You are on page 1of 127

‫الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫جامعة ‪ 4‬ماي ‪ 5591‬قالمة‬

‫كمية العموم االقتصادية والتجارية وعموم التسيير‬

‫قسم العموم التجارية‬

‫محاضرات في مقياس القانون التجاري‬

‫مطبوعة بيداغوجية موجية لطمبة السنة أولى جذع مشترك‬

‫د امال بن صويمح‬

‫‪8155-8154‬‬
‫مقدمة‬

‫اعتمدت الجزائر النظام االقتصادي االشتراكي كمنيج ليا وضعت وفقو قوانين لتنظيم المسائل االقتصادية‬
‫وشؤون القائمين بيا‪ ،‬عمى رأسيم التجار سواء كانوا اشخاص طبيعيين او معنويين‪ .‬اال انو ولدوافع‬
‫وظروف معينة مرت بيا انتقمت الجزائر من النيج االشتراكي لتبيني النيج الرأسمالي الحر مما أدى‬
‫وكنتيجة حتمية لمتغيير والتعديل في القوانين المنظمة لألعمال االقتصادية والتجارية‪.‬‬

‫يمارس االعمال التجارية شخص التاجر والتي تختمف حسب من حيث تقسيميا الى اعمال تجارية‬
‫بطبيعتيا‪ ،‬واعمال تجارية حسب الشكل تضم عمى سبيل المثال التعامل بالسفتجة والشركات التجارية‬
‫والعقود التجارية البحرية او الجوية‪ ،‬وأخرى حسب الموضوع تضم اعمال المقاولة والبيع والشراء وعقود‬
‫التأم ين وغيرىا‪ .‬يقوم بيا التاجر بصفة اعتيادية متكررة لمدة زمنية طويمة يمارس من خالليا واجباتو‬
‫والتزاماتو تجاه عديد األطراف كييئات الدولة والتجار والزبائن ويتفيد من حقوقو المكفولة لو قانونا‪.‬‬

‫تم اعداد ىذه المطبوعة لمتفصيل اكثر في الجوانب المتعمقة بالعقدين المدني والتجاري واالعمال التي‬
‫يؤدييا التجار مثل تمك المتعمقة بالعقود التي يمارسيا مع أطراف أخرى كعقد البيع الذي يخضع من‬
‫خاللو الى القانون المدني والتجاري‪ ،‬عقد النقل سواء تضمن نقل البضائع و األشياء او نقل األشخاص اذ‬
‫نظم المشرع الجزائري طبيعة العالقة التي تربط بين اطراف العقد حسب نوعو والحقوق وااللتزامات‬
‫المترتبة عمى عاتق كل طرف منيم المكفولة قانونا سواء كانت بين البائع والمشتري او بين المرسل‬
‫والناقل والمرسل اليو او بين الناقل و المسافر‪.‬‬

‫نركز من خالل ىذا العمل البحثي عمى الجانب المتعمق باإلفالس الذي يعد بمثابة وضعية قانونية‬
‫يتعرض ليا التاجر الذي توقف عن دفع ديونو ألسباب قد تكون خارجة عن نطاقو او اشترك ىو في‬
‫حدوثيا ولو بطريقة غبر مباشرة‪ ،‬تؤدي لوقوعو في وضعية مالية حرجة او عجز حقيقي يمنعو من الوفاء‬
‫بديونو في اجاليا المحددة‪.‬‬

‫يطبق نظام اإلفالس عمى األشخاص التجار سواء كانوا اشخاص طبيعيين او معنويين واألشخاص‬
‫الخاضعين لمقانون الخاص حسب ما ورد في القانون التجاري الجزائري اذ نجد تشريعات الدول األخرى‬
‫تتوافق وتختمف عنا في ىذه المسألة كالتشريع األلماني واالنجميزي واالمريكي والسويسري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تخمف ىذه الوضعية اثار عمى الطرفين التاجر المفمس المدين والدائنين اذ ال ينحصر االمر عمى وجودىم‬
‫بل يتسع ليضم كل من القاضي المنتدب والوكيل المتصرف القضائي والمراقبين‪.‬‬

‫تؤدي ىذه الوضعية بالتاجر المدين لغل يده عن التصرف في أموالو وممتمكاتو بموجب حكم قضائي اذ‬
‫يعوضو في ذلك الوكيل المتصرف القضائي الذي يحل محمو في الوفاء بديونو وحل مشاكمو المالية‬
‫بالتصرف بممتمكاتو المنقولة والعقارية عن طريق بيعيا وتوزيع ثمنيا عمى الدائنين قسمة غرماء تحت‬
‫رقابة المحكمة المختصة‪.‬‬

‫قد يطال أيضا نظام اإلفالس واثاره تصرفات المدين المفمس التي قد تصبح باطمة او قابمة لإلبطال في‬
‫حال ممارستيا في فترة معينة تسمى بفترة الريبة‪.‬‬

‫يخضع شخص التاجر أيضا لنظام اخر وىو التسوية القضائية التي يكون اليدف من وراء تطبيقيا ىو‬
‫اتخاد بعض اإلجراءات الواجبة واالحتياطية قصد اتاحة فرصة أخرى لتسوية وضعية التاجر المدين‬
‫وعودتو عمى رأس اعمالو ومزاولة مينة التجارة مرة أخرى ‪.‬‬

‫لمتفصيل أكثر في ىذه العناصر من حيث الدراسة والتحميل اعتمدنا التطرق لمعناصر التالية‪:‬‬

‫الفصل األول الذي تناول بالدراسة مفيوم العقود التجارية من خالل التطرق لتعريف العقد التجاري‬
‫والخصائص المميزة لو وكيفية إثباتو واالىمية المبتغاة من ابرامو ضمن أربع مباحث ‪.‬‬

‫اما الفصل الثاني تضمن التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري من خالل تقديم تعاريف وتبيان‬
‫الخصائص المميزة ليما ودراسة كل من عقد البيع وعقد النقل سواء ما تعمق بنقل البضائع او االشخاص‬
‫دراسة تفصيمية من خالل مباحث اربعة‪.‬‬

‫بينما تضمن الفصل الثالث العنصر المتعمق باإلفالس والتسوية القضائية من خالل التطرق لتحديد‬
‫المفاىيم والمسار التطوري والخصائص المميزة‪ ،‬كيفية تنظيم وادارة اإلفالس والتسوية القضائية من خالل‬
‫تحديد أطرافيا والميام المسندة إلييم واإلجراءات المتبعة في ذلك‪ ،‬االثار الناجمة عن الحكم بشير‬
‫اإلفالس وصوال لمرحة انتياء التفميسة ضمن أربع مباحث احتوت عمى عناصر تفصيمية بشكل يخدم‬
‫الموضوع ويثريو‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‬

‫مفيوم العقد التجاري‬


‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫مفيوم العقد التجاري‬

‫يعد العقد التجاري من بين التصرفات التي يمارسيا شخص التاجر بصفة دورية االمر الذي دفع بالمشرع‬
‫الجزائري لحرصو عمى احاطة ىذا النوع من الممارسات بالوضوح والتفصيل الدقيق لعدم ترك أي مجال‬
‫لمبس او الخطأ سعيا منو لإلحاطة بكل المستجدات المتعمقة بيذا الموضوع ليضمن بذلك مواكبتنا‬
‫لمتطورات الحالية‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬

‫تعريف العقد التجاري‬

‫لم يخصص العقد التجاري بنظرية مستقمة عن تمك التي تحكم العقد المدني بسبب اشتراكيا في األركان‬
‫وشروط الصحة اذ يكتسب العقد الصفة التجارية ألسباب ال تتعمق بو بل بالقائم بإبرامو‪ ،‬بسبب ذلك انكر‬
‫بعض الفقياء وجود العقود التجارية الفتقارىا لكيان مستقل اذ توجد عقود مسماة يبرميا التجار تكون ذات‬
‫طبيعة مدنية (‪.)1‬‬

‫بالرغم من ذلك وجد بعض الفقياء من قام بوضع تعاريف لمعقد التجاري الدي قد يشوبو نقصان وانتقاد‬
‫وىو امر طبيعي‪ ،‬منيم من عرفو بانو" العقد الذي يجريو التاجر اذا كان متصال بحرفتو التجارية" او ىو"‬
‫االلتزامات التعاقدية التي تشكل عمال تجاريا بالنسبة لألطراف"(‪.)2‬بمعنى اخر ىي" االعمال التجارية او‬
‫االعمال المختمطة التي يتم صياغتيا في الشكل القانوني الخاص بالعقود" (‪.)3‬‬

‫اما عمى الصعيد الدولي عرف العقد التجاري الدولي بأنو عبارة عن" مجموعة تصرفات قانونية اتفاقية‬
‫تجري بين اطراف متصمة بالقانون الخاص ألغراض تجارية دولية بينيم" او ىو " اتفاق دولي دو طابع‬

‫‪1‬‬
‫علً البارودي‪ "،‬القانون التجاري"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،5975 ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪2‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ "،‬القانون التجاري‪ :‬العقود واألوراق التجارٌة “‪ ،‬ط‪ ،3‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،5991 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪3‬‬
‫احمد محرز‪ " ،‬القانون التجاري الجزائري‪ :‬العقود التجارٌة"‪ ،‬ج‪ ،4‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،5985 ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪3‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تجاري او مدني ينظم عالقات يحكميا القانون الخاص‪ ،‬تتكفل ىذه القواعد بتحديد القانون الداخمي‬
‫الواجب التطبيق عميو والمحكمة المختصة بنظر المنازعات الناشئة عنو" (‪.)1‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫الخصائص المميزة لمعقود التجارية‬

‫تمتاز العقود التجارية بالطابع المشترك في العديد من الخصائص مع العقود المدنية لكنيا في نفس الوقت‬
‫تحمل صفات تختمف عن تمك المميزة لمعقود المدنية‪ .‬كما نفرق أيضا بين العقود التجارية الوطنية والدولية‬
‫تتمثل اىم ىذه الخصائص في‪6‬‬

‫المطمب األول‪:‬‬

‫مميزات العقود التجارية الوطنية‬

‫تمتمك العقود التجارية الوطنية مجموعة مميزات تميزىا عن غيرىا من العقود الدولية خاصة تتمثل في‬
‫كونيا عقود تحتوي عمى عنصر أساسي وىو عنصر الرضا باإلضافة الى كونيا عقود معاوضة وىو ما‬
‫سنتطرق اليو بشكل من التفصيل‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫العقود التجارية عقود رضائية‬

‫تنعقد بمجرد تبادل الطرفين التعبير عن ارادتين متطابقتين ال يشترط النعقادىا شكل معين‪ ،‬مع ذلك توجد‬
‫بعض العقود التجارية التي يمزم النعقادىا الكتابة الرسمية او العرفية عمى غرار العقود المدنية التي‬
‫تتصف بالشكمية أكثر‪ .‬يمكن تواجد تعارض بين مبدأ البساطة والسرعة التي تتصف بيا المعامالت‬
‫التجارية عموما و بين التقيد بإجراءات شكمية قانونية معينة من شانيا تسيير وتنظيم ابرام العقود التجارية‬
‫(‪ )2‬كونيا تد أر كل نزاع الحق حول تكوين العقد وتفسيره وشروطو تسمح بمعرفة طبيعة العقد ومضمونو‬
‫بمجرد االطالع عمى الشكل الذي يفرغ فيو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمر سعد هللا‪ "،‬قانون التجارة الدولٌة‪ :‬النظرٌة المعاصرة"‪ ،‬ط‪ ،5‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،1337 ،‬ص ‪.556‬‬
‫‪2‬‬
‫سمٌر جمٌل حسٌن الفتالوي‪ "،‬العقود التجارٌة الجزائرٌة"‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،5994 ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪4‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫العقود التجارية عقود معاوضة‬

‫تعد صفة مطمقة في العقود التجارية وصفة نسبية في العقود المدنية تكون دائرة بين النفع والضرر يأخذ‬
‫المشتري بموجبيا بقدر ما يعطي او بنسبة متوازنة‪ .‬قد تكون عقود تبرع كاليبة والوصية تعد عقود ضارة‬
‫ضر ار محضا اذ يعطي وال يأخذ مقابال لما اعطى او ان ما يأخذه ال يتناسب مع ما يعطيو او تكون‬
‫نافعة نفعا محضا بموجبيا يأخذ وال يعطي مقابال لما اخذ ويعطي ماال يتناسب مع ما اخذ وىو ما ينتفي‬
‫من عقود في التجارة (‪.)1‬‬

‫اما في العقود التجارية فان المضاربة ىي أحد العناصر األساسية لألعمال التجارية تستبعد فييا عقود‬
‫التبرع حتى لو تم تقديم ىدايا او عمولة من قبل التجار او الشركات التجارية فيي ال تعطى اال ألجل‬
‫الحصول عمى الشيرة التجارية وكسب العمالء ال تتضمن نية التبرع وليست لممجاممة او لإلحسان انما‬
‫لممارسة التجارة وىذا ما يؤكد ان العقود التجارية ىي عقود معاوضة‪ ،‬ترد العقود التجارية عمى المنقوالت‬
‫دون العقارات الستبعاد ىذه األخيرة من نطاق القانون التجاري‪.‬‬

‫من جية أخرى تخضع العقود التجارية لمقواعد العامة التي نص عمييا القانون المدني فيما يخص شروط‬
‫تكوين وابرام العقد المتعمقة أساسا بضرورة توفر رضا الطرفين‪ ،‬المحل‪ ،‬السبب‪ .‬اال ان ىذا ال يمنع من‬
‫وجود قواعد خاصة تطبق عمى العقود التجارية تميزىا عن العقود المدنية منيا ما يتعمق باإلثبات ومنيا‬
‫قواعد موضوعية خاصة بإبرام العقود التجارية وتنفيذىا (‪.)2‬‬

‫اجماال يمكن القول بوجود عدة نقاط اختالف بين العقود المدنية والعقود التجارية منيا االختصاص‬
‫القضائي واإلثبات‪ ،‬قواعد تنفيذ العقود من تضامن‪ ،‬اعذار‪ ،‬ميمة قضائية‪ ،‬رىن‪ ،‬نفاذ عاجل‪ ،‬افالس‪،‬‬
‫فوائد (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫حورٌة لشهب‪ "،‬النظام القانونً للعقود التجارٌة"‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانٌة‪ ،‬جامعة محمد خٌضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،51‬نوفمبر ‪ ،1337‬ص ص‪-114‬‬
‫‪.115‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫راشد راشد‪ "،‬األوراق التجارٌة‪ :‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون التجاري الجزائري “‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪،5999،‬‬
‫ص ‪.157‬‬

‫‪5‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬

‫الخصائص المميزة لمعقود التجارية الدولية‬

‫الى جانب الخصائص السابقة الذكر التي تميز العقود التجارية الوطنية توجد خصائص إضافية تتعمق‬
‫بالعقود التجارية الدولية تتمثل اجماال في‪6‬‬

‫‪ -‬عقد نموذجي‪ :‬يوصف عقد التجارة الدولي انو عقد نموذجي بمعنى إمكانية تعدد نماذج العقد الذي‬
‫يعالج نفس المحل اذ يمكن لممتعاقدين تبني أي نموذج يروه مناسبا ليم‪.‬‬

‫‪ -‬الشروط العامة‪ :‬حيث ان عقد التجارة الدولي يحتوي عمى شروط عامة تمثل قانونا خاص يحكم كافة‬

‫جوانب العقد دون الحاجة الى قانون وىي بنفس مفيوم عنصر الرضائية في العقد التجاري الوطني‬
‫فالمتعاقدون مطالبون فقط باإلشارة الى القواعد التي يستعينون بيا إلتمام تعاقدىم‪.‬‬

‫‪ -‬دولية العقد‪ :‬تبرم عقود التجارة الدولية بوصفيا عقد دولي دو طابع تجاري تظير ىذه الصفة في حال‬

‫وقوع تنازع بين القوانين الدولية من حيث أىمية المتعاقدين وشروط التعاقد وموضوع العقد والقواعد التي‬
‫تحكم شكل العقد وموضوعو‪.‬‬

‫‪ -‬وجود طرف أجنبي‪ :‬اذ يقوم العقد التجاري الدولي عمى وجود طرف اجنبي متعاقد عمى األقل قد يكون‬
‫ىذا الطرف دولة او فرد او شركة (‪.)1‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫إثبات العقود التجارية‬

‫تختمف طرق اإلثبات العقود التجارية عن غيرىا من العقود اذ تمتاز بنوع من التيسير وحرية اإلثبات‬
‫وكثرة وسائميا وتنوعيا‪ .‬يعد اإلثبات وسيمة او أداة لضمان استقرار الحياة المدنية والتجارية اذ وضع‬
‫المشرع الجزائري قيود قصد منح المتعاقد فرصة لمتريث والتفكير قبل االقدام عمى العمل المراد تحقيقو (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫عمر سعد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.563‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ "،‬القانون التجاري الجزائري‪ :‬االعمال التجارٌة‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري"‪ ،‬ط‪ ،6‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪،1334 ،‬‬
‫ص ‪.55‬‬

‫‪6‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في المسائل التجارية يتم إثبات كل عقد تجاري عن طريق وسائل متعددة ومتنوعة ال تتصف بالتعقيد‬
‫حفاظا عمى خاصية السرعة في ىكذا نوع من العقود تتمثل في السندات الرسمية‪ ،‬السندات العرفية‪ ،‬فاتورة‬
‫مقبولة‪ ،‬الرسائل‪ ،‬دفاتر الطرفين‪ ،‬اإلثبات بالبينة او بأية وسيمة أخرى اذا رات المحكمة وجوب قبوليا (‪.)1‬‬

‫المطمب األول‪:‬‬

‫إثبات العقود التجارية بالسندات الرسمية والعرفية‪:‬‬

‫تعد السندات الرسمية والعرفية وااللكترونية من ضمن اىم وسائل اإلثبات المكتوبة لما توفره من ضمانات‬
‫لمخصوم اذ تشكل حجة مطمقة لإلثبات يمجأ الخصم ليذه السندات المكتوبة إلثبات حقوقو‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫إثبات العقود التجارية بالسندات الرسمية‬

‫منح المشرع الجزائري السندات الرسمية أىمية خاصة جعميا من األدلة المطمقة والتي تصمح إلثبات جميع‬
‫الوقائع القانونية سواء كانت تصرفات قانونية او وقائع مادية‪.‬‬

‫عرفت السندات الرسمية حسب المادة ‪ 489‬قانون مدني جزائري بانيا عقد يثبت فيو موظف او ضابط‬
‫عمومي او شخص مكمف بخدمة عامة‪ ،‬ما تم لديو او ما تمقاه من دوي الشأن دلك طبقا لألشكال‬
‫القانونية وفي حدود سمطتو واختصاصو (‪. )2‬‬

‫اال انو يجب توفر شروط معينة لصحة المحرر الرسمي تتمثل في‪6‬‬

‫صدور المحرر من طرف موظف عام او شخص مكمف بخدمة عامة‪ 6‬يتصف المحرر بالرسمية نتيجة‬
‫تحريره ن طرف موظف عام او شخص مكمف بخدمة عامة إلجراء عمل من االعمال المتعمقة بالمصمحة‬

‫‪1‬‬
‫االمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ فً ‪ 16‬سبتمبر ‪ 5975‬المتضمن القانون التجاري الجزائري الصادر بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 535‬المؤرخ فً ‪59‬‬
‫سبتمبر ‪ 5975‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 31-35‬المؤرخ فً ‪ 1335 .31 .36‬الصادر بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 55‬سنة ‪ ،1335‬ص ‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫االمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ فً ‪ 16‬سبتمبر ‪ 5975‬المتضمن القانون المدنً الصادر بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 78‬المؤرخة فً ‪ 33‬سبتمبر ‪5975‬‬
‫المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 35-37‬المؤرخ فً ‪ 137 .35 .53‬الصادر بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 35‬سنة ‪.1337‬‬

‫‪7‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العامة (‪ )1‬بمعنى كل شخص تعينو الدولة لمقيام بعمل من اعماليا سواء باجر او دون اجر مثل الموثق‬
‫في مصمحة االشيار وكذلك القاضي في تحرير االحكام (‪. )2‬‬
‫صدور المحرر من الموظف العام في حدود سمطتو واختصاصاتو‪ 6‬يجب ان يكون الموظف العام او‬
‫الشخص المكمف بالخدمة قد قام بتحرير المحرر في حدود سمطتو واختصاصاتو‪ ،‬بمعنى ان تكون لو‬
‫والية تحرير المحرر من حيث الموضوع والزمان والمكان كما يختص إقميميا كل موظف بتحرير نوع‬
‫معين من الوثائق الرسمية مع اصدار المحرر اثناء واليتو (‪.)3‬‬
‫تحرير الوثيقة الرسمية طبقا لألشكال المقررة قانونا‪ 6‬يحدد القانون لمموظف او الضابط العمومي او‬
‫المكمف بالخدمة العامة عند ممارسة ميامو مجموعة من الشكميات التي يستوجب مراعاتيا تحت طائمة‬
‫البطالن بمعنى ان عدم إضفاء الطابع الرسمي عمى الوثيقة المحررة التي تتم فييا مراعاة شكمية معينة‪،‬‬
‫نجد عمى سبيل المثال شخص الموثق باعتباره ضابط عمومي اذ تم الزامو بتحرير العقود التوثيقية بالمغة‬
‫العربية تحت طائمة البطالن (‪ )4‬ىذا بموجب المادة‪ 82‬من االمر ‪ 18-12‬الذي يؤكد أيضا عمى ادراج‬
‫عناصر أساسية في العقود تتمثل في أسماء ومعمومات تتعمق بذوي الشأن واسم الموثق والتاريخ وتوقيع‬
‫األطراف (‪.)5‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫إثبات العقود التجارية بالسندات العرفية‬

‫لم يقم المشرع الجزائري بوضع تعريف لمسند العرفي مكتفيا بذكر شروطو المتمثمة في ان يكون السند‬
‫صادر عمن كتبو او وقعو او وضع عميو بصمة اصبعو مالم ينكر صراحة ما ىو منسوب اليو‪.‬‬

‫عرفت السندات العرفية بانيا تمك المحررات الصادرة من االفراد دون ان يتدخل في تحريرىا موظف عام‬
‫او شخص مكمف بخدمة عامة فيي وسيمة إثبات معدة سمفا يكتبيا االفراد لتكون أداة إثبات واقعة‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسن قاسم‪ "،‬اإلثبات فً المواد المدنٌة والتجارٌة"‪ ،‬الدار الجامعٌة للطباعة والنشر‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد ال رزاق احمد السنهوري‪ "،‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً نظرٌة االلتزام بوجه عام"‪ ،‬ط‪ ،5‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬القاهرة‪ ،5981 ،‬ص‬
‫‪.555‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد حسٌن منصور‪ "،‬قانون اإلثبات‪ :‬مبادئ اإلثبات وطرقه"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،5998 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪4‬‬
‫االمر رقم ‪ 31-36‬المؤرخ فً ‪ 13‬فبراٌر ‪ 1336‬المتضمن تنظٌم مهنة الموثق الصادر بالجرٌدة الرسمٌة العدد ‪54‬عام ‪.1336‬‬
‫‪5‬‬
‫احمد نشأت‪ "،‬رسالة اإلثبات"‪ ،‬ط‪ ،7‬ص ‪.157‬‬

‫‪8‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قانونية في حال حدوث منازعات حول مضمونيا (‪.)1‬‬

‫بناءا عميو يستوجب توفر شرطين في المحرر العرفي حتى يعد بمثابة دليل في اإلثبات ىما‪6‬‬

‫‪ ‬شرط الكتابة‪ 6‬المحرر العرفي ىو محرر مكتوب فالكتابة شرط بدييي لوجوده ووسيمة لمغرض الذي اعد‬
‫من اجمو ‪ ،‬تكون الكتابة باي وسيمة كانت وباي لغة او حتى رموز مختصرة يكفي ان تكون مفيومة من‬
‫ق بل الطرفين كما يمكن االستغناء عن كتابة المبالغ بالحروف واالكتفاء بقيدىا باألرقام فقط وىو الجانب‬
‫الذي يميز المحرر العرفي عن المحرر الرسمي ىو عدم وجوب الشكمية لتحريره (‪.)2‬‬
‫‪ ‬شرط التوقيع‪ 6‬يعتبر الشرط الجوىري في السند العرفي باعتباره أساس انساب المحرر الى الموقع عميو‬
‫فالتوقيع يعكس قبول المضمون واعتماد محتواه كدليل إثبات دون وجوده ال يكون لمسند أي حجية إثبات‪،‬‬
‫يتم التوقيع بيد من نسب اليو محددا بشخصو يكون بإمضائو بنفسو او ببصمة اصبعو او الختم (‪.)3‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬

‫إثبات العقود التجارية بالفاتورة‬

‫تعد الفاتورة وثيقة قانونية محاسبية يعدىا البائع يأمر فييا المشتري أي الزبون بتسديد مبمغ السمع التي قام‬
‫باقتنائيا او قيمة الخدمات التي استفاد منيا‪ .‬حتى تكون الفاتورة صحيحة ومعدة إلثبات العقود التجارية‬
‫وذات قيمة وجب ان تكون‪6‬‬

‫‪ ‬الفاتورة وثيقة قانونية يتم وفقيا إثبات تفاصيل عممية البيع وشروطو من طرف البائع الذي يمزم قانونا‬
‫بإعدادىا وتسميميا لشخص المشتري بمجرد اجراء عممية البيع كونيا تحمل أىمية كبيرة وجب تحريرىا‬
‫بعناية حيث تكون بشكل واضح ال تحتوي عمى أي شطب او حشو‪.‬‬
‫‪ ‬الفاتورة وثيقة محاسبية تحمل الفاتورة وصف الوثيقة الثبوتية اذ يعتمد عمييا عند التسجيل المحاسبي‬
‫لعممية البيع سواء كان ذلك في دفتر البائع او عمى مستوى دفتر المشتري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد صبري السعدي‪ "،‬الواضح فً شرح القانون المدنً‪ :‬اإلثبات فً المواد المدنٌة والتجارٌة"‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،1339 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد حسٌن قاسم‪ "،‬اإلثبات فً المواد المدنٌة والتجارٌة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.554‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد حسٌن منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪9‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطمب الثالث‪:‬‬

‫إثبات العقود التجارية عن طريق دفاتر الطرفين‬

‫فرض المشرع الجزائري عمى شخص التاجر مسك الدفاتر التجارية بمختمف أنواعيا يتم من خالليا قيد‬
‫جميع العمميات التي يقوم بيا استجابة لما تتطمبو التجارة من سرعة في التعامل وثقة متبادلة بين التجار‬
‫وتيسير اإلثبات‪.‬‬

‫تعتبر الدفاتر التجارية تمك الوثائق المينية التي يمتزم التجار بمسكيا باعتباره التزام ميني الغرض منو‬
‫باألساس مراعاة مصمحة التاجر (‪.)1‬‬

‫ألزم المشرع الجزائري شخص التاجر بمسك نوعين من الدفاتر بصفة الزامية ىما دفتر اليومية الذي يقيد‬
‫فيو التاجر يوما بيوم عممياتو مع مراجعة نتائج ىذه العمميات شيريا مع االحتفاظ بالوثائق التي يمكن‬
‫بواسطتيا مراجعة تمك العمميات يوميا‪ ،‬دفتر الجرد يجري من خاللو شخص التاجر جرد لعناصر أصول‬
‫وخصوم مقاولتو بقفل كافة حساباتو قصد اعداد الميزانية وحساب النتائج التي تقيد فيو حيث يتم االحتفاظ‬
‫بيذه الدفاتر والمستندات لمدة ‪ 51‬سنوات‪.‬‬

‫إضافة لوجود دفاتر أخرى اختيارية يكون التاجر حر في مسكيا من عدميا تتصف بالتنوع والتعدد نذكر‬
‫منيا عمى سبيل المثال ال الحصر دفتر المسودة‪ ،‬دفتر المخزن‪ ،‬دفتر الصندوق‪ ،‬دفتر األوراق التجارية‬
‫ىذه األنواع األكثر شيوعا من حيث االستعمال (‪.)2‬‬

‫المطمب الرابع‪:‬‬

‫إثبات العقود التجارية بالبينة او بأي وسيمة أخرى‬

‫أقر المشرع الجزائري مبدأ حرية االثبات في العقود التجارية حيث أجاز ألطراف العقد اثباتو بكل الطرق‬
‫وىو ما يعد بذلك خروج عن القواعد العامة التي تحكم القانون المدني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Alfred Jauffret, Manuel de droit commercial ; 3ém éd, librairie général de droit et de jurisprudence,‬‬
‫‪paris,1970, p404.‬‬
‫‪2‬‬
‫أكرم ٌاملكً‪ "،‬القانون التجاري‪ :‬االعمال التجارٌة التاجر‪ ،‬العقود التجارٌة"‪ ،‬ج‪ ،5‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،5998 ،‬ص ‪.533‬‬

‫‪10‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعتبر قاعدة حرية االثبات في المواد التجارية مقررة لمصمحة أصحاب الشأن فيي ال تتعمق بالنظام العام‬
‫يجوز لألطراف التنازل عنيا صراحة او ضمنيا (‪.)1‬‬

‫يعود السبب في إقرار قاعدة االثبات الحر في المواد التجارية في ان الحياة التجارية تتطمب السرعة في‬
‫التعامل وتبسيط اإلجراءات والثقة المتبادلة بين التجار‪،‬‬

‫في حين ان االعمال القانونية المدنية تخضع لمبدأ االثبات بالكتابة في التصرف القانوني الذي تزيد‬
‫قيمتو عن ‪ 511.111‬دج (‪.)2‬‬

‫حرية االثبات في المعامالت التجارية ليس بمبدأ ورد عمى مطمقو رغم انو يتوافق مع ما تتطمبو الحياة‬
‫التجارية من سرعة في ابرام وتنفيذ االلتزامات التجارية بل ان المشرع الجزائري وضع استثناءات عمى ىذا‬
‫المبدأ حيث تطمب في بعض التصرفات القانونية التجارية الكتابة كاألوراق التجارية عمى أساس ان ىذه‬
‫المعامالت التجارية ال تكون اال كتابة لما تتضمنو من بيانات معينة‪ ،‬كما اشترط أيضا الكتابة الرسمية‬
‫في أنواع معينة من البيوع كبيع السفينة ورىنيا وبيع المحل التجاري ورىنو‪.‬‬

‫ينجم عن اعتماد المشرع الجزائري مبدأ حرية االثبات في المواد التجارية جممة من االثار أىميا‪6‬‬

‫‪ -‬يجوز في المواد التجارية اثبات ما يخالف او ما يجاوز المكتوب بكافة طرق االثبات ذلك خالفا لقاعدة‬
‫اثبات التصرفات القانونية المدنية‪.‬‬

‫‪ -‬يجوز االحتجاج بالمحررات العرفية التجارية عمى الغير حتى لو لم تكن تابتو التاريخ بثبوت رسمي‬
‫استنادا الى ان ابرام العقود التجارية يكون عمى وجو السرعة وال يشترط اعداد الدليل الكتابي فييا‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن لمتاجر االستناد الى دفاتره التجارية في االثبات وىو ما يعد تخفيف لإلثبات وتسييل إقامة الدليل‬
‫عمى التعاقد فيما بين التجار ذلك بالمقارنة مع دفاترىم التجارية المقدمة كدليل اثبات (‪.)3‬‬

‫نص المشرع الجزائري من خالل القانون المدني الجزائري عمى اعتبار البينة وسيمة إثبات ليقوم بعدىا‬
‫بالتعديل واستبداليا بشيادة الشيود ذلك بموجب المواد من ‪ 444‬الى ‪ 424‬قانون مدني جزائري‪ .‬يقصد‬

‫‪1‬‬
‫احمد محرز‪ "،‬القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار عمورة‪ "،‬الوجٌز فً شرح القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪3‬‬
‫مرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.46-45‬‬

‫‪11‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بشيادة الشيود قيام شخص من غير الخصوم باإلخبار امام القضاء عما ادركو بحاسة من حواسو بشأن‬
‫الواقعة المتنازع عمييا عن صدور واقعة من عدميا مما يترتب عنو حق لغيره‪ ،‬لمشيادة صورتان األولى‬
‫مباشرة اذ يقرر فييا الشاىد بما وقع تحت بصره او مسمعو يدلي مباشرة بشيادتو دون قراءة ألي مكتوب‪،‬‬
‫اما الثانية ىي الشيادة غير المباشرة اذ يشيد الشاىد بما سمع رواية عن غيره فيدلي بما اخبره بو شخص‬
‫اخر عن الواقعة محل النزاع (‪.)1‬‬

‫ألداء الشيادة يستوجب توفر شروط تتوفر في كل من‪6‬‬

‫‪ ‬شخص الشاىد‪ 6‬حيث حددت المادة ‪ 514‬قانون إجراءات مدنية وادارية مجموعة من الشروط يستوجب‬
‫توفرىا العتبار الشيادة التي ادلي بيا صحيحة نجمميا في ان يكون الشاىد كامل االىمية غير انو يمكن‬
‫اخذ شيادة الشخص المميز لكنيا تكون عمى سبيل االستدالل فقط‪ ،‬ان ال يكون الشاىد ممنوع قانونا من‬
‫أداء الشيادة‪ ،‬ان ال يكون محكوم عميو بعقوبة جنائية او قد سبق الحكم عميو بجريمة شيادة الزور‪ ،‬ان ال‬
‫يكون ىناك رابطة القرابة او المصاىرة (‪.)2‬‬
‫‪ ‬موضوع الشيادة‪ 6‬يستوجب ان يكون موضوع الشيادة واقعة قانونية‪ ،‬ان تكون الواقعة المراد إثباتيا‬
‫بالشيادة متعمقة بموضوع الدعوى‪ ،‬ان يكون موضوع الدعوى واقعة متنازع عمييا‪ ،‬ضرورة عمم الشاىد‬
‫بموضوع الواقعة التي يشيد بيا عمما شخصيا‪ ،‬يجب ان يكون موضوع الشيادة مما يجيز القانون إثباتو‬
‫بالشيادة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪:‬‬

‫مكانة العقد التجاري في المعامالت التجارية‬

‫العقد التجاري تصرف قانوني يحتوي عمى أىمية بالغة تنعكس عمى عديد الجوانب يمتاز بوجود أسس‬
‫ومعايير يعتمد عمييا وقواعد واجراءات ينفذ من خالليا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫دالندة ٌوسف‪ "،‬الوجٌز فً شهادة الشهود وفق احكام الشرٌعة والقانون وما استقر علٌه قضاء المحكمة العلٌا"‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬الجزائر‪ ،1335 ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪2‬‬
‫احمد نشأت‪ "،‬رسالة اإلثبات"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.549‬‬

‫‪12‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطمب األول‪:‬‬

‫أىمية العقد التجاري‬

‫يكتسي العقد التجاري أىمية بالغة تنعكس إيجابا عمى االقتصاد الوطني واألطراف العقد‪ .‬تتمثل في‬
‫جوانب عديدة أىميا‪6‬‬

‫‪ -‬تعد العقود التجارية وسيمة او أداة اتفاق وربط وتوطيد العالقات التجارية بين اشخاص يحممون صفة‬
‫التجار سواء كانوا اشخاص طبيعيين او معنويين وسواء كانوا من داخل الوطن او خارجو‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر مرجع أساسي بالنسبة لمطرفين او أطراف العقد التجاري فيما يتعمق بحقوق والتزامات كل طرف‬
‫تجاه الطرف االخر حسب ما تم االتفاق عميو اذ يعد العقد شريعة المتعاقدين مادام غير مخالف لمقوانين‬
‫والمواثيق‪.‬‬

‫‪ -‬يعد العقد التجاري وجو من أوجو المعامالت التجارية التي تتسم بالسرعة في التنفيذ باحترام اآلجال‬
‫الواردة في بنود العقد‪ ،‬فكل تأخير يكمف األطراف اضرار كبيرة واالئتمان اذ يحفظ حقوق األطراف‬
‫ويضمن احتراميا ليمثل بذلك تمييدا لبناء عنصر الثقة وإلبرام عقود أخرى جديدة مستقبال‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل الية فعالة لتنظيم المعامالت التجارية تساىم في ارتقاء االقتصاد الوطني من جية كما تساىم في‬
‫الجانب االحصائي عن طريق تحديد جوانب القوة والضعف في االقتصاد الوطني حسب أنواع ومواضيع‬
‫العقود التجارية المبرمة‪ ،‬يتم بناءا عمييا وضع خطط لتدارك مواطن الضعف في قطاعات اقتصادية‬
‫معينة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬

‫أسس تمييز العقد التجاري‬

‫يتميز العقد التجاري بخصائص تميزه عن غيره من العقود األخرى بناءا عمى معايير واسس يعتمد عمييا‬
‫المتعاقدين لتحديد مدى توفر الصبغة التجارية في العقد الذي بصدد ابرامو قصد اإلحاطة بالقانون الواجب‬

‫‪13‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التطبيق في حال وقوع نزاع بين األطراف المتعاقدة‪ .‬تدخل المشرع الجزائري من خالل نصوص القانون‬
‫التجاري محددا الىم المعايير واالسس المميزة لمعقد التجاري‪ ،‬تتمثل جممة ىذه المعايير في‪6‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫معيار االعمال التجارية‬

‫ان المعيار المعتمد في تحديد الصبغة التجارية لمعقود موجود في نظرية االعمال التجارية اذ ان العقد ىو‬
‫اىم ىذه االعمال‪ ،‬قد ال نجد اختالف بين العقود التجارية والعقود غير التجارية في المحل وانما في‬
‫أطراف العقد‪ .‬كما تعد العقود تجارية عندما يكون محميا خاضع لشروط العمل التجاري او احد أنواع‬
‫االعمال التجارية اذ تكون خاضعة لنظام قانوني معين وىو القانون التجاري (‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫معيار التبعية لصفة التاجر‬

‫يكتسب جانب كبير من العقود الصفة التجارية بمجرد صدورىا من شخص التاجر لحاجات تجارتو وىو‬
‫ما يعبر عنو بنظرية االعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬التي استقر عمييا الفقياء والقضاء اذ تفتح ىذه النظرية‬
‫المجال ألنواع غير محدودة من العقود الكتساب الصفة التجارية‪.‬‬

‫كما ان القضاء لم يشترط العتبار العقد تجاري شرط قصد الربح انما اكتفى بالرابطة المادية التي ال‬
‫تستوجب ان تكون رابطة لزوم او فائدة يكفي ان يكون العقد ابرم بمناسبة التجارة (‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫معيار التحديد القانوني‬

‫خصص المشرع الجزائري بالذكر والتحديد أنواع العقود التجارية التي تتفرع الى عقد الرىن‪ ،‬عقد الوكالة‬
‫التجارية‪ ،‬عقد النقل البري‪ ،‬عقد العمولة لمنقل‪ ،‬عقد بيع ورىن وايجار المحل التجاري‪ ،‬عقود الشركات‬

‫‪1‬‬
‫احمد محرز‪ "،‬القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪14‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التجارية‪ .‬تمثل العقود التجارية العقود األكثر شيوعا واستخداما في المجتمع الجزائري (‪.)1‬‬

‫المطمب الثالث‪:‬‬

‫تنفيذ العقود التجارية‬

‫تؤكد جميع القوانين والمواثيق الدولية عمى ضرورة وفاء كل طرف من إطراف العقد التجاري سواء كان‬
‫عقد وطني أو دولي بالتزاماتو المترتبة عميو إزاء الطرف اآلخر بموجب العقد المبرم‪ ،‬واال بتعرض الطرف‬
‫المخالف ألحكام تتمثل في عقوبات قصد إصالح الضرر الذي تسبب فيو طرف ألطراف أخرى‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫تنفيذ العقود التجارية الوطنية‬

‫حرص المشرع الجزائري عمى سرعة وسيولة تنفيذ العقد التجاري المتضمن وجوب دفع الدائن لديونو لم‬
‫يشترط إلعذار المدين في العقود التجارية ان يتم بوثيقة رسمية انما اكتفى بورقة عادية كأصل‪ .‬كما يغمب‬
‫عمييا التنفيذ المؤجل فضال عن ذلك فان التجارة تعتمد عمى االئتمان بمعنى ان التاجر يعتمد في الوفاء‬
‫بديونو عمى استيفاء حقوقو في مواعيد استحقاقيا (‪.)2‬‬

‫وضع المشرع الجزائري قواعد خاصة في تنفيذ العقد التجاري تختمف عن القواعد التي تخضع ليا العقود‬
‫المدنية ضمانا لمسرعة واالئتمان التي يقوم عمييا القانون التجاري‪ ،‬تتمثل ىذه القواعد في‪6‬‬

‫‪ ‬قاعدة التضامن‪ 6‬األصل ان التضامن ال يفترض لذا وجب وجود نصوص في العقد او القانون تنص عميو‬
‫االمر الذي أكدتو المادة ‪ 853‬قانون مدني جزائري‪.‬‬

‫ساد االختالف بين الفقو والقضاء فيما إذا كان تطبيق ىذا المبدأ يقتصر عمى االعمال المدنية فقط او‬
‫يشتمل كذلك المسائل التجارية؟‪ .‬استقر القضاء الفرنسي عمى وجود عرف قديم يقضي بافتراض التضامن‬
‫في العقود التجارية لكن في حال أراد األطراف الغاء التضامن وجب وضع بنود صريحة في العقد تمغيو‪،‬‬
‫بالرجوع الى القانون التجاري الجزائري نجد ان المشرع الجزائري قد سمك نفس المسمك الفرنسي اذ نجد‬
‫الكثير من المواد تشير الى ان التضامن في العقود التجارية ىو مفترض مثل ذلك الشركاء في شركة‬
‫‪1‬‬
‫علً البارودي‪ "،‬القانون التجاري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ "،‬العقود التجارٌة"‪ ،‬دار الفكر الجامعً‪ ،1335 ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪15‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التضامن والشركاء المتضامنون في شركات التوصية مسؤولين عمى وجو التضامن عن ديون الشركة طبقا‬
‫لنص المادة ‪ 115‬قانون تجاري جزائري‪ ،‬كذلك الموقعون عمى الورقة التجارية كالساحب والمسحوب عميو‬
‫والمظيرون مسؤولين بالتضامن عن أداء قيمة الورقة حسب المادة ‪ 982‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪ ‬قاعدة االعذار‪ 6‬االعذار ىو تسجيل تأخير شخص المدين في الوفاء بالتزاماتو اذ ال يستطيع الدائن طمب‬
‫فسخ العقد او المطالبة بالتعويض عما لحقو من ضرر اال إذا سبق واعذر المدين بضرورة الوفاء‬
‫بالتزاماتو‪ ،‬األصل ان اعذار المدين في المواد المدنية يكون بإنذاره بالمطالبة بالوفاء بمقتضى ورقة رسمية‬
‫توجو اليو بواسطة محضر قضائي‪ .‬اما فيما يتعمق بالعقود التجارية يكون اعذار المدين او اخطاره بإنذار‬
‫رسمي او بكتاب مسجل مصحوب بعمم الوصول ويجوز في حالة االستعجال ان يكون ببرقية او اية‬
‫وسيمة أخرى كالياتف او البريد االلكتروني (‪.)1‬‬
‫‪ ‬قاعدة الميمة القضائية‪ 6‬يستوجب عمى المدين الوفاء بالتزامو بمجرد انو ترتب في ذمتو او حل اجمو سواء‬
‫كان االلتزام تجاري او مدني ىذه القاعدة العامة لكن في بعض الحاالت قد تط أر ظروف تحول دون وفاء‬
‫المدين بالتزاماتو في وقتيا المحدد فيمنح لممدين اما‪6‬‬
‫‪ -‬الميمة ال قضائية‪ 6‬أجاز المشرع الجزائري في المعامالت المدنية لمقاضي منح المدين ميمة لموفاء بدينو‬
‫الذي حل اجمو تعرف ىذه الميمة بنظرة الميسرة‪ ،‬اما في المعامالت التجارية التي تعتمد عمى السرعة‬
‫واالئتمان فان المشرع الجزائري تشدد مع المدين فيما يتعمق بالدين التجاري اذ منع القاضي من منحو‬
‫اجال لوفاء دينو اال في حاالت استثنائية كأن يوافق الدائن عمى منح المدين ميمة لموفاء بدينو ىذا ما‬
‫قضت بو المادة ‪ 982‬قانون تجاري جزائري‪.‬‬
‫‪ -‬الميمة القانونية‪ 6‬ىي الميمة الممنوحة لمدائنين بسبب حصول ظروف منعتو من الوفاء بالتزامو كحالة‬
‫الظروف االستث نائية‪ ،‬او ان يتوافق اجل الوفاء بالتزام المدين مع يوم عطمة رسمية تعطى لو في ىذه‬
‫الحالة بقوة القانون ميمة قانونية حسب المواد ‪ 944‬و‪ 928‬قانون تجاري جزائري (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫حورٌة لشهب‪ "،‬النظام القانونً للعقود التجارٌة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.135-133‬‬
‫‪2‬‬
‫االمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ فً ‪ 13‬رمضان ‪ 5395‬الموافق ‪ 16‬سبتمبر ‪ٌ 5975‬تضمن القانون التجاري صادر بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪535‬‬
‫المؤرخة فً ‪ 5975 .51.59‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مفهىم العقد التجاري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫تنفيذ العقود التجارية الدولية‬
‫يتم الوفاء بالعقد التجاري الدولي عندما يتم الوفاء باخر التزام يقع عمى عاتق أحد الفريقين بشكل كامل‬
‫عادة ما يكون االلتزام بضمان العيوب‪ .‬تبدأ مرحمة تنفيذ العقد التجاري الدولي بتنفيذ كل طرف التزاماتو‬
‫المترتبة عن العقد تنفيذا مطابقا لما ىو مقرر في بنوده اذا تأخر احد األطراف او لم يقم بما ىو مطموب‬
‫منو يكون مسؤوال عن االضرار التي تمحق بالطرف االخر اال اذا كان ىناك سبب قانوني يبرر عدم‬
‫الوفاء بالتنفيذ مثال ذلك القوة القاىرة التي تعد من المبررات القانونية لعدم التنفيذ من قبل البائع او‬
‫المشتري اللتزاماتو التعاقدية في اطار عقد البيع الدولي مثال (‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫عمر سعد هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.575‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل الثاني‪6‬‬
‫التمييز بين العقد المدني‬
‫والعقد التجاري‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬

‫تم التطرق الى العناصر المتعمقة بالعقد التجاري من حيث تعريفو وتحديد خصائصو وطرق إثباتو سابقا‬
‫االمر الذي يجعمنا نركز في ىذا المحور عمى دراسة الجوانب المتعمقة بالعقد المدني ما تعمق بالجانب‬
‫المفاىيمي‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬

‫تعريف العقد المدني‬

‫يعد العقد المدني كل اتفاق يمزم بموجبو شخص او عدة اشخاص نحو شخص او عدة اشخاص اخرين‬
‫بمنح او فعل او عدم فعل شيء ما(‪.)1‬‬

‫عرف أيضا بأنو توافق ارادتين عمى احداث اثر قانوني سواء كان ىذا األثر انشاء التزام او نقمو او تعديمو‬
‫او انيائو‪ ،‬كل عقد يكون بمثابة اتفاق اما االتفاق ال يمكن ان يكون عقد اال اذا كان منشأ اللتزام او ناقال‬
‫لو (‪.)2‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫خصائص العقد المدني‬

‫يمتاز العقد المدني عن غيره من العقود بمجموعة خصائص ومميزات تطرقت الييا المواد من ‪ 11‬الى‬
‫‪ 13‬قانون مدني جزائري تتمثل اجماال في انو‪6‬‬

‫‪ -‬يكون العقد ممزما لمطرفين متى تبادل المتعاقدان االلتزام بعضيما البعض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 54‬من االمر رقم ‪ ،58-75‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرزاق احمد السنهوري‪ "،‬الوسٌط فً شرح القانون المدنً نظرٌة االلتزام بوجه عام "‪ ،‬ط‪ ،5‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬القاهرة‪ ،5981 ،‬ص‬
‫‪.538‬‬

‫‪18‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬يكون العقد تبادليا متى التزم أحد الطرفين بمنح او فعل شيء يعتبر معادال لما يمنح او يفعل لو إذا‬
‫كان الشيء المعادل محتويا عمى حظ ربح او خسارة لكل واحد من الطرفين عمى حساب حادث غير‬
‫محقق فان لعقد يعتبر عقد غرر‪.‬‬

‫‪ -‬يكون العقد ممزما لشخص او لعدة اشخاص اذا تعاقد فيو شخص نحو شخص او عدة اشخاص اخرين‬
‫دون االلتزام من ىؤالء االخرين (‪.)1‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫عقد البيع‬

‫يعتبر عقد البيع من العقود المدنية المتعمقة بالممكية ذات األىمية البالغة كونو من أكثر أنواع العقود تداوال‬
‫واوسعيا انتشارا‪ .‬عرف بانو عقد يمتزم بو البائع ان ينقل لممشتري ممكية شيء او حق مالي اخر مقابل‬
‫ثمن نقدي اذ يخضع البيع بوصفو عقدا لجميع الشروط الواردة في نظرية العقد حيث يجب ان يكون‬
‫مؤسس عمى الرضا الصحيح الخالي من العيوب ويكون لو محل وسبب ونية إلحداث البيع (‪.)2‬‬

‫المطمب األول‪:‬‬

‫شروط تكوين عقد البيع‬

‫يستمزم توفر مجموعة من الشروط واالركان األساسية لتكوين وقيام عقد بيع صحيح منتج آلثاره القانونية‬
‫تتعمق ىذه الشروط باألطراف التي تبرم العقد كشرط توفر قبول وايجاب الطرفان دون ان يشوبو أي‬
‫عارض‪ ،‬محل االلتزام‪ ،‬وجود سبب مشروع‪ ،‬الثمن او المقابل النقدي‪ .‬نجمميا في‪6‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫الرضا‬

‫يتم العقد بتبادل الطرفان التعبير عن ارادتيما المتطابقتين دون االخالل بالنصوص القانونية اذ يكون‬
‫التعبير عن اإلرادة بالمفظ‪ ،‬الكتابة‪ ،‬اإلشارة المتداولة عرفا‪ ،‬اتخاذ موقف ال يدع ألي شك في داللتو عمى‬

‫‪1‬‬
‫االمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدنً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪2‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ "،‬القانون التجاري‪ :‬العقود واألوراق التجارٌة"‪ ،‬ط‪ ،3‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،5991 ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪19‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مقصود صاحبو‪ .‬يجوز ان يكون التعبير عن اإلرادة ضمنيا إذا لم ينص القانون او يتفق الطرفان عمى ان‬
‫يكون التعبير صريحا حيث ينتج التعبير عن اإلرادة أثره في الوقت الذي يتصل فيو بعمم من وجو اليو اذ‬
‫يعتبر وصول التعبير قرينة عمى العمم بو ما لم يقم الدليل عمى عكس ذلك(‪.)1‬‬

‫في حال موت من صدر منو التعبير عن اإلرادة او فقد اىميتو قبل ان ينتج التعبير أثره ال يمنع ذلك من‬
‫ترتب اثار عند عمم الغير من وجو لو تعبير الرضا ىذا ما لم يتبين العكس من التعبير او من طبيعة‬
‫التعامل‪ ،‬اما إذا عين اجل لمقبول التزم الموجب بالبقاء عمى ايجابو الى انقضاء ىذا االجل وقد يستخمص‬
‫االجل من ظروف الحال او من طبيعة المعاممة‪.‬‬

‫إذا صدر االيجاب في مجمس العقد لشخص حاضر دون تحديد اجل القبول فان الموجب يتراجع عن‬
‫ايجابو إذا لم يصدر القبول فورا‪ ،‬كذلك إذا صدر االيجاب من شخص آلخر بطريق الياتف او باي‬
‫طريقة مماثمة غير ان العقد يتم لو لم يصدر القبول فو ار إذا لم يوجد ما يدل عمى ان الموجب قد تراجع‬
‫عن ايجابو في الفترة ما بين االيجاب والقبول وكان القبول صدر قبل ان ينقض مجمس العقد‪.‬‬

‫لكن إذا اتفق الطرفان عمى جميع المسائل الجوىرية في العقد واحتفظا بمسائل تفصيمية يتفقان عمييا فيما‬
‫بعد ولم يشترطان ان ال أثر لمعقد عند عدم االتفاق عمييا اعتبر العقد مبرما‪ ،‬اما في حال وقوع خالف‬
‫عمى مسائل لم يتم االتفاق عمييا فان المحكمة تفصل فييا طبقا لطبيعة المعاممة وألحكام القانون والعرف‬
‫والعدالة‪.‬‬

‫يعد التعاقد ما بين الغائبين قد تم في المكان والزمان الذي يعمم فيو الموجب بالقبول ما لم يوجد اتفاق او‬
‫نص قانوني يقضي بغير ذلك‪ ،‬اما إذا كانت طبيعة المعاممة او العرف التجاري تدل عمى ان الموجب لم‬
‫يكن لينتظر تصريحا بالقبول فان العقد يعتبر قد تم إذا لم يرفض االيجاب في وقت مناسب كما يعتبر‬
‫السكوت في الرد قبوال إذا اتصل باإليجاب بتعامل سابق بين المتعاقدين او إذا كان االيجاب لمصمحة من‬
‫وجو اليو‪.‬‬

‫في حين انو اذا تم ابرام العقد عن طريق النيابة كان الشخص النائب محل االعتبار عند النظر في عيوب‬
‫الرضا او في اثر العمم ببعض الظروف الخاصة او افتراض العمم بيا حتما‪ ،‬غير انو اذا كان النائب‬

‫‪1‬‬
‫المواد من ‪ 59‬الى ‪ 65‬من االمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.56-55‬‬

‫‪20‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وكيال ويتصرف وفقا لتعميمات معينة صادرة من موكمو ال يجوز لمموكل التمسك بجيل النائب لظروف‬
‫كان يعمميا ىو او كان من المفروض حتما ان يعمميا(‪.)1‬‬

‫يجوز لممتعاقد الذي وقع في غمط جوىري وقت ابرام العقد ان يطمب ابطالو حيث يكون الغمط جوىريا إذا‬
‫بمغ حدا من الجسامة اذ يمتنع معو المتعاقد من ابرام العقد لو لم يقع في ىذا الغمط او إذا وقع في صفة‬
‫لمشيء يراىا المتعاقدان جوىرية او يجب اعتبارىا كذلك نظ ار لشروط العقد ولحسن النية‪ ،‬او إذا وقع في‬
‫ذات المتعاقد او في صفة من صفاتو وكانت تمك الذات او ىذا الصفة السبب الرئيسي في التعاقد‪.‬‬

‫كما يجوز ابطال العقد لمتدليس إذا كانت الحيل التي لجأ الييا أحد المتعاقدين او النائب عنو من الجسامة‬
‫بحيث لوالىا لما ابرم الطرف الثاني العقد اذ يعتبر تدليسا السكوت عمدا عن واقعة او مالبسة إذا ثبت ان‬
‫المدلس عميو ما كان ليبرم العقد لو عمم بتمك الواقعة او ىذه المالبسة‪ ،‬اما إذا صدر التدليس من غير‬
‫المتعاقدين ليس لممتعاقد المدلس عميو ان يطمب ابطال العقد ما لم يثبت ان المتعاقد االخر كان يعمم او‬
‫كان من المفروض حتما عممو بيذا التدليس‪.‬‬

‫االكراه سبب اخر من أسباب ابطال العقد إذا تعاقد شخص تحت سمطان رىبة بنية بعثيا المتعاقد االخر‬
‫في نفسو دون حق تعتبر الرىبة قائمة عمى بينة إذا كانت ظروف الحال تصور لمطرف الذي يدعييا ان‬
‫خط ار جسيما محدقا ييدد ىو او أحد اقاربو في النفس او الجسم او الشرف او المال اذ يراعى في تقدير‬
‫االكراه جنس من وقع عميو ىذا الفعل‪ ،‬سنو‪ ،‬حالتو االجتماعية‪ ،‬الصحية‪ ،‬جميع الظروف األخرى التي‬
‫من شأنيا ان تؤثر في جسامة االكراه‪ .‬اما اذا صدر االكراه من غير المتعاقدين ليس لممتعاقد المكره ان‬
‫يطمب ابطال العقد اال اذا ثبت ان المتعاقد االخر كان يعمم او كان من المفروض حتما ان يعمم بو (‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫المحل‬

‫يجوز ان يكون محل االلتزام شيئا مستقبال ومحققا اما إذا كان محل االلتزام مستحيال في ذاتو كان باطال‬
‫بطالنا مطمقا يحمل نفس صفة البطالن في حال كان محل االلتزام سبب غير مشروع او مخالف لمنظام‬

‫‪1‬‬
‫المواد من ‪ 65‬الى ‪ 73‬من االمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدنً الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المواد من ‪ 86‬الى ‪ 89‬من االمر رقم ‪ ،58-75‬مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العام واآلداب العامة‪ .‬اما في حال لم يكن محل االلتزام معينا بذاتو وجب ان يكون معينا بنوعو ومقداره‬
‫واال كان العقد باطال اذ يكفي ان يكون المحل معينا بنوعو فقط إذا تضمن العقد ما يستطاع بو تعيين‬
‫مقداره‪ ،‬اما إذا لم يتفق المتعاقدان عمى درجة الشيء من حيث جودتو ولم يمكن تبين ذلك من العرف او‬
‫من أي ظرف اخر التزم المدين بتسميم شيء من صنف متوسط‪.‬‬

‫بينما إذا محل االلتزام نقودا التزم المدين بقدر عددىا المذكور في العقد دون ان يكون الرتفاع قيمة ىذه‬
‫النقود او النخفاضيا وقت الوفاء أي تأثير‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫السبب‬

‫كل التزام مفترض ان لو سببا مشروعا مالم يقم دليل عمى غير ذلك حيث يعتبر السبب المذكور في العقد‬
‫ىو السبب الحقيقي حتى يقوم الدليل عمى ما يخالف ذلك‪ ،‬فاذا قام الدليل عمى صورية السبب يقع عمى‬
‫من يدعي ان لاللتزام سبب اخر مشروع ان يثبت ما يدعيو(‪.)1‬‬

‫بالنسبة لمعقود الممزمة لمجانبين إذا لم يوفي أحد المتعاقدين بالتزاماتو جاز لممتعاقد االخر بعد اعذار‬
‫المدين ان يطالب بتنفيذ العقد او فسخو مع التعويض في الحالتين إذا اقتضى الحال ذلك‪ ،‬يجوز لمقاضي‬
‫ان يمنح المدين اجل حسب الظروف كما يجوز لو رفض فسخ العقد إذا لم يوفي بو المدين وكان قميل‬
‫األىمية بالنسبة لمجمل االلتزامات‪.‬‬

‫يجوز االتفاق عمى اعتبار العقد مفسوخا بحكم القانون عند عدم الوفاء بااللتزامات الناشئة عنو بمجرد‬
‫تحقيق الشروط المتفق عمييا دون حاجة الى حكم قضائي‪ ،‬وىو شرط ال يعفي من االعذار الذي يحدد‬
‫حسب العرف عند عدم تحديده من طرف المتعاقدين‪.‬‬

‫اما إذا انقضى االلتزام بسبب استحالة تنفيذه انقضت معو االلتزامات المقابمة لو اذ ينفسخ العقد بحكم‬
‫القانون‪ ،‬بعد فسخو يعاد المتعاقدان الى الحالة التي كان عمييا قبل العقد في حال االستحالة جاز‬
‫لممحكمة الحكم بالتعويض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المواد من ‪ 91‬الى ‪ 98‬من االمر ‪ ،58-75‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬‬

‫الثمن‬

‫يجب ان يقع االتفاق عمى الثمن ألنو من اركان العقد األساسية يجب ان يكون الثمن مبمغا من النقود فاذا‬
‫كان شيئا غيرىا مثل العقار او المنقول فالعممية ال تعتبر بيعا وانما مقايضة‪ .‬يجوز ان يقتصر الثمن عمى‬
‫بيان األسس التي يحدد بمقتضاىا فيما بعد كما يجوز ان يكون الثمن بسعر السوق عموما او سعر‬
‫السوق في المكان والزمان الذي يقع فييما تسميم المبيع لممشتري‪ ،‬اذا لم يتم ذلك وجب الرجوع الى سعر‬
‫السوق في المكان الذي يقتضي العرف بان تكون أسعاره ىي السارية اما في حال عدم قيام المتعاقدان‬
‫بتحديد ثمن لممبيع بطل العقد (‪.)1‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬

‫التزامات الطرفين في عقد البيع‬

‫يترتب عن أي عقد يتم ابرامو نتائج تنعكس عمى طرفي او أطراف العقد تتمثل في االلتزامات التي تقع‬
‫عمى عاتق كل طرف يمتزم بالوفاء بيا حتى ال تأخذ كحجة ضده ميما كانت طبيعة الظروف المحيطة‬
‫بو‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫التزامات البائع‬

‫تتمثل في جممة من االلتزامات اليامة التي نتطرق الييا تباعا فيما يمي (‪6)2‬‬

‫‪ ‬يمتزم البائع بالقيام بما ىو الزم لنقل الحق المبيع الى المشتري وان يمتنع عن كل عمل من شأنو ان‬
‫يجعل نقل الحق عسي ار او مستحيال اذ تنتقل الممكية في البيع الجزاف الى المشتري بنفس الطريقة التي‬
‫تنتقل بيا ممكية الشيء المعين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ "،‬القانون التجاري‪ :‬العقود واألوراق التجارٌة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪2‬‬
‫خلٌل احمد حسن قدادة‪ "،‬الوجٌز فً شرح القانون المدنً الجزائري‪ :‬عقد البٌع"‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،1333 ،‬ص ‪.515‬‬

‫‪23‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اما فيما يتعمق بثمن البيع إذا كان مؤجال جاز لمبائع ان يشترط ان يكون نقل الممكية الى المشتري موقوفا‬
‫عمى دفع الثمن كمو ولو تم تسميم الشيء المبيع فاذا كان دفع الثمن عمى أقساط جاز لممتعاقدين االتفاق‬
‫عمى ان يستبقي البائع جزءا منو عمى سبيل التعويض في حالة ما إذا وقع فسخ البيع بسبب عدم استيفاء‬
‫جميع األقساط اما في حالة ما إذا وفى المشتري جميع األقساط يعتبر انو تممك الشيء المبيع من يوم‬
‫البيع‪.‬‬
‫‪ ‬يمتزم البائع بتسميم الشيء المبيع لممشتري في الحالة التي كان عمييا وقت البيع‪ ،‬إذا عين في عقد البيع‬
‫مقدار المبيع كان البائع مسؤوال عما نقص منو بحسب ما يقضي بو العرف غير انو ال يجوز لممشتري ان‬
‫يطمب فسخ العقد لنقص في البيع اال إذا اثبت ان النقص يبمغ من األىمية درجة لو كان يعمميا المشتري‬
‫لما اتم البيع‪.‬‬
‫وبالعكس إذا تبين ان قدر الشيء المبيع يزيد عمى ما ذكر بالعقد وكان الثمن مقد ار بحسب الوحدة وجب‬
‫عمى المشتري إذا كان المبيع غير قابل لمتقسيم ان يدفع ثمنا زائدا اال إذا كانت الزيادة فاحشة ففي ىذه‬
‫الحالة يجوز لو طمب فسخ العقد ما لم يوجد اتفاق يخالفو‪ .‬اما في حال وجد في قدر المبيع نقص او‬
‫زيادة يحق لممشتري طمب انقاص الثمن او فسخ العقد يسقط بالمقابل حق البائع في طمب تكممة الثمن‬
‫بالتقادم بعد مضي سنة من وقت تسميم المبيع تسميما فعميا (‪.)1‬‬
‫يتم التسميم بوضع المبيع تحت تصرف المشتري حيث يتمكن من حيازتو واالنتفاع بو دون عائق ولو لم‬
‫يتسممو تسمما ماديا مادام البائع اخبره باستعداده لتسميمو اذ يحصل التسميم عمى النحو الذي يتفق مع‬
‫طبيعة الشيء المبيع‪ ،‬وقد يتم التسميم بمجرد تراضي الطرفين عمى البيع اذا كان المبيع موجود تحت يد‬
‫المشتري قبل البيع او كان البائع قد استبقى المبيع في حيازتو بعد البيع لسبب اخر ال عالقة لو بالممكية‬
‫(‪.)2‬‬
‫اما عن زمان التسميم لممتعاقدين ان يحدداه فان لم يفعال يتم المجوء الى العرف في حال عدم وجوده وجب‬
‫التسميم بمجرد عقد البيع اذا كان الثمن معجال لمبائع ان يحبس المبيع حتى يؤدي المشتري الثمن اما اذا‬
‫كان الثمن مؤجال لمبائع ان يحبس المبيع حتى يؤدي المشتري الثمن في حين اذا كان الثمن مؤجال ولم‬
‫يشترط تأجيل التسميم وجب عمى البائع تسميم المبيع في الميعاد المتفق عميو وال يجوز لو حبسو‪ ،‬حيث‬

‫‪1‬‬
‫المواد من ‪ 365‬الى ‪ 366‬من االمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ فً ‪ 13‬رمضان ‪ 5395‬الموافق ‪ 16‬سبتمبر ‪ٌ 5975‬تضمن القانون المدنً الجزائري‬
‫صادر بالجرٌدة الرسمٌة للجمهورٌة الجزائرٌة عدد ‪ 78‬مؤرخة فً ‪ 5975 .39 .33‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪24‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يشمل التسميم الشيء المبيع وممحقاتو وكل ما اعد بصفة دائمة الستعمالو طبقا لما تقضي بو طبيعة‬
‫الشيء وعرف المنطقة وقصد المتعاقدين (‪.)1‬‬
‫اما في حال وجب تصدير المبيع الى المشتري ال يتم التسميم اال إذا وصل اليو مالم يوجد اتفاق يخالف‬
‫ذلك‪ ،‬اما إذا ىمك المبيع قبل تسميمو بسبب ال يد لمبائع فيو سقط البيع واسترد المشتري الثمن اال إذا وقع‬
‫اليالك بعد اعذار المشتري بتسميم البيع‪ .‬لكن إذا نقصت قيمة المبيع قبل التسميم لتمف أصابو جاز‬
‫لممش تري اما ان يطمب فسخ البيع إذا كان النقص جسيما بحيث انو لو ط أر قبل العقد لما اتم البيع واما ان‬
‫يبقي البيع مع إنقاص الثمن‪.‬‬
‫‪ ‬وجب عمى البائع ضمان عدم التعرض لممشتري في االنتفاع بالمبيع كمو او بعضو سواء كان التعرض‬
‫من فعمو او من فعل الغير يكون لو وقت البيع حق عمى المبيع يعارض بو المشتري يكون البائع مطالبا‬
‫بالضمان ولو كان حق ذلك الغير قد ثبت بعد البيع وقد ال اليو ىذا الحق من البائع نفسو‪.‬‬
‫إذا كان اما حالة تجنب نزع اليد من قبل المشتري عن الشيء المبيع كمو او بعضو بدفع مبمغ من النقود‬
‫او بأداء شيء اخر عمى البائع التخمص من نتائج الضمان بان يرد الى المشتري ما دفعو من النقود او‬
‫قيمة ما اداه من شيء اخر مع مصاريف الخصام‪.‬‬
‫في حال نزع اليد الكمي عن المبيع يحق لممشتري ان يطمب من البائع‪6‬‬
‫‪ -‬قيمة المبيع وقت نزع اليد‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة الثمار التي الزم المشتري بردىا الى المالك الذي نزع يد المشتري عن المبيع‪.‬‬
‫‪ -‬المصاريف النافعة التي يمكنو ان يطمبيا من صاحب المبيع وكذلك المصاريف الكمالية إذا كان البائع‬
‫سيء النية‪.‬‬
‫‪ -‬جميع مصاريف دعوى الضمان ودعوى االستحقاق باستثناء ما كان المشتري يستطيع ان يتقيو منيا لو‬
‫اعمم البائع بيذه الدعوى‪.‬‬
‫‪ -‬تعويضو عما لحقو من خسائر وما فاتو من كسب بسبب نزع اليد عن المبيع ىذا في حال لم يقم‬
‫المشتري دعواه عمى فسخ البيع او ابطالو (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسنٌن‪ "،‬عقد البٌع فً القانون المدنً الجزائري"‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،1336 ،‬ص ‪..551‬‬
‫‪2‬‬
‫المواد من ‪ 374‬الى ‪ 375‬من االمر ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدنً‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في حال نزع اليد الجزئي عن المبيع مع وجود تكاليف وخسارة تكبدىا المشتري قد بمغت قد ار لو عمم بو‬
‫ىذا األخير لما اتم العقد كان لو ان يطالب البائع بالمبالغ المذكورة سابقا مقابل رد المبيع مع االنتفاع‬
‫الذي حصل عميو منو‪ ،‬اما إذا اختار المشتري استبقاء المبيع او كانت الخسائر التي تكبدىا لم تبمغ‬
‫المقدار المبين سابقا ال يكون لو سوى المطالبة بحق التعويض عن الضرر الذي لحقو بسبب نزع اليد عن‬
‫المبيع‪.‬‬

‫في نفس اإلطار يجوز لممتعاقدين بمقتضى اتفاق خاص ان يزيدا في ضمان نزع اليد او ينقصا منو او‬
‫يسقطاه اذ يفترض في حق االرتفاق ان البائع قد اشترط عدم الضمان إذا كان ىذا حقا ظاى ار او كان‬
‫البائع قد اعمم بو المشتري مع بطالن كل شرط يسقط الضمان او ينقصو إذا تعمد البائع إخفاء حق‬
‫الغير(‪.)1‬‬

‫‪ ‬بقاء البائع مسؤوال عن كل نزع يد ينشأ عن فعمو ولو وقع االتفاق عمى عدم الضمان مع بطالن كل اتفاق‬
‫يقضي بغير ذلك‪ ،‬اما إذا كان نزع اليد عن المبيع من فعل الغير فان البائع يبقى مطالبا امام المشتري‬
‫برد قيمة المبيع وقت نزع اليد اال إذا اثبت ان المشتري عمم وقت البيع سبب نزع اليد او انو اشترى تحت‬
‫مسؤوليتو‪.‬‬
‫‪ ‬التزام شخص البائع بالضمان إذا لم يشمل المبيع عمى الصفات التي تعيد بوجودىا وقت التسميم الى‬
‫شخص المشتري او إذا كان بالمبيع عيب ينقص من قيمتو او من االنتفاع بو بحسب الغاية المقصودة‬
‫منو حسبما جاء في عقد البيع او حسبما يظير من طبيعتو او استعمالو‪ ،‬فيكون البائع ضامنا ليذه‬
‫العيوب ولو لم يكن عالما بوجودىا‪.‬‬
‫غير ان التزام الضمان يسقط عن شخص البائع في حال عمم المشتري بالعيوب وقت البيع او كان في‬
‫استطاعتو االطالع عمييا في حال فحص المبيع بعناية الرجل العادي اال إذا اثبت المشتري ان البائع أكد‬
‫لو خمو المبيع من تمك العيوب او انو اخفاىا غشا منو (‪.)2‬‬
‫إذا تسمم المشتري المبيع وجب عميو التحقق من حالتو في حال تمكن من ذلك حسب قواعد التعامل‬
‫الجارية ففي حال كشف عيبا يضمنو البائع وجب عميو اخبار ىذا األخير في اجل مقبول فان لم يفعل‬
‫اعتبر راضيا بالبيع‪ ،‬اال انو إذا العيب مما ال يظير بطريق االستعمال العادي وجب عمى المشتري بمجرد‬
‫‪1‬‬
‫خلٌل احمد حسن قدادة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.571‬‬
‫‪2‬‬
‫المواد من ‪ 379‬الى ‪ 384‬من االمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدنً‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪26‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ظيور العيب اخبار البائع بذلك واال اعتبر راضيا بالمبيع بما فيو من عيوب‪ .‬اما إذا أخبر المشتري البائع‬
‫بالعيب الموجود في المبيع في الوقت المالئم كان لو الحق في المطالبة بالضمان‪.‬‬
‫يجوز لممتعاقدين بموجب اتفاق خاص ان يزيدا في الضمان او ينقصا منو او ان يسقطاه غير ان كل‬
‫شرط يسقط الضمان او ينقصو يقع باطال إذا تعمد البائع إخفاء العيب في المبيع غشا منو‪ ،‬اال ان شرط‬
‫ضمان العيوب يسقط في البيوع القضائية والبيوع اإلدارية إذا كانت بالمزاد العمني (‪.)1‬‬
‫في حال قيام البائع بضمان صالحية المبيع لمعمل لمدة معمومة ثم ظير فييا خمل يقع عمى المشتري‬
‫اعالم البائع في اجل قدره شير من يوم ظيوره وان يرفع دعواه في مدة ستة أشير من يوم االعالم ىذا ما‬
‫لم يتفق الطرفان عمى خالف ذلك‪.‬‬
‫اجماال نستخمص ان ضمان العيوب الخفية كثير الوقوع في البيوع التجارية اذ تطبق بشأنو القواعد العامة‬
‫التي نجمميا أساسا في‪6‬‬
‫‪ -‬ال يضمن البائع عيبا جرى العرف التجاري عمى التسامح فيو‪.‬‬
‫‪ -‬ال يضمن البائع اال العيوب الخفية وليس لمخفاء ضوابط ثابتة وانما يترك تقديره لممحكمة التي يتعين‬
‫ع مييا االسترشاد بالعرف ونوع المبيع وظروف الحال والخبرة المفروض توفرىا في التجار التي تؤىميم‬
‫لمعرفة العيوب التي توجد عادة في السمع التي يتاجرون فييا‪ ،‬المشتري مكمف بإجراء الفحوص العادية‬
‫المتعارف عمييا فاذا أىمل ذلك فال ضمان اما إذا توقف ظيور العيب عمى فحوص خاصة كالتحاليل‬
‫الكيماوية واألبحاث اليندسية او الفنية ال يجبر المشتري عمى اجرائيا‪.‬‬
‫تبقى دعوى الضمان مستمرة ولو ىمك الشيء المبيع وألي سبب كان لكن بالمقابل تسقط دعوى الضمان‬
‫بالتقادم بعد انقضاء سنة من يوم تسميم المبيع‪ ،‬حتى لو لم يكتشف المشتري العيب اال بعد انقضاء االجل‬
‫ما لم يمتزم البائع بالضمان لمدة أطول غير انو ال يجوز لشخص البائع التمسك بسنة التقادم إذا تبين‬
‫اخفاؤه لمعيب غشا منو (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد شتا أبو سعد‪ "،‬عقد البٌع"‪ ،‬دار الفكر العربً‪ ،‬مصر‪ ،5999 ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪2‬‬
‫أنور سلطان‪ "،‬العقود المسماة‪ :‬الوكالة‪ ،‬الكراء"‪ ،‬مركز النشر الجامعً‪ ،‬تونس‪ ،1337 ،‬ص ‪.343‬‬

‫‪27‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫التزامات المشتري‬

‫باعتبار ان عقد البيع من العقود التبادلية الممزمة لمجانبين من البدييي ان يترتب مجموعة التزامات عمى‬
‫عاتق المشتري مقابل التزامات فرضت عمى شخص البائع تتمثل في‪6‬‬

‫‪ ‬دفع ثمن البيع من مكان تسميم المبيع مالم يوجد اتفاق او عرف يقضي بغير ذلك فاذا لم يكن ثمن المبيع‬
‫مستحقا وقت تسمم المبيع وجب الوفاء بو في المكان الذي يوجد فيو موطن لممشتري وقت استحقاقو‬
‫الثمن‪.‬‬
‫يكون ثمن المبيع مستحقا في الوقت الذي يقع فيو تسميم المبيع مالم يوجد اتفاق او عرف يقضي بخالف‬
‫ذلك‪ ،‬فاذا تعرض أحد لممشتري مستندا الى حق سابق او الحق من البائع‪ ،‬او إذا خيف عمى المبيع ان‬
‫ينزع من يد المشتري جاز لو ان لم يمنعو شرط في العقد ان يمسك الثمن الى ان ينقطع التعرض او‬
‫يزول الخطر ومع ذلك يجوز لمبائع المطالبة باستيفاء الثمن إذا ظير لممشتري عيب في الشيء المبيع‬
‫(‪.)1‬‬
‫اما إذا كان تعجيل الثمن كمو او بعضو مستحق الدفع في الحال جاز لمبائع ان يمسك المبيع الى ان‬
‫يقبض الثمن المستحق ولو قدم لو المشتري رىنا او كفالة ىذا مالم يمنحو البائع اجال بعد انعقاد البيع‪،‬‬
‫كما يجوز لمبائع ان يمسك المبيع ولو لم يحل االجل المتفق عميو لدفع الثمن إذا سقط حق المشتري في‬
‫االجل‪.‬‬
‫في حال تمف المبمغ في يد البائع وىو ماسك لو كان تمفو عمى المشتري مالم يكن التمف قد وقع من فعل‬
‫البائع‪.‬‬
‫‪ ‬دفع نفقات التسجيل والطابع ورسوم اإلعالن العقاري والتوثيق وغيرىا تكون عمى عاتق المشتري مالم تكن‬
‫ىناك نصوص قانونية تقضي بغير ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬وجب عمى المشتري لذا لم يعين االتفاق او العرف مكانا او زمانا لتسمم المبيع تسممو في المكان الذي‬
‫يوجد فيو المبيع وقت البيع مع تسممو دون تأخير باستثناء الوقت الذي تتطمبو عممية التسمم‪ ،‬مع تكفمو‬

‫‪1‬‬
‫محمد حسن قاسم‪ "،‬الوجٌز فً عقد البٌع"‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،5996 ،‬ص ‪.459‬‬

‫‪28‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بنفقات تسمم المبيع مالم يوجد عرف او اتفاق يقضي بغير ذلك حسب ما ورد في المواد من ‪ 443‬الى‬
‫‪.)1( 454‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫اثار عقد البيع‬

‫متى نشأ البيع صحيحا أصبح قاد ار عمى احداث النتائج المقصودة منو فينقل الممكية من البائع الى‬
‫المشتري اذ يمتزم البائع بالقيام بما ىو ضروري لنقل الحق المبيع الى المشتري وان يكف عن أي عمل‬
‫يكون من شأنو جعل نقل الحق مستحيال او عسيرا‪ .‬حيث تنتقل الممكية في المنقول بمجرد االتفاق إذا‬
‫كان المبيع معينا بذاتو ولو اتفق المتعاقدان عمى تأجيل تسميم المبيع او تأجيل فع الثمن‪ ،‬اما إذا كان‬
‫المبيع معينا بنوعو فقط فال تنتقل إذا كان الشيء مما يقاس او يكال ويعد او يتم وزنو فانو يتعين متى تم‬
‫قياسو او كيمو او عده او وزنو اما إذا وقع البيع مع شرط التسميم فان التعيين يتم عند تسميم الشيء الى‬
‫المشتري ومن الجائز االتفاق عمى تأجيل انتقال الممكية الى ما بعد الوقت الذي تنتقل فيو قانونا أي وقت‬
‫انعقاد العقد‪.‬‬

‫يرتبط موضوع نقل الممكية بمسألة تبعة اليالك وىي الحالة التي ييمك فييا المبيع بفعل قوة قاىرة بعد نقل‬
‫الممكية وقبل تسميمو اذ يتحمل البائع تبعة اليالك ألنو الزال ممتزما بالتسميم فاذا تخمف عنو جاز لممشتري‬
‫ان يطمب الفسخ واسترداد الثمن ان كان قد اداه‪ ،‬اما إذا انقضت قيمة المبيع قبل التسميم لتمف أصابو‬
‫جاز لممشتري اما ان يطمب فسخ العقد إذا كان النقص جسيما حيث لو ط أر قبل العقد لما رضى بو واما‬
‫ان يبقى عقد البيع قائما مع إنقاص الثمن (‪.)2‬‬

‫المبحث الرابع‪:‬‬

‫عقد النقل‬

‫يعد عقد النقل من اىم العقود التي يؤدييا شخص الناقل لما ليا من انعكاسات وتأثيرات إيجابية عمى‬
‫شخص ىذا األخير والشخص المتعامل معو سواء تم نقمو شخصيا او نقل البضائع والسمع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫االمر ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدنً‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ "،‬القانون التجاري‪ :‬العقود واألوراق التجارٌة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪29‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطمب األول‪:‬‬

‫مفيومو وأىدافو‬

‫يعد عقد النقل عموما اتفاق يربط بين أطراف يترتب عنو أداء التزامات مقابل التمتع بحقوق يضمنيا‬
‫القانون‪ ،‬تختمف حسب نوع وطبيعة العقد الذي قد يكون عقد نقل بضائع او عقد نقل اشخاص غايتو‬
‫تحقيق اىداف تخدم مصالح األطراف المكونة لمعقد‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫تعريفو‬

‫عرف بانو اتفاق يمتزم بمقتضاه متعيد النقل مقابل ثمن بان يتولى بنفسو نقل شخص او شيء الى مكان‬
‫معين يتم باتفاق الطرفين (‪ .)1‬يشتمل عمى أنواع عديدة أىميا عقد النقل البري الذي يقصد بو كل نشاط‬
‫يقوم من خاللو شخص طبيعي او اعتباري بنقل اشخاص او بضائع من مكان الى اخر عبر الطريق او‬
‫السكة الحديدية عمى متن مركبة مالئمة‪ ،‬نجده عمى اشكال‬

‫‪ -‬النقل العمومي‪ 6‬ىو نقل يتم بمقابل لحساب الغير يقوم بو اشخاص طبيعية او اعتبارية مرخص ليم‬
‫ليذا الغرض‪.‬‬

‫‪ -‬النقل لمحساب الخاص‪ 6‬ىو نقل يقوم بو اشخاص طبيعية او اعتبارية لحاجاتيم الخاصة بواسطة‬
‫مركبات يممكونيا‪.‬‬

‫‪ -‬النقل المشترك ما بين األنماط‪ 6‬ىي عبارة عن خدمة نقل تنجز بموجب سند وحيد وبنمطين مختمفين‬
‫من النقل عمى األقل تغطي النقل من بدايتو الى نيايتو تحت مسؤولية متعامل وحيد (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫مبروك حسٌن‪ "،‬القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬ط‪ ،6‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪ ،1338،‬ص ‪.53‬‬
‫‪2‬‬
‫القانون رقم ‪ 53-35‬المؤرخ فً ‪ 7‬غشت ‪ٌ 1335‬تضمن توجٌه النقل البري وتنظٌمه الصادر بالجرٌدة الرسمٌة العدد ‪ 44‬المؤرخ فً ‪ 38‬اوت‬
‫‪.1335‬‬

‫‪30‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫أىدافو‬

‫سعى المشرع الجزائري من خالل تقنين عقد النقل وبكل ما يتعمق بو من أطراف واحكام يخضعون لو‬
‫لتحقيق جممة اىداف تنعكس باإليجاب عمى السياسة العامة لمدولة والقطاعات األخرى ذات الصمة‪ ،‬تتمثل‬
‫اجماال في‪6‬‬

‫‪ -‬المساىمة في تجسيد سياسة التييئة العمرانية والتنمية االقتصادية واالجتماعية والدفاع عن التراب‬
‫الوطني وحماية البيئة والمحافظة عمييا‪.‬‬

‫‪ -‬التمبية الفعمية لحاجات المواطنين في مجال النقل وفق شروط أكثر نفعا لمجماعة الوطنية والمستعممين‬
‫من حيث توفر االمن وتوفر وسائل النقل والتكمفة والسعر ونوعية الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬منح األولوية لتطوير قطاع النقل الجماعي‪.‬‬

‫في ىذا اإلطار ولضمان السير الحسن لقطاع النقل وتمبية حاجيات المواطنين تتدخل الدولة والجماعات‬
‫اإلقميمية في إطار تنظيم منظومة النقل اذ تتكفل ب‪6‬‬

‫‪ -‬تنظيم ومراقبة الشروط العامة لممارسة نشاطات النقل‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم النقل العمومي‪.‬‬

‫‪ -‬ترقية البحث والد ارسات واالحصائيات واالعالم‪.‬‬

‫‪ -‬انجاز او التكميف بإنجاز المنشآت القاعدية والتجييزات الضرورية لمنقل‪.‬‬

‫‪ -‬التأكد من مطابقة المنشآت القاعدية والتجييزات لممقاييس المطموبة في التشريع والتنظيم المعمول بيما‬
‫(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫مبروك حسٌن‪ "،‬القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪31‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬

‫عقد نقل البضائع‬

‫تيدف منظومة نقل البضائع الى االستعمال األمثل لقدرات النقل المتوفرة لذلك وجب منح األفضمية لكل‬
‫نقل عمومي‪ ،‬من شأنو التكفل بحركة النقل القابمة لمتنسيق ضمن شروط اقتصادية أكثر فائدة لمجماعة‬
‫الوطنية مع ضرورة تحسين إنتاجية المتعاممين ومنظومة النقل باستمرار ال سيما عن طريق استعمال‬
‫التكنولوجيات العصرية والتجييزات المالئمة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫و مقدمي الخدمات المتمثمة أساسا‬ ‫ساىمت التشريعات بتنظيم النشاطات التي يمارسيا مساعدو النقل‬
‫في االستئجار والتجميع والتخزين والتسميم والتوزيع والوكالة وعمولة النقل وسمسرة الشحن‪.‬‬

‫يعد عقد النقل بمثابة اتفاق يمتزم بمقتضاه متعيد النقل مقابل ثمن بان يتولى بنفسو نقل شخص او شيء‬
‫الى مكان معين (‪.)2‬‬

‫يفترض في عقد النقل عموما وجود ثالثة اشخاص المرسل والناقل والمرسل اليو أحيانا يكون المرسل‬
‫والمرسل اليو شخص واحد يقع عقد النقل في األصل بين المرسل والناقل اما المرسل اليو فيو شخص‬
‫أجنبي عن العقد‪ .‬مع ذلك تنشأ ليذا األخير حقوق لدى الناقل يستطيع بمقتضاىا مطالبتو بتسميم السمعة‬
‫عند وصوليا ومقاضاتو ومطالبتو بالتعويضات‪ ،‬متى وصل الشيء محل العقد متأخ ار عن الميعاد المتفق‬
‫عميو او وصمت تالفة او لم تصل أصال بسبب ضياعيا او ىالكيا وبالمثل يرتب العقد التزامات عمى‬
‫شخص كل من المرسل والناقل‪.‬‬

‫بالنسبة لمركز شخص المرسل اليو في عقد نقل البضائع فان الراي المستقر عميو في الفقو والقضاء ىو‬
‫ان المرسل وىو يبرم عقد النقل يجري في الوقت ذاتو تعاقدا لمصمحة المرسل اليو‪ ،‬لذا ينشأ ليذا األخير‬
‫حق مباشر لدى الناقل يمكنو من مطالبتو بتنفيذ االلتزامات التي يفرضيا عميو العقد (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫مساعدو النقل هم اشخاص طبٌعٌة او اشخاص اعتبارٌة ٌؤدون خدمات تكمٌلٌة قبل او بعد نشاط النقل ٌساهمون فً تحسٌن مستواه وانتاجٌته‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 36‬من االمر رقم ‪ ، 59-75‬مرجع سابق‬
‫‪3‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.38-36‬‬

‫‪32‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫خصائص عقد نقل البضائع‬

‫من بين الخصائص المميزة لو عن غيره من العقود األخرى كونو عقد رضائي يتم بتبادل االيجاب‬
‫والقبول‪ ،‬عقد ممزم لمجانبين‪ ،‬عقد معاوضة‪ ،‬كونو عقد ادعان‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عقد رضائي‬

‫(‪)1‬‬
‫حسب ما أكدتو المادة ‪ 44‬قانون تجاري جزائري‬ ‫يتم تبادل االيجاب والقبول دون الحاجة إلجراء اخر‬
‫اذ ورد فييا انو يتكون عقد النقل او عقد العمولة لمنقل باتفاق الطرفين وحده مع بطالن كل االشتراطات‬
‫التي تخالف رضائية العقد‪ .‬ال يعد من العقود الشكمية التي يشترط إلبراميا الكتابة وليس من العقود‬
‫العينية التي يشترط فييا التسميم اذ ان تسميم البضائع لمناقل ليس شرطا النعقاده انما مجرد التزام ينشئو‬
‫العقد عمى عاتق الناقل‪ ،‬فالكتابة تعد وسيمة إلثبات عقد نقل البضائع ليس شرطا النعقاده (‪.)2‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫عقد ممزم لمجانبين‬

‫اذ يمتزم الناقل بإتمام النقل في الميعاد المحدد المتفق عميو مقابل التزام المرسل بدفع اجرة النقل حيث‬
‫يجوز ألي من الطرفين طمب فسخ العقد في حال تخمف الطرف االخر عن الوفاء بالتزاماتو‪ ،‬مع ذلك من‬
‫مصمحة الناقل التمسك بالتنفيذ لمحصول عمى األجرة ومن مصمحة المرسل تحريك مسؤولية الناقل عن‬
‫تنفيذ العقد(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫مراد منٌر فهٌم‪ "،‬القانون التجار ي‪ :‬العقود التجارٌة وعملٌات البنوك "‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،5981 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪2‬‬
‫هانً دوٌدار‪ "،‬النظام القانونً للتجارة والعقود التجارٌة والعملٌات المصرفٌة واالسناد التجارٌة واالفالس"‪ ،‬المؤسسة الجامعٌة للدراسات‬
‫والنشر والتوزٌع‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪3‬‬
‫مراد منٌر فهٌم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪33‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪:‬‬

‫عقد معاوضة‬

‫(‪)1‬‬
‫يمتزم الناقل في عممية النقل مقابل تمقيو مبمغ وىو عبارة عن اجرة النقل يدفعو المرسل او المرسل اليو‬
‫عمى انو قد يكون المقابل غير ظاىر كما في حالة النقل المجاني الذي يكون لقاء خدمة اديت لمناقل‪ ،‬وقد‬
‫يكون دون أي مقابل حقيقي نقال مجانيا ال تعاقد فيو ال تسري عميو احكام عقد نقل البضائع بل تطبق‬
‫عميو عند االقتضاء قواعد المسؤولية التقصيرية طبقا لممادة ‪ 589‬قانون مدني جزائري (‪.)2‬‬

‫رابعا‪:‬‬

‫عقد ادعان‬

‫يمتمك بناءا عميو شخص المرسل حرية مناقشة شروط العقد ليس لو خيار سوى قبول تمك الشروط التي‬
‫يضعيا شخص الناقل مسبقا او رفضيا جممة وتفصيال بينما يتم ابرام العقد بمجرد قبول المرسل لو (‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫التزامات شخص المرسل‬

‫‪ ‬دفع اجرة النقل والمصاريف المترتبة عمى األشياء والبضائع المنقولة‪ ،‬في حال تم اشتراط دفع األجرة عند‬
‫وصول األشياء والبضائع المنقولة يكون الناقل والمرسل اليو الذي صدر منو القبول ممزمين بأدائيما‬
‫بالتضامن بينيما‪.‬‬
‫‪ ‬يعد مسؤوال تجاه الناقل والغير عن االضرار عن االضرار الناشئة عن اىمال البيانات المذكورة وعدم‬
‫صحتيا او كفايتيا‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت طبيعة الشيء تتطمب الحزم وجب عمى المرسل القيام بحزميا بشكل واقي من الضياع والتمف‬
‫وال يؤدي لضرر األشخاص والمعدات او غيرىا من األشياء المنقولة واال يكون مسؤوال عن االضرار‬
‫الناجمة عن عيوب الحزم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫احمد محرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪2‬‬
‫االمر رقم ‪ ،58-75‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ "،‬العقود التجارٌة وعملٌات البنوك وفقا لقانون التجارة الجدٌد"‪ ،‬دار المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،1331 ،‬ص ‪.563‬‬

‫‪34‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬تسميم البضاعة لشخص الناقل من قبل المرسل اذ يعد التسميم ليس شرط النعقاد عقد البيع وانما ىو اثر‬
‫من اثاره (‪.)1‬‬
‫بالمقابل لذلك نجد لشخص المرسل حقوق كفميا لو المشرع الجزائري ناجمة عن ابرامو العقد تتمثل أىميا‬
‫في حقو في تغيير اسم المرسل اليو او استرداد األشياء المنقولة مادامت في حيازة الناقل شرط ان يدفع لو‬
‫اجرة النقل عن المسافة المقطوعة مع التعويض لو عما صرفو وما لحقو من ضرر بسبب استردادىا‪ .‬اال‬
‫انو ال يجوز لو ممارسة ىذا الحق في حال ما إذا تم تسميم سند النقل الى المرسل اليو فينتقل اليو ىذا‬
‫الحق‪ ،‬او في حال ما إذا كان المرسل قد تسمم سند النقل وعجز عن تقديمو او في حال ما إذا طمب‬
‫المرسل اليو استالم البضائع بعد وصوليا الى المكان الموجية اليو‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫التزامات شخص الناقل‬

‫‪ ‬شحن البضاعة اذ يقوم الناقل بوضع البضاعة في العربات او السيارات المعدة لنقميا فيكون الناقل مسؤوال‬
‫عن التمف واالضرار الناجمة عن عيوب الحزم او انعدام الحزم او عدم العناية بيا إذا قبل النقل وىو عالم‬
‫بعيوب الحزم او انعدامو‪ ،‬اذ يتعين عمى الناقل رفض نقل البضاعة متى كان الشحن معيبا وكان العيب‬
‫ظاى ار يحتمل معو تمف البضاعة فاذا رضي بتنفيذ عممية النقل رغم وضوح عيب الشحن وبغير تحفظ‬
‫كان مسؤوال عن التمف‪.‬‬
‫‪ ‬في حال تم نقل شيء غير مشروط تسميمو الى الموطن وجب عمى الناقل اخطار شخص المرسل اليو‬
‫بالوقت الذي يمكن لو فيو تسميمو بمجرد ما يكون باستطاعة الناقل وضعو تحت تصرفو‪.‬‬
‫‪ ‬اذا لم يتم نقل البضاعة من المكان الموجية اليو وجب عمى الناقل اعالم المرسل بذلك وان يطمب منو‬
‫تعميمات بيذا الشأن وانتظار إصدارىا مع ضرورة إيداع البضاعة في مكان امن (‪ .)2‬بينما يجوز لو بيع‬
‫البضاعة إذا كانت من األشياء التي يخشى عمييا من التمف في حال تأخر تعميمات المرسل ذلك‬
‫بمقتضى امر صادر في ديل العريضة من طرف رئيس المحكمة المختصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪2‬‬
‫القانون رقم ‪ 53-35‬المؤرخ فً ‪ 1335 .38 .37‬المتضمن قانون توجٌه النقل البري وتنظٌمه صادر بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 44‬سنة ‪.1335‬‬

‫‪35‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فضال عن ذلك يمكن اتالف البضاعة او طمرىا إذا كانت غير صالحة لالستيالك تتم معاينة ىذه الحالة‬
‫الخاصة بعدم صالحية البضاعة لالستيالك بموجب محضر معد من قبل رئيس المجمس الشعبي البمدي‬
‫ورئيس امن الدائرة او ممثمييما بحضور مسؤول عن مصمحة حفظ الصحة بالمجمس الشعبي البمدي‬
‫ومواطنين اثنين يمارسان النشاطات التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬االرسال والنقل حيث يتم ارسال البضاعة وتصديرىا الى الجية المتفق عمييا من واجب الناقل مراعاة‬
‫الميعاد المتفق عميو وتنفيذ عممية النقل باتباع الطريق المتفق عميو فاذا لم يتفق عمى طريق محدد وجب‬
‫اتباع اقصر‪ ،‬فاذا خالف الناقل الطريق المتفق عميو او اتبع طريقا طويال بغير مبرر ترتب عمى ذلك‬
‫ضرر لشخص المرسل والمرسل اليو يصبح الناقل في ىذه الحالة مسؤوال عن التعويض (‪.)1‬‬
‫‪ ‬يعد الناقل مسؤوال من وقت تسممو البضاعة المراد نقميا عن ضياعيا الكمي او الجزئي او تمفيا او‬
‫التأخير في تسميميا‪ ،‬بينما يمكن اعفاءه من مسؤوليتو الكمية او الجزئية جراء عدم تنفيذ التزاماتو او‬
‫االخالل او التأخير عند إثبات حالة القوة القاىرة او عيب خاص بالشيء او الخطأ المنسوب لمناقل‪.‬‬
‫‪ ‬المحافظة عمى سالمة البضاعة فالناقل مسؤول عن إيصال البضاعة سالمة خالية من كل تمف مما‬
‫يستوجب عميو بذل كل ما في طاقتو لمنع سرقة البضاعة او ضياعيا او تمفيا‪.‬‬
‫‪ ‬تفريغ البضاعة عند وصوليا وتسميميا لشخص المرسل اليو متى وصمت البضاعة‪ ،‬من واجب الناقل‬
‫القيام بتفريغيا تمييدا لتسميميا لشخص المرسل اليو اال إذا تم االتفاق في العقد عمى ان يقوم المرسل اليو‬
‫بيذه الميمة فال يكون الناقل عندئذ مسؤوال عن التمف الذي يصيب البضاعة اثناء تفريغيا‪.‬‬
‫‪ ‬إذا قام عدة ناقمين عمى شكل متعاقب بتنفيذ عقد النقل ذاتو يكون اول واخر الناقمين مسؤولين بالتضامن‬
‫فيما بينيما عن أي ضرر أصاب البضاعة تجاه شخص المرسل والمرسل اليو عن مجموع النقل بينما يعد‬
‫كل من الناقمين الوسطاء تجاه المرسل والمرسل اليو وتجاه اول واخر ناقل مسؤولين عن الضرر الحاصل‬
‫بالنسبة لممسافة التي قطعوىا‪.‬‬
‫في حال تعذر تعيين المسافة التي حصل اثناءىا الضرر يكون لمناقل الذي تحمل تعويض الضرر حق‬
‫الرجوع الجزئي عمى كل شخص من الناقمين حسب نسبة المسافة التي قطعيا‪.‬‬
‫‪ ‬ىالك البضاعة قد يكون اليالك كميا إذا ضاعت البضاعة او سرقت وقد يكون اليالك جزئيا إذا وصمت‬
‫البضاعة بيا نقص او حجز يقع عمى الناقل عبأ إثبات تسميمو البضاعة لممرسل اليو كاممة‪ ،‬لذلك وجب‬

‫‪1‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.39-38‬‬

‫‪36‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫عمى الناقل ان يطمب من شخص المرسل اليو التوقيع عمى إيصال باستالم البضاعة ليستند اليو في‬
‫اإلثبات عند نشوب نزاع‪ .‬غير ان الناقل ال يسأل عن النقص العادي الذي ال مناص من ان تتحممو‬
‫البضاعة اثناء الطريق يقرر العرف مقدار ىذا النقص (‪.)1‬‬

‫اما في حال وقوع نزاع بشأن تكوين عقد النقل او تنفيذه او ط أر حادث اثناء تنفيذه يعيد لخبير واحد او‬
‫أكثر معينين بأمر صادر عن رئيس المحكمة المختصة بناءا عمى عريضة لمقيام بتحقيق ومعاينة حالة‬
‫األشياء المنقولة او المراد نقميا خصوصا ان اقتضى الحال كيفية تنسيقيا ووزنيا ونوعيا‪.‬‬

‫اذ يكون الطرف ممزما تحت مسؤوليتو بتوجيو الدعوة لحضور الخبرة بواسطة رسالة موصى عمييا او‬
‫برقية اذ يمكن ادخال جميع األطراف في الدعوة خاصة المرسل والمرسل اليو والناقل‪ ،‬عمى انو يمكن‬
‫االعفاء من إتمام اإلجراءات كميا او جزئيا بموجب ترخيص صريح او حتى يمكن اصدار امر بإيداع‬
‫األشياء المتنازع عمييا او حجزىا ثم نقميا الى مستوع عمومي او اصدار امر ببيعيا تسديدا لنفقات النقل‬
‫وغيرىا من النفقات التي تم صرفيا اذ يتم الحكم بمنح ثمن المبيع لمشخص الذي قام بتسبيق دفع‬
‫المصاريف من األطراف‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة الى انو في حال تم استالم الشيء او البضاعة المنقولة يترتب عن ذلك سقوط كل دعوى‬
‫ضد الناقل خاصة ما تعمق بالضياع او التمف الجزئي اذا لم يبادر شخص المرسل اليو او المرسل او أي‬
‫شخص يعمل لحساب احدىما في ظرف ثالثة أيام من تاريخ االستالم ودون احتساب أيام العطل بتبميغ‬
‫الناقل احتجاجو المسبب بوجب اخبار غير قضائي او رسالة موصى عمييا(‪.)2‬‬

‫بينما تتمثل حقوق شخص الناقل في وجود ضمانات تحفظ حقو في الحصول عمى األجرة والمصاريف‬
‫اإلضافية طبقا لمقواعد العامة يمكنو حبس البضاعة حتى يحصل عمى الوفاء‪ ،‬يممك أيضا حق امتياز‬
‫عمى البضاعة محل النقل تمكنو من طمب بيعيا واستيفاء اجرة النقل من الثمن الناتج عن البيع باألولوية‬
‫عمى غيره من الدائنين (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫االمر رقم ‪ ، 59-75‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪37‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬‬

‫عقد العمولة لنقل األشياء‬

‫يعد بمثابة اتفاق يمتزم بمقتضاه تاجر بأن يباشر باسمو الخاص او باسم موكمو او شخص من الغير نقل‬
‫اشخاص او أشياء والقيام عند االقتضاء باألعمال الفرعية المرتبطة بالنقل يتكون نتيجة اتفاق الطرفين او‬
‫األطراف يشمل شخص الموكل‪ ،‬الوكيل بالعمولة‪ ،‬المرسل اليو‪.‬‬

‫محور ىذا العقد ىو شخص الوكيل بالعمولة الذي تترتب عميو مجموعة التزامات كونو محور العقد تتمثل‬
‫اجماال في‪6‬‬

‫‪ -‬لموكيل بالعمولة في نقل األشياء االمتياز عمى قيمة البضائع المرسمة لو او المودعة او المؤمنة لديو‬
‫بفعل االرسال وحده او اإليداع او التأمين كما يمتد ىذا االمتياز عمى كل القروض او المدفوعات المؤداة‬
‫منو سواء كان ذلك قبل استالم البضائع او وقت حيازتو إياىا‪.‬‬

‫يضمن االمتياز القروض والمدفوعات المتعمقة بمجموع العمميات التي قام بيا الموكل دون التمييز في‬
‫ذلك بين البضائع التي لم ترسل بعد وبين البضائع التي تم ارساليا او البضائع المودعة او المؤمنة‪.‬‬

‫‪ -‬يجوز اعفاء الوكيل بالعمولة كميا او جزئيا من مسؤوليتو عن عدم تنفيذ التزاماتو او تنفيذىا الناقص او‬
‫المتأخر شرط اثبات ان عدم تنفيذه لمسؤوليتو ناشئ عن قوة قاىرة او عيب خاص بالشيء او خطأ‬
‫منسوب اما لموكمو او المرسل اليو‪.‬‬

‫‪ -‬يعد الوكيل بالعمولة بدءا من وقت تسممو األشياء المطموب نقميا مسؤوال عن ضياعيا كميا او جزئيا او‬
‫عن تمفيا او التأخير في تسميميا (‪.)1‬‬

‫‪ -‬يجوز لموكيل بالعمولة استنادا الشتراط كتابي مدرج في سند النقل ومطابق لمقوانين واألنظمة الجاري‬
‫العمل بيا دفع مبمغ لمموكل وفيما عدا حالة الخطأ العمدي او الجسيم المرتكب منو بذاتو او من مستخدمو‬
‫او الناقل او مستخدم ىذا األخير يجوز لو ان يشترط اعفاءه كميا او جزئيا من المسؤولية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المواد من ‪ 56‬الى ‪ 58‬من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪38‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬يجوز لمموكل رفع دعوى عمى الناقل متولدة عن عقد النقل كما يمكن ليذا األخير رفع دعوى مباشرة‬
‫عمى الموكل يطالبو بالتعويض عن االضرار الحاصمة لو جراء تنفيذ عقد النقل يكون الوكيل بالعمولة‬
‫مكمفا قانونا بالحضور في كالىما‪.‬‬

‫فيما يتعمق بالتقادم فان كل دعوى ناشئة عن عقد نقل األشياء او عن عقد العمولة لنقل األشياء تسقط‬
‫خالل سنة واحدة تسري ىذه الميمة في حالة الضياع الكمي ابتداء من اليوم الذي كان يجب فيو تسميم‬
‫الشيء المنقول وفي جميع األحوال األخرى من تاريخ تسميمو لممرسل اليو او عرضو عميو‪ .‬تحدد الميمة‬
‫التي ترفع فييا كل دعوى رجوع بثالثة أشير وال تسري ىذه الميمة اال من يوم رفع الدعوى عمى المكفول‬
‫ذلك حسب المواد من ‪ 12‬الى ‪ 21‬قانون تجاري جزائري (‪.)1‬‬

‫المطمب الثالث‪:‬‬

‫عقد نقل األشخاص‬

‫يتم النقل الجماعي لألشخاص بواسطة وسائل مصممة لنقل أكثر من ‪ 5‬اشخاص بما فييم السائق اذ يتم‬
‫في شكل خدمات عمومية منتظمة او خدمات ظرفية او خدمات خاصة‪.‬‬

‫الخدمات العمومية المنتظمة ىي الخدمات التي تخضع لخط سير وتوقيت ووتيرة محددة تعمق مسبقا تقوم‬
‫باركاب وانزال الركاب في نقاط محددة مجسدة عمى مدى خط سيرىا‪.‬‬

‫الخدمات الظرفية ىي خدمات تمبي حاجات نقل عامة او دورية تقوم باركاب نفس األشخاص عمى متن‬
‫نفس المركبة واعادتيم الى نقطة انطالقيم‪.‬‬

‫الخدمات الخاصة ىي خدمات يقوم بيا اشخاص طبيعية او اعتبارية لحسابيم الخاص بواسطة مركبات‬
‫يممكونيا او قاموا باستئجارىا او وضعيا تحت تصرفيم الخاص (‪.)2‬‬

‫ينظم النقل البري لألشخاص في إطار مخطط النقل الوطني ومخططات النقل الوالئي والحضري اذ تشكل‬
‫ىذه المخططات أدوات توجيو وتطوير النقل البري عمى المديين المتوسط والبعيد‪ ،‬وجب ان تحدد الوسائل‬

‫‪1‬‬
‫االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪2‬‬
‫مبروك حسٌن‪ "،‬القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪39‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الواجب تسخيرىا فيما يخص المنشآت القاعدية والتجييزات والخدمات والتنظيم العام لمنظومة النقل قصد‬
‫تمبية الطمب المحتمل لمنقل في أحسن ظروف االمن والتكمفة ونوعية الخدمة‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫أنماط نقل األشخاص‬

‫‪ -‬النقل الجماعي الحضري‪ 6‬يتم في محيط النقل الحضري بواسطة مركبات مييئة تسير عبر طرقات او‬
‫وسائل متنقمة في مسارات خاصة بيا تيدف عمى وجو الخصوص الى الحد من المجوء الى التنقل بواسطة‬
‫مركبة خاصة‪ ،‬اذ يتولى رئيس المجمس الشعبي البمدي تحديد محيط النقل الحضري عندما يكون منحص ار‬
‫داخل الحدود اإلقميمية لبمديتو والوالي عندما يشتمل المحيط عمى عدة بمديات من نفس الوالية بينما يحدد‬
‫كل من الوزير المكمف بالنقل والوزير المكمف بالجماعات المحمية والوزير المكمف بالسكن والعمران بناءا‬
‫عمى اقتراح من الوالة المختصين إقميميا محيط النقل الحضري عندما يشتمل عمى عدة بمديات تكون تابعة‬
‫لعدة واليات متجاورة (‪.)1‬‬

‫تنظم مجمل خطوط النقل الحضري في إطار مخطط لمنقل الحضري يعده كل من رئيس المجمس الشعبي‬
‫البمدي ويصادق عميو المجمس الشعبي البمدي عندما يكون منحص ار داخل الحدود اإلقميمية لمبمدية‪،‬‬
‫وشخص الوالي ليصادق عميو المجمس الشعبي الوالئي عندما يشمل إقميم عدة بمديات من نفس الوالية‪،‬‬
‫إضافة لموالة المعنيون يصادق عميو كل من الوزير المكمف بالنقل والوزير المكمف بالجماعات المحمية‬
‫والوزير المكمف بالسكن والعمران عندما يتجاوز حدود إقميم والية واحدة وعندما يضم المحيط أكثر من‬
‫‪ 811.111‬نسمة‪.‬‬

‫‪ -‬النقل الجماعي غير الحضري‪ 6‬تضمن خدمات ىذا النوع من النقل‬

‫‪ ‬مواصالت ذات منفعة وطنية بين بين واليتين او عدة واليات‪.‬‬


‫‪ ‬مواصالت ذات منفعة محمية بين بمديات متجاورة لواليتين او عدة واليات‪.‬‬
‫‪ ‬مواصالت ذات منفعة محمية داخل بمدية او بين بمديات من نفس الوالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القانون رقم ‪ 53-35‬المتضمن توجٌه النقل البري وتنظٌمه‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪40‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬النقل النوعي‪ 6‬يشمل عمى وجو الخصوص كل من النقل المدرسي‪ ،‬النقل بواسطة سيارة األجرة‪ ،‬النقل‬
‫المعمق‪ ،‬نقل السياح‪ ،‬نقل المرضى‪ ،‬النقل الجنائزي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫معنى عقد نقل األشخاص‬

‫يقع ىذا العقد بين المسافر او الراكب والناقل يتم العقد بمجرد تالقي االيجاب والقبول‪ ،‬األصل انو يبرم‬
‫العقد بعد مناقشة حرة بين المسافر الراكب والناقل يتم ذلك إذا كان القائم بالعممية فردا‪ .‬اما اذا كان القائم‬
‫بو جية حكومية او شركة او مؤسسة أي شخص معنوي فان لوائح و شروط النقل توضح تقدما في‬
‫أنظمتيا ال يكون لممسافر حق مناقشتيا فيكون مجب ار اما عمى قبوليا برمتيا جممة او يرفضيا بكل ما ورد‬
‫فييا (‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫التزامات الناقل في إطار عقد نقل األشخاص‬

‫‪ ‬اجراء النقل في الميعاد المحدد‪ 6‬إذا اتفق الطرفان عمى ميعاد معين وجب التقيد بو اما إذا كانت المواعيد‬
‫مقررة في أنظمة المؤسسة القائمة بالنقل وجب مراعاتيا بدقة‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة راحة الركاب‪ 6‬يقتضي ىذا االلتزام من الناقل ان يييئ لكل راكب مسافر محال في الدرجة المبينة‬
‫مثال ال يجوز اجبار الراكب عمى السفر في درجة أدنى من الدرجة المذكورة في التذكرة والتي دفع الراكب‬
‫اجرة النقل عمى أساسيا‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان سالمة الركاب‪ 6‬اذ يجب عمى ناقل األشخاص ان يضمن اثناء مدة النقل سالمة المسافر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪41‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬‬

‫مسؤولية الناقل‬

‫تترتب مسؤولية الناقل إزاء المسافر ابتداء من تكفمو بو اذ يجب عميو ان يضمن اثناء مدة النقل سالمة‬
‫المسافر وايصالو الى وجيتو المقصودة في حدود الوقت المحدد بالعقد غير انو ليس مطالب بحراسة‬
‫الطود المحمولة باليد والتي يحافظ عمييا المسافر‪.‬‬

‫إذا تخمف الناقل عن تنفيذ ما يفرضو عميو العقد من التزامات نجم عن ذلك ضرر لممسافر فان الناقل يعد‬
‫مسؤوال عن التعويض إذا أىمل مراعاة مواعيد الوصول او مالحظة راحة المسافرين او إذا أصاب‬
‫المسافر حادث‪.‬‬

‫في نفس االطار اذا اخذنا مثال حول تخمف الناقل عن تنفيذ التزامو المتعمق بسالمة المسافر والذي نجم‬
‫عنو حصول حادث أدى الى وفاة شخص المسافر او اصابتو بجروح بميغة فان الناقل في ىذه الحالة‬
‫مسؤول نتيجة التزامو بضمان وصول المسافر سميما في بدنو ونتيجة اقترافو لخطأ سبب ضرر‪ ،‬بناء عميو‬
‫نفترض وجود عالقة سببية بين الخطأ والضرر مما ال يترك مجال لمناقل إلخالء مسؤوليتو اال اذا اثبت‬
‫ان الضرر الذي لحق بالمسافر ناجم عن قوة قاىرة او فعل الغير او فعل المصاب كأن يتسمل الى عربة‬
‫السكة الحديدية او السيارة او أي وسيمة نقل بغير عمم من الناقل او اذا تجاوز المسافر محطة الوصول‬
‫المبينة في تذكرتو او اذا وقع النقل مجانا‪.‬‬

‫غير ان انتفاء المسؤولية التعاقدية ال يحول دون الرجوع بالمسؤولية التقصيرية اذا تمكن الراكب من إثبات‬
‫خطأ الناقل والضرر وعالقة السببية بينيما‪ ،‬اما اذا وجد عقد النقل جاز لممسافر الرجوع بالمسؤولية‬
‫التعاقدية ولو اخل ببعض التزاماتو الن االخالل ببعض التزامات الراكب ال تعفي الناقل من وجوب تنفيذ‬
‫نصيبو من االلتزامات التي يفرضيا العقد (‪.)1‬‬

‫بناء عمى ما سبق يمكن لشخص الناقل استنادا الشتراط كتابي مدرج في سند النقل مطابق لمقوانين‬
‫واألنظمة الجاري العمل بيا ومبمغ لممسافر وفيما عدا حالة الخطأ العمدي او الجسيم المرتكب منو بنفسو‬

‫‪1‬‬
‫عباس حلمً المنزالوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪42‬‬
‫التمييز بين العقد المدني والعقد التجاري‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫او من مستخدمو اعفاءه كميا او جزئيا من مسؤوليتو عن التأخير او االضرار غير البدنية التي لحقت‬
‫بشخص المسافر‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اإلفالس والتسوية القضائية‬


‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اإلفالس والتسوية القضائية‬

‫يعد نظام اإلفالس والتسوية القضائية من بين اىم األنظمة التي تحكم عالقة التاجر المفمس المدين مع‬
‫دائنيو وتنظميا بشكل يكفل حماية حقوق جميع األطراف دون الحاق ضرر بمصمحة المدين كونو الطرف‬
‫األكثر ضر ار في ىذه المعادلة‪ ،‬ذلك بتظافر جيود جميع الفاعمين فييا نخص بالذكر القاضي المنتدب‬
‫الدي يمارس الدور الرقابي ويقوم بتسيير التفميسة والوكيل المتصرف القضائي‪ ،‬الذي يحل محل التاجر‬
‫المفمس المدين قصد الوفاء بديونو وغمقيا والتوصل الى إمكانية فتح المجال امام التاجر المفمس لمعودة‬
‫لممارسة مينتو بطريقة قانونية عادية‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬

‫مفيوم نظام اإلفالس والتسوية القضائية‬

‫عرف نظام اإلفالس والتسوية القضائية العديد من التغييرات والتعديالت التي مستو عبر مراحل تطوره‬
‫المختمفة التي امتازت بالقسوة عمى شخص المدين المفمس‪ ،‬من خالل قتمو لتنتقل الخطورة عبر مر‬
‫العصور وتعاقب الحضارات الى مصادرة أموالو قصد معالجة وضعيتو المادية العالقة‪.‬‬

‫المطمب األول‪:‬‬

‫تطور نظام اإلفالس‬

‫مر نظام اإلفالس بعدة مراحل ساىمت في بمورتو وصقمو بشكمو الحالي المتعارف عميو ذلك عمى‬
‫الصعيدين الدولي والوطني‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫تطوره عمى المستوى الدولي‬

‫اىتمت معظم الشعوب في العصور القديمة بالزراعة بينما نبذوا التجارة ذلك بالتحديد عند الرومان الذين‬
‫كانوا ينظرون لمتجارة نظرة دونية كانت ممارستيا مقتصرة عمى األجانب والعبيد‪ ،‬نتيجة وجود التجارة‬

‫‪44‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫والمعامالت التجارية عرف القانون الروماني نظام اإلفالس الذي كان يتسم بالقساوة عمى المدين إلق ارره‬
‫(‪)1‬‬
‫بتعذيب المدين ليصل الى حد اقتطاع اطرافو في حال عجزه عن الوفاء بديونو‪.‬‬ ‫نظام التنفيذ الجسدي‬

‫عرف ىذا النظام تطو ار ىاما بعدىا ليصبح شخص المدين يقوم بالتصريح باضطرابو المالي تمنح لو ميمة‬
‫‪ 41‬يوم من تاريخ تصريحو لمحصول عمى أموال وتسديد ديونو وبالتالي تحرير نفسو من التعذيب‬
‫الجسدي اما في حال فشمو من الحصول عمى المال ودفع ديونو خالل الفترة المحددة ال مناص من‬
‫خضوعو لمتعذيب‪.‬‬

‫ليتم بعدىا منحو مدة زمنية أطول تمثمت في ‪ 21‬يوم أخرى لتقديم كفيل يأخذ عمى عاتقو الوفاء بالدين‬
‫واال تعرض المدين لمموت او البيع‪.‬‬

‫بعدىا تم استبدال نظام التنفيذ عمى شخص المدين بنظام التنفيذ عمى أموالو لتنتقل بمقتضاه حيازة أموال‬
‫المدين الى الدائنين حيث يتم بيع ىذه األموال وتوزيع الثمن الناتج بينيم توزيعا عادال‪.‬‬

‫من جية أخرى أجاز القانون الروماني لمدائنين الحجز عمى أموال المدين لتفادي ىروبو واجباره عمى‬
‫تقديم كفيل لو لضمان حقوق الدائنين‪.‬‬

‫شيد نظام اإلفالس تو ار ىاما في العصور الوسطى لتصبح القوانين الرومانية تعترف بأن التوقف عن‬
‫الدفع ىو مناط شير اإلفالس ليتم تطبيق بعض اإلجراءات المعروفة لدينا في الوقت الحالي كغل يد‬
‫المدين المفمس عن إدارة أموالو والتصرف فييا‪ ،‬اجراء تحقيق وقبول الديون‪ ،‬تقديم اعانة لممفمس واسرتو‬
‫(‪.)2‬‬

‫انتقمت ىذه القواعد من إيطاليا الى فرنسا لتصبح قواعد عرفية (‪ )3‬الى ان تم تقنين بعضيا في القانون‬
‫الصادر عام ‪ 5234‬الذي امتاز بالنقص وكثرة الثغرات فيو اذ لم يشترط صدور حكم يشير اإلفالس او‬
‫تحقيق الديون‪ .‬االمر الذي دعا الى صدور عدة قوانين متعاقبة لسد ىذه الثغرات وتداركيا ليتم عام‬
‫‪ 5414‬وضع مشروع جديد لمقانون الفرنسي الذي لم يشمل بدوره كل ما يتطمبو نظام اإلفالس من‬
‫إجراءات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪V. L Vainberg, La faillite d’après le droit romain, paris,1894, p 30.‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ "،‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون الجزائري"‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،1353 ،‬ص ص ‪.59-58‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Claude Dupouy, Le droit de faillite en France avant le code de commerce, paris ,1956, p 46.‬‬

‫‪45‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫نتيجة وقوع ازمة اقتصادية عنيفة ظيرت تفميسات وىمية وفضائح مالية وتجارية جسيمة االمر الذي دفع‬
‫الى صدور قانون تجاري جديد عام ‪ 5413‬تميز بالصرامة والقسوة اذ نص عمى حبس المفمس أيا كان‬
‫سبب افالسو‪ ،‬حرمانو من الكثير من الحقوق المدنية والسياسية بمقابل تنظيمو لعدة قواعد كنصو عمى‬
‫ضرورة شير اإلفالس بموجب حكم مقرر لذلك‪ ،‬ترتيب غل يد المفمس عن إدارة أموالو‪ ،‬أنشأ فترة الريبة‪،‬‬
‫أبطل تصرفات المدين الصادرة خالليا‪.‬‬

‫اال ان صرامة وقسوة ىذا القانون أدت بالمدينين الى اليرب مما زاد االمر تعقيدا لتصفية مراكزىم حيث‬
‫صدر بعده عام ‪ 5444‬قانون اخر خفف من القسوة التي فرضت عمى المدين مع التبسيط في إجراءات‬
‫اإلفالس لضمان انتياء التفميسة في اسرع وقت ممكن وباقل تكاليف رغم ذلك انتفى عنصر الرحمة من‬
‫ىذا القانون أيضا (‪.)1‬‬

‫توالت بعده صدور العديد من القوانين منيا قانون سنة ‪ 5523‬الخاصة بالتصفية القضائية والتسوية‬
‫القضائية وتصفية األموال واإلفالس الشخصي والتفالس لتصبح التشريعات الفرنسية وتشريعات معظم‬
‫الدول تخضع لنظام اإلفالس كل األشخاص سواء كانوا من فئة التجار ام ال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫تطور نظام اإلفالس في الجزائر‬

‫باعتبار ان الجزائر كانت مستعمرة فرنسية فان ما يطبق في الجزائر من قوانين ىو ما يطبق في فرنسا‬
‫من بين ىذه القوانين القانون التجاري الفرنسي الذي تضمن نظام اإلفالس اذ بقي ىذا القانون محل تطبيق‬
‫في الجزائر الى غاية صدور االمر رقم ‪ 15-31‬المؤرخ في ‪ 82‬سبتمبر ‪ 5531‬المتضمن القانون‬
‫التجاري الجزائري‪ .‬احتوى عمى العديد من المواضيع أىميا نظام والتسوية القضائية‪ ،‬رد االعتبار‪ ،‬التفميس‬
‫وغيره من جرائم اإلفالس‪.‬‬

‫عرف بدوره تعديالت عديدة لسد النقصان الموجود في بعض بنوده ذلك بموجب المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 14-54‬المؤرخ في ‪ 81‬افريل ‪ 5554‬واالمر رقم ‪ 84-52‬المؤرخ في ‪ 15‬جويمية ‪.)2( 5552‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫مرجع نفسه‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫تعريف اإلفالس والتسوية القضائية‬

‫عرف اإلفالس بعدة تعاريف اتفقت في مجمميا عمى وجود عناصر مشتركة أساسية‪ ،‬من بين جممة ىذه‬
‫التعريفات‪ .‬اإلفالس حالة قانونية ينتيي الييا تاجر توقف عن دفع ديونو‪ ،‬او ىو طريق لمتنفيذ الجماعي‬
‫عمى أموال المدين التاجر الذي توقف عن سداد الديون في ميعاد استحقاقيا مما يؤدي الى تصفية أموالو‬
‫وبيعيا تمييدا لتوزيع ثمنيا عمى الدائنين قسمة غرماء (‪.)1‬‬

‫او ىو طريق من طرق التنفيذ عمى أموال التاجر المدين الذي توقف عن دفع ديونو المستحقة اآلجال‬
‫واقتساميا بين دائنيو (‪.)2‬‬

‫كما عرف اإلفالس بأنو طريق من طرق التنفيذ عمى أموال المدين الذي يخضع ليذا النظام طبقا ألحكام‬
‫القانون التجاري يتوقف عن دفع ديونو المستحقة اآلجال فيشير افالسو قصد تصفية أموالو تصفية‬
‫جماعية يوزع الناتج عنيا توزيعا عادال بين دائنيو (‪.)3‬‬

‫اإلفالس ىو الوضعية القانونية لتاجر توقف عن الوفاء بديونو اذ يتوقف التاجر المفمس عن إدارة دمتو‬
‫المالية وتنزع عنو بعض الحقوق يعمن عنو بمقتضى حكم قضائي‪ ،‬او ىو اجراء تنفيذي يؤدي الى الموت‬
‫التجاري لممفمس وتصفية مؤسستو وبيع كل أموالو األخرى (‪.)4‬‬

‫اجمع كل من الفقياء والقضاء المعاصرين عمى ان التوقف عن الدفع ال يعد ضيقا ماديا عاب ار بل يجب‬
‫ان يوحي المركز المالي لمتاجر عمى وضعية مادية حرجة ميؤوس منيا حيث تدل عمى عجز حقيقي يمنع‬
‫التاجر عن وفاء ديونو في مواعيد استحقاقيا (‪.)5‬‬

‫يصدر اإلفالس بمقتضى حكم من المحكمة متى صدر ىذا الحكم ترتبت عميو اثار قانونية أىميا غل يد‬
‫المفمس عن إدارة أموالو وان تصبح باطمة او قابمة إلبطال كل التصرفات التي قام بيا المفمس خالل فترة‬
‫الريبة وىي الفترة التي تبدأ من تاريخ توقفو عن دفع ديونو وتنتيي بحكم اإلفالس‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ " ،‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون الجزائري"‪ ،‬ط ‪ ،3‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،1338 ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪3‬‬
‫زرارة صالحً الواسعة‪ "،‬اإلفالس وفق القانون التجاري الجزائري لسنة ‪ ،" 5975‬ط‪ ،5‬مطبعة عمار قرفً‪ ،‬باتنة‪ ،5991 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪4‬‬
‫راشد راشد‪ "،‬األوراق التجارٌة‪ :‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪5‬‬
‫جالل وفاء البدري محمدٌن‪ "،‬المبادئ العامة فً القانون التجاري"‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر‪ ،5995،‬ص ‪.458‬‬

‫‪47‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كما ان الذمة المالية لممفمس أي مجموع مالو من أموال وما عميو من التزامات تصبح خاضعة إلدارة‬
‫خاصة يتوالىا وكيل التفميسة تحت رقابة المحكمة‪.‬‬

‫قديما كانت التفميسة يمكن ان تنتيي بصمح يعيد الى المفمس إدارة اعمالو يمنحو الدائنون تسييالت حتى‬
‫يستطيع العودة الى مسيرتو وتسديد ديونو اما حاليا أضحت التفميسة تنتيي حتما الى اتحاد الدائنين حيث‬
‫تباع موجودات التفميسة وتقسم حصيمتيا عمى الدائنين قسمة غرماء‪ ،‬قد تتوقف إجراءات التفميسة وال‬
‫تنتيي لكن تقفل لعدم كفاية الموجودات لتغطية الديون فال يسترد الدائنون أي شيء من حقوقيم‪.‬‬

‫كما انو يترتب عمى شير حكم اإلفالس حرمان المفمس من بعض الحقوق فال ترد اليو اال اذا رد اعتباره‬
‫(‪.)1‬‬

‫بينما تتم التسوية القضائية بتقديم المدين التاجر طمب الى المحكمة خالل ‪ 51‬يوم من تاريخ الدفع اذ‬
‫تممك ىذه األخيرة صالحية قبول الطمب بعد موافقة الدائنين عمى ذلك‪ ،‬تيدف إلعادة المدين عمى راس‬
‫اعمالو بعد اتخاذ بعض االحتياطات الواجبة (‪.)2‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬

‫خصائص واسس نظام اإلفالس‬

‫يعد اإلفالس نظام قانوني يطبق عمى شخص التاجر المفمس المدين فيو نظام قائم بذاتو لو ما يميزه عن‬
‫غيره من األنظمة القانونية يمارس تحت رقابة قضائية تصدر حكما قضائية ضمانا لحقوق ومصالح كافة‬
‫األطراف قصد تسوية وضعية الشخص المدين‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫مميزات وخصائص نظام اإلفالس‬

‫يتميز نظام اإلفالس عن غيره من األنظمة بالعديد من المميزات والخصائص المتمثمة في‪6‬‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.36-35‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪48‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬تجريم اإلفالس‪ 6‬ال يعد اإلفالس في حد ذاتو جريمة انما األفعال التقصيرية او التدليسية التي يرتكبيا‬
‫المدين التاجر والتي من شأنيا ان تؤدي إلفالسو ىي التي تحمل ىذه الصفة اذ يجرم القانون اإلفالس‬
‫بالتقصير او التدليس لتعمد المفمس الحاق الضرر بدائنيو (‪.)1‬‬

‫‪ -‬اإلفالس نظام قائم بذاتو‪ 6‬راعى المشرع ضرورة إيجاد التوازن بين أطراف نظام اإلفالس فقرر حماية‬
‫الدائنين من تصرفات مدينيم الذي اضطرب حالو عن طريق منعو من التصرف في أموالو وابطال بعض‬
‫تصرفاتو التي حدثت خالل فترة الريبة من جية‪ ،‬تقرير الصمح لممدين لمنيوض مرة أخرى بتجارتو بعد‬
‫موافقة اغمبية دائنيو واعتبار تصرفاتو التي تعامل بيا مع غيره في فترة الريبة صحيحة لكنيا غير نافذة‬
‫في مواجية جماعة الدائنين من جية أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬اإلفالس من النظام العام‪ 6‬تقوم المعامالت التجارية عمى السرعة واالئتمان حتى يحافظ المشرع عمييا‬
‫جعل قواعد اإلفالس في مجمميا قواعد امرة ال يجوز لألط ارف المدين والدائنين االتفاق عمى مخالفتيا‬
‫كونيا لم توضع خصيصا لحمايتيم انما لحماية االئتمان التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬اشراف السمطة القضائية‪ 6‬ال تعد إجراءات اإلفالس ىينة او يسيرة كما ان اثاره ال تتوقف عند شخص‬
‫المدين فحسب بل تتعداه ألشخاص أخرى كالدائنين والغير‪ ،‬حتى يضمن المشرع الجزائري حسن سير‬
‫اجراءات اإلفالس وانتظام ادارتيا عيد بيذه اإلجراءات الى الجية القضائية‪ .‬اذ يتم تعيين القاضي‬
‫المنتدب بداية كل سنة قضائية لمقيام بمراقبة إجراءات التفميسة او التسوية القضائية ناىيك عن تعيين‬
‫وكيل التفميسة إلدارة التفميسة ومراقبتيا (‪.)2‬‬

‫منح المشرع الجزائري لممحكمة الحق في اتخاذ بعض اإلجراءات منيا طمب شير افالس المدين من تمقاء‬
‫نفسيا‪ ،‬حق المصادقة عمى اجراء الصمح‪ ،‬الفصل في المنازعات بشأن الديون‪ ،‬االمر بإقفال التفميسة لعدم‬
‫كفاية األموال (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫فاٌز نعٌم رضوان‪ "،‬القانون التجاري‪ :‬العقود التجارٌة "‪ ،‬ط‪ ،3‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬مصر‪ ،1331 ،‬ص ‪.354‬‬
‫‪2‬‬
‫صفوت بهنساوي‪ "،‬اإلفالس وفقا ألحكام قانون التجارة الجدٌد"‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬مصر‪ ،1333 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪3‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ "،‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.11-13‬‬

‫‪49‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫أسس وقواعد نظام اإلفالس‬

‫يرتكز نظام اإلفالس من حيث فرضو عمى مجموعة من األسس التي من شأنيا تيسير عممية تطبيقو عمى‬
‫األسس التالية‪6‬‬

‫‪ -‬تقرير المساواة بين الدائنين‪ 6‬إذا كان اإلفالس يقوم عمى حماية الدائنين من مدينيم عن طريق غل يده‬
‫عن التصرف بأموالو لمنع االضرار بيم فانو في نفس الوقت يقوم عمى حماية الدائنين ومنعيم من التزاحم‬
‫عمى اخذ ديونيم‪ ،‬ذلك بتكوين جماعة الدائنين بمجرد صدور الحكم بشير اإلفالس ومنعو من رفع‬
‫الدعاوي الشخصية او االنفرادية المتعمقة بالمنقوالت والعقارات وجعل الديون غير الحالة مستحقة األداء‪.‬‬

‫غير ان ىذه المساواة بين الدائنين ال تكون بصورة مطمقة كونيم ينقسمون الى دائنين ممتازين ودائنين‬
‫عاديين‪ ،‬اذ منح المشرع الجزائري الحق لمدائنين الممتازين في التنفيذ عمى أموال مدينيم التي يقع عمييا‬
‫امتيازىم‪ ،‬اما الدائنين العاديين تكون القسمة بينيم قسمة غرماء‪.‬‬

‫‪ -‬حماية المدين‪ 6‬رغم سعي المشرع لحماية مصمحة الدائنين بتقرير منع المدين من التصرف في أموالو‬
‫وادارتيا بعد صدور حكم شير اإلفالس كما أبطل بعض تصرفاتو خالل فترة الريبة‪ ،‬اال انو سعى أيضا‬
‫لحمايتو والوقوف الى جانبو من خالل نصو عمى اجراء الصمح بينو وبين دائنيو وفي حالة شير افالسو‬
‫يتم تقرير اعانة لو وألسرتو‪.‬‬

‫‪ -‬تبسيط إجراءات التفميسة‪ 6‬ان الغرض من اإلفالس ىو حصول الدائنين عمى ديونيم في اسرع وقت‬
‫ويسر لتحقيق ذلك جعل المشرع الجزائري اإلفالس مشموال بالنفاذ المعجل‪ ،‬اغنى الدائنين عن الحصول‬
‫عمى احكام بديونيم مكتفيا بتحقيقيا وتأييدىا في جماعة الدائنين‪ ،‬إضافة الى تقميصو في مدة الطعن‬
‫المتعمقة بأحكام اإلفالس (‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.11‬‬

‫‪50‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب الثالث‪:‬‬
‫شروط شير اإلفالس والتسوية القضائية‬
‫حسب ما قضت بو المادتين ‪ 851‬و‪ 881‬قانون تجاري جزائري المتعمقتين باإلفالس والتسوية القضائية‬
‫فانو يشترط لمقيام بذلك توفر نوعين من الشروط الموضوعية والشكمية‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫الشروط الموضوعية‬

‫يستوجب إلعالن اإلفالس والتسوية القضائية في حق التاجر المدين وفقا لمقانون التجاري الجزائري حسب‬
‫ما نصت عميو المادة ‪ 851‬توفر شرطين أساسيين ىما‪6‬‬
‫أوال‪:‬‬
‫صفة التاجر‬
‫يطبق نظام اإلفالس والتسوية القضائية عمى التجار افرادا كانوا او شركات يعد التاجر شرط جوىري‬
‫لتطبيق ىذا النظام‪ .‬التاجر عرفتو المادة األولى من القانون التجاري بانو كل شخص طبيعي او معنوي‬
‫يباشر عمال تجاريا يتخذه مينة معتادة لو‪ ،‬حيث يقوم باحتراف اعمالو التجارية باسمو ولحسابو الخاص‪،‬‬
‫إضافة لتمتعو باألىمية الالزمة الحتراف ىذه النوعية من االعمال (‪.)1‬‬
‫بالنسبة لمتاجر الشخص الطبيعي يستمزم إلعالن اإلفالس والتسوية القضائية التأكد قبل كل شيء من‬
‫وجود صفة التاجر وتمتعو بيذه الصفة‪ ،‬لكن بالرغم من عدم القيد في السجل التجاري اال ان ذلك ال يمنع‬
‫من تطبيق ىذا النظام عمى من قام بممارسة التجارة دون إتمام اإلجراءات المتعمقة بذلك‪.‬‬
‫اما فيما يتعمق بشخص الحرفي ىو ليس بتاجر ال يخضع لنظام اإلفالس والتسوية القضائية اال إذا مارس‬
‫الى جانب نشاطو الميني نشاطا تجاريا بصورة معتادة بالرغم من ذلك المشرع الجزائري لم يستثني الحرفي‬
‫من مجال تطبيق نظامي اإلفالس والتسوية‪.‬‬
‫يشترط ان تتوفر في شخص التاجر الذي يشير افالسو االىمية التجارية وفقا لممادة ‪ 91‬قانون مدني‬
‫جزائري حددت سن الرشد ب ‪ 55‬سنة كاممة‪ ،‬بينما اجازت المادة ‪ 11‬قانون تجاري لمقاصر المرشد‬
‫البالغ ‪ 54‬سنة كاممة ممارسة التجارة بعد حصولو عمى اذن من والده او والدتو او من مجمس العائمة‬

‫‪1‬‬
‫تطرق المشرع الجزائري لنظام اإلفالس والتسوٌة القضائٌة من خالل القانون التجاري الجزائري فً مواده من ‪155‬الى ‪.388‬‬

‫‪51‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مصادق عميو من المحكمة‪ .‬في حين ال يجوز اشيار افالس القاصر مالم يكن مأذونا لو بمباشرة التجارة‬
‫اذ يكتسب صفة التاجر متى امتين القيام باألعمال التجارية‪.‬‬
‫اما األشخاص المحظور عمييم مباشرة التجارة بمقتضى قوانين ولوائح كالمحامين والموظفين فانيم‬
‫يكتسبون صفة التاجر ان مارسوا التجارة عمى شكل مينة ما يؤدي لجواز توقيع عقوبات اإلفالس عمييم‬
‫فضال عن الجزاء اإلداري (‪.)1‬‬
‫بالنسبة لحالة االعتزال يمكن شير افالس التاجر الذي اعتزل التجارة بعد غمق او بيع محمو التجاري شرط‬
‫تعرضو لإلفالس والتوقف عن دفع ديونو الجارية التي نشأت وقت تمتعو بصفة التاجر قبل اعتزالو التجارة‬
‫اذ يتم طمب شير اإلفالس خالل مدة عام تبدأ من تاريخ شطب المدين من السجل التجاري‪.‬‬
‫فيما يخص شير اإلفالس بعد موت التاجر يتم ذلك بتصريح يقدمو أحد ورتتو او بطمب من أحد دائنيو‬
‫مع وجوب تقديم التصريح او الطمب خالل مدة عام تبدأ من تاريخ الوفاة‪ ،‬حيث تقوم المحكمة بافتتاح‬
‫اإلجراءات تمقائيا خالل نفس اآلجال‪ ،‬اما إذا مارس الورثة تجارة مورثيم يمزمون بتسديد الديون تحت‬
‫طائمة شير افالسيم الشخصي‪.‬‬
‫فيما يتعمق بالشخص الذي يمارس التجارة باسم مستعار ال يسمح لو بالتيرب من تطبيق اإلفالس عميو‬
‫كونو استخدم ممثال خفيا يكون في غالب األحيان عاج از عن الوفا‪ ،‬في حال ثبوت وجود مثل ىذا االتفاق‬
‫فان ممارس التجارة باسم مستعار يتعرض ىو االخر لتطبيق اإلفالس عميو (‪.)2‬‬
‫اما بالنسبة لمتاجر الشخص المعنوي تخضع األشخاص المعنوية المتوفرة عمى صفة التاجر لنظامي‬
‫اإلفالس والتسوية القضائية مثمما يخضع ليما االفراد الطبيعيين (‪ .)3‬بالنسبة لشركة التضامن أساسيا ىو‬
‫تضامن الشركاء التجار بالتالي فان افالس الشركة يتبعو افالس كل واحد منيم باعتبار ان الذمة المالية‬
‫لكل شريك تعتبر ضامنة لديون الشركة‪.‬‬
‫توقف ىذه األخيرة عن دفع ديونيا يعد توقف تمقائيا من جانب جميع الشركاء حيث ان ديون الشركة‬
‫تستقر في دمة الشريك كما لو كانت ديونو الخاصة‪ ،‬اال ان افالس احد الشركاء المتضامنين ال يتبعو‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ "،‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ed‬‬
‫‪Roblot. R, Traité élémentaire de droit commercial, 9 , Septembre 1984, faillite, p 643.‬‬

‫‪52‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫افالس الشركة عمى أساس ان ىذه األخيرة غير مسؤولة عن ديون الشركاء والن الشركاء االخرين قد‬
‫يتمكنوا من الوفاء بديونيا (‪.)1‬‬
‫اما في ما يتعمق بشركة المساىمة والشركة ذات المسؤولية المحدودة فيي شركات تجارية بمقتضى شكميا‬
‫يمكن شير افالسيا‪ .‬األصل ان اإلفالس ال يمحق اال الشخص المعنوي عمى أساس ان الشركاء او‬
‫المديرين ليست ليم صفة التاجر‪ ،‬اال ان المشرع الجزائري أجاز شير افالس المدير او المسير القانوني‬
‫او الواقعي الظاىري او الباطني المأجور او غير المأجور إذا كان في ظل الشخص المعنوي واثناء قيامو‬
‫بتصرفاتو واعمالو التجارية او تصرف بأموال الشركة لمصمحتو كما لو كانت أموالو الخاصة او إذا باشر‬
‫بشكل تعسفي ولمصمحتو الخاصة استغالال خاس ار يؤدي الى توقف الشخص المعنوي في النتيجة لمتوقف‬
‫عن الدفع ىذا حسب ما ورد في المادة ‪ 889‬قانون تجاري جزائري‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫التوقف عن الدفع‬

‫يتوقف التاجر عن الدفع اما نتيجة اعساره او ان تكون أموالو متجمدة تتجاوز قيمتيا ديونو ليست سائمة‬
‫مما يستوجب شير افالسو‪ .‬يشترط توقف التاجر عن دفع ديونو التجارية الن توقفو عن دفع ديونو المدنية‬
‫ال يترتب عميو افالسو وان كان ال يمنع أحد دائنيو ان يطمب شير افالسو إذا توقف عن دفع ديونو‬
‫التجارية‪.‬‬
‫يقدر قاضي الموضوع حالة التوقف عن دفع الديون التجارية يستدل بذلك بقرائن كتوجيو االحتجاج لمتاجر‬
‫او قيام التاجر بسحب سفتجات المجاممة ال تستند الى مقابل وفاء يكون الغرض منيا إخفاء حقيقة مركزه‬
‫المالي او قيامو باقتراض أموال بفوائد ربوية‪.‬‬
‫تشترط القوانين ان يكون التوقف عن دفع عدة ديون تجارية وان ال يقل مبمغ الدين الذي توقف عن دفعو‬
‫عن مبمغ معين بغض النظر عن كونو دينا عاديا او ممتا از او مضمونا برىن‪ .‬بينما قضى المشرع‬
‫الجزائري بأنو ال يشترط ان يكون الدين تجاريا كي تفتح اإلفالس او التسوية القضائية ال فرق اذا كان‬
‫الدين دو طبيعة تجارية او طبيعة مدنية (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ "،‬القانون التجاري‪ :‬االعمال التجارٌة والتجار الشركات التجارٌة"‪ ،5981،‬ص ‪.331‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.55-54‬‬

‫‪53‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يقع عبأ التأكد من حالة التوقف عن الدفع عمى عاتق المحكمة في اول جمسة يثبت فييا عمى مستواىا‬
‫قيام حالة التوقف عن الدفع تحدد تاريخو وتحكم بالتسوية القضائية او اإلفالس‪ ،‬ىذا حسب ما ورد في‬
‫نص المادة ‪ 888‬الفقرة األولى من القانون التجاري الجزائري التي نصت عمى انو" في اول جمسة يثبت‬
‫فييا لدى المحكمة التوقف عن الدفع فإنيا تحدد تاريخو كما تقضي بالتسوية القضائية او اإلفالس فان لم‬
‫يحدد تاريخ التوقف عن الدفع عد ىذا التوقف واقعا بتاريخ الحكم المقرر لو"‪.‬‬
‫إذا لم تتمكن المحكمة من تحديد تاريخ التوقف عن الدفع اعتبر تاريخ التوقف عن الدفع ىو يوم صدور‬
‫الحكم بالتوقف غير انو ال يسوغ لممحكمة ان ترجع تاريخ التوقف عن الدفع الى أكثر من ‪ 54‬شير تسبق‬
‫تاريخ صدور الحكم باإلفالس او بالتسوية القضائية‪ .‬لكن من ناحية أخرى يحق لممحكمة تعديل تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع بقرار تابع لمحكم الذي قضى باإلفالس والتسوية القضائية سابق لغمق قائمة الديون‪ ،‬اما‬
‫إذا تم الغمق النيائي لكشف الديون ال يقبل أي طمب يرمي لتحديد تاريخ التوقف عن الدفع يغاير التاريخ‬
‫الذي حدده الحكم بشير اإلفالس والتسوية القضائية او الذي حدده حكم الحق (‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الشروط الشكمية‬
‫تتمثل أساسا في اشيار اإلفالس بمقتضى حكم من المحكمة تعد ىذه القاعدة العامة بينما يجوز استثناءا‬
‫تقرير حالة اإلفالس بالتقصير او بالتدليس رغم عدم صدوره حكم يقضي بتوقف التاجر عن دفع ديونو‪.‬‬
‫أوال‪:‬‬
‫االختيار بين التسوية القضائية واالفالس‬

‫قرر المشرع الجزائري حسب المادة ‪ 851‬قانون تجاري جزائري نفس الصيغة لكل من التسوية القضائية‬
‫واالفالس اال انو حدد حاالت يتعين فييا الحكم باإلفالس باإلضافة لحاالت يسمح فييا لممحكمة االختيار‬
‫ما بين التسوية القضائية واالفالس وقد تحكم المحكمة بتحول التسوية القضائية الى افالس ان وجد‬
‫المدين في حاالت معينة حددىا المشرع (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬التسوية القضائية االجبارية‪ :‬ان الحكم بالتسوية القضائية الزامي لممحكمة عند تقديم المدين إقرار‬
‫بالتوقف عن الدفع خالل ‪ 51‬يوم يرفق بو وثائق تتمثل في‪ 6‬الميزانية‪ ،‬حساب االستغالل العام‪ ،‬حساب‬

‫‪1‬‬
‫حسب ما قضت به المادة ‪ 133‬من االمر رقم ‪ ،59-75‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬

‫‪54‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الخسائر واالرباح‪ ،‬بيان التعيدات الخارجية عن ميزانية اخر سنة‪ ،‬بيان الوضعية‪ ،‬بيان رقمي بالحقوق‬
‫والديون‪ ،‬توضيح اسم وموطن كل الدائنين‪ ،‬مرفق ببيان الجانب اإليجابي والسمبي لمضمانات‪ ،‬جرد‬
‫مختصر ألموال المؤسسة‪ ،‬قائمة بأسماء الشركاء المتضامنين وموطن كل منيم ان كان اإلقرار يتعمق‬
‫بشركة تشتمل عمى شركاء مسؤولين بالتضامن عن ديون الشركة‪.‬‬

‫يتعين ان تؤرخ ىذه الوثائق وتوقع مع اإلقرار بصحتيا ومطابقتيا لمواقع من طرف صاحب اإلقرار فان‬
‫تعذر تقديم أيا من ىذه الوثائق او لم يمكن تقديميا كاممة توجب ان يتضمن اإلقرار بيان لألسباب التي‬
‫حالت دون دلك حسب نص المواد من ‪ 852‬الى ‪ 854‬قانون تجاري جزائري‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلفالس االجباري‪ :‬منع المشرع الجزائري شخص المدين من الحصول عمى التسوية القضائية في‬
‫بعض الحاالت التي يعد فييا مرتكب ألخطاء جسيمة اذ الزم القضاء بإشيار اإلفالس ان وجد المدين في‬
‫حالة‪6‬‬

‫‪ -‬عدم قيامو بااللتزامات الواردة سابقا في نص المادة ‪.854‬‬

‫‪ -‬ممارستو لمينتو خالفا لحظر قانوني‪.‬‬

‫‪ -‬اخفائو لحساباتو او بعض اصولو سواء في محرراتو الخاصة او بعض العقود العامة او في تعيدات‬
‫عرفية او في ميزانيتو حيث اقر بشكل تدليسي بمديونيتو ما لم يكن مدينا بو‪.‬‬

‫‪ -‬عدم مسكو لحسابات مطابقة لعرف مينتو وفقا ألىمية المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلفالس االختياري‪ :‬اذا وقع المدين في حالة خارجة عن حاالت التسوية القضائية االجبارية او‬

‫اإلفالس االجباري تمتمك المحكمة سمطة الخيار بين الحكم باإلفالس والتسوية القضائية مع اخذىا بعين‬
‫االعتبار سوء نية المدين خالل ممارسة تجارتو ناىيك عن كل ما صدر عنو من اىمال ال مبرر لو أدى‬
‫بو الى خرق فادح لمقواعد واألعراف التجارية (‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.135-134‬‬

‫‪55‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -4‬تحول التسوية القضائية الى افالس‪ 6‬حدد ىذه الحاالت المشرع الجزائري اذ تقضي المحكمة في أي‬

‫وقت اثناء قيام التسوية القضائية بشير اإلفالس تتمثل أساسا في‪6‬‬
‫‪ ‬إذا حكم عمى المدين بالتفميس بالتدليس‪.‬‬
‫‪ ‬إذا أبطل الصمح‪.‬‬
‫‪ ‬إذا ثبت ان المدين وجد في حالة افالس اجباري بمعنى انو اذ لم يكن قبل الحكم في التسوية القضائية في‬
‫احدى حاالت اإلفالس االجباري اال انو وجد فييا بعد ىذا الحكم يجوز لممحكمة حرمانو من مزايا التسوية‬
‫القضائية ووضعو في حالة اإلفالس‪.‬‬
‫‪ ‬عدم عرض المدين الصمح او عدم حصولو عميو‪.‬‬
‫‪ ‬إذا انحل عقد الصمح‪.‬‬
‫‪ ‬إذا حكم عمى المدين بالتفميس بالتقصير‪.‬‬
‫‪ ‬قيام المدين قصد تأخير اثبات توقفو عن الدفع بإجراء مشتريات إلعادة البيع بأقل من سعر السوق او‬
‫استعمالو لطرق مؤدية لخسائر شديدة لحصولو عمى األموال‪.‬‬
‫‪ ‬في حال كانت مصاريفو الخاصة ومصاريف تجارتو مفرطة‪.‬‬
‫‪ ‬استيالكو لمبالغ جسيمة في عمميات نصيبيو محضة‪.‬‬
‫‪ ‬قيامو بعقد تعيدات لحساب الغير اتضح انيا بالغة الضخامة بالنسبة لوضعو عند التعاقد ولم يقبض‬
‫مقابميا شيء‪.‬‬
‫‪ ‬ارتكابو اثناء ممارستو تجارتو اعمال بسوء نية او بإىمال ال يغتفر او ارتكابو مخالفات جسيمة لقواعد‬
‫واعراف التجارة‪.‬‬

‫في حال تحققت حالة من الحاالت السابقة الذكر تقضي المحكمة بتحول التسوية القضائية الى افالس‬
‫بموجب حكم في جمسة عمنية تمقائيا او بناءا عمى طمب وكيل التفميسة او من الدائنين‪ ،‬بناءا عمى تقرير‬
‫القاضي المنتدب بعد سماع المدين او استدعاؤه بشكل قانوني اذ يؤدي حكم التحويل في جميع الحاالت‬
‫الى غل يد المدين اعتبا ار من تاريخ الحكم (‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 339‬من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫المحكمة المختصة بشير اإلفالس‬

‫يتم تحديد المحكمة المختصة في النظر في قضية التفميسة المتعمقة بشخص المدين المفمس وكل‬
‫المنازعات المتعمقة بيا بناءا عمى احترام معايير االختصاص النوعي واالختصاص المحمي‪.‬‬

‫‪ -5‬االختصاص النوعي‪ 6‬المحاكم العادية تفصل في جميع القضايا التجارية اما دعاوي اإلفالس والتسوية‬
‫القضائية يكون االختصاص لممحاكم المنعقدة في مقر المجالس القضائية‪ ،‬بينما يجوز لممحكمة الجنائية‬
‫أيا كانت درجتيا النظر في حالة اإلفالس بصفة فرعية لمحكم بعقوبة اإلفالس بالتقصير او التدليس‬
‫تطبيقا لنظرية اإلفالس الفعمي‪.‬‬

‫‪ -8‬االختصاص المحمي‪ 6‬المحكمة المختصة محميا بشير اإلفالس ىي المحكمة التي يقع في دائرتيا‬
‫موطن المدين يتعمق االختصاص بالنظام العام اذ ال يجوز االتفاق عمى تعديمو‪ .‬الموطن التجاري لممدين‬
‫ىو مكان تواجد اإلدارة الرئيسية لألعمال التجارية اذا كان المدين تاج ار او المركز الرئيسي لمنشاط اذا‬
‫كان المدين غير تاجر(‪.)1‬‬

‫اما إذا غير التاجر موطنو التجاري خالل النظر في دعوى اإلفالس ال يؤثر ذلك عمى اختصاص‬
‫المحكمة طالما كانت مختصة عند تقديم الطمب‪ ،‬اما إذا تغير الموطن في الفترة بين التوقف عن الدفع‬
‫ورفع دعوى اإلفالس كانت المحكمة المختصة تمك التي يقع في دائرتيا الموطن التجاري الجديد‪.‬‬

‫في حال وفاة التاجر او اعتزالو التجارة تكون المحكمة المختصة بشير افالسو ىي المحكمة التي كان يقع‬
‫في دائرتيا اخر موطن تجاري لو قبل الوفاة او قبل اعتزال التجارة‪ .‬اما اذا كان لمتاجر محل رئيسي واحد‬
‫وفروع عديدة (‪ )2‬كانت المحكمة المختصة بشير اإلفالس تمك التي يقع في دائرتيا المحل الرئيسي‪ ،‬اما‬
‫اذا كان لمتاجر عدة محالت رئيسية يتعمق كل منيا بتجارة قائمة بذاتيا من نوع مختمف جاز شير‬
‫اإلفالس في كل محكمة يقع في دائرتيا المركز الرئيسي لكل تجارة منيا متى اشيرت ىذه المحاكم‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ "،‬الوجٌز فً القانون التجاري “‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،5973 ،‬ص ‪.453‬‬

‫‪57‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اإلفالس ال يجوز لممحاكم األخرى شير افالس جديد طالما ان التفميسة األولى لم تنتو بموجب قاعدة" ال‬
‫افالس عمى اإلفالس" (‪.)1‬‬

‫عند تعيين المحكمة المختصة بشير اإلفالس تصبح مختصة بالنظر في المنازعات الناشئة عنو او‬
‫المتعمقة بو ولو كانت طبقا لمقواعد العامة من اختصاص محكمة أخرى‪ .‬تعد الدعوى الناشئة عن التفميسة‬
‫متى كانت متعمقة بإرادتيا او كان الفصل فييا يتوقف عمى تطبيق القواعد الخاصة الواردة في مجال‬
‫اإلفالس سواء كانت دعوى متعمقة بمنقول او عقار ذات طبيعة مدنية او تجارية‪.‬‬

‫إذا كان االختصاص في المسائل المرتبطة بالتفميسة يعود الى المحكمة التي اشيرت اإلفالس باعتبارىا‬
‫فحصت حالة المفمس المالية عند النظر في مسألة شير افالسو تكونت لدييا فكرة عن ظروف التفميسة‬
‫ومالبساتيا‪ ،‬فاختصاص محكمة اإلفالس بالدعاوي الناشئة عن التفميسة تتعمق بالنظام العام(‪)2‬اذ ال يجوز‬
‫رفع ىذه الدعاوي لمحكمة أخرى واال يتم الدفع بعدم التخصص‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪:‬‬

‫إجراءات رفع دعوى اإلفالس والفصل فييا‬

‫نظم المشرع الجزائري إجراءات ومسار سير دعوى اإلفالس بتحديد األطراف المخول ليا رفع الدعوى‬
‫المتمثمين باألساس في شخص المدين نفسو او الدائنين او من طرف المحكمة المختصة‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫األطراف التي تممك صالحية رفع دعوى اإلفالس‬

‫ينحصر مجال رفع دعوى اإلفالس ضد شخص التاجر المفمس قصد حل قضية التفميسة بشكل قانوني‬
‫وفق حكم قضائي يفصل في المسألة بشكل منصف لجميع األطراف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد فهٌم‪ "،‬اإلفالس والصلح الواقً منه طبقا لقانون التجارة رقم ‪ 57‬لعام ‪ ،"5999‬ط‪ ،1333 ،5‬مؤسسة االسعد للطباعة‪ ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪58‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫تقديم الطمب من طرف المدين نفسو‬

‫يتقدم التاجر بنفسو الى المحكمة طالبا اشيار افالسو ىذا بناءا عمى ما ورد من تعديالت جديدة اذ أصبح‬
‫من مصمحتو طمب التسوية القضائية بدال من طمب شير افالسو حتى لو طمب دائنوه شير افالسو‪ ،‬اما‬
‫إذا تقدم الدائنون بشير افالسو بينما تقدم ىو بطمب التسوية القضائية يقع عمى عاتق المحكمة ضم‬
‫الدعوتين والفصل فييما معا‪.‬‬

‫طمب التاجر شير افالسو بنفسو خاص بو شخصيا ليس لدائنيو ان يستعمموا حقو باسمو بطريق الدعوى‬
‫غير المباشرة (‪ .)1‬اما إذا كان طمب اإلفالس خاص بشركة يجب ان يتقدم بالطمب ممثموىا القانونيين إذا‬
‫تقدم التاجر او ممثمو الشركة بطمب اإلفالس وجب ان يرفق حسب ما قضت بو المادة ‪ 854‬الطمب‬
‫بميزانية مدعمة بالبيانات التالية‪6‬‬

‫‪ -‬بيان حساب الخسائر واالرباح من اخر سنة مالية‪.‬‬

‫‪ -‬بيان عن الدائنين وعن مقدار ديونيم يذكر فييا اسم كل دائن وموطنو‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كان الطمب مقدما من ممثمي الشركة يرفق بيان بأسماء الشركاء المسؤولين مسؤولية تضامنية‬
‫وموطن كل منيم‪.‬‬

‫يجب ان تتوفر الوثائق عمى تواريخ وتوقيع من يقدميا واق ارره بصحتيا‪ ،‬في حال تخمف احد ىذه البيانات‬
‫وجب ذكر أسباب عدم تقديمو اما في حال عدم تقدم التاجر بنفسو بطمب شير افالسو فانو يتعرض‬
‫لمحكم عميو باإلفالس بالتقصير (‪.)2‬‬

‫اما بالنسبة لممدة الزمنية فان طمب شير اإلفالس سواء كان من طرف تاجر طبيعي او معنوي خاضع‬
‫لمقانون الخاص ولو لم يكن تاج ار وجب عميو تقديم الطمب خالل مدة ‪ 51‬يوم من تاريخ التوقف عن‬
‫الدفع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ " ،‬الوجٌز فً القانون التجاري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.453‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪59‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫تقديم الطمب من طرف الدائن‬

‫حق الدائن في طمب شير افالس التاجر حق مطمق ال سبيل لمطعن فيو بالتعسف غير انو إذا لم يستطع‬
‫الدائن الطالب إثبات توقف التاجر عن دفع ديونو يحكم القضاء عميو أحيانا بالتعويض‪ .‬متى اثبت الدائن‬
‫الطالب توقف التاجر عن دفع ديونو ال يجوز لممحكمة رفض طمب شير اإلفالس بل ىي ممزمة بالحكم‬
‫بشيره‪.‬‬

‫فرضا قامت المحكمة برفض طمب الدائن يحق لو تجديد طمبو مستندا الى نفس الوقائع كما يجوز ألي‬
‫دائن اخر طمب شير افالس التاجر نفسو مستندا الى نفس الوقائع التي رفضتيا المحكمة من الدائن‬
‫السابق (‪.)1‬‬

‫ان الدائن الذي ال يطالب بالوفاء بدينو ويطمب شير اإلفالس ليس ممزما بإثبات دينو بمقتضى سند‬
‫تنفيذي وال يشترط ان يكون دينو مستحق األداء حاال‪ ،‬غير انو اذا كان دينو عمق عمى شرط واقف ال‬
‫يجوز لو المطالبة بشير افالس التاجر غير انو يحق لو التقدم في التفميسة بمستنداتو ليحتفظ لو بنصيب‬
‫يأخذه عند تحقق الشرط (‪.)2‬‬

‫ثالثا‪:‬‬

‫افتتاح اإلفالس تمقائيا من طرف المحكمة‬

‫يجوز لممحكمة شير افالس التاجر من تمقاء نفسيا بعد االستماع لممدين او استدعائو قانونا االمر الذي‬
‫يخالف القاعدة العامة التي تقضي بعدم حكم المحكمة بشيء لم يطمب منيا (‪ .)3‬تم تبرير ىذا الحق عمى‬
‫أساس ان احكام اإلفالس تتعمق بالنظام العام عمى المحكمة تطبيقيا من تمقاء نفسيا في إطار مراعاتيا‬
‫مصمحة الدائنين الغائبين او الذين منعتيم ظروفيم من تقديم الطمب الى المحكمة شريطة بقاء ىذا الحق‬

‫‪1‬‬
‫علً حسن ٌونس‪ "،‬اإلفالس"‪ ،‬دار الفكر العربً‪ ،5973 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪3‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪60‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اجراء استثنائي مبر ار مقترن بظروف خاصة ألنو يصعب عمى المحكمة معرفة توقف المدين عن الدفع‬
‫والذي لم يعمن عنو من قبل‪.‬‬

‫غالبا ما تستعمل المحكمة حقيا بناء عمى تبميغ غير رسمي من قبل النيابة العامة يتم تقديم التاجر‬
‫لممحكمة الجنائية الرتكابو جريمة اإلفالس بالتدليس او بالتقصير‪ ،‬من جية أخرى يتوجب عمى المحكمة‬
‫قبل مبادرتيا من تمقاء نفسيا بافتتاح التسوية القضائية او اإلفالس االستماع الى المدين او استدعاؤه‬
‫قانونا ىو شرط قانوني الستعمال المحكمة حقيا في المبادرة التمقائية (‪.)1‬‬

‫من خالل ما سبق التطرق اليو نستنتج انو‪6‬‬

‫‪ ‬إذا طالب المدين بالتسوية القضائية يمكن لممحكمة ان تعمن من تمقاء نفسيا اإلفالس وبالعكس يمكن ليا‬
‫رفض اعالن اإلفالس الذي طمبو أحد الدائنين والحكم من تمقاء نفسيا بالتسوية القضائية‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن ان تبادر المحكمة من تمقاء نفسيا اثناء دعوى مرفوعة من طرف دائن إذا اعترفت المحكمة بان‬
‫التكميف بالحضور غير نظامي في حين توفر الشروط الموضوعية لإلفالس والتسوية القضائية‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن لممحكمة االعالن من تمقاء نفسيا اإلفالس او التسوية القضائية اذا اجتمعت الشروط بناءا عمى‬
‫تكميف بالحضور من اجل الوفاء بالدين الموجو ضد المدين (‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫الحكم المعمن لإلفالس او التسوية القضائية‬

‫يتم انياء دعوى اإلفالس او التسوية القضائية من خالل المتبعة القضائية وتقديم كافة الوثائق الداعمة‬
‫لموقف كل طرف ليتم الفصل في الدعوى من قبل المحكمة المختصة بموجب حكم قضائي واجب التنفيذ‬
‫مسبب ومؤرخ يحتوي عمى عناصر أساسية يستوجب وجودىا قابل لمطعن فيو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد راشد‪ "،‬األوراق التجارٌة‪ :‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.141-145‬‬

‫‪61‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫خصائص الحكم بشير اإلفالس او التسوية‬

‫يتميز ىذا الحكم عن غيره من االحكام األخرى بمجموعة خصائص ومميزات نجمميا فيما يمي‬

‫‪ -‬حكم مقرر‪ 6‬يعتبر حكم شير اإلفالس حكم مقرر لحالة اإلفالس ليس منشأ ليا كون حالة اإلفالس‬
‫كانت قائمة قبل الحكم ليأتي ىذا األخير إلقرارىا‪ ،‬اال ان ىذا ال ينفي ان الحكم ال ينشأ مراكز جديدة‬
‫كتعيين القاضي المنتدب ووكيل التفميسة والمراقبين وتكوين جماعة الدائنين وغل يد المدين عن التصرف‬
‫في ممتمكاتو‪.‬‬

‫‪ -‬حكم دو حجة مطمقة‪ 6‬األصل ان االحكام ليا حجية نسبية كونيا تنتج اثارىا بين طرفي الخصومة‬
‫فقط‪ ،‬لكن حكم شير اإلفالس لو حجية مطمقة في مواجية الجميع ألنو يتم نشره وفقا إلجراءات المادة‬
‫‪ 884‬قانون تجاري جزائري‪ ،‬بناءا عميو يحق لكل دي مصمحة المعارضة في الحكم كونو ال يقتصر عمى‬
‫أطراف النزاع فقط‪.‬‬

‫‪ -‬حكم دو نفاذ معجل‪ 6‬بموجب نص المادة ‪ 883‬جميع احكام اإلفالس والتسوية القضائية معجمة التنفيذ‬
‫وغم المعارضة او االستئناف باستثناء الحكم القاضي بالمصادقة عمى الصمح‪ .‬الغرض من النفاد المعجل‬
‫ىو المحافظة عمى أموال المفمس لصالح الدائنين ومنعو من التصرف فييا او محاباة دائن عمى اخر مما‬
‫يخل بمبدأ المساواة بين الدائنين الذي يجسده نظام اإلفالس(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫مضمون الحكم المعمن لإلفالس او التسوية القضائية‬

‫يتضمن الحكم الصادر بشير اإلفالس التحقق من امرين ىما‬

‫‪ -‬وجود الصفة التجارية لممفمس التي يتوجب اثباتيا‬

‫‪ -‬توقفو عن دفع ديونو‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ "،‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.47-46‬‬

‫‪62‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يتوجب عمى المحكمة ان تحدد في حكميا تاريخ التوقف عن الدفع الذي يكتسي أىمية بالغة اذ تبدأ بو‬
‫فترة الريبة التي تنتيي بصدور الحكم‪ ،‬اذ ال تتقيد المحكمة في تحديدىا ليذا التاريخ بأدلة معينة بل تمتمك‬
‫مطمق الحرية في تقديرىا لمتاريخ (‪ .)1‬اذا لم تبدي رأييا في تحديد التاريخ يوم الحكم يمكنيا تحديد تاريخ‬
‫مؤقت حتى تتوفر ليا بعد الحكم عناصر كافية لمتأكد اليقيني من ىذا التاريخ فتحدده بصفة نيائية (‪.)2‬‬

‫إضافة لذلك يتوجب عمى المحكمة ان تعين في حكميا الوكيل المتصرف القضائي اذ يتولى القاضي‬
‫المنتدب االشراف عمى إدارة التفميسة او التسوية القضائية ومراقبة االعمال الخاصة بيا كإصدار األوامر‬
‫الالزمة إلتمام اإلجراءات الضرورية مثل وضع االختام او حبس التاجر المفمس او اجراء جرد فوري‬
‫لممتمكاتو‪ .‬كما يجوز لمقاضي المنتدب ان يعين في أي وقت بأمر يصدره مراقبا او اثنين من بين الدائنين‬
‫لمساعدتو في ميمتو حسب ما قضت بو المادة ‪ 891‬قانون تجاري جزائري‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬‬

‫شير حكم اإلفالس‬

‫يستوجب شير حكم اإلفالس لينتج اثاره بإعالم الغير بأن المدين أصبح مغمول اليد عن اإلدارة والتصرف‬
‫في أموالو‪ ،‬يتضمن حسب المواد من ‪ 884‬حتى ‪ 841‬ما يمي‪6‬‬

‫‪ ‬تسجيل الحكم المشير لإلفالس في السجل التجاري‪.‬‬


‫‪ ‬اعالن الحكم لمدة ‪ 4‬أشير بقاعة جمسات المحكمة‪.‬‬
‫‪ ‬نشر ممخص الحكم في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية في المكان الذي يقع فيو مقر المحكمة‬
‫واألماكن التي يكون فييا لممدين مؤسسات تجارية‪.‬‬
‫‪ ‬نشر البيانات التي تدرج في السجل التجاري في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية خالل ‪ 51‬يوم من‬
‫النطق بالحكم اذ يتضمن ىذا النشر بيان اسم المدين وموطنو او مركزه الرئيسي‪ ،‬رقم قيده في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬تاريخ الحكم الذي حكم باإلفالس او التسوية القضائية‪ ،‬رقم عدد صحيفة اإلعالنات القانونية‬
‫التي نشر فييا ممخص الحكم حيث يكون النشر تمقائيا من طرف كاتب الضبط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جالل وفاء البدري محمدٌن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.458‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪63‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫رابعا‪:‬‬

‫طرق الطعن في حكم اإلفالس‬

‫حسب ما ورد في القانون التجاري يتم الطعن في حكم شير اإلفالس بالطرق العادية المعارضة‬
‫واالستئناف لكنو بالمقابل خرج عن القواعد العامة المقررة ليما في قانون اإلجراءات المدنية‪.‬‬

‫المعارضة‪ 6‬حددت مدة المعارضة في حكم اإلفالس او التسوية القضائية حسب المادة ‪ 845‬ب ‪ 51‬أيام‬
‫ابتداء من تاريخ الحكم او من تمام اخر اجراء بالنسبة لألحكام الخاضعة إلجراءات اإلعالن والنشر في‬
‫الصحف المعتمدة لنشر اإلعالنات القانونية او في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية لعمم الجميع بو(‪.)1‬‬

‫االستئناف‪ 6‬حددتو المادة ‪ 849‬قانون تجاري جزائري في حكم اإلفالس او التسوية القضائية بمدة ‪ 51‬أيام‬
‫اعتبا ار من يوم تبميغ الحكم اذ يستوجب عمى المجمس القضائي الفصل في االستئناف خالل مدة ‪ 4‬أشير‬
‫يكون الحكم واجب التنفيذ بموجب مسودتو‪.‬‬

‫بينما استقر القضاء الفرنسي عمى ان لكل ذي مصمحة لم يكن طرفا في دعوى شير اإلفالس ان يعارض‬
‫في الحكم بطريق معارضة الشخص الثالث او اعتراض الشخص الخارج عن الخصومة خالل مدة ‪ 4‬أيام‬
‫من نياية المدة المحددة لنشر الحكم (‪.)2‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫تنظيم وادارة اإلفالس والتسوية القضائية‬

‫يتم تنظيم اإلفالس والتسوية القضائية عن طريق القيام بتحديد مركز المدين المفمس وبيان وضعية كل من‬
‫الوكيل المتصرف القضائي والقاضي المنتدب وجماعة الدائنين والمراقبين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد فهٌم‪ "،‬اإلفالس والصلح الواقً منه طبقا لقانون التجارة رقم ‪ 57‬لسنة ‪ ،“ 5999‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪64‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب األول‪:‬‬

‫أطراف التفميسة‬

‫تحتوي التفميسة عمى عدة أطراف فاعمين فييا يسعون جميعا إلرجاع الحقوق المادية لجماعة الدائنين من‬
‫جية وتسوية الوضعية المادية لشخص المدين المفمس مع ترك لمجال إلمكانية عودتو لممارسة مينتو‬
‫بشكل عادي‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫مركز المدين المفمس‬

‫يختمف مركز المدين المحكوم عميو باإلفالس عن مركز المدين المقبول في التسوية القضائية‪.‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫المدين في التفميسة‬

‫يؤدي الحكم المعمن لإلفالس بقوة القانون الى غل يد المفمس عن إدارة كل اعمالو الحاضرة والمستقبمية‬
‫(‪. )1‬ال يقوم المفمس بأي دور في التفميسة ألنو حل محمو الوكيل المتصرف القضائي معنى ذلك ان المدين‬
‫غمت يده عن التصرف في جميع أموالو اذ تخصص لو اعانة واسرتو بناء عمى اقتراح من الوكيل‬
‫المتصرف القضائي‪ .‬حسب ما جاء في المادة ‪ 898‬قانون تجاري جزائري التي تسمح أيضا باستخدام‬
‫شخص المدين لتسييل عممية اإلفالس من الناحية العممية عن طريق ترك المفمس في محمو التجاري كونو‬
‫يقدم مساعدة لموكيل المتصرف القضائي مقابل تخصيص القاضي المنتدب لمبمغ مالي يسمح لو بالعيش‪.‬‬

‫ال يتم اعتبار التاجر المفمس اجير لدى جماعة الدائنين عمى أساس استحالة ابرام الوكيل المتصرف‬
‫القضائي عقد عمل مع التاجر كون المسألة تتعمق بتقديم المساعدة فقط والمقابل المالي ىو اعانة ليس‬
‫اج ار (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫جالل وفاء البدري محمدٌن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.486‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪65‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫المدين المقبول في التسوية القضائية‬

‫يعد المدين المقبول ضمن التسوية القضائية مفمسا لكن غل اليد في ىذه الحالة ال تعني استبدال المدين‬
‫بالوكيل المتصرف القضائي بل ميمتو مساعدتو بصفة اجبارية حسب نص المادة ‪ 899‬الفقرة ‪.14‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫الوكيل المتصرف القضائي‬

‫يؤدي الحكم القاضي باإلفالس او التسوية القضائية الى نتيجة مفادىا غل يد المدين عن التصرف‬
‫بممتمكاتو ما يعني بالضرورة ان يحل محمو شخص اخر عرف بوكيل التفميسة سابقا ليصبح الوكيل‬
‫المتصرف القضائي االن‪.‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫تعيينو‬

‫يعين الوكيل المتصرف القضائي بموجب حكم صادر باإلفالس او التسوية القضائية من بين اشخاص‬
‫مسجمين في القائمة التي تعدىا المجنة الوطنية (‪ )1‬التي يحددىا وزير العدل بعد اعدادىا من طرف المجنة‪،‬‬
‫اذ تحتوي حص ار عمى محافظي الحسابات والخبراء المحاسبين والخبراء المتخصصين في المجال العقاري‬
‫والفالحي والتجاري والبحري والصناعي ليم ‪ 1‬سنوات خبرة عمى األقل يتمقون تكوينا مناسبا‪.‬‬

‫قصد ضمان صحة اعمال التفميسة والتسوية القضائية وجديتيا وحتى ال تتعرض مصالح التاجر لمتعسف‬
‫وانتياك حقوقو الذي قد ينجم عن عدم دراسة او نقص في خبرة الشخص المكمف‪ ،‬يتولى إدارة التفميسة‬
‫اشتراط القانون عمى المكمفين بأعمال التسوية القضائية او اإلفالس ان يكونوا من اىل الخبرة المحاسبية‬
‫والدراسة الفنية لألمور الميدانية حيث ال تقل مدة تجربتيم الميدانية عن ‪ 1‬سنوات فضال عن اخضاعيم‬

‫‪1‬‬
‫بموجب المادة ‪ 9‬تتكون اللجنة الوطنٌة من قاض من المحكمة العلٌا رئٌس‪ ،‬قاض من مجلس المحاسبة عضو‪ ،‬قاض حكم من المجلس القضائً‬
‫عضو‪ ،‬قاض حكم من المحكمة عضو‪ ،‬عضو من المفتشٌة العامة للمالٌة عضو‪ ،‬أستاذ فً الحقوق او العلوم االقتصادٌة او التسٌٌر عضو‪ ،‬خبٌرٌن‬
‫فً المٌدان االقتصادي او االجتماعً عضوان‪ ،‬ثالث وكالء متصرفٌن قضائٌٌن‪ٌ .‬تم تعٌٌن األعضاء عن طرٌق التنظٌم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫لتكوين يناسب الميام المكمفون بتأديتيا (‪ .)1‬كما يؤدي الوكالء بمجرد تسجيميم في القائمة اليمين امام‬
‫المجمس القضائي الذي يتبع محل اقامتيم المينية كما يؤدي اليمين األشخاص المعينون من طرف‬
‫القاضي امامو (‪.)2‬‬

‫يمكن لممحاكم بصفة استثنائ ية وبأمر مسبب تعيين وكالء متصرفين من بين األشخاص الطبيعيين الذين‬
‫يتمتعون بتأىيل خاص ولو كانوا غير مسجمين في قائمة المتصرفين القضائيين شرط اال يكونوا قد منعوا‬
‫من ممارسة مثل ىذه الميام‪.‬‬

‫يمارس الوكيل المتصرف القضائي ميامو بصفة رئيسية أو إضافية يشارك في النشاط التجاري لممفمس او‬
‫المقبول في التسوية القضائية يعد نشاطو خدمة خاصة بو ال يجوز لو امتالك شيء من أموال المدين‪.‬‬
‫ىو عبارة عن وكيل قضائي يمثل في وقت واحد المفمس وجماعة الدائنين باعتبار ان المفمس غمت يده‬
‫عن جميع أموالو ال يمكنو ابرام أي تصرف قانوني قابل لمتمسك بو تجاه الدائنين‪ ،‬من جية أخرى يمثل‬
‫الدائنين المتحدين والذين تجمعيم مصالح مشتركة‪.‬‬

‫ال يمكن لموكيل المتصرف القضائي تمثيل المدين في التسوية القضائية وانما دوره يكمن في مساعدتو‬
‫لذلك ال يمكنو التصرف باسمو او تمثيمو او العمل دون مساعدة وكيل التفميسة كما ال يجوز لو الجمع بين‬
‫التسوية القضائية واالفالس في القضية نفسيا‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫الميام المسندة اليو‬

‫يساىم الوكيل المتصرف القضائي بشكل كبير ومؤثر في اجراء والبدء بأعمال اإلفالس بداية من عممية‬
‫جرد أموال المدين المفمس وصوال إلجراء التصالح او التحكيم ذلك في إطار منظم قانونا‪ .‬تتمثل اىم‬
‫ميامو في‪6‬‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪67‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬قيامو بعممية جرد أموال المدين بحضوره او بعد استدعائو قانونا بموجب رسالة موصى عمييا تتمثل عممية‬
‫الجرد في أصمين إيداع احداىما بصفة فورية عمى مستوى كتابة ضبط المحكمة المختصة وابقاء األصل‬
‫الثاني بيد الوكيل المتصرف القضائي‪.‬‬
‫‪ ‬قيامو بعممية اغالق الدفاتر التجارية وحصرىا في حضور المدين(‪.)1‬‬
‫‪ ‬قيامو بوضع الميزانية مستعينا بالدفاتر والمستندات الحسابية واألوراق والمعمومات التي يحصل عمييا‬
‫وايداعيا عمى مستوى كتابة ضبط المحكمة في حال عدم قيام المدين بإيداع الميزانية بنفسو‪.‬‬
‫‪ ‬قيامو بكافة اإلجراءات الالزمة لحفظ حقوق المدين ضد مدينو‪ ،‬ناىيك عن اتخاذه لجميع اإلجراءات‬
‫التحفظية خاصة قيد الرىون التي لم يطمبيا المدين بعد حتى لو تم القيد باسم جماعة الدائنين من طرف‬
‫الوكيل المتصرف القضائي‪ .‬اما إذا كان الحكم متعمق بالتسوية القضائية يجوز لممدين بمساعدة الوكيل‬
‫المتصرف القضائي القيام بكافة التدابير التحفظية‪ ،‬اما إذا رفض المدين القيام بيذه التدابير يجوز لموكيل‬
‫المتصرف القضائي ان يباشرىا لوحده بإذن من القاضي المنتدب (‪.)2‬‬
‫‪ ‬قيامو بتقديم تقرير الى القاضي المنتدب خالل شير من استالم ميامو حول الوضعية الظاىرة لممدين‬
‫وأسباب ىذه الوضعية وخصائصيا‪.‬‬
‫‪ ‬قيامو باقتراح اإلعانات المعاشية لممفمس واسرتو‪.‬‬
‫‪ ‬قيامو بتحصيل ديون المفمس التي حل اجميا واألوراق التجارية التي يكون المفمس حامال ليا يقدميا لمقبول‬
‫او الوفاء‪ .‬اما في حالة التسوية القضائية فان المدين يباشر تحصيل السندات والديون بمجرد حمول اجميا‬
‫بمساعدة الوكيل المتصرف القضائي‪ ،‬إذا لم يقم بذلك جاز لموكيل تحصيميا بمفرده بعد حصولو عمى اذن‬
‫من القاضي المنتدب (‪.)3‬‬
‫‪ ‬قيامو ببيع منقوالت المدين بعد حصولو عمى اذن من القاضي المنتدب واال كان البيع باطال اذ يتولى‬
‫الوكيل المتصرف القضائي بيع األشياء المعرضة لتمف او النخفاض قيمتيا او التي يكمف حفظيا ثمنا‬
‫باىظا‪ .‬لمقاضي المنتدب صالحية منح االذن لموكيل المتصرف القضائي بعد سماع المدين او استدعائو‬
‫قانونا برسالة مسجمة المتعمق ببيع باقي األموال المنقولة وكل األموال الناتجة عن البيوع وتحصيل الديون‬

‫‪1‬‬
‫عباس حلمً‪ "،‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة"‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪ ،5999 ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫حسب ما قضت به المادة ‪ 157‬من االمر رقم ‪ ،59-75‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫حسب نص المواد من ‪ 153‬الى ‪ 177‬من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مع التزامو بإيداعيا في الخزينة العامة فو ار مع تقديم ما يثبت حصول اإليداع خالل ‪ 51‬يوم من‬
‫تحصيميا الى القاضي المنتدب‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسة الوكيل المتصرف القضائي جميع حقوق ودعاوي المفمس المتعمقة بدمتو طيمة مدة التفميسة اال انو‬
‫يجوز لممفمس التدخل في الدعاوي التي يخاصم فييا الوكيل المتصرف القضائي‪ ،‬اما في حالة التسوية‬
‫القضائية يمكن لممدين بمساعدة الوكيل المتصرف القضائي رفع او متابعة أي دعوى منقولة او عقارية‬
‫لكن في حال رفض المدين رفع الدعوى يمكن لموكيل المتصرف القضائي رفعيا شرط دخول المدين فييا‪.‬‬

‫اما فيما يتعمق بالتصالح والتحكيم أجاز المشرع الجزائري لموكيل المتصرف القضائي ممارسة جميع حقوق‬
‫و دعاوي المفمس المتعمقة بذمتو طيمة مدة التفميسة (‪ )1‬بعد حصولو عمى اذن من القاضي المنتدب وبعد‬
‫سماع اقوال المدين واستدعائو بموجب رسالة مسجمة اجراء التحكيم او التصالح في كافة المنازعات التي‬
‫تخص جماعة الدائنين بما فييا المنازعات المتعمقة بحقوق او دعاوي عقارية‪ .‬في حين انو إذا كان‬
‫موضوع التحكيم او الصمح غير محدد القيمة او تجاوزت قيمتو اختصاص المحكمة في الدرجة األخيرة‬
‫وجب عرض التحكيم او الصمح عمى المحكمة لمتصديق عميو مع استدعاء المفمس عند التصديق مع‬
‫ضمان حق االعتراض عميو (‪.)2‬‬

‫بينما يجوز لممدين في حالة التسوية القضائية بمساعدة الوكيل المتصرف القضائي وبعد حصولو عمى‬
‫اذن من القاضي المنتدب قيامو بكافة إجراءات التخمي والعدول او القبول والتحكيم والمصالحة شرط عدم‬
‫تجاوز اختصاص المحكمة التي تنظر في الدعوى في درجتيا األخيرة‪ .‬اما اذا كان موضوع التحكيم او‬
‫المصالحة غير محدد القيمة او تجاوزت قيمتو اختصاص المحكمة في الدرجة األخيرة ال يعد التحكيم او‬
‫المصالحة الزاميا ال بعد التصديق عميو من طرف المحكمة اذ يكون لكل دائن الحق في التدخل عند‬
‫طمب التصديق (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Mentalecheta Mohamed, L’arbitrage commercial en droit algérien, OPU, Alger ,1983, p 35.‬‬
‫‪2‬‬
‫حسب المواد من ‪ 173‬الى ‪ 174‬من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪69‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬يجوز لموكيل المتصرف القضائي االستمرار في استغالل المحل التجاري شريطة الحصول عمى اذن من‬
‫المحكمة بناءا عمى تقرير القاضي المنتدب شريطة ان تتوفر المصمحة العامة او مصمحة الدائنين في ىذا‬
‫االستمرار(‪.)1‬‬

‫ثالثا‪:‬‬

‫الممارسات المحظورة عمى الوكيل المتصرف القضائي‬

‫مقابل الميام التي يؤدييا شخص الوكيل المتصرف القضائي والصالحيات التي تكتسي أىمية بالغة سواء‬
‫لشخص المدين او الدائنين اال انو مقيد تمنع عنو ممارسة مجموعة من االعمال تتمثل في‪6‬‬

‫‪ -‬يمنع استعمالو لممبالغ او السندات او األوراق المودعة اليو باي صفة كانت في غير االستعمال‬
‫المخصص ليا ولو بصورة مؤقتة‪.‬‬

‫‪ -‬يمنع احتفاظو ولو في حالة المعارضة بالمبالغ او السندات او األوراق التي يجب دفعيا الى قبضات‬
‫الضرائب والخزينة‪.‬‬

‫‪ -‬يمنع من العمل عمى توقيع سندات او اعترافات بدين دون ان تتضمن اسم الدائن‪.‬‬

‫ناىيك عن خضوع الوكيل المتصرف القضائي عند ممارستو ميامو بصفة رئيسية او إضافية الى التفتيش‬
‫من طرف النيابة العامة والتزامو بتقديم كل المعمومات والوثائق الضرورية عمى مستواىا دون التمسك‬
‫بالسر الميني (‪.)2‬‬

‫في حال اخالل الوكيل المتصرف القضائي اثناء تأدية ميامو باألحكام القانونية او التنظيمية يتعرض‬
‫لفرض جزاءات تأديبية تتدرج من اإلنذار الى التوبيخ الى المنع المؤقت من ممارسة الميام لمدة ال تتجاوز‬
‫سنة واحدة وصوال الى الشطب من قائمة الوكالء المتصرفين القضائيين‪.‬‬

‫عالوة عمى ذلك يمكن لمجنة الوطنية تحويل الممف الى وكيل الجميورية المختص او الوقف المؤقت‬
‫لموكيل المتصرف القضائي عن ممارسة ميامو في حال كان محل متابعة جزائية او تأديبية‪ .‬اما في‬

‫‪1‬‬
‫محمد السٌد الفقً‪ "،‬القانون التجاري‪ :‬األوراق التجارٌة افالس العقود التجارٌة"‪ ،‬منشورات الحلبً الحقوقٌة‪ ،‬سورٌا‪ ،1333 ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪70‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الحاالت االستعجالية يمكن اصدار التوقف المؤقت ولو قبل بدء المتابعات الجزائية او التأديبية إذا تبين‬
‫من خالل التفتيش او التحقيق وجود اخالل من شأنو الحاق ضرر جسيم باألموال المكمف بتسييرىا‪.‬‬

‫من جية أخرى يجوز لمجنة الوطنية انياء التوقيف المؤقت في أي وقت او بطمب من ممثل وزير العدل‬
‫او الوكيل المتصرف القضائي المعني كما ينتيي بقوة القانون بانقضاء مدة شيرين دون مباشرة الدعوى‬
‫الجزائية او التأديبية‪ .‬بينما تتقادم الدعوى التأديبية بمرور ‪ 1‬سنوات اذ يحضر عمى الوكيل المتصرف‬
‫القضائي الذي كان محل منع او توقيف او شطب ممارسة أي اجراء يتعمق بميامو كما يمكن لممحكمة‬
‫ابطال كل العقود بناءا عمى طمب كل ذي مصمحة او بطمب من النيابة (‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫القاضي المنتدب‬

‫يعين القاضي المنتدب بداية كل سنة قضائية بأمر من رئيس المجمس القضائي بناءا عمى اقتراح رئيس‬
‫المحكمة اذ توضع كل تفميسة او تسوية قضائية تحت رقابة القاضي المنتدب المكمف بمراقبة اعمال‬
‫وادارة التفميسة والذي يؤدي دور أساسي (‪.)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪6‬‬ ‫يمارس القاضي المنتدب العديد من الميام األساسية المنظمة لمتفميسة أىميا‬

‫‪ ‬رئاسة جمعية الدائنين‬


‫‪ ‬تعيين المراقبين وعزليم‬
‫‪ ‬جمع المعمومات عن الوضعية المالية لممفمس وديونو‬
‫‪ ‬الفصل في نزاعات وكيل التفميسة مع الدائنين خالل مدة ‪ 4‬أيام‬
‫‪ ‬منح االذن بمباشرة بيع األموال المنقولة او البضائع او العقارات‬
‫‪ ‬االذن بإجراء التحكيم او التصالح في كل منازعات الدائنين‬
‫‪ ‬االذن باستمرار المؤسسة او مواصمة المدين لنشاطو‬
‫‪ ‬ابالغ وكيل الجميورية عن وضعية المدين ليقوم بتحريك الدعوى العمومية‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.33-31‬‬
‫‪2‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 135‬من االمر رقم ‪ ، 59-75‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬

‫‪71‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬تقديم تقرير شامل لممحكمة بجميع النزاعات الناجمة عن اإلفالس والتسوية القضائية‬
‫‪ ‬سماع المدين المفمس او المقبول في التسوية القضائية ومندوبيو او مستخدميو او دائنيو او أي شخص‬
‫اخر‬
‫‪ ‬تقرير اعانة لممدين واسرتو‬
‫‪ ‬االستماع الى ارممة او ورثة المفمس الميت عند حضورىم ليحموا محمو في كافة اعمال التسوية القضائية‬
‫او التفميسة (‪.)1‬‬
‫‪ ‬االشراف عمى وكيل التفميسة لضمان عدم تراخيو او اىمال إدارة االعمال الموكمة اليو‬
‫‪ ‬االمر بإجراء الخبرة في التحقيق في محاسبة المدين وتصرفاتو التجارية اذ يمكن استخدام تقرير الخبير‬
‫امام المحكمة شرط تبميغو لألطراف المعنية حتى يمكنيا مناقشتو‬
‫‪ ‬اصدار الق اررات واالوامر التي تودع بشكل فوري لدى كتابة المحكمة اذ يجوز معارضة ىذه الق اررات‬
‫خالل ‪ 51‬أيام من حصول اإليداع (‪.)2‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬‬

‫جماعة الدائنين‬

‫يرتبط دائني المدين قانونا ضمن تجمع يدعى جماعة الدائنين التي يمثميا الوكيل المتصرف القضائي في‬
‫(‪) 3‬‬
‫بنشوب ىذه الجماعة يصبح تصرف الدائنين جماعيا‬ ‫دعاوييا سواء كانت مدعية او مدعى عمييا‬
‫حيث تتوقف كل اإلجراءات الفردية (‪.)4‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫الطبيعة القانونية لجماعة الدائنين‬

‫اثار تحديد الطبيعة القانونية لجماعة الدائنين جدال فقييا اذ يرى جانب من الفقياء ان ىذه الجماعة عبارة‬
‫عن شركة وان إجراءات شيرىا ىي نفس إجراءات شير الحكم‪ .‬تم الرد عمى ىذا الراي بأن الشركة ال‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ " ،‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.35-34‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Rodiere R, droit commercial ; effets de commerce contrats commerciaux, faillite, p 269.‬‬
‫‪4‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.158‬‬

‫‪72‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يمكن ان تتأسس اال بتقديم الحصص من قبل الشركاء قصد تكوين رأسماليا في حين ال يقدم الدائنون في‬
‫التفميسة أي شيء لجماعتيم الن كل واحد منيم يبقى مالكا لدينو‪ ،‬من جية أخرى ال يمكن القول بوجود‬
‫شركة يجبر الشركاء عمى تأسيسيا‪.‬‬

‫بينما يرى جانب اخر من الفقياء ان جماعة الدائنين ىي جمعية تتألف بقوة القانون (‪ .)1‬لقي ىذا الرأي‬
‫انتقاد باعتبار ان الجمعية ال تقوم عادة اال بإدارة مؤسسييا وتمام اإلجراءات اإلدارية التي قررتيا السمطة‬
‫العامة وىو ما يتناقض مع جماعة الدائنين من حيث انعدام إرادة أعضائيا ومن حيث اإلجراءات‬
‫الضرورية لقياميا (‪.)2‬‬

‫في حين يرى البعض االخر ان جماعة الدائنين ىي مؤسسة خاصة بالقانون التجاري ألنيا تتكون اجباريا‬
‫يحكميا نظام قانوني خاص شروط تكوينيا وتنظيميا محددة من قبل القانون‪ .‬ىي ليست شركة كونيا لم‬
‫تتأسس بتقديم الحصص بل بشكل اجباري عكس الشركة التي تتأسس برضا وموافقة الشركاء كما انيا‬
‫ليست جمعية ألنيا ال تقوم بإرادة مؤسسييا وال باتباع اإلجراءات اإلدارية الالزمة‪.‬‬

‫اذن جماعة الدائنين ال تتمتع بالشخصية المعنوية ألنو من بين اثار وفوائد التمتع بالشخصية المعنوية‬
‫ضمان استقالل الذمة المالية‪ .‬جماعة الدائنين ال تمتمك ذمة النعدام الحصص ولعدم إمكانية نقل الذمة‬
‫المالية لممفمس الى جماعة الدائنين ألنو يبقى مالكا لحقوقو رغم غل يده وممارسة حقوقو من طرف وكيل‬
‫التفميسة (‪.)3‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫تركيب جماعة الدائنين‬

‫حسب ما قضت بو المادة ‪ 891‬قانون تجاري جزائري فان جماعة الدائنين تضم كل من‬

‫‪ ‬الدائنين العاديين‪ 6‬ىم فئة الدائنين الذين ال يممكون امتيازات واخر من يتحصل عمى دينو وفق قسمة‬
‫الغرماء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد السٌد الفقً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪3‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.65-63‬‬

‫‪73‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬الدائنين أصحاب االمتياز العام‪ 6‬ىم الدائنين الذين ال يعتمدون في استيفاء حقوقيم عمى مال معين من‬
‫أموال المدين انما يرد امتيازىم عمى جميع أموال المدين فضال عن تمتعيم بحق األولوية‪.‬‬
‫‪ ‬الدائنين أصحاب االمتياز الخاص‪ 6‬يرد دينيم عمى مال معين من أموال المدين اذ تتعارض مصمحتيم مع‬
‫مصمحة الدائنين العاديين وأصحاب االمتياز العام اذ ال تسري عمييم االحكام التي يخضع ليا ىؤالء وال‬
‫تمزميم الق اررات التي يتخذونيا فضال عن إمكانية رفعيم الدعاوى عمى التفميسة واتخاذ إجراءات التنفيذ‬
‫التي تضمن حقوقيم (‪.)1‬‬

‫الفرع الخامس‪:‬‬

‫المراقبين‬

‫يتم تعيين مراقب او اثنين من قبل القاضي المنتدب في أي وقت بموجب امر يصدره اذ يمكنو عزليم‬
‫بأمر منو بناءا عمى اقتراح وراي اغمبي الدائنين‪ ،‬يكونوا من بين الدائنين اذ يرشح كبار دائني المفمس‬
‫انفسيم لمنصب المراقب يمارسون مياميم مجانا (‪.)2‬‬

‫يشترط في شخص المراقب اال تكون لو صمة قرابة بالمفمس حتى الدرجة الرابعة اذ ينوب المراقب عن‬
‫ىيئة الدائنين ال يسأل اال عن اخطائو الجسيمة‪ ،‬كما ان رأي المراقب غير ممزم لمقاضي المنتدب انما‬
‫يكتسي الطابع االستشاري فقط‪.‬‬

‫يؤدي المراقبين مياميم المتمثمة في مساعدة القاضي المنتدب في ميمتو المتعمقة بمراقبة اعمال وكيل‬
‫التفميسة‪ ،‬فحص الحسابات وبيان الوضعية المقدمة من المدين المفمس عن نفسو‪ ،‬التحقق من سير‬
‫إجراءات التفميسة‪ ،‬تقديم راييم لشخص الوكيل المتصرف القضائي في كل الدعاوى (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪3‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪74‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬

‫إجراءات التفميسة‬

‫تقوم ىذه العممية عمى جمع كافة ما لممدين من أموال قصد تقسيميا بين الدائنين ذلك عن طريق المرور‬
‫بعدة إجراءات يقوم بيا اشخاص التفميسة‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫حصر أموال المدين المفمس‬

‫يتم ذلك عن طريق المرور بمراحل معينة تبدأ بوضع االختام والجرد وصوال الى إدارة أموال المفمس‬

‫أوال‪:‬‬

‫وضع االختام‬

‫يتوجب عمى محكمة اإلفالس ان تأمر بوضع االختام عمى الخزائن والحافظات والدفاتر واألوراق‬
‫والمنقوالت والمخازن واألوراق التجارية التابعة لممدين‪ .‬إذا كان المفمس شخص معنوي يتكون من شركاء‬
‫مسؤولين بالتضامن يكون وضع االختام عمى أموال كل واحد منيم‪.‬‬

‫إذا كانت األموال خارجة عن دائرة اختصاص المحكمة المختصة يوجو بذلك اعالن الى قاضي المحكمة‬
‫التي توجد أموال المفمس في دائرة اختصاصيا‪ ،‬اما في حال اختفاء المدين او اختالسو كافة أموالو او‬
‫بعضيا جاز لمقاضي المنتدب قبل صدور الحكم بشير اإلفالس ان يضع االختام تمقائيا او بناءا عمى‬
‫طمب أحد الدائنين (‪.)1‬‬

‫بينما يجوز اعفاء المدين من وضع االختام عمى بعض األشياء او االذن لو باستخراجيا في حالة وضع‬
‫االختام عمييا من قبل القاضي المنتدب بناءا عمى طمب الوكيل المتصرف القضائي ذلك فيما يتعمق ب‪6‬‬

‫‪ ‬المنقوالت واالمتعة الالزمة لممدين وألسرتو‬


‫‪ ‬األشياء المعرضة لمتمف القريب او النخفاض القيمة الوشيك‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 158‬الفقرة الثانٌة و الثالثة من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬ما يمزم استعمالو في نشاطو الصناعي او مؤسستو في حال حصل عمى رخصة استمرار االستغالل‬
‫‪ ‬الدفاتر والمستندات الحسابية‬
‫‪ ‬األوراق التجارية التي حان اجميا او المحتممة القبول او التي يستدعي الحال اتخاذ إجراءات تحفظية‬
‫(‪) 1‬‬
‫يتقدم ىذا األخير بطمب‬ ‫بالنسبة ليا يصفيا ويسمميا لموكيل المتصرف القضائي بعد بيان اوصافيا‬
‫خالل مدة ‪ 4‬أيام لرفع االختام لمباشرة الجرد‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫الجرد‬

‫بعد رفع االختام يشرع الوكيل المتصرف القضائي في جرد أموال المدين بحضوره او بعد استدعائو برسالة‬
‫موصى عمييا يتأكد من وجود األشياء المعفاة من وضع االختام واالشياء المستخرجة التي تم تقويميا‬
‫وجردىا بسبب تعرضيا لمتمف‪ .‬يتم تحرير قائمة الجرد من نسختين اصميتين تودع احداىما فو ار بكتابة‬
‫ضبط المحكمة المختصة لتبقى األخرى بيد الوكيل المتصرف القضائي(‪.)2‬‬

‫في حال وفاة المدين قبل تحرير او استكمال قائمة الجرد يتم تحرير او استكمال القائمة بحضور ورثتو‪.‬‬

‫من جية أخرى يجوز لمنيابة العامة حضور الجرد او طمب االطالع عمى المحررات والدفاتر واألوراق‬
‫المتعمقة باإلفالس او التسوية القضائية في أي وقت‪.‬‬

‫بعد إتمام قائمة الجرد في حالة اإلفالس تسمم لموكيل المتصرف القضائي البضائع والنقود وسندات‬
‫الحقوق والدفاتر و األوراق والمنقوالت وحاجات المدين ليأخذىا في عيدتو بإقرار يحرره اسفل قائمة الجرد‬
‫(‪.)3‬‬

‫بعد انتياء عممية الجرد يقوم الوكيل المتصرف القضائي بميامو المخولة لو قانونا والتي اذن لو القاضي‬
‫المنتدب بممارستيا قصد المحافظة عمى المدين المفمس عن طريق اتخاذ قرار حول مصير التفميسة‬
‫وتوزيع حقوق الدائنين تتمثل ىذه الميام في‪6‬‬

‫‪1‬‬
‫حسب نص المادتٌن ‪ 161-163‬من االمر رقم ‪ ،59-75‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫احمد محرز‪ "،‬نظام اإلفالس فً القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪ ،5983 ،‬ص ‪.539‬‬
‫‪3‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.65-64‬‬

‫‪76‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫االعمال التحفظية التي تشمل قطع سريان التقادم لعدم سقوط حقوقو قبل مدينيو‪ ،‬توقيع الحجوز التحفظية‪،‬‬
‫الطعن في االحكام الصادرة ضد المفمس‪ ،‬تحرير احتجاجات عدم الدفع ضد مدينيو في حالة عدم الوفاء‬
‫باألوراق التجارية‪ ،‬قيد ما لممفمس من حقوق الرىن او التخصيص او االمتياز عمى عقارات مدينو‪.‬‬
‫تحصيل الديون‬
‫بيع األموال‬
‫مباشرة التحكيم والتصالح‬
‫االستمرار في استغالل المحالت‬
‫إيداع المبالغ المحصمة (‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫حصر ديون المفمس وتحقيقيا‬

‫تتم إجراءات حصر الديون بدعوة الدائنين إلثبات ديونيم في إطار جمعية الدائنين برئاسة القاضي‬
‫المنتدب وحضور الوكيل المتصرف القضائي والمفمس ذلك عمى النحو التالي‪6‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫تقديم الديون‬

‫بعد شير اإلفالس يقدم الدائنين طمبات االنضمام لتفميسة مدينيم الى الوكيل المتصرف القضائي بتقديم‬
‫مستندات تثبت ديونيم‪ ،‬يحدد اجل االنضمام لتفميسة بشير واحد يبدأ من تاريخ صدور الحكم المعمن‬
‫لإلفالس والتسوية القضائية في حال تخمف أحد الدائنين عن تقديم مستنداتو في ىذا االجل يتم اقصاؤه‬
‫في توزيع األموال في حال إثبات ان تخمفو كان بسبب قوة قاىرة حالت دون انضمامو لمتفميسة ال يمكنو‬
‫المشاركة في توزيع األموال بل يكون في توزيع الحصص او األرباح المستقبمية(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.66-65‬‬
‫‪2‬‬
‫حسب نص المادتٌن ‪ 185-183‬من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫تحقيق الديون‬

‫يقوم الوكيل المتصرف القضائي بتحقيق ومناقشة الديون بمساعدة المراقبين وبحضور المدين المفمس كما‬
‫يتوجب اخبار الدائن بموجب رسالة مسجمة مع عمم الوصول‪ ،‬اذ يمكنو تقديم بيانات كتابية او شفوية‬
‫خالل اجل ‪ 4‬أيام يقدم الوكيل المتصرف القضائي اقتراحاتو لمقاضي المنتدب حول قبول او رفض الديون‬
‫ليقرر قائمة الديون المستحقة اآلجال او المؤجمة اذ يوقع ىذا األخير عمى قائمة الديون خالل ‪ 4‬اشير‬
‫من تاريخ الحكم بشير اإلفالس او التسوية القضائية ليقوم الوكيل المتصرف القضائي بإيداع كشف‬
‫الديون والق اررات المتخذة بخصوص المقترحات التي ابداىا لدى كتابة ضبط المحكمة(‪.)1‬‬

‫يخطر كاتب الضبط الدائنين فو ار بإيداع الكشف ونشره في الصحف المعتمدة لنشر اإلعالنات القانونية‬
‫والنشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‪ ،‬من جية أخرى يتم اعالم الدائنين الذين رفضت ديونيم بموجب‬
‫رسالة مسجمة خالل مدة ‪ 51‬يوم من النشر إلخبارىم برفض ديونيم او بالتنازع فييا‪ .‬يجوز ليؤالء‬
‫الدائنين االعتراض عمى ما ورد في كشف الديون خالل مدة ‪ 51‬يوم من نشره كما يمتمك الدائن أيضا ىذا‬
‫الحق شرط ان يتابع الدعوى الوكيل المتصرف القضائي‪.‬‬

‫يرفع كاتب ضبط المحكمة الديون المتنازع فييا اول جمسة لمفصل فييا بناءا عمى تقرير القاضي المنتدب‬
‫بعد اخطار األطراف بموجب رسائل مسجمة‪ ،‬كما يبمغ في مدة ‪ 4‬أيام الدائنين المقبولين في المداوالت‬
‫بوجو مستعجل برسالة موصى عمييا مع طمب العمم بالوصول(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫حسب ما ورد فً المادة ‪ 181‬من االمر رقم ‪ ،59-75‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 184‬من االمر ‪.59-75‬‬

‫‪78‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫نتائج حصر أموال وديون المفمس‬

‫بعد إتمام إجراءات التفميسة المشار الييا سابقا نكون بصدد حالتين‬

‫‪ -‬اما كفاية أموال التفميسة لسداد جميع ديون الدائنين اذ يتم توزيع أموال المفمس عمى دائنيو حسب‬
‫األولوية‪.‬‬

‫‪ -‬اما عدم كفاية أموال التفميسة او اتضح من إجراءات التفميسة ان أموال المفمس قميمة وتافية ال تفي‬
‫بنفقات إدارة التفميسة يتم بناءا عمى تقرير القاضي المنتدب تقرر المحكمة اغالق التفميسة لعدم كفاية‬
‫األموال‬

‫وىو اقفال مؤقت في حال ظيرت أموال جديدة لممدين فانو يتم استئناف إجراءات التفميسة‪ .‬عند افتتاحيا‬
‫يتم االستئناف من اخر اجراء أقفمت عميو اذ يباشر الوكيل المتصرف القضائي ميامو تتوقف احقية‬
‫الدائنين في رفع الدعاوى الفردية ضد شخص المدين المفمس بعد اغالق التفميسة لعدم الجدوى (‪.)1‬‬

‫المطمب الثالث‪:‬‬

‫حقوق الدائنين أصحاب االمتياز والرىون وحق التخصيص‬

‫نظم المشرع الجزائري حقوق الدائنين التي تختمف حسب اختالف مركز الدائن وموقعو في إطار التفميسة‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫حقوق الدائنين أصحاب االمتياز‬

‫يتمتع الدائنين أصحاب االمتياز بحقوق إضافية واسبقية عمى جميع أموال المدين المفمس سواء كانت‬
‫عقا ار او منقول‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪79‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫الدائنين ذوي االمتياز العام‬

‫يمنح االمتياز العام لصاحبو عمى جميع أموال المدين دون تخصيص يكون الدائن متمتع بحق األولوية‬
‫فيما يتعمق ب‪6‬‬

‫المصاريف القضائية‪ 6‬يتم استيفاء المصاريف القضائية التي انفقت لصالح الدائنين قبل أي حق اخر ولو‬
‫كان ممتا از او مضمون برىن اذ يضمن ىذا االمتياز كل مصاريف إدارة التفميسة يتم التمسك بو تجاه‬
‫جماعة الدائنين المستفيدين من إنفاق المصاريف القضائية‪.‬‬

‫الخزينة العامة‪ 6‬تمتمك الخزينة العامة االسبقية في استيفاء حقيا ميما كان نوعو وفي يد أي كان وقبل أي‬
‫حق اخر حتى لو كان ممتا از او مضمون برىن‪ ،‬يتم المطالبة بحق الخزينة العامة بصفة فردية لديونيا‬
‫الممتازة إذا لم يمبي الوكيل المتصرف القضائي في اجل شير انذارىا بدفع مبمغ حقوقيا من األموال‬
‫المتوفرة والقيام بإجراءات التنفيذ الالزمة قصد تحصيل الضرائب والرسوم وحقوقيا األخرى رغم اعالن‬
‫شير اإلفالس (‪.)1‬‬

‫األجور والتعويضات‪ 6‬حدد المشرع الجزائري لموكيل المتصرف القضائي ميمة ‪ 51‬أيام من الحكم بشير‬
‫اإلفالس او التسوية القضائية يؤدي خالليا األجور والتعويضات والتوابع من كل نوع التي نشأت بموجب‬
‫عقود العمل المتعمقة بالعمال والمستخدمين من قبل جميع الدائنين‪ ،‬في حال عدم كفاية األموال يتم‬
‫التسديد من حصيمة اول إيرادات (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 349‬من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حسب ما ورد فً ‪ 195‬من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫الدائنين دوي االمتياز الخاص‬

‫يخول االمتياز الخاص لصاحبو الحق عمى مال معين من أموال المدين سواء كان منقول او عقار‪ ،‬تضم‬
‫ىذه الفئة كل من‬

‫‪ -5‬بائع العقار‪ 6‬حقوق بائع العقار ىي نفس حقوق مرتين العقار حددىا المشرع الجزائري عمى النحو‬
‫التالي‪6‬‬

‫‪ -‬إذا تم توزيع ثمن العقارات قبل توزيع المنقوالت او تم ذلك في وقت واحد كان ألصحاب االمتياز‬
‫العقاري الذين لم يستوفوا حقوقيم من ثمن العقارات االشتراك مع الدائنين العاديين بنسبة ما بقي مستحقا‬
‫ليم في توزيع األموال الخاصة بجماعة الدائنين العاديين‪.‬‬

‫‪ -‬اما في حال ما إذا سبق توزيع ثمن المنقوالت عمى توزيع ثمن العقارات فان المقبولين من الدائنين‬
‫ال ممتازين يشاركون في التوزيعات بنسبة حقوقيم االجمالية‪ ،‬يظير أثر ىذه المشاركة بعد بيع العقارات اذ‬
‫ال يستحق أولئك الذين يسمح ليم ترتيبيم باقتضاء كامل حقوقيم من ثمن العقارات سوى المقدار المستحق‬
‫تبعا لمرتباتيم مع خصم المبالغ التي حصموا عمييا ضمن جماعة الدائنين العاديين‪.‬‬

‫‪ -8‬بائع المنقوالت‪ 6‬طبقا لمضمانات التي منحيا القانون المدني يحق لمبائع إذا لم يستوفي ثمن المعدات‬
‫والبضائع من المدين المشتري عدم تسميميا لو تطبيقا لحقو في حبس الشيء المبيع وطمب الفسخ‬
‫القضائي والمطالبة بالتعويض عن االضرار الناجمة عن ىذا الفسخ‪ ،‬لكن القانون التجاري الجزائري حرمو‬
‫من حق االسترداد واالمتياز المطمق حفاضا عمى حقوق جماعة الدائنين‪.‬‬

‫يحق لمبائع الذي لم يستمم ثمن الشيء المبيع الدفع بعدم التنفيذ وحبس الشيء المبيع ليصبح الثمن بمجرد‬
‫صدور الحكم بشير اإلفالس مستحق األداء اذ يمكن في ىذه الحالة ان يطالب الوكيل المتصرف‬
‫القضائي البائع بتنفيذ العقد إذا كان ذلك في مصمحة جماعة الدائنين وكان بحوزتو ما يكفي من المال‬
‫لسداد ثمن الشيء المبيع‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫كما يحق لو أيضا فسخ العقد اال ان الحكم بفسخ العقد يتوجب صدوره قبل الحكم بشير اإلفالس فيصبح‬
‫البائع مالكا لمشيء المبيع يمتزم المدين المفمس برد الشيء المبيع مع المطالبة بالتعويض عن الضرر‬
‫الالحق بو نتيجة عدم التنفيذ‪ .‬اما اذا رفع البائع دعوى فسخ العقد بعد الحكم بشير اإلفالس فانو يفقد حقو‬
‫في االمتياز يكون بمثابة دائنا عاديا (‪.)1‬‬

‫غير انو يمكن لموكيل المتصرف القضائي تجنب الفسخ القضائي في حال قام بااللتزامات التي فرضيا‬
‫العقد خاصة في حال ما إذا كان العقد ضروري الستمرار التجارة كعقد االيجار وعقد العمل‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا كان المفمس ىو نفسو شخص المؤجر ال مصمحة لممستأجر في فسخ العقد ألنو يستطيع‬
‫االحتجاج بو في مواجية جماعة الدائنين عمى ان يقوم بدفع بدل االيجار لموكيل المتصرف القضائي ليس‬
‫لشخص المفمس‪ .‬اما اذا كان المفمس ىو مستأجر العقار فان المشرع الجزائري منع المؤجر من اتخاذ‬
‫إجراءات التنفيذ لمدة ‪ 4‬اشير حتى يتدبر الوكيل المتصرف القضائي االمر‪ ،‬اما في حال عجز ىذا‬
‫األخير عن تدبير الموارد المالية خالل ىذه المدة الزمنية القصيرة وجب الرجوع الى الحمول التي وضعيا‬
‫المشرع الجزائري لمحد من تضخم المبالغ المالية التي ىي حق لممؤجر(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫حقوق الدائنين المرتيين وذوي حق التخصيص‬

‫بموجب دعوى اإلفالس منح المشرع الجزائري وفق بنود القانون التجاري المتعمقة بتنظيم نفس الموضوع تم‬
‫منح فئة الدائنين المرتيين امتيازات إضافية عمى أمالك الشخص المدين المفمس عمى مختمف أنواعيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫االمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ فً ‪ 16‬سبتمر ‪ 5975‬المتضمن القانون المدنً الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.75-75‬‬

‫‪82‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫الدائنين المرتيين‬

‫يخول الرىن لصاحبو الحق في استيفاء دينو قبل باقي الدائنين سواء كان الرىن عمى عقار او منقول‪.‬‬

‫‪ -5‬مرتين العقار‪ 6‬لمرتين العقار الحق في استيفاء دينو من قيمة العقار محل الرىن سواء كان رسمي او‬
‫حيازي فاذا كان الرىن رسمي يكتسب بو الدائن حق عيني عمى عقار لوفاء دينو يتقدم بمقتضاه عمى‬
‫الدائنين الموالين لو ف ي المرتبة في استيفاء حقو من ثمن العقار في يد أي كان‪ .‬اما اذا كان الرىن حيازي‬
‫فانو يقع عمى كل عقار او منقول يمكن بيعو بشكل مستقل في المزاد العمني (‪.)1‬‬

‫‪ -8‬مرتين المنقول‪ 6‬ال يقيد ضمن جماعة الدائنين اال عمى سبيل المراجعة اذ يقوم الوكيل المتصرف‬
‫القضائي بإذن من القاضي المنتدب وبعد تسديد مبمغ الدين لمدائن بسحب الضمان الصادر من المدين‬
‫لجماعة الدائنين كما يجوز لو أيضا القيام عوض الدائن بالبيع بإذن من القاضي المنتدب إذا لم يقم‬
‫الدائن بالبيع في االجل المحدد‪ .‬إذا كان ثمن المبيع يفوق مبمغ الدين المضمون يرد الفائض الى الوكيل‬
‫المتصرف القضائي اما إذا كان ثمن المبيع اقل من مبمغ الدين يدخل الدائن بما تبقى لو من دين ضمن‬
‫جماعة الدائنين كدائن عادي(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫صاحب حق التخصيص‬

‫ىو ذلك الحق الذي يخول لمدائن الذي بيده حكم واجب التنفيذ صادر في اصل الدعوى بالزام المدين‬
‫بشيء معين الحصول عمى حق تخصيص بعقارات مدينو ضمانا ألصل الدين و المصاريف‪ ،‬اذ ال يجوز‬
‫اخد حق التخصيص اال عمى عقار او عقارات معينة ممموكة لممدين وقت قيد ىذا الحق حيث يجوز‬
‫بيعيا بالمزاد العمني‪ ،‬كما يجوز لمدائن بعد موت المدين اخذ تخصيص عمى عقار في التركة (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 33‬من االمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدنً الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وفقا لما ورد فً المادة ‪ 155‬من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ "،‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪83‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫حقوق الدائنين بالنسبة لممدينين الشركاء في االلت ازم والكفالء‬

‫تختمف حقوق الدائنين تجاه األشخاص المدينين ذلك حسب وضعية كل طرف منيم في مواجية االخر‬
‫وحسب ما إذا تم الوفاء بالدين جزئيا او لم يتم الوفاء بو كميا‪.‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫الوفاء الجزئي لمدين‬

‫إذا وجد جممة من المدينين المتضامنين او مدينا وكفيال لو استوفى الدائن جزء من دينو من أحد المدينين‬
‫(‪) 1‬‬
‫لمدائن الحق في ان يدخل في كل‬ ‫المتضامنين او وفى الكفيل بو قبل افالسيم بعد وقوع اإلفالس‬
‫التفميسات التي تشير واكتفائو بالمطالبة بالباقي من دينو‪ .‬مقابل ذلك يجوز لممدين المتضامن او الكفيل‬
‫الذي وفي عن غيره الدخول بدوره في التفميسات ليطالبيا بما وفاه عنيا‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫عدم الوفاء الكمي لمدين‬

‫ان افالس جممة من المدينين المتضامنين او الكفيمين عنيم مرة واحدة قبل الوفاء بشيء لمدائن من دينو‬
‫يؤدي في شركة األشخاص الى افالس جميع الشركاء المتضامنين كما قد يؤدي المتناع المدين األصمي‬
‫في الورقة التجارية عن الوفاء الى شير افالس‪ .‬جميع الموقعين المتضامنين دفعة واحدة (‪.)2‬‬

‫يتم رجوع الدائن عمى التفميسات بموجب جممة من المبادئ تتمثل في‪6‬‬

‫‪ ‬يجوز لمدائن الدخول في كل تفميسة بكل دينو اذ يحصل من مجموع التفميسات التي يدخل فييا‬
‫بمقدار دينو فاذا حصل من مجموع ىذه التفميسات عمى ما يزيد من مقدار دينو توجب عميو رد‬
‫الباقي‪ .‬كما يجوز لو التقدم في جميع التفميسات بكل دينو والحصول من كل منيا عمى حصة‬
‫حتى يجمع من الحصص ما يكفي لتغطية دينو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسب ما قضت به المادة ‪ 193‬من االمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن القانون التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وفقا لنص المادتٌن ‪ 189-188‬من االمر رقم ‪ ،59-75‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬في حال دخول الدائن في جميع التفميسات بكل دينو دفعت احداىا جزء من الدين يزيد عن‬
‫نصيبو ال يجوز لو في ىذه الحالة الرجوع عمى التفميسات األخرى لمطالبتيا بما دفعتو عنيا فاذا‬
‫دفعت تفميسة الكفيل جزء من الدين ال يجوز لموكيل المتصرف القضائي الرجوع عمى تفميسة‬
‫المدين األصمي ليطالبيا بما دفعتو (‪.)1‬‬
‫نفس الحكم في حال دفعت تفميسة الحد المدينين المتضامنين أكثر من نصيبيا في الدين ليس‬
‫ليا الرجوع عمى تفميسات المدينين المتضامنين االخرين لممطالبة بما دفعتو عنيا‪.‬‬
‫‪ ‬اذا دخل دائن في التفميسات جميعيا او بعضيا وكان مجموع الحصص التي حصل عمييا يزيد‬
‫عن مقدار دينو وجب رد الزائد الى الكفيل (‪.)2‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫اثار الحكم بشير اإلفالس‬

‫ينجم عن الحكم بشير اإلفالس اثار عديدة تنعكس بصفة مباشرة عمى أطراف معينة ىم المدين بالدرجة‬
‫األولى والدائنين بالدرجة الثانية تؤثر ىذه االثار عمى الجانب المادي لشخص المدين المفمس تأثي ار سمبيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪:‬‬

‫اثار اإلفالس المتعمقة بشخص المدين‬

‫تترتب عمى شخص المدين المفمس عدة اثار تتعمق بذمتو المالية تؤدي الى غل يده عن التصرف بأموالو‬
‫وآثار أخرى تتعمق بشخصو‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫االثار المتعمقة بذمتو المالية‬

‫ينجم عن الحكم باإلفالس او التسوية القضائية وضع المدين المفمس في خانة الشخص المقيد من حيث‬
‫إدارة دمتو المالية والتصرف بيا حتى تصرفاتو السابقة لصدور الحكم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫احمد محمود خلٌل‪ "،‬شرح اإلفالس التجاري فً قانون التجارة الجدٌد معلقا علٌه بأحكام محكمة النقض"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر ‪ ،1331،‬ص‬
‫‪.534‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد راشد‪ "،‬األوراق التجارٌة‪ :‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬

‫‪85‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫غل يد المدين عن إدارة أموالو‬

‫يترتب عمى حكم شير افالس المدين بقوة القانون غل يده عن اإلدارة والتصرف في كل أموالو من يوم‬
‫صدور الحكم‪ ،‬يتعمق ذلك بأموال المدين الحاضرة والمستقبمية لصالح دائنيو يترتب ىذا األثر في نفس‬
‫اليوم الذي يصدر فيو الحكم بأثر فوري(‪.)1‬‬

‫غل يد المدين يكون عمى االعمال والتصرفات عمى حد سواء لحماية الدائنين من عبث المدين وتقرير‬
‫المساواة بينيم‪ ،‬يظل قائما حتى انتياء التفميسة بقيام حالة االتحاد او الصمح او بالتخمي عن األموال‬
‫لمدائنين‪ .‬اما اذا أقفمت التفميسة لعدم كفاية أمواليا يظل غل اليد قائما الن حال اإلفالس مازالت قائمة‪،‬‬
‫في حال عاد المدين عمى راس تجارتو بسبب التسوية القضائية او اذا ما الت اليو أموال بطريق مشروع‬
‫تم كن بواسطتيا من سداد ديونو في ىذه الحالة يستعيد أموالو بحالتيا الموجودة عمييا الن انتياء غل اليد‬
‫ليس لو اثر رجعي (‪.)2‬‬

‫تفسر قاعدة غل يد المدين قانون بعدم التمسك تجاه جماعة الدائنين بالتصرفات المبرمة من طرف المدين‬
‫بعد اعالن افالسو اذ تطبق ىذه القاعدة في حالة قبول المدين في التسوية القضائية وفي حالة افالسو(‪.)3‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫الطبيعة القانونية لغل يد المدين‬

‫ثار جدال كبير حول الطبيعة القانونية لغل يد المدين اذ يرى جانب من الفقياء انو نوع من أنواع نقص‬
‫(‪)4‬‬
‫يمحق بشخص المدين المفمس‪ ،‬تم االعتراض عمى ىذا الراي كون نقص االىمية مقرر لحماية‬ ‫االىمية‬
‫ناقص االىمية ال ضده في حال قام بأي تصرف قانوني يكون قابال لإلبطال لمصمحتو في حين ان رفع‬
‫يد المفمس عن التصرف في أموالو مقرر لمصمحة دائنيو ال لمصمحتو وفي حال قيامو بتصرفات قانونية‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Roblot R, OP,cit, p 762.‬‬
‫‪4‬‬
‫علً حسن ٌونس‪ "،‬اإلفالس"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬

‫‪86‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اعتبرت صحيحة بينو وبين من تعامل معو منتجة لكل اثارىا القانونية اذا انقضت حالة اإلفالس وعاد‬
‫المفمس الى استئناف نشاطو‪.‬‬

‫بينما يرى جانب اخر من الفقياء ان رفع يد المدين ما ىو اال تطبيق لمدعوى البولصية بقوة القانون كما‬
‫ان تصرف المدين غشا نحو الدائنين يمنح ليم حق الطعن فييا بطريق الدعوى البولصية‪ .‬قرر القانون ان‬
‫كل تصرفات المفمس بعد حكم شير اإلفالس تقوم قرينة عمى انيا تمت بالغش نحو دائنيو فقرر غل يده‬
‫عن ىذه التصرفات‪.‬‬

‫تعرض ىذا الراي لالنتقاد أيضا ألنو في الدعوى البوليصية إذا كان تصرف المدين بعوض يجب ان يثبت‬
‫ان من تعامل معو كان سيء النية أي عمى عمم بان التصرف يترتب عميو اعسار المدين او زيادة‬
‫اعساره‪ ،‬بينما تصرفات المفمس بعد غل يده ال يحتج بيا عمى جماعة الدائنين ولو كان من تعامل مع‬
‫المفمس حسن النية‪.‬‬

‫خمص في األخير الى ان غل يد المدين المفمس ىو نوع من تجميد تصرفاتو وحجز شامل ألموالو غير‬
‫قابمة لمتصرف أساسو افتراض ان ىذه التصرفات تنطوي عمى غش نحو جماعة الدائنين يترتب عمى ىذا‬
‫الراي حجز جماعي عمى أموال المدين لصالح دائنيو (‪.)1‬‬

‫رغم ان غل اليد ال ينزع الممكية من المدين المفمس وال ينقص من اىميتو اال انو محل تطبيق في حال‬
‫قبول ال مدين في التسوية القضائية رغم ان غل اليد يكون اقل ظيو ار فتكون تصرفات المدين المبرمة دون‬
‫مساعدة الوكيل المتصرف القضائي كالتصرفات المبرمة من قبل المفمس أي ال يمكن التمسك بيا تجاه‬
‫جماعة الدائنين (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.46-45‬‬
‫‪2‬‬
‫علً جمال الدٌن عوض ومحمود سمٌر الشرقاوي‪ "،‬الوجٌز فً القانون التجاري‪ :‬العقود التجارٌة – الوراق التجارٌة – عملٌات البنوك –‬
‫اإلفالس"‪ ،5975 ،‬ص‪.461‬‬

‫‪87‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثالثا‪:‬‬

‫مجال تطبيق غل يد المدين‬

‫يشمل غل يد المدين المفمس مجال واسع يضم كل من التصرفات القانونية‪ ،‬األموال‪ ،‬األفعال الضارة‪،‬‬
‫التقاضي‪.‬‬

‫‪ -1‬التصرفات القانونية‪ :‬ال يجوز لممفمس ممارسة أي عمل قانوني كالبيع او اليبة او االيجار او تحرير‬
‫أوراق تجارية او ابرام أي عقد يترتب عميو ديون تجارية‪ ،‬كما ال يجوز لو الوفاء بما عميو من ديون‬
‫واستيفاء مالو من حقوق وإلتمام العمل وفق قاعدة غل اليد وعدم نفاذ تصرفاتو وجب معرفة وقت حدوثيا‬
‫فاذا وقع التصرف بعد شير اإلفالس ال ينفذ في مواجية جماعة الدائنين اما إذا وقع قبل شير اإلفالس‬
‫يختمف االمر بحيث‪6‬‬

‫‪ ‬إذا وقع او حدث التصرف خالل فترة الريبة يخضع لمبطالن الوجوبي او الجوازي حسب نوع‬
‫التصرف‬
‫‪ ‬إذا وقع التصرف خارج فترة الريبة يكون نافذ بالنسبة لطرفيو ال يجوز لطرفي العقد االحتجاج‬
‫بشير اإلفالس بغية التيرب من تنفيذ العقد‪ ،‬كما يجوز لموكيل المتصرف القضائي التمسك بالعقد‬
‫الذي ابرمو المفمس بعد شير اإلفالس إذا وجد فيو مصمحة لجماعة الدائنين‪ .‬كما يجوز لممتعاقد‬
‫مع المفمس مطالبتو بتنفيذ العقد بعد انتياء التفميسة وعودة المفمس عمى راس تجارتو بالتسوية‬
‫القضائية (‪.)1‬‬
‫‪ ‬في حال بيع أموال المفمس وتم تصفيتيا وقسمت بين جماعة الدائنين ال يستطيع تنفيذ التزامو‬
‫يتحول المتعاقد الى المطالبة بتعويض يتقاضاه (‪.)2‬‬

‫يستوي لسريان قاعدة غل اليد ان تكون التصرفات التي ابرمت من قبل المفمس نفسو او بواسطة وكيل‬
‫عنو حتى لو كانت الوكالة من المفمس صدرت قبل صدور الحكم بشير اإلفالس الن صدور الحكم‬

‫‪1‬‬
‫فاٌز نعٌم رضوان‪ "،‬القانون التجاري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.419‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪88‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يستوجب فسخيا لقيام الوكالة عمى االعتبار الشخصي الذي ينقضي بإفالس الموكل كون عمل الوكيل‬
‫ينصرف أثره الى الموكل (‪.)1‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة لألموال‬

‫يشمل غل اليد جميع أموال المفمس التي كان يممكيا قبل شير افالسو والتي الت اليو وىو في حالة‬
‫افالس سواء كان ذلك عن طريق اإلرث او اليبة او عن طريق تجارة جديدة او تعويض سواء كانت ىذه‬
‫األموال منقوالت او عقارات قابمة لمحجز وممك لو‪.‬‬

‫ال يجوز لممدين بعد شير افالسو سداد أي دين عميو او استيفاء مالو من حقوق وفي حال قام المدين‬
‫المفمس بالوفاء الحد الدائنين وجب عمى ىذا األخير ود ما اخذه الى أموال التفميسة ودخولو في قسمة‬
‫الغرماء مع باقي الدائنين العاديين‪ ،‬اما إذا كان المدين دائن لمغير استوفى دينو توجب عميو ادخال ذلك‬
‫المال المتحصل عميو ضمن أموال التفميسة‪.‬‬

‫رغم انو ال يجوز لممفمس بعد صدور الحكم بشير اإلفالس الوفاء بما عميو من ديون او استيفاء مالو من‬
‫حقوق لكن يجوز الوفاء بالورقة التجارية سواء كانت سفتجة او سند ألمر او شيك بغرض حماية ائتمان‬
‫الورقة التجارية‪ ،‬غير ان جواز صحة الوفاء يمكنيا االضرار بمصمحة الدائنين االمر الذي جعل المشرع‬
‫الجزائري يمنح الحق لمدائنين في رفع دعوى رد المال الى التفميسة ضد الساحب في حال سحب السفتجة‬
‫او ضد المحرر في السند ألمر او ضد المستفيد بالشيك (‪.)2‬‬

‫ال يجوز الوفاء أيضا عن طريق المقاصة كونيا نوع من الوفاء المزدوج تنشأ لمصمحة من يتمسك بيا‬
‫االمر الذي يتعارض مع مبدأ المساواة بين الدائنين ما قد ينجم عنو ضرر لمصمحة الدائن الذي يدخل‬
‫ضمن جماعة الدائنين يخضع لقسمة الغرماء فال يتمكن من تحصيل حقو كامال ما لم يكن دائن ممتاز او‬
‫صاحب رىن او حق تخصيص مقابل وفائو بما عميو تجاه المدين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ "،‬األوراق التجارٌة واالفالس"‪ ،‬دار الجامعة الجدٌدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،5997 ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪89‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اال انو استثناءا تجوز المقاصة بعد شير اإلفالس متى نشأت الديون عن سبب واحد وكان دين المدين‬
‫وحقو لدى دائنو مرتبط ومتالزم مع بعضو (‪.)1‬‬

‫‪ -3‬األفعال الضارة‬

‫يشمل غل اليد أيضا كل ما يشغل ذمة المفمس بسبب ارتكابو أي فعل ضار سواء كان عن عمد او غير‬
‫عمد وسواء وقع الفعل الضار من المفمس نفسو او من تابعيو او من الحيوانات التي تكون في حراستو‪.‬‬
‫يعد المفمس مسؤوال عن الضرر الذي يحدثو لمغير او يحدثو من في رقابتو او رعايتو مع إلزامو بالتعويض‬
‫لمن أصابو الضرر قبل الحكم بشير اإلفالس‪.‬‬

‫إذا حكم لممضرور بالتعويض عن الفعل الذي ارتكبو المفمس او أحد تابعيو ام من تحت حراستو بعد‬
‫مرور صدور حكم اإلفالس ال يجوز لو االشتراك في التفميسة بمبمغ التعويض انما عميو االنتظار حتى‬
‫انتيائيا ليقوم بالتنفيذ عمى ما تبقى من مال او ما يستجد لممدين من أموال‪.‬‬

‫اما إذا كان الفعل الضار ارتكبو المفمس قبل شير اإلفالس ولم يصدر حكم التعويض اال بعده يكون من‬
‫حق المضرور التقدم في التفميسة بمبمغ التعويض عمى أساس ان الحكم يقرر حق المضرور في‬
‫التعويض وال ينشئو‪.‬‬

‫في حال ما اذا كان المفمس ىو المضرور بمبمغ التعويض المستحق لو يدخل ضمن أموال التفميسة ال‬
‫يستطيع المفمس التصرف فيو كونو مغمول اليد (‪.)2‬‬

‫‪ -4‬حق التقاضي‬

‫يمتد غل يد المدين الى الدعاوي القضائية يمتنع المفمس عن رفع الدعاوي اما القضاء او الطعن في حكم‬
‫صدر ضده اذ يمثمو في ذلك الوكيل المتصرف القضائي كما ال ترفع الدعوي ضد المفمس بل ضد الوكيل‬
‫المتصرف القضائي ال يستثنى من ذلك اال الدعاوي المتعمقة بشخص المفمس شرط اال تترتب عمييا‬

‫‪1‬‬
‫مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪90‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫التزامات او مصالح مالية إذا ترتب ذلك وجب عمى الوكيل المتصرف القضائي الوقوف الى جانب‬
‫المفمس فييا (‪.)1‬‬

‫عمى الوكيل المتصرف القضائي رفع الدعاوي التي كان عمى المفمس رفعيا ومتابعة الدعاوي التي كان قد‬
‫رفعيا قبل غل يده‪ ،‬اال ان الدعاوي التي ترفع حك ار ضد المفمس كالدعاوي الجنائية ال يجوز لمنيابة العامة‬
‫ادخال الوكيل المتصرف فييا كما يرفع المدعي المدني الدعوى ضد شخص المفمس وليس الوكيل (‪.)2‬‬

‫اما الدعاوي التي يرفعيا شخص المفمس وحده دون الوكيل المتصرف القضائي تندرج ضمن‬

‫‪ -‬الدعاوي التي ييدف من رفعيا الى الدفاع عن شرفو وسمعتو يمتمك وحده حق رفع مثل ىذا النوع من‬
‫القضايا في حال وكل فييا محامي يتم دفع اتعابو من مال التفميسة‪.‬‬

‫‪ -‬الدعاوي الشخصية المتعمقة بشخصو والتي ال يجوز لدائنيو رفعيا مثل دعاوي الحالة المدنية والدعاوي‬
‫الخاصة بواجبات الزوجين وبحقوق االسرة ودعاوي النفقة‪.‬‬

‫‪ -‬الدعاوي المتعمقة بالمطالبة بالتعويض عما أصاب المفمس من ضرر مادي وادبي (‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫االثار المتعمقة بشخصو‬

‫ينجم عن كل فعل يمارسو االنسان نتائج وتداعيات نفس القاعدة تطبق عمى شخص المفمس اذ ينجم عن‬
‫افالسو وشير الحكم بذلك اثار تتعمق او تمس بشخصو قد يكون فييا شق إيجابي لصالحو وقد تشتمل‬
‫عمى شق سمبي يقيد حريتو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسب ما ورد فً المادة ‪ 144‬من القانون رقم ‪ 13-55‬المتضمن تعدٌل القانون التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪91‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫اعانتو واسرتو ماديا‬

‫حسب ما قضت بو المادة ‪ 898‬قانون تجاري جزائري لممدين ان يحصل لنفسو واسرتو عمى معونة من‬
‫األصول يحددىا القاضي المنتدب بأمر بناءا عمى اقتراح الوكيل المتصرف القضائي‪ .‬نتيجة صدور حكم‬
‫شير اإلفالس الذي يؤدي الى غل يد المدين عن التصرف في جميع أموالو الحاضرة والمستقبمية االمر‬
‫الذي يمحق ضرر بشخصو وعائمتو ما استدعى تدخل الوكيل المتصرف القضائي وتقديم طمب اعانة‬
‫لممفمس يراعى فييا مركزه االجتماعي وأسموب معيشتو وعدد افراد اسرتو‪.‬‬

‫تكون النفقة عمى شكل مبمغ مالي يستخرج من أموال المفمس يسمم لو او الحد افراد عائمتو دفعة واحدة او‬
‫عمى دفعات أسبوعية او شيرية حسب قرار القاضي المنتدب‪ ،‬ال تقرر اال إذا كان المفمس في حاجة الييا‬
‫اما إذا كان يمارس عمل اخر او لديو مدخول اخر من افراد اسرتو كالزوجة او أبنائو يسقط حقو في‬
‫االعانة‪.‬‬

‫يحق لزوجة المفمس او أبنائو الطعن في مقدار النفقة او االعانة المادية إذا كانت قميمة ال تمبي‬
‫احتياجاتيم من جية أخرى يحق لمدائنين الطعن فييا إذا كانت قيمتيا كبيرة مبالغا فييا (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫الصمح بين المفمس ودائنيو‬

‫في حال قبول المدين التسوية القضائية يقوم القاضي المنتدب باستدعاء الدائنين المقبولة ديونيم بغرض‬
‫انشاء عقد صمح بينيم وبين شخص المدين‪ ،‬يتم الصمح باالتفاق بين الطرفين المدين والدائنين المقبولة‬
‫ديونيم نيائيا او مؤقتا شرط توفر األغمبية المزدوجة‪.‬‬

‫إذا تم االتفاق عمى الصمح والمصادقة عميو من قبل المحكمة وأصبح الحكم حائز لقوة الشيء المقضي‬
‫فيو تتوقف في ىذه الحالة ميام الوكيل المتصرف القضائي ليسترد المفمس حريتو في إدارة أموالو‬
‫والتصرف فييا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪92‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ثالثا‪:‬‬

‫اسقاط بعض حقوقو المدنية والسياسية‬

‫إذا حدث اإلفالس نتيجة تقصير او تدليس من شخص التاجر المدين اعتبر ذلك جريمة ارتكبيا المدين‬
‫يؤدي ذلك إلسقاط حق او أكثر من حقوقو الواردة في المادة ‪ 4‬من قانون العقوبات باإلضافة الى عقوبة‬
‫الحبس والغرامات المالية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬

‫اثار اإلفالس بالنسبة لمدائنين‬

‫ييدف نظام ا إلفالس الى حماية الدائنين يتم غل يد المدين بمجرد صدور الحكم بشير اإلفالس ليتولى‬
‫الوكيل المتصرف القضائي عممية تسيير التفميسة‪ ،‬اذ يرتب حكم اإلفالس العديد من االثار التي تنعكس‬
‫عمى جماعة الدائنين‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫وقف الدعاوى واإلجراءات االنفرادية‬

‫يترتب عمى حكم شير اإلفالس وقف جميع الدعاوى واإلجراءات االنفرادية ضد التفميسة بصفة عامة‬
‫بموجب المادة ‪ 891‬قانون تجاري جزائري حيث ينطبق ىذا المنع عمى جماعة الدائنين وحدىم دون‬
‫الدائنون المرتيون ودوي االمتياز الخاص وحق التخصيص اد ال يؤثر اإلفالس عمى حقيم في التنفيذ‬
‫عمى األموال التي تقع عمييا ضماناتيم‪.‬‬

‫يترتب عمى مبدأ المنع الخاص بالدائنين النتائج التالية‪6‬‬

‫‪ ‬ال يجوز ألي دائن رفع دعوى عمى المفمس انما يجوز لو التقدم بدينو في التفميسة‪.‬‬
‫‪ ‬يحل الوكيل المتصرف القضائي محل الدائن في رفع الدعاوى باسمو‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬يحق لكل دائن في حال عدم قيام الوكيل المتصرف القضائي بذلك رفع دعوى غير مباشرة باسم‬
‫المدين لممطالبة بحقوقو لدى الغير او القيام بإجراءات تحفظية تعود بالمصمحة عمى جماعة‬
‫الدائنين ككل ليس عمى شخص الدائن رافع الدعوى (‪.)1‬‬
‫‪ ‬إذا صدر في الدعوى غير المباشرة التي رفعيا الدائن حكم لصالحو يقوم الوكيل المتصرف‬
‫القضائي وحده بالتنفيذ اذ يجب عميو رد المصاريف لمدائن رافع الدعوى إذا لم يفعل صار الدائن‬
‫دائن بيا في التفميسة أصبح من حقو الحصول عمييا باألولوية‪.‬‬
‫‪ ‬إذا صدر الحكم برفض الدعوى فان الدائن وحده يتحمل المصاريف ال يممك حق الرجوع عمى أي‬
‫أحد‪.‬‬
‫‪ ‬إذا تم رفع أي دعوى ثم صدر الحكم بشير اإلفالس وجب وقف اإلجراءات مباشرة وتولي الوكيل‬
‫المتصرف القضائي مباشرتيا‪.‬‬
‫‪ ‬يحق لكل دائن التدخل في الدعوى التي رفعيا وكيل التفميسة اذا كان ىذا التدخل لمدفاع عن‬
‫مصمحة خاصة الى جانب المصمحة العامة او لمساندة الوكيل المتصرف القضائي وتعزيز‬
‫طمباتو (‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫سقوط اجال الديون‬

‫حسب نص المادة ‪ 892‬قانون تجاري جزائري فان حكم اإلفالس او التسوية القضائية يجعل الديون غير‬
‫مستحقة االجل بالنسبة لممدين‪ ،‬نستنتج من ىذه المادة انو‪6‬‬

‫‪ ‬تسقط اجال الديون التي عمى المفمس وليست الديون التي لممفمس عمى الغير فال يجوز لموكيل‬
‫المتصرف القضائي مطالبة الغير بالديون التي لم يحن اجميا‪.‬‬
‫‪ ‬تسقط كل اآلجال الممنوحة لممدين سواء كانت قانونية او اتفاقية او قضائية‪.‬‬
‫‪ ‬تسقط اجال جميع الديون سواء كانت عادية او مضمونة برىن او امتياز او حق تخصيص‬
‫وسواء كانت مدنية او تجارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسب نص المادتٌن ‪ 593-589‬من االمر رقم ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدنً الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪94‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬تسقط اجال الديون بالنسبة لممفمس دون كفيمو او المتضامنين معو في الدين فال يمزم ىؤالء اال‬
‫عند حمول االجل‪.‬‬
‫‪ ‬اذا كانت ديون المفمس مقومة بعممة غير عممة المكان الذي صدر فيو اإلفالس يجوز تحويمو‬
‫بالنسبة لجماعة الدائنين الى عممة ذلك المكان تبعا لسعر الصرف في تاريخ الحكم (‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫رىن جماعة الدائنين‬

‫يقضي الحكم الناطق بالتسوية القضائية او شير اإلفالس لصالح جماعة الدائنين بالرىن الحيازي الذي‬
‫يتعين عمى الوكيل المتصرف القضائي تسجيمو فو ار عمى جميع أموال المدين وعمى األموال التي يكتسبيا‬
‫من بعد اول بأول بمعنى األموال الحاضرة والمستقبمية حسب نص المادة ‪ 819‬قانون تجاري جزائري‪.‬‬

‫وضع المشرع الجزائري ىذه المادة لعدة أسباب أىميا انو في حالة الحكم باإلفالس يتم عمم الجميع بو‬
‫باعتبار ان إجراءات الرىن تمتزم الشير وعميو متى عمم الجميع بيذا الرىن امتنع عن التعامل مع شخص‬
‫المفمس وبالتالي يتم المحافظة عمى أموالو لصالح جماعة الدائنين‪ ،‬كما انو في حالة الحكم بالتسوية‬
‫القضائية يعود المفمس عمى راس تجارتو يممك حق التصرف فييا لوال الرىن المقرر لصالح جماعة‬
‫الدائنين لتمكن من اإلفالت من رقابة الوكيل المتصرف القضائي وبيع أموالو او التنازل عنيا مما يؤدي‬
‫بالحاق اضرار بمصمحة جماعة الدائنين (‪.)2‬‬

‫المطمب الثالث‪:‬‬

‫اثار اإلفالس بالنسبة لتصرفات المدين خالل فترة الريبة‬

‫قد يمارس شخص التاجر المدين المفمس بعض التصرفات كإبرام عقود او طمب قروض او بيع ممتمكاتو‪،‬‬
‫اذ يتخذ ق اررات يسعى من خالليا لتحسين موقفو المادي وتفادي الحكم عميو باإلفالس او التسوية‬
‫القضائية لما ليا من اثار تنعكس عمى شخصو وتجارتو وممتمكاتو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99-98‬‬

‫‪95‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫قصد حماية مصمحة مجموعة الدائنين جعل المشرع الجزائري ىذه التصرفات محل شك وريبة خاضعة‬
‫لمبطالن متى تحققت شروط ذلك‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫تحديد فترة الريبة‬

‫يؤدي غل يد المدين الى عدم نفاذ تصرفاتو المبرمة بعد اعالن افالسو من اليوم الذي توقف يو عن دفع‬
‫ديونو تصبح تصرفاتو مشتبية بالغش باطمة او قابمة لإلبطال تجاه الدائنين في الفترة الممتدة ما بين تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع وتاريخ الحكم المعمن لإلفالس ىذه فترة الريبة او الشك‪ .‬وقد تتضمن في بعض األحيان‬
‫ستة اشير السابقة عمى تاريخ التوقف عن الدفع (‪ .)1‬بالنسبة لمتصرفات بغير عوض والتي تسمى بفترة‬
‫الريبة الطويمة شرط اال تتجاوز فترة الريبة ‪ 54‬شير ىذا وقد ترك المشرع الجزائري امر تعيين تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع لممحكمة المختصة بشير اإلفالس حسب الظروف المحيطة بشخص التاجر‪.‬‬

‫في حال لم يتم تحديد تاريخ التوقف عن الدفع اعتبر تاريخ صدور الحكم بشير اإلفالس ىو ذاتو تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع اذ تنعدم فترة الريبة في ىذه الحالة اال فيما يتعمق بمدة الستة أشير السابقة عمى تاريخ‬
‫التوقف عن الدفع‪ .‬وفي حال وفاة التاجر او اعتزالو ولم تحدد المحكمة تاريخ التوقف عن الدفع اعتبر‬
‫تاريخ الوفاة او االعتزال ىو نفسو تاريخ التوقف عن الدفع (‪.)2‬‬

‫ان عدم نفاذ تصرفات المدين وابطاليا اثناء فترة الريبة قد يكون بطالن وجوبي وقد يكون بطالن جوازي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫البطالن الوجوبي‬

‫ىو البطالن الذي يجب عمى المحكمة ان تقضي بو متى توفرت شروطو دون ان تكون ليا سمطة تقديرية‬
‫في ذلك بحيث يقع في فترة الريبة‪ ،‬يصدر التصرف من المدين يكون متعمق بأموالو التي يمتمكيا‪ ،‬يكون‬
‫التصرف ضمن قائمة التصرفات المحددة في المادة ‪ 893‬قانون تجاري جزائري (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.531-535‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Rodiere R, droit commercial ; effets de commerce contrats commerciaux, faillite,1975, p 283.‬‬

‫‪96‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تتمثل ىذه التصرفات الصادرة من المدين خالل فترة الريبة والتي ال يحتج بيا في مواجية جماعة الدائنين‬
‫في التصرفات الناقمة لمممكية المنقولة او العقارية بغير عوض كالتصرفات التي تحتوي عمى نية التبرع‪،‬‬
‫عقود المعاوضة التي يجاوز فييا التزام المدين بكثير التزام الطرف االخر‪ ،‬وفاء الديون‪ ،‬الرىن العقاري‬
‫االتفاقي او القضائي او الرىن الحيازي او حق االحتكار‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫البطالن الجوازي‬

‫ىو البطالن الذي يكون فيو لممحكمة السمطة التقديرية في الحكم بو او عدم الحكم بو حتى إذا توفرت‬
‫شروطو المتمثمة في ان يقع التصرف خالل فترة الريبة العادية تضاف الييا فترة ستة أشير لمتصرفات‬
‫بغير عوض‪ ،‬صدور التصرف من المفمس متعمق بأموالو الممموكة لو‪ ،‬ان يكون المتعاقد مع المدين عمى‬
‫عمم بتوقفو عن الدفع‪ ،‬يطالب الوكيل المتصرف القضائي وحده ببطالن التصرف واثبات عممو بتوقف‬
‫المدين عن الدفع بكافة طرق اإلثبات‪.‬‬

‫ان كل ما يخرج عن البطالن الوجوبي يخضع لمبطالن الجوازي تتمثل التصرفات الخاضعة ليذا النوع من‬
‫البطالن التي تتعمق بأفعال المدين المفمس في كل العقود الناقمة لمممكية عمى سبيل التبرع المبرمة خالل‬
‫فترة ستة اشير السابقة لمتوقف عن الدفع‪ ،‬كل ما يؤديو المدين لموفاء بديونو الحالة وبطرق عادية بعد‬
‫تاريخ التوقف عن الدفع‪ ،‬كل تصرف ولو بعوض اذا رات المحكمة ان فيو ضرر لجماعة الدائنين‪ ،‬كل‬
‫تأمين لديو نشأ أثناء فترة الريبة (‪.)1‬‬

‫المبحث الرابع‪:‬‬

‫انتياء التفميسة والتسوية القضائية‬

‫تنتيي إجراءات التسوية القضائية او اإلفالس اما بالصمح او االتحاد او اقفال التفميسة لعدم كفاية األموال‬
‫او النقضاء الديون المترتبة عمى عاتق التاجر المفمس المدين الذي وضع في ىذا الموضع نتيجة لظروف‬
‫معينة واجيتو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ "،‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة فً القانون الجزائري"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.535-534‬‬

‫‪97‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب األول‪:‬‬

‫الصمح القضائي‬

‫يعد الصمح القضائي سبيل من سبل حل التسوية القضائية بطريقة تكون في مصمحة شخص المدين‬
‫المفمس تحت رقابة قضائية يسترد من خاللو المدين حرية وصالحية التصرف في أموالو وادارتيا‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫ماىية الصمح القضائي‬

‫يختمف الصمح عن التسوية القضائية التي تعد طريق من طرق التنفيذ عمى أموال المدين وتصفية أموالو‬
‫تيدف الى حصول المدين الذي حمت اجال دفع ديونو عمى الصمح من طرف دائنيو من اجل تفادي شير‬
‫افالسو وانقاذ ه من اثاره وبالتالي التسوية القضائية ىي اجراء وقائي سابق عن اإلفالس يمكن لممدين‬
‫االستمرار في ممارسة نشاطو (‪.)1‬‬

‫يشترط لقبول المدين في إجراءات التسوية القضائية توفر عدة شروط تتمثل في‪6‬‬

‫‪ ‬توفر صفة التاجر سواء كان طبيعي او معنوي او خاضع لمقانون الخاص‬
‫‪ ‬توفر حالة التوقف عن الدفع بمعنى العجز عن سداد الديون المستحقة الدفع‬
‫‪ ‬تقديم إقرار من المدين خالل ‪ 51‬يوم من توقفو عن الدفع مرفقا بوثائق معينة‬
‫‪ ‬صدور حكم قضائي مقرر لحالة التسوية القضائية من المحكمة المختصة باإلفالس والتسوية‬
‫القضائية‬
‫‪ ‬انتفاء حاالت اإلفالس بالتدليس اما حالة اإلفالس بالتقصير ال تمنع من إتمام إجراءات التسوية‬
‫القضائية(‪.)2‬‬

‫قد تكون التسوية القضائية أحيانا الزامية اذ يستوجب الحكم بالتسوية القضائية في حال اعالن المدين‬
‫توقفو عن دفع ديونو خالل ‪ 51‬يوم من توقفو يرفق إعالنو بوثائق تتمثل في ميزانيتو‪ ،‬حساب أرباحو‬

‫‪1‬‬
‫علً بداوي‪ "،‬التسوٌة القضائٌة فً القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬المجلة القضائٌة‪ ،‬المحكمة العلٌا‪ ،‬العدد ‪ ،1353 ،31‬ص ‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.553‬‬

‫‪98‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫وخسائره عن اخر سنة مالية لتجارتو‪ ،‬قائمة مقدار ديونو‪ ،‬أسماء دائنيو وموطنيم تؤرخ ىذه الوثائق وتكون‬
‫موقعة من قبل التاجر مع اق ارره بصحتيا‪ .‬وقد تكون اختيارية اذ يجوز لممحكمة اعالن التسوية القضائية‬
‫او اإلفالس في حالة ما إذا تقدم المدين الى المحكمة معمنا توقفو عن الدفع بعد مضي ‪ 51‬يوم من ذلك‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أيضا الى انو يحق لممحكمة تحويل التسوية القضائية الى افالس في حالة عدم حصول‬
‫المدين عمى الصمح‪ ،‬عدم سير إجراءات التسوية القضائية سي ار عاديا‪ ،‬حصول المدين عمى الصمح الذي‬
‫تم فسخو الحقا‪ ،‬ادانة التاجر في جريمة افالس بالتقصير‪ ،‬قيامو بأعمال تتسم بسوء النية واإلىمال اثناء‬
‫ممارستو لتجارتو (‪.)1‬‬

‫بينما الصمح ىو اجراء من بين إجراءات التسوية القضائية يؤدي عدم انعقاده او انقضائو النتياء التسوية‬
‫القضائية وقيام حالة االتحاد‪ ،‬الصمح غير مقبول في اإلفالس ال يقبل اال في التسوية القضائية فاليدف‬
‫األساسي لمتسوية ىو إقامة الصمح ليس تصفية أموال المدين (‪ .) 2‬او ىو االتفاق المبرم بين المدين‬
‫ودائنيو تحت رقابة قضائية يتم الموافقة عميو باألغمبية المزدوجة وبالتصديق من قبل المحكمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫إجراءات الصمح القضائي‬

‫يمر الصمح القضائي حسب ما ورد في المادة ‪ 453‬قانون تجاري جزائري بإجراءات واجبة االتباع تتمثل‬
‫في‪6‬‬

‫أوال‪:‬‬

‫اجتماع جمعية الدائنين‬

‫يعد اول اجتماع يجمع الدائنين يتم استدعاؤىم خالل ‪ 4‬أيام من اقفال القائمة النيائية لمديون وفي حال‬
‫وجود منازعة رفعت عن دين ما تكون المدة ‪ 4‬أيام من تاريخ الفصل في المنازعة (‪ ،)3‬يستدعى كل‬
‫الدائنين المقبولة ديونيم ولو قبول مؤقت من طرف القاضي المنتدب باخطارات تنشر في الصحف‬

‫‪1‬‬
‫نادٌة فضٌل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫‪3‬‬
‫جالل وفاء البدري محمدٌن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.467‬‬

‫‪99‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المختصة باإلعالنات القانونية او برسائل يوجييا ليم الوكيل المتصرف القضائي بصورة فردية‪ .‬يمكن‬
‫لكل دائن ان ينوب عنو وكيل لحضور االجتماع شريطة تقديم الوكيل مستندات وكالتو‪.‬‬

‫تنعقد الجمعية برئاسة القاضي المنتدب في المكان واليوم والساعة المحددين من طرفو بالمشاركة‬
‫الضرورية لموكيل المتصرف القضائي وحضور المدين شخصيا بموجب رسالة مسجمة مع طمب العمم‬
‫بالوصول‪ ،‬اذ ال يجوز ان ينوب عنو وكيل اال ألسباب قاىرة يجدىا القاضي المنتدب مقبولة‪ .‬في بداية‬
‫الجمعية يبدئ الوكيل المتصرف القضائي بعرض تقرير حول حالة التفميسة واإلجراءات التي نفذت‬
‫واالعمال التي تمت ليقدم المدين ما لو من اقتراحات‪ ،‬ليقوم القاضي المنتدب بتحرير محضر يشير فيو‬
‫الى االحداث التي حصمت في اطار الجمعية والقرار التي اتخذتو كما يمكنو أيضا تأجيل اجتماع الجمعية‬
‫الى تاريخ الحق اذا ما اقتضت ذلك مصمحة جماعة الدائنين (‪.)1‬‬

‫ثانيا‪:‬‬

‫االقتراع او التصويت عمى الصمح‬

‫يتم االقتراع عمى الصمح بواسطة اغمبية مزدوجة بمعنى توفر اغمبية األصوات لمدائنين الحاضرين ولكل‬
‫دائن صوت واحد ميما كان مقدار دينو مع توفر اغمبية ثمثي الديون المقبولة تحسب ىذه األغمبية بعدد‬
‫ومقدار الديون لمدائنين المشتركين في االقتراع بصرف النظر عن الدائنين الغائبين (‪.)2‬‬

‫يحتوي مضمون الصمح عمى حمول تتمحور حول‪6‬‬

‫‪ -‬اما تقسيط دوفع الديون أي منح اجال جديدة لممدين يترتب عمى ذلك عدم إمكانية أي دائن المطالبة‬
‫بدينو قبل حمول اجال السداد الجديدة المتعمقة بأقساط الدين‪.‬‬

‫‪ -‬اما التخفيض من نسبة الديون اذ يتنازل الدائنون عن جزء من ديونيم بدال من منحو اجال جديدة‬
‫يحصمون عمى جزء من الديون في انتظار الحصول عمى الباقي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد سامً مذكور و علً حسن ٌونس‪ "،‬اإلفالس"‪ ،‬دار الفكر العربً‪ ،‬لبنان‪ ،5973 ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.314‬‬

‫‪100‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬اما اشتراط الوفاء عند اليسر حيث يتعيد المدين بالوفاء عند تيسير اموره المادية تكون ذمتو المالية‬
‫قادرة عمى الوفاء بالحد األدنى اللتزاماتو المالية‪ .‬ليقوم الوكيل المتصرف القضائي بتدوين مقترحات‬
‫المدين لعرضيا عمى الدائنين لمتصويت‪.‬‬

‫اما بالنسبة لمدائنين أصحاب االمتياز الخاص او الرىون او حق التخصيص فقد منعيم القانون من‬
‫التصويت عمى الصمح اال إذا تنازلوا عن تأميناتيم بقوة القانون يصبحون بذلك دائنين عاديين شرط‬
‫الموافقة عمى الصمح والتصديق عميو‪.‬‬

‫اجماال لما سبق يمكن تمخيص نتائج التصويت عمى النحو التالي (‪6)1‬‬

‫‪ ‬إذا لم تتوفر االغمبيتان يفشل مشروع الصمح يصبح الدائنون بقوة القانون في حالة اتحاد‪.‬‬
‫‪ ‬إذا توفرت االغمبيتان يقع الصمح وتتم المصادقة عميو من طرف المحكمة حال انعقاد الجمسة واال‬
‫كان باطال‪.‬‬
‫‪ ‬اذا توفرت اغمبية وحيدة يتم تأجيل المداولة لمدة ‪ 4‬أيام لتنعقد الجمعية الثانية لممناقشة في امر‬
‫الصمح من جديد حيث يعتبر التصويت السابق كأنو لم يكن (‪.)2‬‬

‫ثالثا‪:‬‬

‫المعارضة في الصمح والمصادقة عميو‬

‫بموجب المادة ‪ 484‬قانون تجاري جزائري فان المعارضة حق لجميع الدائنين الذين شاركوا في الصمح او‬
‫الذين حصل إقرار بحقوقيم منذ ابرامو‪ ،‬تكون المعارضة مسببة يتم ابالغيا لممدين والوكيل المتصرف‬
‫القضائي في ‪ 4‬أيام التالية لمصمح واال كانت باطمة كما تتضمن إعالنات بالحضور ألول جمسة‬
‫لممحكمة‪ .‬في حال ثبت ان المعارضة تعسفية جاز الحكم عمى مقدميا بغرامة ال تتجاوز ‪ 1111‬دج‪.‬‬

‫ال يمكن ألي دائن لم يتقدم بالمعارضة ان يطعن في الصمح كما ال يجوز ان تقدم المعارضة من المدين‬
‫كونو ىو من قدم اقتراحات الصمح او من شخص الوكيل المتصرف القضائي الذي يعتبر ممثال عنو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.535‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.555-554‬‬

‫‪101‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫اما بالنسبة لممصادقة عمى الصمح يقدم الى المحكمة من كل دي مصمحة تفصل فيو المحكمة بمرور ‪4‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫‪ ،‬في حال حصول معارضة خالل ىذه المدة تقوم المحكمة بالفصل فييا وفي‬ ‫أيام التالية لمصمح‬
‫الصمح معا بموجب حكم واحد حسب المادة ‪ 481‬قانون تجاري جزائري‪.‬‬

‫ال تفصل المحكمة في الصمح اال بعد ان يقدم ليا القاضي المنتدب تقرير حول مميزات التسوية القضائية‬
‫قبول الصمح‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫االثار الناجمة عنو‬

‫يترتب عمى انعقاد الصمح العديد من االثار المتمثل في‪6‬‬

‫‪ ‬انياء التسوية القضائية واستقرار العالقات نيائيا بين المدين ودائنيو طبقا لشروط الصمح اذ ال‬
‫يجوز تعديميا بعد الصمح‪.‬‬
‫‪ ‬انحالل جماعة الدائنين مستقبال دون أثر رجعي‪.‬‬
‫‪ ‬يمتزم بتحمل نتيجة الصمح كل الدائنين الذين لم يتقدموا بديونيم والذين تقدموا بيا ولم تقبل والذين‬
‫تخمفوا عن اجتماع جمعية الدائنين لمصمح ومن حضروا االجتماع واقترعوا ضد الصمح (‪.)2‬‬
‫‪ ‬توقف ميام الوكيل المتصرف القضائي بمجرد التصديق عمى الصمح يكتسب بذلك قوة الشيء‬
‫المقضي فيو يسترد المفمس حرية التصرف في أموالو يحرر عند االقتضاء محضر يتضمن‬
‫الحسابات التي اجراىا واألوراق والسندات التي بقيت عنده ولم يسحبيا المدين يبقى مسؤوال عنيا‬
‫لمدة عام اعتبا ار من تقديم الحساب‪.‬‬
‫‪ ‬بقاء سريان الرىن الرسمي عمى جماعة الدائنين من اجل ضمان الوفاء بديون الدائنين (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫حسب ما قضت به المادة ‪ 313‬من القانون رقم ‪ 13-55‬المتضمن تعدٌل القانون التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫راشد فهٌم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪3‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.557‬‬

‫‪102‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬

‫حالة االتحاد‬

‫تعتبر حالة االتحاد النتيجة الحتمية التي تصل الييا التسوية القضائية او التفميسة التي يتم اعتمادىا‬
‫لتصفية أموال المدين‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫مفيوم حالة االتحاد‬

‫تيدف حالة االتحاد الى تصفية أموال المدين وتوزيع ثمنيا عمى الدائنين تشبو بذلك الصمح القضائي من‬
‫حيث انيا تؤدي إلنياء إجراءات التفميسة مع وجود بعض االختالفات‪ .‬ينشأ االتحاد في حالة عدم التسوية‬
‫القضائية بموجب حكم يصدر في جمسة عمنية من المحكمة او بطمب من الوكيل المتصرف القضائي او‬
‫الدائنين بناء عمى تقرير القاضي المنتدب بحضور المدين بعد استدعائو قانون‪ .‬كما ينشأ في حال عدم‬
‫قيام المدين بالتزاماتو‪.‬‬

‫يستمر الوكيل المتصرف القضائي في أداء ميامو التي تحمل الطابع التنفيذي المتمثمة في (‪6)1‬‬

‫‪ -‬العمل عمى تحصيل الحقوق والديون المتبقية لدى الغير‪.‬‬

‫‪ -‬يسعى لبيع المنقوالت بالمزاد العمني دون اذن من القاض المنتدب‪.‬‬

‫‪ -‬استئذانو من القاضي المنتدب وبيعو لمعقارات خالل ‪ 4‬أشير اذ يحق لمدائنين المرتيين عمى ىذه‬
‫العقارات في ميمة شيرين من تبميغيم بحكم شير اإلفالس مالحقة البيع الجبري إذا لم يقوموا بذلك يتولى‬
‫الوكيل المتصرف القضائي بيع العقارات خالل شير وبإجراءات الحجز العقاري‪.‬‬

‫‪ -‬ترتيب وتصنيف الدائنين‪.‬‬

‫‪ -‬الوفاء بالديون بعد حصر الموجودات وخصم نفقات التفميسة بكل اجزائيا وقسمة ما تبقى قسمة غرماء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.514‬‬

‫‪103‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫أسباب ودوافع قيام حالة االتحاد‬

‫تقوم حالة االتحاد عند عدم قيام حالة الصمح وذلك ألسباب عديدة أىميا‪6‬‬

‫‪ -‬عدم تقديم المدين لمقترحات في الصمح‪.‬‬

‫‪ -‬عدم موافقة اغمبيو القانونية عمى شروط الصمح‪.‬‬

‫‪ -‬رفض المحكمة الصمح وتأييد حكميا في االستئناف‪.‬‬

‫‪ -‬ادانة المفمس في جريمة اإلفالس بالتدليس اثناء المداولة في امر الصمح او بعد وقوعو وقبل صدور‬
‫الحكم بالتصديق عميو‪.‬‬

‫‪ -‬إذا وقع الصح ثم تم ابطالو بسبب الغش او ادانة المفمس في جريمة اإلفالس بالتدليس‪.‬‬

‫‪ -‬فسخ الصمح بسبب عدم تنفيذ شروطو ولم يعقبو صمح اخر (‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫اثار حالة االتحاد‬

‫ينحل االتحاد بقوة القانون بعد اقفال اإلجراءات لتنتيي ميام القاضي المنتدب والوكيل المتصرف القضائي‬
‫والمراقبين‪ ،‬إضافة النتياء غل يد المدين كما يتم توزيع الحقوق عمى الدائنين حسب األولوية لتزول بذلك‬
‫جميع اثار اإلفالس‪ ،‬غير انو يظل المفمس محروما من الحقوق المينية والسياسية ال يستعيدىا اال باتباع‬
‫إجراءات رد االعتبار كما تبقى األجزاء غير المدفوعة من الديون عالقة بذمة المدين بوصفيا دين مدني‬
‫واجب األداء اذ ال يجوز طمب شير اإلفالس مرة أخرى بسبب نفس الدين لعدم دفعو انما يجوز مطالبتو‬
‫بو بالتنفيذ عمى أموالو المستقبمية لسداده (‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪2‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.516‬‬

‫‪104‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المطمب الثالث‪:‬‬

‫اقفال التفميسة لعدم كفاية أمواليا او النقضاء الديون‬

‫يتم اغالق التفميسة بعد انتياء حالة االتحاد ذلك اما بسبب عدم كفاية أموال المدين المفمس او بسبب‬
‫سداد الديون المترتبة عنو واغالقيا بصفة نيائية‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫اقفال التفميسة لعدم كفاية األموال‬

‫يتم اقفال التفميسة في حالة عدم كفاية األموال وفق إجراءات محددة اذ تتم بموجب حكم صادر من‬
‫محكمة اإلفالس بناءا عمى تقرير القاضي او من المحكمة من تمقاء نفسيا اذ ينفد الحكم القاضي‬
‫بإغالق التفميسة حال صدوره حيث يحق لكل شخص من الدائنين مالحقة المفمس والتنفيذ عمى أموالو‬
‫وعمى شخصو‪ ،‬مع ترقب الوكيل المتصرف القضائي لحالة المدين في حال الت اليو أموال جديدة عن‬
‫طريق اإلرث او اليبة او الوصية فانو يطمب من المحكمة إعادة فتح التفميسة من جديد اذ يجوز لكل دي‬
‫مصمحة طمب ذلك (‪.)1‬‬

‫يخمف اجراء اقفال التفميسة لعدم كفاية أمواليا الى اثار تتمثل في توقف إجراءات التفميسة بشكل مؤقت‪،‬‬
‫بقاء يد المفمس مغمولة عن التصرف في أموالو الحاضرة والمستقبمية‪ ،‬مواصمة الوكيل المتصرف القضائي‬
‫وظائفو مع انتظار ظيور أموال جديدة (‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫اقفال التفميسة النقضاء الديون‬

‫يتم أيضا اقفال التفميسة لسبب اخر وىو انقضاء الديون التي ترتبت عمى عاتق شخص المدين المفمس اذ‬
‫تقضي المحكمة ولو تمقائيا بإقفال اإلجراءات عند انقضاء الديون المستحقة عمى شخص المفمس او‬
‫عندما يكون تحت تصرف الوكيل المتصرف القضائي ما يكفي من المال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 355‬من القانون رقم ‪ ،13-55‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.518‬‬

‫‪105‬‬
‫االفالس والتسىية القضائية‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يتم اصدار الحكم باإلقفال بناءا عمى تقرير من القاضي المنتدب حيث يضع الحكم حدا نيائيا لإلجراءات‬
‫بإعادة كافة حقوق المدين اليو واعفائو من كل اسقاطات الحق التي كانت قد لحقتو‪.‬‬

‫يخمف اقفال التفميسة النقضاء الديون اثار عديدة منيا رفع اليد عن رىن جماعة الدائنين‪ ،‬رفع غل اليد‬
‫عن المفمس وعودتو الى تجارتو بكل حرية‪ ،‬رد اعتبار المفمس (‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫وفاء شٌعاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.518‬‬

‫‪106‬‬
‫خاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫بناءا عمى ما سبق عرضو وتناولو بالتفصيل لممحاور السابقة الذكر لما ليا من أىمية وتأثير في الجانب‬
‫المادي والشخصي لشخص التاجر المفمس والنظام االقتصادي والتشريعي الوطني توصمنا الى استخالص‬
‫النتائج التالية‪6‬‬

‫‪ -‬تعد العقود التجارية من اىم التصرفات القانونية التي يمارسيا شخص التاجر‪ ،‬لذلك حظيت بأىمية‬
‫كبيرة تكمن في تحديد نقاط التشابو واالختالف بين كل من العقد التجاري والعقد المدني خاصة فيما تعمق‬
‫بالقواعد العامة لمعقود من حيث شروط تكوين والصور التي قد تتجسد من خالليا‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر اإلفالس طريقة لمتنفيذ عمى أموال التاجر المدين الذي توقف عن دفع ديونو المستحقة اآلجال‪،‬‬
‫ليتم تطبيقو وجب توفر جممة من الشروط الشكمية والموضوعية المتمثمة خاصة في وجود صفة التاجر‬
‫وفعل التوقف عن الدفع ووجوب صدور حكم قضائي بإشيار اإلفالس‪.‬‬

‫‪ -‬الدور الميم الذي يمارسو شخص الوكيل المتصرف القضائي ضمن عممية تسيير التفميسة وفق ما‬
‫يمتمك من خبرة محاسبية ودراية فنية لألمور المالية والقانونية والميدانية‪ ،‬حماية لمصالح الدائنين‬
‫خصوصا شخص المدين حتى ال تتعرض مصالحو واموالو لميدر او التمف بسبب عدم الخبرة‪.‬‬

‫‪ -‬يتم إدارة وتنظيم التفميسة وفق مراحل واجراءات معينة تقتضي وجود أطراف محددين كالمدين المفمس‬
‫والدائنين والقاضي المنتدب والوكيل المتصرف القضائي والمراقبين‪ ،‬يؤدي كل منيم ميام محددة قصد‬
‫الوصول الى الغاية المنشودة وىي حصر ديون واموال المدين وتوزيعيا عمى الدائنين كل حسب مرتبتو‬
‫ووضعو لمتوصل في األخير لغمق التفميسة وانتيائيا اما عن طريق الصمح القضائي او بحالة االتحاد‬
‫ولعدم كفاية أموال المدين او النقضاء ديونو‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يمكننا تقديم اقتراح مجموعة توصيات تتمثل أساسا في‪6‬‬

‫‪ -‬ضرورة قيام المشرع الجزائري بالتفريق الواضح فيما يتعمق باإلفالس والتسوية القضائية خاصة‬
‫اإلجراءات المتخذة لكل منيما اذ يختمفان في المعاني لكنيم يتفقان في بعض اإلجراءات‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -‬السعي الى تحقيق معادلة تتسم بالمساواة من حيث اإلجراءات التي يتعرض ليا التاجر المدين خاصة‬
‫فيما يتعمق بالنتائج المترتبة عنيا‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة إعادة النظر في البرنامج المعتمد من طرف و ازرة التعميم العالي الذي يتسم بالتعقيد وطول‬
‫محاوره مما يدفعنا الى ضرورة التطرق الى الجزئيات التفصيمية وشرح المفردات واألفكار قبل الولوج في‬
‫اإلجراءات لتكوين خمفية لدى الطمبة التي يفترض وجودىا أصال يكون ذلك عمى حساب الوقت‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫قائمة المصادر‬

‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المصادر‪:‬‬

‫‪ – 1‬المراجع العربية‬

‫ا‪ -‬القوانين‬

‫‪ .5‬االمر رقم ‪ 15-31‬المؤرخ في ‪ 82‬سبتمبر ‪ 5531‬المتضمن القانون التجاري الجزائري الصادر‬


‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 515‬المؤرخ في ‪ 55‬سبتمبر ‪. 5531‬‬

‫‪ .8‬االمر رقم ‪ 14-31‬المؤرخ في ‪ 82‬سبتمبر ‪ 5531‬المتضمن القانون المدني الجزائري الصادر‬


‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 34‬المؤرخ في ‪ 41‬سبتمبر ‪.5531‬‬

‫‪ .4‬القانون رقم ‪ 54-15‬المؤرخ في ‪ 3‬غشت ‪ 8115‬المتضمن النقل البري وتنظيمو‪.‬‬

‫‪ .9‬االمر رقم ‪ 18-12‬المؤرخ في ‪ 81‬فبرابر ‪ 8112‬المتضمن تنظيم مينة الموثق‪.‬‬

‫‪ .1‬القانون رقم ‪ 81-51‬المؤرخ في ‪ 41‬ديسمبر ‪ 8151‬يعدل ويتمم االمر رقم ‪ 15-31‬المتضمن‬


‫القانون التجاري الجزائري الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 35‬سنة ‪.8151‬‬

‫ب‪ -‬الكتب العربية‬

‫‪ .5‬احمد محرز‪ "،‬القانون التجاري الجزائري‪ 6‬العقود التجارية"‪ ،‬ج‪ ،9‬دار النيضة العربية‪.5545 ،‬‬

‫‪ .8‬احمد محرز‪ "،‬نظام اإلفالس في القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬ط‪ ،8‬الجزائر‪.5541 ،‬‬

‫‪ .4‬احمد محمود خميل‪ " ،‬شرح اإلفالس التجاري في قانون التجارة الجديد معمقا عميو بأحكام محكمة‬
‫النقض"‪ ،8118 ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ .9‬احمد نشأت"‪ ،‬رسالة اإلثبات"‪ ،‬ط‪.3‬‬

‫‪ .1‬أكرم ياممكي‪ " ،‬القانون التجاري‪ 6‬االعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬العقود التجارية"‪ ،‬ج ‪ ،5‬مكتبة دار الثقافة‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.5554 ،‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ .2‬أنور سمطان‪ "،‬العقود المسماة‪ 6‬الوكالة‪ ،‬الكراء"‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪ ،‬تونس‪.8113 ،‬‬

‫‪ .3‬جالل وفاء البدري محمدين‪ "،‬المبادئ العامة في القانون التجاري"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪،‬‬
‫‪.5551‬‬

‫‪ .4‬خميل احمد حسن قدادة‪ "،‬الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري‪ 6‬عقد البيع"‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الج ازئر‪.8111 ،‬‬

‫‪ .5‬دالندة يوسف‪ "،‬الوجيز في شيادة الشيود وفق احكام الشريعة والقانون وما استقر عميو قضاء‬
‫المحكمة العميا‪ "،‬دار ىومو لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.8111 ،‬‬

‫‪ .51‬راشد راشد‪ "،‬األوراق التجارية‪ 6‬اإلفالس والتسوية القضائية في القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.5555،‬‬

‫‪ .55‬راشد فييم‪ "،‬اإلفالس والصمح الواقي منو طبقا لقانون التجارة رقم ‪ 53‬لعام ‪ ،"5555‬ط‪،8111 ،5‬‬
‫مؤسسة االسعد لمطباعة‪.‬‬

‫‪ .58‬ز اررة صالحي الواسعة‪ "،‬اإلفالس وفق القانون التجاري الجزائري لسنة ‪ ،"5531‬ط‪ ،5‬مطبعة عمار‬
‫قرفي‪ ،‬باتنة‪5558 ،‬‬

‫‪ .54‬سمير جميل حسين الفتالوي‪" ،‬العقود التجارية الجزائرية"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.5559‬‬

‫‪ .59‬صفوت بينساوي‪ "،‬اإلفالس وفقا ألحكام قانون التجارة الجديد"‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.8114‬‬

‫‪.51‬عباس حممي المنزالوي‪" ،‬القانون التجاري‪ 6‬العقود واألوراق التجارية"‪ ،‬ط‪ ،4‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.5558 ،‬‬

‫‪ .52‬عباس حممي‪ "،‬اإلفالس والتسوية القضائية"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.5555 ،‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ .53‬عبد الرزاق احمد السنيوري‪ " ،‬الوسيط في شرح القانون المدني نظرية االلتزام بوجو عام"‪ ،‬ط‪ ،5‬دار‬
‫النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.5548 ،‬‬

‫‪ .54‬عمي البارودي‪ "،‬القانون التجاري"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.5531 ،‬‬

‫‪.55‬عمي جمال الدين عوض ومحمود سمير الشرقاوي‪ " ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ 6‬العقود التجارية‬
‫عمميات البنوك واالفالس"‪.5531 ،‬‬

‫‪ .81‬عمي حسن يونس‪" ،‬اإلفالس"‪ ،‬دار الفكر العربي‪.5531 ،‬‬

‫‪ .85‬عمار عمورة‪ "،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ .88‬عمر سعد اهلل‪ "،‬قانون التجارة الدولية‪ 6‬النظرية المعاصرة"‪ ،‬ط‪ ،5‬دار ىومو‪ ،‬الجزائر‪.8113 ،‬‬

‫‪ .84‬فايز نعيم رضوان‪ "،‬القانون التجاري‪ 6‬العقود التجارية"‪ ،‬ط‪ ،4‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪.8118،‬‬

‫‪ .89‬مبروك حسين‪ " ،‬القانون التجاري الجزائري"‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار ىومو‪ ،‬الجزائر‪.8114 ،‬‬

‫‪ .81‬محمد السيد الفقي‪ "،‬القانون التجاري‪ 6‬األوراق التجارية افالس العقود التجارية"‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬سوريا‪.8114 ،‬‬

‫‪ .82‬محمد حسن قاسم‪ "،‬اإلثبات في المواد المدنية والتجارية"‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ .83‬محمد حسن قاسم‪ "،‬الوجيز في عقد البيع"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.5552 ،‬‬

‫‪ .84‬محمد حسنين‪ "،‬عقد البيع في القانون المدني الج ازئري"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.8112،‬‬

‫‪ .85‬محمد حسين منصور‪ "،‬قانون اإلثبات‪ 6‬مبادئ اإلثبات وطرقو"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.5554‬‬

‫‪ .41‬محمد سامي مدكور وعمي حسن يونس‪ "،‬اإلفالس"‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬لبنان‪.5531 ،‬‬

‫‪ .45‬محمد شتا أبو سعد‪ "،‬عقد البيع"‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪.5555 ،‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ .48‬محمد صبري السعدي‪ "،‬الواضح في شرح القانون المدني‪ 6‬اإلثبات في المواد المدنية والتجارية"‪ ،‬دار‬
‫اليدى‪ ،‬الجزائر‪.8115 ،‬‬

‫‪ .44‬مراد منير فييم‪ "،‬القانون التجاري‪ 6‬العقود التجارية وعمميات البنوك"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.5548‬‬

‫‪ .49‬مصطفى كمال طو‪ "،‬األوراق التجارية واالفالس "‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.5553‬‬

‫‪ .41‬مصطفى كمال طو‪ "،‬العقود التجارية"‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪.8111 ،‬‬

‫‪ .42‬مصطفى كمال طو‪ "،‬العقود التجارية وعمميات البنوك وفقا لقانون التجارة الجديد"‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.8118 ،‬‬

‫‪ .43‬مصطفى كمال طو‪ "،‬القانون التجاري‪ 6‬االعمار التجارية والتجار الشركات التجارية"‪.5548 ،‬‬

‫‪ .44‬مصطفى كمال طو‪ "،‬الوجيز في القانون التجاري"‪ ،‬منشأة المعارف‪.5534 ،‬‬

‫‪ .45‬نادية فضيل‪ "،‬اإلفالس والتسوية القضائية في القانون الجزائري"‪ ،‬ط‪ ،4‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.8114 ،‬‬

‫‪ .91‬نادية فضيل‪ "،‬القانون التجاري الجزائري‪ 6‬االعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري"‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.8119 ،‬‬

‫‪ .95‬ىاني دويدار‪ "،‬النظام القانوني لمتجارة والعقود التجارية والعمميات المصرفية واالسناد التجارية‬
‫واالفالس "‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ .98‬وفاء شيعاوي‪ "،‬اإلفالس والتسوية القضائية في القانون الجزائري"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.8154 ،‬‬

‫ج‪ -‬المقاالت‬

‫‪112‬‬
،‫ جامعة محمد خيضر بسكرة‬،‫ مجمة العموم اإلنسانية‬،"‫" النظام القانوني لمعقود التجارية‬،‫ حورية لشيب‬.5
.8113 ‫ نوفمبر‬،58 ‫العدد‬

،‫ المحكمة العميا‬،‫ المجمة القضائية‬،"‫" التسوية القضائية في القانون التجاري الجزائري‬،‫ عمي بداوي‬.8
.8114 ،18 ‫العدد‬

‫ الكتب األجنبية‬-2

1. Alfred jauffret, manuel de droit commercial,3éme Edi, librairie général de droit


et de jurisprudence, paris,1970.

2. Claude Dupouy, le droit de faillite en France avant le code de commerce,


paris,1956.

3. Mentalecheta Mohamed, l’arbitrage commercial en droit algérien, opu,


Alger, 1983.

4.Roblot R, traité élémentaire de droit commercial, 9éd, septembre1984.

5. Rodiere R, droit commercial ; effets de commerce contrats commerciaux,


faillite, 1975.

6. V L Vainberg, la faillite d’après le droit romain, paris,1894.

113
‫الفيرس‬
‫الفيرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫‪8-5‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪9‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مفهوم العقد التجاري‬

‫‪4‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تعرٌف العقد التجاري‬


‫‪5‬‬ ‫المبحث الثانً‪ :‬الخصائص الممٌزة للعقود التجارٌة‬
‫‪5‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ممٌزات العقود التجارٌة الوطنٌة‬
‫‪5‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬العقود التجارٌة عقود رضائٌة‬

‫‪6‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬العقود التجارٌة عقود معاوضة‬

‫‪7‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬الخصائص الممٌزة للعقود التجارٌة الدولٌة‬


‫‪7‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬اثبات العقود التجارٌة‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اثبات العقود التجارٌة بالسندات الرسمٌة والعرفٌة‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اثبات العقود التجارٌة بالسندات الرسمٌة‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬اثبات العقود التجارٌة بالسندات العرفٌة‬
‫‪53‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬اثبات العقود التجارٌة بالفاتورة‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اثبات العقود التجارٌة عن طرٌق دفاتر الطرفٌن‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬إثبات العقود التجارٌة بالبٌنة أو بأي وسٌلة أخرى‬
‫‪53‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬مكانة العقد التجاري فً المعامالت التجارٌة‬
‫‪54‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أهمٌة العقد التجاري‬

‫‪54‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬أسس تمٌٌز العقد التجاري‬

‫‪55‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬معٌار االعمال التجارٌة‬

‫‪114‬‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬معٌار التبعٌة لصفة التاجر‬

‫‪54‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التحدٌد القانونً‬

‫‪55‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تنفٌذ العقود التجارٌة‬

‫‪55‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تنفٌذ العقود التجارٌة الوطنٌة‬

‫‪57‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬تنفٌذ العقود التجارٌة الدولٌة‬

‫‪58‬‬ ‫الفصل الثانً‪ :‬التمٌٌز بٌن العقد المدنً والعقد التجاري‬


‫‪58‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تعرٌف العقد المدنً‬

‫‪58‬‬ ‫المبحث الثانً‪ :‬خصائص العقد المدنً‬


‫‪59‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬عقد البٌع‬
‫‪59‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬شروط تكوٌن عقد البٌع‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الرضا‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬المحل‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬السبب‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الثمن‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬التزامات الطرفٌن فً عقد البٌع‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التزامات البائع‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬التزامات المشتري‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اثار عقد البٌع‬
‫‪19‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬عقد النقل‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهومه واهدافه‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعرٌفه‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬اهدافه‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬عقد نقل البضائع‬

‫‪115‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬خصائص عقد نقل البضائع‬
‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬عقد رضائً‬
‫‪33‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬عقد ملزم لجانبٌن‬
‫‪34‬‬ ‫ثالثا‪ :‬عقد معاوضة‬
‫‪34‬‬ ‫رابعا‪ :‬عقد ادعان‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬التزامات شخص المرسل‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التزامات شخص الناقل‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬عقد العمولة لنقل االشٌاء‬

‫‪39‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬عقد نقل االشخاص‬


‫‪43‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أنماط نقل االشخاص‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬معنى عقد نقل االشخاص‬
‫‪45‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التزامات الناقل فً اطار عقد نقل االشخاص‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مسؤولٌة الناقل‬
‫‪44‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬اإلفالس والتسوٌة القضائٌة‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم نظام اإلفالس والتسوٌة القضائٌة‬
‫‪44‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تطور نظام االفالس‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تطوره على المستوى الدولً‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬تطور نظام اإلفالس فً الجزائر‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تعرٌف اإلفالس والتسوٌة القضائٌة‬
‫‪48‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬خصائص واسس نظام االفالس‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ممٌزات وخصائص نظام االفالس‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬أسس وقواعد نظام االفالس‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬شروط شهر اإلفالس والتسوٌة القضائٌة‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعٌة‬
‫‪55‬‬ ‫أوال‪ :‬صفة التاجر‬

‫‪116‬‬
‫‪53‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬التوقف عن الدفع‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬الشروط الشكلٌة‬
‫‪54‬‬ ‫أوال‪ :‬االختٌار بٌن اإلفالس والتسوٌة القضائٌة‬
‫‪54‬‬ ‫‪ -5‬التسوٌة القضائٌة االجبارٌة‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -1‬اإلفالس االجباري‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -3‬اإلفالس االختٌاري‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -4‬تحوٌل التسوٌة القضائٌة الى افالس‬
‫‪57‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬المحكمة المختصة بشهر االفالس‬
‫‪58‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬إجراءات رفع دعوى اإلفالس والفصل فٌها‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األطراف التً تملك صالحٌة رفع دعوى االفالس‬
‫‪59‬‬ ‫أوال‪ :‬تقدٌم الطلب من طرف المدٌن نفسه‬
‫‪63‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬تقدٌم الطلب من طرف الدائن‬
‫‪63‬‬ ‫ثالثا‪ :‬افتتاح اإلفالس تلقائٌا من طرف المحكمة‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬الحكم المعلن لإلفالس او التسوٌة القضائٌة‬
‫‪61‬‬ ‫أوال‪ :‬خصائص الحكم بشهر اإلفالس او التسوٌة‬
‫‪61‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬مضمون الحكم المعلن لإلفالس او التسوٌة القضائٌة‬
‫‪63‬‬ ‫ثالثا‪ :‬شهر حكم االفالس‬
‫‪63‬‬ ‫رابعا‪ :‬طرق الطعن فً حكم االفالس‬
‫‪64‬‬ ‫المبحث الثانً‪ :‬تنظٌم وإدارة اإلفالس والتسوٌة القضائٌة‬
‫‪65‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اطراف التفلٌسة‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مركز المدٌن المفلس‬
‫‪65‬‬ ‫أوال‪ :‬المدٌن فً التفلٌسة‬
‫‪66‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬المدٌن المقبول فً التسوٌة القضائٌة‬
‫‪66‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬الوكٌل المتصرف القضائً‬

‫‪117‬‬
‫‪66‬‬ ‫أوال‪ :‬تعٌٌنه‬

‫‪67‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬المهام المسندة الٌه‬

‫‪73‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الممارسات المحظورة على الوكٌل المتصرف القضائً‬

‫‪75‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬القاضً المنتدب‬

‫‪71‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬جماعة الدائنٌن‬

‫‪71‬‬ ‫أوال‪ :‬الطبٌعة القانونٌة لجماعة الدائنٌن‬

‫‪73‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬تركٌب جماعة الدائنٌن‬

‫‪74‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬المراقبٌن‬

‫‪75‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬إجراءات التفلٌسة‬

‫‪75‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حصر أموال المدٌن المفلس‬

‫‪75‬‬ ‫أوال‪ :‬وضع االختام‬

‫‪76‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬الجرد‬

‫‪77‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬حصر دٌون المفلس وتحقٌقها‬

‫‪77‬‬ ‫أوال‪ :‬تقدٌم الدٌون‬

‫‪78‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬تحقٌق الدٌون‬

‫‪79‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نتائج حصر أموال ودٌون المفلس‬

‫‪79‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬حقوق الدائنٌن أصحاب االمتٌاز والرهون وحق التخصٌص‬

‫‪79‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حقوق الدائنٌن أصحاب االمتٌاز‬

‫‪83‬‬ ‫أوال‪ :‬الدائنٌن دوي االمتٌاز العام‬

‫‪85‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬الدائنٌن دوي االمتٌاز الخاص‬

‫‪81‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬حقوق الدائنٌن المرتهٌن ودوي حق التخصٌص‬

‫‪118‬‬
‫‪83‬‬ ‫أوال‪ :‬الدائنٌن المرتهٌن‬

‫‪83‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬صاحب حق التخصٌص‬

‫‪84‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬حقوق الدائنٌن بالنسبة للمدٌنٌن الشركاء فً االلتزام والكفالء‬

‫‪84‬‬ ‫أوال‪ :‬الوفاء الجزئً للمدٌن‬

‫‪84‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬عدم الوفاء الكلً للمدٌن‬

‫‪85‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬اثار الحكم بشهر االفالس‬

‫‪85‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اثار اإلفالس المتعلقة بشخص المدٌن‬

‫‪85‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬االثار المتعلقة بدمته المالٌة‬

‫‪86‬‬ ‫أوال‪ :‬غل ٌد المدٌن عن إدارة امواله‬

‫‪86‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬الطبٌعة القانونٌة لغل ٌد المدٌن‬

‫‪88‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مجال تطبٌق غل ٌد المدٌن‬

‫‪95‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬االثار المتعلقة بشخصه‬

‫‪91‬‬ ‫أوال‪ :‬اعانته واسرته مادٌا‬

‫‪91‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬الصلح بٌن المفلس ودائنٌه‬

‫‪93‬‬ ‫اسقاط بعض حقوقه المدنٌة والسٌاسٌة‬

‫‪93‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬اثار اإلفالس بالنسبة للدائنٌن‬

‫‪93‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬وقف الدعاوي واإلجراءات االنفرادٌة‬

‫‪94‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬سقوط اجال الدٌون‬

‫‪95‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬رهن جماعة الدائنٌن‬

‫‪95‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اثار اإلفالس بالنسبة لتصرفات المدٌن خالل فترة الرٌبة‬

‫‪96‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تحدٌد فترة الرٌبة‬

‫‪119‬‬
‫‪96‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬البطالن الوجوبً‬

‫‪97‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬البطالن الجوازي‬

‫‪97‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬انتهاء التفلٌسة والتسوٌة القضائٌة‬

‫‪98‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الصلح القضائً‬

‫‪98‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ماهٌة الصلح القضائً‬

‫‪99‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬إجراءات الصلح القضائً‬

‫‪99‬‬ ‫أوال‪ :‬اجتماع جمعٌة الدائنٌن‬

‫‪533‬‬ ‫ثانٌا‪ :‬االقتراع او التصوٌت على الصلح‬

‫‪535‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المعارضة فً الصلح والمصادقة علٌه‬

‫‪531‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االثار الناجمة عنه‬

‫‪533‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬حالة االتحاد‬

‫‪533‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم حالة االتحاد‬

‫‪534‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬أسباب ودوافع قٌام حالة االتحاد‬

‫‪534‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اثار حالة االتحاد‬

‫‪535‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اقفال التفلٌسة لعدم كفاٌة أموالها او النقضاء الدٌون‬

‫‪535‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اقفال التفلٌسة لعدم كفاٌة االموال‬

‫‪535‬‬ ‫الفرع الثانً‪ :‬اقفال التفلٌسة النقضاء الدٌون‬

‫‪537‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪539‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪554‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪120‬‬

You might also like