ّأوال :مفهوم القانون يظهر أن األصل اللغوي لكلمة القانون ال يعود إلى اللغة العربية بل يعود إلى اللغة اليونانية و أنه مأخوذ من كلمة '' ''Kanonوأن هذه الكلمة انتقلت من اللغة اليونانية إلى اللغة الفرنسية لداللة على املراسيم الكنيسية ،بحيث يطلق عليها حاليا في فرنسا اصطالح '' le droit ''kanoniqueأي القانون الكنس ي. ّ يضاف إلى ذلك ،أن هناك من أرجع كلمة القانون للفارسية و أيضا العبرية ''اليهود'' وهناك رأي أخرقال أن أصل الكلمة عربي مادة وشكال واستندوا في ذلك إلى أن أصل لفظ قانون قن ومعناه لغة تتبع أخبار الش يء لالمعان في معرفته ،ومن حيث صيغته فهي عربية على هو فعل ّ وزن فاعول وتقال للداللة على الكمال وبذل الجهد. التعريف اللغوي للقانون .1 يقصد بالقانون لغة'' :العالقة الثابتة املضطردة (عالقات سببية متتالية) بين ظواهر الكون ونواميس الطبيعة التي تحتم حدوث أمر معين كلما تو افرت ظروف خاصة ،لهذا يقال قانون الجاذبية في علم الطبيعة ويقال العرض والطلب في علم االقتصاد ،و انطالقا من هذه املعاني فلكل ش يء قانون الذي يحكمه ،فقانون الحق وقانون العدالة هو الحكم بين الناس بالعدل ...إلخ. .2التعريف االصطالحي للقانون يتخذ القانون من حيث املعنى اصطالحين هما: أ .املعنى العام يقصد به'' :كل القواعد التي تحكم سلوك االفراد على نحو ملزم بغض النظر عن نوع القاعدة القانونية وعن مصدرها ،فهو مجموعة القواعد القانونية السارية في بلد ما في زمن معين وهذا هو املقصود بالقانون الوضعي أي إيجابي ويحمل عنصر االلزام والجبروهذا مغايرملا يطلق عموما على معنى القانون الوضعي الذي يقصد به القانون املوضوع من طرف البشر عكس القانون السماوي الذي وضع من طرف االله ،والقانون بمفهوم العام هو املقصود بهذه ً سواء بإصدارها أو بقبولها''. الدراسة فهو القوانين التي تصدرها الدولة ب .املعنى الخاص ّ يقصد بالقانون وفقا ملعناه الخاص بأنه'' :مجموعة من القواعد القانونية الصادرة عن السلطة التشريعية وهو يقابل لفظ ''''la loiباللغة الفرنسية ،أي أن املقصود هنا هو التشريع ّ واملشرع الجزائري يستعمل كلمة قانون في فاألصح إذن أال نطلق عبارة قانون في هذا املجال مجال التشريع وفي مجال التقنين ويعتبراالوسع منهما (القانون). .3التعريف الفقهي يعرف القانون عدة تعريفات مبينة على النحو االتي: أ .القانون على أساس الغاية ّ يعرف القانون على أنه'' :مجموعة من القواعد امللزمة التي تنظم العالقات بين األشخاص في املجتمع تنظيما عادال يكفل الحريات ويحقق الخير العام'' ،تعرض هذا التعريف لالنتقادات موجهة على وجه الخصوص لفكرة الخير العام باعتبارها ليست فكرة ثابتة إنما تختلف من مجتمع ألخر –أي فكرة نسبية ،-وبالتالي فإن الهدف من القانون بحد ذاته يتخلف باختالف األنظمة السياسية في كل دولة ومجتمعاتها. ب .القانون على أساس الجزاء ّ يعرف القانون على أنه'' :مجموعة من القواعد العامة اإللزامية التي تصدر عن إرادة الدولة وتنظم سلوك األشخاص الخاضعين أو الداخلين إلقليم وتكوين هاتي الدولة'' ،تعرض أيضا هذا التعريف لالنتقادات من حيث أن قواعد القانون ال تصدر كلها عن إرادة الدولة ،هذا من جهة، ومن جهة أخرى ،يالحظ على هذا التعريف بأنه قاصر بحكم أن القاعدة القانونية قبل أن تصل إلى عنصرالجزاء البد أن تستكمل عناصروجودها. ج .القانون على أساس املميزات لقواعده ّ ُعرف القانون بأنه'' :مجموعة من القواعد العامة املجردة التي تنظم سلوك االفراد وعالقاتهم في املجتمع والتي تكون مصحوبة بجزاء توقعه السلطة العامة عند االكتظاظ''، املالحظ على هذا التعريف بأنه يشمل على أهم الخصائص املميزة للقاعدة القانونية. ثانيا :خصائص القاعدة القانونية تتمثل خصائص القاعدة القانونية فيما يلي: .1القاعدة القانونية ذات سلوك اجتماعي تفيد هذه الخاصية أن القاعدة القانونية وجدت خصيصا من أجل تنظيم السلوك االجتماعي ،مما يفهم من ذلك ان القانون حتمية اجتماعية باعتبار أن القواعد االجتماعية األخرى ال تكفي لوحدها لتنظيم وضبط كيان املجتمع ،بل وأكثر من ذلك ،يظهر بأن قواعد الدين واالخالق ال تكون مصحوبة بجزاء و اقعي ،إنما ذات طابع دينوي. .2القاعدة القانونية تتمتع بالصفة التكميلية معناه أن القانون ال يتجه إلى مخاطبته االفراد بنصح والترغيب ألنه ليست لديه صفة تخييرية بل صفة تكليفية. .3القاعدة القانونية ذات ُبعد اجتماعي يعرف بأنه نتاج تاريخ ودين وعادات وتقاليد فيتخلف من مكان ألخر ،وفي املكان يختلف من زمان ألخر. .4اعتداد قواعد القانون باملسلك الظاهري لألفراد ال يطبق القانون أو العقاب إال بعد الشروع في الفعل عكس قواعد االخالق والدين التي تعاقب على النية السيئة هذه القاعدة العامة ،لكن رغم ذلك فالنية تأخذ بعين االعتبار عند اقترانها بتصرف مادي. األصل أن القانون ال تأخذ إال بالسلوك الظاهري ،وقد تأخذ القاعدة القانونية بالنية عندما تترجم تلك النية إلى سلوك ظاهري والدليل على ذلك املادة 828من القانون املدني. .5القاعدة القانونية عامة ومجردة يقصد بالصفة العمومية للقاعدة القانونية وتجريدها أنها تخص و اقعة محددة بعينها وال تخاطب شخص معين بذاته بل تكفي بالشروط الواجب تو افرها في الو اقعة التي يعينها القانون وبيان الشروط الواجب تو افرها فيمن تخاطبه من األفراد مثال 125 :من القانون املدني. يظهر إذن ،أن القاعدة القانونية تنشأ مجردة منذ البداية فال توجه خطابها إلى شخص معين بذاته وال إلى و اقعة بعينها و إنما تخاطب األشخاص بصفاتهم الوقائع بشروطها فالتجريد يصاحب القاعدة القانونية عند نشؤها ويؤدي ذلك حتما إلى عمومية تطبيقها. .6القاعدة القانونية قاعدة ملزمة يقصد بالطابع االلزامي للقاعدة القانونية اقترانها بجزاء مادي توقعه السلطة العامة املختصة جبرا على من يخالف مقتضاها ،ويقصد بفكرة الجزاء الضغط على إرادة الفرد وإجباره على احترام القانون أن هو لم يحترمها طواعية واختيارا وذلك لتأكيد سلطان القانون، بحكم أنه لو تركت القاعدة القانونية دون جزاء ألفرغة من محتواها وألصبحت اختيارية لكن الخوف من الجزاء ليس سببا دائما في تطبيق القانون و إنما االحترام واالقتناع وحب النظام كل هذا قد يكون سببا في تطبيق القانون. ثالثا :الغرض من توقيع الجزاء يكون الغرض من التطبيق الفعلي للقاعدة القانونية إما التنفيذ العيني تطبيقا لنص املادة 164من القانون املدني ،أو بالتعويض وفقا لنص املادة 176من هذا القانون. املحاضرة اآلولى: ثالثا :الغرض من توقيع الجزاء يكون الغرض من التطبيق الفعلي للقاعدة القانونية إما التنفيذ العيني تطبيقا لنص املادة 164من القانون املدني ،أو بالتعويض وفقا لنص املادة 176من هذا القانون.
.1خصائص الجزاء القانوني
هذا ويتمتع الجزاء القانوني بعدة خصائص نذكرمنها: • أنه جزاء مادي محسوس؛ • جزاء يحدث حال حياة املخالف للقانون؛ • جزاء من توقيع السلطة العامة. .2أنواع الجزاء القانوني يتنوع الجزاء القانوني تبعا الختالف القاعدة القانونية محل التعدي عليها من طرف الشخص املخاطب بها ،حيث يتمثل هذا الجزاء فيما يلي: أ .الجزاء املدني ّ املشرع الجزائري ضمن ُيعتد بالجزاء املدني حال مخالفة إحدى القواعد التي نص عليها مقتضيات القانون املدني ،حيث يتدرج الجزاء املدني على النحو االتي: ✓ التنفيذ العيني ✓ التعويض ✓ إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل حدوث املخالفة ب .الجزاء الجنائي ُيعمل بالجزاء الجنائي عند االتيان بفعل مجرم في نظر وتكييف قانون العقوبات ،بحيث تتمثل هذه الجزاءات العقابية فيما يلي: أشد انواعه: ✓ اإلعدام؛ ✓ عقوبات سالبة للحريات و أقصاها السجن املؤبد مثال املادة 263من قانون العقوبات؛ ✓ عقوبات مالية مثل الغرامة ومصادرة األموال مثل اختالس أموال الدولة. املحاضرة اآلولى: أنواع العقوبة في الجزاء الجنائي: ✓ العقوبات االصلية تطبيقا لنص املادة 5من قانون العقوبات حددت العقوبات االصلية املطبقة في حالة ارتكاب أفعال تحمل وصف جنايات ،الجنح واملخالفات ،ويجوز الحكم بها مستقلة دون أن تقترن بعقوبة أخرى ،حيث تتمثل فيما يلي: ❖ الجنايات: ❖ الجنح: ❖ املخالفات: ✓ العقوبة التكميلية يقصد بها عقوبات إضافية ال تطبق على املحكوم عليه إال بحكم قضائي ،كما ال يجوز الحكم بها مستقلة إال بنص قانوني ،وقد حددت هذه العقوبات التكميلية ضمن مقتضيات نص املادة 9 من قانون العقوبات. ج .الجزاء االداري تتمثل هذه الجزاءات اإلدارية فيما يلي: ✓ اإللغاء في مجال القرارات اإلدارية ملخالفته للقانون؛ ✓ إنذاراملوظف؛ ✓ توبيخ املوظف؛ ✓ الفصل من الوظيفة؛ ✓ توفيقه عن الوظيفة ملدة مؤقت أو بصفة دائمة ملخالفتهم للقانون اإلداري