Professional Documents
Culture Documents
العرض الخامس حق الكراء كعنصر من عناصر الأصل التجاري
العرض الخامس حق الكراء كعنصر من عناصر الأصل التجاري
1
الئحة المختصرات:
2
المقدمة:
االقتصاد الوطني أساس تنشيطه المؤسسات التجارية والصناعية و الحرفية ،إذا توفر لها
عنصر اإلستقرار في مواجهة صاحب العقار الذي تمارس فيه المؤسسة نشاطها ،و بما أن
القواعد العامة للعالقة الرابطة بين المكري و المكتري و المنصوص عليها في ظهير
اإللتزامات و العقود ال تضمن إستقرار لمؤسسة األصل التجاري ،مما فرض على المشرع
آلية لإلستقرار و ذلك بوضعه قواعد خاصة تمتاز بها بما هو مقرر في القواعد العامة ،إذ
يمكن من خاللها ممارسة النشاط التجاري بالمحل المكترى و يستفيد من األصل التجاري
الذي أنشأه المكتري ،و عليه فإن الحماية المقرر للطرف الضعيف التي جاء بها قانون 49.16
1،من خالل إحداث توازن بين المكري و المكتري و الملكية التجارية و الملكية العقارية و
يكتسب األصل التجاري إنطالقا من الشروط التي قررها القانون المنظم في هذا االطار ،و
قد عرفه المشرع في المادة 79من مدونة التجارة بأنه ":مال منقول معنوي يشمل جميع
األموال المنقولة المخصصة لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية" .ويدخل في تكوينه
مجموعة من العناصر حسب منطوق المادة 80من مدونة التجارة ،و التي تنقسم إلى عناصر
مادية ،و أخرى معنوية من بينها الحق في الكراء الذي يعتبر من أبرز العناصر المكونة
لألصل التجاري ،2و ذلك في الحالة التي يكون فيها التاجر مكتري لعقار أو محل تجاري
الذي يمارس فيه نشاطه.
قبل فترة الحماية لم يكن هناك تنظيم قانوني لهذه المعامالت ،إذ إبان فترة الحماية الفرنسية،
صدر قانون اإللتزامات والعقود الذي نظم الكراء من الفصل 626إلى ،722حيث كانت هذه
األخيرة هي المطبقة على جميع عقود األكرية ،و كانت ال توازن بين المكري و المكتري و
ال توفر حق في التعويض عند رفض التجديد ،و في سنة 1952تم اصدار ظهير 30يناير
1ظهير الشريف رقم 1.16.99صادر في 13شوال 13( 1437يوليو )2016بتنفيذ القانون رقم 49.16المتعلق بكراء العقارات او
المحالت المخصصة لالستعمال التجاري او الصناعي او الحرفي ،الصادر في الجريدة الرسمية عدد 6490المنشور بتاريخ 7ذو القعدة
11( 1437أغسطس ، )2016ص.5857:
2المادة 80من القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة ،الصادر بتنفيذ الظهير الشريف 1.96.83الصادر بتاريخ 15ربيع األول
( 1417فاتح أغسطس ) 1996المنشور بالجريدة الرسمية عدد ، 4418لتاريخ 19جمادى األولى 3(1417أكتوبر
.)1996ص .2187:و هو نفس التوجه الذي سار عليه المشرع الفرنسي في مواد 5-141 :و 1-145و 2-142من قانون التجاري
الفرنسي.
3
الذي جاء بقواعد جديدة تتعلق بمسطرة طلب تجديد عقد الكراء التجاري ،وفي 24ماي
1955صدر الظهير المنظم لعقود كراء األمالك أو األماكن المستعملة للتجارة أو الصناعة
أو الحرف.
لكن بعد المالحظات واإلنتقادات التي واجهها هذا القانون وبعد اإلشكاالت التي إنبثقت خالل
تطبيقه ،كان لزاما على المشرع المغربي أن يتدخل إليجاد بعض الحلول ،فأصدر بذلك قانون
49.16ليتجاوز أخطاء الظهير السابق .3
و يكتسي هذا الموضوع أهمية بالغة على مستوى العملي في اعتماد عدد كبير من التجار على
كراء محالت لممارسة تجارته باعتبارها هي مورد رزقهم ،و ذلك العتباراتهم المالية و
االجتماعية.
أما على المستوى النظري فتتجلى هذه األهمية في سعي المشرع المغربي لتجاوز كل
اإلشكاليات المتعلقة بالحق في الكراء و ذلك من خالل القانون رقم . 49.16
ومن هذا المنطلق يكون بمقدورنا طرح اإلشكال المركزي التالي :
إلى أي حد إستطاع المشرع المغربي التوفق في تنظيم الحق في الكراء كعنصر من -
ما هو تعريف الحق في الكراء ؟ و كيف يمكن تميزه عن ما يشابه من المصطلحات؟ -1
3جواد الرفاعي ,الكراء التجاري الثابت والمتغير في ضوء القانون رقم ,49.16الطبعة األولى ،سنة, 2018مطبعة األمنية-الرباط،ص5:
4
لمقاربة هذا الموضوع ولمحاولة اإلجابة عن اإلشكال المركزي و كذا األسئلة المتفرعة
عنه ،قمنا بتوظيف المنهجين الوصفي والتحليلي من أجل وصف وتحليل النصوص و
األعمال البحثية السابقة و مجموع المعلومات ذات الصلة بموضوعنا.
5
المبحث األول :األحكام العامة لحق الكراء
يتوفر األصل التجاري على عدة عناصر تدخل في تشكيله ،ومن أهمها الحق في الكراء
Droit au bailأو الحق في اإليجار كما يطلق عليه في بعض التشريعات العربية ،4ويعتبر
هذا األخير عنصرا معنويا مهما ،في الحالة التي يكون فيها التاجر مكتري للعقار الذي يمارس
فيه نشاطه التجاري ،نظرا العتبارات مالية و مهنية تدفعه إلى كراء محالت تجارية .هذا ما
دفع المشرع المغربي لوضع ترسانة قانونية تنظم الحق في الكراء من خالل مجموعة من
النصوص القانونية ،ومن أبرزها القانون رقم 49.16المتعلق بكراء العقارات و المحالت
المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي ،حيث جاء بمجموعة من المستجدات
القانونية ،هدفها تفادي اإلشكاليات المطروحة في ظهير 24ماي ، 1955مما يستلزم الحديث
عن الطبيعة القانونية للحق الكراء وهو موضوع المطلب األول ،وأيضا الوقوف عن
اإلجراءات القانونية لنشوء هذا الحق و هو ما سنناقشه في المطلب الثاني.
إن األصل التجاري يمكن أن ينشأ دون عنصر الحق في الكراء ،كما هو الشأن بالنسبة للتاجر
المالك للعقار الذي يمارس تجارته فيه ،إذ أن هذا العنصر يرتبط بالحالة التي يمارس فيها
5
التاجر نشاطه التجاري في عقار ال يمتلكه بل يكتريه .
ونظرا الرتباط حق الكراء بمجموعة من العناصر ،هذا ما يدفعنا للوقوف على تعريف لهذا
الحق (الفقرة األولى) ،ثم نميزه عن باقي المفاهيم المتشابهة (الفقرة الثانية).
4محمد لفروجي ،التاجر و القانون التجاري ،دراسة تحليلية نقدية في ضوء القانون المغربي و القانون المقارن و االجتهاد القضائي،
مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،الطبعة الثانية ،1999،ص.165 :
5فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري نظرية التاجر و نشاط التجاري ،مطبعة دار االفاق ،الدار البيضاء ،الطبعة السادسة،2021
ص.212 :
6
الفقرة األولى :تعريف الحق في الكراء
لتعريف الحق في الكراء وتحديد مدلوله ،سيتم أوال االعتماد على التعريف القانوني من خالل
مجموعة من النصوص القانونية ،وأيضا الوقوف على بعض التعريفات الفقهية ،ثم الوقوف
عن التوجه القضائي للتعريف الحق في الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري.
إن المشرع المغربي لم يعرف الحق في الكراء ،إال أنه أشار إليه في الفصل 668من ق.ل.ع
الذي ينص على أنه" :للمكتري الحق في أن يكري تحث يده ما اكتراه وأن يتنازل عن عقد
الكراء لغيره ،بالنسبة إلى الشيء كله أو بعضه إال إذا حجر عليه ذلك في العقد أو اقتضته
6
طبيعة ما اكتراه"...
نفس الشيء بالنسبة لمدونة التجارة ،فلم يعرف الحق في الكراء واقتصر فقط على إعتباره
من األموال المكونة لألصل التجاري و من عناصره ،وذلك حسب المادة 80من م.ت .7
وهو نفس النهج الذي سار عليه المشرع في قانون رقم 49.16من خالل المادة 25منه،
بالتنصيص على أنه "يحق للمكتري تفويت الحق في الكراء مع بقية األصل التجاري أو
مستقال عنها دون دون ضرورة الحصول على موافقة المكري ،"...الشيء الذي يدفعنا للرجوع
إلى الفقهاء للوقوف على التعريفات المقدمة من طرفهم.
اختلف الفقه في تعريف الحق في الكراء ،لتقاعس المشرع المغربي عن فعل ذلك ألن التعاريف
عمل فقهي أكثر من كونه تشريعي ،وحسنا فعل المشرع ألن مفهوم حق الكراء قد يتغير حسب
الحال 8 ،وقد عرفه أحد الفقهاء بأنه" :هو حق مالي معنوي ،ينشأ بقوة القانون عند توفر
ويعتبره البعض أنه ":حق ينشأ في الحالة التي يستغل فيها التاجر أصله التجاري في عقار
مملوك للغير ويشغله على وجه الكراء ،وهذه الصورة غالبة على معظم المحالت التجارية
حيث يلجأ التاجر إلى كراء المحالت التي يخصصونها لممارسة تجارتهم ،ذلك أنه غالبا ما
10
يمارس التاجر أو الصانع نشاطه في عقار ال يملكه وإنما يكتريه ".
و يرى البعض اآلخر أنه" :يقصد بالحق في اإليجار حق صاحب األصل في االنتفاع بالعقار
كمستأجر ،ويعتبر الحق في اإليجار من أهم العناصر المعنوية المكونة لألصل التجاري في
11
الحالة التي يكون فيها التاجر مكتريا للعقار الذي يمارس فيه نشاطه التجاري " .
ويعتبره البعض األخر أنه" :الحق في الكراء يعد حق االنتفاع شخصي بالمتجر ،وهو حق
12
منقول و معنوي يسوغ التنازل عنه أو نقله للغير".
وبعد كل التعريفات التي حاول الفقه من خاللها تقديم تعريف شامل وموحد للحق في الكراء،
وانطالقا من جل هذه التعريفات أمكننا القول أن الحق في الكراء عنصر من عناصر األصل
التجاري ،وهو عبارة عن مال منقول معنوي ،ينشأ في الحالة التي يمارس فيها التاجر نشاطه
في محل يكتريه ،الشيء الذي يخول له الحق في التجديد و أيضا الحق في التعويض في حالة
اإلفراغ وفق الحاالت المحددة قانونا.
أما بالنسبة للمقررات القضائية تشير إلى أن األصل التجاري يستلزم توفر عنصر الحق في
الكراء في حالة دعاوى اإلفراغ ،وذلك حسب ما ورد في قرار محكمة النقض ،حيت جاء بما
يلي ":إن األصل التجاري حسب الفصلين 79و 80من مدونة التجارة يقتضي أوال توفر
عنصر الحق في الكراء ،ولما كانت الدعوى تهدف إلى اإلفراغ لالحتالل بدون سند ،فإن عدم
إثبات العالقة الكرائية مع مالك العقار أو سلفه التي تلزمه بانتقال الملك إليه ،يجعل االختصاص
9فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري نظرية التاجر و نشاط التجاري ،م.س،ص.212:
10محمد اطويف ،الوجيز في شرح القانون التجاري ،المطبعة غ .م ،الطبعة األولى ،2016،ص192:
11لطيفة بنخير ،مبادئ األساسية في القانون التجاري ،المطبعة غ .م ،الطبعة األولى ،2016،ص.247 :
12عز الدين بنستي ،دراسات في القانون التجاري المغربي -دراسة في قانون الملكية الصناعية و التجارية ،الجزء الثاني األصل التجاري ،مطبعة
النجاح الجديدة ،الدار البيضاء الطبعة االولى،2001ص.71:
8
منعقدا للمحكمة االبتدائية "13 ،رغم أن القضاء لم يقدم أي تعريف للحق في الكراء ،إال أنه
أبرز أهمية الحق في الكراء باعتباره من عناصر األصل التجاري.
أمام غياب أي تعريف قانوني للحق في الكراء من طرف المشرع المغربي ،يستلزم تمييزه
عن باقي المفاهيم المتشابهة ،جراء الخلط و اللبس الذي يمكن أن يقع بينهم ،وهذا ما سنحاول
توضيحه من خالل بيان أوجه التشابه و االختالف بين الحق في الكراء و عقد الكراء(أوال)
وبينه و بين األصل التجاري(ثانيا) ثم بين حق الكراء وبيع المفتاح (ثالثا).
و بالرجوع إلى قانون االلتزامات و العقود ،باعتباره الشريعة العامة ،حيت عنون القسم الثالث
من الكتاب الثاني باإلجارة ،وميز في الفصل 626من ق.ل.ع بين "إجارة األشياء و هي
الكراء ،وإجارة األشخاص أو العمل" .و بالرجوع إلى الفصل 627من نفس القانون حيت
عرف عقد الكراء أنه" :عقد بمقتضاه يمنح أحد األطراف لآلخر منفعة منقول أو عقار ،خالل
مدة معينة في مقابل أجرة محددة ،يلتزم الطرف اآلخر بدفعها له" .ويتضح أن التعريف الذي
وضعه المشرع المغربي لعقد الكراء قريب من التعريف الذي قدمه المشرع الفرنسي أن إجارة
األشياء هي عقد بمقتضاه يلتزم أحد أطرافه بتمكين االخر من منفعة الشيء طوال مدة زمنية
معينة ،وذلك في مقابل أجر يلتزم الطرف االخر بدفعه له .14وبالرجوع للمادة 627من
ق.ل.ع يتضح أن عقد الكراء يتميز بمجموعة من الخصائص ،أولها أن عقد الكراء من العقود
الرضائية ،وذلك حسب ما نص عليه الفصل 628من ق.ل.ع أن الكراء يتم بتراضي الطرفين
على الشيء و على األجرة و على غير ذلك مما عسى أن يتفقا عليه من شروط في العقد .كما
13قرار صادر عن محكمة النقض رقم 150صادر بتاريخ ، 2015/02/24في ملف تجاري عدد ، 6005/1/03/2014منشور
عبر الرابط https://juriscassation.cspj.ma/Decisions/RechercheDecisions :تم االطالع عليه بتاريخ
2023/11/08على الساعة.01:30:
14عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون العقود الخاصة ،المطبعة غ .م ،الطبعة السادسة ،2020،ص .17:
L’article1709 du code civil stipule que : le louage des choses est un contrat par le quel l’une des parties
s’oblige à faire jour l’autre d’une chose pendant un certain temps et moyennant un certain prix que
celle- ci s’ oblige à lui payer.
9
يعتبر أيضا من العقود الملزمة لجانبين فكل طرف يتحمل مجموعة من االلتزامات ،و من
عقود معاوضة ما دام أن كال من الطرفيه يتلقى معاوضة عما يمنحه ،ثم إنه من العقود الزمنية
حيت يرتبط تنفيذه بمدة معينة.
و يعتبر الحق في الكراء من عناصر األصل التجاري وذلك حسب ما ورد في المادة 80من
مدونة التجارة ،و قيامه رهين بوجود عقد كراء صحيح ،فكلما انعدم عقد الكراء ينعدم معه
حق الكراء.
يستعين التاجر في ممارسة نشاطه التجاري بمجموعة من العناصر المادية و المعنوية تكون
في مجموعها حقا معنويا مستقال يسمى باألصل التجاري 15 .ويعتبر هذا األخير حسب ما
ورد في المادة 79من م.ت ،أنه عبارة عن مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة
المخصصة لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية ،16وبالرجوع للمادة 80من م.ت
التي نصت على العناصر المكونة لألصل التجاري ،و من بينها الحق في الكراء الذي يشكل
عنصرا أساسيا من عناصر األصل التجاري17 ،و ذلك في الحالة التي يمارس فيها التاجر
نشاطه في محل يكتريه ،وهو حق يمكن للمكتري تفويته مع بقية عناصر األصل التجاري
أو مستقال عنها دون ضرورة الحصول على موافقة المكري وذلك حسب ما ورد في المادة25
من قانون رقم .18 49.16
يستمد هذا الحق سنده من الواقع العملي ،19ويتخد بيع المفتاح عدة مصطلحات كحق الرجل
و الخطوة األولى نحو المحل ،وهو ذلك المبلغ المالي أو غيره الذي يدفعه المكتري الجديد إما
للمكتري السابق مقابل مغادرة المحل أو العقار المعد للتجارة أو الصناعة أو الحرفة ،وإما
أما الحق في الكراء فهو من عناصر المعنوية لألصل التجاري قابل للتفويت إما مع األصل
20
أو إفراديا دون األصل .
و لنشوء هذا الحق في الكراء يجب توفر مجموعة من اإلجراءات القانونية وهذا ما سنتطرق
له في المطلب الثاني.
لنشوء حق الكراء كأحد عناصر األصل التجاري ،البد كمرحلة أولى أن يبرم عقد الكراء
التجاري ما بين مالك العقار أو المحل التجاري و بين التاجر الذي سيستغل ذلك المحل
لممارسة نشاطه التجاري أو الحرفي او الصناعي ،رجوعا إلى القواعد العامة المنصوص
عليها في ظهير االلتزامات و العقود المتعلقة بعقد الكراء ،نجد أنه تم تعريفه في الفصل 627
بأنه ":عقد بمقتضاه يمنح أحد طرفيه لآلخر منفعة منقول او عقار ،خالل مدة معينة في
مقابل أجرة محددة ،يلتزم الطرف اآلخر بدفعها له" ،21و عند قراءة الفصل 628من ظ.ل.ع
نجد أنه ينص على مبدأ الرضائية في عقد الكراء إذ يتم بتراضي طرفيه ،واتفاقهم على باقي
الشروط األخرى المناسبة لهم ،شأنه شأن مجموعة من العقود المضمنة في ظ.ل.ع ،22و هذا
ما حافظ عليه ظهير 1955الملغى ،بأن عقد الكراء التجاري ينشأ بمجرد تراضي أطرافه و
تفاقهم ،و لم يتطلب أي شكلية لهذه العقود هذا ما خلف مشاكل على مستوى العملي باعتمادهم
على العقود المبرمة شفويا و غير موثقة ،23هذا ما دفع المشرع إلى استدراك الوضع من
20الهاشم اوهي ،الحق الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري في ضوء القانون رقم ، 49.16م.س،ص.49:
21الفصل 627من ظهير االلتزامات و العقود.
22المادة 628من ظهير االلتزامات و العقود ":يتم الكراء بتراضي الطرفين على الشيء و على األجرة و على غير ذلك مما عسى
أن يتفقا عليه من شروط العقد".
23محمد أمين الروكي ،الشكلية في عقد الكراء التجاري(قراءة في المادة الثالثة من القانون 49.16المتعلق بكراء المحالت
المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي) ،مجلة القانون و األعمال ،منشور عبر الرابط:
https://www.droitetentreprise.com/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-
%d8%b9%d9%82%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d9%8a-
تم االطالع عليه بتاريخ 2023/11/3:على الساعة10:30: %d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d9%8a-%d8%a7
11
خالل القانون رقم 49.16الذي فرض نوعين من الشروط على هذا النوع من العقود ،
األولى شكلية و أخرى موضوعية ( الفقرة )1و أيضا توفر شروط تتسم بالطابع الشخصي
( الفقرة.)2
بإعتبار أن نشوء الحق في الكراء رهين بتوفر مجموعة من الشروط ،فإن المشرع نص على
شروط شكلية (أوال) ،إضافة إلى شروط موضوعية (ثانيا).
يحرر وجوبا عقد كراء العقارات أو محالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الحرفي أو
الصناعي كتابة ،وثم عند تسليم المحل يحرر بيان توصف فيه حالة ذلك العقار.
أشرنا فيما سبق أن عقد الكراء التجاري كان يبرم اعتمادا على مبدأ سلطان اإلرادة ،و الذي
يكمن أساسه في إعطاء الحرية لألطراف إلبرام العقد بشكل رضائي ،و ال تشترط فيه شكلية
معينة لقيامه ،24يكفي اتفاق األطراف على تحديد العقار و مقابل الكراء و على غيره من
الشروط.
إال أن القانون رقم 49.16المتعلق بكراء العقارات المخصصة لالستعمال التجاري أو
الصناعي أو الحرفي ،ألزم األطراف على افراغ هذا العقد في شكلية معينة ،حيث نصت المادة
الثالثة منه في لفقرتها األولى على ما يلي ":تبرم عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة
25
لالستعمال التجاري أو الحرفي أو الصناعي وجووبا بمحرر كتابي ثابت التاريخ"...
يالحظ من هذه المادة أن المشرع لم يحدد هل يحرر هذا العقد في محرر رسمي أم عرفي ؟
كما أنه لم يخول مهمة تحريره إلى أي مهني ينتمي إلى مهنة قانونية تختص في تحرير العقود
24الهاشم اوهي ،الحق في الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري في ضوء القانون،49.16م.س ،ص67:
25الفقرة األولى من المادة 3من قانون رقم 49.16المتعلق لكراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي
أو الحرفي.
12
،و يرى بعض الفقه أن المحرر ثابت التاريخ ما هو إال تسمية جديدة للمحررات العرفية ،و
أكدوا هذه الفكرة من خالل القرار الصادر عن محكمة النقض عدد 579/8الصادر بتاريخ
2014/12/16و الذي جاء فيه ما يلي ":إن العقد الذي رفض المطلوب تقيده بالرسم العقاري
ليس محررا رسميا و إنما هو مجرد محرر ثابت التاريخ صادر عن محام مقبول للترافع أمام
26
محكمة النقض" .
كما أن المشرع لم يذكر البيانات التي يجب أن يتضمنها هذا العقد ،بخالف المادة 3من
القانون رقم 67.12المتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري و المكتري للمحالت المعدة
للسكنى أو لالستعمال المهني .27
نصت المادة الثالثة من القانون 49.16في فقرتها الثانية على أنه ":عند تسليم المحل يجب
28
تحرير بيان بوصف حالة األماكن يكون حجة بين األطراف".
والهدف من هذا البيان تحرير وصف دقيق للمحل المتكرى ،وأيضا جرد لمشتمالته و مرافقه
ليوضع حد لكل نزاع قد ينشأ بعد انتهاء العالقة الكرائية ،حول الحالة األصلية التي كانت
عليها العين المكتراة ،وأيضا ضمان حق المكري في استردادها على الحالة التي كانت عليها
من قبل ،ولقد أغفل المشرع هنا أيضا عن ذكر كيفية إنجاز هذا البيان و الجهة المكلفة بإنجازه
26مصطفى بونجة ،الكراء التجاري بين ظهير 1955و القانون رقم ،49.16مطبعة ليتوغراف-طنجة ،الطبعة
األولى،2016ص33:و34
27المادة 3من القانون رقم 67.12المتعلق بتنظيم العالقات بين المكري و المكتري للمحالت المعدة للسكنى أو لالستعمال المهني":
يبرم عقد الكراء وجوبا بمحرر كتابي ثابت التاريخ يتضمن على الخصوص:
االسم الشخصي والعائلي للمكري والمكتري ،والمهنة ،والموطن ووثيقة إثبات الهوية وجميع المعلومات المتعلقة بالوكيل،
عند االقتضاء؛
االسم الكامل والمقر االجتماعي وعند االقتضاء جميع المعلومات المتعلقة بالممثل القانوني إذا كان المكري أو المكتري شخصا
معنويا؛
تحديد المحالت المكراة والمرافق التابعة لها والغرض المخصص لها وكذا التجهيزات المعدة لالستعمال الخاص من طرف
المكتري وحده؛
بيان مبلغ الوجيبة الكرائية المتفق عليها ودورية أدائها؛
طبيعة التكاليف الكرائية التي يتحملها المكتري؛
الوسيلة المتفق عليها ألداء الوجيبة والتكاليف الكرائية؛
االلتزامات الخاصة التي يتحملها كل طرف".
28الفقرة الثانية من المادة 3من القانون رقم 49.16المتعلقة بكراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري او الصناعي
أو الحرفي.
13
و أيضا البيانات التي يجب توفرها في هذا البيان الوصفي ،29وهذا عكس ما جاء في المادة
30
8من القانون رقم 67.12المتعلق بكراء المحالت المعدة للسكنى أو االستعمال المهني.
إلى جانب اشتراط المشرع الكتابة في عقود الكراء التجارية اشترط أيضا تحديد مدة مع إضافة
إستثناء على هذه المدة ،و التزام المكتري بأداء السومة الكرائية مع احترامه لنشاط الذي أعد
لذلك العقار أو المحل .
من خصائص عقود الكراء أنها عقود زمنية تستلزم تحديد المدة من قبل أطرافها ،فرجوعا
الى القانون رقم 49.16في الفقرة األولى من مادته الرابعة ،نجد أنه اشترط لتجديد العقد ان
يثبت انتفاعه بالمحل بصفة مستمرة لمدة سنتين على األقل ،و الكتساب حق الكراء ال يجب
أن ينتظر مرور سنتين على ابرام العقد بل ان ينتفع من هذا المحل التجاري بممارسة نشاطه
بشكل مستمر و اعتيادي خالل هذه المدة .
إال أنه هناك استثناء على هذه القاعدة و التي تستمد أساسها القانوني من الفقرة الثانية من
المادة الرابعة و التي جاء فيها أن المكتري يعفى من شرط المدة إذا كان قد قدم مبلغا ماليا
مقابل الحق في الكراء و يجب توثيق المبلغ المالي المدفوع كتابة في عقد الكراء أو في عقد
منفصل. 31
و عليه فإما االنتفاع بالمحل في المدة المقررة قانونا أو االدالء بعقد يعفي من هذه المدة ،هذا
هو اإلعتراف القانوني بالحق في الكراء للمكتري ،لكن في الحالة التي يتم فيها اغالق المحل
29الهاشم اوهي ،الحق في الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري في ضوء القانون رقم ، 49.16مرجع سابق ،ص73:
30المادة 8من القانون رقم 67.12المتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري و المكتري للمحالت المعدة للسكنى أو لالستعمال
المهني ":يجب أن ينجز البيان الوصفي في محرر ثابت التاريخ وأن يتضمن وصف المحل بكيفية مفصلة ودقيقة ،مع تجنب استعمال
الصيغ من نوع "حالة جيدة" أو " حالة متوسطة".
في حالة عدم إعداد البيان الوصفي من قبل األطراف ،يفترض ،بمجرد التوقيع على عقد الكراء ،أن المكتري قد تسلم المحل في حالة
صالحة لالستعمال".
31المادة 4من القانون رقم ": 49.16يستفيد المكتري من تجديد العقد متى اثبت انتفاعه بالمحل بصفة مستمرة لمدة سنتين على األقل.
يعفى المكتري من شرط المدة اذا كان قد قدم مبلغا ماليا مقابل الحق في الكراء ،و يجب توثيق المبلغ المالي المدفوع كتابة في عقد
الكراء او في عقد منفصل".
14
بصفة مستمر ة لمدة سنتين ،فإن المكري يكون محقا في إفراغ المكتري و بدون تعويض،
وذلك بسبب فقدان األصل التجاري لعنصر الزبناء و السمعة التجارية حسب الفقرة 7من
المادة 8من القانون رقم ، 49.16و هذا ما أخذت به محكمة النقض في قرارها الذي جاء فيه
ما يلي" :لما كان موضوع اإلنذار هو اغالق المحل لمدة تزيد عن سنتين و فقدان األصل
التجاري عنصر الزبناء و السمعة التجارية ،وتبت للمحكمة جديته من خالل مستندات الملف
و قضت بإفراغ المكتري بدون تعويض تكون قد طبقت مقتضيات الفقرة 7من المادة 8من
قانون رقم 49.16التي تعفي المكري من أداء التعويض بعد تحقق جدية السبب المذكور تطبيقا
سليما.
األساس القانوني:
ال يلزم المكري بأداء أي تعويض للمكتري مقابل اإلفراغ في الحاالت التالية .. :إذا فقد
األصل التجاري عنصر الزبناء و السمعة التجارية بإغالق المحل لمدة سنتين على األقل ".
32
32قرار محكمة النقض ،رقم 390الصادر بتاريخ 26ماي 2022في الملف التجاري رقم ،1918/3/2/2019منشور في المنصة
الرقمية لقرارات محكمة النقض في الرابط التاليhttps://juriscassation.cspj.ma/Decisions/RechercheDecisions :
تم االطالع عليه بتاريخ 2023/11/03على الساعة . 22:03
15
ب -التزام المكتري بأداء السومة الكرائية و إحترامه لنشاط المحل
تنص المادة 5من القانون رقم 49.16في فقرتها األولى على أن الوجيبة الكرائية تحدد
بتراضي أطراف العقد ،33و تطبق على مراجعة هذه الوجيبة أو السومة الكرائية تفاديا لعدم
مالئمة القوانين ،مقتضيات القانون رقم 07.03المتعلق بمراجعة أثمان كراء المحالت المعدة
34
للسكنى أو االستعمال المهني أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي .
و الكتساب حق الكراء يجب أيضا إلتزام المكتري بإحترام النشاط الذي اتفقوا على أن يمارسه
في هذا العقار أو المحل حسب العقد المبرم بينهم ،و إذا أراد المكتري تغيير هذا النشاط فتجب
موافقة المكري كتابة عليه ،35و أيضا أن يكون التغيير غير مناف لغرض و خصائص و
موقع البناية و أال يكون له تأثير على سالمتها.
و في الحالة التي لم يتفقوا فيها األطراف فللمكتري الحق في ممارسة أي نشاط يراه مناسبة
36
و أيضا تغيره.
بعد التطرق للشروط المرتبطة بالعقد الكراء التجاري ،ستتنقل إلى الشروط المتطلب توفرها
في أطراف هذا النوع من العقود و هذا فيما يتعلق باألهلية إبرام عقد الكراء التجاري المكسب
لحق في الكراء (أوال) ،و صفة المكتري( ثانيا).
رجوعا للقواعد الخاصة المنظمة للكراء التجاري ،ال نجد أي نص يحدد األهلية المتطلبة
إلبرام هذا العقد أي عقد الكراء التجاري ،هذا ما فتح نقاش بين الفقه و أيضا على مستوى
القضاء المقارن ،هل األهلية إلبرام عقد الكراء التجاري أهلية إدارة أم تصرف؟
إجابة عن هذا السؤال فقد ظهر رأيين متعارضين في الفقه الفرنسي ،حيث إعتبر االتجاه األول
":أن كراء عقار أو محل لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي ال يعدو أن يكون عمال
من أعمال اإلدارة سواء بالنسبة للمكتري أو المكري ،مادام عقد الكراء ينصب على منفعة
الشيء محل العقد".
ثم جاء االتجاه اآلخر ،لينتقد األول "وإعتبر عقد كراء محل تجاري عمال من أعمال التصرف
ألنه و لو لم يعتبر عقد الكراء فعال تفويتا لحق عيني أو نقله من ذمة ألخرى ،فإنه يعتبر
استعماال لمحل بطريقة غير عادية بما قد يعرضه إلى تلف أو نقصان في قيمته ،عكس عمل
اإلدارة و التسيير الذي يعتبر تدبيرا و تسييرا للمال دون تعريضه ألي خطر لذلك يجب
التعامل مع عقد كراء محل تجاري على أنه محل تصرف و ليس ادرة".
قد إستمر النقاش في فرنسا إلى غاية تدخل المشرع الفرنسي في القانون عدد 570/65الصادر
في 23يوليوز 1965و اعترف بشكل ضمني بخصوصية عقد الكراء التجاري و عتبره عقد
كراء تجاري و ليس مجرد عمل من أعمال اإلدارة .
أما بالنسبة للفقه المغربي فلم يختلف كثيرا عن الفرنسي ،فهناك من عتبره سوى عمل من
أعمال اإلدارة ،و من إعتبرها أهلية تصرف و يجب توفرها في كال طرفي العقد أي المكري
37
و المكتري.
و في رأينا المتواضع فإننا نؤيد اإلتجاه الذي يرى أنه يجب توفر أهلية التصرف في طرفي
العالقة التعاقدية ،و ذلك نظرا لما ترتبه هذه العالقة من آثار قانونية من التزامات و حقوق
و التي يفترض في األطراف ادراكها و استيعابها .
37الهاشم أوهي ،الحق في الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري في ضوء القانون رقم ،49.16م.س،ص83-82:
17
ثانيا :صفة المكتري
أ-التاجر
لم يعرف المشرع المغربي التاجر في مدونة التجارة ،لكنه عدد مجموعة من األنشطة التي
تكسب هذه الصفة إذا ما تم ممارستها بشكل إعتيادي أو احترافي وذلك في المادتين السادسة
38
و السابعة من مدونة التجارة هذه األنشطة ذكرت على سبيل المثال و ليس الحصر.
ب-الصانع
38المادة 6من مدونة التجارة ،..... ":تكتسب صفة التاجر بالممارسة االعتيادية أو اإلحترافية لألنشطة التالية:
-1شراء المنقوالت المادية أو المعنوية بنية بيعها بذاتها أو بعد تهيئتها بهيئة أخرى أو بقصد تأجيرها.
-2إكتراء المنقوالت المادية أو المعنوية من أجل إكرائها من الباطن.
-3شراء العقارات بنية بيعها على حالها أو بعد تغييرها
-4التنقيب عن المناجم و المقالع و إستغاللها
-5النشاط الصناعي أو الحرفي
-6النقل
-7البنك و القرض و المعامالت المالية
-8عملية التأمين باألقساط الثابتة
-9السمسرة و الوكالة بالعمولة و غيرها من أعمال الوساطة
-10استغالل المستودعات و المخازن العمومية
-11الطباعة و النشر بجميع أشكالها و دعائمها
-12البناء و االشغال العمومية
-13مكاتب ووكاالت األعمال و األسفار و اإلعالم و اإلشهار
-14التزويد بالمواد و الخدمات
-15تنظيم المالهي العمومية
-16البيع بالمزاد العلني
-17توزيع الماء و الكهرباء و الغاز
-18البريد و المواصالت
-19التوطين".
المادة 7من مدونة التجارة ":تكتسب صفة التاجر أيضا بالممارسة اإلعتيادية و اإلحترافية لألنشطة التالية:
-1كل عملية تتعلق بالسفن و الطائرات و توابعها.
-2كل عملية ترتبط باستغالل السفن و الطائرات و بالتجارة البحرية و الجوية".
18
التقليدية بأن الصانع ":هو كل شخص يمارس نشاطا رئيسيا ذو خاصة بدوية و بصفة دائمة
39
،سواء في عملية اإلنتاج أو تحويل أو تقديم الخدمات".
و الصانع او المكتري الصانع مستفيد أيضا من القواعد الحمائية المنصوص عليها في القانون
رقم . 49.16
وتعتبر الصناعة عمال تجاريا يقوم على المضاربة ،ألن الصانع بحدد ثمن البيع بمراعاة تكلفة
التصنيع و األجور بالضافة إلى سعيه لتحقيق الربح ،كما أن مدونة التجارة ذكرت النشاط
الصناعي و الحرفي في البند الخامس من المادة 6و التي تكسب صفة التاجر بممارستها
40
بشكل اعتيادي أو حرفي.
ت -الحرفي
تم تعريف الحرفي في ظهير 28يونيو 1963المنظم لغرف الصناعة التقليدية و اعتبره":
شخص يقوم بعمل يدوي يتقنه بعد التعلم و بعد الممارسة الطويلة ،وهو يقوم لفائدته الشخصية
أو بمساعدة أفراد عائلته أو شركائه أو متعلمين أو مأجورين و يكون عددهم ال يتعدى العشرة،
و بإستخدام طاقة محركة و إذا إقتضى الحال ذلك ال تفوق عشرة خيول ،و يتولى بنفسه
عمليان اإلنتاج و تصريف المنتوجات التي يحصلها و يزاول حرفة إما في مقاولة أو في البيت
41
".
و لقد كان الحرفي مستبعدا من اكتساب الصفة التجارية مما يجعله محروما من اكتساب األصل
التجاري أيضا و الحقوق المترتبة عنه ،إال أن المشرع أعطاه هذا الحق من خالل اعتبار
النشاط الحرفي يكسب الصفة التجارية بالممارسة االعتيادية و االحترافية من خالل المادة 6
الهاشم اوهي ،الحق في الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري في ضوء القانون رقم ،49.16م.س،ص85: 39
وفر المشرع مجموعة من القواعد الحمائية للحق في الكراء ،وذلك في حالة نشوء نزاع بين
42الهاشم اوهي ،الحق في الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري في ضوء القانون رقم ،49.16م.س،ص87:
20
المبحث الثاني :الحماية للقانونية للحق في لكراء و المنازعات الناشئة عنه
الحق في الكراء ال يقوم كسبب لغل يد مالك العقار في التصرف في ماله أو حتى استجماع
عناصر ملكيته ،بل تظل حقوقه المترتبة عن مركزه القانوني قائمة ،لكن ال تمارس على
إطالقها ،باعتبار أن ضرورة ضمان استمرارية نشاط األصل التجاري وحماية الحق في
الكراء الذي أضحى المكتري متمتعا به يفرض تقييد حرية المكري ،ناهيك على أن ممارسة
الحقوق المخولة له والتي يبقى أبرزها استرجاع محله من خالل رغبته في إنهاء العالقة
الكرائية مشروط أيضا بعدم اإلضرار بمالك األصل التجاري ،وبالنشاط التجاري وهو ما
دفع المشرع المغربي إلى خلق مؤسسة توجيه اإلنذار كضمانة مسطرية حمائية للحق في
الكراء ،باإلضافة إلى وضع قواعد للتعويض عند إنهاء عقد الكراء التجاري األمر الذي
سيؤدي ال محالة إلى خلق نوع من الثقة واالستقرار لدى ممارسي النشاط التجاري
والمشمولون بمقتضيات القانون رقم 49.16
ويعتبر حق تجديد عقد الكراء من أهم الوسائل الحمائية المقررة للحق في الكراء التي قررها
القانون رقم 49.16لمالك األصل التجاري ،واعتبر المشرع كل اتفاق من شأنه حرمان
وتظهر أهمية الحق في الكراء كعنصر من العناصر المعنوية المكونة لألصل التجاري بالنظر
إلى عديد اآلثار القانونية المترتبة عن اكتساب الحق في الكراء ،من حقوق األطرافه كان
على مشرع القانون رقم 49.16حمايتها على أساس التكافؤ والتوازن تجسيدا لمعالم األمن
التعاقدي المراهن عليه من طرف القانون السالف الذكر.
غير أنه لمنح نوع من التوازن بين طرفي العقد فقد منح المكري إمكانية استرداد ملكيته
العقارية شريطة منح المكتري تعويضا عن أصله التجاري ،وال يستطيع حرمانه من هذا
43
التعويض إال لألسباب التي حددها القانون
43تنص المادة 8من ق .رقم 49.16على أنه " :ال يلزم المكري بأداء أي تعويض المكتري مقابل الفراغ في الحاالت اآلتية :
. 1إذا لم يؤد المكتري الوجيبة الكرائية داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ توصله باإلنذار ،وكان مجموع ما بذمته على األقل
ثالثة أشهر من الكراء؛
21
وفي ظل الره ان التشريعي لتوفير المقومات الضرورية لتحقيق التوازن التعاقدي بين أطراف
العالقة التعاقدية فقد أقر قانون الكراء التجاري الجديد للمكتري إمكانية تجديد عقد الكراء عند
انتهاء مدته (المطلب األول) ،كما قد تنشأ عن هده العالقة بعض المنازعات التي قد تقود
األطراف إلى المؤسسة القضائية ( المطلب الثاني ) .
إن ممارسة نشاط تجاري ،أو صناعي ،أو حرفي ،في عقار أو في محل تجاري حسب المدة
المتطلبة قانونا وبموجب عقد كراء مكتوب ،ينشئ عنصرا جديدا أو قيمة جديدة تضاف إلى
األصل التجاري وتزيد من مكانته ،وهو الحق في الكراء ،الذي يضمن للتاجر االستقرار
واالستمرار في ممارسته نشاطه التجاري ،والحق في تجديد عقد الكراء عند انتهاء مدته بقوة
القانون ،وذلك بغض النظر عما أورده المتعاقدان من شروط إذا تعارضت مع مقتضيات
القانون رقم ،49.16المتعلق بعقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال
التجاري الصناعي أو الحرفي إال وتم التصريح ببطالنها ،وأن رفض المكري تجديد العقد أو
مطالبته باسترجاع عقاره أو محله التجاري لالستعمال الشخصي يخول ذلك للمكتري الحق
في حصوله على تعويض ال يقل عن قيمة أصله التجاري أو عما يحققه من أرباح حسب
44
تصاريحه الضريبية للسنوات األربع األخيرة .
ويعتبر حق التجديد من أهم الوسائل الحمائية للحق في الكراء واألصل التجاري ،التي خولها
القانون لمالك األصل التجاري حرصا من المشرع على استمرار األصل التجاري ونموه
وازدهاره ،وتبرز أهمية حق تجديد عقد الكراء في الحفاظ على عنصر الحق في ا الكراء
2إذا أحدث المك تري تغييرا بالمحل دون موافقة المكري بشكل يضر بالبناية ويؤثر على سالمه البناء أو يرفع من تحمالته ،ما عدا
إذا عبر المكتري عن نيته في إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه داخل األجل الممنوح له ،على أن يتم هذا االرجاع ،في جميع األحوال،
داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر؛
. 3إذا قام المكتري بتغيير نشاط أصله التجاري دون موافقة المالك ،ما عدا إذا عبر المكتري عن نيته في إرجاع الحالة إلى ما كانت
عليه داخل األجل الممنوح له على أن يتم هذا االرجاع ،في جميع األحوال ،داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر؛
- 4إذا كان المحل آيال للسقوط ،ما لم يثبت المكتري مسؤولية المكري في عدم القيام بأعمال الصيانة الملزم بها اتفاقا أو قانونا رغم
إنذاره بذلك؛
- 5إذا هلك المحل موضوع الكراء بفعل المكتري أو بسبب قوة قاهرة أو حادث فجائي؛
. 6إذا عمد المكتري إلى كراء المحل من الباطن خالفا لعقد الكراء".
44وذلك حسب ما تنص عليه الفقرة الثالثة من المادة 7من .قانون رقم ،49.16والتي جاء فيها أنه " :يشمل هذا التعويض قيمة
األصل التجاري التي تحدد انطالقا من التصريحات الضريبية للسنوات األربع األخيرة باإلضافة إلى ما أنفقه المكتري من تحسينات
وإصالحات وما فقده من عناصر األصل التجاري ،كما يشمل مصاريف االنتقال من المحل "...
22
عند نهاية عقد الكراء ،لذلك أقر المشرع في القانون رقم 49.16للمكتري الحق في تجديد
عقد الكراء (الفقرة األولى) ،كما نص أيضا على حق المكري في إنهاء عقد الكراء (الفقرة
الثانية).
إن والدة الحق في الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري رهين بتوفر الشروط القانونية،
التي ينص عليها القانون ،فعندما ينشأ الحق في الكراء ككيان مستقل ،فإن المكتري يتوفر على
حماية تشريعية خاصة لهذا الحق في مواجهة المكري أو في مواجهة خلفه العام أو الخاص،
من خالل إمكانية التخلي عنه بعوض أو بغير عوض ،والوصية به للغير ،وهو يورث عنه
بعد وفاته ،45ويعتبر الحق في التجديد من أهم التقنيات المتاحة لحماية حق الكراء واألصل
التجاري والذي خوله المشرع لمالك األصل التجاري حرصا منه على استمرار هذا األخير
في نموه وازدهاره.
وقد نص القانون رقم 49.16على مبدأ التجديد في المادة 6منه ،46دون أن يسن له مسطرة
معينة ،واشترط فقط إثبات المكتري انتفاعه بالمحل بصفة مستمرة لمدة سنتين على األقل أو
في حالة أداء ثمن المدة ،باإلضافة إلى كون العقد مبرما في محرر ثابت التاريخ ،إلى جانب
ذلك وحسب مقتضيات القانون أعاله ،وجب أن يتم استغالل أصل تجاري بالمحل أو العقار
كمعيار للنطاق ،حيث يالحظ أن المشرع في هذا القانون اهتم بصفة جوهرية باألصل التجاري
،وهذا مستجد مهم جدا باعتباره مسألة أساسية في التعاقد ما بين الطرفين ،المكري و المكتري،
ويؤدي توفر الشروط المنصوص عليها أعاله إلى تجديد عقد الكراء بعد انقضاء مدته االتفاقية،
بحيث يمنع المكري من إنهاء العالقة الكرائية من جانب واحد بمجرد انتهاء مدة
45محمد الكشبور ،الحق في الكراء عنصر في األصل التجاري ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء -الطبعة األولى سنة ،1998ص
.100:
46تنص المادة 6من ق .رقم 49.16على أنه " يكون المكتري محقا في تجديد عقد الكراء متى توفرت مقتضيات الباب األول من
هذا القانون وال ينتهي العمل بعقود كراء المحالت والعقارات الخاضعة لهذا القانون إال طبقا لمقتضيات المادة 26بعده ،ويعتبر كل
شرط مخالف باطال"
23
العقد ،بل يستمر الكراء لفائدة المكتري إلى أن يتم تصحيح اإلشعار باإلفراغ وفقا لما نص
عليه القانون رقم 49.16
لكن التساؤل الذي يطرح بهذا الخصوص هو :هل التجديد هنا تجديد يكون بقوة القانون
ولنفس المدة وبنفس الشروط؟ أم أن العقد بعد انتهاء مدته يصبح مسترسال؟
يمكن القول أنه إذا انتهت مدة العقد ولم يوجه المكري للمكتري إنذارا باإلفراغ ،فإن العقد
يتجدد تلقائيا وبقوة القانون ويستمر بين طرفيه ،وال ينتهي إال إذا توفرت أحد األسباب الواردة
على سبيل الحصر في القانون رقم 49.16والتي ليس ضمنها انتهاء مدة العقد.
وبالنظر إلى أن هذا االمتداد الزمني لعقد الكراء يستمد قوته من إرادة المشرع ،فهو يختلف
اختالفا كليا عن تجديد العقد بالتراضي سواء حصل هذا التجديد صراحة أو ضمنا وبالرغم
من أن الظاهر يوحي أن هذا االمتداد فى الزمن لعقد الكراء ما هو إال شكل من أشكال التجديد
الضمني لهذا العقد ،ويسمى تجديدا ضمنيا ألنه مبني على مجرد اإلرادة الضمنية للطرفين،
أو على قرينة السكوت وعدم االعتراض على البقاء بالمحل عند نهاية مدة العقد .
ومن آثار التجديد الضمني قيام عقد جديد بنفس شروط العقد القديم ولنفس المدة ،وفقا لما ينص
47
عليه الفصل 689من قانون االلتزامات والعقود .
ويكون التجديد صريحا أو تجديدا بقوة العقد إذا اتفق الطرفان عند نهاية العقد على تجديده
لنفس المدة وبنفس الشروط أو لمدة وشروط مختلفة ،وكذلك إذا تضمن العقد شرطا مسبقا
يقضي بتجديد العقد إذا لم يشعر أحد الطرفين اآلخر برغبته في عدم تجديده ،أما إذا لم يتم
االتفاق على مدة العقد فإن المشرع افترض في الفصل 688من قانون االلتزامات والعقود،
بأنه يكون مبرما على السنة أو نصف السنة أو األسبوع أو اليوم ،وذلك بالنظر إلى أجرة
الكراء المتفق عليها بين األطراف ،وينتهي العقد بانقضاء المدد السابقة من غير ضرورة
للتنبيه باإلخالء ما لم يقض العرف أو االتفاق بخالف ذلك.
47ينص الفصل 689من ق.ل .ع على أنه " :إذا أبرم الكراء لمدة محددة ،ثم انتهت ،وظل المكتري واضعا يده على العين فإنه يتجدد
بنفس الشروط ولنفس المدة .وإذا أبرم الكراء من غير أن تحدد له مدة ،ساغ لكل من عاقديه أن يفسخه ،ويثبت مع ذلك للمكتري الحق
في األجل الذي يحدده العرف المحلي إلخالء المكان.
24
ويطرح اإلشكال بخصوص تجديد عقد الكراء التجاري مع مشتري العقار الجديد ،وفي هذا
اإلطار فقد استقر العمل القضائي على أنه يجب على مشتري العقار أن يبادر إلى إعالم
المكتري بانتقال الملك إليه ،وهذا اإلعالم يمكن إثباته بجميع وسائل اإلثبات ،وقد اعتبر
المجلس األعلى سابقا :أن إنذار المالك الجديد المكتري بأداء واجبات الكراء يعتبر بمثابة
48
إشعار بانتقال الملك إليه
وقد أعطى المشرع من خالل المادة 25من القانون رقم ،49.16الحق للمكتري في أن يؤجر
المحل المكترى كال أو بعضا ،ما لم ينص العقد على خالف ذلك وتبقى العالقة قائمة بين
المكري والمكتري األصلي.
وهنا يطرح اإلشكال بخصوص العالقة التي تربط المكتري الفرعي بالمكري ،هل تعتبر
تجديدا لعقد الكراء األصلي ،خاصة وأن المشرع نص في الفقرة الرابعة من المادة 24من
القانون السالف الذكر على تضامن المكتريان األصلي والفرعي تجاه المكري في جميع
االلتزامات المنصوص عليها في عقد الكراء األصلي.
وبما أنه تم إشعار المكري بتولية الكراء وأن لهذا األخير الحق في مراجعة السومة الكرائية
اتفاقا أو قضاء ،وما دام المكتري الفرعي يتحمل جميع االلتزامات المنصوص عليها في عقد
الكراء األصلي فإن ذلك يعتبر تجديدا ضمنيا لعقد الكراء.
وطبقا لمقتضيات المادة 9من القانون رقم 49 ،49.16فإنه يمكن للمكري المطالبة باإلفراغ
لهدم المحل وإعادة بنائه شريطة إثبات تملكه لمدة ال تقل عن سنة من تاريخ اإلنذار وأدائه
تعويضا مؤقتا يوازي كراء ثالث سنوات مع االحتفاظ له بحق الرجوع إذا اشتملت البناية
48قرار صادر عن المجلس األعلى سابقا -محكمة النقض حاليا -رقم ، 1524بتاريخ .2009-11-2007
للمزيد من االطالع احمد العطار ،كتاب األصل التجاري وحماية الحق الطبعة األولى سنة 2011الصفحة 307
49تنص الفقرة األولى من المادة 9من .قانون رقم 49.16على أنه يحق للمكري المطالبة باإلفراغ لرغبته في هدم المحل وإعادة
بنائه ،شريطة إثبات تملكه إياه لمدة ال تقل عن سنة من تاريخ اإلنذار وأدائه للمكتري تعويضا مؤقتا يوازي كراء ثالث سنوات مع
االحتفاظ له بحق الرجوع إذا اشتملت البناية الجديدة على محالت معدة لممارسة نشاط مماثل تحدده المحكمة من خالل التصميم المصادق
عليه من الجهة اإلدارية المختصة ،على أن يكون ،قدر اإلمكان ،متطابقا مع المحل السابق والنشاط الممارس فيه…
25
الجديدة على محالت معدة لممارسة نشاط مماثل تحدده المحكمة من خالل التصميم المصادق
عليه من الجهة اإلدارية المختصة.
وهنا يطرح إشكال بخصوص الحق في األسبقية في تجديد عقد الكراء فالمشرع نص في
المادة 14من القانون رقم 50 ،49.16أنه إذا كانت البناية الجديدة ال تتوفر على محالت تكفي
أو تتسع لجميع المكترين فحق األسبقية يعطى ألقدمهم الذي عبر عن رغبته في خيار الرجوع.
وحق األسبقية في تجديد عقد الكراء ينحصر في المحالت ذات المساحة المساوية لمساحة
المحالت التي كان يستغلها المكتري ،أو تكون صالحة للممارسة النشاط القديم وإذا كانت
البناية الجديدة ال تشتمل على محالت صالحة لممارسة نفس النشاط فإن من حق المكتري
االستفادة من حق األسبقية لممارسة نشاط آخر ينسجم مع التهيئة الجديدة للبناء ،وال يمكن
للكري في هذه الحالة أن يلزم المكتري بممارسة نفس النشاط المتفق عليه في عقد الكراء
األصلي.
وبالنسبة لتجديد عقد الكراء بعد اإلفراغ لكون المحل أيال للسقوط ،فقد قيد المشرع في الفقرة
الثانية من المادة 13من القانون رقم 51 49.16حق المكتري في الرجوع وتجديد عقد الكراء
أو في الحصول على التعويض إال إذا تم بناء المحل أو إصالحه داخل أجل 3سنوات الموالية
لتاريخ اإلفراغ.
ونرى في هذا النص هدرا لحقوق المكتري ،ذلك أنه إذا كان اإلفراغ لكون المحل أيال للسقوط
فلم يتم برغبة من المكري بل ألسباب خارجة عن إرادته ،فإن تقييد حق المكتري في تجديد
عقد الكراء أو التعويض ببناء المحل داخل أجل 3سنوات ليس له ما يبرره خاصة وأنه ليس
50تنص الفقرة األولى من المادة 14من ق .رقم 49.16على أنه " :إذا تعدد المكترون ،يكون الحق في األسبقية في المحالت المعاد
بناؤها كاألتي:
إذا كانت البناية الجديدة ال تتوفر على محالت تكفي أو تتسع لجميع المكترين ،فحق األسبقية يعطى ألقدمهم الذي عبر عن رغبته في
خيار الرجوع ."...
51جاء في الفقرة الثالثة من المادة 13من ق .رقم 49.16أنه :يكون المكتري محقا في الرجوع إلى المحل إذا أعرب عن رغبته في
الرجوع أثناء سريان دعوى اإلفراغ ،وإذا لم يعرب عن رغبته ،فإن المكري يكون ملزما ،تحت طائلة التعويض عن فقدان األصل
التجاري ،بإخبار المكتري بتاريخ الشروع في البناء ومطالبته باإلعراب عن نيته في استعمال حق الرجوع داخل أجل ثالثة أشهر من
تاريخ التوصل بهذا اإلخبار"
26
هناك أي نص يلزم المالك ببناء المحل أو إصالحه داخل هذا األجل بعكس حالة الهدم وإعادة
البناء.
فمن الناحية العملية وبعد اإلفراغ لكون المحل آيال للسقوط ينتظر المالك أجل 3سنوات لبناء
المحل أو إصالحه حتى يحرم المكتري من حق الرجوع وتجديد عقد الكراء أو التعويض.
وقد ألزم المشرع في الفقرة الثالثة من المادة 13من القانون رقم ،49.16المكري أن يخبر
المكتري بتاريخ الشروع في البناء ومطالبته باإلعراب عن نيته في استعمال حق الرجوع
داخل أجل 3أشهر من تاريخ التوصل ،وفي حالة عدم إعراب المكتري عن رغبته في الرجوع
أو المطالبة بالتعويض فإن حقه يسقط.
فتجديد عقد الكراء في هذه الحالة متوقف على إخبار المكتري المكري في رغبته في الرجوع
داخل األجل اعاله.
وأما عن تجديد عقد الكراء لعدم أداء التعويض المحكوم به بعد اإلفراغ من أجل االستعمال
الشخصي ،فإنه طبقا للمادة 28من القانون رقم ،52 49.16فإنه إذا قضت الجهة القضائية
ا لمختصة بإفراغ المكتري مع التعويض ،يتعين على المكري إيداع مبلغ التعويض المحكوم
به داخل أجل 3أشهر من التاريخ الذي يصبح فيه الحكم قابال للتنفيذ ،وإال اعتبر متنازال عن
التنفيذ.
ففي حالة عدم أداء المكري مبلغ التعويض المحكوم به داخل األجل أعاله فإن عقد الكراء
يتجدد تلقائيا بنفس شروط العقد القديمة.
ومن الناحية العملية فإن المكتري غالبا ما يتقدم بدعوى تجديد عقد الكراء بنفس الشروط ما
دام أن عقد الكراء السابق تم إنهائه بمقتضى حكم نهائي .53
52تنص المادة 28من ق رقم 49.16على أنه :إذا قضت الجهة القضائية المختصة بإفراغ المكتري مع التعويض ،يتعين على
المكري إيداع مبلغ التعويض المحكوم به داخل أجل ثالثة أشهر من التاريخ الذي يصبح فيه الحكم قابال للتنفيذ ،وإال اعتبر متنازال عن
التنفيذ ،ويتحمل حينئذ جميع المصاريف القضائية المترتبة عن هذه المسطرة".
53عبد الواحد الصفوري ،إشكاليات تجديد عقد الكراء التجاري في إطار القانون رقم 49.16مقال منشور بمجلة اإلرشاد القانوني ،عدد مزدوج
الرابع والخامس ،يونيو ،2018ص . 142
27
الفقرة الثانية :إنهاء عقد الكراء التجاري
يعتبر عقد الكراء من عقود المدة إذ يشكل الزمن فيها عنصرا أساسيا في العقد ،سواء لتحديد
السومة الكرائية (أسبوعية أوشهرية أو سنوية ) ،أو لتحديد مدة انقضائه ،فطبقا للفصل 687
من قانون االلتزامات والعقود فإن عقد الكراء ينقضي بقوة القانون بانقضاء مدته من غير
ضرورة إنذار المكتري بذلك ،ويعتبر شرط المدة من الشروط األساسية للعقد التي يجب
احترامها من طرفيه .
ويمكن لطرفي العقد تجاوز القاعدة التي تنص على انتهاء العقد بانتهاء مدته باالتفاق صراحة
على تجديد العقد لنفس المدة وبنفس الشروط أو لمدة وشروط أخرى ،كما يمكن أن يتجدد العقد
بناء على إرادة الطرفين الضمنية بنفس الشروط والمدة ،وإذا استمر المكتري في االنتفاع
بالمحل دون أن يتوصل بتنبيه يعبر فيه المكري عن رغبته في التجديد ،أما إذا أخل المكتري
بالتزاماته كان للمكري أن يطلب التنفيذ العيني أو الفسخ ،54وال يتقيد الفسخ في عقد الكراء
المحدد ا لمدة بشرط المدة ،فهو يقع بصورة آنية ،مع إخالل المكتري بالتزاماته التعاقدية ،ال
فرق في ذلك إن صادف أن وقع ذلك خالل سريان مدة العقد أو مع نهايتها ،غير أن أهمية
دوره تظهر أكثر إذا وقع اإلخالل أثناء سريان مدة العقد ،فالفسخ يقع جزاء عن الخطأ الصادر
عن المكتري ا لمتمثل في إخالله بالتزاماته ،ويضع حدا للعقد المحدد المدة حتى قبل نهاية
مدته ،وهو يقابل اإلنهاء الذي ال يقع إال مع نهاية مدة العقد.
وخالفا للقواعد العامة التي تنص على أن عقد الكراء ينتهي بانتهاء مدته ،فإن المشرع المغربي
في عقود الكراء التجاري ذهب في اتجاه تعطيل تطبيق القاعدتين العامتين المنصوص عليمها
في الفصلين 687و 689من قانون االلتزامات والعقود على عقود الكراء الخاضعة ألحكامه،
أما بالنسبة لباقي العقود غير الخاضعة له فإنه يمكن إعمالها.
تقرر القاعدة األولى أن عقد الكراء ينتهي بقوة القانون بانتهاء مدته.
54تعرض المشرع المغربي للفسخ في باب تنفيذ االلتزامات بوجه عام مقرر في الفصل 259قاعدة عامة تطبق في كافة العقود.
28
وتقرر الثانية أنه يتجدد ضمنيا إذا بقي المكتري بالمحل دون اعتراض من المكري ،وعهد في
المقابل إلى تعويضهما بقاعدتين مقابلتين
تقرر األولى أن عقد الكراء ال ينقضي إال باإلنذار المبرر لإلفراغ الذي يوجه إلى المكتري
طبقا للفصل 26منه إذا صححته المحكمة.
وتقرر الثانية أن عقد الكراء يتجدد بقوة القانون ،متى توفرت مقتضيات الباب األول من هذا
55
القانون ،وذلك حسب ما نصت عليه المادة 6من القانون رقم .49.16
وبالرجوع إلى المادة ،56 26من القانون السالف الذكر ،فإن أجل اإلنذار باإلفراغ في إطار
هذا القانون يختلف بحسب السبب المؤسس عليه ،فإذا سبب اإلنذار باإلفراغ للتماطل في أداء
واجبات الكراء ،أو لكون المحل آيال للسقوط فإن األجل هو 15يوما ،وأما إذا كان الطلب
مبنيا على الرغبة في استرجاع المحل لالستعمال الشخصي ،أو لهدمه وإعادة بنائه ،أو توسعته
أو تعليته ،أو على وجود سبب جدي يرجع إلخالل المكتري ببنود العقد فإن األجل محدد فـ
في ثالثة أشهر.
وفي حالة عدم استجابة المكتري لإلنذار الموجه إليه ،يحق للمكري اللجوء إلى الجهة القضائية
المختصة للمصادقة على اإلنذار ابتداء من تاريخ انتهاء األجل المحدد فيه.
وإذا تعذر تبليغ اإلنذار باإلفراغ لكون المحل مغلقا باستمرار ،جاز للمكري إقامة دعوى
المصادقة على اإلنذار بعد مرور األجل المحدد في اإلنذار اعتبارا من تاريخ تحرير محضر
بذلك.
وقد حدد القانون رقم 49.16أجال عاما لسقوط طلب المصادقة على اإلنذار بمقتضى المادة
26منه ،في ستة أشهر من تاريخ انتهاء األجل الممنوح للمكتري في اإلنذار ،وبما أن األجل
55تنص المادة 6من قانون رقم 49.16على أنه " يكون المكتري محقا في تجديد عقد الكراء متى توفرت مقتضيات الباب األول من
هذا القانون ،وال ينتهي العمل بعقود كراء المحالت والعقارات الخاضعة لهذا القانون إال طبقا لمقتضيات المادة 26بعده ،ويعتبر كل
شرط مخالف باطال "
56تنص المادة 26من .ق .رقم 49.16على أنه " يجب على المكري الذي يرغب في وضع حد للعالقة الكرائية ،أن يوجه للمكتري
إنذارا ،يتضمن وجوبا السبب الذي يعتمده ،وأن يمنحه أجال لإلفراغ اعتبارا من تاريخ التوصل".
يحدد هذا األجل في خمسة عشر يوما إذا كان الطلب مبنيا على عدم أداء واجبات الكراء أو على كون المحل أيال للسقوط؛ ثالثة أشهر
إذا كان الطلب مبنيا على الرغبة في استرجاع المحل لالستعمال الشخصي ،أو لهدمه وإعادة بنائه ،أو توسعته ،أو تعليته ،أو على
وجود سبب جدي يرجع إلخالل المكتري ببنود العقد.
29
الممنوح للمكري في اإلنذار يتعلق بأجل سقوط ،فهو مرتبط لذلك بالنظام العام وتثيرهوالمحكمة
تلقائيا ً .57
غير أنه يجوز للمكري رفع دعوى المصادقة بناء على إنذار جديد يوجه وفق نفس الشروط
المنصوص عليها في المادة أعاله.
وقد حسم القانون الجديد النقاش والتضارب الذي كان قائما بخصوص مدى صحة اإلنذار
باإلفراغ المجرى بواسطة أحد المفوضين القضائيين ،وذلك بموجب المادة 58 34منه ،والتي
أعطت الصالحية لهؤالء للقيام باإلنذارات واإلشعارات وغيرها من اإلجراءات المنجزة في
إطار هذا القانون ،أو يتم إنجازها طبقا لإلجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة
المدنية.
ومعلوم أن عقد الكراء ينتهي بأحد األسباب المسقطة له والمنصوص عليها في القانون رقم
49.16المتعلق بكراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو
الحرفي ،إال أنها تختلف من حيث استحقاق التعويض الذي يدفعه المكري للمكتري نتيجة لما
لحقه من ضرر ناجم عن اإلفراغ والذي يشكل تعويضا عن بعثرة عناصر أصله التجاري وقد
جاء المشرع المغربي في الفرع الثاني من القانون رقم 49.16بالعديد من المستجدات
بخصوص التعويض عن إنهاء عقد الكراء ،59ولعل أهمها التنصيص على عدة معايير
موضوعية من الواجب أخذها بعين االعتبار عند تقدير مقدار التعويض عن اإلفراغ وهي
كالتالي:
-أن يبني التعويض ويحدد انطالقا من التصريحات الضريبية للسنوات األربع األخيرة.
57وزارة العدل ،شرح مقتضيات قانون رقم 49.16المتعلق بكراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو
الصناعي أو الحرفي ،صفحة56 :
58تنص المادة 34من قانون رقم 49.16على أنه " يجب أن تتم اإلنذارات واإلشعارات وغيرها من اإلجراءات المنجزة في إطار
هذا القانون ،بواسطة مفوض قضائي أو طبق اإلجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية".
59حسب ما ورد في المادة 7من قانون رقم .49.16
30
-مراعاة العناصر التي فقدها األصل التجاري.
-أال يقل التعويض الذي أداه المكري عما قدمه المكتري مقابل الحق في الكراء ،شريطة
فاألصل ،استحقاق المكتري تعويضا عما أصابه من ضرر نتيجة اإلفراغ ،وهذا حق للمكتري
خوله له القانون حماية لملكيته التجارية ،وهو من النظام العام ،إذ ال يحق للمكري والمكتري
61
االتفاق مسبقا على إسقاط الحق في التعويض ،بل كل شرط ينص على ذلك فهو باطل
كما نشير في هذا الصدد إلى أن المشرع خول ضمانة للمكري وهي المنازعة في قيمة
التعويض ،إذا أثبت أن الضرر الالحق بالمكتري أخف من القيمة المذكورة ،62وله إثباتها
بشتى الوسائل القانونية ،باعتبارها واقعة مادية من شهادة الشهود وقرائن وخبرة مضادة ،كما
أنه ال رقابة لمحكمة النقض على محاكم الموضوع في هذه النقطة ،لكن المشرع المغربي
وضع استثناءات على استحقاق التعويض ،أو ما سماه في الفرع الثالث من القانون رقم
،49.16باإلعفاء من التعويض ،وهي سبع حاالت حددها في المادة 8من القانون .49.16
رغم هذه اآلليات القانونية لحماية الحق في الكراء بإعتباره عنصر من عناصر األصل
التجاري بين المكري و المكتري إال أن الواقع العملي قد يفرض نشوء دعاوى تعرض على
المؤسسة القضائية من أجل الفصل في النزاع و هدا ما سنتطرق إليه في المطلب الموالي .
60ويعتبر هذا المقتضى أكبر ضمانة للمكتري خصوصا عندما يكون األصل التجاري مملوكا لمقاوالت تجارية كبرى حيث أن مصاريف
التنقل ستكون مكلفة.
61وفي هذا الصدد تنص الفقرة الخامسة من المادة 7من قانون رقم 49.16على أنه يعتبر باطال كل شرط أو اتفاق من شانه حرمان
المكتري من حقه في التعويض عن إنهاء الكراء…"
62تنص الفقرة الرابعة من المادة 7من ،قانون رقم 49.16على أنه :غير أنه يمكن للمكري أن يثبت أن الضرر الذي لحق المكتري
أخف من القيمة المذكورة.
31
المطلب الثاني :المنازعات الناشئة عن الحق في الكراء كعنصر من عناصر
األصل التجاري.
قد تنشأ ع ن العالقة الكرائية بين المكري و المكتري نزاعات تمس الحق في الكراء بإعتباره
من أهم عناصر األصل التجاري و هذا ما سنتطرق إليه في (الفقرة األولى) ،ثم نعرج لبعض
إجتهادات المؤسسة القضائية ( فقرة ثانية ).
إن النزاعات التي تخص الكراء التجاري يعود اإلختصاص فيها للمحاكم التجارية ،لكونها
تدخل ضمن دائرة النزاعات المتعلقة باألصول التجارية و هو ما قررته محكمة النقض بتاريخ
63
19نونبر . 2008
نص القانون رقم 49.16على أنه في حالة عدم إستجابة المكتري لإلنذار الموجه إليه ،يحق
للمكري اللجوء إلى الجهة القضائية المختصة للمصادقة على اإلنذار إبتداء من تاريخ إنتهاء
اآلجال المحددة فيه ،و إ نطالقا من األسباب المعتمدة في اإلنذار الرامي إلى اإلفراغ فالجهة
القضائية المختصة للمصادقة على اإلنذار باإلفراغ تتسم باإلزدواجية بصيغة أخرى اإلسناد
للقضاء المستعجل أو قضاء الموضوع حسب الحالة ؛ حيث أسند للقضاء المستعجل المصادقة
على اإلنذار باإلفراغ في الحاالت التالية :
64
•حالة اإلفراغ لكون المحل آيال للسقوط
65
• اإلفراغ لتوسعة المحل أو تعليته
63عبد الرحمان الشرقاوي ،قانون العقود الخاصة ،العقود الواردة على منفعة الشيء ،م .س ،ص . 246:
64تنص المادة 8من قانون 49.16في فقرتها 4على " ال يلزم المكري بأداء أي تعويض للمكتري مقابل اإلفراغ في الحالت التالية :
4 ......إدا كان المحل آيال للسقوط ،مالم يثبت المكتري مسؤولية المكري في عدم القيام بأعمال الصيانة الملزم بها إتفاقا أو قانونا
رغم إنذاره بدلك .
65نصت المادة 16من نفس القانون في فقرتها األولى ":على أنه إدا إعتزم المالك توسيع أو تعلية البناية و كان دالك ال يتالئم إال و
إفراغ المحل أو المحالت ،فإن اإلفراغ المؤقت للمكتري يتم لمدة يحددها المكري على أال تتعدى سنة إبتداءا من تاريخ اإلفراغ مع
إمكانية لتمديد المدة ألجل ال يتعدى سنة بطلب من المكري مع التعويض طيلة مدة اإلفراغ ( م 17من نفس القانون) .
32
كما أسند القانون رقم 49.16اإلختصاص لقضاء الموضوع للمصادقة على اإلنذار باإلفراغ
في باقي الحاالت :
66
•حالة اإلفراغ لعدم أداء واجبات الكراء
•الرغبة في استرجاع المحل لإلستعمال الشخصي و دلك حسب منطوق المادة 26من نفس
القانون يجب على المكري الذي يرغب في وضع حد للعالقة الكرائية ،أن يوجه للمكتري
إنذارا ،يتضمن وجوبا السبب الذي يعتمده ،وأن يمنحه أجال لإلفراغ اعتبارا من تاريخ التوصل
،وهدا االجل محدد في 3أشهر إدا كان الطلب مبنيا على الرغبة في إسترجاع المحل
لإلستعمال الشخصي .
67
•اإلفراغ لهدم المحل و إعادة بناءه
•االفراغ بسبب وجود سبب جدي يرجع إلخالل المكتري ببنود العقد ،و يتدرج ضمن هذه
الحاالت ما تضمنته المادة 8من نفس القانون وهي :
-إذا أحدث المكتري تغييرا بالمحل دون موافقة المكري بشكل يضر بالبناية ويؤثر على سالمة
البناء أو يرفع من تحمالته ،ما عدا إذا عبر المكتري عن نيته في إرجاع الحالة إلى ما كانت
عليه داخل األجل الممنوح له في اإلنذار.
-إذا قام المكتري بتغيير نشاط أصله التجاري دون موافقة المالك ،ما عدا إذا عبر المكتري
عن نيته في إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه داخل األجل الممنوح له ،على أن يتم هذا
االرجاع ،في جميع األحوال ،داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر.
-إذا هلك المحل موضوع الكراء بفعل المكتري أو بسبب قوة قاهرة أو حادث فجائي .
-إذا عمد المكتري إلى كراء المحل من الباطن خالفا لعقد الكراء .
66المادة 8من نفس القانون في فقرتها األولى " إذا لم يؤد المكتري الوجيبة الكرائية داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ توصله
باإلنذار ،وكان مجموع ما بذمته على األقل ثالثة أشهر من الكراء "
67تم التنصيص في المادة 9قانون 49.16على " يحق للمكري المطالبة باإلفراغ لرغبته في هدم المحل وإعادة بنائه ،شريطة إثبات
تملكه إياه لمدة ال تقـل عن سنة من تاريخ اإلنذار وأدائه للمكتري تعويضا مؤقتا يوازي كراء ثالث سنوات مع االحتفاظ له بحق الرجوع"
33
-إذا فقد األصل التجاري عنصر الزبناء والسمعة التجارية بإغالق المحل لمدة سنتين على
األقل.
إذا كان فسخ عقد الكراء قد نظمته المادة 33من قانون ،68 49.16و أن معاينة تحقق الشرط
الفاسخ من طرف قاضي األمور المستعجلة متوقف على تحقيق شرطين متمثلين في أولهما
عدم أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالثة أشهر و ثانيهما أن يسبق تضمين عقد الكراء
للشرط الفاسخ ،فإن اإلفراغ للتماطل منظم بموجب المادة 26من نفس القانون التي نصت
على أنه يجب على المكري الذي يرغب في وضع حد للعالقة الكرائية ،أن يوجه للمكتري
إنذارا يتضمن وجوبا السبب الذي يعتمده ،و أن يمنحه اجاال لإلفراغ في حدود 15يوما
إعتبارا من تاريخ التوصل ،إدا كان الطلب مبنيا على عدم أداء واجبات الكراء أو على كون
المحل آيال للسقوط .
و زيادة على ما نصت عليه المادة 26فإن المادة 8من نفس القانون ال يلزم المكري بأداء
أي تعويض للمكتري مقابل اإلفراغ إذا لم يؤدي المكتري الوجيبة الكرائية داخل أجل 15يوما
من تاريخ توصله باإلنذار ،وكان مجموع ما بدمته على األقل ثالثة أشهر من الكراء .
و بالرغم من وجود التمييز بين حالة وجود الشرط الفاسخ و حالة اإلفراغ للتماطل ،فإنه و
في إعتقادنا ففي كلنا الحالتين ،فإننا ال نكون في حالة ثبوت التماطل و حالة تحقق الشرط
الفاسخ ،إال إذا كان مجموع ما بذمة المكري على األقل 3اشهر من الكراء ،غير أنه إذا
كان المشرع قد أسند اإلختصاص لقضاء األمور المستعجلة لمعاينة الشرط الفاسخ ،فإن
اإلفراغ للتماطل يرجع إختصاص البث فيه إلى قضاء الموضوع .
68و نظرا ألهمية هداه المادة نورد مقتضياتها كاملة ":في حالة عدم أداء المكتري لواجبات الكراء لمدة ثالثة أشهر ،يجوز للمكري،
كلما تضمن عقد الكراء شرطا فاسخا ،وبعد توجيه إنذار باألداء يبقى دون جدوى ،بعد انصرام أجل 15يوما من تاريخ التوصل ،أن
يتقدم بطلب أمام قاضي األمور المستعجلة ،لمعاينة تحقق الشرط الفاسخ وإرجاع العقار أو المحل"
34
- 3دعوى الحرمان من حق الرجوع
نصت المادة 31من القانون رقم 69 49.16على حق المكتري في تنفيد التعويض اإلحتياطي
المحكوم به متى تبث حرمانه من حق الرجوع المحكوم به في الحاالت المنصوص عليها
تواليا في المواد 9و 13و 17و يتعلق بالحكم القاضي باإلفراغ لهدم المحل و إعادة بنائه
(و تختص في النظر فيه محكمة الموضوع) ،و الحكم القاضي بإفراغ المحالت اآليلة للسقوط
(يبث فيه رئيس المحكمة) ،و الحكم القاضي باإلفراغ لتوسيع المحل أو تعليته (النظر فيه
راجع لرئيس المحكمة ) .
جاءت المادة 32من القانون 49.16بمقتضيات جديدة سواء فيما يتعلق بالشروط و إجراءات
70
إسترجاع المكري لمحله ،وكذلك فيما يتعلق بآثار األمر القاضي بإسترجاع حيازة المحل
حيث أنه يمكن للمكري في حال توقف المكتري عن أداء الكراء و هجره للمحل المكترى إلى
وجهة مجهولة لمدة 6أشهر أن يطلب من رئيس المحكمة بإصدار أمر بفتح المحل و اإلذن
له بإسترجاع حيازته و أن يكون هدا الطلب معززا وجوبا بعقد الكراء ،و بمحضر معاينة
واقعة اإلغالق أو الهجر مع تحديد المدة ،و بإنذار موجه للمكتري ألداء واجبات الكراء ،و
لو تعذر تبليغه .و قبل إصدر االمر القضائي بفتح المحل و استرجاع الحيازة يصدر أمر
بإجراء بحث للتأكد من واقعة اإلغالق ،ويقوم المكلف بالتنفيذ بتحرير محضر وصفي
لألشياء و المنقوالت الموجودة بالمحل ،وتصبح آثار التنفيذ نهائية و يترتب عنها فسخ عقد
الكراء ،و يتم بيع المنقوالت الموجودة بالمحل بالمزاد العلني على نفقة المكري وفق قواعد
المسطرة المدنية و يودع الثمن الصافي بكتابة ضبط المحكمة.
69يحق للمكتري ،متى ثبت حرمانه من حق الرجوع المحكوم به في الحاالت المنصوص عليها في المواد 9و 13و ،17طلب تنفيذ
التعويض االحتياطي وفق المبلغ الذي سبق الحكم به.
يبقى من حق المكتري ،إذا لم يسبق له أن تقدم بطلب تحديد التعويض المذكور ،المطالبة به أمام المحكمة المختصة وفق مقتضيات
المادة 7أعاله ،دون التقيد باألجل المنصوص عليه في المادة 27من هذا القانون.
70انظر الصفحة 39اآلتية بعده من العرض من أجل المقارنة بين ظهير 1955و القانون . 49.17
35
– 5الدعاوى المتعلقة بالسومة الكرائية
يجري العمل بالوجيبة الكرائية الجديدة إبتداءا من تاريخ المطالبة القضائية 71و تتم بتعبير
المكري عن رغبته في مراجعة ثمن الكراء بتوجيه إنذار للمكتري و بصيغة أخرى فإن سريان
الوجيبة الكرائية الجديدة يبتدأ من تاريخ التوصل باإلنذار ،شريطة رفع الدعوى داخل أجل
الثالثة أشهر الموالية لتاريخ التوصل .
وطبقا للمادة 8من القانون رقم 07.03فإن قضي الحكم المقرر للزيادة في ثمن الكراء يقضي
بإلستيفاء المبلغ المستحق إعتبارا من تاريخ سريان الزيادة إلى تاريخ تنفيد الحكم ،و يمكن
إستئناف الحكم الصادر في هده القضايا داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التبليغ ،كما أن
اإلستئناف ال يوقف تنفيد األحكام إال بقار معلل و بناء على طلب مستقل من محكمة اإلستئناف
.
و إذا كانت المادة 4من قانون 07.03قد حددت نسبة الزيادة في ثمن الكراء كما يلي :
-فإنه و طبقا لمقتضيات المادة 5من نفس القانون ،فإنه يمكن للمحكمة تحديد نسبة الزيادة
في ثمن الكراء بما لها من سلطة تقديرية إذا كان ثمن الكراء ال يتجاوز 400درهم على أن
ال يتعدى نسبة الزيادة المحكوم بها . 50 %
و يمكن للمكتري المطالبة بتخفيض ثمن الكراء حسب منطوق المادة 6من نفس القانون ؛ إذا
طرأت ظروف أثرت على إستعمال المحل للغرض الذي إكتري من أجله و ذلك وفق أحكام
الفصلين 660و 661من قانون اإللتزامات و العقود .
71أحال القانون رقم 49.16إختصاص البث في تحديد السومة الكرائية للمحكمة اإلبتدائية ( المادة ) 5و في بعض الحاالت للمحكمة
التجارية
-1حالة الهدم و إعادة البناء ( المادة -2 ، ) 11حالة ممارسة المكتري ألنشطة مكملة أو مرتبطة أو مختلفة ( المادة -3 ،) 22حالة
الكراء من الباطن (المادة . )24
36
و في ظل هذه النزاعات الناشئة عن الكراء كعنصر مهم من عناصر األصل التجاري
سنتطرق لموقف القضاء المغربي من أجل مقاربة الموضوع من جميع جوانبه .
لقد كان للمؤسسة القضائية الدور الكبير في الفصل في شأن النزاعات الناشئة عن الكراء
كعنصر من أهم عناصر األصل التجاري ،حيث إعتبرت قرارات محكمة النقض بمثابة
مراجع قانونية في هدا الصدد ،وعليه إرتأينا مقاربة الواقع العملي من خالل عدة قرارات
لهده المؤسسة :
•قرار محكمة النقض بتاريخ 14نونبر 2001و الذي جاء فيه " ...إن حق التوبة يخضع
لمسطرة تجديد عقد كراء محل معد للتجارة الذي هو أحد عناصر األصل التجاري الداخل في
النزاعات المتعلقة باألصول التجارية " ...
و عليه إعتبرت النزاعات التي تخص الكراء التجاري يعود اإلختصاص فيها للمحاكم
التجارية ،لكونها تدخل ضمن دائرة النزاعات المتعلقة باألصول التجارية .
وقد سبق لمحكمة النقض أن قضت بأنه " لكن ،خالفا لما يعيبه الطاعنان ،فإن محكمة
اإل ستئناف مصدرة القرار المطعون فيه لما أثير أمامها الدفع بكون الحكم االبتدائي المستأنف
خالف مقتضيات المادتين 79و 80من مدونة التجارة ،و الفصل 1من ظهير 1955.05.24
بإعتبار إن األصل التجاري يجب أن يشمل وجوبا على الزبناء و السمعة التجارية و كون
المحل بقي مغلق ا لمدة طويلة و ال يشغل فيه أي أصل تجاري ردته عن صواب بما ورد في
تعليلها " ألن كان الفصل 1من ظهير 1955.05.24يقتضي أن مقتضيات الظهير تجد مجال
تطبيقها على عقود كراء المحالت التي يستغل فيها أصل تجاري و أن المحل المدعى فيه بعد
إغالقه فقد عناصره المنصوص عليها في المادتين 78و 80من مدونة التجارة إال أنه و إن
72مصطفى بونجة ،الكراء التجاري بين ظهير 1955و القانون رقم ، 49.16م .س ،ص. 153 :
37
تم إغالق المحل لمدة طويلة نتج عنها تبديد بعض عناصره إال أنه بقي قطعا الحق في الكراء
و هو عنصر يمكن التصرف فيه بإفراد ....كما يمكن التصرف فيه بمعية عناصر معينة من
األصل التجاري "
فجاء قرارها غير خارق للمقتضيات المحتج بها و ما بالوسيلة غير وارد على القرار "
و عليه تم تأييد قرار محكمة االستئناف باإلفراغ المحل بسبب فقدان األصل التجاري عنصر
الزبناء و السمعة التجارة .
•قرار رفض طلب اإلفراغ لعدم صحة السبب المبني عليه اإلنذار
ال يحق لمحكمة األكرية أن تناقش إال األسباب الواردة في اإلنذار و التي على أساسها وجه
الى المكتري دون غيره من األسباب التي يمكن للمكري أن يتمسك بها أثناء سريان المسطرة
73 ،فقد اعتبرت محكمة النقض أنه " حقا حيث أن الثابت من أوراق الملف و التي كانت
معروضة على قضاة الموضوع أن اإلنذار الدي توصل به المطلوب في إطار ظهير
1955.05.24يتضمن سببين -1 :المطالبة بأداء الكراء داخل أجل 15يوما -2 ،في حالة
األداء رفع السومة الكرائية إال مبلغ 1000درهم ...و محكمة اإلستئناف عندما صرحت بأن
المالكين قد عبروا عن رغبتهم في تجديد العقد بمقتضى شروط جديدة ضمن الفقرة 2الواردة
باإلنذار و رتبت عن دلك بطالن اإلنذار و رفض طلب اإلفراغ ،تكون قد أغفلت مناقشة
السبب األول و ما تمسك به الطاعنون من إثبات حالة التماطل في حق المطلوب على ضوء
ما ورد باإلنذار و باقي وثائق الملف فجاء قرارها منعدم األساس و ناقص التعليل و كان ما
74
نعاه الطاعنون واردا عليه يستوجب نقضه ".
•قرار محكمة اإلستئناف التجارية بفاس رقم 776الصادر بتاريخ 2011.05.25في الملف
عدد . 2010/ 1939
73عمر أزوكاغ ،اإلنذار باإلفراغ في ضوء ظهير الكراء التجاري و آخر المواقف القضائية ،المطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة
األولى ، 2015ص . 99
74قرار محكمة النقض عدد 168الصادر بتاريخ 2006.02.15في الملف التجاري عدد . 2003.2.3.689
38
بخصوص آثار األمر القاضي بإسترجاع حيازة المحل حيث إعتبرت أن األوامر القضائية
بفتح محل ال تعدو أن تكون إجراء وقتيا يمكن العدول عنها إدا تغيرت األسباب و الظروف
التي صدرت من أجلها و ال يترتب عنها بأي حال إنهاء العالقة الكرائية ،كما أن ظهور
المكتري و تمسكه بحقه في الكراء و إبداء رغبته في اإلنتفاع بالعين المكراة ،يجعل طلب
العدول عن األمر السابق بتمكين المكري من محله و يتعين اإلستجابة له و إرجاع الحال إلى
ما كان ت عليه ،و هكذا فقد اعتبرت محكمة اإلستئناف التجارية بفاس بأنه " حيث أنه من
الثابت من ظاهر الوثائق أن الطرفين يرتبطان بعالقة كرائية بخصوص المحل موضوع
النزاع و أن الطاعن إنما استرد المحل المكري بناءا على أمر استعجالي بفتح هدا المحل لعلة
غيبة المكتري و تركه مغلقا ،حيث أنه من المقرر فقها و قضاءا أن األمر بفتح محل ال يعدو
أن يكون مجرد إجراء وقتي وهو ما يجعله قابال للعدول عنه متى تغيرت األسباب و الظروف
التي صدر فيها و بالتالي ال يمكن أن يترتب عنه بأي حال من األحوال غنهاء العالقة الكرائية
بين المتعاقدين .
حيث أنه لما كان األمر كذلك فإنه بزوال العلة التي بني عليها األمر المذكور و ظهور المكتري
و تمسكه بحقه في الكراء و إبداء الرغبة في اإلنتفاع بالعين المكراة .يغدو الطلب بالعدول
عن األمر بفتح محل و إرجاع الحالة الى ما كانت عليه و تمكين المكتري – المستأنف عليه
– من محل النزاع مؤسسا و جديرا بالقبول و هو ما ذهب إليه عن صواب األمر المستأنف
مما يقتضي تأييده و رد إستئناف الطاعن لعدم ارتكازه على أساس قانوني سليم "
غير أنه و بخالف ما سبق فإن القانون 49.16جاء بمقتضيات جديدة و هو ما سبق التطرق
إليه سابقا .
اعتبرت المحكة التجارية بفاس بأن " توصل المكتري بإنذار من أجل مراجعة الوجيبة الكرائية
في إطار القانون 07.03المتعلق بمراجعة الوجيبة الكرائية للمحالت المعدة للسكنى أو
اإلستعمال المهني أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي الدي دخل حيز التطبيق 2007.11.30
و الدي سلب اإلختصاص من المحاكم التجارية لفائدة المحاكم اإلبتدائية ،يجعل الطلب القدم
39
لقاضي الصلح و الرامي إلجرائه يخرج ،ويجعل األمر الصادر عنه بتحديد السومة الكرائية
في غير محله و يتعين إلغاءه و إرجاع الملف لقاضي الصلح للبث فيه طبقا للقانون " .75
ودلك بعد أن سبق لها و قضت في ملف آخر بأن القانون 07.03الصادر بتاريخ
2007.11.30المتعلق بمراجعة السومة الكرائية دخل حيز التنفيذ بتاريخ 2007.12.13و
تنص المادة 8منه على أن المحكمة اإلبتدائية هي المختصة بالنظر في المنازعات المتعلقة
بالمراجعة و إستيفاء الزيادة في أثمان الكراء المتعلقة بالمحالت المشار إليها في المادة األولى
،و بالتالي فإن طلب المراجعة المقدم بتاريخ الحق عن التاريخ المذكور أمام المحكمة التجارية
قد م لجهة غير مختصة و بالتالي يتعين إلغاء الحكم القاضي باإلستجابة للطلب و التصريح
76
بعدم االختصاص .
و هدا ال يخالف ماجاءت به المادة 5من قانون 49.16على أنه تحدد الوجيبة الكرائية
للعقارات أو المحالت التجارية ،وكدا كافة التحمالت بتراضي الطرفين ،وتطبق على مراجعة
الوجيبة الكرائية مقتضيات القانون 07.03المتعلق بمراجعة أثمان كراء المحالت المعدة
للسكنى أو اإلستعمال المهني أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي و بالرجوع للمادة 8من
نفس القانون نجده يحيل االختصاص على المحكمة االبتدائية بالنظر في المنازعات المتعلقة
بمراجعة و استيفاء الزيادة في أثمان الكراء سواء المنصوص عليها في العقد أو المقررة
قانونيا و المتعلقة بالمحالت المشار إليها في المادة األولى من هذا القانون .
75قرار محكمة اإلستئناف التجارية بفاس عدد 888الصادر بتاريخ 2010.06.21في الملف عدد . 09/1636
76ملخص لقرار محكمة اإلستئناف التجارية بفاس عدد 1179الصادر بتاريخ 2009.07.27في الملف عدد . 641.09
40
الخاتمة:
إن تكريس المشرع لقواعد قانونية نظمت استقرار المعامالت و تجعل الحق في الكراء
متساوي بين الطرفين على أساس توازن العالقة من خالل ضمان االستقرار ،وإن تأكيد
المشرع على الحق في الكراء ضمانة إلستمرار النشاط التجاري و حماية مختلفة للعناصر
المادية و المعنوية المشكلة لألصل التجاري بإعتباره أساس هذا النشاط.
مواكبة التطور الحاصل على المستوى العملي من خالل تعديل قانون رقم 49.16 -
إدراج العالقات الكرائية المنصبة على العقارات التابعة للدولة من مقتضيات القانون -
رقم .49.16
وضع نصوص حمائية تحيل على القانون الجنائي و كذا مدونة التجارة لزجر الوسائل -
هذا فيما يخص الحق في الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري فكيف نظم
المشرع المغربي التصرفات القانونية الناشئة على هذا األصل التجاري و أهمها البيع
الواقع على هذا األصل ؟
41
نموذج عقد الكراء التجاري:
42
الئحة المراجع:
المراجع العامة:
عز الدين بن ستي ،دراسات في القانون التجاري المغربي ،دراسة في قانون الملكية -
الصناعية و التجاري جزء الثاني األصل التجاري ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء ،الطبعة األولى.2001
فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري نظرية التاجر و النشاط التجاري ،مطبعة دار -
لطيفة بنخير ،مبادئ األساسية في القانون التجاري ،المطبعة غير مذكورة ،الطبعة -
األولى.2016
محمد اطويف،الوجيز في شرح القانون التجاري ،المطبعة غير مذكورة ،الطبعة -
األولى.2016
محمد لفروجي ،التاجر ،القانون التجاري ،دراسة تحليلة نقدية في ضوء القانون -
المغربي و القانون المقارن و اإلجتهاد القضائي مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء
،الطبعة الثانية.1999
المراجع الخاصة:
جواد الرفاعي ،الكراء التجاري الثابت و المتغير في ضوء القانون رقم ، 49.16 -
عبد الرحمان الشرقاوي ،العقود الخاصة ،مطبعة غير مذكورة ،الطبعة -
السادسة.2020
عبد الواحد الصفوري ،إشكاليات تجديد عقد الكراء التجاري في إطار القانون رقم -
مصطفى بونجة ،الكراء التجاري بين ظهير 1955و القانون رقم ، 49.16مطبعة -
محمد كشبور ،الحق في الكراء عنصر في األصل التجاري ،مطبعة النجاح الجديدة -
وزارة العدل ،شرح مقتضيات قانون رقم 49.16المتعلق بكراء العقارات و -
الرسائل:
الهاشم أوهي ،الحق في الكراء كعنصر من عناصر األصل التجاري في ضوء القانون -
رقم ،49.16رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية و
االقتصادية و االجتماعية ابن زهر ،أكادير ،السنة الجامعية.2019/2018:
المقاالت:
محمد أمين الروكي ،الشكلية في عقد الكراء التجاري( قراءة في المادة الثالثة من -
النصوص القانونية:
القانون رقم 15.95المتعلق بمدونة التجارة ،الصادر بتنفيذ الظهير الشريف 1.96.83 -
44
ظهير الشريف رقم 1.16.99صادر في 13شوال 13( 1437يوليو )2016بتنفيذ -
القانون رقم 07.03المتعلق بمراجعة أثمان كراء المحالت المعدة للسكنى أو االستعمال -
القانون رقم 18.09بمثابة النظام األساسي لغرف الصناعة التقليدية ،الصادر بتنفيذ -
القانون رقم 67.12المتعلق بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري و المكتري للمحالت
المعدة للسكنى أو لالستعمال المهني ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 6208بتاريخ
24محرم 28( 1435نوفمبر،)2013ص.7328:
القرارات القضائية:
قرار محكمة النقض ،رقم 390الصادر بتاريخ 26ماي 2022في الملف التجاري -
45
قرار صادر عن محكمة النقض رقم 150صادر بتاريخ ، 2015/02/24في ملف -
قرار محكمة النقض عدد 168الصادر بتاريخ 2006.02.15في الملف التجاري -
عدد . 2003.2.3.689
قرار محكمة اإلستئناف التجارية بفاس عدد 888الصادر بتاريخ 2010.06.21في -
ملخص لقرار محكمة اإلستئناف التجارية بفاس عدد 1179الصادر بتاريخ -
قرار صادر عن المجلس األعلى سابقا -محكمة النقض حاليا -رقم ، 1524بتاريخ -
200-11-2007
مراجع أجنبية:
46
الفهرس:
الئحة المختصرات02............................................................................
المقدمة03.........................................................................................
الخاتمة41..........................................................................................
47
نموذج عقد الكراء التجاري42....................................................................
الئحة المراجع43..................................................................................
الفهرس48.........................................................................................
48