You are on page 1of 8

‫املحاضرة الثانية‬

‫مص ــادر القانون التجــاري‬

‫من املع روف أن نص املادة ‪ 01/02،03‬ق‪.‬م‪.‬ج نص ت على مص ادر الق انون بص فة عام ة‪ ،‬حيث ج اء فيه ا ‪ " :‬و إذا لم‬

‫يوجد نص تشريعي حكم القاضي بمقتضى مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فإذا لم يوجد فبمقتضى العـرف‪.‬‬

‫فإذا لم يوجد‪ ،‬فبمقتضى مبادئ القانون الطبيعي و قواعد العدالة " ‪.‬‬

‫فهذه املادة كما أسلفنا القول َّبينت ترتيب مصادر القانون بصفة عامة‪ ،‬أما بخصوص القانون التجاري فقد كان‬
‫ً‬
‫متضم ًنا تعديال للقانون التجاري‪،‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫األمر كذلك إلى غاية سنة ‪1996‬م‪ ،‬حيث صدر األمر ‪ 96/27‬بتاريخ ‪09/12/1996‬م‬

‫حيث أضيفت املادة األولى مكرر و جاء فيها ما يلي ‪ " :‬يسري القانون التجاري على العالقات بين التجار‪ ،‬و في حالة‬

‫عدم وجود نص فيه ُيطبق القانون املدني و أعراف املهنة عند اإلقتضاء "‪ .‬من خالل نص هاته املادة و غيرها يمكن‬

‫دراسة و ترتيب مصادر القانون التجاري على النحو التالي ‪:‬‬

‫املبحث األول ‪:‬‬


‫املصادر الرسمية (األصلي ــة)‬
‫و تتمثل هاته املصادر في التشريع ‪ ،‬العـرف‪ ،‬و الشريعة اإلسالمية‪ ،‬و فيما يلي تفصيل كل مصدر من هاتــه املصادر‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬

‫املطلب األول ‪:‬‬

‫التشريع ‪:‬‬

‫صورة مكتوبة و‬
‫ٍ‬ ‫عـرف التشريع بأنه مجموعة النصوص القانونية التي تصدر عن السلطة املختصة بالتشريع في‬ ‫ُي َّ‬
‫ً‬
‫طبقا للقواعد الدستورية املعمول بها‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬‬

‫التشريع التجــاري ‪:‬‬


‫ُ‬ ‫و ُيقصد به مجموعة القواعد القانونية َّ‬
‫املدونة التي تعالج مختلف موضوعات الحياة التجارية‪ ،‬و تتمثل في نصوص‬
‫القانون التجاري الذي صدر ألول مـرة باألمر ‪ 75/59‬املؤرخ في ‪26/09/1975‬م ‪ ،1‬و ما ورد عليه من تعديالت نتيجة‬
‫التح والت السياس ية واإلقتص ادية‪ ،‬انطالق ا من املرس وم التش ريعي ‪ 93/08‬املؤرخ في ‪ 25‬أفري ل ‪1993‬م‪ ،‬املع دل‬
‫واملتمم للق انون التج اري‪ ،‬و مــرورا باألمـر ‪ 96/27‬املؤرخ في ‪ 09‬ديس مبر ‪1996‬م‪ ،‬و وص وال إلى آخــر تع ديل و ه و‬
‫القانون ‪ 05/02‬املؤرخ في ‪ 06‬فيفــري ‪2005‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫عموم ا‪،‬‬ ‫هذا و قد تناول املشرع موضوعات مختلفة ضمن نصوص و أحكام القانون التجاري وهي‪ :‬التجارة‬
‫املحل التجاري‪ ،‬اإلفالس والتسوية القضائية‪ ،‬السندات التجارية‪ ،‬والشركات التجارية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬‬

‫التشريع املدنـي ‪:‬‬

‫ص در أول ق انون م دني جزائ ري س نة ‪1975‬م في الي وم نفس ه ال ذي ص در في ه الق انون التج اري‪ ،‬حيث ج اء ب األمر‬
‫‪ ، 75/58‬و الذي نقل معظم أحكامــه من القانون املدني الفرنسي‪ ،‬و ملا كان القانون املدني هو الشريعة العامة لكل‬
‫فروع القانون الخاص‪ -‬بما فيها القانون التجاري‪ -‬فإن القاضي في حالة عدم وجود حكم في القانون التجاري بشأن‬
‫املسألة املعروضة أمامه‪ ،‬فإنه َّ‬
‫يتعين عليــه الرجوع إلى القانون املدني (م ‪َّ 01‬‬
‫مكرر ق‪.‬ت‪.‬ج) باعتباره األصــل العام‪،‬‬
‫أم ا في حال ة تع ارض حكمين بش أن مس ألة تجاري ة بين الق انونين التج اري و املدني‪ ،‬ف إن القاض ي ُي ّ‬
‫طبــق الق انون‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫عمال بالقاعدة الفقهية التي تقول " الخاص ُي ّ‬
‫قيد العام "‪.‬‬
‫ِ‬ ‫التجاري و ُيغفل أحكام القـانون املدني‬

‫املطلب الثاني ‪:‬‬

‫العرف و العادات التجاريــة ‪:‬‬


‫َّ‬ ‫ً‬
‫الع رف ه و ق انون غ ير مكت وب ج اء اس تجابة ملتطلب ات الحي اة البش رية‪ُ ،‬ويع َّرف بأن ه ‪ " :‬اعتي اد الن اس على اتب اع‬
‫معين العتقادهم أن ذلك السلوك ملزم "‪ .‬و يقوم العرف‪ -‬من خالل التعريف السابق‪ -‬على ركنين هما الركن‬ ‫سلوك َّ‬

‫املادي والركن املعنوي‪:‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫الركن املادي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬لإلشارة فقط فإن الجزائــر المستقلة واصلت العمل بأحكام القانون التجاري الفرنسي إلى غاية ‪ 05‬جويليـة ‪1975‬م‪ ،‬إالَّ تلـك الـتي تتعـارض‬
‫مع فكــرة السيادة الوطنيــة‪.‬‬
‫َّ‬
‫إال إذا ك ان الس لوك املتب ع ق ً‬ ‫و يتض من اإلعتي اد على س لوك م ا ‪ :‬و ال َّ‬
‫ديما (أي أن‬ ‫يتحقق اإلعتي اد على س لوك م ا‬
‫يتغير ُّ‬
‫بتغير األش خاص أو املك ان)‪ًّ ،‬‬
‫عاما ( أي أن‬ ‫بد من عام ل ال زمن )‪ً ،‬‬
‫ثابت ا (ال َّ‬ ‫التك رار ال َّ‬
‫يتحقق دفعة واح دة و ال َّ‬
‫ً‬
‫مشهورا ( أي أن يكون هذا السلوك‬ ‫بعا من ِقبل الكافة و ال يقتصر على بعض األفــراد فقط )‪،‬‬ ‫يكون هذا السلوك َّ‬
‫مت ً‬
‫مخالف للنظام العام‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫معلوما لدى الناس )‪ ،‬وغير‬

‫الفرع الثاني ‪:‬‬

‫الركن املعنوي ‪:‬‬

‫أمر ملزم و ال مف َّـر منه‪ ،‬مثلما‬


‫و يتضمن اإلعتقاد بإلزامية العادة ‪ :‬أي اعتقاد الناس بأن اتباع مثل هذا السلوك هو ٌ‬
‫هو األمر ً‬
‫تماما بالنسبة للقانون‪.‬‬

‫فيعرف بأنه ‪ " :‬تلك السلوكات التي درج عليها التجار لفتـرة من الزمـن من أجل تنظيم‬ ‫َّ‬ ‫أما العرف التجاري‬
‫مع امالتهم التجاري ة‪ ،‬و م ع م رور ال وقت أص بحت هات ه الس لوكات إلزامي ة ش أنها ش أن القواع د القانونيـة‪ ،‬و ُيع ُّد‬
‫العرف التجاري املصدر الرسمي الثاني للقانــون التجاري بعد التشريع‪ ،‬أي أن القاضي يلجــأ إليه في حالة غياب نص‬
‫تشريعــي في القانون التجاري و القانون املدني بشأن املسألة التجارية املعروضة أمامـه‪.‬‬

‫و يختل ف العــرف عن الع ادة التجاري ة في ك ون الع رف التج اري يقــوم على رك نين هم ا‪ :‬ال ركن املادي‪ ،‬و‬
‫معيــن‪ ،‬الركن املعنــوي ‪ ،‬و يتمثـل في اعتقاد الناس بان ذلك السلوك التجاري ملزم‪،‬‬‫يعني اتباع الناس لسلوك تجاري َّ‬
‫في حيــن أن العادة التجارية تتوفــر على الركــن املادي فقط دون الركن املعنوي‪ ،‬و هــذا ما ال يمنحها القــوة اإللزاميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أخ يرا نق ول أن قواع د الق انون التجــاري ُّكله ا ك انت عب ارة عن أع راف تجاري ة لم ُت َّ‬
‫دون إال في س نة‬
‫‪1807‬م‪ ،‬مم ا جع ل الع رف يحت ل مكانــة هام ة بين مص ادر الق انون التجــاري املختلف ة‪ ،‬رغم التح والت والتط ورات‬
‫الحاصلــة في مجال املعامالت التجارية الداخلية منها و الخارجية‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪:‬‬

‫الشريعة اإلسالمية ‪:‬‬

‫شرعه هللا سبحانه و تعالى لعباده من األحكام على لسان الرسول محمد‪ -‬صلى هللا‬ ‫ُيقصد بالشريعة اإلسالمية ما َّ‬
‫َّ‬
‫عليه و سلم‪ -‬سواء أكان ذلك عن طريق القرآن‪ ،‬أو عن طريق السنة القولية أو الفعليــة أو التقريرية‪.‬‬
‫و ُت ُّ‬
‫عد الشريعة اإلسالمية املصدر الرسمي الثالث بعد التشريع و العرف‪ ،‬و قد كانت تحتل املرتبة الثانية‬
‫من حيث مصادر القانون التجاري‪ ،‬و لكن مرتبتها تدحرجت بعد تعديل القانون التجاري باألمـر ‪ 96/27‬الصادر يوم‬
‫‪09/12/1996‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫مصدرا أصليا ثالثا للقانون التجاري شرطين‪ :‬يتعلق‬ ‫و ُيشترط في تطبيق مبادئ الشريعة اإلسالمية باعتبارها‬
‫بانطباقها أو انسجامها مع املبادئ العامة للقانون‪ ،‬فالقاضي يعتد بالشريعة‬
‫األول باملوضوع محل النزاع‪ ،‬و الثاني ِ‬
‫اإلسالمية كمصدر أصلي ما لم تتعارض مع املبادئ األساسية للقانون الوضعي (القانون التجاري‪ ،‬القانون املدني) و‬
‫ً‬
‫القواعد التجارية العرفية‪ ،‬و ذلك حفاظا على تجانس و انسجام التشريع و حفاظا أيضا على أعراف املجتمع‪.‬‬
‫فالقاض ي و ه و يفص ل في منازع ة تجاري ة معروض ة أمام ه‪ ،‬إذا لم يج د له ا ً‬
‫حكم ا في التش ريع أو العـرف‬
‫انتقـل إلى مبادئ الشريعة اإلسالمية التي تتمثل في األحكام املستنبطة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‬
‫قولية كانت أو فعليــة أو تقريرية‪ ،‬إضافة إلـى اإلجماع والقيـاس و اإلجتهاد‪.‬‬

‫املبحث الثاني ‪:‬‬

‫املصادر التفسيرية (اإلحتياطية)‬

‫إضافة إلى املصادر الرسمية التي يلجأ إليها القاضي في البحث عن حكم في القضية التجارية املعروضة أمامه‪ ،‬هناك‬
‫مصادر أخرى تفسيرية يستأنس بها القاضي في معرض بحثــه عن الحكم املناسب للقضــايا املعروضة عليه‪ ،‬دون أن‬
‫يك ــون ُملـ َـز ًما باألخــذ بها‪ ،‬و هــذه املصادر هي الفقــه و القضــاء‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬الفق ــه ‪ :‬و ُيقص د ب ه أقــوال و آراء فقهــاء و أس اتذة الق انون و غ يرهم ممن يجته دون في البحث في‬
‫ً‬
‫دورا ًّ‬
‫هاما في شرح‬ ‫املسائل القانونية و تفسير ما هو غامض منها‪ ،‬و تحليلها و تكملة ما ُنقص منها‪ ،‬فالفقهــاء يلعبون‬
‫و تفسير نصوص القانــون‪ ،‬كما يتناولون أحكام القضاء بالنقد فيبرزون مزاياها و عيوبهــا و ما بها من تناقض َّ‬
‫مما‬
‫ّ‬
‫يكون ون القض اة‬
‫ي دفع بالقض اة إلى تف ادي هات ه النق ائص في بح وثهم املس تقبلية‪ .‬كم ا أن أس اتذة الق انون هم ال ذين ِ‬
‫قانونيــا ُيساعدهم في عملهم بعد تخرجهم و مباشرة وظائفهم‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫تكوينا ًّ‬
‫علميا‬
‫ُ‬
‫املطلب الث ــاني‪ :‬القضـ ــاء ‪ُ :‬يع َّرف القض اء بأن ه ‪ ":‬مجموع ة املب ادئ القانونيـة ال تي تس تخلص من اس تقرار املح اكم و‬
‫ُ‬
‫بعبارة أخرى هو مجموعة املبادئ املستخلصة من األحكام القضائية التي تصدرها‬ ‫ٍ‬ ‫اعتياد اتباعها و الحكم بها "‪ ،‬و‬
‫مختل ف الجه ات القض ائية و تس تقر على اتباعه ا‪ .‬و ه و ذو أهمي ة كبيـرة في ال دول األنجلوساكس ونية حيث يحت ل‬
‫مكانة مرموقة‪ ،‬لكنه غير كذلك في الدول الالتينية و العربية‪ ،‬حيث يتمتع القاضي بحرية األخذ أو عدم األخذ به‪.‬‬
‫األعمـ ــالـ التجاري ـ ــة‬

‫تنقسم األعمال التجارية‪ ،‬وفقا للقانون التجاري الجزائري‪ ،‬إلى ثالثة أنواع أوردها املشرع الجزائري في املواد ‪+02‬‬

‫‪ 04+03‬من التقنين التجاري‪ ،‬و فيما يلي سنحاول التطرق إلى هذه األنواع على النحو التالي‪:‬‬

‫املبحث األول ‪:‬‬

‫األعمال التجارية حسب موضوعها‬

‫(م ‪ 02‬ق‪.‬ت‪ .‬ج)‬

‫تنقسم األعمال التجارية حسب موضوعها إلى قسمين و هما األعمال التجارية املنفـردة و األعمال التجارية في شكل‬

‫مقاوالت ‪ ،‬و فيما يلي تبيان هاته األعمال على النحو التالي ‪:‬‬

‫األعمال التجارية في شكل مقاوالت‬ ‫األعمال التجارية املنف ــردة‬

‫‪ .1‬ك ل ش راء للمنق والت إلع ادة بيعه ا بعينها أو بعد ‪ .1‬مقاولة تأجير املنقوالت أو العقارات‪.‬‬

‫‪ .2‬مقاولة اإلنتاج أو التحويل أو اإلصالح‪.‬‬ ‫تحويلها أو شغلها ‪.‬‬

‫‪ .3‬مقاولة البناء أو الحفر أو تمهيد األرض‪.‬‬ ‫‪ .2‬كل شراء للعقارات إلعادة بيعها ‪.‬‬

‫‪ .3‬ك ل عملي ة مص رفية (بنكي ة) أو عملي ة ص رف أو ‪ .4‬مقاولة التوريد و الخدمات‪.‬‬

‫‪ .5‬مقاول ة اس تغالل املن اجم و مق الع الحج ارة‬ ‫عملية سمسرة أو وكالة بالعمولة‪.‬‬

‫‪ .4‬ك ل عملي ة توس ط لش راء و بي ع العق ارات أو ومنتجات األرض املختلفة‪.‬‬

‫‪ .6‬مقاولة استغالل النقل و اإلنتقال‪.‬‬ ‫املحالت ‪.‬‬

‫‪ .7‬مقاول ة اس تغالل املالهي العمومي ة أو اإلنت اج‬ ‫‪ .5‬كل عملية شراء أو بيع لعتاد أو مؤن السفن‪.‬‬

‫الفكــري‪.‬‬ ‫‪ .6‬تأجير أو اقتراض أو قرض بحري باملغامرة‪.‬‬

‫‪ .7‬ك ل عق ود التأميــن و العق ود األخ رى املتعلق ة ‪ .8‬مقاوالت التأمين ‪.‬‬

‫‪ .9‬مقاولة استغالل املخازن العمومية‪.‬‬ ‫بالتجارة البحرية‪.‬‬

‫‪ .10‬مق اوالت بي ع الس لع الجدي دة ب املزاد العل ني‬


‫بالجملة أو األشياء املستعملة بالتجزئة‪.‬‬

‫‪ .11‬كل مقاولة لصنع أو شراء أو بيع أو إعادة بيع‬

‫السفن للمالحة البحرية‪.‬‬

‫املبحث الثانــي ‪:‬‬

‫األعمال التجارية حسب شكلهــا‬

‫نصت على األعمال التجارية حسب شكلها املادة ‪ 03‬من القانون التجاري الجزائري و هــي ‪:‬‬

‫‪ .1‬التعامــل بالسفتجة بين كــل األشخاص‪.‬‬

‫‪ .2‬الشرك ــات التجارية‪.‬‬

‫‪ .3‬وكاالت و مكاتب األعمال مهما كان هدفها‪.‬‬

‫‪ .4‬العمليات املتعلقــة باملحالت التجـارية‪.‬‬

‫‪ .5‬كل عقــد تجاري يتعلق بالتجــارة البحرية و الجويــة‪.‬‬

‫و فيما يلي تفصيل كل حالة على ح ِـدى على النحــو التالــي ‪:‬‬

‫املبحث الثالث ‪:‬‬

‫األعمال التجارية بالتبعيــة‬

‫َّ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫جاء في نص املادة ‪ 04‬من القانون التجاري الجزائري ما يلي ‪ُ " :‬ي ُّ‬
‫بالتبعية ‪:‬‬ ‫تجاريا‬ ‫عد عمال‬

‫‪ -‬األعمال التي يقوم بها التاجـر و املتعلقة بممارسة تجارته أو حاجات متجره‪.‬‬

‫‪ -‬اإللتزامات بين التجار" ‪.‬‬


‫من خالل نص هات ه املادة يمكن الق ول أن األعم ال التجاري ة بالتبعي ة‪ -‬و ال تي وردت على س بيل املث ال ال على‬
‫َّ َّ‬ ‫ُ‬
‫تجارية إال بفض ل التاجـر إذا م ا‬ ‫س بيل الحص ر ألن ه من املس تحيل حص ر ك ل األعم ال التجاري ة بالتبعي ة‪ -‬ال تص بح‬
‫ًّ‬
‫تجاريا‪.‬‬ ‫مدنيا ثم بتدخل التاجــر ُيصبح‬
‫زاولها من أجل تجارته‪ ،‬ذلك أن هذا النوع من األعمال هو األصل ًّ‬

‫هذا و تقوم نظرية التبعية على شرطيـن و هما ‪:‬‬

‫‪ -‬توفــر صفة التاجــر في الشخص القائم بالعمــل‪.‬‬

‫ّ‬
‫متعلقا بممارسة تجارته أو ناشًئ ا عن اإللتزامات بين التجار‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون العمل ِ‬

‫املطلب األول ‪:‬‬

‫صدور العمــل من التاجـر ‪:‬‬

‫يع ُّد ت ً‬
‫اجرا ك ل ش خص ط بيعي أو معن وي‬ ‫س بق و أن تعرض نا إلى تعري ف التاجـر في املادة ‪ 01‬ق‪.‬ت‪.‬ج و قلن ا بأن ه ‪َ " :‬‬

‫ًّ‬ ‫ً‬
‫تجاريا و يتخ ذه مهن ة معت ادة ل ه ‪ ." ...‬فمن نص هات ه املادة يتض ح لن ا ض رورة توافـر ص فة التاجـر في‬ ‫يباش ر عمال‬
‫ًّ‬
‫معنويا‪:‬‬ ‫الشخص القائم بالعمل سواء أكان طبيعيا أو‬

‫‪ -‬الشخص الطبيعي ‪ :‬تتوافـر صفة التاجر في الشخص الطبيعي إذا توافرت فيه شروط معينة منها‪ :‬اتخاذ النشاط‬

‫التجاري مهنة معتادة‪ ،‬القيام بالنشاط التجاري لحسابه الخاص‪ ،‬تمتعه باألهلية التجارية‪ ،‬القيد في السجــل التجاري‬

‫‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫َّ‬
‫‪ -‬الشخص املعنوي ‪ :‬فالشركات التجارية مثال ال تكتسب الصفة التجارية إال من يوم قيدها في السجل التجاري (م‬

‫‪ 549‬ق‪.‬ت‪.‬ج)‪.‬‬

‫املطلب الثاني ‪:‬‬

‫ّ‬
‫متعلقا بممارسة تجارته أو ناشًئ ا عن اإللتزامات بين التجار ‪:‬‬
‫أن يكون العمل ِ‬
‫ّ‬
‫متعلق ا بممارس ة التاجـر لتجارته ‪ :‬فك ل العق ود و العملي ات املدني ة ال تي يق وم به ا الت اجر في‬
‫أوال ‪ :‬أن يك ون العم ل ِ‬
‫ممارسة تجارته تكتسب صفة األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬و مثال ذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬شراء التاجر شاحنة لنقل البضائع إلى املتعاملين معه‪.‬‬

‫‪ -‬شراء التاجر آالت و أجهزة ملصنعه‪.‬‬

‫‪ -‬عقد التأمين الذي يبرمه التاجـر مع شركة تأمين ضد الحريق ‪.‬‬

‫‪ -‬شراء التاجر أثاث ملحله التجاري ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫ًّ‬
‫تجاريا بالنسبة للطرفين‬ ‫ثانيا ‪ :‬أن يكون العمل ناش ًئ ا عن اإللتزامات بين التجار ‪ :‬فالعمل التجاري التبعي قد يكون‬

‫تاجر آخـر‪ ،‬فهذا العمل‬


‫إذا كان كالهما تاجر‪ ،‬و مثاله قيام تاجــر بتأجيـر شاحنة لنقل البضائع من محله التجاري من ٍ‬
‫ٌّ‬
‫تجاري بالتبعيـة لكل من املؤجر و املستأجر‪ ،‬و قد يكون العمل التجاري التبعي تجاري للطرف األول و مدني للطرف‬

‫الثاني‪ ،‬كأن يقوم التاجر بتأجيـر الشاحنة‪ -‬في املثال السابق‪ -‬من شخص مدني أي غير تاجـر‪.‬‬

You might also like