Professional Documents
Culture Documents
1
مقدمة
القانون التجاري هو فـرع من فرو ع القانون الخـاص يشمل مجموع القواعد القانونية التي تنطبق على األعمال التجـارية
والتـجار.
وقد تطور القانون التجاري بتطور املجتمعات ابتـداء من العصور القديمة في عصر البابليين والغـريق والرومان إلى
أصل ما هو عليه الن.
وقد أدى هذا التطور السريع والمستمر إلى اتساع مفهوم القانون التجاري في العصر الحاضر ،إذ أصبح األشخاص
يشترون العقارات بقصد إعادة بيعها مثل ما يشتري التاجر أية سلعة منقولة بقصد إعادة بيعها ،بعدما كانت في الماض ي
بعيدة كل البعد عن املجال التجاري ،وهذا ما أدى إلى تسمية القانون التجاري عــند البعض بقـانـون األعمال.
وباستقالل الجزائر سنة ،2691بقيت القوانين الـفرنسية سارية إلى غـاية صـدور أمر 76/57المـؤرخ في 2657/96/19
المتضمن القانون التجاري الجزائري .والذي أحتوى عـلى خمس ( )97كـتب ،خصصت للتجار ،العقود التجـارية ،الدفاتر
التجارية ،املحـل التجاري (البيع والرهن ،اليجار )...األوراق التجارية ،الفالس والتسـوية القضـائيـة والشركات التجـاري ــة.
وعرف القانون التجاري الجزائري من تاريخ صـدوره إلى يومنا عدة تعديالت أملتها مقتضيات ،سياسـة ،اقتصادية...
وستـتناول هذه الدراسة ،التي اعتمدنا فيها على أسلوبي التبسيـط والختصار لدوافع عدة ،تأتي في مقدمتها أن طالب
السنة األول ى في حاجة إلى تشبع أفكاره ببعض المصطلحات واألفكار ،التي عليه اللمام بها (بحكم التخصص) .من
جهة فأن هذه املحاور ،ستشرح وت ـث ــرى من طرف الزمالء األساتذة على مستوى مختلف المراكز.
ومن جهة أخرى لم نتطرق في هذه املحاضرات للعديد من العناصر رغم أهميتها في في مادة القانون التجاري ( على
غرار املحل التجاري مثال) ،وذلك احتراما ملحتوى برنامج المادة المفصل في عرض التكوين الخاص بطلبة الليسانس
محاسبة ومالية .كما وأنه نظرا لقصر مدة السداس ي ،ارتأينا عدم التطرق ملحور الفالس والتسوية القضائية ،ألن
الطالب سيتناولها في شكل مقياس منفرد في السداس ي الثالث.
2
المقطع األول :ماهــية القــانون الت ـجــاري -الشركات التجارية
يتضمن هذا المقطع محورين أساسيين ،يتم دراستهما على النحو التالي:
إن دراسة مفهوم القانون التجاري وعالقته بمختلف فروع القانون األخرى ،تقتض ي التطرق لتعريف القانون
التجاري ،تطوره التاريخي وكـذا عالقته بمختلف فروع القانون األخرى .
وندرس فيه:
لم يتوصل فقهاء وكتاب القانون التجاري إلى وضع تعريف مـوحد للقانون التجاريَ ،وم ّرد ذلك أن هنـاك من أعتمد في
تعريفه للقانون التجاري على المذهب الشخص ي والبعض الخر على المذهب الموضوعي ،وإن كان غالبية الفقهـاء
يأخذون بالمذهبين معا ،وسنحاول خالل هذا المطلب التطرق إلى البعض منهـا.
عرف الفقيه جورج ريبـر ) (George Ripertالقانون التجاري على أنه :قانون العمليات القانونية التي يقوم بها التجار
سواء فيما بينهم أو مع عمالئهم.
والقانون التجاري عند البعض " :هـو مجموعة من القواعد القانونية التي تنطبق على طائفة معينة من األعمال
التجارية وعلى طائفة معينة من األشخاص يحترفون األعمال التجارية هم التجار".
كما عرف القانون التجاري" :بأنه ذلك الفرع من فروع الفانون الخاص الذي يحدد طبيعة وآثار و التفـاقيات
المعق ـودة إما بواسطة التجار أو بصدد وقائع وأعمال تجارية".
وتعريف القانون التجاري عند غالبية الفقهاء يأخذ بالمذهبين معا ،المذهب الشخص ي الذي يعتمد على طائفة
معينة من األشخاص هم التجار وطائفة معينة من األعمال القانونية هي األعمال التجارية ،فيعرفونه بأنه" :ذلك الفرع
من فروع القانون الخاص الذي ينطبق على طائفة معينة من األعمال القانونية هي األعمال التجارية وعلى طائفة معينة
من األشخاص هم التجار وأحكامه وقواعد محتواه داخل مجموعة قانونية هي املجموعة التجارية".
3
صــدر القانون التجاري الجزائري سنة 2657بموجب أمـر 76/57المؤرخ في 19سبتمبر .2657والذي أحـتوى على 142
مـادة ،تضمنت خمس ( )97كتب
وطرأت على القانون التجاري الجزائري منذ تاريخ صدوره -2657-إلى يومنا هذا عدة تعديالت وتـمـم أحيانا .
إن تطبيقات القانون التجاري (التجار ،التجارة ،الشركات التجارية )...تستوجب الرتباط ببعض فروع القانون
الخاص وكذا بعض فروع القانون العام ،وسنحاول بيان ذلك ولو باختصار.
استقاللية القانون التجاري عن القانون المدني ،ليست استقاللية مطلقة كليا ،فالقانون المدني باعتباره المرجع
العام -الشريعة العامة -يرجع إليه في كل مرة عندما ل نجد حكما خاصا في القانون التجاري .وهذا ما نصت عليه المادة
األول ى مكرر من المر 15-69المذكور أعاله بقولها" :يسري القانون التجاري على العالقات بين التجار ،وفي حالة عدم
وجود نص فيه يطبق القانون المدني."...
ومن أمثلتنا على ذلك بالنسبة للتشريع الجزائري ،سن الرشد فيما يخص التاجر ،تعريف الشركة...
إذا كانت خصوصية القانون التجاري تجعل موضوعه يختلف عن موضوع فروع القانون األخرى ،ال أن التجارة قد
تخضع في تنظيمها لقواعد القانون العام ،فالقانون الدستوري يقرر حرية التجارة ويكفلها والقانون الداري يفرض قيودا
على التجارة ،والقانون المالي يحدد القواعد المتعلقة بالجـباية(الضرائب والرسوم ،)...وقانون العقوبات يقرر قواعد
قانونية لحماية الجمهور والتجارة كالقواعد التي تعاقب على المنافسة غير المشروعة والغش وتقليد العالمات التجارية.
هذا وبالضافة إلى ما سبق ذكره ،فإن للقانون التجاري عالقة بفروع القانون األخرى مثل القانون الدولي العام
والقانون الدولي الخاص...إلخ
يرى البعض أن الصلة الوثيقة بين القانون التجاري وعلم القتصاد أساسها ما يتركه كل منهما من أثر على الخر،
فالنشاط القتصادي واتساعه أدى إلى خلق قواعد قانونية جديدة في املجال التجاري والجوي والصناعي والمالي مثل
عقود النقل والتامين وعمليات البنوك ،كما أن هذه الصلة بينهما جعلت البعض يرى في القانون التجاري النشاط
القتصادي.
4
ثانيا /األعمال الت ـجـارية
أمام عجز المشرع والقضاء عن تعريف العمل التجاري بواسطة معيار واحد موحد ،إذ أوردت مختلف التشريعات
عدة أنواع لألعمال التجارية ،بما فيها المشرع الجزائري – القانون التجاري الجزائري -الذي لم يعرف األعمال التجارية
وإنما اكتفى بتعدادها فقط (في المواد .)94 ،90 ،91
حاول الفقه التصدي لحل هذه المشكلة التي تعتبر من أهم المشاكل التي أثارت خالفا في القانون التجاري .فاختلفت
الراء وتباينت في تحديد المعايير .ورتب الفقه على تمييز العمل التجاري عن العمل المدني عدة نتائج من حيث التضامن،
قواعد الثبات ،الختصاص القضائي....إلخ
وباختصار نتناول كل من معايير تمييز األعمال التجارية عن المدنية ،و أنواع األعمال التجارية
تقتض ي دراسة تحديد األعمال التجارية وأهميته أن نقسم هذا الفصل إلى مبحثين :المبحث األول معايير العمل
التجاري؛ وفي المبحث الثاني أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال التجارية.
من أجل التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني أوجد الفقه عدة معايير ،أستند البعض إلى العتبارات القانونية
-أنصار المذهب الشخص ي – في حين أقام البعض – أنصار المذهب الموضوعي – نظريتهم على العتبارات القتصادية.
أ /المعاييرالموضوعي:
ينظر أنصار هذه المعايير إلى القانون التجاري على أنه قانون نشاط تجاري بغض النظر عن صفة القائم به سواء
كان تاجرا أم غير تاجر .وحسب أنصار هذه النظرية ّ
فإن العمل التجاري يقوم على فكرة المضاربة وآخرون يرون أن فكرة
الوساطة هي معيار العمل التجاري والبعض الخر دمج فكرة التداول والمضاربة معا.
نادى بعض الفقه بربط العمل التجاري بفكرة المضاربة ،فالعمل التجاري في نظرهم هو من الناحية الجوهرية عمل
مضاربة أي عمل يسعى أساسا إلى تحقيق الربح .أما األعمال التي تتم دون هدف تحقيق كسب مادي من ورائها فال تدخل
في نطاق األعمال التجارية وإنما تعتبر أعمال مدنية.
وعلى الرغم من وجاهة هذا المعيار(النظرية) ،ال أنه ل يمكن العتماد عليه مطلقا ،كون أن مختلف النشاطات
النسانية تهدف إلى تحقيق الربح مثل املحامي ،الطبيب ،المهندس...الخ كلهم يمارسون عملهم سعيا وراء تحقيق كسب
مادي.
5
أ -2-نظرية التداول
جاء بهذه النظرية األستاذ تالير ومؤداها أن التجارة تعني التداول ،ويقصد بهذا المصطلح تداول النقود ،البضائع
والسندات .ويعني في مفهومه العام تحريك البضائع وانتقالها مثل انتقال البضاعة من المنتج إلى التاجر وبعد إلى
المستهلك.
وفي نظر البعض أنه رغم أهمية عنصر التداول في تحديد األعمال التجارية ،فال يكفي العتماد عليه لوحده ،ذلك أن
الوساطة في تداول الثروات الذي ل يستهدف تحقيق الربح ل يعد من قبيل األعمال التجارية ،كما هو عمل الجمعيات
التعاونية التي تشتري وتبيع بسعر التكلفة ،فهو يدخل في مجال األعمال المدنية.
يرى أنصار هذا المعيار أن العمل التجاري هو التوسط في تداول الثروات بقصد الربح ويقدمان مثال لذلك الشراء
ألجل البيع الذي يقوم بعملية التوسط في تداول الثروات يصبح عمال تجاريا كما كان غرضه تحقيق الربح .كما يرى أنصار
هذا المعيار أن القانون التجاري هو قانون األعمال وبواسطة المعيار الموضوعي وخاصة نظرية التداول بقصد
المضاربة نستطيع تحديد نطاق القانون التجاري مع إهمال فكرة المقاولة أو المشروع.
وإلى جانب ما تقدم نجد هناك من أعتمد في تحديد العمل التجاري على نظرية الوساطة (ليون كان ورينو) ،إذ يرى أن
الصفة التجارية تثبت لألعمال القانونية التي ينتج عنها الوساطة بين المنتج والمستهلك .ويعترفان من جهة أنه ل يوجد
في الحقيقة معيار جامع مانع لكافة األعمال التجارية.
يعتمد أنصار هذا المذهب -المذهب الشخص ي -في تحديد نطاق القانون التجاري القائم بالعمل والنشاط أي على
التاجر ،فالقانون التجاري عندهم هو قانون التجار ،وهذا ما يوضح أن هذه المعايير عكس المعايير الموضوعية التي
تعتمد على العمل.
وسنحاول بيان فحوى هذه المعايير – ولو باختصار -في الفروع التالية:
أول من نادى بهذه النظرية العميد جورج ريبر ،والتي تعتمد على الشخص الذي يحترف عمال ما لتحقيق ربح،
فالعمل التجاري هو ذلك العمل الذي يقوم به التاجر ويكون متصال بحرفته التجارية .على العكس فاألعمال التي يمارسها
التاجر لغير حاجات حرفته التجارية كشراء أشياء لستعماله الشخص ي (الخاص) تظل على حالها مدنية.
6
-عدم تحديد مفهوم الحرفة ،ذلك أن التشريعات لم تتطرق لذلك والسؤال الذي يطرح في هذا املجال كيف يمكن
العتماد على عنصر الحرفة لتحديد العمل التجاري.
-اعتماد عنصر الحرفة يؤدي إلى إخراج بعض األعمال التي هي في حقيقتها تجارية من نطاق القانون التجاري ألنها ل
تصدر عن شخص يحترف التجارة.
صاحب هذه النظرية األستاذ ديفران ،الذي اتخذ سندا تشريعيا لهذه النظرية ،المادة 901من القانون التجاري
الفرنس ي ،حيث أن فكرة السبب تكمن في عملية الشراء ألجل البيع والغرض المنشود لدى المشتري هو إعادة البيع قصد
تحقيق الربح أي القصد العنصر الجوهري والمعنوي الكامن في الشخص القائم بالعمل.
وهذه النظرية أيضا وجهت لها انتقادات على أساس أن الباعث والدافع إلى التعاقد أمر خفي ل يمكن الوقوف عليه
بالنسبة للتاجر أو غير التاجر.
صاحب هذه النظرية األستاذ (اسكارا )ESCARAالذي يري أن إسباغ الصفة التجارية على أي عمل ل يستند إلى هدفه
أو جوهره أو صفة الشخص القائم به ،وإنما إلى الصورة التي يمارس فيها هذا العمل .وعلى ذلك فالعمل التجاري هو
العمل الذي يتخذ شكل المقاولة أو المشروع ،أي الذي يتم على وجه التكرار ً
بناء على تنظيم منهي سابق .والقانون
التجاري هو قانون األعمال التي يتوافر لها عنصر المقاولة أو المشروع.
-ل تصلح هذه النظرية في ظل التشريع القائم أن يكون أساسا للقانون التجاري ،فهناك أعمال تعتبر تجارية بحسب
القانون حتى ولو وقعت مرة واحدة.
-إن األخذ بهذه النظرية يقودنا إلى البحث عن معيار التفرقة بين المشروع التجاري والمشروع المدني.
موقف المشرع الجزائري :إن القانون التجاري الجزائري حديث العهد نسبيا ،حاول فيه المشرع الخذ بمحاسن كل
النظريات وما وصلت إليه التشريعات الحديثة.
حيث أخذ في المادة األول ى بالمذهب الشخص ي ،بينما نص على سبيل المثال على األعمال التجارية بحسب
الموضوع في المادة الثانية (.)91
7
تتجلى أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية فيما تترتب عليه من خضوع المعامالت التجارية لنظام
قانوني خاص يشتمل على مجموعة من القواعد تعكس حرص المشرع على مراعاة عنصري السرعة والئتمان ،أهم
سمات الحياة التجارية ويتعلق جزء من هذه القواعد بالختصاص القضائي وبالثبات...إلخ.
وسنحاول بيان ذلك فيما يأتي:
المبدأ هو حرية الثبات في المعامالت التجارية وبالتالي يجوز إثبات التصرفات القانونية التجارية مهما كانت قيمتها
بكافة طرق الثبات وهذا ما نصت عليه المادة 09ق.ت.ج بقولها :يثبت كل عقد تجاري :بسندات رسمية ،بسندات
عرفية ،بفاتورة مقبولة ،بالرسائل ،بدفاتر الطرفين ،الثبات بالبينة أو بأية وسيلة أخرى إذا رأت املحكمة وجوب قبولها.
مع مراعاة الستثناء الوارد على هذا المبدأ ،إذ اشترطت المادة 747ق.ت.ج الكتابة الرسمية بالنسبة لعقد الشركة.
وتعتبر القواعد المتعلقة بالثبات من أهم القواعد التي وضعها المشرع لتبسيط المعامالت التجارية .ذلك أن انعقاد
العقود التجارية يتطلب السرعة والتحرير من الجراءات والقيود البطيئة.
أما القاعدة العامة لإلثبات في المادة 000من القانون المدني الفقرة األول ى تنص( :في غير المعامالت التجارية إذا
كان التصرف القانوني تزيد قيمته على 299999دج أو كان غير محدد القيمة فال يجوز الثبات بالشهود في وجوده أو
انقضائه ما لم يوجد نص يقض ي بغير ذلك).
ت /التضامن
8
قاعدة التضامن بين المدينين في حالة تعددهم من المسائل التي استقرت في المسائل التجارية واحترمها القضاء
وطبقها .وهذا بخالف قواعد التضامن في الروابط المدنية التي ل يمكن تقريرها إل بنص أو اتفاق وهذا مما أوضحته
المادة 125ق.م.ج .
غير أنه في المسائل التجارية فيجوز نفي التضامن بنص في العقد ،ما لم ينص القانون بنص آمر على فرض
التضامن ،ومن أمثلتنا على ذلك نص المادة 772ق.ت.ج ،التي تقض ي بأن للشركاء بالتضامن صفة التاجر وهم
مسـؤولـون من غير تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة.
ث /اإلعـذار
يقصد بالعـذار وضع المدين وضع المقصر في تنفيذ التزامه بإثبات تأخره في الوفاء به ،ذلك أن مجرد حلول أجل
ال لتزام ل يفيد تقصير المدين ما لم يسجله الدائن عليه باللعـذار.
أما الع ـذار في المسائل التجارية فقد جرى العرف على أنه يكفي أن يتم العـذار بخطاب عادي دون حاجة إلى أي ورقة
من األوراق الرسمية نظرا لما تتطلبه التجارة من سرعة.
يجوز للقاض ي في المواد المدنية أن يمنح المدين مهلة لتنفيذ التزامه إذا استدعت حالته ذلك ،على شرط أن يكون
المدين حسن النية ول يترتب على هذا التأجيل ضرر جسيم بالدائن المادة 129ق.م.ج .ول يجوز منح هذه المهلة في
المواد التجارية والسبب في ذلك أن التجارة قوامها السرعة والئتمان مما يتطلب تنفيذ اللتزامات الناشئة عن العقود في
أسرع وقت.
ل تكون األحكام الصادرة في المواد المدنية قابلة للتنفيذ ال بعد أن تحوز على قوة الش يء املحكوم فيه .أما األحكام
الصادرة في المعامالت التجارية فهي تمتاز بالنفاد المعجل ،رغم المعارضة والستئناف ،بشرط تقديم كفالة من قبل
التاجر الصادر الحكم لمصلحته .ومن أمثلتنا على ذلك ما تنص عليه المادة 115ق.ت.ج ،فيما يخص حكم الفالس.
خ /اإلفالس
إن قواعد الفالس ل تنطبق ال على التجار ،حيث أجاز القانون شهر إفالسهم متى توقفوا عن دفع ديونهم التجارية،
وقد رعى القانون التجاري في هذه األحكام ،التضييق على المدين التاجر حماية لدائنيه وتوثيقا لالئتمان .وقواعد
الفالس ل تطبق إل على التجار دون غيرهم ألن األشخاص المدنية يطبق عليهم نظام العسار.
9
من فائدة التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية أن ممارسة األعمال التجارية من قبل شخص ما تكسبه
صفة تجارية وتترتب على هذه الصفة نتائج هامة تكسبه حقوقا وتترتب واجبات مثل إخضاعه للقيد في السجل التجاري،
اللتزام بمسك الدفاتر التجارية ،كما يطبق عليه نظام الفالس.
ذ /التقادم
إن التقادم المسقط فيه يتقادم الحق نتيجة سكوت صاحبه عن المطالبة به مدة معينة من الزمن ،حيث تسقط
حقوقه بعد مرور تلك المدة املحددة قانونا .ولقد حددها القانون الجزائري ب 27سنة (المادة 265ق.م.ج).
أما في المسائل التجارية فقد مدة التقادم تحديدا قصيرا ،ففي الشركات التجارية على سبيل المثال حددت المادة
555ق.ت.ج تقادم كل الدعاوى ضد الشركاء غير المصفين بمرور خمس( )97سنوات.
وبالمقابل ذلك حددت المادة 492ق.ت.ج تقادم السفـتجة بممض ي ثالثة ( )90أعوام من تاريخ الستحقاق.
يختلف الرهن التجاري عن الرهن المدني .فإذا كان هذا األخير -الذي يخضع ألحكام القانون المدني -عند عدم وفاء
المدين بالتزاماته يتبع الدائن إجراءات طويلة تستغرق زمنا طويال.
ففي المسائل التجارية نصت المادة 00ق.ت.ج على أنه :إذا لم يتم الدفع في الستحقاق جاز للدائن خالل خمسة
ً
عشرة ( )27يوما من تاريخ تبليغ عاد حاصل للمدين أو الكفيل العيني من الغير إذا كان له محل أن يشرع في البيع العلني
لألشياء المرهونة.
أما الفوائد القانونية ،ما يمكن أخذه من حكم المواد 479 ،477 ،474ق.ت.ج .أن المشرع الجزائري أجاز التعامل
بها في بعض املجالت وحرمها في البعض الخر.
نص القانون التجاري الجزائري -متأثرا بالتشريع الفرنس ي -على ثالث أنواع من األعمال التجارية وهي:
وذهب الفقهاء إلى حد القول بوجود أعمال مختلطة ،بحيث يكون العمل الواحد تجاريا بالنسبة
10
لطرف من أطراف العقد ومدنيـا بالنسبة للطرف الخر.
تسمى هذه األعمال أيضا باألعمال األصلية أو بحسب القانون ،وهذه األعمال حسب نص المادة ( 91ق.ت.ج) هي:
11
أ -1-األعمال التجارية المنفردة
يدخل ضمن هذه األعمال ،كل شراء منقولت لعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها وشراء العقارات لعادة
بيعها ،العمليات المصرفية والسمسرة وعمليات الوساطة لشراء وبيع العقارات أو املحالت التجارية...
وعليه فإن هذه األعمال أعتبرها المشرع أعمال تجارية ولو تمت مرة واحدة ومن قبل أشخاص ل يتمتعون بالصفة
التجارية .وسنحاول الوقوف أمام البعض منها ولو باختصار.
ما يمكن استخالصه من هذا التعريف أنه يشترط في المقاولة توافر شرطين لكسب الصفة التجارية:
منتظمة أ .تكرر العمل التجاري :فالعمل المنفرد ل يكفي لقيام المقاولة ،بل لبد من تكرار العمل بطريقة
واعتيادية.
ب ـ وجود تنظيم منهي :يهدف إلى القيام بهذا العمل ،ويتمثل في مجموع من الوسائل المادية واألدوات والعمال ،ووضع
هذه العوامل جميعا في مكان خاص ،والمضاربة عليها قصد الغرض المقصود إل وهو الربح.
وبالرجوع إلى المادة الثانية ( )91ق.ت.ج ،نجد المشرع الجزائري – قانون التجاري الجزائري -نص على أحدى عشرة
( )22نوعا من األعمال التجارية في شكل المقاولت.
12
ب /األعمال التجارية بحسب الشكل
نص عليها القانون التجاري الجزائري في المادة الثالثة ( )90بقولها" :يعد عمال تجاريا بحسب شكله":
-التعامل بالسفتجة بين كل التجار
-الشركات التجارية
-وكالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها
-العمليات المتعلقة باملحالت التجارية
-كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية والجوية
يطلق عليها أيضا "سند السحب ،والكمبيالة" ،واعتبرها المشرع الجزائري من األعمال التجارية بحسب الشكل،
والسفتجة هي محرر مكتوب وفقا لقواعد حددها المشرع الجزائري في المادة 069ق.ت.ج ،تتضمن أمرا صادرا من
شخص هو الساحب إلى شخص آخر هو المسحوب عليه بأن يدع ألمر شخص ثالث هو المستفيد مبلغا معينا من
النقود بمجرد الطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعين.
وتعتبر السفتجة من أهم األوراق التجارية ألنها تتضمن جميع العمليات التي يدور حولها قانون الصرف وتفترض
السفتجة وجود ثالث أشخاص .وشكلها على النحو التالي؛
المبلغ 05555دينارجزائري
توقيع الساحب
13
ب -2-الشركات التجارية
لقد اتجه المشرع إلى اعتبار أنواع معينة من الشركات من قبيل الشركات التجارية حتى ولو كانت تقوم بنشاط مدني،
قاصدا بذلك إخضاع هذه األشكال من الشركات لقواعد القانون التجاري سيما ألحكام الفالس حماية لمن يتعاملون
معها.
ومثال ذلك شركات التضامن ،شركات المساهمة ،شركات التوصية ،شركات ذات المسؤولية املحدودة.
تلك المكاتب التي تؤدي خدمة للجمهور لقاء أجر معين أو مقابل نسبة معينة من قيمة الصفقة التي توسط بها،
ومثال ذلك تخليص البضائع من الجمارك ،تسجيل براءات الختراع...
أعتبر المشرع الجزائري حسب الفقرة 94المادة 90من القانون التجاري جميع العمليات المتعلقة باملحل التجاري
من بيع وشراء وتأجير ورهن من األعمال التجارية بحسب الشكل بغض النظر عن شخصية القائم بالعمل تاجرا كان أم
غير تاجر.
لقد جاء نص المشرع الجزائري مطلقا ،حيث أضفى الصفة التجارية على عقود تجارية متعلقة بالجارة البحرية
والجوية ،وما يمكن مالحظته أن النص اقتصر الصفة التجارية على العقود وحدها دون سائر اللتزامات الناشئة عن
المصادر األخرى .
نص المشرع الجزائري على هذا النوع من األعمال التجارية في الماجة الرابعة بقولها" :يعد عمال تجاريا بالتبعية:
-األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره؛
-اللتزامات بين التجار؛
ويقتض ي دراسة هذا النوع من األعمال الوقوف أمام النقاط التالية:
14
أما فيما يتعلق باألساس المنطقي أو العملي :يقتض ي إضفاء الصفة التجارية على كل األعمال التجارية المتعلقة
بمهنة التاجر ،حتى تكون الحياة التجارية وحدة ل تتجزأ ولكي تخضع جميع األعمال لنظام قانوني واحد ،سواء تعلق األمر
بالقانون الواجب التطبيق أو بالختصاص القضائي.
أما األساس القانوني ،لقد أستند لنص المادة الرابعة المذكورة أعاله.
-شروط النظرية :وتتمثل هذه الشروط في:
-2صدور العمل من التاجر ،أي توفر صفة التاجر في الشخص القائم بالعمل.
-1أن يكن العمل متعلقا بممارسة تجارية أو ناشئا عن اللتزامات بين التجار ،ومثال ذلك أن يشتري تاجر جهازا
للتبريد ،فالعملية هي مدنية ،إل أنها تجارية لتعلقها بالنشاط التجاري الذي يمارسه التاجر.
ل يقتصر تطبيق النظرية على العالقات التعاقدية بل يمتد أيضا إلى العالقات غير التعاقدية.
أ -ال لتزامات التعاقدية :هناك كثيرة في هذا املجال منها:
-شراء التاجر أثاثا ملحله
-عقد التأمين ضد الحريق أو السرقة
-عقد اليجار
-جميع العمليات التي يجريها التاجر مع البنوك
-عقد الستخدام...إلخ
ب -اللتزامات غير التعاقدية :وهي اللتزامات التي تحدث بسبب النشاط التجاري اللتزام الناش ئ عن المنافسة غير
المشروعة ،اغتصاب السم التجاري لتاجر آخر.
مالحظة :هناك أيضا بعض األعمال المدنية بالتبعية وهي اللوازم واألدوات التي يشتريها المزارع والطبيب لممارسة
مهامهما.
وهذه األعمال لم يــنص عليها المشرع وإنما أضافها الفقه ،وتلك األعمال هي تجارية لطرف ومدنية بالنسبة للطرف
الثاني ،ونشأ عن هذا النوع من األعمال عدة مشاكل ،فيما يخص الثبات والختصاص القضائي.
15
بينا فيما تقدم أن المشرع الجزائري في تحديد نطاق القانون التجاري أعتمد على المذهبين معا ،النظرية الموضوعية
القائمة على األعمال التجارية ،والنظرية الشخصية – الذاتية -القائمة على الشخص الذي يباشر أو يمارس األعمال
التجارية.
وتكتسب صفة التاجر أهمية بالغة تتمثل في المركز القانوني الخاص لمن له تلك الصفة أو الثار القانونية التي
تترتب عليها .إذ وضع المشرع نظاما قانونيا خاصا ل يخضع له ال من له صفة التاجر من الناحية القانونية.
-التزامات التاجر؛
/1تعريف التاجر
المعدل والمتمم لألمر 76/57المؤرخ في 2657-96-19والمتضمن القانون التجاري" :يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو
معنوي يمارس عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له ،ما لم يقض القانون بخالف ذلك".
يتضح من نص هذه المادة أن المشرع الجزائري أستند في تحديد صفة التاجر إلى نظرية األعمال التجارية ،أي ل
يرتبط بانتمائه إلى هيئة أو حرفة أو طائفة معينة.
كما أن احتراف األعمال التجارية ل يقتصر على األشخاص الطبيعيين – األفراد -بل تحترفها أيضا األشخاص
المعنوية مثل الشركات التجارية.
كما يمكن أخذه من نص المادة األول ى -حسب التعديل الجديد – أن المشرع الجزائري استبدل مصطلح حرفة
بكلمة مهنة ،وإن كان يراها البعض أوسع من مصطلح الحرفة.
أ /التاجر الظاهر :ومثاله الشخص الذي أعلن للجمهور عن افتتاح محله التجاري وإن لم يمارس عمال تجاريا .وفي
نظر البعض أنه "لحماية الناس والتاجر معا".
ب /التاجر المستتر :وهو الشخص الذي يمارس التجارة باسم مستعار ،أو عندما يستتر وراء شخص آخر ،في
الغالب بذلك األشخاص الذين لم يسمح القانون ممارسة التجارة كالموظفين والقضاة...إلخ.
وفي نظر البعض أن الحكمة من اعتبار هؤلء تجارا هي حماية الغير الذي يعتمد على الوضع الظاهر.
وما يالحظ من جهة أخرى على أدبيات الدراسة أن الفقه لم يو ِل أهمية بالغة لتعريف التاجر.
16
/2شروط اكتساب صفة التاجر
من خالل استقرائنا ألدبيات الدراسة التي تناولت هذا الموضوع نستشف أن كل التشريعات – وإن اختلفت -تعتبر
أنه ل يعد تاجرا ال الشخص أو األشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية المنصوص عليها في تشريعاتها املختلفة.
وبالرجوع إلى نص المادة األول ى (ق.ت.ج) التي تنص" :يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا
ويتخذه مهنة معتادة له ،ما لم يقض القانون بخالف ذلك".
وأضاف الفقه شرطا ثالثا وهو :أن يقوم التاجر بممارسة العمل التجاري لحسابه الخاص.
كما تضيف بعض التشريعات مثل ألمانيا شرطا آخرا لكتساب صفة التاجر وهو القيد في السجل التجاري.
-2مفهوم الحتراف :يقصد به ممارسة األعمال التجارية بصورة منتظمة بقصد اتخاذه مهنة لشباع حاجاته .وأن
تكون ممارسة العمل التجاري بصورة متكررة.
-0محل الحتراف وإثباته :يجب أن يكون محل(موضوع) الحتراف مشروعا ،أي غير مخالف للنظام العام.
ويتم إثبات الحتراف بكافة طرق الثبات ،ويقع عبء الثبات على من يدعي .وإثبات الحتراف مسألة موضوعة يفصل
فيها قاض ي الموضوع ول يخضع في فصله لهذه الوقائع ال لرقابة املحكمة العليا.
ويتم إثبات الحتراف أيضا بالقيد في السجل التجاري ،وهذا وفقا للتعديل الصادر سنة ،2669فيما يخص المادة 12
ق.ت.ج.
-3نهاية الحتراف :يتم ذلك عن تصفية أعماله التجارية أو في حالة شهر إفالسه...إلخ.
ب /أن يتم االحتراف على وجه االستقالل أي قيام الشخص بأعمال تجارية لحسابه الخاص
إن اعتياد الشخص لألعمال التجارية بطريقة منتظمة ل يكفي لكتساب صفة التاجر ،لبد أن يتخذ منها مصدرا
رئيسيا لالرتزاق .وعليه فإذا قام شخص بأعمال تجارية لغير حسابه فال يتحمل تلك املخاطر .كما أن الشريك في شركات
17
المساهمة وشركات ذات المسؤولية املحدودة – عكس الشريك في شركات التضامن – ل يسأل عن التزامات الشركة ال
بقدر الحصة التي قدمها.
لكتساب صفة التاجر يجب أن يكون الشخص متمتعا باألهلية الالزمة لحتراف التجارة .أما فيما يخص أهلية
الشخص العتباري ،أوضحت المادة 79من القانون المدني الجزائري.
ولم يتضمن القانون التجاري الجزائري حكما خاصا بسن الرشد التجاري ،وبالرجوع إلى القواعد العامة ،نجد المادة
49الفقرة الثانية حددت سن الرشد ب 26سنة كاملة .مع مراعاة ما تنص عليه المادتان 41و 40من القانون المدني
فيما يخص عوارض األهلية.
مع العلم ،أن هناك فئة من األشخاص ممنوعون من ممارسة التجارة مثل موظفي الدولة ورجال الدين ،األطباء...الخ.
والحكمة من وراء ذلك تفاديا لستغالل النفوذ على حرية التعاقد.
-ترشيد القاصر:
نصت المادة الخامسة ( )97ق.ت.ج على أنه" :ل يجوز للقاصر المرشد ذكرا أم أنثى البالغ من العمر ثمانية عشر
( )21سنة كاملة والذي يريد مزاولة التجارة أن يبدأ في العمليات التجارية كما ل يمكن اعتباره راشدا بالنسبة للتعهدات
التي يبرمها عن أعمال تجارية.
-إذا لم يكن قد حصل مسبقا على إذن من والده أو أمه أو على قرار من مجلس العائلة مصادق عليه من املحكمة،
فيما إذا كان والده متوفى أو غائبا أو سقطت عنه سلطته األبوية أو استحال عليه مباشرتها أو في حال انعدام األب أو األم.
-يجب أن يقدم هذا الذن الكتابي ً
دعما لطلب التسجيل في السجل التجاري.
ما يــستـفـاد من هذه المادة أن المشرع الجزائري بقدر ما ّ
خول للقاصر الذي بلغ 21سنة ،حق ممارسة التجارة بقدر
ما علق ذلك وجوب توافر شروط معينة وهي:
-أن يوضع هذا الذن الكتابي دعما لطلب التسجيل لدى مصلحة السجل التجاري
18
-المرأة المتزوجة:
للمرأة المتزوجة في القانون الجزائري األهلية الكاملة لمباشرة التجارة ،وذلك دون قيد شأنها شأن الرجل ،هذا ما
نصت عليه المادة ( )91ق.ت.ج ،بقولها" :تلتزم المرأة شخصيا باألعمال التي تقوم بها لحاجات تجارتها ويكون للعقود
بعوض التي تتصرف بمقتضاها في أموالها الشخصية لحاجات تجارتها كامل األثر بالنسبة للغير.
ومن جهة أخرى نجد المادة التاسعة ( )96ق.ت.ج ،أوضحت على أنه ل يعتبر زوج التاجر تاجرا إذا كان يمارس نشاطا
تابعا لنشاط زوجه ول يعتبر تاجرا إل إذا كان يمارس نشاطا تجاريا منفصال.
-التاجر األجنبي :تماشيا مع الصالحات التي عرفتها الجزائر مع بداية التسعينات (تعديل الدستور بتاريخ
ّ
2616/91/10وكذا قانون الستثمار،أمر رقم .)..90./92فإنه حسب البعض يسري التاجر األجنبي سواء كان طبيعيا أو
معنويا أحكام األهلية المنصوص عليها في القانون الجزائري ،إضافة إلى رخصة تسلم من الهيئة املختصة ولئ ــيا.
نظم المشرع الجزائري مهنة التاجر فعندما يكسب صفة التاجر يصبح في مركز قانوني ويترتب عليه الخضوع
لواجبات قانونية .ومن أهم هذه الواجبات (التزامات) التي يفرضها القانون التجاري على التجار عموما:
فرض المشرع على كل شخص يكتسب صفة التاجر مسك دفاتر معينة يدون فيها كافة العمليات التجارية التي يقوم
بها في حياته التجارية وما ينتج عنها من حقوق له أو التزامات على عاتقه.
وحسب أدبيات الدراسة فإن أصل التزام بمسك الدفاتر التجارية يرتد إلى عرف قديم سار عليه التجار منذ عهد
الصيارفة الرومانيين الذين وضعوا النواة األول ى للمحاسبة التجارية.
19
تعريف الدفاتر التجارية :عبارة عن سجالت يقيد فيها التاجر عملياته التجارية (إيراداته ونفقاته أو ما باألصول
والخصوم) ومن خالل هذه السجالت يتضح مركزه المالي وظروف تجارته.
وعالج المشرع الجزائري – القانون التجاري الجزائري – الدفاتر التجارية في المواد من 96إلى.21
أهمية الدفاترالتجارية:
-تمثل الدفاتر التجارية المنظمة مرآة صادقة تعكس سير أعمال التاجر وتبين مركزه المالي.
-إن الدفاتر التجارية متى كانت منتظمة هي أداة إثبات في المنازعات التي تحصل بين التجار أنفسهم ومع المتعاملين
معهم.
-الدفاتر وسيلة عادلة لربط الضرائب.
-الدفاتر التجارية وسيلة أمان ضد الفالس بالتقصير.
أ -2-األشخاص الملزمون بمسك الدفاترالتجارية:
حسب المادة التاسعة ( )96والعاشرة ( )29ق.ت.جّ ،
فإنه يتعين على كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة التاجر
إمساك الدفاتر التجارية.
عقوبات نصت عليهـا المـواد 059و 052و 054ق،ت،ج ،والخـاصة بالفالس بالـتقصـير والفالس
بالتـدليس ،والـتي تخص كـل من يتوقف عـن الدفع ولـم تـكن دفـاتـره منتظمة ،أو لـم يكن قـد أمسك حـسابات حـسب
عرف المهنة ،أو الـذي تـوقف عن الـدفـع ويـكون قد أخـفى حـساباتـه كلها أو بعـضهـا.
20
والـمالحظ أنـه وبالرجوع إلـى نص المادة 096ق،ت،ج،التي تحيلنا إلى نص المادة 010ق ،العقوبات الجزائـري ،تـبين
لنا العقوبات الـتي تفرض عـلى من تثبت إدانتـهم بالتـفليس بالـتقصـير أو بالتدليس ،والـتي تـتراوح ما بين الحبس من شـهرين
إلى سنتين فيما يخص الفالس بالتقصـير ،والـحبس من سـنـة إلى خمس( )97سنوات بالنـسبة لإلفالس بـالتدليس.
كـما يجـوز عالوة عـلى ذلـك تطبيق العقوبات المنصوص علـيها في المادة 24ق،ع،ج ،عـلى المفـلس بـالتـدليس.
إن دراسة القيد في السجل التجاري ،تقتض ي ،الوقوف أمام مفهوم السجل التجاري ،وظائف السجل التجاري،
الملزمون بالقيد في السجل التجاري ،الثار المترتبة عن القيد في السجل التجاري ،الجزاءات المترتبة عن القيد في
السجل التجاري ...وهذا ما نقف أمامه في المطالب التالية:
ب -1-1-تعريف السجل التجاري :عبارة عن دفتر تفرد فيه لكل تاجر كان سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا صفحة
يدون فيها البيانات الخاصة بهؤلء األشخاص ونشاطهم التجاري تحت رقابة وإشراف الدولة.
وأهم ما ميز هذه الفترة أن المشرع الجزائري أخذ موقفا وسطا بين الوظيفة الدارية والوظيفة الشهارية للقيد في
السجل التجاري.
وعرف السجل التجاري الجزائري فيما بعد –خاصة مع بداية التسعينات – عدة نصوص تشريعية وتنظيمية –
غيرت وظيـفـته أهمها:
-قانون 11/69المؤرخ في 21أوت 2669المتعلق بالسجل التجاري ،المتمم بالقانون 24-62المؤرخ في 24
ديسمبر ،2662ثم عدل وتمم باألمر 95/69المؤرخ في 29يناير ،2669والتي نصت المادة 26منه على أن" :التسجيل في
21
السجل التجاري عقد رسمي يثبت كامل األهلية القانونية لممارسة التجارة ويترتب عليه الشهار القانوني الجباري" .إل أن
هذا القانون - 11/69-ألغي سنة .1994
-مرسوم تنفيذي رقم 91-61مؤرخ في 21فبراير سنة ،2661المتضمن القانون األساس ي الخاص بالمركز الوطني
للسجل التجاري وتنظيمه ،المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 05-22المؤرخ في 99فبراير سنة .1922
-مرسوم تنفيذي رقم 96-61مؤرخ في 21فبراير سنة ،2661المتضمن القانون األساس ي الخاص بمأموري المركز
الوطني للسجل التجاري ،المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 01-22المؤرخ في 99فبراير سنة .1922
-مرسوم تنفيذي 06/65المؤرخ في 91يناير سنة 2665المتعلق بمدونة النشاطات القتصادية الخاضعة للقيد في
السجل التجاري المعدل والمتمم.
-مرسوم تنفذي رقم 021-1999مؤرخ في 29أكتوبر سنة ،1999المذكور أعاله.
-قانون 91/94المؤرخ في 24غشت ،1994المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية ،المعدل والمتمم بقانون
وعوض قانونّ ّ
99-20المؤرخ في 10يوليو سنة ،1920خاصة المواد ،...27 ،22 ،91هذا القانون -91/94 -الذي ألغـى ِ
11-69المذكور أعاله.
-قرار مؤرخ في 20يوليو سنة ،1922الذي يحدد مدة صالحية مستخرج السجل التجاري الممنوح للخاضعين
لممارسة بعض األنشطة ،الملغى أخيرا بموجب قرار المؤرخ في 20يناير سنة .1927
-مرسوم تنفيذي 222/27المؤرخ في 90مايو سنة ،1927يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في السجل
التجاري.
-مرسوم تنفيذي رقم 104-27المؤرخ في 16غشت سنة ،1927يحدد شروط وكيـفيات ممارسة األنشطة والمهن
المنظمة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري.
... -إلخ.
// -القتصادية //
// -القانونية //
وهؤلء األشخاص تناولتهم أحكام المادتان 26و 19من القانون التجاري الجزائري ،وكذا المواد من 5إل ـى 29من
المرسوم التنفيذي رقم 222-27المذكور أعاله.
22
-كل تاجر شخص طبيعي أو معنوي.
-كل مؤسسة تجارية مقرها في الخارج وتفتح في الجزائر وكالة أو فرعا أو أي مؤسسة أخرى.
-كل ممثلية تجارية أو وكالة تجارية تابعة للدول أو الجماعات أو المؤسسات العمومية األجنبية التي تمارس نشاطا
على التراب الوطني.
-كل مؤسسة حرفية وكل مؤدي خدمات ،سواء كان طبيعيا أو معنويا.
-كل شخص معنوي تجاري بشكله أو بموضوعه التجاري مقره في الجزائر أو يفتح بها وكالة أو فرعا أو أية مؤسسة
أخرى.
-كل شخص طبيعي أو معنوي يمارس نشاطا يخضع قانونا للقيد في السجل التجاري.
عــقوبات حددتها المادة 09من القانون ،91/94والتي تتمثل في كون أنه زيادة على ضباط وأعوان الشرطة القضائية
المنصوص عليهم في قانون الجراءات الجزائية(المــادة24ومــايليه ــا) ،يؤهل للقيام بعمليات المراقبة ومعاينة الجرائم
المنصوص عليها في هذا القانون ،الموظفون التابعون لألسالك الخاصة بالمراقبة التابعة لإلدارات المكلفة بالتجارة
والضرائب.
23
و تـتم كيفيات مراقبة ومعاينة الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وفقا لنفس الشروط واألشكال املحددة في
التشريع والتنظيم المعمول بهما المطبقين على الممارسات التجارية.
كما أوضحت المادة 02من القانون 91/94على أنه يقوم األعوان المؤهلون والمذكورون في المادة 09أعاله بغلق
محل كل شخص طبيعي أو اعتباري يمارس نشاطا تجاريا قارا دون التسجيل في السجل التجاري إلى غاية تسوية مرتكب
الجريمة لوضعيته,.
زيادة على إجراء الغلق ،يعاقب مرتكب الجريمة بغرامة من 29.999دج إلى 299.999دج.
24
املحورالثاني :الشركات التجارية
إن مزاولة األعمال التجارية ل يقتصر فقط على األشخاص الطبيعيين ،بل تمارس أيضا من طرف الشركات التجارية
بمختلف أنواعها .فهي صاحبة المشاريع التجارية الضخمة التي يعجز الفرد عن القيام بها بمفرده ،فالشركات التجارية
تساهم في إنعاش القتصاد عن طريق الستثمارات التجارية ،خصوصا ما يتعلق بالتجارة الدولية و منه سنتعرض ألحكام
الشركات التجارية من حيث تعريفها و تمييزها عن العقود المشابهة لها ثم طبيعتها القانونية و أخيرا تقسيماتها .
لم يتطرق المشرع إلى تعريف الشركات التجارية مما يتعين اللجوء إلى األحكام العامة المنصوص عليها في القانون المدني،
فالمادة 429من القانون المدني الجزائري عرفت الشركة بأنها " :الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو
اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط م ــشترك بتقديم حصـ ـ ــة من عمل أو مال أو نقد ،بهدف اقتـ ــسام الربح الذي قد
ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذو منفعة مشتركة ،كما يتحملون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك" .
يتضح من خالل هذا التعريف بأن الشركة هي عقد يبرم بين شخصين أو أكثر سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو معنويين
بـ ــهدف تحقيق الربح أو الوصول إلى أهداف اقتصادية ذات منفعة مشتركة .لقد تطرق المشرع الجزائري إلى الشركات
التجارية في الكتاب الخامس ابتداء من المادة 744إلى غاية المادة 141من القانون التجاري ،و آخر تعديل تعرض له
المشرع الجزائري بالنسبة للشركات التجارية هو القانون رقم 19/27مؤرخ في ، 1927/21/09الصادر بالجريدة الرسمية
عدد 52المؤرخة في 1927/21/ 09المعدل و المتمم للقانون التجاري و تطرق إلى تعديل أحكام شركة ذات المسؤولية
املحدودة من حيث رأس مال الشركة و من حيث عدد الشركاء املحدد ب 79شريك كحد أقص ى طبقا للمادة 769من
القانون التجاري.
25
فهي التي تمارس األعمال المدنية ،وقد نص عليها المشرع في الفصل الثالث تحت عنوان "عقد الشركة " و خصص لها 00مادة
قانونية ابتداء من المادة 429إلى غاية المادة 446من القانون المدني الجزائري .
ب -تخضع الشركات التجارية لاللتزامات المنصوص عليها في القانون التجاري بما فيه القيد في السجل التجاري ومسك الدفاتر
التجارية وتخضع لنظام الفالس و التسوية القضائية بينما الشركات المدنية فهي ليست ملزمة بمسك الدفاتر التجارية و ل
القيد في السجل التجاري و هي تخضع لنظام العسار .
ت -تكتسب الشركات التجارية الشخصية المعنوية من تاريخ قيدها في السجل التجاري طبقا للمادة 746من القانون التجاري
بالمقابل من ذلك فان الشركات المدنية تكتسب الشخصية المعنوية من يوم تكوينها و استيفاء إجراءات الشهر.
ث -تتقادم الدعاوى التي ترفع ضد الشركاء في الشركات التجارية بمض ي خمس سنوات من تاريخ نشر انحالل الشركة في السجل
التجاري طبقا للمادة 555من القانون التجاري ،بينما الشركات المدنية فال تتقادم فيها الدعاوى على الشركاء إل بمرور 27
سنة طبقا للمادة 091من القانون المدني.
ج -إن مسؤولية الشركاء في الشركات التجارية تتحدد حسب نوع الشركة ،ففي شركات األشخاص الشركاء مسؤولون عن ديون
الشركة بصفة تضامنية و مطلقة أما في شركات األموال فإن الشركاء مسؤولون عن ديون الشركة بحسب أسهمهم في الشركة،
أما الشركات المدنية فالشركاء ل يسألون مسؤولية تضامنية و لكنهم مسؤولون مسؤولية شخصية عن ديون الشركة حتى في
أموالهم الخاصة.2
-2-2تمييز الشركة عن الجمعية :عرفت الفقرة األول ى من المادة 1من قانون 02/69المؤرخ في 4ديسمبر 2669المتعلق
بالجمعيات في الجزائر ،الجمعية على الشكل التالي" :تمثل الجمعية اتفاقية تخضع للقوانين المعمول بها ويجتمع في إطارها
أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي ولغرض غير مربح " و منه فان الجمعية ل ته ــدف إلى تحقيق األرباح،
فغرضها يكمن في تح ـ ــقيق أهداف علمية ثقافية اجتماعية ،أما الشركات التجـ ـ ــارية فهي تهدف إلى تحقيق الربح من خالل
الستثمارات التجارية التي تقوم بها.
-3الطبيعة القانونية للشركة
إن الشركات التجارية تدخل في طائفة األعمال التجارية بحسب الشكل ،المنصوص عليها في المادة الثانية من القانون التجاري
و كذا المادة 744من القانون التجاري و هي شركة التضامن ،شركة التوصية و شركة ذات المسؤولية املحدودة و شركة
المساهمة أما باقي الشركات فينظر إلى غرضها إن كان تجاريا يطبق عليها القانون التجاري و إن كان مدنيا يطبق عليه القانون
المدني ،إل أن مسألة تحديد الطبيعة القانونية للشركات التجارية هي محل جدل فقهي ظهر بشأنه ثالثة نظريات :
-2-0النظرية العقدية :يرى أنصار هذه النظرية أن الشركة عبارة عن عقد يلتزم بموجبه شخصان أو أكثر بأن يساهم كل
منهم في مشروع بغرض تحقيق الربح و ذلك بتقديم حصة مالية أو عينية أو عمل مع نية اقتسام األرباح و الخسائر
و منه فان الشركة في هذه الحالة عبارة عن عقد يخضع لمبدأ سلطان الرادة في تنظيم حقوق والتزامات الطرفين وشكل
الشركة وغرضها ومدتها وجنسيتها و طرق حل المنازعات التي قد تنشأ بين الشركاء.
-1-0النظرية النظامية للشركة :ظهرت هذه النظرية عندما بدأت الدول تتدخل في النشاط القتصادي والجتماعي ،
و ذلك بسن نصوص آمره تنظم أحكام الشركات .يرى أنصار هذه النظرية أن الشركة تقوم على تنظيم قانوني ألحكام
26
ّ
الشركات عن طريق إدراج قيود على الحرية التعاقدية وبالتالي فإنه ل يجوز للشركاء مخالفة القواعد المرة لنظام الشركات و
منه فأن الشركة عبارة عن شخص معنوي ذو كيان مستقل يسيطر على الرادة الفردية التي ساهمت في إنشائه.
-0-0النظرية املختلطة :إن هذه النظرية تجمع بين الفكرة التعاقدية و الفكرة التنظيمية لتحديد الطبيعة القانونية للشركة،
فالشركة عبارة عن خليط بين الفكرتين :الفكرة التعاقدية تظهر في شركات األشخاص بحيث ل يمكن تعديل العقد
التأسيس ي إل بإجماع الشركاء بالمقابل من ذلك فان الفكرة النظامية تظهر في شركات األموال .فعقد الشركة ليس كغيره من
العقود التي يقتصر أثرها على ترتيب اللتزامات على عاتق أطرافها ،بل هو عقد يؤدي إلى إنشاء شخص معنوي له كيان
قانوني مستقل عن أشخاص الشركاء فيكتسب الحقوق ويتحمل اللتزامات ،و هذا ما يصطلح عليه بالشخصية المعنوية
للشركة .
-4تقسيمات الشركات:
تنقسم الشركات التـ ــجارية إلى شركات تجارية بحسب شكلها وشركات تجارية بحـ ــسب موضوعها تعتبر شركة الت ــضامن وشرك ــة
التوصية والشركة ذات المسؤولية املحدودة وشرك ــة المساه ــمة شركـات تجاري ــة بحسب شك ــلها مهما يكن موضوعها طبقا
للمادة 744من القانون التجاري .يطبق عليها القانون التجاري مهما كان غرضها إذ تعد عمال تجاريا بحسب الشكل
المنصوص عليه في المادة الثالثة من القانون التجاري ،فتكتسب صفة التاجر بالنظر إلى شكلها و ليس إلى نشاطها وتعتبر
تجارية حتى و لو مارست أعمال مدنية .أما الطائفة الثانية هي الشركات التجارية بحسب موضوعها فهي لم تحدد على سبيل
الحصر بل ينظر فقط إلى موضوعها أو نشاطها الرئيس ي فإذا كان تجاريا يطبق عليها القانون التجاري وإذا كان غرضها مدنيا
يطبق عليها القانون المدني .كما تنقسم كذلك إلى شركات األشخاص ،شركات األموال وشركات مختلطة تجمع بين خصائص
شركات األشخاص وشركات األموال.
-بالنسبة لشركات األشخاص ،فتتمثل في شركة التضامن وشركة املحاصة ،فالشركاء فيها يكتسبون الصفة التجارية
وهم مسؤولون عن ديون الشركة بصفة مطلقة و تضامنية و غير محدودة وأن إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس الشركاء.
-أما بالنسبة لشركات األموال فتتمثل في شركة المساهمة فالشركاء فيها ل يكتسبون الصفة التجارية وهم مسؤولون عن ديون
الشركة على حسب أسهمهم في الشركة و أن إفالس الشركة ل يؤدي إلى إفالس .
-أما بالنسبة للشركات املختلطة فتتمثل في شركة التوصية التي تتضمن على نوعيين من الشركاء و هم شركاء موصون
يخضعون ألحكام شركات األموال ل يكتسبون الصفة التجارية و هم مسؤولون عن ديون الشركة على حسب أسهمهم في
الشركة و أن إفالس الشركة ل يؤدي إلى إفالس الشركاء ،و شركاء متضامنون يخضعون ألحكام شركة التضامن من حيت أنهم
يكتسبون الصفة التجارية و هم مسؤولون عن ديون الشركة بصفة مطلقة و تضامنية و غير محدودة و أن إفالس الشركة
يؤدي إلى إفالس الشركاء. .
-شركة ذات المسؤولية املحدودة التي تجمع بين خصائص شركات األموال و خصائص شركات األشخاص في نفس الوقت و لقد
تطرق إليها المشرع الجزائري من المادة 794إلى غاية المادة 762من القانون التجاري و تدخل المشرع الجزائري في سنة 1927
و عدل بعض أحكام شركة ذات المسؤولية املحدودة بموجب القانون رقم 19/27المؤرخ في 1927/21/09خصوصا ما يتعلق
بعدد الشركاء املحدد بخمسين ( ) 79شريكا كحد أقص ى طبقا للمادة 769من القانون التجاري وكذا رأسمالها الذي أعطى
27
المشرع الحرية للشركاء في تحديده كما أجاز هذا القانون تقديم حصة عمل في الشركة ذات المسؤولية املحدودة بعد ما كان
سابقا مقتصرا على حصة عينية و نقدية فقط. .
-7تكوين الشركات التجارية و جزاء تخلف أركانها
يشترط لنشاء الشركة توفر األركان العامة للتعاقد المتمثلة في الرض ى و املحل و السبب إضافة إلى ذلك يجب توفر األركان
الموضوعية الخاصة المتمثلة في تعدد الشركاء و تقديم الحصص و نية المشاركة و اقتسام األرباح و الخسائر .كما يشترط
لقيام الشركة التجارية إفراغها في عقد رسمي طبقا للفقرة األول ى من المادة 747من القانون التجاري .
-1-0أركان الشركة
-1-1-0األركان الموضوعية :لكي يتم إنشاء الشركة يجب توفر األركان العامة للتعاقد وهي الرضا واألهلية واملحل والسبب.
الرضا :يجب أن يكون رضا الشركاء خاليا من عيوب الرادة المتمثلة في الكراه والغلط والتدليس إذ يجوز لمن وقع في غلط أن
يطالب إبطال عقد الشركة كمن يعتقد بأنه انظم إلى شركة ذات المسؤولية املحدودة ويتضح فيما بعد أنها شركة تضامن ،أما
التدليس فيقصد منه إيقاع المتعاقد في غلط باستعمال الطرق الحتيالية بما ل يتفق مع الحقيقة ،أما الكراه فيقصد منه
التأثير على إرادة الشخص و إرغامه على التعاقد
األهلية :يشترط لقيام أهلية إبرام عقد الشركة أن يكون الشريك قد بلغ سن 26سنة كاملة طبقا للمادة 49من القانون
المدني وأن يكون متمتعا بقواه العقلية و لم يحجر عليه .وكاستثناء عن هذا األصل فإن القانون التجاري أجاز للقاصر
المرشد ممارسة األعمال التجارية طبقا للمادة الخامسة من القانون التجاري يسمى بالقاصر المرشد الذي وصل سن 21سنة
كاملة و تحصل على إذن للممارسة التجارة مصادق عليه من طرف املحكمة املختصة فإذا تحققت هذه الشروط فيجوز له
النضمام للشركة .و يثار إشكال بالنسبة لمسألة انضمام القاصر غير ال مرشد للشركة ففي هذه الحالة يجب التمييز بين
حالتين :حالة النضمام إلى شركات األشخاص كشركة التضامن فان الشريك في هذا النوع من الشركات يكتسب صفة التاجر
و هو مسؤول عن ديون الشركة مسؤولية مطلقة و غير محدودة و منه تبطل الشركة .أما إذا كان انضمام القاصر لشركات
األموال التي تقوم على العتبار المالي كشركة المساهمة فمسؤولية الشريك فيها هي مسؤولية محدودة على حسب أسهمه في
الشركة و ل يكتسب صفة التاجر و منه فان عقد الشركة في هذه الحالة ل يبطل كأصل عام .ج.
املحل :يقصد بمحل الشركة الغرض الذي أنشأت من أجله وهو النشاط القتصادي الذي سوف تستثمر فيه الشركة فيجب
أن يكون هذا املحل مشروعا وغير مخالف للنظام والداب العامة فإذا أقيمت الشركة لالتجار باملخدرات فان مصيرها البطالن
ملخالفتها النظام العام.
السبب :وهو الباعث أو الدافع لتكوين الشركة المنصب على تحقيق الربح واقتسامه على الشركاء وذلك بالستثمار في أحدى
28
أقص ى طبقا لنفس المادة السابقة الذكر من القانون التجاري .واستثناءا عن هذا األصل فإن المشرع الجزائري في تعديل
القانون التجاري لسنة 2669أجاز إنشاء شركة بشريك واحد وهي مؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية املحدودة التي
تتكون من شريك واحد طبقا للمادة 794من القانون التجاري
ب .تعدد الحصص :يجب على كل شريك أن يساهم في تكوين الشركة و ذلك بتقديم حصة قد تكون نقدية أو عينية أو حصة
عمل ومجموع هذه الحصص المقدمة يشكل رأسمال الشركة *
الحصة النقدية :تنصب الحصة النقدية على مـ ــبلغ مالي محدد يقدمه الشريك مساهمة منه في تكوين رأسمال الشركة .
الحصة العينية :لقد أجاز القانون للشريك تقديم حصة عينية كتقديم قطعة ترابية أو مبنى أو منقول أو رسوم والنماذج
الصناعية أو العالمة التجارية ،فالحصة العينية يمكن أن تقدم على سبيل التملك بمعنى أن يتخلى الشريك بصفة نهائية عن
ملكيته للعين التي قدمها و بالتالي تنتقل ملكية هذه الحصة من الشريك إلى الشركة و يترتب عن ذلك إذا هلكت الحصة العينية
بعد انتقال ملكيتها للشركة فان تبعية الهالك تقع على عاتق الشركة .كما يمكن أن تقدم الحصة العينية على سبيل النتفاع
فقط ،كتقديم قطعة أرض لكي تستغلها الشركة في توسيع مشاريعها الستثمارية مع احتفاظ الشريك بملكيته لهذه األرض ،و
منه فإن تقديم الحصة على سبيل النتفاع يطبق عليها أحكام اليجار فإذا هلكت هذه الحصة العينية فان تبعية الهالك تقع
على عاتق الشريك الذي يلتزم بتقديم حصة أخرى .
حصة عمل :لقد أجاز القانون أن تكون حصة الشريك على شكل عمل و العمل الذي يمكن اعتباره حصة في الشركة هو
العمل الفني كعمل المهندس أو المدير ،أما العمل البسيط فال يجوز اعتباره حصة عمل في الشركة،
و الجدير بالذكر أن حصة العمل ل تدخل ضمن تكوين رأسمال الشركة و ل تدخل ضمن الضمان العام لدائني الشركة مع
الشارة بأن القانون التجاري الجزائري أجاز تقديم حصة عمل في شركة ذات المسؤولية املحدودة طبقا للمادة 795مكرر من
القانون التجاري بعد ما كان سابقا مقتصرا على حصة عينية و نقدية فقط ،كما يجب ال تكون كل حصص الشركاء عبارة عن
حصص عمل ألن ذلك سيقض ي على الضمان العام للدائنين .
ج .نية المشاركة :هو انصراف إرادة جميع الشركاء إلى المساهمة على قدم المساواة في تحقيق غرض الشركة عن طريق قبول
املخاطر املحتملة من الستثمار في مشروع الشركة ،و تعتبر نية الشتراك عنصرا معنويا يجب أن يكون قائما في كل الشركات و
يظهر هذا العنصر أكثر في شركات األشخاص التي تقوم على العتبار الشخص ي
د .اقتسام األرباح و الخسائر :إن هدف كل شركة هو السعي لتحقيق األرباح و تقسيمها على الشركاء و يقصد بالربح كل كسب
نقدي أو مادي يضاف إلى ثروة الشركاء و ل يمكن معرفة إن كانت الشركة قد حققت األرباح إل إذا تم جرد موجوداتها و ثبت
زيادة األصول عن الخصوم ،فالقانون ألزم كل تاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا القيام بعملية الجرد السنوي لمعرفة
األصول والخصوم و منه تحديد وضعية الشركة إذا حققت أرباحا أم ل و جرت العادة على توزيع األرباح في نهاية كل سنة مالية
.كما يمكن أن يكون خالصة الستثمار التجاري للشركة هو الخسارة التي تعني تجاوز الخصوم عن األصول ففي هذه الحالة
يجب توزيع الخسائر على كل الشركاء ،و ل يجوز وضع بيان في عقد الشركة يؤدي إلى إعفاء أحد الشركاء من تحمل الخسائر أو
حرمانه من األرباح و هو ما يسمى بشرط األسد ،فإذا تضمنت الشركة على هذا الشرط فان مصير هذه الشركة هو البطالن
29
ّ
طبقا للمادة 419من القانون المدني التي تنص على أنه " :إذا وقع التفاق على أن أحد الشركاء ل يسهم في أرباح الش ــركة و ل
في خسائرها ،كان عقد الشركة باطال ".
-3-1-0الركن الشكلي :إن عقد الشركة من العقود التي يمكن أن تستمر لفترات طويلة تصل إلى غاية 66سنة و من هذا
المنطلق اشترط المشرع الجزائري ضرورة إفراغ تأسيس الشركة في عقد رسمي بحيث نصت الفقرة األول ى من المادة 747
من القانون التجاري على " :تثبت الشركة بعقد رسمي و إل كانت باطلة " كما أكدت المادة 741من القانون التجاري على
وجود إيداع العقود التأسيسية والعقود المعدلة للشركات التجارية لدى المركز الوطني للسجل التجاري وتنشر حسب
األوضاع الخاصة بكل شكل من أشكال الشركات و إل كانت باطلة .
و منه فان العقد التأسيس ي للشركة يجب أن يكون رسميا محررا من طرف الموثق و كل التعديالت التي تطرأ على هذا العقد
يجب أن تخضع للرسمية مع ضرورة إشهار عقد الشركة حتى يعلم بها الغير و يتضمن عقد الشركة على مجموعة من البيانات
نصت عليها المادة 749من القانون التجاري كتحديد شكل الشركة ،مدتها غرضها ،عنوانها ،اسمها ،مركزها ،مبلغ رأسمالها .
مع الشارة بأن المادة 747من القانون التجاري اشترطت إثبات وجود الشركة التجارية بموجب عقد رسمي وتحت طائلة
البطالن إذا كان النزاع قائما بين الشركاء بالمقابل من ذلك فان الفقرة الثانية من نفس المادة أجازت إثبات وجود الشركة بكل
وسائل الثبات إذا تعلق النزاع بين الشركة كشخص معنوي و الغير .
يترتب على تخلف أحد األركان العامة و الخاصة للشركة بطالن العقد و يختلف نوع البطالن ،فقد يكون بطالنا مطلقا أو بطالنا
نسبيا .
أ /البطالن المطلق :يكون عقد الشركة باطال بطالنا مطلقا إذا انعدم فيه ركن الرضا أو كان محل الشركة أو سببها غير
مشروع أو مخالفا للنظام العام أو تخلف أحد األركان الموضوعية الخاصة كما لو كانت حصة أحد الشركاء غير موجودة
أو تضمن عقد الشركة على شرط األسد المنصب على استحواذ أحد الشركاء على أرباح الشركة أو إعفائه من تحمل الخسائر
.من خصائص هذا البطالن أنه من النظام العام و منه يجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك به سواء كان ذلك من طرف الشركاء
أو من طرف الغير و للمحكمة أن تقض ي ببطالن العقد من تلقاء نفسها .
ب /البطالن النسبي :يجوز طلب إبطال عقد الشركة إذ كان أحد الشركاء ناقصا لألهلية أو كانت إرادته تضمنت على عيب من
عيوب الرضا ومن خصائص هذا البطالن انه مقرر فقط لمصلحة الشخص الذي له الحق في طلب البطال ،فال يجوز لباقي
الشركاء أو الغير طلب البطال و ل يجوز للمحكمة أن تقض ي به من تلقاء نفسها .
ت /بطالن العقد لتخلف ركن الشكلية :إذا تخلف ركن الشكلية يؤدي إلى بطالن الشركة وكذا بطالن كل التعديالت التي ل
تستوفي الشكل الرسمي و هذا طبقا للمادة 747من القانون التجاري ،و هذا البطالن هو بطالن من نوع خاص يختلف عن
القواعد العامة للبطالة من حيث العال قة فيما بين الشركاء و فيما بين الشركة و الغير .
ففيما يخص العالقة بين الشركاء و الغير فال يجوز للشركاء التمسك في مواجهة الغير بالبطالن لعدم تحقق شرط الشكلية
لكونهم أهملوا التزاما قانونيا ،و منه ل يجوز لهم الستفادة من األخطاء التي ارتكبوها بالمقابل من ذلك فان الغير يجوز له
30
ّ
التمسك بالبطالن و لهم إثبات ذلك بكل طرق الثبات أما بالنسبة للعالقة فيما بين الشركاء فإنه يجوز لكل شريك التمسك
بالبطالن في مواجهة باقي الشركاء.
آث ـ ــارعق ـ ــد الشرك ـ ــة : -6
ينتج عن تكوين الشركة أثار هامة منها ما يتعلق باكتساب الشخصية المعنوية طبقا للمادة 425من القانون المدني التي تؤكد
بأنه ل يجوز الحتجاج بشخصية الشركة على الغير إل بعد القيام بإجراءات الشهر التي نص عليها القانون ،أما الشركات
التجارية فإن شخصيتها المعنوية تقوم من يوم قيدها في السجل التجاري طبقا للمادة 746من القانون التجاري .وينتج عن
ذلك أن الشركة تتمتع بجميع الحقوق إل ما كان مالزما لصفة النسان كما يكون لها ذمة مالية خاصة وأهلية
و جنسية و موطن و اسم خاص بها و كل الشركات تتمتع بالشخصية المعنوية باستثناء شركة املحاصة التي ليس لها شخصية
معنوية و ل تظهر للغير ،فشركة املحاصة ل تكون إل في العالقات فيما بين الشركاء و ل تكشف للغير و يمكن إثباتها بكل طرق
الثبات طبقا للمادة 567مكرر 1من القانون التجاري .و تجدر الشارة إلى أن الشخصية المعنوية للشركات المدنية تبدأ
بمجرد تكوينها غير أن هذه الشخصية ل تكون لها حجة على الغير إل بعد استيفاء إجراءات الشهر طبقا للمادة 425من
القانون المدني ،بينما بالنسبة للشركات التجارية فإن المشرع الجزائري أكد في المادة 746من القانون التجاري على أن
الشخصية المعنوية للشركات التجارية تبدأ من تاريخ قيدها في السجل التجاري ،أما بخصوص التصرفات التي يبرمها
المؤسسون لحساب الشركة في فترة التأسيس فالمشرع فرض التضامن بال حدود على األشخاص الذين تصرفوا باسم الشركة
و لحسابها .أما بالنسبة للشركة قيد التصفية فهي تحتفظ بشخصيتها المعنوية إلى غاية انتهاء أعمال التصفية طبقا للمادة
766من القانون التجاري .
31
-0-2-9إسم الشركة :ل بد على الشخـ ــص المعنوي أن يكون له اس ــم يميزه عن غيـ ــره كما هو الحال بالنسبة للشخص الطبيعي،
فاسم شركات األشخاص يختلف عن اسم شركات األموال فشركة التضامن التي تعتبر النموذج األمثل لشركات األشخاص
يتألف اسمها من أسماء كل الشركاء أو اسم أحد الشركاء أو بعضهم يتبع بكلمة و شركائه أو شركائهم ،أما بالنسبة لشركات
ّ
األموال فإنه تترك مهمة اختيار اسم الشركة للشركاء و غالبا ما يكون مستنبطا من غرض الشركة .
-4-2-9موطن الشركة :إن موطن الشركة التجارية هو المكان الذي تزاول فيها نشاطها و أعمالها القانونية بصفة فعلية و لقد
حددت المادة 745من القانون التجاري موطن الشركة في مركز الشركة ،و تحديد موطن الشركة له أهمية بالغة من حيث
تحديد الختصاص القضائي في حالة ظهور نزاع قضائي
-7-2-9جنسية الشركة :تتحدد جنسية الشركة بموطنها الذي يوجد بها مركز إدارتها و هذا بعض النظر عن جنسية شركائها أو
جنسية مسيرها ،فالمشرع الجزائري في الفقرة الثانية من المادة 745من القانون التجاري أكد بأن القانون الجزائري هو الذي
يطبق على كل الشركات التي تمارس نشاطها في الجزائر ،و منه فإن التشريع الجزائري أخضع الشركات األجنبية التي تمارس
نشاطها في الجزائر للقانون الجزائري ،و أقر لها الجنسية الجزائرية حتى و لو كان مركزها الرئيس ي خارج الجزائر.
-9-2-9ممثل الشركة :إن الشركات التجارية كشخص معنوي تتعامل مع الغير في حدود الغرض الذي أنشئت من أجله و بذلك
يجب أن يكون لها من يمثلها قانونا في إبرام تصرفاتها ،و هو شخص المسير و حتى من الجانب القضائي فالمادة 4/21من
قانون الجراءات القضائية تشترط لقبول دعوى الشركة أن يرد فيها تسمية الشخص المعنوي و مقره الجتماعي و صفة
ممثله القانوني أو التفاقي.
32
-4-2-5انقضاء الشركة بهالك أموال الشركة :تنقض ي الشركة بهالك جميع رأسمالها أو جزء كبير منه بحيث ل يصبح هناك
فائدة من الستمرار فيها و هذا ما نصت عليه المادة 2 /401من القانون المدني ،فإذا نشب حريق مثال و أدى إلى إتالف جميع
موجودات الشركة ففي هذه الحالة تنقض ي الشركة لهالك أموالها ،أما بالنسبة للهالك الجزئي فان المادة السالفة الذكر
تشترط هال ك جزء كبير من أموال الشركة بحيث يؤدي ذلك إلى استحالة مواصلة نشاط الشركة بمعنى آخر أن الجزء الباقي
من موجودات الشركة ل يمك ــن العتماد عليه لمواصلة نشاط الشركة ،فعلى سبيل المثال ما نصت عليه المادة 1/716من
القانون التجاري على أن الشركة ذات المسؤولية املحدودة في حالة خسارتها ل 4/0من رأسمالها يتعين حل الشركة إما عن
طريق اتفاق الشركاء فيما بينهم أو عن طريق اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحل الشركة .
-7-2-5انقضاء الشركة بإجماع الشركاء على حلها :تنحل الشركة قبل انتهاء المدة املحددة لها إذا ما اتفق جميع الشركاء على
حل الشركة بشرط أن تكون الوضعية المالية للشركة قادرة على تحمل التزاماتها أما إذا كانت في حالة التوقف عن دفع ديونها
فان قرار حل الشركة يمكن الطعن فيه لكونه يمس بمصالح الدائنين.
-9-2-5انقضاء الشركة باالندماج :يجوز للشركاء و قبل انتهاء الميعاد املحدد للشركة أن يتفقوا على إدماجها في شركة أخرى
قائمة فإذا دمجت في شركة أخرى قائمة تنقض ي الشركة المن دمجة و تفقد شخصيتها المعنوية و تحل محلها الشركة الدامجة
في كل اللتزامات التي كانت على عاتق الشركة المندمجة و هذا ما يسمى بالندماج عن طريق الضم ،أما النوع الثاني من
الندماج فيسمى بالندماج عن طريق المزج الذي يقصد منه اندماج شركتان أو أكثر قائمتان قصد إنشاء شركة جديدة
تكتسب شخصية معنوية جديدة تختلف عن شخصيات الشركات المندمجة .
-5-2-5انقضاء الشركة عن طريق حكم إفالس الشركة :لقد أكدت المادة 127من القانون التجاري الجزائري على انه يتعين
على كل تاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا إذا توقف عن تسديد ديونه أن يدلي بإقرار عن ذلك خالل مدة 27يوم من
تاريخ التوقف عن الدفع قصد شهر الفالس أو التسوية القضائية ،و منه فان الشركة التجارية التي صدر بشأنها حكم
الفالس يؤدي إلى انقضائها باعتبار الفالس يؤدي إلى تصفية كل موجودات الشركة و تقسيمها على الدائنين ،فالفالس هو
نظام تنفيذ جماعي على أموال المفلس الذي توقف عن تسديد ديونه التجارية في مواعيد استحقاقه .
-1-2-5انقضاء الشركة عن طريق الحل القضائي :لقد أجازت المادة 442من القانون المدني للشريك حق اللجوء إلى القضاء
من اجل المطالبة بحل الشركة بسبب عدم وفاء أحد الشركاء بالتزاماته القانونية أو إلى سبب آخر يرجع سلطة تقدير مدى
خطورته لقاض ي الموضوع من خالل دراسة الملف و سماع أطراف النزاع للتأكد من مدى خطورة السبب المستند إليه من
طرف أحد الشركاء ،فإذا ثبت ذلك فيقض ى بحل الشركة و في حالة العكس يقض ى برفض طلب حل الشركة لعدم جدية
السبب المستند إليه ،فمثال في حالة ما إذا امتنع أحد الشركاء تقديم حصته ّ
فإنه يجوز لباقي الشركاء اللجوء إلى القضاء
للمطالبة بحل الشركة لعدم تنفيذ اللتزامات .
-1-5األسباب الخاصة النقضاء الشركات التجارية :تنص الفقرة األول ى من المادة 406من القانون المدني على" :تنتهي
الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو بإعساره أو بإفالسه .إل أنه يجوز التفاق في حالة ما إذا مات أحد الشركاء أن
تستمر الشركة مع ورثته و لو كانوا قصرا " .من خالل الرجوع إلى هذه المادة نجد أنها حددت أسباب خاصة لنقضاء الشركات
التجارية يمكن إجمالها على الشكل التالي:
33
-2-1-5انقضاء الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو إعساره أو إفالسه :كأصل عام تنحل الشركة بسبب وفاة أحد
الشركاء باعتبار أن تأسيس الشركة كان مبنيا على أساس الصفات الشخصية التي يتصف بها كل شريك ،و بالتالي فإذا توفي
أحد الشركاء يؤدي إلى انقضاء الشركة و منه تصفية موجوداتها بحضور ورثة الشريك المتوفى ،و استثناءا من ذلك نصت
الفقرة الثانية من المادة 406من القانون المدني على إمكانية استمرار الشركة باتفاق الشركاء فيما بينهم مع ضرورة تعويض
ورثة الشريك المتوفى ،كما يجوز استمرار الشركة بإدخال ورثة الشريك المتوفى سواء كلهم أو بعضهم كابنه األكبر مثال أو
زوجته .
كما تنحل الشركة بالحجر على أحد الشركاء والحجر يكون بحكم قضائي بعد المصادقة على الخبرة المتعلقة بالتأكد من
السالمة العقلية للشريك ،فإذا صدر حكم الحجر على أحد الشركاء تنقض ي الشركة كأصل عام .
كما تنقض ي كذلك الشركة بإعسار أحد الشركاء ويقصد بالعسار ،عدم قدرة أحد الشركاء على تسديد ديونه التي هي على
عاتقه،
و تنقض ي كذلك الشركات بصدور حكم شهر إفالس أحد الشركاء فالفالس يؤدي إلى تصفية كل أموال المفلس و تقسيمها
على دائنيه و بذلك تنقض ي الشركة في هذه الحالة.
مع التوضيح بأن كل هذه الحالت تؤدي إلى انقضاء الشركات كأصل عام إل أنه هناك استثناء عن هذا األصل إذ يمكن أن
يتضمن عقد الشركة بندا ينص على استمرار الشركة مع باقي الشركاء.
-1-1-5انقضاء الشركة بانسحاب أحد الشركاء من الشركة :لقد أكدت المادة 449من القانون المدني على أن الشركة
تنقض ي بانسحاب أحد الشركاء إل أن مسالة انسحاب الشريك تختلف بحسب ما إذا كانت مدة الشركة محددة أو غير محددة
،فإذا كانت مدة الشركة غير محددة ّ
فإنه يجوز للشريك النسحاب من الشركة شرط إبالغ الشركاء عن رغبته في النسحاب و
أن تكون هذه الرغبة صادرة عن حسن نية ،فال يجوز مثال أن يطلب الشريك النسحاب و الشركة تعاني من أزمة مالية
و تراكم الديون.
أما بالنسبة لالنسحاب من الشركة محددة المدة فال يجوز للشريك النسحاب قبل حلول أجل انتهاء مدة الشركة ،استثناءا
من هذا األصل ّ
فإنه يجوز للشريك اللجوء إلى القضاء من أجل المطالبة بانسحابه مستندا إلى أسباب معقولة ،و للمحكمة
السلطة الواسعة في تقدير مدى جدية السبب المستند إليه من طرف الشريك ،و هذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة
441من القانون المدني كما ما يلي ":يجوز أيضا ألي شريك إذا كانت الشركة معينة األجل أن يطلب من السلطة القضائية
إخراجه من الشركة متى استند في ذلك إلى أسباب معقولة و في هذه الحالة تنحل الشركة ما لم يتفق الشركاء على استمرارها ".
/1شركات األشخاص :وتتمثل في شركة التــضامن ،شركة التوصية وشركة املحاصة ،فكل هذه الشركات تقوم على العتبار
الشخص ي.
34
أ /شركة التضامن :
أ-2 /تعريفها :تعتبر شركة التضامن النموذج األمثل لشركات األشخاص و هي األكثر انتشارا و سميت بشركة التضامن لكون أن
الشركاء فيها مسؤولون مسؤولية تضامنية و غير محدودة عن ديون الشركة ،و األكثر من ذلك أن الذمة المالية للشريك هي
ضامنة لديون الشركة و تقوم على العتبار الشخص ي لكونها تنشأ بين الشركاء الذين تربطهم ثقة متبادلة و غالبا ما تكون بين
أفراد العائلة الواحدة.
إن مصطلح شركة التضامن ظهر في أواخر القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و هي تعني تلك الشركة التي يؤسسها
شخصان أو أكثر و يكون الشركاء فيها مسئولين مسؤولية مطلقة و تضامنية عن ديون الشركة .
أ -1/خصائص شركة التضامن :تنفرد شركة التضامن بعدة خصائص تميزها عن باقي الشركات األخرى وتتمثل هذه الخصائص
في :
-جميع الشركاء يكتسبون صفة التاجر :لقد أكدت المادة 772من القانون التجاري على أن الشركاء في شركة التضامن
يكتسبون صفة التاجر حتى و لو لم يحترفوا األعمال التجارية ،بسبب أن شركة التضامن تنتمي إلى طائفة األعمال التجارية
بحسب الشكل و منه و بمجرد تأسيس شركة التضامن يجب قيدها في السجل التجاري و عليها مسك الدفاتر التجارية .
-إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس الشركاء :الفالس هو نظام تنفيذ جماعي يطبق على التجار الذين توقفوا عن تسديد ديونهم
التجارية في ميعاد استحقاقها ،و نظرا لكون أن الشريك في شركة التضامن يكتسب صفة التاجر ّ
فإنه يترتب عن ذلك أنه إذا
صدر حكم بشهر إفالس شركة التضامن سيؤدي حتما إلى إفالس الشركاء باعتبار أن الذمة المالية الخاصة للشريك ضامنة
لديون الشركة ،أما العكس في حالة إفالس الشريك فان ذلك ل يؤدي إفالسها بل يؤدي إلى انحاللها ما لم يتضمن العقد
األساس ي على بند سمح باستمرار الشركة في حالة إفالس أحد الشركاء و هو ما يعبر عنه باتفاق الشركاء على استمرار الشركة .
.المسؤولية المطلقة و التضامنية للشركاء عن ديون الشركة :إن الشركاء في شركة التضامن مسؤولون مسؤولية مطلقة
وتضامنية عن ديون الشركة ،فالذمة المالية الخاصة للشريك هي ضامنة لديون الشركة ،و هذا ما يميز شركة التضامن عن
ّ
شركات األموال فإذا عجزت شركة التضامن الوفاء بديونها فإنه يتم الرجوع على كل الشركاء بتطبيق مبدأ التضامن فيما بينهم
و تنصرف هذه الثار إلى األموال الخاصة للشركاء .و يبطل كل شرط يعفي أحد الشركاء من المسؤولية التضامنية غير
املحدودة عن ديون الشركة ،إل أن خاصية المسؤولية التضامنية غير املحدودة للشريك عن ديون الشركة قد تثير بعض
الشكاليات في حالة ما إذا انسحب الشريك من الشركة و دخول شريك جديد فيها ،فبالنسبة للشريك المتضامن فهو مسؤول
عن ديون الشركة إلى غاية القيام بإجراءات شهر انسحابه من الشركة ،فإذا اغفل القيام بذلك يعتبر مسؤول تجاه الغير عن
ديون الشركة .
أما بالنسبة للشريك الجديد الذي ينضم إلى الشركة فنظرا لكون أن شركة التضامن تقوم على العتبار الشخص ي فإن الشريك
الجديد يعتبر مسؤول عن تعهدات الشركة السابقة والالحقة لنضمامه إلى الشركة ،بالمقابل من ذلك ّ
فإنه يجوز له أن
يشترط إعفائه من الديون ّ
السابقة لنضمامه للشركة و هذا الشرط ينتج أثاره بعد خضوعه لجراءات النشر و الشهار .مع
الشارة بأن المسؤولية المطلقة للشريك يرد عنها استثناءا في حالة وفاة أحد الشركاء واستمرار الشركة مع باقي الشركاء وورثة
فإنه ل يكون مسؤول مسؤولية غير محدودة عن ديون الشركة بل الشريك المتوفى ،ففي هذه الحالة إذا كان أحد الورثة قاصرا ّ
يكون مسؤول بقدر أموال تركة مورثه طبقا للفقرة الثانية من المادة 791من القانون التجاري.
35
أ-3/عنوان الشركة :تنص المادة 771من القانون التجاري على ّ
أن " :يتألف عنوان الشركة من أسماء جميع الشركاء أو من
اسم أحدهم أو أكثر ،متبوعا بكلمة و شركائهم " يتضح من هذه المادة أن اسم الشركة يمكن أن يتضمن على أسماء كل
ّ
الشركاء إذا كانت الشركة تتكون من شريكين أو ثالثة شركاء ،أما إذا كانت الشركة تتكون من عدد كبير من الشركاء فإنه
يصعب كتابة كل أسماء الشركاء ففي هذه الحالة يكفي الشارة إلى أسم واحد أو اثنين من الشركاء مع إضافة مصطلح و
شركائهم ،أما إذا كانت الشركة تتكون من أفراد عائلة واحدة فيجوز الكتفاء باسم العائلة كعنوان للشركة مع ضرورة تحديد
نوع القرابة التي تربط الشركاء كذكر شركة فالن و إخوانه أو شركة فالن و أبنائه .
عدم جواز انتقال حصص الشركاء إلى الورثة أو الغير :إن األصل العام أنه ل يجوز التنازل عن الحصص في شركة التضامن
ّ
فإنه يجوز للغير بعوض أو بغير عوض لكون هذه الشركة تقوم على العتبار الشخص ي ،إل انه واستثناءا عن هذا األصل
ّ
فإنه يجوز التنازل عن الحصص لباقي الشركاء أو الغير بشرط موافقة كل الشركاء على ذلك ،فمثال في حالة وفاة أحد الشركاء
للشركاء التفاق على نقل حصة الشريك المتوفى لورثته.
أ-4/إدارة شركة التضامن :إن شركة التضامن وبمجرد إتمام إجراءات الشهر و القيد في السجل التجاري تكتسب الشخصية
المعنوية إل أنها ل تستطيع ممارسة أعمالها إل عن طريق شخص طبيعي و هو المدير الذي يلتزم بتسيير الشركة وفقا للغرض
املحدد لها .
-تعيين المدير :لقد أكدت المادة 770من القانون التجاري ،على أن إدارة شركة التضامن قد تكون لكافة الشركاء أو تكون
لشريك واحد أو قد تسند للغير غير الشريك ،وفي غالب األحيان تسند مهمة المدير للشريك باعتباره يكتسب صفة التاجر
و منه تطبق عليه كل أحكام القانون التجاري بما فيها أحكام الفالس و بذلك ّ
فإنه يبذل كل ما في وسعه من اجل تحقيق غرض
الشركة ،و يتم تعيين المدير بموجب العقد التأسيس ي للشركة يسمى بالمدير ال تفاقي كما يمكن تعيين المدير بموجب عقد
الحق يسمى بالمدير غير التفاقي.
-عزل المدير :إن مسالة عزل مدير شركة التضامن يختلف بحسب ما إذا كان هذا المدير شريكا معينا بموجب العقد
التأسيس ي لنشاء الشركة ( مدير اتفاقي ) أو إذا كان مديرا غير اتفاقيا ،فبخصوص المدير التفاقي فال يعزل إل بموافقة
جميع الشركاء و يكون ذلك بموجب تعديل القانون األساس ي للشركة استنادا للفقرة األول ى من المادة 776من القانون
التجاري ،أما بخصوص المدير غير التفاقي فإن عزله يكون استنادا إلى القانون األساس ي للشركة فهو الذي يحدد طريقة عزله
و في حالة عدم الشارة إلى طريقة عزله في القانون األساس ي ّ
فإنه يعزل بقرار بالجماع ،صادر عن الشركاء طبقا للفقرة الثانية
من المادة 776من القانون التجاري ،
أما بالنسبة للمدير من الغير أي ليس له صفة الشريك فيتم بقرار صادر من الشركاء بأغلبية األصوات طبقا للفقرة الثانية من
المادة 776من القانون التجاري.
-مسؤولية الشركة عن أعمال المدير :يشترط لكي تقوم مسؤولية الشركة كشخص معنوي عن أعمال المدير أن يكون
التصرف الصادر عن المدير باسم و لحساب الشركة و ليس لحسابه الخاص و يجب أن يدخل هذا التصرف الذي ابرمه
المدير في حدود اختصاصه املحدد في العقد التأسيس ي للشركة ،و استثناءا عن هذا األصل فإن الفقرة األول ى من المادة
777من القانون التجاري و حماية للغير حسن النية فإن الشركة تتحمل التزامات المدير حتى في حالة تجاوز حدود صالحياته
36
بشرط أن يكون هذا التصرف يدخل ضمن غرض الشركة إذ نصت الفقرة األول ى من المادة 777من القانون التجاري على
":تكون الشركة ملزمة بم ا يقوم به المدير من تصرفات تدخل في موضوع الشركة ،و ذلك في عالقتها مع الغير ".
ّ
أ -7/انقضاء شركة التضامن :إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات فإنه هناك أسباب خاصة لنقضاء شركة التضامن
وهي :
-حالة وفاة أحد الشركاء ،ما لم ينص العقد التأسيس ي للشركة على استمرار الشركة مع باقي الشركاء أو مع ورثة الشريك
المتوفى طبقا للفقرة األول ى من المادة 791قانون تجاري.
-حالة إفالس أحد الشركاء أو الحجر عليه ،ما لم ينص القانون األساس ي للشركة على استمرارها مع باقي الشركاء طبقا للفقرة
األول ى من المادة 790من القانون التجاري .
ب /شركة املحاصة
. -1تعريفها :تطرق المشرع الجزائري لشركة املحاصة بموجب األمر رقم 76-57المتضمن القانون التجاري ،و خصص لها
خمس مواد ابتداء من المادة 567مكرر 2إلى غاية المادة 567مكرر . 7و تعرف شركة املحاصة أنها شركة تجارية تقوم على
العتبار الشخص ي ،كما أنها شركة خفية ل تتمتع بالشخصية العتبارية و ل تظهر للغير ،فشركة املحاصة هي عقد بين
شخصين
أو أكثر للقيام بصفقة واحدة أو أكثر يؤديها أحد الشركاء باسمه الخاص و لمصلحة باقي الشركاء ثم يقومون بتقسيم األرباح
و تحمل الخسائر الناتجة عن هذه العملية .مع الشارة بأن شركة املحاصة ل تحتاج لقيامها لألركان الشكلية من إجراءات
الشهر والقيد لدى المركز الوطني للسجل التجاري.
-2خصائصها :تتميز شركة املحاصة بالخصائص التالية :
-أنها شركة تجارية :لقد أكدت المادة 567مكرر 2من القانون التجاري بأن شركة املحاصة هي شركة تجارية فهي تختص بعمل
واحد أو أكثر من األعمال التجارية و ل تدخل ضمن األعمال التجارية بحسب الشكل بل تدخل ضمن األعمال التجارية بحسب
الموضوع أي ينظر إلى غرضها فإذا كان يدخل في طائفة األعمال التجارية فيطبق عليها القانون التجاري ،أما إذا كان غرضها
مدنيا فيطبق عليها القانون المدني
-أنها شركة أشخاص :تقوم شركة املحاصة على العتبار الشخص ي فهي تتكون من عدد قليل من الشركاء تربطهم ثقة متبادلة
فيما بينهم قصد تحقيق غرض الشركة ،كما أن حصص الشركاء فيها غير قابلة للتداول إل بموافقة األغلبية المتفق عليها في
العقد التأسيس ي للشركة.
-أنها شركة خفية ال تظهر للغير :تقوم شركة املحاصة فيما بين الشركاء فقط و ل تظهر للغير فهي ل تخضع لجراءات الشهر
المتبعة في باقي الشركات التجارية فهي تقوم فقط بين الشركاء و ل تكشف للغير.
-عدم تمتعها بالشخصية المعنوية :لقد أكدت المادة 567مكرر 1من القانون التجاري بان شركة املحاصة ل تتمتع
بالشخصية المعنوية وهو الستثناء الوحيد في الشركات التجارية .إضافة إلى ذلك فهي ل تخضع لجراءات النشر و الشهار
37
المتبع في تأسيس الشركات التجارية و يترتب عن ذلك أن الغــير الذي يتعامل معها ل يعرف سوى الشريك الذي تعامل معه
بالمقابل من ذلك فإ ن هذا الشريك تعاقد باسمه الخاص إل أن تصرفاته تكون في إطار شركة محاصة التي ل وجود لها في
مواجهة الغير .كما أن عدم اكتساب الشركة للشخصية المعنوية يرتب عدم استقاللية ذمة الشركة عن ذمم الشركاء و منه
فال وجود لعنصر الضمان العام للدائنين في شركة املحاصة ،و ليس لها عنوان ول جنسية فيؤخذ بعنوان الشريك الذي تعاقد
مع الغير و جنسيته و موطنه.
38
-تحديد مسؤولية الشريك بقدر ما يمتلكه من أسهم :إن الشريك في شركة المساهمة ل يكون مسؤول عن ديون الشركة
والتزاماتها إل في حدود ما يملكه من أسهم ،يترتب عن ذلك أن الشريك في شركة المساهمة ل يكتسب صفة التاجر كما أن
إفالس شركة المساهمة ل يؤدي إلى إفالس الشركاء..
-اسم الشركة وعنوانها :لقد أكدت المادة 760من القانون التجاري على أنه يجب ذكر اسم الشركة و يكون متبوعا
أو مسبوقا بعبارة " شركة أسهم " و كذا مبلغ رأسمالها ،و يجوز إدراج اسم شريك واحد أو أكثر في تسمية الشركة.
-انقضاء شركة المساهمة :تنقض ي شركة المساهمة نتيجة األسباب العامة لنقضاء الشركات كانتهاء المدة املحددة لها كما
تنقض ي بتحقق الغرض الذي أنشئت من أجله.
كما تنقض ي ألسباب خاصة وهي :انخفاض رأسمال الشركة إلى اقل من خمس ماليين دينارا إذا لم يتم تصـحيح هذا الوضع خالل
سنة فإذا مر هذا األجل و لم يتم رفع رأسمال الشركة يجوز لكل من يهمه األمر اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحل الشركة بعد
توجيه إنذار للشركة لتسوية الوضعية .إذا انخفض عدد المــساهمين ألقل من الح ــد األدنى وهو سبعة مساهمين وفي هذه
الحالة يجوز للمحكمة أن تمنح أجال لتسوية الوضعية ل يتعدى ستة أشهر .تعرض الشركة لخسارة بقيمـ ـة ثالثة أرباع من
األصل الص ـ ــافي للشركة ففي هذه الحالة يجب على مجلس الدارة استدعاء الجمعية العامة خالل األربعة أشهر التالية
للمصادقة على الحسابات اتخاذ قرار حل الشركة قبل أجلها طبقا من المادة 527مكرر 19من القانون التجاري.
39
-ال يجوز التنازل عن حصص الشركة للغير :إن هذه الخاصية مستنبطة من خصائص شركات األشخاص إذ ليجوز انتقال
الحصص إلى الغير في الشركة ذات المسؤولية املحدودة طبقا للمادة 752من القانون التجاري ،التي تؤكد أنه ل يجوز إحالة
الحصص إلى األشخاص األجانب إل بموافقة أغلبية الشركاء الذين يمثلون ثالثة أرباع رأسمال الشركة ،أما بخصوص إحالة
الحصص بين األزواج واألصول و الفروع و عن طريق الرث فان المادة 759من القانون التجاري أجازت إحالتها بكل حرية ما
لم يشترط القانون األساس ي خالف ذلك
-رأسمال الشركة :لقد أكدت المادة 797من القانون التجاري أن تحديد رأسمال الشركة يكون طبقا لرادة الشركاء و هو
التعديل الذي أدخله المشرع الجزائري بموجب القانون رقم 19/27المؤرخ في ،1927/21/09أما قبل سنة 1927فإن رأسمال
الشركة يجب أن ل يقل عن 299.999دج ،مع الشارة بأن المشرع الجزائري في تعديل 1927أجاز تقديم حصة عمل في
الشركة ذات المسؤولية املحدودة طبقا للمادة 795مكرر من القانون التجاري ،و هي خاصية تشترك فيها شركات األشخاص.
-اسم الشركة وعنوانها :اشترطت الفقرة الثالثة من المادة 794من القانون التجاري ذكر عنوان الشركة ذات المسؤولية
املحدودة و ذلك بذكر اسم أحد الشركاء أو أكثر على أن تكون هذه التسمية مسبوقة أو متبوعة بعبارة شركة ذات المسؤولية
املحدودة أو باألحرف التالية "ش.م .م "مع وجوب ذكر رأسمال الشركة.
-المسؤولية املحدودة للشريك :إن الشركة ذات المسؤولية املحدودة تشترك في خصائص شركات األموال من حيث أن
مسؤولية الشريك فيها محددة حسب أسهمه في الشركة طبقا للفقرة األولى من المادة 794من القانون التجاري ،منه فإن
إفالس الشركة كشخص معنوي ل يؤدي إلى إفالس الشركاء باعتبار أن مسؤولياتهم محددة على حسب حصصهم و ل
يكتسبون الصفة التجارية.
ج/انقضاء الشركة ذات المسؤولية املحدودة :إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات التجارية فإن هناك أسبابا خاصة
لنقضاء الشركة ذات المسؤولية املحدودة تتمثل في :
-تعرض الشركة لخسارة بقيمة ثالثة أرباع من رأسمالها طبقا للفقرة الثانية من المادة 716من القانون التجاري.
-انقضاء الشركة بعد تحويلها إلى شكل آخر من الشركات ففي هذه الحالة تنقض ي الشخصية المعنوية للشركة ذات المسؤولية
املحدودة .مع الشارة بان شركة ذات المسؤولية املحدودة ل تنقض ي بسبب اجتماع الحصص في يد شريك واحد و هذا ما
تطرقت إليه المادة 769مكرر 2من القانون التجاري التي تؤكد بأنه ل تطبق أحكام المادة 442من القانون المدني المتعلقة
بالحل القضائي في حالة اجتماع حصص شركة ذات المسؤولية املحدودة في يد واحدة ،في هذه الحالة تسمى هذه الشركة
بمؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية املحدودة التي نص عليه المشرع الجزائري في المادة 794من القانون التجاري .
كما أنه ل تنقض ي الشركة ذات المسؤولية املحدودة بوفاة أحد الشركاء أو إفالسه طبقا للمادة 716من القانون التجاري،
ومنه فإن الشركة ذات المسؤولية املحدودة تشكل استثناءا عن تأسيس الشركات التجارية بصفة عامة بخصوص ركن تعدد
الشركاء ،إذ أن المشرع أجاز تأسيس مؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية املحدودة من شريك واحد فقط . 2
.2شركة التوصية :
تعتبر شركة التوصية من الشركات املختلطة باعتبارها تجمع بين خصائص شركات األشخاص و خصائص شركات األموال.
أ /تعريفها :تعرف شركة التوصية بأنها تلك الشركة التي تظم نوعين من الشركاء :شركاء متضامنون يكتسبون صفة التاجر
و هو مسؤولون عن ديون الشركة بصفة غير محدودة و تضامنية و شركاء موصون ل يكتسبون صفة التاجر و مسؤولياتهم
40
تكون بحسب أسهمهم في الشركة ،و منه فإن شركة التوصية هي خليط من شركات األشخاص و شركات األموال و تنقسم إلى
نوعين :شركة التوصية البسيطة و شركة التوصية باألسهم .
ب /خصائصها :تمتاز شركة التوصية بالخصائص التالية :
-تتضمن على نوعين من الشركاء :إن من خصائص شركة التوصية أنها تتضمن على نوعين من الشركاء ،الطائفة األولى هم
الشركاء المتضامنون الذين تطبق عليهم أحكام شركات األشخاص فهم يكتسبون صفة التاجر ومسؤولون عن ديون الشركة
مسؤولية تضامنية و غير محدودة ،أما الطائفة الثانية من الشركاء هم الشركاء الموصون الذين يخضعون ألحكام شركات
األموال فهم ل يكتسبون صفة التاجر و مسؤولياتهم عن ديون الشركة محددة حسب أسهمهم في الشركة والحصص التي
قدموها.
-المسؤولية املحدودة للشركاء الموصين :لقد أكدت المادة 1/790من القانون التجاري على أن مسؤولية الشركاء الموصون
تتحدد على حسب حصصهم التي قدموها للشركة و التي يجب أن تكون حصص نقدية أو عينية و ل يجوز أن تكون حصة
عمل ،إذ نصت المادة 1/790من القانون التجاري على أنه " :يلتزم الشركاء الموصون بديون الشركة فقط في حدود قيمة
حصصهم التي ل يمكن أن تكون على شكل تقديم عمل " .كما نصت الفقرة األولى من المادة 715ثالثا على أن ":تؤسس شركة
التوصية باألسهم التي يكون رأسمالها مقسما إلى أسهم بين شريك متضامن أو أكثر له صفة التاجر و مسؤول دائما و بصفة
متضامنة عن ديون الشركة و شركاء موصين لهم صفة مساهمين و ل يتحملون الخسائر إل بما يعادل حصصهم ".
-عدم اكتساب الشركاء الموصون لصفة التاجر :إن التزام الشركاء الموصون ينحصر فقط في تقديم حصة عينية أو نقدية
و بذلك فهم ل يكتسبون صفة التاجر و يترتب عن ذلك أن إفالس شركة التوصية ل يؤدي إلى إفالس الشريك الموص ي طالما
أن مسؤوليته محددة حسب أسهمه في الشركة.
-عدم قابلية الحصص للتداول :لقد أكدت المادة 790مكرر 5على أن حصص الشركاء في شركة التوصية غير قابلة للتنازل
إل بموافقة كل الشركاء بالمقابل من ذلك ّ
فإنه يجوز أن يتضمن العقد التأسيس ي للشركة على بند يسمح بالتنازل عن حصص
الشركاء الموصين بكل حرية بين الشركاء ،كما يمكن التنازل عن حصص الشركاء الموصين إلى األشخاص األجانب عن الشركة
بشرط موافقة كل الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين الذين يمثلون أغلبية رأسمال الشركة.
ج /إدارة شركة التوصية :إن إدارة شركة التوصية تكون من طرف الشركاء المتضامنين فيتم تعيين المدير إما عن طريق العقد
التأسيس ي أو عن طريق عقد لحق ،بالمقابل ّ
فإنه ل يجوز للشريك الموص ى إدارة شركة التوصية طبقا للمادة 790مكرر . 7
و في حالة مخالفة الشريك الموص ى لقاعدة الحظر و تدخله في إدارة الشركة في مواجهة الغير و قام بإبرام تصرفات باسم
الشركة ففي هذه الحالة تتحول صفة الشريك الموص ى إلى شريك متضامن كباقي الشركاء المتضامنين ،و هذا ما تطرقت إليه
المادة 790مكرر 7من القانون ،و كذا المادة 790مكرر 2فقرة 1التي أكدت أنه إذا كان عنوان الشركة يتألف من اسم
شريك موص ى فيلتزم هذا األخير من غير تحديد و بالتضامن عن ديون الشركة.
د /انقضاء شركة التوصية :إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات فان شركة التوصية تنقض ي بوفاة أحد الشركاء
المتضامنين ما لم ينص القانون األساس ي على مواصلة الشركة مع الشركاء المتبقيين أو ورثة الشريك المتوفى كما تنقض ي
كذلك في حالة إفالس أو الت ـ ــسوية القضــائية ألحد الشركاء المتضامنين طبقا للمادة 790مكرر .29
41