You are on page 1of 41

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة التكوين المتـواصل‬

‫ميدان العلوم االقتصادية ‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‬

‫محاضرات في القـانون التجـاري‬

‫لطلبة السنـة األولى ليسانس عن بعد‬

‫تخصص‪ :‬محاسبة ومالية‬

‫‪ -‬المقطع األول ‪-‬‬

‫إعداد األستاذة ‪ :‬بولحية سعاد‬

‫السنة الجامعية ‪0200-0202‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫القانون التجاري هو فـرع من فرو ع القانون الخـاص يشمل مجموع القواعد القانونية التي تنطبق على األعمال التجـارية‬
‫والتـجار‪.‬‬
‫وقد تطور القانون التجاري بتطور املجتمعات ابتـداء من العصور القديمة في عصر البابليين والغـريق والرومان إلى‬
‫أصل ما هو عليه الن‪.‬‬

‫وقد أدى هذا التطور السريع والمستمر إلى اتساع مفهوم القانون التجاري في العصر الحاضر‪ ،‬إذ أصبح األشخاص‬
‫يشترون العقارات بقصد إعادة بيعها مثل ما يشتري التاجر أية سلعة منقولة بقصد إعادة بيعها‪ ،‬بعدما كانت في الماض ي‬
‫بعيدة كل البعد عن املجال التجاري‪ ،‬وهذا ما أدى إلى تسمية القانون التجاري عــند البعض بقـانـون األعمال‪.‬‬

‫وباستقالل الجزائر سنة ‪ ،2691‬بقيت القوانين الـفرنسية سارية إلى غـاية صـدور أمر‪ 76/57‬المـؤرخ في ‪2657/96/19‬‬
‫المتضمن القانون التجاري الجزائري‪ .‬والذي أحتوى عـلى خمس (‪ )97‬كـتب‪ ،‬خصصت للتجار‪ ،‬العقود التجـارية‪ ،‬الدفاتر‬
‫التجارية‪ ،‬املحـل التجاري (البيع والرهن‪ ،‬اليجار‪ )...‬األوراق التجارية‪ ،‬الفالس والتسـوية القضـائيـة والشركات التجـاري ــة‪.‬‬

‫وعرف القانون التجاري الجزائري من تاريخ صـدوره إلى يومنا عدة تعديالت أملتها مقتضيات‪ ،‬سياسـة‪ ،‬اقتصادية‪...‬‬

‫وستـتناول هذه الدراسة‪ ،‬التي اعتمدنا فيها على أسلوبي التبسيـط والختصار لدوافع عدة‪ ،‬تأتي في مقدمتها أن طالب‬
‫السنة األول ى في حاجة إلى تشبع أفكاره ببعض المصطلحات واألفكار‪ ،‬التي عليه اللمام بها (بحكم التخصص)‪ .‬من‬
‫جهة فأن هذه املحاور‪ ،‬ستشرح وت ـث ــرى من طرف الزمالء األساتذة على مستوى مختلف المراكز‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى لم نتطرق في هذه املحاضرات للعديد من العناصر رغم أهميتها في في مادة القانون التجاري ( على‬
‫غرار املحل التجاري مثال) ‪ ،‬وذلك احتراما ملحتوى برنامج المادة المفصل في عرض التكوين الخاص بطلبة الليسانس‬
‫محاسبة ومالية ‪ .‬كما وأنه نظرا لقصر مدة السداس ي ‪ ،‬ارتأينا عدم التطرق ملحور الفالس والتسوية القضائية ‪ ،‬ألن‬
‫الطالب سيتناولها في شكل مقياس منفرد في السداس ي الثالث‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المقطع األول ‪ :‬ماهــية القــانون الت ـجــاري ‪ -‬الشركات التجارية‬

‫يتضمن هذا المقطع محورين أساسيين‪ ،‬يتم دراستهما على النحو التالي‪:‬‬

‫املحور األول ‪ :‬ماهية القانون التجاري‬

‫أوال‪ /‬مفهوم القانون التجاري وعالقته بمختلف فروع القانون األخرى‬

‫إن دراسة مفهوم القانون التجاري وعالقته بمختلف فروع القانون األخرى ‪ ،‬تقتض ي التطرق لتعريف القانون‬
‫التجاري‪ ،‬تطوره التاريخي وكـذا عالقته بمختلف فروع القانون األخرى ‪.‬‬

‫‪ /1‬تـعريف القانون التجـاري‬

‫وندرس فيه‪:‬‬

‫أ‪ /‬تعريف القـانون التجـاري‬

‫لم يتوصل فقهاء وكتاب القانون التجاري إلى وضع تعريف مـوحد للقانون التجاري‪َ ،‬وم ّرد ذلك أن هنـاك من أعتمد في‬
‫تعريفه للقانون التجاري على المذهب الشخص ي والبعض الخر على المذهب الموضوعي‪ ،‬وإن كان غالبية الفقهـاء‬
‫يأخذون بالمذهبين معا‪ ،‬وسنحاول خالل هذا المطلب التطرق إلى البعض منهـا‪.‬‬

‫عرف الفقيه جورج ريبـر )‪ (George Ripert‬القانون التجاري على أنه ‪ :‬قانون العمليات القانونية التي يقوم بها التجار‬
‫سواء فيما بينهم أو مع عمالئهم‪.‬‬

‫والقانون التجاري عند البعض‪ " :‬هـو مجموعة من القواعد القانونية التي تنطبق على طائفة معينة من األعمال‬
‫التجارية وعلى طائفة معينة من األشخاص يحترفون األعمال التجارية هم التجار"‪.‬‬

‫كما عرف القانون التجاري‪" :‬بأنه ذلك الفرع من فروع الفانون الخاص الذي يحدد طبيعة وآثار و التفـاقيات‬
‫المعق ـودة إما بواسطة التجار أو بصدد وقائع وأعمال تجارية"‪.‬‬

‫وتعريف القانون التجاري عند غالبية الفقهاء يأخذ بالمذهبين معا‪ ،‬المذهب الشخص ي الذي يعتمد على طائفة‬
‫معينة من األشخاص هم التجار وطائفة معينة من األعمال القانونية هي األعمال التجارية‪ ،‬فيعرفونه بأنه‪" :‬ذلك الفرع‬
‫من فروع القانون الخاص الذي ينطبق على طائفة معينة من األعمال القانونية هي األعمال التجارية وعلى طائفة معينة‬
‫من األشخاص هم التجار وأحكامه وقواعد محتواه داخل مجموعة قانونية هي املجموعة التجارية"‪.‬‬

‫التـقــنين التجاري الجـزائري )‪( CODE DE COMMERCE‬‬

‫‪3‬‬
‫صــدر القانون التجاري الجزائري سنة ‪ 2657‬بموجب أمـر ‪ 76/57‬المؤرخ في ‪19‬سبتمبر‪ .2657‬والذي أحـتوى على ‪142‬‬
‫مـادة‪ ،‬تضمنت خمس (‪ )97‬كتب‬

‫وطرأت على القانون التجاري الجزائري منذ تاريخ صدوره ‪ -2657-‬إلى يومنا هذا عدة تعديالت وتـمـم أحيانا ‪.‬‬

‫‪ /2‬عالقة القانون التجاري بمختلف فروع القانون األخرى‬

‫إن تطبيقات القانون التجاري (التجار‪ ،‬التجارة‪ ،‬الشركات التجارية‪ )...‬تستوجب الرتباط ببعض فروع القانون‬
‫الخاص وكذا بعض فروع القانون العام‪ ،‬وسنحاول بيان ذلك ولو باختصار‪.‬‬

‫أ‪ /‬عالقة القانون التجاري بالقانون المدني‬

‫استقاللية القانون التجاري عن القانون المدني‪ ،‬ليست استقاللية مطلقة كليا‪ ،‬فالقانون المدني باعتباره المرجع‬
‫العام ‪-‬الشريعة العامة‪ -‬يرجع إليه في كل مرة عندما ل نجد حكما خاصا في القانون التجاري‪ .‬وهذا ما نصت عليه المادة‬
‫األول ى مكرر من المر ‪ 15-69‬المذكور أعاله بقولها‪" :‬يسري القانون التجاري على العالقات بين التجار‪ ،‬وفي حالة عدم‬
‫وجود نص فيه يطبق القانون المدني‪."...‬‬

‫ومن أمثلتنا على ذلك بالنسبة للتشريع الجزائري‪ ،‬سن الرشد فيما يخص التاجر‪ ،‬تعريف الشركة‪...‬‬

‫ب‪ /‬عالقة القانون التجاري بفروع القانون العام‬

‫إذا كانت خصوصية القانون التجاري تجعل موضوعه يختلف عن موضوع فروع القانون األخرى ‪ ،‬ال أن التجارة قد‬
‫تخضع في تنظيمها لقواعد القانون العام‪ ،‬فالقانون الدستوري يقرر حرية التجارة ويكفلها والقانون الداري يفرض قيودا‬
‫على التجارة‪ ،‬والقانون المالي يحدد القواعد المتعلقة بالجـباية(الضرائب والرسوم ‪ ،)...‬وقانون العقوبات يقرر قواعد‬
‫قانونية لحماية الجمهور والتجارة كالقواعد التي تعاقب على المنافسة غير المشروعة والغش وتقليد العالمات التجارية‪.‬‬

‫هذا وبالضافة إلى ما سبق ذكره‪ ،‬فإن للقانون التجاري عالقة بفروع القانون األخرى مثل القانون الدولي العام‬
‫والقانون الدولي الخاص‪...‬إلخ‬

‫ت‪ /‬عالقة القانون التجاري بعلم االقتصاد‬

‫يرى البعض أن الصلة الوثيقة بين القانون التجاري وعلم القتصاد أساسها ما يتركه كل منهما من أثر على الخر‪،‬‬
‫فالنشاط القتصادي واتساعه أدى إلى خلق قواعد قانونية جديدة في املجال التجاري والجوي والصناعي والمالي مثل‬
‫عقود النقل والتامين وعمليات البنوك‪ ،‬كما أن هذه الصلة بينهما جعلت البعض يرى في القانون التجاري النشاط‬
‫القتصادي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ثانيا‪ /‬األعمال الت ـجـارية‬

‫أمام عجز المشرع والقضاء عن تعريف العمل التجاري بواسطة معيار واحد موحد‪ ،‬إذ أوردت مختلف التشريعات‬
‫عدة أنواع لألعمال التجارية‪ ،‬بما فيها المشرع الجزائري – القانون التجاري الجزائري‪ -‬الذي لم يعرف األعمال التجارية‬
‫وإنما اكتفى بتعدادها فقط (في المواد ‪.)94 ،90 ،91‬‬

‫حاول الفقه التصدي لحل هذه المشكلة التي تعتبر من أهم المشاكل التي أثارت خالفا في القانون التجاري‪ .‬فاختلفت‬
‫الراء وتباينت في تحديد المعايير‪ .‬ورتب الفقه على تمييز العمل التجاري عن العمل المدني عدة نتائج من حيث التضامن‪،‬‬
‫قواعد الثبات‪ ،‬الختصاص القضائي‪....‬إلخ‬

‫وباختصار نتناول كل من معايير تمييز األعمال التجارية عن المدنية ‪ ،‬و أنواع األعمال التجارية‬

‫* تحديد األعمال التجارية وأهميته‬

‫تقتض ي دراسة تحديد األعمال التجارية وأهميته أن نقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪ :‬المبحث األول معايير العمل‬
‫التجاري؛ وفي المبحث الثاني أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال التجارية‪.‬‬

‫‪ /1‬معاييرالتمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية‬

‫من أجل التفرقة بين العمل التجاري والعمل المدني أوجد الفقه عدة معايير‪ ،‬أستند البعض إلى العتبارات القانونية‬
‫‪ -‬أنصار المذهب الشخص ي – في حين أقام البعض – أنصار المذهب الموضوعي – نظريتهم على العتبارات القتصادية‪.‬‬

‫أ ‪ /‬المعاييرالموضوعي‪:‬‬

‫ينظر أنصار هذه المعايير إلى القانون التجاري على أنه قانون نشاط تجاري بغض النظر عن صفة القائم به سواء‬
‫كان تاجرا أم غير تاجر‪ .‬وحسب أنصار هذه النظرية ّ‬
‫فإن العمل التجاري يقوم على فكرة المضاربة وآخرون يرون أن فكرة‬
‫الوساطة هي معيار العمل التجاري والبعض الخر دمج فكرة التداول والمضاربة معا‪.‬‬

‫أ‪ -1-‬نظرية المضاربة‬

‫نادى بعض الفقه بربط العمل التجاري بفكرة المضاربة‪ ،‬فالعمل التجاري في نظرهم هو من الناحية الجوهرية عمل‬
‫مضاربة أي عمل يسعى أساسا إلى تحقيق الربح‪ .‬أما األعمال التي تتم دون هدف تحقيق كسب مادي من ورائها فال تدخل‬
‫في نطاق األعمال التجارية وإنما تعتبر أعمال مدنية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من وجاهة هذا المعيار(النظرية) ‪،‬ال أنه ل يمكن العتماد عليه مطلقا‪ ،‬كون أن مختلف النشاطات‬
‫النسانية تهدف إلى تحقيق الربح مثل املحامي‪ ،‬الطبيب‪ ،‬المهندس‪...‬الخ كلهم يمارسون عملهم سعيا وراء تحقيق كسب‬
‫مادي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أ‪ -2-‬نظرية التداول‬

‫جاء بهذه النظرية األستاذ تالير ومؤداها أن التجارة تعني التداول‪ ،‬ويقصد بهذا المصطلح تداول النقود‪ ،‬البضائع‬
‫والسندات‪ .‬ويعني في مفهومه العام تحريك البضائع وانتقالها مثل انتقال البضاعة من المنتج إلى التاجر وبعد إلى‬
‫المستهلك‪.‬‬

‫وفي نظر البعض أنه رغم أهمية عنصر التداول في تحديد األعمال التجارية‪ ،‬فال يكفي العتماد عليه لوحده‪ ،‬ذلك أن‬
‫الوساطة في تداول الثروات الذي ل يستهدف تحقيق الربح ل يعد من قبيل األعمال التجارية‪ ،‬كما هو عمل الجمعيات‬
‫التعاونية التي تشتري وتبيع بسعر التكلفة‪ ،‬فهو يدخل في مجال األعمال المدنية‪.‬‬

‫أ‪ -3-‬نظرية التداول بقصد المضاربة‬

‫يرى أنصار هذا المعيار أن العمل التجاري هو التوسط في تداول الثروات بقصد الربح ويقدمان مثال لذلك الشراء‬
‫ألجل البيع الذي يقوم بعملية التوسط في تداول الثروات يصبح عمال تجاريا كما كان غرضه تحقيق الربح‪ .‬كما يرى أنصار‬
‫هذا المعيار أن القانون التجاري هو قانون األعمال وبواسطة المعيار الموضوعي وخاصة نظرية التداول بقصد‬
‫المضاربة نستطيع تحديد نطاق القانون التجاري مع إهمال فكرة المقاولة أو المشروع‪.‬‬

‫وإلى جانب ما تقدم نجد هناك من أعتمد في تحديد العمل التجاري على نظرية الوساطة (ليون كان ورينو)‪ ،‬إذ يرى أن‬
‫الصفة التجارية تثبت لألعمال القانونية التي ينتج عنها الوساطة بين المنتج والمستهلك‪ .‬ويعترفان من جهة أنه ل يوجد‬
‫في الحقيقة معيار جامع مانع لكافة األعمال التجارية‪.‬‬

‫ب‪ /‬المعايير الشخصية‬

‫يعتمد أنصار هذا المذهب ‪ -‬المذهب الشخص ي‪ -‬في تحديد نطاق القانون التجاري القائم بالعمل والنشاط أي على‬
‫التاجر‪ ،‬فالقانون التجاري عندهم هو قانون التجار‪ ،‬وهذا ما يوضح أن هذه المعايير عكس المعايير الموضوعية التي‬
‫تعتمد على العمل‪.‬‬

‫وسنحاول بيان فحوى هذه المعايير – ولو باختصار‪ -‬في الفروع التالية‪:‬‬

‫ب‪ -1-‬نظرية الحرفة‬

‫أول من نادى بهذه النظرية العميد جورج ريبر‪ ،‬والتي تعتمد على الشخص الذي يحترف عمال ما لتحقيق ربح‪،‬‬
‫فالعمل التجاري هو ذلك العمل الذي يقوم به التاجر ويكون متصال بحرفته التجارية‪ .‬على العكس فاألعمال التي يمارسها‬
‫التاجر لغير حاجات حرفته التجارية كشراء أشياء لستعماله الشخص ي (الخاص) تظل على حالها مدنية‪.‬‬

‫إل أن هذه النظرية انتقدت من خالل‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪-‬عدم تحديد مفهوم الحرفة‪ ،‬ذلك أن التشريعات لم تتطرق لذلك والسؤال الذي يطرح في هذا املجال كيف يمكن‬
‫العتماد على عنصر الحرفة لتحديد العمل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد عنصر الحرفة يؤدي إلى إخراج بعض األعمال التي هي في حقيقتها تجارية من نطاق القانون التجاري ألنها ل‬
‫تصدر عن شخص يحترف التجارة‪.‬‬

‫ب‪ -2-‬نظرية السبب‬

‫صاحب هذه النظرية األستاذ ديفران‪ ،‬الذي اتخذ سندا تشريعيا لهذه النظرية‪ ،‬المادة ‪ 901‬من القانون التجاري‬
‫الفرنس ي‪ ،‬حيث أن فكرة السبب تكمن في عملية الشراء ألجل البيع والغرض المنشود لدى المشتري هو إعادة البيع قصد‬
‫تحقيق الربح أي القصد العنصر الجوهري والمعنوي الكامن في الشخص القائم بالعمل‪.‬‬

‫وهذه النظرية أيضا وجهت لها انتقادات على أساس أن الباعث والدافع إلى التعاقد أمر خفي ل يمكن الوقوف عليه‬
‫بالنسبة للتاجر أو غير التاجر‪.‬‬

‫ب‪ -3-‬نظرية المقاولة أو المشروع‬

‫صاحب هذه النظرية األستاذ (اسكارا ‪ )ESCARA‬الذي يري أن إسباغ الصفة التجارية على أي عمل ل يستند إلى هدفه‬
‫أو جوهره أو صفة الشخص القائم به‪ ،‬وإنما إلى الصورة التي يمارس فيها هذا العمل‪ .‬وعلى ذلك فالعمل التجاري هو‬
‫العمل الذي يتخذ شكل المقاولة أو المشروع‪ ،‬أي الذي يتم على وجه التكرار ً‬
‫بناء على تنظيم منهي سابق‪ .‬والقانون‬
‫التجاري هو قانون األعمال التي يتوافر لها عنصر المقاولة أو المشروع‪.‬‬

‫وهذه النظرية أيضا لم تسلم من النقد‪ ،‬من بين هذه النتقادات‪:‬‬

‫‪-‬ل تصلح هذه النظرية في ظل التشريع القائم أن يكون أساسا للقانون التجاري‪ ،‬فهناك أعمال تعتبر تجارية بحسب‬
‫القانون حتى ولو وقعت مرة واحدة‪.‬‬
‫‪-‬إن األخذ بهذه النظرية يقودنا إلى البحث عن معيار التفرقة بين المشروع التجاري والمشروع المدني‪.‬‬
‫موقف المشرع الجزائري‪ :‬إن القانون التجاري الجزائري حديث العهد نسبيا‪ ،‬حاول فيه المشرع الخذ بمحاسن كل‬
‫النظريات وما وصلت إليه التشريعات الحديثة‪.‬‬
‫حيث أخذ في المادة األول ى بالمذهب الشخص ي‪ ،‬بينما نص على سبيل المثال على األعمال التجارية بحسب‬
‫الموضوع في المادة الثانية (‪.)91‬‬

‫‪ /2‬أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية‬

‫‪7‬‬
‫تتجلى أهمية التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية فيما تترتب عليه من خضوع المعامالت التجارية لنظام‬
‫قانوني خاص يشتمل على مجموعة من القواعد تعكس حرص المشرع على مراعاة عنصري السرعة والئتمان‪ ،‬أهم‬
‫سمات الحياة التجارية ويتعلق جزء من هذه القواعد بالختصاص القضائي وبالثبات‪...‬إلخ‪.‬‬
‫وسنحاول بيان ذلك فيما يأتي‪:‬‬

‫أ‪ /‬االختصاص القضائي ‪ :‬الختصاص القضائي نوعان‪:‬‬

‫أ‪- 2-‬الختصاص النوعي؛‬


‫أ‪ -1-‬الختصاص املحلي؛‬
‫أما الختصاص النوعي‪ ،‬نجد بعض الدول اعتنقت مبدأ تخصيص قضاء خاص ينظر في المنازعات التجارية فقط‪.‬‬
‫بمعنى أن القضايا التي ترفع ضد التاجر أو عن األعمال التجارية بغض النظر عن األطراف سواء كانوا أم ل‪ ،‬فإن‬
‫املحاكم املختصة هي املحاكم التجارية وليس املحاكم المدنية‪.‬‬
‫أما في الجزائر‪ ،‬فلم يؤخذ فيها بنظام املحاكم التجارية وإنما جعل الختصاص شامال للمنازعات المدنية والتجارية‬
‫على أن تطبق قواعد القانون المدني على األول ى‪ ،‬وقواعد القانون التجاري على الثانية‪.‬‬
‫وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في المادة ‪ 10‬من قانون الجراءات المدنية والدارية الصادر سنة ‪.1991‬‬
‫أما فيما يتعلق بالختصاص املحلي أو القليمي فإن المادة ‪ 05‬من قانون الجراءات المدنية والدارية تنص على‬
‫القاعدة العامة في مجال التقاض ي الذي يرجع فيه الختصاص ملحكمة موطن المدعى عليه مع مراعاة أحكام المواد ‪01‬‬
‫و‪ 06‬و‪ 49‬من نفس القانون‪ ،‬أي قانون ‪ 96/91‬المؤرخ في ‪ 17‬فبراير ‪ 1991‬المتضمن قانون الجراءات المدنية والدارية‪.‬‬

‫ب‪ /‬قواعد اإلثبات‬

‫المبدأ هو حرية الثبات في المعامالت التجارية وبالتالي يجوز إثبات التصرفات القانونية التجارية مهما كانت قيمتها‬
‫بكافة طرق الثبات وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 09‬ق‪.‬ت‪.‬ج بقولها‪ :‬يثبت كل عقد تجاري‪ :‬بسندات رسمية‪ ،‬بسندات‬
‫عرفية‪ ،‬بفاتورة مقبولة‪ ،‬بالرسائل‪ ،‬بدفاتر الطرفين‪ ،‬الثبات بالبينة أو بأية وسيلة أخرى إذا رأت املحكمة وجوب قبولها‪.‬‬
‫مع مراعاة الستثناء الوارد على هذا المبدأ‪ ،‬إذ اشترطت المادة ‪ 747‬ق‪.‬ت‪.‬ج الكتابة الرسمية بالنسبة لعقد الشركة‪.‬‬

‫وتعتبر القواعد المتعلقة بالثبات من أهم القواعد التي وضعها المشرع لتبسيط المعامالت التجارية‪ .‬ذلك أن انعقاد‬
‫العقود التجارية يتطلب السرعة والتحرير من الجراءات والقيود البطيئة‪.‬‬

‫أما القاعدة العامة لإلثبات في المادة ‪ 000‬من القانون المدني الفقرة األول ى تنص‪( :‬في غير المعامالت التجارية إذا‬
‫كان التصرف القانوني تزيد قيمته على ‪299999‬دج أو كان غير محدد القيمة فال يجوز الثبات بالشهود في وجوده أو‬
‫انقضائه ما لم يوجد نص يقض ي بغير ذلك)‪.‬‬

‫ت‪ /‬التضامن‬

‫‪8‬‬
‫قاعدة التضامن بين المدينين في حالة تعددهم من المسائل التي استقرت في المسائل التجارية واحترمها القضاء‬
‫وطبقها‪ .‬وهذا بخالف قواعد التضامن في الروابط المدنية التي ل يمكن تقريرها إل بنص أو اتفاق وهذا مما أوضحته‬
‫المادة ‪ 125‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪.‬‬

‫غير أنه في المسائل التجارية فيجوز نفي التضامن بنص في العقد‪ ،‬ما لم ينص القانون بنص آمر على فرض‬
‫التضامن‪ ،‬ومن أمثلتنا على ذلك نص المادة ‪ 772‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬التي تقض ي بأن للشركاء بالتضامن صفة التاجر وهم‬
‫مسـؤولـون من غير تحديد وبالتضامن عن ديون الشركة‪.‬‬

‫ث‪ /‬اإلعـذار‬

‫يقصد بالعـذار وضع المدين وضع المقصر في تنفيذ التزامه بإثبات تأخره في الوفاء به‪ ،‬ذلك أن مجرد حلول أجل‬
‫ال لتزام ل يفيد تقصير المدين ما لم يسجله الدائن عليه باللعـذار‪.‬‬

‫أما الع ـذار في المسائل التجارية فقد جرى العرف على أنه يكفي أن يتم العـذار بخطاب عادي دون حاجة إلى أي ورقة‬
‫من األوراق الرسمية نظرا لما تتطلبه التجارة من سرعة‪.‬‬

‫ج‪ /‬المهلة القضائية (مهلة الوفاء)‬

‫يجوز للقاض ي في المواد المدنية أن يمنح المدين مهلة لتنفيذ التزامه إذا استدعت حالته ذلك‪ ،‬على شرط أن يكون‬
‫المدين حسن النية ول يترتب على هذا التأجيل ضرر جسيم بالدائن المادة ‪ 129‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬ول يجوز منح هذه المهلة في‬
‫المواد التجارية والسبب في ذلك أن التجارة قوامها السرعة والئتمان مما يتطلب تنفيذ اللتزامات الناشئة عن العقود في‬
‫أسرع وقت‪.‬‬

‫ح‪ /‬النفاذ المعجل‬

‫ل تكون األحكام الصادرة في المواد المدنية قابلة للتنفيذ ال بعد أن تحوز على قوة الش يء املحكوم فيه‪ .‬أما األحكام‬
‫الصادرة في المعامالت التجارية فهي تمتاز بالنفاد المعجل‪ ،‬رغم المعارضة والستئناف‪ ،‬بشرط تقديم كفالة من قبل‬
‫التاجر الصادر الحكم لمصلحته‪ .‬ومن أمثلتنا على ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 115‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬فيما يخص حكم الفالس‪.‬‬

‫خ‪ /‬اإلفالس‬

‫إن قواعد الفالس ل تنطبق ال على التجار‪ ،‬حيث أجاز القانون شهر إفالسهم متى توقفوا عن دفع ديونهم التجارية‪،‬‬
‫وقد رعى القانون التجاري في هذه األحكام‪ ،‬التضييق على المدين التاجر حماية لدائنيه وتوثيقا لالئتمان‪ .‬وقواعد‬
‫الفالس ل تطبق إل على التجار دون غيرهم ألن األشخاص المدنية يطبق عليهم نظام العسار‪.‬‬

‫د‪ /‬اكتساب صفة التاجر‬

‫‪9‬‬
‫من فائدة التمييز بين األعمال التجارية واألعمال المدنية أن ممارسة األعمال التجارية من قبل شخص ما تكسبه‬
‫صفة تجارية وتترتب على هذه الصفة نتائج هامة تكسبه حقوقا وتترتب واجبات مثل إخضاعه للقيد في السجل التجاري‪،‬‬
‫اللتزام بمسك الدفاتر التجارية‪ ،‬كما يطبق عليه نظام الفالس‪.‬‬

‫ذ‪ /‬التقادم‬

‫إن التقادم المسقط فيه يتقادم الحق نتيجة سكوت صاحبه عن المطالبة به مدة معينة من الزمن‪ ،‬حيث تسقط‬
‫حقوقه بعد مرور تلك المدة املحددة قانونا‪ .‬ولقد حددها القانون الجزائري ب ‪ 27‬سنة (المادة ‪ 265‬ق‪.‬م‪.‬ج)‪.‬‬

‫أما في المسائل التجارية فقد مدة التقادم تحديدا قصيرا‪ ،‬ففي الشركات التجارية على سبيل المثال حددت المادة‬
‫‪ 555‬ق‪.‬ت‪.‬ج تقادم كل الدعاوى ضد الشركاء غير المصفين بمرور خمس(‪ )97‬سنوات‪.‬‬

‫وبالمقابل ذلك حددت المادة ‪ 492‬ق‪.‬ت‪.‬ج تقادم السفـتجة بممض ي ثالثة (‪ )90‬أعوام من تاريخ الستحقاق‪.‬‬

‫ر‪ /‬الرهن الحيازي‬

‫يختلف الرهن التجاري عن الرهن المدني‪ .‬فإذا كان هذا األخير‪ -‬الذي يخضع ألحكام القانون المدني‪ -‬عند عدم وفاء‬
‫المدين بالتزاماته يتبع الدائن إجراءات طويلة تستغرق زمنا طويال‪.‬‬

‫ففي المسائل التجارية نصت المادة ‪ 00‬ق‪.‬ت‪.‬ج على أنه‪ :‬إذا لم يتم الدفع في الستحقاق جاز للدائن خالل خمسة‬
‫ً‬
‫عشرة (‪ )27‬يوما من تاريخ تبليغ عاد حاصل للمدين أو الكفيل العيني من الغير إذا كان له محل أن يشرع في البيع العلني‬
‫لألشياء المرهونة‪.‬‬

‫أما الفوائد القانونية‪ ،‬ما يمكن أخذه من حكم المواد ‪ 479 ،477 ،474‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .‬أن المشرع الجزائري أجاز التعامل‬
‫بها في بعض املجالت وحرمها في البعض الخر‪.‬‬

‫‪ -3‬أنواع األعمال التجارية‬

‫نص القانون التجاري الجزائري‪ -‬متأثرا بالتشريع الفرنس ي‪ -‬على ثالث أنواع من األعمال التجارية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬األعمال التجارية بحسب موضوعها (المادة‪)91‬؛‬

‫‪ -‬األعمال التجارية بحسب الشكل (المادة‪)90‬؛‬

‫‪ -‬األعمال التجارية بالتبعية (المادة‪.)94‬‬

‫وذهب الفقهاء إلى حد القول بوجود أعمال مختلطة‪ ،‬بحيث يكون العمل الواحد تجاريا بالنسبة‬

‫‪10‬‬
‫لطرف من أطراف العقد ومدنيـا بالنسبة للطرف الخر‪.‬‬

‫وسنحاول خالل هذا الفصل بيان ذلك وفق المباحث التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬األعمال التجارية الموضوعية‬

‫تسمى هذه األعمال أيضا باألعمال األصلية أو بحسب القانون‪ ،‬وهذه األعمال حسب نص المادة (‪ 91‬ق‪.‬ت‪.‬ج) هي‪:‬‬

‫‪ -‬كل شراء للمنقولت لعادة بيعها أو بعد تحويلها وشغلها‪،‬‬


‫‪ // // -‬للعقارات لعادة بيعها‪،‬‬
‫‪ -‬كل مقاولة لتأجير المنقولت أو العقارات‬
‫‪ // // -‬لإلنتاج أو التحويل أو الصالح‬
‫‪ // // -‬للبناء أو الحفر أو لتمهيد األرض‬
‫‪ // // -‬للتوريد أو الخدمات‬
‫‪ // // -‬لستغالل المناجم أو الناجم السطحية أو مقالع الحجارة أو منتوجات األرض األخرى‬
‫‪ // // -‬لستغالل النقل والنتقال‬
‫‪ // // -‬لستغالل المالهي العمومية أو النتاج الفكري‬
‫‪ //‬للتأمينات‬ ‫‪// -‬‬
‫‪ //‬لستغالل املخازن العمومية‬ ‫‪// -‬‬
‫‪ //‬لبيع الس لع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة بالتجزئة‬ ‫‪// -‬‬
‫‪ -‬كل عملية مصرفية أو عملية صرف أو سمسرة أو خاصة بالعمولة‬
‫‪ // // -‬توسط لشراء وبيع العقارات أو املحالت التجارية والقيم العقارية‬
‫‪ -‬كل مقاولة لصنع أو شراء أو بيع وإعادة بيع السفن للمالحة البحرية‬
‫‪ -‬كل شراء وبيع لعتاد أو مؤمن للسفن‬
‫‪ -‬كل تأجير أو اقتراض أو قرض بحري بالمغامرة‬
‫‪ -‬كل عقود التأمين والعقود األخرى المتعلقة بالتجارة البحرية‬
‫‪ -‬كل التفاقيات والتفاقات المتعلقة بأجور الطاقم وإيجارهم‬
‫‪ -‬كل الرحالت البحرية‪،‬‬
‫من خالل استقرائنا لهذه األنواع من األعمال التجارية الموضوعية‪،‬نـالح ــظ أن هناك أعمال ل تكون‬
‫تجارية إل إذا وردت في شكل مقاولة‪ ،‬وان هناك أعمال تتم بصورة منفردة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪ -1-‬األعمال التجارية المنفردة‬

‫يدخل ضمن هذه األعمال‪ ،‬كل شراء منقولت لعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها وشراء العقارات لعادة‬
‫بيعها‪ ،‬العمليات المصرفية والسمسرة وعمليات الوساطة لشراء وبيع العقارات أو املحالت التجارية‪...‬‬
‫وعليه فإن هذه األعمال أعتبرها المشرع أعمال تجارية ولو تمت مرة واحدة ومن قبل أشخاص ل يتمتعون بالصفة‬
‫التجارية‪ .‬وسنحاول الوقوف أمام البعض منها ولو باختصار‪.‬‬

‫‪ -‬الشراء ألجل البيع‪:‬‬


‫أعتبر المشرع الجزائري الشراء ألجل البيع عمال تجاريا‪ ،‬بمعنى من اشترى سلعة بقصد بيعها من أجل تحقيق الربح‪،‬‬
‫يخضع ألحكام القانون التجاري في جميع المنازعات الناتجة عن هذا العمل بغض النظر عن صفته ويكتسب الصفة‬
‫التجارية بما له من حقوق وما عليه إذا أتخذ من هذه األعمال مهنة له‪.‬‬
‫وإذا ما حاولنا التمعن في الفقرة األول ى من نص المادة الثانية (‪ )91‬التي تنص‪" :‬كل شراء للمنقولت والعقارات‬
‫لعادة بيعها بعينها أو بعد تحويلها وشغلها"‪ .‬لوجدنا أن هذا العمل التجاري يتألف من ثالث عناصر لكل واحد منها أهمية‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر األول ‪ :‬أن يكون هناك شراء‬
‫‪ -‬العنصر الثاني‪ :‬أن محل الشراء منقول أو عقارا‬
‫‪ -‬العنصر الثالث‪ :‬أن الشراء بقصد البيع‬
‫ويضيف الفقه والقضاء عنصرا رابعا وهو قصد تحقيق الربح‪.‬‬

‫أ‪ -2-‬المقاوالت التجارية‬


‫حسب المادة الثانية (‪ )91‬ق‪.‬ت‪.‬ج ّ‬
‫فإنه إلى جانب األعمال التجارية المنفردة هناك طائفة أخرى من األعمال التجارية‬
‫يشترط لكتسابها الصفة التجارية صدورها في شكل مقاولة أو مشروع‪.‬‬
‫والمقاولة من وجهة نظر األستاذ أسكارا ‪":‬بأنها تكرار األعمال التجارية على وجه الحتراف ً‬
‫بناء على تنظيم منهي سابق"‪.‬‬

‫ما يمكن استخالصه من هذا التعريف أنه يشترط في المقاولة توافر شرطين لكسب الصفة التجارية‪:‬‬

‫منتظمة‬ ‫أ‪ .‬تكرر العمل التجاري‪ :‬فالعمل المنفرد ل يكفي لقيام المقاولة‪ ،‬بل لبد من تكرار العمل بطريقة‬
‫واعتيادية‪.‬‬

‫ب ـ وجود تنظيم منهي‪ :‬يهدف إلى القيام بهذا العمل‪ ،‬ويتمثل في مجموع من الوسائل المادية واألدوات والعمال‪ ،‬ووضع‬
‫هذه العوامل جميعا في مكان خاص‪ ،‬والمضاربة عليها قصد الغرض المقصود إل وهو الربح‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة الثانية (‪ )91‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬نجد المشرع الجزائري – قانون التجاري الجزائري‪ -‬نص على أحدى عشرة‬
‫(‪ )22‬نوعا من األعمال التجارية في شكل المقاولت‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ب‪ /‬األعمال التجارية بحسب الشكل‬

‫نص عليها القانون التجاري الجزائري في المادة الثالثة (‪ )90‬بقولها‪" :‬يعد عمال تجاريا بحسب شكله"‪:‬‬
‫‪ -‬التعامل بالسفتجة بين كل التجار‬
‫‪ -‬الشركات التجارية‬
‫‪ -‬وكالت ومكاتب األعمال مهما كان هدفها‬
‫‪ -‬العمليات المتعلقة باملحالت التجارية‬
‫‪ -‬كل عقد تجاري يتعلق بالتجارة البحرية والجوية‬

‫ب‪ -1-‬التــعامل بالسفت ـج ـة‬

‫يطلق عليها أيضا "سند السحب‪ ،‬والكمبيالة"‪ ،‬واعتبرها المشرع الجزائري من األعمال التجارية بحسب الشكل‪،‬‬
‫والسفتجة هي محرر مكتوب وفقا لقواعد حددها المشرع الجزائري في المادة ‪ 069‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬تتضمن أمرا صادرا من‬
‫شخص هو الساحب إلى شخص آخر هو المسحوب عليه بأن يدع ألمر شخص ثالث هو المستفيد مبلغا معينا من‬
‫النقود بمجرد الطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعين‪.‬‬
‫وتعتبر السفتجة من أهم األوراق التجارية ألنها تتضمن جميع العمليات التي يدور حولها قانون الصرف وتفترض‬
‫السفتجة وجود ثالث أشخاص‪ .‬وشكلها على النحو التالي؛‬

‫الجزائر في‪/‬اليوم ‪/‬الشهر‪ /‬السنة‬

‫المبلغ ‪ 05555‬دينارجزائري‬

‫إلى السيد‪(........‬اسم المسحوب عليه) التاجر بالبيار شارع علي خوجة‬

‫رقم ‪ 19‬ادفعوا لذن أو ألمر السيد‪(.........‬اسم المستفيد وعنوانه)‬

‫مبلغ خمسون ألف دينار في (حسب التاريخ المذكور أعاله)‬

‫توقيع الساحب‬

‫‪13‬‬
‫ب‪ -2-‬الشركات التجارية‬

‫لقد اتجه المشرع إلى اعتبار أنواع معينة من الشركات من قبيل الشركات التجارية حتى ولو كانت تقوم بنشاط مدني‪،‬‬
‫قاصدا بذلك إخضاع هذه األشكال من الشركات لقواعد القانون التجاري سيما ألحكام الفالس حماية لمن يتعاملون‬
‫معها‪.‬‬
‫ومثال ذلك شركات التضامن‪ ،‬شركات المساهمة‪ ،‬شركات التوصية‪ ،‬شركات ذات المسؤولية املحدودة‪.‬‬

‫ب‪ -3-‬الوكالة ومكاتب األعمال‬

‫تلك المكاتب التي تؤدي خدمة للجمهور لقاء أجر معين أو مقابل نسبة معينة من قيمة الصفقة التي توسط بها‪،‬‬
‫ومثال ذلك تخليص البضائع من الجمارك‪ ،‬تسجيل براءات الختراع‪...‬‬

‫ب‪ -4-‬العمليات المتعلقة باملحالت التجارية‬

‫أعتبر المشرع الجزائري حسب الفقرة ‪ 94‬المادة ‪ 90‬من القانون التجاري جميع العمليات المتعلقة باملحل التجاري‬
‫من بيع وشراء وتأجير ورهن من األعمال التجارية بحسب الشكل بغض النظر عن شخصية القائم بالعمل تاجرا كان أم‬
‫غير تاجر‪.‬‬

‫ب‪ -0-‬العقود المتعلقة بالتجارة البحرية والجوية‬

‫لقد جاء نص المشرع الجزائري مطلقا‪ ،‬حيث أضفى الصفة التجارية على عقود تجارية متعلقة بالجارة البحرية‬
‫والجوية‪ ،‬وما يمكن مالحظته أن النص اقتصر الصفة التجارية على العقود وحدها دون سائر اللتزامات الناشئة عن‬
‫المصادر األخرى ‪.‬‬

‫ت‪ /‬األعمال التجارية بالتبعية‬

‫نص المشرع الجزائري على هذا النوع من األعمال التجارية في الماجة الرابعة بقولها‪" :‬يعد عمال تجاريا بالتبعية‪:‬‬
‫‪ -‬األعمال التي يقوم بها التاجر والمتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره؛‬
‫‪ -‬اللتزامات بين التجار؛‬
‫ويقتض ي دراسة هذا النوع من األعمال الوقوف أمام النقاط التالية‪:‬‬

‫ت‪ -1-‬أساس وشروط النظرية‬

‫‪ -‬أساس النظرية‪ :‬لها أساس منطقي وأساس قانوني‬

‫‪14‬‬
‫أما فيما يتعلق باألساس المنطقي أو العملي‪ :‬يقتض ي إضفاء الصفة التجارية على كل األعمال التجارية المتعلقة‬
‫بمهنة التاجر‪ ،‬حتى تكون الحياة التجارية وحدة ل تتجزأ ولكي تخضع جميع األعمال لنظام قانوني واحد‪ ،‬سواء تعلق األمر‬
‫بالقانون الواجب التطبيق أو بالختصاص القضائي‪.‬‬
‫أما األساس القانوني‪ ،‬لقد أستند لنص المادة الرابعة المذكورة أعاله‪.‬‬
‫‪ -‬شروط النظرية‪ :‬وتتمثل هذه الشروط في‪:‬‬
‫‪ -2‬صدور العمل من التاجر‪ ،‬أي توفر صفة التاجر في الشخص القائم بالعمل‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يكن العمل متعلقا بممارسة تجارية أو ناشئا عن اللتزامات بين التجار‪ ،‬ومثال ذلك أن يشتري تاجر جهازا‬
‫للتبريد‪ ،‬فالعملية هي مدنية‪ ،‬إل أنها تجارية لتعلقها بالنشاط التجاري الذي يمارسه التاجر‪.‬‬

‫ت‪ -2-‬ميدان تطبيق النظرية‬

‫ل يقتصر تطبيق النظرية على العالقات التعاقدية بل يمتد أيضا إلى العالقات غير التعاقدية‪.‬‬
‫أ‪ -‬ال لتزامات التعاقدية‪ :‬هناك كثيرة في هذا املجال منها‪:‬‬
‫‪ -‬شراء التاجر أثاثا ملحله‬
‫‪ -‬عقد التأمين ضد الحريق أو السرقة‬
‫‪ -‬عقد اليجار‬
‫‪ -‬جميع العمليات التي يجريها التاجر مع البنوك‬
‫‪ -‬عقد الستخدام‪...‬إلخ‬
‫ب‪ -‬اللتزامات غير التعاقدية‪ :‬وهي اللتزامات التي تحدث بسبب النشاط التجاري اللتزام الناش ئ عن المنافسة غير‬
‫المشروعة‪ ،‬اغتصاب السم التجاري لتاجر آخر‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬هناك أيضا بعض األعمال المدنية بالتبعية وهي اللوازم واألدوات التي يشتريها المزارع والطبيب لممارسة‬
‫مهامهما‪.‬‬

‫ث‪ /‬األعمال املختلطة‬

‫وهذه األعمال لم يــنص عليها المشرع وإنما أضافها الفقه‪ ،‬وتلك األعمال هي تجارية لطرف ومدنية بالنسبة للطرف‬
‫الثاني‪ ،‬ونشأ عن هذا النوع من األعمال عدة مشاكل‪ ،‬فيما يخص الثبات والختصاص القضائي‪.‬‬

‫رابعا ‪ /‬التاج ـ ـ ـ ـ ـر‬

‫‪15‬‬
‫بينا فيما تقدم أن المشرع الجزائري في تحديد نطاق القانون التجاري أعتمد على المذهبين معا‪ ،‬النظرية الموضوعية‬
‫القائمة على األعمال التجارية‪ ،‬والنظرية الشخصية – الذاتية ‪ -‬القائمة على الشخص الذي يباشر أو يمارس األعمال‬
‫التجارية‪.‬‬

‫وتكتسب صفة التاجر أهمية بالغة تتمثل في المركز القانوني الخاص لمن له تلك الصفة أو الثار القانونية التي‬
‫تترتب عليها‪ .‬إذ وضع المشرع نظاما قانونيا خاصا ل يخضع له ال من له صفة التاجر من الناحية القانونية‪.‬‬

‫وسندرس في هذا الباب محورين أساسين هما‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف التاجر وشروط اكتساب صفة التاجر؛‬

‫‪ -‬التزامات التاجر؛‬

‫‪ /1‬تعريف التاجر‬

‫حسب المادة األول ى من أمر ‪ 15/69‬المؤرخ في ‪ 96‬ديسمبر ‪.2669‬‬

‫المعدل والمتمم لألمر‪ 76/57‬المؤرخ في ‪ 2657-96-19‬والمتضمن القانون التجاري‪" :‬يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو‬
‫معنوي يمارس عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له‪ ،‬ما لم يقض القانون بخالف ذلك"‪.‬‬

‫يتضح من نص هذه المادة أن المشرع الجزائري أستند في تحديد صفة التاجر إلى نظرية األعمال التجارية‪ ،‬أي ل‬
‫يرتبط بانتمائه إلى هيئة أو حرفة أو طائفة معينة‪.‬‬

‫كما أن احتراف األعمال التجارية ل يقتصر على األشخاص الطبيعيين – األفراد‪ -‬بل تحترفها أيضا األشخاص‬
‫المعنوية مثل الشركات التجارية‪.‬‬

‫كما يمكن أخذه من نص المادة األول ى ‪ -‬حسب التعديل الجديد – أن المشرع الجزائري استبدل مصطلح حرفة‬
‫بكلمة مهنة‪ ،‬وإن كان يراها البعض أوسع من مصطلح الحرفة‪.‬‬

‫كما تناولت بعض التشريعات أنواع أخرى للتاجر‪ ،‬حيث نجد‪:‬‬

‫أ‪ /‬التاجر الظاهر‪ :‬ومثاله الشخص الذي أعلن للجمهور عن افتتاح محله التجاري وإن لم يمارس عمال تجاريا‪ .‬وفي‬
‫نظر البعض أنه "لحماية الناس والتاجر معا"‪.‬‬
‫ب‪ /‬التاجر المستتر‪ :‬وهو الشخص الذي يمارس التجارة باسم مستعار‪ ،‬أو عندما يستتر وراء شخص آخر‪ ،‬في‬
‫الغالب بذلك األشخاص الذين لم يسمح القانون ممارسة التجارة كالموظفين والقضاة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫وفي نظر البعض أن الحكمة من اعتبار هؤلء تجارا هي حماية الغير الذي يعتمد على الوضع الظاهر‪.‬‬

‫وما يالحظ من جهة أخرى على أدبيات الدراسة أن الفقه لم يو ِل أهمية بالغة لتعريف التاجر‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ /2‬شروط اكتساب صفة التاجر‬

‫من خالل استقرائنا ألدبيات الدراسة التي تناولت هذا الموضوع نستشف أن كل التشريعات – وإن اختلفت ‪ -‬تعتبر‬
‫أنه ل يعد تاجرا ال الشخص أو األشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط القانونية المنصوص عليها في تشريعاتها املختلفة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة األول ى (ق‪.‬ت‪.‬ج) التي تنص‪" :‬يعد تاجرا كل شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا‬
‫ويتخذه مهنة معتادة له‪ ،‬ما لم يقض القانون بخالف ذلك"‪.‬‬

‫وعليه يشترط لكتساب الصفة التجارية‪:‬‬

‫‪ -‬احتراف العمل التجاري؛‬

‫‪ -‬توفر األهلية في الشخص الذي يرغب ممارسة التجارة؛‬

‫وأضاف الفقه شرطا ثالثا وهو‪ :‬أن يقوم التاجر بممارسة العمل التجاري لحسابه الخاص‪.‬‬

‫كما تضيف بعض التشريعات مثل ألمانيا شرطا آخرا لكتساب صفة التاجر وهو القيد في السجل التجاري‪.‬‬

‫وهذا ما نحاول توضيحه في المطالب التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬احتراف األعمال التجارية‬

‫تقض ي دراسة احترف األعمال التجارية التطرق إلى‪:‬‬

‫‪ -2‬مفهوم الحتراف‪ :‬يقصد به ممارسة األعمال التجارية بصورة منتظمة بقصد اتخاذه مهنة لشباع حاجاته‪ .‬وأن‬
‫تكون ممارسة العمل التجاري بصورة متكررة‪.‬‬
‫‪ -0‬محل الحتراف وإثباته‪ :‬يجب أن يكون محل(موضوع) الحتراف مشروعا‪ ،‬أي غير مخالف للنظام العام‪.‬‬

‫ويتم إثبات الحتراف بكافة طرق الثبات‪ ،‬ويقع عبء الثبات على من يدعي‪ .‬وإثبات الحتراف مسألة موضوعة يفصل‬
‫فيها قاض ي الموضوع ول يخضع في فصله لهذه الوقائع ال لرقابة املحكمة العليا‪.‬‬

‫ويتم إثبات الحتراف أيضا بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬وهذا وفقا للتعديل الصادر سنة ‪ ،2669‬فيما يخص المادة ‪12‬‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫‪ -3‬نهاية الحتراف‪ :‬يتم ذلك عن تصفية أعماله التجارية أو في حالة شهر إفالسه‪...‬إلخ‪.‬‬

‫ب‪ /‬أن يتم االحتراف على وجه االستقالل أي قيام الشخص بأعمال تجارية لحسابه الخاص‬
‫إن اعتياد الشخص لألعمال التجارية بطريقة منتظمة ل يكفي لكتساب صفة التاجر‪ ،‬لبد أن يتخذ منها مصدرا‬
‫رئيسيا لالرتزاق‪ .‬وعليه فإذا قام شخص بأعمال تجارية لغير حسابه فال يتحمل تلك املخاطر‪ .‬كما أن الشريك في شركات‬
‫‪17‬‬
‫المساهمة وشركات ذات المسؤولية املحدودة – عكس الشريك في شركات التضامن – ل يسأل عن التزامات الشركة ال‬
‫بقدر الحصة التي قدمها‪.‬‬

‫ت‪ /‬األهلية التجارية‬

‫لكتساب صفة التاجر يجب أن يكون الشخص متمتعا باألهلية الالزمة لحتراف التجارة‪ .‬أما فيما يخص أهلية‬
‫الشخص العتباري‪ ،‬أوضحت المادة ‪ 79‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫ولم يتضمن القانون التجاري الجزائري حكما خاصا بسن الرشد التجاري‪ ،‬وبالرجوع إلى القواعد العامة‪ ،‬نجد المادة‬
‫‪ 49‬الفقرة الثانية حددت سن الرشد ب ‪ 26‬سنة كاملة‪ .‬مع مراعاة ما تنص عليه المادتان ‪ 41‬و‪ 40‬من القانون المدني‬
‫فيما يخص عوارض األهلية‪.‬‬

‫مع العلم‪ ،‬أن هناك فئة من األشخاص ممنوعون من ممارسة التجارة مثل موظفي الدولة ورجال الدين‪ ،‬األطباء‪...‬الخ‪.‬‬
‫والحكمة من وراء ذلك تفاديا لستغالل النفوذ على حرية التعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬ترشيد القاصر‪:‬‬
‫نصت المادة الخامسة (‪ )97‬ق‪.‬ت‪.‬ج على أنه‪" :‬ل يجوز للقاصر المرشد ذكرا أم أنثى البالغ من العمر ثمانية عشر‬
‫(‪ )21‬سنة كاملة والذي يريد مزاولة التجارة أن يبدأ في العمليات التجارية كما ل يمكن اعتباره راشدا بالنسبة للتعهدات‬
‫التي يبرمها عن أعمال تجارية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يكن قد حصل مسبقا على إذن من والده أو أمه أو على قرار من مجلس العائلة مصادق عليه من املحكمة‪،‬‬
‫فيما إذا كان والده متوفى أو غائبا أو سقطت عنه سلطته األبوية أو استحال عليه مباشرتها أو في حال انعدام األب أو األم‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يقدم هذا الذن الكتابي ً‬
‫دعما لطلب التسجيل في السجل التجاري‪.‬‬
‫ما يــستـفـاد من هذه المادة أن المشرع الجزائري بقدر ما ّ‬
‫خول للقاصر الذي بلغ ‪ 21‬سنة‪ ،‬حق ممارسة التجارة بقدر‬
‫ما علق ذلك وجوب توافر شروط معينة وهي‪:‬‬

‫‪ -‬بلوغ الشخص ‪ 21‬سنة كاملة‬

‫‪ -‬الحصول على إذن من األب أو األم أو مجلس العائلة‬

‫‪ -‬يصادق على إذن من طرف املحكمة‬

‫‪ -‬أن يوضع هذا الذن الكتابي دعما لطلب التسجيل لدى مصلحة السجل التجاري‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬المرأة المتزوجة‪:‬‬

‫للمرأة المتزوجة في القانون الجزائري األهلية الكاملة لمباشرة التجارة‪ ،‬وذلك دون قيد شأنها شأن الرجل‪ ،‬هذا ما‬
‫نصت عليه المادة (‪ )91‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬بقولها‪" :‬تلتزم المرأة شخصيا باألعمال التي تقوم بها لحاجات تجارتها ويكون للعقود‬
‫بعوض التي تتصرف بمقتضاها في أموالها الشخصية لحاجات تجارتها كامل األثر بالنسبة للغير‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى نجد المادة التاسعة (‪ )96‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬أوضحت على أنه ل يعتبر زوج التاجر تاجرا إذا كان يمارس نشاطا‬
‫تابعا لنشاط زوجه ول يعتبر تاجرا إل إذا كان يمارس نشاطا تجاريا منفصال‪.‬‬

‫‪ -‬التاجر األجنبي‪ :‬تماشيا مع الصالحات التي عرفتها الجزائر مع بداية التسعينات (تعديل الدستور بتاريخ‬
‫ّ‬
‫‪ 2616/91/10‬وكذا قانون الستثمار‪،‬أمر رقم ‪ .)..90./92‬فإنه حسب البعض يسري التاجر األجنبي سواء كان طبيعيا أو‬
‫معنويا أحكام األهلية المنصوص عليها في القانون الجزائري‪ ،‬إضافة إلى رخصة تسلم من الهيئة املختصة ولئ ــيا‪.‬‬

‫‪ /3‬االلتزامات القانونية للتاجر(المــهني ــة)‬

‫نظم المشرع الجزائري مهنة التاجر فعندما يكسب صفة التاجر يصبح في مركز قانوني ويترتب عليه الخضوع‬
‫لواجبات قانونية‪ .‬ومن أهم هذه الواجبات (التزامات) التي يفرضها القانون التجاري على التجار عموما‪:‬‬

‫‪ -‬مسك الدفاتر التجارية؛‬

‫‪ -‬التسجيل في السجل التجاري؛‬

‫وستتم دراسة ذلك في المبحثين التاليين‪:‬‬

‫أ‪ /‬مــسك الدفاترالتجارية‬

‫فرض المشرع على كل شخص يكتسب صفة التاجر مسك دفاتر معينة يدون فيها كافة العمليات التجارية التي يقوم‬
‫بها في حياته التجارية وما ينتج عنها من حقوق له أو التزامات على عاتقه‪.‬‬

‫وحسب أدبيات الدراسة فإن أصل التزام بمسك الدفاتر التجارية يرتد إلى عرف قديم سار عليه التجار منذ عهد‬
‫الصيارفة الرومانيين الذين وضعوا النواة األول ى للمحاسبة التجارية‪.‬‬

‫وسندرس اللتزام بمسك الدفاتر التجارية وفق الخطة التالية‪:‬‬

‫أ‪ -1-‬مفهوم الدفاترالتجارية‬

‫‪19‬‬
‫‪ ‬تعريف الدفاتر التجارية‪ :‬عبارة عن سجالت يقيد فيها التاجر عملياته التجارية (إيراداته ونفقاته أو ما باألصول‬
‫والخصوم) ومن خالل هذه السجالت يتضح مركزه المالي وظروف تجارته‪.‬‬

‫وعالج المشرع الجزائري – القانون التجاري الجزائري – الدفاتر التجارية في المواد من ‪ 96‬إلى‪.21‬‬

‫‪ ‬أهمية الدفاترالتجارية‪:‬‬
‫‪ -‬تمثل الدفاتر التجارية المنظمة مرآة صادقة تعكس سير أعمال التاجر وتبين مركزه المالي‪.‬‬
‫‪ -‬إن الدفاتر التجارية متى كانت منتظمة هي أداة إثبات في المنازعات التي تحصل بين التجار أنفسهم ومع المتعاملين‬
‫معهم‪.‬‬
‫‪ -‬الدفاتر وسيلة عادلة لربط الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬الدفاتر التجارية وسيلة أمان ضد الفالس بالتقصير‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬األشخاص الملزمون بمسك الدفاترالتجارية‪:‬‬
‫حسب المادة التاسعة (‪ )96‬والعاشرة (‪ )29‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪ّ ،‬‬
‫فإنه يتعين على كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة التاجر‬
‫إمساك الدفاتر التجارية‪.‬‬

‫أ‪ -3-‬الجزاءات المترتبة على عدم مسك الدفاترالتجارية أو عدم تنظيمها‬

‫هناك جزاءات مدنية وجزاءات جنائية‪:‬‬

‫أ‪-1-3-‬الجزاءات المدنية‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬


‫أ‪ .‬حرمان التاجر من تقديم دفاتره غير المنتظمة وعدم العتماد عليها أمام القضاء‬
‫ب‪ .‬ل يحق للتاجر غير المنتظمة دفاتره إجراء تسوية قضائية لعدم تحديد مركزه المالي‬
‫ج‪ .‬ل تساعد في فرض الضرائب‪ ،‬يكون التقدير جزافيا‪.‬‬

‫أ‪ -2-3-‬الجزاءات الجنائية‪ :‬وتـ ــتم ــثل في‪:‬‬

‫عقوبات نصت عليهـا المـواد ‪ 059‬و‪ 052‬و‪ 054‬ق‪،‬ت‪،‬ج‪ ،‬والخـاصة بالفالس بالـتقصـير والفالس‬

‫بالتـدليس‪ ،‬والـتي تخص كـل من يتوقف عـن الدفع ولـم تـكن دفـاتـره منتظمة‪ ،‬أو لـم يكن قـد أمسك حـسابات حـسب‬
‫عرف المهنة ‪،‬أو الـذي تـوقف عن الـدفـع ويـكون قد أخـفى حـساباتـه كلها أو بعـضهـا‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫والـمالحظ أنـه وبالرجوع إلـى نص المادة ‪ 096‬ق‪،‬ت‪،‬ج‪،‬التي تحيلنا إلى نص المادة ‪010‬ق‪ ،‬العقوبات الجزائـري‪ ،‬تـبين‬
‫لنا العقوبات الـتي تفرض عـلى من تثبت إدانتـهم بالتـفليس بالـتقصـير أو بالتدليس‪ ،‬والـتي تـتراوح ما بين الحبس من شـهرين‬
‫إلى سنتين فيما يخص الفالس بالتقصـير‪ ،‬والـحبس من سـنـة إلى خمس(‪ )97‬سنوات بالنـسبة لإلفالس بـالتدليس‪.‬‬

‫كـما يجـوز عالوة عـلى ذلـك تطبيق العقوبات المنصوص علـيها في المادة ‪ 24‬ق‪،‬ع‪،‬ج‪ ،‬عـلى المفـلس بـالتـدليس‪.‬‬

‫ب‪ /‬القيد في السجل التجاري‬

‫إن دراسة القيد في السجل التجاري‪ ،‬تقتض ي‪ ،‬الوقوف أمام مفهوم السجل التجاري‪ ،‬وظائف السجل التجاري‪،‬‬
‫الملزمون بالقيد في السجل التجاري‪ ،‬الثار المترتبة عن القيد في السجل التجاري‪ ،‬الجزاءات المترتبة عن القيد في‬
‫السجل التجاري‪ ...‬وهذا ما نقف أمامه في المطالب التالية‪:‬‬

‫ب‪ -1-‬مفهوم السجل التجاري ووظائفه‬

‫ب‪ -1-1-‬تعريف السجل التجاري‪ :‬عبارة عن دفتر تفرد فيه لكل تاجر كان سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا صفحة‬
‫يدون فيها البيانات الخاصة بهؤلء األشخاص ونشاطهم التجاري تحت رقابة وإشراف الدولة‪.‬‬

‫ويعتبر القيد بالسجل التجاري مجرد إجراء إداري وإحصائي ل إشهاري‪.‬‬

‫النظام الجزائري(نظام السجل التجاري)والذي ّ‬


‫بقي يأخذ بالقانون الفرنس ي بشأن القيد في السجل التجاري إلى غاية‬
‫صدور القانون التجاري الجزائري سنة ‪ 2657‬وحتى بعد صدور هذا القانون فلم يعاد تنظيم السجل التجاري إل بمرسوم‬
‫رقم ‪ 27/56‬المؤرخ في ‪ 2656/92/17‬المتعلق بتنظيم السجل التجاري‪ .‬ثم مرسوم ‪ 171/10‬المتضمن قانون السجل‬
‫التجاري‪.‬‬

‫وأهم ما ميز هذه الفترة أن المشرع الجزائري أخذ موقفا وسطا بين الوظيفة الدارية والوظيفة الشهارية للقيد في‬
‫السجل التجاري‪.‬‬

‫وعرف السجل التجاري الجزائري فيما بعد –خاصة مع بداية التسعينات – عدة نصوص تشريعية وتنظيمية –‬
‫غيرت وظيـفـته أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬قانون ‪ 11/69‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪2669‬المتعلق بالسجل التجاري‪ ،‬المتمم بالقانون ‪ 24-62‬المؤرخ في ‪24‬‬
‫ديسمبر‪ ،2662‬ثم عدل وتمم باألمر ‪ 95/69‬المؤرخ في ‪ 29‬يناير ‪ ،2669‬والتي نصت المادة ‪ 26‬منه على أن‪" :‬التسجيل في‬

‫‪21‬‬
‫السجل التجاري عقد رسمي يثبت كامل األهلية القانونية لممارسة التجارة ويترتب عليه الشهار القانوني الجباري"‪ .‬إل أن‬
‫هذا القانون ‪ - 11/69-‬ألغي سنة ‪.1994‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 91-61‬مؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة ‪ ،2661‬المتضمن القانون األساس ي الخاص بالمركز الوطني‬
‫للسجل التجاري وتنظيمه‪ ،‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-22‬المؤرخ في ‪ 99‬فبراير سنة ‪.1922‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 96-61‬مؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة ‪ ،2661‬المتضمن القانون األساس ي الخاص بمأموري المركز‬
‫الوطني للسجل التجاري‪ ،‬المعدل والمتمم بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 01-22‬المؤرخ في ‪ 99‬فبراير سنة ‪.1922‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي‪ 06/65‬المؤرخ في ‪ 91‬يناير سنة ‪ 2665‬المتعلق بمدونة النشاطات القتصادية الخاضعة للقيد في‬
‫السجل التجاري المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفذي رقم ‪ 021-1999‬مؤرخ في ‪ 29‬أكتوبر سنة ‪ ،1999‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 91/94‬المؤرخ في ‪ 24‬غشت ‪ ،1994‬المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪ ،‬المعدل والمتمم بقانون‬
‫وعوض قانون‬‫ّ ّ‬
‫‪ 99-20‬المؤرخ في ‪ 10‬يوليو سنة ‪ ،1920‬خاصة المواد ‪ ،...27 ،22 ،91‬هذا القانون ‪ -91/94 -‬الذي ألغـى ِ‬
‫‪ 11-69‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ -‬قرار مؤرخ في ‪ 20‬يوليو سنة ‪ ،1922‬الذي يحدد مدة صالحية مستخرج السجل التجاري الممنوح للخاضعين‬
‫لممارسة بعض األنشطة‪ ،‬الملغى أخيرا بموجب قرار المؤرخ في ‪ 20‬يناير سنة ‪.1927‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي ‪ 222/27‬المؤرخ في ‪ 90‬مايو سنة ‪ ،1927‬يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في السجل‬
‫التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 104-27‬المؤرخ في‪ 16‬غشت سنة ‪ ،1927‬يحدد شروط وكيـفيات ممارسة األنشطة والمهن‬
‫المنظمة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري‪.‬‬
‫‪... -‬إلخ‪.‬‬

‫ب‪ -2-‬وظـائف السـجل التجاري هي‪:‬‬

‫‪ -‬الوظيفة الستعالمية للسجل‬

‫الحصائية ‪//‬‬ ‫‪// -‬‬

‫‪ // -‬القتصادية ‪//‬‬

‫‪ // -‬القانونية ‪//‬‬

‫ب‪ -3-‬الملزمون بالقيد قي السجل التجاري‬

‫وهؤلء األشخاص تناولتهم أحكام المادتان ‪ 26‬و‪ 19‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬وكذا المواد من ‪5‬إل ـى ‪ 29‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 222-27‬المذكور أعاله‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬كل تاجر شخص طبيعي أو معنوي‪.‬‬

‫‪ -‬كل مؤسسة تجارية مقرها في الخارج وتفتح في الجزائر وكالة أو فرعا أو أي مؤسسة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬كل ممثلية تجارية أو وكالة تجارية تابعة للدول أو الجماعات أو المؤسسات العمومية األجنبية التي تمارس نشاطا‬
‫على التراب الوطني‪.‬‬

‫‪ -‬كل مؤسسة حرفية وكل مؤدي خدمات‪ ،‬سواء كان طبيعيا أو معنويا‪.‬‬

‫‪ -‬كل مستأجر مسير محال تجاريا‪.‬‬

‫‪ -‬كل شخص معنوي تجاري بشكله أو بموضوعه التجاري مقره في الجزائر أو يفتح بها وكالة أو فرعا أو أية مؤسسة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬كل شخص طبيعي أو معنوي يمارس نشاطا يخضع قانونا للقيد في السجل التجاري‪.‬‬

‫ب‪ : -4-‬اآلثار المترتبة على القيد وعــدم القــيد في السجل التجاري‬

‫ب‪ -1-4-‬اآلثار المترتبة على القيد في السجل التجاري‪:‬‬


‫‪ ‬اكتساب صفة التاجر‪ :‬ويتبن ذلك من نص المادة ‪ 12‬ق‪.‬ت‪.‬ج التي تـنص‪ :‬كل شخص أو معنوي مسجل في‬
‫السجل التجاري يعد مكتسبا صفة التاجر إزاء القوانين المعمول بها ويخضع لطل النتائج المترتبة عن هذه‬
‫الصفة‪.‬‬
‫‪ ‬اكتساب الشركة الشخصية المعنوية‪ :‬نصت على ذلك المادة ‪ 746‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪" :‬ل تتمتع الشركة بالشخصية‬
‫المعنوية إل من تاريخ قيدها في السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ ‬يرتب القيد الشهار القانوني الجباري‪ ،‬بحيث يكون للغير الطالع على وضعية التاجر ومركز مؤسسته وملكية‬
‫املحل ونوع النشاط الذي يمارسه‪ .‬أما بالنسبة للشركات التجارية فيتمثل الشهار إجباريا‪.‬‬

‫ب‪ -2-4-‬آثار عدم القيد في السجل التجاري‪:‬‬

‫ويترتب على ذلك جزاءات إدارية وجنائية تتمثل في‪:‬‬

‫عــقوبات حددتها المادة ‪ 09‬من القانون ‪ ،91/94‬والتي تتمثل في كون أنه زيادة على ضباط وأعوان الشرطة القضائية‬
‫المنصوص عليهم في قانون الجراءات الجزائية(المــادة‪24‬ومــايليه ــا)‪ ،‬يؤهل للقيام بعمليات المراقبة ومعاينة الجرائم‬
‫المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬الموظفون التابعون لألسالك الخاصة بالمراقبة التابعة لإلدارات المكلفة بالتجارة‬
‫والضرائب‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫و تـتم كيفيات مراقبة ومعاينة الجرائم المنصوص عليها في هذا القانون وفقا لنفس الشروط واألشكال املحددة في‬
‫التشريع والتنظيم المعمول بهما المطبقين على الممارسات التجارية‪.‬‬

‫كما أوضحت المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 91/94‬على أنه يقوم األعوان المؤهلون والمذكورون في المادة ‪ 09‬أعاله بغلق‬
‫محل كل شخص طبيعي أو اعتباري يمارس نشاطا تجاريا قارا دون التسجيل في السجل التجاري إلى غاية تسوية مرتكب‬
‫الجريمة لوضعيته‪,.‬‬

‫زيادة على إجراء الغلق‪ ،‬يعاقب مرتكب الجريمة بغرامة من ‪29.999‬دج إلى ‪299.999‬دج‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫املحورالثاني ‪ :‬الشركات التجارية‬

‫أوال ‪ /‬األحكام العامة للشركات التجارية‬

‫إن مزاولة األعمال التجارية ل يقتصر فقط على األشخاص الطبيعيين‪ ،‬بل تمارس أيضا من طرف الشركات التجارية‬
‫بمختلف أنواعها‪ .‬فهي صاحبة المشاريع التجارية الضخمة التي يعجز الفرد عن القيام بها بمفرده ‪،‬فالشركات التجارية‬
‫تساهم في إنعاش القتصاد عن طريق الستثمارات التجارية‪ ،‬خصوصا ما يتعلق بالتجارة الدولية و منه سنتعرض ألحكام‬
‫الشركات التجارية من حيث تعريفها و تمييزها عن العقود المشابهة لها ثم طبيعتها القانونية و أخيرا تقسيماتها ‪.‬‬

‫‪ -2‬تعريف الشركات ‪:‬‬

‫لم يتطرق المشرع إلى تعريف الشركات التجارية مما يتعين اللجوء إلى األحكام العامة المنصوص عليها في القانون المدني‪،‬‬
‫فالمادة ‪ 429‬من القانون المدني الجزائري عرفت الشركة بأنها‪ " :‬الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو‬
‫اعتباريان أو أكثر على المساهمة في نشاط م ــشترك بتقديم حصـ ـ ــة من عمل أو مال أو نقد‪ ،‬بهدف اقتـ ــسام الربح الذي قد‬
‫ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذو منفعة مشتركة‪ ،‬كما يتحملون الخسائر التي قد تنجر عن ذلك‪" .‬‬

‫يتضح من خالل هذا التعريف بأن الشركة هي عقد يبرم بين شخصين أو أكثر سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو معنويين‬
‫بـ ــهدف تحقيق الربح أو الوصول إلى أهداف اقتصادية ذات منفعة مشتركة ‪ .‬لقد تطرق المشرع الجزائري إلى الشركات‬
‫التجارية في الكتاب الخامس ابتداء من المادة ‪ 744‬إلى غاية المادة ‪ 141‬من القانون التجاري‪ ،‬و آخر تعديل تعرض له‬
‫المشرع الجزائري بالنسبة للشركات التجارية هو القانون رقم ‪ 19/27‬مؤرخ في ‪ ، 1927/21/09‬الصادر بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 52‬المؤرخة في ‪ 1927/21/ 09‬المعدل و المتمم للقانون التجاري و تطرق إلى تعديل أحكام شركة ذات المسؤولية‬
‫املحدودة من حيث رأس مال الشركة و من حيث عدد الشركاء املحدد ب ‪ 79‬شريك كحد أقص ى طبقا للمادة ‪ 769‬من‬
‫القانون التجاري‪.‬‬

‫‪ -2‬تمييزالشركات التجارية عن العقود المشابهة لها‬


‫‪ -‬تمييز الشركات التجارية عن الشركات المدنية ‪ :‬تختلف الشركات التجارية عن الشركات المدنية من حيث النقاط‬ ‫‪1-2‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن الشركات التجارية هي تلك الشركات التي تمارس مختلف األعمال التجارية وتنقسم إلى شركات تجارية بحسب شكلها‬
‫وشركات تجارية بحسب موضوعها‪ .‬تعتبر شركة الت ــضامن وشرك ــة التوصية والشركة ذات المسؤولية املحدودة وشرك ــة‬
‫المساه ــمة شركـات تجاري ــة بحسب شك ــلها مهما كان موضوعها‪ ،‬ويطبق عليها القانون التجاري مهما كان غرضها‪ ،‬إذ تعد عمال‬
‫تجاريا بحسب الشكل المنصوص عليه في المادة الثالثة من القانون التجاري‪ .‬فكل هذه الشركات تكتسب صفة التاجر بالنظر‬
‫إلى شكلها و ليس إلى نشاطها فتعتبر تجارية حتى و لو مارست أعمال مدنية ‪.‬أما النوع الثاني من الشركات التجارية فهي‬
‫الشركات التجارية بحسب موضوعها والقانون لم تحددها على سبيل الحصر بل ينظر فقط إلى موضوعها أو نشاطها الرئيس ي‬
‫إذا كان تجاريا يطبق عليها القانون التجاري وإذا كان غرضها مدنيا يطبق عليها القانون المدني ‪.‬أما بالنسبة للشركات المدنية‬

‫‪25‬‬
‫فهي التي تمارس األعمال المدنية‪ ،‬وقد نص عليها المشرع في الفصل الثالث تحت عنوان "عقد الشركة " و خصص لها ‪ 00‬مادة‬
‫قانونية ابتداء من المادة ‪ 429‬إلى غاية المادة ‪ 446‬من القانون المدني الجزائري ‪.‬‬
‫ب‪ -‬تخضع الشركات التجارية لاللتزامات المنصوص عليها في القانون التجاري بما فيه القيد في السجل التجاري ومسك الدفاتر‬
‫التجارية وتخضع لنظام الفالس و التسوية القضائية بينما الشركات المدنية فهي ليست ملزمة بمسك الدفاتر التجارية و ل‬
‫القيد في السجل التجاري و هي تخضع لنظام العسار ‪.‬‬
‫ت‪ -‬تكتسب الشركات التجارية الشخصية المعنوية من تاريخ قيدها في السجل التجاري طبقا للمادة ‪ 746‬من القانون التجاري‬
‫بالمقابل من ذلك فان الشركات المدنية تكتسب الشخصية المعنوية من يوم تكوينها و استيفاء إجراءات الشهر‪.‬‬
‫ث‪ -‬تتقادم الدعاوى التي ترفع ضد الشركاء في الشركات التجارية بمض ي خمس سنوات من تاريخ نشر انحالل الشركة في السجل‬
‫التجاري طبقا للمادة ‪ 555‬من القانون التجاري‪ ،‬بينما الشركات المدنية فال تتقادم فيها الدعاوى على الشركاء إل بمرور ‪27‬‬
‫سنة طبقا للمادة ‪ 091‬من القانون المدني‪.‬‬
‫ج‪ -‬إن مسؤولية الشركاء في الشركات التجارية تتحدد حسب نوع الشركة‪ ،‬ففي شركات األشخاص الشركاء مسؤولون عن ديون‬
‫الشركة بصفة تضامنية و مطلقة أما في شركات األموال فإن الشركاء مسؤولون عن ديون الشركة بحسب أسهمهم في الشركة‪،‬‬
‫أما الشركات المدنية فالشركاء ل يسألون مسؤولية تضامنية و لكنهم مسؤولون مسؤولية شخصية عن ديون الشركة حتى في‬
‫أموالهم الخاصة‪.2‬‬
‫‪ -2-2‬تمييز الشركة عن الجمعية ‪ :‬عرفت الفقرة األول ى من المادة ‪ 1‬من قانون ‪ 02/69‬المؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ 2669‬المتعلق‬
‫بالجمعيات في الجزائر‪ ،‬الجمعية على الشكل التالي‪" :‬تمثل الجمعية اتفاقية تخضع للقوانين المعمول بها ويجتمع في إطارها‬
‫أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي ولغرض غير مربح " و منه فان الجمعية ل ته ــدف إلى تحقيق األرباح‪،‬‬
‫فغرضها يكمن في تح ـ ــقيق أهداف علمية ثقافية اجتماعية‪ ،‬أما الشركات التجـ ـ ــارية فهي تهدف إلى تحقيق الربح من خالل‬
‫الستثمارات التجارية التي تقوم بها‪.‬‬
‫‪ -3‬الطبيعة القانونية للشركة‬

‫إن الشركات التجارية تدخل في طائفة األعمال التجارية بحسب الشكل‪ ،‬المنصوص عليها في المادة الثانية من القانون التجاري‬
‫و كذا المادة ‪ 744‬من القانون التجاري و هي شركة التضامن ‪ ،‬شركة التوصية و شركة ذات المسؤولية املحدودة و شركة‬
‫المساهمة أما باقي الشركات فينظر إلى غرضها إن كان تجاريا يطبق عليها القانون التجاري و إن كان مدنيا يطبق عليه القانون‬
‫المدني‪ ،‬إل أن مسألة تحديد الطبيعة القانونية للشركات التجارية هي محل جدل فقهي ظهر بشأنه ثالثة نظريات ‪:‬‬

‫‪ -2-0‬النظرية العقدية ‪ :‬يرى أنصار هذه النظرية أن الشركة عبارة عن عقد يلتزم بموجبه شخصان أو أكثر بأن يساهم كل‬
‫منهم في مشروع بغرض تحقيق الربح و ذلك بتقديم حصة مالية أو عينية أو عمل مع نية اقتسام األرباح و الخسائر‬
‫و منه فان الشركة في هذه الحالة عبارة عن عقد يخضع لمبدأ سلطان الرادة في تنظيم حقوق والتزامات الطرفين وشكل‬
‫الشركة وغرضها ومدتها وجنسيتها و طرق حل المنازعات التي قد تنشأ بين الشركاء‪.‬‬
‫‪ -1-0‬النظرية النظامية للشركة ‪ :‬ظهرت هذه النظرية عندما بدأت الدول تتدخل في النشاط القتصادي والجتماعي ‪،‬‬
‫و ذلك بسن نصوص آمره تنظم أحكام الشركات ‪ .‬يرى أنصار هذه النظرية أن الشركة تقوم على تنظيم قانوني ألحكام‬

‫‪26‬‬
‫ّ‬
‫الشركات عن طريق إدراج قيود على الحرية التعاقدية وبالتالي فإنه ل يجوز للشركاء مخالفة القواعد المرة لنظام الشركات و‬
‫منه فأن الشركة عبارة عن شخص معنوي ذو كيان مستقل يسيطر على الرادة الفردية التي ساهمت في إنشائه‪.‬‬
‫‪ -0-0‬النظرية املختلطة ‪ :‬إن هذه النظرية تجمع بين الفكرة التعاقدية و الفكرة التنظيمية لتحديد الطبيعة القانونية للشركة‪،‬‬
‫فالشركة عبارة عن خليط بين الفكرتين‪ :‬الفكرة التعاقدية تظهر في شركات األشخاص بحيث ل يمكن تعديل العقد‬
‫التأسيس ي إل بإجماع الشركاء بالمقابل من ذلك فان الفكرة النظامية تظهر في شركات األموال‪ .‬فعقد الشركة ليس كغيره من‬
‫العقود التي يقتصر أثرها على ترتيب اللتزامات على عاتق أطرافها‪ ،‬بل هو عقد يؤدي إلى إنشاء شخص معنوي له كيان‬
‫قانوني مستقل عن أشخاص الشركاء فيكتسب الحقوق ويتحمل اللتزامات‪ ،‬و هذا ما يصطلح عليه بالشخصية المعنوية‬
‫للشركة ‪.‬‬
‫‪ -4‬تقسيمات الشركات‪:‬‬

‫تنقسم الشركات التـ ــجارية إلى شركات تجارية بحسب شكلها وشركات تجارية بحـ ــسب موضوعها تعتبر شركة الت ــضامن وشرك ــة‬
‫التوصية والشركة ذات المسؤولية املحدودة وشرك ــة المساه ــمة شركـات تجاري ــة بحسب شك ــلها مهما يكن موضوعها طبقا‬
‫للمادة ‪ 744‬من القانون التجاري ‪ .‬يطبق عليها القانون التجاري مهما كان غرضها إذ تعد عمال تجاريا بحسب الشكل‬
‫المنصوص عليه في المادة الثالثة من القانون التجاري‪ ،‬فتكتسب صفة التاجر بالنظر إلى شكلها و ليس إلى نشاطها وتعتبر‬
‫تجارية حتى و لو مارست أعمال مدنية ‪.‬أما الطائفة الثانية هي الشركات التجارية بحسب موضوعها فهي لم تحدد على سبيل‬
‫الحصر بل ينظر فقط إلى موضوعها أو نشاطها الرئيس ي فإذا كان تجاريا يطبق عليها القانون التجاري وإذا كان غرضها مدنيا‬
‫يطبق عليها القانون المدني ‪.‬كما تنقسم كذلك إلى شركات األشخاص ‪،‬شركات األموال وشركات مختلطة تجمع بين خصائص‬
‫شركات األشخاص وشركات األموال‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لشركات األشخاص‪ ،‬فتتمثل في شركة التضامن وشركة املحاصة‪ ،‬فالشركاء فيها يكتسبون الصفة التجارية‬
‫وهم مسؤولون عن ديون الشركة بصفة مطلقة و تضامنية و غير محدودة وأن إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس الشركاء‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة لشركات األموال فتتمثل في شركة المساهمة فالشركاء فيها ل يكتسبون الصفة التجارية وهم مسؤولون عن ديون‬
‫الشركة على حسب أسهمهم في الشركة و أن إفالس الشركة ل يؤدي إلى إفالس ‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للشركات املختلطة فتتمثل في شركة التوصية التي تتضمن على نوعيين من الشركاء و هم شركاء موصون‬
‫يخضعون ألحكام شركات األموال ل يكتسبون الصفة التجارية و هم مسؤولون عن ديون الشركة على حسب أسهمهم في‬
‫الشركة و أن إفالس الشركة ل يؤدي إلى إفالس الشركاء‪ ،‬و شركاء متضامنون يخضعون ألحكام شركة التضامن من حيت أنهم‬
‫يكتسبون الصفة التجارية و هم مسؤولون عن ديون الشركة بصفة مطلقة و تضامنية و غير محدودة و أن إفالس الشركة‬
‫يؤدي إلى إفالس الشركاء‪. .‬‬
‫‪ -‬شركة ذات المسؤولية املحدودة التي تجمع بين خصائص شركات األموال و خصائص شركات األشخاص في نفس الوقت و لقد‬
‫تطرق إليها المشرع الجزائري من المادة ‪ 794‬إلى غاية المادة ‪ 762‬من القانون التجاري و تدخل المشرع الجزائري في سنة ‪1927‬‬
‫و عدل بعض أحكام شركة ذات المسؤولية املحدودة بموجب القانون رقم ‪ 19/27‬المؤرخ في ‪ 1927/21/09‬خصوصا ما يتعلق‬
‫بعدد الشركاء املحدد بخمسين ( ‪ ) 79‬شريكا كحد أقص ى طبقا للمادة ‪ 769‬من القانون التجاري وكذا رأسمالها الذي أعطى‬

‫‪27‬‬
‫المشرع الحرية للشركاء في تحديده كما أجاز هذا القانون تقديم حصة عمل في الشركة ذات المسؤولية املحدودة بعد ما كان‬
‫سابقا مقتصرا على حصة عينية و نقدية فقط‪. .‬‬
‫‪ -7‬تكوين الشركات التجارية و جزاء تخلف أركانها‬
‫يشترط لنشاء الشركة توفر األركان العامة للتعاقد المتمثلة في الرض ى و املحل و السبب إضافة إلى ذلك يجب توفر األركان‬
‫الموضوعية الخاصة المتمثلة في تعدد الشركاء و تقديم الحصص و نية المشاركة و اقتسام األرباح و الخسائر ‪.‬كما يشترط‬
‫لقيام الشركة التجارية إفراغها في عقد رسمي طبقا للفقرة األول ى من المادة ‪ 747‬من القانون التجاري ‪.‬‬
‫‪ -1-0‬أركان الشركة‬
‫‪ -1-1-0‬األركان الموضوعية ‪ :‬لكي يتم إنشاء الشركة يجب توفر األركان العامة للتعاقد وهي الرضا واألهلية واملحل والسبب‪.‬‬
‫‪ ‬الرضا ‪:‬يجب أن يكون رضا الشركاء خاليا من عيوب الرادة المتمثلة في الكراه والغلط والتدليس إذ يجوز لمن وقع في غلط أن‬
‫يطالب إبطال عقد الشركة كمن يعتقد بأنه انظم إلى شركة ذات المسؤولية املحدودة ويتضح فيما بعد أنها شركة تضامن‪ ،‬أما‬
‫التدليس فيقصد منه إيقاع المتعاقد في غلط باستعمال الطرق الحتيالية بما ل يتفق مع الحقيقة‪ ،‬أما الكراه فيقصد منه‬
‫التأثير على إرادة الشخص و إرغامه على التعاقد‬
‫‪ ‬األهلية ‪:‬يشترط لقيام أهلية إبرام عقد الشركة أن يكون الشريك قد بلغ سن ‪ 26‬سنة كاملة طبقا للمادة ‪ 49‬من القانون‬
‫المدني وأن يكون متمتعا بقواه العقلية و لم يحجر عليه ‪ .‬وكاستثناء عن هذا األصل فإن القانون التجاري أجاز للقاصر‬
‫المرشد ممارسة األعمال التجارية طبقا للمادة الخامسة من القانون التجاري يسمى بالقاصر المرشد الذي وصل سن ‪ 21‬سنة‬
‫كاملة و تحصل على إذن للممارسة التجارة مصادق عليه من طرف املحكمة املختصة فإذا تحققت هذه الشروط فيجوز له‬
‫النضمام للشركة ‪ .‬و يثار إشكال بالنسبة لمسألة انضمام القاصر غير ال مرشد للشركة ففي هذه الحالة يجب التمييز بين‬
‫حالتين ‪:‬حالة النضمام إلى شركات األشخاص كشركة التضامن فان الشريك في هذا النوع من الشركات يكتسب صفة التاجر‬
‫و هو مسؤول عن ديون الشركة مسؤولية مطلقة و غير محدودة و منه تبطل الشركة ‪ .‬أما إذا كان انضمام القاصر لشركات‬
‫األموال التي تقوم على العتبار المالي كشركة المساهمة فمسؤولية الشريك فيها هي مسؤولية محدودة على حسب أسهمه في‬
‫الشركة و ل يكتسب صفة التاجر و منه فان عقد الشركة في هذه الحالة ل يبطل كأصل عام ‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ ‬املحل ‪ :‬يقصد بمحل الشركة الغرض الذي أنشأت من أجله وهو النشاط القتصادي الذي سوف تستثمر فيه الشركة فيجب‬
‫أن يكون هذا املحل مشروعا وغير مخالف للنظام والداب العامة فإذا أقيمت الشركة لالتجار باملخدرات فان مصيرها البطالن‬
‫ملخالفتها النظام العام‪.‬‬
‫السبب ‪ :‬وهو الباعث أو الدافع لتكوين الشركة المنصب على تحقيق الربح واقتسامه على الشركاء وذلك بالستثمار في أحدى‬ ‫‪‬‬

‫المشاريع القتصادية ‪.‬‬


‫‪ -2-1-0‬األركان الموضوعية الخاصة ‪:‬‬
‫تتمثل هذه األركان في تعدد الشركاء‪ ،‬تعدد الحصص و نية المشاركة و اقتسام األرباح و الخسائر ‪.‬‬
‫أ‪ .‬تعدد الشركاء‪ :‬إن إبرام عقد الشركة يكون بين شخصين أو أ كثر و هو ما يسمى بركن تعدد الشركاء و كل شركة وضع لها‬
‫القانون الحد األدنى لنشائها أو الحد األقص ى ‪ ،‬فمثال في شركة المساهمة فيجب أن ل يقل عدد الشركاء عن ‪ 5‬شركاء طبقا‬
‫للمادة ‪ 769‬من القانون التجاري أما الشركة ذات المسؤولية املحدودة فإن عدد الشركاء تم تحـ ــديده ب ‪ 79‬شريكا كحد‬

‫‪28‬‬
‫أقص ى طبقا لنفس المادة السابقة الذكر من القانون التجاري ‪.‬واستثناءا عن هذا األصل فإن المشرع الجزائري في تعديل‬
‫القانون التجاري لسنة ‪ 2669‬أجاز إنشاء شركة بشريك واحد وهي مؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية املحدودة التي‬
‫تتكون من شريك واحد طبقا للمادة ‪ 794‬من القانون التجاري‬
‫ب‪ .‬تعدد الحصص ‪:‬يجب على كل شريك أن يساهم في تكوين الشركة و ذلك بتقديم حصة قد تكون نقدية أو عينية أو حصة‬
‫عمل ومجموع هذه الحصص المقدمة يشكل رأسمال الشركة *‬
‫‪ ‬الحصة النقدية ‪:‬تنصب الحصة النقدية على مـ ــبلغ مالي محدد يقدمه الشريك مساهمة منه في تكوين رأسمال الشركة ‪.‬‬
‫‪ ‬الحصة العينية ‪:‬لقد أجاز القانون للشريك تقديم حصة عينية كتقديم قطعة ترابية أو مبنى أو منقول أو رسوم والنماذج‬
‫الصناعية أو العالمة التجارية‪ ،‬فالحصة العينية يمكن أن تقدم على سبيل التملك بمعنى أن يتخلى الشريك بصفة نهائية عن‬
‫ملكيته للعين التي قدمها و بالتالي تنتقل ملكية هذه الحصة من الشريك إلى الشركة و يترتب عن ذلك إذا هلكت الحصة العينية‬
‫بعد انتقال ملكيتها للشركة فان تبعية الهالك تقع على عاتق الشركة ‪.‬كما يمكن أن تقدم الحصة العينية على سبيل النتفاع‬
‫فقط ‪ ،‬كتقديم قطعة أرض لكي تستغلها الشركة في توسيع مشاريعها الستثمارية مع احتفاظ الشريك بملكيته لهذه األرض‪ ،‬و‬
‫منه فإن تقديم الحصة على سبيل النتفاع يطبق عليها أحكام اليجار فإذا هلكت هذه الحصة العينية فان تبعية الهالك تقع‬
‫على عاتق الشريك الذي يلتزم بتقديم حصة أخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬حصة عمل ‪ :‬لقد أجاز القانون أن تكون حصة الشريك على شكل عمل و العمل الذي يمكن اعتباره حصة في الشركة هو‬
‫العمل الفني كعمل المهندس أو المدير‪ ،‬أما العمل البسيط فال يجوز اعتباره حصة عمل في الشركة‪،‬‬
‫و الجدير بالذكر أن حصة العمل ل تدخل ضمن تكوين رأسمال الشركة و ل تدخل ضمن الضمان العام لدائني الشركة مع‬
‫الشارة بأن القانون التجاري الجزائري أجاز تقديم حصة عمل في شركة ذات المسؤولية املحدودة طبقا للمادة ‪ 795‬مكرر من‬
‫القانون التجاري بعد ما كان سابقا مقتصرا على حصة عينية و نقدية فقط ‪ ،‬كما يجب ال تكون كل حصص الشركاء عبارة عن‬
‫حصص عمل ألن ذلك سيقض ي على الضمان العام للدائنين ‪.‬‬

‫ج‪ .‬نية المشاركة ‪:‬هو انصراف إرادة جميع الشركاء إلى المساهمة على قدم المساواة في تحقيق غرض الشركة عن طريق قبول‬
‫املخاطر املحتملة من الستثمار في مشروع الشركة‪ ،‬و تعتبر نية الشتراك عنصرا معنويا يجب أن يكون قائما في كل الشركات و‬
‫يظهر هذا العنصر أكثر في شركات األشخاص التي تقوم على العتبار الشخص ي‬

‫د‪ .‬اقتسام األرباح و الخسائر ‪:‬إن هدف كل شركة هو السعي لتحقيق األرباح و تقسيمها على الشركاء و يقصد بالربح كل كسب‬
‫نقدي أو مادي يضاف إلى ثروة الشركاء و ل يمكن معرفة إن كانت الشركة قد حققت األرباح إل إذا تم جرد موجوداتها و ثبت‬
‫زيادة األصول عن الخصوم‪ ،‬فالقانون ألزم كل تاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا القيام بعملية الجرد السنوي لمعرفة‬
‫األصول والخصوم و منه تحديد وضعية الشركة إذا حققت أرباحا أم ل و جرت العادة على توزيع األرباح في نهاية كل سنة مالية‬
‫‪.‬كما يمكن أن يكون خالصة الستثمار التجاري للشركة هو الخسارة التي تعني تجاوز الخصوم عن األصول ففي هذه الحالة‬
‫يجب توزيع الخسائر على كل الشركاء‪ ،‬و ل يجوز وضع بيان في عقد الشركة يؤدي إلى إعفاء أحد الشركاء من تحمل الخسائر أو‬
‫حرمانه من األرباح و هو ما يسمى بشرط األسد‪ ،‬فإذا تضمنت الشركة على هذا الشرط فان مصير هذه الشركة هو البطالن‬

‫‪29‬‬
‫ّ‬
‫طبقا للمادة ‪ 419‬من القانون المدني التي تنص على أنه ‪ " :‬إذا وقع التفاق على أن أحد الشركاء ل يسهم في أرباح الش ــركة و ل‬
‫في خسائرها ‪ ،‬كان عقد الشركة باطال ‪".‬‬

‫‪ -3-1-0‬الركن الشكلي ‪ :‬إن عقد الشركة من العقود التي يمكن أن تستمر لفترات طويلة تصل إلى غاية ‪ 66‬سنة و من هذا‬
‫المنطلق اشترط المشرع الجزائري ضرورة إفراغ تأسيس الشركة في عقد رسمي بحيث نصت الفقرة األول ى من المادة ‪747‬‬
‫من القانون التجاري على ‪ " :‬تثبت الشركة بعقد رسمي و إل كانت باطلة " كما أكدت المادة ‪ 741‬من القانون التجاري على‬
‫وجود إيداع العقود التأسيسية والعقود المعدلة للشركات التجارية لدى المركز الوطني للسجل التجاري وتنشر حسب‬
‫األوضاع الخاصة بكل شكل من أشكال الشركات و إل كانت باطلة ‪.‬‬

‫و منه فان العقد التأسيس ي للشركة يجب أن يكون رسميا محررا من طرف الموثق و كل التعديالت التي تطرأ على هذا العقد‬
‫يجب أن تخضع للرسمية مع ضرورة إشهار عقد الشركة حتى يعلم بها الغير و يتضمن عقد الشركة على مجموعة من البيانات‬
‫نصت عليها المادة ‪ 749‬من القانون التجاري كتحديد شكل الشركة‪ ،‬مدتها غرضها‪ ،‬عنوانها‪ ،‬اسمها‪ ،‬مركزها‪ ،‬مبلغ رأسمالها ‪.‬‬
‫مع الشارة بأن المادة ‪ 747‬من القانون التجاري اشترطت إثبات وجود الشركة التجارية بموجب عقد رسمي وتحت طائلة‬
‫البطالن إذا كان النزاع قائما بين الشركاء بالمقابل من ذلك فان الفقرة الثانية من نفس المادة أجازت إثبات وجود الشركة بكل‬
‫وسائل الثبات إذا تعلق النزاع بين الشركة كشخص معنوي و الغير ‪.‬‬

‫‪ -1-7‬جزاء تخلف أحد أركان عقد الشركة ‪:‬‬

‫يترتب على تخلف أحد األركان العامة و الخاصة للشركة بطالن العقد و يختلف نوع البطالن‪ ،‬فقد يكون بطالنا مطلقا أو بطالنا‬
‫نسبيا ‪.‬‬

‫أ‪ /‬البطالن المطلق ‪ :‬يكون عقد الشركة باطال بطالنا مطلقا إذا انعدم فيه ركن الرضا أو كان محل الشركة أو سببها غير‬
‫مشروع أو مخالفا للنظام العام أو تخلف أحد األركان الموضوعية الخاصة كما لو كانت حصة أحد الشركاء غير موجودة‬
‫أو تضمن عقد الشركة على شرط األسد المنصب على استحواذ أحد الشركاء على أرباح الشركة أو إعفائه من تحمل الخسائر‬
‫‪.‬من خصائص هذا البطالن أنه من النظام العام و منه يجوز لكل ذي مصلحة أن يتمسك به سواء كان ذلك من طرف الشركاء‬
‫أو من طرف الغير و للمحكمة أن تقض ي ببطالن العقد من تلقاء نفسها ‪.‬‬
‫ب‪ /‬البطالن النسبي ‪:‬يجوز طلب إبطال عقد الشركة إذ كان أحد الشركاء ناقصا لألهلية أو كانت إرادته تضمنت على عيب من‬
‫عيوب الرضا ومن خصائص هذا البطالن انه مقرر فقط لمصلحة الشخص الذي له الحق في طلب البطال‪ ،‬فال يجوز لباقي‬
‫الشركاء أو الغير طلب البطال و ل يجوز للمحكمة أن تقض ي به من تلقاء نفسها ‪.‬‬
‫ت‪ /‬بطالن العقد لتخلف ركن الشكلية ‪:‬إذا تخلف ركن الشكلية يؤدي إلى بطالن الشركة وكذا بطالن كل التعديالت التي ل‬
‫تستوفي الشكل الرسمي و هذا طبقا للمادة ‪ 747‬من القانون التجاري‪ ،‬و هذا البطالن هو بطالن من نوع خاص يختلف عن‬
‫القواعد العامة للبطالة من حيث العال قة فيما بين الشركاء و فيما بين الشركة و الغير ‪.‬‬
‫ففيما يخص العالقة بين الشركاء و الغير فال يجوز للشركاء التمسك في مواجهة الغير بالبطالن لعدم تحقق شرط الشكلية‬
‫لكونهم أهملوا التزاما قانونيا‪ ،‬و منه ل يجوز لهم الستفادة من األخطاء التي ارتكبوها بالمقابل من ذلك فان الغير يجوز له‬
‫‪30‬‬
‫ّ‬
‫التمسك بالبطالن و لهم إثبات ذلك بكل طرق الثبات أما بالنسبة للعالقة فيما بين الشركاء فإنه يجوز لكل شريك التمسك‬
‫بالبطالن في مواجهة باقي الشركاء‪.‬‬
‫آث ـ ــارعق ـ ــد الشرك ـ ــة ‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ينتج عن تكوين الشركة أثار هامة منها ما يتعلق باكتساب الشخصية المعنوية طبقا للمادة ‪ 425‬من القانون المدني التي تؤكد‬
‫بأنه ل يجوز الحتجاج بشخصية الشركة على الغير إل بعد القيام بإجراءات الشهر التي نص عليها القانون‪ ،‬أما الشركات‬
‫التجارية فإن شخصيتها المعنوية تقوم من يوم قيدها في السجل التجاري طبقا للمادة ‪ 746‬من القانون التجاري ‪.‬وينتج عن‬
‫ذلك أن الشركة تتمتع بجميع الحقوق إل ما كان مالزما لصفة النسان كما يكون لها ذمة مالية خاصة وأهلية‬
‫و جنسية و موطن و اسم خاص بها و كل الشركات تتمتع بالشخصية المعنوية باستثناء شركة املحاصة التي ليس لها شخصية‬
‫معنوية و ل تظهر للغير‪ ،‬فشركة املحاصة ل تكون إل في العالقات فيما بين الشركاء و ل تكشف للغير و يمكن إثباتها بكل طرق‬
‫الثبات طبقا للمادة ‪ 567‬مكرر ‪ 1‬من القانون التجاري ‪.‬و تجدر الشارة إلى أن الشخصية المعنوية للشركات المدنية تبدأ‬
‫بمجرد تكوينها غير أن هذه الشخصية ل تكون لها حجة على الغير إل بعد استيفاء إجراءات الشهر طبقا للمادة ‪ 425‬من‬
‫القانون المدني‪ ،‬بينما بالنسبة للشركات التجارية فإن المشرع الجزائري أكد في المادة ‪ 746‬من القانون التجاري على أن‬
‫الشخصية المعنوية للشركات التجارية تبدأ من تاريخ قيدها في السجل التجاري‪ ،‬أما بخصوص التصرفات التي يبرمها‬
‫المؤسسون لحساب الشركة في فترة التأسيس فالمشرع فرض التضامن بال حدود على األشخاص الذين تصرفوا باسم الشركة‬
‫و لحسابها ‪ .‬أما بالنسبة للشركة قيد التصفية فهي تحتفظ بشخصيتها المعنوية إلى غاية انتهاء أعمال التصفية طبقا للمادة‬
‫‪766‬من القانون التجاري ‪.‬‬

‫النتائج المترتبة عن اكتساب الشركة للشخصية المعنوية ‪:‬‬ ‫‪-2-9‬‬


‫إن تمتع الشركة التجارية بالشخصية المعنوية يؤدي إلى عدة نتائج وهي‪:‬‬
‫‪ -2-2-9‬الذمة المالية المستقلة‪ :‬عندما تكتسب الشركة التجارية الشخصية المعنوية تصبح مؤهلة لتلقي الحقوق و تحمل‬
‫اللتزامات و منه تكون لها ذمة مالية مستقلة عن ذمم الشركاء‪ ،‬و يترتب على ذلك انتقال الحصص المقدمة من طرف الشركاء‬
‫إلى الشركة‪ ،‬إضافة إلى ذلك ّ‬
‫فإنه ل يجوز لدائني الشركاء التنفيذ على الحصص ألنها أصبحت ملكية خالصة للشركة ‪ .‬كما أن‬
‫إفالس شركات األشخاص يؤدي حتما إلى إفالس الشركاء ألنهم يكتسبون صفة التاجر و هم مسؤولون عن ديون الشركة‬
‫مسؤولية مطلقة و تضامنية حتى في ذممهم الخاصة‪ ،‬بالمقابل من ذلك فإن إفالس شركات األموال ل يؤدي إلى إفالس الشركاء‬
‫لكونهم ل يكتسبون صفة التاجر و مسؤوليتهم عن ديون الشركة مسؤولية محدودة على حسب أسهمهم في الشركة‪.‬‬
‫‪ -1-2-9‬أهلية الشركة ‪:‬يترتب على تكوين الشركة وتمتعها بالشخصية المعنوية أن يكون لها األهلية القانونية في حدود الغرض‬
‫الذي تكونت من أجله‪ ،‬فيثبت لها حق التقاض ي أمام الجهات القضائية كشخص معنوي و لها الحق في اكتساب الحقوق و‬
‫تسأل الشركة عن األضرار التي تسببها للغير إذ استقر الرأي الراجح من الفقه على ضرورة مساءلة الشركة عن األفعال‬
‫الجنائية على أن ل تتعدى العقوبة فيها الغرامة المالية كاملخالفات الجمركية و الضريبة ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -0-2-9‬إسم الشركة ‪ :‬ل بد على الشخـ ــص المعنوي أن يكون له اس ــم يميزه عن غيـ ــره كما هو الحال بالنسبة للشخص الطبيعي‪،‬‬
‫فاسم شركات األشخاص يختلف عن اسم شركات األموال فشركة التضامن التي تعتبر النموذج األمثل لشركات األشخاص‬
‫يتألف اسمها من أسماء كل الشركاء أو اسم أحد الشركاء أو بعضهم يتبع بكلمة و شركائه أو شركائهم‪ ،‬أما بالنسبة لشركات‬
‫ّ‬
‫األموال فإنه تترك مهمة اختيار اسم الشركة للشركاء و غالبا ما يكون مستنبطا من غرض الشركة ‪.‬‬
‫‪ -4-2-9‬موطن الشركة ‪:‬إن موطن الشركة التجارية هو المكان الذي تزاول فيها نشاطها و أعمالها القانونية بصفة فعلية و لقد‬
‫حددت المادة ‪ 745‬من القانون التجاري موطن الشركة في مركز الشركة‪ ،‬و تحديد موطن الشركة له أهمية بالغة من حيث‬
‫تحديد الختصاص القضائي في حالة ظهور نزاع قضائي‬
‫‪ -7-2-9‬جنسية الشركة ‪:‬تتحدد جنسية الشركة بموطنها الذي يوجد بها مركز إدارتها و هذا بعض النظر عن جنسية شركائها أو‬
‫جنسية مسيرها‪ ،‬فالمشرع الجزائري في الفقرة الثانية من المادة ‪ 745‬من القانون التجاري أكد بأن القانون الجزائري هو الذي‬
‫يطبق على كل الشركات التي تمارس نشاطها في الجزائر‪ ،‬و منه فإن التشريع الجزائري أخضع الشركات األجنبية التي تمارس‬
‫نشاطها في الجزائر للقانون الجزائري‪ ،‬و أقر لها الجنسية الجزائرية حتى و لو كان مركزها الرئيس ي خارج الجزائر‪.‬‬
‫‪ -9-2-9‬ممثل الشركة ‪:‬إن الشركات التجارية كشخص معنوي تتعامل مع الغير في حدود الغرض الذي أنشئت من أجله و بذلك‬
‫يجب أن يكون لها من يمثلها قانونا في إبرام تصرفاتها‪ ،‬و هو شخص المسير و حتى من الجانب القضائي فالمادة ‪ 4/21‬من‬
‫قانون الجراءات القضائية تشترط لقبول دعوى الشركة أن يرد فيها تسمية الشخص المعنوي و مقره الجتماعي و صفة‬
‫ممثله القانوني أو التفاقي‪.‬‬

‫انقضاء الشركات التجارية ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬


‫تنقض ي الشركات التجارية نتيجة ألسباب عامة أو خاصة ‪:‬‬
‫‪ -2-5‬األسباب العامة النقضاء الشركات التجارية ‪ :‬تتمثل هذه األسباب في انقضاء الميعاد املحدد للشركة‪ ،‬تحقق الغرض‬
‫الذي أنشأت من أجله‪ ،‬هالك جميع أو معظم أموال الشركة‪ ،‬إجماع الشركاء على حل الشركة‪ ،‬النقضاء بموجب حكم‬
‫قضائي‪ ،‬الندماج و أخيرا إفالس الشركة‬
‫‪ -1-5‬نقضاء الشركة بانقضاء الميعاد املحدد لها ‪ :‬من بين البيانات التي يتضمنها العقد التأسيس ي للشركة تحديد المدة التي‬
‫سوف تمارس فيها الشركة نشاطها فإذا انتهت هذه المدة تنقض ي الشركة بقوة القانون ودون رغبة الشركاء في ذلك حتى و لو لم‬
‫تحقق الغرض الذي أنشئت من أجله‪ ،‬و لقد نصت المادة ‪ 749‬من ال ـ ــقانون التجاري على أن مدة الش ــركة ل يمكن أن تتجاوز‬
‫‪ 66‬سنة فإذا اتفق الشركاء على الستمرار بالشركة لمدة جديدة أخرى فتعتبر الشركة في هذه الحالة شركة جديدة‪ ،‬ألن‬
‫الشركة األول ى انقضت بقوة القانون بنهاية المدة املحددة في العقد التأسيس ي للشركة‪.‬‬
‫‪ -0-2-5‬انقضاء الشركة بتحقق الغرض الذي أنشئت من أجله ‪ :‬قد تنشأ الشركة للقيام بعمل معين كإقامة شركة من أجل‬
‫إنجاز خطوط السكك الحديدية فإذا انتهى هذا المشروع ينتهي الغرض الذي أنشئ ت من أجله ومنه تنقض ي الشركة في هذه‬
‫الحالة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -4-2-5‬انقضاء الشركة بهالك أموال الشركة ‪:‬تنقض ي الشركة بهالك جميع رأسمالها أو جزء كبير منه بحيث ل يصبح هناك‬
‫فائدة من الستمرار فيها و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 2 /401‬من القانون المدني ‪،‬فإذا نشب حريق مثال و أدى إلى إتالف جميع‬
‫موجودات الشركة ففي هذه الحالة تنقض ي الشركة لهالك أموالها ‪ ،‬أما بالنسبة للهالك الجزئي فان المادة السالفة الذكر‬
‫تشترط هال ك جزء كبير من أموال الشركة بحيث يؤدي ذلك إلى استحالة مواصلة نشاط الشركة بمعنى آخر أن الجزء الباقي‬
‫من موجودات الشركة ل يمك ــن العتماد عليه لمواصلة نشاط الشركة ‪ ،‬فعلى سبيل المثال ما نصت عليه المادة ‪ 1/716‬من‬
‫القانون التجاري على أن الشركة ذات المسؤولية املحدودة في حالة خسارتها ل ‪ 4/0‬من رأسمالها يتعين حل الشركة إما عن‬
‫طريق اتفاق الشركاء فيما بينهم أو عن طريق اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحل الشركة ‪.‬‬
‫‪ -7-2-5‬انقضاء الشركة بإجماع الشركاء على حلها ‪ :‬تنحل الشركة قبل انتهاء المدة املحددة لها إذا ما اتفق جميع الشركاء على‬
‫حل الشركة بشرط أن تكون الوضعية المالية للشركة قادرة على تحمل التزاماتها أما إذا كانت في حالة التوقف عن دفع ديونها‬
‫فان قرار حل الشركة يمكن الطعن فيه لكونه يمس بمصالح الدائنين‪.‬‬
‫‪ -9-2-5‬انقضاء الشركة باالندماج ‪:‬يجوز للشركاء و قبل انتهاء الميعاد املحدد للشركة أن يتفقوا على إدماجها في شركة أخرى‬
‫قائمة فإذا دمجت في شركة أخرى قائمة تنقض ي الشركة المن دمجة و تفقد شخصيتها المعنوية و تحل محلها الشركة الدامجة‬
‫في كل اللتزامات التي كانت على عاتق الشركة المندمجة و هذا ما يسمى بالندماج عن طريق الضم ‪ ،‬أما النوع الثاني من‬
‫الندماج فيسمى بالندماج عن طريق المزج الذي يقصد منه اندماج شركتان أو أكثر قائمتان قصد إنشاء شركة جديدة‬
‫تكتسب شخصية معنوية جديدة تختلف عن شخصيات الشركات المندمجة ‪.‬‬
‫‪ -5-2-5‬انقضاء الشركة عن طريق حكم إفالس الشركة ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 127‬من القانون التجاري الجزائري على انه يتعين‬
‫على كل تاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا إذا توقف عن تسديد ديونه أن يدلي بإقرار عن ذلك خالل مدة ‪ 27‬يوم من‬
‫تاريخ التوقف عن الدفع قصد شهر الفالس أو التسوية القضائية‪ ،‬و منه فان الشركة التجارية التي صدر بشأنها حكم‬
‫الفالس يؤدي إلى انقضائها باعتبار الفالس يؤدي إلى تصفية كل موجودات الشركة و تقسيمها على الدائنين‪ ،‬فالفالس هو‬
‫نظام تنفيذ جماعي على أموال المفلس الذي توقف عن تسديد ديونه التجارية في مواعيد استحقاقه ‪.‬‬
‫‪ -1-2-5‬انقضاء الشركة عن طريق الحل القضائي ‪ :‬لقد أجازت المادة ‪ 442‬من القانون المدني للشريك حق اللجوء إلى القضاء‬
‫من اجل المطالبة بحل الشركة بسبب عدم وفاء أحد الشركاء بالتزاماته القانونية أو إلى سبب آخر يرجع سلطة تقدير مدى‬
‫خطورته لقاض ي الموضوع من خالل دراسة الملف و سماع أطراف النزاع للتأكد من مدى خطورة السبب المستند إليه من‬
‫طرف أحد الشركاء ‪ ،‬فإذا ثبت ذلك فيقض ى بحل الشركة و في حالة العكس يقض ى برفض طلب حل الشركة لعدم جدية‬
‫السبب المستند إليه ‪ ،‬فمثال في حالة ما إذا امتنع أحد الشركاء تقديم حصته ّ‬
‫فإنه يجوز لباقي الشركاء اللجوء إلى القضاء‬
‫للمطالبة بحل الشركة لعدم تنفيذ اللتزامات ‪.‬‬
‫‪ -1-5‬األسباب الخاصة النقضاء الشركات التجارية ‪ :‬تنص الفقرة األول ى من المادة ‪ 406‬من القانون المدني على" ‪:‬تنتهي‬
‫الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو بإعساره أو بإفالسه ‪ .‬إل أنه يجوز التفاق في حالة ما إذا مات أحد الشركاء أن‬
‫تستمر الشركة مع ورثته و لو كانوا قصرا " ‪ .‬من خالل الرجوع إلى هذه المادة نجد أنها حددت أسباب خاصة لنقضاء الشركات‬
‫التجارية يمكن إجمالها على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -2-1-5‬انقضاء الشركة بموت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو إعساره أو إفالسه ‪:‬كأصل عام تنحل الشركة بسبب وفاة أحد‬
‫الشركاء باعتبار أن تأسيس الشركة كان مبنيا على أساس الصفات الشخصية التي يتصف بها كل شريك‪ ،‬و بالتالي فإذا توفي‬
‫أحد الشركاء يؤدي إلى انقضاء الشركة و منه تصفية موجوداتها بحضور ورثة الشريك المتوفى‪ ،‬و استثناءا من ذلك نصت‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 406‬من القانون المدني على إمكانية استمرار الشركة باتفاق الشركاء فيما بينهم مع ضرورة تعويض‬
‫ورثة الشريك المتوفى‪ ،‬كما يجوز استمرار الشركة بإدخال ورثة الشريك المتوفى سواء كلهم أو بعضهم كابنه األكبر مثال أو‬
‫زوجته ‪.‬‬
‫كما تنحل الشركة بالحجر على أحد الشركاء والحجر يكون بحكم قضائي بعد المصادقة على الخبرة المتعلقة بالتأكد من‬
‫السالمة العقلية للشريك‪ ،‬فإذا صدر حكم الحجر على أحد الشركاء تنقض ي الشركة كأصل عام ‪.‬‬
‫كما تنقض ي كذلك الشركة بإعسار أحد الشركاء ويقصد بالعسار ‪ ،‬عدم قدرة أحد الشركاء على تسديد ديونه التي هي على‬
‫عاتقه‪،‬‬
‫و تنقض ي كذلك الشركات بصدور حكم شهر إفالس أحد الشركاء فالفالس يؤدي إلى تصفية كل أموال المفلس و تقسيمها‬
‫على دائنيه و بذلك تنقض ي الشركة في هذه الحالة‪.‬‬
‫مع التوضيح بأن كل هذه الحالت تؤدي إلى انقضاء الشركات كأصل عام إل أنه هناك استثناء عن هذا األصل إذ يمكن أن‬
‫يتضمن عقد الشركة بندا ينص على استمرار الشركة مع باقي الشركاء‪.‬‬
‫‪ -1-1-5‬انقضاء الشركة بانسحاب أحد الشركاء من الشركة ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 449‬من القانون المدني على أن الشركة‬
‫تنقض ي بانسحاب أحد الشركاء إل أن مسالة انسحاب الشريك تختلف بحسب ما إذا كانت مدة الشركة محددة أو غير محددة‬
‫‪ ،‬فإذا كانت مدة الشركة غير محددة ّ‬
‫فإنه يجوز للشريك النسحاب من الشركة شرط إبالغ الشركاء عن رغبته في النسحاب و‬
‫أن تكون هذه الرغبة صادرة عن حسن نية ‪ ،‬فال يجوز مثال أن يطلب الشريك النسحاب و الشركة تعاني من أزمة مالية‬
‫و تراكم الديون‪.‬‬

‫أما بالنسبة لالنسحاب من الشركة محددة المدة فال يجوز للشريك النسحاب قبل حلول أجل انتهاء مدة الشركة ‪ ،‬استثناءا‬
‫من هذا األصل ّ‬
‫فإنه يجوز للشريك اللجوء إلى القضاء من أجل المطالبة بانسحابه مستندا إلى أسباب معقولة‪ ،‬و للمحكمة‬
‫السلطة الواسعة في تقدير مدى جدية السبب المستند إليه من طرف الشريك ‪ ،‬و هذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 441‬من القانون المدني كما ما يلي ‪ ":‬يجوز أيضا ألي شريك إذا كانت الشركة معينة األجل أن يطلب من السلطة القضائية‬
‫إخراجه من الشركة متى استند في ذلك إلى أسباب معقولة و في هذه الحالة تنحل الشركة ما لم يتفق الشركاء على استمرارها ‪".‬‬

‫ثانيا ‪ /‬أنواع الشرك ـ ــات‬


‫تنقسم الشركات التجارية إلى شركات أشخاص وشركات أموال وشركات مختلطة تجمع بين خصائص شركات األشخاص‬
‫وشركات األموال ‪.‬‬

‫‪ /1‬شركات األشخاص‪ :‬وتتمثل في شركة التــضامن ‪ ،‬شركة التوصية وشركة املحاصة ‪ ،‬فكل هذه الشركات تقوم على العتبار‬
‫الشخص ي‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫أ‪ /‬شركة التضامن ‪:‬‬
‫أ‪-2 /‬تعريفها ‪ :‬تعتبر شركة التضامن النموذج األمثل لشركات األشخاص و هي األكثر انتشارا و سميت بشركة التضامن لكون أن‬
‫الشركاء فيها مسؤولون مسؤولية تضامنية و غير محدودة عن ديون الشركة ‪ ،‬و األكثر من ذلك أن الذمة المالية للشريك هي‬
‫ضامنة لديون الشركة و تقوم على العتبار الشخص ي لكونها تنشأ بين الشركاء الذين تربطهم ثقة متبادلة و غالبا ما تكون بين‬
‫أفراد العائلة الواحدة‪.‬‬
‫إن مصطلح شركة التضامن ظهر في أواخر القرن الثامن عشر و بداية القرن التاسع عشر و هي تعني تلك الشركة التي يؤسسها‬
‫شخصان أو أكثر و يكون الشركاء فيها مسئولين مسؤولية مطلقة و تضامنية عن ديون الشركة ‪.‬‬
‫أ‪ -1/‬خصائص شركة التضامن‪ :‬تنفرد شركة التضامن بعدة خصائص تميزها عن باقي الشركات األخرى وتتمثل هذه الخصائص‬
‫في ‪:‬‬
‫‪ -‬جميع الشركاء يكتسبون صفة التاجر ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 772‬من القانون التجاري على أن الشركاء في شركة التضامن‬
‫يكتسبون صفة التاجر حتى و لو لم يحترفوا األعمال التجارية‪ ،‬بسبب أن شركة التضامن تنتمي إلى طائفة األعمال التجارية‬
‫بحسب الشكل و منه و بمجرد تأسيس شركة التضامن يجب قيدها في السجل التجاري و عليها مسك الدفاتر التجارية ‪.‬‬
‫‪ -‬إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس الشركاء ‪ :‬الفالس هو نظام تنفيذ جماعي يطبق على التجار الذين توقفوا عن تسديد ديونهم‬
‫التجارية في ميعاد استحقاقها ‪ ،‬و نظرا لكون أن الشريك في شركة التضامن يكتسب صفة التاجر ّ‬
‫فإنه يترتب عن ذلك أنه إذا‬
‫صدر حكم بشهر إفالس شركة التضامن سيؤدي حتما إلى إفالس الشركاء باعتبار أن الذمة المالية الخاصة للشريك ضامنة‬
‫لديون الشركة ‪،‬أما العكس في حالة إفالس الشريك فان ذلك ل يؤدي إفالسها بل يؤدي إلى انحاللها ما لم يتضمن العقد‬
‫األساس ي على بند سمح باستمرار الشركة في حالة إفالس أحد الشركاء و هو ما يعبر عنه باتفاق الشركاء على استمرار الشركة ‪.‬‬
‫‪.‬المسؤولية المطلقة و التضامنية للشركاء عن ديون الشركة ‪ :‬إن الشركاء في شركة التضامن مسؤولون مسؤولية مطلقة‬
‫وتضامنية عن ديون الشركة ‪،‬فالذمة المالية الخاصة للشريك هي ضامنة لديون الشركة‪ ،‬و هذا ما يميز شركة التضامن عن‬
‫ّ‬
‫شركات األموال فإذا عجزت شركة التضامن الوفاء بديونها فإنه يتم الرجوع على كل الشركاء بتطبيق مبدأ التضامن فيما بينهم‬
‫و تنصرف هذه الثار إلى األموال الخاصة للشركاء ‪ .‬و يبطل كل شرط يعفي أحد الشركاء من المسؤولية التضامنية غير‬
‫املحدودة عن ديون الشركة‪ ،‬إل أن خاصية المسؤولية التضامنية غير املحدودة للشريك عن ديون الشركة قد تثير بعض‬
‫الشكاليات في حالة ما إذا انسحب الشريك من الشركة و دخول شريك جديد فيها‪ ،‬فبالنسبة للشريك المتضامن فهو مسؤول‬
‫عن ديون الشركة إلى غاية القيام بإجراءات شهر انسحابه من الشركة‪ ،‬فإذا اغفل القيام بذلك يعتبر مسؤول تجاه الغير عن‬
‫ديون الشركة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للشريك الجديد الذي ينضم إلى الشركة فنظرا لكون أن شركة التضامن تقوم على العتبار الشخص ي فإن الشريك‬
‫الجديد يعتبر مسؤول عن تعهدات الشركة السابقة والالحقة لنضمامه إلى الشركة ‪ ،‬بالمقابل من ذلك ّ‬
‫فإنه يجوز له أن‬
‫يشترط إعفائه من الديون ّ‬
‫السابقة لنضمامه للشركة و هذا الشرط ينتج أثاره بعد خضوعه لجراءات النشر و الشهار ‪.‬مع‬
‫الشارة بأن المسؤولية المطلقة للشريك يرد عنها استثناءا في حالة وفاة أحد الشركاء واستمرار الشركة مع باقي الشركاء وورثة‬
‫فإنه ل يكون مسؤول مسؤولية غير محدودة عن ديون الشركة بل‬ ‫الشريك المتوفى‪ ،‬ففي هذه الحالة إذا كان أحد الورثة قاصرا ّ‬

‫يكون مسؤول بقدر أموال تركة مورثه طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 791‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أ‪-3/‬عنوان الشركة ‪ :‬تنص المادة ‪ 771‬من القانون التجاري على ّ‬
‫أن ‪ " :‬يتألف عنوان الشركة من أسماء جميع الشركاء أو من‬
‫اسم أحدهم أو أكثر ‪ ،‬متبوعا بكلمة و شركائهم " يتضح من هذه المادة أن اسم الشركة يمكن أن يتضمن على أسماء كل‬
‫ّ‬
‫الشركاء إذا كانت الشركة تتكون من شريكين أو ثالثة شركاء ‪ ،‬أما إذا كانت الشركة تتكون من عدد كبير من الشركاء فإنه‬
‫يصعب كتابة كل أسماء الشركاء ففي هذه الحالة يكفي الشارة إلى أسم واحد أو اثنين من الشركاء مع إضافة مصطلح و‬
‫شركائهم‪ ،‬أما إذا كانت الشركة تتكون من أفراد عائلة واحدة فيجوز الكتفاء باسم العائلة كعنوان للشركة مع ضرورة تحديد‬
‫نوع القرابة التي تربط الشركاء كذكر شركة فالن و إخوانه أو شركة فالن و أبنائه ‪.‬‬
‫عدم جواز انتقال حصص الشركاء إلى الورثة أو الغير ‪:‬إن األصل العام أنه ل يجوز التنازل عن الحصص في شركة التضامن‬
‫ّ‬
‫فإنه يجوز‬ ‫للغير بعوض أو بغير عوض لكون هذه الشركة تقوم على العتبار الشخص ي‪ ،‬إل انه واستثناءا عن هذا األصل‬
‫ّ‬
‫فإنه يجوز‬ ‫التنازل عن الحصص لباقي الشركاء أو الغير بشرط موافقة كل الشركاء على ذلك ‪،‬فمثال في حالة وفاة أحد الشركاء‬
‫للشركاء التفاق على نقل حصة الشريك المتوفى لورثته‪.‬‬
‫أ‪-4/‬إدارة شركة التضامن ‪:‬إن شركة التضامن وبمجرد إتمام إجراءات الشهر و القيد في السجل التجاري تكتسب الشخصية‬
‫المعنوية إل أنها ل تستطيع ممارسة أعمالها إل عن طريق شخص طبيعي و هو المدير الذي يلتزم بتسيير الشركة وفقا للغرض‬
‫املحدد لها ‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين المدير ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 770‬من القانون التجاري‪ ،‬على أن إدارة شركة التضامن قد تكون لكافة الشركاء أو تكون‬
‫لشريك واحد أو قد تسند للغير غير الشريك‪ ،‬وفي غالب األحيان تسند مهمة المدير للشريك باعتباره يكتسب صفة التاجر‬
‫و منه تطبق عليه كل أحكام القانون التجاري بما فيها أحكام الفالس و بذلك ّ‬
‫فإنه يبذل كل ما في وسعه من اجل تحقيق غرض‬
‫الشركة‪ ،‬و يتم تعيين المدير بموجب العقد التأسيس ي للشركة يسمى بالمدير ال تفاقي كما يمكن تعيين المدير بموجب عقد‬
‫الحق يسمى بالمدير غير التفاقي‪.‬‬
‫‪ -‬عزل المدير ‪:‬إن مسالة عزل مدير شركة التضامن يختلف بحسب ما إذا كان هذا المدير شريكا معينا بموجب العقد‬
‫التأسيس ي لنشاء الشركة ( مدير اتفاقي ) أو إذا كان مديرا غير اتفاقيا ‪ ،‬فبخصوص المدير التفاقي فال يعزل إل بموافقة‬
‫جميع الشركاء و يكون ذلك بموجب تعديل القانون األساس ي للشركة استنادا للفقرة األول ى من المادة ‪776‬من القانون‬
‫التجاري‪ ،‬أما بخصوص المدير غير التفاقي فإن عزله يكون استنادا إلى القانون األساس ي للشركة فهو الذي يحدد طريقة عزله‬
‫و في حالة عدم الشارة إلى طريقة عزله في القانون األساس ي ّ‬
‫فإنه يعزل بقرار بالجماع‪ ،‬صادر عن الشركاء طبقا للفقرة الثانية‬
‫من المادة ‪ 776‬من القانون التجاري ‪،‬‬
‫أما بالنسبة للمدير من الغير أي ليس له صفة الشريك فيتم بقرار صادر من الشركاء بأغلبية األصوات طبقا للفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 776‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬مسؤولية الشركة عن أعمال المدير ‪:‬يشترط لكي تقوم مسؤولية الشركة كشخص معنوي عن أعمال المدير أن يكون‬
‫التصرف الصادر عن المدير باسم و لحساب الشركة و ليس لحسابه الخاص و يجب أن يدخل هذا التصرف الذي ابرمه‬
‫المدير في حدود اختصاصه املحدد في العقد التأسيس ي للشركة ‪ ،‬و استثناءا عن هذا األصل فإن الفقرة األول ى من المادة‬
‫‪ 777‬من القانون التجاري و حماية للغير حسن النية فإن الشركة تتحمل التزامات المدير حتى في حالة تجاوز حدود صالحياته‬

‫‪36‬‬
‫بشرط أن يكون هذا التصرف يدخل ضمن غرض الشركة إذ نصت الفقرة األول ى من المادة ‪ 777‬من القانون التجاري على‬
‫‪":‬تكون الشركة ملزمة بم ا يقوم به المدير من تصرفات تدخل في موضوع الشركة ‪ ،‬و ذلك في عالقتها مع الغير ‪".‬‬
‫ّ‬
‫أ‪ -7/‬انقضاء شركة التضامن ‪ :‬إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات فإنه هناك أسباب خاصة لنقضاء شركة التضامن‬
‫وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬حالة وفاة أحد الشركاء‪ ،‬ما لم ينص العقد التأسيس ي للشركة على استمرار الشركة مع باقي الشركاء أو مع ورثة الشريك‬
‫المتوفى طبقا للفقرة األول ى من المادة ‪ 791‬قانون تجاري‪.‬‬
‫‪ -‬حالة إفالس أحد الشركاء أو الحجر عليه ‪ ،‬ما لم ينص القانون األساس ي للشركة على استمرارها مع باقي الشركاء طبقا للفقرة‬
‫األول ى من المادة ‪ 790‬من القانون التجاري ‪.‬‬
‫ب ‪ /‬شركة املحاصة‬
‫‪. -1‬تعريفها ‪ :‬تطرق المشرع الجزائري لشركة املحاصة بموجب األمر رقم ‪ 76-57‬المتضمن القانون التجاري ‪ ،‬و خصص لها‬
‫خمس مواد ابتداء من المادة ‪ 567‬مكرر ‪ 2‬إلى غاية المادة ‪ 567‬مكرر ‪ . 7‬و تعرف شركة املحاصة أنها شركة تجارية تقوم على‬
‫العتبار الشخص ي‪ ،‬كما أنها شركة خفية ل تتمتع بالشخصية العتبارية و ل تظهر للغير ‪ ،‬فشركة املحاصة هي عقد بين‬
‫شخصين‬
‫أو أكثر للقيام بصفقة واحدة أو أكثر يؤديها أحد الشركاء باسمه الخاص و لمصلحة باقي الشركاء ثم يقومون بتقسيم األرباح‬
‫و تحمل الخسائر الناتجة عن هذه العملية ‪ .‬مع الشارة بأن شركة املحاصة ل تحتاج لقيامها لألركان الشكلية من إجراءات‬
‫الشهر والقيد لدى المركز الوطني للسجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائصها ‪:‬تتميز شركة املحاصة بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أنها شركة تجارية‪ :‬لقد أكدت المادة ‪ 567‬مكرر ‪ 2‬من القانون التجاري بأن شركة املحاصة هي شركة تجارية فهي تختص بعمل‬
‫واحد أو أكثر من األعمال التجارية و ل تدخل ضمن األعمال التجارية بحسب الشكل بل تدخل ضمن األعمال التجارية بحسب‬
‫الموضوع أي ينظر إلى غرضها فإذا كان يدخل في طائفة األعمال التجارية فيطبق عليها القانون التجاري ‪ ،‬أما إذا كان غرضها‬
‫مدنيا فيطبق عليها القانون المدني‬

‫‪ -‬أنها شركة أشخاص ‪ :‬تقوم شركة املحاصة على العتبار الشخص ي فهي تتكون من عدد قليل من الشركاء تربطهم ثقة متبادلة‬
‫فيما بينهم قصد تحقيق غرض الشركة ‪،‬كما أن حصص الشركاء فيها غير قابلة للتداول إل بموافقة األغلبية المتفق عليها في‬
‫العقد التأسيس ي للشركة‪.‬‬

‫‪ -‬أنها شركة خفية ال تظهر للغير‪ :‬تقوم شركة املحاصة فيما بين الشركاء فقط و ل تظهر للغير فهي ل تخضع لجراءات الشهر‬
‫المتبعة في باقي الشركات التجارية فهي تقوم فقط بين الشركاء و ل تكشف للغير‪.‬‬

‫‪ -‬عدم تمتعها بالشخصية المعنوية ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 567‬مكرر ‪ 1‬من القانون التجاري بان شركة املحاصة ل تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية وهو الستثناء الوحيد في الشركات التجارية ‪ .‬إضافة إلى ذلك فهي ل تخضع لجراءات النشر و الشهار‬

‫‪37‬‬
‫المتبع في تأسيس الشركات التجارية و يترتب عن ذلك أن الغــير الذي يتعامل معها ل يعرف سوى الشريك الذي تعامل معه‬
‫بالمقابل من ذلك فإ ن هذا الشريك تعاقد باسمه الخاص إل أن تصرفاته تكون في إطار شركة محاصة التي ل وجود لها في‬
‫مواجهة الغير ‪.‬كما أن عدم اكتساب الشركة للشخصية المعنوية يرتب عدم استقاللية ذمة الشركة عن ذمم الشركاء و منه‬
‫فال وجود لعنصر الضمان العام للدائنين في شركة املحاصة ‪ ،‬و ليس لها عنوان ول جنسية فيؤخذ بعنوان الشريك الذي تعاقد‬
‫مع الغير و جنسيته و موطنه‪.‬‬

‫‪ -3‬إدارة شركة املحاصة ‪:‬‬


‫تباشر شركة املحاصة نشاطها من طرف أحد الشركاء يسمى مدير املحاصة‪ ،‬الذي يتعاقد باسمه الخاص و لحساب باقي الشركاء‬
‫الذين لهم الحق في الطالع على أعمال المدير ‪ .‬كما تجوز إدارة شركة املحاصة من طرف عدة شركاء فيلتزمون جميعا في‬
‫مواجهة المتعاقد بمضمون العقد على وجه التضامن و بعد ذلك يتم تقسيم حصيلة المشروع من ربح أو خسارة و تكون‬
‫مسؤولياتهم غير محدودة‬
‫‪ -4‬انقضاء شركة املحاصة ‪:‬‬
‫تنقض ي شركة املحاصة إذا ما انتفى العتبار الشخص ي الذي تقوم عليه‪ ،‬كما تنقض ي نتيجة األسباب العامة لنقضاء الشركات‬
‫بصفة عامة‪ ،‬و إذا انقضت الشركة فال مجال لتعيين مصفي من أ جل تصفيتها لعدم وجود ذمة مالية خاصة بالشركة‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬شركات األموال‬


‫و هي تلك الشركات التي تقوم على فكرة العتبار المالي المنصب على ما يقدمه الشريك من حصة في رأسمال الشركة و ليس‬
‫لشخصيته كما هو الحال بالنسبة لشركات األشخاص‪.‬‬
‫أ‪ /‬شركة المساهمة‪:‬‬
‫هي تلك الشركة التي تقوم على العتبار المالي المنصب على األموال التي يقدمها الشريك و ينقسم رأسمالها إلى أسهم متساوية‬
‫القيمة‪ ،‬تتكون من شركاء ل يكتسبون صفة التاجر و تكون مسؤوليتهم على حسب أسهمهم في الشركة و يجب أن ل يقل عدد‬
‫الشركاء فيها عن سبعة شركاء‪ ،‬ولقد تطرق المشرع الجزائري لشركة المساهمة في المواد من ‪ 761‬إلى غاية المادة ‪ 527‬مكرر‬
‫‪ 201‬من القانون التجاري ‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائصها ‪ :‬تمتاز شركة المساهمة بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ -‬رأسمال الشركة ‪:‬يتكون رأسمال شركة المساهمة من أسهم متساوية القيمة قابلة للتداول دون شرط أو موافقة من باقي‬
‫المساهمين‪ ،‬بالرجوع إلى المادة ‪ 764‬من القانون التجاري نجد أنها حددت رأسمال شركة المساهمة بمبلغ ل يقل عن خمسة‬
‫ماليين دينار في حالة ما إذا تم تأسيس الشركة عن طريق اللجوء العلني لالدخار و هو ما يصطلح عليه بالتأسيس المفتوح‪،‬‬
‫أو بمبلغ مليون دينار في حالة التأسيس المغلق أي التأسيس دون اللجوء لالدخار العلني أي يعتمد فقط على أسهم‬
‫المساهمين ‪ - .‬قابلية األسهم للتداول ‪:‬إن ما يميز شركة المساهمة عن باقي الشركات األخرى أن أسهم المساهمين فيها قابلة‬
‫للتداول بكل سهولة دون شرط الحصول على الموافقة من باقي المساهمين ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬تحديد مسؤولية الشريك بقدر ما يمتلكه من أسهم ‪:‬إن الشريك في شركة المساهمة ل يكون مسؤول عن ديون الشركة‬
‫والتزاماتها إل في حدود ما يملكه من أسهم‪ ،‬يترتب عن ذلك أن الشريك في شركة المساهمة ل يكتسب صفة التاجر كما أن‬
‫إفالس شركة المساهمة ل يؤدي إلى إفالس الشركاء‪..‬‬
‫‪ -‬اسم الشركة وعنوانها ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 760‬من القانون التجاري على أنه يجب ذكر اسم الشركة و يكون متبوعا‬
‫أو مسبوقا بعبارة " شركة أسهم " و كذا مبلغ رأسمالها ‪ ،‬و يجوز إدراج اسم شريك واحد أو أكثر في تسمية الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬انقضاء شركة المساهمة ‪:‬تنقض ي شركة المساهمة نتيجة األسباب العامة لنقضاء الشركات كانتهاء المدة املحددة لها كما‬
‫تنقض ي بتحقق الغرض الذي أنشئت من أجله‪.‬‬
‫كما تنقض ي ألسباب خاصة وهي ‪:‬انخفاض رأسمال الشركة إلى اقل من خمس ماليين دينارا إذا لم يتم تصـحيح هذا الوضع خالل‬
‫سنة فإذا مر هذا األجل و لم يتم رفع رأسمال الشركة يجوز لكل من يهمه األمر اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحل الشركة بعد‬
‫توجيه إنذار للشركة لتسوية الوضعية ‪.‬إذا انخفض عدد المــساهمين ألقل من الح ــد األدنى وهو سبعة مساهمين وفي هذه‬
‫الحالة يجوز للمحكمة أن تمنح أجال لتسوية الوضعية ل يتعدى ستة أشهر‪ .‬تعرض الشركة لخسارة بقيمـ ـة ثالثة أرباع من‬
‫األصل الص ـ ــافي للشركة ففي هذه الحالة يجب على مجلس الدارة استدعاء الجمعية العامة خالل األربعة أشهر التالية‬
‫للمصادقة على الحسابات اتخاذ قرار حل الشركة قبل أجلها طبقا من المادة ‪ 527‬مكرر ‪ 19‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫ثالثا ‪/‬الشركات املختلطة‬


‫يقصد من عبارة الشركات املختلطة تلك الشركات التي تجمع بين خصائص شركات األموال وخصائص شركات األشخاص‬
‫و تتمثل في الشركة ذات المسؤولية املحدودة و شركة التوصية‪.‬‬
‫‪ . 1‬الشركة ذات المسؤولية املحدودة ‪:‬‬
‫أ ‪/‬تعريفها ‪ :‬إن الهدف من تقرير الشركة ذات المسؤولية املحدودة هو إنشاء نوع من الشركات التي تجمع بين خصائص شركات‬
‫األموال و خصائص شركات األشخاص في نفس الوقت ‪ ،‬تطرق المشرع الجزائري للشركة ذات المسؤولية املحدودة من المادة‬
‫‪ 794‬إلى غاية المادة ‪ 762‬من القانون التجاري ‪ ،‬تدخل المشرع الجزائري في سنة ‪ 1927‬وقام بتعديل بعض أحكام الشركة‬
‫ذات المسؤولية املحدودة بموجب القانون رقم ‪ 19/27‬المؤرخ في ‪ 1927/21/09‬خصوصا ما يتعلق بعدد الشركاء و كذا‬
‫رأسمالها‪ .‬وأكدت المادة ‪ 794‬من القانون التجاري بأن الشركة ذات المسؤولية املحدودة تؤسس من شخص واحد أو عدة‬
‫أشخاص ل يتحملون الخسائر إل في حدود ما قدموه من حصص و إذا تضمنت الشركة على شريك واحد تسمى في هذه الحالة‬
‫مؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية املحدودة‪.‬‬
‫ب‪ /‬خصائص شركة ذات المسؤولية املحدودة ‪:‬تمتاز شركة ذات المسؤولية املحدودة بعدة خصائص يمكن إجمالها في النقاط‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد عدد الشركاء ‪:‬لقد حدد المشرع الجزائري عدد شركاء الشركة ذات المسؤولية املحدودة ب ‪ 19‬شريكا كحد أقص ى إل‬
‫أنه و بموجب القانون رقم ‪ 19/27‬المؤرخ في ‪ 1927/21/09‬تم رفع عدد شركاء الشركة ذات المسؤولية املحدودة إلى‪ 79‬شريكا‬
‫كحد أقص ى طبقا للمادة ‪ 769‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬ال يجوز التنازل عن حصص الشركة للغير ‪:‬إن هذه الخاصية مستنبطة من خصائص شركات األشخاص إذ ليجوز انتقال‬
‫الحصص إلى الغير في الشركة ذات المسؤولية املحدودة طبقا للمادة ‪ 752‬من القانون التجاري‪ ،‬التي تؤكد أنه ل يجوز إحالة‬
‫الحصص إلى األشخاص األجانب إل بموافقة أغلبية الشركاء الذين يمثلون ثالثة أرباع رأسمال الشركة‪ ،‬أما بخصوص إحالة‬
‫الحصص بين األزواج واألصول و الفروع و عن طريق الرث فان المادة ‪ 759‬من القانون التجاري أجازت إحالتها بكل حرية ما‬
‫لم يشترط القانون األساس ي خالف ذلك‬
‫‪ -‬رأسمال الشركة ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 797‬من القانون التجاري أن تحديد رأسمال الشركة يكون طبقا لرادة الشركاء و هو‬
‫التعديل الذي أدخله المشرع الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 19/27‬المؤرخ في ‪ ،1927/21/09‬أما قبل سنة ‪ 1927‬فإن رأسمال‬
‫الشركة يجب أن ل يقل عن ‪299.999‬دج ‪ ،‬مع الشارة بأن المشرع الجزائري في تعديل ‪ 1927‬أجاز تقديم حصة عمل في‬
‫الشركة ذات المسؤولية املحدودة طبقا للمادة ‪ 795‬مكرر من القانون التجاري‪ ،‬و هي خاصية تشترك فيها شركات األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬اسم الشركة وعنوانها ‪:‬اشترطت الفقرة الثالثة من المادة ‪ 794‬من القانون التجاري ذكر عنوان الشركة ذات المسؤولية‬
‫املحدودة و ذلك بذكر اسم أحد الشركاء أو أكثر على أن تكون هذه التسمية مسبوقة أو متبوعة بعبارة شركة ذات المسؤولية‬
‫املحدودة أو باألحرف التالية "ش‪.‬م ‪.‬م "مع وجوب ذكر رأسمال الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية املحدودة للشريك ‪ :‬إن الشركة ذات المسؤولية املحدودة تشترك في خصائص شركات األموال من حيث أن‬
‫مسؤولية الشريك فيها محددة حسب أسهمه في الشركة طبقا للفقرة األولى من المادة ‪ 794‬من القانون التجاري ‪ ،‬منه فإن‬
‫إفالس الشركة كشخص معنوي ل يؤدي إلى إفالس الشركاء باعتبار أن مسؤولياتهم محددة على حسب حصصهم و ل‬
‫يكتسبون الصفة التجارية‪.‬‬
‫ج‪/‬انقضاء الشركة ذات المسؤولية املحدودة‪ :‬إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات التجارية فإن هناك أسبابا خاصة‬
‫لنقضاء الشركة ذات المسؤولية املحدودة تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬تعرض الشركة لخسارة بقيمة ثالثة أرباع من رأسمالها طبقا للفقرة الثانية من المادة ‪ 716‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬انقضاء الشركة بعد تحويلها إلى شكل آخر من الشركات ففي هذه الحالة تنقض ي الشخصية المعنوية للشركة ذات المسؤولية‬
‫املحدودة ‪.‬مع الشارة بان شركة ذات المسؤولية املحدودة ل تنقض ي بسبب اجتماع الحصص في يد شريك واحد و هذا ما‬
‫تطرقت إليه المادة ‪ 769‬مكرر ‪ 2‬من القانون التجاري التي تؤكد بأنه ل تطبق أحكام المادة ‪ 442‬من القانون المدني المتعلقة‬
‫بالحل القضائي في حالة اجتماع حصص شركة ذات المسؤولية املحدودة في يد واحدة‪ ،‬في هذه الحالة تسمى هذه الشركة‬
‫بمؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية املحدودة التي نص عليه المشرع الجزائري في المادة ‪ 794‬من القانون التجاري ‪.‬‬
‫كما أنه ل تنقض ي الشركة ذات المسؤولية املحدودة بوفاة أحد الشركاء أو إفالسه طبقا للمادة ‪ 716‬من القانون التجاري‪،‬‬
‫ومنه فإن الشركة ذات المسؤولية املحدودة تشكل استثناءا عن تأسيس الشركات التجارية بصفة عامة بخصوص ركن تعدد‬
‫الشركاء‪ ،‬إذ أن المشرع أجاز تأسيس مؤسسة الشخص الوحيد ذات المسؤولية املحدودة من شريك واحد فقط ‪. 2‬‬
‫‪ .2‬شركة التوصية ‪:‬‬
‫تعتبر شركة التوصية من الشركات املختلطة باعتبارها تجمع بين خصائص شركات األشخاص و خصائص شركات األموال‪.‬‬
‫أ ‪/‬تعريفها ‪ :‬تعرف شركة التوصية بأنها تلك الشركة التي تظم نوعين من الشركاء ‪ :‬شركاء متضامنون يكتسبون صفة التاجر‬
‫و هو مسؤولون عن ديون الشركة بصفة غير محدودة و تضامنية و شركاء موصون ل يكتسبون صفة التاجر و مسؤولياتهم‬
‫‪40‬‬
‫تكون بحسب أسهمهم في الشركة ‪ ،‬و منه فإن شركة التوصية هي خليط من شركات األشخاص و شركات األموال و تنقسم إلى‬
‫نوعين ‪ :‬شركة التوصية البسيطة و شركة التوصية باألسهم ‪.‬‬
‫ب‪ /‬خصائصها ‪ :‬تمتاز شركة التوصية بالخصائص التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تتضمن على نوعين من الشركاء ‪ :‬إن من خصائص شركة التوصية أنها تتضمن على نوعين من الشركاء‪ ،‬الطائفة األولى هم‬
‫الشركاء المتضامنون الذين تطبق عليهم أحكام شركات األشخاص فهم يكتسبون صفة التاجر ومسؤولون عن ديون الشركة‬
‫مسؤولية تضامنية و غير محدودة ‪،‬أما الطائفة الثانية من الشركاء هم الشركاء الموصون الذين يخضعون ألحكام شركات‬
‫األموال فهم ل يكتسبون صفة التاجر و مسؤولياتهم عن ديون الشركة محددة حسب أسهمهم في الشركة والحصص التي‬
‫قدموها‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية املحدودة للشركاء الموصين ‪ :‬لقد أكدت المادة ‪ 1/790‬من القانون التجاري على أن مسؤولية الشركاء الموصون‬
‫تتحدد على حسب حصصهم التي قدموها للشركة و التي يجب أن تكون حصص نقدية أو عينية و ل يجوز أن تكون حصة‬
‫عمل‪ ،‬إذ نصت المادة ‪ 1/790‬من القانون التجاري على أنه‪ " :‬يلتزم الشركاء الموصون بديون الشركة فقط في حدود قيمة‬
‫حصصهم التي ل يمكن أن تكون على شكل تقديم عمل " ‪ .‬كما نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 715‬ثالثا على أن‪ ":‬تؤسس شركة‬
‫التوصية باألسهم التي يكون رأسمالها مقسما إلى أسهم بين شريك متضامن أو أكثر له صفة التاجر و مسؤول دائما و بصفة‬
‫متضامنة عن ديون الشركة و شركاء موصين لهم صفة مساهمين و ل يتحملون الخسائر إل بما يعادل حصصهم ‪".‬‬
‫‪ -‬عدم اكتساب الشركاء الموصون لصفة التاجر ‪ :‬إن التزام الشركاء الموصون ينحصر فقط في تقديم حصة عينية أو نقدية‬
‫و بذلك فهم ل يكتسبون صفة التاجر و يترتب عن ذلك أن إفالس شركة التوصية ل يؤدي إلى إفالس الشريك الموص ي طالما‬
‫أن مسؤوليته محددة حسب أسهمه في الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قابلية الحصص للتداول ‪:‬لقد أكدت المادة ‪ 790‬مكرر ‪ 5‬على أن حصص الشركاء في شركة التوصية غير قابلة للتنازل‬
‫إل بموافقة كل الشركاء بالمقابل من ذلك ّ‬
‫فإنه يجوز أن يتضمن العقد التأسيس ي للشركة على بند يسمح بالتنازل عن حصص‬
‫الشركاء الموصين بكل حرية بين الشركاء‪ ،‬كما يمكن التنازل عن حصص الشركاء الموصين إلى األشخاص األجانب عن الشركة‬
‫بشرط موافقة كل الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين الذين يمثلون أغلبية رأسمال الشركة‪.‬‬
‫ج‪ /‬إدارة شركة التوصية ‪ :‬إن إدارة شركة التوصية تكون من طرف الشركاء المتضامنين فيتم تعيين المدير إما عن طريق العقد‬
‫التأسيس ي أو عن طريق عقد لحق‪ ،‬بالمقابل ّ‬
‫فإنه ل يجوز للشريك الموص ى إدارة شركة التوصية طبقا للمادة ‪ 790‬مكرر ‪. 7‬‬
‫و في حالة مخالفة الشريك الموص ى لقاعدة الحظر و تدخله في إدارة الشركة في مواجهة الغير و قام بإبرام تصرفات باسم‬
‫الشركة ففي هذه الحالة تتحول صفة الشريك الموص ى إلى شريك متضامن كباقي الشركاء المتضامنين‪ ،‬و هذا ما تطرقت إليه‬
‫المادة ‪ 790‬مكرر ‪ 7‬من القانون ‪ ،‬و كذا المادة ‪ 790‬مكرر ‪2‬فقرة ‪ 1‬التي أكدت أنه إذا كان عنوان الشركة يتألف من اسم‬
‫شريك موص ى فيلتزم هذا األخير من غير تحديد و بالتضامن عن ديون الشركة‪.‬‬
‫د‪ /‬انقضاء شركة التوصية ‪:‬إضافة إلى األسباب العامة لنقضاء الشركات فان شركة التوصية تنقض ي بوفاة أحد الشركاء‬
‫المتضامنين ما لم ينص القانون األساس ي على مواصلة الشركة مع الشركاء المتبقيين أو ورثة الشريك المتوفى كما تنقض ي‬
‫كذلك في حالة إفالس أو الت ـ ــسوية القضــائية ألحد الشركاء المتضامنين طبقا للمادة ‪ 790‬مكرر ‪.29‬‬

‫‪41‬‬

You might also like