أوال :مفهوم القانون ّ يظهر أن األصل اللغوي لكلمة القانون ال يعود إلى اللغة العربية بل يعود إلى اللغة اليونانية وأنه مأخوذ من كلمة '' ''Kanonوأن هذه الكلمة انتقلت من اللغة اليونانية إلى اللغة الفرنسية لداللة على المراسيم الكنيسية ،بحيث يطلق عليها حاليا في فرنسا اصطالح '' ''le droit kanoniqueأي القانون الكنسي. يضاف إلى ذلك ،أ ّن هناك من أرجع كلمة القانون للفارسية وأيضا العبرية ''اليهود'' وهناك رأ ي أخر قال أن أصل الكلمة عربي مادة وشكال واستندوا في ذلك إلى أن أصل لفظ قانون هو فعل ّ قن ومعناه لغة تتبع أخبار الشيء لالمعان في معرفته ،ومن حيث صيغته فهي عربية على وزن فاعول وتقال للداللة على الكمال وبذل الجهد. التعريف اللغوي للقانون .1 يقصد بالقانون لغة'' :ال عالقة الثابتة المضطردة (عالقات سببية متتالية) بين ظواهر الكون ونواميس الطبيعة التي تحتم حدوث أمر معين كلما توافرت ظروف خاصة ،لهذا يقال قانون الجاذبية في علم الطبيعة ويقال العرض والطلب في علم االقتصاد ،وانطالقا من هذه المعاني فلكل شيء قانون الذي يحكمه ،فقانون الحق وقانون العدالة هو الحكم بين الناس بالعدل ...إلخ. .2التعريف االصطالحي للقانون يتخذ القانون من حيث المعنى اصطالحين هما: أ .المعنى العام يقصد به '' :كل القواعد التي تحكم سلوك االفراد على نحو ملزم بغض النظر عن نوع القاعدة القانونية وعن مصدرها ،فهو مجموعة القواعد القانونية السارية في بلد ما المحاضرة اآلولى: في زمن معين وهذا هو المقصود بالقانون الوضعي أي إيجابي ويحمل عنصر االلزام والجبر وهذا مغاير لما يطلق عموما على معنى القانون الوضعي الذي يقصد به القانون الموضوع من طرف البشر عكس القانون السماوي الذي وضع من طرف االله، والقا نون بمفهوم العام هو المقصود بهذه الدراسة فهو القوانين التي تصدرها الدولة سوا ًء بإصدارها أو بقبولها''. ب .المعنى الخاص يقصد بالقانون وفقا لمعناه الخاص بأنّه'' :مجموعة من القواعد القانونية الصادرة عن السلطة التشريعية وهو يقابل لفظ ''''la loiباللغة الفرنسية ،أي أن المقصود هنا هو والمشرع الجزائري ّ التشريع فاألصح إذن أال نطلق عبارة قانون في هذا المجال يستعمل كلمة قانون في مجال التشريع وفي مجال التقنين ويعتبر االوسع منهما (القانون). .3التعريف الفقهي يعرف القانون عدة تعريفات مبينة على النحو االتي: أ .القانون على أساس الغاية يعرف القانون على أنّه'' :مجموعة من القواعد الملزمة التي تنظم العالقات بين األشخاص في المجتمع تنظيما عادال يكفل الحريات ويحقق الخير العام'' ،تعرض هذا التعريف لالنتقادات موجهة على وجه الخصوص لفكرة الخير العام باعتبارها ليست فكرة ثابتة إنما تختلف من مجتمع ألخر –أي فكرة نسبية ،-وبالتالي فإن الهدف من القانون بحد ذاته يتخلف باختالف األنظمة السياسية في كل دولة ومجتمعاتها. ب .القانون على أساس الجزاء يعرف القانون على أنّه'' :مجموعة من القواعد العامة اإللزامية التي تصدر عن إرادة الدولة وتنظم سلوك األشخاص الخاضعين أو الداخلين إلقليم وتكوين هاتي الدولة'' ،تعرض أيضا هذا التعريف لالنتقادات من حيث أن قواعد القانون ال تصدر كلها عن إرادة الدولة ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى ،يالحظ على هذا التعريف بأنه قاصر بحكم أن القاعدة القانونية قبل أن تصل إلى عنصر الجزاء البد أن تستكمل عناصر وجودها. ج .القانون على أساس المميزات لقواعده عرف القانون بأنّه'' :مجموعة من القواعد العامة المجردة التي تنظم سلوك االفراد ُ وعالقاتهم في المجتمع والتي تكون مصحوبة بجزاء توقعه السلطة العامة عند االكتظاظ'' ،المالحظ على هذا التعريف بأنه يشمل على أهم الخصائص المميزة للقاعدة القانونية. المحاضرة اآلولى: ثانيا :خصائص القاعدة القانونية تتمثل خصائص القاعدة القانونية فيما يلي: .1القاعدة القانونية ذات سلوك اجتماعي تفيد هذه الخاصية أن القاعدة القانونية وجدت خصيصا من أجل تنظيم السلوك االجتماعي ،مما يفهم من ذلك ان القانون حتمية اجتماعية باعتبار أن القواعد االجتماعية األخرى ال تكفي لوحدها لتنظيم وضبط كيان المجتمع ،بل وأكثر من ذلك، يظهر بأن قواعد الدين واالخالق ال تكون مصحوبة بجزاء واقعي ،إنما ذات طابع دينوي. .2القاعدة القانونية تتمتع بالصفة التكميلية معناه أن القانون ال يتجه إلى مخاطبته االفراد بنصح والترغيب ألنه ليست لديه صفة تخييرية بل صفة تكليفية. .3القاعدة القانونية ذات بُعد اجتماعي يعرف بأنه نتاج تاريخ ودين وعادات وتقاليد فيتخلف من مكان ألخر ،وفي المكان يختلف من زمان ألخر. .4اعتداد قواعد القانون بالمسلك الظاهري لألفراد ال يطبق القانون أو العقاب إال بعد الشروع في الفعل عكس قواعد االخالق والدين التي تعاقب على النية السيئة هذه القاعدة العامة ،لكن رغم ذلك فالنية تأخذ بعين االعتبار عند اقترانها بتصرف مادي. األصل أن القانون ال تأخذ إال بالسلوك الظاهري ،وقد تأخذ القاعدة القانونية بالنية عندما تتر جم تلك النية إلى سلوك ظاهري والدليل على ذلك المادة 828من القانون المدني. .5القاعدة القانونية عامة ومجردة يقصد بالصفة العمومية للقاعدة القانونية وتجريدها أنها تخص واقعة محددة بعينها وال تخاطب شخص معين بذاته بل تكفي بالشروط الواجب توافرها في الواقعة التي يعينها القانون وبيان الشروط الواجب توافرها فيمن تخاطبه من األفراد مثال 125 :من القانون المدني. يظهر إذن ،أن القاعدة القانونية تنشأ مجردة منذ البداية فال توجه خطابها إلى شخص معين بذاته وال إلى واقعة بعينها وإنما تخاطب األشخاص بصفاتهم الوقائع بشروطها فالتجريد يصاحب القاعدة القانونية عند نشؤها ويؤدي ذلك حتما إلى عمومية تطبيقها. المحاضرة اآلولى: .6القاعدة القانونية قاعدة ملزمة يقصد با لطابع االلزامي للقاعدة القانونية اقترانها بجزاء مادي توقعه السلطة العامة المختصة جبرا على من يخالف مقتضاها ،ويقصد بفكرة الجزاء الضغط على إرادة الفرد وإجباره على احترام القانون أن هو لم يحترمها طواعية واختيارا وذلك لتأكيد سلطان القانون ،بحكم أنه لو تركت القاعدة القانونية دون جزاء ألفرغة من محتواها وألصبحت اختيارية لكن الخوف من الجزاء ليس سببا دائما في تطبيق القانون وإنما االحترام واالقتناع وحب النظام كل هذا قد يكون سببا في تطبيق القانون. ثالثا :الغرض من توقيع الجزاء يكون الغرض من التطبيق الفعلي للقاعدة القان ونية إما التنفيذ العيني تطبيقا لنص المادة 164من القانون المدني ،أو بالتعويض وفقا لنص المادة 176من هذا القانون. .1خصائص الجزاء القانوني هذا ويتمتع الجزاء القانوني بعدة خصائص نذكر منها: أنه جزاء مادي محسوس؛ جزاء يحدث حال حياة المخالف للقانون؛ جزاء من توقيع السلطة العامة. .2أنواع الجزاء القانوني يتنوع الجزاء القانوني تبعا الختالف القاعدة القانونية محل التعدي عليها من طرف الشخص المخاطب بها ،حيث يتمثل هذا الجزاء فيما يلي: أ .الجزاء المدني المشرع الجزائري ّ يُعتد بالجزاء المدني حال مخالفة إحدى القواعد التي نص عليها ضم ن مقتضيات القانون المدني ،حيث يتدرج الجزاء المدني على النحو االتي: التنفيذ العيني التعويض إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل حدوث المخالفة ب .الجزاء الجنائي يُعمل بالجزاء الجنائي عند االتيان بفعل مجرم في نظر وتكييف قانون العقوبات، بحيث تتمثل هذه الجزاءات العقابية فيما يلي: أشد انواعه: اإلعدام؛ المحاضرة اآلولى: عقوبات سالبة للحريات وأقصاها السجن المؤبد مثال المادة 263من قانون العقوبات؛ عقوبات مالية مثل الغرامة ومصادرة األموال مثل اختالس أموال الدولة. أنواع العقوبة في الجزاء الجنائي: العقوبات االصلية تطبيقا لنص المادة 5من قانون العقوبات حددت العقوبات االصلية المطبقة في حالة ارتكاب أفعال تحمل وصف جنايات ،الجنح والمخالفات ،ويجوز الحكم بها مستقلة دون أن تقترن بعقوبة أخرى ،حيث تتمثل فيما يلي: الجنايات: الجنح: المخالفات: العقوبة التكميلية يقصد بها عقوبات إضافية ال تطبق على المحكوم عليه إال بحكم قضائي ،كما ال يجوز الحكم بها مستقلة إال بنص قانوني ،وقد حددت هذه العقوبات التكميلية ضمن مقتضيات نص المادة 9من قانون العقوبات. ج .الجزاء االداري تتمثل هذه الجزاءات اإلدارية فيما يلي: اإللغاء في مجال القرارات اإلدارية لمخالفته للقانون؛ إنذار الموظف؛ توبيخ الموظف؛ الفصل من الوظيفة؛ توفيقه عن الوظيفة لمدة مؤقت أو بصفة دائمة لمخالفتهم للقانون اإلداري. المحاضرة الثانية:
المحور :2تقسيمات القانون
أوال :التمييز بين القانون العام والقانون الخاص
ّ .1معايير التمييز هناك اختالف فقهي يتمثل ذلك فيما يلي: أ .معيار أطراف العالقة القانونية يرى أنصار هذا الرأي أنه إذا تعلق االمر بالعالقة بالدولة أو عالقة فروعها باألفراد العاديين أو مع الدولة ذاتها نطبق مباشرة القانون العام ،أما إذا كانت العالقة بين أفراد عاديين بين أي أشخاص طبيعية نطبق القانون الخاص. تعرض هذا المعيار النتقاد من حيث أنّه ال يمكن االعتماد بصفة كلية على هذا المعيار ألن الدولة أحيانا ال تتصرف في معامالتها بصفتها السيادية بل تتصرف كشخص عادي ،عند هذه الحدود نطيق القانون الخاص. ب .معيار طبيعة القواعد القانونية يرجع حسب أنصار هذا الرأي أساس التفرقة بين القانون العام والقانون الخاص إلى طبيعة القواعد القانونية ،فإن كانت آمرة نعتبره قانون عام ،وإن كانت مكملة نعتبره قانون خاص .هذا يعني أن الخضوع التام للقواعد القانونية هو مرداف للقانون العام، وحرية االتفاق مرادفة للقانون الخاص. تعرض هذا المعيار لالنتقاد بحيث أنه ليس صحيحا على إطالقه ،ألن القانون الخاص كذلك يتضمن الكثير من القواعد االمرة والتي ال يجوز لألفراد االتفاق على مخالفتها ألنها متصلة بالنظام العام واآلداب العامة ،مثل قواعد قانون االسرة أغلبيتها آمرة وال يمكن مخالفتها. ج .معيار طبيعة المصلحة يرى أنصار هذا المعيار أن القانون الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة هو القانون العام ،أما القانون الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة الخاصة هو القانون الخاص. تعرض هذا المعيار للنقد حيث أن القانون الخاص من خالل حمايته للمصلحة الخاصة فهو يحمي المصلحة العامة للمجتمع مثال قانون االسرة ال يمكننا الفصل بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة. د .معيار صفة األشخاص أطراف العالقة القانونية المحاضرة الثانية: المالحظ على هذا المعيار بأنه تطور للمعيار األول ،إن األشخاص المخاطبة من طرف القانون إما طبيعية أو معنوية ،حيث أن األشخاص الطبيعية تمثل االفراد العاديين في المجتمع أو أشخاص معنوية عامة تتمثل في الدولة وفروعها ،أو معنوية خاصة تتمثل في الشركات والمؤسسات والجمعيات الخاصة. .2أهمية التمييز يترتب على هذا التمييز وتقسيم القانون إلى عام وخاص أهمية بالغة يمكن إبرازها على النحو االتي: في مجال االمتيازات ؛ فالقانون العام يخول للسلطة العامة وسائل عديدة وامتيازات لتحقيق الصالح العام كسلطة العقاب ،فرض الضرائب ،نزع الملكية للمنفعة العامة ... في مجال العقود؛ القانون العام يكفل للدولة كطرف في العقد امتياز توقيع جزاءات على المتعاقدين معها عند إخاللهم بشروط العقد ،كما لها حق إلغاء العقد أو تعديله مع التعويض وذلك بإرادتها المنفردة. في مجال األموال العامة؛ القانون العام يحمي األموال العامة من التصرف فيها والحجز عليها حفاظا على الصالح العام. في مجال طبيعة القواعد القانونية؛ القانون العام يحمي المصلحة العامة الن قواعده آمرة عكس القانون الخاص الذي يحمي المصالح الخاصة فأغلبية قواعده مكملة تسمح لألفراد باالتفاق على مخالفتها أو الخروج عنها. في مجال االختصاص القضائي؛ المنازعات التي تكون الدولة أو أحد فروعها طرفا فيها تخضع للقضاء اإلداري يحدده القانون العام. .3فروع القانون يتفرع القانون العام والقانون الخاص إلى عدّة فروع تتمثل على النحو اآلتي: أ .فروع القانون العام القانون العام الخارجي :قانون دولي عام القانون العام الداخلي :القانون اإلداري ،القانون الدستوري ،القانون الجنائي ... إلخ.
ب .فروع القانون الخاص
تتمثل في :القانون المدني ،القانون التجاري ،القانون البحري ،القانون الجوي ،قانون العمل ،قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،القانون الدولي الخاص (علما أنها من القوانين ذات طابع مختلط أي مزيج من القانون العام والقانون الخاص). المحاضرة الثانية: ثانيا :التمييز بين القواعد اآلمرة والمكملة تعتبر قواعد القانون كلها ملزمة ورغم ذلك تصنف بعضها إلى قواعد آمرة وقواعد مكملة: القواعد اآلمرة :هي قواعد تأمر بفعل أو تنهى عنه و ال يجوز لألفراد االتفاق على ما يخالفها لهذا تسمى قواعد آمرة إلتصالها الوثيق بكيان المجتمع وأسسه و هي ال تخص الدولة فقط ومؤسساتها وإنما كذلك تخص االفراد وتحميهم من الجرائم القتل والسرقة أو القواعد التي تأمر بإفراغ العقود في أشكال معينة ... القواعد المكملة :هي القواعد التي يجوز لألفراد االتفاق على مخالفتها ألنها ال تتصل بالمص لحة العامة للمجتمع بل تتعلق بالمصلحة الخاصة لألفراد. معايير التمييز بين القواعد االمرة والقواعد المكملة هناك معيارين للتمييز بينهما: أ .المعيار الشكلي: لمعرفة نوع القاعدة ننظر إلى صيغتها بحيث تعتبر آمرة إذا نصت على عدم جواز االتفاق على ما يخالفها او نصت على بطالن االتفاق المخالف لها ،وكذلك تعتبر مكملة إذا نصت صياغة على عبارة ''ما لم ينص االتفاق على غير ذلك'' أو عبارة ''مالم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك''. أمثلة عن بعض القواعد اآلمرة :المواد 403 ،402 ،110 ،107 ،92من القانون المدني. أمثلة عن بعض القواعد المكملة :المواد ،388 ،387 ،368 ،365 ،281 ،277 389من القانون المدني. ب .المعيار الموضوعي: يعرف كذلك بالمعيار العام أو اآلداب العامة إذ لم نجد الصيغة ،فإذا كانت القاعدة القانونية متعلقة بهما كانت قاعدة آمرة ،اما إذا لم تكن متعلقة بهما كانت هي قاعدة مكملة. المشرع الجزائري لم يُعرف فكرة النظام العام واآلداب ّ تجدر اإلشارة إلى ان العامة ،إنما ترك االمر للفقه والقضاء لصعوبة التحديد الدقيق لهذا المفهوم الذي يختلف من مكان ألخر ومن زمان ألخر ،لكن عموما يمكن تعريف النظام العام بأنّه: ''مجموعة من المصالح الجوهرية للمجتمع أو مجموعة من األسس التي تقوم عليها كيان الجماعة سواء كانت سياسية ،اجتماعية ،اقتصادية أو خلقية (وهي جزء من اآلداب العامة). المحاضرة الثانية: بينما تُعرف اآلداب العامة بأنّها'' :هي األسس الخلقية الضرورية لحفظ كيان المجتمع وهي جزء من النظام العام من بين هذه الخلقية ،إصباغ الشرعية على العالقة بين الرجل والمرأة لهذا تعتبر قواعد الزواج من القواعد اآلمرة وكل اتفاق على مخالفتها يعتبر باطل بطالنا مطلقا ألنه يخالف النظام العام واآلداب العامة''. المحاضرة الثالثة:
المحور الثالث :مصادر القانون
الموضوع :1المصدر الرسمي األصلي :التشريع أوال :مفهوم مصدر التشريع ّ .1تعريف التشريع يمكن تعريف التشريع من وجهين هما: أ .المعنى العام يقصد به أمرين: المعنى األول :عمليات قيام السلطات المختصة في الدولة بوضع قواعد مكتوبة ملزمة حسب اختصاصاتها. المعنى الثاني :هو مجموع القواعد القانونية المكتوبة والتي وضعت من طرف هذه السلطات التشريعية والتنفيذية. ب .المعنى الخاص يقصد به '' ''La Loiوهو مجموعة من القواعد القانونية التي تضعها السلطة التشريعية في الدولة في حدود اختصاصاتها المخول لها بالدستور. .2خصائص التشريع يتميز التشريع بالخصائص التالية: التشريع يتضمن قاعدة قانونية بكل خصائصها التي ذكرناها من قبل وبالتالي ال نعتبر تشريعا االمر أو القرار الفردي؛ يتضمن التشريع قاعدة مكتوبة لهذا يسمى أحيانا بالقانون المكتوب عكس العرف الذي يسمى القانون غير المكتوب ويترتب على هذا بعض النقاط التالية: استبعاد أي مجال للشك حول إثبات وجود هذا التشريع وفي تاريخ صدوره؛ تحديد نطاق سيرانها (التشريع) في الزمان في حالة إلغائها؛ تحقيق االستقرار واالمن في المعامالت التصافها بالدقة والوضوح؛ يصدر عن سلطة مختصة يحددها الدستور وهذه السلطة تختلف حسب نظام وطبيعة الحكم. .3أنواع التشريع يتفرع التشريع إلى األنواع االتية: أ .التشريع األساسي المحاضرة الثالثة: يتمثل في الدستور ويعتبر أعلى تشريع في الدولة ألنه يشمل على القواعد القانونية التي تبين نظام الحكم في الدولة ،كما يحدد السلطات العامة وصالحياتها واختصاصاتها وينظم حقوق االفراد األساسية وحرياتهم العامة ،علما أنه يجب على كل التشريعات أن تكون مطابقة وتخضع له. ب .التشريع العادي يعرف بأنّه مجموعة القواعد القانونية التي تقوم السلطة التشريعية أساسا بوضعها في حدود اختصاصاتها المبين في الدستور ،قد يصدر هذا التشريع في صورة تقنينات أو تقنين '' ''Le Codeمثل :التقنين المدني ،تقنين االسرة ،...أو يصدره في صورة تشريعات متفرقة تنظم مسائل معينة ،أي القانون الذي يمنع استراد مواد معينة ال ترقى لمستوى التقنين ،علما أن الفرق بينهما (التقنين والتشريعات) .أن التقنين أكثر استقرارا ألنه من مزاياه سهولة الرجوع إليها ،أما التشريع فهو صعب يجب البحث والتأكيد ،كما يسهل التنسيق بين أحكامها ألنها موحدة في وثيقة واحدة. يظهر أن السلطة المختصة في وضع التشريع العادي هي السلطة التشريعية مع اشراك رئيس الجمهورية في ذلك بإعطائه حق تشريع باألوامر وحق االعتراض على التشريعات تطبيقا لنص المادة 142من الدستور. ج .التشريع الفرعي .1المقصود بالتشريع الفرعي يقصد بالتشريع الفرعي اللوائح التي تختص السلطة التنفيذية بوضعها ،وهي على ثالثة أنواع: اللوائح التنفيذية :تتضمن هذه اللوائح القواعد التنفيذية –التفصيلية -التي توضح تطبيق التشريع العادي وليس لديها حرية في الخروج عن التشريع العادي. اللوائح التنظيمية :تتضمن هذه اللوائح تنظيم المرافق العامة باعتبارها األقدر على فعل ذلك ويعتبر اختصاص أصلي لها –السلطة التنفيذية -ألنها ال تتقيد بتشريع سابق ،وهي لوائح مستقلة وقائمة بذاتها. لوائح الضبط والبوليس:تضعها السلطة التنفيذية وهدفها الحفاظ على االمن العام وعلى الصحة العامة ،مثال :اللوائح التي تنظم السكينة العامة ،لوائح تنظيم المرور ،لوائح مراقبة األغذية... .2نفاذ التشريع الفرعي تعتبر السلطة التنفيذية المختصة بوضع التشريع الفرعي فهي بالتالي الهيئة المكلفة بتنفيذه، الرقابة على صحة التشريع البد من موافقة التشريع األدنى للتشريع األعلى؛ أن القاضي لديه حق رفض تطبيق التشريع األدنى المخالف للتشريع األعلى. المحاضرة الثالثة: ثانيا :مراحل وضع التشريع .1التشريع العادي يتم إتباع المراحل التالية من أجل وضع تشريع عادي: أ .مرحلة المبادرة نظمتها المادة 143من الدستور ،حيث يكون لكل من الوزير األول والنواب حق المبادرة بالقوانين ،مع المالحظة :أن الوزير األول يمثل الحكومة والنواب يمثلون السلطة التشريعية ،وعليه تكون المبادرة بالتشريع من طرف الحكومة في شكل ''مشروع تشريع'' ألنها تتضمن هيئات مختصة ،أما المبادرة التي تكون من طرف النواب فتسمى ''اقتراح تشريع'' ألن النواب عموما هم الذين ينتخبون فقط. عموما؛ مبادرة الحكومة أو النواب تكون مقدمة للمكتب المجلس الشعبي الوطني، تطبيقا للمادة 2/143من الدستور. ب .مرحلة فحص المشروع تتم هذه ا لعملية من طرف لجان متخصصة في البرلمان مثال :مجال الضرائب تعطى إلى لجنة متخصصة في هذا الموضوع (المالي) فتقوم بفحصها ودراستها ثم تعرض النتيجة على نواب البرلمان من أجل المصادقة. ج .مرحلة مصادقة البرلمان ّأوال تكون المصادقة من طرف المجلس الشعبي الوطني والذي يشترط فيه قانونا ً أن تتم المصادقة باألغلبية المطلقة (النصف 1+فأكثر) ،ثم بعد تصويت الغرفة االولى ،تتم المصادقة من طرف مجلس األمة الذي يجب أن يصوت بأغلبية ¾ ثالثة أرباع من أصوات البرلمان ،مع المالحظ أن مجلس االمة ال يناقش إال المشاريع التي يصادق عليها المجلس الشعبي الوطني. مالحظة :في حالة حدوث خالف بين المجلسين بشأن المصادقة ،بأن بدا رفض من مجلس األمة للمشروع الذي صادق عليها المجلس الشعبي الوطني؟ ،عند هذه الحدود يتم تطبيق نص المادة 7/6/5/145من الدستور ،والتي يفهم منها أنه فيحالةحدوثخالفبينالغرفتين،يطلبالوزيراألوألورئيسالحكومة،حسبالحالة، اجتماعلجنةمتساويةاألعضاءتتكونمنأعضاءمنكلتاالغرفتين،فيأجألقصاهخمسةعشر () 15يوما،القتراحنصيتعلقباألحكاممحاللخالف،وتنهياللجنةنقاشاتهافيأجألقصاهخمشة يوما، ()15 عشر صعلىالغرفتينللمصادقةعليه،واليمكنإدخاأليّتعديلعليهإالّبموافقةالحكو تعرضالحكومةهذاالنّ ّ مة .و فيحالةاستمرارالخالفبينالغرفتين،يمكنالحكومةأنتطلبمنالمجلسالشعبيالوطنيالفصل المحاضرة الثالثة: أعدته الذي بالنص الوطني نهائيا،وفيهذهالحالة،يأخذالمجلسالشعبي اللجنةالمتساويةاألعضاءأو،إذاتعذرذلك،بالنصاألخيرالذيصوتعليه ّ مالحظة :يصادق البرلمان على قانون المالية في مدة أقصاها 75يوم في تاريخ إيداعه في حالة عدم المصادقة عليه في اآلجال المحددة بـــ 75يوم ،يصدر رئيس الجمهورية مشروع الحكومة بأمر ،تطبيقا لنص المادة 146من الدستور. كما يكون لرئيس الجمهورية حق إصدار األوامر وفقا لنص المادة 142من الدستور. د .مرحلة إصدار التشريع وفقا لنص المادة 147من الدستور يقوم رئيس الجمهورية بإصدار التشريع أي بإمضائه عليه وبعدها يمر لنشره في الجريدة الرسمية ،أما إذا سكت عليه وانقضت المدة 30يوم يعتبر قبول ضمني عليه. من حق رئيس الجمهورية أن يعترض على إصدار قانون معين بطلب قراءة ثانية له ،وذلك في غضون 30يوم وفقا لنص المادة 149من الدستور. ر .مرحلة نشر التشريع حيث ال يتم نفاذ التشريع إال بعد نشره في الجريدة الرسمية ومرور يوم كامل على نشره في العاصمة وما جاورها وفي الدوائر البعيدة (حتى تصل إليها الجريدة الرسمية ويمر عليها يوم كامل على وصوله) وهذا ما جاء في المادة 4من القانون المدني. النشر يفيد في تطبيق مبدأ ''ال يعذر بجهل القانون''. .2التشريع العضوي يصدر وفق المراحل التي يمر بها التشريع العادي غير أنه يختلف عنه في نقطة أساسية ضرورة عرضه على المجلس الدستوري تطبيقا لنص المادة 140الفقرة األخيرة من الدستور ألنه يتعلق بالمحاور والمواضيع األساسية التي ينظمها الدستور لنظر في مدى دستورية تلك القوانين (إذا كانت موافقة للدستور أم ال) ،من بين هذه المجاالت المخصصة للقوانين ا لعضوية مثال :قانون االنتخابات ،قانون األحزاب السياسية ،قانون المالية ،قانون خاص باألمن الوطني ،قانون األساسي للقضاء، باإلضافة إلى مجاالت أخرى. نظرا ألهمية هذه التشريعات العضوية فإنها يجب أن التعرض على المجلس الدستوري قبل إصدارها من طرف رئيس الجمهورية .علما أن السلطة المختصة في إخطار المجلس الدستوري ،متمثلة في رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس الشعبي الوطني أو رئيس مجلس األمة وهذا من أجل النظر في دستورية التشريع العضوي. المحاضرة الثالثة: المشرع الجزائري لم يحدّد الفترة الزمنية على السلطة ّ مالحظة :يالحظ بأن المشرع ّ التنفيذية أال تتعداها بخصوص مسألة النشر في الجريدة الرسمية ،بعكس المصري –على سبيل المثال -حدّد مدة أسبوعين لنشر التشريع بعد إصداره من طرف للمشرع ّ رئيس الجمهورية المصرية ،لكن استثناء لهذه القاعدة العامة فإنه يمكن الجزائري وبدواعي المصلحة العامة أن يقرر نفاذ التشريع بأثر رجعي أو بعد مدة زمنية أثر رجعي مثال :القانون المدني صدر سنة 1975ونشر في الجريدة الرسمية المشرع الجزائري أن سريان المفعول القانون يكون ابتداء ّ بتاريخ 1975/09/30وقرر من .1975/07/05 كما قد يتأخر نفاذ القانون إذا تعلق االمر بصدور مرسوم تطبيقي له. المحاضرة الرابعة: الموضوع :2المصادر الرسمية االحتياطية أوال :المصدر الرسمي االحتياطي األول :الشريعة اإلسالمية ّ .1مضمون الشريعة اإلسالمية تتضمن الشريعة اإلسالمية كل ما شرعه هللا عز وجل لعباده من أحكام وقواعد على لسان رسوله الكريم صلى هللا عليه وسلم بالقرأن الكريم أو سنته إما قوال أو فعال أو تقريرا. .2نتائج االعتماد على الشريعة اإلسالمية كمصدر للقانون يترتب على االخذ بالشريعة اإلسالمية كمصدر رسمي احتياطي لقواعد القانون، أهم النتائج اآلتية: ال يمكن للقاضي الرجوع إليها إال في حالة عدم وجود نص تشريعي؛ ال يمكن للقاضي الرجوع إلى مصادر أخرى إال إذا لم يوجد نصا في الشريعة اإلسالمية؛ المشرع الجزائري لدور ّ من إيجابيات مبادئ الشريعة اإلسالمية عدم تقييد القاضي بمذهب معين؛ ال يجب على القاضي أن يأخذ بمبادئ الشريعة اإلسالمية التي تتعارض مع المبادئ العامة األساسية التي يقوم عليها التشريع مثل :الربا. ثانيا :المصدر الرسمي االحتياطي الثاني :العرف .1مضمون العرف يمثل العرف أقدم مصادر القانون ،لكن مع تطور المجتمعات وسرعة المعامالت أصبح ال يفي بالغرض وال يستوعب كل ما هو مطروح في الواقع العملي .هذا ويقصد بالعرف بأنه'' :تكرار سلوك معين في مسألة محددة بطريقة معينة مع االعتقاد بإلزامية ذلك السلوك'' ،يمكن االستخالص من هذا التعريف بأن للعرف ركنين يقوم عليهما ،وبغياب أحدهما يصبح من غير إلزامية للمجتمع. يحتل العرف بالنسبة للتشريع ،حيث يكون أحيانا في نفس المرتبة إذا كان مساعدا للتشريع ويكون أسبق من التشريع في حالة القاعدة القانونية المكملة. .2أركان الواجب توافرها في العرف لالعتداد به كمصدر للقانون أ .الركن المادي يقصد بالركن المادي القيام بتكرار سلوك الناس في مسألة محددة بطريقة معينة، وهذا الركن البد من توافره على شروط معينة متمثلة على النحو االتي: المحاضرة الرابعة: أن تتكرر العادة بطريقة عامة :بمعنى أن تكون منتهجة من قبل عامة الناس، وليس بالضرورة كل أفراد المجتمع أي تخص فقط طائفة معينة ،وال يقصد بالعمومية ضرورة إتباعها واإلعمال بها من قِبل كافة أفراد المجتمع ،بل يكفي اتباع ذلك التصرف في جهة معينة أو بين أفراد فئة مهنية معينة كالعرف التجاري ،العرف الطبي...؛ أن تكون هذه العادة قديمة :بمعنى عادة مضى على ظهورها فترة زمنية كافية الستقرارها ،حيث تخضع هذه المدة للسلطة التقديرية للقاضي؛ أن تكون هذه العادة مطردة :أي أنها تبعت بطريقة مستمرة دون انقطاع من طرف أغلبية المجتمع ،حيث تكون العبرة بالمسلك العام ال بالمسلك الخاص؛ أال تكون هذه العادة مخالفة مع فكرة النظام العام واآلداب العامة:يفهم من ذلك أن العرف ينبع من ضمير المجتمع من عاداته وتقاليده. ب .الركن المعنوي يقصد به اعتقاد الناس بأن هذا السلوك ملزم لهم فإذا توفر االثنان يصبح العرف قاعدة قانونية ملزمة .وهناك من يعتبر أن هناك للعرف قواعد آمرة وقواعد مكملة: مثال عن القواعد االمرة :إذا نص التشريع في قاعدة قانونية على تطبيق العرف إن وجد؛ مثال عن القواعد المكملة :القاعدة التي تقضي أن أثاث المنزل في األسرة ملكا للزوجة إال إذا تم االتفاق على مخالفتها. ثالثا :المصدر الرسمي االحتياطي الثالث :مبادئ القانون الطبيعي
الموضوع :3المصادر التفسيرية
أوال :الفقه ّ كان الفقه في القانون الروماني في القرن الماضي مصدر رسمي ،أما األن هو عبارة عن أراء الفقهاء وله دور في الشريعة اإلسالمية في وضع أحكامها ،كما أن القاضي يستأنس بالفقه لتفسير القواعد القانونية فهو غير ملزم بذلك. المحاضرة الرابعة: ثانيا :القضاء قد يطلق عليها أنه ذلك المرفق الذي يقوم باألعمال التي تحقق العدالة ،كما يُقصد أيضا عملية الحكم والنظر في القضايا بين االفراد ،كما يقصد به مجموع المبادئ القانونية المستخلصة من استقرار أحكام المحاكم على اتباعها والحكم بها. المحاضرة الخامسة:
المحور الرابع :نطاق القانون
الموضوع :1نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث االشخاص أوال :مضمون تطبيق القاعدة القانونية ّ يستند في تطبيق القانون من حيث االشخاصعلى مبدأ ''عدم جواز االعتذار بجهل القانون'' ،الذي يفيد أن تطبيق القانون يسري على كافة المخاطبين بهم سواء علموا به من عدمه ،ألن المفترض هو أن الجميع علموا بالقانون بعد نشره في الجريدة الرسمية بعد مرور يوم كامل على نشره تطبيقا لنص المادة 4من القانون المدني ،عكس المش ّرع المصري الذي حدد مدة شهر كامل بعد إصداره من طرف الرئيس. ثانيا :نطاق مبدأ عدم جواز جهل القانون .1مضمون نطاق المبدأ يسري أثر هذا المبدأ على جميع القواعد القانونية مهما كان مصدرها ،بحيث ال يجوز االعتذار بجهل القانون سواء كان النص تشريعيا ،أو عرفيا ... غير أ نه ثار خالف بين الفقهاء حول سريان هذا المبدأ على القواعد اآلمرة والقواعد المكملة ،بين قائل بأن هذا المبدأ يُعنى تطبيقه على القواعد اآلمرة فقط ،وبين قائل بوجوب سريانه على كال القواعد (وهو الرأي الراجح) استنادا إلى الحجج التالية: أن كل من القواعد اآلمرة والمكملة ملزمة من حيث المضمون وتستوي كذلك من حيث االلزام بالعلم بهذا المضمون؛ تؤدي إلى إباحة االعتذار بجهل القواعد المكملة إلى تضييق من مجال تطبيقها ألنه يفتح المجال لالدعاء بجهلها من طرف من له مصلحة بذلك؛ يؤدي هذا االدعاء في حالة عدم االتفاق على خالف القاعدة المكملة إلى نتيجة غير مقبولة بحيث يجد القاضي نفسه أمام فراغ قانوني ،وهذا الفراغ هو الذي وجدت القاعدة المكملة من أجل تكملته. .2األساس الذي تستند عليه هذا المبدأ يستند على أساس مفاده ضرورة فرض سلطان القانون على الجميع لتحقيق العدل وإقرار النظام العام ،ألنه ال يمكن وقف تطبيق القانون على الظروف الخاصة بكل شخص. .3االستثناءات الواردة على مبدأ عدم جواز االعتذار بجهل القانون أ .أثر الغلط في القانون في مجال العقود:يعتبر بعض الفقهاء أن القانون أعطى للمتعاقد فرصة إبطال العقد إذا وقع في الغلط في القانون ،وهذا ما يعتبر خروجا المحاضرة الخامسة: عن مبدأ ''عدم جواز االعتذار بجهل القانون'' ،تطبيقا لنص المادة 81من القانون المدني. تعرض هذا االستثناء لالنتقادات ،حيث يرى جانب من الفقه عدم تسليم به ألن إبطال العقد لغلط في القانون ليس فيه خروج على مبدأ ''عدم جواز االعتذار بجهله'' ،بل هو وسيلة لتدعيم هذا المبدأ فالذي يريد إبطال العقد لغلط في القانون ال يريد استبعاد القاعدة القانونية بل يريد تطبيقها. يالحظ كذلك أن الهدف من مبدأ ''عدم جواز االعتذار بجهل القانون'' هو تطبيق القانون ألن الذي يعتذر بجهل القانون هدفه استبعاد تطبيق القانون ،أما الذي يريد تصحيح الغلط الذي وقع فيه فهو يريد تطبيق القانون وليس استبعاده. ب .الجهل بتشريع غير جنائي يتوفق عليه تقرير المسؤولية الجنائية:إن الجهل بأحكام تقنين العقوبات ال يؤدي إلى االعفاء من المسؤولية الجنائية ،أما الجهل بإحدى قواعد القوانين األخرى كالتقنين المدني يؤدي إلى نفي القصد الجنائي ورفع المسؤولية الجنائية عن الفاعل ألنه كان يظن أنه قام بفعل مشروع. حسب هذا الرأي فإن مبدأ ''عدم جواز االعتذار بجهل القانون'' ال يمتد تطبيقه إلى جهل بالتشريعات غير الجنائية ،ألن الجهل بها يعتبر عذرا يمنع من العقاب لالنتفاء القصد ،كمثل :المادة 223من قانون العقوبات اللبناني. أخذ المشرع الفرنسي كذلك بهذا االستثناء حسب حكم الفقهاء الفرنسين ببراءة العامل من تهمة السرقة ،ألنه استول على كنز بأكمله عثر عليه في أرض مملوكة للغير وهو يجهل قواعد التقنين المدني التي تخصص له نصف الكنز وللمالك نصف االخر. تعرض هذا االستثناء لالنتقادات ،بحيث أن هذا االستثناء ال يعد خروجا عن المبدأ األصلي العتبارين هما: الحكم ببراءة المتهم ال تعني عدم تطبيق القاعدة التي يجهلها ألنه في المثال السابق نطبق القاعدة ألن ملكية الكنز ستكون مناصفة؛ إعفاء الشخص من المسؤولية الجنائية أساس ليس الجهل بالقاعدة القاعدية وإنما أساسه انتفاء القصد الجنائي والذي يعتبر ركن من أركان الجريمة ،وهذا الركن لم يتوفر ألن المتهم كان يجهل تلك القسمة. الهدف من ''اعتذار بجهل القانون'' هو عدم تطبيق القانون. ج .جهل األجنبي بأحكام تقنين العقوبات الدولة التي نزل بها منذ مدة وجيزة مثل :قانون العقوبات العراقية السابق قبل الثمانينات التي نصت المادة 37منه على أنّه'' :للمحكمة أن تعفي من عقاب األجنبي الذي يرتكب الجريمة لمدة أسبوع ،''...وقانون العقوبات اللبنانية لمدة ثالثة ( )3أيام. المحاضرة الخامسة: بحيث أن االعفاء من العقوبة يجب: أن يكون الفعل الذي قام به ال يعقاب به ببلده؛ المحددة. المدة يتجاوز أن يكون الفعل الذي قام به ال المحاضرة السادسة:
الموضوع :2نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث المكان
يستند في تطبيق القانون من حيث المكانعلى مبدأ ''عدم إقليمية القوانين'' ،الذي يفيد تطبيق قوانين الدولة على جميع األشخاص المقيمين في الدولة المتواجدين فيها. أوال :مبدأ إقليمية القوانين ّ .1مضمون نطاق المبدأ يقصد بمبدأ ''إقليمية القوانين'' سريان القاعدة القانونية على كل ما يقع داخل إقليم الدولة وعلى األشخاص المتواجدين في هذا اإلقليم ،بغض النظر عما كانوا مواطنين أم أجانب ،حيث يترتب على ذلك األثار التالية: أن قانون أي بلد يطبق على كل األشخاص المتواجدين على إقليم تلك الدولة بغض النظر عن جنسياتهم؛ أن هذا القانون ال يمتد تطبيقه خارج اإلقليم ،حتى وإن تعلق االمر بالمواطنين المتواجدين في الخارج ألنهم سوف يخضعون لقانون ذلك البلد األجنبي. .2األساس الذي يستند عليه هذا المبدأ يستند هذا المبدأ على فكرة سيادة الدولة على إقليمها وهذا يترتب عليه عدم تطبيق قانون دولة أخرى على هذا اإلقليم. ثانيا :مبدأ شخصية القوانين .1مضمون المبدأ يقصد بمبدأ ''شخصية القوانين'' سريان القاعدة القانونية على جميع االفراد المنتمين لهذه الدولة سواء وجدو ا بداخل أو الخارج ،وعدم سريان هذا القانون على األجانب حتى وإن وجدوا على إقليم هذه الدولة. .2أساس المبدأ يقوم هذا المبدأ على أساس سيادة الدولة على رعاياها أينما وجدوا (هذا الركن يمثل الشعب) ،بحيث إذا لم تستطيع الدولة ممارسة سيادتها على الشعب أو إقليم تعتبر سيادة ناقصة. المالحظ بأنّه ،قد يحدث خلّل إذا كنا بصدد جنسيتين ،فقد يحدث خالف عندما نطبق قانون دولة أجنبية تأخذ بمبدأ شخصية القوانين ،ودولة أخرى تأخذ بمبدأ إقليمية القوانين ،في هذه الحالة يطرح تساؤل :هل نطبق القانون األجنبي على أساس مبدأ شخصية القوانين أو نطبق مبدأ إقليمية القوانين؟ ،وهذا ما أدى بالدول باألخذ المحاضرة السادسة: بالمبدأين ،ولكن تأخذ أساسا بمبدأ إقليمية القوانين واستثناء بمبدأ شخصية القوانين (في الجزائر مثال) ،والدليل على ذلك المادة 1/4من القانون المدني التي تفيد أن الدولة الجزائرية تطبق مبدأ إقليمية القوانين ،باإلضافة للمادة 3من قانون العقوبات. .3االستثناءات الواردة على هذا المبدأ ترد على إعمال هذا المبدأ استثناءات يتم ذكرها على النحو اآلتي القواعد المنظمة ألحوال األجانب في الجزائرتطبق على أساس شخصية القوانين وليس على أساس إقليمية القوانين مثال :في مجال الحقوق والحريات العامة المنصوص عليها في الدستور. كذلك يطبق القاضي بعض القواعد األجنبية طبقا لما تمليه قواعد االسناد ،ألن القاضي البد له من قواعد وطنية تحيله لتطبيق القانون األجنبي ،باعتبار أن القاضي ال المشرع الجزائري قواعد االسناد ّ يلجأ لتطبيق القانون األجنبي من تلقاء نفسه .وقد حدد في القانون المدني من المواد 9 :إلى 25منه. المشرع الجزائري أجاز لألجنبي تطبيق قانونه الخاص وبالتاليّ يشار إلى أن الخروج عن مبدأ ''إقليمية القوانين'' وتطبيق مبدأ ''شخصية القوانين'' بشرط عدم مخالفته لفكرة النظام العام واآلداب العامة تطبيقا لنص المادة 24من القانون المدني. االستثناء الوارد على مبدأ ''إقليمية القوانين'' في قانون العقوبات ،قد يكون تطبيقا شخصيا له أو عينيا: أ .التطبيق الشخصي :يعني سريان أحكامه على كل من يحمل جنسية الدولة التي ارتكب جريمته خارج إقليمها ،بمعنى أن قانون العقوبات الجزائري الذي ارتكب جريمة خارج إقليم ال جزائر فإنه يعاقب أثناء عودته (على أساس مبدأ ''إقليمية القوانين'') إلى الجزائر وفقا لنص المادة 2/3من قانون العقوبات. ب .التطبيق العيني :يقصد بالتطبيق العيني لقانون العقوبات سريان أحكامه على كل من يرتكب في الخارج جريمة تمس بأمن الدولة الجزائرية عن طريق تزوير ع ملتها أو أوراقها الرسمية بغض النظر عن جنسية مرتكب الجريمة ،في هذه الحالة يعاقب الشخص ضمن اختصاص المحاكم الجزائية الجزائرية ،ألنه يمس بكيان الدولة الجزائرية ،وهذا التطبيق على أساس الفعل المرتكب تطبيقا لنص المادة 2/3من قانون العقوبات. كما يطبق قانون العقوبا ت على الجرائم المرتكبة في الخارج ،إذا كانت تدخل في اختصاص المحاكم الجزائية في الجزائر ،وإذا تم تطبيق قانون العقوبات إنما يطبق تطبيقا شخصيا ،وهذا باعتبار ان هذا الشخص لديه جنسية جزائرية. المحاضرة السابعة:
الموضوع :3نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث الزمان
تسري القاعدة القانونية من يوم إصدارها إلى غاية تاريخ إلغائه بقانون جديد، غير أنه يصعب كثيرا وضع الحدّ الفاصل بين نطاق تطبيق القاعدة القانونية الملغاة وتطبيق القاعدة القانونية الجديدة ،أي يكون إشكال في استمرارية المراكز القانونية لألشخاص. إلغاء القاعدة القانونية السلطة التي تملك اإللغاء هي السلطة التي أنشئت ذلك القانون أو سلطة أعلى منها، بمعنى أخر ال يتم إلغاء القانون إال عن طريق قاعدة أخرى مساوية لها أو أعلى منها وهذا طبقا لمبدأ ''تدرج القوانين''. بالنسبة للقاعدة التشريعية يتم إلغاء التشريع األساسي بتشريع أساسي أخر ،أما التشريع العادي أو التشريع العضوي يتم إلغاؤه عن طريق تشريع عادي أو عضوي أو تشريع أساسي ،ويتم إلغاء التشريع الفرعي بواسطة تشريع أساسي أو عادي أو عضوي أو تشريع فرعي أخر. المالحظ أن العرف ال يلغ ي قاعدة تشريعية ألنه أدنى درجة منها ،بالنسبة للقواعد غير تشريعية فإذا كان القاضي يعمل بقاعدة دينية أو عرفية في حالة الفراغ التشريعي، فإن ذلك يلغي بإصدار قاعدة تشريعية تحل محلها (الدينية أو العرفية) ،أي العرف يلغى باستبدال عرف جديد (ويجب له مدة طويلة ذلك أن له ركنين مادي ومعنوي). صور اإللغاء يتم اإللغاء إما صراحة او ضمنيا: اإللغاء الصريح يتم النص صراحة على إلغاء قانون قديم مثال :المادة 468من قانون العقوبات الصادر بموجب األمر رقم 156-66في 8يونيو 1966والتي تنص على أنّه'' :تلغى جميع االحكام المخالفة لهذا االمر''. حيث أن اإللغاء الصريح يتم بتوقيت سريان النص التشريع الجديد لمدة معينة فيعتبر النص ملغى بمرور تلك المدة المحددة ،ويطلق على هذا التشريع بالتشريع المؤقت مثال :يصدر المشرع قانون ينص على أنّه يسري لمدة سنتين (.)02 اإللغاء الضمني تطبيقا لنص المادة 2من القانون المدني يتم اإللغاء الضمني بأسلوبين هما: المحاضرة السابعة: أ .التعارض بين قاعدة جديدة وقاعدة قديمة اإللغاء يكون بالقدر الذي يرفع أو يزيل التعارض او التنافر بين القاعدتين ،وقد يكون جزئيا أو كليا وبقدر التعارض يكون اإللغاء. إذا تعارضت القاعدتين كليا يكون اإللغاء تاما ،أي البد أن يكون اإللغاء بين القواعد المماثلة من حيث العمومية والخصوصية ،فالحكم العام الجديد يلغي الحكم العام القديم ،والحكم الخاص الجديد يلغي الحكم الخاص القديم. يشار في هذا الصدّد ،إلى أن التماثل من حيث العمومية والخصوصية معناه أن القاعدة القديمة تكون عامة والجديدة عامة ،وقاعدة قديمة خاصة والجديدة خاصة ،فإذا كانت القاعدتين متماثلتين من حيث العمومية ،فإن اإللغاء يكون تاما –عامة عامة؛ خاصة خاصة. أما إذا كان التعارض بين حكم جديد خاص وحكم قديم خاص أو العكس فيبقى الحكم العام هو األصل والخاص هو االستثناء ،مثال :الميراث والوصية وفقا للقانون المشرع يصدر ّ الجزائري تخضع كحكم عام قديم ألحكام الشريعة اإلسالمية ،غير أن تشريع استثنائي أن األجانب يخضعون في مسائل الميراث والوصية لقانونهم الخاص كحكم خاص استثنائي. ب .تنظيم نفس الموضوع من جديد المشرع الجزائري موضوعا سبق وأن نظمه من قِبل يلغي النص ّ معناه إذا ن ّ ظم القديم ضمنيا إلغاء كليا حتى وإن لم تتعارض بعض قواعده مع القواعد الجديدة ألن المشرع إلى إلغاء التنظيم السابق، ّ إعادة التنظيم الموضوع من جديد يعني اتجاه نية مثال :تنظيم قانون المحاماة. تنازع التشريعات من حيث الزمان لحسم مسألة التنازع بين التشريعات من حيث الزمان البد من إعمال وتطبيق مبدأين أساسيين هما: أوال :مبدأ عدم رجعية القوانين ّ .1مضمون المبدأ يقصد بهذا المبدأ عدم سريان أحكام القانون الجديد على الماضي سواء بالنسبة للوقائع التي حدثت أو المراكز القانونية التي تكون قد تكونة في ظل القانون القديم أو بالنسبة لآلثار التي ترتبت على تلك الوقائع مثال المادة 2من القانون المدني يسري على ما يحدث في المستقبل فقط دون أثر رجعي. .2أساس المبدأ المحاضرة السابعة: يستند أساس هذا المبدأ على اعتبار أخالقي وهو ضرورة تحقيق العدل بين المواطنين ،حيث ليس من المنطقي مطالبة أشخاص بتطبيق قانون صدر بعد حصولهم على بعض المراكز القانونية ،واعتبار عملي يتمثل في استقرار العالقات القانونية، واعتبار منطقي حيث ليس من المنطق تكليف إنسان إال بالنسبة للمستقبل. .3مجال تطبيق المبدأ تطبيقا لنص المادة 2من القانون المدني التي تنص على أنّه'' :ال يسري القانون إال على ما يقع في المستقبل وال يكون له أثر رجعي'' ،وفي المجال الجنائي تنص المادة 43من الدستور على أنّه'' :ال إدانة إال بمقتضى قانون صادر قبل ارتكاب الفعل المجرم'' ،بمعنى ال يمكن أن ندين شخص أو نعاقبه قبل صدور قانون يدينه ،وتضيف المادة 1من قانون العقوبات أنّه'' :ال جريمة و ال عقوبة أو تدابير أمن بغير قانون''. يظهر أن هذه المادة أساسية في تطبيق مبدأ عدم رجعية القوانين ،إذا كان في المجال المدني حتى يشير إلى قانون رجعي عكس القانون الجنائي فإن المشرع ال يمكن أن يشير إلى قانون رجعي ،بمعنى أن هذا المبدأ يقيد المشرع في المجال الجنائي ،بحيث ال يمكن أن يصدر قانون فيه عقوبة وأن يطبقه بأثر رجعي. .4االستثناءات الواردة على المبدأ تتمثل االستثناءات الواردة على تطبيق هذا المبدأ فيما يلي: النص صراحة على رجعية القوانين ،ألن مبدأ عدم رجعية القوانين ال يقيد المشرع إال في المجال الجنائي والمالي ما عدا ذلك يستطيع أن ينص على رجعية تشريع معين؛ التشريعات التفسيرية تصدر من السلطة التشريعية لرفع اللبس والغموض على بعض النصوص السابقة فيكون لها أثر على الماضي ألنها جاءت لتفسير وشرح النص القديم دون أن تأتي بأحكام جديدة؛ القانون الجنائي االصلح للمتهم عند إلغاء التجريم نطبق القانون الجديد وفي جميع مراحل الدعوى العمومية ويمحو أثر الحكم ويفرج على المتهم. ثانيا :مبدأ األثر المباشر والفوري للقانون الجديد .1مضمون المبدأ يقتضي مضمونه امتداد سلطان القانون الجديد إلى كل ما يحدث من وقائع و ما يتكون من مراكز قانونية في ظله. .2أساس المبدأ يؤدي تطبيقه إلى منع ظاهرة ازدواج القانون الذي يحكم المراكز القانونية المتماثلة (معناه بتطبيق األثر الفوري يسمح بتطبيق القانون الجديد بعد صدوره ونفاذه ،أي يوقف المحاضرة السابعة: العمل بالقانون القديم والعمل بالقانون الجديد ،وعليه فإن األساس الذي يستند عليه هذا المبدأ هو أن إصدار تشريع جديد مكان تشريع قديم دليل على المصلحة المستهدفة من تطبيق هذا القانون الجديد. .3االستثناءات الواردة على المبدأ تتمثل هذه االستثناءات فيما يلي: هو استمرار سريان القانون القديم في مجال العقود ،أي المراكز القانونية التي تكونة بموجب عقود أبرمت في ظل القانون القديم وظلت قائمة منتجة ألثارها بعد نفاذ القانون الجديد ،و هذا ما يعرف باألثر المستمر للقانون القديم. أ .الحلول التشريعية لبعض مسائل تنازع التشريعات من حيث الزمان تطبيقا لمبدأين في مجال االهلية :التنازع الزماني المتعلق باألهلية (بلوغ سن الرشد) ،بالنسبة لألهلية هناك عنصرين: أهلية الشخص:نطبق مبدأ األثر المباشر للتشريع الجديد ،وبالتالي أي شخص لم يبلغ هذا السن يصبح ناقص االهلية حتى لو كان راشدا في ظل التشريع القديم. بالنسبة للتصرفات الشخص:نطبق مبدأ رجعية القوانين (أن أي تصرف وقع في ظل قانون قديم يسمح بذلك) وهذا ما نجده في المادة 2/6من القانون المدني، وبالتالي فإن تصرفات التي أبرمها وهي صحيحة تبقى صحيحة وعلى عكس ذلك فإن التصرفات التي أبرمها في ظل التشريع القديم شخص كان ناقص االهلية في حكمه تظل تلك التصرفات قابلة لإلبطال بمقتضى مبدأ عدم رجعية القوانين ال يصحح تشريع الجديد تصرفا كان باطال في التشريع القديم ،مثال: القانون القديم سن الرشد 21وشخص كان يبلغ 19سنة هذا الشخص تصرف تصرفا قابل لإلبطال أي ليس صحيح ،ثم جاء قانون نص على أن سن الرشد هو 19سنة هنا نطبق األثر المباشر للقانون الجديد وهنا يصبح راشدا ،أما بالنسبة للتصرف يطبق على مبدأ عدم رجعية القوانين ألنه عندما أبرم هذا العقد كان ناقص االهلية وهذا التصرف يبقى قابل لإلبطال إال أجازه الوالي أو هو عندما يبلغ سن الرشد ولكن يبقى قابل لإلبطال. أما بالنسبة للتصرفات نطبق مبدأ عدم رجعية القوانين ،التصرف باطل بطالن مطلق ال يجيزه عندما يكبر (بلوغ سن الرشد) في حين التصرفات األخرى يمكن أن يجيزها.