You are on page 1of 26

‫المحاضرة اآلولى‪:‬‬

‫محاور مادة المدخل للعلوم القانونية‬


‫سداسي األول ليسانس حقوق‬
‫عبر المنصة التعليمية‬
‫‪https://licence-droitufcdz‬‬

‫المحور ‪ :1‬ماهية النظريّة العامة للقانون‬


‫أوال‪ :‬مفهوم القانون‬
‫ّ‬
‫يظهر أن األصل اللغوي لكلمة القانون ال يعود إلى اللغة العربية بل يعود إلى‬
‫اللغة اليونانية وأنه مأخوذ من كلمة ''‪ ''Kanon‬وأن هذه الكلمة انتقلت من اللغة‬
‫اليونانية إلى اللغة الفرنسية لداللة على المراسيم الكنيسية‪ ،‬بحيث يطلق عليها حاليا في‬
‫فرنسا اصطالح ''‪ ''le droit kanonique‬أي القانون الكنسي‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك‪ ،‬أ ّن هناك من أرجع كلمة القانون للفارسية وأيضا العبرية‬
‫''اليهود'' وهناك رأ ي أخر قال أن أصل الكلمة عربي مادة وشكال واستندوا في ذلك إلى‬
‫أن أصل لفظ قانون هو فعل ّ‬
‫قن ومعناه لغة تتبع أخبار الشيء لالمعان في معرفته‪ ،‬ومن‬
‫حيث صيغته فهي عربية على وزن فاعول وتقال للداللة على الكمال وبذل الجهد‪.‬‬
‫التعريف اللغوي للقانون‬ ‫‪.1‬‬
‫يقصد بالقانون لغة‪'' :‬ال عالقة الثابتة المضطردة (عالقات سببية متتالية) بين‬
‫ظواهر الكون ونواميس الطبيعة التي تحتم حدوث أمر معين كلما توافرت ظروف‬
‫خاصة‪ ،‬لهذا يقال قانون الجاذبية في علم الطبيعة ويقال العرض والطلب في علم‬
‫االقتصاد‪ ،‬وانطالقا من هذه المعاني فلكل شيء قانون الذي يحكمه‪ ،‬فقانون الحق وقانون‬
‫العدالة هو الحكم بين الناس بالعدل ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ .2‬التعريف االصطالحي للقانون‬
‫يتخذ القانون من حيث المعنى اصطالحين هما‪:‬‬
‫أ‪ .‬المعنى العام‬
‫يقصد به‪ '' :‬كل القواعد التي تحكم سلوك االفراد على نحو ملزم بغض النظر عن‬
‫نوع القاعدة القانونية وعن مصدرها‪ ،‬فهو مجموعة القواعد القانونية السارية في بلد ما‬
‫المحاضرة اآلولى‪:‬‬
‫في زمن معين وهذا هو المقصود بالقانون الوضعي أي إيجابي ويحمل عنصر االلزام‬
‫والجبر وهذا مغاير لما يطلق عموما على معنى القانون الوضعي الذي يقصد به القانون‬
‫الموضوع من طرف البشر عكس القانون السماوي الذي وضع من طرف االله‪،‬‬
‫والقا نون بمفهوم العام هو المقصود بهذه الدراسة فهو القوانين التي تصدرها الدولة‬
‫سوا ًء بإصدارها أو بقبولها''‪.‬‬
‫ب‪ .‬المعنى الخاص‬
‫يقصد بالقانون وفقا لمعناه الخاص بأنّه‪'' :‬مجموعة من القواعد القانونية الصادرة‬
‫عن السلطة التشريعية وهو يقابل لفظ ''‪''la loi‬باللغة الفرنسية‪ ،‬أي أن المقصود هنا هو‬
‫والمشرع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫التشريع فاألصح إذن أال نطلق عبارة قانون في هذا المجال‬
‫يستعمل كلمة قانون في مجال التشريع وفي مجال التقنين ويعتبر االوسع منهما‬
‫(القانون)‪.‬‬
‫‪ .3‬التعريف الفقهي‬
‫يعرف القانون عدة تعريفات مبينة على النحو االتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬القانون على أساس الغاية‬
‫يعرف القانون على أنّه‪'' :‬مجموعة من القواعد الملزمة التي تنظم العالقات بين‬
‫األشخاص في المجتمع تنظيما عادال يكفل الحريات ويحقق الخير العام''‪ ،‬تعرض هذا‬
‫التعريف لالنتقادات موجهة على وجه الخصوص لفكرة الخير العام باعتبارها ليست‬
‫فكرة ثابتة إنما تختلف من مجتمع ألخر –أي فكرة نسبية‪ ،-‬وبالتالي فإن الهدف من‬
‫القانون بحد ذاته يتخلف باختالف األنظمة السياسية في كل دولة ومجتمعاتها‪.‬‬
‫ب‪ .‬القانون على أساس الجزاء‬
‫يعرف القانون على أنّه‪'' :‬مجموعة من القواعد العامة اإللزامية التي تصدر عن‬
‫إرادة الدولة وتنظم سلوك األشخاص الخاضعين أو الداخلين إلقليم وتكوين هاتي‬
‫الدولة'' ‪ ،‬تعرض أيضا هذا التعريف لالنتقادات من حيث أن قواعد القانون ال تصدر‬
‫كلها عن إرادة الدولة‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬يالحظ على هذا التعريف بأنه‬
‫قاصر بحكم أن القاعدة القانونية قبل أن تصل إلى عنصر الجزاء البد أن تستكمل‬
‫عناصر وجودها‪.‬‬
‫ج‪ .‬القانون على أساس المميزات لقواعده‬
‫عرف القانون بأنّه‪'' :‬مجموعة من القواعد العامة المجردة التي تنظم سلوك االفراد‬ ‫ُ‬
‫وعالقاتهم في المجتمع والتي تكون مصحوبة بجزاء توقعه السلطة العامة عند‬
‫االكتظاظ'' ‪ ،‬المالحظ على هذا التعريف بأنه يشمل على أهم الخصائص المميزة للقاعدة‬
‫القانونية‪.‬‬
‫المحاضرة اآلولى‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص القاعدة القانونية‬
‫تتمثل خصائص القاعدة القانونية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬القاعدة القانونية ذات سلوك اجتماعي‬
‫تفيد هذه الخاصية أن القاعدة القانونية وجدت خصيصا من أجل تنظيم السلوك‬
‫االجتماعي‪ ،‬مما يفهم من ذلك ان القانون حتمية اجتماعية باعتبار أن القواعد‬
‫االجتماعية األخرى ال تكفي لوحدها لتنظيم وضبط كيان المجتمع‪ ،‬بل وأكثر من ذلك‪،‬‬
‫يظهر بأن قواعد الدين واالخالق ال تكون مصحوبة بجزاء واقعي‪ ،‬إنما ذات طابع‬
‫دينوي‪.‬‬
‫‪ .2‬القاعدة القانونية تتمتع بالصفة التكميلية‬
‫معناه أن القانون ال يتجه إلى مخاطبته االفراد بنصح والترغيب ألنه ليست لديه‬
‫صفة تخييرية بل صفة تكليفية‪.‬‬
‫‪ .3‬القاعدة القانونية ذات بُعد اجتماعي‬
‫يعرف بأنه نتاج تاريخ ودين وعادات وتقاليد فيتخلف من مكان ألخر‪ ،‬وفي المكان‬
‫يختلف من زمان ألخر‪.‬‬
‫‪ .4‬اعتداد قواعد القانون بالمسلك الظاهري لألفراد‬
‫ال يطبق القانون أو العقاب إال بعد الشروع في الفعل عكس قواعد االخالق والدين‬
‫التي تعاقب على النية السيئة هذه القاعدة العامة‪ ،‬لكن رغم ذلك فالنية تأخذ بعين االعتبار‬
‫عند اقترانها بتصرف مادي‪.‬‬
‫األصل أن القانون ال تأخذ إال بالسلوك الظاهري‪ ،‬وقد تأخذ القاعدة القانونية بالنية‬
‫عندما تتر جم تلك النية إلى سلوك ظاهري والدليل على ذلك المادة ‪828‬من القانون‬
‫المدني‪.‬‬
‫‪ .5‬القاعدة القانونية عامة ومجردة‬
‫يقصد بالصفة العمومية للقاعدة القانونية وتجريدها أنها تخص واقعة محددة بعينها‬
‫وال تخاطب شخص معين بذاته بل تكفي بالشروط الواجب توافرها في الواقعة التي‬
‫يعينها القانون وبيان الشروط الواجب توافرها فيمن تخاطبه من األفراد مثال‪ 125 :‬من‬
‫القانون المدني‪.‬‬
‫يظهر إذن‪ ،‬أن القاعدة القانونية تنشأ مجردة منذ البداية فال توجه خطابها إلى شخص‬
‫معين بذاته وال إلى واقعة بعينها وإنما تخاطب األشخاص بصفاتهم الوقائع بشروطها‬
‫فالتجريد يصاحب القاعدة القانونية عند نشؤها ويؤدي ذلك حتما إلى عمومية تطبيقها‪.‬‬
‫المحاضرة اآلولى‪:‬‬
‫‪ .6‬القاعدة القانونية قاعدة ملزمة‬
‫يقصد با لطابع االلزامي للقاعدة القانونية اقترانها بجزاء مادي توقعه السلطة العامة‬
‫المختصة جبرا على من يخالف مقتضاها‪ ،‬ويقصد بفكرة الجزاء الضغط على إرادة‬
‫الفرد وإجباره على احترام القانون أن هو لم يحترمها طواعية واختيارا وذلك لتأكيد‬
‫سلطان القانون‪ ،‬بحكم أنه لو تركت القاعدة القانونية دون جزاء ألفرغة من محتواها‬
‫وألصبحت اختيارية لكن الخوف من الجزاء ليس سببا دائما في تطبيق القانون وإنما‬
‫االحترام واالقتناع وحب النظام كل هذا قد يكون سببا في تطبيق القانون‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الغرض من توقيع الجزاء‬
‫يكون الغرض من التطبيق الفعلي للقاعدة القان ونية إما التنفيذ العيني تطبيقا لنص‬
‫المادة ‪ 164‬من القانون المدني‪ ،‬أو بالتعويض وفقا لنص المادة ‪ 176‬من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ .1‬خصائص الجزاء القانوني‬
‫هذا ويتمتع الجزاء القانوني بعدة خصائص نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬أنه جزاء مادي محسوس؛‬
‫‪ ‬جزاء يحدث حال حياة المخالف للقانون؛‬
‫‪ ‬جزاء من توقيع السلطة العامة‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع الجزاء القانوني‬
‫يتنوع الجزاء القانوني تبعا الختالف القاعدة القانونية محل التعدي عليها من‬
‫طرف الشخص المخاطب بها‪ ،‬حيث يتمثل هذا الجزاء فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الجزاء المدني‬
‫المشرع الجزائري‬
‫ّ‬ ‫يُعتد بالجزاء المدني حال مخالفة إحدى القواعد التي نص عليها‬
‫ضم ن مقتضيات القانون المدني‪ ،‬حيث يتدرج الجزاء المدني على النحو االتي‪:‬‬
‫‪ ‬التنفيذ العيني‬
‫‪ ‬التعويض‬
‫‪ ‬إعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل حدوث المخالفة‬
‫ب‪ .‬الجزاء الجنائي‬
‫يُعمل بالجزاء الجنائي عند االتيان بفعل مجرم في نظر وتكييف قانون العقوبات‪،‬‬
‫بحيث تتمثل هذه الجزاءات العقابية فيما يلي‪:‬‬
‫أشد انواعه‪:‬‬
‫‪ ‬اإلعدام؛‬
‫المحاضرة اآلولى‪:‬‬
‫‪ ‬عقوبات سالبة للحريات وأقصاها السجن المؤبد مثال المادة ‪ 263‬من قانون‬
‫العقوبات؛‬
‫‪ ‬عقوبات مالية مثل الغرامة ومصادرة األموال مثل اختالس أموال الدولة‪.‬‬
‫أنواع العقوبة في الجزاء الجنائي‪:‬‬
‫‪ ‬العقوبات االصلية‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 5‬من قانون العقوبات حددت العقوبات االصلية المطبقة في‬
‫حالة ارتكاب أفعال تحمل وصف جنايات‪ ،‬الجنح والمخالفات‪ ،‬ويجوز الحكم بها مستقلة‬
‫دون أن تقترن بعقوبة أخرى‪ ،‬حيث تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الجنايات‪:‬‬
‫‪ ‬الجنح‪:‬‬
‫‪ ‬المخالفات‪:‬‬
‫‪ ‬العقوبة التكميلية‬
‫يقصد بها عقوبات إضافية ال تطبق على المحكوم عليه إال بحكم قضائي‪ ،‬كما ال يجوز‬
‫الحكم بها مستقلة إال بنص قانوني‪ ،‬وقد حددت هذه العقوبات التكميلية ضمن مقتضيات‬
‫نص المادة ‪ 9‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫ج‪ .‬الجزاء االداري‬
‫تتمثل هذه الجزاءات اإلدارية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬اإللغاء في مجال القرارات اإلدارية لمخالفته للقانون؛‬
‫‪ ‬إنذار الموظف؛‬
‫‪ ‬توبيخ الموظف؛‬
‫‪ ‬الفصل من الوظيفة؛‬
‫‪ ‬توفيقه عن الوظيفة لمدة مؤقت أو بصفة دائمة لمخالفتهم للقانون اإلداري‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪:‬‬

‫المحور ‪ :2‬تقسيمات القانون‬

‫أوال‪ :‬التمييز بين القانون العام والقانون الخاص‬


‫ّ‬
‫‪ .1‬معايير التمييز‬
‫هناك اختالف فقهي يتمثل ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬معيار أطراف العالقة القانونية‬
‫يرى أنصار هذا الرأي أنه إذا تعلق االمر بالعالقة بالدولة أو عالقة فروعها باألفراد‬
‫العاديين أو مع الدولة ذاتها نطبق مباشرة القانون العام‪ ،‬أما إذا كانت العالقة بين أفراد‬
‫عاديين بين أي أشخاص طبيعية نطبق القانون الخاص‪.‬‬
‫تعرض هذا المعيار النتقاد من حيث أنّه ال يمكن االعتماد بصفة كلية على هذا‬
‫المعيار ألن الدولة أحيانا ال تتصرف في معامالتها بصفتها السيادية بل تتصرف‬
‫كشخص عادي‪ ،‬عند هذه الحدود نطيق القانون الخاص‪.‬‬
‫ب‪ .‬معيار طبيعة القواعد القانونية‬
‫يرجع حسب أنصار هذا الرأي أساس التفرقة بين القانون العام والقانون الخاص إلى‬
‫طبيعة القواعد القانونية‪ ،‬فإن كانت آمرة نعتبره قانون عام‪ ،‬وإن كانت مكملة نعتبره‬
‫قانون خاص‪ .‬هذا يعني أن الخضوع التام للقواعد القانونية هو مرداف للقانون العام‪،‬‬
‫وحرية االتفاق مرادفة للقانون الخاص‪.‬‬
‫تعرض هذا المعيار لالنتقاد بحيث أنه ليس صحيحا على إطالقه‪ ،‬ألن القانون‬
‫الخاص كذلك يتضمن الكثير من القواعد االمرة والتي ال يجوز لألفراد االتفاق على‬
‫مخالفتها ألنها متصلة بالنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬مثل قواعد قانون االسرة أغلبيتها‬
‫آمرة وال يمكن مخالفتها‪.‬‬
‫ج‪ .‬معيار طبيعة المصلحة‬
‫يرى أنصار هذا المعيار أن القانون الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة هو‬
‫القانون العام‪ ،‬أما القانون الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة الخاصة هو القانون الخاص‪.‬‬
‫تعرض هذا المعيار للنقد حيث أن القانون الخاص من خالل حمايته للمصلحة‬
‫الخاصة فهو يحمي المصلحة العامة للمجتمع مثال قانون االسرة ال يمكننا الفصل بين‬
‫المصلحة العامة والمصلحة الخاصة‪.‬‬
‫د‪ .‬معيار صفة األشخاص أطراف العالقة القانونية‬
‫المحاضرة الثانية‪:‬‬
‫المالحظ على هذا المعيار بأنه تطور للمعيار األول‪ ،‬إن األشخاص المخاطبة من‬
‫طرف القانون إما طبيعية أو معنوية‪ ،‬حيث أن األشخاص الطبيعية تمثل االفراد العاديين‬
‫في المجتمع أو أشخاص معنوية عامة تتمثل في الدولة وفروعها‪ ،‬أو معنوية خاصة‬
‫تتمثل في الشركات والمؤسسات والجمعيات الخاصة‪.‬‬
‫‪ .2‬أهمية التمييز‬
‫يترتب على هذا التمييز وتقسيم القانون إلى عام وخاص أهمية بالغة يمكن إبرازها‬
‫على النحو االتي‪:‬‬
‫‪ ‬في مجال االمتيازات ؛ فالقانون العام يخول للسلطة العامة وسائل عديدة‬
‫وامتيازات لتحقيق الصالح العام كسلطة العقاب‪ ،‬فرض الضرائب‪ ،‬نزع الملكية‬
‫للمنفعة العامة ‪...‬‬
‫‪ ‬في مجال العقود؛ القانون العام يكفل للدولة كطرف في العقد امتياز توقيع‬
‫جزاءات على المتعاقدين معها عند إخاللهم بشروط العقد‪ ،‬كما لها حق إلغاء العقد‬
‫أو تعديله مع التعويض وذلك بإرادتها المنفردة‪.‬‬
‫‪ ‬في مجال األموال العامة؛ القانون العام يحمي األموال العامة من التصرف فيها‬
‫والحجز عليها حفاظا على الصالح العام‪.‬‬
‫‪ ‬في مجال طبيعة القواعد القانونية؛ القانون العام يحمي المصلحة العامة الن‬
‫قواعده آمرة عكس القانون الخاص الذي يحمي المصالح الخاصة فأغلبية قواعده‬
‫مكملة تسمح لألفراد باالتفاق على مخالفتها أو الخروج عنها‪.‬‬
‫‪ ‬في مجال االختصاص القضائي؛ المنازعات التي تكون الدولة أو أحد فروعها‬
‫طرفا فيها تخضع للقضاء اإلداري يحدده القانون العام‪.‬‬
‫‪ .3‬فروع القانون‬
‫يتفرع القانون العام والقانون الخاص إلى عدّة فروع تتمثل على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬فروع القانون العام‬
‫القانون العام الخارجي‪ :‬قانون دولي عام‬
‫القانون العام الداخلي‪ :‬القانون اإلداري‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬القانون الجنائي ‪...‬‬
‫إلخ‪.‬‬

‫ب‪ .‬فروع القانون الخاص‬


‫تتمثل في‪ :‬القانون المدني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القانون البحري‪ ،‬القانون الجوي‪ ،‬قانون‬
‫العمل‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬القانون الدولي الخاص (علما أنها من‬
‫القوانين ذات طابع مختلط أي مزيج من القانون العام والقانون الخاص)‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمييز بين القواعد اآلمرة والمكملة‬
‫تعتبر قواعد القانون كلها ملزمة ورغم ذلك تصنف بعضها إلى قواعد آمرة وقواعد‬
‫مكملة‪:‬‬
‫‪ ‬القواعد اآلمرة‪ :‬هي قواعد تأمر بفعل أو تنهى عنه و ال يجوز لألفراد االتفاق‬
‫على ما يخالفها لهذا تسمى قواعد آمرة إلتصالها الوثيق بكيان المجتمع وأسسه و‬
‫هي ال تخص الدولة فقط ومؤسساتها وإنما كذلك تخص االفراد وتحميهم من‬
‫الجرائم القتل والسرقة أو القواعد التي تأمر بإفراغ العقود في أشكال معينة ‪...‬‬
‫‪ ‬القواعد المكملة‪ :‬هي القواعد التي يجوز لألفراد االتفاق على مخالفتها ألنها ال‬
‫تتصل بالمص لحة العامة للمجتمع بل تتعلق بالمصلحة الخاصة لألفراد‪.‬‬
‫معايير التمييز بين القواعد االمرة والقواعد المكملة‬
‫هناك معيارين للتمييز بينهما‪:‬‬
‫أ‪ .‬المعيار الشكلي‪:‬‬
‫لمعرفة نوع القاعدة ننظر إلى صيغتها بحيث تعتبر آمرة إذا نصت على عدم‬
‫جواز االتفاق على ما يخالفها او نصت على بطالن االتفاق المخالف لها‪ ،‬وكذلك تعتبر‬
‫مكملة إذا نصت صياغة على عبارة ''ما لم ينص االتفاق على غير ذلك'' أو عبارة‬
‫''مالم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك''‪.‬‬
‫أمثلة عن بعض القواعد اآلمرة‪ :‬المواد ‪ 403 ،402 ،110 ،107 ،92‬من‬
‫القانون المدني‪.‬‬
‫أمثلة عن بعض القواعد المكملة‪ :‬المواد ‪،388 ،387 ،368 ،365 ،281 ،277‬‬
‫‪ 389‬من القانون المدني‪.‬‬
‫ب‪ .‬المعيار الموضوعي‪:‬‬
‫يعرف كذلك بالمعيار العام أو اآلداب العامة إذ لم نجد الصيغة‪ ،‬فإذا كانت القاعدة‬
‫القانونية متعلقة بهما كانت قاعدة آمرة‪ ،‬اما إذا لم تكن متعلقة بهما كانت هي قاعدة‬
‫مكملة‪.‬‬
‫المشرع الجزائري لم يُعرف فكرة النظام العام واآلداب‬
‫ّ‬ ‫تجدر اإلشارة إلى ان‬
‫العامة‪ ،‬إنما ترك االمر للفقه والقضاء لصعوبة التحديد الدقيق لهذا المفهوم الذي يختلف‬
‫من مكان ألخر ومن زمان ألخر‪ ،‬لكن عموما يمكن تعريف النظام العام بأنّه‪:‬‬
‫''مجموعة من المصالح الجوهرية للمجتمع أو مجموعة من األسس التي تقوم عليها‬
‫كيان الجماعة سواء كانت سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬اقتصادية أو خلقية (وهي جزء من‬
‫اآلداب العامة)‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪:‬‬
‫بينما تُعرف اآلداب العامة بأنّها‪'' :‬هي األسس الخلقية الضرورية لحفظ كيان‬
‫المجتمع وهي جزء من النظام العام من بين هذه الخلقية‪ ،‬إصباغ الشرعية على‬
‫العالقة بين الرجل والمرأة لهذا تعتبر قواعد الزواج من القواعد اآلمرة وكل اتفاق‬
‫على مخالفتها يعتبر باطل بطالنا مطلقا ألنه يخالف النظام العام واآلداب العامة''‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬

‫المحور الثالث ‪ :‬مصادر القانون‬


‫الموضوع ‪ :1‬المصدر الرسمي األصلي‪ :‬التشريع‬
‫أوال‪ :‬مفهوم مصدر التشريع‬
‫ّ‬
‫‪ .1‬تعريف التشريع‬
‫يمكن تعريف التشريع من وجهين هما‪:‬‬
‫أ‪ .‬المعنى العام‬
‫يقصد به أمرين‪:‬‬
‫المعنى األول‪ :‬عمليات قيام السلطات المختصة في الدولة بوضع قواعد مكتوبة‬
‫ملزمة حسب اختصاصاتها‪.‬‬
‫المعنى الثاني‪ :‬هو مجموع القواعد القانونية المكتوبة والتي وضعت من طرف هذه‬
‫السلطات التشريعية والتنفيذية‪.‬‬
‫ب‪ .‬المعنى الخاص‬
‫يقصد به ''‪ ''La Loi‬وهو مجموعة من القواعد القانونية التي تضعها السلطة‬
‫التشريعية في الدولة في حدود اختصاصاتها المخول لها بالدستور‪.‬‬
‫‪ .2‬خصائص التشريع‬
‫يتميز التشريع بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التشريع يتضمن قاعدة قانونية بكل خصائصها التي ذكرناها من قبل وبالتالي ال‬
‫نعتبر تشريعا االمر أو القرار الفردي؛‬
‫‪ ‬يتضمن التشريع قاعدة مكتوبة لهذا يسمى أحيانا بالقانون المكتوب عكس العرف‬
‫الذي يسمى القانون غير المكتوب ويترتب على هذا بعض النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬استبعاد أي مجال للشك حول إثبات وجود هذا التشريع وفي تاريخ‬
‫صدوره؛‬
‫‪ ‬تحديد نطاق سيرانها (التشريع) في الزمان في حالة إلغائها؛‬
‫‪ ‬تحقيق االستقرار واالمن في المعامالت التصافها بالدقة والوضوح؛‬
‫‪ ‬يصدر عن سلطة مختصة يحددها الدستور وهذه السلطة تختلف حسب‬
‫نظام وطبيعة الحكم‪.‬‬
‫‪ .3‬أنواع التشريع‬
‫يتفرع التشريع إلى األنواع االتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬التشريع األساسي‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫يتمثل في الدستور ويعتبر أعلى تشريع في الدولة ألنه يشمل على القواعد القانونية‬
‫التي تبين نظام الحكم في الدولة‪ ،‬كما يحدد السلطات العامة وصالحياتها واختصاصاتها‬
‫وينظم حقوق االفراد األساسية وحرياتهم العامة‪ ،‬علما أنه يجب على كل التشريعات أن‬
‫تكون مطابقة وتخضع له‪.‬‬
‫ب‪ .‬التشريع العادي‬
‫يعرف بأنّه مجموعة القواعد القانونية التي تقوم السلطة التشريعية أساسا بوضعها‬
‫في حدود اختصاصاتها المبين في الدستور‪ ،‬قد يصدر هذا التشريع في صورة تقنينات‬
‫أو تقنين ''‪ ''Le Code‬مثل‪ :‬التقنين المدني‪ ،‬تقنين االسرة‪ ،...‬أو يصدره في صورة‬
‫تشريعات متفرقة تنظم مسائل معينة‪ ،‬أي القانون الذي يمنع استراد مواد معينة ال ترقى‬
‫لمستوى التقنين‪ ،‬علما أن الفرق بينهما (التقنين والتشريعات)‪ .‬أن التقنين أكثر استقرارا‬
‫ألنه من مزاياه سهولة الرجوع إليها‪ ،‬أما التشريع فهو صعب يجب البحث والتأكيد‪ ،‬كما‬
‫يسهل التنسيق بين أحكامها ألنها موحدة في وثيقة واحدة‪.‬‬
‫يظهر أن السلطة المختصة في وضع التشريع العادي هي السلطة التشريعية مع‬
‫اشراك رئيس الجمهورية في ذلك بإعطائه حق تشريع باألوامر وحق االعتراض على‬
‫التشريعات تطبيقا لنص المادة ‪ 142‬من الدستور‪.‬‬
‫ج‪ .‬التشريع الفرعي‬
‫‪ .1‬المقصود بالتشريع الفرعي‬
‫يقصد بالتشريع الفرعي اللوائح التي تختص السلطة التنفيذية بوضعها‪ ،‬وهي على‬
‫ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬اللوائح التنفيذية‪ :‬تتضمن هذه اللوائح القواعد التنفيذية –التفصيلية‪ -‬التي توضح‬
‫تطبيق التشريع العادي وليس لديها حرية في الخروج عن التشريع العادي‪.‬‬
‫‪ ‬اللوائح التنظيمية‪ :‬تتضمن هذه اللوائح تنظيم المرافق العامة باعتبارها األقدر‬
‫على فعل ذلك ويعتبر اختصاص أصلي لها –السلطة التنفيذية‪ -‬ألنها ال تتقيد‬
‫بتشريع سابق‪ ،‬وهي لوائح مستقلة وقائمة بذاتها‪.‬‬
‫‪ ‬لوائح الضبط والبوليس‪:‬تضعها السلطة التنفيذية وهدفها الحفاظ على االمن‬
‫العام وعلى الصحة العامة‪ ،‬مثال‪ :‬اللوائح التي تنظم السكينة العامة‪ ،‬لوائح تنظيم‬
‫المرور‪ ،‬لوائح مراقبة األغذية‪...‬‬
‫‪ .2‬نفاذ التشريع الفرعي‬
‫‪ ‬تعتبر السلطة التنفيذية المختصة بوضع التشريع الفرعي فهي بالتالي الهيئة‬
‫المكلفة بتنفيذه‪،‬‬
‫‪ ‬الرقابة على صحة التشريع البد من موافقة التشريع األدنى للتشريع األعلى؛‬
‫‪ ‬أن القاضي لديه حق رفض تطبيق التشريع األدنى المخالف للتشريع األعلى‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراحل وضع التشريع‬
‫‪ .1‬التشريع العادي‬
‫يتم إتباع المراحل التالية من أجل وضع تشريع عادي‪:‬‬
‫أ‪ .‬مرحلة المبادرة‬
‫نظمتها المادة ‪ 143‬من الدستور ‪ ،‬حيث يكون لكل من الوزير األول والنواب حق‬
‫المبادرة بالقوانين‪ ،‬مع المالحظة‪ :‬أن الوزير األول يمثل الحكومة والنواب يمثلون‬
‫السلطة التشريعية‪ ،‬وعليه تكون المبادرة بالتشريع من طرف الحكومة في شكل‬
‫''مشروع تشريع'' ألنها تتضمن هيئات مختصة‪ ،‬أما المبادرة التي تكون من طرف‬
‫النواب فتسمى ''اقتراح تشريع'' ألن النواب عموما هم الذين ينتخبون فقط‪.‬‬
‫عموما؛ مبادرة الحكومة أو النواب تكون مقدمة للمكتب المجلس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 2/143‬من الدستور‪.‬‬
‫ب‪ .‬مرحلة فحص المشروع‬
‫تتم هذه ا لعملية من طرف لجان متخصصة في البرلمان مثال‪ :‬مجال الضرائب‬
‫تعطى إلى لجنة متخصصة في هذا الموضوع (المالي) فتقوم بفحصها ودراستها ثم‬
‫تعرض النتيجة على نواب البرلمان من أجل المصادقة‪.‬‬
‫ج‪ .‬مرحلة مصادقة البرلمان‬
‫ّأوال تكون المصادقة من طرف المجلس الشعبي الوطني والذي يشترط فيه قانونا ً أن‬
‫تتم المصادقة باألغلبية المطلقة (النصف ‪ 1+‬فأكثر)‪ ،‬ثم بعد تصويت الغرفة االولى‪ ،‬تتم‬
‫المصادقة من طرف مجلس األمة الذي يجب أن يصوت بأغلبية ¾ ثالثة أرباع من‬
‫أصوات البرلمان‪ ،‬مع المالحظ أن مجلس االمة ال يناقش إال المشاريع التي يصادق‬
‫عليها المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬في حالة حدوث خالف بين المجلسين بشأن المصادقة‪ ،‬بأن بدا رفض من‬
‫مجلس األمة للمشروع الذي صادق عليها المجلس الشعبي الوطني؟‪ ،‬عند هذه الحدود‬
‫يتم تطبيق نص المادة ‪ 7/6/5/145‬من الدستور‪ ،‬والتي يفهم منها أنه‬
‫فيحالةحدوثخالفبينالغرفتين‪،‬يطلبالوزيراألوألورئيسالحكومة‪،‬حسبالحالة‪،‬‬
‫اجتماعلجنةمتساويةاألعضاءتتكونمنأعضاءمنكلتاالغرفتين‪،‬فيأجألقصاهخمسةعشر‬
‫(‪) 15‬يوما‪،‬القتراحنصيتعلقباألحكاممحاللخالف‪،‬وتنهياللجنةنقاشاتهافيأجألقصاهخمشة‬
‫يوما‪،‬‬ ‫(‪)15‬‬ ‫عشر‬
‫صعلىالغرفتينللمصادقةعليه‪،‬واليمكنإدخاأليّتعديلعليهإالّبموافقةالحكو‬
‫تعرضالحكومةهذاالنّ ّ‬
‫مة‪ .‬و فيحالةاستمرارالخالفبينالغرفتين‪،‬يمكنالحكومةأنتطلبمنالمجلسالشعبيالوطنيالفصل‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫أعدته‬ ‫الذي‬ ‫بالنص‬ ‫الوطني‬ ‫نهائيا‪،‬وفيهذهالحالة‪،‬يأخذالمجلسالشعبي‬
‫اللجنةالمتساويةاألعضاءأو‪،‬إذاتعذرذلك‪،‬بالنصاألخيرالذيصوتعليه‬
‫ّ‬
‫مالحظة‪ :‬يصادق البرلمان على قانون المالية في مدة أقصاها ‪ 75‬يوم في تاريخ‬
‫إيداعه في حالة عدم المصادقة عليه في اآلجال المحددة بـــ ‪ 75‬يوم‪ ،‬يصدر رئيس‬
‫الجمهورية مشروع الحكومة بأمر‪ ،‬تطبيقا لنص المادة ‪ 146‬من الدستور‪.‬‬
‫كما يكون لرئيس الجمهورية حق إصدار األوامر وفقا لنص المادة ‪ 142‬من‬
‫الدستور‪.‬‬
‫د‪ .‬مرحلة إصدار التشريع‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 147‬من الدستور يقوم رئيس الجمهورية بإصدار التشريع أي‬
‫بإمضائه عليه وبعدها يمر لنشره في الجريدة الرسمية‪ ،‬أما إذا سكت عليه وانقضت‬
‫المدة ‪ 30‬يوم يعتبر قبول ضمني عليه‪.‬‬
‫من حق رئيس الجمهورية أن يعترض على إصدار قانون معين بطلب قراءة ثانية‬
‫له‪ ،‬وذلك في غضون ‪ 30‬يوم وفقا لنص المادة ‪ 149‬من الدستور‪.‬‬
‫ر‪ .‬مرحلة نشر التشريع‬
‫حيث ال يتم نفاذ التشريع إال بعد نشره في الجريدة الرسمية ومرور يوم كامل على‬
‫نشره في العاصمة وما جاورها وفي الدوائر البعيدة (حتى تصل إليها الجريدة الرسمية‬
‫ويمر عليها يوم كامل على وصوله) وهذا ما جاء في المادة ‪ 4‬من القانون المدني‪.‬‬
‫النشر يفيد في تطبيق مبدأ ''ال يعذر بجهل القانون''‪.‬‬
‫‪ .2‬التشريع العضوي‬
‫يصدر وفق المراحل التي يمر بها التشريع العادي غير أنه يختلف عنه في نقطة‬
‫أساسية ضرورة عرضه على المجلس الدستوري تطبيقا لنص المادة ‪ 140‬الفقرة‬
‫األخيرة من الدستور ألنه يتعلق بالمحاور والمواضيع األساسية التي ينظمها الدستور‬
‫لنظر في مدى دستورية تلك القوانين (إذا كانت موافقة للدستور أم ال)‪ ،‬من بين هذه‬
‫المجاالت المخصصة للقوانين ا لعضوية مثال‪ :‬قانون االنتخابات‪ ،‬قانون األحزاب‬
‫السياسية‪ ،‬قانون المالية‪ ،‬قانون خاص باألمن الوطني‪ ،‬قانون األساسي للقضاء‪،‬‬
‫باإلضافة إلى مجاالت أخرى‪.‬‬
‫نظرا ألهمية هذه التشريعات العضوية فإنها يجب أن التعرض على المجلس‬
‫الدستوري قبل إصدارها من طرف رئيس الجمهورية‪ .‬علما أن السلطة المختصة في‬
‫إخطار المجلس الدستوري‪ ،‬متمثلة في رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس الشعبي‬
‫الوطني أو رئيس مجلس األمة وهذا من أجل النظر في دستورية التشريع العضوي‪.‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫المشرع الجزائري لم يحدّد الفترة الزمنية على السلطة‬
‫ّ‬ ‫مالحظة‪ :‬يالحظ بأن‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫التنفيذية أال تتعداها بخصوص مسألة النشر في الجريدة الرسمية‪ ،‬بعكس‬
‫المصري –على سبيل المثال‪ -‬حدّد مدة أسبوعين لنشر التشريع بعد إصداره من طرف‬
‫للمشرع‬
‫ّ‬ ‫رئيس الجمهورية المصرية‪ ،‬لكن استثناء لهذه القاعدة العامة فإنه يمكن‬
‫الجزائري وبدواعي المصلحة العامة أن يقرر نفاذ التشريع بأثر رجعي أو بعد مدة‬
‫زمنية أثر رجعي مثال‪ :‬القانون المدني صدر سنة ‪ 1975‬ونشر في الجريدة الرسمية‬
‫المشرع الجزائري أن سريان المفعول القانون يكون ابتداء‬
‫ّ‬ ‫بتاريخ ‪ 1975/09/30‬وقرر‬
‫من ‪.1975/07/05‬‬
‫كما قد يتأخر نفاذ القانون إذا تعلق االمر بصدور مرسوم تطبيقي له‪.‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪:‬‬
‫الموضوع ‪ :2‬المصادر الرسمية االحتياطية‬
‫أوال‪ :‬المصدر الرسمي االحتياطي األول‪ :‬الشريعة اإلسالمية‬
‫ّ‬
‫‪ .1‬مضمون الشريعة اإلسالمية‬
‫تتضمن الشريعة اإلسالمية كل ما شرعه هللا عز وجل لعباده من أحكام وقواعد‬
‫على لسان رسوله الكريم صلى هللا عليه وسلم بالقرأن الكريم أو سنته إما قوال أو فعال‬
‫أو تقريرا‪.‬‬
‫‪ .2‬نتائج االعتماد على الشريعة اإلسالمية كمصدر للقانون‬
‫يترتب على االخذ بالشريعة اإلسالمية كمصدر رسمي احتياطي لقواعد القانون‪،‬‬
‫أهم النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬ال يمكن للقاضي الرجوع إليها إال في حالة عدم وجود نص تشريعي؛‬
‫‪ ‬ال يمكن للقاضي الرجوع إلى مصادر أخرى إال إذا لم يوجد نصا في الشريعة‬
‫اإلسالمية؛‬
‫المشرع الجزائري لدور‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬من إيجابيات مبادئ الشريعة اإلسالمية عدم تقييد‬
‫القاضي بمذهب معين؛‬
‫‪ ‬ال يجب على القاضي أن يأخذ بمبادئ الشريعة اإلسالمية التي تتعارض مع‬
‫المبادئ العامة األساسية التي يقوم عليها التشريع مثل‪ :‬الربا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المصدر الرسمي االحتياطي الثاني‪ :‬العرف‬
‫‪ .1‬مضمون العرف‬
‫يمثل العرف أقدم مصادر القانون‪ ،‬لكن مع تطور المجتمعات وسرعة المعامالت‬
‫أصبح ال يفي بالغرض وال يستوعب كل ما هو مطروح في الواقع العملي‪ .‬هذا ويقصد‬
‫بالعرف بأنه‪'' :‬تكرار سلوك معين في مسألة محددة بطريقة معينة مع االعتقاد‬
‫بإلزامية ذلك السلوك'' ‪ ،‬يمكن االستخالص من هذا التعريف بأن للعرف ركنين يقوم‬
‫عليهما‪ ،‬وبغياب أحدهما يصبح من غير إلزامية للمجتمع‪.‬‬
‫يحتل العرف بالنسبة للتشريع‪ ،‬حيث يكون أحيانا في نفس المرتبة إذا كان‬
‫مساعدا للتشريع ويكون أسبق من التشريع في حالة القاعدة القانونية المكملة‪.‬‬
‫‪ .2‬أركان الواجب توافرها في العرف لالعتداد به كمصدر للقانون‬
‫أ‪ .‬الركن المادي‬
‫يقصد بالركن المادي القيام بتكرار سلوك الناس في مسألة محددة بطريقة معينة‪،‬‬
‫وهذا الركن البد من توافره على شروط معينة متمثلة على النحو االتي‪:‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪:‬‬
‫‪ ‬أن تتكرر العادة بطريقة عامة‪ :‬بمعنى أن تكون منتهجة من قبل عامة الناس‪،‬‬
‫وليس بالضرورة كل أفراد المجتمع أي تخص فقط طائفة معينة‪ ،‬وال يقصد‬
‫بالعمومية ضرورة إتباعها واإلعمال بها من قِبل كافة أفراد المجتمع‪ ،‬بل يكفي‬
‫اتباع ذلك التصرف في جهة معينة أو بين أفراد فئة مهنية معينة كالعرف‬
‫التجاري‪ ،‬العرف الطبي‪...‬؛‬
‫‪ ‬أن تكون هذه العادة قديمة‪ :‬بمعنى عادة مضى على ظهورها فترة زمنية كافية‬
‫الستقرارها‪ ،‬حيث تخضع هذه المدة للسلطة التقديرية للقاضي؛‬
‫‪ ‬أن تكون هذه العادة مطردة‪ :‬أي أنها تبعت بطريقة مستمرة دون انقطاع من‬
‫طرف أغلبية المجتمع‪ ،‬حيث تكون العبرة بالمسلك العام ال بالمسلك الخاص؛‬
‫‪ ‬أال تكون هذه العادة مخالفة مع فكرة النظام العام واآلداب العامة‪:‬يفهم من ذلك‬
‫أن العرف ينبع من ضمير المجتمع من عاداته وتقاليده‪.‬‬
‫ب‪ .‬الركن المعنوي‬
‫يقصد به اعتقاد الناس بأن هذا السلوك ملزم لهم فإذا توفر االثنان يصبح العرف‬
‫قاعدة قانونية ملزمة‪ .‬وهناك من يعتبر أن هناك للعرف قواعد آمرة وقواعد مكملة‪:‬‬
‫‪ ‬مثال عن القواعد االمرة‪ :‬إذا نص التشريع في قاعدة قانونية على تطبيق العرف‬
‫إن وجد؛‬
‫‪ ‬مثال عن القواعد المكملة‪ :‬القاعدة التي تقضي أن أثاث المنزل في األسرة ملكا‬
‫للزوجة إال إذا تم االتفاق على مخالفتها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المصدر الرسمي االحتياطي الثالث‪ :‬مبادئ القانون الطبيعي‬

‫الموضوع ‪ :3‬المصادر التفسيرية‬


‫أوال‪ :‬الفقه‬
‫ّ‬
‫كان الفقه في القانون الروماني في القرن الماضي مصدر رسمي‪ ،‬أما األن هو‬
‫عبارة عن أراء الفقهاء وله دور في الشريعة اإلسالمية في وضع أحكامها‪ ،‬كما أن‬
‫القاضي يستأنس بالفقه لتفسير القواعد القانونية فهو غير ملزم بذلك‪.‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬القضاء‬
‫قد يطلق عليها أنه ذلك المرفق الذي يقوم باألعمال التي تحقق العدالة‪ ،‬كما يُقصد‬
‫أيضا عملية الحكم والنظر في القضايا بين االفراد‪ ،‬كما يقصد به مجموع المبادئ‬
‫القانونية المستخلصة من استقرار أحكام المحاكم على اتباعها والحكم بها‪.‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪:‬‬

‫المحور الرابع ‪ :‬نطاق القانون‬


‫الموضوع ‪ :1‬نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث االشخاص‬
‫أوال‪ :‬مضمون تطبيق القاعدة القانونية‬
‫ّ‬
‫يستند في تطبيق القانون من حيث االشخاصعلى مبدأ ''عدم جواز االعتذار بجهل‬
‫القانون''‪ ،‬الذي يفيد أن تطبيق القانون يسري على كافة المخاطبين بهم سواء علموا به‬
‫من عدمه‪ ،‬ألن المفترض هو أن الجميع علموا بالقانون بعد نشره في الجريدة الرسمية‬
‫بعد مرور يوم كامل على نشره تطبيقا لنص المادة ‪ 4‬من القانون المدني‪ ،‬عكس‬
‫المش ّرع المصري الذي حدد مدة شهر كامل بعد إصداره من طرف الرئيس‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نطاق مبدأ عدم جواز جهل القانون‬
‫‪ .1‬مضمون نطاق المبدأ‬
‫يسري أثر هذا المبدأ على جميع القواعد القانونية مهما كان مصدرها‪ ،‬بحيث ال يجوز‬
‫االعتذار بجهل القانون سواء كان النص تشريعيا‪ ،‬أو عرفيا ‪...‬‬
‫غير أ نه ثار خالف بين الفقهاء حول سريان هذا المبدأ على القواعد اآلمرة‬
‫والقواعد المكملة‪ ،‬بين قائل بأن هذا المبدأ يُعنى تطبيقه على القواعد اآلمرة فقط‪ ،‬وبين‬
‫قائل بوجوب سريانه على كال القواعد (وهو الرأي الراجح) استنادا إلى الحجج التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن كل من القواعد اآلمرة والمكملة ملزمة من حيث المضمون وتستوي كذلك‬
‫من حيث االلزام بالعلم بهذا المضمون؛‬
‫‪ ‬تؤدي إلى إباحة االعتذار بجهل القواعد المكملة إلى تضييق من مجال تطبيقها‬
‫ألنه يفتح المجال لالدعاء بجهلها من طرف من له مصلحة بذلك؛‬
‫‪ ‬يؤدي هذا االدعاء في حالة عدم االتفاق على خالف القاعدة المكملة إلى نتيجة‬
‫غير مقبولة بحيث يجد القاضي نفسه أمام فراغ قانوني‪ ،‬وهذا الفراغ هو الذي‬
‫وجدت القاعدة المكملة من أجل تكملته‪.‬‬
‫‪ .2‬األساس الذي تستند عليه هذا المبدأ‬
‫يستند على أساس مفاده ضرورة فرض سلطان القانون على الجميع لتحقيق‬
‫العدل وإقرار النظام العام‪ ،‬ألنه ال يمكن وقف تطبيق القانون على الظروف الخاصة‬
‫بكل شخص‪.‬‬
‫‪ .3‬االستثناءات الواردة على مبدأ عدم جواز االعتذار بجهل القانون‬
‫أ‪ .‬أثر الغلط في القانون في مجال العقود‪:‬يعتبر بعض الفقهاء أن القانون أعطى‬
‫للمتعاقد فرصة إبطال العقد إذا وقع في الغلط في القانون‪ ،‬وهذا ما يعتبر خروجا‬
‫المحاضرة الخامسة‪:‬‬
‫عن مبدأ ''عدم جواز االعتذار بجهل القانون''‪ ،‬تطبيقا لنص المادة ‪ 81‬من‬
‫القانون المدني‪.‬‬
‫تعرض هذا االستثناء لالنتقادات‪ ،‬حيث يرى جانب من الفقه عدم تسليم به ألن‬
‫إبطال العقد لغلط في القانون ليس فيه خروج على مبدأ ''عدم جواز االعتذار‬
‫بجهله'' ‪ ،‬بل هو وسيلة لتدعيم هذا المبدأ فالذي يريد إبطال العقد لغلط في القانون ال‬
‫يريد استبعاد القاعدة القانونية بل يريد تطبيقها‪.‬‬
‫يالحظ كذلك أن الهدف من مبدأ ''عدم جواز االعتذار بجهل القانون'' هو تطبيق‬
‫القانون ألن الذي يعتذر بجهل القانون هدفه استبعاد تطبيق القانون‪ ،‬أما الذي يريد‬
‫تصحيح الغلط الذي وقع فيه فهو يريد تطبيق القانون وليس استبعاده‪.‬‬
‫ب‪ .‬الجهل بتشريع غير جنائي يتوفق عليه تقرير المسؤولية الجنائية‪:‬إن الجهل‬
‫بأحكام تقنين العقوبات ال يؤدي إلى االعفاء من المسؤولية الجنائية‪ ،‬أما الجهل‬
‫بإحدى قواعد القوانين األخرى كالتقنين المدني يؤدي إلى نفي القصد الجنائي‬
‫ورفع المسؤولية الجنائية عن الفاعل ألنه كان يظن أنه قام بفعل مشروع‪.‬‬
‫حسب هذا الرأي فإن مبدأ ''عدم جواز االعتذار بجهل القانون'' ال يمتد تطبيقه‬
‫إلى جهل بالتشريعات غير الجنائية‪ ،‬ألن الجهل بها يعتبر عذرا يمنع من العقاب‬
‫لالنتفاء القصد‪ ،‬كمثل‪ :‬المادة ‪ 223‬من قانون العقوبات اللبناني‪.‬‬
‫أخذ المشرع الفرنسي كذلك بهذا االستثناء حسب حكم الفقهاء الفرنسين ببراءة‬
‫العامل من تهمة السرقة‪ ،‬ألنه استول على كنز بأكمله عثر عليه في أرض مملوكة‬
‫للغير وهو يجهل قواعد التقنين المدني التي تخصص له نصف الكنز وللمالك نصف‬
‫االخر‪.‬‬
‫تعرض هذا االستثناء لالنتقادات‪ ،‬بحيث أن هذا االستثناء ال يعد خروجا عن‬
‫المبدأ األصلي العتبارين هما‪:‬‬
‫‪ ‬الحكم ببراءة المتهم ال تعني عدم تطبيق القاعدة التي يجهلها ألنه في المثال‬
‫السابق نطبق القاعدة ألن ملكية الكنز ستكون مناصفة؛‬
‫‪ ‬إعفاء الشخص من المسؤولية الجنائية أساس ليس الجهل بالقاعدة القاعدية وإنما‬
‫أساسه انتفاء القصد الجنائي والذي يعتبر ركن من أركان الجريمة‪ ،‬وهذا الركن‬
‫لم يتوفر ألن المتهم كان يجهل تلك القسمة‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف من ''اعتذار بجهل القانون'' هو عدم تطبيق القانون‪.‬‬
‫ج‪ .‬جهل األجنبي بأحكام تقنين العقوبات الدولة التي نزل بها منذ مدة وجيزة‬
‫مثل‪ :‬قانون العقوبات العراقية السابق قبل الثمانينات التي نصت المادة ‪ 37‬منه‬
‫على أنّه‪'' :‬للمحكمة أن تعفي من عقاب األجنبي الذي يرتكب الجريمة لمدة‬
‫أسبوع ‪ ،''...‬وقانون العقوبات اللبنانية لمدة ثالثة (‪ )3‬أيام‪.‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪:‬‬
‫بحيث أن االعفاء من العقوبة يجب‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون الفعل الذي قام به ال يعقاب به ببلده؛‬
‫المحددة‪.‬‬ ‫المدة‬ ‫يتجاوز‬ ‫‪ ‬أن يكون الفعل الذي قام به ال‬
‫المحاضرة السادسة‪:‬‬

‫الموضوع ‪ :2‬نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث المكان‬


‫يستند في تطبيق القانون من حيث المكانعلى مبدأ ''عدم إقليمية القوانين''‪ ،‬الذي‬
‫يفيد تطبيق قوانين الدولة على جميع األشخاص المقيمين في الدولة المتواجدين فيها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ إقليمية القوانين‬
‫ّ‬
‫‪ .1‬مضمون نطاق المبدأ‬
‫يقصد بمبدأ ''إقليمية القوانين'' سريان القاعدة القانونية على كل ما يقع داخل إقليم‬
‫الدولة وعلى األشخاص المتواجدين في هذا اإلقليم‪ ،‬بغض النظر عما كانوا مواطنين‬
‫أم أجانب‪ ،‬حيث يترتب على ذلك األثار التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن قانون أي بلد يطبق على كل األشخاص المتواجدين على إقليم تلك الدولة‬
‫بغض النظر عن جنسياتهم؛‬
‫‪ ‬أن هذا القانون ال يمتد تطبيقه خارج اإلقليم‪ ،‬حتى وإن تعلق االمر بالمواطنين‬
‫المتواجدين في الخارج ألنهم سوف يخضعون لقانون ذلك البلد األجنبي‪.‬‬
‫‪ .2‬األساس الذي يستند عليه هذا المبدأ‬
‫يستند هذا المبدأ على فكرة سيادة الدولة على إقليمها وهذا يترتب عليه عدم تطبيق‬
‫قانون دولة أخرى على هذا اإلقليم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ شخصية القوانين‬
‫‪ .1‬مضمون المبدأ‬
‫يقصد بمبدأ ''شخصية القوانين'' سريان القاعدة القانونية على جميع االفراد‬
‫المنتمين لهذه الدولة سواء وجدو ا بداخل أو الخارج‪ ،‬وعدم سريان هذا القانون على‬
‫األجانب حتى وإن وجدوا على إقليم هذه الدولة‪.‬‬
‫‪ .2‬أساس المبدأ‬
‫يقوم هذا المبدأ على أساس سيادة الدولة على رعاياها أينما وجدوا (هذا الركن يمثل‬
‫الشعب)‪ ،‬بحيث إذا لم تستطيع الدولة ممارسة سيادتها على الشعب أو إقليم تعتبر سيادة‬
‫ناقصة‪.‬‬
‫المالحظ بأنّه‪ ،‬قد يحدث خلّل إذا كنا بصدد جنسيتين‪ ،‬فقد يحدث خالف عندما نطبق‬
‫قانون دولة أجنبية تأخذ بمبدأ شخصية القوانين‪ ،‬ودولة أخرى تأخذ بمبدأ إقليمية‬
‫القوانين‪ ،‬في هذه الحالة يطرح تساؤل‪ :‬هل نطبق القانون األجنبي على أساس مبدأ‬
‫شخصية القوانين أو نطبق مبدأ إقليمية القوانين؟‪ ،‬وهذا ما أدى بالدول باألخذ‬
‫المحاضرة السادسة‪:‬‬
‫بالمبدأين‪ ،‬ولكن تأخذ أساسا بمبدأ إقليمية القوانين واستثناء بمبدأ شخصية القوانين (في‬
‫الجزائر مثال)‪ ،‬والدليل على ذلك المادة ‪ 1/4‬من القانون المدني التي تفيد أن الدولة‬
‫الجزائرية تطبق مبدأ إقليمية القوانين‪ ،‬باإلضافة للمادة ‪ 3‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ .3‬االستثناءات الواردة على هذا المبدأ‬
‫ترد على إعمال هذا المبدأ استثناءات يتم ذكرها على النحو اآلتي‬
‫‪ ‬القواعد المنظمة ألحوال األجانب في الجزائرتطبق على أساس شخصية القوانين‬
‫وليس على أساس إقليمية القوانين مثال‪ :‬في مجال الحقوق والحريات العامة‬
‫المنصوص عليها في الدستور‪.‬‬
‫كذلك يطبق القاضي بعض القواعد األجنبية طبقا لما تمليه قواعد االسناد‪ ،‬ألن‬
‫القاضي البد له من قواعد وطنية تحيله لتطبيق القانون األجنبي‪ ،‬باعتبار أن القاضي ال‬
‫المشرع الجزائري قواعد االسناد‬
‫ّ‬ ‫يلجأ لتطبيق القانون األجنبي من تلقاء نفسه‪ .‬وقد حدد‬
‫في القانون المدني من المواد‪ 9 :‬إلى ‪ 25‬منه‪.‬‬
‫المشرع الجزائري أجاز لألجنبي تطبيق قانونه الخاص وبالتالي‬‫ّ‬ ‫يشار إلى أن‬
‫الخروج عن مبدأ ''إقليمية القوانين'' وتطبيق مبدأ ''شخصية القوانين'' بشرط عدم‬
‫مخالفته لفكرة النظام العام واآلداب العامة تطبيقا لنص المادة ‪ 24‬من القانون المدني‪.‬‬
‫‪ ‬االستثناء الوارد على مبدأ ''إقليمية القوانين'' في قانون العقوبات‪ ،‬قد يكون‬
‫تطبيقا شخصيا له أو عينيا‪:‬‬
‫أ‪ .‬التطبيق الشخصي‪ :‬يعني سريان أحكامه على كل من يحمل جنسية الدولة التي‬
‫ارتكب جريمته خارج إقليمها‪ ،‬بمعنى أن قانون العقوبات الجزائري الذي ارتكب‬
‫جريمة خارج إقليم ال جزائر فإنه يعاقب أثناء عودته (على أساس مبدأ ''إقليمية‬
‫القوانين'') إلى الجزائر وفقا لنص المادة ‪ 2/3‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫ب‪ .‬التطبيق العيني‪ :‬يقصد بالتطبيق العيني لقانون العقوبات سريان أحكامه على كل‬
‫من يرتكب في الخارج جريمة تمس بأمن الدولة الجزائرية عن طريق تزوير‬
‫ع ملتها أو أوراقها الرسمية بغض النظر عن جنسية مرتكب الجريمة‪ ،‬في هذه‬
‫الحالة يعاقب الشخص ضمن اختصاص المحاكم الجزائية الجزائرية‪ ،‬ألنه يمس‬
‫بكيان الدولة الجزائرية‪ ،‬وهذا التطبيق على أساس الفعل المرتكب تطبيقا لنص‬
‫المادة ‪ 2/3‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫كما يطبق قانون العقوبا ت على الجرائم المرتكبة في الخارج‪ ،‬إذا كانت تدخل في‬
‫اختصاص المحاكم الجزائية في الجزائر‪ ،‬وإذا تم تطبيق قانون العقوبات إنما يطبق‬
‫تطبيقا شخصيا‪ ،‬وهذا باعتبار ان هذا الشخص لديه جنسية جزائرية‪.‬‬
‫المحاضرة السابعة‪:‬‬

‫الموضوع ‪ :3‬نطاق تطبيق القاعدة القانونية من حيث الزمان‬


‫تسري القاعدة القانونية من يوم إصدارها إلى غاية تاريخ إلغائه بقانون جديد‪،‬‬
‫غير أنه يصعب كثيرا وضع الحدّ الفاصل بين نطاق تطبيق القاعدة القانونية الملغاة‬
‫وتطبيق القاعدة القانونية الجديدة‪ ،‬أي يكون إشكال في استمرارية المراكز القانونية‬
‫لألشخاص‪.‬‬
‫‪ ‬إلغاء القاعدة القانونية‬
‫السلطة التي تملك اإللغاء هي السلطة التي أنشئت ذلك القانون أو سلطة أعلى منها‪،‬‬
‫بمعنى أخر ال يتم إلغاء القانون إال عن طريق قاعدة أخرى مساوية لها أو أعلى منها‬
‫وهذا طبقا لمبدأ ''تدرج القوانين''‪.‬‬
‫بالنسبة للقاعدة التشريعية يتم إلغاء التشريع األساسي بتشريع أساسي أخر‪ ،‬أما‬
‫التشريع العادي أو التشريع العضوي يتم إلغاؤه عن طريق تشريع عادي أو عضوي أو‬
‫تشريع أساسي‪ ،‬ويتم إلغاء التشريع الفرعي بواسطة تشريع أساسي أو عادي أو عضوي‬
‫أو تشريع فرعي أخر‪.‬‬
‫المالحظ أن العرف ال يلغ ي قاعدة تشريعية ألنه أدنى درجة منها‪ ،‬بالنسبة للقواعد‬
‫غير تشريعية فإذا كان القاضي يعمل بقاعدة دينية أو عرفية في حالة الفراغ التشريعي‪،‬‬
‫فإن ذلك يلغي بإصدار قاعدة تشريعية تحل محلها (الدينية أو العرفية)‪ ،‬أي العرف يلغى‬
‫باستبدال عرف جديد (ويجب له مدة طويلة ذلك أن له ركنين مادي ومعنوي)‪.‬‬
‫‪ ‬صور اإللغاء‬
‫يتم اإللغاء إما صراحة او ضمنيا‪:‬‬
‫‪ ‬اإللغاء الصريح‬
‫يتم النص صراحة على إلغاء قانون قديم مثال‪ :‬المادة ‪ 468‬من قانون العقوبات‬
‫الصادر بموجب األمر رقم ‪ 156-66‬في ‪ 8‬يونيو‪ 1966‬والتي تنص على أنّه‪'' :‬تلغى‬
‫جميع االحكام المخالفة لهذا االمر''‪.‬‬
‫حيث أن اإللغاء الصريح يتم بتوقيت سريان النص التشريع الجديد لمدة معينة‬
‫فيعتبر النص ملغى بمرور تلك المدة المحددة‪ ،‬ويطلق على هذا التشريع بالتشريع‬
‫المؤقت مثال‪ :‬يصدر المشرع قانون ينص على أنّه يسري لمدة سنتين (‪.)02‬‬
‫‪ ‬اإللغاء الضمني‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 2‬من القانون المدني يتم اإللغاء الضمني بأسلوبين هما‪:‬‬
‫المحاضرة السابعة‪:‬‬
‫أ‪ .‬التعارض بين قاعدة جديدة وقاعدة قديمة‬
‫اإللغاء يكون بالقدر الذي يرفع أو يزيل التعارض او التنافر بين القاعدتين‪ ،‬وقد‬
‫يكون جزئيا أو كليا وبقدر التعارض يكون اإللغاء‪.‬‬
‫إذا تعارضت القاعدتين كليا يكون اإللغاء تاما‪ ،‬أي البد أن يكون اإللغاء بين‬
‫القواعد المماثلة من حيث العمومية والخصوصية‪ ،‬فالحكم العام الجديد يلغي الحكم العام‬
‫القديم‪ ،‬والحكم الخاص الجديد يلغي الحكم الخاص القديم‪.‬‬
‫يشار في هذا الصدّد‪ ،‬إلى أن التماثل من حيث العمومية والخصوصية معناه أن‬
‫القاعدة القديمة تكون عامة والجديدة عامة‪ ،‬وقاعدة قديمة خاصة والجديدة خاصة‪ ،‬فإذا‬
‫كانت القاعدتين متماثلتين من حيث العمومية‪ ،‬فإن اإللغاء يكون تاما –عامة عامة؛‬
‫خاصة خاصة‪.‬‬
‫أما إذا كان التعارض بين حكم جديد خاص وحكم قديم خاص أو العكس فيبقى‬
‫الحكم العام هو األصل والخاص هو االستثناء‪ ،‬مثال‪ :‬الميراث والوصية وفقا للقانون‬
‫المشرع يصدر‬
‫ّ‬ ‫الجزائري تخضع كحكم عام قديم ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬غير أن‬
‫تشريع استثنائي أن األجانب يخضعون في مسائل الميراث والوصية لقانونهم الخاص‬
‫كحكم خاص استثنائي‪.‬‬
‫ب‪ .‬تنظيم نفس الموضوع من جديد‬
‫المشرع الجزائري موضوعا سبق وأن نظمه من قِبل يلغي النص‬ ‫ّ‬ ‫معناه إذا ن ّ‬
‫ظم‬
‫القديم ضمنيا إلغاء كليا حتى وإن لم تتعارض بعض قواعده مع القواعد الجديدة ألن‬
‫المشرع إلى إلغاء التنظيم السابق‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إعادة التنظيم الموضوع من جديد يعني اتجاه نية‬
‫مثال‪ :‬تنظيم قانون المحاماة‪.‬‬
‫‪ ‬تنازع التشريعات من حيث الزمان‬
‫لحسم مسألة التنازع بين التشريعات من حيث الزمان البد من إعمال وتطبيق مبدأين‬
‫أساسيين هما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مبدأ عدم رجعية القوانين‬
‫ّ‬
‫‪ .1‬مضمون المبدأ‬
‫يقصد بهذا المبدأ عدم سريان أحكام القانون الجديد على الماضي سواء بالنسبة‬
‫للوقائع التي حدثت أو المراكز القانونية التي تكون قد تكونة في ظل القانون القديم أو‬
‫بالنسبة لآلثار التي ترتبت على تلك الوقائع مثال المادة ‪ 2‬من القانون المدني يسري‬
‫على ما يحدث في المستقبل فقط دون أثر رجعي‪.‬‬
‫‪ .2‬أساس المبدأ‬
‫المحاضرة السابعة‪:‬‬
‫يستند أساس هذا المبدأ على اعتبار أخالقي وهو ضرورة تحقيق العدل بين‬
‫المواطنين‪ ،‬حيث ليس من المنطقي مطالبة أشخاص بتطبيق قانون صدر بعد حصولهم‬
‫على بعض المراكز القانونية‪ ،‬واعتبار عملي يتمثل في استقرار العالقات القانونية‪،‬‬
‫واعتبار منطقي حيث ليس من المنطق تكليف إنسان إال بالنسبة للمستقبل‪.‬‬
‫‪ .3‬مجال تطبيق المبدأ‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 2‬من القانون المدني التي تنص على أنّه‪'' :‬ال يسري القانون إال‬
‫على ما يقع في المستقبل وال يكون له أثر رجعي''‪ ،‬وفي المجال الجنائي تنص المادة‬
‫‪ 43‬من الدستور على أنّه‪'' :‬ال إدانة إال بمقتضى قانون صادر قبل ارتكاب الفعل‬
‫المجرم'' ‪ ،‬بمعنى ال يمكن أن ندين شخص أو نعاقبه قبل صدور قانون يدينه‪ ،‬وتضيف‬
‫المادة ‪ 1‬من قانون العقوبات أنّه‪'' :‬ال جريمة و ال عقوبة أو تدابير أمن بغير قانون''‪.‬‬
‫يظهر أن هذه المادة أساسية في تطبيق مبدأ عدم رجعية القوانين‪ ،‬إذا كان في المجال‬
‫المدني حتى يشير إلى قانون رجعي عكس القانون الجنائي فإن المشرع ال يمكن أن‬
‫يشير إلى قانون رجعي‪ ،‬بمعنى أن هذا المبدأ يقيد المشرع في المجال الجنائي‪ ،‬بحيث ال‬
‫يمكن أن يصدر قانون فيه عقوبة وأن يطبقه بأثر رجعي‪.‬‬
‫‪ .4‬االستثناءات الواردة على المبدأ‬
‫تتمثل االستثناءات الواردة على تطبيق هذا المبدأ فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬النص صراحة على رجعية القوانين‪ ،‬ألن مبدأ عدم رجعية القوانين ال يقيد‬
‫المشرع إال في المجال الجنائي والمالي ما عدا ذلك يستطيع أن ينص على‬
‫رجعية تشريع معين؛‬
‫‪ ‬التشريعات التفسيرية تصدر من السلطة التشريعية لرفع اللبس والغموض على‬
‫بعض النصوص السابقة فيكون لها أثر على الماضي ألنها جاءت لتفسير وشرح‬
‫النص القديم دون أن تأتي بأحكام جديدة؛‬
‫‪ ‬القانون الجنائي االصلح للمتهم عند إلغاء التجريم نطبق القانون الجديد وفي‬
‫جميع مراحل الدعوى العمومية ويمحو أثر الحكم ويفرج على المتهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ األثر المباشر والفوري للقانون الجديد‬
‫‪ .1‬مضمون المبدأ‬
‫يقتضي مضمونه امتداد سلطان القانون الجديد إلى كل ما يحدث من وقائع و ما‬
‫يتكون من مراكز قانونية في ظله‪.‬‬
‫‪ .2‬أساس المبدأ‬
‫يؤدي تطبيقه إلى منع ظاهرة ازدواج القانون الذي يحكم المراكز القانونية المتماثلة‬
‫(معناه بتطبيق األثر الفوري يسمح بتطبيق القانون الجديد بعد صدوره ونفاذه‪ ،‬أي يوقف‬
‫المحاضرة السابعة‪:‬‬
‫العمل بالقانون القديم والعمل بالقانون الجديد‪ ،‬وعليه فإن األساس الذي يستند عليه هذا‬
‫المبدأ هو أن إصدار تشريع جديد مكان تشريع قديم دليل على المصلحة المستهدفة من‬
‫تطبيق هذا القانون الجديد‪.‬‬
‫‪ .3‬االستثناءات الواردة على المبدأ‬
‫تتمثل هذه االستثناءات فيما يلي‪:‬‬
‫هو استمرار سريان القانون القديم في مجال العقود‪ ،‬أي المراكز القانونية التي‬
‫تكونة بموجب عقود أبرمت في ظل القانون القديم وظلت قائمة منتجة ألثارها بعد نفاذ‬
‫القانون الجديد‪ ،‬و هذا ما يعرف باألثر المستمر للقانون القديم‪.‬‬
‫أ‪ .‬الحلول التشريعية لبعض مسائل تنازع التشريعات من حيث الزمان تطبيقا‬
‫لمبدأين‬
‫‪ ‬في مجال االهلية‪ :‬التنازع الزماني المتعلق باألهلية (بلوغ سن الرشد)‪ ،‬بالنسبة‬
‫لألهلية هناك عنصرين‪:‬‬
‫‪ ‬أهلية الشخص‪:‬نطبق مبدأ األثر المباشر للتشريع الجديد‪ ،‬وبالتالي أي شخص لم‬
‫يبلغ هذا السن يصبح ناقص االهلية حتى لو كان راشدا في ظل التشريع القديم‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للتصرفات الشخص‪:‬نطبق مبدأ رجعية القوانين (أن أي تصرف وقع في‬
‫ظل قانون قديم يسمح بذلك) وهذا ما نجده في المادة ‪ 2/6‬من القانون المدني‪،‬‬
‫وبالتالي فإن تصرفات التي أبرمها وهي صحيحة تبقى صحيحة وعلى عكس‬
‫ذلك فإن التصرفات التي أبرمها في ظل التشريع القديم شخص كان ناقص‬
‫االهلية في حكمه تظل تلك التصرفات قابلة لإلبطال بمقتضى مبدأ عدم رجعية‬
‫القوانين ال يصحح تشريع الجديد تصرفا كان باطال في التشريع القديم‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫القانون القديم سن الرشد ‪ 21‬وشخص كان يبلغ ‪ 19‬سنة هذا الشخص تصرف‬
‫تصرفا قابل لإلبطال أي ليس صحيح‪ ،‬ثم جاء قانون نص على أن سن الرشد هو‬
‫‪ 19‬سنة هنا نطبق األثر المباشر للقانون الجديد وهنا يصبح راشدا‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للتصرف يطبق على مبدأ عدم رجعية القوانين ألنه عندما أبرم هذا العقد كان‬
‫ناقص االهلية وهذا التصرف يبقى قابل لإلبطال إال أجازه الوالي أو هو عندما‬
‫يبلغ سن الرشد ولكن يبقى قابل لإلبطال‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتصرفات نطبق مبدأ عدم رجعية القوانين‪ ،‬التصرف باطل بطالن‬
‫مطلق ال يجيزه عندما يكبر (بلوغ سن الرشد) في حين التصرفات األخرى يمكن أن‬
‫يجيزها‪.‬‬

You might also like