You are on page 1of 46

‫ر‬

‫ماست المنازعات والمهن القانونية‬


‫الفوج‪ :‬الثامن‬
‫الفصل‪ :‬األول‬
‫وحدة‪ :‬الفرنسية القانونية‬
‫عرض حول موضوع‪:‬‬

‫األصل التجاري‬
‫تحت رإشاف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد‪:‬‬
‫الدكتور محمد هنوش‬ ‫بقش‬‫• فدوى ر‬
‫ر‬
‫بوعشين‬ ‫• محمد‬
‫الناصتي‬
‫ر‬ ‫• محمد‬

‫الجامع‪2222/2222 :‬‬
‫ي‬ ‫الموسم‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الت تقع عىل الشخص التاجر بمناسبة ممارسته لنشاطه التجاري‪،‬‬
‫ي‬ ‫امات‬
‫االلت‬ ‫مقابل‬ ‫ف‬‫ي‬
‫فإن القانون قد اعتف للتاجر بمجموعة من الحقوق المرتبطة بممارسة النشاط التجاري‬
‫سواء كان شخصا ذاتيا أو اعتباريا‪ ،‬ولعل أهم هذه الحقوق األصل التجاري‪.‬‬
‫ز‬
‫يعتت األصل التجاري مؤسسة قانونية حديثة العهد حيث لم يظهر إال يف بداية القرن ‪91‬‬
‫ر‬
‫ز‬
‫المهتمي‬ ‫وكان إذ ذاك مفهوما فريدا وشادا قبل أن يصبح مألوفا لدى جمهور عريض من‬
‫حيث لم يكن األصل التجاري وحدة واقعية وال وحدة قانونية‪ ،‬وحقوقية قائمة الذات‬
‫ز‬
‫قانون خاص به وال‬ ‫ومستقلة عن العنارص المؤلفة لها‪ ،‬لم يكن بهذا الوصف يخضع لنظام‬
‫ي‬
‫تجري عليه الترصفات القانونية ألن الترصف كان يقع بالتفريد عىل العنارص المكونة له كال‬
‫عىل حدة‪.‬‬

‫إن طبيعة األصل التجاري واعتبارا ألهميته االقتصادية والقانونية‪ ،‬الزال يشكل جانبا مهما‬
‫الفقه‪ ،‬فاألصل التجاري يشكل إطارا قانونيا‬
‫ي‬ ‫من موضوعات الدراسة القانونية والنقاش‬
‫واقتصاديا لممارسة أي نشاط تجاري‪ ،‬حيث إىل جانب كونه مجاال تجتمع فيه مجموعة من‬
‫ز‬
‫والممتات ما يجعلها نظاما‬ ‫القواعد المنظمة للمؤسسة األصل التجاري لها من الخصائص‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫قانونيا فريدا من نوعه‪ .‬يشكل يف نفس الوقت ضمانة ودعامة لالئتمان والتمويل يف العالقات‬
‫ز‬
‫الدائني‪ ،‬وذلك راجع لقيمته االقتصادية‬ ‫ويعتت من ز‬
‫بي أهم الضمانات لدى‬ ‫ر‬ ‫االقتصادية‪،‬‬
‫والمالية‪.‬‬
‫ز‬
‫ولم يبدأ الحديث يف المغرب عن األصل التجاري إال مع صدور ظهت ‪ 9191‬المنظم لرهن‬
‫الفرنس لسنة ‪ ،9191‬وتطور القانون‬
‫ي‬ ‫وبيع األصل التجاري المنقول حرفيا عن القانون‬
‫التجاري مع مدونة التجارة الصادرة بتاري خ فاتح غشت ‪ 9111‬بموجب القانون رقم ‪،91.11‬‬
‫الثان ألحكام األصل التجاري من تعريف وخصائص وعنارص‪ ،‬ومن‬ ‫ز‬ ‫وخصص الكتاب‬
‫ي‬
‫الترصفات القانونية الواقعة عليه‪ ،‬أو الحماية المقررة له‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫ز‬
‫العلم‪ ،‬حيث تتجىل يف الدور الفعال‬
‫ي‬ ‫إن األصل التجاري له أهمية بالغة سواء عىل المستوى‬
‫ز‬
‫الذي يلعبه األصل التجاري يف الحياة االقتصادية‪ .‬بحيث أن الترصفات الواردة عليه من بيع‬
‫أكت من ذلك فاألصل التجاري له‬ ‫ورهن وغتها من شأنها أن تنعش الحياة االقتصادية‪ .‬بل ر‬
‫أهمية أيضا عىل المستور النظري‪ ،‬وتكمن هذه األهمية زف االهتمام الكبت الذي ز‬
‫يحظ به‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫والباحثي‪ ،‬وكذا تعدد الكتابات حوله‪.‬‬ ‫األصل التجاري من طرف الفقهاء‬

‫المنهج المعتمد‪:‬‬

‫التحليىل من خالل تحليل المقتضيات‬


‫ي‬ ‫لدراسة موضوع هذا العرض ارتأينا اعتماد المنهج‬
‫الواردة ز يف مدونة التجارة‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫ز ز‬
‫سنلتم يف موضوعنا هذا‬ ‫نظرا لتشعب الموضوع واتساع مجاالت تدخل األصل التجاري‪،‬‬
‫دراسة األحكام العامة لألصل التجاري وفق مقتضيات مدونة التجارة‪ ،‬تبعا لذلك فمقاربة‬
‫الموضوع محل الدراسة يدفعنا إىل طرح إشكالية رئيسية مفادها‪:‬‬

‫إىل أي حد استطاعة ر‬
‫المشع تنظيم أحكام األصل التجاري‬

‫وتتفرع عن اإلشكالية الرئيسية عدة تساؤالت فرعية‪:‬‬

‫‪ ‬مفهوم األصل التجاري‬

‫‪ ‬ما ي‬
‫ه الطبيعة القانونية لألصل التجاري‬

‫‪ ‬ما ي‬
‫ه عنارص األصل التجاري‬
‫الت ترد عىل األصل التجاري وأهم آثارها‬ ‫‪ ‬ما ي‬
‫ه العقود ي‬
‫‪ ‬كيف حم ر‬
‫المشع األصل التجاري‬

‫‪2‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫ز‬
‫مبحثي‪:‬‬ ‫ألجل دراسة الموضوع وتحليل اإلشكاليات المرتبطة به‪ ،‬ارتأينا تقسيم الموضوع إىل‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية األصل التجاري‬


‫الثان‪ :‬العقود الواردة عىل األصل التجاري والحماية المقررة له‬
‫ي‬ ‫‪ ‬المبحث‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية األصل التجاري‬
‫يكتس األصل التجاري أهمية بالغة باعتباره قوام الملكية التجارية والصناعية وعمودها‬
‫ي‬
‫الفقري‪ ،‬ويرجع ذلك إىل الكم الهائل للقضايا التجارية المتعلقة به‪ ،‬والمعروضة أمام المحاكم‬
‫التجارية المغربية‪.‬‬

‫ونظرا لألهمية االقتصادية والقانونية لألصل التجاري فإنه شكل والزال جانبا مهما من‬
‫القضان من‬
‫ي‬ ‫الفقه إىل جانب ما راكمه العمل‬
‫ي‬ ‫موضوعات الدراسة القانونية والنقاش‬
‫ز‬
‫اجتهادات ذات أهمية بالغة يف هذا الشأن‪ ،‬ولعل الحديث عن األصل التجاري يثت كثت من‬
‫تستدع الوقوف عندها‪.1‬‬
‫ي‬ ‫النقط‬

‫وعليه سنحاول من خالل هذا المبحث الحديث عن كل من مفهوم األصل التجاري‬


‫ز‬
‫الثان} للحديث عن‬
‫ي‬ ‫وطبيعته القانونية يف {المطلب األول}‪ ،‬عىل أن نخصص {المطلب‬
‫{عنارص األصل التجاري}‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األصل التجاري وطبيعته القانونية‬


‫ز‬
‫سنحاول من خالل هذا المطلب تناول كل من مفهوم األصل التجاري يف {الفقرة األوىل}‪،‬‬
‫عىل أن نخصص {الفقرة الثانية} للحديث عن الطبيعة القانونية لألصل التجاري‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬مفهوم األصل التجاري‬


‫ز‬ ‫التشيعات المعارصة‪ ،‬عمد ر‬
‫بخالف ر‬
‫المغرن إىل تعريف األصل التجاري يف المادة‬
‫ري‬ ‫المشع‬
‫‪ 91‬من مدونة التجارة‪ ،‬مقتحما مجال الفقه‪ ،‬الذي يتوىل عادة التعاريف‪ ،‬وهكذا عرفت‬
‫المادة أعاله األصل التجاري بكونه‪:‬‬

‫دجنت ‪،1999‬‬ ‫الدائني زف عمليات بيع األصل التجاري"‪ ،‬مجلة قانون وأعمال‪ ،‬العدد ز‬
‫الثان‪،‬‬ ‫ز‬ ‫‪ 1‬فريد لحرش‪" ،‬حماية‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الصفحة‪.79 :‬‬

‫‪4‬‬
‫"مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط‬
‫تجاري أو عدة أنشطة تجارية"‪.‬‬

‫فاألصل التجاري إذن مال منقول معنوي يتكون من مجموعة من العنارص المادية‬
‫الت يسخرها التاجر لممارسته النشاط التجاري‪ ،‬وهو يشكل وحدة قانونية‬
‫والمعنوية ي‬
‫مستقلة عن العنارص المكونة له‪.2‬‬

‫ماىل ينتج عنه وحدة‬ ‫ز‬


‫فبهذا التعريف السابق يتبي عىل أن األصل التجاري تجميع لكيان ي‬
‫ذات قيمة اقتصادية مستقلة‪ ،‬فالعنارص المكونة لها ال ترف إىل االستقالل عن ذمة التاجر‬
‫المستغل لألصل‪ ،‬بل تظل تشكل عنرصا من الضمان العام لدائنيه‪.‬‬

‫كالتاىل‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ز‬


‫ي‬ ‫ومن خالل ما ذكر يتبي لنا أن األصل التجاري له مجموعة من الخصائص ي‬

‫أوال‪ :‬مال منقول معنوي‬


‫ز‬
‫فاألصل التجاري أساسه فكرة معنوية ليس لها وجود مادي محدد كما هو الشأن يف‬
‫المنقوالت المادية وإنما تشكل منقوال معنويا يضم مجموعة من العنارص المادية والمعنوية‬
‫ز‬
‫ويتمت األصل التجاري كمال منقول معنوي بكونه له‬ ‫المخصصة لممارسة النشاط التجاري‪،‬‬
‫كيان مستقل عن العنارص المكونة له بحيث يجعله ذا قيمة اقتصادية محل حماية قانونية‬
‫الت تتم‬ ‫ر‬
‫من كل منافسة غت مشوعة كما هو الشأن بالنسبة لحماية ملكية األشياء المادية ي‬
‫حمايتها بواسطة دعوى االستحقاق‪.3‬‬

‫وباعتبار األصل التجاري مال منقول فإن العقار ال يدخل ضمن العنارص المكونة له‪ ،‬أي‬
‫أنه يبق مستقال عن العقار الذي يتم فيه استغالل هذا األصل حت ولو كان مملوكا لشخص‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫التاجر‪ ،‬فهذا األخت يكون له الترصف يف األصل التجاري يف استقالل عن العقار المملوك له‪،‬‬

‫المغرن الجديد‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة‬
‫ري‬ ‫‪ 2‬فؤاد معالل‪ ،‬رشح القانون التجاري‬
‫‪ ،1999‬الصفحة‪.919 :‬‬
‫لفروج‪ ،‬التاجر وقانون التجارة بالمغرب‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ،‬سنة ‪ ،9119‬الصفحة‪:‬‬
‫ر ي‬ ‫‪ 3‬محمد‬
‫‪.911‬‬
‫‪5‬‬
‫ز‬
‫بحيث يجوز له بيعه أو رهنه أو كراء حق استغالله للغت أو تقديمه حصة يف رشكة مع‬
‫احتفاظه بملكية عقاره‪ .‬وإذا أراد بيع هذا األخت أي العقار فما عليه إال أن ريتم عقدا مستقال‬
‫الت تكون محل لألصل التجاري‪.‬‬
‫عن الترصفات القانونية ي‬

‫ثانيا‪ :‬ارتباط األصل التجاري بممارسة نشاط تجاري‬

‫يلزم طبقا للمادة ‪ 91‬من مدونة التجارة ارتباط استغالل األصل التجاري بممارسة نشاط‬
‫ز‬
‫تجاري عىل وجه االعتياد أو االحتاف‪ ،‬فاألصل التجاري كفكرة قانونية تجد سندها يف حماية‬
‫ز‬
‫دائت التاجر من جهة أخرى‪.‬‬
‫مركز التاجر ومؤسسته التجارية من جهة وتقوية مركز ي‬

‫وعليه فإن أصحاب المهن الحرة ال يتوفرون عىل أصل تجاري بالرغم من مزاولة نشاطهم‬
‫ز‬
‫الت يتكون منها عادة األصل‬
‫يف مكاتب وعيادات قد تستجمع بعض العنارص العادية والمنوية ي‬
‫يكتس طابعا مدنيا وليس تجاريا‪.‬‬
‫ي‬ ‫التجاري ذلك أن نشاطهم‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطبيعة القانونية لألصل التجاري‬

‫اختلف الفقه ز يف تحديد طبيعته القانونية حيث تتبلور ز يف هذا الشأن ثالث نظريات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نظرية المجموعة القانونية لألموال أو الذمة المستقلة‬

‫يعتت مجموعة قانونية من األموال‬


‫يذهب أنصار هذه النظرية إىل أن األصل التجاري ر‬
‫تضم الحقوق والديون الناشئة عن النشاط التجاري الذي يستغل فيه‪ ،‬أي أن األصل التجاري‬
‫وفقا لهذه النظرية يشكل بذاته ذمة مالية مستقلة عن الذمة المالية للتاجر مما يجعله ضمانا‬
‫ز‬
‫للديون التجارية الخاصة به دون الديون المدنية المتتبة يف ذمة التاجر‪ ،‬وهو ما يسمح‬
‫لباف دائنيه بديون تجارية‪.4‬‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫بتفادي مزاحمة الدائني العاديي للتاجر ي‬

‫وإذا كانت هذه النظرية تسىع إىل تعزيز اإلئتمان التجاري فإنها تتعارض مع مبدأ وحدة‬
‫ز‬ ‫الذمة المالية للشخص تاجرا كان أو غت تاجر‪ ،‬والمعتمد زف ر‬
‫التشيعات كما هو الشأن يف‬ ‫ي‬

‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫‪4‬‬


‫محارصات يف القانون التجاري‪ ،‬مطبعة قرطبة‪ ،‬سنة ‪ ،1991/1991‬الصفحة‪ 11 :‬و‪.999‬‬ ‫المصطق الخطيب‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫المغرن‪ ،‬والذي بموجبه تكون للشخص ذمة مالية واحدة تشكل ضمانا لكافة ديونه‬
‫ري‬ ‫القانون‬
‫بي ما إذا كانت مدنية أو تجارية‪ ،‬فجميع أموال التاجر بما فيها األصل التجاري‬ ‫ز‬
‫تميت ز‬ ‫دون‬
‫ضامنة للوفاء بديونه أيا كانت طبيعتها وفق ما تنص ليه مقتضيات الفصل ‪ 9119‬من ظهت‬
‫ز‬
‫االلتامات والعقود‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية المجموعة الواقعية لألموال‬

‫يعتت ذمة مالية مستقلة عن‬


‫ذهب جانب من الفقه إىل أن األصل التجاري وإن كان ال ر‬
‫ذمة صاحبه فإنه يشكل مجموعة واقعية من األموال يتم رصدها كلها بهدف تحقيق غرض‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫مشتك يتمثل يف استغالل األصل التجاري‪ ،‬وهو ما يجعل منه ما ال خاصا يف ذمة التاجر له‬
‫الت يخضع‬
‫كيان مستقل عن العنارص المكونة له وتخضع من تم ألحكام مختلفة عن األحكام ي‬
‫لها كل عنرص عىل حدة‪ .‬وهذه النظرية عىل هذا النحو وإن عملت عىل إبراز تشكل األصل‬
‫التجاري من اتحاد مجموعة عنارص مادية ومعنوية فإنها لم تحدد الطبيعة القانونية‬
‫لمجموعة األموال الت يتشكل منها األصل التجاري والت ز‬
‫أضق عليها ر‬
‫المشع حماية قانونية‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫خاصة لما لها من قيمة اقتصادية‪.5‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية الملكية المعنوية‬

‫بموجب هذه النظرية يرى أغلب الفقه ومعه القضاء إىل أن األصل التجاري يشكل ماال‬
‫ز‬
‫منقوال يندرج ضمن الذمة المالية لصاحبه ويخوله حق استغالله واالحتجاج به يف مواجهة‬
‫مشوعة وذلك باعتباره صاحب حق ملكية‬ ‫الكافة عن طريق حمايته من كل منافسة غت ر‬

‫معنوية عليه تسم الملكية التجارية‪.6‬‬


‫ز‬
‫واألصل التجاري باعتباره ماال منقوال معنويا ليس له يف ذاته أي وجود مادي وإنما يستند‬
‫ز‬
‫إىل فكرة معنوية مرتبطة باالستمرار يف استغالله‪ ،‬وأن أي توقف عن مزاولة النشاط التجاري‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة‪.999 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫لفروج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.911 :‬‬ ‫‪6‬‬


‫ر ي‬ ‫محمد‬
‫‪7‬‬
‫ز‬
‫تتمت بالدوام وال تسقط ملكيتها‬ ‫الت‬
‫المرتبط به تتتب عنه زواله عىل خالف األشياء المادية ي‬
‫بعدم االستعمال‪.‬‬

‫المشع‬ ‫ز‬
‫القانون لألصل التجاري بصفته ماال منقوال معنويا هو ما تبناه ر‬ ‫ولعل هذا التصور‬
‫ي‬
‫ز‬
‫المغرن يف مدونة التجارة الجديدة حيث لم يجعل من األصل التجاري مجموعة قانونية من‬
‫ري‬
‫األموال أي له ذمة مالية مستقلة‪ ،‬وإنما كحق ملكية معنوية تعود للتاجر كأحد مكونات ذمته‬
‫الما لية وهو ما يجعل الديون الناجمة عن النشاط التجاري ال تظهر ضمن العنارص المكونة‬
‫لألصل التجاري‪.7‬‬

‫الثان‪ :‬عنارص األصل التجاري‬


‫ي‬ ‫المطلب‬

‫يتكون األصل التجاري من مجموعة من العنارص المادية (البضائع‪ ،‬اآلالت‪،‬‬


‫ز‬
‫التجهتات‪ )...‬والمعنوية (الزبائن‪ ،‬حق الكراء‪ ،‬الشعار أو العالمة التجارية‪ ،‬االسم براءة‬
‫االختاع‪ )...‬المخصصة لممارسة النشاط التجاري‪ ،‬وهو يهدف أساسا إىل تكوين حصيلة من‬
‫ز‬
‫القانون الخاص به‪،‬‬ ‫الزبائن وتنميتها‪ ،‬وإذا كان لكل عنرص من العنارص المكونة له كيانه‬
‫ي‬
‫وقيمته االقتصادية الذاتية‪ ،‬فإنه من مجموع العنارص‪ ،‬وعن طريق عملها متحدة تتكون‬
‫ز‬
‫المتمت وقيمته‬ ‫ز‬
‫القانون‬ ‫ه األصل التجاري الذي له بدوره كيانه‬
‫ي‬ ‫وحدة مستقلة قائمة بذاتها ي‬
‫االقتصادية الذاتية‪.8‬‬
‫ز‬ ‫ز ز‬
‫ستى يف هذا المطلب العنارص المادية لألصل التجاري يف {الفقرة األوىل} عىل أن‬ ‫وعليه‬
‫نخصص {الفقرة الثانية} للعنارص المعنوية المكونة له‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬العنارص المادية لألصل التجاري‬


‫ز‬
‫تنحرص العنارص المادية لألصل التجاري مبدئيا يف األثاث التجاري والمعدات واألدوات‬
‫الت لها ارتباط باستغالل األصل التجاري {أوال} والبضائع {ثانيا}‪.‬‬
‫ي‬

‫ز‬
‫المصطق الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.999 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.911 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪8‬‬
‫أوال‪ :‬األثاث التجاري والمعدات واألدوات‬

‫نصت المادة ‪ 09‬من مدونة التجارة عىل األثاث التجاري والمعدات واألدوات كعنارص‬
‫مادية ز يف األصل التجاري‪.‬‬

‫ويقصد باألثاث التجاري جميع األشياء الالزمة الستغالل المتجر أو المحل التجاري‬
‫ز‬
‫التجهتات‪،‬‬ ‫عموما وسته‪ ،‬واآلالت الكاتبة واآلالت الصناعية واألجهزة اإللكتونية وغتها من‬
‫وسيارات النقل‪ ،‬والرفوف‪ ،‬وعموما كل منقول من غت البضائع الزم لالستغالل التجاري تبعا‬
‫لنوعية النشاط الذي يزاوله‪.‬‬
‫ز‬
‫ولألدوات والمعدات دور كبت يف بعض األنشطة‪ ،‬وذلك بالنظر لتطور التقنيات إىل حد‬
‫األساس لألصل التجاري‬
‫ي‬ ‫أن مجرد حيازة أدوات جد متخصصة‪ ،‬يمكن أن يشكل العنرص‬
‫بالنظر لكونه يعد الوسيلة الكفيلة الستقطاب الزبائن والحفاظ عليهم‪.9‬‬
‫ز‬
‫ويجعل القول أن هذه العنارص المادية المتمثلة يف األثاث التجاري والمعدات واألدوات‬
‫قد تكتس أهمية كبتة بالنسبة لألصل التجاري كما هو الشأن بالنسبة للمصانع أو ر‬
‫لشكات‬ ‫ي‬
‫النقل‪ ،‬إال أنها قد ال تكون لها إال قيمة ثانوية بالنسبة للمحالت التجارية بمعناها الضيق‪ ،‬أو‬
‫ال تكون لها أهمية أية قيمة كما ز يف مكاتب السمشة والوساطة والوكالة بالعمولة‪.‬‬

‫ز‬
‫وتنبىع اإلشارة إىل أن المنقوالت المادية المذكورة قد تتحول من معدات وأدوات الزمة‬
‫ي‬
‫ز‬
‫لالستغالل إىل بضائع‪ ،‬يف حالة ما إذا كان وجودها بالمحل التجاري ليس من أجل استخدامها‬
‫ز‬
‫يف التجارة والصناعة وإنما من أجل البيع أو من أجل التصنيع بهدف البيع‪ ،‬فاآلالت الكاتبة‬
‫أو أجهزة الكمبيوتر مثال تكون من المعدات واألدوات بالنسبة لمؤسسة بنكية أو لمكتب‬
‫ز‬
‫التجهتات واألدوات الالزمة‬ ‫األعمال‪ ،‬وقد تكون من البضائع بالنسبة للمتجر الذي تباع فيه‬
‫ز‬
‫لتجهت المكاتب واإلدارات‪.‬‬

‫عش والخامس ر‬
‫عش‪ ،‬سنة‬ ‫‪ 9‬الطيب بن لمقدم‪" ،‬عنارص األصل التجاري"‪ ،‬مجلة البحوث‪ ،‬العدد المزدوج الرابع ر‬
‫‪ ،1991/1991‬الصفحة‪.911 :‬‬
‫‪9‬‬
‫ز ز‬ ‫ز‬
‫الت يتألف‬
‫فالعتة يف التميت بي البضائع والمعدات كعنرص من العنارص المادية ي‬
‫ر‬ ‫وهكذا‬
‫ز‬
‫منها األصل التجاري تكمن يف الغرض الذي ترصد له المعدات واألدوات‪ ،‬سواء تمثل هذا‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الغرض يف البيع والتصنيع من أجل البيع‪ ،‬أو انحرص يف استعمالها يف استغالل األصل‬
‫التجاري‪.10‬‬

‫ثانيا‪ :‬البضائع‬

‫يقصد بالبضائع األشياء الموضوعة بالمحل الذي يستغل فيه األصل التجاري أو‬
‫ز‬
‫بالمستودعات التابعة لهذا المحل – أي مجموع المخزونات – سواء يف ذلك أكانت هذه‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫تتمت به‬ ‫األشياء يف صورة مواد أولية يف شكل مواد كاملة الصنع‪ ،‬أو نصف مصنعة‪ ،‬ومما‬
‫البضائع بوصفها عنرصا أساسيا ز يف بعض الحاالت‪ ،‬وال تكون بهذا الوصف ز يف حاالت أخرى‪.‬‬
‫ز‬
‫وبالرغم من أن للبضائع قيمة مهمة يف تقدير مالءة مالك أو مستغل األصل التجاري فإنها‬
‫ز‬
‫تعتت من العنارص الدائمة أو الثابتة يف تكوين األصل التجاري لكونها معدة للبيع‪ ،‬مما يؤثر‬
‫ال ر‬
‫فيها بالتغيت من يوم آلخر‪ ،‬وبعبارة أخرى فإن حجم البضائع يرتفع وينخفض تبعا لشعة‬
‫ز‬
‫دوران رأس المستثمر يف استغالل األصل التجاري‪ .‬األمر الذي يجعلها تتسم بعدم الثبات‬
‫واالستقرار‪.‬‬

‫وه قابلة للتلف والهالك الشي ع‪ ،‬وعىل‬


‫وتعد البضائع من األشياء القابلة الستهالك‪ ،‬ي‬
‫الت يشملها‬ ‫‪11‬‬
‫هذا األساس جاءت المادة ‪ 999‬من مدونة التجارة لتستبعدها من العنارص ي‬
‫رهن األصل التجاري‪.‬‬

‫ز‬
‫لفروج‪ ،‬األصل التجاري‪ ،‬عنارصه وطبيعته القانونية كما يستغل يف إطار التسيت الحر‪ ،‬سلسلة القانون‬ ‫ر ي‬ ‫‪ 10‬محمد‬
‫والممارسة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدرا البيضاء‪ ،‬سنة ‪ ،1991‬الصفحة‪.919 :‬‬
‫يىل‪:‬‬ ‫ز‬ ‫‪11‬‬
‫جاء يف الفقرة األوىل من المادة ‪ 999‬من مدونة التجارة ما ي‬
‫"ال يجوز أن يشمل رهن األصل التجاري سوى العنارص المحددة يف المادة ‪ 02‬باستثناء البضائع"‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العنارص المعنوية لألصل التجاري‬

‫من خالل مقتضيات المادة ‪ 09‬من مدونة التجارة يالحظ عىل أن العنارص المعنوية‬
‫ز‬
‫لألصل التجاري تؤدي دورا هاما يف تحديد القيمة المالية لألصل التجاري‪ ،‬وهذه العنارص‬
‫ورصوري لتواجد األصل التجاري {أوال}‪ ،‬ومنها ما هو ثانوي واختياري‬‫منها ما هو أساس ز‬
‫ي‬
‫{ثانيا}‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العنارص المعنوية األساسية لألصل التجاري‬

‫يىل‪:‬‬
‫وه المتمثلة أساسا فيما ي‬
‫هذه العنارص نصت عليها المادة ‪ 09‬من مدونة التجارة‪ ،‬ي‬
‫‪ – 1‬الزبائن والسمعة التجارية‬

‫يقصد بالزبائن مجموعة من األشخاص الذين يتعاملون مع المتجر بصورة دائمة أو‬
‫عرضية‪ ،‬ويتصلون به لثقة المستغل وحسن أخالقه ومعاملته وصدقه‪.‬‬

‫ز‬
‫خاصي باألصل التجاري‪ ،‬يرتبطون به‬ ‫ويجب للقول بوجود عنرص الزبائن أن يكونوا‬
‫لباف العنارص‬ ‫ر‬
‫مباشة بفضل ما استطاع أن يكتسبه من سمعة عن طريق التوظيف المالئم ي‬
‫ز‬ ‫األخرى‪ ،‬أما إذا كان التاجر ز‬
‫يكتق بإستغالل زبائن غته‪ ،‬فهو يف هذه الحالة ال يكتسب األصل‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الت تستغل يف إطار‬
‫التجاري الفتثاد عت الزبائن‪ ،‬وذلك كما هو الشأن بالنسبة للمحالت ي‬
‫الكتى‪.12‬‬
‫التسيت الحر لألصل التجاري كغالبية محطات البتين‪ ،‬والمراكز التجارية ر‬
‫ويقصد بالسمعة التجارية‪ ،‬قدرة المتجر عىل استقطاب الزبائن بسبب شهرته أو موقعه‪13‬‬

‫ز‬
‫التميت بينهما‪،‬‬ ‫ويرتبط عنرص السمعة التجارية ارتباطا وثيقا بعنرص الزبائن‪ ،‬إىل درجة صعوبة‬
‫الت يتمتع بها المحل التجاري‪.‬‬
‫ذلك أن تكوين رصيد من الزبائن يتوقف عىل السمعة ي‬
‫مت ز‬
‫بي هذين العنرصين‪ ،‬من كون أن الرصيد من الزبائن يشكل من‬ ‫غت أن الفقه مع ذلك ز‬
‫العمالء القارين الذين اعتادوا التعامل مع التاجر‪ ،‬زف ز‬
‫حي أن عنرص السمعة التجارية‪ ،‬يقصد‬ ‫ي‬

‫فؤاد معالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.911 :‬‬ ‫‪12‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة‪.979 :‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪11‬‬
‫ز‬
‫العرضيي‪ ،‬بسبب موقعه أو اسمه أو عالمته‬ ‫به قدرة األصل التجاري عىل اجتذاب الزبائن‬
‫أو شعاره التجاري بما تنطوي عليه من سمعة‪.14‬‬
‫ر‬
‫الت يستعملها التاجر‬
‫‪ – 2‬العالمات ي‬
‫هذه العالمات يستعملها التاجر من أجل التعريف به‪ ،‬أو إعطاء الفرصة لزبنائه للتم ز‬
‫يت‬
‫لتميت منتوجه عن منتوج سواه ويندرج ضمن هذه العالمات كل من اإلسم‬‫ز‬ ‫بينه ز‬
‫وبي غته أو‬
‫وسنعظ فكرة موجزة عن كل عنرص‬
‫ي‬ ‫التجاري والشعار وعالمات الصنع أو التجارة أو الخدمة‬
‫يىل‪:‬‬
‫من هذه العنارص عىل حدة‪ ،‬فيما ي‬

‫أ – اإلسم التجاري‬

‫ز‬
‫لتميته عما سواه من المتاجر والذي‬ ‫هو اإلسم الذي يطلقه التاجر عىل محله التجاري‬
‫من خالله يزاول به نشاطه التجاري ويوقع به أوراقه ومطبوعاته المتعلقة بهذا النشاط‪ ،‬كما‬
‫الت قد‬ ‫ز‬
‫يكتبه عىل مدخل المتجر أو المؤسسة لتميته عن غته من المتاجر والمؤسسات ي‬
‫تماري نفس النشاط‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وتتم حماية هذا اإلسم بقيده يف السجل التجاري‪ ،‬كما ورد ذلك يف المادة ‪ 99‬من مدونة‬
‫التجارة‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫فتسجيل اإلسم يف السجل التجاري يدخل يف تكوين األصل التجاري باعتباره عنرصا من‬
‫عنارصه المعنوية ومن تم‪ ،‬يستفيد صاحبه من الحماية القانونية ضد أي تقليد‪ ،‬بحيث ال‬
‫ز‬
‫يمكن ألي شخص آخر أن يستعمل نفس االسم التجاري المسجل يف السجل التجاري‪،‬‬
‫الت تمارس من طرف صاحب هذا االسم‪.15‬‬
‫لمتجر تزاول فيه تجارة مماثلة لتلك ي‬

‫لفروج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.911 :‬‬ ‫‪14‬‬


‫ر ي‬ ‫محمد‬
‫الطيب بن لمقدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.911 :‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪12‬‬
‫ب – الشعار‬

‫ز‬
‫لتميت محله التجاري عن غته من المحالت‬ ‫يقصد به الرمز الذي يستخدمه التاجر‬
‫التجارية‪ ،‬والغالب أن يتخذ هذا الرمز شكل رسم أو صورة أو إشارة للفت انتباه الجمهور إىل‬
‫باف المتاجر ال سيما تلك المزاولة لنفس النشاط‪.‬‬ ‫ز‬
‫الت تمت المحل التجاري عن ي‬
‫الخاصية ي‬

‫الت يستعملها‬ ‫ز ز‬ ‫ز‬


‫وينبىع التميت بي الشعار كرمز للمحل التجاري والعالمة التجارية ي‬
‫ي‬ ‫هذا‬
‫ز‬
‫تميتا لها عىل غتها من البضائع والمنتوجات‬ ‫التاجر ويضعها عىل منتوجاته وبضاعته‬
‫تعتت من حقوق الملكية‬
‫ر‬ ‫وه بذلك ‪-‬العالمة‪-‬‬
‫المشابهة لها ولتسهيل التعرف عليها‪ ،‬ي‬
‫ز‬
‫تحظ بحماية قانونية خاصة مت تم إيداعها وتسجيلها لدى المكتب‬ ‫الت‬ ‫الصناعية‪16‬‬
‫ي‬
‫الدوىل للملكية الصناعية وذلك بغاية تمتعيها‬
‫ي‬ ‫المغرن للملكية الصناعية وكذا لدى المكتب‬
‫ري‬
‫بالحماية الدولية‪.‬‬

‫يمت منتوجا سلعة كان أو خدمة عن غته‪ ،‬وتشتمل‬ ‫وعليه فالعالمة التجارية ه كل ما ز‬
‫ي‬
‫عىل وجه الخصوص األسماء المتخذة شكال ز‬
‫ممتا‪ ،‬واإلمضاءات والكلمات والحروف واألرقام‬
‫والرموز وعناوين المحال والصور والنقوش البارزة ومجموعة األلوان الت تتخذ شكال ز‬
‫ممتا‬ ‫ي‬
‫وخاصا‪.‬‬

‫‪ – 2‬الحق يف الكراء‬
‫ز‬
‫الحق يف الكراء هو الحق الذي يتمتع به التاجر عىل العقار الذي يمارس فيه تجارته إذ‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫يمارس التاجر يف الغالب تجارته يف محل ال يملكه‪ ،‬ولكن يستغله عىل وجه الكراء‪ ،‬ولما كان‬
‫الزبائن من العنارص األساسية لألصل التجاري وكان الحفاظ عليهم يتطلب الحفاظ عىل‬
‫ز‬
‫المحل الذي اعتاد التاجر استقبالهم فيه‪ ،‬فإن القانون قد اعتف للتاجر بالحق يف اإليجار‪،‬‬
‫وحم ذلك الحق بحيث خالفا للقواعد العامة الت ز‬
‫تقض بانتهاء عقد اإليجار بانقضائه‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫يىل‪:‬‬ ‫‪16‬‬
‫عرفت المادة ‪ 977‬من القانون ‪ 99.19‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية عالمة الصنع أو التجارة أو الخدمة بما ي‬
‫طبيع أو معنوي‪."...‬‬‫ي‬ ‫تميت منتجات أو خدمات شخص‬ ‫الخط تكمن من ر‬‫ي‬ ‫"كل إشارة قابلة للتجسيد‬
‫‪13‬‬
‫مدته (الفصل ‪ 119‬من ظهت ز‬
‫االلتامات والعقود) فإن القانون خول للتاجر المكتي حسب‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫النية الحق يف تحديد عقد الكراء أو الحصول عىل التعويض يف حالة رفض التجديد من قبل‬
‫المكري‪.‬‬
‫ز‬
‫وتتفاوت القيمة المالية للحق يف الكراء‪ ،‬كعنرص معنوي من عنارص األصل التجاري‪ ،‬تبعا‬
‫لموقع المحل وأهميته ز يف اجتذاب الزبائن‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫والحق يف الكراء المنصوص عليه يف الفقرة الثانية من المادة ‪ 09‬من مدونة التجارة‪ :‬هو‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ذلك الحق المخول للتاجر‪ ،‬المستأجر للعقار الذي ر‬
‫يباش فيه تجارته‪ ،‬من جهة‪ ،‬يف البقاء يف‬
‫ز‬
‫هذا العقار عن طريق تمتيعه بتعويض عادل عن اإلخالء يف حالة رفض المؤجر تجديد عقد‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الت يعمل فيها‬ ‫الكراء عند انتهاء مدته‪ ،‬ومن جهة أخرى يف التنازل عن الكراء للغت يف الحالة ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫عىل الترصف يف األصل التجاري بالبيع أو بأحد أوجه الترصف المنصوص عليها يف المادة ‪09‬‬
‫من مدونة التجارة‪ ،‬كتقديم األصل التجاري حصة ز يف رشكة أو بتخصيصه بالقسمة أو بالمزاد‪.‬‬
‫ز‬
‫وال يع رتت الحق يف الكراء قائما بوصفه عنرصا من عنارص األصل التجاري إال إذا توافرت‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫الشوط المنصوص عليها يف القانون ‪ 11.91‬المتعلق بكراء المحالت المعدة لالستغالل‬
‫ز‬
‫الحرف‪.‬‬
‫ي‬ ‫الصناع أو التجاري أو‬
‫ي‬

‫ثانيا‪ :‬العنارص الثانوية لألصل التجاري‬

‫كما هو الحال العنارص المعنوية األساسية لألصل التجاري‪ ،‬فقد نصت ‪ 09‬من مدونة‬
‫التجارة عىل العنارص المعنوية الثانوية لألصل التجاري‪ ،‬وذلك عىل سبيل المثال‪ ،‬وسنقترص‬
‫عىل الحقوق والديون والرخص اإلدارية وحقوق الملكية الصناعية أو األدبية الفنية الملحقة‬
‫باألصل‪ ،‬كأهم العنارص المعنوية الثانوية لألصل التجاري‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ – 1‬الحقوق والديون‬

‫إن حقوق وديون المستغل تبق شخصية وال تنتقل بانتقال األصل التجاري حت ولو‬
‫وه بذلك تشكل عنرصا من عنارص األصل التجاري ونالحظ أن‬
‫كانت مرتبطة باالستغالل‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫والنش والكراء‪.‬‬ ‫ز‬
‫والتأمي‬ ‫مختلف العقود تنتقل مع األصل كعقد العمل‬
‫ز‬
‫القانون لرب العمل‪،‬‬ ‫فعقد العمل ال يتأثر بتغيت رب العمل‪ ،‬حيث إذا طرأ تغيت المركز‬
‫ي‬
‫بي المالك الجديد‬‫فإن جميع عقود العمل الجارية زف يوم حصول هذا التغيت تستمر ز‬
‫ي‬
‫وبي عماله (الفصل ‪ 911‬من ظهت ز‬
‫االلتامات والعقود)‪.‬‬ ‫للمشوع ز‬‫ر‬

‫السء‬ ‫التأمي زف الشيان بقوة القانون لفائدة الحائز زف حالة تفويت ر‬


‫ز‬ ‫كما يستمر عقد‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ر‬ ‫المؤمن‪ .‬وينتقل عقد ر‬
‫للناش‪ ،‬ويبق للمؤلف وحده الحق يف‬ ‫النش بانتقال األصل المملوك‬
‫الفسخ إذا كان من شأن انتقال األصل التجاري المساس بمصالحه المادية والمعنوي‪.17‬‬
‫ز‬
‫أما بخصوص انتقال عقد الكراء‪ ،‬فإن الحق يف الكراء قابل للترصف فيه مع األصل برمته‬
‫أو بصورة منفردة‪.‬‬

‫‪ – 2‬الرخص اإلدارية‬

‫من ز‬
‫الرصوري التوفر عىل رخص إدارية أو امتيازات الستغالل بعض األنشطة التجارية‪،‬‬
‫عت الطرقات‬
‫والرخصة هنا تعد عنرصا من عنارص األصل التجاري‪ ،‬كالتخيص بالنقل ر‬
‫ورخصة االستغالل‪ ،‬ال يمكن التنازل عنها بالتنازل عن األصل‪ ،‬وذلك نظرا لكونها تمنح‬
‫للمستهلك شخصيا كما يدخل ضمن الرخص اإلدارية السماح لبعض الجهات بفتح محالت‬
‫لبيع الخمور مثال‪.‬‬

‫الطيب بن لمقدم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪.910 :‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ – 2‬حقوق الملكية الصناعية أو األدبية أو الفنية الملحقة باألصل‬

‫وتشكل هذه الحقوق جزءا من كل ما يسم بالملكية الفكرية‪ ،‬ويتعلق األمر بمجمل‬
‫الحقوق المعتف بها للمخت ز‬
‫عي عىل اكتشافاتهم‪ ،‬وترتكز هذه الحقوق عىل االستغالل‬
‫االستئثاري لبعضها من طرف مالك األصل التجاري‪ ،‬وذلك بهدف الوصول إىل أقض حد‬
‫ز‬
‫الت تمنحها الدولة يف‬ ‫ممكن من الزبائن‪ .‬ومن هذه الحقوق براءة االختاع‪ ،‬ي‬
‫وه الشهادة ي‬
‫المغرن للملكية الصناعية لمن توصل إىل اختاع جديد لمنتوج جديد‪ ،‬أو‬
‫ري‬ ‫شخص المكتب‬
‫إىل اكتشاف لطريقة جديدة للحصول عىل إنتاج قديم‪.‬‬

‫أيضا من حقوق الملكية الصناعية أو األدبية أو الفنية الملحقة باألصل هناك الرسوم‬
‫وتعظ المنتوجات الصناعية رونقا‬ ‫والنماذج وه تلك المبتكرات الت تتم بالطابع ز‬
‫الفت‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫جميال وشكال جذابا ز‬
‫يمتها عن غتها من السلع والمنتجات المماثلة‪.‬‬

‫يعتت رسما صناعيا كل تجميع‬


‫وحسب مدلول المادة ‪ 991‬من القانون رقم ‪ 99.19‬ر‬
‫اع‪ ،‬فهو كل صورة تشكيلية تخالطها أو ال تخالطها‬
‫للخطوط أو األلوان‪ ،‬أما النموذج الصن ي‬
‫خطوط أو ألوان‪.‬‬
‫ز‬
‫والرسوم والنماذج تمنح صاحبها دون صاحبها دون سواه الحق يف استغاللها وبيعها رشط‬
‫المغرن للملكية الصناعية‪.‬‬
‫ري‬ ‫إيداعها عىل الشكل المتطلب قانونا لدى المكتب‬
‫وتخول مجمل حقوق الملكية الصناعية أو األدبية أو الفنية الملحقة باألصل التجاري‬
‫عت دعوى التقليد‪.18‬‬
‫ألصحابها احتكار استغاللها‪ ،‬كما تكون محط حماية ر‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة‪.911 :‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪16‬‬
‫الثان‪ :‬العقود الواردة عىل األصل التجاري والحماية المقررة له‬
‫ي‬ ‫المبحث‬

‫شكل األصل التجاري وحدة اقتصادية ال تسمح فقط للتاجر بالحصول عىل األرباح من وراء‬
‫وبالتاىل يحق‬
‫ي‬ ‫عملية االستغالل‪ ،‬بل تتيح له أيضا استخدام األصل كموضوع تجارة اقتصادية‪،‬‬
‫له الترصف فيه ويشت طرق الترصف كالبيع أو الرهن‪.‬‬

‫ز‬
‫متمت وقيمة اقتصادية ومالية‬ ‫ز‬
‫قانون‬ ‫وإن األصل التجاري كمال منقول معنوي له كيان‬
‫ي‬
‫ر‬
‫بالمشع إىل اقتاح حماية قانونية خاصة عليه وعىل العنارص‬ ‫ذاتية ومستقلة مما حدي‬
‫ز‬
‫المادية والمعنوية المكونة له‪ ،‬ويتجىل ذلك بالخصوص يف حماية األصل التجاري من‬
‫المشوعة وذلك عن طريق دعوى المنافسة غت ر‬
‫المشوعة‪.‬‬ ‫المنافسة غت ر‬

‫ز‬
‫مطلبي‪ ،‬سنخصص (المطلب األول) لبعض العقود‬ ‫لذلك سنقسم هذه المبحث إىل‬
‫الثان) للحماية القانونية المقررة لألصل التجاري‪.‬‬
‫ي‬ ‫الواردة عىل األصل التجاري‪ ،‬و(المطلب‬

‫المطلب األول‪ :‬العقود الواردة عىل األصل التجاري‬


‫تناولت مدونة التجارة زف القسم ز‬
‫الثان من الكتاب ز‬
‫الثان العقود المتعلقة باألصل التجاري‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫وه البيع والرهن‪ ،‬وتقديم األصل التجاري حصة يف رشكة وأختا عقد التسيت الحر والذي‬ ‫ي‬
‫تم تنظيمه ألول مرة بموجب مدونة التجارة الجديدة‪.‬‬

‫الت تكتسيها هذه الترصفات القانونية الواردة عىل األصل التجاري لما لها‬
‫ونظرا لألهمية ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫من دور يف تعزيز االئتمان والثقة يف الميدان التجاري فإننا سنتناول يف هذا المبحث الضوابط‬
‫الت تحكم أهم هذه العقود عىل اعتبار أن كل عقد عىل حدة هو موضوع‬
‫القانونية األساسية ي‬
‫دراسة متخصصة‪.‬‬

‫لذلك ارتأينا تخصيص كل من (الفقرة األوىل) لدراسة عقد بيع األصل التجاري‪ ،‬لنتناول‬
‫بعد ذلك عقد رهن لألصل التجاري (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬عقد بيع األصل التجاري‬

‫ز‬
‫االلتامات والعقود يتوىل تنظيم عقد البيع بشكل عام (الفصول ‪190‬‬ ‫األصل أن قانون‬
‫ز‬
‫االلتامات والعقود) غت أن طبيعة األصل التجاري كمنقول معنوي مركب‬ ‫‪ 190‬من قانون‬
‫من عنارص مختلفة (مادية ومعنوية) وبحكم نوع االستغالل التجاري الذي يستهدفه‪ ،‬خصه‬
‫دجنت ‪ 9191‬الذي يتضمن قواعد وأحكام خاصة ببيع األصل‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المشع التجاري بظهت ‪79‬‬
‫التجاري ورهنه‪ ،‬وأختا صدرت مدونة التجارة الت خصت األصل التجاري بالكتاب ز‬
‫الثان‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫من المدونة مستعرضة األحكام المنظمة لعقد بيع ورهن والتسيت الحر لألصل التجاري‪.‬‬

‫المشع لعملية بيع األصل التجاري بأحكام خاصة تضمنت رشوطا شكلية‬ ‫ر‬ ‫ويأن تنظيم‬
‫ي‬
‫ز‬
‫طرف العقد البائع من جهة من خالل ضمان حصوله‬
‫ي‬ ‫وأخرى موضوعية وذلك بغاية حماية‬
‫ز‬
‫عت ضمان‬ ‫الت يكون فيها مؤجال والمشتي من جهة أخرى ر‬‫عىل ثمن البيع يف الحالة ي‬
‫ز‬
‫دائت التاجر‬
‫استحقاقه لكافة عنارص األصل التجاري المشمولة بالبيع‪ ،‬وأختا حماية حقوق ي‬
‫البائع باعتبار أن األصل التجاري يشكل ضمانا خاصا لهم إن لم يكن الغالب الضمان الوحيد‬
‫لحقوقهم‪.‬‬
‫ز‬
‫وتتجسد يف عقد البيع هذا مجموعة من المصالح‪:19‬‬

‫يلتم بطبيعة الحال بسداد ديون البائع‪ ،‬ويشتي ماال يتعذر‬ ‫‪ ‬مصلحة المشتي الذي ال ز‬
‫ز‬
‫وبالتاىل يسىع البائع أو من‬
‫ي‬ ‫يف العادة تحديد قيمته بشكل دقيق فضال عن تقلب أسعاره‪،‬‬
‫يتعاملون لحسابه إىل رفعها باستمرار‪.‬‬
‫ز‬
‫وبالتاىل يحتاج إىل‬
‫ي‬ ‫‪ ‬مصلحة البائع الذي ال يتلق يف العادة سداد نقديا كامال لمستحقاته‪،‬‬
‫مستقبىل محتمل للمشتي‪.‬‬ ‫ز‬
‫ي‬ ‫إعسار‬ ‫حال‬ ‫ف‬‫حماية خاصة ي‬

‫‪ 19‬زهت نعيم‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬التاجر‪ ،‬األنشطة التجارية‪ ،‬األصل التجاري‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،1991‬الصفحة ‪.191‬‬
‫‪18‬‬
‫يعتت األصل بالنسبة إليهم عنرصا هاما من أصول المدين‬
‫دائت البائع‪ ،‬الدين ر‬‫‪ ‬مصلحة ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫وبالتاىل ينشدون حماية خاصة يف حالة بيع األصل بثمن منخفض أو بنقص‬‫ي‬ ‫التاجر‪،‬‬
‫متعمد ز يف القيمة عن طريق إخفاء جزء من الثمن‪.‬‬
‫الرصائب الت تستخلص واجبات التسجيل وكذا ز‬
‫الرصائب المستحقة عىل فائض‬ ‫‪ ‬مصلحة ز‬
‫ي‬
‫وه واجبات تثمن مت ارتفعت‬
‫القيمة ‪ plus-values‬المتصل بتفويت األصل التجاري‪ ،‬ي‬
‫قيمة تصويت األصل التجاري‪.‬‬
‫ز‬
‫سنقترص يف هذه الفقرة الحديث عىل رشوط بيع األصل التجاري (أوال)‪ ،‬وأيضا آثار بيع‬
‫األصل التجاري (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ر‬
‫الشوط الشكلية‬

‫والت‬ ‫الشوط الموضوعية‬‫ليكون بيع األصل التجاري صحيحا وجب احتام إىل جانب ر‬
‫ي‬
‫وجب توفرها زف كل العقود وه الرضا واألهلية والمحل والسبب‪ ،‬ر‬
‫الشوط الشكلية الخاصة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ببيع األصل التجاري‪.‬‬

‫الت تضمنتها المواد من ‪ 190‬إىل ‪ 190‬من قانون‬


‫يخضع بيع األصل التجاري ألحكام البيع ي‬
‫ز‬
‫االلتامات والعقود‪ ،‬بالمقابل تركز المواد ‪ 09‬وما يليها من مدونة التجارة عىل المقتضيات‬
‫الشكلية عىل حساب المقتضيات الموضوعية‪ ،‬حيث حددت مجموعة رشوط شكلية يجب‬
‫أن تجتمع لصحة وقانونية عقد البيع‪.‬‬

‫‪ ‬رشط الكتابة‪:‬‬

‫تبدأ المادة ‪ 09‬من مدونة التجارة بالنص عىل أنه‪" :‬يتم بيع األصل التجاري أو تفويته وكذا‬
‫ز‬ ‫تقديمه حصة زف ر‬
‫عرف‪"...‬‬
‫ي‬ ‫أو‬ ‫رسم‬
‫ي‬ ‫بعقد‬ ‫اد‬
‫ز‬ ‫بالم‬ ‫أو‬ ‫بالقسمة‬ ‫تخصيصه‬ ‫أو‬ ‫كة‬
‫ش‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ومن خالل هذا النص يكون ر‬
‫المشع قد خرج عىل المبدأ العام السائد يف عقود البيع وهو‬
‫ه نتيجة‬
‫ادن البائع والمشتي‪ ،‬ومع ذلك فإن شكلية الكتابة ي‬
‫انعقاد العقد صحيحا بتوافق إر ي‬
‫منطقية‪ ،‬يطلبها القانون لنشأة حق امتياز البائع عىل األصل التجاري خصوصا إذا كان الثمن‬
‫‪19‬‬
‫مؤجال ‪ -‬ألجل اقتضاء الثمن نتيجة طبيعية ز‬
‫اللتام البائع والمشتي بشهر البيع وتسجيله‬
‫ليكون نافذا زف مواجهة ز‬
‫دائت البائع‪.20‬‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫من خالل المادة ‪ 09‬فإن عقد بيع األصل التجاري يتضمن مجموعة من البيانات محددة‬
‫التاىل‪:‬‬
‫عىل النحو ي‬
‫ز‬
‫تميت ثمن العنارص المعنوية والبضائع‬ ‫‪-1‬اسم البائع وتاري خ عقد البيع ونوعيته وثمنه مع‬
‫والمعدات‪.‬‬

‫‪ 1‬حالة تقييد االمتيازات والرهون المقامة عىل األصل‪.‬‬

‫الحاىل واسم وعنوان المكري‪.‬‬


‫ي‬ ‫‪ 7‬وعند االقتضاء‪ ،‬الكراء وتاريخه ومدته ومبلغ الكراء‬

‫‪ 1‬مصدر ملكية األصل التجاري‪.‬‬


‫ز‬ ‫وإذا كانت المادة ‪ 09‬ز‬
‫عرف‪ ،‬فإن النص ال‬
‫رسم أو ي‬
‫ي‬ ‫تقض أن يتم بيع األصل التجاري بعقد‬
‫ي‬
‫يحدد ما إذا كانت الكتابة رشط إثبات أو رشط صحة العملية‪ ،‬ومع ذلك يرى فاألستاذ محمد‬
‫المشيس أن الكتابة زرصورية ز يف أي عقد يهم األصل التجاري قياسا عىل حالة العقار‪.‬‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫العلم‬
‫ي‬

‫اعتتنا أن الكتابة ليس إال رشط إثبات عىل اعتبار غياب جزاء البطالن واعتماد مبدأ‬
‫وإذا ر‬
‫ز‬
‫حرية اإلثبات فإننا نهمل صالحية األطراف يف المطالبة بإبطال العقد ومتطلبات تسجيل‬
‫ز‬
‫العقد وكذا إجراءات الشهر وتسجيل المشتي يف السجل التجاري حيث يجد عقوبات تطال‬
‫أطراف عقد البيع لهذا يعد أن رشط الكتابة يفرض نفسه عىل األقل بالنسبة لالحتجاج بعقد‬
‫وبالتاىل حماية المشتي ضد تعسفات البائع‪ ،‬أو ترصفات غت مرغوب فيها لألغيار‪.21‬‬
‫ي‬ ‫البيع‪،‬‬

‫ز‬
‫يتعي‬ ‫الت‬ ‫ز‬ ‫ر‬
‫المغرن بعدما أن أوجب كتابة العقد وحدد البيانات الرصورية ي‬
‫ري‬ ‫والمشع التجاري‬
‫أن يشتمل عليها‪ ،‬منح للمشتي أحقية المطالبة من القضاء خالل أجل ال يتعدى سنة من‬
‫تاري خ عقد البيع الترصي ح بإبطال عقد البيع أو التخفيض من الثمن مت كان هذا األخت غت‬

‫ز ز‬
‫الوجت يف القانون التجاري‪ ،‬مكتبة األنوار‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،1919‬الصفحة ‪.19‬‬ ‫‪ 20‬نجيم اهتوت‪،‬‬
‫‪ 21‬زهت نعيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.119‬‬
‫‪20‬‬
‫ز‬
‫مشتمال عىل أحد البيانات المنصوص عليها يف المادة ‪ 09‬من مدونة التجارة‪ ،‬أو كانت‬
‫ز‬
‫البيانات المذكورة يف العقد غت صحيحة ومن خالل ما سبق يبدو من الناحية العملية أن‬
‫ز‬
‫الطرفي لحقوقهما‬ ‫أساس النعقاد بيع األصل التجاري خصوصا إلثبات‬
‫ي‬ ‫رشط الكتابة أمر‬
‫الت تقع عىل كل واحد منهما‪ ،‬سواء قبل بعضهما البعض أو قبل الغت‪.22‬‬ ‫ز‬
‫وتحديد االلتامات ي‬
‫‪ ‬شهر عقد بيع األصل التجاري‪:‬‬

‫ز‬
‫العاديي تحديدا من‬ ‫ز‬
‫الدائني‬ ‫كل بيع ألي مال من طرف شخص مدين يؤدي إىل حرمان‬
‫غت أصحاب الضمانات العينية إن وجدوا‪ ،‬من جانب هام من ضماناتهم‪ ،‬صحيح أن األصل‬
‫ز‬
‫التجاري يعوضه الثمن يف الذمة المالية للبائع‪ ،‬بيد أن النقود يسهل إخفاؤها ويصعب التنفيذ‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫عليها عمليا أو حجرها‪ ،‬وتزداد المخاطر تعقيدا يف حالة بيع األصل التجاري الذي يمثل يف‬
‫العادة كامل أصول التاجر‪.23‬‬

‫ويعتت األصل التجاري زف العادة المال الوحيد ذي القيمة المرتفعة من ز‬


‫بي أموال المدين‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الدائني من ضمانهم كما أن إخفاء‬ ‫ز‬
‫خق أو شي ع‪ ،‬من شأنه أن يجرد‬
‫وبالتاىل فاعتماد عقد بيع ي‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الدائني بعدم سداد مستحقاتهم‪.‬‬ ‫جزء من الثمن يهدد‬
‫ز‬ ‫لذلك باإلضافة إىل رشط الكتابة استلزم ر‬
‫المشع يف المادة ‪ 07‬من مدونة التجارة إشهار عقد‬
‫البيع األصل التجاري من خالل مجموعة من اإلجراءات تتضمن بعد التسجيل لدى إدارة‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫العرف لدى كتابة ضبط المحكمة‬ ‫ي‬ ‫الرسم أو‬
‫ي‬ ‫الرصائب وإبداع نسخة أو نظت من العقد‬
‫ز‬
‫الت يستغل يف دائرتها األصل التجاري أو المؤسسة الرسمية لألصل‪ ،‬وذلك داخل‬ ‫المختصة ي‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫يىل ذلك تقييد مستخرج من العقد يف السجل‬ ‫أجل خمسة عش يوما من تاريخه‪ ،‬ثم ي‬
‫ز‬ ‫التجاري‪ ،‬وبعد هذه المرحلة تتم عملية ر‬
‫نش المستخرج المعتمد يف السجل التجاري بكامله‬
‫وف إحدى الجرائد المخول لها ر‬‫ز‬ ‫ز‬
‫نش اإلعالنات القانونية عىل‬ ‫وبدون أجل يف الجريدة الرسمية ي‬

‫‪ 22‬نجيم اهتوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.19‬‬


‫‪ 23‬زهت نعيم‪ ،‬موجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.117‬‬
‫‪21‬‬
‫بي اليوم الثامن والخامس ر‬
‫عش بعد‬ ‫نفقة األطراف‪ ،‬مع تجديد ر‬
‫النش بسىع من المشتي ز‬
‫ي‬
‫ر‬
‫النش األول‪.24‬‬

‫ز‬
‫دائت البائع من جهة غت إحاطتهم بالبيع حت‬ ‫ر‬
‫وترم كل إجراءات النش والشهر إىل حماية ي‬
‫ي‬
‫الت يخولها األصل التجاري لديونهم‪ ،‬ومن جهة أخرى إشعار‬
‫ال يتم حرمانهم من الضمانات ي‬
‫دائت المشتي باالمتياز الذي قد يكون مقررا للبائع عىل األصل التجاري المبيع ضمانا‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫الستفاء ثمن البيع أو ما تبق منه‪ ،‬وهو ما سنبينه من خالل دراسة أثار بيع األصل التجاري‪.‬‬

‫إن أهمية الشهر الذي شددت عليه المادتان ‪ 07‬و‪ 01‬من مدونة التجارة ال تتوقف عند‬
‫إخبار األغيار الذين يهمهم األصل التجاري‪ ،‬ودفعهم إىل ممارسة حقوقهم‪ ،‬بل إنه ر‬
‫ينس‬
‫لصالحهم امتيازات جديدة خارجة عن إطار القانون العام بما يؤمن فعالية حقيقية‬
‫ألوضاعهم‪.25‬‬
‫ز‬ ‫كما أن تعدد طرق الشهر توضح رغبة ر‬
‫المشع يف تجنب ووضع حد شي ع لالعتاضات عىل‬
‫الت تطال وضعه‬
‫نيع األصل التجاري من طرف األغيار وكذا حماية المشتي من التهديدات ي‬
‫الجديد حسب المادة ‪ 2601‬من مدونة التجارة‪ ،‬وال رتتأ ذمة المشتي تجاه األغيار إذا دفع‬
‫النش وفق الشكل المحدد أو قبل انرصام أجل خمسة ر‬
‫عش‬ ‫الثمن للبائع من دون أن ر‬
‫يباش ر‬

‫اع التقييدات والتعرضات‪.‬‬


‫يوما أو من دون أن ير ي‬

‫ثانيا‪ :‬آثار بيع األصل التجاري‬


‫ز‬
‫ه ذاتها أو يف جانب كبت منها ال‬
‫معلوم أن اآلثار المتتبة عىل عقد البيع بصفة عامة‪ ،‬ي‬
‫تختلف عن اآلثار المتتبة عىل عقد بيع األصل التجاري‪ ،‬لذلك سوف نقترص عىل ذكر ما‬
‫يتعلق فقط بعقد بيع األصل التجاري من آثار وينفرد بها بحكم طبيعته الخاصة كمنقول‬

‫الوجت زف القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬حقوق ز‬


‫والتامات البائع‪ ،‬مكتبة دار العرفان اكادير‪،‬‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المصطق الخطيب‪،‬‬ ‫‪24‬‬
‫ي‬
‫الطبعة محينه ‪ ،1991‬الصفحة ‪.911‬‬
‫‪ 25‬زهت نعيم‪ ،‬موجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.111‬‬
‫النش وفق الشكل المحدد‬ ‫‪ 26‬جاء زف المادة ‪ " :01‬ال رتتا نمة المشتي تجاه األغيار إذا دفع الثمن للبائع من دون أن ر‬
‫يباش ر‬
‫ي‬
‫اع التقييدات والتعرضات"‪.‬‬ ‫ر‬
‫أو قبل انرصام أجل خمسة عش يوما أو من دون أن ير ي‬
‫‪22‬‬
‫معنوي مركب من عنارص مختلفة وبحكم نوع االستغالل التجاري الذي يستهدفه ومن هذه‬
‫اآلثار‪:‬‬

‫لدائت البائع‪:‬‬
‫ي‬ ‫‪1‬ـ اآلثار بالنسبة‬
‫ز‬
‫رغبة يف تفادي حرمان البائع لدائنيه من حقوقهم ألزمت المادة ‪ 09‬من مدونة التجارة‬
‫ز‬
‫برصورة إيداع ثمن البيع لدى جهة مؤهلة قانونا لالحتفاظ بالودائع‪ ،‬يتعلق األمر من خالل‬
‫ز‬
‫والمحامي وصناديق‬ ‫ز‬
‫الموثقي‬ ‫الحاىل بالمؤسسات البنكية والمالية أو‬ ‫استقراء ر‬
‫التشي ع‬
‫ي‬
‫ز ز‬
‫الدائني يف منحهم حق االعتاض عىل أداء الثمن‬ ‫المحاكم وتتجىل مظاهر حماية مصالح‬
‫يكق لسداد‬ ‫تبي لهم أنه ال ز‬
‫للمدين البائع وحق زياد السدس عىل ثمن البيع إذا ما ز‬
‫ي‬
‫مستحقاتهم وذلك ز يف سبيل تملك األصل لحسابهم أو لحساب غتهم‪.‬‬
‫ر‬
‫االعتاضات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بعد إبرام عقد بيع األصل التجاري يكون الثمن غت متاح ‪ ،indisponible‬بطبيعة الحال‬
‫ويتم تكريس هذه الخاصية وتأكيدها مت تم إنجاز اعتاض بكيفية قانونية‪ ،‬فاالعتاض يعد‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫تىل‬
‫الت ي‬
‫بالنسبة للدائني المعتضي عدم إمكانية الترصف يف ثمن البيع حت بعد ‪ 99‬أيام ي‬
‫القيام بإجراء الشهر‪.‬‬

‫ومت تم التعرض خالل المدة القانونية‪ ،‬ز‬


‫التم المشتي بعدم دفع الثمن إىل البائع وكل تفع‬
‫يعتت غت دي أثر ز يف مواجهة الغت‪.‬‬
‫مخالف ر‬
‫ز‬
‫القانون يؤدي إىل تجميد ثمن البيع عند الجهة المودع‬ ‫إن القيام باالعتاض خالل األجل‬
‫ي‬
‫وبالتاىل ال يمكنه أن يدفع الثمن إىل البائع‬
‫ي‬ ‫لديها أو بيد المشتي إذا لم يكن قام باإليداع بعد‬
‫قبل رفع التعرض‪.27‬‬
‫ز‬
‫وبطبيعة الحال فإن التعرض هو بمثابة ادعاء للحق يف تحصيل مبلغ الدين قبل البائع غت‬
‫ز‬
‫دع به وأحيانا قد يكون االدعاء يف حد ذاته غت‬
‫أن ثمن البيع قد يتجاور أحيانا الدين الم ي‬

‫‪ 27‬زهت نعيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.177‬‬


‫‪23‬‬
‫صحيح‪ ،‬ولذلك سمح ر‬
‫المشع للبائع أن يتقدم بعد انرصام ‪ 99‬أيام عىل المهلة المقررة لقبول‬
‫قاص المستعجالت بطلب لقبض الثمن رغم التعرض‪ ،‬عىل أن يودع البائع‬‫ي‬ ‫التعرضات لدى‬
‫قاص‬ ‫ز‬ ‫الت تعرض أصحابها يحدده‬
‫ي‬ ‫لدى كتابة الضبط مبلغا كافيا للوفاء بالديون ي‬
‫ز‬
‫الدائني‬ ‫المستعجالت مت ثبت الدين باعتاف من البائع أو بموجب حكم‪ ،‬ويستفيد‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الدائني الذين لم يتعرضوا‪ .28‬ومت‬ ‫المتعرضي بحق األفضلية عىل المبلغ يف مواجهة بقية‬
‫قاص‪.‬‬‫دفع المشتي الثمن للبائع بناء عىل أمر من ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫استثت رصاحة مكري العقار من ممارسة حق االعتاض من أجل استيفاء‬ ‫بيد أن ر‬
‫المشع‬
‫مبالغ األكرية سواء كانت حارية أو مستحقة مستقبال م ‪ 01‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪ ‬حق المزايدة يف الثمن‪:‬‬


‫ز‬ ‫أجار ر‬
‫المشع يف المادة ‪ 11‬من مدونة التجارة لكل دائن متعرض أن يطلع عىل عقد البيع‬
‫وعىل التعرضات بكتابة ضبط المحكمة وذلك داخل أجل خمسة ر‬
‫عش يوما المخصصة‬
‫تبي له أن ثمن البيع يقل عن القيمة الحقيقية لألصل التجاري أو أنه ال‬‫للتعرضات‪ ،‬فإذا ز‬

‫ني جاز له االعتاض عىل ذلك الثمن وأن يعرض رشاءه لألصل‬ ‫يكق لتسديد مطالب الدائ ز‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫الرئيس لألصل التجاري دون أن‬
‫ي‬ ‫الثمن‬ ‫عىل‬ ‫السدس‬ ‫البيع‬ ‫ثمن‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫التجاري وذلك بأن يزيد‬
‫يشمل البضائع والمعدات غت أن ر‬
‫المشع استبعد امكانية المطالبة بزيادة السدس مت تم‬
‫ز ز‬
‫العلت يف مثل هذه الحالة ال يكون ثمن البيع‬
‫ي‬ ‫بيع األصل التجاري قضائيا أو بعد بيع بالمزاد‬
‫ز‬ ‫محددا باتفاق ز‬
‫بي البائع والمشتي بل أن البيع يتم يف إطار تتحقق فيه الضمانات الكافية‬
‫ز‬
‫الدائني من أي تالعب قد يقدم عليه البائع‪.29‬‬ ‫الحماية‬

‫ز‬
‫العلت بمشاركة األشخاص الذين‬ ‫غت أنه وبزيادة الدائن المتعرض للسدس يجري المزاد‬
‫ي‬
‫الكىل للبيع األول‬
‫ي‬ ‫يودعون لدى كتابة الضبط كفالة مالية بمبلغ ال يقل عن نصف الثمن‬
‫المعلن عنه‪ ،‬وال عن جزء ثمن البيع نفسه المشتط أداؤه ناجزا بإضافة الزيادة عليه (المادة‬

‫‪ 28‬نجيم اهتوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.17‬‬


‫ز‬
‫المصطق الخطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.911‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ 11‬من مدونة التجارة) وبإجراء المزاد تنتقل أثار التعرضات إىل ثمن المزايدة‪ ،‬ويكون للدائن ز‬
‫ي‬
‫النهان‪.‬‬
‫ي‬ ‫استيفاء حقوقهم من ثمن البيع‬

‫‪2‬ـ اآلثار بالنسبة للبائع‪:‬‬

‫‪ ‬امتياز البائع‬

‫يتمتع البائع بحق امتياز عىل جميع ز‬


‫دائت المشتي والتحصيل ثمن المبيع مت توفرت‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الشوط التالية‪:30‬‬
‫ز‬
‫أن يفيد يف السجل التجاري أن البيع قد تم بالسلف‪ ،‬وأن الثمن يدفع أقساطا وكيفية الوفاء‬
‫بهذه األقساط‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫يتكرر التقييد يف كتابة ضبط كل محكمة يوجد يف دائرتها فرع يشمله بيع األصل التجاري‬
‫ز‬ ‫وال داع إىل شهر أو ر‬
‫نش ذلك التقييد يف الجريدة الرسمية أو غتها المسموح لها بذلك خالفا‬ ‫ي‬
‫لما هو األمر عليه ز يف شهر البيع‪.‬‬

‫تعي عنارص األصل التجاري الضامنة للوفاء بالثمن‪ ،‬وإال اقترص الضمان أو االمتياز عىل‬ ‫ز‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫العنارص المبنية يف عقد البيع الذي تم شهره وإذا لم تكن العنارص مبنية يف العقد ورد االمتياز‬
‫ز‬
‫عىل االسم التجاري والشعار والحق يف الكراء والزبناء والسمعة التجارية‪.31‬‬

‫ز‬
‫يعي تحديد من كل عنرص من عنارص األصل التجاري المباعة‪ ،‬المادية منها والمعنوية‪،‬‬
‫وذلك حت يتم خصم كل قسط يسدد أو يدفع من ثمن البضائع أوال‪ ،‬ثم من ثمن المعدات‬
‫وأختا من ثمن العنارص المعنوية وهذا التتيب تضمنته المادة ‪ 19‬مدونة التجارة وهو النظام‬

‫‪ 30‬نجيم اهتوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.11‬‬


‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫ون للضمانات المنقولة‬ ‫الوطت االلكت ي‬
‫ي‬ ‫‪ 31‬جاء يف المادة ‪ 19‬من مدونة التجارة‪ " :‬يخضع امتياز البائع للتقييد يف السجل‬
‫ر ز‬
‫للنش يف الجرائد ‪.‬ال يتتب االمتياز إال عىل عنارص االصل التجاري المبينة‬ ‫طبقا للمادة ‪ 979‬بعده‪ ،‬وال يخضع هذا التقييد‬
‫ز‬ ‫وف التقييد‪ ،‬فإذا لم ز‬‫ز‬ ‫ز‬
‫يعي ذلك عىل وجه الدقة شمل االسم التجاري والشعار والحق يف الكراء والزبناء والسمعة‬ ‫يف عقد البيع ي‬
‫متمتة بالنسبة لعنارص االصل التجاري المعنوية وللبضائع وللمعدات ‪.‬يمارس امتياز البائع الذي‬ ‫ز‬ ‫التجارية ‪.‬توضع أثمان‬
‫ز‬
‫يضمن هذه األثمان أو ما تبق منها بتميت عىل األثمان الخاصة بإعادة بيع البضائع والمعدات وعنارص األصل المعنوية ‪.‬‬
‫بالرغم من كل اتفاق مخالف فإن األداءات الجزئية غت الناجزة نقدا تخصم أوال من ثمن البضائع ثم من ثمن المعدات ‪.‬‬
‫يتعي تجزئ ثمن إعادة البيع المعروض عىل التوزي ع إذا كان ينطبق عىل عنرص أو عدة عنارص لم يتضمنها البيع األول"‪.‬‬ ‫ز‬

‫‪25‬‬
‫العام‪ ،‬بحيث ال يجور االتفاق عىل خالفه‪ ،‬ولعل ر‬
‫المشع قصد من وراء هذا التتيب تحرير‬
‫العنارص المادية من امتياز البائع أوال‪ ،‬وتحقيق مصلحة الغت ومصلحة كل من البائع‬
‫والمشتي‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫يتعي تقييد حقوق البائع يف السجل التجاري خالل مهلة أقصاها ‪ 91‬يوما تبتدئ من تاري خ‬
‫عقد البيع‪ ،‬وهو ما سيجعل تلك الحقوق ثابتة من اليوم الذي تم فيه البيع أصال‪ ،‬واالحتجاج‬
‫بالتاىل بها ز يف مواجهة الكافة بما فيها التسوية القضائية أو التصفية القضائية‪.‬‬
‫ي‬

‫‪ ‬دعوى الفسخ‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫تم التنصيص رصاحة عىل حق البائع يف إقامة دعوى الفسخ أثناء تقييد االمتياز يف السجل‬
‫ز‬
‫يعت أن حق الفسح‬
‫التجاري مع عدم إمكان ممارستها تجاه الغت بعد انقضاء االمتياز وهو ما ي‬
‫يتبع بالنسبة للغت حق االمتياز فإذا سقط حق االمتياز لعدم تسجيله أو عدم تجديده سقط‬
‫حق الفسخ ز يف مواجهة الغت حائز األصل التجاري‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الدائني المقيدين عىل األصل يف‬ ‫وجب عىل البائع إلقامة دعوى الفسخ أن يبلغ بذلك‬
‫السجل التجاري قبل إقامة الدعوى‪ ،‬ونفس الحكم يشي عىل حالة الفسخ بقوة القانون كما‬
‫يقض بفسخه عند عدم أداء الثمن أو إذا حصل البائع عىل فسخ‬ ‫لو تضمن العقد رشطا ز‬
‫ي‬
‫ز ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المقيمي يف مواطنهم‬ ‫الدائني‬ ‫يتعي عىل البائع تبليغ‬ ‫رضان من طرف المشتي حيث‬‫ي‬
‫المختارة بهذا الفسح والذي ال يصت نهائيا إال بعد مرور ‪ 79‬يوما عىل هذا التبليغ‪.32‬‬

‫هذا ويتتب عن فسخ البيع رضائيا أو قضائيا استداد البائع لجميع عنارص األصل التجاري‬
‫الت شملها البيع مع احتساب ثمن البضائع والمعدات المتواجدة بالمحل التجاري بعد‬
‫ي‬
‫ختة حضورية رضائية كانت أو قضائية حسب المادة ‪ 999‬من المدونة‪.‬‬
‫تقديرها بواسطة ر‬

‫ز‬ ‫ز‬
‫للدائني المقيدين‬ ‫‪ 32‬جاء يف المادة ‪ 999‬من مدونة التجارة‪ " :‬يجب عىل البائع الذي يمارس دعوى الفسخ أن يبلغ ذلك‬
‫ز‬
‫ثالثي يوما من التبليغ"‪.‬‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫عىل األصل يف الموطن الذي اختاروه يف تقييداتهم ‪.‬ال يصدر الحكم إال بعد‬
‫‪26‬‬
‫ر‬
‫للمشتي‪:‬‬ ‫‪ 7‬اآلثار بالنسبة‬

‫األساس الذي يقع عىل المشتي هو دفع الثمن المتفق عليه‪ ،‬وإذا كان الثمن معجال‬ ‫ز‬
‫االلتام‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫تنقض‬
‫ي‬ ‫وتم تسجيل البيع يف السجل التجاري‪ ،‬فإنه عليه أن يتيث يف أدائه إىل البائع إىل أن‬
‫مهلة التعرض (‪ )91‬يوما من دون أن يتعرض أحد‪ ،‬ويدفعه عندئذ وال مسؤولية عليه تجاه‬
‫ز‬
‫دائت البائع‪ ،‬أما إذا دفعه مع وجود متعرض أو دفعه قبل انرصام أجل ‪ 91‬يوما المقررة‬
‫ي‬
‫ز‬
‫للتعرض‪ ،‬فإن األصل التجاري يبق ضامنا لديون البائع‪ ،‬وتنحرص كل حقوقه يف الرجوع عىل‬
‫هذا األخت بكل مبلغ دين يسدده عوضا عنه باعتباره الضامن لكل استحقاق يقع عىل‬
‫المبيع‪.33‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عقد رهن األصل التجاري‬

‫رهن األصل التجاري هو عقد بموجبه يخصص األصل التجاري لضمان أداء دين‪ ،‬وهو يتيح‬
‫للتاجر بطبيعة الحال الحصول عىل قروض بأن يضع األصل التجاري كضمان ز‬
‫اللتامه‪.‬‬

‫إذا كان ر‬
‫المشع قد عرف الرهن الحيازي‪ ،34‬فإنه لم يعرف رهن األصل التجاري‪ ،‬بل أن‬
‫التخىل عن‬ ‫لمشع لم يتناول أحكام عقد رهن األصل التجاري ضمن أبواب الرهن دون‬ ‫ا ر‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫واكتق‬ ‫الحيازة‪ ،‬وإنما تناول رهن األصل التجاري يف الموضع المتعلق بأحكام األصل التجاري‪،‬‬
‫بيان أحكام هذا الرهن‪ ،‬من حيث محله‪ ،‬وطريقة إبرام العقد‪ ،‬وتقييده‪ ،‬وبيان االمتياز ر‬
‫الناس‬
‫ز‬
‫عنه‪ ،‬وطرق لتحقيق الرهن‪ .‬ويتبي من األحكام ي‬
‫الت تنظم رهن األصل التجاري‪ ،‬أن هذا‬
‫الرهن وبخالف الرهن الحيازي‪ ،‬ال يستوجب نقل حيازة المرحون للدائن‪ ،‬وإنما يرتب امتيازا‬
‫ز‬
‫خصوصيا لفائدة الدائن المرتهن‪ ،‬بنشأ بمجرد تقييد الرهن يف السجل التجاري‪ ،‬الممسوك‬
‫الت يوجد بدائرة نفوذها األصل التجاري المرهون‪ .‬وعىل ذلك‬ ‫لدى المحكمة المختصة " ي‬

‫ج الداخلة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1991‬الصفحة ‪.919‬‬ ‫ز ز ر‬ ‫‪33‬‬


‫محمد أطويف‪ ،‬الوجت يف شح القانون التجاري‪ ،‬مطبعة االقتصاد ي‬ ‫ز‬
‫ز‬
‫االلتامات والعقود‪ " :‬الرهن الحيازي عقد بمقتضاه يخصص المدين أو أحد من الغت‬ ‫‪ 34‬جاء يف الفصل ‪ 9999‬من قانون‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫يعمل لمصلحته شيئا منقوال أو عقاريا أو حقا معنويا‪ ،‬لضمان االلتام‪ .‬وهو يمنح الدائن حق استيفاء دينه من هذا ي‬
‫السء‬
‫ز‬
‫الدائني اآلخرين‪ ،‬إذا لم يف له به المدين"‪.‬‬ ‫باألسبقية عىل جميع‬
‫‪27‬‬
‫وبخالف الرهن الحيازي ‪ ،‬فإن رهن األصل التجاري ‪ ،‬يتحدد إذن ‪ ،‬بتسجيل حق الدائن‬
‫المرتهن عىل األصل التجاري دون أن تنتقل إليه حيازته ‪.35‬‬

‫الت يمكن أن تكون‬


‫البد من اإلشارة أن المادة ‪ 990‬من مدونة التجارة قد حددت العنارص ي‬
‫ر‬
‫المشع‬ ‫وه كافة العنارص باستثناء البضائع‪ .‬ولعل الحكمة من استبعاد‬
‫محال للرهن‪ ،‬ي‬
‫وه أنه إذا شملها الرهن فإنه يجب عىل المدين‬
‫للبضائع من رهن األصل التجاري واضحة‪ ،‬ي‬
‫الراهن أن يبقيها تحت حراسته‪ ،‬زف ز‬
‫حي أنها معدة للبيع‪ ،‬فيتعطل بذلك عمل التاجر الذي‬ ‫ي‬
‫وبالتاىل فك األصل التجاري من الرهن‪.36‬‬
‫ي‬ ‫عىل أساسه يمكنه الوفاء بديونه‬

‫ونبحث رهن األصل التجاري من حيث رشو ط إنشائه ثم من حيث آثاره‪.‬‬

‫أوال‪ :‬رشوط عقد رهن األصل التجاري‬


‫أـ ر‬
‫الشوط الموضوعية‪:‬‬

‫باعتبار األهمية الت ز‬


‫يحظ بها رهن األصل التجاري بالنسبة للمعامالت التجارية فقد عمد‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫المشع إىل تطلب رشوط معينة يجب توافرها بالنسبة للراغب يف رهن األصل التجاري‪،‬‬ ‫ر‬

‫وه‪:‬‬‫ي‬
‫ز‬
‫‪ -9‬أن يكون الراهن أهال للترصف يف األصل التجاري عن طريق الرهن‪ :‬إن ممارسة التجارة‬
‫تعتت حرفة محفوفة بمخاطر كبتة ومتعددة تفتض بعض النضج والتبرص وشيئا من‬ ‫ر‬
‫وعدم األهلية الذين ال يتمتعون بهذه‬ ‫ر‬
‫المشع عىل القارصين‬ ‫التجربة‪ ،‬ولهذا منعها‬
‫ي‬
‫الصفات‪ ،37‬واعتمادا عىل اإلحالة من مدونة التجارة المغربية المادة ‪ 91‬منها عىل مدونة‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫القانون الذي يحول للشخص الحق يف إبرام الترصفات‬
‫ي‬ ‫األحوال الشخصية يكون سن الرشد‬

‫‪ 35‬عبد المجيد غميجة‪ ،‬رهن األصل التجاري عىل ضوء األحكام الجديدة لمدونة التجارة‪ ،‬مجلة ندوة‪ ،‬العدد ‪ ،91‬لسنة‬
‫‪ ،1999‬الصفحة ‪.11‬‬
‫‪ 36‬محمد أطويف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.911‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫أن رقراق‪ ،‬الصفحة‬
‫المغرن‪ ،‬حقوق التاجر‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ، 1999‬دار ر ي‬
‫ري‬ ‫محارصات يف القانون التجاري‬ ‫محبون‪،‬‬
‫ري‬ ‫‪ 37‬محمد‬
‫‪.11‬‬

‫‪28‬‬
‫ز‬
‫ويستثت من ذلك حالة القارص المأذون له‬ ‫عىل اختالف أنواعها هو ‪ 90‬سنة شمسية كاملة‬
‫ز‬
‫بممارسة التجارة‪ ،‬وكذا حالة التشيد المنصوص عليها يف المادة ‪ 190‬من مدونة األشة‪،‬‬
‫بشط أن يتم تقييد اإلذن أو التشيد ز يف السجل التجاري ‪.‬‬
‫ر‬

‫ز‬
‫الحقيق لألصل التجاري ‪ :‬وتطبيقا‬
‫ي‬ ‫‪ 2‬أن يكون الراغب يف رهن األصل التجاري هو المالك‬
‫لذلك يمكن لمالك األصل التجاري أن يقدم أصله ضمانا لدينه سواء كان هو المالك العقار‬
‫الذي يمارس فيه التجارة أو مجرد مكتي وهو ما تضمنه الفصل ‪ 79‬من ظهت ‪ 11‬ماي‬
‫ز‬
‫‪ 9111‬المنظم للكراء التجاري‪ ،‬حيث منع المكري من التعرض للمشتي يف حالة بيع األصل‬
‫التجاري المشغل بالعقار المكري‪.‬‬

‫بـ ر‬
‫الشوط الشكلية‪:‬‬

‫وفق المادة ‪ 999‬من مدونة التجارة‪ ،‬بعد التسجيل يثبت الرهن بعقد يحرر ويقيد كعقد‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫الفقرتي األوىل والثانية للمادة ‪07‬من المدونة‪،‬‬ ‫البيع وفقا للقواعد المنصوص عليها يف‬
‫وبالتاىل يستجيب رهن األصل التجاري ر‬
‫لشوط الكتابة واإليداع والقيد‪.‬‬ ‫ي‬
‫‪ ‬رشط الكتابة‪:‬‬

‫إن مبدأ الرضائية من خصائص العقود التجارية بصفة عامة‪ ،‬كما أن مبدأ حرية اإلثبات هو‬
‫السائد بشأنها‪ ،38‬غت أن عقد رهن األصل التجاري يستلزم وباإلضافة للمقتضيات العامة‬
‫إلبرام العقود احتام شكليات معينة حددها القانون‪ ،‬فأوجب تأسيس عقد مكتوب سواء كان‬
‫عرفيا أو رسميا‪ .‬وعىل هذا البد من كتابة العقد‪ ،‬ولو كان الدين المضمون بالرهن التجاري ال‬
‫ز‬
‫ويبي فيه تاري خ العقد‪ ،‬وهوية األطراف وموطنهم‪ ،‬وفروع المحل‬ ‫تشتط بشأنه الكتابة‪،‬‬
‫الت يتعلق بها الرهن‪ .‬مع اإلشارة إىل مبلغ الدين‬
‫المشمولة بالرهن‪ ،‬مع بيان العنارص ي‬

‫يتعي اإلثبات بالكتابة إذا‬ ‫‪ 38‬تنص المادة ‪ 771‬من مدونة التجارة‪ " :‬تخضع المادة التجارية لحرية االثبات ‪ .‬ر‬
‫غت أنه ر‬
‫نص القانون أو االتفاق عىل ذلك"‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المضمون‪ ،‬ر‬
‫والشوط المتعلقة بالفوائد واالستحقاق‪ .‬ويتم التصديق عىل اإلمضاءات بالعقد‬
‫المذكور‪ ،‬ويسجل العقد لدى مصلحة التسجيل‪.39‬‬
‫ز‬
‫وتعتت الكتابة لإلثبات ليس إال‪ ،‬وذلك بناء عىل ما جاء يف المادة ‪ 990‬من مدونة التجارة‬
‫ر‬
‫والت لم تنص عىل بطالن العقد رصاحة‪ ،‬وإنما نصت عىل البطالن الذي يلحق امتياز الغت‪.‬‬
‫ي‬
‫‪ ‬رشط اإليداع والقيد‪:‬‬
‫ز‬
‫العرف لدى كتابة‬
‫ي‬ ‫الرسم أو‬
‫ي‬ ‫يجب أن يقوم الدائن المرتهن بإيداع نسخة أو نظت من العقد‬
‫ضبط المحكمة مسك السجل التجاري لمقر األصل التجاري‪ ،‬وأن يقوم بقيد مستخرج من‬
‫ز‬
‫ذلك العقد يف السجل التجاري خالل ‪ 91‬يوما من تاري خ العقد الطالع الجمهور عليه وإال ما‬
‫ز‬
‫أمكن له به يف مواجهة الغت‪ ،‬ويجب أن يكرر التسجيل لدى كتابة ضبط كل محكمة يوجد‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫يف دائرة نفوذها فرع مشمول بالرهن‪ ،40‬وإذا طال أمد الرهن وجب عليه أن يجدد القيد يف‬
‫ز‬
‫السجل التجاري يف أجل خمس سنوات‪.41‬‬
‫ز‬
‫ويؤدي القيد يف السجل التجاري إىل إنشاء امتياز لصالح الدائن المرتهن وغياب هذا القيد‬
‫ز‬
‫يعتت باطال‪.42‬‬
‫أو يف حالة كونه غت صحيح فإن االمتياز ر‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المرتهني فيما بينهم حسب تاري خ تقييدهم يف السجل التجاري‪،‬‬ ‫الدائني‬ ‫تحدد مرتبة‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المرتهني المقيدين يف يوم واحد نفس الرتب‪.‬‬ ‫للدائني‬ ‫ويكون‬

‫ثانيا‪ :‬آثار عقد رهن األصل التجاري‬

‫أ ـ اآلثار بالنسبة للدائن المرتهن‪:‬‬

‫ز‬
‫أساسيي هما حق األفضلية أو األولوية وحق التتبع‪.‬‬ ‫ز‬
‫حقي‬ ‫يتيح الرهن للدائن المرتهن‬

‫‪ 39‬عبد المجيد غميجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.19‬‬


‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫‪ 40‬جاء يف المادة ‪ 991‬من مدونة التجارة‪ " :‬يحتج برهن األصل التجاري يف مواجهة الغت‪ ،‬ابتداء من تاري خ تقييده يف‬
‫ون للضمانات المنقولة المحدث بموجب ر‬
‫التشي ع الجاري به العمل"‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الوطت االلكت ي‬
‫ي‬ ‫السجل‬
‫‪ 41‬نجيم اهتوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.999‬‬
‫‪ 42‬زهت نعيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.179‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ - 9‬حق األولوية‪:‬‬
‫ز‬
‫يجب عىل الدائن المرتهن الذي يرغب يف مواصلة تحقيق الرهن أن يوجه إىل مالك األصل‬
‫ز‬
‫ان أي‬
‫لك يجعله يف حالة مطل‪ ،‬يمكن إنجاز هذا اإلنذار إما بإجراء قض ي‬
‫التجاري إنذارا باألداء ي‬
‫القضان إال بعد انرصام مدة ثمانية‬
‫ي‬ ‫بتدخل كتابة ضبط المحكمة وال يمكن المطالبة بالبيع‬
‫أيام من تاري خ اإلنذار‪ ،‬أو بواسطة رسالة مضمونة‪.‬‬

‫وبالرغم من حق األولوية الذي يعطيه الرهن إىل الدائن المرتهن فإنه يالحظ أنه يشكل‬
‫ضمانة ضعيفة للديون عامة‪ ،‬ويرجع ذلك من ناحية إىل تخلف رتبته بالنسبة لرتبة الديون‬
‫الممتازة‪ ،‬ومن ناحية ثانية إىل أنه عند توقف المدين عن الوفاء بديونه فإنه غالبا ما يفقد‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫يعان من صعوبات يف استثماره له‬‫ألصل التجاري قيمته االقتصادية‪ ،‬ألنه لو لم يكن المدين ي‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫عت أن هناك حظوظا كبتة يف أن ينفذ الدائن المرتهن‬
‫لكان قد استمر يف الوفاء بديونه‪ ،‬وهذا ي ي‬
‫ز‬
‫تكق قيمته للوفاء بالدين‪.43‬‬
‫عىل أصل تجاري ال ي‬

‫‪ - 1‬حق التتبع‪:‬‬

‫ر‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬


‫المشع‬ ‫العلت‪ ،‬ويلزم‬
‫ي‬ ‫أي تتبع األصل يف أي يد كان إلجراء حجر عليه وبيعه يف المزاد‬
‫اع هذا الحق بأن يدفع للدائن المرتهن أوال‪ ،‬وأال يدفع للمالك إال ما تبق‬
‫المشتي بأن ير ي‬
‫تحت طائلة فقدان األصل أو الدفع لمرة ثانية‪.‬‬

‫وحت ال تضيع حقوق الدائن المرتهن أمام تعمد المدين بائع األصل التجاري تفويت األصل‬
‫ز‬ ‫المشع للدائن زيادة نسبة ر‬
‫بثمن أقل أو إخفاء جزء من الثمن‪ ،‬أتاح ر‬
‫العش ‪ 9/99‬يف ثمن البيع‬
‫واالستئثار باألصل التجاري عن طريق اقتنائه‪.44‬‬

‫‪ 43‬نجيم اهتوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.999‬‬


‫‪ 44‬زهت نعيم‪ ،‬موجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.119‬‬
‫‪31‬‬
‫غت أن المشكلة تثور بالنسبة للعنارص المادية المشكلة لألصل المرهون إذا ما تم تفويتها‬
‫ز‬
‫مستقلة إىل الغت إذ هنا تنطبق قاعدة الحيازة" يف المنقول سند الملكية" بحيث أنه إذا كان‬
‫الحائز حسن النية فإنه ال يمكن للدائن المرتهن أن ينفذ عليه‪.45‬‬

‫العاديي‪:‬‬
‫ر‬ ‫للدائني‬
‫ر‬ ‫ب ـ اآلثار بالنسبة‬

‫ز‬
‫العاديي السابقة للرهن مت‬ ‫ز‬
‫الدائني‬ ‫نتج كذلك عن رهن األصل التجاري استحقاق ديون‬
‫التجاري‪46‬‬ ‫كانت متتبة عن استغالل األصل‬
‫ز‬ ‫فحماية لحقوق هؤالء‪ ،‬فإن ر‬
‫المشع منح لهم الحق يف أن يطلبوا إسقاط أجل تلك الديون‬
‫ز‬ ‫بحيث تصبح مستحقة األداء عىل الفور‪ .‬ويالحظ أن ر‬
‫المشع أخضع البث يف طلب أجل‬
‫الت قررها بالنسبة للتنفيذ عىل األصل التجاري المرهون‪ ،‬وهذا‬‫الديون هنا لنفس المسطرة ي‬
‫ز‬
‫راجع لكون األصل التجاري أداة لالئتمان يعتمد طلبها التجار يف معامالتهم مع التاجر‪.47‬‬

‫ج ـ اآلثار بالنسبة للمدين الراهن‪:‬‬

‫من الواجب عىل المدين الراهن استغالل األصل التجاري استغالال حسناء وكذا المحافظة‬
‫عليه وعىل عنارصه المشمولة بالرهن‪ ،‬فيمتنع عليه القيام بأي عمل من شأنه إضعاف قيمتها‬
‫ز‬
‫للتأمي الخاص للدائن‬ ‫اعتت ذلك بمثابة إنقاص‬
‫أو إساءة استثمارها أو تبديد عنارصها وإال ر‬
‫المرتهن مما يعرض المدين الراهن لسقوط األجل‪.‬‬
‫ز‬
‫فحسب المادة ‪ 999‬من مدونة التجارة فإنه يف حالة نقل األصل التجاري تصبح الديون‬
‫المقيدة مستحقة األداء بحكم القانون إذا لم يقم مالك األصل خالل ‪ 91‬يوما عىل األقل قبل‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المرتهني برغبته يف نقل األصل التجاري بالمقر الجديد الذي يريد أن‬ ‫الدائني‬ ‫النقل بإعالم‬
‫يستغله فيه‪ .‬وعندئذ عىل الدائن المرتهن داخل ‪ 91‬يوما من تاري خ اإلخطار أو ‪ 79‬يوما التالية‬
‫لعلمه بالنقل أن يطلب التنصيص بهامش التقييد الموجود عىل المقر الجديد الذي انتقل‬

‫‪ 45‬نجيم اهتوت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.991‬‬


‫‪ 46‬المادة ‪ 999‬الفقرة ما قبل األختة‪.‬‬
‫‪ 47‬محمد أطويف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.911‬‬
‫‪32‬‬
‫إليه األصل التجاري‪ ،‬ويجب عليه أيضا إذا تم نقله إىل دائرة محكمة أخرى أن يطلب إعادة‬
‫ز‬
‫الت نقل إليها مع بیان مقره الجديد غت أنه‬
‫ي‬ ‫المحكمة‬ ‫بسجل‬ ‫األصىل‬
‫ي‬ ‫تاريخه‬ ‫ف‬‫تقييد األول ي‬
‫ز‬
‫إذا تم نقل األصل التجاري بدون موافقة الدائن المرتهن وسبب النقل نقصا يف قيمة األصل‬
‫التجاري أمكن أن تصبح بذلك الديون المتتبة له مستحقة األداء‪.‬‬

‫لثان‪ :‬الحماية القانونية لألصل التجاري‬


‫المطلب ا ي‬
‫إن الوسائل القانونية لحماية األصول التجارية من التعدي الذي يتعرض إليه أصحابها‪،‬‬
‫ز‬ ‫ه تلك الت أقرها ر‬
‫المغرن يف ظل القانون ‪ 99.19‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‬
‫ري‬ ‫المشع‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫بمقتض القانون رقم ‪ 79.91‬المتمثلة أساسا يف دعوى المنافسة غت‬ ‫الذي تمم وغت‬
‫المشوعة إال أن األمر يستوجب منا الوقوف عىل رشوط دعوى المنافسة غت ر‬
‫المشوعة‬ ‫ر‬
‫(فقرة األوىل) ثم الحكم زف دعوى المنافسة غت ر‬
‫المشوعة (الفقرة الثانية)‪.‬‬ ‫ي‬
‫غت ر‬
‫المشوعة‬ ‫الفقرة األوىل‪ :‬رشوط دعوى المنافسة ر‬
‫المشع المغرن لم يكن يتناول أحكام تنظيم المنافسة غت ر‬
‫المشوعة إىل أن‬ ‫المالحظ أن ر‬
‫ري‬
‫ز‬
‫صدر القانون الجديد لحماية الملكية الصناعية والتجارية لسنة ‪ .481999‬إد جاء يف الفقرة‬
‫يعتت عمال من أعمال المنافسة‬
‫األوىل من المادة ‪ 901‬من قانون الملكية الصناعية بأنه " ر‬
‫الصناع أو التجاري " ‪.‬‬ ‫الميدان‬ ‫ف‬ ‫الشف ز‬ ‫المشوعة كل عمل منافسة ز‬
‫يتناف وأعراف ر‬ ‫غت ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وعليه فقد درج أحد الفقه عىل تعريف المنافسة غت ر‬
‫المشوعة عىل أنها استخدام التاجر‬
‫ز‬ ‫لوسائل منافية للقانون أو العرف أو العادات أو المبادئ ر‬
‫الشف واإلستقامة التجارية يف‬
‫مزاحمة غته من التجار عىل اجتذاب الزبناء‪49.‬‬

‫وبالتبع فإنه نستخلص من مضمون المادة ‪ 901‬من القانون ‪ 99.19‬والفصل ‪ 01‬من‬


‫ز‬ ‫نوعي من الصور زف دعوى المنافسة غت ر‬
‫ز‬
‫المشوعة‪ :‬الخلط واإللتباس يف ذهن‬ ‫ي‬ ‫ق‪.‬ل‪.‬ع عىل‬

‫ز‬
‫بمقتض القانون ‪ 79.91‬والقانون رقم ‪.17.91‬‬ ‫‪ - 48‬القانون رقم ‪ 99.19‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية الذي تمم وغت‬
‫المغرن الجديد الطبعة األوىل ‪ 9111‬مطبعة النجاح الجديدة صفحة ‪909‬‬
‫ري‬ ‫‪ - 49‬فؤاد معالل رشح القانون التجاري‬
‫‪33‬‬
‫الزبناء واإلدعاءات أو اإلعالنات الكادبة ‪.‬ويضيف األستاذ فؤاد معالل أنواعا أخرى مثل‬
‫تشويه السمعة‪ ،‬بث اإلضطراب ز يف مؤسسة المنافس و البيع بالخسارة‪ ،‬إىل غت ذلك‪.‬‬

‫ه الحماية القانونية لألصل التجاري من‬ ‫ر‬


‫وعىل كون دعوى المنافسة غت المشوعة ي‬
‫الت قد يتعرض لها التاجر فإنها تقتبس رشوطها من المبادئ العامة للمسؤولية‬
‫اإلدعاءات ي‬
‫المدنية التقصتية وتفرض رفع هذه الدعوى رشوط موضوعية (أوال ) وأخرى شكلية(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ر‬
‫الشوط الموضوعية‬

‫ر‬
‫المشوعة بإعتبارها صورة من صور المسؤولية المدنية‬ ‫تتطلب دعوى المنافسة غت‬
‫التقصتية تحقق رشوط موضوعية ثالتة تتمثل زف خطأ المدع عليه ز‬
‫والرصر الذي يلحق‬ ‫ي‬
‫المدع والعالقة السببية‪.‬‬
‫ي‬
‫أ ـ رشط الخطأ‪:‬‬

‫المشوعة وذلك أنه حسب األستاذ درميش عبد‬ ‫هو من أهم وأدق رشوط المنافسة غت ر‬

‫مشوع فإنه‬ ‫المشوعة زف ميدان التجارة أو الصناعة حق ر‬


‫هللا اذا كان األصل زف المنافسة غت ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ً‬ ‫ز‬
‫يعتت الخطأ مستوحبا للمسؤولية‪ 50.‬مما يجعل معه صعوبة يف تحديد‬‫يتعي معرفة مت ر‬
‫ً‬
‫وعا ز‬ ‫مايعتت ر‬ ‫معت الخطأ زف مجال التجارة والصناعة‪ ،‬فيصعب وضع حد فاصل ز‬ ‫ز‬
‫وبي‬ ‫مش‬ ‫ر‬ ‫بي‬ ‫ي‬
‫يعتت كذالك‪.‬‬
‫ما ال ر‬
‫ز‬ ‫المشع المغرن عندما عدد صور المنافسة غت ر‬
‫وتجدر اإلشارة إىل أن ر‬
‫المشوعة يف المادة‬ ‫ري‬
‫‪ 901‬من القانون ‪ 99.19‬فقد جاء عىل سبيل المثال ال الحرص‪.‬‬

‫ز‬
‫‪ - 50‬عبد هللا درمیش ‪ :‬الحمایة الدولیة للملكیة الصناعیة و تطبیقاتھا القانونیة‪ ،‬أطروحة لنیل درجة دكتوره الدولة يف‬
‫الثان‪ ،‬كلیة العلوم القانونیة و االقتصادیة و االجتماعیة‬ ‫ز‬ ‫الحقوق شعبة القانون الخاص جامعة الحسن‬
‫ي‬
‫بالبیضاء‪،9100‬ص‪.9919/9919‬‬

‫‪34‬‬
‫ب ـ الضر‪:‬‬
‫ز‬ ‫باإلضافة إىل ز‬
‫المعت عنه يف الفصل ‪ 10‬من ق‪.‬ل‪.‬ع هناك نوع‬ ‫ر‬ ‫لشخض‬
‫ي‬ ‫الرصر الخاص أو ا‬
‫ً‬
‫أساسا زف ما سببته أفعال المنافسة غت ر‬ ‫الرصر يسم ز‬‫أخر من ز‬
‫المشوعة‬ ‫ي‬ ‫بالرصر العام المتمثل‬
‫ز‬
‫يتعي أن يكون هذا األخت‬ ‫من اضطراب تجاري عام للبلد‪ ،‬وللحكم بالتعويض عن ز‬
‫الرصر‬
‫غت ر‬
‫المشوعة‪51.‬‬ ‫نتيجة أعمال المنافسة‬
‫ز‬
‫ويقدر هذا التعويض عىل أساس النقص الذي حصل يف الزبناء والحرفاء ويقع عىل التاجر‬
‫ز‬
‫المترصر إثبات ذالك النقص بكافة وسائل اإلثبات إال أنه حسب جانب من الفقه " لما كان‬
‫ُ‬
‫تحف به كثت من الصعوبات فإن المعيار الذي تستند إليه المحاكم عادة‬ ‫تقدير ذالك ز‬
‫الرصر‬
‫المترصر قبل وبعد وقوع المنافسة غت ر‬
‫المشوعة وتقدير‬ ‫ز‬ ‫هو مقارنة رقم أعمال التاجر‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬ ‫التعويض عىل أساس الفرق ز‬
‫بعي اإلعتبار التطور العام الحاصل يف‬ ‫الرقمي مع األخد‬ ‫بي‬
‫"‪52‬‬ ‫السوق‬

‫ج ـ العالقة السببية‪:‬‬

‫المشوعة ز‬
‫والرصر إال إذا كان‬ ‫بي أعمال المنافسة غت ر‬
‫ال يمكن أن تنشأ العالقة السببية ز‬

‫الحرف‬
‫بي أطراف يمارسون أنشطة متشابهة وعىل نفس ِ‬ ‫التنافس غت ر‬
‫مشوع واقعا ز‬
‫والزبناء‪53.‬‬

‫المشوع أن ز‬
‫تقض‪:‬‬ ‫بي العمل غت ر‬ ‫ويتعي عىل المحكمة بعد ثبوت ز‬
‫الرصر واالرتباط بينه و ز‬ ‫ز‬
‫ي‬
‫‪ ‬التعويض بحسب جسامة ز‬
‫الرصر ( المادة ‪ 901‬من ق‪.)99.19.‬‬
‫‪ ‬وقف األعمال المشكلة للمنافسة غت ر‬
‫المشوعة ( المادة ‪901‬من نفس القانون)‬
‫‪ ‬األمر بإجراء ر‬
‫النش واإلعالم للجمهور رفعا لكل خلط أو لبس المادة ‪)191‬‬

‫‪ - 51‬فؤاد معالل ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 111‬‬


‫‪- 52‬فؤاد معالل ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪111‬‬
‫السباع ص‪.117‬‬
‫ي‬ ‫‪- 53‬أحمد شكري‬
‫‪35‬‬
‫غت ر‬
‫المشوعة‬ ‫ثانيا‪ :‬ر‬
‫الشوط الشكلية لدعوى المنافسة ر‬
‫المشوعة مستوفية ر‬
‫لشوطها الشكلية البد من تحديد‬ ‫لك تكون دعوى المنافسة غت ر‬
‫ي‬
‫والنوع‪.‬‬
‫ي‬ ‫المحىل‬
‫ي‬ ‫اإلختصاص سواءا‬
‫ز‬
‫بمقتض القانون ‪ 99.19‬المتعلق‬ ‫المغرن‬ ‫فبخصوص اإلختصاص النوع‪ :‬فحسب ر‬
‫المشع‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫ز‬
‫بمقتض القانون رقم ‪ 79.91‬والقانون رقم ‪17.97‬‬ ‫بحماية الملكية الصناعية الذي تمم وغت‬
‫‪ ،‬فمسألة اإلختصاص النوع للمحكمة الت يمكن أن تنظر زف ز ز‬
‫التاعات المتعلقة بحقوق‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الملكية الصناعية بصفة عامة والمبتكرات الجديدة ذات القيمة الجمالية بصفة خاصة‬
‫ز‬
‫الت نصت عىل أنه " تختص المحاكم التجارية وحدها يف البث‬ ‫‪،‬وذالك من خالل المادة ‪ 91‬ي‬
‫ز‬
‫يف المنازعات المتتبة عن تطبيق هذا القانون بإستثناء الدعاوى الجنائية والقرارات اإلدارية‬
‫المنصوص عليها فيه ‪".‬‬

‫المحىل‪ :‬فقد حدد القانون أعاله الفقرة األوىل من المادة ‪ 191‬ي‬


‫الت جاء فيها‬ ‫ي‬ ‫أما اإلختصاص‬
‫الحقيق أو المختار‬
‫ي‬ ‫ه المحكمة التابع لها موطن المدع عليه‬
‫عىل أن " المحكمة المختصة ي‬
‫أو المحكمة التابع لها مقر وكيله أو المحكمة التابع لها المكان الذي يوجد به مقر الهيئة‬
‫ز‬
‫المكلفة بالملكية الصناعية إذا كان موطن هذا األخت يف الخارج ‪".‬‬

‫المدع والمدع عليه‬ ‫وما تجدر اإلشارة إليه أن دعوى المنافسة غت ر‬


‫المشوعة لها أطراف‬
‫ي‬
‫فإنه يمكن القول بأن ‪:‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫يتناف وأعمال ر‬
‫الصناع أو‬
‫ي‬ ‫الشف يف الميدان‬ ‫المدع هو كل شخص مسه عمل المنافسة‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫ه محددة يف‬‫التقاص من صفة وأهلية ومصلحة كما ي‬
‫ي‬ ‫التجاري ويجب أن تتوفر فيه رشوط‬
‫الفصل الثالث من قانون المسطرة المدنية وهو ما يطرح إشكاال فيما يخص مدى إشتاط‬
‫المدع للحق المعتدى عليه ‪.‬‬
‫ي‬ ‫ملكية‬

‫يست توجه إىل أنه يحق لكل شخص لحقه زرصر من عمل المنافسة غت ر‬
‫المشوعة ‪،‬ولو‬
‫لم يكن مالكا لحق الملكية الصناعية المعتدى عليها أن يرفع دعوى المنافسة غت ر‬
‫المشوعة‬

‫‪36‬‬
‫ز‬ ‫ر‬
‫إستنادا إىل مناط الدعوى وهو المصلحة وليس ملكية الحق شيطة تسجيل العقد ‪ .‬ي‬
‫فق‬
‫حكم صادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء " حيث رفضت فيه قبول دعوى المنافسة‬
‫ز‬ ‫غت ر‬
‫المشوعة بعلة " أن القانون منح لصاحب العالمة المسجلة بكيفية نظامية الحق يف‬
‫اإلحتجاج عىل كل مساس بحقه كما أنه خول لصاحب الحق أن يحتج عىل الغت بمضمون‬
‫العقد رشيطة تسجيل العقد المذكور لدى الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية ‪،‬وهو مانصت‬
‫عليه الفقرة الثالثة من المادة ‪ 919‬من قانون ‪ 99.19‬المتعلق بالملكية الصناعية الذي تمم‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫بمقتض القانون رقم ‪ 79.91‬والقانون رقم ‪ 17.97‬وحيث أنه يف غياب مايفيد ذالك‬ ‫وغت‬
‫‪54‬‬ ‫تبق الدعوى معيبة شكال ومستوجبة لعدم القبول "‬

‫أما المدع عليه وهو كل شخص مرتكب للفعل الضار أو المسؤول عنه وقد يكون بدوره‬
‫ز‬
‫شخصا ذاتيا أو معنويا‪ ،‬و يف حالة تعددهم يمكن توجيه الدعوى ضدهم جميعا بصفة‬
‫ز‬
‫متواطئي‪ ،‬كما يمكن رفع دعوى مستقلة ضد كل واحد منهم إن لم‬ ‫تضامنية مت كانون‬
‫ز‬
‫متواطئي فيما بينهم األمر الذي يتصور معه إمكانية إتساع دائرة المسؤولية عن‬ ‫يكونو‬
‫ز‬
‫‪،‬عارص البيع ) ومن ثم‬ ‫(منتجي ‪،‬صان ز‬
‫عي‬ ‫ز‬ ‫المشوعة لتشمل فئات مختلفة‬ ‫المنافسة غت ر‬
‫ي‬
‫يمكن رفع الدعوى ز يف مواجهة أي واحد من هؤالء ‪.‬‬

‫غت ر‬
‫المشوعة‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الحكم يف دعوى المنافسة ر‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫يتطلب األمر يف هذه المرحلة إستجماع وسائل اإلثبات‪ ،‬ذالك ألن األصل يف التجارة هو‬
‫المدع قيام المنافسة بأعمال منافية‬ ‫ر‬
‫مشوعية المنافسة ‪،‬وال تكون عكس ذالك ‪،‬إال إدا أثبت‬
‫ي‬
‫ز‬
‫للواجب الملق عىل التجار يف إطار أعراف التجارة وتنظيماتها بشكل يخلع عليها وصف‬
‫الالمشوعية (أوال ) حت إذا ما توفرت المحكمة عىل عنارص اإلثبات تلك ‪،‬إنتقلت عندئذ‬ ‫ر‬
‫ز‬
‫للمدع‬
‫ي‬ ‫وه تحديد منطوق الحكم وفيها يتحقق‬
‫إىل المرحلة الثانية والحاسمة يف الدعوى ي‬
‫الهدف الذي يتوخاه من وراء الدعوى (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ 54‬حكم عدد ‪ 1991/0171‬صادر بتاري خ ‪ 1991/91/91‬ز يف ملف عدد ‪ 9717/91/91‬غت منشور‪.‬‬


‫‪37‬‬
‫غت ر‬
‫المشوعة‬ ‫أوال ‪ :‬كيفية اإلثبات يف دعوى المنافسة ر‬
‫يجب زف نطاق إثبات دعوى المنافسة غت ر‬
‫المشوعة أن يتم البحث عن وسائل اإلثبات‬ ‫ي‬
‫ختة إن ز‬ ‫ز‬
‫إقتض نظرها ذالك‪،‬وكذا‬ ‫قبل رفع الدعوى وذالك يف إطار ما تمر به المحكمة من ر‬
‫بي المنتوجات موضوع الدعوى للقول بوجود منافسة غت‬ ‫أسلوب المقارنة الذي تنتجه ز‬
‫ر‬
‫مشوعة من عدمها ‪.‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الوصق أحد أهم وسائل اإلثبات يف دعوى المنافسة غت‬‫ي‬ ‫محرص الحجز‬ ‫فيعتت‬
‫ر‬ ‫وعليه‬
‫ز‬
‫المترصر عن تلك األعمال بديال من اللجوء إليه قبل رفع الدعوى‬ ‫ر‬
‫المشوعة بحيث ال يجد‬
‫ز‬ ‫القانون زف ر‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المغرن يف الفصل ‪ 977‬من ظهت‬
‫ري‬ ‫التشي ع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الوصق سنده‬
‫ي‬ ‫محرص الحجز‬ ‫‪،‬ويجد‬
‫‪55.9191/91/17‬‬

‫فتعتت لدى الرأي الغالب وسيلة إثبات تهدف إىل التعرف عىل وقائع‬
‫ر‬ ‫الختة‬
‫أما بخصوص ر‬
‫‪،‬فه تنقل إىل الدعوى دليال يتم إستخراجه من خالل‬
‫ي‬ ‫مجهولة من خالل الواقع المعلوم‬
‫الواقع المعلوم ‪،‬و من خالل إجراء أبحاث خاصة أو تجارب عملية تستلزم وقتا قد اليتسع له‬
‫المحكمة‪56‬‬ ‫عمل‬

‫أما المقارنة ز‬
‫بي المنتوجات فقد نص الفصل ‪ 01‬من ق‪.‬ل‪.‬ع " يمكن أن يتتب التعويض‬
‫عىل الوقائع الت تكون منافسة غت ر‬
‫مشوعة وعىل سبيل المثال ‪:‬‬ ‫ي‬

‫‪ .9‬استعمال اسم أو عالمة تجارية تماثل تقريبا ما هو ثابت قانونا لمؤسسة أو مصنع‬
‫معروف من قبل‪ ،‬أو لبلد يتمتع بشهرة عامة‪ ،‬وذلك بكيفية من شأنها أن تجر‬
‫الجمهور إىل الغلط ز يف شخصية الصانع أو ز يف مصدر المنتوج‪.‬‬

‫ز‬ ‫ز‬ ‫‪55‬‬


‫الت يجب أن تتم العمليات يف دائرة‬ ‫‪"-‬كل طرف مترصر يمكنه بموجب قرار صادر عن رئيس المحكمة االبتدائية ي‬
‫تعيي‪ ،‬ووصف مفصل مع إجراء حجز‪ ،‬أو بدونه لألشياء و المنتجات و اآلالت و األدوات‬ ‫ز‬ ‫اختصاصها العمل عىل إجراء‬
‫المطعون فيها"‪.‬‬
‫ر‬ ‫ز‬
‫‪ - 56‬إدریس العلوي العبدالوي‪ :‬الوسیط يف شح المسطرة المدنیة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة النجاح الجدیدة‪ ،‬الدار البیضاء‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪191. -9190،‬ص‪9110 ،‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ .1‬استعمال عالمة أو لوحة أو كتابة أو الفتة أو أي رمز آخر يماثل أو يشابه ما سبق‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫قانون سليم من تاجر أو صانع أو مؤسسة قائمة يف نفس المكان‬‫ي‬ ‫استعماله عىل وجه‬
‫ز‬
‫يتجر يف السلع المشابهة‪ ،‬وذلك بكيفية من شأنها أن تحول الزبناء عن شخص لصالح‬
‫شخص آخر‪." ...‬‬

‫العتة بأوجه اإلختالف ‪ 57‬ز‬ ‫ز‬


‫بي‬ ‫إنطالقا مما جاء يف هذا الفصل إستخرج القضاء مبدأ " ر‬
‫مشوعة‬ ‫المنتوجات كمعيار أساس زف أسلوب المقارنة إلستنتاج وجود أعمال منافسة غت ر‬
‫ي ي‬
‫‪58.‬‬

‫غت ر‬ ‫ر‬
‫المشوعة‬ ‫ثانيا‪ :‬الجزاء المتتب عىل المنافسة ر‬
‫ز‬ ‫تكمن جزاءات الحكم الصادر بشأن دعوى المنافسة غت ر‬
‫المشوعة أساسا يف المطالبة بوقف‬
‫األعمال والتعويض كأهم الجزاءات وإىل جانبها ر‬
‫النش واإلتالف كأثار خاصة‪.‬‬

‫وقف األعمال‪:‬‬
‫إذا كانت غالبا ماتقتن دعوى المنافسة غت ر‬
‫المشوعة بالمطالبة بوقف األعمال المشكلة لها‬
‫ز‬
‫فإنه قد يختار أو يظطر يف بعض األحيان من كان ضحية لها باإلكتفاء بإقامة دعوى وقف‬
‫تلك األفعال فقط ويكون ذالك عىل الخصوص عندما ال يصاب بأية ز‬
‫أرصار رتتر المطالبة‬
‫بالتعويض‪59.‬‬

‫ز‬ ‫مثل هذا الجزاء يمكن إيقاعه ولو إنعدم ز‬


‫وقان يحكم به حت يف‬
‫ي‬ ‫الرصر وهو جزاء دو طابع‬
‫إلحتماىل‪.‬‬ ‫حالة ز‬
‫الرصر ا‬
‫ي‬

‫ز‬
‫‪ - 57‬كرس المجلس األعىل سابقا محكمة النقض حالیا ھذا المبدأ يف عدة قرارات غت منشورة أشار إلیھا عبد هللا محمد‬
‫القضان لمحكمة اإلستئناف التجاریة بالدار البیضاء‪ ،‬مرجع‬ ‫أحمام‪ ،‬دعوى المنافسة غت ر‬
‫المشوعة عىل ضوء اإلجتھاد‬
‫ي‬
‫سابق‪،‬ص‪19‬‬
‫القضان لمحكمة االستئناف التجاریة بالدار‬ ‫االجتھاد‬ ‫ضوء‬ ‫عىل‬ ‫وعة‬ ‫‪ - 58‬عبد هللا محمد أحمام‪ :‬دعوى المنافسة غت ر‬
‫المش‬
‫ي‬
‫البیضاء‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪19‬‬
‫‪- 59‬فؤاد معالل رشح القانون التجاري الجديد ‪،‬نظرية التاجر والنشاط التجاري ‪،‬الطبعة ‪1991‬ص ‪. 111‬‬

‫‪39‬‬
‫التعويض‪:‬‬
‫ز‬
‫يأن نتيجة‬
‫ي‬ ‫وهو‬ ‫روعة‬ ‫المش‬ ‫غت‬ ‫األعمال‬ ‫وقف‬ ‫اء‬
‫ز‬ ‫ج‬ ‫بعد‬ ‫الثانية‬ ‫المرتبة‬ ‫ف‬‫يأن ي‬
‫هذا الجزاء ي‬
‫الرصر ألنه قد تصادف بعض الحاالت ال يكون ز‬
‫الرصر قد تحقق بصفة نهائية كما هو‬ ‫تحقق ز‬

‫االحتماىل ‪،‬حيث أنه ليس من اإلنصاف الحكم بتعويض عن زرصر لم‬ ‫الحال زف صور ز‬
‫الرصر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت تهدد‬ ‫ر‬ ‫فق مثل هذه الصورة ز‬ ‫ز‬
‫تكتق المحكمة بوقف األعمال غت المشوعة ي‬
‫ي‬ ‫يتحقق بعد‪ ،‬ي‬
‫بوقوع ز‬
‫الرصر‪60‬‬

‫ز‬ ‫ز ز‬
‫الفصلي ‪ 99‬و ‪ 90‬ق‪ .‬ل ‪ .‬ع ‪،‬‬ ‫القانون يف المادة ‪ 901‬أعاله وكدا‬
‫ي‬ ‫يجد التعويض أساسه‬
‫ز‬
‫بالمترصر وعىل القضاء التثبت قبل الحكم به من توفر عنارص‬ ‫جت ز‬
‫الرصر الالحق‬ ‫وي هدف إىل ر‬
‫ز‬ ‫الخطأ ز‬
‫والرصر وعالقة السببية عىل أن حجم ز‬
‫األرصار وقيمتها ال يؤثر يف التعويض المناسب‬
‫‪ .‬ويمكن لمحكمة الموضوع ضمن إجراءات التحقيق أن تأمر بإجراء ر‬
‫ختة ألجل التقدير‬
‫المناسب ‪...‬‬
‫ز‬
‫إد جاء يف قرار لمحكمة اإلستئناف التجارية بالبيضاء بتاري خ ‪ ( 99/91/1997‬إن‬
‫ز‬ ‫يتعي أن يكون عىل قدر ز‬ ‫ز‬
‫الرصر الحاصل ‪ .‬وان المحكمة قامت بتحديده يف‪)...‬‬ ‫التعويض‬
‫ز‬ ‫ويثور التساؤل حول ما إذا كان ر‬
‫نش الحكم الصادر بالتعويض يف إحدى الجرائد الوطنية يعد‬
‫ز‬
‫الوصق إلثبات حجم‬ ‫محرص الحجز‬‫ز‬ ‫جزاءا من التعويض أم ال معلوم أنه يتم اإلعتماد عىل‬
‫ي‬
‫ز‬
‫بمقتض القانون رقم ‪79.91‬‬ ‫األرصار طبقا للمادة ‪ 199‬من قانون ‪ 99-19‬الذي تمم وغت‬ ‫ز‬

‫والقانون رقم ‪ ، 17.97‬والذي يستند إىل أمر رئيس المحكمة التجارية حيث يتم اإلنتقال من‬
‫مشوع‬‫قبل العون القضان لك يقوم بمعاينة المنتجات المدع أنها موضوع منافسة غت ر‬
‫ي ي‬
‫ز‬
‫ختة وعند تحديدها عنارص التعويض‬ ‫والمحكمة قد تحكم يف إطار إجراءات التحقيق بإجراء ر‬
‫ً ز‬
‫الت يمكن أن تخلق لبسا يف أدهان الجمهور وقد تقدر‬
‫عليها أن تبحث عن أوجه التشابه ي‬
‫ختة‪.‬‬
‫التعويض دون إجراء ر‬

‫محبون مرجع سابق ص‪901‬‬


‫ري‬ ‫‪- 60‬محمد‬
‫‪40‬‬
‫وهكذا عابت محكمة اإلستئناف التجارية بالبيضاء المحكمة االبتدائية لعدم تقديرها‬
‫الختة طالما باإلمكان تقدير التعويض عىل ضوء الفصل‬
‫للتعويض بدعوى عدم أداء أتعاب ر‬
‫‪ 111‬ق‪ .‬ل ‪ .‬ع ‪ ،‬انطالقا من كل الظروف المصاحبة ز ز‬
‫للتاع ‪،‬خاصة وأن المستأنفة تركت‬
‫والنش إال أن ر‬
‫المشع‬ ‫ر‬ ‫للمحكمة حق تقدير التعويض ‪ .61‬ومن الجزاءات الخاصة نجد اإلتالف‬
‫ز‬
‫والت جاز‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫‪9191‬‬ ‫يونيو‬ ‫‪17‬‬ ‫ظهت‬ ‫بتنظيمها‬ ‫انفرد‬ ‫وإنما‬ ‫‪99.19‬‬ ‫قانون‬ ‫ف‬‫لم ينص عليها ي‬
‫القضان عىل األخذ ببعضها و منها كما ذكرنا أنفا ‪ :‬اإلتالف ‪:‬‬
‫ي‬ ‫العمل‬

‫ز‬
‫المترصر ويطال العالمات التجارية‬ ‫المدع‬ ‫وهو إجراء قد تحكم به المحكمة بناء عىل طلب‬
‫ي‬
‫و النمادج الصناعية و المنتجات وكل ما تم تقليده أو عىل األقل شبه ذالك بعد حجزه‪ .‬وقد‬
‫ز‬
‫الت نص عىل أنه" تأمر المحكمة يف جميع‬
‫نظمه ظهت ‪ 9191/1/17‬من خالل الفصل ‪ 11‬و ي‬
‫األحوال بإتالف العالمات والبيانات أو اإلشارات أو الصور أو التصورات المعتف بمخالفتها‬
‫لمقتضيات هذا الظهت "‬

‫ر‬
‫النش‪:‬‬

‫ر‬ ‫ز‬
‫الت‬
‫قد جاء يف المادة ‪ 191‬من قانون رقم ‪ " 19.99‬تأمر المحكمة بنش األحكام القضائية ي‬
‫ويعتت بمثابة تعويض‬
‫ر‬ ‫والت صدرت تطبيقا ألحكام هذا القانون"‪ .‬وعليه فهو‬
‫صارت نهائية ي‬
‫للمترصر من أعمال المنافسة غت ر‬
‫المشوعة والهدف منه باألساس هو إطالع الزبناء‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫عيت‬
‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫وبالتاىل‬
‫ي‬ ‫تتبي الحقيقة‪،‬‬ ‫الذين وقعوا يف الخلط والمخالفة من جزاءات تلك األعمال حت‬
‫تحقق إمكانية استجاع التاجر لزبنائه‪.‬‬

‫‪ - 61‬قرار محكمة اإلستئناف التجارية بالدار البيضاء بتاري خ ‪ 1991/91/10‬ملف رقم ‪.1991/91/1/9991‬‬
‫‪41‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫الت يعتمد عليها‬ ‫ز‬


‫وختاما يمكن القول بأن األصل التجاري يعد من بي أهم الركائز األساسية ي‬
‫ر‬
‫المشع‬ ‫حظ هذا الموضوع باهتمام كبت من قبل‬ ‫التاجر لمزاولة نشاطه التجاري‪ .‬وقد ز‬
‫ي‬
‫ز‬
‫المغرن ويظهر ذلك جليا من خالل تنظيمه بمجموعة من النصوص القانونية رغبة منه يف‬ ‫ري‬
‫ز‬
‫الوطت‪.‬‬ ‫والسىع وراء تنمية حقيقة االقتصاد‬ ‫الحفاظ عىل استقرار المعامالت التجارية‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫مبحثي‬ ‫وقد حاولنا يف عرضنا هذا تناول اهم الجوانب القانونية لألصل التجاري من خالل‬
‫وف المبحث ز‬‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫الثان تناولنا ألهم‬
‫ي‬ ‫رئيسيي تطرقنا يف المبحث األول لماهية األصل التجاري ي‬
‫الترصفات الواردة عىل األصل التجاري وكيفية حمايته وبالرغم من هذا التنظيم الذي أواله‬
‫ز‬ ‫المشع األصل التجاري‪ ،‬إال أنه قد ترك مجموعة من مجموعة من الثغرات ر‬ ‫ر‬
‫التشيعية يف هذا‬
‫الباب‪ ،‬وهو ما جعل القضاء يتدخل من أجل سد هذا الفراغ وذلك من أجل معالجة مجموعة‬

‫من اإلشكاالت ي‬
‫الت تواجه تطبيق هذه النصوص القانونية عىل ترصفات لم يرد بشأنها نص‬
‫ز يف مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫الكتب‪:‬‬
‫ز‬
‫‪ -‬إدریس العلوي العبدالوي‪ :‬الوسیط يف رشح المسطرة المدنیة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫الجدیدة‪ ،‬الدار البیضاء‪ ،‬الطبعة األوىل‪.9110 -9190،‬‬
‫الوجت زف القانون التجاري‪ ،‬األعمال التجارية‪ ،‬حقوق ز‬
‫والتامات البائع‪،‬‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫المصطق الخطيب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ي‬
‫مكتبة دار العرفان اكادير‪ ،‬الطبعة محينه ‪.1991‬‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫محارصات يف القانون التجاري‪ ،‬مطبعة قرطبة‪ ،‬سنة ‪.1991/1991‬‬ ‫المصطق الخطيب‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬زهت نعيم‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬التاجر‪ ،‬األنشطة التجارية‪ ،‬األصل التجاري‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪.1991‬‬

‫‪ -‬فؤاد معالل رشح القانون التجاري الجديد ‪،‬نظرية التاجر والنشاط التجاري ‪،‬الطبعة‬
‫‪.1991‬‬

‫المغرن الجديد الطبعة األوىل ‪ 9111‬مطبعة النجاح‬


‫ري‬ ‫‪ -‬فؤاد معالل رشح القانون التجاري‬
‫الجديدة‪.‬‬

‫المغرن الجديد‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة النجاح‬


‫ري‬ ‫‪ -‬فؤاد معالل‪ ،‬رشح القانون التجاري‬
‫الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.1999‬‬
‫ج الداخلة‪ ،‬الطبعة‬ ‫تصاد‬ ‫االق‬ ‫مطبعة‬ ‫التجاري‪،‬‬ ‫القانون‬ ‫ح‬‫ش‬‫الوجت زف ر‬
‫ز‬ ‫‪ -‬محمد أطويف‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الثانية ‪.1991‬‬
‫ز‬
‫ر ي‬
‫لفروج‪ ،‬األصل التجاري‪ ،‬عنارصه وطبيعته القانونية كما يستغل يف إطار التسيت‬ ‫‪ -‬محمد‬
‫الحر‪ ،‬سلسلة القانون والممارسة القضائية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدرا البيضاء‪،‬‬
‫سنة ‪.1991‬‬

‫‪43‬‬
‫ر ي‬
‫لفروج‪ ،‬التاجر وقانون التجارة بالمغرب‪ ،‬سلسلة الدراسات القانونية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪ -‬محمد‬
‫االوىل‪ ،‬سنة ‪.9119‬‬
‫ز‬ ‫ز‬
‫المغرن‪ ،‬حقوق التاجر‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫ري‬ ‫محارصات يف القانون التجاري‬ ‫محبون‪،‬‬
‫ري‬ ‫‪ -‬محمد‬
‫أن رقراق‪.‬‬‫‪ ، 1999‬دار ر ي‬
‫ز ز‬
‫الوجت يف القانون التجاري‪ ،‬مكتبة األنوار‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.1919‬‬ ‫‪ -‬نجيم اهتوت‪،‬‬

‫األطاري ــح الجامعية‪:‬‬

‫‪ -‬عبد هللا درمیش ‪ :‬الحمایة الدولیة للملكیة الصناعیة و تطبیقاتھا القانونیة‪ ،‬أطروحة لنیل‬
‫درجة دكتوره الدولة زف الحقوق شعبة القانون الخاص جامعة الحسن ز‬
‫الثان‪ ،‬كلیة العلوم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫القانونیة و االقتصادیة و االجتماعیة بالبیضاء‪.9100‬‬

‫المقاالت‪:‬‬
‫ز ز‬
‫الدائني يف عمليات بيع األصل التجاري"‪ ،‬مجلة قانون وأعمال‪،‬‬ ‫‪ -‬فريد لحرش‪" ،‬حماية‬
‫دجنت ‪.1999‬‬ ‫ز‬
‫الثان‪،‬‬
‫ر‬ ‫العدد ي‬
‫‪ -‬الطيب بن لمقدم‪" ،‬عنارص األصل التجاري"‪ ،‬مجلة البحوث‪ ،‬العدد المزدوج الرابع ر‬
‫عش‬
‫والخامس ر‬
‫عش‪ ،‬سنة ‪.1991/1991‬‬
‫‪ -‬عبد المجيد غميجة‪ ،‬رهن األصل التجاري عىل ضوء األحكام الجديدة لمدونة التجارة‪،‬‬
‫مجلة ندوة‪ ،‬العدد ‪ ،91‬لسنة ‪.1999‬‬

‫‪44‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪9 ....................................................................................... :‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية األصل التجاري ‪1 ................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األصل التجاري وطبيعته القانونية ‪1 ....................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬مفهوم األصل التجاري ‪1 ............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الطبيعة القانونية لألصل التجاري ‪1 .............................‬‬
‫الثان‪ :‬عنارص األصل التجاري ‪0 .............................................‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬العنارص المادية لألصل التجاري‪0 .................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العنارص المعنوية لألصل التجاري ‪99 ............................‬‬
‫الثان‪ :‬العقود الواردة عىل األصل التجاري والحماية المقررة له ‪99 ...‬‬
‫ي‬ ‫المبحث‬
‫المطلب األول‪ :‬العقود الواردة عىل األصل التجاري ‪99 ...........................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬عقد بيع األصل التجاري ‪90 ........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عقد رهن األصل التجاري ‪19 ......................................‬‬
‫الثان‪ :‬الحماية القانونية لألصل التجاري ‪77 .............................‬‬
‫ي‬ ‫المطلب‬
‫المشوعة ‪77 ......................‬‬‫غت ر‬ ‫الفقرة األوىل‪ :‬رشوط دعوى المنافسة ر‬
‫غت ر‬
‫المشوعة ‪79 ..................‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الحكم يف دعوى المنافسة ر‬
‫خاتمة‪11 ................................................................................... :‬‬
‫الئحة المراجع ‪17 .......................................................................‬‬

‫‪45‬‬

You might also like