Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
خاتمة
وجدت التجارة مند أقدم العصور فتطورت أساليبها مع تطور المجتمعات ،حيث تحولت من اقتصاد
بدائي إلى صناعي بآفاق واسعة ،وظلت في انتعاش إلى غاية ظهور صور جديدة لملكية األموال بحيث
لم تعد مقصورة على األشياء المادية المحسوسة كالعقارات والمنقوالت وإنما ظهرت طائفة جديدة من
األموال ذات أهمية بالغة في النشاط االقتصادي كامتالك األوراق المالية من أسهم وسندات واسم تجاري
والعالمة التجارية أو الصناعية وحق االتصال بالعمالء وغيرها.
فتطورت قواعد القانون التجاري ،وتطورت فيها طرق تقيد التزامات التاجر وبمساعدة التطور التكنولوجي
وما يتضمنه من تقنيات حديثة في تطوير أساليب التجارة ،والسرعة في التعامل بين األشخاص يتطلب
تدخل المشرع في إصدار تقنيات تكفل حماية الملكية التجارية ،فنظم التزامات التاجر سواء كان شخصا
طبيعيا أو معنويا ،محليا أو أجنبيا ،وهنا تكمن أهمية دراسة هذا الموضوع حيث تتبين مصلحة التاجر
ومصلحة المتعاملين معه ومصلحة الدولة مما ينعكس على مصلحة المجتمع ككل.
فاإلشكال الذي يطرح في هذا الصدد هو :كيف نظم المشرع التقنيات التي يلتزم بها من له صفة التاجر
وما مدى حجيتها في اإلثبات أمام القضاء؟ وما هي النتائج المترتبة عليه إذا اخل بهذه االلتزامات ؟
المبحث األول :مراحل نشأة التزامات التاجر المهنية
في هذا العصر لم يكن للرومان دور يذكر في إنشاء القانون التجاري لكونهم اعتبروا التجارة من المهن
الوضيعة ال تليق باألحرار ألن وظيفتهم كانت االهتمام بالحروب والزراعة أما التجارة فكانت تمارس من
طرف العبيد واألجانب ففكرة الدفاتر التجارية كانت كعرف تجاري قديم في العهد الروماني ،فاستحدث
الرومان نظام المحاسبة ومسك الدفاتر التجارية لكتابة الدخول والنفقات وبعد توسع اإلمبراطورية
الرومانية لم يستطيعوا استبعاد ميدان التجارة عنهم وخاصة عندما الحظوا األرباح الطائلة التي تحققها،
فأصبحوا يمارسون التجارة عن طريق العبيد واستخدموا نظام مسك الدفاتر التجارية لتبيان المدخوالت
واإلنفاقات .وهناك من أورد أصل الدفاتر التجارية إلى النظام الطائفي الذي كان يميز التجار في القرون
الوسطى حيث قننت الئحة « جواك ساف ارريه» في فرنسا في 1763وكانت عبارة عن تقنين لعادات
وأعراف التجار وهنا كجانب من الفقه الفرنسي يقول أن التزام التاجر بمسك الدفاتر التجارية يعود إلى
صيارفة اليونان ألنهم اعتادوا على مسك الدفاتر التجارية وكان ظهور أول دفتر تجاري منظم بشكل
واضح في القرن الخامس عشر في 1449عن طريق اإليطالي « لونا باكيللوا» وهو دفتر اليومية.1
أما في العصور الوسطى بدأ العرب بتطوير قواعد القانون التجاري ،رغم انكماش التجارة عند سقوط
اإلمبراطورية الرومانية وانتشار الفوضى وعجز السلطة المركزية عن تأمين الطريق التجارية إال أنها في
هذا العصر انتعشت التجارة بزيادة اتصاالت العرب بالعالم اإلسالمي وتأثرهم باألعراف والعادات
التجارية والتجار العرب.
ويرى البعض أن ظهور شركات األشخاص والعمل بالكمبياالت ونظام اإلفالس في أوروبا كان نقال عن
العرب ،فعرف العرب التجارة قبل اإلسالم لقوله تعالى « احل هللا البيع وحرم الربا » وقد عمل الرسول
«صلى» بالتجارة وتبعه الصحابة وفي هذه المرحلة ظهرت فكرة إنشاء السجل التجاري ،حيث تعود
د .عبد الحميد الشواربي ،نظرية األعمال التجارية والتاجر ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ، 1999،ص 95 1
أصوله التاريخية للقرن الثالث عشر ،عندما كانت طوائف التجار في ايطاليا تقيد أسماء أعضائها في
مدونة خاصة فلم يكن ذلك للعلنية واإلشهار وإنما من اجل تنظيم داخلي لشؤونها ولحصر التجار
ودعوتهم إلى اجتماعات دورية ومطالبتهم برسوم القيد في سجالتها.
وبعد مرور الزمن أصبحت المدونة تسجيال للعلنية واإلشهار وسيلة لمعرفة التجار ومراكزهم المالية ،ومن
تم بات نظام السجالت التجارية معروفا في اغلب التشريعات.
ازدادت حركة التجار واتسعت رقعتها وظهرت أسواق عديدة جديدة وازداد حجم وتنوع التبادل التجاري
مما اوجب على المشرع التدخل في وضع قواعد تشريعية تحكم النظام التجاري بدال من القواعد العرفية،
فأصبح الطابع التنظيمي للقانون متغلبا على الطابع االقتصادي ،ويتم التبادل االقتصادي بين الدول وفق
أحكام التي تنظمها القانون وذلك لتحقيق سياسة اقتصادية معينة ،وبموجبها ألزم المشرع التاجر بمسك
الدفاتر التجارية والقيد في السجل التجاري ،وعلى هذا األساس لم يرد تعريف محدد لاللتزامات التاجر
1
المهنية وإنما وردت تعريفات لكل التزام وهما الدفاتر التجارية والقيد في السجل التجاري.
عرفت التشريعات السجل التجاري على انه « سجل خاص تقيد فيه جميع البيانات التي تقيد الغير الذي
يريد التعاقد مع التاجر ،فبعض التشريعات منحت للقضاء حق القيام بالقيد في السجل التجاري لحيازة
البيانات على قوة الشيء المقضي فيه»
مثل التشريع اللبناني واأللماني وبعض التشريعات أسندت مهمة اإلشراف عليه لجهة إدارية بدل القضاء
مثل التشريع المصري والفرنسي والجزائري ،وأعطت لمكاتب السجل التجاري سلطة التحقيق في صحة
البيانات المقدمة من طرف الطالب.
إذن له دور مهم في المجال القانوني حيث يعتبر أداة قانونية لإلشهار وهذا األمر غير متنازع فيه،
د .عبد الحميد الشواربي ،نفس المرجع السابق ،ص 97 1
وعلى الشخص ذكر االلتزام بذكر البيانات اإلجبارية وعالوة عن ذلك فإن السجل التجاري يستعمل
كمصدر لإلحصائيات في مجال االقتصادي ،حيث يحدد التجار المسجلين في السجل التجاري وعدد
المؤسسات التجارية ورأس المال المستثمر ،وذلك من اجل ضبط وحسن سير األنشطة االقتصادية ،أما
في المجال التنظيمي فيساهم السجل التجاري في مراقبة مدى تطبيق النصوص القانونية ومتابعة
1
األشخاص الخاضعين للقيد فيه .
كل التشريعات حددت األشخاص الذين يلتزمون بالقيد قي السجل التجاري وذلك أن إذا اكتسب الشخص
سواء كان طبيعيا أو معنويا جزائريا أو أجنبيا صفة التاجر وجب عليه التقيد بالقيد في السجل التجاري.
وعلى هذا األساس ال يلزم بهذا القيد من ال يحترق التجارة أو من ليس له صفة التاجر والشركات المدنية
وصغار التجار مثل البائع الطواف ،وذلك لبساطة إعمالهم وال يلتزم بالقيد في السجل التجاري شركة
المحاصة لعدم تمتعها بالشخصية المعنوية .
وعلى هذا األساس يشترط في القيد في السجل التجاري ،أن يكون الشخص تاجر سواء كان وطنيا أو
أجنبيا وسواء كان الشخص طبيعي أو معنوي.
–أن يكون له محل رئيسي في الجزائر أو فرع أو وكالة داخل القطر الجزائري ،وان يكون الشخص
المعنوي تاج ار بالشكل أو بالموضوع وفقا لنص المادة 19ق .ج.
حددت معظم التشريعات البيانات التي تقيد في السجل التجاري سواء تعلق األمر بالتجار الطبيعيين أو
المعنويين ،فالنسبة للتجار األفراد تشمل البيانات الشخصية ( االسم والشهرة ،وتاريخ ومحل الوالدة
والجنسية ،وكل ما يتعلق بالنشاط التجاري)،االسم التجاري الذي يمارس به التاجر تجارته ،موضوع
التجارة ،أماكن وفروع محله التجاري أو وكالته وعنوانه أو اسم التجاري للمؤسسة التي يمارس نشاطه من
1د .محمد فريد العريني ود .محمد السيد الفقهي ،القانون التجاري ،األعمال التجارية،التجار ،الشركات التجارية ،ط ،2002منشورات الحلبي الحقوقية ،شارع
القنطاوي ،بيروت.
خاللها ،يجب أن تقيد أيضا شهادات االختراع التي يستثمرها التاجر والطابع المستعمل للتجارة أو
1
المصنع (العالمة التجارية والنموذج الصناعي).
أما بالنسبة للشركات أي كانت جنسيتها وتمارس تجارتها في الجزائر ولها محل تجاري في الجزائر فتقيد
بيانات المتعلقة بفروعها ووكالتها فتشمل هذه البيانات اسم الشركة وموضوعها ونوعها واألسهم والحد
األدنى لرأس المال فإذا كانت شركة ذات رأس مال قابل للتغيير وأسماء الشركاء المديرين أو المرخص
لهم في إدارة الشركة شهادات االختراع والعالمة التجارية ورسوم ونماذج الصناعية كما يقيد في السجل
التجاري كل تعديل في البيانات القيد واألحكام والق اررات الخاصة بحل الشركة أو إبطالها وإحكام اإلخالل
والتصديق على الصلح والق اررات المختصة بها.
ويتم إجراء التسجيل وفق طلب من التاجر أو ممثل الشركة ،فتح المحل أو تأسيس الشركة ،ويتم
التسجيل في مصلحة السجل التجاري التابع لواليته ويصادق عليه في المحكمة ،وفق للمادة 19
ق.ت.ج.
والجدير بالذكر انه ال يمكن التقيد بالسجل التجاري في حالة انقطاع النشاط التجاري بوفاة التاجر أو حل
الشركة.
المطلب الرابع :حجية القيد في السجل التجاري
القيد في السجل التجاري له حجية قانونية في اإلثبات في مواجهة الغير حتى ولو لم يعلم بها مادامت قد
دونت بالسجل التجاري ،وبمعنى ال يمكن للمتعاملين مع التاجر االحتجاج بعدم العلم بها ،فحجية بيانات
القيد في السجل التجاري تختلف من تشريع إلى آخر وذلك تبعا لنظام السجل التجاري في ذلك التشريع
ونظرة المشرع له.ففي ألمانيا يعد نظاما قضائيا فالقاضي هو من يشرف عليه ويتحقق بنفسه من صحة
بياناته فهو مطمئن لصحة بياناته ومن يدعي عكس ذلك عليه اإلثبات.
أما التشريع الفرنسي فأولى مهمة السجل التجاري للجهة اإلدارية فهو ذا نظام إداري وحجية بياناته
ضعيفة ما هي إال قرينة قابلة لإلثبات العكس أما التشريع الجزائري جمع بين النظام القضائي واإلداري
فأولى المهمة اإلدارية لمركز السجل التاجر المتواجد في جميع الواليات ويتم التصديق عليها من قبل
1د .محمد فريد العريني ود .محمد السيد الفقهي ،نفس المرجع السابق ،ص 116-115
المحكمة ،ويكون السجل مرقما وموقع ومؤشر عليه من قبل القضاء ،ورغم ذلك تعتبر قرينة قابلة
1
إلثبات العكس.
نظم المشرع الجزائري جزاءات جنائية ومدنية تقع على عاتق كل من قام بمخالفة االلتزام بالتسجيل:
ويحكم عليه بالتعويض على أساس المسؤولية المدنية وفقا للقواعد العامة
–يقوم األعوان المؤهلون بغلق محل كل شخص يمارس نشاط تجاري فار من التسجيل إلى غاية تسوية
وضعيته وتفرض عليه غرامة مالية من 10.000دج إلى 100.000دج (المادة 31ق .ت.ج)
–كما انه ال يستفيد التاجر الغير مقيد من ميزة الصلح الواقي من اإلفالس ويرفض طلب تسجيله في
الغرفة التجارية.
اما الجزاءات الجنائية فطبقا ألحكام المادة 33ق.ع وفي حالة التصريح الكاذب أو إعطاء بيانات
خاطئة تعبر عن سوء نية التاجر فيعاقب بالغرامة من 50.000إلى .500.000
المادة 34يعاقب على تزوير مستخرج السجل التجاري والوسائل المرتبطة به بغرامة من 100.000إلى
1000.000دج والحبس من ستة أشهر إلى سنة.
وزيادة على ذلك يأمر القاضي بغلق المحل التجاري ومنع المزور من ممارسة نشاط تجاري لمدة أقصاها
5سنوات.
–يعاقب على عدم إشهار البيانات القانونية للتاجر بغرامة من 30.000إلى 300.000دج بالنسبة
للشركات التجارية.
–يعاقب على إشهار البيانات القانونية الخاطئة للتاجر بغرامة 10.000إلى 30.000دج.
يعاقب على عدم تعديل بيانات مستخرج السجل التجاري في اجال 3أشهر بغرامة من 10.000إلى
100.000وسحب المؤقت لسجل التجاري من قبل القاضي إلى أن يسوى التاجر وضعيته (المادة )37
1فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري الجزائري ،األعمال التجارية ،التاجر الحرفي ،األنشطة التجارية المنظمة ،السجل التجاري ،النشر الثاني،
المعدل والمتمم ،ابن خلدون للنشر والتوزيع ،وهران ، 2003،ص 120
المبحث الثالث :االلتزام بمسك الدفاتر التجارية
وهي الدفاتر التي يقوم التاجر بتدوين كل معلوماته التجارية المتمثلة في ماله من حقوق وما عليه من
ديون وتسمى هذه األخيرة بالدفاتر التجارية فلها أهمية بالنسبة للتاجر حيث هي الوسيلة التي يتمكن من
خاللها التاجر من معرفة نجاحه في أعماله ومركزه الحالي فإذا كانت هذه الدفاتر منظمة يمكنه دفع عن
نفسه خطر الوقوع في اإلفالس بالتدليس أو التقصير واثبات حسن نيته وسالمة تصرفاته ،وتبيان في
حالة إفالسه انه جاء لسوء الحظ والظروف الطارئة ،وبالتالي يستخلص من العقوبات الجنائية المقررة في
حالة اإلفالس بالتدليس أو بالتقصير كما يمكنه الحصول على الصلح من دائنيه جزاء اإلفالس كما أن
لها أهمية كبرى في تصفية أموال التاجر الفرد أو الشركة التجارية عند إفالسها كما لها أهمية بالنسبة
للغير ممن يتعاملون مع التاجر حيث أن ما ورد فيها من بيانات تعد بمثابة إقرار كتابي من التاجر
فيمكن اتخاذه كدليل لإلثبات ولها أهمية أيضا بالنسبة للدول ذاتها حيث تستطيع مصلحة الضرائب
االستناد عليها إذ كانت منظمة في تقدير الضرائب المستحقة على التاجر ،بدال من التقدير الجزافي
وعلى هذا األساس حتى يمكن االرتكاز على هذه الدفاتر في اإلثبات البد أن تكون منظمة()6
ويقع االلتزام بمسك الدفاتر التجارية على كل شخص طبيعي اكتسب صفة التاجر سواء كان رجال أو
امرأة وسواء كان متعلما أو ال بحيث أن المشرع لم يشترط إجراء القيود في الدفاتر بخط التاجر فقد
يستعين بكاتب أو محاسب ينوب عنه في تنظيم دفاتره كما يقع هذا االلتزام على الشركات كشخص
معنوي دون ان يلتزم به الشركاء في شركة التوصية البسيطة أو باألسهم أو المساهمين في شركات
المساهمة وذات مسؤولية محدودة ألنهم ال يكتسبون صفة التاجر.
أما الشركاء المتضامنين في شركة التضامن أو التوصية البسيطة الذين يكتسبون صفة التاجر بمجرد
دخولهم إلى الشركة ،فهناك الذين اوجب عليهم مسك الدفاتر التجارية مستقلة عن دفاتر الشركة.
وهناك رأي في عدم إلزام هؤالء الشركاء بمسك الدفاتر التجارية بحجة أن ذلك تكرار لفائدة منه ‘ال في
حالة كون هؤالء الشركاء تجارة مستقلة عن تجارة الشركة.
والرأي الراجح ألزم الشريك المتضامن في شركة التضامن والتوصية بمسك الدفاتر التجارية حتى يتمكن
من تدوين أرباحه ومسحوباته السنوية الشخصية حتى يتفادى إفالسه أو إفالس الشركة ،فقد يمكن اعتبار
هذا الشريك مفلسا بالتقصير مما يترتب عليه عقوبات جنائية إذا تبين أن إنفاقاته الشخصية ال تتناسب
1
مع مركزه المالي وحالته التجارية.
هناك نوعين من الدفاتر التي يمسكها التاجر ،وهي الدفاتر اإلجبارية والدفاتر اإلختيارية.
الفرع األول :الدفاتر اإلجبارية
وهي الدفاتر المفروضة على التاجر بنص القانون وتتميز بخضوعها لقواعد االنتظام وما قد يضعه لها
من أحكام أخرى.
د .خالد شمسان الطويل ،التزامات التاجر اإلجرائية في القانون التجاري ،دراسة مقارنة ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،2008 ،ص66 1
الفرع الثاني :الدفاتر اإلختيارية
ترك المشرع للتاجر حرية مسك أي دفاتر أخرى غير دفتري اليومية والجرد اإلجباريين طالما كانت
تستلزمهما طبيعة نشاطه التجاري وأهميته ومن أهم هذه الدفاتر:
كما هناك دفاتر اختيارية أخرى يستطيع التاجر مسكها مثل دفتر المسودة الذي تدون فيه العمليات
اليومية في وقت حدوثها دون مراعاة التنظيم في شكل مذكرات إلى أن يتم نقلها لدفتر اليومية بدقة
1
وانتظام.
حرص المشرع الجزائري على وضع بعض القواعد لتنظيم الدفاتر التجارية لمنع الغش والتالعب كما جاء
في نص المادة 11من القانون التجاري الجزائري « يمسك دفتر اليومية ودفتر الجرد بحسب التاريخ
وبدون ترك بياض أو تغيير من أي نوع كان وترقم صفحات كل من الدفترين ويوقع عليهما من طرف
قاضي المحكمة» كما أنه يجب أن تحفظ الدفاتر اإلجبارية
والمراسالت الموجهة لمدة 10سنوات وبعد انتهاء هذه المدة يمكن للتاجر التخلص منها.
وتبدأ مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية في السريان من تاريخ إقفالها وفقا لنص المادة 12من القانون
التجاري الجزائري.1
وفقا لنص المادة 330قم « فإن الدفاتر التجارية ال تكون حجة على غير التجار» ويرجع إلى دفاتر
التاجر كدليل لإلثبات وذلك بتقديم الدفتر إلى المحكمة إلستخالص األحكام المتعلقة بالدعوى تحت رقابة
التاجر وال يتخلى عن دفتره والطريقة األخرى هي اإلطالع أو التسليم وبمقتضاه يتخلى التاجر عن دفتره
ويضعه تحت تصرف خصمه ليطلعه على القيود الواردة فيه تحت إشراف المحكمة أما إذا رفض التاجر
تقديم دفاتره للمحكمة تعرض عليه المحكمة غرامات تهديدية وقد تعتقدها قرينة ضد التاجر وللقاضي
تقدير أسباب االمتناع وفي هذه الصدد نصت المادة 13من القانون التجاري الجزائري « يجوز للقاضي
قبول الدفاتر التجارية المنظمة كإثبات بين التجار بالنسبة لألعمال التجارية» ووفقا لنص المــادة «:14
إن الدفاتر التي يلتزم األفراد بمسكها والتي ال تراعي فيها األوضاع المقررة في المادة 13ال يمكن
تقديمها للقضاء وال يكون لها قوة اإلثبات أمامه لصالح من يمسكونها».
وورد في نص المادة «15ال يجوز األمر بتقديم الدفاتر وقوائم الجرد إلى القضاء إال في القضايا اإلرث
وقسمة الشركة واإلفالس»
د .جالل وفا محمدين ،المبادئ العامة في القانون التجاري ،دار الجامعة للطباعة والنشر ،اإلسكندرية ،ص .102 1
عندما تتضمن الدفاتر بيانات تتعلق بتوريدات قام بها التجار يجوز للقاضي توجيه اليمين المتممة إلى
1
أحد الطرفين فيما يكون إثباته بالبينة (المادة .330ق .م).
هناك جزاءات جنائية وجزاءات مدنية :فالجزاءات الجنائية فرضها المشرع على التاجر المفلس وكان
سبب إفالسه راجع إلى إخفاء الحسابات أو تبديلها فهنا يعتبرها المشرع جريمة تفليس احتيالي وحدد لها
عقوبة من سنة إلى خمسة سنوات وغرامة من من 100.000إلى 500.000دج ،ويحرم من حق او
اكثر من الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية المذكورة في المادة 9مكرر 1ق.ع.ج لمدة سنة على األقل
وخمس سنوات على األكثر
أما إذا تعلق األمر بإهمال التاجر لدفاتره أو عدم المسك بطريقة منتظمة فهنا يعتبر إفالسه تقصير
وعقوبته اقل شدة ويعاقب عليها من شهرين إلى سنيتين وغرامة من 25.000إلى 200.000دج.
ويعاقب الشركاء في التفليس بالتدليس وبالتقصير بالعقوبات ذاتها حتى وان لم تكن لهم صفة التاجر.
أما الجزاءات المدنية فيمنع التاجر الذي لم يلتزم بمسك الدفاتر بطريقة منتظمة من حصوله على الصلح
الواقي من اإلفالس كما ال يمكنه االستفادة من اإلثبات لمصلحته ويتعرض لضرائب بطريقة جزافية.2
1سليمان بوذياب ،مبادئ القانون التجاري ،التجارة والتاجر ،المؤسسة التجارية ،النظرية العامة للشركات ،ط ،1المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،
بيروت ،لبنان ،ص .182
في هذه الدراسة (التزامات التاجر المهنية) في القانون الجزائري حاولنا أن ندرس أهم المسائل المتعلقة
بالتاجر والتزاماته تجاه التجار وغير التجار والدولة وكذلك من خالل هذا البحث تعرضنا لجزاءات
اإلخالل بهذه االلتزامات ،مثال عن هذه االلتزامات القيد في السجل التجاري ،فالمكلفين بهذا القيد هم فقط
من لهم صفة التاجر ،أما عن مسك الدفاتر التجارية فهناك دفترين إجباريين هما اليومية والجرد ودفاتر
أخرى اختيارية،
وليتجنب المشرع الغش والتالعب في الدفاتر التجارية قام بتنظيمها في مواد قانونية وفي حالة مخالفتها
يتعرض التاجر لجزاءات.
قائمة المصادر و المراجع :
❖ د .عبد الحميد الشواربي ،نظرية األعمال التجارية والتاجر ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية.1999،
❖ د .محمد فريد العريني ود .محمد السيد الفقهي ،القانون التجاري ،األعمال التجارية،التجار،
الشركات التجارية ،ط ،2002منشورات الحلبي الحقوقية ،شارع القنطاوي ،بيروت.
❖ فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري الجزائري ،األعمال التجارية ،التاجر الحرفي،
األنشطة التجارية المنظمة ،السجل التجاري ،النشر الثاني ،المعدل والمتمم ،ابن خلدون للنشر
والتوزيع ،وهران.2003،
❖ د .خالد شمسان الطويل ،التزامات التاجر اإلجرائية في القانون التجاري ،دراسة مقارنة ،المكتب
الجامعي الحديث ،اإلسكندرية.2008 ،
❖ د .جالل وفا محمدين ،المبادئ العامة في القانون التجاري ،دار الجامعة للطباعة والنشر،
اإلسكندرية.
❖ سليمان بوذياب ،مبادئ القانون التجاري ،التجارة والتاجر ،المؤسسة التجارية ،النظرية العامة
للشركات ،ط ،1المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان.