Professional Documents
Culture Documents
يعتبر القانون التجاري قانون حديث النشأة والتطور ،وهو أحد فروع القانون الخاص والمنبثق
من القانون المدني على وجه التحديد -باعتبار هذا األخير الشريعة العامة لجميع فروع القانون
الخاص -والذي استقل عنه في اآلونة األخيرة .وينحصر تطبيق القانون التجاري في مجال أو نطاق
التجارة ،بما يشمله من أعمال أو أشخاص يمارسون األعمال التجارية ،وهذا دون أن يمتد إلى طوائف
أخرى.
ولقد مر القانون التجاري على عدة محطات أو مراحل تاريخية ،والذي ابتدأ منذ القدم على أنه
قانونا دوليا ،والذي كشفت عنه التحريات التاريخية ،وعليه تستدعي دراسة القانون التجاري التطرق
إلى مفهوم القانون التجاري( المحور األول) ،وكذا األعمال التجارية( المحور الثاني) ،باإلضافة إلى
التاجر والصفة التجارية والتزاماته( المحور الثالث) ،لي يتم ختم الدراسة والمحاضرات بالمحل
التجاري وعناصره والتصرفات الواردة عليه( المحور الرابع).
المحاضرة األولى
مفهوم القانون التجاري
إن القانون التجاري هو قانون حديث النشأة واالستقاللية ،إذ لم يتم تقنينه -أي وضعه في قانون
خاص به -إال في عهد نابليون وهذا في سنة ،1807ولقد مر القانون التجاري بمراحل تاريخية أكدت
وجوده واستقالليته ،كما ظهرت عدة نظريات تعرفه كل حسب مذهبها والزاوية التي تنظر إليها ،كما
تمييز القانون التجاري بخصائص فريدة تميزه عن بقية القوانين األخرى من بينها القانون المدني.
ونظرا الستقاللية القانون اتجاري ،فقد وجدت معايير تمييز العمل التجاري عن العمل المدني ،وهذه
المعايير تعبر عن استقاللية القانون التجاري عن القانون المدني وعدم تبعية األول لثاني ،وعليه سنشير
في هذا السياق إلى نشأة وتطور القانون التجاري( أوال) ،ثم تعرج بعد ذلك على تعريف القانون
التجاري ،وبيان خصائصه( ثانيا) ،ثم نختم المحور بالتمييز بين العمل التجاري والعمل المدني( ثالثا).
أوال :نشأة وتطور القانون التجاري
يرتبط تاريخ القانون التجاري بتجارة وكيف بدأت إلى غاية وصولها إلى يومنا هذا ،وعليه
يمكن تقسيم مراحل تطور القانون التجاري إلى ثالثة عصور ،العصر القديم( ،)01والعصر الوسيط(
،)02والعصر الحديث(.)03
-1العصر القديم
حيث ظهرت في عقد البابليين منذ سنة 1700قبل الميالد عدة قواعد قانونية تجارية وهذا في
مدونة حمورابي ،والتي نظمت بعض العقود التجارية( كالقرض بفائدة ،والوديعة التجارية ،والوكالة
بعمولة ،والشركة) .وتجدر اإلشارة إلى أنه هذه القواعد لم تكن سوى تقنين لألعراف التي كانت سائدة
آنذاك.
وأما الفينيقيون ،فقد عرفوا التجارة البحرية ،وابتدعوا نظام الخسائر العمومية؛ ومفاد هذا النظام
أنه إذا تعرضت سفينة للغرق ،وتطلب األمر إلنقاذها تخفيف حمولتها ،وذلك بإلقاء بعض البضائع في
البحر.
والجدير بالذكر أن في هذا العصر لم يعرف القانون التجاري كقانون متميز ومستقل ،وإ نما
كانت قواعد القانون التجاري التي تنطبق على النشاط التجاري متناثرة تتضمنها قوانين مختلفة
ومتعددة.
-2العصر الوسيط
حيث ظهرت في هذا العصر قواعد تجارية حديثة منها( التعامل بالسفتجة ،نظام اإلفالس ،وكذا
ظهور قضاء خاص يتواله التجار ويطبقون القواعد العرفية ،وأيضا ظهور نظام التوصية ،ومكان
القروض بالفوائد ،ضف إلى ذلك قاعدة حرية اإلثبات في المواد التجارية...الخ) .ولعل سبب ظهور
هذه األنظمة واستقاللية القانون التجاري ،يرجع إلى المكانة السياسية واالجتماعية التي تمتع بها التجار
خالل تلك الحقبة ،خاصة وأن التجار كانوا هم أقدر األشخاص على وضع تلك القواعد واألنظمة التي
سبق ذكرها ،والتي استلهموها من البيئة التجارية.
-3العصر الحديث
في العصر الحديث ازدهرت التجارة وبدأت تظهر وجودها واستقالليتها ،وهذا منذ اكتشاف
القارة األمريكية ،والفتح الذي قام به العثمانيين للقسطنطينية ،وهذا الحدث قابله تقهقر إيطاليا في التحكم
الجيد في التجارة ،والتي بدأت تتحول إلى غرب أوروبا( انجلترا ،هولندا ،البرتغال) ،ونتيجة لذلك
ظهرت األسواق التجارية في هذه الدول ،فازدادت بذلك أهمية النشاط التجاري.
كما بدأن تلك الدول السالف ذكرها تبحث عن مستعمرات لها لتسويق منتجاتها ،وقد كان السبق
في ذلك لفرنسا ،حيث قام لويس الرابع عشر بإصدار أمرا ملكيا ،وهذا في سنة ،1673وبعد قيام
الثور الفرنسية تم تكليف لجنة من قبل الجمعية الوطنية الفرنسية لوضع تقنين شامل للقانون التجاري،
وأصدر سنة ،1708ولم يدخل حيز التنفيذ إال في سنة ،1808وقد تضمن هذا التقنين معظم أحكام
األمرين الملكيين للويس الرابع عشر ،ويشتمل على القواعد التي تنظم شؤون التجارة
البحرية( كالشركات التجارية ،واإلفالس).
وبالنسبة للتشريع الجزائري ،فقد صدر القانون التجاري بموجب األمر رقم ،59-75والمؤرخ
بتاريخ ،26/09/1975والذي عدل خاصة عن طريق المرسوم التشريعي رقم ،08-93والصادر
بتاريخ .25/02/1993وكان آخر تعديل للقانون التجاري الجزائري بموجب القانون رقم ،02-05
والمؤرخ بتاريخ .06/02/2005
ثانيا :تعريف القانون التجاري وبيان خصائصه
سنتطرق في البدء إلى تعريف القانون التجاري من خالل التعريج النظريات التي عرفته حسب
مذهبها( ،)01ثم نعدد بعد ذلك الخصائص التي يتميز بها القانون التجاري عن بقية القوانين األخرى(
.)02
تعريف القانون التجاري -1
اختلف الفقهاء في تحديد تعريف للقانون التجاري ،وكان أساس هذا االختالف ،اعتماد كل فريق
منهم على نظرية دون غيرها ،فكانت نتيجة لذلك االختالف التساؤل عما إذا كان القانون التجاري
قانون التجار ،أم القانون الذي يحكم األعمال التجارية؟ .وتطبيقا لذلك يمكن رد هذا االختالف إلى
نظريتين تتمثالن في :النظرية الشخصية(أ) ،والنظرية الموضوعية( ب) .والبد في تعريف القانون
التجاري أن نبين بأي مسلك أخذ المشرع من خالل تلك النظريات التي سنقوم بعرضها( جـ).
-1النظرية الشخصية
تعتمد النظرية الشخصية أساسا على صفة الشخص أو األشخاص الذين يحترفون مهنة تجارية،
وعليه فوفقا لهذه النظرية فإذا كان الشخص مكتسبا لصفة التاجر ،فإنه يخضع ألحكام القانون التجاري،
وأما إذا لم يكن متمتعا بصفة التاجر ،فإنه ال يطبق عليه أحكام القانون التجاري ،وذلك على أساس أن
القانون التجاري نشأ قانونا مهنيا في أصل نشأته ،ويرجع إلى العادات والقواعد والنظم التي ابتدعها
وطبقها أصحاب الحرف التجارية.
-2النظرية الموضوعية
تعتمد النظرية الموضوعية على األعمال التجارية ،وترى أن القانون التجاري هو قانون
األعمال التجارية ،فإذا قام شخص بعمل تجاري فإن هذا العمل تحكمه قواعد القانون التجاري ،بغض
النظر عن صفة القائم به تاجرا كان أم غير تاجر ،وبصرف النظر عن تكرار أو عدم تكرار العمل،
فيعتبر العمل تجاريا حتى ولو قام به مرة واحدة.
جـ-موقف المشرع الجزائري من النظريتين
جمع المشرع الجزائري بين النظريتين ،حيث استند على العمل التجاري في تحديد وصف
التاجر ،وذلك حينما عرف التاجر في المادة األولى من القانون التجاري ،والتي جاء فيها" يعد تاجرا كل
شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له ،ما لم يقض القانون بخالف ذلك".
وتطبيقا لهذا النص يكون المشرع قد أخذ بالنظرية الموضوعية في تعريف التاجر.
ولقد اعتمد في نص المادة 01مكرر من نفس القانون على النظرية الشخصية والتي جاء في
نص المادة على أنه" يسري القانون التجاري على العالقات بين التجار في حالة عدم وجود نص فيه
يطبق القانون المدني وأعراف المهن ة عند االقتضاء".
وأما في المادتين 02و 03من ذات القانون أيضا والتي عدد من خاللها األعمال التجارية
بحسب الشكل والموضوع ،واستلهم ذلك التعداد من النظرية الموضوعية .وأما في المادة 04من نفس
القانون قد أخذ بالنظرية الشخصية عندما عدد األعمال التجارية بالتبعية؛ وذلك أن العمل المدني ينقلب
إلى تجاري بالتبعية ،إذا قام به تاجر بمناسبة مباشرته لنشاطه التجاري ،فيستمد العمل الصفة التجارية
من صفة الشخص القائم به.
وعليه وتطبيقا لما سلف ذكره ،عرف القانون التجاري جمعا بين النظريتين على أنه" مجموعة
من القواعد القانونية التي تنطبق على المنشآت التجارية والمالية في شأن األعمال الخاصة بممارسة
نشاطها ،سواء فيما بينها ،أو بين المتعاملين معها ،حتى ولو لم يكونوا تجارا".
خصائص القانون التجاري -2
يتميز القانون التجاري بخصائص تميزه عن بقية القوانين األخرى ،وتتمثل أهمها :في السرعة
والسهولة في اإلجراءات(أ) ،وكذا االئتمان والثقة( ب).
-1السرعة والسهولة في اإلجراءات
تتميز األعمال التجارية على خالف األعمال المدنية التي تتصف بالبطء ،حيث أن األعمال
التجارية يقوم بها الفرد في فترات متقاربة ،ضف إلى ذلك أن موضوعها منقوالت معرضة لتقلبات
األسعار ،وقابلة للتلف مما يتطلب القيام بها بسرعة ،ضف إلى ذلك أن الوقت دور رئيسي في
المعامالت التجارية ،وهذا ما أدى إلى ضرورة التسهيل للتاجر في القيام بتصرفات وإ برام عقوده،
وتبسيط طرق اإلثبات في العمليات التجارية ،بخالف القانون المدني الذي يتسم بالبطء والتعقيد في
إبرام العقود والتصرفات وتنفيذها.
-2االئتمان والثقة
حيث أن التاجر يحتاج أثناء ممارسة لنشاطه التجاري لعنصرين عامين ،وهما" دعم الثقة،
وتعزيز االئتمان" ،ولقد أقر المشرع الجزائري عدة وسائل لتدعيم هذين العنصرين في القانون
التجاري ،فجاء نظام االئتمان لحماية حقوق الدائنين في استيفاء حقوقهم ،وكذا منح االئتمان لمن يطلبه،
ولهذا وجد نظام اإلفالس لتصفية أموال المدين ،إذا توقف أو عجز عن الوفاء بديونه التي حل ميعاد
استحقاقها.
وباإلضافة إلى هاتين الخاصيتين توجد خاصية أخرى تتمثل في" استقالل القانون التجاري عن
القانون المدني".
ثالثا :تمييز العمل التجاري عن العمل المدني
سنتعرض في هذا المقام إلى معايير تمييز العمل التجاري عن العمل المدني( ،)01ثم نشير
نبين بعد ذلك أهمية تمييز العمل التجاري عن العمل المدني( .)02
-1معايير التمييز بين العمل التجاري والعمل المدني
إن أم النظريات التي ميزت بين األعمال التجارية واألعمال المدنية تقوم على اعتبارات
اقتصادية وتتمثل في نظرية المضاربة( أ) والتداول( ب) ،والمقاولة أو المشروع( جـ).
-1نظرية المضاربة
مفاد نظرية المضاربة أن ما يميز العمل التجاري عن العمل المدني و المضاربة؛ أي السعي
وراء تحقيق الربح ،فكل عمل يهدف لتحقيق الربح يعد عمال تجاريا ،فالتجارة ال تعترف بالتبرع وال
تأسس معامالتها على مجانية العمل.
غير أن هذه النظرية انتقدت أن تطبيقها لوحدها غير كافية للتمييز بين العمل التجاري والعمل
المدني ،فهناك الكثير من األعمال تهدف إلى تحقيق الربح ،ومع ذلك فهي ليست أعماال تجارية ،كما
هو الشأن بالنسبة ألعمال المزارعين وأصحاب المهنة الحرة( كعمل الطبيب ،والمهندس
والمحامي...الخ) ،ومع ذلك فهي تظل أعمال مدنية ،وبالمقابل هناك أعماال يقوم بها التاجر من أجل
تحقيق الربح ومع ذلك ال يتحقق الربح ،ومع ذلك فهي أعمال تجارية( كالبيع بالخسارة أو البيع بأقل من
سعر التكلفة).
ب -نظرية التداول
مفاد هذه النظرية أن العمل التجاري يقوم في جوهره على تداول السلع والبضائع من وقت
خروجها من يد المنتج ووصولها إلى يد المستهلك ،وعليه فوفقا لهذه النظرية فكل عمل يرمي لتحريك
الثروة ،ويساعد على تنشيط حركتها يعتبر من طبيعة تجارية ،أما األعمال التي تتناول الثروات وهي
في حالة ركود واستقرار فتعتبر من طبيعة مدنية( كعمل صاحب المصنع الذي يشتري مواد أولية
لتحويلها إلى سلع ،ويبيعها للمستهلك ،وكذا عمل الناقل الذي يقوم ينقل السلع من مكان آلخر ،وعمل
التاجر الذي يشتري السلع ليبيعها للمستهلك).
ولقد انتقدت هذه النظرية على أن هناك من األعمال التي توفر فيها عنصر التداول ومع ذلك
تعتبر أعماال مدنية ،كعمل المنتج الزراعي ،رغم أنه أول من يدفع السلعة للتداول ،كذلك فإن عنصر
التداول ال يقتصر على األعمال التجارية ،وإ نما يشمل جميع النشاط اإلنساني.
جـ-نظرية المقاول أول المشروع
تستند هذه النظرية على عنصرين هما االحتراف؛ أي تكرار القيام بالعمل ،وتنظيم ذلك العمل،
ومن نتائج هذه النظرية أن العمل المنفرد وإ ن كان يقصد منه تحقيق الربح ،إال أنه ال يعتبر تجاريا،
كما أن هذه النظرية تتجاهل ما يسمى باألعمال التجارية بطبيعتها ،ووفقا لهذه النظرية يعتبر العمل
تجاريا إذا تمت ممارسته على سبيل التكرار ،ووفقا لنظام عمل معين ،والعمل المنفرد ال يعتبر تجاريا
وإ ن كان الغرض منه تحقيق الربح.
كما يرى أصحاب هذه النظرية أن التاجر يعتبر محورا لتطبيق القانون التجاري ،فال يكتسب
هذه الصفة من خالل قيامه باألعمال التجارية ،ولكن من خالل احترافه لهذه األعمال وقيامه بها في
شكل مشروع ،وهذا المعيار اعتمد على النظرية الشخصية في تحديد نطاق القانون التجاري.
ولقد تم انتقاد هذه النظرية لعدم مقدرتها على وضع ضابط دقيق للتمييز بين العمل التجاري
والعمل المدني ،فهناك مهن في األصل مدنية ،تقوم بأعمالها في شكل شبيه بالمشروعات( كمكاتب
المهندسين ،وعيادات األطباء).
-2أهمية التمييز بين العمل التجاري والعمل المدني
تتجلى أهمية التمييز بين العمل التجاري والعمل المدني من عدة نواحي أهمها ،االختصاص
القضائي ،اإلثبات ،التضامن بين المدنيين ،عدم مجانية العمل ،مهلة الوفاء ،اإلفالس.
ب-1-االختصاص القضائي
تتميز المنازعات التجارية بالفصل فيها على وجه السرعة ،وفقا إلجراءات خاصة على خالف
المنازعات المدنية في ذلك ،وتطبيقا لذلك أخذت بعض الدول بالمحاكم التجارية على غرار المشرع
الجزائري الذي اسند الحكم في المنازعات التجارية إلى المحاكم العادية التي تفصل في جميع القضايا
المدنية والتجارية ،وعليه فتطبق أحكام القانون المدني على األعمال المدنية وتطبق أحكام القانون
التجاري على األعمال التجارية.
ب-2-اإلثبات
في االلتزام المدني ،نجد أن القانون المدني وضع قيودا صارمة إلثبات فيه ،إذا تجاوزت قيمة
الدين أو االلتزام مائة ألف( )100.000دج أو كانت غير محدودة ،وهذا طبقا للمواد 333وما بعدها
من القانون المدني ،فال يجوز اإلثبات في هذه الحالة إال بالكتابة ،وهذا على خالف القانون التجاري
الذي يأخذ بمبدأ حرية اإلثبات في المسائل التجارية كأصل عام طبقا لنص المادة 30من القانون
التجاري ،حيث يجوز اإلثبات فيه بكافة طرق اإلثبات من شهادة شهود وقرائن ،ومهما كانت قيمة
المبلغ المتنازع عليه.
ب-3-التضامن بين المدنين
يقصد بالتضامن بين المدنيين في القانون المدني ،أنه متى قام أحدهم بوفاء الدين تبرئ ذمة
اآلخرين من المدنيين ،كما يجوز للدائن مطالبة المدنيين منفردين أو مجتمعين ،وليس ألحدهم رفض
الوفاء ،وهذا على أساس فكرة التضامن .ففي المسائل المدنية ال وجود الفتراض التضامن بين
المدنيين ،إال إذا وجد نص قانوني صريح ينص على التضامن أو اتفاق بين المتعاقدين ،طبقا للمادة
217من القانون المدني الجزائري .أما في المسائل التجارية فالتضامن مفترض بين المدنيين بدين
تجاري واحد ،إال إذا وجد اتفاق صريح بين المدنيين على عدم التضامن.
ب-4-عدم مجانية العمل
فأهم خاصية يتميز بها العمل التجاري هي خاصية تحقيق الربح حتى ولو لم يتم تحقيق الربح
فعال ،وبالتالي فالعمل التجاري ال يتم على سبيل التبرع ،وهذا على خالف العمل المدني الذي من ال
يسعى إلى تحقيق الربح.
ب-5-مهلة الوفاء
في القانون المدني قد يستفيد المدين عند عدم الوفاء بدينه في ميعاد االستحقاق بمهلة يمنحها له
القاضي بعد تاريخ االستحقاق ليوفي بدينه ،وهذا متى كان حسن النية طبقا لنص المادة 281من
القانون المدني الجزائري ،وأما في القانون التجاري وحماية لعنصر الثقة واالئتمان يلزم المدين بالوفاء
بالديون المترتبة في ذمته في تاريخ استحقاقها ،وإ ال فإنه يكون في حالة التوقف عن الدفع ويتعرض
لجزاء صارم يتمثل في شهر إفالسه وتوزيع أمواله على جماعة الدائنين ،طبقا لنص المادة 215من
القانون التجاري الجزائري ،فال يستفيد المدين التاجر من مهلة الوفاء إال في ظروف استثنائية.
ب-6-اإلفالس
إذا توقف المدين التاجر عن دفع ديونه وفقا لنص المادة 215من القانون التجاري الجزائري
يتعرض لجزاء صارم يتمثل في شهر إفالسه ،وهذا من أجل استيفاء دائنيه ديونهم منه طبقا لنظام الثقة
واالئتمان ،وأما الشخص المدين ،إذا عجز عن الوفاء بديونه ،يعتبرا معسرا وفقا لقواعد القانون المدني
الجزائري ،ويتعرض حينئذ لنظام اإلعسار.