You are on page 1of 42

‫ماستر‪ :‬قانون األعمال‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‬

‫الفصل‪ :‬األول‬ ‫الكلية المتعددة التخصصات‬


‫مرتيل ‪ -‬تطوان‬

‫عرض حول موضوع‪:‬‬

‫تحت إشـراف الدكتور‬ ‫مـن إنـجـــــــــاز‪:‬‬


‫عبد العالي أغباشي‬ ‫فنة أبوالس‬ ‫‪-‬‬
‫سهيلة بن حمو‬ ‫‪-‬‬
‫حميدة ناصر‬ ‫‪-‬‬
‫سارة آيت عمر‬ ‫‪-‬‬
‫رجاء أبوالس‬ ‫‪-‬‬
‫آسية الغوات‬ ‫‪-‬‬
‫هشام عزى‬ ‫‪-‬‬
‫وسيمة بنعياد‬ ‫‪-‬‬

‫سنة الجامع ّية‪:‬‬


‫ال ّ‬
‫‪2014-2015‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تقوم الحياة التجارية على عنصر االئتمان الذي يلعب دورا أساسيا وفع اال في تحريك‬
‫الدورة التجارية‪ ،‬إذ بدونه ستسقط المعامالت التجارية في البطء والجمود والرسمية والشكلية‪،‬‬
‫التي تسود المعامالت المدنية‪ ،‬وفي مثبط ات تعرقل العمل التج اري وتح ول دون تحقيق‬
‫السرعة المرجوة فيه‪ ،‬غير أن عنصر االئتمان الذي يقوم على الثقة قد يتم اس تغالله بش كل‬
‫سيء من طرف بعض التجار مما يعود بأوخم األضرار ليس على ط رف واحد فقط بل على‬
‫أطراف متعددة نتيجة تشابك وتشعب العالقات التي تسود الحي اة التجارية وال تي تنجم عن‬
‫توقف التاجر المخل بتعهداته عن أداء ديوه مما يؤثر سلبا على حقوق دائنيه‪.1‬‬

‫وإذا كانت هذه الوضعية قد يسقط فيها التاجر عن س وء نية أو بفعل ظ روف تك ون‬
‫خارجة عن إرادته‪ ،‬فإن التش ريعات ت دربت في تنظيمها ومعالجتها ع بر مراحل تاريخية‬
‫مختلفة‪ ،‬ومنها التشريع المغربي الذي انتقل في إط ار تحديثه للق انون التج اري من نظ ام‬
‫اإلفالس إلى نظام أكثر فعالية وهو نظام صعوبات المقاولة الذي ج اءت به مدونة التج ارة‬
‫الجديدة في كتابها الخامس‪.‬‬

‫ولم تعرف مدونة التجارة الجديدة مفهوم ص عوبات المقاولة ال تي حلت محل نظ ام‬
‫اإلفالس الذي كان معتمدا في السابق‪ ،‬لكن الفقه تدخل وعرفها بأنها تلك الوقائع التي من شأنها‬
‫أن تخل باستمرارية االستغالل أو االستثمار‪ .‬غ ير أن ه ذه الوق ائع ال تك ون على درجة‬
‫جسامتها‪ ،‬وهذه الوقائع تستلزم تدخل القضاء‪ ،‬عبر تفعيل مس طرة المعالجة من ص عوبات‬
‫المقاولة وتختلف أهداف هذه المساطر من النظام المعتمد سابقا وهو نظ ام اإلفالس بحيث أن‬
‫مساطر الوقاية ومساطر المعالجة‪ ،‬تهدف باألس اس إلى حماية النظ ام الع ام االقتص ادي‬
‫واالجتماعي من خالل حماية المقاولة وبالت الي حماية دائنيه ا‪ .‬وتعت بر مس اطر معالجة‬
‫صعوبات المقاولة من أهم المستجدات التي جاءت بها مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪- 1‬محمد كرام‪ ،‬الوجيز في مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط‪ ،2010 ،1.‬ص‪.5 :‬‬

‫‪1‬‬
‫ومساطر المعالجة كما يدل عليها اسمها‪ ،‬تستهدف البحث عن وسائل أو وص فات من‬
‫شأنها عالج الداء الذي يكون قد دب إلى جسم المقاولة بشكل لم تعد تنتفع من وسائل الوقاي ة‪،‬‬
‫والبد من وصف دواء للحد من مضاعفات هذا ال داء‪ ،‬ول ذلك ف إن مس اطر المعالجة من‬
‫صعوبات المقاولة وخاصة مسطرة التسوية القضائية ترمي إلى تحقيق ثالث أهداف أساس ية‬
‫هي بالدرجة األولى حماية المقاولة وحماية الدائنين ثم الحفاظ على اليد العاملة وهي بطبيعتها‬
‫أهداف اقتصادية واجتماعية سعى من خاللها المشرع إلى الحفاظ على المقاولة واستمراريتها‪.‬‬

‫ولكي تعتبر مقاولة ما في حالة تصفية أو تسوية قضائية وجب إص دار حكم قض ائي‬
‫تتبع فيه المحكمة المختصة محليا ونوعيا في إصداره إجراءات تروم حماية حق وق ال دفاع‪،‬‬
‫ويتضمن هذا الحكم مجموعة من البيانات األساسية ويتم إش عاره وفق المقتض يات القانونية‬
‫ويترتب عن صدور الحكم مجموعة من اآلثار ويحق لكل ذي مصلحة الطعن فيه‪.‬‬

‫فإلى أي حد كان المشرع موفق في جعل معالجة المقاولة التي تع اني من ص عوبات‬
‫اني منها‬ ‫متوقفا على صدور حكم قضائي؟ وهل استطاع القضاء معالجة الصعوبات التي تع‬
‫المقاولة من خالل المكانة التي يتصدرها في هذا النظام؟‪ .‬وهل اإلجراءات الخاصة بحكم فتح‬
‫مسطرة معالجة صعوبات المقاولة والمتم يزة على األحك ام عامة تتماشى مع طبيعة ه ذه‬
‫المسطرة؟‬

‫لإلجابة على هذه األسئلة وغيرها سنقسم موض وعنا إلى مبح ثين وفقا للمتطلب ات‬
‫طرة المعالجة‬ ‫المنهجية الجامعية نتناول في األول اإلجراءات الالزمة لصدور حكم فتح مس‬
‫وفي المبحث الثاني اإلجراءات الالحقة لصدور الحكم‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلجراءات الالزمة لصدور حكم فتح المسطرة ومضمونه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات الالحقة لص دور حكم فتح مس طرة معالجة ص عوبات‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫اإلجراءات الالزمة لصدور حكم فتح مسطرة المعالجة ومضمونه‪.‬‬

‫سنخصص هذا المبحث للحديث عن اإلجراءات الالزمة لصدور حكم فتح مسطرة‬

‫المعالجة من خالل مطلبين حيث سنتناول في (المطلب األول ) االختصاص القضائي‬

‫واإلجراءات القبلية لصدور الحكم‪ ،‬على أن نتناول في (المطلب الثاني) مضمون الحكم‬

‫القاضي بفتح المسطرة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات الالزمة لصدور الحكم‪.‬‬


‫يتعين قبل إصدار حكم فتح مسطرة المعالجة تحديد المحكمة المختصة (الفقرة‬

‫األولى) ثم بيان اإلجراءات القبلية لصدور هذا الحكم (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المحكمة المختصة بإصدار حكم فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫كما هو معلوم فإن االختصاص القضائي ألي محكمة ينقسم لنوعين اختصاص‬

‫محلي ويقصد به الدائرة الترابية لنفود كل محكمة‪ ،‬واختصاص نوعي‪ ،‬بحيث تكون‬

‫المحكمة مختصة بشعبة معينة من القضايا حسب موضوعها‪ ،‬وهذا ماعالجه المشرع من‬

‫خالل مقتضيات القسم الثالث المعنون تحت اسم المحاكم التجارية من القانون المتعلق‬

‫بإحداث المحاكم التجارية قانون رقم‪ ، 53.95‬ولتفصيل هذا الموضوع أكثر سنقسمه‬

‫بدورنا لقسمين‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬االختصاص النوعي‬

‫إن إحداث المحاكم التجارية تعتبر طفرة نوعية في نهج القضاء المغربي لمبدأ‬

‫التخصص‪ ،‬وتعتبر المحاكم التجارية المختصة نوعيا بمسطرة معالجة صعوبات المقاولة‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫وذلك إدراكا من المشرع بالتعقيد والخصوصية التي تعرفها مادة صعوبات المقاولة من‬

‫الناحية التقنية‪ ،‬ما جعله يفرد لها قضاء تجاريا كقضاء متخصص يساهم في اإللمام بقواعد‬

‫وجزيئات هذه المسطرة‪ ،‬واإلسراع فيها والرفع من مردودية الجهاز القضائي بصفة‬

‫عامة‪ ،‬و في مستوى أحكامه في هذه المادة من جهة آخرى‪.‬‬

‫وإن كانت المادة ‪ 5‬من قانون إحداث المحاكم التجارية‪ 2‬لم تشمل كل مجاالت القانون‬

‫التجاري‪ ،‬والتي منها صعوبات المقاولة أو األعمال التجارية المنفردة عندما يقوم بها غير‬

‫التاجر‪ ،‬إال أنه بالرجوع إلى المادة ‪ 560‬من مدونة التجارة‪ ،‬نجدها تنص على ‪ ":‬تطبق‬

‫مساطر معالجة صعوبات المقاولة على كل تاجر وكل حرفي وكل شركة تجارية ليس‬

‫بمقدورهم سداد الديون المستحقة عليهم‪ "..‬فالمستفاد من هذه المادة أن غير التجار ال‬

‫يخضعون لهذة المساطر‪ ،‬وأن الدعوى الرامية إلى فتح مسطرة التسوية القضائية ترفع‬

‫أمام المحكمة التجارية‪ ،‬ألن المدعى عليه دائما مايكون تاجرا‪.‬‬

‫وحتى ولو لم تكن المادة ‪ 5‬من قانون إحداث المحاكم التجارية لم تنص بصفة صريحة‬

‫على إسناد االختصاص النوعي فيما يخص مساطر معالجة صعوبات المقاولة للمحاكم‬

‫التجارية‪ ،‬فإن المادة ‪ 11‬من نفس القانون قد نصت بصفة صريحة على ذلك‪ ،‬بحيث ورد‬

‫فيها‪ ":‬استثناء من أحكام الفصل ‪ 28‬من قانون المسطرة المدنية‪ 3‬ترفع الدعاوى‪:‬‬

‫‪ - 2‬تنص المادة ‪ 5‬من قانون إحداث المحاكم التجارية على ‪ ":‬تختص المحاكم التجارية بالنظر في‪:‬‬
‫‪ -‬الدعاوى المتعلقة بالعقود التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬الدعاوى التي تنشأ بين التجار والمتعلقة بأعمالهم التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬الدعاوى المتعلقة باألوراق التجارية‪.‬‬
‫المنازعات التي تنشأ بين شركاء في شركة تجارية‪.‬‬
‫‪".....‬‬
‫‪ - 3‬تتعلق المادة ‪ 28‬من قانون المسطرة المدنية باالختصاص المحلي للمحاكم بصفة عامة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪...-‬‬
‫‪ -‬فيما يتعلق بصعوبات المقاولة‪ ،‬إلى المحكمة التجارية التابعة لها مؤسسة التاجر‬

‫الرئيسية أو المقر اإلجتماعي للشركة‪"...‬‬

‫عالوة عن هذا فإن الدائن الذي يعتبر الدين المتوقف عن دفعه مدنيا بالنسبة إليه‪،‬‬

‫يكون ملزما باللجوء إلى المحكمة التجارية متى أراد إعمال مقتضيات المادة ‪ 563‬من‬

‫‪4‬‬
‫مدونة التجارة‪.‬‬

‫وعليه فإن المختص نوعيا للبت في دعاوى فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫هو اختصاص يبقى حكرا على القضاء التجاري مهما كانت طبيعة العمل أو الدين‪ ،‬مدني‪،‬‬

‫أم تجاري‪ .‬كما أن المحكمة التجارية المفتوح أمامها مسطرة معالجة صعوبات المقاولة‬

‫تكون مختصة بالنظر في جميع الدعاوي المرتبطة بهذه المسطرة‪ ،‬وذلك بصرف النظر‬

‫عن طبيعة موضوع الدعوى أو صفة األطراف فيها‪.5‬‬

‫ويبقى االختصاص النوعي بالنسبة للمحاكم التجارية من النظام العام تثيره المحكمة‬

‫تلقائيا مادام االختصاص القيمي يفوق مبلغ ‪ 20000‬درهم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االختصاص المحلي‬

‫يفهم من االختصاص المحلي في موضوع مساطر معالجة صعوبات المقاولة على‬

‫أنه تحديد للمحكمة التجارية التي تكون مختصة محليا بالنظر في سلوك مسطرة معالجة‬

‫‪ -4‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 563‬من مدونة التجارة على‪ ":‬يمكن فتح المسطرة بالمقال االفتتاحي للدعوى ألحد‬
‫الدائنين كيفما كانت طبيعة دينه‪"..‬‬
‫‪ - 5‬مواضيع الندوة الجهوية الثامنة المنظمة بمدينة طنجة‪ ،‬احتفاء بالذكرى الخمسينية لتاسيس المجلس األعلى ‪-1957‬‬
‫‪ ،2007‬سلسلة الندوات الجهوية‪ ،‬ص‪12:‬‬

‫‪5‬‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 11‬من قانون إحداث المحاكم التجارية السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫كما أن المشرع حدد دائرة نفوذ كل محكمة تجارية الخاصة بها‪.‬‬

‫إال أن االختصاص المحلي للمحاكم التجاري وعلى خالف االختصاص النوعي‬

‫ليس من النظام العام‪ ،‬إذ أن المشرع المغربي أجاز لألطراف ان يتفقوا كتابة على اختيار‬

‫المحكمة التجارية المختصة وذلك طبقا للمادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 7،53.95‬وعلى ذات‬

‫‪8‬‬
‫النهج سارت محكمة االستئناف التجارية بمراكش في قرارها المشار إلى مراجعه أسفله‬

‫والذي جاء فيه‪ ":‬إن قواعد االختصاص المحلي إنما شرعت لرعاية جانب المدعى عليه‬

‫باعتباره الطرف الضعيف في الخصومة‪ ،‬وهكذا رأى المشرع جعل المختص على مقربة‬

‫منه وإن اقتضى نظر الطرفين الخروج من هذه القاعدة فيما ال يخالف النظام العام في‬

‫بعض الحاالت ونظموا لهذه الحاالت شرطا به‪ ،‬فإن ذلك ال يمنع الطرف القوي في هذه‬

‫العالقة من النزول عن هذا الشرط وااللتجاء إلى رفع دعواه أمام محكمة موطن المدعى‬

‫عليه التي هي األصل"‪.‬‬

‫ثم إن االختصاص المحلي للبت في قضايا فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة‬

‫وإن كان المشرع لم يجعله من النظام العام إال أنه قد نص على هذا االختصاص وبصفة‬

‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ ،2.37.771‬المؤرخ في ‪ 1997-10-28‬المتعلق بتحديد عدد المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف‬ ‫‪6‬‬

‫التجارية ومقارها ودوائر اختصاصها‪.‬‬


‫‪ -‬تنص المادة ‪ 12‬من قانون إحداث المحاكم التجارية على‪ ":‬يمكن لألطراف في جميع األحوال أن يتفقوا كتابة على‬ ‫‪7‬‬

‫اختيار المحكمة التجارية المختصة‪".‬‬


‫‪ -‬القرار عدد ‪ 211‬المؤرخ في ‪ 2001-2-15‬ملف رقم ‪ 1110/2000‬منشور بالمجلة العربية لقانون األعمال‬ ‫‪8‬‬

‫والمقاوالت‪ ،‬العدد ‪ 1‬دجنبر ‪ ،2002‬ص‪.118‬‬

‫‪6‬‬
‫صريحة من خالل مقتضيات المادة ‪ 11‬من قانون إحداث المحاكم التجارية المشار إليها‬
‫سالفا‪.‬‬
‫‪ 9‬اإلج‪99‬راءات ال‪99‬تي يتعين على المحكمة اتباعها قبل البث في‬
‫‪ 9‬الفقرة الثانية‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫طلب فتح مسطرة المعالجة‪:‬‬

‫هناك مصلحتان تتعارضان بخصوص طريقة بث المحكمة في الطلب الرامي إلى فتح‬
‫مساطر معالجة صعوبات المقاول ة‪ ،‬فالمص لحة العامة تقتضي أن يتم البث في ه ذا الطلب‬
‫مباشرة بعد توصل المحكمة التجارية المختصة به‪ ،‬وذلك حتى ال تتدهور الوضعية االقتصادية‬
‫للمقاولة بفعل مرور الوقت وتضيع بالتالي الفرصة في تسويتها‪ ،‬وفي المقابل تفرض المصلحة‬
‫طرة المعالجة في مواجهتها من‬ ‫الخاصة للمقاولة المدعى عليه أن ال يتم التسرع في فتح مس‬
‫دون االستماع إلى رئيسها ومعرفة أوضاعها وأسباب توقفها عن الدفع‪...‬‬

‫وتأسيسا على ذلك‪ ،‬فمن أجل التوفيق بين المصلحتين المذكورتين‪ ،‬فرض المشرع على‬
‫المحكمة التجارية المرفوع إليها طلب فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ضرورة سلوك‬
‫رورة‬ ‫بعض اإلجراءات قبل البث في هذا الطلب‪ ،‬ذلك أن هناك إجراءا إجباريا يتمثل في ض‬
‫االستماع إلى أقوال رئيس المقاولة المدعى عليها (الفقرة األولى) وإجراءا اختياريا يتمثل من‬
‫جهة في إمكانية االستماع إلى أي شخص آخر ترى المحكمة التي وضعت يدها على المسطرة‬
‫أن أقواله مفيدة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬في إمكانية أخذ رأي ذوي الخبرة (الفقرة الثاني ة)‪ ،‬كما أنه‬
‫يتعين على المحكمة حسب الفقرة األخيرة من الم ادة ‪ 567‬من مدونة التج ارة‪ ،‬أن تبث بعد‬
‫خمسة عشر يوما على األكثر من رفع الدعوى (الفقرة الثالثة)‪.‬‬

‫‪ 9‬في ضرورة االستماع لرئيس المقاولة‪:‬‬


‫أوال‪ :‬اإلجراء المتمثل‬

‫تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 567‬من مدونة التجارة على أنه‪" :‬تبث المحكمة بش أن‬
‫فتح المسطرة بعد استماعها لرئيس المقاولة أو استدعائه قانونيا للمثول أمام غرفة المش ورة"‪،‬‬
‫وتطبقا لذلك‪ ،‬فسواء تم طلب فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة من طرف المدين ذاته أو‬
‫‪7‬‬
‫رف النيابة العامة أو تم وضع يد المحكمة التجارية المختصة‬ ‫من طرف أحد دائنيه أو من ط‬
‫ادة‬ ‫على المسطرة تلقائيا‪ ،‬يتعين على هذه األخيرة أن تسلك اإلجراء المنصوص عليه في الم‬
‫‪ 567‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫فمما ينبغي تسجيله بهذا الخصوص أن اإلجراء المتمثل في ضرورة االستماع لرئيس‬
‫المقاولة أو اس تدعائه بص فة قانونية من أجل ذل ك‪ ،‬قبل البث في الطلب ال رامي إلى فتح‬
‫المسطرة ضده‪ ،‬من شأنه أن يسمح لهذا األخير باإلدالء بأوجه دفاعه‪ .‬والسيما في الحالة التي‬
‫يرى فيها بأن مقاولته ال توجد في حالة توقف عن الدفع‪ ،‬إضافة إلى أن سلوك ه ذا اإلج راء‬
‫يعطي الفرصة للمحكمة التجارية المرفوعة إليها الدعوى الرامية إلى فتح المسطرة لكي تطلع‬
‫بمزيد من التفصيل على وضعية المقاولة المدعى عليها‪ ،‬مما يسمح لها بتكوين نظرة أولية عن‬
‫هذه الوضعية وذلك بطريقة تحول دون تأثر سمعة المقاولة المعنية باألمر مادام أن المس طرة‬
‫المتبعة بغرفة المشورة ال تكون علنية‪.9‬‬

‫هذا‪ ،‬وإن استدعت المحكمة التجارية المختصة رئيس المقاولة من أجل االس تماع إليه‬
‫بغرفة المشورة بشأن فتح المسطرة ولم يحضر هذا األخير في التاريخ المح دد باالس تدعاء‬
‫الموجه إليه بصفة قانونية‪ ،‬بالرغم من توصله بهذا ا الستدعاء‪ ،‬ولم يدل بأي عذر قانوني‪ ،‬فإن‬
‫المحكمة المعنية باألمر تعتبر ه ذا التخلف عن الحض ور بمثابة قرينة على ك ون المقاولة‬
‫المدعى عليها توجد في حالة توقف عن الدفع‪ ،‬مما يسمح لها ب الحكم بفتح مس اطر معالجة‬
‫صعوبات المقاولة كلما كانت الشروط األخرى الالزمة لذلك متوفرة‪.‬‬

‫ويسري نفس القول على الحالة التي يتع ذر فيها على م أمور اإلج راءات تس ليم‬
‫االستدعاء المذكور لرئيس المقاولة‪ ،‬أو لمن يحق لهم تسلم االستدعاء طبقا للمادة ‪ 38‬وما يليها‬
‫من قانون المسطرة المدنية المغربي‪ ،‬نتيجة إغالق المحل المعين كعنوان في السجل التجاري‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة تعتبر المقاولة المدعى عليها منقطعة عن مزاولة نشاطها‪ ،‬ما يعد قرينة أكي دة‬
‫‪ - 9‬محمد كرام‪ ،‬الوجيز في مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2010‬ص‪.73 :‬‬

‫‪8‬‬
‫على كونها متوقفة عن دفع ديونها بصورة يمكن معها افتراض اختالل وض عيتها بش كل ال‬
‫رجعة فيه‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد قضت محكمة االستئناف‪" :‬حيث تمسكت الطاعنة في استئنافها بكونها‬
‫لم تستدع بصفة قانونية أمام المرحلة االبتدائي ة‪ ،‬كما أنه لم يتم االس تماع إلى رئيس المقاولة‬
‫وفق ما نص عليه الفصل ‪ 576‬من م‪.‬ت‪ ،‬إضافة إلى ذلك طلب التصفية القضائية ق دم بن اء‬
‫تي تواجهها‬ ‫على حكم كان بإمكان المستأنف ضدها تنفيذه بالطرق القانونية وأن الصعوبة ال‬
‫تكمن في انعدام مبلغ السيولة ملتمسة الحكم من جديد بفتح مس طرة التس وية القض ائية في‬
‫مواجهتها"‬

‫حيث من الثابت أن الطاعنة تم استدعائها في المرحلة االبتدائية‪ ،‬كما تؤكد ذلك ش هادة‬
‫التسليم المؤرخة في ‪ 15/7/1999‬والتي أرجعت بمالحظة عدم وج ود أحد قصد تبليغه مما‬
‫يكون ما تحاول الطاعنة التمسك به ال يرتكز على أساس ويتعين رده"‪.10‬‬

‫وإذا كان اإلجراء المتمثل في االستماع لرئيس المقاولة إجراء ضروريا‪ ،11‬فإن أساس‬
‫هذا اإللزام المفروض على المحكمة يتمثل في احترام حقوق الدفاع ألن كث يرا من الطلب ات‬
‫المقدمة تكون نتيجة عدم أداء أحد الديون على المقاولة وال تي ليس من ش أنها الت أثير على‬
‫وضعية المقاولة المالية‪ .‬بل إن هذا اإلجراء يجد أساسه حتى في الحالة التي يتق دم فيها رئيس‬
‫المقاولة بالطلب لكون هذا األخير في بعض الحاالت يراهن على مساطر المعالجة للتماطل في‬
‫أداء ديون المقاولة أو التحايل على الدائنين رغم أن وضعية المقاولة غير مختلة‪.‬‬

‫‪ - 10‬محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء‪ ،‬قرار رقم ‪ ،150/2000‬رقمه بمحكمة االستئناف التجارية‬
‫‪ 11/99/1681‬بتاريخ‪.20/01/2000 :‬‬
‫‪ 11‬في فرنسا إذا كان المدين مؤسسة من مؤسسات االئتمان أو من مقاوالت االستثمار فإن المسطرة ال تفتح إال بعد أخذ رأي‬
‫اللجنة البنكية‪ ،‬وإذا كان يمارس مهنة حرة تخضع لنظام قانوني أو تنظيمي فيجب على المحكمة قبل البث في طلب االستماع‬
‫أو استدعاء الهيئة المهنية أو السلطة المختصة التي ينتمي إليها المدين‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ويالحظ أن المشرع ألزم محكمة االستماع لرئيس المقاولة في غرفة المش ورة تحقيقا‬
‫منه للسرية التامة التي من شأنها الحفاظ على سمعة المقاولة وعدم زعزعتها أمام المتعاملين‬
‫معها خصوصا وأن الطلبات تكون في بعض الحاالت غير جدية‪.12‬‬

‫أما التشريع الفرنسي فقد وسع في مسطرتي االستماع أو الحضور الق انوني لتش تمل‬
‫ممثل لجنة المقاولة‪ ،‬وفي غيابه‪ ،‬مندوب أو ممثل العمال أما إذا تعلق األمر بفتح المسطرة لعدم‬
‫تنفيذ االلتزامات المالية أو الديون الناجمة عن اتفاق التسوية الودية فيتعين االستماع للمصالح‬
‫الذي أبرم االتفاق بمعيته ومشاركته أو استدعاؤه قانونيا للمثول أمام غرفة المشورة"‪.13‬‬

‫تي أجرتها مع‬ ‫وإذا تحققت المحكمة من وضعية المقاولة المختلة في ضوء المقابلة ال‬
‫رئيس المقاولة فال إشكال بحيث تقضي بفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬لكن في بعض الح االت قد ال‬
‫تنجح المحكمة في الوقوف على الوضعية الحقيقية للمقاولة خصوصا إذا تخلف رئيس المقاولة‬
‫عن الحضور وال تتوفر المحكمة على الوثائق التي تساعدها على تكوين قناعتها في هذه الحالة‬
‫فإن المشرع مكنها من وسائل تستطيع من خاللها تقصي وضعية المقاولة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراء المتمثل في إمكانية االستماع ألي شخص آخر أو أخذ رأي ذوي الخبرة‪.‬‬

‫مما ورد في الفقرة الثانية من الم ادة ‪ 567‬من مدونة التج ارة‪ ،‬أن المحكمة التجارية‬
‫"يمكنها أيضا االستماع لكل شخص يتبين لها أن أقواله مفيدة دون أن يتمسك بالسر المهني كما‬
‫تفاد من ذلك أن‬ ‫يمكنها أن تطلب من كل شخص من ذوي الخبرة إبداء رأيه في األمر"‪ .‬ويس‬
‫المشرع أعطى للمحكمة التجارية المختصة صالحيات واسعة للقيام ب اإلجراءات ال تي من‬
‫ا‪ ،‬ذلك‬ ‫شأنها أن توصلها إلى حقيقة الوضع المالي للمقاولة المراد فتح المسطرة في مواجهته‬

‫‪ -‬محمد كرام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.73 :‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬أحد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة‬ ‫‪13‬‬

‫ومساطر معالجتها الجزء الثاني ‪ ,‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ,‬الطبعة االولى ‪ ،2000 ,‬ص‪:‬‬
‫‪.223‬‬

‫‪10‬‬
‫أنه لم يلزمها باتباع أية شكلية معينة‪ ،‬سواء فيما يخص االستماع للشخص أو األشخاص الذين‬
‫ترى أن أقوالهم مفيدة أو في ما يخص أخذ الرأي في الموضوع من ذوي الخبرة‪.‬‬

‫فيمكن للمحكمة التجارية المرفوعة إليها الدعوى الرامية إلى طلب فتح مسطرة معالجة‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬أن تستمع لكل شخص مهم كانت ص فته من دون أن يتمسك في مواجهتها‬
‫بواجب االلتزام بالسر المهني الملقى على كاهله بحكم الوظيفة التي يق وم بها أو بحكم عالقته‬
‫بالمقاولة المدعى عليها‪ ،‬كما هو الشأن مثال لممثلي العمال والبنوك وموظفي إدارة الضرائب‪،‬‬
‫وفي هذا الصدد أصدرت المحكمة التجارية بالدار البيضاء قرارها التمهيدي جاء في منطوقه‬
‫ما يلي‪" :‬تمهيديا بإجراء خبرة لتحديد الوض عية المالية واالقتص ادية واالجتماعية للمقاولة‬
‫والقول مما إذا كانت موتقفة عن الدفع أم ال‪ ،‬وهل أن وض عيتها المالية مختلة أو ليست مختلة‬
‫بشكل ال رجعة فيه وعلى الخبير أن يستدعي األطراف بصفة قانونية والدائنين عند االقتضاء‬
‫واالنتقال إلى المقاولة ومعاينتها"‪.14‬‬

‫كما يمكن كذلك لهذه المحكمة أن تستمع لهؤالء األش خاص إما بغرفة المش ورة وإما‬
‫بواسطة قاض يتم تعيينه خصيصا لهذا الغرض‪ ،‬حيث يقوم ه ذا القاضي باالس تماع إلى كل‬
‫شخص يعنيه األمر وبإعداد تقرير الموضوع يضعه بين يدي المحكمة التجارية التي تنظر في‬
‫القضية‪.‬‬

‫وفي مجال أخذها برأي ذوي الخبرة‪ ،‬يجوز للمحكمة التجارية المرفوعة إليها دع وى‬
‫فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة أن تطلب بناء على سلطتها التقديرية من أي خب ير أو‬
‫فني أن يعطيها رأي حول وضعية المقاولة وذلك إما في ص ورة ع رض ش فوي أو تقرير‬
‫مكتوب‪ .‬ويتعلق األمر على الخصوص بالخبراء المحاسبين وأولئك المختصين في تشخيص‬
‫أوضاع المقاوالت‪ ،‬حيث يكون رأي الخبير والحالة هذه مفيدا في إعط اء المحكمة ص ورة‬

‫‪ - 14‬ملفين مضمونين‪ :‬رقم ‪ 2309/03/11‬و‪ 3155/03/11‬بتاريخ ‪ 31/10/2003‬مجلة المحاكم التجارية العدد ‪2‬‬
‫دجنبر ‪ ،2006‬ص‪.64 :‬‬

‫‪11‬‬
‫فية‬ ‫أولية عن حقيقة الوضع المالي للمقاولة المطلوب فتح مسطرة المعالجة أو مسطرة التص‬
‫القضائية ضدها‪.‬‬

‫"هذا‪ ،‬وخالفا للمشرع الفرنسي الذي يل زم المحكمة بض رورة االس تماع إلى لجنة‬
‫المقاولة أو مندوبي العمال‪ ،‬في حالة عدم وجود هذه اللجنة وإلى المصالح في حالة ع دم تنفيذ‬
‫االلتزامات المالية المبرمة في إطار االتفاق الودي المبرم بين المدين ودائنيه في سياق مسطرة‬
‫الوقاية الخارجية من صعوبات المقاولة‪ ،‬فإن المش رع المغ ربي لم يل زم المحكمة التجارية‬
‫بذلك"‪.15‬‬

‫فكل ما هناك أن المحكمة التجارية المرفوعة إليها ال دعوى الرامية إلى فتح مس طرة‬
‫معالجة صعوبات المقاولة يمكنها‪ ،‬طبقا ألحك ام الفق رة الثانية من الم ادة ‪ 567‬من مدونة‬
‫التجارة أن تستمع إما للجنة المقاولة أو لمندوبي العمال وإما للمصالح إن وجد ذلك على اعتبار‬
‫أن هذه الفقرة تعطي للمحكمة اإلمكانية لتستمع حسب تقديرها لكل ش خص ت رى أن أقواله‬
‫مفيدة‪.‬‬

‫ولعل الهدف من ذلك هو التأكد من واقعة التوقف عن الدفع من جه ة‪ ،‬ومن جهة ثانية‬
‫إشعار الدائنين بسريان المسطرة حتى يتأتى لهم متابعتها وبالتالي الحفاظ على حقوقهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األجل الذي يتعين على المحكمة التقيد به للبث في طلب فتح مسطرة معالج الصعوبات‪:‬‬

‫يستفاد من التعبير المستعمل في الفقرة األخيرة من الم ادة ‪ 567‬من م‪.‬ت أنالمش رع‬
‫يلزم المحكمة التجارية المرفوع إليها طلب فتح مسطرة معالجة الصعوبات أن تبث في الطلب‬
‫داخل مدة أقصاها ‪ 15‬يوما ابتداء من تاريخ رفع الطلب إليها‪ ،‬والواقع أن فتح مسطرة معالجة‬
‫صعوبات المقاولة ال يتوقف باألساس على ضرورة إجراء بحث معمق حول وضعية المقاولة‬
‫المعنية باألمر وإنما يتطلب ذلك أن تكون لدى المحكمة التجارية نظ رة أولية عن وض عية‬
‫المقاولة حتى يتسنى للمحاكم أن تحترم أجل ‪ 15‬يوما‪.‬‬

‫‪ -‬امحمد لفروجي‪ ،‬التوقف عنا لدفع في قانون صعوبات المقاولة‪ ،‬سلسلة دراسات قانونية معمقة‪ ،‬ص‪.104 :‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪12‬‬
‫أما اإلجراءات األخرى المنصوص عليها في الفقرة الثانية من الم ادة ‪ 567‬م‪.‬ت فهي‬
‫ليست إجبارية كما يستفاد من صياغتها‪.‬‬

‫ومن تم يمكن صرف النظر عن هذه اإلج راءات األخ يرة لتف ادي الت أخر في فتح‬
‫المسطرة والسيما كلما كان التوقف عن الدفع ثابتا من خالل ما تدل عليه وث ائق ال دعوى‪،‬‬
‫وأقوال رئيس المقاولة المدعى عليها‪.16‬‬

‫‪ -‬امحمد لفروجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107 :‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مضمون الحكم القاضي بفتح مسطرة معالجة المقاولة‪.‬‬
‫يعين الحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة‪ ،‬تاريخ التوقف عن الدفع وهو ما س نتناوله‬
‫من خالل (الفقرة األولى) على أن نخصص (الفقرة الثانية ) للحديث عن تحديد أجهزة مسطرة‬
‫المعالجة‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تحديد تاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫إن التوقف عن الدفع حسب المادة ‪ 560‬من مدونة التجارة ‪،‬هو عدم القدرة على س داد‬
‫الديون المستحقة عند الحلول ‪،‬الشيء الذي يعني العجز وحصول اإلختالل في الموازنة المالية‬
‫للمقاولة ‪.‬‬
‫وحيث إن التوقف عن الدفع كشرط موضوعي لتبرير فتح مساطر معالجة ص عوبات‬
‫المقاولة‪ ،‬يتعين أن يكون هناك دين ثابت وحال األداء‪ ،‬ومطالب به‪ ،‬حسب ما قضت به محكمة‬
‫اريخ ‪17‬يونيو ‪ 1997‬وهو ما‬ ‫النقض الفرنسية في غرفتها التجارية في قرارها الصادر بت‬
‫استقر عليه كذلك اإلجتهاد القضائي المغربي‪ ،‬فإن تق دير ت وقيت التص ريح به وإعالنه في‬
‫الوقت المناسب له أهمية بالغة ألن كل تسرع أو تأخير في إعالنه قد يخلق أضرارا متنوعة ‪.‬‬
‫‪1 17‬‬

‫هذا ما سنحاول إبرازه والتطرق إليه من خالل النقط التالية ‪:‬‬


‫أوال‪ :‬مدة التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫توجب الم ادة ‪ 561‬من مدونة التج ارة على رئيس المقاولة أن يطلب فتح مس اطر‬
‫المعالجة في أجل أقصاه ‪ 15‬يوما‪ ،‬تلي توقفه عن ال دفع‪ ،‬ومن خالل الممارسة المالية ما ثبت‬
‫قط أن مقاولة أو تاجرا احترم األجل المذكور‪ ،‬وعلى كل فالمحكمة تعود لها ص الحية مراقبة‬
‫مدى جدية رئيس المقاولة في تعامله مع هذا المقتضى‪.‬‬
‫فعند التأكد من ثبوت التوقف عن الدفع ‪،‬تعين المحكمة في حكمها تاريخا لهذا التوقف‪،‬‬
‫فطبقا للمادة ‪ 680‬من مدونة التجارة التي تنص على أن ه‪":‬يعين حكم فتح المس طرة ت اريخ‬

‫‪- -‬ذ‪:‬عبدالواحد الصفوري‪،‬التوقف عن الدفع بين الفقه والقانون والقضاء‪،‬مطبعة ابن سينا‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬ص‪.85‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪14‬‬
‫التوقف عن الدفع الذي يجب أال يتجاوز في جميع األحوال ‪ 18‬شهرا قبل فتح المسطرة وإذا لم‬
‫يعين الحكم هذا التاريخ‪ ،‬تعتبر بداية التوقف عن الدفع من تاريخ الحكم‪".‬‬
‫ويبدوا أن المحكمة تملك أن ترجع تاريخ التوقف عن الدفع إلى الثمانية عشر ش هرا الس ابقة‬
‫لصدور الحكم القاضي بفتح المسطرة‪ ،‬ذلك أن الغالب في الواقع أن يكون ه ذا التوقف راجعا‬
‫إلى مدة تسبق حتى تاريخ تقديم طلب فتح المسطرة إلى المحكمة‪.‬‬
‫كما أن إعمال المقتضيات القانونية المتعلقة بالبطالن الو جوبي أو الجوازي للتصرفات‬
‫التي يكون قد أجراها المدين في الفترة الممتدة من توقفه عن الدفع‪ ،‬إلى ي وم ص دور الحكم‬
‫القاضي بفتح المسطرة ‪ ،‬لن يتأتى إال إذا تم تخويل المحكمة التي قضت بفتح المس طرة الحق‬
‫في إرجاع تاريخ التوقف عن الدفع‪ ،‬إلى الوقت الذي يكون فيه المدين قد أصبح غير قادر على‬
‫أداء ديونه المستحقة‪.18‬‬
‫ومن تطبيقات القضاء المغربي بهذا الص دد‪ ،‬ما قضت به المحكمة التجارية بال دار‬
‫ذا الحكم‪" :‬وحيث إن فتح‬ ‫البيضاء في حكمها المؤرخ في ‪ 24‬يناير ‪ 2000‬ومما ورد في ه‬
‫المسطرة يعين تاريخ التوقف عن الدفع طبقا للم ادة ‪ 680‬من مدونة التج ارة‪ ،‬وأن المحكمة‬
‫تحدده في مدة ثمانية عشر شهرا السابقة لتاريخ فتح المس طرة‪ ،‬وذلك على أس اس أن رئيس‬
‫‪19‬‬
‫المقاولة صرح بغرفة المشورة على أن التوقف عن الدفع يرجع إلى سنة ‪".1995‬‬
‫وإذا كان من غير الواقعي أن يكون التوقف عن ال دفع هو نفسه ي وم ص دور الحكم‬
‫القاضي بفتح المسطرة‪،‬ألن صدور هذا األخير يتطلب ع دة إج راءات تق وم بها المحكمة‬
‫التجارية قبل النطق به‪ ،‬فإن المحكمة التجارية بالرباط في حكمها الص ادر في ‪ 29‬دجن بر‬
‫‪ 1998‬قضت بالتصفية القضائية‪ ،‬لكون وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬وباعتبار‬
‫‪20‬‬
‫تاريخ حكمها هو تاريخ التوقف عن الدفع‬

‫‪- 18‬د‪:‬محمد لفروجي‪،‬التاجر وقانون التجارة بالمغرب‪،‬دراسة تحليلية ومقارنة على ضوء مدونة التجارة والقوانين المتعلقة‬
‫بالشركات التجارية والسوق المالية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى ‪،1997‬ص‪.207-206‬‬
‫‪- - 19‬حكم المحكمة التجارية بالدارالبيضاء عدد‪ 2000-15‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬يناير ‪ 2000‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ - 20‬حكم المحكمة التجارية بالرباط الصادر بتاريخ ‪ 29‬دجنبر ‪ ،1998‬مجلة اإلستئناف عدد‪ 18‬يناير‪1999‬‬

‫‪15‬‬
‫مع أن المادة ‪ 680‬من مدونة التجارة ال تعتبر بداية التوقف عن الدفع من تاريخ الحكم‪ ،‬إال إذا‬
‫لم يعين الحكم هذا التاريخ‪.‬أما إذا لم يعين الحكم هذا التاريخ‪ ،‬أما أن يعين الحكم تاريخ التوقف‬
‫عن الدفع هو تاريخ صدوره فهذا ال يستقيم‪.21‬‬
‫ألن المفروض كما يرى األستاذ لفروجي ‪":‬أن وص ول وض عية المقاولة إلى درجة‬
‫اإلختالل الذي ال رجعة فيه‪ ،‬غالبا ما يكون مسبوقا بتوقف عن ال دفع يمكن أن يص احبه في‬
‫أغلب الحاالت انقطاع عن مزاولة كل نشاط تجاري‪".‬‬
‫وتنص المادة ‪ 680‬من مدونة التجارة ‪:‬‬
‫"أنه يمكن تغيير تاريخ التوقف عن الدفع مرة أو عدة مرات بطلب من السنديك‪.‬‬
‫اء أجل ‪ 15‬يوما التالية للحكم‬ ‫ويجب تقديم طلب تغيير التاريخ إلى المحكمة قبل انته‬
‫الذي يحدد مخطط اإلستمرارية ومخطط التفويت‪ ،‬أو التالية إليداع قائمة ال ديون إذا تم الحكم‬
‫بالتصفية القضائية‪.‬‬
‫وتأتي الحاجة إلى هذا التغيير بناء على معطيات ووقائع تدل على أن هناك ديونا أخرى‬
‫لم تؤدى في أجل استحقاقها الذي يرجع إلى تاريخ سابق على التاريخ الذي تم تحديده في الحكم‬
‫‪22‬‬
‫القاضي بفتح المسطرة‪".‬‬
‫فهذا التغيير إلى الوراء لتاريخ التوقف عن الدفع تقتضيه الضرورة المتمثلة في ظهور‬
‫ديون أخرى غير مؤداة سابقة في اإلستحقاق عن الدين الذي تم اعتماده في تحديد تاريخ الوقف‬
‫عن الدفع الوارد في الحكم القاضي بفتح المسطرة‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬أهمية تحديد تاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫إن افتتاح مسطرة المعالجة الذي يشكل التوقف عن الدفع فيها الضوء األخضر‪،‬اليجب‬
‫إعالنه إال في الوقت المناسب‪ ،‬ألن كل تسرع أو تأخير قد يؤدي إلى أضرار جسيمة‪.‬‬
‫فإذا تم التأخير في إعالن فتح مسطرة المعالجة‪ ،‬فإن الس نديك بعد تعيينه من ط رف‬
‫المحكمة‪ ،‬سيجد نفسه غالبا أمام خزينة فارغة‪ ،‬بضائع ذهبت أجود أجزائها ‪ ،‬تجهيزات اختفت‬
‫‪ - 21‬ذ‪.‬عبد الواحد الصفوري ‪،‬التوقف عن الدفع بين الفقه والقانون والقضاء‪،‬مرجع سابق ص‪.89‬‬
‫‪- 22‬المادة ‪20‬من قانون ‪ 25‬يناير ‪ ،1995‬أما المدين فال يمكنه طلب تغيير تاريخ التوقف عن الدفع وال يملك إال الطعن‬
‫باإلستئناف في الحكم الفاتح للمسطرة والمحدد لتاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫عناصرها األساسية‪ ،‬محل تجاري ال حياة فيه‪ .‬هذا من حيث األصول أما من حيث الخص وم‬
‫فإن السنديك سيجد بصفة عامة ت أخرا في أداء الض رائب‪ ،‬وس ديد اش تراكات الض مان‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬وأجور العمال‪ ،‬وديون األبناك والموردين‪.‬‬
‫فالت أخر في إعالن فتح مس طرة المعالج ة‪ ،‬س يؤدي حتما إلى إه دار حق وق‬
‫الدائنين‪،‬وإتالف مقومات المؤسسة موضوع المعالجة‪،‬كما سيقلص من حظوظ معالجتها‪.‬‬
‫كما أن التسرع في إعالن فتح مسطرة المعالجة‪ ،‬يحمل أيضا مخاطرة كب يرة‪ ،‬على النش اط‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬ذلك أن إفالس نشاط تاجر أو مقاولة قد يؤدي إلى سلسلة من اإلفالسات‪.‬‬
‫فتصفية شركة أو مؤسسة تجارية ما‪ ،‬كيف ما كان حجمها‪،‬قد يؤدي إلى اختفاء وتصفية‬
‫مؤسسات أخرى تابعة لها‪،‬أو تكون لها عالقة وطيدة معها‪.‬‬
‫وال شك أن اثارهذا اإلقصاء يتعدى الجانب اإلقتصادي المتمثل في حرم ان البالد من‬
‫وسيلة من وسائل اإلنتاج‪ ،‬والتي هي في حاجة إليها لدفع عجلة النمو اإلقتصادي ‪،‬للخروج من‬
‫دائرة التخلف من الناحية اإلجتماعية‪ ،‬بما يؤدي إليه من حرمان الكثير من األفراد من أرزاق‬
‫عملهم‪ ،‬وما يترتب عن ذلك من بطالة‪.‬‬
‫ذه‬ ‫فعلى القضاء وهو المتسلح بسلطات كافية في التقدير‪،‬أن يعرف كيف يضع حدا له‬
‫المخاطر اإلقتصادية واإلجتماعية‪،‬بإعالن فتح مساطر المعالجة في ال وقت المناس ب‪ ،‬ولن‬
‫يتأتى له ذلك إال بعد التأكد من واقعة التوقف عن الدفع التي تشكل المحرك الرئيس‪ ،‬واألساس‬
‫‪23.‬‬
‫القانوني لمساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫‪ 9‬تعيين أجهزة المسطرة وتحديد أنواعها‪:‬‬


‫الفقرة الثانية‪:‬‬

‫‪- -‬ذعبد الواحد الصفوري‪،‬التوقف عن الدفع بين الفقه والقانون والقضاء‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪84‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪17‬‬
‫بعدما تقرر المحكمة التجارية المختصة فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة س واء‬
‫من تلقاء نفسها أو بناء على طلب رئيس المقاولة أو أحد الدائنين أو النيابة العام ة‪ ،‬فإنها تعمل‬
‫بموجب حكمها الصادر بهذا الخصوص على تعيين األجهزة التي ستقوم تحت إشرافها بتسيير‬
‫المسطرة المفتوحة‪ ،‬حيث يتعلق األمر بتعيين القاضي المنتدب والسنديك ويعتبر هذا التع يين‬
‫من النظام العام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعيين أجهزة المسطرة‪:‬‬

‫‪ )1‬تعين القاضي المنتدب‪:‬‬

‫يجب أن تعين المحكمة في حكم فتح مس طرة المعالجة س واء تعلق األمر بالتس وية‬
‫ذه المهمة إلى‬ ‫القضائية أو التصفية القضائية أحد أعضاء هيئتها قاضيا منتدبا‪ ،‬ومنع إسناد ه‬
‫أقارب رئيس المقاولة أو مسيريها حتى الدرجة الرابعة بإدخال الغاي ة‪ ،‬وذلك احتراما للنزاهة‬
‫والحياد واالستقاللية التي يجب أن يتحلى بها القاضي المنتدب وهو يؤدي مهمته‪ ،‬وقد أث ارت‬
‫مسألة تعيين القاضي المنتدب خالفا حول ما إذا كان القاضي المنت دب يعين من بين القض اة‬
‫المنتمين للهيأة التي أصدرت الحكم أم من خارجها‪ ،‬وفي هذا الصدد انقسم الفقه إلى اتج اهين‬
‫اتجاه يقول بتعيين القاضي المنتدب من الهيأة التي أصدرت الحكم تجنبا إلهدار الوقت وبعثرة‬
‫الجهود وهو االتجاه الذي تبناه األستاذ أحد شكري السباعي واتجاه آخر يقول بتع يين القاضي‬
‫المنتدب من خارج هيئة الحكم القاضي بفتح المسطرة اعتمادا على كون بعض المحاكم تعتمد‬
‫على نظام تخصص القضاة المنتدبين وتفرغهم لهذه المهمة دون مهام الحكم وهو االتجاه الذي‬
‫أخذ به األستاذين امحمد الفروجي ومحمد كرام‪.‬‬

‫وأمام سكوت ا لمشرع عن هذه المسألة فإن تعيين القاضي المنت دب من بين أعض اء‬
‫الهيئة المصدرة للحكم القاضي بفتح المسطرة أو من خارجها يبقى خاضعا لخصوص ات كل‬
‫محكمة على حدة‪ .‬فهذا الخالف الذي يثيره تعين القاضي المنتدب يشير وبوضوح إلى جسامة‬
‫المسؤوليات الملقاة على عاتقه وهو ما دفع بالمشرع الفرنسي إلى اش تراط اختي ار القاضي‬

‫‪18‬‬
‫المنتدب من بين أعضاء المحكمة الذين يتوفرون على أقدمية ال تقل عن س نتين‪ .24‬ففي بداية‬
‫كل سنة قضائية يصدر رئيس المحكمة التجارية بعد استش ارة الجمعية العامة للمحكم‪ ،‬أم را‬
‫بحصر الئحة القضاة المؤهلين لمزاولة مهام القضاة المنتدبين وفي حالة ع دم اس تجابة أي‬
‫قاضي بالمحكمة لشروط األقدمية‪ ،‬أمكن استثناء للرئيس األول لمحكمة االس تئناف بطلب من‬
‫الوكيل العام بها‪ ،‬إصدار أمر برفع شرط األقدمية‪.25‬‬

‫وعلى خالف المشرع الفرنسي فإن المشرع المغربي لم يقم بإيراد أي شرط أو حد أدنى‬
‫من األقدمية لمزاولة مهمة القاضي المنتدب‪.‬‬

‫ويكلف القاضي المنتدب بالسهر على السير السريع للمس طرة والس هر على حماية‬
‫المصالح المتواجدة سواء مص لحة المقاولة أو مص لحة ال دائنين والبث بمقتضى أوامر في‬
‫بط‬ ‫الطلبات والشكاوى والمنازعات ويتعين إيداع كافة األوامر الصادرة عنه لدى كتابة الض‬
‫فورا‪ ،‬كما يقوم القاضي المنتدب بمراقبة السنديك وكذا المراقبين الذين يعينهم من بين الدائنين‬
‫الذين يتقدمون إليه بطلب ترشيح أنفسهم لمهمة م راقب (‪ 645‬من مدونة التج ارة)‪ ،‬إال أنه‬
‫ير من مزاولة‬ ‫وأثناء ممارسة القاضي المنتدب لمهامه قد تبرز أسباب وجيهة تمنع هذا األخ‬
‫مهامه مؤقتا أو بكيفية دائمة مما يوجب إما استبداله أو تعويضه مؤقتا‪ ،26‬األمر الذي سكت عنه‬
‫المشرع المغربي وهو ما دفع بالفقهاء إلى التفكير في الحلول التي يمكن اللجوء إليها في ه ذه‬
‫األحوال حيث ذهب األستاذ أحمد شكري السباعي إلى إمكانية تغيير القاضي المنتدب في حالة‬
‫المرض أو الوفاة أو االستقالة أو أي عائق مشروع على أن تبقى صالحية االستبدال للمحكمة‬
‫وحدها وإلى جانب القاضي المنتدب يعين حكم فتح المس طرة جه ازا ثانيا ال يقل أهمية عن‬
‫جهاز القاضي المنتدب وهو السنديك‪.‬‬

‫‪ -‬محمد كرام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.76 :‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ -‬المهدي شبو‪ ،‬مؤسسة القاضي المنتدب في مساطر معالجة صعوبات لمقاولة‬ ‫‪25‬‬

‫‪ -‬المهدي شبو‪ ،‬مرجع سابقن ص‪.64 :‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ )2‬تعيين السنديك‪:‬‬

‫طرة‬ ‫كما هو الشأن بالنسبة للقاضي المنتدب يجب أن يعين السنديك في حكم فتح المس‬
‫طبقا للمادتين ‪ 568‬و‪ 637‬من مدونة التجارة ويشترط في السنديك أن ال يكون من بين أقارب‬
‫رئيس المقاولة أو مسيريها حتى الدرجة الرابعة بإدخال الغاية وتسند مهمة الس نديك لك اتب‬
‫وة‬ ‫الضبط لدى المحكمة المصدرة للحكم أو للغير‪ ،‬و يعد إسناد مهمة السنديك إلى الغير خط‬
‫إيجابية خاصة في الوقت الحاضر الذي تشكو فيه المحاكم من نقص كب ير في ع دد كت اب‬
‫الضبط‪ ،‬إلى جانب صعوبة مساطر المعالجة التي تتطلب الكفاءة والتأهيل والتخصص‪.27‬‬

‫دور‬ ‫ويكلف السنديك بتسيير عمليات التسوية والتصفية القضائية ابتداء من تاريخ ص‬
‫حكم فتح المسطرة حتى قفلها‪ ،‬ويسهر على تنفيذ مخطط االستمرارية أو التفويت ويقوم بتحقيق‬
‫ال ديون تحت مراقبة القاضي المنتخب ويتعين عليه في مزاولة ه ذه المأمورية أن يح ترم‬
‫االلتزامات القانونية والتعاقدية المفروضة على رئيس المقاولة ويملك وحده وإلى ج انب ذلك‬
‫الصفة للصرف باسم الدائنين ولفائدتهم‪ ،‬وإذا كان يبدو غريبا التصرف باسم الدائن والمدين في‬
‫نفس الوقت فإن تعيين السنديك في حكم فتح المسطرة ال يكون من أجل ال دفاع عن مص الح‬
‫المدين على حساب الدائن أو العكس‪ ،‬وإنما من أجل حماية هذه المص الح مجتمعة وتس يير‬
‫المقاولة وفق الشكل الذي يخدم مصلحة الجميع‪ .28‬كما يقوم السنديك بإخب ار القاضي بس ير‬
‫المسطرة وكذا إخبار الدائنين بحالة المسطرة واستشارتهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تحديد نوع المسطرة‪.‬‬

‫‪ -‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.236 :‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪ -‬محمد كرام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77 :‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪20‬‬
‫طرة هل‬ ‫باإلضافة إلى تعيين أجهزة المسطرة يحدد حكم فتح المسطرة نوع هذه المس‬
‫هي مسطرة التسوية القضائية التي يقضي بها إذا ك انت وض عية المقاولة مختلة ولكن ليس‬
‫بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء‪.‬‬

‫وهل هي مسطرة التصفية القضائية إذا ك انت وض عية المقاولة مختلة بشك ال رجعة‬
‫فيه‪ ،‬حيث تقرر المحكمة بمقتضى حكم قضائي استمرارية المقاولة أو تفويتها أو تصفيتها دون‬
‫أن يقيدها في ذلك تقرير السنديك الذي تتخذه كإطار الختي ار الحل المناسب للمقاول ة‪ .‬وذلك‬
‫دون التقيد بطلبات األطراف على خالف الفقه في فرنسا الذي يذهب إلى أن المحكمة ال يمكنها‬
‫أن تقضي وتحكم بمسطرة أشد من تلك المطلوبة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫آثار لحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة والطعن فيه‪.‬‬

‫يترتب عن الحكم القاضي بفتح مسطرة التسوية أو التص فية القض ائية مجموعة من‬
‫اآلثار منها ما يتعلق بالحكم ومنه ما يتعلق بالدائنين وبالدعاوى‪( ،‬المطلب األول) إال أن الحكم‬
‫وإن كان يعرف طريقه إلى التطبيق بمج رد ص دوره فإنه يمكن الطعن فيه بط رق الطعن‬
‫المقررة قانونا (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شهر الحكم و آثاره‪:‬‬

‫ارتأين في هذا المطلب الحديث عن إجراءات ش هر الحكم لما لها من أهمية بالنس بة‬
‫لألغيار (الفقرة األولى) ثم نتطرق إلى آثاره في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شهر حكم فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 569‬من م‪.‬ت على أنه‪" :‬يتم نشر إش عار ب الحكم في‬
‫الصحيفة المخول لها نشر اإلعالنات القانونية وفي الجريدة الرسمية داخل أجل ثمانية أيام من‬
‫صدوره ويدعو الدائنين إلى التصريح بديونهم للسنديك المعين ويعلق ك اتب الض بط ه ذا‬
‫اإلشعار على اللوحة المعدة لهذا الغرض بالمحكمة" ويتضح من خالل هذه المادة أن حكم فتح‬
‫مسطرة المعالجة يجب إعالنه وإشهاره بكيفية من شأنها إحاطة علم كل من يهمه األمر‪ 29‬سواء‬
‫تعلق األمر بالدائنين أو المقاولة أو األغيار‪.‬‬

‫ويالحظ أن المادة ‪ 569‬من م‪.‬ت لم تحدد الشخص الموكول له مهمة إنجاز إج راءات‬
‫اتب‬ ‫الشهر إال أن المادتين ‪ 511‬و‪ 512‬من نفس المدونة حددتا صراحة هذا الشخص هو ك‬
‫ضبط المحكمة التجارية التي أصدرت الحكم‪ .‬والذي يتحتم عليه أن يقوم بإنج از إج راءات‬
‫ذا‬ ‫الشهر داخل أجل قصير نسبيا تفاديا لإلطالة وتحقيقا للتعاون وتسريعا للمسطرة‪ ،‬وحدد ه‬
‫‪ - 29‬محمد كرام‪ ،‬الوجيز في مساطر صعوبة المقاولة في التشريع المغربي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬مطبعة الوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،2010‬ص‪.79 :‬‬

‫‪22‬‬
‫األجل في ثمانية أيام من تاريخ ص دور الحكم‪ ،30‬باس تثناء اإلش ارة إلى الحكم في الس جل‬
‫التجاري الذي يتعين على كاتب الضبط أن يقوم به فورا‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص إجراءات الشهر فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلشارة إلى الحكم الصادر في السجل التجاري للمدين الصادر في مواجهته سواء‬
‫كان شخصا طبيعيا أو معنويا‪.‬‬

‫‪ -‬نشر إشعار بالحكم في الصحيفة المخولة لها نشر اإلعالنات القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬نشر نفس اإلشعار في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬تعليق اإلشعار على اللوحة المخصصة لتعليق اإلعالنات بالمحكمة التجارية‬

‫وباإلضافة إلى ذلك يتعين على كاتب الضبط تبليغ الحكم الصادر بالتسوية أو التصفية‬
‫القضائية إلى المقاولة الصادرة في مواجهتها في أجل ثمانية أيام‪.‬‬

‫‪ 9‬آثار الحكم‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬

‫يرتب حكم فتح مسطرة صعوبة المقاولة عدة آثار سواء بالنسبة للحكم ذاته‪ ،‬حيث يكون‬
‫مشموال بالنفاذ المعجل أو بالنسبة للدائنين والمدين كذلك‪.‬‬

‫‪ 9‬للحكم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬بالنسبة‬

‫تكون األحكام واألوامر الصادرة في مادة مسطرة معالجة صعوبات المقاولة مش مولة‬
‫بالنفاذ المعجل بقوة القانون‪ ،32‬ما عدا تلك المتعلقة بسقوط األهلية التجارية والتفالس‪ ،‬واألكثر‬
‫من ذلك فآثار الحكم تسري من تاريخ صدوره وال تتوقف على تبليغه أو إش هاره‪ ،‬وه ذا ما‬

‫‪ -‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.142 :‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ -‬محمد كرام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79 :‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ -‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.228 :‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪23‬‬
‫نصت عليه المادة ‪ 728‬من مدونة التجارة‪ ،33‬وهذا ما سار عليه المشرع الجزائري في المادة‬
‫‪ 227‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫والمالحظ أن المشرع المغربي قد خرج عن القاعدة العامة ال تي تقضي ب أن ط رق‬


‫الطعن العادية توقف تنفيذ الحكم‪ ،‬حيث ينص الفصل ‪ 134‬من قانون المس طرة المدنية ب أن‬
‫االستئناف وأجل االستئناف يوقف تنفيذ األحكام‪ ،‬ونفس الشأن بالنسبة للتعرض‪ ،‬والذي ينص‬
‫الفصل ‪ 132‬من نفس القانون على أن التعرض يوقف التنفيذ ما لم يؤمر بغ ير ذلك في الحكم‬
‫الغيابي‪.‬‬

‫وشمول الحكم بالنفاذ المعجل هو إجراء مشترك بين مس طرتي التس وية والتص فية‬
‫القضائية‪ ،‬وإن كان هذا األثر ال يتالءم مع طبيعة المس طرتين وخاصة مس طرة التص فية‬
‫ائية‪،‬‬ ‫القضائية ألن سلبياته تكون أكثر من إيجابياته‪ ،‬كما لو تم الحكم مباشرة بالتصفية القض‬
‫ويتم استئناف هذا الحكم من طرف المدين‪ ،‬وقبل البت في االستئناف تباشر إجراءات التصفية‬
‫جله في‬ ‫ويتم تفويت وبيع أحد عقارات المقاولة إلى الغير الذي يكتسب ملكية هذا العقار ويس‬
‫تئناف التجارية‬ ‫المحافظة العقارية ويصير مالكه بصفة قانونية‪ ،‬وبعد ذلك تقرر محكمة االس‬
‫إلغاء الحكم االبتدائي‪ ،‬والحكم من جديد بالتسوية القضائية‪ .34‬ففي هذه الحالة تث ار ص عوبة‬
‫ون‬ ‫قانونية بخصوص العقار المبيع في إطار التصفية القضائية‪ ،‬خصوصا وأن المشتري يك‬
‫حسن النية‪ ،‬وأن المقاولة تكون بحاجة لذلك العقر لنجاح مخطط التسوية‪ ،‬ومن ثم يمكن القول‬
‫أن هذه الصعوبة كان باإلمكان تفاديها إن لم يشمل المشرع هذا الحكم بالنفاذ المعجل وحصره‬
‫فقط في الحكم القاضي بالتسوية القضائية‪.‬‬

‫وتثار هذه الصعوبة القانونية إذا تم التصرف في أموال المقاولة من قبل السنديك بتنفيذ‬
‫مخطط التصفية أما إذا لم يتصرف فيها فال إش كال يث ار‪ ،‬وفي ه ذا الص دد ألغت محكمة‬

‫‪ - 33‬تنص المادة ‪" :728‬تكون األحكام واألوامر الصادرة في مادة مسطرة معالجة الصعوبات والتصفية القضائية مشمولة‬
‫بالنفاذ المعجل بقوة القانون عدا تلك المشار إليها في البابين الثاني والثالث من القسم الخامس"‪.‬‬
‫‪ - 34‬محمد كرام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬

‫‪24‬‬
‫ائية‪ ،‬والحكم من‬ ‫االستئناف التجارية بالدار البيضاء الحكم االبتدائي القاضي بالتصفية القض‬
‫جديد بالتسوية ألن السنديك لم يقم ببيع أمالك المقاولة حيث ج اء في الق رار‪..." :‬وحيث إنه‬
‫بالنسبة للسنديك فقد أدلى بمذكرة يسند فيها النظر للمحكمة بخصوص فتح مس طرة التس وية‬
‫أنها أن‬ ‫القضائية مما يدل على أنه لم يقم بإجراء من اإلجراءات المتعلقة بالبيع أو التي من ش‬
‫تؤثر على استمرارية المقاولة‪.‬‬

‫‪ ...‬حيث إنه استنادا لما ذكر أعاله فإنه يتعين اعتبار االستئناف وإلغاء الحكم المستأنف‬
‫والحكم من جديد بفتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة الطاعنة"‪.35‬‬

‫هذا والحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة ال يمكن وقف تنفيذه ألنه يك ون مش مول‬
‫بالنفاذ المعجل القانوني‪ ،‬وهذا النوع من األحكام ال يمكن إيقاف تنفيذه‪.36‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة للمدين‪:‬‬

‫إن حكم فتح مسطرة صعوبة المقاولة ال ينقل أموال الت اجر إلى دائنيه وال ين ال من‬
‫حق وق الم دين قبل الغ ير بل تظل على حالها وطبيعتها ومع ذلك ت ترتب‪ ،‬على حكم فتح‬
‫المسطرة أثار عديدة منها ما يتعلق بش خص ا لمفلس وحقوقه المهنية والمدنية والسياس ية‪،‬‬
‫ومنها ما يتعلق بأمواله وحقه في إدارتها والتصرف فيها أو حقه في العمل ومباشرة األنش طة‬
‫التجارية‪.37‬‬

‫ولعل من أهم اآلثار التي يرتبها حكم فتح مس طرة المعالجة على الحق وق السياس ية‬
‫والمدنية والمهنية‪ ،‬هو منعه من أن يكون ممثال في بعض النقابات العمالية‪ ،‬وأن يكون مرشحا‬
‫في بعض االنتخابات وحرمانه كذلك من تولي بعض الوظائف العمومية وأن يكون مسيرا في‬

‫‪ - 35‬قرار محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء‪ ،‬رقم ‪ ،/150/2000‬ملف عدد ‪ 11/99/1681‬بتاريخ‬
‫‪.20/01/2000‬‬
‫‪ - 36‬عبد الكريم ا لطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬ط ‪ ،5‬مطبعة المعرفة‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة ‪ ،2013‬ص‪:‬‬
‫‪.407‬‬
‫‪ - 37‬حسين الماحي‪ ،‬أحكام اإلفالس قفي ظل قانون التجارة الجديد‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،2000‬ص‪:‬‬
‫‪.307‬‬

‫‪25‬‬
‫الشركات التجارية‪ ،‬وشريكا في أخرى وخاصة تلك التي تجعل من شركائه تجارا‪ .38‬وتت أثر‬
‫هذه الحقوق خاصة في األحكام ال تي تحكم على الم دين بس قوط أهليته التجارية ألن بعض‬
‫األحكام قد تحكم بفتح المسطرة في حق المدين وبسقوط أهليته التجارية‪ ،‬وفي ه ذا اإلط ار‬
‫قضت المحكمة التجارية بالدار البيضاء‪.‬‬

‫"وحيث إن عدم مسك التاجر لمحاسبة وفق المقتضيات القانونية من شأنه إعطاء صورة‬
‫غير واضحة وحقيقية عن الوضعية المالية للمقاولة وبالت الي ف إن كل المعطي ات المتعلقة‬
‫بنشاطه تبقى غير مضبوطة ويشوبه الغموض وبالتالي يتعين معه إعمال الجزاء المنص وص‬
‫عليه في المادة ‪ 712‬وذلك بالحكم بسقوط األهلية التجارية للتاجر أعاله وتحديد م دتها في ‪5‬‬
‫سنوات عمال بالمادة ‪ 719‬من مدونة التجارة"‪.39‬‬

‫أما اآلثار التي يرتبها الحكم على أموال المدين هو أنه قد يغل يد المدين من التص رف‬
‫فيها‪ ،‬وهكذا فإنه إذا حكمت المحكمة بالتصفية القضائية ابتدائيا فإن يد المدين تغل بقوة القانون‬
‫ويتخلى عن تسيير أمواله والتصرف فيها‪ ،‬ويحل محله السنديك‪.40‬‬

‫أما إذا قضت المحكمة بالتسوية القضائية فإن هذا الحكم قد ال يؤدي إلى رفع يد رئيس‬
‫اركه في‬ ‫المقاولة عن تسيير مقاولته بقوة القانون بل قد يبقى وحده هو المسير الوحيد وقد يش‬
‫ذلك السنديك أو قد يعهد به إلى هذا األخير وحده وهذا ما نصت عليه الم ادة ‪ 576‬من مدونة‬
‫التجارة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة للدائنين‪:‬‬

‫لقد عنى المشرع عناية تامة بوضع القواعد واألحكام التي تكفل صون حقوق ال دائنين‬
‫على قدر اإلمكان‪ ،41‬تخفيفا للضرر الذي قد يصيبهم من جراء حكم فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫مثال شركة التضامن وشركة التوصية البسيطة المنظمتان بموجب قانون ‪.5.96‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪38‬‬

‫المحكمة التجارية بالدار البيضاء‪ ،‬حكم رقم ‪ 95/2005‬ملف رقم ‪ ،379/10/2003‬بتاريخ ‪.04/04/2005‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪39‬‬

‫الفصل ‪619‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪40‬‬

‫حسين ا لماحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.374 :‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪26‬‬
‫وينتج عن حكم فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ضد الم دين أن دائنيه ال ذين‬
‫نشأت ديونهم قبل فتح هذه المس طرة يفق دون حقهم في التمتع بما تخوله لهم القواعد العامة‬
‫لحماية دي ونهم‪ ،‬ويك ون ذلك بتعطيل الحق في ممارسة العديد من اإلج راءات الرامية إلى‬
‫ذلك حماية المقاولة‬ ‫الحصول على حقوقهم أو حمايتها في مواجهة المدين‪ ،‬متوخيا المشرع ب‬
‫الخاضعة لتلك المساطر‪.42‬‬

‫فإذا كانت الخزينة العامة تحظى بامتياز قانوني على ديونها فإن صدور الحكم القاضي‬
‫بافتتاح مساطر المعالج يؤثر سلبا على امتيازها نتيجة خصوصية ه ذه المس طرة باعتبارها‬
‫ترمي إلى حماية المقاولة واستمرار نشاطها‪ ،‬حتى ولو كان ذلك على حساب الدائنين بما فيهم‬
‫الخزينة العامة‪.43‬‬

‫وهكذا فإن حكم فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة يوقف ويمنع كل دعوى قضائية‬
‫يقيمها الدائنون أصحاب ديون نشأت قبل الحكم المذكور والتي ترمي إلى الحكم على الم دين‬
‫بأداء مبلغ من المال‪ ،‬أو فسخ عقد العدم أداء مبلغ من المال كما يوقف ويمنع كل إج راء لتنفيذ‬
‫يقيمه هؤالء سواء على المنقوالت أو على العقارات‪ .‬وتوقف تبعا لذلك األجال المح ددة تحت‬
‫طائلة السقوط أو الفسخ‪ .44‬وفي هذا الصدد قضت محكمة االستئناف التجارية بفاس‪" ،‬بأن حكم‬
‫فتح مسطرة التسوية يوقف ويمنع كل إجراء للتنفيذ ينجزه الدائنون أصحاب ديون نش أت قبل‬
‫الحكم المذكور على المنقوالت أو العقارات طبقا للمادة ‪ 653‬من م‪.‬ت وبن اء عليه يتعين رفع‬
‫الحجز على أموال الشركة المدينة بين يدي المحجوز لديه ألنه سيتحول بعد التصديق عليه إلى‬
‫إجراء تنفيذي ويودع مبلغا في حساب التس وية القض ائية تحت مراقبة الس نديك وليس في‬

‫‪ - 42‬حياة شمسي‪ ،‬امتياز الخزينة العامة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬رسالة لنيل الماستر‪ ،‬نوقشت بكلية الحقوق‬
‫بمراكش ‪.2014-2013‬‬
‫‪ - 43‬حياة حجي‪ ،‬امتياز الخزينة العمومية في مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬مقال منشور في المجلة المغربية لقانون األعمال‬
‫والمقاوالت‪ ،‬ع ‪ ،2008 ،1415‬ص‪.53 :‬‬
‫‪ - 44‬المادة ‪ 653‬من مدون التجارة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫حسابها وذلك ألجل ضمان حسن تسييره بهدف تحسين وضعيتها واجتي از الص عوبات في‬
‫انتظار اتخاذ القرار المناسب وفق المادة ‪ 590‬من نفس المدونة‪.45‬‬

‫ديونهم‬ ‫وحتى يتمكن الدائنون من حماية حقوقهم أوجب عليهم المشرع أن يصرحوا ب‬
‫لدى السنديك بعد فتح المسطرة وذلك داخل أجل شهرين من نشر حكم فتح ا لمسطرة بالجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬ويمدد هذا األجر بشهرين بالنسبة إلى الدائنين القاطنين خارج المملكة‪.46‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن في حكم فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫تعتبر طرق الطعن من الضمانات األساس ية الممنوحة للمتقاضي وال تي تس مح له‬


‫باستدراك ما قد يكون القاضي قد وقع فيه من خطأ في الق انون أو في الواقع بغية إص الحه‪.‬‬
‫وعليه فإن المقصود بطرق الطعن هو الوسائل ال تي من خاللها يمكن لألف راد ال دفاع عن‬
‫حقوقهم أمام القضاء‪ ،‬إذ بموجبها يمكنهم المطالبة بمراجعة األحكام الصادرة عن مح اكم دنيا‬
‫أمام محاكم أعلى درجة أو بمراجعة المحاكم لألحكام التي سبق أن أصدرتها ضدهم‪.47‬‬

‫وتنقسم طرق الطعن إلى طرق عادية (الفقرة األولى) وط رق غ ير عادية (الفق رة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طرق الطعن العادية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعرض‪:‬‬

‫يعد التعرض من الطرق العادية للطعن يخول للمحكمة النظر في الواقع والقانون‪ ،‬وقد‬
‫تغلبت المدونة الجديدة على حاجزي الغموض والتردد ونصت صراحة على إجازة التعرض‬
‫ضد المقررات الصادرة بشأن التسوية والتصفية والقضائية وسقوط األهلية التجارية (م ‪729‬‬

‫‪ -‬محكمة االستئناف التجارية فاس‪ ،‬قرر ‪ 30‬ملف عدد ‪ 18/03‬بتاريخ ‪ 28/05/2003‬غير منشور‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ -‬المادة ‪ 686‬من مدونة التجارة‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪ -‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬ص‪.269 :‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪28‬‬
‫رى فينبغي الطعن‬ ‫من المدونة الجديدة) أما األحكام الصادرة في مادة التفالس والجرائم األخ‬
‫فيها خاضعا ألحكام قانون المسطرة الجنائية (م ‪ 732‬من المدونة الجديدة)‪.‬‬

‫ويتم التعرض بتصريح فقط لدى كاتب ضبط المحكمة التجارية أو محكمة االس تئناف‬
‫التجارية (المادة ‪ 111‬من القانون رقم ‪ 5895‬القاضي بإحداث المحاكم التجارية والمادة ‪729‬‬
‫من المدونة)‪ ،‬وال نعتبر الحكم صدر غيابيا قابال للتعرض إن كان رئس المقاولة هو الذي تقدم‬
‫بطالب فتح مسطرة المعالجة فتجاهه‪ ،‬كواجب يقع على عاتقه يم ارس بفي أجل أقص اه ‪15‬‬
‫يوما على األكثر تلي توقفه عن الدفع (م ‪ )561‬تحت طائلة س قوط األهلية التجارية (م ‪714‬‬
‫ف‪ )4‬باعتباره محركا وحاضرا في المسطرة وإجراءاتها‪ ،‬إال أن ا لبعض يخالف هذا ال رأي‬
‫قائال أنه يحق للمدين الذي صدر حكم بإعالن إفالسه بن اء على تص ريح مق دم منه مرفق‬
‫بميزانيته إذا لم يمثل أمام المحكمة إلبداء مالحظاته وتقديم لوائحه وإن ك ان الحكم قد ص در‬
‫بناء على طلبه فإن تقديم الطلب يعتبر بمثابة إ قامة الدعوة ال مث وال أم ام المحكمة في جلسة‬
‫علنية‪ ،‬وإن كانت بعض اآلراء تعتبر إيداع الميزانية يثبت علم المدين بالمحاكمة ويعد بالتالي‬
‫بمثابة الحضور وبناء على ذلك فإنه يسوغ ل رئيس المقاولة الم دين المحك وم عليه غيابيا‬
‫بمسطرة من مساطر المعالجة سواء صدر الحكم الغيابي بناء على مقال افتتاحي للدعوى ألحد‬
‫الدائنين أو أك ثر أو بن اء على طلب النيابة العامة أو تلقائيا من قبل المحكمة التجارية ال تي‬
‫وضعت يدها على النازلة (م ‪ 563‬من م ت) أن يتعرض على الحكم الصادر ضده إن تخلف‬
‫ورة أو رفض‬ ‫عن حضور الجلسة‪ ،‬وبمعنى آخر إن تخلف عن االستماع إليه في غرفة المش‬
‫االستجابة للمثول أمام هذه الغرفة ألن المحكمة ال تبت بش أن فتح مس طرة المعالجة إال بعد‬
‫استماعها لرئيس المقاولة أو استدعائه قانونيا للحضور أمام غرفة المشورة (م ‪ 567‬ف‪.)1‬‬

‫ويقبل الحكم الغيابي الصادر في مادة التسوية القضائية والتصفية القض ائية وس قوط‬
‫األهلية التجارية (م ‪ 729‬من م‪.‬ت) ولو أن المق ررات أو األحك ام في ه ذه الم ادة تقبل‬
‫االستئناف (م ‪ 730‬م ت)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وال يسوغ التعرض ضد حكم غيابي في مادة مس اطر المعالجة (التس وية القض ائية‬
‫والتصفية القضائية ) وسقوط األهلية التجارية سوى م رة واح دة وبمع نى آخر ال يج وز‬
‫التعرض على التعرض فإن تغيب المتعرض مرة ثانية فال يقبل تعرضه مرة أخرى وإال كان‬
‫المسطرة عبثا وسببا لمضيعة الوقت الشيء الذي يحرمه القانون (م ‪ 133‬ق‪.‬م‪.‬م)‪.48‬‬

‫داء (م‬ ‫ويجب أن يقع التعرض داخل األجل القانوني الذي حدد في ‪ 10‬أيام تحسب ابت‬
‫‪ 729‬م‪.‬ت) إما‪:‬‬

‫‪ -‬من تاريخ النطق بالمقرر أو الحكم القضائي‪.‬‬

‫‪ -‬أو من تاريخ نشر الحكم في الجريدة الرسمية إذا كان من الالزم إجراء هذا النشر‪.‬‬

‫ام ال تخضع‬ ‫وبناء على ذلك يتبين أن التشريع يميز بين نوعين من األحكام‪ ،‬بين أحك‬
‫للنشر في الجريدة الرسمية فيبدأ الحساب من تاريخ النطق بالمقرر القضائي فقط وبين أحك ام‬
‫تخضع للنشر في الجريدة ا لرسمية حيث ال يبدأ الحساب إال من ت اريخ النشر إال أنه ال يوجد‬
‫في هذه الحالة األخيرة ما يمنع ا لمعني باألمر من التعرض ابتداء من تاريخ النطق بالمقرر إن‬
‫طرة‬ ‫شاء ذلك‪ .‬ولقد عمل المشرع تفاديا لبقاء أجل التعرض مفتوحا ألمد طويل يضر بالمس‬
‫ومصالح األطراف المتواجدة لغياب النشر بأن ف رض على ك اتب الض بط ل دى المحكمة‬
‫التجارية القيام بإجراءات الشهر المتعلقة بفتح المسطرة وضمنها النشر في الجريدة ا لرسمية‬
‫داخل أجل ‪ 8‬أيام من تاريخ صدور الحكم تحت مسؤوليته (المادتان ‪ 79‬و‪ 80‬ق‪.‬ل‪.‬ع) طبقا‬
‫للمادة ‪ 569‬من المدونة‪.‬‬

‫ويالحظ أن أجل النشر في الجريدة الرسمية المحدد في ‪ 8‬أيام ارتبط بكم فتح المسطرة‬
‫فقط (م ‪ 569‬م‪.‬ت) أما النشر في الجريدة الرس مية المنص وص عليه في (م ‪ )710‬المتعلق‬
‫بأحكام تمديد المسطرة إلى المس ؤولين (الم واد ‪ 704‬إلى ‪ )710‬وأحك ام س قوط األهلية‬
‫دة ال يمكن حلها إال‬ ‫التجارية (م ‪ )716‬فلم يقيد المشرع بأجل معين وهذا يطرح إشكالية جدي‬

‫‪ -‬وقد نصت هذه المادة على ما يلي‪" :‬ال يقبل تعرض جديد من الشخص المتعرض الذي حكم عليه غيابا مرة ثانية"‪.‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪30‬‬
‫بحث كاتب الضبط على شهر هذه األحكام ونشرها داخل أجل ‪ 8‬أي ام ال قياسا فحسب بل ألن‬
‫ادتين‬ ‫تمديد مساطر المعالجة إلى المسؤولين ال يكون إال بحكم بفتح لمسطرة ضدهم طبقا للم‬
‫‪ 705‬و‪ 706‬من م‪.‬ت‪.‬‬

‫وتثور إشكالية أخرى لها أهمية كبرى في حساب األجل وهي التساؤل حول ما إذا كان‬
‫دخلون في‬ ‫يوم النطق بالمقرر أو الحكم ويوم النشر في الجريدة الرسمية وكذا اليوم األخير ي‬
‫حساب األجل أم ال؟‬

‫هنا يجب الرجوع إلى قواعد قانون المسطرة المدنية وبالضبط المادة ‪ 512‬التي تجعل‬
‫ه‪،‬‬ ‫اآلجال مبدئيا كاملة أ ال يحسب اليوم الذي يتم فيه اإلجراء وال اليوم األخير الذي ينتهي في‬
‫ام‬ ‫وبمعنى آخر أن هذه اآلجال تعد كاملة أي ال يدخل في حسابها يوم االفتتاح وال يوم االختت‬
‫وإن كانت تنتهي عند البعض بانتهاء اليوم األخير من األجل‪.‬‬

‫وإذا كان اليوم األخير يوم عطلة امتد األجل إلى يوم عمل بعده‪.49‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستئناف‪:‬‬

‫يعتبر االستئناف كالتعرض من الط رق العادية للطعن في األحك ام يخ ول للمحكمة‬


‫التجارية أو محكمة االستئناف التجارية النظر في الوقائع والقانون وال تحق ممارسته مبدئيا إال‬
‫لمن كان طرفا في الدعوى‪.‬‬

‫ويمكن أن يطعن باالستئناف (م ‪ 730‬م ت) كل من رئيس المقاولة الم دين وال دائن‬
‫والنيابة العامة والسنديك‪ ،‬ويمكن لمحكمة االستئناف أن تضع يدها على المسطرة تلقائيا وتحكم‬
‫بفتح مسطرة من مساطر المعالجة إن هي ألغت الحكم االبتدائي الصادر عن المحكمة التجارية‬

‫‪ - 49‬وقد جاء في المادة ‪ 512‬من قانون المسطرة ما يلي‪" :‬تكون جميع اآلجال المنصوص عليها في هذا القانون كاملة فال‬
‫يحسب اليوم الذي يتم فيه تسلمي االستدعاء أو التبليغ أو اإلنذار أو أي إجراء آخر لشخص نفسه أو لموطنه وال ا ليوم األخير‬
‫الذي تنتهي فيه‪ .‬إذا كان اليوم األخير يوم عطلة امتد األجل إلى أول يوم عمل بعده‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫(م ‪ 563‬م ت) لعيب في الش كل أو خطأ في تق دير التوقف عن ال دفع خاصة أن محكمة‬
‫االستئناف تستند إلى تقويم وضعية المقاولة وقت البت‪.‬‬

‫ويمكن للنيابة العامة الطعن باالس تئناف ولو لم تكن طرفا رئيس يا في ال دعوى ألن‬
‫مساطر المعالجة هي المساطر الجماعية التي يوكل إلى النيابة العامة حق تحريكها ومراقبتها‬
‫واإلشراف على سير إجراءاتها من فتحها إلى اختتامها‪.‬‬

‫ويحق كذلك لكل دائن أن يتدخل أمام محكمة االستئناف إن كان هناك استئناف رئيسي‬
‫مقدم من طرف دائن آخر ألن مساطر المعالجة مساطر جماعية ال فردية‪.‬‬

‫وقد وضع التشريع الجديد أجال موحدا لالستئناف يجري على سائر األطراف وبمعنى‬
‫آخر يجب على سائر األطراف التصريح باالستئناف لدى كتابة ضبط المحكمة التجارية التي‬
‫أصدرت الحكم(م ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 53.95‬القاضي بإحداث المحاكم التجارية) و(م ‪730‬‬
‫م‪.‬ت) داخل أجل ‪ 10‬أيام‪ ،‬إال أن بداية انطالق حساب هذا األجل تختلف باختالف األط راف‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ – 1‬يبدأ حساب األجل بالنسبة لرئيس المقاولة والدائن والنيابة العامة والغير الخارج‬
‫عن الخصومة الذي استعمل حق التع رض من ت اريخ تبليغ المق رر القض ائي ما لم يوجد‬
‫مقتضى مخالف لذلك في هذا القانون‪.‬‬

‫– أما بالنسبة للسنديك وحده فيجري األجل في مواجهته ابتداء من ت اريخ النطق‬ ‫‪2‬‬
‫بالمقرر أو الحكم القضائي‪.‬‬

‫ذي ينبغي له أن‬ ‫ويقع واجب تبليغ الحكم على عاتق كاتب ضبط المحكمة التجارية ال‬
‫يمارسه داخل األجل القانوني على األقل تجاه رئيس المقاولة إذا ص در الحكم بفتح مس طرة‬
‫المعالجة أي داخل أجل ‪ 8‬أيام من صدور الحكم طبقا للفق رة األخ يرة من م ‪ 569‬من م‪.‬ت‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ويقع التساؤل حول ما إذا ك ان ك اتب الض بط ملزما باألجل نفسه إن رفضت المحكمة فتح‬
‫المسطرة فيما يتعلق بالتبليغ إلى الدائن أو الدائنين األطراف في الدعوى والنيابة العامة أم ال؟‬

‫الحقيقة أن المواد ‪ 726 ،710 ،569‬من المدونة غير واضحة في الموضوع األمر‬
‫الذي يقودنا إلى القول باندثار أي أجل مفيد لك اتب الض بط ولكن ه ذا ال يمنع من حثه على‬
‫إجراء التبليغ في أقرب وقت إلى األطراف من دائنين ومتعرض من خ ارج عن الخص ومة‬
‫والنيابة العامة تسريعا للمسطرة وحماية المصالح المتواجدة‪.‬‬

‫ويتخذ االستئناف كالتعرض شكل تصريح فقط لدى كتابة ض بط المحكمة التجارية ال‬
‫شك مقال افتتاحي للدعوى لذلك فال يتقيد المستأنف الدائن ورئيس المقاولة بمقتضيات الم ادة‬
‫‪ 13‬من قانون المحاكم التجارية التي تفرض أن يكون المقال مكتوبا وموقعا من طرف مح ام‬
‫مسجل في هيئة من هيئات المحامين بالمغرب‪ ،‬ويتعين على كاتب ضبط المحكمة التجارية أن‬
‫يحيل الملف مع المستندات المرفقة إلى كتاية ض بط محكمة االس تئناف التجارية خالل أجل‬
‫أقصاه ‪ 15‬يوما من تاريخ التصريح باالستئناف وتطبق إلى جانب ذلك أمام محاكم االستئناف‬
‫التجارية كما هو الشأن في المحاكم التجارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم‬
‫ينص على خالف ذلك‪.‬‬

‫ولقد تقاعس المشرع عن وضع أجل يقيد سلطة محكمة االستئناف ويدفعها إلى التعجيل‬
‫بالبت خالفا لما كان يجري عليه ا ألمر في مدونة التجارة القديمة التي ك انت تف رض على‬
‫محكمة االستئناف أن تجري مسطرة مختصرة مستعجلة داخل ‪ 3‬أشهر‪ ،‬وما يثير االستغراب‬
‫أن المشير قيد س لطة المحكمة التجارية دون محكمة االس تئناف التجارية حيث أوجب على‬
‫المحكمة التجارية وحدها أن تبث بعد ‪ 15‬يوما على األكثر من رفع الدعوى إليها (م ‪ 567‬ف‬
‫‪.)3‬‬

‫‪33‬‬
‫ولقد اختلف الفقه والقضاء حول ما إذا كان لزوال حالة التوقف عن الدفع خالل الف ترة‬
‫الفاصلة بين الحكم االبتدائي الذي تصدره المحكمة التجارية وبين البت في االستئناف أثر على‬
‫الحكم الذي ستصدره محكمة االستئناف التجارية‪.‬‬

‫ذهب فريق أول إلى أن الوفاء بالدين في هذه الف ترة ال ي ؤدي إلى إلغ اء الحكم ألن‬
‫شروطه توفرت وقت صدوره‪ ،‬وذهب رأي ثان إلى أنه ال جدوى من الحكم في هذه الحالة ألن‬
‫أحدا لم يعد يطالب به بعد األداء‪.‬‬

‫ونظن أنه ال محل لهذا الخالف فمساطر معالجة الصعوبات كاإلفالس من النظام العام‬
‫ويمكن للمحكمة بمقتضى هذا المبدأ أن تضع يدها على المس طرة تلقائيا بص رف النظر عن‬
‫األداء من عدمه إن رأت أن وضعية المقاولة ال زالت بعد األداء مختلة بش كل ال رجعة فيه أو‬
‫أنها مختلة ولكن ليست بشكل ال رجعة فيه وما دامت المقاولة تعرف االضطراب المالي وقت‬
‫البت في النازلة‪.‬‬

‫‪ 9‬طرق الطعن غير العادية‪.‬‬


‫الفقرة الثانية‪:‬‬

‫تعتبر التعرض وتعرض الغير الخارج عن الخصومة والنقص من الطرق غير العادية‬
‫للطعن يخول للمحكمة النظر في الوقائع والقانون‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعرض الغير الخارج عن الخصومة‪:‬‬

‫هو طريق غير عادي للطعن في األحكام وضعه القانون في متناول كل شخص لم يكن‬
‫طرفا وال ممثال في الدعوى يستطيع بمقتضاه أن يرفع أثر الحكم الصادر فيها‪ ،‬إذا ك ان الحكم‬
‫المذكور يمس بحقوقه أو يضر بمصالحه فتعرض الخارج عن الخصومة هو إذن طعن تقتصر‬
‫ممارسته على األشخاص الذين لم يكونوا طرفا أو ممثلين في الدعوى التي ص در فيها الحكم‬
‫المشكوك منه‪ .50‬ولقد استفادت مدونة التجارة الجديدة من االنتقادات التي وجهت إلى الق انون‬

‫‪ -‬الدكتور أحمد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.253 :‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪34‬‬
‫القديم المنسوخ الذي لم يكن ينص صراحة على حق الغير الخارج عن الخصومة في التعرض‬
‫(المادة ‪ 328‬من القانون القديم الملغى) إال أننا اس تثمرنا مع ذلك عمومية النص وغم وض‬
‫طرة المدنية‬ ‫القول باإلجازة حماية لمصالح الغير التي قد تكون حيوية خاصة أن قانون المس‬
‫خصص ثالث مواد للتعرض الغير لخارج عن الخصومة (المواد ‪ 303‬إلى ‪ )305‬وال يمكن‬
‫نهائيا أن تطبق المادتان ‪ 304‬و‪ 305‬من ق انون المس طرة المدنية على مس اطر المعالجة‬
‫لكونها تتعارض مع طبيعة هذه المس اطر األخ يرة القائمة على مب دأ التعجيل أو التس ريع‬
‫بالمسطرة وال تبقى من مواد المسطرة المدنية القابلة للتطبيق في مادة مساطر المعالجة س وى‬
‫ومة‬ ‫المادة ‪ 303‬التي تضع المبدأ العام الذي يصرح ويعترف بحق الغير الخارج عن الخص‬
‫في التعرض وباستقرائنا للفصل ‪ 303‬من ق‪.‬م‪.‬م نجده يعرف الغير بأنه الش خص ال ذي لم‬
‫يستدع هو أو من ينوب عنه في الدعوى بمعنى أال يكون طرفا في الدعوى أو ممثال فيها‪.51‬‬

‫فتعرض الخارج عن الخصومة يرد على جميع األحكام الفاصلة في نزاع سواء كانت‬
‫هذه األحكام صادرة بالدرجة األخيرة أم بالدرجة االبتدائية ح تى يمكن التع رض عليها رغم‬
‫قابليتها باالستئناف‪ ،‬ويقبل أيضا تعرض الخارج عن الخصومة ضد األحكام الصادرة بإعطاء‬
‫الحكام األجنبية صيغة التنفيذ في المغرب أما بالنسبة لألحكام الصادرة من القضاء المستعجل‬
‫فإن األمر مختلف فيه ولكن الرأي الراجح في الفقه واالجتهاد يميل إلى القول بجواز التعرض‬
‫على هذه األحكام والسيما أن األحكام المذكورة تقبل التنفيذ المعجل حكما وقد يحصل أن يمس‬
‫بحقوق الغير أما بالنسبة لألحكام الص ادرة في غرفة المش ورة فمن رأي البعض أنها على‬
‫إطالقها تقبل تعرض الغير الخارج عن الخصومة‪.‬‬

‫ويتم التعرض بتصريح فقط لدى كاتب ضبط المحكمة التجارية أو محكمة االس تئناف‬
‫التجارية (المادة ‪ 11‬من قانون رقم ‪ 53.95‬القاضي بإحداث المحاكم التجارية فيتخذان شكل‬
‫مقال الفتتاح الدعوى (المواد ‪ 304‬و‪ 131‬و‪ 352‬و‪ 31‬و‪ 32‬من قانون المسطرة المدني ة)‪.‬‬
‫دم بطلب فتح‬ ‫وال تعتبر الحكم صدر غيابيا قابال للتعرض إن كان رئيس المقاولة هو الذي تق‬
‫‪ -‬قانون المسطرة المدنية‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫‪35‬‬
‫مسطرة المعالجة تجاهه كواجب يقع على عاتقه يمارس في أجل أقصاه ‪ 15‬يوما على األكثر‬
‫على توقفه عن الدفع (المادة ‪ 561‬من المدونة) تحت طائلة سقوط األهلية التجارية باعتب اره‬
‫محركا وحاضرا في المسطرة وإجراءاتها‪.52‬‬

‫ويسوغ لرئيس المقاولة المدين المحكوم عليه غيابيا بمس طرة من مس اطر المعالجة‬
‫سواء صدر الحكم الغيابي بناء على مقال افتتاحي للدعوى ألحد الدائنين أو أكثر أو بن اء على‬
‫طلب النيابة العامة أو تلقائيا من قبل المحكمة التجارية التي وضعت يدها على النازلة (الم ادة‬
‫‪ 563‬من المدونة) أن يتعرض على الحكم الصادر ضده‪ .‬إن تخلف عن حضور الجلسة ألن‬
‫المحكمة ال تبت بشأن فتح مسطرة المعالجة إال بعد استماعها ل رئيس المقاولة أو اس تدعائه‬
‫قانونيا للحضور أمام غرفة المشورة‪.53‬‬

‫ويتبين من المبدأ أن مدونة التجارة كانت عادلة وحامية لحقوق ال دفاع موقف ي وفر‬
‫للمسطرة نوعا من المصداقية والشفافية وحتى التدبير والتسيير بحضور سائر األطراف خالفا‬
‫للنهج الذي سلكه القانون الفرنسي الذي وقف عند حدود االستئناف والنقض (المادة ‪ 171‬من‬
‫قانون ‪ 25‬يناير ‪ )1985‬وقانون المسطرة المدنية المغربية والفرنس ية ال ذين ال يج يز أن‬
‫التعرض على األحكام الغيابية إذا كانت قابلة لالستئناف (الم ادة ‪ 150‬و‪ 352‬مغربية و‪473‬‬
‫فرنسية)‪.‬‬

‫وال يسوغ من جهة أخرى التعرض على التعرض فإن تغيب المتعرض م رة ثانية فال‬
‫يقبل تعرضه مرة أخرى وإال كانت المسطرة عبثا وسببا لمضيعة الوقت الشيء ال ذي يحرمه‬
‫القانون (المادة ‪ 133‬من قانون م‪.‬من ويجب أن يقع التعرض والتعرض الغ ير الخ ارج عن‬
‫الخصومة داخل األجل القانوني الذي حدد في عشرة أيام تحتسب ابتداء إما‪:‬‬

‫‪ +‬من تاريخ النطق بالمقرر أو الحكم القضائي‪.‬‬

‫‪ -‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.254 :‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪ -‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬مرجع سابقن ص‪.254 :‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ +‬أو من تاريخ نشر الحكم في الجريدة الرسمية إذا كان من الالزم إرجاء هذا النشر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النقض‪:‬‬

‫الطعن بالنقض هو طريق غير عادي يهدف عرض الحكم المط ون فيه على المجلس‬
‫األعلى قصد نقضه لمخالفته الحكم القانون والمجلس األعلى ال يشكل درجة ثالثة من درجات‬
‫دئيا‬ ‫المحكم بحيث يجوز طرح النزاع في جوهره أمامه بل إن سلطة هذا المجلس تقتصر مب‬
‫على البحث في موافقة الحكم المطع ون فيه األص ول والق انون أو خروجه عن المب ادئ‬
‫والنصوص القانونية‪.‬‬

‫النقض داخل أجل ‪10‬‬ ‫لقد نصت المادة ‪ 731‬من مدونة التجارة قائلة " يقدم الطعن ب‬
‫أيام ابتداء من تبليغ القرار‪ 54‬ويختلف فعال أجل الطعن بالنقض في مادة مس اطر المعالجة أتى‬
‫وال المقاولة‬ ‫قصيرا نسبيا يتالءم مع مبادئ تسريع المسطرة والتعجيل بإجراءاتها حماية ألم‬
‫وحقوق الدائنين وتحريكا آلليات اإلنقاذ في الوقت المناسب ال تي قد تق ود إلى اس تمرارية‬
‫المقاولة أو تفويتها أو الحكم بالتصفية القضائية عند استحالة اإلنقاذ قبل تفاقم تدهور الوضعية‬
‫المالية واالقتصادية واالجتماعية ويعتبر األجالن معا كاملين سواء ‪ 10‬أيام في الطعن بالنقض‬
‫في مساطر المعالجة أو ‪ 30‬يوما من يوم تبليغ الحكم المطعون فيه إلى الش خص نفسه أو إلى‬
‫موطنه الحقيقي المادة ‪ 358‬من قانون م‪.‬م ‪ .1974‬ويعتبر األجالن معا ك املين بمع نى ال‬
‫يحسب اليوم الذي يتم فيه التبليغ وال اليوم األخير (الم ادة ‪ 512‬م‪.‬ت) وإذا ص ادف الي وم‬
‫األخير يوم عطلة امتد األجل إلى أول يوم عمل بعده (المادة ‪ )512‬وبفوات ا ألجل يقسط الحق‬
‫في ممارسة الطعن (المادة ‪ 511‬من قانون المسطرة المدنية)‪.‬‬

‫ويعد الطعن بالنقض من الطرف غير العادية ال تي ت روم حمل المجلس األعلى على‬
‫إلغاء األحكام الصادرة في شأن مساطر المعالجة (المادة ‪ 731‬من المدونة)‪ .‬وترفع طلب ات‬
‫النقض واإللغاء بواسطة مقال مكتوب موقع عليه من طرف محام مقبول للترافع أمام المجلس‬

‫‪ -‬مدونة التجارة‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪37‬‬
‫األعلى تحت طائلة التشطيب على القضية تلقائيا من غير استدعاء الطرف المع ني (الم ادة‬
‫‪ 354‬من قانون م‪.‬م) وتكون جلسات المجلس األعلى علنية عدا إذا ق رر المجلس س ريتها‬
‫ويجب االستماع إلى النيابة العامة في جميع القضايا (المادتان ‪ 372‬م قانون المسطرة المدنية‬
‫و‪ 563‬من مدونة التجارة وال تقبل القرارات الغيابية التي يصدرها المجلس األعلى للتعرض‬
‫المادة ‪ 378‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫خالصة الق ول أن معالجة المقاولة من الص عوبات ال تي تعتريها ال يمكن أن يتم إال‬
‫بموجب حكم قضائي يصدر عن محكمة مختصة كما أن هذه المعالجة تس هر عليها أجه زة‬
‫مستقلة عن أطرافها الدائنين والمدين (المقاولة)‪ ،‬حتى يتم التوفيق بين مصالح األطراف‪ ،‬وهذه‬
‫األجهزة قضائية ويتم تعينها بموجب حكم قضائي الذي خول المشرع للمتضرر منه أن يطعن‬
‫فيه بمختلف طرق الطعن‪ .‬بالرغم من كونه مشمول بالنفاذ المعجل‪ ،‬وهذا الحكم يقوم السنديك‬
‫ترة المالحظة‬ ‫بموجبه بإعداد تقرير حول الحل المالئم الذي ستتخذه المحكمة في حقها بعد ف‬
‫والذي سيكون موضوع العرض القادم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫‪ -‬أحمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة‬
‫ومساطر معالجتها الجزء الثاني ‪ ,‬مطبعة المعارف الجديدة ‪ ,‬الطبعة االولى ‪2000 ,‬‬
‫‪ -‬المهدي شبو‪ ،‬مؤسسة القاضي المنتدب في مساطر معالجة صعوبات لمقاولة‪.‬‬
‫‪ -‬امحمد لفروجي‪،‬التاجر وقانون التجارة بالمغرب‪،‬دراسة تحليلية ومقارنة على ضوء مدونة‬
‫التجارة والقوانين المتعلقة بالشركات التجارية والسوق المالية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪.1997‬‬
‫‪ -‬حسين الماحي‪ ،‬أحكام اإلفالس قفي ظل قانون التجارة الجديد‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار النهضة العربية‬
‫القاهرة‪ ،‬سنة ‪.2000‬‬
‫‪ -‬حياة حجي‪ ،‬امتياز الخزينة العمومية في مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬مقال منشور في‬
‫المجلة المغربية لقانون األعمال والمقاوالت‪ ،‬ع ‪.2008 ،1415‬‬
‫‪ -‬حياة شمسي‪ ،‬امتياز الخزينة العامة في مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫الماستر‪ ،‬نوقشت بكلية الحقوق بمراكش ‪.2014-2013‬‬
‫‪ -‬عبد الكريم الطالب‪ ،‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬ط ‪ ،5‬مطبعة المعرفة‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬السنة ‪.2013‬‬
‫‪ -‬محمد كرام‪ ،‬الوجيز في مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬
‫المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪2010‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد الصفوري‪،‬التوقف عن الدفع بين الفقه والقانون والقضاء‪ ،‬مطبعة ابن سينا‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪1‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪:‬اإلجراءات الالزمة لصدور حكم فتح مسطرة المعالجة ومضمونه‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلجراءات الالزمة لصدور الحكم‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المحكمة المختصة بإصدار حكم فتح مساطر معالجة صعوبات‬
‫‪3‬‬ ‫المقاولة‪.‬‬
‫‪9‬تي يتعين على المحكمة اتباعها قبل‬
‫‪9‬راءات ال‪9‬‬
‫‪ 9‬اإلج‪9‬‬
‫‪ 9‬الفقرة الثانية‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫‪6‬‬ ‫البث في طلب فتح مسطرة المعالجة‪:‬‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مضمون الحكم القاضي بفتح مسطرة معالجة المقاولة‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬تحديد تاريخ التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ 9‬تعيين أجهزة المسطرة وتحديد أنواعها‪:‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آثار لحكم القاضي بفتح مسطرة المعالجة والطعن فيه‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬شهر الحكم و آثاره‪:‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬شهر حكم فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪ 9‬آثار الحكم‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن في حكم فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬طرق الطعن العادية‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 9‬طرق الطعن غير العادية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬‬
‫‪38‬‬ ‫الخاتمة‪:‬‬
‫‪39‬‬ ‫فهرس المراجع المعتمدة‬

‫‪41‬‬

You might also like