You are on page 1of 4

‫اختصاصات النيابة العامة لدى المحاكم التجارية‬

‫السيد احمد اشمارخ‬

‫لقد نص قانون ‪ 95-53‬المتعلق باحداث المحاكم التجارية في مادته الثانية على ان المحكمة التجارية تتكون من‬
‫رئيس ونواب للرئيس‪ ،‬وقضاة‪ ،‬ومن نيابة عامة تتكون من وكيل ملك ونائب او عدة نواب‪ ،‬ومن كتابة الضبط‪،‬‬
‫وكتابة للنيابة العامة ‪.‬‬
‫وجاء في مادته الثالثة بان محكمة االستئناف التجارية تتكون من رئيس اول ورؤساء غرف ومستشارين‪ ،‬ومن‬
‫نيابة عامة تتكون من وكيل عام للملك ونواب له …‪.‬‬
‫وانه من خالل استقراء مقتضيات قانون احداث المحاكم التجارية يتجلى بانه لم يشر ولم يحدد اختصاصات النيابة‬
‫العامة التجارية‪.‬‬
‫غير انه بالنظر الى كون المحاكم التجارية محددة في االختصاص بمقتضى القانون‪.‬‬

‫وبالنظر الى كون النيابة لديها تعتبر بمقتضى المادة الثانية والثالثة من قانون احداث المحاكم التجارية من مكونات‬
‫المحكمة التجارية‪ ،‬فان النيابة العامة التجارية تكون هي االخرى مختصة في نفس القضايا التي تعرض على‬
‫المحاكم التجارية للنظر فيها‪.‬‬
‫وبالتالي فان النيابة العامة بالمحاكم التجارية تستمد اختصاصاتها من المدونة الجديدة للتجارة‪ ،‬وقوانين الشركات‪،‬‬
‫وقانون المسطرة المدنية‪ ،‬وبعض القوانين االخرى الخاصة كقانون الملكية الصناعية مثال ‪.‬‬

‫لذلك فسنقسم هذا البحث الى اربع مباحث نراها اساسية فيما يتعلق باختصاصات النيابة العامة التجارية‪،‬‬
‫وسنتعرض في مبحث اول الى اختصاصات النيابة العامة التجارية المستمدة من مدونة التجارة وقوانين الشركات‪،‬‬
‫وفي المبحث الثاني الى اختصاصات هذه النيابة العامة المستمدة من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وفي المبحث الثالث‬
‫بالى اختصاصاتها المستمدة من بعض القوانين الخاصة كقانون حماية الملكية الصناعية‪ ،‬وفي المبحث الرابع‬
‫واالخير الى اختصاصات اخرى هي موضوع تساؤالت من اغلب المهتمين والمعنيين وتتعلق بعدة حاالت مختلفة‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اختصاصات النيابة العامة المستمدة من مدونة التجارة وقوانين الشركات‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫لقد منح المشرع للنيابة العامة التجارية باعتبارها تسهر على المصلحة العامة والنظام العام االقتصادي‪ ،‬دورا‬
‫متميزا في المساطر المتعلقة بصعوبات المقاولة‪ ،‬نظرا االهمية المقاوالت في النسيج االقتصادي‪ ،‬وارتباطها‬
‫بالجانب االجتماعي والمصلحة العامة االقتصادية‪.‬‬
‫مما يجعل النيابة العامة التجارية دعما قويا لمصلحة المقاوالت من اجل التقويم والتصحيح‪ ،‬بغية اقالع اقتصادي‬
‫الى االفضل واالحسن‪ ،‬للمحافظة على استمرارية التشغيل واالنتاج‪ ،‬واتاحة فرص جديدة للعمل‪ ،‬الستيعاب اليد‬
‫العاملة ومحاربة البطالة ‪.‬‬

‫فعمال بمقتضيات المادة ‪ 563‬من مدونة التجارة يحق للنيابة العامة طلب فتح مسطرة المعالجة‪ ،‬كلما وصل الى‬
‫علمها ان مقاولة ما توقفت عن اداء ديونها نتيجة صعوبات مالية‪ ،‬كما يمكنها كلما الحظت بان وضعية المقاولة‬
‫مختلة بشكل جدي ال رجعة فيه لدرجة تجعل امكانية تسوية وضعها وسداد خصومها امرا مستحيال‪ ،‬ان تتقدم‬
‫بطلب فتح مسطرة التصفية القضائية وذلك ما يستفاد من مقتضيات المادة ‪ 619‬من مدونة التجارة والتي تحيل على‬
‫المواد ‪ 560‬الى ‪ 570‬من نفس المدونة‪.‬‬

‫كما يحق لها طبقا للمادة ‪ 620‬من نفس القانون ان تتقدم الى المحكمة‪ ،‬بطلب استمرار نشاط المقاولة الخاضعة‬
‫للتصفية القضائية‪ ،‬ويحق لها ايضا ان تتقدم بطلب الى المحكمة للتصريح بسقوط االهلية التجارية عن كل تاجر او‬
‫حرفي‪ ،‬او مسؤول في شركات تجارية او مقاولة عند ارتكاب احد االفعال المستوجبة لذلك‪ ،‬عمال بمقتضيات المادة‬
‫‪ 716‬من القانون المذكور وكذلك المواد ‪ 715-714-713-712 :‬من نفس القانون‪.‬‬

‫كما انه يستشف من قوانين الشركات ومن مرسوم ‪ 18/01/1997‬المنظم للسجل التجاري انه يتعين على النيابة‬
‫العامة التجارية ان تسهر على التطبيق السليم للقانون من مرحلة التاسيس الشركات الى مرحلة الحل ( انظر المادة‬
‫‪ 12‬من قانون ‪ 17-95‬المتعلق بشركات المساهمة‪ .‬والمادة ‪ 1‬من قانون ‪ 5.96‬المتعلق بشركات التضامن وباقي‬
‫الشركات االخرى والتي تحيل على القانون المتعلق بشركات المساهمة)‪.‬‬

‫هذا وان كانت النيابة العامة التجارية تملك الحق في طلب مسطرة المعالجة‪ ،‬فهل تقدم الطلب على شكل مقال‪،‬‬
‫وتكون بذلك طرفا رئيسيا حتى يتاتى لها ممارسة حق الطعن‪ ،‬ام تقدم ذلك على شكل طلب‪ ،‬وتكون مجرد طرف‬
‫منظم‪ ،‬ال يحق له ممارسة حق الطعن ؟‬

‫وفي هذا الخصوص‪ ،‬نرى انه من االفيد‪ ،‬ان تتقدم النيابة العامة التجارية كلما اقتضت الضرورة‪ ،‬وتوفرت لها‬
‫العناصر الكافية بمقال من اجل فتح المسطرة‪ ،‬يبين بوضوح وضعية الشركة المالية واالقتصادية‪ ،‬ويكون معززا‬
‫بالوثائق التي من شانها ان تثبت حالة التوقف عن الدفع‪ ،‬ويتضمن كل البيانات الضرورية في هذا المجال‪ ،‬ومما‬
‫تجدر االشارة اليه ان المشرع الفرنسي حدد القرارات التي يمكن للنيابة العامة امام المحكمة التجارية الطعن فيها‬
‫باالستئناف ولو لم تكن طرفا رئيسيا ومنها ‪:‬‬
‫القرار الصادر بشان فتح مسطرة المعالجة ‪.‬‬
‫قرار الموافقة على مخطط استمرار المقاولة في مزاولة نشاطها او العدول عنه‪.‬‬
‫الحكم القاضي بتعيين او استبدال الخبير او المسير او السنديك او المراقب ‪.‬‬
‫الحكم المحدد لفترة المراقبة ‪.‬‬
‫القرار المتعلق بالتفويت‪.‬‬
‫وحبذا لو ان المشرع المغربي حدا حذو المشرع الفرنسي في هذا الصدد ‪.‬‬

‫بقي ان نشير الى ان البعض يرى بانه كلما عبر المشرع بعبارة لكل ذي مصلحة ضمن مواد مدونة التجارة‬
‫وقوانين الشركات‪ ،‬اال وكانت النيابة العامة من ضمن المعنيين‪ ،‬باعتبارها تمثل المصلحة العامة االقتصادية‪.‬‬
‫غير انه اذا كان الطرح يمكن التسليم به فيما يتعلق بصعوبات المقاولة باعتبار المواد التي تنظمها تعد من النظام‬
‫العام‪ ،‬فان ذلك ال يمكن االخذ به على عالته في باقي المواد االخرى التي تتضمن عبارة لكل ذي مصلحة‪ ،‬او من‬
‫يهمه االمر‪ ،‬وينبغي الحيطة والحذر الالزمين‪ ،‬وعدم التوسع في التفسير عند ممارسة النيابة العامة لهذه االمكانية‪،‬‬
‫اذ كثيرا ما يخول المشرع الحق في القيام باجراء ما لكل ذي مصلحة‪ ،‬او من يهمه االمر‪ ،‬ومع ذلك ينص في نفس‬
‫المادة على حق النيابة في القيام بنفس االجراء ( انظر المادة ‪ 426‬من القانون رقم ‪ 17-95‬المتعلق بشركات‬
‫المساهمة)‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اختصاصات النيابة العامة المستمدة من قانون المسطرة المدنية‬


‫‪---------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫لقد احالت المادة ‪ 19‬من القانون المحدث للمحاكم التجارية على قواعد المسطرة المدنية اذ جاء فيه ‪ " :‬تطبق امام‬
‫المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص على خالف‬
‫ذلك"‪.‬‬
‫وانه استنادا الى الفصول ‪ ..…… 9-8-7-6‬من ق م م يمكن للنيابة العامة ان تكون طرفا رئيسيا او ان تتدخل‬
‫كطرف منظم وتمثل االغيار في الحالة التي ينص عليها القانون‪ ،‬كما يجب ان تبلغ الى النيابة العامة القضايا‬
‫المتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية‪ ،‬والهبات والوصايا لفائدة المؤسسات‬
‫الخيرية وممتلكات االحباس‪ ،‬واالراضي الجماعية‪ ،‬والقضايا المتعلقة بعدم االختصاص النوعي‪ ،‬وبالزور‬
‫الفرعي‪ ،‬باقي القضايا المشار اليها في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬كما يمكن للنيابة العامة ان تطلع على جميع القضايا‬
‫التي ترى التدخل فيها ضروريا للسهر على تطبيق القانون‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬اختصاصات النيابة العامة المستمدة من مقتضيات قانون الملكية الصناعية‬
‫‪--------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫انه بغض النظر عن االختصاصات المدنية المخولة للنيابة العامة في ظهير ‪ 23/6/1916‬فان القانون الجديد ‪-97‬‬
‫‪ 17‬الصادر بتاريخ ‪ 15/02/2000‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية‪ ،‬والذي لم يدخل بعد حيز التطبيق لعدم‬
‫صدور النصوص التطبيقية الخاصة به‪ ،‬كما تشير الى ذلك المادة ‪ 224‬منه‪ ،‬ينص في مادته ‪ 15‬بان المحاكم‬
‫التجارية تنفرد وحدها للبث في المنازعات المترتبة عن تطبيقه‪ ،‬مما يكون قد خول للنيابة العامة التجارية‬
‫باعتبارها من مكونات المحكمة التجارية وبصريح القانون ان تقوم برفع بعض الدعاوى المنصوص عليها في‬
‫المواد ‪ 206-175-161-131-86 :‬من القانون الجديد لحماية الملكية الصناعية‪ ،‬مما يعطي للنيابة العامة التجارية‬
‫في مثل هذه الحاالت الحق ان تتقدم كلما اقتضت الضرورة بمقال لرفع الدعاوى المنصوص عليها في المواد‬
‫المذكورة اعاله‪ ،‬االمر الذي يجعلها في مثل هذه الحاالت طرفا رئيسيا‪ ،‬يملك حق الطعن باالستئناف في االحكام‬
‫الصادرة بهذه المناسبة‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬اختصاصات هي موضوع تساؤالت بخصوص الحاالت التالية‬


‫البحث التمهيدي ‪:‬‬
‫‪-------------------‬‬
‫من خالل استقراء نصوص مدونة التجارة وقوانين الشركات‪ ،‬يتضح ان المشرع اعطى اهمية كبرى للمخالفات‪،‬‬
‫وللجزاءات المترتبة عنها‪ ،‬وذلك بالنظر للعدد الهائل من المواد الزجرية‪ ،‬وان النيابة العامة لدى المحاكم التجارية‬
‫ستصادف وال شك ممارستها لعملها اليومي عدة مخالفات للقوانين المذكورة‪.‬‬

‫وضمانا لحسن سير العدالة فان االمر يقتضي ان يسند للنيابة العامة التجارية السهر على اجراء االبحاث التمهيدية‬
‫بخصوص االخالالت التي قد تقف عليها تلقائيا‪ ،‬او التي تبلغ اليها‪ ،‬او تحال عليها من طرف قاضي السجل‬
‫التجاري‪ ،‬او من طرف القاضي المنتدب او السنديك او المحكمة مثال ‪ :‬الفصل ‪ 62‬وما يليه من مدونة التجارة‬
‫والفصول من ‪ 378‬الى ‪ 439‬والفصل ‪ 449‬من قانون شركات المساهمة والفصل ‪ 404‬وما يليه من قانون شركات‬
‫التضامن والشركات ذات المسؤولية المحدودة والفصل ‪ 11‬من مرسوم ‪ 1997-1-18‬المنظم للسجل التجاري‪.‬‬
‫وتبعا لكل ذلك ينبغي ان تقوم النيابة العامة التجارية بتسيير االبحاث المذكورة‪ ،‬وتتبعها ومراقبتها‪ ،‬من بداية البحث‬
‫الى نهايته‪ ،‬وعند اتمام المسطرة تحيلها على النيابة العامة المختصة لتطبيق القانون‪.‬‬

‫جرائم الجلسات والجرائم االخرى التي قد تقع داخل المحكمة التجارية‬


‫ان تواجد النيابة العامة امام المحاكم التجارية يقتضي منها وبالضرورة تنفيذ االحكام التي تصدر عن هذه المحاكم‬
‫وخصوصا عندما يتعلق االمر بجرائم الجلسات‪ ،‬كما يقتضي منها اجراء االبحاث بشان الجرائم التي قد تقع داخل‬
‫المحكمة خصوصا ما يتعلق منها بحالة التلبس ‪.‬‬

‫الزور الفرعي ‪:‬‬


‫‪-----------------‬‬
‫قد يثار مناقشة القضايا امام المحاكم التجارية الطعن بالزور الفرعي في بعض الوثائق‪ ،‬وانه فضال عن االجراءات‬
‫المدنية التي تقوم بها النيابة العامة التجارية في مثل هذه الحاالت وخصوصا مقتضيات الفصل‪ 97‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬فان المصلحة العامة تقتضي من هذه النيابة العامة ان تباشر االبحاث الضرورية‪ ،‬وتعمل على‬
‫تجهيز المساطر المتعلقة بها‪ ،‬واحالتها على النيابة العامة المختصة التخاذ المتعين قانونا‪.‬‬

‫تسخير القوة العمومية‪:‬‬


‫‪------------------------‬‬
‫حتى تكون المحاكم التجارية الفعالية المرجوة منها فان تنفيذ االحكام الصادرة عنها يقتضي من النيابة العامة بها‬
‫مؤازرة اعوان التنفيذ‪ ،‬وتسخير القوة العمومية عند الضرورة‪ ،‬واجراء االبحاث بشان االفعال الجرمية التي قد‬
‫ترتب عنها‪ ،‬مع احالة المساطر المنجزة على النيابة العامة المختصة‪.‬‬

‫المساعدة القضائية ‪:‬‬


‫‪---------------------‬‬
‫قد تتلقى النيابة التجارية طلبات تتعلق بمنح المساعدة القضائية بخصوص رفع بعض الدعاوى امام المحكمة‬
‫التجارية‪.‬‬
‫اال ان عدم تضمين القانون المحدث للمحاكم التجارية مقتضيات تتعلق بالمساعدة القضائية‪ ،‬خلق نوعا من‬
‫الغموض‪ ،‬وعدم الوضوح في تحديد الجهة المختصة قانونا للبث في الطلبات المتعلقة بمنح المساعدة القضائية‪.‬‬
‫أهي النيابة العامة التجارية والتي وان كانت من مكونات المحكمة التجارية‪ ،‬فانه ال عالقة لها باجهزة واليات‬
‫البحث ( انظر الفصلين ‪ 18‬و‪ 20‬من ظهير‪ 1974-07-15‬المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة عندما تتم بمقتضى‬
‫ظهير ‪.)22/09/1998‬‬
‫ام هي النيابات العامة االخرى والتي يخاطبها المرسوم الملكي بمثابة قانون الصادر في فاتح نونبر‪ 1966‬والمنظم‬
‫للمساعدة القضائية ؟؟‬

‫األعوان القضائيين ‪:‬‬


‫‪---------------------‬‬
‫من المعلوم ان مراقبة االعوان القضائيين تتم من طرف وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بمقتضى ظهير‬
‫‪ ، 25/12/1980‬غير انه ولحسن سير العدالة امام المحاكم التجارية‪ ،‬فانه ينبغي اسناد مراقبة االعوان القضائيين‬
‫فيما يقومون به من اجراءات تخص المحكمة التجارية الى النيابة العامة بنفس المحكمة حتى تتحقق الغاية المنشودة‬
‫من تلك االجراءات في الوقت المالئم‪ ،‬وبالدقة الالزمة‪ ،‬والسرعة المناسبة‪ ،‬اعتبارا لطبيعة القضايا واالجال في‬
‫مجال المادة التجارية‪.‬‬

‫مساعدو القضاء ‪:‬‬


‫‪------------------‬‬
‫قد ترد على النيابة العامة التجارية شكايات في مواجهة بعض مساعدي القضاء من محامين وخبراء …‪ ..‬فيما‬
‫يرتكبونه من مخالفات‪ ،‬او اخالالت بخصوص الملفات المعروضة امام المحاكم التجارية‪ ،‬فهل النيابة العامة‬
‫بالمحاكم التجارية هي التي تتولى االبحاث على اعتبار ان الملفات موضوع االخالل تروج امام هذه المحاكم ؟ ام‬
‫يحال االمر على النيابات العامة االخرى ؟‬

‫كيفية التعامل بين النيابة العامة التجارية والنيابات العامة االخرى ‪:‬‬
‫ان اهمية التساؤالت المطروحة تكمن في كون قانون المحاكم التجارية لم يتعرض الختصاصات النيابة العامة‬
‫لديها‪ ،‬وبالتالي لم يضع حدودا واضحة بين اختصاصات النيابة العامة التجارية‪ ،‬واختصاصات النيابة العامة لدى‬
‫المحاكم غير التجارية‪.‬‬

‫ونظرا لطبيعة العالقة بين النيابات العامة المذكورة رغم استقالل كل منهما على االخرى‪ ،‬فان كيفية التعامل مع‬
‫الحاالت والتساؤالت اعاله‪ ،‬تقتضي تدخل المشرع بمقتضى نصوص قانونية واضحة ومنسجمة‪ ،‬تحدد‬
‫اختصاصات النيابة العامة لدى المحاكم التجارية بكل دقة وتنسق فيما بينها وبين النيابات العامة االخرى ‪.‬‬
‫وفي انتظار وضوح الرؤيا من خالل الممارسة العملية والدراسات القانونية والتطبيقية في هذا المجال‪ ،‬وما قد‬
‫يترتب عن ذلك من تدخل المشرع لتحديد االختصاص بكل دقة ‪.‬‬

‫فان الكيفية التي ستتعامل بها النيابات العامة التجارية مع ما قد يبرز امامها من اشكاالت قانونية‪ ،‬وما قد يطرح‬
‫عليها خالل عملها اليومي‪ ،‬ستلقي الضوء وال شك على دور النيابة العامة امام هذه المحاكم‪ ،‬لتحقيق الغاية من‬
‫احداثها‪ ،‬وحتى يكون دورها فعاال بحيث يتاتى لها القيام بدورها الريادي والحيوي في حماية االمن العام‬
‫االقتصادي‪ ،‬توفير المناخ القانوني المالئم الكفيل بطمانة الفاعلين االقتصاديين‪ ،‬ونشر الثقة وسيادتها في هذا‬
‫الميدان‪ ،‬لجلب المزيد من رؤوس االموال‪ ،‬ولتشجيع االستثمار‪ ،‬وتكريس دولة الحق والقانون في مجال حقوق‬
‫االنسان المالية واالقتصادية‪ ،‬خصوصا ونحن نعيش اليوم الفية جديدة في عالم عمته وغزته المعلوميات بكل‬
‫اكراهاتها وغدت فيه سيادة القانون وضمان حقوق االنسان بكل انواعها مقياسا لتقدم االمم ورقيها‪ ،‬وعنوانا لنشر‬
‫العدل بين المواطنين ونجاحه ‪.‬‬
‫السيد احمد اشمارخ‬

‫* مجلة المحاكم المغربية‪ ،‬عدد ‪ ،90‬ص ‪58‬‬

You might also like