son compte avant son immatriculation au registre du commerce, JCP 1969 .1.‬‬
‫‪2277 ; Daublon , Validité des actes et contrats réalisés par les sociétés commerciales avant leur‬‬
‫‪immatriculation au registre du commerce. Rep.défrénois 1977 art. 3139 ; E. Paillet , L'activité de la société‬‬
‫‪en formation, Rev. Stes. 1980 p.419.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Cass. com. 28 nov. 1974, Rev. soc. 1976- p.75 note J.H. et 12 avr. 1976‬‬
‫‪Bull. Cass., 1976 -4 n° 122 ; Paris 26 mars 1979, Rev. stes. 1979, p 521‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ripert et Roblot - op.cit. n° 744.‬‬
‫‪73‬‬

‫األســـــهـــــــــــش‬
‫‪Les actions‬‬
‫تشـكل األسـهش أهش القيش المنقولة التي تصـدرها ـركات المسـاهمةا وهي تملل القيمة المالية التي يسـاهش بها‬
‫المسـاهش في الشـركةا إذ أن رأسـمال هذ األخيرة يقسـش إلى أقسـام متسـاوية القيمةا كل قسـش يملله سـهش‪ .‬وقد يتش إثبات‬
‫هذ القيش دخا ة بالنسبة للشركات المغلقة‪1‬ق بواسطة كوك يسمى كل واحد منها "سهش"‪.‬‬
‫وقد خفض التعديل الجديد دالقانون رقش ‪05‬ــــ‪20‬ق الحد األدنى للقيمة االسمية لألسهش إلى ‪ 50‬درهماا وبالنسبة‬
‫للشـركات المقيدة أسـهمها في البور ـة إلى ‪ 10‬دراهش دالمادة ‪ 246‬في ـيغتها الجديدةقا وذلك بغرب التشـجيع على‬
‫االكتتا في أسـهش ـركات المسـاهمة من قبل المدخرين الصـغارا ولضـمان سـيولة أفضـل لألسـهش المسـعرة في البور ـة‬
‫بغرب تنشيط هذ األخيرة التي تصعب فيها المعامالت بالنسبة للمدخرين الصغار‪2 .‬‬

‫هذاا ولمصطلح "سهش" مدلوالن‪:‬‬


‫فهو من ناحية يعني الوحدة القياسية لحصة الشريك في رأس المالا ومن ناحية ثانية يعني الوثيقة أو الصك‬
‫الذي يلبأ حصــة الشــريك تلك في حالة إ ــدار أســهش موثقةا وفي كافة األحوال فرن الســهش يشــكل األداة التي تربط‬
‫المساهش بالشركة‪.‬‬

‫والســـهش ينشـــ إما عند ت ســـيس الشـــركة عن طريق االكتتا ا وإما في حياتها عند الزيادة في رأســـمالها‬
‫بر دار أسهش جديدة ‪.‬‬

‫أوال ـ خصائن السهش‬


‫يتميز السهش بالجصائن التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ القابلية للتداول‬


‫تتمــــــيـــز أسهش ركة المساهمــــــة بقابليتـــهــــــا للتداولا وهذ خا ية أساسية تميز األسهش وتميز ركة‬
‫المساهمةا بدونها ال تستقيش هذ الشركة‪.3‬‬
‫وباعتبار أن الشـركة ال تكتسـب الشـجصـية االعتبارية إال من وقأ قيدها في السـجل التجاريا فرن أسـهمها ال‬
‫تصـبح قابلة للتداول إال بعد ذلك القيدا أو بعد تعديل القيد في حالة الزيادة في رأس المال وإ ـدار أسـهش جديدة دالمادة‬
‫‪247‬ق‪.‬‬
‫وتظل األســهش قابلة للتداول حتى بعد حل الشــركة وإلى حين اختتام التصــفية دالمادة ‪250‬ق كما أنه إذا تقرر‬
‫إبطال الشـــركة أو إبطال إ ـــدار من اإل ـــدارات فليس لذلك ت ثير على التداوالت المنجزة قبل قرار اإلبطال إذا كانأ‬
‫األسـهش ـحيحة ـكالا وللمشـتري في هذ الحالة الرجوع على البائع بمقتضـى دعوى الضـمان دالمادة‪251‬ق ومرجع‬
‫هذ القاعدة رغبة المشرع في ضمان استقرار المعامالت المنصبة على األسهش‪.‬‬

‫ويدخل على مبدإ قابلية السهش للتداول نوعان من القيود‪:‬‬

‫أ ـ قيود قانونية‪ :‬تتعلق باألسهش العينية وب سهش ضمان اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -‬فبالنسبة لألسهش الع ينية فتمنع من التداول لمدة السنتين المواليتين لتسجيل الشركة بالسجل التجاريا أو‬
‫إلجراء الزيادة في رأس المال دم ‪248‬ق‪.‬‬

‫‪ -‬وبالنســـبة ألســـهش ضـــمان اإلدارة‪ :‬فالمقصـــود بها األســـهش المملوكة ألعضـــاء مجلس اإلدارة ومجلس‬
‫الرقابةا إذ أن هذ األســهش تجصــن لضــمان مســؤولية هؤال ء بمناســبة تســيير الشــركةا بل و حتى ضــمان أعمالهش‬
‫الشــــجصــــيةا ومن ثش فهي تكون غير قابلة للتداول أثناء فترة انتدابهش دالمادتان ‪ 44‬و ‪84‬ق‪ .‬غير أنه يالحظ أن هذا‬

‫‪ 1‬لم يعد من الضروري في ظل النا الجديد تجسيد األسهم في شكل صكوك‪ ،‬أي في شكل سندات ورقية‪ ،‬ويمكن االكتفاء بتحديد عددها في‬
‫النظام األساسي أو عقد مستقل‪.‬‬
‫‪ 2‬مذكرة تقديم مشروع القانون رقم ‪05‬ـ‪ ،20‬ص ‪.6‬‬
‫‪3‬‬
‫‪J.Moury , Des clauses restrictives de la libre négociabilité des actions. R. T. D, com. 1989, 187.‬‬
‫‪74‬‬

‫النوع من األسـهش قد تش التجلي عنه في القانون ‪05‬ــــ ـ‪20‬ا حيث اعتبرت بدون فائدة من الناحية العمليةا ألنها ال توفر‬
‫ضمانات حقيقية نظرا لعددها الضئيل جدا‪.1‬‬

‫ـــ قيـــــــــود اتفــــــاقيــــــة‪ :‬تتملل في رط موافقة الشركة على التفويأ إلى الغير المضمن في النظام‬
‫األسـاسـيا إذ قيد المشـرع هذا الشـرط في األسـهش االسـمية التي يجوز فيها فقط ا ـتراط موافقة الشـركة على التفويأ دم‬
‫‪253‬ق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تــســـاوي القــيــمـة‬


‫إن رأســمال ــركان المســاهمة يقســش إلى أســهش متســاوية القيمةا والحكمة من ذلك أن اتجاذ القرارات في‬
‫الجمعية العامة للشـركة يتش بالتصـويأا لذلك فحر ـا على مبدأ المسـاواة كان من الضـروري أن تكون األسـهش من قيمة‬
‫متســاوية ألن كل واحد منها يملل ــوتا واحداا هذا فضــال عن أن تســاوي القيمة هذا يســهل عملية توزيع األربا‬
‫والجســائرا ويســهل تحديد حقوق والتزامات كل مســاهش التي تكون بقدر ما يحمله من أســهشا كما يســهل تحديد ســعر‬
‫السهش في البور ة‪.‬‬
‫غير أنه يجب االنتبا إلى أن مبدأ تســاوي القيمة هذا يعمل بالنســبة للنوع الواحد من األســهشا لذلك ليس هناك ما‬
‫يمنع من أن تجتلف قيمة نوع من األسهش عن قيمة نوع آخر‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ عدم قـابـليــة السهـش للتـجـزئــة‬


‫يشـكل السـهش جزءا من رأسـمال الشـركة يحدد النظام األسـاسـي قيمته ‪ -‬مع مراعاة الحد األدنى القانوني د‪50‬‬
‫درهش و‪ 10‬دراهش بالنسـبة للشـركات المقيدة أسـهمها في البور ـةق ــــ ـ لذلك فرن السـهش ال يقبل التجزئة اتجا الشـركة‬
‫بمعنى أنه ال يمكن تقســيش قيمته إلى عدة أجزاء يملك كل ــجن أحدها بحيث تواجه الشــركة بعدة مســاهمين مالكين‬
‫لســهش واحد دالمادة ‪ - 252‬فقرة أولىق وتبعا لذلك فرن الحقوق الناتجة عن الســهش دالحق في األربا ا حق التصــويأ‬
‫والمشــاركة في اجتماعات الجمعيات العامة ‪...‬ق ال تقبل التجزئة كذلك اتجا الشــركة ‪ -‬لذلك فرذا كان من المتصــور أن‬
‫يشـترك عدة أ ـجا في السـهش الواحد إما اختياريا عن طريق االتفاق أو اضـطراريا عن طريق اإلرث ملالا فرنه يجب‬
‫على هؤالء أن يجتاروا واحدا منهش يمللهش اتجا الشـركةا ويمارس بالنيابة عنهش حقوق المسـاهش دالمادة‪ -252‬فقرة‬
‫ثانيةق وعند عدم التعيين تنتج التبليغات والتصـريحات التي تقوم بها الشـركة ألحدهش أثرها اتجاههش جميعاا كما أنهش‬
‫يعتبرون مسؤولين تضامنيا عن االلتزامات الناتجة عن السهش دالمادة ‪ - 252‬الفقرتان‪ 3 :‬و ‪4‬ق‪.‬‬

‫ثانيا ـ أنـــواع األســهــــــش‬


‫األسـهش التي يمكن أن تصـدرها ـركات المسـاهمة عديدة ومتنوعةا ويرجع هذا االختالف إلى تعدد األسـبا‬
‫التي تقف وراء إ دار السهش وهذ هي أهش أنواع األسهش‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ األســهــش الـنـقـديـة واألسـهـش العـينـيـة‬


‫األســــهش النقـديـة هي التي تملـل المســــاهمـة النقـديـة في رأس المـالا في حين أن األســــهش العينيـة تملـل‬
‫المساهمة العينية فيه‪.‬‬
‫وتجتلف األحكام التي يجضع لها كال النوعين من وجو متعددة ‪:‬‬

‫أ ـ ـ فرذا كانأ األسهش العينية يجب الوفاء بها كاملة عند ت سيس الشركةا فرنه يكفي في األسهش النقدية أن يتش‬
‫الوفاء بربع قيمتها عند ذلك الت سيسا أما الباقي فيحدد النظام األساسي كيفية الوفاء به دم‪21‬ق‪.‬‬
‫ــــــ يمكن تداول األســهش النقدية بمجرد قيد الشــركة في الســجل التجاري دالمادة ‪248‬ق ما لش يتعلق األمر‬
‫ب سـهش مقدمة من قبل ـركة مسـعرة أسـهمها في البور ـة مقابل حصـة عبارة عن أسـهش مسـعرة هي األخرى‬
‫في البور ــة أو مســلمة للدولة أو لمؤســســة عمومية مقابل مســاهمتها ب موالها الذاتية في الشــركة دالمادة‬
‫‪249‬ق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ األسهــش العــاديــة واألســهــش المـمـتازة‬

‫مذكرة تقديم مشروع القانون رقم ‪05‬ـ‪ ،20‬ص ‪.7‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪75‬‬

‫إذا كان األ ـل أن تكون األسـهش عاديةا أي تمنح أل ـحابها حقوقا متسـاوية ا فرنه ليس هناك ما يمنع من أن‬
‫تقرر الجمعية العامة للشـركة ‪ -‬إذا كان نظامها األسـاسـي يسـمح بذلك ‪ -‬إعطاء فئة من األسـهش منافع وحقوقا ال تمنحها‬
‫األســهش العادية‪1‬ا ملل نســبة مقطوعة من األربا قبل توزيعهاا أو حق العضــوية في مجلس اإلدارةا أو إعطاء‬
‫السهش أكلر من وت واحد أثناء التصويأد المادة ‪262‬ق‪.‬‬

‫وغالبا ما يستند إ دار األسهش الممتازة إلى مبررات قوية ملل حاجة الشركة إلى الزيادة في رأس المال دون أن‬
‫يكون وضـع ها المالي يشـجع على االكتتا في أسـهمهاا أو رغبة الشـركة في مكاف ة حاملي األسـهش لفترة تزيد عن مدة‬
‫معينةا أو حر ـها على إعطاء حملة األسـهش من المواطنين إمكانية التحكش في مقاليد الشـركة بالرغش من عدم حيازتهش‬
‫ألغلبية رأس المال عن طريق منح السهش أكلر من وت واحد في الجمعية العامة ‪.‬‬
‫وهناك نوعان من األسهش الممتازة أجاز القانون الجديد إحداثها هي‪:‬‬

‫أ ـ األسهش ذات األولوية في األربا دون حق التصويأ‬


‫هي نوع جـديـد من األســــهش أخـذهـا القـانون المغربي عن القـانون الفرنســــي‪2‬ا تقوم على إعطـاء الحـامـل حق‬
‫أولوية في األربا مقابل حرمانه من حق التصويأ الذي يتفرع عادة عن السهش‪.‬‬
‫ولقد سـعى المشـرع من خالل إرسـاء هذا النوع من األسـهش إلى إيجاد قيش مالية تالئش في نفس الوقأ مسـيري‬
‫الشـركات وتشـجع االسـتلمارا فبالنسـبة لمسـيري ـركات المسـاهمةا خا ـة العائلية منهاا يمكنهش هذا النوع من األسـهش‬
‫من فتح رأسـمال الشـركة على الغير دون تغيير مراكز القرار فيهاا وبالنسـبة لالسـتلمار يشـجع هذا النوع من األسـهش‬
‫على االكتتا في رأســـمال الشـــركة لما يمنحه للمكتتبين من أولوية في األربا ا لذلك فهو يالئش المســـتلمرين الذين‬
‫يسعون على الجصو إلى تحقيق الربح وال يهمهش المشاركة في اإلدارة والتسيير‪.‬‬
‫وإلنشـاء هذ األسـهش يجب أن تكون الشـركة قد حققأ أرباحا قابلة للتوزيع خالل السـنتين الماليتين األخيرتين‬
‫وأن ينن النظام األساسي على إمكانية إنشائها دالمادة ‪261‬ق ‪.‬‬
‫ويتش هذا اإلنشـــاء إما عن طريق الزيادة في رأس المال بر ـــدار أســـهش ذات األولوية في األربا دون حق‬
‫التصويأا أو عن طريق تحويل جزء من األسهش العادية التي سبق إ دارها إلى هذا النوع من األسهش وكل ذلك في‬
‫حدود ربع رأس المالا ويجب أن تساوي قيمتها االسمية قيمة األسهش العادية دالمادة ‪ 263‬ـ ‪ 1‬و‪2‬ق‪.‬‬
‫وتمنح هذ األســــهش لحامليها نفس الحقوق المعترف بها للمســــاهمين اآلخرين باســــتلناء حق المشــــاركة‬
‫والتصــويأ في الجمعيات العامة للمســاهمين دالمادة ‪ 263‬فقرة ‪3:‬ق وبالنســبة لألربا فهي تعطيهش الحق في أولوية‬
‫الحصـول على ربح يقتطع من أربا السـنة المالية القابلة للتوزيع قبل أي تجصـين آخر‪3‬ا وال يمكن أن يقل هذا الربح‬
‫عن مبلغ الربح األول المقرر في النظام األساسي وال عن مبلغ يساوي نسبة ‪ %7,5‬من المبلغ المحرر من رأس المال‬
‫الذي تملله األسـهش ذات األولوية في األربا دون حق التصـويأ ا وبعد أن تقتطع األربا ذات األولوية والربح األول‬
‫ا إذا نن النظام األسـاسـي عليه ا أو بعد اقتطاع ربح بنسـبة ‪ % 5‬لفائدة األسـهش العادية ا يجول لألسـهش ذات األولوية‬
‫نفس الحقوق المجولة لألسهش العادية دالمادة ‪ 264‬ـ فقرة ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪3‬ق‪.‬‬

‫ـ األسهش ذات حق تصويأ مضاعف‬


‫مبدئيا فرن حق التصـويأ المترتب عن السـهش يجب أن يكون متناسـبا مع رأس المال الذي يملله دم ‪1 .259‬ق إال‬
‫أن المشــرع أجاز اســتلناء من هذا المبدأ إعطاء حق تصــويأ مضــاعف لجميع األســهش المحررة كلياا والتي ثبأ أنها‬
‫قيدت تقييدا إسميا منذ سنتين على األقل باسش نفس المساهشا ريطة أن يتش ذلك إما بموجب النظام األساسيا أو بناء‬
‫على قرار من الجمعية العامة غير العادية دم ‪2. 257‬ق‪.‬‬

‫والهدف من إجازة المشـــرع لذلكا إيجاد آلية لمكاف ة حملة األســـهش على وفائهش للشـــركةا وذلك بربقائهش على‬
‫االســتلمار الذي وظفو في المدة التي يحددها النظام األســاســي أو قرار الجمعية العامة غير العادية والتي ال يجوز أن‬
‫تقل عن ســــنتينا وذلك لتمييزهش عن المســــاهمين المضــــاربين الذين يراهنون على الربح الســــريع دون أي اهتمام‬
‫بالشركة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ األسـهـش االسـمـيـة واألسـهـش للـحـامـل‬

‫‪J.M. de Bermond de Vaulsc, les parts sociales privilégiés J.C.P. entrep . 1993 - I – 294. 1‬‬
‫‪C.Jauffret , Spinosi , Les actions a dévidende prioritaire sans droit de vote, Rev. stés. 1979, 25. 2‬‬
‫‪Françoise moned - Droit financiers attachés aux actions privilégiées, Dr des sociétés - n° 3 mars 1995 - p.1 3‬‬
‫‪76‬‬

‫ـاحبها في سـجل‬ ‫ـكوكا وإنما بمجرد قيد حق‬ ‫أ ـــــ فاألسـهش االسـمية ال تتجسـد ماديا في ـكل‬
‫التحويالت للشركة د المادة ‪ - 245‬فقرة أولى ق‪.‬‬
‫وتظل األسـهش اسـمية إلى أن تدفع قيمتها بالكامل حيث يمكن لصـاحبها االختيار بين الشـكل االسـمي والشـكل‬
‫للحاملا ما لش ينن القانون على خالف ذلك دالمادة ‪ 245‬فقرة ‪4 :‬ق‪.‬‬
‫وتتداول األسهش االسمية عن طريق قيد التنازل في سجل التحويالت الممسوك في مقر الشركة دالمادة ‪-245‬‬
‫فقرة‪ 6:‬ق ولهذا الغرب فقد أوجب المشـــرع على كل ـــركة مســـاهمة أن تمســـك بمقرها ســـجال للتحويالت تقيد فيه‬
‫االكتتابات والتحويالت ترتيبا وبمراعاة تاريجها ا وذلك سـواء تعلق األمر بالتحويالت الواقعة على األسـهش االسـمية أو‬
‫سندات القرب االسمية ‪.‬‬

‫وقبل مسـك هذا السـجل أوجب القانون على المتصـرفين عرضـه على رئيس المحكمة التجارية لترقيش ـفحاته‬
‫والتوقيع عليه‪.‬‬
‫ويحق لكل حامل سـهش إسـمي أو سـند إسـمي ـادر عن الشـركة أن يحصـل في كل حين على نسـجة مشـهود‬
‫بمطابقتها لأل ــل من القيد الوارد في الســجل موقعة من طرف رئيس مـــــــجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجامعية‬
‫دالمادة ‪ 245 :‬فقرة‪7 :‬ق‪.‬‬

‫ـــ ـ أما األسهش للحامل فهي التي ال تحمل اسش احبها وتنتقل بمجرد المناولة دالمادة‪ -245 :‬فقرة ‪5:‬ق‬
‫وغالبا ما يفضـل المسـاهمون ـكل السـهش للحامل لما يوفر من سـهولة التداولا واقتصـاد تكلفتها باإلضـافة إلى سـرية‬
‫الحيازة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ أسهش التمتع وأسهش رأس المال‬


‫تنقسش األسهش من حيث حقوق المساهش على موجودات الشركة إلى أسهش تمتع وأسهش رأس المال‪.‬‬

‫ف سهش التمتع هي التي تعطي لصاحبها حقا في األربا دون أن تعطي له حقا في موجودات الشركة‪.‬‬

‫أما أسهش رأس المال فهي التي تعطي لصاحبها الحق في األربا وفي موجودات الشركة معا‪.‬‬

‫واأل ــل في األســهش أنها أســهش رأس مالا غير أنه قد يحدث بالنســبة لبعض األنواع من الشــركات أن يكون‬
‫رأســمالها معرضــا لالســتهالك بســبب تعاطيها لنشــاط يقوم على اســتغالل مورد ســينضــب ملل المناجش أو المقالع أو‬
‫اســتغالل امتياز حكومي ســينقضــي بعد مدة تصــبح معها موجودات الشــركة ملكا للدولةا ففي ملل هذ الحاالت يترتب‬
‫على اسـتهالك ر أسـمال الشـركة ضـرورة رد قيمة األسـهش تدريجيا إلى أ ـحابـــــها خالل حياة الشـركة حتى ال يسـتحيل‬
‫عليهش استرداد تلك القيمة عند انقضائها فتتحول تلك األسهش من ثش من أسهش رأس مال إلى أسهش تمتع‪.‬‬

‫ويتش االسـتهالك إما بمقتضـى ـرط في النظام األسـاسـي للشـركة أو بقرار تتجذ الجمعية العامة االسـتلنائية ا‬
‫وتستعمل في ذلك األربا القابلة للتوزيع دالمادة ‪20‬ق‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫ســـنــدات الـــقــرب‬
‫‪Les obligations‬‬
‫يمكن لشـركات المسـاهمة أن تصـدر نوعين من السـندات ‪ :‬سـندات القرب العادية ا وسـندات القرب‬
‫القابلة للتحويل إلى أسهش ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫سـنـدات الـقـرب الـعـاديـة‬
‫أوال ـ تعريفها‬
‫العام للحصــول‬ ‫ســندات القر ب أوراق مالية قابلة للتداول تصــدرها ــركة المســاهمة وتطرحها لالكتتا‬
‫على قرب طويل األجل في الغالب‪.‬‬
‫‪77‬‬

‫فقد تحتاج ـركة المسـاهمة إلى أموال جديدة إما لتوسـيع نشـاطها أو للتغلب على ـعوبات مالية تواجههاا‬
‫فتفضــــل الشــــركات في بعض األحيانا عوب اللجوء إلى الزيادة في رأس المالا االعتماد على االقتراب عن طريق‬
‫إ ـدار سـندات القرب‪ .‬ذلك أن الزيادة في رأس المال يؤدي إلى دخول مسـاهمين جدد يزاحمون القدامى الذين واجهوا‬
‫ظروف وم شاكل الشركة وعايشوا خطواتها األولى إلى أن نجحأ وأ بحأ تدر أرباحا ا لذلك فرن هؤالء قد ال يرغبون‬
‫في إدخـال مســــاهمين جـدد يقتســــمون معهش ثمـار جهـدهش‪ .‬كمـا أن االلتجـاء إلى البنوك لالقتراب قـد ال يكون مالئمـا‬
‫للشـركة بالنظر إلى أن البنوك ال تجول إال قروضـا قصـيرة أو متوسـطة األجل وتتطلب ضـمانات متنوعةا والشـركة قد‬
‫تكون في حاجة إلى األموال لمدة طويلة أوال تتوفر على الضـــمانات الكافية للحصـــول على األموال التي تحتاج إليها‬
‫من البنوك ا لكل هذا تفضــل ــركات المســاهمة في بعض األحيان االلتجاء إلى االقتراب عن طريق إ ــدار ســندات‬
‫لالكتتا العام‪.‬‬

‫ثانيا ـ خـصـائـن سـنـدات الـقـرب‬


‫تتميز سندات القرب بعدة خصائن نجملها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ ـ أنها تملل دينا لحاملهاا ومن هنا فرن عالقة حامل السند بالشركة هي عالقة مديونية على خالف حامل‬
‫السهش الذي يعتبر مساهما أي ريكا في الشركة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ـ أن القرب الذي تملل ه السندات هو قرب جماعيا بمعنى أن الشركة لش تتعاقد بشكل فردي مع كل حامل‬
‫على حدة ا وإنما مع مجموع المكتتبين عن طريق إ ــدار قرب واحد لالكتتا العاما ومن ثش فرن ذلك القرب يقســش‬
‫إلى أجزاء متساوية يضمن كل واحد منها في سند‪ .‬لذلك فرن حملة السندات يوجدون على قدم المساواة في عالقاتهش‬
‫بالشركة‪.‬‬
‫‪ 3‬ــــ ـ إن السـند كالسـهش قابل للتداول بالطرق التجاريةا فرذا كان اسـميا وجب قيد انتقال ملكيته في السـجالت‬
‫الجا ة بذلك في الشركةا وإذا كان للحامل ينتقل بمجرد التسليش‪.‬‬

‫ثاللا ـ حقـوق حـمـلـة السـنـدات‬


‫باعتبار حامل السند مجرد دائن للشركة فرنه يترتب على هذ العالقة ثبوت الحقوق التالية له‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ ـ الحق في فائدة ثابتة تدفع له في المواعيد المتفق عليها ا ويحدد سعر الفائدة بحسب سعر السوق‬
‫وقأ إ ـدار السـنداتا ويحسـب بناء على القيمة االسـمية للسـندا غير أنه ليس هناك ما يمنع من إ ـدار سـندات‬
‫بسعر متغير للفائدةا أي سعر يحدد وفق تغيرات السوق المالية‪.1‬‬
‫كما أنه ليس هناك ما يمنع من إ ــدار ســندات قرب مقابل نســبة معينة من األربا أو ســندات قرب بفائدة‬
‫زائـد نســــبـة معينـة من األربـا ا وفي هـذ الحـالـة فـرن ذلـك ال يغير من وضــــعيـة الحـامـل من حيـث أنـه يظـل مجرد دائن‬
‫للشـركةا وال يتحول إلى مسـاهش مادام أن حقوقه تنحصـر في اسـترداد مبلغ الدين في األجل المتفق عليها وال تمتد إلى‬
‫موجودات الشركة‪.‬‬

‫‪ 2‬ــ الحق في استرداد مبلغ القرب في تاريخ االستحقاق المتفق عليه‪ .‬وهنا يالحظ أن الشركات تشترط عادة‬
‫أن يتش الوفاء بقيمة الســـندات بشـــكل تدريجي عن طريق اســـتهالك عدد منها كل عاما وذلك ألنه قد يكون من المتعذر‬
‫عليها أن تفي بها جميعا دفعة واحدة لما في ذلك من إرهاق مالي لهاا ويتش تعيين السـندات التي تسـتهلك كل سـنة‬
‫عن طريق القرعة د المادة ‪312‬ق‪.‬‬
‫ويمكن كذلك للشــركة أن تلج إلى اســتهالك الســندات عن طريق ــراء ما يعرب منها للبيع في الســوق‬
‫المالية دالمادة ‪ 312‬كذلكق‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ حق تكوين حملة السندات المنش ة اثر نفس اإل دارا كللة تتمتع بالشجصية االعتبارية تعمل على حماية‬
‫حقوقهش المشــــتركة دم ‪295‬ق حيث يتعين إخضــــاع كل قرار تتجذ الشــــركة ويمس حقوق حملة الســــندات لموافقة‬
‫جمعيتهش العامة دم ‪309‬ق التي يمكنها أن تنعقد في أي وقأ دم ‪305‬ق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Chartier , Les obligations à un taux flottant, J C P 1975 ed. C I 11702 ; Simonet , Les obligations à‬‬
‫‪taux variable, banque, 1982, 573.‬‬
‫‪78‬‬

‫ولممللي الكتلة الحق في االطالع على الوثائق الموضـوعة رهن إ ـارة المسـاهمين حسـب نفس الشـروط التي‬
‫يجضــع لها هؤالءا غير أنه ليس لهش حق التدخل في تســيير أمور الشــركةا وإذا كان يمكنهش المشــاركة في الجمعيات‬
‫العامة للمساهمين فليس لهش وت في مداوالتها دم ‪304‬ق‪.‬‬
‫هذاا وتنحصـــر حقوق حملة الســـندات في الحقوق المحددة أعال والمنبلقة من طبيعة عالقة المديونية التي‬
‫تربطهش بالشــركةا ومن ثش فهش ليس لهش أن يتدخلوا في أي أمر من أمور إدارة الشــركةا وليس لهش أي حق آخر على‬
‫أموالها غير الحصول على الفائدة المتفق عليهاا واسترداد مبلغ دينهش في تاريخ استحقاقه‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫سندات الـقـرب الـقـابلـة للـتحويـل إلى أسـهـش‬
‫هي في طبيعتها من نفس طبيعة ســندات القرب العادية إال أنها تمتاز عنها بكونها تعطي لحامليها الحق في‬
‫اختيار تحويل سنداتهش إلى أسهش في كل وقأا أو في أجل أو آجال تحددها الشركة المصدرة‪.1‬‬
‫وتلج الشـــركة لملل هذا النوع من الســـندات لتشـــجيع المدخرين على االكتتا فيهاا بالنظر إلى ما تتيحه‬
‫لهش من إمكانية التحول إلى مساهمين إذا ما تطورت الوضعية المالية للشركة بشكل يغريهش على االستلمار فيها ‪.‬‬

‫هـذاا نـاهيـك عن أنـه يمكنهـا من عرب نســــبـة فـائـدة منجفضــــة على المكتتبين بمقـابـل مـا توفر لهش من‬
‫امتيازات فتقلن بذلك من تكاليف االقتراب‪.‬‬

‫المبحث اللالث‬
‫هــــادات االســتــلمــــار‬
‫تشـكل ـهادات االسـتلمار نوعا جديدا من القيش المنقولة التي يمكن لشـركات المسـاهمة أن تصـدرها ‪ .‬وقد اقتبسـها‬
‫المشــرع المغربي عن القانون الفرنســي‪ 2‬إلى جانب كل من ســندات القرب القابلة للتحويل إلى أســهش واألســهش ذات‬
‫األولوية في األربا دون حق التصويأ وذلك بهدف إيجاد أدوات جديدة لتمويل ركات المساهمة ‪.3‬‬
‫ويدخل تصـــور هذ األنواع الجديدة من القيش المنقولة في إطار الســـياســـة التي تتبعها الســـلطات العمومية حاليا‬
‫والتي تهدف إلى تنشــــيط االســــتلمار وخلق قنوات جديدة لتوجيه مدخرات األفراد نحو المقاوالت عن طريق تشــــجيع‬
‫المدخرين على اسـتلمار أموالهش فيما يتالءم وحاجيات تمويل االقتصـاد الوطني الذي يعاني من نقن التمويل ‪ .‬ويدخل‬
‫ذلـك كـذلـك في إطـار برنـامج خلق ســــوق مـاليـة حقيقيـة إليجـاد خيـارات متعـددة للتمويـل أمـام المقـاوالت إلى جـانـب نظـام‬
‫القروب البنكيـة الـذي تبـث عجز لحـد اآلن على تلبيـة حـاجيـات التمويـل للمقـاوالت المغربيـة التي تعـاني من ضــــعف‬
‫رأســـملتهاا وإلغناء تلك الســـوق ب نواع متعددة من الســـندات على نحو يؤدي إلى خلق فر كبيرة لتوظيف األموال‬
‫أمام المسـتلمرين ‪ .‬فمن الناحية االقتصـادية العامة يشـكل إحداث قيش مالية منقولة جديدة إغناء لهذ القيش من حيث أن‬
‫تعددها يمكن من خلق أدوات متعددة لالســتلمار على نحو يؤدي إلى إيجاد كل فئة من المدخرين للنوع المالئش من القيش‬
‫الذي يوافق نوع االســتلمار الذي يرغب في ه وكل مقاولة نوع التمويل الذي يالئش وضــعها وحاجياتها ‪ .‬وهذا يؤدي إلى‬
‫تعدد قنوات توجيه المدخرات نحو المقاوالت ومن تش إلى تنشــيط الســوق المالية عن طريق تنويع أ ــكال القيش المالية‬
‫المنقولة الفاعلة فيها بما يترتب عن ذلك من توسيع مقدار األموال الرائجة فيها ‪.‬‬

‫‪Casterès, Obligations convertibles ou échangeables, Rev. stés. 1968, 5, Gaz Pal, 1970 -2-136 ; Serra, Le 1‬‬
‫‪droit de conversion des obligations convertibles à tout moment, RDC. 1971, 565 ; Guyénot, La pratique des‬‬
‫‪obligations convertibles en actions a tout moment, Banque 1980, 1003 ; M.Lutter, Les obligations‬‬
‫‪convertibles et échangeables contre des actions en droit allemand, Rev. stés. 1972, 201.‬‬
‫‪Loi n° 83. 1 du 3 janvier 1983, J.C.P 1983. III. 536 1b .‬‬ ‫‪2‬‬

‫ولقد اقتبس المشرع الفرنسي هذه الشهادات عن الشهادات البترولية ‪ les certificats pétroliers-‬ـ التي كان قد سبق له أن أصدرها بمقتضى‬
‫قانون ‪ 26‬يونيو ‪ )J.C.P. éd. C . I. 1957 – III – 60743( 1957‬بهدف الحصـــول عيى األموال الالزمة ليتنقيب عن البترول في أفريقيا‬
‫الشــمالية ‪ ،‬حيث احتفظت الدولة بحق التصــويت الناتج عن األســهم التي تميكها في شــركات البترول العامة وطرحت ما يقابيها من حقوق مالية‬
‫عيى العموم لالكتتاب فيها في شكل شهادات بترولية ‪ .‬راجا ‪:‬‬
‫‪J . Rault : Les certificats pétroliers – R.T.D. com. 1957 . p 843 .‬‬
‫‪ 3‬فؤاد معالل ـ شهادات االستثمار الصادرة عن شركات المساهمة ـ مجية القانون واالقتصاد‪ ،‬العدد‪ 16 :‬ـ ‪ ،1999‬ص ‪. 33 :‬‬
‫‪Viandier, Certificat d'investissement et certificat de droit de vote Jurisc-sociétés, T:5 - Fasc -104-2 ; Bouloc,‬‬
‫‪Les nouvelles valeurs mobilières: les certificats d'investissement et les titres participatifs - Rev., stés. 1983,‬‬
‫‪501.‬‬
‫‪79‬‬

‫وتقوم ــــهادات االســــتلمار على تقنية تجزيء الحقوق المتفرعة عن الســــهش إلى نوعين من الحقوق وبالتالي‬
‫تجزيء السهش إلى هادتين‪:‬‬

‫هادات االستلمار‪ .‬والحقوق غير المالية وتمللها هادات الحق في التصويأ ‪.‬‬ ‫الحقوق الماليةا وتمللها‬

‫وتتملل الحقوق المالية في الحق في األربا ا وفي حق األولوية في االكتتا في حالة إ ـدار أسـهش جديدة عن‬
‫طريق الزيـادة في رأس المـالا وفي الحق في أســــهش بـالمجـان في حـالـة الزيـادة في رأس المـال عن طريق إدمـاج‬
‫االحتياطات فيها وعند انقضـاء الشـركة الحق في عالوة التصـفية التي تملل نصـيب الشـريك في االحتياطات التي تكونأ‬
‫مع مرور الوقأ نتيجة عدم توزيع كافة األربا المحققة‪.‬‬

‫أما باقي الحقوق الناتجة عن الســــهش والتي هي من طبيعة غير مالية فهي الحق في المســــاهمة في‬
‫إدارة الشــركة إما مبا ــرة أو عن طريق اتجاذ القرارات المتعلقة بذلك في الجمعية العامةا ويمارس هذا الحق عن‬
‫طريق التصــويأ‪ :‬الحق في التصــويأ وما يتصــل به من حق االطالع على وثائق الشــركة وحق المســاهمة في‬
‫اجتماعات الجمعيات العامة‪ :‬عادية وغير عادية‪.‬‬
‫والهدف من إرســــاء هذا النوع من القيش المنقولة إعطاء اإلمكانية للمســــاهش أو المســــاهمين الذين يملكون‬
‫األغلبية في الشــركة والذين يتحكمون من ثش في مقاليدهاا في أن يوســعوا من قدراتها المالية دون الت ثير على مراكز‬
‫القرار فيهاا وهو الذي يتحقق لهش بر دار هادات االستلمار واالحتفاظ بما يقابلها من هادات الحق في التصويأ‪.‬‬
‫وال يمكن إنشـاء ـهادات االسـتلمار أثناء ت سـيس الشـركة وإنما البد أن يتش ذلك وهي قائمةا إما عن طريق‬
‫الزيادة في رأسمالها أو عن طريق تجزيء قدر من األسهش الموجودةا وذلك في حدود ‪% 25‬من رأسمال الشركة‪.‬‬
‫ويمكن تكون ـهادات االسـتلمار إسـمية أو للحاملا وهي قابلة للتداولا بجالف ـهادات الحق في التصـويأ‬
‫التي يجب أن تكون إســــمية دالمادة ‪ 285‬ق وهي ال تقبل التداول إال في حالتين‪ :‬إذا كان ســــيتش تفويتها رفقة ــــهادة‬
‫اسـتلمار دالمادة ‪ 286‬ق حيث سـيؤدي ذلك إلى تجميع ـهادة اسـتلمار مع ـهادة حق في التصـويأ في يد واحدة فتتش‬
‫إعادة تكوين السـهش بقوة القانونا ويكون على حامله أن يصـر بذلك للشـركة برسـالة مضـمونة الو ـول داخل ‪15‬‬
‫يوما لتسجل ذلك في سجل التحويالت الذي تمسكها وفي حالة عدم قيامه بذلك يسقط حق التصويأ النا عن السهش‬
‫إلى حين انقضاء ثالثين يوما من تاريخ تسوية هذ الوضعية دالمادة ‪286‬ق‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫ركــات المـسـاهــمـة‬ ‫تسـيـيــر‬
‫بالنظر لضـجامة عدد المسـاهمين في ـركات المسـاهمة عادة مما يسـتحيل معه تولي كل هؤالء مهام التسـيير فرن‬
‫المشـرع أوجد نظاما لإلدارة يضـمن في نفس الوقأ الفعالية على هذا المسـتوى دون أن يقصـي المسـاهمين من تدبير‬
‫ــؤون الشــركة وبالتالي الحفاظ على مصــالحهش فيها‪ .‬وهكذا فرن المشــرع وزع مهام اإلدارة بين ثالثة هيئات هي‪1:‬ـ‬
‫مجلس اإلدارةا أو مجلس اإلدارة الجماعية مع مجلس للرقابة‪ 2 .‬ـ الجمعية العامة للمساهمين‪ 3 .‬ـ مراقبو الحسابات‪.‬‬
‫وهو نظام يشـبه طريقة الحكش في األنظمة الديمقراطية‪ 1‬حيث يتولى مهام التنفيذ مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة‬
‫الجماعية ملله ملل الحكومةا وتقوم الجمعية العامة للمسـاهمين برسـش السـياسـة العامة للشـركة كالبرلمان الذي ينطق‬
‫باســش الشــعبا أما مراقبو الحســابات فيتولون مراقبة عمل مجلس اإلدارة واألجهزة التي تعمل تحأ إمرته للت كد من‬
‫التزامه بمصالح المساهمين وتنفيذ لقرارات الجمعية العامة والتزامه ب حكام القانون‪.‬‬
‫ولقد عمل المشـرع من خالل القانون الجديد المنظش لشـركات المسـاهمة على إ ـال نظام تسـيير وإدارة هذ‬
‫الشـركات بوسـائـــــل متعددة أهمها‪ :‬التنصـين على منصـب رئيس مجلس اإلدارة وتحديد مهامها وإحداث نظام اإلدارة‬
‫الجماعية مع مجلس للرقابة يمكن لمن يريد من ــركات المســاهمة أن يتبنا عوب نظام مجلس اإلدارةا ودعش مهام‬
‫وســلطات مراقبي الحســابات لضــمان رقابة أفضــل للحســابات مع جعل هذ الهيئة من هيئات اإلدارة تتمتع بصــالحيات‬
‫قانونيةا وليس بناء على توكيل من الجمعية العامة ‪.‬‬
‫ونقتر أن نعطي نبذة عند كل هيئة من هيئات اإلدارة هذ ‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫‪1‬‬
‫‪Hamel Lagarde et Jauffret op.cit . n° 516 p. 211.‬‬
‫‪80‬‬

‫مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية‬


‫يمكن لشــــركـات المســـــاهمـة أن تجتـار بين نظـامين لإلدارة‪ :‬نظـام مجلس اإلدارة التقليـديا أو نظـام اإلدارة‬
‫الجماعية مع مجلس للرقابة‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الشركات ذات مجلس اإلدارة‬
‫بالنسبة لشركات المساهمة التي تجتار الحفاظ على نظام اإلدارة التقليدي المعمول به لحد اآلنا فــــرنه يجري‬
‫فيها تعيين مجلس لإلدارة يتكون من عدد من األعضـاءا يجتارون وفق الطريقة التي يحددها النظام األسـاسـيا ويقوم‬
‫المجلس باختيار أحد أعضـــائه لتولي رئاســـتها أما أعمال التســـيير اليومي والدائش فيتوالها إما رئيس مجلس اإلدارة‬
‫باعتبار في نفس الوقأ مديرا عاماا أو يتوالها مدير عام يعين من قبل المجلس لهذا الغرب‪.‬‬

‫أوال ـ مجلس اإلدارة‬


‫‪ 1‬ـ تكوينه‬
‫مجلس اإلدارة هيئة جماعية للتسـيير تتكون من مجموعة من المتصـرفين يجتارون من بين المسـاهمين أ ـجا ـا‬
‫طبيعيين كانوا أو اعتباريين‪ .‬وعادة ما يحدد نظام الشركة عدد وطريقة انتجا أعضاء مجلس اإلدارة ومدة العضوية‪.‬‬

‫ويتكون مجلس اإلدارة من ثالثة أعضاء على األقلا ومن اثني عشر عضوا على األكلرا ويرفع هذا العدد األخير‬
‫إلى خمسـة عشـر عضـواا إذا كانأ أسـهش الشـركة مسـعرة في بور ـة القيش دالمادة ‪ 39‬فقرة أولىق‪ .‬فكل ـركة تحدد‬
‫العدد بحسب عدد المساهمين فيها‪.‬‬
‫و يعين أعضـاء مجلس اإلدارة األوائل بموجب النظام األسـاسـيا أو بموجب عقد مسـتقل يشـكل جزءا من النظام‬
‫األساسيا أما األعضاء الالحقينا فيتش تعيينهش من قبل الجمعية العامة العادية ب غلبية األ وات دم ‪ 1 /40‬و‪2‬ق‪.‬‬
‫ويكون التعيين للمدة التي يحددها النظام األســاســي على أال تزيد عن ثالث ســنوات إذا تش التعيين في النظام‬
‫األساسيا وسأ سنوات إذا تش من قبل الجمعية العامة دالمادة ‪ 48‬الفقرة ‪1‬ق‪.‬‬
‫وبما أن المتصـــرفين هش وكالء عن الشـــركة فرن للجمعية العامة أن تقرر عزلهش فرادى أو مجتمعين في أي‬
‫وقأ حتى من دون إدراج ذلك في جدول األعمال دالمادة ‪ 48‬الفقرة ‪ 3‬ق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ مهامه‬
‫يجتن مجلس اإلدارة بتحديد التوجهات المتعلقة بنشـاط الشـركة ويسـهر على تنفيذها بواسـطة رئيسـها وينظر‬
‫في كل مسـ لة تهش حسـن سـير الشـركة ويسـوي بقراراته األمور المتعلقة بها مع مراعاة السـلط المجولة بصـفة ـريحة‬
‫لجمعيات المسـاهمين وفي حدود غرب الشـركة‪1‬ا كما يقوم بعمليات المراقبة والتحقق التي يراها مناسـبة دالمادة ‪/69‬‬
‫‪ 1‬و‪2‬ق وعلى وجه الجصـو فهو الذي يقرر الدعوة النعقاد جمعيات المسـاهمينا ويحدد جدول أعمالهاا ومضـمون‬
‫القرارات التي تعرب عليهاا ويضع التقارير المقدمة لها عن هذ القرارات دم ‪1/ 72‬ق‪.‬‬

‫كما أنه هو الذي ي مر ويشــــرف على إعداد الجردا والقوائش التركيبيةا ويقدم للجمعية العامة العادية الســــنوية‬
‫تقريرا للتسـيير يتضـمن كافة المعلومات الضـرورية للمسـاهمين حتى يتسـنى لهش تقييش نشـاط الشـركة خالل السـنة المالية‬
‫المنصـرمة من خالل بيان العمليات المنجزة وما واجهتها من ـعوباتا والنتائج التي حصـلأ عليهاا ومكونات الناتج‬
‫القابل للتوزيعا واقترا تجصين ذلك الناتج والوضعية المالية وآثارها المستقبلية دم ‪ 3/72‬و م ‪142‬ق‪.‬‬
‫ومجلس اإلدارة هيئة جماعية للتســييرا لذلك فرن ســلطات أعضــائه تمارس داخل المجلس بالمشــاركة في اتجاذ‬
‫القرارات أثناء اجتماعاتها أما خارج المجلس فليس لهش أية ســــلطاتا باســــتلناء ما يتعلق بعمليات المراقبة والتحقق‬
‫التي قـد يقررهـا المجلسا والتي الغرب منهـا تمكينهش من القيـام بمهـامهش في إطـار المجلس‪ .‬هـذا علمـا بـ ن التعـديـل‬
‫الجديد دقانون ‪05‬ــ‪20‬ق أقر لكل م تصرف الحق في أن يحصل على جميع المعلومات الضرورية للقيام بمهامها وأعطا‬
‫الحق في أن يطلب من الرئيس اإلطالع على كل الوثائق والمعلومات التي يعتبرها مفيدة دم ‪ /74‬مكررة فقرة ‪2‬ق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪J.P. Berdah, Fonctions et responsabilité des dirigeants des sociétés par action, Sirey - Paris 1974‬‬
‫‪81‬‬

‫هذاا وتلتزم الشركة في عالقتها باألغيار حتى بتصرفات مجلس اإلدارة التي ال تدخل ضمن غرضهاا ما لش تلبأ‬
‫أن الغير كان على علش ب ن تلك التصرفات تتجاوز هذا الغرب أو لش يكن ليجهله نظرا للظروفا وال يكفي مجرد نشر‬
‫النظام األساسي إلقامة هذ الحجة‪ .‬كما أنه ال يحتج ضد األغيار بمقتضيات النظام األساسي التي تحد من سلط مجلس‬
‫اإلدارة دم ‪3/69‬ق‪.‬‬

‫ويبا ـر مجلس اإلدارة أعماله تحأ إ ـراف رئيسـه الذي يسـتدعي األعضـاء لالجتماع في مواعيد معينةا وكلما‬
‫دعا لذلك حسن سير أعمال الشركة دم ‪1 /73‬ق‪.‬‬

‫وينعقد المجلس بصورة حيحة بحضو ر نصف أعضائه على األقل حضورا فعليا‪ .‬إال أنه يمكن للمتصرف أن‬
‫يوكل عنه متصرفا آخر لتمليله ما لش ينن النظام األساسي على خالف ذلك‪ .‬وال يمكن أن يكون لكل متصرف إال توكيال‬
‫واحدا خالل نفس الجلسة دالمادة ‪ 50‬الفقرتان ‪1‬و‪2‬ق‪.‬‬

‫ويتجذ المجلس قراراته ب غلبية األعضـاء الحاضـرين أو الممللينا ما لش ينن النظام األسـاسـي على أغلبية‬
‫أكلر‪ .‬وفي حالة تســاوي األ ــوات يرجح ــوت الرئيس ما لش ينن النظام األســاســي على خالف ذلك دالمادة ‪- 50‬‬
‫الفقرة ‪ 4‬ق وتلبـأ مـداوالت المجلس في محـاضــــر جلســــات يحررهـا كـاتـب للمجلس يعين من قبـل هـذا األخير بنـاء على‬
‫اقترا من الرئيسا ويجب أن توقع تلك المحاضـر من قبل رئيس الجلسـة ومتصـرف واحد على األقل‪ .‬وإذا عاق رئيس‬
‫الجلسة عائق وقع محضر الجلسات متصرفان اثنان على األقل دالمادة ‪ 52‬ـ الفقرة ‪1‬ق‪.‬‬

‫ثانيا ـ رئيس مجلس اإلدارة‬


‫اعتبـارا لكون مجلس إدارة الشــــركة يتكون من أعضــــاء متعـددين فرنه يكون من الضــــروري تعيين رئيس‬
‫للمجلس‪ 1‬يتولى ترؤس اجتماعاته واالســـتدعاء لهاا وتحديد جدول أعمالها والقيام بعملية التنســـيق واإل ـــراف على‬
‫تنفيذ ما يتجذ من قرارات‪ .‬ويتش ذلك من قبل المجلس ذاته من بين األعضــاء المشــكلين له من األ ــجا الطبيعيينا‬
‫ب غلبية األعضــاء الحاضــرين أو الممللينا ما لش ينن النظام األس ـاســي على أغلبية أكلر دالمادتان ‪ 63‬و‪50‬ق‪ .‬ويعين‬
‫الرئيس للمدة التي يحددها النظام األســـاســـي والتي ال يمكن أن تتجاوز مدة انتدابه كمتصـــرفا ويمكن تجديد انتجابه‬
‫دالمادة ‪2 /63‬ق‪.‬‬
‫والمجلس ذاته يملك يعزل رئيســه في أي وقأ دم ‪3/63‬ق‪ .‬وفي حالة حصــول عائق مؤقأ للرئيس أو وفاتها‬
‫يمكن للمجلس أن ينتد متصــرفا آخر للقيام بمهام الرئيس‪ .‬وفي حالة العائق المؤقأ يعطى االنتدا لمدة محددة قابلة‬
‫ــــالحـا إلى حين انتجـا رئيس جديدا دم ‪66‬ق ويحـدد المجلس مرتب الرئيس‬ ‫للتجـديدا وفي حالة الوفاة يظـل االنتـدا‬
‫وكيفية أدائه دم ‪65‬ق‪.‬‬

‫ثاللا ـ المدير العـام دوالمدير العام المنتد ق‬


‫‪ 1‬ـ التعيين‬
‫سعيا من المشرع إلضفاء فعالية أكبر على طريقة تسيير ركة المساهمة ذات مجلس اإلدارةا ارت ى من خالل‬
‫القانون رقش ‪05‬ـــــ ‪ 20‬لسـنة ‪ 2008‬المعدل لقانون لشـركة المسـاهمةا الفصـل بين مهام رئيس مجلس اإلدارة والمدير‬
‫العام الذي لش يعد يعتبر مفوضـــا من قبل الرئيس بل من قبل المجلسا ويمارس بالتالي مهامه باســـتقالل عن الرئيسا‬
‫بحيث بهذ الصــيغة تتضــح مهام وســلطات المجلس ورئيســه باعتبار جهازا جماعياا ومهام وســلطات المدير العام‬
‫باعتبار جهازا تنفيذيا مكلفا بالتســـيير اليومي والدائش للشـــركةا يمللها في عالقتها باألغيارا ويتمتع ب وســـع السـ ـلط‬
‫للتصـرف باسـمها في جميع الظروفا أما الرئيس ف هو يملل مجلس اإلدارة ويتولى تنظيش أ ـغاله التي يقدم بشـ نها بيانا‬
‫للجمعية العامةا كما يســهر على حســن ســير أجهزة الشــركة ويتحقق بصــفة خا ــة من قدرة المتصــرفين على أداء‬
‫مهـامهش‪ .2‬غير أ نـها مراعـاة لظروف كـل ــــركـة على حـدةا فـرن نفس القـانون ترك لمجلس اإلدارة حريـة اإلبقـاء على‬
‫إمكـانيـة تســــيير الشــــركـة من قبـل رئيس مجلس اإلدارةا غير أنـه في هـذ الحـالـة يعتبر الرئيس مـديرا عـامـا في نفس‬
‫الوقأا بحيث يجمع بين مهام تمليل المجلس وتمليل الشركة في عالقتها باألغيار دم ‪67‬ق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Raymaud et Bardoul, L'administration et la direction générale des sociétés anonymes, in dix ans de droit‬‬
‫‪de l'entreprise, 1978, 125 ; Daigre, Réflexions sur le statut individuel des dirigeants de sociétés anonymes -‬‬
‫‪Rev. stes. 1981. 497.‬‬
‫‪ 2‬مذكرة تقديم مشروع القانون رقم ‪05‬ـ‪ ،20‬ص‪.3 .‬‬
‫‪82‬‬

‫وإضــافة إلى المدير العاما أجاز القانون ‪05‬ــــــ‪ 20‬لمجلس اإلدارةا بناء على اقترا من المدير العاما أن يفوب‬
‫ــجصــا أو عدة أ ــجا طبيعيين لمســاعدة المدير العام بصــفة مدير عام منتد ا ويحدد المجلس مكاف ة المدير العام‬
‫والمديرين العامين المنتدبين دم ‪ 67‬مكررةق‪.‬‬
‫ويعزل المدير العام في أي وقأ من طرف مجلس اإلدارةا ونفس الشـــيء بالنســـبة للمديرين العامين المنتدبين‬
‫بناء على اقترا من المدير العام‪ .‬وفي حالة عدم اســتناد العزل على ســبب مشــروع فرنه يمكن أن يكون محل تعويض‬
‫عن الضــــرر إال إذا كان المدير العام هو رئيس مجلس اإلدارة دم ‪1/67‬مكرر مرتينقا وال ينتج عن العزل فســــخ عقد‬
‫عمل المدير المعزول إذا كان أجيرا في نفس الوقأ للشركة دم ‪ 3/67‬مكرر مرتينق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ المهام‬
‫يتمتع المدير العاما ب وســع الســلط للتصــرف باســش الشــركة في جميع الظروف في حدود غرضــهاا مع مراعاة‬
‫السلطات التي يجولها القانون راحة لجمعيات المساهمين ولمجلس اإلدارة دم ‪1/74‬ا في يغتها الجديدةق‪.‬‬
‫والمدير العام هو الذي يملل الشركة في عالقتها باألغيارا فيتصرف ويتعاقد باسمها‪.‬‬
‫ولما كانأ ـــالحيات المســـير مســـتمدة في ظل القانون الجديد من القانونا على خالف النن القديش الذي كان‬
‫يعتبر مجرد وكيل عن الشـركة يسـتمد ـالحياته من التوكيل الذي أعطا إيا النظام األسـاسـي‪1‬ا فرن الشـركة تلتزم في‬
‫عالقاتها مع األغيار بتصــرفات المدير العاما ولو لش تكن تدخل ضــمن غرضــهاا ما لش تلبأ أن الغير كان على علش ب ن‬
‫تلك التصـرفات تتجاوز هذا الغربا أو لش يكن ليجهله نظرا للظروف‪2‬ا وهي ال يمكنها أن تحتج بنشـر النظام األسـاسـي‬
‫إلقامة هذا اإلثبات دم ‪2/74‬ق‪.‬‬
‫كذلك ال يمكن للشـركة أن تحتج ضـد األغيار بمقتضـيات النظام األسـاسـي أو بقرارات مجلس اإلدارة التي تحد‬
‫من ســـلطات المدير العام دالمادة ‪3/74‬قا وفي هذا حماية أفضـــل لألغيار وللمتعاملين الذين يكونون في اطمئنان دائما‬
‫إلى أن معامالتهش تلزم الشركة‪.‬‬

‫أمـا المـديرين العـامين المنتـدبين في حـالـة وجودهشا فيفوب لهش مجلس اإلدارة مهمـة مســــاعـدة المـدير العـاما‬
‫ويحدد نطاق ســلطاتهش ومدتهاا وذلك باقترا من المدير العام دم ‪ 1/75‬في ــيغتها الجديدةق‪ .‬هذا في إطار الشــركةا‬
‫أما اتجا األغيار فلهش نفس الســــلطات المجولة للمدير العام دم ‪2/75‬ق‪ .‬فينطبق عليهش على هذا المســــتوى ما ينطبق‬
‫على المدير العام‪.‬‬

‫المطلب اللاني‬
‫الشركات ذات مجلس اإلدارة الجماعية مع مجلس الرقابة‬
‫أخذ المشرع لمغربي هذا النظام عن القانون الفرنسي الذي أخذ بدور عن القانون األلماني‪ .‬وهو يهدف إلى‬
‫تبسـيط طريقة إدارة ـركات المسـاهمة إلضـفاء الفعالية عليها عن طريق وضـع حد لتداخل السـلط المالحظ في النظام‬
‫التقليدي حيث يصـبح الرئيس هو الممارس الفعلي لإلدارة والتسـيير ويتحول باقي أعضـاء مجلس اإلدارة إلى مراقبينا‬
‫فتتداخلا من ثش مهام التسـيير مع مهام المراقبة الممارسـة من قبل الهيئة‪ .‬من هنا فرن المشـرع ارت ى إحداث فصـل في‬
‫هذ المهام بتوكيل مهام التسيير لهيئة مستقلة يمكن أن تكون جماعية ويمكن أن تكون فرديةا ومهام الرقابة إلى هيئة‬
‫أخرىا مع إعطاء هيئة اإلدارة ســــلطات واســــعة وتمتيعها باســــتقاللية كبيرة حتى تتمكن من القيام بمهمتها بفعالية‬
‫وديناميكية كبيرتينا وإعطاء هيئة الرقابة ســلطة مراقبة التســيير والحســابات مع إمكانية تجويلها ســلطة الترخين‬
‫ب عمال اإلدارة المهمة‪.‬‬
‫ويسـمح هذا النظام بتوفير حماية وضـمانات أفضـل للمسـتلمرينا من حيث أنه يسـمح للمسـاهمين الرئيسـيين‬
‫في الشــركة بعدم االنشــغال ب مور التســيير اليوميا وترك ذلك إلى معاونين مؤهلين وأكفاء مع االحتفاظ بحق التدخل‬
‫في رســش الســياســة العامة للشــركةا وتحديد توجهاتها األســاســيةا ويســمح هذا النظام كذلك بتدارك نقائن الجمعية‬
‫العـامـة المالحظ في العمـلا حيـث غـالبـا مـا تتعطـل هـذ الجمعيـة أو يطبع عملهـا عـدم الفعـاليـة والســــلبيـة بســــبـب الغيـا‬
‫والالمبـاالة‪ .‬وهكـذا فـرذا كـان مجلس اإلدارة الجمـاعيـة يجمع ــــالحيـات الرئيس ومجلس اإلدارةا فـرن مجلس الرقـابـة‬
‫هيئة دائمة للمراقبة لها فعالية أكبر بكلير من الجمعية العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Hémard, Le nouveau statut des administrateurs de sociétés anonymes - Mélanges Bastian , 1974 -1-‬‬
‫‪117.‬‬
‫‪ 2‬راجا في تطبيق ذلك‪ :‬قرار محكمة االستفناف التجارية بفاس رقم ‪ 652‬بتاريخ ‪ 2004/05/27‬في الميف عدد ‪ ،04/382‬منشور عيى موقا‬
‫وزارة العدل‪ www.justice.gov ;ma/:‬ـ اجتهادات قضا ية‪ ،‬محكمة االستفناف التجارية بفاس‪ ،.‬قضايا الشركات‪ ،.‬القاعدة رقم ‪.2‬‬
‫‪83‬‬

‫وهذا النظام اختياريا يشـــترط لألخذ به النن على العمل به في النظام األســـاســـيا وحينئذ يجب أن تســـبق‬
‫تسمية الشركة أو تتبعها عبارة‪ " :‬ركة مساهمة ذات مجلس إدارة جماعية وذات مجلس رقابة"‪.‬‬
‫فلنتعرف إذن على كل هيئة من هاتين الهيئتين ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ـ مجلس اإلدارة الجماعية‬


‫يزاول مجلس اإلدارة الجماعية مهمة تسيير الشركة تحأ رقابة مجلس الرقابة الذي يتولى تعيينه‪:‬‬

‫أوال ـ تعيين مجلس اإلدارة الجماعية‬


‫يتكون مجلس اإلدارة الجماعية من عدد من األعضـاء يحدد النظام األسـاسـي على أال يتجاوز خمسـة أعضـاءا‬
‫ويمكن أن يرفع هذا العدد إلى سـبعة إذا كانأ أسـهش الشـركة مسـعرة في البور ـة‪ .‬غير أنه يمكن في ـركات المسـاهمة‬
‫التي يقل رأســــمالها عن مليون ونصــــف من الدراهشا أن يتولى ــــجن واحد مزاولة مهام مجلس اإلدارة الجماعية‬
‫دالمادة ‪78‬قا ويسمى حينئذ " المدير العام الوحيد"‪.‬‬
‫ومجلس الرقابة هو الذي يعين أعضــــاء مجلس اإلدارة الجماعيةا ويوكل ألحدهش ــــفة الرئيسا كما أنه هو‬
‫الذي يعين المدير العام الوحيد عندما يكتفي بمســــير واحد‪ .‬ويجب أن يكون المجلس أو المدير الوحيد من األ ــــجا‬
‫الذاتيينا ويمكن أن يتش اختيارهش من غير المساهمينا كما يمكن أن يكونوا من أجراء الشركة دم ‪ 1 /79‬و ‪3‬ق‪.‬‬
‫وينتد األعضـاء للمحددة في النظام األسـاسـي على أال تقل عن سـنتينا وال تتجاوز سـأ سـنواتا وفي غيا‬
‫مقتضيات نظامية فرن المدة تكون محددة في أربع سنوات د المادة ‪81‬ق‪.‬‬
‫أما العزل فيرجع للجمعية العامة بناء على اقترا من المجلسا وإذا لش يكن قرار العزل يســــتند إلى ســــبب‬
‫مشروع ثبأ لضحيته حق طلب التعويض‪.‬‬

‫ثانيا ـ سلطات مجلس اإلدارة الجماعية‬


‫لمجلس اإلدارة الجماعية أوســع الســلط للتصــرف باســش الشــركة في جميع الظروف في حدود غرضــها وإال‬
‫ترتبأ عليه المســــؤولية‪ .‬كما أن عليه أن يراعي الســــلطات المجولة ــــراحة بمقتضــــى القانون لمجلس الرقابة‬
‫ولجمعيات المساهمين‪.‬‬
‫وتلزم الشــــركـة في عالقتهـا بـاالغيـار بتصــــرفـات مجلس اإلدارة الجمـاعيـة حتى ولو تجـاوزت حـدود غرب‬
‫الشـركة إال إذا أثبتأ علش الغير ب ن التصـرف يتجاوز ذلك الغرب أو لش يكن ليجهله نظرا للظروفا إال أنها ال يمكنها‬
‫أن تستند في ذلك إلى مجرد نشر النظام األساسي دالمادة ‪102‬ق‪.‬‬
‫هذاا ويملل رئيس مجلس اإلدارة الجماعيةا والمدير العام الوحيد عند وجود الشــركة في عالقتها مع الغير‪.‬‬
‫كما يمكن لمجلس المراقبة أن يجول لكل عضو آخر سلطة التمليل تلكا ويكون له بذلك لقب مدير عام دالمادة ‪103‬ق‪.‬‬
‫ويتداول مجلس اإلدارة الجماعية ويتجذ قراراته وفقا للشروط التي يحددها النظام األساسيا ويمكن ألعضائه‬
‫أن يتقاسموا مهام اإلدارة بترخين من مجلس الرقابةا لكن دون أن يؤدي ذلك إلى تجريد مجلس اإلدارة الجماعية‬
‫من بغة جهاز يتولى إدارة الشركة جماعيا دالمادة ‪102‬ق‪.‬‬

‫الفقرة اللانية ـ مجلس الرقابة‬


‫بمراقبة أعمال مجلس اإلدارة الجماعية في تسيير للشركة‪.‬‬ ‫مجلس الرقابة جهاز مستقلا ينعقد له االختصا‬

‫أوال ـ تعيين أعضاء ورئيس مجلس الرقابة‬


‫يتكون مجلس الرقابة من ثالثة أعضــاء على األقل ومن اثني عشــر عضــوا على األكلرا ويرفع هذا العدد إلى‬
‫خمسة عشر عضوا إذا كانأ أسهش الشركة مقيدة في البور ة دالمادة ‪83‬ق‪.‬‬
‫يعين أعضاء مجلس الرقابة األوائل في النظام األساسيا والالحقون تعينهش الجمعية العامة العادية‪ .‬ويكون‬
‫التعيين للمدة التي يحددها النظام األساسيا إال أنه في حالة تعيينهش بمقتضى هذا األخيرا فرنه ال يجوز أن تتجاوز تلك‬
‫المدة سأ سنواتا ويمكن للجمعية العامة العادية أن تعزلهش في أي وقأ دالمادة ‪87‬ق‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫و ينتجب مجلس الرقابة من بين أعضــــائه رئيســــا ونائبا للرئيس يكلفان بدعوة المجلس لالنعقاد وبتســــيير‬
‫جلسـاتها ويمكن للمجلس أن يحدد مرتباتهماا ويجب أن يكون الرئيس ونائبه من األ ـجا الذاتيينا وهما يمارسـان‬
‫مهامهما خالل مدة انتدا المجلس دم ‪90‬ق‪.‬‬

‫الحيات مجلس الرقابة‬ ‫ثانيا ـ‬

‫يمارس مجلس الرقابة المراقبة الدائمةا والمستمرة لتسيير مجلس اإلدارة الجماعية للشركة ‪ .1‬وهو ينعقد له‬
‫على الجصو سلطة الترخين لمجلس اإلدارة الجماعية بربرام العمليات التي قد يجضعها النظام األساسي لترخين‬
‫سابق من طرف مجلس الرقابةا مع مالحظة أنه حينما يرفض هذا األخير منح الترخينا يمكن لمجلس اإلدارة الجماعية‬
‫أن يعرب الجالف على الجمعية العامة قصد البأ فيه دم ‪ 1/104‬و‪2‬ق‪.‬‬

‫ويقوم مجلس الرقابة في كل وقأ بعمليات الفحن والمراقبة التي يراها مالئمةا ويمكنه االطالع على الوثائق‬
‫والمســــتندات‪ .‬ويجب على مجلس اإلدارة الجماعية أن يقدم تقريرا لمجلس الرقابة مرة كل ثالثة أ ــــهر على األقلا‬
‫وأن يقدم له بعد اختتام كل سـنة مالية الوثائق التي يوجب القانون عرضـها على الجمعية العامة العادية كما سـنرى فيما‬
‫بعـدا حيـث يكون على مجلس الرقـابـة أن يقـدم إلى الجمعيـة العـامـة العـاديـة مالحظـاتـه بشـــ ـ ن تقرير مجلس اإلدارة‬
‫الجماعيةا وكذا بش ن حسابات السنة المالية دالمادة ‪104‬ق‪.‬‬

‫يعقد مجلس الرقابة اجتماعات دورية بناء على دعوة رئيســــه أو دعوة نائب الرئيس دالمادة ‪90‬ق‪ .‬وال تنعقد‬
‫تلك االجتماعات بصورة حيحة إال بحضور نصف األعضاء على األقل‪ .‬أما قراراته فتتجذ ب غلبية األ وات الحاضرة‬
‫أو الممللةا ما لش ينن النظام األسـاسـي على أغلبية أكبر‪ .‬وفي حالة تسـاوي األ ـوات يرجح ـوت رئيس الجلسـةا ما‬
‫لش ينن النظام األساسي على خالف ذلك د المادة‪91‬ق‪ .‬وعموما فرن نفس القواعد التي تنطبق على اجتماعات مجلس‬
‫اإلدارة التقليدي تعمل هنا بالنسبة الجتماعات مجلس الرقابة‪.‬‬

‫******************‬

‫هذا ويتحمل مجلس اإلدارة ومجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابة ا ومن ضـمنهش بالطبعا الرئيس والمدير‬
‫العام أو المديرون العامونا المسؤولية المدنية والجنائية عما يرتكبونه من أخطاء في تسييرهش للشركة‪.‬‬
‫بالنسـبة للمسـؤولية المدنيةا فقد حمل القانون المسـيرين المسـؤولية العادية عن األضـرار التي يتسـببون فيها‬
‫ب خطائهش كما حملهش مسـؤولية مشـددة في حالة إعالن التسـوية أو التصـفية القضـائية في حق الشـركةا وذلك على ذات‬
‫النحو الذي رأينا في الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫وبالنسبة للمسؤولية الجنائيـة ف هش المجالفات المتصلة بالتسيير التي عاقب عليها القانون‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــــ المعاقبة بالحبس من سـتة أ ـهر إلى سـنتينا وبغرامة من ‪ 000.100‬إلى مليون درهش أو برحدى هاتين‬
‫العقوبتين‪:‬‬

‫وهمية عن قصد‪.‬‬ ‫أ ـ عن توزيع أربا‬


‫ــــ ـ عن نشـر أو تسـليش المسـاهمينا عن قصـدا قوائش تركيبية سـنوية ال تعطي ـورة ـادقة عن النتائج‬
‫المحققة برسش كل سنة ماليةا بهدف إخفاء وضع الشركة الحقيقي‪.‬‬
‫ج ـــــ ـ عن اســتغالل أموال الشــركة أو اعتماداتها‪ 2‬على نحو يدرك معه تعارضــه مع المصــالح االقتصــادية‬
‫للشــركةا وذلك إما لتحقيق أغراب ــجصــية أو لدعش وضــع ــركة أو مقاولة أخرى له فيها منفعة مبا ــرة أو غير‬
‫مبا رة‪.‬‬

‫‪Cruège, La dualité des organes de contrôle dans les sociétés anonymes a diréctoire, Rev.stés. , 1975, 421 ; 1‬‬
‫‪Chassery , Les attributions du conseil de surveillance R.D.C., 1976, 449.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪B.Bouloc, Le dévoiement de l'abus de biens sociaux, Rev. jurisp. com. 1995, 301 ; A.Dekeuwer Les intérêts‬‬
‫‪protégés en cas d'abus de bien sociaux , J.C.P. entrep. 1996-I . 500 ; Laurent Godon, Abus de confiance et‬‬
‫‪abus de bien sociaux Rev. stés 1997, 289‬‬
‫‪85‬‬

‫د ــــــ عن اسـتغالل السـلطة أو األ ـوات التي يملكها بسـوء نية اسـتغالال يتعارب مع المصـالح االقتصـادية‬
‫للشــركة لتحقي ق أغراب ــجصــية أو لدعش ــركة أو مقاولة أخرى له فيها منفعة مبا ــرة أو غير مبا ــرة دالمادة‬
‫‪384‬ق‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــ معاقبة الرئيس أو رئيس الجلسة الذي لش يعمل على إثبات مداوالت مجلس اإلدارة في المحاضر بغرامة‬
‫من ‪ 3000‬إلى ‪ 15.000‬درهش دم ‪ 385‬في يغتها الجديدةقا إذ خفض النن الجديد الغرامة إلى النصف‪.‬‬
‫‪ 3‬ـــــــ معاق بة أعضـــاء هيئات اإلدارة الذين لش يعدوا برســـش كل ســـنة مالية الجرد والقوائش التركيبية وتقرير‬
‫التسيير بغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 200.000‬درهش دم ‪386‬ق وهنا كذلك نزل النن الجديد بالغرامة إلى النصف‪.‬‬

‫المبحث اللاني‬
‫الجمعيـة العامـة للمساهميـن‬
‫الجمعية العامة هيئة تتكون من المسـاهمين تجتمع بشـكل دوري للمداولة في ـؤون الشـركة‪1‬ا وتعتبر نظريا‬
‫مصـــدر كافة الســـلطات فيها‪ .‬فرذا كانأ مهام التســـيير تنعقد للهيئات التي رأيناها ســـابقاا فرنها تحقيقا للتوازنا دعش‬
‫المشـــرع أدوات المراقبة ســـواء الجارجية الممارســـة من قبل مراقبي الحســـابات التي ســـنراها بعد قليلا أو الداخلية‬
‫المتاحة للمساهمين أنفسهش والتي سنعرب ألدواتها للتو‪ .‬والهدف من ذلك طم نة المستلمرين على استلماراتهش عن‬
‫طريق إيجاد نظام قانوني يكفل حقوقهش‪.‬‬
‫وعمومـا فـرن الجمعيـة العـامـة إمـا أن تكون عـاديـة أو غير عـاديـة‪ .‬فـالجمعيـة العـامـة العـاديـة هي التي تنعقـد في‬
‫نهاية كل ســنة مالية لالطالع على تقرير مجلس اإلدارة أو تقرير مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابة حول ســير‬
‫الشـركةا ولالطالع على تقرير مراقبي الحسـاباتا والمصـادقة على الميزانيةا والقوائش التركيبية المقدمة له بشـ نها ا‬
‫وتعيين أعضــاء مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة ومراقبي الحســابات عند انتهاء والية من ســبقوهشا واتجاذ القرارات‬
‫المتعلقة باألمور التي تجرج من اختصا مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعيةا ومجلس الرقابة ملل االقترابا‬
‫وإ دار السندات والرهن وإعطاء الكفاالتا والتبرع ب موال الشركة‪.‬‬
‫الحية تعديل النظام األساسي للشركة‪.‬‬ ‫أما الجمعية العامة غير العادية فهي التي تنعقد لها‬
‫فنعطي نبذة عند كل واحدة من الجمعيتين‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫الجمعيـة العامـة العاديـة‬
‫أوال ـ دعوة الجمعية العامة العادية لالنعقاد‬
‫تنعقد الجمعية العامة العادية مرة في الســـنة على األقل خالل األ ـــهر الســـتة التالية الختتام الســـنة المالية‪.‬‬
‫ويمكن تمديد هذا األجل ب مر معلل من رئيس المحكمة التجارية بصـفته قاضـيا للمسـتعجالت بناء على طلب من مجلس‬
‫اإلدارة أو مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة دالمادة ‪ -115‬فقرة ‪1‬ق‪.‬‬
‫وتوجيـه الـدعوة لالنعقـاد يقع مبـدئيـا على مجلس اإلدارةا أو مجلس الرقـابـةا غير أنـه إذا تجلف عن ذلـك أمكن‬
‫لمراقبي الحســـابات أن يتولو بعد أن يطلبوا اســـتدعاءها دون جدوى من مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة‪ .‬فرذا امتنع‬
‫هؤالء كذلك عن توجيهها أمكن لكل ذي مصــلحةا ولكل مســاهش أو عدة مســاهمين يمللون ما ال يقل عن عشــر رأس‬
‫المالا أن يطبلوا من رئيس المحكمة التجارية باعتبار قاضــــيا لألمور المســــتعجلةا أن يعين وكيال يتولى مبا ــــرة‬
‫إجراءات االستدعاء دم ‪116‬ق‪.‬‬
‫هذاا ويتش االســتدعاءا مبدئياا بواســطة إ ــعار ينشــر في ــحيفة لإلعانات القانونية تصــدر في مكان المقر‬
‫االجتماعيا غير أنه إذا كانأ كل أسـهش الشـركة اسـميةا فرنه يمكن للنظام األسـاسـي أن ينن على توجيه االسـتدعاء‬
‫إلى كل مساهش وفق الشكل والشروط التي يحددها دالمادة ‪122‬ق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪G Flores, S Baillie de Senilhes, La pratique de l'assemblée générale- SARL,‬‬
‫‪SA ne faisant pas appel public a l'épargne, société civile, François Lefebvre, 1996.‬‬
‫‪86‬‬

‫ويجب أن ينشـر االسـتدعاء ثالثين يوما على األقل من تاريخ انعقاد الجمعية العامةا إذا تعلق األمر بشـركة تدعو‬
‫الجمهور لالكتتا دم ‪121‬قا وخمســة عشــر يوما د‪15‬ق بالنســبة لالســتدعاء األولا وثمانية أيام بالنســبة لالســتدعاء‬
‫اللانيا إذا لش تكن تلج إلى االكتتا العام دم ‪123‬ق‪.‬‬
‫ويجب أن يتضـمن اإل ـعارا أو االسـتدعاء جدول أعمال االجتماع‪ .‬ويحق لكل مسـاهش أو مجموعة مسـاهمين‬
‫يمللون ما ال يقل عن نسـبة ‪ % 5‬من رأسـمال الشـركة أو نسـبة ‪ %2‬إذا كان رأسـمالها يتجاوز خمسـة ماليين درهش أن‬
‫يطلبوا إدراج مشروع أو عدة مشاريع قرارات في جدول األعمال‪ 1‬دالمادة‪117‬ق‪.‬‬

‫ثانيا ـ المعلومات والوثائق الواجب اطالع المساهمين عليها‬


‫أوجب القانون على موجه الدعوة لالنعقاد أن يرسـل مجموعة من الوثائق إلى المسـاهمين أو وكالئهشا أو أن‬
‫يضــعها رهن إ ــارتهش في مقر الشــركةا خمســة عشــر يوما قبل تاريخ االجتماع على األقل دالمادتان ‪ 140‬و ‪141‬ق‬
‫وتتملل هذ الوثائق فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جدول األعمال‬
‫مشــاريع القرارات التي تقدم بها مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية‬ ‫‪2‬ـــــ ـ نن وبيان أســبا‬
‫والمساهمون‪.‬‬

‫‪ 3‬ــــــ قائمة المتصـرفين في مجلس اإلدارة وأعضـاء مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابةا وإن اقتضـى‬
‫الحال معلومات تجن المر حين للعضوية في هذ المجالس‪.‬‬
‫‪ 4‬ـــــــ الجرد والقوائش التركيبية للســـنة المالية المنصـــرمةا كما حصـــرها مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة‬
‫الجماعيةا ومالحظات مجلس الرقابة إن وجدت‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تقرير التسيير لمجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعيةا ومالحظات مجلس الرقابة إن وجدت‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تقرير مراقب أو مراقبي الحسابات ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ مشروع تجصين النتائج ‪.‬‬


‫إضـافة إلى ذلكا فقد أوجب القانون على ـركات المسـاهمة التي تفتح رأسـمالها لالكتتا العام أن تنشـر في‬
‫ـحيفة لإلعالنات القانونية وفي الجريدة الرسـميةا في وقأ نشـر االسـتدعاء الجتماع الجمعية العامة العادية السـنويةا‬
‫القوائش التركيبية المتعلقة بالسـنة المالية المنصـرمة معدة طبقا للنصـو التشـريعية المعمول بهاا مع توضـيح إن كان‬
‫األمر يتعلق أم ال بقوائش حققها مراقب أو مراقبو الحسابات دالمادة ‪157‬ق‪.‬‬

‫وقد أجاز القانون المتعلق بشــركات المســاهمة لكل مســاهش أو عدة مســاهمين يمللون ما ال يقل عن عشــر‬
‫رأسمال الشركة رفع طلب لرئيس المحكمة بتعيين خبير أو عدة خبراء يكلفون بتقديش تقرير عن عملية أو عدة عمليات‬
‫تتعلق بالتسـييرا وإذا اسـتجابأ المحكمة للطلبا وجب عليها أن تحدد نطاق مهمة الجبير وسـلطاته‪ .‬ويوجه التقرير بعد‬
‫إعـداد إلى طـالبـه و الى مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجمـاعيـة ومجلس الرقـابـةا وكـذلـك إلى مراقـب أو مراقبي‬
‫الحسـابات‪ .‬كما يجب أن يوضـع رهن إ ـارة المسـاهمين في الجمعية العامة الالحقةا على أن يكون مرفقا بتقرير مراقب‬
‫أو مراقبي الحسابات دالمادة ‪157‬ق‪.‬‬
‫وباإلضـافة إلى الوثائق المشـار إليها أعال ا فرنه يحق لكل مسـاهش خالل الجمسـة عشـر يوما السـابقة النعقاد‬
‫الجمعية العامةا أن يطلع على قائمة المساهمينا مع بيان عددا وفئات األسهش التي يملكها كل واحد منهشا كما يحق له‬
‫أن يطلع على وثائق الشــركة الجا ــة بالســنوات المالية اللالث األخيرةا وعلى محاضــرا وأوراق حضــور الجمعيات‬
‫العامة المنعقدة خالل تلك السـنواتا كما يمكنه أن يحصـل على نسـجة من كل ذلك عدا ما يجن الجرد دم ‪ 145‬و ‪146‬‬
‫و ‪147‬ق‪.‬‬
‫وإذا رفضـأ الشـركة اطالع المسـاهش على هذ الوثائق جاز له أن يطلب من رئيس المحكمة االبتدائية إ ـدار‬
‫أمر لها بذلك تحأ طائلة غرامة تهديدية دالمادة ‪148‬ق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Guyon, Les droits des actionnaires minoritaires, Rev. dr.banc. 1990, p. 35 ; C.Danglechant, Le nouveau statut‬‬
‫‪des minoritaires dans les sociétés anonymes cotées, Rev. stes. N° 2- 1996, p.217 ; J.Dromer Les droits des‬‬
‫‪actionnaires et la vie des entreprises. Rev. jurisp. com. 1994, 177 ; D.Tricot, Abus de droit dans les sociétés‬‬
‫‪(abus de majorité, abus de minorité) R.T.D. com. 1994 , 617.‬‬
‫‪87‬‬

‫ثاللا ـ انعقاد الجمعية العامة العادية‬


‫تنعقد جمعيات المساهمين في المقر االجتماعي للشركة أو في أي مكان آخر محدد في االستدعاءا ما لش ينن‬
‫النظام األساسي على خالف ذلك دم ‪126‬ق‪.‬‬

‫ويشـترط النعقادها حضـور المسـاهمين الحائزين لربع األسـهش المالكة لحق التصـويأ على األقلا فرذا لش يتوفر‬
‫هذا النصـــا في االجتماع األولا وجهأ الدعوة إلى اجتماع ثاني وفق نفس مســـطرة االجتماع األولا مع ذكر تاريخ‬
‫الجمعية التي لش تتداول بصـورة ـحيحة‪ .‬وينعقد االجتماع اللاني أيا كان عدد الحضـور دالمادة ‪ 111‬الفقرتان ‪ 1‬و ‪2‬ق‬
‫ويمكن للنظام األساسي أن يشترط نصابا أكبر دالمادة ‪114‬ق‪.‬‬
‫وقد أوجب القانون أن تمســـك كل جمعية عامة ورقة حضـــور‪ 1‬تبين االســـش العائلي والشـــجصـــي وموطن‬
‫المسـاهمين الحاضـرينا ووكالئهش إن وجدواا وعدد األسـهش التي يملكونهاا واأل ـوات التي تجولها لهش‪ .‬ويتعين على‬
‫الحاضــرين توقيع ورقة الحضــور التي يجب أن تلحق بها التوكيالت التي فوضــأ للمســاهمين من أجل التمليل أو التي‬
‫وجهأ للشـركة‪ .‬كما تعين على مكتب الجمعية المصـادقة على ـحة ورقة الحضـوردالمادة ‪134‬ق ‪ .‬وحينما يتعذر على‬
‫الجمعية التداول لعدم اكتمال النصا فرنه يجب على مكتبها إن يحرر محضرا بذلك دالمادة ‪137‬ق‪.‬‬
‫وتتجذ الجمعية العامة العادية قراراتها ب غلبية األ ـوات الحاضـرة في االجتماع دم‪ -111‬الفقرة ‪3‬ق وفي حالة‬
‫تساوي األ وات يرجح وت الرئيس‪.‬‬
‫هذاا ولقد أوجب القانون أن تلبأ مداوالت الجمعيات العامة في محضـــر يوقعه أعضـــاء المكتبا ويحرر في‬
‫سـجل أو في أوراق مسـتقلة تمسـك وفق نفس الطريقة التي تمسـك بها محاضـر مجلس اإلدارة التي رأيناها سـابقا‪ .‬كما‬
‫أوجب أن يبين المحضـر تاريخ انعقاد الجمعية ومكانها ونمط الدعوةا وجدول أعمالهاا وتشـكيلة مكتبهاا وعدد األسـهش‬
‫المشـــاركة في التصـــويأا والنصـــا الذي تش بلوغها والوثائق والتقارير المعروضـــة على الجمعية للنقاش ا ونن‬
‫القرارات المعروضة على التصويأا ونتائج هذا األخير دالمادة ‪126‬ق‪.‬‬

‫رابعا ـ اختصا ات الجمعية العامة العادية‬


‫تجتن الجمعية العامة العادية باتجاذ كافة القرارات التي تتعلق بتدبير ـــؤون الشـــركة باســـتلناء ما يتعلق‬
‫بتعديل نظامها األساسي دالمادة‪ 111‬الفقرة ‪1‬ق‪ .‬وتتملل أهش هذ االختصا ات في‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ المصادقة على تقرير مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعيةا ومجلس الرقابة حول تسيير الشركة‪.‬‬

‫والجسائر‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ المصادقة على تقرير مراقبي الحسابات بش ن الميزانية وحسا األربا‬
‫‪ 3‬ـ تعيين وعزل أعضاء مجلس اإلدارة ومجلس الرقابة ومراقبي الحسابات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عزل أعضاء مجلس اإلدارة الجماعية بناء على اقترا مجلس الرقابة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ منح اإلبراء إلى مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابة‪.‬‬
‫هيئات اإلدارة‪.‬‬ ‫‪ 6‬ـ اتـجاذ القرارات في األمور التي تجرج عن اختصا‬

‫المطلب اللاني‬
‫الجمعية العامة غيـر العاديـة‬
‫في تعـديـل النظـام‬ ‫الجمعيـة العـامـة غير العـاديـة هيئـة تتكون من كـافـة المســـــاهمينا ينعقـد لهـا االختصـــــا‬
‫األساسي للشركة فقطا وهذا االختصا من النظام العام لذلك فاالتفاق على خالفه يقع باطال‪.‬‬
‫و ال تكون مداوالت الجمعية العامة غير العادية ــــحيحة إال إذا كان المســــاهمون الحاضــــرون أو الممللون‬
‫يملكون في الدعوة األولى لالنعقاد ما ال يقل عن نصــف األســهش المالكة لحق التصــويأا وفي الدعوة اللانيةا ربع تلك‬
‫األســهش‪ .‬وفي حالة عدم اكتمال هذا النصــا ا يمكن ت جيل الجمعية اللانية إلى تاريخ الحق ال يفصــله أكلر من ــهرين‬
‫عن التاريخ الذي دعيأ فيه لالنعقاد دالمادة ‪ 110‬الفقرة ‪2‬ق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Leblond, L'établissement des feuilles de présence, Gaz -Pal, 1978, 2, doctr. 497.‬‬
‫‪88‬‬

‫وتتجذ الجمعية العامة غير العادية قراراتها ب غلبية ثللي أ ـوات المسـاهمين الحاضـرين أو الممللين دالمادة‬
‫‪ 110‬الفقرة ‪ 3‬قا ويحق لكل مسـاهش أن يحضـر هذ الجمعية مهما قلأ األسـهش التي يملكهاا وال يجوز للنظام األسـاسـي‬
‫أن يقيد هذا الحق‪1‬ا ألن األمر يتعلق بتعديل ذلك النظاما ومن الضـــروري أن يعبر كل مســـاهش عن إرادته بشـــ ن ذلك‬
‫التعديلا ألنه بملابة تعديل لشروط التعاقد‪.‬‬

‫هذاا وبالنســـبة لألمور األخرى المتعلقة باجتماع الجمعية العامة غير العادية فتجضـــع للقواعد التي رأيناها‬
‫النعقاد الجمعية العادية‪.‬‬
‫ويشـترط لسـريان التعديل في النظام األسـاسـي الذي تقر الجمعية العامة غير العادية في مواجهة الغير‬
‫أن يتش ـهرها عن طريق إيداعها لدى كتابة ضـبط المحكمة المجتصـة بمسـك السـجل التجاري ونشـرها في الجريدة‬
‫الرســمية وفي جريدة لإلعالنات القانونية بنفس الكيفية التي رأيناها عند ت ســيس الشــركة دالمواد ‪ 13‬و ‪ 14‬و ‪ 15‬و‬
‫‪30‬ق وإذا لش يتش اإليداع والنشــر لش يكن برمكان الشــركة أن تحتج بالتعديالت في مواجهة الغيرا أما هذا األخير فيمكن‬
‫أن يتمسك بها في مواجهة الشركةا أما فيما بين الشركاء فتعتبر التعديالت حيحة‪.‬‬

‫المبحث اللالث‬
‫مراقبــو الحسابــات‬
‫بالنظر لطبيعة ـــركات المســـاهمة حيث أنها مهي ة لكي يشـــارك فيها عدد كبير من المســـاهمين قد يتعذر‬
‫عليهش القيام بنفســــهش ب عمال المراقبةا فرن المشــــرع أوجد نظاما للمراقبة يمكن من ضــــمان مراقبة فعالة ألعمال‬
‫المسيرين ولحسابات الشركة دون أن يؤدي ذلك إلى عرقلة سير هذ األخيرةا هو نظام مراقبي الحسابات‪.‬‬
‫ولقـد عمـل القـانون الجـديـد على تفعيـل دور مراقبي الحســــابـات عن طريق توســــيع مهـام المراقبـة والفحن‬
‫والتدقيق واإلعالم الملقاة على عاتقهش مع جعل مهمتهش دائمة وذات اتصــال بالمنفعة العامة‪2‬ا وقد جاء القانون الجديد‬
‫ليصـلح النظام القانوني المتعلق بمزاولة مراقبي الحسـابات لمهامهش ضـمن ـركة المسـاهمةا ومن مظاهر ذلك النن‬
‫على اســـتدعائهش للحضـــور في اجتماعات مجلس اإلدارة والجمعيات العامة وتقديمهش تقريرا في كل اجتماع من هذ‬
‫االجتماعات دالمادة‪170:‬ق وإعطاؤهش حق االطالع على وثائق الشـركة في كل وقأ وحق جمع المعلومات من األغيار‬
‫دون إمكـانيـة االحتجـاج بـالســــر المهني قبلهش دالمـادتـان ‪167‬و‪168‬ق وحق دعوة الجمعيـة العـامـة لالنعقـاد في حـالـة‬
‫االستعجال دالمادة ‪176 :‬ق‪.‬‬

‫وهدف المشـرع من كل ذلك جعل مراقبة الحسـابات مؤسـسـة للمراقبة من خارج الشـركة تضـطلع بدور أسـاسـي‬
‫في توقي الممارسـات االحتيالية وغير القانونية في تسـيير الشـركة على حسـا المسـاهمين الممللين ألقلية رأس المال‬
‫وعلى حســا المتعاملين والعمال والدولة دإدارة الضــرائبا والجمرك‪...‬ق وكذلك في توقي ــعوبات المقاولةا كل ذلك‬
‫لمالءمـة مراقبـة الحســــابـات مع مـا يجري في الجـارج لجعلهـا تتوفر على نفس موا ــــفـات الـدقـة والفعـاليـة تشــــجيعـا‬
‫لالستلمار األجنبي والوطني‪.‬‬

‫أوال ـ تعيين مراقبي الحسابات‬


‫أوجب القانون أن يعين في كل ــركة مســاهمة مراقب أو عدة مراقبين للحســابات يعهد إليهش بمراقبة وتتبع‬
‫حسـابات الشـركة‪ 3‬دالمادة ‪159‬ق ويعين مراقبو الحسـابات األوائل بمقتضـى النظام األسـاسـيا أو بموجب عقد منفصـل‬
‫يشـكل جزءا من النظام األسـاسـي ويوقع وفق نفس الشـروط دالمادة ‪ 20‬فقرة‪1‬ق وال يمكن أن تتعدى مدة مهامهش في‬
‫هذ الحالة سـنة مالية واحدة‪.‬د المادة ‪ 163‬فقرة ‪ 1‬ق ويشـرعون في ممارسـة مهامهش فعليا ابتداء من قيد الشـركة في‬
‫السجل التجاري‪.‬‬

‫‪ 1‬راجا قرار محكمة االستفناف التجارية بمراكش رقم ‪ 322‬بتاريخ ‪ ،2000/06/13‬في الميف رقم ‪ ،429/99‬والذي قررت فيه المحكمة إبطال‬
‫اجتماع الجمعية العامة غير العادية ليشركة بسبب إقصاء مساهمين من الحضور‪ ،‬وعدم استدعا هم‪ ،‬مجية المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪ ،92‬ص‪.‬‬
‫‪.154‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mabilat, Le nouveau statut professionnel des commissaires aux comptes -Rev.stés. 1970, 1 ; Sayag et‬‬
‫‪Palmade, Le commissariat aux comptes en proie aux réformes, Rev. stés. 1985, p. 339 : Kovarik, Au delà de‬‬
‫‪la certification: quel nouveau progrès pour le commissariat aux comptes ?. J.C.P. 1992 entrep.,1, 173 ; CH.‬‬
‫‪Freyria, Le commissaire aux comptes : mission d'intérêt public? . J.C.P. Entrep. 1996 -1- 516 ; Y.Guyon et G.‬‬
‫‪Coquereau, Le commissariat aux comptes, aspects juridiques et techniques - librairie technique, Paris -1971,‬‬
‫‪ 3‬بالنسبة ليشركات التي تدعو الجمهور لالكتتاب أوجب القانون أن يعين فيها مراقبان اثنين ليحسابات عيى األقل‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة لألبناك‬
‫وشركات القرض واالستثمار والتأمين‪ ،‬واالدخار (م ‪.)180‬‬
‫‪89‬‬

‫أما مراقبو الحسابات الالحقين فيعينون لمدة ثالث سنوات من قبل الجمعية العامة العادية دالمادة ‪ 163‬الفقرة‬
‫‪1‬ق من بين الجبراء المحاســبين المقيدين في جدول الهي ة الجا ــة بهؤالء دالمادة ‪160‬ق‪ .‬فرذا لش تعين الجمعية العامة‬
‫مراقبي الحســابات جاز ألي مســاهش أن يتقدم بطلب إلى رئيس المحكمة التجارية بصــفته قاضــي األمور المســتعجلة‬
‫ليتولى تعيينهش ب مر منها على أن تتش دعوة المتصــــرفين بصــــفة قانونية‪ .‬وتنتهي مهمة المراقبين في هذ الحالة‬
‫بمجرد قيام الجمعية العامة بتعيين مراقبين جدد د المادة ‪ 164‬ق‪.‬‬
‫وقد خول المشـرع للمسـاهمين الحائزين ل‪ % 10 :‬من رأس المال على األقل د‪ % 5‬بالنسـبة للشـركات التي‬
‫تدعو الجمهور لالكتتا ق ا إذا كانأ لهش مبررات مشـــروعة للشـــك في حياد ونزاهة مراقب للحســـابات معين من قبل‬
‫الجمعية العامة أن يطلبوا إعفاء من رئيس المحكمةا وتعيين آخر بدله‪.‬‬

‫ثانيا ـ اختصا ات مراقبي الحسابات‬


‫يشــكل مراقبو الحســابات جهازا فنيا لمراقبة مالية الشــركة وحســاباتها‪ .‬لذلك فهو يملل عين الجمعية العامة‬
‫البصـــيرة فيما يتعلق بهذ الحســـاباتا فتعتمد تلك الجمعية على تقاريرهشا وعلى المعلوماتا والتقييمات الواردة فيها‬
‫للكشـف عن حقيقة الوضـعية المالية للشـركة وعن سـالمة الميزانية والحسـابات المقدمة من قبل مجلس اإلدارة‪ .‬ولهذ‬
‫الغاية فقد أعطى القان ون لمراقبي الحســــابات بصــــفة دائمةا مهمة التحقق من القيش والدفاترا والوثائق المحاســــبية‬
‫للشــركة ومراقبة مطابقة محاســبتها للقواعد المعمول بهاا والتحقق من ــحة المعلومات الواردة في تقرير التســيير‬
‫لمجلس اإلدارةا أو مجلس اإلدارة الجماعيةا وفي الوثائق الموجهة للمســاهمينا والمتعلقة بذمة ووضــعية الشــركة‬
‫المالية وبنتائجها ومن تطابقها مع القوائش التركيبيةا وكذا التحقق من احترام قاعدة المساواة بين المساهمين دالمادة‬
‫‪166‬ق‪ .‬وهذا يعني أن عمل مراقبي الحســابات يقتن على ما يتعلق بمالية الشــركة وحســاباتهاا وال يمتد إلى ــؤون‬
‫اإلدارة والتسـيير‪ .1‬ولتمكين مراقبي الحسـابات من إنجاز مهامهشا أجاز لهش القانون االطالع في أي وقأ من السـنةا‬
‫في مقر الشــركةا على كل الوثائق التي يرون فيها فائدةا وخا ــة العقودا والدفاترا والوثائق المحاســبيةا وســجالت‬
‫المحاضـر‪ .‬كما أجاز لهش جمع المعلومات من الغير ممن أنجز عمليات لحسـا الشـركة دالمادة ‪167‬ق وقد نن المشـرع‬
‫على عدم إمكانية االحتجاج بالسر المهني في مواجهتهش دالمادة ‪168‬ق‪.‬‬
‫ويجب على مراقبي الحسابات أن يحيطوا مجلس اإلدارة الجماعيةا ومجلس الرقابة علما بما يلي كلما تطلب‬
‫األمر ذلك دالمادة ‪169‬ق‪:‬‬
‫‪1‬ـ عمل يات المراقبة والتحقق التي قاموا بها ومجتلف االستطالعات التي تولوا إنجازها‪.‬‬

‫‪ 2‬ـــــــــ بنود القوائش التركيبيـة التي يبـدو لهش من الضــــروري القيـام بتغيرات فيهـا‪ .‬مع اإلتيـان بكـل المالحظـات‬
‫المفيدة حول أساليب التقييش المستعملة في إعداد هذ القوائش‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ االخالالت واألغالط المكتشفة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ــــــ المســتنتجات التي تؤدي إليها المالحظات والتصــحيحات المذكورة أعال ا وفيما يجن نتائج الســنة‬
‫المالية مقارنة بنتائج السنة التي سبقتها‪.‬‬

‫بغة جرمية‪.‬‬ ‫‪ 5‬ـ كل األفعال التي بلغأ إلى علمهشا والتي بدا لهش أنها تكتسي‬
‫إضـافة إلى كل ذلكا على مراقبي الحسـاباتا عند عرب الموازنة السـنوية على مصـادقة الجمعية العامةا أن‬
‫يعدوا تقريرا يرفق إلى باقي التقارير التي يتطلبها القانونا يعرب تلك الجمعية يتضمن نتائج المهمة التي أوكلتها لهش‬
‫دالمادة ‪174‬قا ويجب عليهش‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إما أن يشهدوا في التقرير بصحة و دق القوائش التركيبية؛‬

‫‪ 2‬ـ وإما أن يشفعوا هذا اإل هاد بتحفظات؛‬


‫‪ 3‬ـ وإما أن يرفضوا اإل هاد على الحسابات‪.‬‬
‫وفي هاتين الحالتين األخيرتين يوضـــح المراقبون أســـبا ذلك كما يوردون مالحظاتهش حول مطابقة القوائش‬
‫التركيبية مع المعلومات الواردة في تقرير التسيير للسنة المالية وفي الوثائق الموجهة إلى المساهمين دم ‪175‬ق‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Du Pontavice, Le principe de non immixtion des commissaires aux comptes dans la gestion à l'épreuve des‬‬
‫‪faits – Rev. soc. 1973, 599.‬‬
‫‪90‬‬

‫هذاا ولقد أعطى المشــرع أهمية كبيرة ألعمال مراقبي الحســابات لدرجة أنه اعتبر كل القرارات المتجذة في‬
‫غيابهش باطلة دالمادة ‪178‬ق‪.‬‬
‫ويســـ ل مراقبو الحســـابات عن النتائج الضـــارة الناجمة عن ارتكابهش خط أو إهماال في نطاق مزاولتهش‬
‫مهامهش وذلك ســواء اتجا الشــركة أو اتجا الغيرا إال أنهش ال يســ لون عن المجالفات التي يرتكبها المتصــرفون أو‬
‫أعضــــاء مجلس اإلدارة الجمـاعيـة أو مجلس الرقـابـة إال إذا علموا بهـا ولش يقوموا بـالكشــــف عنهـا في تقريرهش إلى‬
‫الجمعية دالمادة ‪180‬ق ‪.‬‬

‫انتهى بحمد للا‬

You might also like