Professional Documents
Culture Documents
وإذا كانت هذه الوضعية قد يسقط فيها التاجر عن س وء نية أو بفعل ظ روف تك ون
خارجة عن إرادته ،فإن التش ريعات ت دربت في تنظيمها ومعالجتها ع بر مراحل تاريخية
مختلفة ،ومنها التشريع المغربي الذي انتقل في إط ار تحديثه للق انون التج اري من نظ ام
اإلفالس إلى نظام أكثر فعالية وهو نظام صعوبات المقاولة الذي ج اءت به مدونة التج ارة
الجديدة في كتابها الخامس.
ولم تعرف مدونة التجارة الجديدة مفهوم ص عوبات المقاولة ال تي حلت محل نظ ام
اإلفالس الذي كان معتمدا في السابق ،لكن الفقه تدخل وعرفها بأنها تلك الوقائع التي من شأنها
أن تخل باستمرارية االستغالل أو االستثمار .غ ير أن ه ذه الوق ائع ال تك ون على درجة
جسامتها ،وهذه الوقائع تستلزم تدخل القضاء ،عبر تفعيل مس طرة المعالجة من ص عوبات
المقاولة وتختلف أهداف هذه المساطر من النظام المعتمد سابقا وهو نظ ام اإلفالس بحيث أن
مساطر الوقاية ومساطر المعالجة ،تهدف باألس اس إلى حماية النظ ام الع ام االقتص ادي
واالجتماعي من خالل حماية المقاولة وبالت الي حماية دائنيه ا .وتعت بر مس اطر معالجة
صعوبات المقاولة من أهم المستجدات التي جاءت بها مدونة التجارة.
- 1محمد كرام ،الوجيز في مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي ،ج ،1ط ،2010 ،1.ص.5 :
1
ومساطر المعالجة كما يدل عليها اسمها ،تستهدف البحث عن وسائل أو وص فات من
شأنها عالج الداء الذي يكون قد دب إلى جسم المقاولة بشكل لم تعد تنتفع من وسائل الوقاي ة،
والبد من وصف دواء للحد من مضاعفات هذا ال داء ،ول ذلك ف إن مس اطر المعالجة من
صعوبات المقاولة وخاصة مسطرة التسوية القضائية ترمي إلى تحقيق ثالث أهداف أساس ية
هي بالدرجة األولى حماية المقاولة وحماية الدائنين ثم الحفاظ على اليد العاملة وهي بطبيعتها
أهداف اقتصادية واجتماعية سعى من خاللها المشرع إلى الحفاظ على المقاولة واستمراريتها.
ولكي تعتبر مقاولة ما في حالة تصفية أو تسوية قضائية وجب إص دار حكم قض ائي
تتبع فيه المحكمة المختصة محليا ونوعيا في إصداره إجراءات تروم حماية حق وق ال دفاع،
ويتضمن هذا الحكم مجموعة من البيانات األساسية ويتم إش عاره وفق المقتض يات القانونية
ويترتب عن صدور الحكم مجموعة من اآلثار ويحق لكل ذي مصلحة الطعن فيه.
فإلى أي حد كان المشرع موفق في جعل معالجة المقاولة التي تع اني من ص عوبات
اني منها متوقفا على صدور حكم قضائي؟ وهل استطاع القضاء معالجة الصعوبات التي تع
المقاولة من خالل المكانة التي يتصدرها في هذا النظام؟ .وهل اإلجراءات الخاصة بحكم فتح
مسطرة معالجة صعوبات المقاولة والمتم يزة على األحك ام عامة تتماشى مع طبيعة ه ذه
المسطرة؟
لإلجابة على هذه األسئلة وغيرها سنقسم موض وعنا إلى مبح ثين وفقا للمتطلب ات
طرة المعالجة المنهجية الجامعية نتناول في األول اإلجراءات الالزمة لصدور حكم فتح مس
وفي المبحث الثاني اإلجراءات الالحقة لصدور الحكم ،وذلك على النحو التالي:
المبحث الثاني :اإلجراءات الالحقة لص دور حكم فتح مس طرة معالجة ص عوبات
المقاولة.
2
المبحث األول:
اإلجراءات الالزمة لصدور حكم فتح مسطرة المعالجة ومضمونه.
سنخصص هذا المبحث للحديث عن اإلجراءات الالزمة لصدور حكم فتح مسطرة
واإلجراءات القبلية لصدور الحكم ،على أن نتناول في (المطلب الثاني) مضمون الحكم
الفقرة األولى :المحكمة المختصة بإصدار حكم فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة.
كما هو معلوم فإن االختصاص القضائي ألي محكمة ينقسم لنوعين اختصاص
محلي ويقصد به الدائرة الترابية لنفود كل محكمة ،واختصاص نوعي ،بحيث تكون
المحكمة مختصة بشعبة معينة من القضايا حسب موضوعها ،وهذا ماعالجه المشرع من
خالل مقتضيات القسم الثالث المعنون تحت اسم المحاكم التجارية من القانون المتعلق
بإحداث المحاكم التجارية قانون رقم ، 53.95ولتفصيل هذا الموضوع أكثر سنقسمه
بدورنا لقسمين:
إن إحداث المحاكم التجارية تعتبر طفرة نوعية في نهج القضاء المغربي لمبدأ
التخصص ،وتعتبر المحاكم التجارية المختصة نوعيا بمسطرة معالجة صعوبات المقاولة،
3
وذلك إدراكا من المشرع بالتعقيد والخصوصية التي تعرفها مادة صعوبات المقاولة من
الناحية التقنية ،ما جعله يفرد لها قضاء تجاريا كقضاء متخصص يساهم في اإللمام بقواعد
وجزيئات هذه المسطرة ،واإلسراع فيها والرفع من مردودية الجهاز القضائي بصفة
وإن كانت المادة 5من قانون إحداث المحاكم التجارية 2لم تشمل كل مجاالت القانون
التجاري ،والتي منها صعوبات المقاولة أو األعمال التجارية المنفردة عندما يقوم بها غير
التاجر ،إال أنه بالرجوع إلى المادة 560من مدونة التجارة ،نجدها تنص على ":تطبق
مساطر معالجة صعوبات المقاولة على كل تاجر وكل حرفي وكل شركة تجارية ليس
بمقدورهم سداد الديون المستحقة عليهم "..فالمستفاد من هذه المادة أن غير التجار ال
يخضعون لهذة المساطر ،وأن الدعوى الرامية إلى فتح مسطرة التسوية القضائية ترفع
وحتى ولو لم تكن المادة 5من قانون إحداث المحاكم التجارية لم تنص بصفة صريحة
على إسناد االختصاص النوعي فيما يخص مساطر معالجة صعوبات المقاولة للمحاكم
التجارية ،فإن المادة 11من نفس القانون قد نصت بصفة صريحة على ذلك ،بحيث ورد
فيها ":استثناء من أحكام الفصل 28من قانون المسطرة المدنية 3ترفع الدعاوى:
- 2تنص المادة 5من قانون إحداث المحاكم التجارية على ":تختص المحاكم التجارية بالنظر في:
-الدعاوى المتعلقة بالعقود التجارية.
-الدعاوى التي تنشأ بين التجار والمتعلقة بأعمالهم التجارية.
-الدعاوى المتعلقة باألوراق التجارية.
المنازعات التي تنشأ بين شركاء في شركة تجارية.
".....
- 3تتعلق المادة 28من قانون المسطرة المدنية باالختصاص المحلي للمحاكم بصفة عامة.
4
...-
-فيما يتعلق بصعوبات المقاولة ،إلى المحكمة التجارية التابعة لها مؤسسة التاجر
عالوة عن هذا فإن الدائن الذي يعتبر الدين المتوقف عن دفعه مدنيا بالنسبة إليه،
يكون ملزما باللجوء إلى المحكمة التجارية متى أراد إعمال مقتضيات المادة 563من
4
مدونة التجارة.
وعليه فإن المختص نوعيا للبت في دعاوى فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة
هو اختصاص يبقى حكرا على القضاء التجاري مهما كانت طبيعة العمل أو الدين ،مدني،
أم تجاري .كما أن المحكمة التجارية المفتوح أمامها مسطرة معالجة صعوبات المقاولة
تكون مختصة بالنظر في جميع الدعاوي المرتبطة بهذه المسطرة ،وذلك بصرف النظر
ويبقى االختصاص النوعي بالنسبة للمحاكم التجارية من النظام العام تثيره المحكمة
أنه تحديد للمحكمة التجارية التي تكون مختصة محليا بالنظر في سلوك مسطرة معالجة
-4تنص الفقرة األولى من المادة 563من مدونة التجارة على ":يمكن فتح المسطرة بالمقال االفتتاحي للدعوى ألحد
الدائنين كيفما كانت طبيعة دينه"..
- 5مواضيع الندوة الجهوية الثامنة المنظمة بمدينة طنجة ،احتفاء بالذكرى الخمسينية لتاسيس المجلس األعلى -1957
،2007سلسلة الندوات الجهوية ،ص12:
5
صعوبات المقاولة ،وذلك طبقا للمادة 11من قانون إحداث المحاكم التجارية السالفة الذكر.
6
كما أن المشرع حدد دائرة نفوذ كل محكمة تجارية الخاصة بها.
ليس من النظام العام ،إذ أن المشرع المغربي أجاز لألطراف ان يتفقوا كتابة على اختيار
المحكمة التجارية المختصة وذلك طبقا للمادة 12من القانون رقم 7،53.95وعلى ذات
8
النهج سارت محكمة االستئناف التجارية بمراكش في قرارها المشار إلى مراجعه أسفله
والذي جاء فيه ":إن قواعد االختصاص المحلي إنما شرعت لرعاية جانب المدعى عليه
باعتباره الطرف الضعيف في الخصومة ،وهكذا رأى المشرع جعل المختص على مقربة
منه وإن اقتضى نظر الطرفين الخروج من هذه القاعدة فيما ال يخالف النظام العام في
بعض الحاالت ونظموا لهذه الحاالت شرطا به ،فإن ذلك ال يمنع الطرف القوي في هذه
العالقة من النزول عن هذا الشرط وااللتجاء إلى رفع دعواه أمام محكمة موطن المدعى
ثم إن االختصاص المحلي للبت في قضايا فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة
وإن كان المشرع لم يجعله من النظام العام إال أنه قد نص على هذا االختصاص وبصفة
-مرسوم رقم ،2.37.771المؤرخ في 1997-10-28المتعلق بتحديد عدد المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف 6
6
صريحة من خالل مقتضيات المادة 11من قانون إحداث المحاكم التجارية المشار إليها
سالفا.
9اإلج99راءات ال99تي يتعين على المحكمة اتباعها قبل البث في
9الفقرة الثانية:
الفقرة الثانية:
طلب فتح مسطرة المعالجة:
هناك مصلحتان تتعارضان بخصوص طريقة بث المحكمة في الطلب الرامي إلى فتح
مساطر معالجة صعوبات المقاول ة ،فالمص لحة العامة تقتضي أن يتم البث في ه ذا الطلب
مباشرة بعد توصل المحكمة التجارية المختصة به ،وذلك حتى ال تتدهور الوضعية االقتصادية
للمقاولة بفعل مرور الوقت وتضيع بالتالي الفرصة في تسويتها ،وفي المقابل تفرض المصلحة
طرة المعالجة في مواجهتها من الخاصة للمقاولة المدعى عليه أن ال يتم التسرع في فتح مس
دون االستماع إلى رئيسها ومعرفة أوضاعها وأسباب توقفها عن الدفع...
وتأسيسا على ذلك ،فمن أجل التوفيق بين المصلحتين المذكورتين ،فرض المشرع على
المحكمة التجارية المرفوع إليها طلب فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ضرورة سلوك
رورة بعض اإلجراءات قبل البث في هذا الطلب ،ذلك أن هناك إجراءا إجباريا يتمثل في ض
االستماع إلى أقوال رئيس المقاولة المدعى عليها (الفقرة األولى) وإجراءا اختياريا يتمثل من
جهة في إمكانية االستماع إلى أي شخص آخر ترى المحكمة التي وضعت يدها على المسطرة
أن أقواله مفيدة ،ومن جهة أخرى ،في إمكانية أخذ رأي ذوي الخبرة (الفقرة الثاني ة) ،كما أنه
يتعين على المحكمة حسب الفقرة األخيرة من الم ادة 567من مدونة التج ارة ،أن تبث بعد
خمسة عشر يوما على األكثر من رفع الدعوى (الفقرة الثالثة).
تنص الفقرة األولى من المادة 567من مدونة التجارة على أنه" :تبث المحكمة بش أن
فتح المسطرة بعد استماعها لرئيس المقاولة أو استدعائه قانونيا للمثول أمام غرفة المش ورة"،
وتطبقا لذلك ،فسواء تم طلب فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة من طرف المدين ذاته أو
7
رف النيابة العامة أو تم وضع يد المحكمة التجارية المختصة من طرف أحد دائنيه أو من ط
ادة على المسطرة تلقائيا ،يتعين على هذه األخيرة أن تسلك اإلجراء المنصوص عليه في الم
567من مدونة التجارة.
فمما ينبغي تسجيله بهذا الخصوص أن اإلجراء المتمثل في ضرورة االستماع لرئيس
المقاولة أو اس تدعائه بص فة قانونية من أجل ذل ك ،قبل البث في الطلب ال رامي إلى فتح
المسطرة ضده ،من شأنه أن يسمح لهذا األخير باإلدالء بأوجه دفاعه .والسيما في الحالة التي
يرى فيها بأن مقاولته ال توجد في حالة توقف عن الدفع ،إضافة إلى أن سلوك ه ذا اإلج راء
يعطي الفرصة للمحكمة التجارية المرفوعة إليها الدعوى الرامية إلى فتح المسطرة لكي تطلع
بمزيد من التفصيل على وضعية المقاولة المدعى عليها ،مما يسمح لها بتكوين نظرة أولية عن
هذه الوضعية وذلك بطريقة تحول دون تأثر سمعة المقاولة المعنية باألمر مادام أن المس طرة
المتبعة بغرفة المشورة ال تكون علنية.9
هذا ،وإن استدعت المحكمة التجارية المختصة رئيس المقاولة من أجل االس تماع إليه
بغرفة المشورة بشأن فتح المسطرة ولم يحضر هذا األخير في التاريخ المح دد باالس تدعاء
الموجه إليه بصفة قانونية ،بالرغم من توصله بهذا ا الستدعاء ،ولم يدل بأي عذر قانوني ،فإن
المحكمة المعنية باألمر تعتبر ه ذا التخلف عن الحض ور بمثابة قرينة على ك ون المقاولة
المدعى عليها توجد في حالة توقف عن الدفع ،مما يسمح لها ب الحكم بفتح مس اطر معالجة
صعوبات المقاولة كلما كانت الشروط األخرى الالزمة لذلك متوفرة.
ويسري نفس القول على الحالة التي يتع ذر فيها على م أمور اإلج راءات تس ليم
االستدعاء المذكور لرئيس المقاولة ،أو لمن يحق لهم تسلم االستدعاء طبقا للمادة 38وما يليها
من قانون المسطرة المدنية المغربي ،نتيجة إغالق المحل المعين كعنوان في السجل التجاري،
ففي هذه الحالة تعتبر المقاولة المدعى عليها منقطعة عن مزاولة نشاطها ،ما يعد قرينة أكي دة
- 9محمد كرام ،الوجيز في مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي ،الجزء األول ،المطبعة والوراقة الوطنية،
مراكش ،الطبعة األولى ،2010ص.73 :
8
على كونها متوقفة عن دفع ديونها بصورة يمكن معها افتراض اختالل وض عيتها بش كل ال
رجعة فيه.
وفي هذا الصدد قضت محكمة االستئناف" :حيث تمسكت الطاعنة في استئنافها بكونها
لم تستدع بصفة قانونية أمام المرحلة االبتدائي ة ،كما أنه لم يتم االس تماع إلى رئيس المقاولة
وفق ما نص عليه الفصل 576من م.ت ،إضافة إلى ذلك طلب التصفية القضائية ق دم بن اء
تي تواجهها على حكم كان بإمكان المستأنف ضدها تنفيذه بالطرق القانونية وأن الصعوبة ال
تكمن في انعدام مبلغ السيولة ملتمسة الحكم من جديد بفتح مس طرة التس وية القض ائية في
مواجهتها"
حيث من الثابت أن الطاعنة تم استدعائها في المرحلة االبتدائية ،كما تؤكد ذلك ش هادة
التسليم المؤرخة في 15/7/1999والتي أرجعت بمالحظة عدم وج ود أحد قصد تبليغه مما
يكون ما تحاول الطاعنة التمسك به ال يرتكز على أساس ويتعين رده".10
وإذا كان اإلجراء المتمثل في االستماع لرئيس المقاولة إجراء ضروريا ،11فإن أساس
هذا اإللزام المفروض على المحكمة يتمثل في احترام حقوق الدفاع ألن كث يرا من الطلب ات
المقدمة تكون نتيجة عدم أداء أحد الديون على المقاولة وال تي ليس من ش أنها الت أثير على
وضعية المقاولة المالية .بل إن هذا اإلجراء يجد أساسه حتى في الحالة التي يتق دم فيها رئيس
المقاولة بالطلب لكون هذا األخير في بعض الحاالت يراهن على مساطر المعالجة للتماطل في
أداء ديون المقاولة أو التحايل على الدائنين رغم أن وضعية المقاولة غير مختلة.
- 10محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء ،قرار رقم ،150/2000رقمه بمحكمة االستئناف التجارية
11/99/1681بتاريخ.20/01/2000 :
11في فرنسا إذا كان المدين مؤسسة من مؤسسات االئتمان أو من مقاوالت االستثمار فإن المسطرة ال تفتح إال بعد أخذ رأي
اللجنة البنكية ،وإذا كان يمارس مهنة حرة تخضع لنظام قانوني أو تنظيمي فيجب على المحكمة قبل البث في طلب االستماع
أو استدعاء الهيئة المهنية أو السلطة المختصة التي ينتمي إليها المدين.
9
ويالحظ أن المشرع ألزم محكمة االستماع لرئيس المقاولة في غرفة المش ورة تحقيقا
منه للسرية التامة التي من شأنها الحفاظ على سمعة المقاولة وعدم زعزعتها أمام المتعاملين
معها خصوصا وأن الطلبات تكون في بعض الحاالت غير جدية.12
أما التشريع الفرنسي فقد وسع في مسطرتي االستماع أو الحضور الق انوني لتش تمل
ممثل لجنة المقاولة ،وفي غيابه ،مندوب أو ممثل العمال أما إذا تعلق األمر بفتح المسطرة لعدم
تنفيذ االلتزامات المالية أو الديون الناجمة عن اتفاق التسوية الودية فيتعين االستماع للمصالح
الذي أبرم االتفاق بمعيته ومشاركته أو استدعاؤه قانونيا للمثول أمام غرفة المشورة".13
تي أجرتها مع وإذا تحققت المحكمة من وضعية المقاولة المختلة في ضوء المقابلة ال
رئيس المقاولة فال إشكال بحيث تقضي بفتح مسطرة المعالجة ،لكن في بعض الح االت قد ال
تنجح المحكمة في الوقوف على الوضعية الحقيقية للمقاولة خصوصا إذا تخلف رئيس المقاولة
عن الحضور وال تتوفر المحكمة على الوثائق التي تساعدها على تكوين قناعتها في هذه الحالة
فإن المشرع مكنها من وسائل تستطيع من خاللها تقصي وضعية المقاولة.
ثانيا :اإلجراء المتمثل في إمكانية االستماع ألي شخص آخر أو أخذ رأي ذوي الخبرة.
مما ورد في الفقرة الثانية من الم ادة 567من مدونة التج ارة ،أن المحكمة التجارية
"يمكنها أيضا االستماع لكل شخص يتبين لها أن أقواله مفيدة دون أن يتمسك بالسر المهني كما
تفاد من ذلك أن يمكنها أن تطلب من كل شخص من ذوي الخبرة إبداء رأيه في األمر" .ويس
المشرع أعطى للمحكمة التجارية المختصة صالحيات واسعة للقيام ب اإلجراءات ال تي من
ا ،ذلك شأنها أن توصلها إلى حقيقة الوضع المالي للمقاولة المراد فتح المسطرة في مواجهته
-د .أحد شكري السباعي ،الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة 13
ومساطر معالجتها الجزء الثاني ,مطبعة المعارف الجديدة ,الطبعة االولى ،2000 ,ص:
.223
10
أنه لم يلزمها باتباع أية شكلية معينة ،سواء فيما يخص االستماع للشخص أو األشخاص الذين
ترى أن أقوالهم مفيدة أو في ما يخص أخذ الرأي في الموضوع من ذوي الخبرة.
فيمكن للمحكمة التجارية المرفوعة إليها الدعوى الرامية إلى طلب فتح مسطرة معالجة
صعوبات المقاولة ،أن تستمع لكل شخص مهم كانت ص فته من دون أن يتمسك في مواجهتها
بواجب االلتزام بالسر المهني الملقى على كاهله بحكم الوظيفة التي يق وم بها أو بحكم عالقته
بالمقاولة المدعى عليها ،كما هو الشأن مثال لممثلي العمال والبنوك وموظفي إدارة الضرائب،
وفي هذا الصدد أصدرت المحكمة التجارية بالدار البيضاء قرارها التمهيدي جاء في منطوقه
ما يلي" :تمهيديا بإجراء خبرة لتحديد الوض عية المالية واالقتص ادية واالجتماعية للمقاولة
والقول مما إذا كانت موتقفة عن الدفع أم ال ،وهل أن وض عيتها المالية مختلة أو ليست مختلة
بشكل ال رجعة فيه وعلى الخبير أن يستدعي األطراف بصفة قانونية والدائنين عند االقتضاء
واالنتقال إلى المقاولة ومعاينتها".14
كما يمكن كذلك لهذه المحكمة أن تستمع لهؤالء األش خاص إما بغرفة المش ورة وإما
بواسطة قاض يتم تعيينه خصيصا لهذا الغرض ،حيث يقوم ه ذا القاضي باالس تماع إلى كل
شخص يعنيه األمر وبإعداد تقرير الموضوع يضعه بين يدي المحكمة التجارية التي تنظر في
القضية.
وفي مجال أخذها برأي ذوي الخبرة ،يجوز للمحكمة التجارية المرفوعة إليها دع وى
فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة أن تطلب بناء على سلطتها التقديرية من أي خب ير أو
فني أن يعطيها رأي حول وضعية المقاولة وذلك إما في ص ورة ع رض ش فوي أو تقرير
مكتوب .ويتعلق األمر على الخصوص بالخبراء المحاسبين وأولئك المختصين في تشخيص
أوضاع المقاوالت ،حيث يكون رأي الخبير والحالة هذه مفيدا في إعط اء المحكمة ص ورة
- 14ملفين مضمونين :رقم 2309/03/11و 3155/03/11بتاريخ 31/10/2003مجلة المحاكم التجارية العدد 2
دجنبر ،2006ص.64 :
11
فية أولية عن حقيقة الوضع المالي للمقاولة المطلوب فتح مسطرة المعالجة أو مسطرة التص
القضائية ضدها.
"هذا ،وخالفا للمشرع الفرنسي الذي يل زم المحكمة بض رورة االس تماع إلى لجنة
المقاولة أو مندوبي العمال ،في حالة عدم وجود هذه اللجنة وإلى المصالح في حالة ع دم تنفيذ
االلتزامات المالية المبرمة في إطار االتفاق الودي المبرم بين المدين ودائنيه في سياق مسطرة
الوقاية الخارجية من صعوبات المقاولة ،فإن المش رع المغ ربي لم يل زم المحكمة التجارية
بذلك".15
فكل ما هناك أن المحكمة التجارية المرفوعة إليها ال دعوى الرامية إلى فتح مس طرة
معالجة صعوبات المقاولة يمكنها ،طبقا ألحك ام الفق رة الثانية من الم ادة 567من مدونة
التجارة أن تستمع إما للجنة المقاولة أو لمندوبي العمال وإما للمصالح إن وجد ذلك على اعتبار
أن هذه الفقرة تعطي للمحكمة اإلمكانية لتستمع حسب تقديرها لكل ش خص ت رى أن أقواله
مفيدة.
ولعل الهدف من ذلك هو التأكد من واقعة التوقف عن الدفع من جه ة ،ومن جهة ثانية
إشعار الدائنين بسريان المسطرة حتى يتأتى لهم متابعتها وبالتالي الحفاظ على حقوقهم.
ثالثا :األجل الذي يتعين على المحكمة التقيد به للبث في طلب فتح مسطرة معالج الصعوبات:
يستفاد من التعبير المستعمل في الفقرة األخيرة من الم ادة 567من م.ت أنالمش رع
يلزم المحكمة التجارية المرفوع إليها طلب فتح مسطرة معالجة الصعوبات أن تبث في الطلب
داخل مدة أقصاها 15يوما ابتداء من تاريخ رفع الطلب إليها ،والواقع أن فتح مسطرة معالجة
صعوبات المقاولة ال يتوقف باألساس على ضرورة إجراء بحث معمق حول وضعية المقاولة
المعنية باألمر وإنما يتطلب ذلك أن تكون لدى المحكمة التجارية نظ رة أولية عن وض عية
المقاولة حتى يتسنى للمحاكم أن تحترم أجل 15يوما.
-امحمد لفروجي ،التوقف عنا لدفع في قانون صعوبات المقاولة ،سلسلة دراسات قانونية معمقة ،ص.104 : 15
12
أما اإلجراءات األخرى المنصوص عليها في الفقرة الثانية من الم ادة 567م.ت فهي
ليست إجبارية كما يستفاد من صياغتها.
ومن تم يمكن صرف النظر عن هذه اإلج راءات األخ يرة لتف ادي الت أخر في فتح
المسطرة والسيما كلما كان التوقف عن الدفع ثابتا من خالل ما تدل عليه وث ائق ال دعوى،
وأقوال رئيس المقاولة المدعى عليها.16
13
المطلب الثاني :مضمون الحكم القاضي بفتح مسطرة معالجة المقاولة.
يعين الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة ،تاريخ التوقف عن الدفع وهو ما س نتناوله
من خالل (الفقرة األولى) على أن نخصص (الفقرة الثانية ) للحديث عن تحديد أجهزة مسطرة
المعالجة.
الفقرة األولى :تحديد تاريخ التوقف عن الدفع.
إن التوقف عن الدفع حسب المادة 560من مدونة التجارة ،هو عدم القدرة على س داد
الديون المستحقة عند الحلول ،الشيء الذي يعني العجز وحصول اإلختالل في الموازنة المالية
للمقاولة .
وحيث إن التوقف عن الدفع كشرط موضوعي لتبرير فتح مساطر معالجة ص عوبات
المقاولة ،يتعين أن يكون هناك دين ثابت وحال األداء ،ومطالب به ،حسب ما قضت به محكمة
اريخ 17يونيو 1997وهو ما النقض الفرنسية في غرفتها التجارية في قرارها الصادر بت
استقر عليه كذلك اإلجتهاد القضائي المغربي ،فإن تق دير ت وقيت التص ريح به وإعالنه في
الوقت المناسب له أهمية بالغة ألن كل تسرع أو تأخير في إعالنه قد يخلق أضرارا متنوعة .
1 17
- -ذ:عبدالواحد الصفوري،التوقف عن الدفع بين الفقه والقانون والقضاء،مطبعة ابن سينا ،الطبعة األولى ،ص.85 17
14
التوقف عن الدفع الذي يجب أال يتجاوز في جميع األحوال 18شهرا قبل فتح المسطرة وإذا لم
يعين الحكم هذا التاريخ ،تعتبر بداية التوقف عن الدفع من تاريخ الحكم".
ويبدوا أن المحكمة تملك أن ترجع تاريخ التوقف عن الدفع إلى الثمانية عشر ش هرا الس ابقة
لصدور الحكم القاضي بفتح المسطرة ،ذلك أن الغالب في الواقع أن يكون ه ذا التوقف راجعا
إلى مدة تسبق حتى تاريخ تقديم طلب فتح المسطرة إلى المحكمة.
كما أن إعمال المقتضيات القانونية المتعلقة بالبطالن الو جوبي أو الجوازي للتصرفات
التي يكون قد أجراها المدين في الفترة الممتدة من توقفه عن الدفع ،إلى ي وم ص دور الحكم
القاضي بفتح المسطرة ،لن يتأتى إال إذا تم تخويل المحكمة التي قضت بفتح المس طرة الحق
في إرجاع تاريخ التوقف عن الدفع ،إلى الوقت الذي يكون فيه المدين قد أصبح غير قادر على
أداء ديونه المستحقة.18
ومن تطبيقات القضاء المغربي بهذا الص دد ،ما قضت به المحكمة التجارية بال دار
ذا الحكم" :وحيث إن فتح البيضاء في حكمها المؤرخ في 24يناير 2000ومما ورد في ه
المسطرة يعين تاريخ التوقف عن الدفع طبقا للم ادة 680من مدونة التج ارة ،وأن المحكمة
تحدده في مدة ثمانية عشر شهرا السابقة لتاريخ فتح المس طرة ،وذلك على أس اس أن رئيس
19
المقاولة صرح بغرفة المشورة على أن التوقف عن الدفع يرجع إلى سنة ".1995
وإذا كان من غير الواقعي أن يكون التوقف عن ال دفع هو نفسه ي وم ص دور الحكم
القاضي بفتح المسطرة،ألن صدور هذا األخير يتطلب ع دة إج راءات تق وم بها المحكمة
التجارية قبل النطق به ،فإن المحكمة التجارية بالرباط في حكمها الص ادر في 29دجن بر
1998قضت بالتصفية القضائية ،لكون وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه ،وباعتبار
20
تاريخ حكمها هو تاريخ التوقف عن الدفع
- 18د:محمد لفروجي،التاجر وقانون التجارة بالمغرب،دراسة تحليلية ومقارنة على ضوء مدونة التجارة والقوانين المتعلقة
بالشركات التجارية والسوق المالية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة األولى ،1997ص.207-206
- - 19حكم المحكمة التجارية بالدارالبيضاء عدد 2000-15الصادر بتاريخ 24يناير 2000غير منشور.
- 20حكم المحكمة التجارية بالرباط الصادر بتاريخ 29دجنبر ،1998مجلة اإلستئناف عدد 18يناير1999
15
مع أن المادة 680من مدونة التجارة ال تعتبر بداية التوقف عن الدفع من تاريخ الحكم ،إال إذا
لم يعين الحكم هذا التاريخ.أما إذا لم يعين الحكم هذا التاريخ ،أما أن يعين الحكم تاريخ التوقف
عن الدفع هو تاريخ صدوره فهذا ال يستقيم.21
ألن المفروض كما يرى األستاذ لفروجي ":أن وص ول وض عية المقاولة إلى درجة
اإلختالل الذي ال رجعة فيه ،غالبا ما يكون مسبوقا بتوقف عن ال دفع يمكن أن يص احبه في
أغلب الحاالت انقطاع عن مزاولة كل نشاط تجاري".
وتنص المادة 680من مدونة التجارة :
"أنه يمكن تغيير تاريخ التوقف عن الدفع مرة أو عدة مرات بطلب من السنديك.
اء أجل 15يوما التالية للحكم ويجب تقديم طلب تغيير التاريخ إلى المحكمة قبل انته
الذي يحدد مخطط اإلستمرارية ومخطط التفويت ،أو التالية إليداع قائمة ال ديون إذا تم الحكم
بالتصفية القضائية.
وتأتي الحاجة إلى هذا التغيير بناء على معطيات ووقائع تدل على أن هناك ديونا أخرى
لم تؤدى في أجل استحقاقها الذي يرجع إلى تاريخ سابق على التاريخ الذي تم تحديده في الحكم
22
القاضي بفتح المسطرة".
فهذا التغيير إلى الوراء لتاريخ التوقف عن الدفع تقتضيه الضرورة المتمثلة في ظهور
ديون أخرى غير مؤداة سابقة في اإلستحقاق عن الدين الذي تم اعتماده في تحديد تاريخ الوقف
عن الدفع الوارد في الحكم القاضي بفتح المسطرة.
ثانيا:أهمية تحديد تاريخ التوقف عن الدفع.
إن افتتاح مسطرة المعالجة الذي يشكل التوقف عن الدفع فيها الضوء األخضر،اليجب
إعالنه إال في الوقت المناسب ،ألن كل تسرع أو تأخير قد يؤدي إلى أضرار جسيمة.
فإذا تم التأخير في إعالن فتح مسطرة المعالجة ،فإن الس نديك بعد تعيينه من ط رف
المحكمة ،سيجد نفسه غالبا أمام خزينة فارغة ،بضائع ذهبت أجود أجزائها ،تجهيزات اختفت
- 21ذ.عبد الواحد الصفوري ،التوقف عن الدفع بين الفقه والقانون والقضاء،مرجع سابق ص.89
- 22المادة 20من قانون 25يناير ،1995أما المدين فال يمكنه طلب تغيير تاريخ التوقف عن الدفع وال يملك إال الطعن
باإلستئناف في الحكم الفاتح للمسطرة والمحدد لتاريخ التوقف عن الدفع.
16
عناصرها األساسية ،محل تجاري ال حياة فيه .هذا من حيث األصول أما من حيث الخص وم
فإن السنديك سيجد بصفة عامة ت أخرا في أداء الض رائب ،وس ديد اش تراكات الض مان
اإلجتماعي ،وأجور العمال ،وديون األبناك والموردين.
فالت أخر في إعالن فتح مس طرة المعالج ة ،س يؤدي حتما إلى إه دار حق وق
الدائنين،وإتالف مقومات المؤسسة موضوع المعالجة،كما سيقلص من حظوظ معالجتها.
كما أن التسرع في إعالن فتح مسطرة المعالجة ،يحمل أيضا مخاطرة كب يرة ،على النش اط
اإلقتصادي ،ذلك أن إفالس نشاط تاجر أو مقاولة قد يؤدي إلى سلسلة من اإلفالسات.
فتصفية شركة أو مؤسسة تجارية ما ،كيف ما كان حجمها،قد يؤدي إلى اختفاء وتصفية
مؤسسات أخرى تابعة لها،أو تكون لها عالقة وطيدة معها.
وال شك أن اثارهذا اإلقصاء يتعدى الجانب اإلقتصادي المتمثل في حرم ان البالد من
وسيلة من وسائل اإلنتاج ،والتي هي في حاجة إليها لدفع عجلة النمو اإلقتصادي ،للخروج من
دائرة التخلف من الناحية اإلجتماعية ،بما يؤدي إليه من حرمان الكثير من األفراد من أرزاق
عملهم ،وما يترتب عن ذلك من بطالة.
ذه فعلى القضاء وهو المتسلح بسلطات كافية في التقدير،أن يعرف كيف يضع حدا له
المخاطر اإلقتصادية واإلجتماعية،بإعالن فتح مساطر المعالجة في ال وقت المناس ب ،ولن
يتأتى له ذلك إال بعد التأكد من واقعة التوقف عن الدفع التي تشكل المحرك الرئيس ،واألساس
23.
القانوني لمساطر معالجة صعوبات المقاولة
- -ذعبد الواحد الصفوري،التوقف عن الدفع بين الفقه والقانون والقضاء ،مرجع سابق،ص84 23
17
بعدما تقرر المحكمة التجارية المختصة فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة س واء
من تلقاء نفسها أو بناء على طلب رئيس المقاولة أو أحد الدائنين أو النيابة العام ة ،فإنها تعمل
بموجب حكمها الصادر بهذا الخصوص على تعيين األجهزة التي ستقوم تحت إشرافها بتسيير
المسطرة المفتوحة ،حيث يتعلق األمر بتعيين القاضي المنتدب والسنديك ويعتبر هذا التع يين
من النظام العام.
يجب أن تعين المحكمة في حكم فتح مس طرة المعالجة س واء تعلق األمر بالتس وية
ذه المهمة إلى القضائية أو التصفية القضائية أحد أعضاء هيئتها قاضيا منتدبا ،ومنع إسناد ه
أقارب رئيس المقاولة أو مسيريها حتى الدرجة الرابعة بإدخال الغاي ة ،وذلك احتراما للنزاهة
والحياد واالستقاللية التي يجب أن يتحلى بها القاضي المنتدب وهو يؤدي مهمته ،وقد أث ارت
مسألة تعيين القاضي المنتدب خالفا حول ما إذا كان القاضي المنت دب يعين من بين القض اة
المنتمين للهيأة التي أصدرت الحكم أم من خارجها ،وفي هذا الصدد انقسم الفقه إلى اتج اهين
اتجاه يقول بتعيين القاضي المنتدب من الهيأة التي أصدرت الحكم تجنبا إلهدار الوقت وبعثرة
الجهود وهو االتجاه الذي تبناه األستاذ أحد شكري السباعي واتجاه آخر يقول بتع يين القاضي
المنتدب من خارج هيئة الحكم القاضي بفتح المسطرة اعتمادا على كون بعض المحاكم تعتمد
على نظام تخصص القضاة المنتدبين وتفرغهم لهذه المهمة دون مهام الحكم وهو االتجاه الذي
أخذ به األستاذين امحمد الفروجي ومحمد كرام.
وأمام سكوت ا لمشرع عن هذه المسألة فإن تعيين القاضي المنت دب من بين أعض اء
الهيئة المصدرة للحكم القاضي بفتح المسطرة أو من خارجها يبقى خاضعا لخصوص ات كل
محكمة على حدة .فهذا الخالف الذي يثيره تعين القاضي المنتدب يشير وبوضوح إلى جسامة
المسؤوليات الملقاة على عاتقه وهو ما دفع بالمشرع الفرنسي إلى اش تراط اختي ار القاضي
18
المنتدب من بين أعضاء المحكمة الذين يتوفرون على أقدمية ال تقل عن س نتين .24ففي بداية
كل سنة قضائية يصدر رئيس المحكمة التجارية بعد استش ارة الجمعية العامة للمحكم ،أم را
بحصر الئحة القضاة المؤهلين لمزاولة مهام القضاة المنتدبين وفي حالة ع دم اس تجابة أي
قاضي بالمحكمة لشروط األقدمية ،أمكن استثناء للرئيس األول لمحكمة االس تئناف بطلب من
الوكيل العام بها ،إصدار أمر برفع شرط األقدمية.25
وعلى خالف المشرع الفرنسي فإن المشرع المغربي لم يقم بإيراد أي شرط أو حد أدنى
من األقدمية لمزاولة مهمة القاضي المنتدب.
ويكلف القاضي المنتدب بالسهر على السير السريع للمس طرة والس هر على حماية
المصالح المتواجدة سواء مص لحة المقاولة أو مص لحة ال دائنين والبث بمقتضى أوامر في
بط الطلبات والشكاوى والمنازعات ويتعين إيداع كافة األوامر الصادرة عنه لدى كتابة الض
فورا ،كما يقوم القاضي المنتدب بمراقبة السنديك وكذا المراقبين الذين يعينهم من بين الدائنين
الذين يتقدمون إليه بطلب ترشيح أنفسهم لمهمة م راقب ( 645من مدونة التج ارة) ،إال أنه
ير من مزاولة وأثناء ممارسة القاضي المنتدب لمهامه قد تبرز أسباب وجيهة تمنع هذا األخ
مهامه مؤقتا أو بكيفية دائمة مما يوجب إما استبداله أو تعويضه مؤقتا ،26األمر الذي سكت عنه
المشرع المغربي وهو ما دفع بالفقهاء إلى التفكير في الحلول التي يمكن اللجوء إليها في ه ذه
األحوال حيث ذهب األستاذ أحمد شكري السباعي إلى إمكانية تغيير القاضي المنتدب في حالة
المرض أو الوفاة أو االستقالة أو أي عائق مشروع على أن تبقى صالحية االستبدال للمحكمة
وحدها وإلى جانب القاضي المنتدب يعين حكم فتح المس طرة جه ازا ثانيا ال يقل أهمية عن
جهاز القاضي المنتدب وهو السنديك.
-المهدي شبو ،مؤسسة القاضي المنتدب في مساطر معالجة صعوبات لمقاولة 25
19
)2تعيين السنديك:
طرة كما هو الشأن بالنسبة للقاضي المنتدب يجب أن يعين السنديك في حكم فتح المس
طبقا للمادتين 568و 637من مدونة التجارة ويشترط في السنديك أن ال يكون من بين أقارب
رئيس المقاولة أو مسيريها حتى الدرجة الرابعة بإدخال الغاية وتسند مهمة الس نديك لك اتب
وة الضبط لدى المحكمة المصدرة للحكم أو للغير ،و يعد إسناد مهمة السنديك إلى الغير خط
إيجابية خاصة في الوقت الحاضر الذي تشكو فيه المحاكم من نقص كب ير في ع دد كت اب
الضبط ،إلى جانب صعوبة مساطر المعالجة التي تتطلب الكفاءة والتأهيل والتخصص.27
دور ويكلف السنديك بتسيير عمليات التسوية والتصفية القضائية ابتداء من تاريخ ص
حكم فتح المسطرة حتى قفلها ،ويسهر على تنفيذ مخطط االستمرارية أو التفويت ويقوم بتحقيق
ال ديون تحت مراقبة القاضي المنتخب ويتعين عليه في مزاولة ه ذه المأمورية أن يح ترم
االلتزامات القانونية والتعاقدية المفروضة على رئيس المقاولة ويملك وحده وإلى ج انب ذلك
الصفة للصرف باسم الدائنين ولفائدتهم ،وإذا كان يبدو غريبا التصرف باسم الدائن والمدين في
نفس الوقت فإن تعيين السنديك في حكم فتح المسطرة ال يكون من أجل ال دفاع عن مص الح
المدين على حساب الدائن أو العكس ،وإنما من أجل حماية هذه المص الح مجتمعة وتس يير
المقاولة وفق الشكل الذي يخدم مصلحة الجميع .28كما يقوم السنديك بإخب ار القاضي بس ير
المسطرة وكذا إخبار الدائنين بحالة المسطرة واستشارتهم.
20
طرة هل باإلضافة إلى تعيين أجهزة المسطرة يحدد حكم فتح المسطرة نوع هذه المس
هي مسطرة التسوية القضائية التي يقضي بها إذا ك انت وض عية المقاولة مختلة ولكن ليس
بشكل ال رجعة فيه ،وهذا ما أكدته محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء.
وهل هي مسطرة التصفية القضائية إذا ك انت وض عية المقاولة مختلة بشك ال رجعة
فيه ،حيث تقرر المحكمة بمقتضى حكم قضائي استمرارية المقاولة أو تفويتها أو تصفيتها دون
أن يقيدها في ذلك تقرير السنديك الذي تتخذه كإطار الختي ار الحل المناسب للمقاول ة .وذلك
دون التقيد بطلبات األطراف على خالف الفقه في فرنسا الذي يذهب إلى أن المحكمة ال يمكنها
أن تقضي وتحكم بمسطرة أشد من تلك المطلوبة.
21
المبحث الثاني:
آثار لحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة والطعن فيه.
يترتب عن الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية أو التص فية القض ائية مجموعة من
اآلثار منها ما يتعلق بالحكم ومنه ما يتعلق بالدائنين وبالدعاوى( ،المطلب األول) إال أن الحكم
وإن كان يعرف طريقه إلى التطبيق بمج رد ص دوره فإنه يمكن الطعن فيه بط رق الطعن
المقررة قانونا (المطلب الثاني).
ارتأين في هذا المطلب الحديث عن إجراءات ش هر الحكم لما لها من أهمية بالنس بة
لألغيار (الفقرة األولى) ثم نتطرق إلى آثاره في (الفقرة الثانية).
نصت الفقرة الثانية من المادة 569من م.ت على أنه" :يتم نشر إش عار ب الحكم في
الصحيفة المخول لها نشر اإلعالنات القانونية وفي الجريدة الرسمية داخل أجل ثمانية أيام من
صدوره ويدعو الدائنين إلى التصريح بديونهم للسنديك المعين ويعلق ك اتب الض بط ه ذا
اإلشعار على اللوحة المعدة لهذا الغرض بالمحكمة" ويتضح من خالل هذه المادة أن حكم فتح
مسطرة المعالجة يجب إعالنه وإشهاره بكيفية من شأنها إحاطة علم كل من يهمه األمر 29سواء
تعلق األمر بالدائنين أو المقاولة أو األغيار.
ويالحظ أن المادة 569من م.ت لم تحدد الشخص الموكول له مهمة إنجاز إج راءات
اتب الشهر إال أن المادتين 511و 512من نفس المدونة حددتا صراحة هذا الشخص هو ك
ضبط المحكمة التجارية التي أصدرت الحكم .والذي يتحتم عليه أن يقوم بإنج از إج راءات
ذا الشهر داخل أجل قصير نسبيا تفاديا لإلطالة وتحقيقا للتعاون وتسريعا للمسطرة ،وحدد ه
- 29محمد كرام ،الوجيز في مساطر صعوبة المقاولة في التشريع المغربي ،الجزء األول ،مطبعة الوراقة الوطنية ،الطبعة
األولى ،2010ص.79 :
22
األجل في ثمانية أيام من تاريخ ص دور الحكم ،30باس تثناء اإلش ارة إلى الحكم في الس جل
التجاري الذي يتعين على كاتب الضبط أن يقوم به فورا.
-اإلشارة إلى الحكم الصادر في السجل التجاري للمدين الصادر في مواجهته سواء
كان شخصا طبيعيا أو معنويا.
31
-تعليق اإلشعار على اللوحة المخصصة لتعليق اإلعالنات بالمحكمة التجارية
وباإلضافة إلى ذلك يتعين على كاتب الضبط تبليغ الحكم الصادر بالتسوية أو التصفية
القضائية إلى المقاولة الصادرة في مواجهتها في أجل ثمانية أيام.
9آثار الحكم.
الفقرة الثانية:
يرتب حكم فتح مسطرة صعوبة المقاولة عدة آثار سواء بالنسبة للحكم ذاته ،حيث يكون
مشموال بالنفاذ المعجل أو بالنسبة للدائنين والمدين كذلك.
9للحكم.
أوال :بالنسبة
تكون األحكام واألوامر الصادرة في مادة مسطرة معالجة صعوبات المقاولة مش مولة
بالنفاذ المعجل بقوة القانون ،32ما عدا تلك المتعلقة بسقوط األهلية التجارية والتفالس ،واألكثر
من ذلك فآثار الحكم تسري من تاريخ صدوره وال تتوقف على تبليغه أو إش هاره ،وه ذا ما
23
نصت عليه المادة 728من مدونة التجارة ،33وهذا ما سار عليه المشرع الجزائري في المادة
227من القانون التجاري الجزائري.
وشمول الحكم بالنفاذ المعجل هو إجراء مشترك بين مس طرتي التس وية والتص فية
القضائية ،وإن كان هذا األثر ال يتالءم مع طبيعة المس طرتين وخاصة مس طرة التص فية
ائية، القضائية ألن سلبياته تكون أكثر من إيجابياته ،كما لو تم الحكم مباشرة بالتصفية القض
ويتم استئناف هذا الحكم من طرف المدين ،وقبل البت في االستئناف تباشر إجراءات التصفية
جله في ويتم تفويت وبيع أحد عقارات المقاولة إلى الغير الذي يكتسب ملكية هذا العقار ويس
تئناف التجارية المحافظة العقارية ويصير مالكه بصفة قانونية ،وبعد ذلك تقرر محكمة االس
إلغاء الحكم االبتدائي ،والحكم من جديد بالتسوية القضائية .34ففي هذه الحالة تث ار ص عوبة
ون قانونية بخصوص العقار المبيع في إطار التصفية القضائية ،خصوصا وأن المشتري يك
حسن النية ،وأن المقاولة تكون بحاجة لذلك العقر لنجاح مخطط التسوية ،ومن ثم يمكن القول
أن هذه الصعوبة كان باإلمكان تفاديها إن لم يشمل المشرع هذا الحكم بالنفاذ المعجل وحصره
فقط في الحكم القاضي بالتسوية القضائية.
وتثار هذه الصعوبة القانونية إذا تم التصرف في أموال المقاولة من قبل السنديك بتنفيذ
مخطط التصفية أما إذا لم يتصرف فيها فال إش كال يث ار ،وفي ه ذا الص دد ألغت محكمة
- 33تنص المادة " :728تكون األحكام واألوامر الصادرة في مادة مسطرة معالجة الصعوبات والتصفية القضائية مشمولة
بالنفاذ المعجل بقوة القانون عدا تلك المشار إليها في البابين الثاني والثالث من القسم الخامس".
- 34محمد كرام ،مرجع سابق ،ص.111 :
24
ائية ،والحكم من االستئناف التجارية بالدار البيضاء الحكم االبتدائي القاضي بالتصفية القض
جديد بالتسوية ألن السنديك لم يقم ببيع أمالك المقاولة حيث ج اء في الق رار..." :وحيث إنه
بالنسبة للسنديك فقد أدلى بمذكرة يسند فيها النظر للمحكمة بخصوص فتح مس طرة التس وية
أنها أن القضائية مما يدل على أنه لم يقم بإجراء من اإلجراءات المتعلقة بالبيع أو التي من ش
تؤثر على استمرارية المقاولة.
...حيث إنه استنادا لما ذكر أعاله فإنه يتعين اعتبار االستئناف وإلغاء الحكم المستأنف
والحكم من جديد بفتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة الطاعنة".35
هذا والحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة ال يمكن وقف تنفيذه ألنه يك ون مش مول
بالنفاذ المعجل القانوني ،وهذا النوع من األحكام ال يمكن إيقاف تنفيذه.36
إن حكم فتح مسطرة صعوبة المقاولة ال ينقل أموال الت اجر إلى دائنيه وال ين ال من
حق وق الم دين قبل الغ ير بل تظل على حالها وطبيعتها ومع ذلك ت ترتب ،على حكم فتح
المسطرة أثار عديدة منها ما يتعلق بش خص ا لمفلس وحقوقه المهنية والمدنية والسياس ية،
ومنها ما يتعلق بأمواله وحقه في إدارتها والتصرف فيها أو حقه في العمل ومباشرة األنش طة
التجارية.37
ولعل من أهم اآلثار التي يرتبها حكم فتح مس طرة المعالجة على الحق وق السياس ية
والمدنية والمهنية ،هو منعه من أن يكون ممثال في بعض النقابات العمالية ،وأن يكون مرشحا
في بعض االنتخابات وحرمانه كذلك من تولي بعض الوظائف العمومية وأن يكون مسيرا في
- 35قرار محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء ،رقم ،/150/2000ملف عدد 11/99/1681بتاريخ
.20/01/2000
- 36عبد الكريم ا لطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،ط ،5مطبعة المعرفة ،مراكش ،السنة ،2013ص:
.407
- 37حسين الماحي ،أحكام اإلفالس قفي ظل قانون التجارة الجديد ،ط ،1دار النهضة العربية القاهرة ،سنة ،2000ص:
.307
25
الشركات التجارية ،وشريكا في أخرى وخاصة تلك التي تجعل من شركائه تجارا .38وتت أثر
هذه الحقوق خاصة في األحكام ال تي تحكم على الم دين بس قوط أهليته التجارية ألن بعض
األحكام قد تحكم بفتح المسطرة في حق المدين وبسقوط أهليته التجارية ،وفي ه ذا اإلط ار
قضت المحكمة التجارية بالدار البيضاء.
"وحيث إن عدم مسك التاجر لمحاسبة وفق المقتضيات القانونية من شأنه إعطاء صورة
غير واضحة وحقيقية عن الوضعية المالية للمقاولة وبالت الي ف إن كل المعطي ات المتعلقة
بنشاطه تبقى غير مضبوطة ويشوبه الغموض وبالتالي يتعين معه إعمال الجزاء المنص وص
عليه في المادة 712وذلك بالحكم بسقوط األهلية التجارية للتاجر أعاله وتحديد م دتها في 5
سنوات عمال بالمادة 719من مدونة التجارة".39
أما اآلثار التي يرتبها الحكم على أموال المدين هو أنه قد يغل يد المدين من التص رف
فيها ،وهكذا فإنه إذا حكمت المحكمة بالتصفية القضائية ابتدائيا فإن يد المدين تغل بقوة القانون
ويتخلى عن تسيير أمواله والتصرف فيها ،ويحل محله السنديك.40
أما إذا قضت المحكمة بالتسوية القضائية فإن هذا الحكم قد ال يؤدي إلى رفع يد رئيس
اركه في المقاولة عن تسيير مقاولته بقوة القانون بل قد يبقى وحده هو المسير الوحيد وقد يش
ذلك السنديك أو قد يعهد به إلى هذا األخير وحده وهذا ما نصت عليه الم ادة 576من مدونة
التجارة.
لقد عنى المشرع عناية تامة بوضع القواعد واألحكام التي تكفل صون حقوق ال دائنين
على قدر اإلمكان ،41تخفيفا للضرر الذي قد يصيبهم من جراء حكم فتح مسطرة المعالجة.
مثال شركة التضامن وشركة التوصية البسيطة المنظمتان بموجب قانون .5.96 - 38
المحكمة التجارية بالدار البيضاء ،حكم رقم 95/2005ملف رقم ،379/10/2003بتاريخ .04/04/2005 - 39
26
وينتج عن حكم فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ضد الم دين أن دائنيه ال ذين
نشأت ديونهم قبل فتح هذه المس طرة يفق دون حقهم في التمتع بما تخوله لهم القواعد العامة
لحماية دي ونهم ،ويك ون ذلك بتعطيل الحق في ممارسة العديد من اإلج راءات الرامية إلى
ذلك حماية المقاولة الحصول على حقوقهم أو حمايتها في مواجهة المدين ،متوخيا المشرع ب
الخاضعة لتلك المساطر.42
فإذا كانت الخزينة العامة تحظى بامتياز قانوني على ديونها فإن صدور الحكم القاضي
بافتتاح مساطر المعالج يؤثر سلبا على امتيازها نتيجة خصوصية ه ذه المس طرة باعتبارها
ترمي إلى حماية المقاولة واستمرار نشاطها ،حتى ولو كان ذلك على حساب الدائنين بما فيهم
الخزينة العامة.43
وهكذا فإن حكم فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة يوقف ويمنع كل دعوى قضائية
يقيمها الدائنون أصحاب ديون نشأت قبل الحكم المذكور والتي ترمي إلى الحكم على الم دين
بأداء مبلغ من المال ،أو فسخ عقد العدم أداء مبلغ من المال كما يوقف ويمنع كل إج راء لتنفيذ
يقيمه هؤالء سواء على المنقوالت أو على العقارات .وتوقف تبعا لذلك األجال المح ددة تحت
طائلة السقوط أو الفسخ .44وفي هذا الصدد قضت محكمة االستئناف التجارية بفاس" ،بأن حكم
فتح مسطرة التسوية يوقف ويمنع كل إجراء للتنفيذ ينجزه الدائنون أصحاب ديون نش أت قبل
الحكم المذكور على المنقوالت أو العقارات طبقا للمادة 653من م.ت وبن اء عليه يتعين رفع
الحجز على أموال الشركة المدينة بين يدي المحجوز لديه ألنه سيتحول بعد التصديق عليه إلى
إجراء تنفيذي ويودع مبلغا في حساب التس وية القض ائية تحت مراقبة الس نديك وليس في
- 42حياة شمسي ،امتياز الخزينة العامة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،رسالة لنيل الماستر ،نوقشت بكلية الحقوق
بمراكش .2014-2013
- 43حياة حجي ،امتياز الخزينة العمومية في مساطر صعوبات المقاولة ،مقال منشور في المجلة المغربية لقانون األعمال
والمقاوالت ،ع ،2008 ،1415ص.53 :
- 44المادة 653من مدون التجارة.
27
حسابها وذلك ألجل ضمان حسن تسييره بهدف تحسين وضعيتها واجتي از الص عوبات في
انتظار اتخاذ القرار المناسب وفق المادة 590من نفس المدونة.45
ديونهم وحتى يتمكن الدائنون من حماية حقوقهم أوجب عليهم المشرع أن يصرحوا ب
لدى السنديك بعد فتح المسطرة وذلك داخل أجل شهرين من نشر حكم فتح ا لمسطرة بالجريدة
الرسمية ،ويمدد هذا األجر بشهرين بالنسبة إلى الدائنين القاطنين خارج المملكة.46
وتنقسم طرق الطعن إلى طرق عادية (الفقرة األولى) وط رق غ ير عادية (الفق رة
الثانية).
أوال :التعرض:
يعد التعرض من الطرق العادية للطعن يخول للمحكمة النظر في الواقع والقانون ،وقد
تغلبت المدونة الجديدة على حاجزي الغموض والتردد ونصت صراحة على إجازة التعرض
ضد المقررات الصادرة بشأن التسوية والتصفية والقضائية وسقوط األهلية التجارية (م 729
-محكمة االستئناف التجارية فاس ،قرر 30ملف عدد 18/03بتاريخ 28/05/2003غير منشور. 45
-عبد الكريم الطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،ص.269 : 47
28
رى فينبغي الطعن من المدونة الجديدة) أما األحكام الصادرة في مادة التفالس والجرائم األخ
فيها خاضعا ألحكام قانون المسطرة الجنائية (م 732من المدونة الجديدة).
ويتم التعرض بتصريح فقط لدى كاتب ضبط المحكمة التجارية أو محكمة االس تئناف
التجارية (المادة 111من القانون رقم 5895القاضي بإحداث المحاكم التجارية والمادة 729
من المدونة) ،وال نعتبر الحكم صدر غيابيا قابال للتعرض إن كان رئس المقاولة هو الذي تقدم
بطالب فتح مسطرة المعالجة فتجاهه ،كواجب يقع على عاتقه يم ارس بفي أجل أقص اه 15
يوما على األكثر تلي توقفه عن الدفع (م )561تحت طائلة س قوط األهلية التجارية (م 714
ف )4باعتباره محركا وحاضرا في المسطرة وإجراءاتها ،إال أن ا لبعض يخالف هذا ال رأي
قائال أنه يحق للمدين الذي صدر حكم بإعالن إفالسه بن اء على تص ريح مق دم منه مرفق
بميزانيته إذا لم يمثل أمام المحكمة إلبداء مالحظاته وتقديم لوائحه وإن ك ان الحكم قد ص در
بناء على طلبه فإن تقديم الطلب يعتبر بمثابة إ قامة الدعوة ال مث وال أم ام المحكمة في جلسة
علنية ،وإن كانت بعض اآلراء تعتبر إيداع الميزانية يثبت علم المدين بالمحاكمة ويعد بالتالي
بمثابة الحضور وبناء على ذلك فإنه يسوغ ل رئيس المقاولة الم دين المحك وم عليه غيابيا
بمسطرة من مساطر المعالجة سواء صدر الحكم الغيابي بناء على مقال افتتاحي للدعوى ألحد
الدائنين أو أك ثر أو بن اء على طلب النيابة العامة أو تلقائيا من قبل المحكمة التجارية ال تي
وضعت يدها على النازلة (م 563من م ت) أن يتعرض على الحكم الصادر ضده إن تخلف
ورة أو رفض عن حضور الجلسة ،وبمعنى آخر إن تخلف عن االستماع إليه في غرفة المش
االستجابة للمثول أمام هذه الغرفة ألن المحكمة ال تبت بش أن فتح مس طرة المعالجة إال بعد
استماعها لرئيس المقاولة أو استدعائه قانونيا للحضور أمام غرفة المشورة (م 567ف.)1
ويقبل الحكم الغيابي الصادر في مادة التسوية القضائية والتصفية القض ائية وس قوط
األهلية التجارية (م 729من م.ت) ولو أن المق ررات أو األحك ام في ه ذه الم ادة تقبل
االستئناف (م 730م ت).
29
وال يسوغ التعرض ضد حكم غيابي في مادة مس اطر المعالجة (التس وية القض ائية
والتصفية القضائية ) وسقوط األهلية التجارية سوى م رة واح دة وبمع نى آخر ال يج وز
التعرض على التعرض فإن تغيب المتعرض مرة ثانية فال يقبل تعرضه مرة أخرى وإال كان
المسطرة عبثا وسببا لمضيعة الوقت الشيء الذي يحرمه القانون (م 133ق.م.م).48
داء (م ويجب أن يقع التعرض داخل األجل القانوني الذي حدد في 10أيام تحسب ابت
729م.ت) إما:
-أو من تاريخ نشر الحكم في الجريدة الرسمية إذا كان من الالزم إجراء هذا النشر.
ام ال تخضع وبناء على ذلك يتبين أن التشريع يميز بين نوعين من األحكام ،بين أحك
للنشر في الجريدة الرسمية فيبدأ الحساب من تاريخ النطق بالمقرر القضائي فقط وبين أحك ام
تخضع للنشر في الجريدة ا لرسمية حيث ال يبدأ الحساب إال من ت اريخ النشر إال أنه ال يوجد
في هذه الحالة األخيرة ما يمنع ا لمعني باألمر من التعرض ابتداء من تاريخ النطق بالمقرر إن
طرة شاء ذلك .ولقد عمل المشرع تفاديا لبقاء أجل التعرض مفتوحا ألمد طويل يضر بالمس
ومصالح األطراف المتواجدة لغياب النشر بأن ف رض على ك اتب الض بط ل دى المحكمة
التجارية القيام بإجراءات الشهر المتعلقة بفتح المسطرة وضمنها النشر في الجريدة ا لرسمية
داخل أجل 8أيام من تاريخ صدور الحكم تحت مسؤوليته (المادتان 79و 80ق.ل.ع) طبقا
للمادة 569من المدونة.
ويالحظ أن أجل النشر في الجريدة الرسمية المحدد في 8أيام ارتبط بكم فتح المسطرة
فقط (م 569م.ت) أما النشر في الجريدة الرس مية المنص وص عليه في (م )710المتعلق
بأحكام تمديد المسطرة إلى المس ؤولين (الم واد 704إلى )710وأحك ام س قوط األهلية
دة ال يمكن حلها إال التجارية (م )716فلم يقيد المشرع بأجل معين وهذا يطرح إشكالية جدي
-وقد نصت هذه المادة على ما يلي" :ال يقبل تعرض جديد من الشخص المتعرض الذي حكم عليه غيابا مرة ثانية". 48
30
بحث كاتب الضبط على شهر هذه األحكام ونشرها داخل أجل 8أي ام ال قياسا فحسب بل ألن
ادتين تمديد مساطر المعالجة إلى المسؤولين ال يكون إال بحكم بفتح لمسطرة ضدهم طبقا للم
705و 706من م.ت.
وتثور إشكالية أخرى لها أهمية كبرى في حساب األجل وهي التساؤل حول ما إذا كان
دخلون في يوم النطق بالمقرر أو الحكم ويوم النشر في الجريدة الرسمية وكذا اليوم األخير ي
حساب األجل أم ال؟
هنا يجب الرجوع إلى قواعد قانون المسطرة المدنية وبالضبط المادة 512التي تجعل
ه، اآلجال مبدئيا كاملة أ ال يحسب اليوم الذي يتم فيه اإلجراء وال اليوم األخير الذي ينتهي في
ام وبمعنى آخر أن هذه اآلجال تعد كاملة أي ال يدخل في حسابها يوم االفتتاح وال يوم االختت
وإن كانت تنتهي عند البعض بانتهاء اليوم األخير من األجل.
وإذا كان اليوم األخير يوم عطلة امتد األجل إلى يوم عمل بعده.49
ثانيا :االستئناف:
ويمكن أن يطعن باالستئناف (م 730م ت) كل من رئيس المقاولة الم دين وال دائن
والنيابة العامة والسنديك ،ويمكن لمحكمة االستئناف أن تضع يدها على المسطرة تلقائيا وتحكم
بفتح مسطرة من مساطر المعالجة إن هي ألغت الحكم االبتدائي الصادر عن المحكمة التجارية
- 49وقد جاء في المادة 512من قانون المسطرة ما يلي" :تكون جميع اآلجال المنصوص عليها في هذا القانون كاملة فال
يحسب اليوم الذي يتم فيه تسلمي االستدعاء أو التبليغ أو اإلنذار أو أي إجراء آخر لشخص نفسه أو لموطنه وال ا ليوم األخير
الذي تنتهي فيه .إذا كان اليوم األخير يوم عطلة امتد األجل إلى أول يوم عمل بعده.
31
(م 563م ت) لعيب في الش كل أو خطأ في تق دير التوقف عن ال دفع خاصة أن محكمة
االستئناف تستند إلى تقويم وضعية المقاولة وقت البت.
ويمكن للنيابة العامة الطعن باالس تئناف ولو لم تكن طرفا رئيس يا في ال دعوى ألن
مساطر المعالجة هي المساطر الجماعية التي يوكل إلى النيابة العامة حق تحريكها ومراقبتها
واإلشراف على سير إجراءاتها من فتحها إلى اختتامها.
ويحق كذلك لكل دائن أن يتدخل أمام محكمة االستئناف إن كان هناك استئناف رئيسي
مقدم من طرف دائن آخر ألن مساطر المعالجة مساطر جماعية ال فردية.
وقد وضع التشريع الجديد أجال موحدا لالستئناف يجري على سائر األطراف وبمعنى
آخر يجب على سائر األطراف التصريح باالستئناف لدى كتابة ضبط المحكمة التجارية التي
أصدرت الحكم(م 18من القانون رقم 53.95القاضي بإحداث المحاكم التجارية) و(م 730
م.ت) داخل أجل 10أيام ،إال أن بداية انطالق حساب هذا األجل تختلف باختالف األط راف
على الشكل التالي:
– 1يبدأ حساب األجل بالنسبة لرئيس المقاولة والدائن والنيابة العامة والغير الخارج
عن الخصومة الذي استعمل حق التع رض من ت اريخ تبليغ المق رر القض ائي ما لم يوجد
مقتضى مخالف لذلك في هذا القانون.
– أما بالنسبة للسنديك وحده فيجري األجل في مواجهته ابتداء من ت اريخ النطق 2
بالمقرر أو الحكم القضائي.
ذي ينبغي له أن ويقع واجب تبليغ الحكم على عاتق كاتب ضبط المحكمة التجارية ال
يمارسه داخل األجل القانوني على األقل تجاه رئيس المقاولة إذا ص در الحكم بفتح مس طرة
المعالجة أي داخل أجل 8أيام من صدور الحكم طبقا للفق رة األخ يرة من م 569من م.ت.
32
ويقع التساؤل حول ما إذا ك ان ك اتب الض بط ملزما باألجل نفسه إن رفضت المحكمة فتح
المسطرة فيما يتعلق بالتبليغ إلى الدائن أو الدائنين األطراف في الدعوى والنيابة العامة أم ال؟
الحقيقة أن المواد 726 ،710 ،569من المدونة غير واضحة في الموضوع األمر
الذي يقودنا إلى القول باندثار أي أجل مفيد لك اتب الض بط ولكن ه ذا ال يمنع من حثه على
إجراء التبليغ في أقرب وقت إلى األطراف من دائنين ومتعرض من خ ارج عن الخص ومة
والنيابة العامة تسريعا للمسطرة وحماية المصالح المتواجدة.
ويتخذ االستئناف كالتعرض شكل تصريح فقط لدى كتابة ض بط المحكمة التجارية ال
شك مقال افتتاحي للدعوى لذلك فال يتقيد المستأنف الدائن ورئيس المقاولة بمقتضيات الم ادة
13من قانون المحاكم التجارية التي تفرض أن يكون المقال مكتوبا وموقعا من طرف مح ام
مسجل في هيئة من هيئات المحامين بالمغرب ،ويتعين على كاتب ضبط المحكمة التجارية أن
يحيل الملف مع المستندات المرفقة إلى كتاية ض بط محكمة االس تئناف التجارية خالل أجل
أقصاه 15يوما من تاريخ التصريح باالستئناف وتطبق إلى جانب ذلك أمام محاكم االستئناف
التجارية كما هو الشأن في المحاكم التجارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم
ينص على خالف ذلك.
ولقد تقاعس المشرع عن وضع أجل يقيد سلطة محكمة االستئناف ويدفعها إلى التعجيل
بالبت خالفا لما كان يجري عليه ا ألمر في مدونة التجارة القديمة التي ك انت تف رض على
محكمة االستئناف أن تجري مسطرة مختصرة مستعجلة داخل 3أشهر ،وما يثير االستغراب
أن المشير قيد س لطة المحكمة التجارية دون محكمة االس تئناف التجارية حيث أوجب على
المحكمة التجارية وحدها أن تبث بعد 15يوما على األكثر من رفع الدعوى إليها (م 567ف
.)3
33
ولقد اختلف الفقه والقضاء حول ما إذا كان لزوال حالة التوقف عن الدفع خالل الف ترة
الفاصلة بين الحكم االبتدائي الذي تصدره المحكمة التجارية وبين البت في االستئناف أثر على
الحكم الذي ستصدره محكمة االستئناف التجارية.
ذهب فريق أول إلى أن الوفاء بالدين في هذه الف ترة ال ي ؤدي إلى إلغ اء الحكم ألن
شروطه توفرت وقت صدوره ،وذهب رأي ثان إلى أنه ال جدوى من الحكم في هذه الحالة ألن
أحدا لم يعد يطالب به بعد األداء.
ونظن أنه ال محل لهذا الخالف فمساطر معالجة الصعوبات كاإلفالس من النظام العام
ويمكن للمحكمة بمقتضى هذا المبدأ أن تضع يدها على المس طرة تلقائيا بص رف النظر عن
األداء من عدمه إن رأت أن وضعية المقاولة ال زالت بعد األداء مختلة بش كل ال رجعة فيه أو
أنها مختلة ولكن ليست بشكل ال رجعة فيه وما دامت المقاولة تعرف االضطراب المالي وقت
البت في النازلة.
تعتبر التعرض وتعرض الغير الخارج عن الخصومة والنقص من الطرق غير العادية
للطعن يخول للمحكمة النظر في الوقائع والقانون.
هو طريق غير عادي للطعن في األحكام وضعه القانون في متناول كل شخص لم يكن
طرفا وال ممثال في الدعوى يستطيع بمقتضاه أن يرفع أثر الحكم الصادر فيها ،إذا ك ان الحكم
المذكور يمس بحقوقه أو يضر بمصالحه فتعرض الخارج عن الخصومة هو إذن طعن تقتصر
ممارسته على األشخاص الذين لم يكونوا طرفا أو ممثلين في الدعوى التي ص در فيها الحكم
المشكوك منه .50ولقد استفادت مدونة التجارة الجديدة من االنتقادات التي وجهت إلى الق انون
34
القديم المنسوخ الذي لم يكن ينص صراحة على حق الغير الخارج عن الخصومة في التعرض
(المادة 328من القانون القديم الملغى) إال أننا اس تثمرنا مع ذلك عمومية النص وغم وض
طرة المدنية القول باإلجازة حماية لمصالح الغير التي قد تكون حيوية خاصة أن قانون المس
خصص ثالث مواد للتعرض الغير لخارج عن الخصومة (المواد 303إلى )305وال يمكن
نهائيا أن تطبق المادتان 304و 305من ق انون المس طرة المدنية على مس اطر المعالجة
لكونها تتعارض مع طبيعة هذه المس اطر األخ يرة القائمة على مب دأ التعجيل أو التس ريع
بالمسطرة وال تبقى من مواد المسطرة المدنية القابلة للتطبيق في مادة مساطر المعالجة س وى
ومة المادة 303التي تضع المبدأ العام الذي يصرح ويعترف بحق الغير الخارج عن الخص
في التعرض وباستقرائنا للفصل 303من ق.م.م نجده يعرف الغير بأنه الش خص ال ذي لم
يستدع هو أو من ينوب عنه في الدعوى بمعنى أال يكون طرفا في الدعوى أو ممثال فيها.51
فتعرض الخارج عن الخصومة يرد على جميع األحكام الفاصلة في نزاع سواء كانت
هذه األحكام صادرة بالدرجة األخيرة أم بالدرجة االبتدائية ح تى يمكن التع رض عليها رغم
قابليتها باالستئناف ،ويقبل أيضا تعرض الخارج عن الخصومة ضد األحكام الصادرة بإعطاء
الحكام األجنبية صيغة التنفيذ في المغرب أما بالنسبة لألحكام الصادرة من القضاء المستعجل
فإن األمر مختلف فيه ولكن الرأي الراجح في الفقه واالجتهاد يميل إلى القول بجواز التعرض
على هذه األحكام والسيما أن األحكام المذكورة تقبل التنفيذ المعجل حكما وقد يحصل أن يمس
بحقوق الغير أما بالنسبة لألحكام الص ادرة في غرفة المش ورة فمن رأي البعض أنها على
إطالقها تقبل تعرض الغير الخارج عن الخصومة.
ويتم التعرض بتصريح فقط لدى كاتب ضبط المحكمة التجارية أو محكمة االس تئناف
التجارية (المادة 11من قانون رقم 53.95القاضي بإحداث المحاكم التجارية فيتخذان شكل
مقال الفتتاح الدعوى (المواد 304و 131و 352و 31و 32من قانون المسطرة المدني ة).
دم بطلب فتح وال تعتبر الحكم صدر غيابيا قابال للتعرض إن كان رئيس المقاولة هو الذي تق
-قانون المسطرة المدنية. 51
35
مسطرة المعالجة تجاهه كواجب يقع على عاتقه يمارس في أجل أقصاه 15يوما على األكثر
على توقفه عن الدفع (المادة 561من المدونة) تحت طائلة سقوط األهلية التجارية باعتب اره
محركا وحاضرا في المسطرة وإجراءاتها.52
ويسوغ لرئيس المقاولة المدين المحكوم عليه غيابيا بمس طرة من مس اطر المعالجة
سواء صدر الحكم الغيابي بناء على مقال افتتاحي للدعوى ألحد الدائنين أو أكثر أو بن اء على
طلب النيابة العامة أو تلقائيا من قبل المحكمة التجارية التي وضعت يدها على النازلة (الم ادة
563من المدونة) أن يتعرض على الحكم الصادر ضده .إن تخلف عن حضور الجلسة ألن
المحكمة ال تبت بشأن فتح مسطرة المعالجة إال بعد استماعها ل رئيس المقاولة أو اس تدعائه
قانونيا للحضور أمام غرفة المشورة.53
ويتبين من المبدأ أن مدونة التجارة كانت عادلة وحامية لحقوق ال دفاع موقف ي وفر
للمسطرة نوعا من المصداقية والشفافية وحتى التدبير والتسيير بحضور سائر األطراف خالفا
للنهج الذي سلكه القانون الفرنسي الذي وقف عند حدود االستئناف والنقض (المادة 171من
قانون 25يناير )1985وقانون المسطرة المدنية المغربية والفرنس ية ال ذين ال يج يز أن
التعرض على األحكام الغيابية إذا كانت قابلة لالستئناف (الم ادة 150و 352مغربية و473
فرنسية).
وال يسوغ من جهة أخرى التعرض على التعرض فإن تغيب المتعرض م رة ثانية فال
يقبل تعرضه مرة أخرى وإال كانت المسطرة عبثا وسببا لمضيعة الوقت الشيء ال ذي يحرمه
القانون (المادة 133من قانون م.من ويجب أن يقع التعرض والتعرض الغ ير الخ ارج عن
الخصومة داخل األجل القانوني الذي حدد في عشرة أيام تحتسب ابتداء إما:
36
+أو من تاريخ نشر الحكم في الجريدة الرسمية إذا كان من الالزم إرجاء هذا النشر.
ثانيا :النقض:
الطعن بالنقض هو طريق غير عادي يهدف عرض الحكم المط ون فيه على المجلس
األعلى قصد نقضه لمخالفته الحكم القانون والمجلس األعلى ال يشكل درجة ثالثة من درجات
دئيا المحكم بحيث يجوز طرح النزاع في جوهره أمامه بل إن سلطة هذا المجلس تقتصر مب
على البحث في موافقة الحكم المطع ون فيه األص ول والق انون أو خروجه عن المب ادئ
والنصوص القانونية.
النقض داخل أجل 10 لقد نصت المادة 731من مدونة التجارة قائلة " يقدم الطعن ب
أيام ابتداء من تبليغ القرار 54ويختلف فعال أجل الطعن بالنقض في مادة مس اطر المعالجة أتى
وال المقاولة قصيرا نسبيا يتالءم مع مبادئ تسريع المسطرة والتعجيل بإجراءاتها حماية ألم
وحقوق الدائنين وتحريكا آلليات اإلنقاذ في الوقت المناسب ال تي قد تق ود إلى اس تمرارية
المقاولة أو تفويتها أو الحكم بالتصفية القضائية عند استحالة اإلنقاذ قبل تفاقم تدهور الوضعية
المالية واالقتصادية واالجتماعية ويعتبر األجالن معا كاملين سواء 10أيام في الطعن بالنقض
في مساطر المعالجة أو 30يوما من يوم تبليغ الحكم المطعون فيه إلى الش خص نفسه أو إلى
موطنه الحقيقي المادة 358من قانون م.م .1974ويعتبر األجالن معا ك املين بمع نى ال
يحسب اليوم الذي يتم فيه التبليغ وال اليوم األخير (الم ادة 512م.ت) وإذا ص ادف الي وم
األخير يوم عطلة امتد األجل إلى أول يوم عمل بعده (المادة )512وبفوات ا ألجل يقسط الحق
في ممارسة الطعن (المادة 511من قانون المسطرة المدنية).
ويعد الطعن بالنقض من الطرف غير العادية ال تي ت روم حمل المجلس األعلى على
إلغاء األحكام الصادرة في شأن مساطر المعالجة (المادة 731من المدونة) .وترفع طلب ات
النقض واإللغاء بواسطة مقال مكتوب موقع عليه من طرف محام مقبول للترافع أمام المجلس
37
األعلى تحت طائلة التشطيب على القضية تلقائيا من غير استدعاء الطرف المع ني (الم ادة
354من قانون م.م) وتكون جلسات المجلس األعلى علنية عدا إذا ق رر المجلس س ريتها
ويجب االستماع إلى النيابة العامة في جميع القضايا (المادتان 372م قانون المسطرة المدنية
و 563من مدونة التجارة وال تقبل القرارات الغيابية التي يصدرها المجلس األعلى للتعرض
المادة 378من قانون المسطرة المدنية.
38
الخاتمة:
خالصة الق ول أن معالجة المقاولة من الص عوبات ال تي تعتريها ال يمكن أن يتم إال
بموجب حكم قضائي يصدر عن محكمة مختصة كما أن هذه المعالجة تس هر عليها أجه زة
مستقلة عن أطرافها الدائنين والمدين (المقاولة) ،حتى يتم التوفيق بين مصالح األطراف ،وهذه
األجهزة قضائية ويتم تعينها بموجب حكم قضائي الذي خول المشرع للمتضرر منه أن يطعن
فيه بمختلف طرق الطعن .بالرغم من كونه مشمول بالنفاذ المعجل ،وهذا الحكم يقوم السنديك
ترة المالحظة بموجبه بإعداد تقرير حول الحل المالئم الذي ستتخذه المحكمة في حقها بعد ف
والذي سيكون موضوع العرض القادم.
39
الئحة المراجع
-أحمد شكري السباعي ،الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة
ومساطر معالجتها الجزء الثاني ,مطبعة المعارف الجديدة ,الطبعة االولى 2000 ,
-المهدي شبو ،مؤسسة القاضي المنتدب في مساطر معالجة صعوبات لمقاولة.
-امحمد لفروجي،التاجر وقانون التجارة بالمغرب،دراسة تحليلية ومقارنة على ضوء مدونة
التجارة والقوانين المتعلقة بالشركات التجارية والسوق المالية ،مطبعة النجاح الجديدة ،الطبعة
األولى .1997
-حسين الماحي ،أحكام اإلفالس قفي ظل قانون التجارة الجديد ،ط ،1دار النهضة العربية
القاهرة ،سنة .2000
-حياة حجي ،امتياز الخزينة العمومية في مساطر صعوبات المقاولة ،مقال منشور في
المجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت ،ع .2008 ،1415
-حياة شمسي ،امتياز الخزينة العامة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،رسالة لنيل
الماستر ،نوقشت بكلية الحقوق بمراكش .2014-2013
-عبد الكريم الطالب ،الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،ط ،5مطبعة المعرفة،
مراكش ،السنة .2013
-محمد كرام ،الوجيز في مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي ،الجزء األول،
المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش ،الطبعة األولى 2010
-عبد الواحد الصفوري،التوقف عن الدفع بين الفقه والقانون والقضاء ،مطبعة ابن سينا،
الطبعة األولى.
40
فهرس الموضوعات
1 مقدمة:
3 المبحث األول:اإلجراءات الالزمة لصدور حكم فتح مسطرة المعالجة ومضمونه.
3 المطلب األول :اإلجراءات الالزمة لصدور الحكم.
الفقرة األولى :المحكمة المختصة بإصدار حكم فتح مساطر معالجة صعوبات
3 المقاولة.
9تي يتعين على المحكمة اتباعها قبل
9راءات ال9
9اإلج9
9الفقرة الثانية:
الفقرة الثانية:
6 البث في طلب فتح مسطرة المعالجة:
13 المطلب الثاني :مضمون الحكم القاضي بفتح مسطرة معالجة المقاولة.
13 الفقرة األولى :تحديد تاريخ التوقف عن الدفع.
17 9تعيين أجهزة المسطرة وتحديد أنواعها:
الفقرة الثانية:
21 المبحث الثاني :آثار لحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة والطعن فيه.
21 المطلب األول :شهر الحكم و آثاره:
21 الفقرة األولى :شهر حكم فتح مسطرة المعالجة.
22 9آثار الحكم.
الفقرة الثانية:
27 المطلب الثاني :الطعن في حكم فتح مسطرة المعالجة.
27 الفقرة األولى :طرق الطعن العادية.
33 9طرق الطعن غير العادية.
الفقرة الثانية:
38 الخاتمة:
39 فهرس المراجع المعتمدة
41