You are on page 1of 96

‫ﺟﺎﻣﻌﺔاﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬


‫ﻗﺳم اﻟﺣﻘوق‬

‫اﻟﺪﻓﺎﺗﺮ اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ و ﺣﺠﯿﺘﮭﺎ‬


‫ﻓﻲ اﻹﺛﺒﺎت‬

‫ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق‬


‫ﺗﺧﺻص‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل‬
‫ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ‪:‬‬ ‫ﺇﻋــﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ‪:‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻧور ﻣﺑروك‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬ن ‪‬ط‪ ‬ا‪‬اء‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ‪2014/2013:‬‬
‫ﺷﻜ ـ ـﺮ وﺗﻘ ـ ـﺪﻳﺮ‬

‫اﻟﺤﻤﺪ اﷲ اﻟﺬي ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﺗﺘﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ‬

‫وﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﺑﺈﺣﺴﺎن إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﺪﻳﻦ‪.‬‬

‫أﺣﻤﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺬي ﺑﺎرك ﻟﻲ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم ﺑﺤﺜﻲ ﻫﺬا ‪ ،‬واﻟﺬي أﺗﻘﺪم ﻓﻴﻪ ﺑﺠﺰﻳﻞ‬

‫اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓﺎن إﻟﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮر‪ :‬ﻣﺒﺮوك ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻮر ‪ ،‬ﻟﻘﺒﻮﻟﻪ اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﻫﺬا‬

‫اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬ﻓﻠﻪ أﺧﻠﺺ ﺗﺤﻴﺔ و أﻋﻈﻢ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت‬

‫وإرﺷﺎدات ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﺼﻨﻲ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ ووﻗﺖ ﻃﻮال إﺷﺮاﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ‬

‫اﻟﺪراﺳﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ أﺗﻘﺪم ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ إﻟﻰ ﻛﻞ أﺳﺎﺗﺬﺗﻲ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق وأﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﺆﻃﺮي‬

‫ﺗﺨﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻋﻤﺎل‪.‬‬

‫دون أن أﻧﺴﻰ ﻣﻦ أﻣﺪ ﻟﻲ ﻳﺪ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ اﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ‬


‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫نظ ار الزدياد الحاج ات االقتصادية والضروريات العممية‪ ،‬نشأ وتطور القانون التجاري بتطور‬
‫العصور ىذا ما استمزم تنظيم فئة من المعامالت أال وىي األعمال التجارية وفئة األشخاص ىم‬
‫التجار وذلك وفق تنظيم قانوني خاص يتفق مع مقتضيات التجارة ومطالبيا‪ ،‬ونظ ار لكون الدولة‬
‫السيادة األولى في اصدار القرار فيي تعتبر المسير الرئيسي واألساس في المعامالت التجارية‬
‫من خالل القواعد والنصوص القانونية‪ .‬فقد توجيت فئة النتياج نشاط آخر كالشركات لغرض نظام‬
‫قانوني يرضي الطرفين فالطرف اآلخر أال وىو التاجر باعتباره يقوم بعمل تجاري يحترف ويتخذه‬
‫مينة معتادة فيستمزم عميو اتباع عدة جوانب وعمميات‪.‬‬

‫ظيرت منذ القدم عدة قواعد قانونية تتعمق بسموك المجتمع وتصرفاتو لكي تنظم األعمال المتعمقة‬
‫بالتجار‪ ،‬فمذلك ظيرت عدة أنواع من القواعد باإلضافة إلى االجراءات الخاصة بالمراقبة واالشراف‬
‫عمى النشاطات التجارية‪ ،‬من بينيا القواعد الخاصة التي تنظم وتوجو تجارتيم توجييا سميما يخدم‬
‫المجتمع ككل‪ ،‬وىذا صادر عن السمطات التشريعية وغيرىا من السمطات العامة التي تديرىا‪.‬‬

‫وموضوع دراستنا ينصب عمى سبل تسيير االعمال التجارية ونشاطاتيا من الناحية الداخمية‬
‫والخارجية بغية الوصول إلى االىداف التي يسعى المجتمع إلى تحقيقيا‪ ،‬من بينيا‪ :‬تحقيق‬
‫المصمحة العامة لكل االفراد دون تمييز باالعتماد عمى مجموعة من االساليب واالطر التي يحققيا‬
‫الفرد والدولة في الحياة االقتصادية من خالل استثمار تجاري عقالني من جية‪ ،‬ومن جية أخرى‬
‫تحقيق المصمحة الخاصة لصاحب العمل أو المشروع‪ .‬وحتى يتم تحقيق ىذا التنظيم يجب توفير‬
‫العناية من عدة نواحي سواء كانت القانونية أو التوجييية الخاصة باألعمال والمشاريع التجارية‬
‫كإلزامية مسك الدفاتر التجارية من طرف التاجر باعتبارىا أداة فعالة لتسيير النشاطات التجارية‬
‫كما أنيا تمكن من تحديد حقوقيم وما عمييم من ديون في ذمة الغير وىذا ما سنتطرق اليو من‬
‫خالل دراستنا‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫بغية اإللمام بحيثيات ىذا الموضوع والتطرق إليو بصفة مفصمة تم صياغة االشكالية الرئيسية‬
‫التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلشكالية الرئيسية‪:‬‬

‫ما هو مفهوم الدفاتر التجارية وما هي حجيتها في اإلثبات؟‬

‫انطالقا من اإلشكالية الرئيسية يمكن تجزئتيا إلى األسئمة الفرعية التالية‪:‬‬


‫‪ ‬ما المقصود بالدفاتر التجارية؟‬
‫‪ ‬ىل تمعب الدفاتر التجارية دو ار رئيسيا في تسيير االعمال والنشاطات التجارية لمتاجر؟‬
‫‪ ‬إلى أي مدى يمكن اعتبار الدفاتر التجارية أداة اثبات وعنص ار فعاال في تطور الحياة‬
‫االقتصادية؟‬

‫ثانيا‪ :‬الفرضيات‪:‬‬

‫ويمكن االجابة عن ىذه التساؤالت الفرعية من خالل الفرضيات التالية‪:‬‬


‫‪ ‬تعتبر الدفاتر التجارية سجالت يقيد فييا التاجر العمميات التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬تمعب الدفاتر التجارية دو ار رئيسيا في تسيير االعمال والنشاطات التجارية لمتاجر من خالل‬
‫تنظيميا تنظيما محكما وفق النصوص القانونية وذلك بإلزامية مسكيا‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن اعتبار الدفاتر التجارية اداة اثبات باعتبارىا قرينة اثبات أمام القضاء وأداة تنظيم‬
‫لألعمال التجارية مما يساعد في تطوير الحياة االقتصادية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تكمن أىمية الموضوع في كون أن لمدفاتر التجارية مكانة معتبرة في إطار المعامالت بين‬
‫التجار لذا ظيرت الضرورة لدراسة المواضيع المتعمقة بيذه المعامالت‪ ،‬فالدفاتر التجارية ىي‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫بمثابة أداة اثبات فعالة والضمان الوحيد لمتاجر لبيان مركزه المالي من حيث الحقوق والديون‬
‫والنتيجة المحققة سواء خسارة أو ربح‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أسباب الدراسة‪:‬‬

‫تنقسم أسباب الدراسة إلى أسباب ذاتية وأسباب موضوعية وىي‪:‬‬

‫‪ ‬األسباب الذاتية‪:‬‬
‫‪ -‬الميول الشخصي لموضوع الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة واكتساب واثراء معارف جديدة واضافتيا إلى الموسوعة الدراسية‪.‬‬
‫‪ ‬األسباب الموضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬تتمثل ىذه األسباب بما ىو مرتبط أساسا بطبيعة التخصص لألعمال التجارية في عصرنا‬
‫الحالي‪ ،‬خاصة الدول العظمى التي أخذت طابعا تنظيميا دقيقا متشابكا يحتاج إلى الكثير‬
‫من الجيد‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك انتقال النشاط التجاري من المجيود الفردي إلى المجيود‬
‫الجماعي القائم عمى إدارة المشروع الذي يقوم عمى االتقان وحسن التسيير وذلك لتفادي‬
‫وقوع األخطاء‪ ،‬وال يحدث ذلك إال بمسك دفاتر تجارية مضبوطة ومنظمة بناء عمى قواعد‬
‫ونصوص قانونية وفقا لمبادئ عمم الحساب حتى يصل إلى تحقيق اليدف المبتغى الذي‬
‫يسعى إليو كافة االفراد‪.‬‬
‫‪ -‬تسميط الضوء عمى جوانب عديدة ليذه الدفاتر التجارية وما تقدمو من مساندة لمتاجر في‬
‫أعمالو التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬إثراء المكتبة بيذا العمل المتواضع‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫خامسا‪ :‬منهج الدراسة‪:‬‬

‫من أجل اإللمام بمختمف جوانب الموضوع واإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية والتساؤالت‬
‫الفرعية المطروحة والتأكد من صحة الفرضيات المذكورة سابقا‪ ،‬اعتمدنا عمى المنيج التاريخي من‬
‫خالل دراسة التطور التاريخي لمدفاتر التجارية‪.‬‬
‫كما اعتمدنا عمى المنيج الوصفي التحميمي باعتباره طريقة لوصف الظاىرة المدروسة وتصويرىا‬
‫عن طريق جمع المعمومات عن عناصر اإلشكالية‪ ،‬ثم محاولة تحميميا باالعتماد عمى النصوص‬
‫القانونية الخاصة بالتشريع التجاري الجزائري واخضاعيا لمدراسة الدقيقة بغية التوصل إلى نتائج‬
‫مقبولة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫أثناء ا لقيام بالدراسة األولية لمموضوع من خالل المسح الكتابي لمختمف المراجع التي تناولت‬
‫ىذا الموضوع بصفة كمية أو لجزء منو‪ ،‬فقد تم العثور عمى بعض الدراسات التي تطرقت لبعض‬
‫محتويات ىذه الدراسة‪.‬‬
‫وسنعرض فيما يمي بعض الدراسات ذات الصمة بالموضوع‪:‬‬

‫‪ ‬بشير طاهري (جوان ‪:1)1002‬‬

‫تيدف ىذه الدراسة إلى بيان الدفاتر التجارية أنواعيا وحجيتيا في اإلثبات‪ ،‬كما أن الباحث قد‬
‫توصل من خالل ىذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج من بينيا‪:‬‬

‫‪ -‬إن تطور الدفاتر التجارية لو أىمية كبيرة في حياة التاجر وأعمالو التجارية في العصر‬
‫الحديث‪ ،‬حيث أصبحت ذات فعالية كبيرة في تقديم العون لمتاجر والتجارة‪ ،‬وقد أممت طبيعة‬

‫‪1‬‬
‫بشير طاىري‪ ،‬الدفاتر التجارية أنواعها وحجيتها في االثبات‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم التجارية جامعة الجزائر‪ ،‬جوان ‪.1002‬‬

‫د‬
‫مقدمة‬

‫التعامل التجاري الجديد وجوب مسك دفاتر متكاممة ومنتظمة فبدونيا ال يمكن لمتاجر أن‬
‫يقف عمى كامل عناصر العمل التجاري لتحقيق غايتو وغاية المجتمع ككل‪.‬‬
‫‪ -‬أفرز الواقع التجاري الحديث الكثير من المعطيات والتقنيات الحديثة والفعالة في مجال‬
‫التعامل بالدفاتر التجارية ومسكيا ىو الذي يحتم عمى المشرع بأن يولي أىمية قصوى‬
‫لمدفاتر التجارية في مجال االثبات‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬خطة البحث‪:‬‬

‫إن عممية تنظيم البحث بطريقة منيجية سميمة استدعت تقسيم ىذه الدراسة إلى ثالثة فصول‬
‫بدءا من المقدمة العامة لمموضوع‪ ،‬ونختميا بالخاتمة العامة وبعض التوصيات والمقترحات‪.‬‬
‫ويكون ىذا كما يمي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬يتناول ىذا الفصل ماىية الدفاتر التجارية بصفة عامة‪ ،‬وىذا من خالل مبحثين‬
‫األول يضم مفيوم الدفاتر التجارية أما الثاني يحوي أىمية الدفاتر التجارية وأنواعيا‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬يتكمم عن االلتزام القانوني بمسكيا وطرق تقديميا لمقضاء من خالل مبحثين األول‬
‫يضم التنظيم القانوني بمسكيا‪ ،‬أما الثاني طرق تقديم الدفاتر التجارية إلى القضاء‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬يضم ىذا الفصل األخير األساس القانوني لمدفاتر التجارية وحجيتيا في اإلثبات‬
‫وجزاءات اإلخالل بمسكيا‪ ،‬وتم التطرق إلى ذلك من خالل ثالث مباحث األول األساس القانوني‬
‫لمدفاتر التجارية والثاني يضم حجية الدفاتر في اإلثبات‪ ،‬أما الثالث يضم جزاءات اإلخالل بمسك‬
‫الدفاتر التجارية‪.‬‬

‫ه‬
‫مقدمة‬

‫ثامنا‪ :‬التعريفات اإلجرائية‪:‬‬

‫‪ ‬الدفاتر التجارية‪ :‬سجالت يقيد فييا التاجر عممياتو التجارية (ايراداتو‪ ،‬مصروفاتو‪ ،‬حقوقو‬
‫والتزاماتو) ومن خالليا يتضح مركزه المالي وظروف تجارتو‪ ،‬فيي وثيقة محاسبية ال يمكن‬
‫‪1‬‬
‫لمتاجر االستغناء عنيا عند اعداده حصيمة نياية السنة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلثبات‪ :‬لم يتطرق المشرع الجزائري إلى تعريف اإلثبات‪ ،‬لكن المشرع المبناني قام بتعريفو‬
‫عمى أنو‪ :‬إقامة الدليل أمام القضاء عمى واقعة أو عمل قانوني يسند إلى أي منيما طمب‬
‫‪2‬‬
‫أو دفع‪.‬‬

‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬محاضرات في مادة القانون التجاري الجزائري "األعمال التجارية‪ -‬نظرية التاجر‪ -‬المحل التجاري‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫الشركات التجارية‪ -‬الشيك"‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫المادة ‪ 292‬من قانون الواجبات والعقود ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫و‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية الدفاتر التجارية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن اكتساب صفة التاجر وممارسة األعمال التجارية تنشئ عدة التزامات يجب القيام بيا‬
‫وحتى يتم ذلك يقتضي حسن سير مينة التجارة من خبلل مسك الدفاتر التجارية تسييبل‬
‫لممعامبلت التجارية فيي الزام عمى األشخاص سواء الطبيعيين أو المعنويين ذوو صفة التجار‪.‬‬
‫فألزم المشرع التاجر تدوين جميع عممياتو التجارية وفق أسس محددة فميا فائدة وأىمية جمة من‬
‫عدة نواحي‪.‬‬

‫كما أن القانون التجاري قد ألزم التجار بمسك الدفاتر التجارية لتدوين حقوقيم وما عمييم‬
‫من ديون حتى يتمكنوا من معرفة مركزىم المالي‪ ،‬وبالتالي فالقانون التجاري ىو المصدر‬
‫الرئيسي لمدفاتر التجارية‪ ،‬فيذه األخيرة تطورت عبر العصور فمنذ القديم كان اىتمام التجار‬
‫بالتجارة قميبل لم يكن متطورا‪ ،‬ومن خبلل عدة مناطق من العالم وبعدىا ازدىرت التجارة شيئا‬
‫فشيئا بالتدرج ووصمت إلى اليدف المنشود‪ ،‬وذلك بتنظيم الحرف التجارية تنظيما دقيقا لضمان‬
‫سير األعمال التجارية عمى أسس وقواعد معينة إلنجاز النشاط التجاري لمتاجر بشكل واسع‬
‫لتحقيق التطور التجاري الذي يقوم عمى أساس السرعة والثقة واالئتمان‪.‬‬

‫فقد اىتم المشرع بتنظيم األعمال التجارية التي يقوم بيا التاجر مع غيره من المتعاممين‬
‫وعمى التاجر المتعامل أن يتأكد من حسن نية غيره ويطمئن لمشروعيم وفقا لسبل سميمة من‬
‫حيث التسيير سواء كان داخميا أو خارجيا حفاظا عمى المعامبلت التجارية فردية كانت أو‬
‫جماعية تحقيقا لممصمحة العامة والخاصة عمى حد سواء‪.‬‬
‫ومع تطور الزمن بدأت الدفاتر بالتنوع فظيرت بعدة أشكال وفقا لنصوص قانونية نظميا المشرع‬
‫وتتمثل في الدفاتر اإلجبارية (اليومية والجرد)‪ ،‬وىناك دفاتر اختيارية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وعميو ارتأينا التطرق إلى ىذا الفصل من خبلل مبحثين‪:‬‬


‫المبحث األول‪ :‬مفيوم الدفاتر التجارية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أىمية الدفاتر التجارية وأنواعيا‬

‫‪3‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الدفاتر التجارية‬

‫تعتبر الدفاتر التجارية بمثابة أداة اثبات وعنصر فعال في تنظيم المعامبلت والنشاطات‬
‫التجارية بالنسبة لمتاجر في حد ذاتو من خبلل بيان حقوقو وما عميو من ديون ىذا من جية‪،‬‬
‫ومن جية أخرى بين التاجر وغيره من التجار أو غير التجار‪.‬‬

‫من خبلل ما سبق ذكره‪ ،‬سنحاول تقسيم ىذا المبحث إلى ما يمي‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬نشأة الدفاتر التجارية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف الدفاتر التجارية‬

‫المطمب األول‪ :‬نشأة الدفاتر التجارية‬

‫ظيرت وتطورت الدفاتر التجارية عبر عدة عصور ومراحل‪ ،‬حيث قسم الفقو التجاري ىذه‬
‫العصور إلى ثبلثة مراحل أساسية وىي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مرحمة العصر القديم‪:‬‬

‫عاشت شعوب ىذا العصر عمى الفن واليندسة ميتمة بالممكية العقارية والنشاط الفبلحي‬
‫ميممة كل ما لو عبلقة بالعمل التجاري‪ ،‬بل تركوا كمية ىذا العمل إلى األجانب والرقيق والعبيد‬
‫والييود معتقدين أن التجارة عمبل ال يناسب الشرفاء واألحرار بل ويحط من قيمة النببلء منيم‬
‫ويقمل من نشأتيم كالمصريين القدماء والرومان‪ ،1‬ويرجع االلتزام بمسك الدفاتر التجارية ‪livre‬‬
‫‪ de commerce‬إلى عرف قديم سار عميو التجار منذ عيد الصيارفة الرومانيين الذين‬
‫وضعوا النواة األولى لفن المحاسبة التجارية الحديثة ‪ comptabilité commerciale‬التي‬
‫نضجت بالتدريج خبلل العصور الوسطى والحديثة‪ ،‬كان ظيور أول دفتر منتظم في القرن‬

‫‪ 1‬بشير طاىري‪ ،‬الدفاتر التجارية أنواعها وحجيتها في اإلثبات‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬فرع‬
‫العقود والمسؤولية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم التجارية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،1002‬ص ‪.21‬‬

‫‪4‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الخامس عشر بالتدريج عام ‪ 2141‬عمى يد االيطالي "لونا بكيممو" ومنذ ذلك الوقت أدت‬
‫الدفاتر التجارية إلى تحقيق نجاح كبير السيما بالنسبة لممشاريع الضخمة‪ ،‬األمر الذي جعل‬
‫المشرع في العديد من الدول يأخذ بيا كنظام أساسي من أنظمة القانون التجاري‪ .‬من أبرز‬
‫التشريعات التي أخذت بالدفاتر التجارية التقنين التجاري الفرنسي الصادر عام ‪ ،2001‬وقد‬
‫‪1‬‬
‫تأثرت بيا العديد من تشريعات الدول العربية من بينيا مصر ولبنان‪.‬‬
‫وىناك من أورد أصل الدفاتر التجارية إلى النظام الطائفي الذي كان يميز التجار في القرون‬
‫الوسطى‪ ،‬حيث قننت الئحة "جواك ساف ار ريو" في فرنسا عام ‪ 2171‬وكانت عبارة عن تقنين‬
‫لعادات وأعراف التجار‪ .‬فقد أشار "غايوس" و "جستيان" إلى القيود التي تنشأ عن القيد بالدفاتر‬
‫واعتبر ىذا القيد دليبل عمى انشغال الذمة‪ ،2‬كما يرى األستاذ "جورج ىاميل" أن الحضارة‬
‫المصرية وىي أقدم حضارة وأعرقيا لم تترك لنا أي اثر يتعمق بالنشاط التجاري أو القانون‬
‫التجاري ألنيم تركوىا لؤلجانب كالكمدانيين والييود وغيرىم‪ ،‬وال يعني أن ىذه الشعوب لم تعمل‬
‫في الن شاط التجاري نيائيا أو لم تعرف قانونا أو عرفا أو عادات تجارية‪ ،‬بل أنيا كانت تحتل‬
‫مركز ثانويا‪ .‬كما أن اىتمام البابميون بالتجارة كان كبي ار وظير ذلك من خبلل القواعد‬
‫ا‬ ‫عندىم‬
‫التجارية التي جاء بيا "حامورابي"‪ ،‬مثبل القواعد الخاصة بالشركة والقرض وغيرىا من األعمال‬
‫األخرى‪ .‬وقد انتقمت ىذه القواعد إلى الفينيقيين الذين ارتبط اسميم بالبحر وببعض التنظيمات‬
‫‪3‬‬
‫البحرية التي نعرفيا اآلن بقواعد التجارة البحرية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري ( األعمال التجارية‪ -‬التجار‪ -‬األموال التجارية )‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‬
‫‪ ،1000‬بدون ط‪ ،‬ص ص ‪.120 ،104‬‬
‫حسن المؤمن‪ ،‬نظرية اإلثبات المحررات واألدلة الكتابية‪ ،‬مكتبة النيضة‪ ،‬لبنان‪ ،‬بدون ت‪ ،‬ط ‪ ،11‬ص ‪.110‬‬ ‫‪2‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.27 ،21‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪5‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫من خبلل ما سبق تم التوصل أن القانون التجاري ىو المنبع األصمي لمدفاتر التجارية‬
‫نظ ار لكون ىذه األخيرة جزء من القانون التجاري‪ ،‬ومن خبلل نشأتو استخمصنا ظيور الدفاتر‬
‫التجارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحمة العصور الوسطى‪:‬‬

‫شيدت ىذه المرحمة انتعاشا كبي ار في التجارة من خبلل الرومان‪ ،‬باعتبارىم المسيطر عمى‬
‫ىذه المرحمة حيث بمغت االمبراطورية الرومانية أوج قوتيا وعظمتيا من خبلل االبتعاد عن كل‬
‫مظاىر التمييز العنصري‪ ،‬إال أنو مع مرور الزمن سقطت االمبراطورية الرومانية وعمت‬
‫الفوضى وضعفت السمطة المركزية أو كادت تختفي تماما‪ .‬وأصبحت التجارة في خطر مما أدى‬
‫إلى ظيور الطبقية بمعنى طغيان الطبقة الكبرى عمى الصغرى وذلك من خبلل استوالئيا عمى‬
‫السمطة في المدن االيطالية‪ ،‬ومن ثم ظير التحالف االقطاعي مع عدة دول من بينيا فرنسا‪،‬‬
‫ايطاليا‪ ،‬وىولندا‪.‬‬
‫وقد اختمف الفقو في تحديد الزمن التي ظيرت فيو ىذه الدفاتر‪ ،‬فيناك من رأى أنيا ظيرت‬
‫خبلل القرن ‪21‬م وىناك يرى أن أول ظيور ليا كان خبلل القرن ‪21‬م‪ ،‬والرأي الراجح أن أول‬
‫ظيور كان ىذا األخير وبشكل منتظم‪ .‬وقد ظير القيد المزدوج في دفاتر الحسابات في نياية‬
‫القرن ‪21‬م بمدن شمال ايطاليا وفي مدينة "جوا" ثم تطور بنوع خاص في مدينة البندقية لذلك‬
‫سمي "بمسك الدفاتر البندقي"‪ ،‬وقد كان أول شرح لمسك الدفاتر التجارية بطريق القيد المزدوج‬
‫قدمو لنا الفقيو "لوكابا شيولي" في كتابو المنشور بالبندقية سنة ‪ 2141‬بعنوان "صبلحية‬
‫الحسابات واليندسة والنسب والتناسب"‪ ،‬كما كانت نقطة التحول في ىذا الميدان ظيور كتاب‬
‫"ليونارد وبيزا" المنشور في فمورنسا سنة ‪ 2101‬واالنتقال إلى الترقيم العشري يرتبط ارتباطا وثيقا‬
‫بتطور الحسابات ومسك الدفاتر التجارية‪ ،‬فقد أنشأت مدارس لتدريس الشباب عمى نظام‬
‫المحاسبة ومسك الدفاتر بقصد اعدادىم الحتراف التجارة وكانت موجودة في فمورنسا في القرن‬
‫‪21‬م‪ ،‬ثم ظير بعد ذلك حساب رأس المال في القرن ‪27‬م‪ ،‬وقد كتب األستاذ "شومبارت" عن‬

‫‪6‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫تطور امساك الدفاتر التجارية في المشروع الرأسمالي وذلك في مؤلفو "الرأسمالية الحديثة"‪ ،‬وقد‬
‫انتقمت الدفاتر التجارية بالتدرج إلى فرنسا حيث عينت اإلدارة الممكية الصادرة سنة ‪2711‬م‬
‫الدفاتر التجارية التي يجب عمى التاجر امساكيا وتنظيميا واعتبرت التاجر الذي ييمميا مفمسا‬
‫مقصرا‪ ،‬وفرضت عميو عقوبة‪ .‬وقد أدى بالمجنة المكمفة إلى فرض ضريبة الدمغة عمى ىذه‬
‫الدفاتر مما جعل التجار يعرضون عن مسكيا تيربا من الضرائب مما اضطر المشرع الفرنسي‬
‫سنة ‪ 2011‬إلى الغاء ىذه الضريبة‪ ،‬وقد اقبل التجار عمى مسك الدفاتر‪ ،‬ونظ ار لمتطور الذي‬
‫وصمت إليو الدفاتر التجارية إال أنيا لم تصل إلى المبتغى ولم تستطع تنظيم شؤون التاجر وأداء‬
‫ميامو عمى أحسن وجو‪ ،‬كما أن فكرة النظام المحاسبي مرتبط بالدفاتر التجارية باعتبار كل‬
‫واحد منيا مكمل لآلخر مما أدى إلى ظيور روح التضامن في العمل التجاري وظيور الشركات‬
‫‪1‬‬
‫عمى اختبلف أنواعيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحمة العصر الحديث‪:‬‬


‫في ىذا العصر ظيرت االكتشافات الجديدة أدت إلى ظيور المصارف الكبرى التي غالبا‬
‫ما سيطر عمييا الييود بسبب موقف االسبلم من الربا‪ .‬وكذلك ظير استعمال األوراق النقدية‬
‫وانتشر التعامل باألوراق التجارية‪ ،‬فقد ازدىرت التجارة وراجت رواجا كبي ار مما أدى إلى اتباع‬
‫سبل لتنظيم األعمال التجارية وذلك من خبلل سن قوانين حفاظا عمى مصمحة التجار وغيرىم‪،‬‬
‫وتنظيم عبلقاتيم فيما بينيم‪ .‬ومن بين ىذه القواعد التي تطورت مع تطور القانون التجاري‬
‫الدفاتر التجارية وقد وضعت لمحفاظ عمى ثروتيم وتنظيم تجارتيم وتدوين ماليم وما عمييم من‬
‫ديون‪ ،‬وكذلك لمتمكن من عدم نسيان العمميات التجارية المنجزة‪.‬‬
‫غير أن التقنيات الحديثة من بينيا التقنين التجاري الجزائري الذي يعرض الدفاتر التجارية في‬
‫الباب الثاني والذي تكمم عنيا في المواد من ‪ 04‬إلى ‪ 20‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬وقد‬
‫تناول في المواد من ‪ 04‬إلى ‪ 21‬منو الكبلم عن األشخاص الممزمين بمسك الدفاتر التجارية‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وأنواعيا وشروط تنظيميا واالجراءات الشكمية والموضوعية بمسكيا وحدد الج ازءات المترتبة عن‬
‫االخبلل بيا وكذلك مدة االحتفاظ بالدفاتر‪ ،‬وتطرق إلى حجية الدفاتر التجارية في االثبات‬
‫وكيفية تقديميا واالطبلع عمييا أمام القضاء من المواد ‪ 21‬إلى ‪ 20‬من ق ت ج‪.‬‬
‫كما أن المشرع لم يقم بتعريف الدفاتر التجارية وانما تكمم عن أنواعيا طبقا لنص المادة ‪ 22‬من‬
‫القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫من خبلل ىذه المرحمة فإن الدفاتر التجارية تطورت بالتدرج ووصمت إلى اليدف الذي‬
‫يسعى إليو التجار إال أنيا لم تساير التطور بصفة كمية لكنيا حققت رواجا كبي ار وتطورت‬
‫بتطور الزمن‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬تعريف الدفاتر التجارية‬

‫بعد التطرق لنشأة الدفاتر التجارية وكيفية تطورىا عبر العصور وجب تعريف الدفاتر‬
‫التجارية‪ ،‬إال أن المشرع الجزائري لم يقم بتعريف الدفاتر التجارية بل اكتفى بذكر أنواعيا‪،‬‬
‫وكذلك معظم التشريعات التجارية األخرى العربية ويظير ذلك فيمايمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعاريف في الفقه العربي‪:‬‬

‫عرفت الدفاتر التجارية بأنيا‪ :‬إثبات العمميات التي تتم في منشأة ما في دفاتر حسابات‬
‫ىذه النشأة‪ ،‬وبمقتضى النظام الذي تضعو المحاسبة وذلك بطريقة منتظمة حتى يمكن الرجوع‬
‫‪1‬‬
‫إلييا في أي وقت‪.‬‬
‫كما عرفت الدفاتر التجارية عمى أنيا‪ :‬سجبلت يقيد فيو التاجر عممياتو التجارية‪ :‬صادراتو‬
‫ووارداتو‪ ،‬حقوقو والتزاماتو‪ ،‬وكذلك ىي عبارة عن وثائق محاسبية ال يمكن لمشخص التاجر‬
‫‪2‬‬
‫االستغناء عمييا عند قيامو بإعداد حصيمة نياية السنة‪.‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪11‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد بمودنين‪ ،‬المختصر في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬بدون ت‪ ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪8‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد عرفت الدفاتر التجارية عمى أنيا عبارة عن سجبلت يقيد فييا التاجر كافة العمميات المتعمقة‬
‫‪1‬‬
‫بنشاطاتو التجارية‪.‬‬
‫كما عرفت عمى أنيا تعتبر سجبلت يقيد فييا التاجر عممياتو التجارية (ايراداتو‪ ،‬مصروفاتو‪،‬‬
‫حقوقو‪ ،‬والتزاماتو) من خبلل ىذه السجبلت يتضح مركزه المالي وظروفو وتجارتو‪.‬‬
‫لذلك فقد اىتم المشرع الجزائري بيذا االلتزام الطبيعي فجعمو واجبا قانونيا بالنسبة لمتجار‪ ،‬سواء‬
‫‪2‬‬
‫كانوا أفرادا أو شركات قاصدا مصمحة التاجر نفسو ومصمحة األفراد الذين يتعاممون معو‪.‬‬
‫ويعرف البعض الدفاتر التجارية بأنيا سجبلت يقيد فييا التاجر عممياتو التجارية (ايراداتو‪،‬‬
‫مصروفاتو‪ ،‬حقوقو‪ ،‬والتزاماتو) ومن خبلليا يتضح مركزه المالي وظروف تجارتو‪ ،‬فيي وثيقة‬
‫‪3‬‬
‫محاسبية ال يمكن لمتاجر االستغناء عنيا عند اعداده حصيمة نياية السنة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف في الفقه الغربي‪:‬‬

‫عرف الفقو الغربي الدفاتر التجارية بأنيا‪ :‬دليل عادي لمعمميات التجارية تيدف أساسا إلى‬
‫نوعين من االىداف أوليا المصمحة الخاصة لمتاجر وثانييا المصمحة العامة وىي مراقبة العمل‬
‫‪4‬‬
‫التجاري بشكل واسع‪.‬‬

‫من خبلل التعاريف السابقة الذكر نستنتج التعريف العام لمدفاتر التجارية فمعظميا يعتمد‬
‫عمى فن تدوين العمميات التجارية لمنشأة ما أو تاجر معين وفق مبادئ النظام المحاسبي الذي‬
‫يقوم عمى الدقة والتنظيم المحكم‪ ،‬وعميو نعرف الدفاتر التجارية عمى أنيا‪ :‬عبارة عن سجبلت‬
‫تجارية يقيد بيا التاجر في حياتو اليومية التجارية ويدون فييا مالو وما عميو من ديون في ذمتو‬

‫حمدي باشا عمر‪ ،‬القضاء التجاري‪ ،‬دار ىومة لمطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1004 ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد القادر البقيرات‪ ،‬محاضرات في مادة القانون التجاري الجزائري "األعمال التجارية‪ -‬نظرية التاجر‪ -‬المحل التجاري‪-‬‬
‫الشركات التجارية‪ -‬الشيك"‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫نسرين شريقي‪ ،‬األعمال التجارية – التاجر‪ -‬المحل التجاري‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أكتوبر ‪ ،1021‬ط ‪ ،02‬ص ‪.10‬‬ ‫‪3‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪9‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫أو في ذمة غيره وذلك بشكل منظم ودقيق مع مراعاة النصوص القانونية الواجب تطبيقيا‪ ،‬ذلك‬
‫حفاظا عمى مصمحتو ومصمحة غيره‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية الدفاتر التجارية وأنواعها‬

‫ترجع الزامية مسك الدفاتر التجارية إلى الدور الكبير في النشاطات التجارية فيي ميمة‬
‫كثي ار بالنسبة لمتاجر باعتبارىا تحقق فوائد جمة لو من جية‪ ،‬ومع المتعاممين معو وكذا الدولة‬
‫من جية أخرى‪ .‬كما أن لمدفاتر التجارية أنواعا كثيرة وىذ ما سيتم التطرق إليو من خبلل‬
‫المطمبين التاليين‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬أىمية الدفاتر التجارية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أنواع الدفاتر التجارية‬

‫المطمب األول‪ :‬أهمية الدفاتر التجارية‬

‫تكمن أىمية مسك الدفاتر التجارية في العديد من الفوائد أىميا‪:‬‬


‫أوال‪ :‬بالنسبة لمصمحة التاجر‪:‬‬

‫إن استخدام الدفاتر التجارية من قبل التاجر بالطريقة التي رسميا قانون التجارة من حيث‬
‫تنظيميا تتمثل فيما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬التعرف عمى الوضع المالي لمتاجر‪:‬‬

‫إن مسك الدفاتر التجارية التي تحتوي عمى المعمومات الواضحة والموثقة بالمستندات‬
‫بشكل منظم تجعل التاجر في وضع يستطيع معو معرفة حالتو المالية‪ ،1‬فالدفاتر تعتبر وسيمة‬
‫يعتمد عمييا التاجر في اختيار أفضل الطرق لتجارتو لتفادي الخسارة‪ 2‬فيي تعكس مدى نجاح‬

‫فوزي محمد سامي بمراجعة وتعديل محمد فواز المطالقة‪ ،‬شرح القانون التجاري الجزء األول " مصادر القانون التجاري‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫األعمال التجارية‪ -‬التاجر‪ -‬المتجر‪ -‬العقود التجارية‪ -‬التجارة االلكترونية "‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1004 ،‬ط‬
‫‪ ،02‬ص ‪.221‬‬
‫نداء محمد الصوص‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي لمنشر والتوزيع‪ ،‬دار أجنادين لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‬ ‫‪2‬‬

‫المممكة العربية السعودية‪ ،1001 ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.11‬‬

‫‪11‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫التاجر في أعمالو وكذلك تبين بدقة المركز المالي لو‪ .1‬فالتاجر في ىذه الحالة يستطيع معرفة‬
‫مالو وما عميو من ديون تتعمق بتجارتو وأعمالو وما وصمت إليو تجارتو من أجل اتخاذ الق اررات‬
‫المستقبمية التي تكون مبنية عمى أسس صحيحة ونتائج سميمة‪ ،2‬ففي ىذه الحالة يتمكن عمى‬
‫ضوئيا من توجيو نشاطو التجاري عمى نحو يحقق مصمحتو ويقيو مخاطر المفاجآت‪ ،3‬ومنو‬
‫يتعرف عمى نوع السمع التي تكون أكثر رواجا لديو فيزيد تعاممو فييا أو الراكدة فيحاول‬
‫‪4‬‬
‫تصريفيا‪.‬‬
‫وفي األخير عمى التاجر أن ينظم مشروعاتو وطموحاتو المستقبمية ويتعرف عمى مواطن القوة‬
‫والضعف في تجارتو لكي ال يمحق بو أي أذى‪ ،‬ووضع خطة محكمة لسير أعمالو التجارية‬
‫‪5‬‬
‫ولتطوير ازدىار تجارتو‪.‬‬

‫‪ .2‬في اإل ثبات‪:‬‬

‫مع كثرة وسرعة العمميات التجارية وما يتبع ذلك من تعقيدىا في كثير من األحيان شفاىة‬
‫يجوز لمتاجر أن يستند إ لى ما دونو في دفاتره من بيانات في االثبات لمصمحتو ضد غيره من‬
‫‪6‬‬
‫التجار وكذلك ضد غير التاجر في أحوال معينة‪.‬‬
‫ونظ ار لكثرة النشاطات التجارية التي يقوم بيا التاجر مع الغير قد تجعمو ال يحتفظ بالمستندات‬
‫أو الوثائق الرسمية الخاصة بإثبات تمك العمميات ولكنو ممزم بتسجيميا في دفاتره التجارية‪،‬‬

‫جبلل وفاء محمدين‪ ،‬المبادئ العامة في القانون التجاري‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬بدون ت‪ ،‬بدون ط‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.01‬‬
‫عميان الشريف‪ ،‬مصطفى حسين سممان‪ ،‬رشاد العصار‪ ،‬القانون التجاري ( مبادئ ومفاهيم )‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع‬ ‫‪2‬‬

‫والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،1000 ،‬ط ‪، 02‬ص ‪.10‬‬


‫عزيز العكيمي‪ ،‬الوسيط في شرح التشريعات التجارية‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1000 ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.17‬‬ ‫‪3‬‬

‫أحمد محمد محرز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬بدون د‪ ،‬القاىرة‪ ،2441 ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.271‬‬ ‫‪4‬‬

‫فوزي محمد سامي بمراجعة وتعديل محمد فواز المطالقة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.221‬‬ ‫‪5‬‬

‫محمد السيد الفقي‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،1001 ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.217‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪12‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫وبالتالي قد يستفيد من المعمومات المدونة في الدفاتر التجارية المذكورة إلثبات تمك المعامبلت‪.‬‬
‫فينا الدفاتر التجارية تبين الحقوق وااللتزامات المترتبة عمى التاجر حيث يستطيع التاجر أو‬
‫خصومو االستناد إلييا في المنازعات المختصة بتجارتو شريطة أن تكون منظمة وفق األصول‬
‫وأن يكون الخبلف بينو وبين تاجر‪ ،2‬فالبيانات المقيدة في الدفاتر حجية في اثبات الوقائع التي‬
‫تدل عمييا‪ ،3‬فقد اعترف بقوة الدفاتر التجارية في اإلثبات فأجاز تقديميا واالطبلع عمييا‬
‫واالعتداد بما ورد فييا إذا كانت الدفاتر دقيقة‪ ،‬األمر الذي تتضح منو مدى أىمية االعتداد‬
‫بالدفاتر في االثبات‪ ،‬وال جدال في أن ذلك لو فائدة كبرى في الفصل في المنازعات التي تثور‬
‫بين التجار والمتعاممين معيم سواء تجا ار أم غير تجار‪ ،‬وعمى ذلك فإذا أىمل التاجر امساك‬
‫دفاتره عمى وجو منظم ودقيق فإنو سيحرم من ىذه الميزة‪ ،‬بل قد يؤدي ىذا االىمال إلى‬
‫‪4‬‬
‫االضرار بو‪.‬‬

‫‪ .3‬عند االفالس‪:‬‬

‫فالتاجر يدون في دفاتره البيانات الدالة عمى مصارفو الشخصية‪ ،‬وبذلك يمكننا من معرفة‬
‫ما إذا كان قد التزم الصواب أو انحرف عنو واذا أنفق بإسراف شديد وكانت أحوالو التجارية ال‬
‫تسمح بذلك حسب المادة ‪ 110‬فقرة ‪ 02‬من ق ت ج التي تنص‪ ( :‬يعد مرتكبا لمتفميس‬
‫بالتقصير كل تاجر في حالة توقف عن الدفع يوجد في إحدى الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -2‬إذا ثبت مصاريفو الشخصية أو مصاريفو التجارية مفرطة)‪.‬‬

‫فوزي محمد سامي بمراجعة وتعديل محمد فواز المطالقة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.221‬‬ ‫‪1‬‬

‫نداء محمد الصوص‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫عزيز العكيمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.71‬‬ ‫‪3‬‬

‫أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.271‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪13‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ومتى ابتعد التاجر عن ىذا السموك المنحرف كان ذلك خير عون لو لمحصول عمى صمح مع‬
‫‪1‬‬
‫دائنيو‪.‬‬

‫تعد الدفاتر التجارية طوق النجاة الذي يتعمق بو التاجر إذا انزلق في ىاوية االفبلس‪ ،‬إذ‬
‫يعتمد عمييا في اثبات حسن نيتو وسبلمة تصرفاتو وأن افبلسو قد جاء نتيجة سوء الحظ‬
‫وظروف طارئة لم يكن يتوقعيا أدت إلى ارتباك أحوالو المالية‪ .2‬فالتاجر في حالة ما أشير‬
‫افبلسو فإن دفاتره التجارية تساعده عمى الكشف إذا ما كان مفمسا بالتقصير أو بالتدليس‪ ،‬أم أن‬
‫ذلك يعود إلى أسباب خارجة عن إرادتو‪ ،3‬فالتاجر في حالة مسك الدفاتر التجارية بشكل منظم‬
‫يمكنو ذلك من مراقبة العمميات التجارية‪ ،‬بحيث إذا أفمس يعتبر افبلسا بسيطا‪ .4‬وفي حالة إذا‬
‫‪5‬‬
‫كانت دفاتره غير منتظمة اعتبر مفمسا بالتقصير يعاقب عقوبة جنائية‪.‬‬

‫‪ .4‬عند طمب الصمح الواقي لإلفالس‪:‬‬

‫يمكن لمتاجر المتوقف عن الدفع أن يتجنب شير افبلسو من خبلل الحصول عمى صمح‬
‫واقي من دائنيو‪ ،‬ولكن يشترط لقبول طمب الصمح الواقي أن يقدم التاجر دفاتره التجارية المنظمة‬
‫وفق األصول القانونية منذ ثبلث سنوات عمى األقل أو من بدء احترافو لمتجارة‪ .6‬فينبغي عمى‬
‫التاجر أن يثبت حسن النية عند عدم قدرتو عمى دفع ديونو عند تعرضو لمصمح الواقي‪ ،‬مما‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري األعمال التجارية‪ -‬التجار‪ -‬الشركات التجارية‪ ،‬منشورات الحمبي‬ ‫‪2‬‬

‫الحقوقية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬بدون ت‪ ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.200‬‬


‫عزيز العكيمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪3‬‬

‫أحمد بمودنين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫‪4‬‬

‫عمورة عمار‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري األعمال التجارية‪ -‬التاجر‪ -‬الشركات التجارية‪ ،‬دار المعرفة‬ ‫‪5‬‬

‫الجزائر‪ ،1004 ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.44‬‬


‫أحمد زيادات‪ ،‬ابراىيم العموش‪ ،‬الوجيز في التشريعات التجارية األردنية‪ ،‬بدون د‪ ،‬األردن‪ ،2447 ،‬ط ‪ ،02‬ص ص ‪،12‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪.11‬‬

‫‪14‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫يشفع لو لدى الحاكم عند معرفة حقيقة الواقع المالي ليذا التاجر‪ ،1‬وفي ىذه الحالة لكي يستفيد‬
‫التاجر من الصمح الواقي من اإلفبلس وجب عميو أن تكون دفاتره منظمة حتى يتم قبوليا من‬
‫‪2‬‬
‫طرف المحكمة‪ ،‬وبعكسو فمممحكمة أن ترفض طمب الصمح الواقي من اإلفبلس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لمغير‪:‬‬

‫إن استخدام الدفاتر التجارية من قبل التاجر يعود بالنفع ليس فقط عمى التاجر نفسو‪ ،‬وانما‬
‫عمى اآلخرين الذين يتعاممون مع التاجر‪ .‬فالدفاتر التجارية ليا فائدة جمة تتمثل في الحجية‬
‫الكاممة التي ألزميا ليا المشرع من خبلل ما ورد فييا من بيانات يعد بمثابة اقرار كتابي صادر‬
‫‪3‬‬
‫من التاجر الذي يمسكيا ويمكن اتخاذىا كدليل اثبات ضده‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لمدولة‪:‬‬

‫متى كان الدفتر ممسوكا بشكل منتظم فإن ذلك قد يوحي بصدق ما ورد فيو من بيانات‬
‫ولذلك سيكون سندا لمصمحة الضرائب ويمكنيا االعتماد في رفض الضريبة‪.‬‬
‫تمكن الدفاتر التجارية دائرة ضريبة الدخل من تحديد نفقات وأرباح التاجر‪ ،‬وبالتالي فرض‬
‫الضرائب المستحقة عميو بصورة عادلة‪ ،‬وىذا يحمي التاجر من اسموب التقدير الجزافي‬
‫لمضريبة‪ 4‬بما يحممو من مغاالة واجحاف بالتاجر ويكون عادة مثي ار لمشكوى والنزاع الطويل أمام‬
‫أمام القضاء‪.5‬‬
‫فالتاجر ممزم بمسك دفاتره التجارية ألن إدارة الضرائب يمكنيا في أي وقت أن تطمب منو تقديم‬
‫دفاتره أو ممحقاتو التي يجب ان تحفظ مدة زمنية معينة بعد آخر عممية مكتوبة عمى ىذه‬

‫عميان الشريف‪ ،‬مصطفى حسين سممان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪1‬‬

‫عادل عمي المقدادي‪ ،‬القانون التجاري وفقا ألحكام قانون التجارة العماني رقم ‪ 55‬لسنة ‪ ،1991‬دار الثقافة لمنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1001 ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.222‬‬


‫محمد السيد الفقي‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.217‬‬ ‫‪3‬‬

‫أحمد زيادات‪ ،‬ابراىيم العموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.11 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد السيد الفقي‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.211‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪15‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الدفاتر‪ .1‬ومن ناحية أخرى تستطيع الدولة من خبلل الدفاتر التي يستخدميا التاجر‪ ،‬معرفة نوع‬
‫البضائع التي يتعامل بيا التاجر‪ ،‬وفيما إذا كانت ىذه البضائع والسمع مشروعة أم ال‪ ،‬كما‬
‫تستفيد الدولة من ىذه الدفاتر التجارية والبيانات التي تتضمنيا لجمع المعمومات االحصائية‬
‫‪2‬‬
‫الخاصة بالتجارة‪.‬‬
‫ضبط البضائع الميربة‪ :‬أجاز قانون الجمارك لمأموري الجمارك االطبلع عمى دفاتر التاجر في‬
‫أي وقت‪ ،‬وىذا يمكن الدوائر المختصة من ضبط البضائع الميربة وفرض الرسوم الحقيقية‬
‫عمييا‪ 3.‬حيث أن دفاتره تثبت صحة االجراءات التي اتبعيا في امتبلكو بضائعو ووجودىا في‬
‫‪4‬‬
‫متجره‪.‬‬
‫وفي الحاالت السالفة الذكر فإن لمدفاتر التجارية أىمية بالغة في حالة توقف النشاط التجاري‬
‫لمتاجر‪ ،‬سواء بسبب اعتزالو التجارة أم بسبب وفاتو‪ ،‬إذ يمكن االستعانة بيا لتصفية أعمال‬
‫‪5‬‬
‫التاجر وبيان مالو وما عميو من حقوق متعمقة بتجارتو‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أنواع الدفاتر التجارية‬

‫ىناك نوعين من الدفاتر التجارية وىي كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الدفاتر االجبارية (االلزامية)‪:‬‬

‫وقد ألزم المشرع التاجر مسك ثبلثة أنواع من الدفاتر وىي‪:‬‬


‫دفتر اليومية‪ ،‬دفتر الجرد‪ ،‬ودفتر الصور والمراسبلت‪.‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫عادل عمي المقدادي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.221‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد زيادات‪ ،‬ابراىيم العموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪3‬‬

‫تاال الشوا‪ ،‬صفاء محمود السويمميين‪ ،‬التشريعات التجارية وتشريعات األعمال‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬األردن‪ ،1004 ،‬ط ‪،01‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص ‪.210‬‬
‫عزيز العكيمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.71‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪16‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬دفتر اليومية‪:‬‬

‫ىو ذلك الدفتر الذي يشتمل عمى تفصيبلت الحياة اليومية لممشروع التجاري‪ 1‬وىو يعد من‬
‫أىم الدفاتر التجارية عمى اإلطبلق لكونو السجل اليومي لحياة المشروع التجاري‪ ،‬وعمى ذلك‬
‫يجب أن تسجل في ىذا الدفتر كافة العمميات التي يجرييا التاجر والتي تتعمق بنشاطو التجاري‬
‫كالبيع والشراء واالقتراض واالقراض والوفاء بالدين وتحصيل الحقوق‪.‬‬
‫وعمى التاجر أن يقيد فيو يوما بيوم جميع األعمال التي تخص نشاطو التجاري‪ ،‬وبالعكس إذا‬
‫كان لمتاجر نشاط أو نشاطات أخرى أي غير تجارية‪ ،‬كما لو كان يمارس في نفس الوقت‬
‫الزراعة‪ ،‬فإنو ال ينبغي عميو قيد األعمال الخاصة بيذه النشاطات في دفتر اليومية‪ 2‬فيو متعمق‬
‫بذمتو المالية سواء من حيث الحقوق أو االلتزامات المالية‪ ،‬ويتم ىذا التسجيل كما جاء في‬
‫المادة التاسعة يوما بيوم وبالتفصيل‪.‬‬
‫ومن الناحية العممية ال يكفي لمتاجر دفتر واحد لتسجيل العمميات التجارية‪ ،‬فيجوز لو االستعانة‬
‫بدفاتر مساعدة بحيث يخصص كل واحد منيا لنوع من العمميات التجارية مثبل‪ :‬دفتر لممبيعات‬
‫وآخر لممصروفات ولممشتريات دفتر آخر‪ ،‬ثم يقوم بتثبيت ىذه العمميات بشكل منظم في دفتر‬
‫‪3‬‬
‫اليومية األصمي كأن يكون ذلك مرة كل شير‪.‬‬
‫وقد افترض المشرع وجود دفاتر يومية أصمي في فترات منظمة مساعدة طبقا لممادة ‪ 04‬من ق‬
‫ت ج والتي تنص عمى ما يمي‪( :‬كل شخص طبيعي ومعنوي لو صفة التاجر ممزم بمسك دفتر‬
‫لميومية يقيد فيو يوما بيوم عمميات المقاولة أو أن يراجع عمى األقل نتائج ىذه العمميات شيريا‬
‫بشرط أن يحتفظ في ىذه الحالة بكافة الوثائق التي يمكن معيا مراجعة تمك العمميات يوميا)‪.‬‬

‫محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري ( األعمال التجارية‪ -‬التجار‪ -‬األموال التجارية )‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪1‬‬

‫أكرم ياممكي‪ ،‬القانون التجاري " دراسة مقارنة "‪ :‬الجزء األول " في األعمال التجارية والتاجر والمتجر والعقود التجارية "‬ ‫‪2‬‬

‫مكتبة الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2440 ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.210‬‬


‫نسرين شريقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫يستفاد من ىذه المادة ان ال مشرع ألزم التاجر بوضع دفتر يومية أصمي يقيد فيو جميع العمميات‬
‫التجارية المتعمقة بو‪ ،‬كما يمكنو القيام بمراجعة نتائج عمميات شيرية بشرط أن يحتفظ بكل‬
‫الوثائق التي يمكن بواسطتيا مراجعة تمك العمميات يوميا‪ ،‬وعمى ذلك ال يتطمب المشرع في حالة‬
‫وجودىا أن يستوفي التاجر الشروط الشكمية والموضوعية ليذه الدفاتر‪ ،‬وانما يكتفي فقط‬
‫باستيفائيا‪ ،‬فقد ألزم المشرع ضرورة المحافظة عمى ىذه الدفاتر المساعدة لمتمكن من االطبلع‬
‫‪1‬‬
‫عمييا كمما لزم األمر‪.‬‬
‫كما أن المشرع ال يمزم التاجر بقيد مصروفاتو الشخصية ألن ذلك مساس بحياتو الخاصة‪ ،‬ومن‬
‫الناح ية العممية قد ال يكفي دفتر واحد لقيد العمميات التجارية عمى اختبلف أنواعيا لذلك يجوز‬
‫‪2‬‬
‫أن يمسك أكثر من دفتر يومي مساعد لو‪.‬‬
‫فعمى التاجر أن يقيد نوعين من البيانات وىي‪:‬‬
‫ما يقوم بو التاجر من عمميات تتعمق باستغبلل نشاطو التجاري من بيع وشراء وقبض وتحرير‬
‫األوراق التجارية‪...‬إلخ‪ .‬وىذا يتم بصورة منتظمة بالتسمسل وكل عممية عمى حدى‪ ،‬إال أنو ال‬
‫يمنع من وجود دفتر مسودة لمتاجر يدون فيو ىذه البيانات لينقميا فييا إلى دفتر اليومية‪ ،‬واال‬
‫عدت ىذه الدفاتر ىي ذاتيا بمقام دفتر اليومية‪ ،‬كما ال يمنع ىذا الدفتر من وجود دفاتر‬
‫مساعدة لمتاجر كأن يستخدم دفت ار لممشتريات وآخر لممبيعات مثبل وىكذا‪.‬‬
‫تعتبر المصاريف التي أنفقت عمى التاجر وأسرتو بصورة شخصية ال عبلقة ليا بالعمل التجاري‬
‫الخاص بالتاجر وىذه البيانات يتم قيدىا شي ار فشي ار وبصورة إجمالية‪ ،‬ورغم االنتقاد الذي وجو‬
‫ليذا التدخل في حياة التاجر باعتبار مصروفات التاجر الشخصية مسألة تتعمق بحياة واستغبلل‬
‫التاجر إال أن أىمية ىذا البيان تظير عند تعرض التاجر لممشاكل كاإلفبلس‪ ،‬إذ أن مثل ىذه‬
‫البيانات تفيد من معرفة إذا كان التاجر قد تعرض لئلفبلس بسبب تقصيره واىمالو‪ ،‬أو سعيو‬

‫منتدى األوراس القانوني‪ ،‬متوفر عمى الموقع الكتروني‪.sciences juridiques @ gmail .com :‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.10‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪18‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫لمتيرب من الدفع وتيريب أموالو‪ ،‬أم أن إفبلسو كان ألسباب خارجة عن إرادتو وأن إنفاقو عمى‬
‫‪1‬‬
‫أسرتو كان ضمن المعقول خاصة أن مثل ىذه المعمومات تدون بطريقة مجممة دون تفصيل‪.‬‬

‫‪ .2‬دفتر الجرد‪:‬‬

‫ويقصد بالجرد أي ‪ l’inventaire‬ىو تقدير اجمالي لجميع العناصر المكونة لذمة التاجر‪،‬‬
‫سواء كانت عناصر مادية كالبضائع والميمات واألصول الثابتة‪ ،‬أو غير مادية كالحقوق‬
‫والعناصر المعنوية لممحل التجاري وسواء ذلك في حقوق المشروع أو التزاماتو‪ .‬ويشترط القانون‬
‫إجراء عممية الجرد مرة في السنة عمى األقل‪ ،‬فتقيد فيو الصورة العامة لمتاجر من الميزانية‪،‬‬
‫والقصد من ىذه األخيرة ىو التعبير الرقمي والمنظم طبقا لقواعد المحاسبة عن مركز التاجر‬
‫‪2‬‬
‫االيجابي والسمبي في نياية السنة المالية‪ ،‬وىي تتخذ شكل جدول‪.‬‬
‫فالجرد ىو ما يممك التاجر من أموال تتعمق بتجارتو سواء كانت أموال منقولة أو غير منقولة‬
‫‪3‬‬
‫وحقوقو لدى الغير وديون الغير عميو‪.‬‬
‫تعرضت لو المادة ‪ 20‬من التقنين التجاري الجزائري التي تنص‪( :‬يجب عميو أيضا أن يجري‬
‫سنويا جردا لعناصر أصول وخصوم مقاولتو وأن يقفل كافة حساباتو بقصد اعداد الميزانية‬
‫وحساب النتائج وتنسخ بعد ذلك ىذه الميزانية وحساب النتائج في دفتر الجرد)‪.‬‬
‫يستفاد من نص المادة أن التاجر عميو أن يجري سنويا جردا لعناصر أصول وخصوم مقاولتو‪،‬‬
‫وذلك بشرط أن يقفل كافة حساباتو قصد إعادة الميزانية ‪ le bilan‬وحساب النتائج ‪le‬‬
‫‪ ، compte de résultats‬عمى أن تنسخ الميزانية في دفتر الجرد‪ ،‬وكذلك ينص المشرع‬
‫صراحة في المادة ‪ 20‬مكرر التي تنص‪ ( :‬تيدف حسابات وحواصل التجار إلى ضبط تطور‬
‫عناصر الذمة المالية لممؤسسة بطريقة موضوعية وطبقا لمتقنيات التنظيمية)‪.‬‬

‫تاال الشوا‪ ،‬صفاء محمود السويمميين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.210‬‬ ‫‪1‬‬

‫نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري ( األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬المحل التجاري )‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‬ ‫‪2‬‬

‫الجزائر‪ ،1007 ،‬ط ‪ ،00‬ص ‪.274‬‬


‫أمجد حسن العزام‪ ،‬الوجيز في شرح قانون التجارة األردني‪ ،‬دار الوراق لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1004 ،‬ط ‪ ،02‬ص ‪.71‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪19‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وعميو يتوجب عمى المؤسسات عند اقفال كل سنة مالية أن تعد جردا مقيما كامبل ومفصبل‬
‫الستثمارىا حيث تكون بطاقاتيا حالية بشكل دائم‪ ،‬ومن ثم يظير بشكل جمي أن لدفتر الجرد‬
‫أىمية بالغة بحيث يساعد في معرفة المركز المالي لمتاجر‪ ،‬ويرى جانب من الفقو أنو يتيح‬
‫‪1‬‬
‫لمدائنين في حالة إفبلس التاجر معرفة ما لديو من حقوق وما عميو من الت ازمات أي من ديون‪.‬‬
‫زيادة عمى ذلك‪ ،‬أوجب المشرع نسخ ميزانية التاجر وحساب الخسائر واألرباح في دفتر الجرد‪،‬‬
‫ىذا يعني أن عمل الميزانية السنوية أصبح واجبا عمى كل تاجر ألزمو القانون بمسك الدفاتر‬
‫‪2‬‬
‫التجارية عمى أن يقيد ىذه الميزانية بدفتر الجرد‪.‬‬

‫يستفاد من نص المادة ‪ 20‬السالفة الذكر أن التاجر يمتزم في نياية السنة المالية بتحرير‬
‫الميزانية العامة من واقع الدفتر أو قوائم الجرد‪ .‬والميزانية تتكون من جانبين األصول والخصوم‪،‬‬
‫تشمل األصول األموال الثابتة والمنقولة والديون التي عمى الغير لمتاجر‪ ،‬بينما تشمل الخصوم‬
‫ا لديون التي عمى التاجر لمغير و كذلك رأس مال المنشأة باعتبارىا دينا عمى المنشأة لصاحبيا‬
‫وكذلك بيان حساب األرباح والخسائر‪ ،‬ويجب أن تقيد صورة من ىذه الميزانية بدفتر الجرد إذا‬
‫لم تقيد في أي دفتر آخر‪ ،‬وتحتفظ لمدة عشر سنوات كما جاء في نص المادة ‪ 21‬من القانون‬
‫التجاري والتي تنص‪( :‬يجب أن تحفظ الدفاتر والمستندات المشار إلييا في المادتين ‪ 04‬و‪20‬‬
‫لمدة ‪ 20‬سنوات كما يجب أن تحتفظ المراسبلت الواردة ونسخ الرساالت الموجية طيمة نفس‬
‫المدة)‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى الفرق بين عمميتي الجرد والميزانية فاألولى ىي بيان موجودات التاجر‬
‫جزء بجزء ومالو أو عميو من ديون‪ ،‬أما الثانية فيي محضر يمثل الموقف االيجابي والسمبي‬
‫‪3‬‬
‫لوضعية التاجر المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري الجزائري – األعمال التجارية‪ -‬التاجر‪ -‬الحرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬وىران‪ ،1001 ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫شادلي نور الدين‪ ،‬القانون التجاري مدخل لمقانون التجاري‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،1001 ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪2‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم (‪ :)11‬نموذج عن دفتر الجرد ‪registre d’inventaire‬‬

‫سعر شراء القيمة‬ ‫عدد‬ ‫التسجيل تعيين‬ ‫تاريخ‬ ‫الرقم‬


‫اإلجمالية‬ ‫الوحدة‬ ‫‪Nombre Désignation‬‬ ‫التقويمي‬ ‫الترتيب‬
‫‪Valeur‬‬ ‫‪Prix‬‬ ‫‪Date N˚d’ordre‬‬
‫‪totale‬‬ ‫‪unitaire‬‬ ‫‪d’inscription‬‬
‫‪achat‬‬ ‫‪à‬‬
‫‪l’inventaire‬‬

‫المصدر‪ :‬عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.200‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدفاتر االختيارية‪:‬‬

‫باإلضافة إلى الدفاتر اإلجبارية اعتاد التجار استعمال دفاتر أخرى لم يمزميم القانون‬
‫بضرورة مسكيا ولذا سميت بالدفاتر االختيارية‪ ،‬ومن أىميا ما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬دفتر األستاذ‪:‬‬

‫ىو من أىم الدفاتر االختيارية وتنقل إليو القيود الواردة في دفتر اليومية‪ ،‬وتحتوي كل‬
‫صفحة منو أو صفحتين عمى حساب واحد من الحسابات الخاصة بالمشروع أو المحل وتحل‬
‫فيو الحسابات المختمفة‪ ،‬ويرحل إلى كل حساب كل العمميات المتعمقة بو‪ .‬وترتب حسب نوعيا‬
‫أو حسب أسماء العمبلء‪ ،‬فمكل عميل أو لكل منيا حساب لمعرفة ما لممشروع لدى الغير‪.‬‬
‫وىو يتألف من ثبلث مجموعات رئيسية من الحسابات‪:‬‬
‫‪ -‬حسابات شخصية تضم حسابات األشخاص المتعامل معيم‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات عامة تتألف من أصول وعناصر المحل التجاري لحساب رأس المال‪،‬‬
‫البضاعة‪ ،‬واآلالت‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسابات اسمية تمثل نفقات‪ ،‬أو ايرادات‪ ،‬أو أرباح‪ ،‬أو خسائر‪.‬‬
‫وبالتالي معرفة المركز المالي لممشروع‪.‬‬
‫ويعتبر ىذا الدفتر من الدفاتر التي تستمزميا طبيعة التجارة‪ ،‬غير أنو ال يخضع لمشروط التي‬
‫‪2‬‬
‫نص القانون عمى وجوب توافرىا في دفتر اليومية بشكل فيو نوع من الدقة والتركيز‪.‬‬
‫تعرف الطريقة المتبعة لمقيد في دفتر األستاذ بطريقة القيد المزدوج‪ ،3‬ويعد ىذا الدفتر المتمقي‬
‫لكافة العمميات التجارية التي سبق قيدىا في دفاتر مستقمة بحيث تراعى عند قيد البيانات‬
‫التجارية قواعد المحاسبة التجارية‪ ،‬بما يساعد في استنباط ميزانية التاجر السنوية بالرجوع إلى‬
‫ىذا الدفتر‪ ،‬ونجد فيو مجموعة من الحسابات األولى تمثل قيود العمميات الخاصة بالجانب‬
‫المطموب من التاجر أي ما يدل عمى كونو مدينا‪ ،‬والحساب اآلخر تدون فيو العمميات الخاصة‬
‫‪4‬‬
‫بجانب المطموب لو أي تمك التي تجعل من التاجر دائنا‪.‬‬
‫وفي األخير فإن دفتر األستاذ ىو من أىم الدفاتر االختيارية الرئيسية التي تصب فيو كل‬
‫الدفاتر الفرعية وتظير فيو النتائج النيائية لتحركات عناصر المشروع التجارية‪.‬‬

‫‪ .2‬دفتر المخزن (المستودع) )‪: (Le livre de stocks‬‬

‫تدون فيو البضائع التي تدخل مخزن التاجر والتي تخرج منو‪ ،‬فيكون عمى عمم بالكمية‬
‫الموجودة لديو فيمنع أي عممية تبلعب‪ ،‬إضافة لمعرفة موجوداتو وتفاصيميا فيسجل فيو حركة‬
‫‪5‬‬
‫البضائع أي حركة البيع والشراء‪.‬‬
‫وفي ىذا الدفتر يجري تسجيل قوائم الفواتير الصادرة من التاجر والواردة إليو أي قوائم البضائع‬
‫التي اشتراىا وباعيا‪ ،‬وىناك من التجار من يحرر دفت ار خاصا بالمبيعات وآخر لممشتريات‬

‫‪ 1‬نسرين شريقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪3‬‬

‫تاال الشوا‪ ،‬صفاء محمود السويمميين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.211 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.211 ،211‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪22‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ويسم ى في بعض التشريعات دفتر المبيعات والمشتريات‪ ،‬وقد تحول ىذا الدفتر في كثير من‬
‫المعامبلت إلى بطاقات تفرد كل واحدة منيا لمادة أو سمعة منفردة‪ ،‬ويسجل بجانب منيا المواد‬
‫التي تدخل وفي الجانب اآلخر المواد التي تخرج‪ ،‬بحيث يكون الرصيد باديا لمعيان وبشكل‬
‫‪1‬‬
‫مستمر فيتدارك النقص في الوقت المناسب‪.‬‬

‫‪ .3‬دفتر األوراق التجارية والحواالت‪:‬‬

‫يطمق عميو دفتر القبض وأوراق الدفع‪ ،‬يسجل فيو الشخص الدائن أو المظير عنوان كل‬
‫واحد مع تسجيل مواعيد االنذارات واالحتجاجات‪.‬‬
‫تسجل فيو تفصيبلت وتواريخ استحقاق األوراق التجارية التي يجب تحصيميا من الغير‪ ،‬وتمك‬
‫التي يتعين عمى التاجر الوفاء بقيمتيا لمغير‪ ،‬فمن ناحية يكون دائنا بقيمتيا فيسعى إلى تحصيل‬
‫قيمتيا‪ ،‬ومن ناحية أخرى يكون مدينا فيسعى لسداد قيمتيا لمغير‪ ،‬وكل ذلك ضمن طريقة‬
‫‪2‬‬
‫منظمة‪.‬‬

‫‪ .4‬دفتر الصندوق‪:‬‬

‫يتم فيو اثبات حركة النقود الصادرة والواردة وبواسطتو يستطيع التاجر أن يتحقق من مقدار‬
‫‪3‬‬
‫النقود الموجودة لديو‪.‬‬
‫ولدى ىذا الدفتر أىمية كبيرة بالنسبة لممشروعات ذات الحركة النقدية المالية كالبنوك مثبل‪ ،‬إذ‬
‫يعكس ىذا الدفتر حركة النقد الداخمة والخارجة لخزانة التاجر إذ يمكن في نياية اليوم معرفة‬
‫‪4‬‬
‫موجودات الصندوق من النقود‪.‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.10 ،11‬‬ ‫‪1‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪3‬‬

‫تاال الشوا‪ ،‬صفاء محمود السويمميين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.211‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪23‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وباعتبار أن كل الدفاتر االختيارية الممسوكة من طرف التاجر تبقى متروكة لمبدأ حرية‬
‫االثبات والتعامل التجاري الواسع‪ ،‬فيو الكفيل بتحديد مكانتيا وقوتيا ومدى األخذ بيا‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫من خبلل ىذا الفصل تم التوصل إلى مجموعة من النتائج ىي‪:‬‬
‫‪ -‬الدفاتر التجارية قد مرت عبر العصور بعدة مراحل وىذا ما أدى إلى تطورىا‪ ،‬فيي‬
‫تعتبر بمثابة عمميات يدون فييا التاجر مالو وما عميو من ايرادات ومصروفات‪...‬إلخ‪،‬‬
‫ومن ىذا يتضح مركزه المالي‪ ،‬وأدى ىذا إلى توسيع مجاالت التاجر وذلك باعتماده عمى‬
‫دفاتر تجارية م نظمة بطريقة دقيقة وما ليا من أىمية في حياة التاجر‪ ،‬وذلك من خبلل‬
‫الفائدة التي تعود إليو من عدة نواحي‪.‬‬
‫‪ -‬نظ ار لكثرة النشاطات التجارية التي يقوم بيا وىذا ما أدى إلى اعتبار الدفاتر التجارية‬
‫كأداة اثبات في حالة المنازعات التي تثور بين التاجر والمتعاممين معو‪ ،‬فالمشرع‬
‫الجزائري نظميا في نصوص قانونية وىذا ما أدى إلى تنوعيا وتشعبيا وظيورىا عمى‬
‫عدة أشكال منيا ما ىو اجباري كدفتر الجرد واليومية ومنيا ما ىو اختياري بالنسبة‬
‫لمتاجر كدفتر المخزن والصندوق‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي الدفاتر التجارية خدمة مصمحية لمتاجر لكونيا تنظم كل ما يتعمق بعممو التجاري‬
‫فيي إن كانت ممسوكة بشكل جيد فتؤدي في ىذه الحالة الدور المنوط بيا نظ ار لما‬
‫تحققو من منافع لمتاجر فيي تحدد األرباح والخسائر ومعرفة مركزه المالي الحقيقي‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ماهية الدفاتر التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪26‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫قبل التطرق إلى االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية يجب التطرق إلى االشخاص‬
‫الممزمون بمسك الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 09‬من القانون التجاري الجزائري‪ :‬كل شخص طبيعي أو معنوي لو صفة‬
‫التاجر ممزم بمسك دفاتره اليومية يقيد فييا يوما بيوم عمميات المقاولة أو أن يراجع عمى األقل‬
‫نتائج ىذه العمميات شير باشتراط أن يحتفظ في ىذه الحالة بكافة الوثائق التي يمكن معيا‬
‫مراجعة تمك العمميات يوميا‪.‬‬
‫ويفيم من نص المادة أن االلتزام بمسك الدفاتر التجارية واجب عمى كل تاجر سواء كان‬
‫شخصا طبيعيا أو معنويا‪.‬‬

‫وعمى ىذا األساس فإن الشخص المدني يعفى من ىذا االلتزام الذي ال يمقى إال عمى عاتق‬
‫التاجر الذي يجب عميو إمساك ىذه الدفاتر بطريقة تضمن أو تكفل بيان مركزه المالي وبيان ما‬
‫عميو من ديون تترتب عن مزاولتو التجارة‪ ،‬وااللتزام بإمساك الدفاتر التجارية يقع عمى عاتق كل‬
‫من يزاول التجارة عمى اإلقميم الجزائري سواء كان وطنيا أو أجنبيا ألن ىذا االلتزام يعد من قبيل‬
‫التنظيم الداخمي ليذه المينة‪.‬‬
‫كما أن الشركات التجارية عمييا التزام في مسك الدفاتر التجارية‪ ،‬كما أنو ال يتوجب عمى‬
‫الشركاء في شركة التضامن أو عمى الشركاء المتضامنين في شركة التوصية أو باألسيم مسك‬
‫دفاتر تجارية‪.‬‬
‫وقد حدد المشرع الجزائري أيضا بعض القواعد القانونية التي يجب مراعاتيا في مسك الدفاتر‬
‫التجارية‪ ،‬ووضع عدة شروط من الناحية الشكمية والموضوعية لكي يستطيع التاجر تنظيم‬
‫دفاتره‪ ،‬وقد قرر مدة معينة لالحتفاظ بيذه الدفاتر وىذا طبقا لممادة ‪ 12‬من ق ت ج‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حتى يتم تسييرىا بصفة دقيقة‪ ،‬وجب عمى المحكمة في أي وقت شاءت أن تتطمع عمى ىذه‬
‫الدفاتر وعمى التاجر أال يخالف القانون ونصوصو ويخضع ألمر المحكمة إذا أمرت بتقديم‬
‫دفاتره وجب عميو االمتثال لذلك‪.‬‬

‫من خالل ما سبق ذكره تم تقسيم ىذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬


‫المبحث األول‪ :‬االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تقديم الدفاتر التجارية لمقضاء‬

‫‪28‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية‬

‫تستعمل الدفاتر التجارية في اإلثبات بناء عمى تقديم التاجر دفاتره لممحكمة من نفسو‬
‫خالل فترة النزاع إلثبات واقعو‪ ،‬أو من خالل المحكمة ذاتيا‪ ،‬وقد تصدر المحكمة ىذا الحكم‬
‫من تمقاء نفسيا أو من طمب من المتنازعين مع التاجر‪.‬‬

‫نص المشرع الجزائري عمى مسك الدفاتر التجارية وفق مبادئ معينة‪ ،‬فينبغي أن يمتزم‬
‫التاجر بحفظيا لمدة معينة والتي حددت وفق النص القانوني‪ ،‬وحتى يتم ذلك يجب مراعاة‬
‫مجموعة من الشروط والقواعد تضبط الدفاتر التجارية‪ ،‬وتتمثل ىذه الشروط ضمن شروط من‬
‫الناحية الشكمية ومن الناحية الموضوعية‪ .‬وىذا ما سنتطرق إليو في ىذا المبحث بتقسيمو إلى‬
‫ثالثة مطالب ىما‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬األشخاص الممزمون بمسك الدفاتر التجارية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬شروط الدفاتر التجارية‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية‬

‫المطمب األول‪ :‬األشخاص الممزمون بمسك الدفاتر التجارية‬

‫ويظير ذلك حسب نص المادة ‪ 09‬من ق ت ج‪ ،‬ويستنتج منيا أن ىذا االلتزام واجب‬
‫عمى كل شخص دون تمييز بين الشخص الطبيعي والمعنوي أو بين التاجر الوطني واألجنبي‬
‫المقيم في الجزائر‪ ،‬وال يشترط أيضا أن يكون التاجر ممما بالقراءة والكتابة أو أن تكون البيانات‬
‫الواردة فيو بخط يده‪ ،1‬ويجوز لو في ىذه الحالة االستعانة بذوي الخبرة واالختصاص في ميدان‬
‫القيد والمحاسبة أو حتى أنو يكمف بيذه الميمة مادام أنو عالما بكل أمور المشروع‪ ،‬بل أن‬
‫ىناك من ذىب إلى أن عممية المسك قد تطورت من عمل بسيط يمكن لمتاجر البسيط أن يقوم‬

‫نسرين شريقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪29‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بو إلى فن وعمم دقيق يقوم عمى المحاسبة يتطمب دراسات مختصة وطويمة‪ ،‬ذلك أن المحاسبة‬
‫الدقيقة المنتظمة أصبحت اليوم من أول دعائم المشروع التجاري الحديث‪.‬‬
‫وقد استثنى المشرع الشخص المدني من االلتزام بمسك الدفاتر الذي ال يمقى إال عمى عاتق‬
‫التاجر الذي يجب عميو مسك ىذه الدفاتر بطريقة تضمن أن تكفل بيان مركزه المالي وبيان ما‬
‫عميو من ديون عند مزاولتو التجارة‪ ،1‬في حين أن الشركاء المتضامنين من شركات التضامن‪،‬‬
‫ولو أنيم يكتسبون صفة التاجر بمجرد كونيم أعضاء في الشركة‪ ،‬إال أنيم ال يمتزمون بمسك‬
‫دفاتر تجارية اكتفاء بدفاتر الشركة‪ ،‬ولو ألزمنا الشركاء المتضامنين بمسك الدفاتر التجارية لكان‬
‫تكرار لدفاتر الشركة إال إذا كان لمشركاء المتضامنين يقومون بالتجارة من خالل شخص الشركة‬
‫أما إذا لم يمارس أحد الشركاء المتضامنين تجارة مستقمة إلى جانب كونو شريك في الشركة‪،‬‬
‫فيتعين عميو في ىذه الحالة مسك الدفاتر التجارية الخاصة بتجارتو‪ ،2‬فقد ثار التساؤل حول‬
‫مدى الزام الشريك المتضامن لشركة التضامن أو التوصية فيل يمتزم بإمساك دفاتر خاصة بو‬
‫إلى جانب دفاتر الشركة؟‬
‫وذىب الرأي األول إلى أن الشريك ال يمتزم بذلك ألن دفاتره ستكون تك ار ار لدفاتر الشركة‪.‬‬
‫ولكن الرأي الثاني ذىب إلى أن الشريك المتضامن يمتزم باإلمساك دفتر يقيد فيو ما يحصل‬
‫عميو من أرباح الشركة وما ينفقو من مصاريفو الشخصية وذلك ألىمية البيانات عند إفالس‬
‫الشريك أو الشركة‪.‬‬
‫ويرجح األستاذ أكثم أمين الخولي الرأي الثاني ألنو يرى أنو تطبيق سميم لمقانون ألنو يحفظ‬
‫‪3‬‬
‫مصالح الغير في حالة اإلفالس‪.‬‬
‫وقد اتجو جانب من الفقو إلى االخذ بالرأي الثاني بالزام الشريك المتضامن في شركات التضامن‬
‫والتوصية بمسك دفاتر تجارية حتى يستطيع أن يدون فييا أرباحو السنوية ومسحوباتو‬

‫نادية فضيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.167‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.98‬‬ ‫‪2‬‬

‫نادية فضيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.167‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪30‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشخصية‪ ،‬لما تمثمو ىذه القيود من أىمية كبيرة عند إفالسو أو إفالس الشركة ذاتيا‪ ،‬إذ يمكن‬
‫اع تبار ىذا الشريك مفمسا بالتقصير وبالتالي يتعرض لمعقوبة الجنائية المقررة قانونا ليذا النوع‬
‫من اإلفالس‪ ،‬فيما لو تبين أن مصروفاتو الشخصية ال تتناسب مع مركزه المالي وحال تجارتو‪،1‬‬
‫اعتبر أن الزام الشريك بمسك الدفاتر الخاصة إلى جانب دفاتر الشركة واجب من واجبات‬
‫الشركة باعتبارىا شخص معنوي يمارس الشركاء نشاطيم التجاري من خاللو‪.‬‬
‫وعميو فال أري الراجح ال يمكن أن يمزم الشريك المتضامن من أن يمسك دفاتر تجارية مستقمة ما‬
‫دام أنو يعرف ما لو وما عميو من خالل دفاتر الشركة‪ ،‬لكنو يمكنو مسك دفتر يسجل عميو‬
‫الخطوط العريضة لمعمميات التجارية في حين يمكنو االطالع والمراقبة عمى الدفاتر التجارية‪،‬‬
‫المستندات‪ ،‬المراسالت‪ ،‬والمحاضر الخاصة بالشركة‪ ،‬وىو حق خولو القانون لكل شريك حتى‬
‫‪2‬‬
‫ال تنحرف أعماليم التجارية عن اليدف الذي أقيمت من أجمو‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬شروط الدفاتر التجارية‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 11‬من التقنين التجاري عمى الطريقة التي يمتزم التاجر‬
‫بإمساك الدفاتر التجارية حتى تكفل بيان مركزه المالي بشكل واضح ودقيق‪ ،‬أي بيان مالو من‬
‫حقوق وما عميو من ديون ترتبت عن مزاولتو لمنشاط التجاري‪.‬‬
‫وحتى تؤدي الدفاتر الدور المنوط بيا يجب أن تكون مستوفية لجميع الشروط سواء موضوعية‬
‫أو شكمية ويظير ذلك فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‪:‬‬

‫اليدف األساسي من وضع الضوابط ىو ضمان دقة وصحة البيانات الواردة في ىذه‬
‫الدفاتر ولما تشكمو من أىمية كوسيمة إثبات أمام القضاء‪ ،‬وكذلك عند معرفة المركز المالي‬

‫محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري( األعمال التجارية‪ -‬التجار‪ -‬األموال التجارية )‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.213‬‬ ‫‪1‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.53 ،52‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لمتاجر أو فرض الضرائب عميو‪ .1‬ويظير ذلك في لممادة ‪ 13‬من ق ت ج‪ ( :‬يجوز القاضي‬
‫قبول الدفاتر التجارية المنظمة كإثبات بين التجار بالنسبة لألعمال التجارية)‪.‬‬
‫كما قد ألزم القانون التجاري في المادة ‪ 11‬التي تنص‪( :‬يمسك دفتر اليومية ودفتر الجرد‬
‫بحسب التاريخ وبدون ترك بياض أو تغيير من أي نوع كان أنقل إلى اليامش‪ ،‬وترقم صفحات‬
‫كل من الدفترين ويوقع عمييما من طرف قاضي المحكمة حسب االجراء المعتاد)‪.‬‬
‫وتعتبر ىذه العممية إجراء احتياطي والغرض منو حفظ الدفاتر التجارية عمى حاليا وتجنب كل‬
‫محاولة من قبل التاجر ينزع صفحات منيا أو استبدال بعضيا بغيرىا قصد التحايل عمى إدارة‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫ويستفاد من نص ىذه المادة أنو يجب عمى التاجر أن يقوم بتدوين جميع نشاطاتو التجارية التي‬
‫يقوم بيا‪ ،‬وذلك مع مراعاة تواريخ وقوعيا‪ ،‬وقد اشترط أن تكون الدفاتر التجارية خالية من أي‬
‫فراغ أو تغيير في البيانات أو كتابة في اليامش أو كشط أو تحشير بين السطور‪ ،‬وىذه البيانات‬
‫يجب أن تحفظ وتراعى كما ىي‪ ،‬والقصد من ذلك ىو سالمة البيانات الواردة بيا دون تزييفيا‬
‫ومنع أي إضافة إلييا عن طريق الفراغ المكتوب‪ ،‬واذا أريد تصحيح بيان قيد األخطاء كان ذلك‬
‫بكتابة أخرى في تاريخ كشف الخطأ‪ ،‬ومنو فعدم األخذ بالشروط الموضوعية المذكورة سالفا‬
‫يؤدي الى زوال الدفتر فمن األصل ال وجود لدفتر تجاري عند مخالفة بياناتو‪.‬‬
‫ويتضح كذلك من األحكام القانونية أنو يجب مسك محاسبة طبقا لمقوانين واألنظمة الجاري‬
‫العمل بيا‪ ،‬واذا كانت ممسوكة بمغة أجنبية فيي مقبولة‪ ،‬ولكن يجب تقديم ترجمة من قبل مترجم‬
‫معتمد عند كل طمب من المفتش التابع إلدارة الضرائب‪ .‬كما يجب أن تكون المحاسبة مفصمة‬
‫بشكل كاف لتسمح بتسجيل ومراقبة العمميات التي تقوم بيا المؤسسة‪ ،‬وكذلك يمكن ترقيم الدفاتر‬
‫االجبارية من قبل مصالح إدارة الضرائب‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى أنو يجب أن يستند كل قيد‬

‫تاال الشوا‪ ،‬صفاء محمود السويمميين‪ ،‬ص ‪.145‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪32‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حسابي من حيث المبدأ إلى مستند مؤرخ يؤيده بحيث يحمل توقيع أو خاتم المسؤول عن‬
‫‪1‬‬
‫العممية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية‪:‬‬

‫أوجبت المادة ‪ 11‬من القانون التجاري السالفة الذكر شكال معينا يجب أن تكون عميو‬
‫الدفاتر التجارية (اليومية والجرد) وبدون ىذا الشكل ال يمكن لمدفاتر أن تستوفى الشروط‬
‫القانونية‪ ،‬لذلك فقد نصت المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 02‬عمى أن ( ‪ ...‬ترقم صفحات كل من الدفترين‬
‫ويوقع عمييما من طرف قاضي المحكمة حسب االجراء المعتاد)‪.‬‬
‫وفي ىذه الحالة فقد نص المشرع في المادة ‪ 369‬من القانون التجاري عمى جزاء شديد يخص‬
‫التاجر الذي حاول اتالف أو حرق أو طمس معالم الدفتر تيربا من الضرائب وما إلى ذلك‪.‬‬
‫كما يجب عمى التاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا أن يقدم الدفتر في نياية كل سنة‬
‫مالية إلى القاضي المختص ليوقع عمى صفحاتو التي استعممت خالل السنة‪ ،‬كما يجب أن‬
‫يقدمو أيضا أو ورثتو في حالة وقف نشاط المتجر أو المشروع إلى القاضي ليوقعو أو يؤشر‬
‫عميو بما يفيد ذلك‪.‬‬
‫فالشكمية تظير كذلك في المغة التي يجب تمسك بيا ىذه الدفاتر‪ ،2‬فالمشرع لم ينص عمى‬
‫الزامية التاجر (سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا) بمسك الدفاتر التجارية بالمغة الوطنية فمم‬
‫يقم بتحديد المغة إن كانت بالمغة العربية أو األجنبية‪ .‬بل سكت عن ذلك‪ ،‬وىذا بخالف‬
‫التشريعات العربية التي نصت صراحة عمى الزام التاجر عمى مسك الدفاتر التجارية بالمغة‬
‫‪3‬‬
‫العربية كالتشريعات المصرية والسورية التي ألزمت عمى التاجر مسك الدفاتر بالمغة العربية‪.‬‬

‫المادة ‪ 10‬من القرار المؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪.1975‬‬ ‫‪1‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.57 ،56‬‬ ‫‪2‬‬

‫نسرين شريقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪33‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية‬

‫تظير كيفية تنظيم واالحتفاظ بالدفاتر التجارية في عدة نواحي سواء بالنسبة لمدفاتر‬
‫االختيارية أو الدفاتر االجبارية ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لمدفاتر االجبارية‪:‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 12‬من القانون التجاري الجزائري والتي تنص عمى ما يمي‪( :‬يجب أن تحفظ‬
‫الدفاتر والمستندات المشار إلييا في المادتين ‪ 09‬و‪ 10‬لمدة عشرة سنوات كما يجب ان تحتفظ‬
‫المراسالت الواردة ونسخ الرساالت الموجية طيمة نفس المدة )‪.‬‬
‫يستفاد من نص ىذه المادة أنو يتوجب عمى التاجر االحتفاظ بالدفاتر التجارية مدة عشر سنوات‬
‫ابتداء من تاريخ اقفاليا‪ ،‬كما أوجب عميو كذلك حفظ المراسالت وغيرىا من المستندات التي‬
‫تتصل بأعمال التجارة مدة عشر سنوات‪ ،‬ولمتاجر الحق في انقضائيا بعد فوات العشر سنوات‬
‫وال يمتزم التاجر بتقديم دفاتره أمام القضاء بعد انقضاء ىذه المدة لوجود قرينة قانونية عمى عدم‬
‫وجودىا وانقضائيا‪ ،‬غير أنو يمكن إثبات عكسيا وحينئذ يمتزم التاجر بتقديميا‪.‬‬
‫ومن مصمحة التاجر أن يحتفظ بدفاتره ومستنداتو التجارية مدة أطول حتى تنقضي جميع‬
‫‪1‬‬
‫الحقوق الثابتة بيا‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى قرار المحكمة العميا نجده بين في أحد حيثياتو "وحيث من الثابت أن انتياء‬
‫التسيير الحر تم سنة ‪ ،1963‬وأن رفع الدعوى كان بعد أكثر من عشر سنوات مما ال يوجب‬
‫عمى الطاعن حفظيا‪ ،‬وبالتالي عدم مطالبتو بتسميميا" وقد تضمن قرار المحكمة ما يمي‪ :‬من‬
‫المقرر قانونا أن تحفظ الدفاتر اليومية والمستندات التجارية لمدة ‪ 10‬عشر سنوات من تاريخ‬
‫اقفاليا‪ ،‬ومن ثم فإن القضاء بما يخالف ىذا المبدأ يعد خطأ في تطبيق القانون‪.‬‬

‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ولما كان من الثابت في قضية الحال انو تم رفع الدعوى بعد أكثر من‪ 10‬سنوات‪ ،‬فإن قضاة‬
‫‪1‬‬
‫الموضوع بقضائيم عمى الطاعن بتقديم الدفاتر التجارية يكونون قد خالفوا مقتضيات القانون‪.‬‬
‫وقد كان موضوع الخصومة في ىذا القرار أن المطعون ضده طالب بتقديم وثائق حسابية زعم‬
‫أنيا بقيت في المحل التجاري‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 12‬السالفة الذكر اوجبت عمى التاجر االحتفاظ بالدفاتر التجارية‪ ،‬ففي ىذه الحالة‬
‫فالمحكمة العميا جعميا تنقض قرار المجمس الذي قضي عمى الطاعن بتقديم دفاتره التجارية عمى‬
‫أنو يجوز دحض ىذه القرينة بإقامة الدليل عمى أن الدفاتر ال تزال موجودة‪ ،‬وحينئذ يمزم التاجر‬
‫بتقديميا لمقضاء‪.‬‬
‫كما يستطيع التاجر أن يقدميا إلثبات حق لو بعد انقضاء عشر سنوات دون أن تنقص من‬
‫قيمتيا في اإلثبات‪ ،‬وال تعتبر مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية والمراسالت مدة تقادم ألنو ليس‬
‫ثمة مدة تالزم بين المدة العامة لمتقادم ومدة االحتفاظ بالدفاتر‪ ،‬فميس لذلك صمة بتقادم الحقوق‬
‫الثابتة في الدفاتر وانما ىي عبارة عن حد زمني لاللتزام بتقديم الدفاتر أمام القضاء‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لمدفاتر التجارية االختيارية األخرى‪:‬‬

‫لم ينص المشرع عمى المدة التي يمتزم خالليا التاجر باالحتفاظ بدفاتره التجارية والتي‬
‫أعدىا لشؤون تجارتو‪ ،‬كدفتر المخزن ودفتر األستاذ وغيرىا‪ ،‬والرأي الراجح أن التاجر عميو أن‬
‫يمتزم باالحتفاظ بالدفاتر التجارية طوال المدة الالزمة لتقادم الحقوق الثابتة بيا أي لمدة خمس‬
‫‪3‬‬
‫عشرة سنة‪.‬‬
‫المشرع الجزائري كما انو لم يتعرض لمدفاتر التجارية األخرى التي يمتزم التاجر بإمساكيا‪ ،‬فإنو‬
‫‪4‬‬
‫لم يتعرض أيضا لمدة االحتفاظ بيا‪.‬‬

‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪1‬‬

‫حمدي باشا عمر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.27 ،26‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.178‬‬ ‫‪3‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.59‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪35‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طرق تقديم الدفاتر التجارية لمقضاء‬

‫إن القاعدة العامة ال تجيز لمشخص تقديم دليل ضد نفسو‪ ،‬ومع ذلك فالقانون يجيز‬
‫لممحكمة الزام التاجر بتقديم دفاتره‪ ،‬واذا طمب أحد الخصوم من التاجر بتقديم دفاتره التجارية‪،‬‬
‫فإن لمقاضي الحرية في قبول الطمب أو رفضو عمى ضوء تقدير ظروف الدعوى‪.‬‬
‫وقد يرى القاضي ضرورة االطالع عمى دفاتر التاجر دون أن يطمب منو ذلك‪ ،‬وعندئذ يمزمو‬
‫بتقديميا لالطالع عمييا‪ ،‬ويتم تقديم الدفاتر التجارية بناء عمى مجموعة من القواعد وضحيا‬
‫المشرع في نص المادة ‪ 15‬و ‪ 16‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬وىذا ما سيتم توضيحو من‬
‫خالل المطمبين التاليين‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬االطالع الجزئي‬
‫المطمب الثاني االطالع الكمي‬

‫المطمب األول‪ :‬االطالع الجزئي‬

‫يقصد بالتقديم ىو الطريقة االعتيادية لمغرض الذي تقوم بو الدفاتر التجارية حتى يتم تحديد‬
‫‪1‬‬
‫الموضوع والوقائع التي يراد إثباتيا تحديدا كافيا أو ىي استخالص ما يتعمق بالنزاع فييا‪.‬‬
‫ويراد بو كذلك وضع تحت تصرف القاضي أو الخبير الذي عين قضائيا لمبحث عن معمومات‬
‫متعمقة بالنزاع‪ ،‬بينما في االطالع تقدم ىذه الوثائق لمطرف الخصم‪ ،‬لذا ليست ىذه الطريقة‬
‫‪2‬‬
‫خطيرة عمى التاجر ألن القضاء والخبراء مجبرون عمى احترام سر المينة‪.‬‬
‫كذلك يحق لممحكمة انتداب خبير ليذا الغرض الستخراج البيانات المتعمقة بالنزاع دون غيرىا‬
‫من خالل حضور التاجر وتحت رقابتو‪ ،‬وال يجوز لمخصم االطالع عمى دفاتر التاجر وذلك‬
‫لممحافظة عمى أسرار التاجر‪.‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.509‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إذا كانت الدفاتر التجارية المطموب االطالع عمييا في أماكن بعيدة عن المحكمة‬
‫المختصة‪ ،‬أجاز القانون لمقاضي أن يوجو إنابة قضائية لدى المحكمة التي توجد بيا الدفاتر أو‬
‫يعين قاضيا لالطالع عمييا وتحرير محضر بمحتواىا وارسالو إلى المحكمة المختصة بالدعوى‬
‫وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 17‬من القانون التجاري الجزائري‪ .‬ويرجع الحكم األخير لممحكمة‬
‫‪1‬‬
‫في األخذ بعين االعتبار البيانات المطموب االطالع عمييا فميا أن تقبميا أو ترفضيا‪.‬‬
‫وقد وضحت المادة ‪ 16‬من القانون التجاري الجزائري بأنو يتم االطالع الجزئي بإبراز الدفاتر‬
‫التجارية إلى المحكمة أو إلى خبير متخصص الستخراج البيانات الخاصة بالنزاع‪.‬‬
‫فال يجوز إذن السماح لخصم التاجر بالكشف عن دفاتر التاجر بكامميا بحجة أن المحكمة‬
‫أجازت االطالع الجزئي‪ ،‬كما ال يجوز لمخبير أن يتحرى في ىذه الدفاتر عن أمور ال تتعمق‬
‫‪2‬‬
‫بالموضوع‪.‬‬

‫ويكون اطالع المحكمة عمى الدفاتر التجارية من خالل حضور التاجر صاحب الدفتر‬
‫وتحت اشرافو‪ ،‬وفي حالة ما إذا امتنع التاجر عن تقديم دفاتره التي أمر بيا القاضي‪ ،‬فيستخمص‬
‫ىذا األخير قرينة لفائدة خصم التاجر وتوجو لو يمين متممة لمنصاب‪ ،‬كما يمزم لمقاضي قبل‬
‫ذلك أن يقضي بغرامة تيديدية إللزام التاجر بتقديم الدفاتر وتوضع ىذه الدفاتر بين يدي‬
‫القاضي أو الخبير المعين ولكن ال تبمغ لمخصم‪ ،‬وىذه الحالة تطبق عمى الدفاتر االلزامية ألنيا‬
‫ال تتضمن خطورة عمى أسرار التاجر الواردة في الدفتر‪ ،‬وذلك أن كل من القاضي والخبير‬
‫‪3‬‬
‫يخضعان لقاعدة السر الميني‪.‬‬

‫وفي حالة تقديم الدفتر فالمحكمة يجب أن تقتصر عمى البحث عن األمور التي تخص أو‬
‫يدور حوليا النزاع‪ ،‬وفي حالة ما اذا حاول التاجر التضميل وعدم التعاون مع المحكمة فينجم‬
‫عن ذلك عدم إمكانية الوقوف عمى تمك الوقائع المعروضة عمى المحكمة إال بعد تصفح أجزاء‬

‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.107‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪2‬‬

‫نادية فضيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.176 ،175‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪37‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عديدة من الدفتر‪ .‬في حين أن لممحكمة أن تستجيب لطمب التقديم أو أن ترفضو حسبما‬
‫يستخمص من ظروف الدعوى ومالبساتيا‪ ،‬وفي ىذه الحالة عمى المحكمة أن تذكر أسبابا‬
‫موضوعية لما انتيى إليو قرارىا‪.‬‬

‫وفي الحالة األخرى ال يمكن حصر قرار المحكمة بتقديم الدفاتر وكافة األوراق التجارية‪،‬‬
‫وال ينحصر عمى الدفاتر التجارية كدفتر اليومية والجرد‪ ،‬وانما يشمل الدفاتر االختيارية وىذا‬
‫طبقا لممادة ‪ 16‬من ق ت ج والتي تنص‪( :‬يجوز لمقضاء ان يأمر ولو من تمقاء نفسو بتقديم‬
‫الدفاتر التجارية أثناء قيام نزاع وذلك بغرض استخالص ما يتعمق منيا بالنزاع )‪.‬‬
‫يجب أن تكون الدفاتر المقدمة لالطالع شاممة لممتنازعين معا أي التاجر والخصم وتكون‬
‫متعمقة بموضوع النزاع‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬االطالع الكمي‬

‫يقصد باالطالع الكمي وضع الدفاتر التجارية تحت تصرف الطرف الخصم حتى يطمع‬
‫عمييا‪ ،‬إال أن ىذا االجراء يشكل خط ار كبي ار عمى التاجر‪ ،‬ألن الخصم يصبح مطمعا عمى جميع‬
‫شؤون التاجر‪ ،‬ففي ىذه الحالة فإن االطالع يؤدي إلى الكشف عن أسرار التاجر‪ ، 1‬فالمشرع لم‬
‫يجزه إال في حاالت معينة نصت عمييا المادة ‪ 15‬من القانون التجاري الجزائري بقوليا‪( :‬ال‬
‫يجوز األمر بتقديم الدفاتر وقوائم الجرد إلى القضاء إال في قضايا اإلرث وقسمة الشركة وفي‬
‫حالة اإلفالس) ‪ ،‬فاالطالع في ىذه الحالة يكون جزئيا إذا قررت المحكمة مثال تسميم دفاتر‬
‫التجار إلى ال محكمة لكي تطمع عمييا بنفسيا او بواسطة خبير تعينو يكون االطالع في ىذه‬
‫الحالة جزئيا ال كميا‪.‬‬

‫يستفاد من نص المادة ‪ 15‬من ق ت ج أن المشرع استعمل كممة تقديم عندما تكمم عن‬
‫االطالع واستعمميا عندما تكمم عن التقديم وىي ال تعطينا نفس المعنى‪ ،‬فالتشريعات العربية‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.505 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪38‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ح ددت المصطمح في كمتا الحالتين وابتعدت عن الخمط بين المصطمحين واستعممت التسميم‬
‫واالطالع‪.‬‬
‫في حالة االطالع الكمي فإن خصم التاجر يمكنو أن يتعرف من خالل دفاتره عمى مركزه المالي‬
‫وتطور أعمالو وأسماء عمالئو وغير ذلك من أسرار تجارتو التي يحرص التاجر لممحافظة‬
‫عمييا وكتميا‪ ،1‬وحاالت االطالع مذكورة عمى سبيل الحصر‪ ،‬وتتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قضايا اإلرث‪:‬‬

‫يعتبر الورثة مالكين عمى الشيوع لدفاتر المتوفى وكما يجوز ليم االطالع الكمي عمييا‬
‫لمعرفة حصتيم من الشركة (وارث أو موصى لو) أن يطمبوا من المحكمة االطالع عمى الدفاتر‬
‫التجارية حتى يستطيعون معرفة حقوقيم في الشركة‪ ،2‬ولكن ال يجوز لغير الورثة طمب االطالع‬
‫الكمي عمى الدفاتر وعمى سبيل المثال إذا كانت التركة تشمل محال تجاريا يحق لمورثة االطالع‬
‫‪3‬‬
‫عمى كافة الدفاتر التجارية الخاصة بو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قسمة الشركة‪:‬‬

‫يجوز لمشريك أن يطمب االطالع عمى دفاتر الشركة بعد حميا حتى يتبين مقدار النصيب‬
‫الذي يستفيد منو من القسمة‪ ،‬ويالحظ أن لمشريك حق في االطالع عمى دفاتر الشركة قبل حميا‬
‫‪4‬‬
‫وخالل حياتيا بتحديد نصيبو من األرباح والخسائر أو لمراقبة أعمال المديرين‪.‬‬
‫كذلك فإن مراقبة شؤون الشركة ليست محصورة عمى المسائل الناتجة عن تحقيق األرباح‬
‫وتوزيعيا‪ ،‬وانما تشمل كذلك تسيير الشركة‪ ،‬وتعيين المديرين‪ ،‬وحتى انحالل الشركة‪.‬‬

‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.44 ،43‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫‪2‬‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.508‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى كمال طو‪ ،‬أساسيات القانون التجاري ( دراسة مقارنة ) األعمال التجارية‪ -‬التجار‪ -‬المؤسسة التجارية الشركات‬ ‫‪4‬‬

‫التجارية‪ -‬الممكية الصناعية‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬بدون ت‪ ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.154‬‬

‫‪39‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتمثل حق الشريك في عدة صالحيات كالحق في أخذ معمومات عن وضعية الشركة‪ ،‬الحق في‬
‫االطالع عمى وثائقيا‪ ،‬الحق في حضور الجمعيات العامة‪ ،‬والحق في التصويت‪ .‬فالشريك في‬
‫ىذه الحالة لو الحق في أخذ معمومات عن التسيير بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬أي إما بنفسو‬
‫واما بواسطة خبير‪.‬‬
‫كما يشمل حق الشريك االطالع عمى الوثائق الحسابية والوثائق اإلدارية ويمكن استعمالو في‬
‫أوقات معينة أو في أي وقت كان‪ .‬في األخير فإن لمشريك حقا شرعيا في االطالع عمى وثائق‬
‫الشركة وىذا الحق غير متنازع فيو‪ ،‬فالشريك لو الحق في مراقبة ذمة الشركة‪ ،‬وكل ىذا يتعمق‬
‫بما يجب تقسيمو بين الشركاء كاألرباح وفائض التصفية‪ ،‬أو عند االقتضاء تحديد الخسائر التي‬
‫‪1‬‬
‫يجب أن يتحمميا كل شريك‪.‬‬

‫يستفاد من نص المادة ‪ 430‬من ق م أن لكل من الشريك المتضامن والشريك الموصي‬


‫والشريك المحاص الحق في االطالع عمى الدفاتر التجارية‪ ،‬وىذا ما أكدتو المادة ‪ 558‬من ق‬
‫ت ج والتي تنص‪ ( :‬لمشركاء غير المديرين الحق في أن يطمعوا بأنفسيم مرتين في السنة في‬
‫مركز الشركة عمى سجالت التجارة والحسابات والعقود والفواتير والمرسالت والمحاضر وبوجو‬
‫العموم عمى كل وثيقة موضوعة من الشركة أو مستممة منيا ويتبع حق االطالع الحق في أخذ‬
‫النسخ ويمكن لمشريك أثناء ممارسة حقوقو أن يستعين بخبير معتمد)‪.‬‬
‫يستفاد من المادة السابقة أن الحق الذي قررتو‪ ،‬اليدف منو مراقبة الشركة رقابة دقيقة حتى ال‬
‫تنحرف عن الغرض التذي قامت من أجمو من جية‪ ،‬وىو حق مخول لمشريك في أن يطمئن‬
‫إلى أن استغالل أموالو في ىذه الشركة تسير عمى أحسن وجو من جية أخرى‪ ،‬وأعطى الحق‬
‫لمشريك في أن يأخذ ما شاء من نسخ ووثائق ومستندات ولو أن يستعين إن دعت الضرورة‬
‫بخبير مختص في الميدان حتى تحقق الرقابة ىدفيا المنشود ودورىا األساسي وتوجيو الشركة‪.‬‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.508 ،507‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪40‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نصت المادة ‪ 430‬من القانون المدني عمى ما يمي‪ ( :‬يمنع الشركاء غير المديرين من اإلدارة‬
‫ولكن يجوز ليم أن يطمعوا بأنفسيم عمى دفاتر ووثائق الشركة ويقع باطال كل اتفاق يخالف‬
‫ذلك)‪ .‬ما يمكن مالحظتو من نص المادة أنو ال يجوز االتفاق عمى عكسو‪ ،‬فمو اتفق الشركاء‬
‫عمى حرمان أي شريك من شركات األشخاص من حقو في االطالع كان الشرط باطال‪ ،‬غير‬
‫أنو يمكن االتفاق عمى وضع قيود عمى حق استعمال الشريك لالطالع‪ ،‬واليدف من ذلك ىو‬
‫الحفاظ عمى الشركة وعدم تعطيل مصالحيا ويجوز االتفاق عمى أن يكون االطالع في فترات‬
‫معينة من كل شير أو من كل سنة‪ ،‬وىذا ما نص عميو المشرع التجاري بحيث أعطى الحق‬
‫لمشركاء ممارستو مرتين في السنة خالفا لبعض التشريعات‪.‬‬
‫فالقاعدة العامة لشركات األموال أنو ليس لمشريك المساىم الحق في االطالع عمى الدفاتر‬
‫التجارية حفاظا عمى أسرار الشركة من منافسييا‪ ،‬فيكتفي أن يشتري المنافس أسيم الشركة‬
‫ليطمع عمى دفاترىا ويكشف أسرارىا التجارية‪.‬‬
‫وقد وضعت التشريعات رقابة جماعية لممساىمين منظمة برئاسة الجمعية العمومية إلى مراقب‬
‫الحسابات‪ ،‬فينوب المراقب عن المساىمين في االطالع عمى الدفاتر التجارية‪ ،‬ويحضر الجمعية‬
‫العمومية ويقدم تقريره‪ ،‬وعميو أن يدلي برأيو في االجتماع في كل ما يتعمق بعممو كمراقب في‬
‫‪1‬‬
‫الشركة‪.‬‬
‫وقد أكد المشرع الجزائري حق المراقب في االطالع عمى الدفاتر التجارية في المادة ‪ 715‬مكرر‬
‫‪ 04‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 08-13‬المؤرخ في ‪ 25‬أفريل ‪*.1993‬‬

‫أما شركات التوصية باألسيم فإن مجمس المراقبة ىو الذي يختص ويتولى االطالع عمى‬
‫دفاتر الشركة‪ ،‬ىذا ما نصت عميو المادة ‪ 715‬تجاري مكرر ‪ .07‬إذن فيو الذي يتولى ميمة‬
‫التأكد مما إذا كان ىناك مخالفات وأخطاء موجودة في الحسابات السنوية‪ ،‬وىذا ال يتأتى إال‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪1‬‬

‫*المادة ‪ 517‬مكرر ‪ 40‬من ق ت ج‪ :‬تعيين الجمعية العادية لممساىمين مندوبا لمحسابات أو أكثر لمدة ثالث سنوات تختارىم‬
‫من بين المينيين المسجمين عمى جدول المصفى الوطني‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالرجوع إلى الدفاتر التجارية والوثائق والمستندات واالطالع عمييا لمتأكد من صحة ما ورد‬
‫‪1‬‬
‫فييا‪.‬‬

‫أما الشركات ذات ال مسؤولية المحدودة فينا يجب أن نفرق بين حالة ما إذا كان عدد‬
‫الشركاء أكثر من عشرة (‪ ،) 10‬ففي ىذه الحالة يتحتم أن يعيد بالرقابة إلى مجمس يتكون من‬
‫ثالثة عمى األقل من الشركاء‪ ،‬ولو أن يفحص دفاتر الشركة ووثائقيا ويراقب الميزانية وبين حالة‬
‫ما إذا كان عدد الشركاء أقل من عشرة‪ ،‬فينا يكون الشركاء غير المديرين في الشركات التي ال‬
‫يوجد بيا مجمس رقابة الحق في االطالع عمى دفاتر الشركة‪ ،‬وىذا ما أكدتو المادة ‪02/585‬‬
‫من القانون التجاري الجزائري التي تنص عمى‪ ( :‬لالطالع في أي وقت كان بمقر الشركة‬
‫وبنفسو عمى الوثائق التالية‪ :‬حساب االستغالل العام وحساب الخسائر واألرباح والميزانيات‬
‫والجرد والتقارير المعروضة عمى الجمعيات العامة ومحاضر ىذه الجمعيات الخاصة بالسنين‬
‫الثالث األخيرة‪ ،‬ما عدا ما يخص الجرد الذي يستتبع حق االطالع عميو حق أخذ نسخة منو‬
‫وليذا الغرض يسوغ لمشريك أن يستعين بخبير معتمد)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حالة االفالس‪:‬‬

‫يكون لوكيل التفميسة في حا لة افالس التاجر باعتباره ممثال لمدائنين الحق في االطالع‬
‫عمى دفاتر التاجر المفمس‪ ،‬ألنو ال يستطيع مباشرة ميمتو عمى أكمل وجو إال بمراجعة ىذه‬
‫‪2‬‬
‫الدفاتر والتدقيق فييا‪.‬‬
‫إذا أفمس التاجر لم يعد ىناك سر يخشى عميو من الذيوع‪ ،‬لذلك أباح المشرع لوكيل التفميسة‬
‫النظر في دفاتر التاجر ليتمكن من تصفية أموال التاجر المفمس‪.‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد فريد العريني‪ ،‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.315‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪42‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال يكون االطالع إال لوكيل التفميسة وليس لمدائن‪ ،1‬ألن ىذا الحق يثبت لوكيل المتصرف‬
‫‪2‬‬
‫القضائي وىو الذي ينوب عن جماعة الدائنين لتحديد أصول وخصوم التاجر‪.‬‬
‫ففي ىذه األحوال يجوز االطالع عمى دفاتر التاجر‪ ،‬والسبب في ذلك أن الدفاتر في ىذه‬
‫الحاالت تعتبر ممكا مشتركا لجميع أطراف الدعوى دون أن يترتب عمى ىذا أي ضرر من جراء‬
‫كشف األسرار الواردة فييا‪.‬‬
‫وال يجوز االطالع الكمي عمى دفاتر التاجر في غير الحاالت السابقة‪ ،‬ألن تعداد المادة ‪ 15‬من‬
‫ق ت ج قد ورد عمى سبيل الحصر‪.‬‬
‫ومن صور ىذا االتفاق اشتراط البنوك االطالع عمى دفاتر التاجر في حالة فتح االعتماد‪ ،‬كما‬
‫يخول القانون لمصمحة الضرائب حق االطالع عمى دفاتر التاجر طبقا لقانون الضرائب عمى‬
‫الثروة المنقولة‪ .3‬كذلك فقد نص عمى ذلك حماية لمصمحة الدائنين عمى انو يجوز لممحكمة أن‬
‫تأمر بوضع األختام عمى الخزائن والدفاتر التجارية طبقا لممادة ‪ 258‬فقرة ‪ 01‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري‪ ،‬لكن كافة ىذه التدابير االحتياطية ال تمنع القاضي من استخراج الدفاتر‬
‫والمستندات الحسابية التي كانت تحت األختام لتسميميا إلى الوكيل المتصرف القضائي بعد أن‬
‫قام بجردىا مع بيان بإيجاز في محضره الحالة التي ىي عمييا‪ ،‬ومما ال ريب فيو أن الوكيل‬
‫‪4‬‬
‫يطمع عمى ىذه الدفاتر قصد حماية مصالح مجموع الدائنين‪.‬‬

‫فقد رأى ا ألستاذان ليون كان ورينو أن اطالع المأمور عمى دفاتر التاجر المفمس أمر‬
‫طبيعي وبدييي ال يحتاج وال يستدعي األمر نصا خاصا لكي يكون لو ىذا الحق الذي ورد في‬
‫‪5‬‬
‫نصوص القانون التجاري الخاصة بأحكام االفالس‪.‬‬

‫شادلي نور الدين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.99 ،98‬‬ ‫‪1‬‬

‫نسرين شريقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.108‬‬ ‫‪3‬‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬ص ص ‪.509 ،508‬‬ ‫‪4‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪43‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقد نصت المادة ‪ 14‬من التقنين التجاري الفرنسي‪ ،‬الذي جاء ليعطي الحق لدائني المفمس‪،‬‬
‫الحق في االطالع عمى الدفاتر التجارية‪ ،‬وعمى العكس من ذلك يرى االستاذ تالير أن النص‬
‫يخول لممأمور حق االطالع عمى الدفاتر وأن يحتفظ بيا من خالل مدة القيام بميامو حتى‬
‫التصفية‪ ،‬وأن ىذا الحق ال يمتد إلى دائني التاجر المفمس‪ ،‬فيم يريدون مناقشة المأمور والبحث‬
‫في الدفاتر عن عناصر تصمح دليال إلثبات دعواىم ضد المدين‪.‬‬
‫ويعد الرأي األخير ىو الرأي األقرب إلى الصواب‪ ،‬فميس من حق الدائنين االطالع عمى دفاتر‬
‫التاجر ألن االطالع استثناء من القواعد العامة في اإلثبات‪ ،‬فال يجوز التوسع في تفسيره‪ ،‬حيث‬
‫أن المشرع الجزائري في باب أحكام االفالس أعطى الحق لممأمور فقط في أن يطمع عمى‬
‫الدفاتر التجارية وأثناء قيامو بعمميات الجرد أن يتأكد من قفل ىذه الدفاتر‪ ،‬واذا لم تقفل كان‬
‫لزاما عميو أن يستدعي المدين المفمس إلقفاليا‪ ،‬كما عمى المأمور أن يقوم بوضع الميزانية في‬
‫حالة عدم وضعيا من طرف المدين المفمس‪ ،‬ويستعين في ذلك بدفاتره التجارية وجميع مستنداتو‬
‫وكذا األوراق التجارية االخرى‪ 1‬طبقا لنص المواد ‪ 253‬و‪ 256‬من القانون التجاري الجزائري في‬
‫باب أحكام االفالس وىي‪:‬‬

‫المادة ‪ 253‬من ق ت ج‪( :‬يستدعي وكيل التفميسة المدين لديو إلقفال الدفاتر وحصرىا في‬
‫حضوره وذلك بغير المساس بما نصت عميو المادة ‪ 261‬بخصوص حالة وضع االختام‪.‬‬
‫فإذا لم يستجب المدين ليذا االستدعاء دعي بموجب رسالة موصى عمييا مع طمب عمم‬
‫الوصول ليحضر ويقدم دفاتره خالل ثمانية وأربعين ساعة‪.‬‬
‫ولو الحضور بمندوب مفوض عنو إذا ىو عمل تخمفو بأسباب يجدىا القاضي المختص مقبولة)‪.‬‬
‫المادة ‪ 256‬من ق ت ج‪( :‬في حالة ما إذا ما كان المدين لم يودع الميزانية‪ ،‬يقوم وكيل‬
‫التفميسة بوضعيا فو ار مستعينا بالدفاتر والمستندات الحسابية واألوراق والمعمومات التي يحصل‬
‫عمييا ثم يودعيا بكتابة ضبط المحكمة)‪.‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫مما سبق ذكره ومن خالل ىذا الفصل يمكن القول بأن لمدفاتر التجارية أىمية بالغة نظ ار‬
‫لما ليا من فوائد ب خاصة في مواد اإلثبات التجاري‪ ،‬فمذلك أخضعيا المشرع لتنظيم خاص يكفل‬
‫انتظاميا وضمان صحة ما يرد فييا من بيانات‪ ،‬وقد حددىا المشرع في التقنين التجاري ومن‬
‫ىذا فقد وضع ليا مدة االحتفاظ بيذه الدفاتر وحدد مدة عشر سنوات بالنسبة لمدفاتر االجبارية‪،‬‬
‫فضال عن ذلك فقد أوجب المشرع عمى التاجر في حالة النزاع مع المعاممين معو أن يقدم‬
‫الدفاتر التجارية إلى القضاء سواء عن طريق أمر من المحكمة أو طمب من الخصم‪ ،‬فعمى‬
‫التاجر تقديم دفاتره وذلك لالطالع الكمي أو االطالع الجزئي‪.‬‬

‫وقد تم التطرق إلى كل من االطالع الكمي واالطالع الجزئي‪ ،‬فاالطالع الجزئي أو التقديم‬
‫ىو أن يقدم التاجر دفتره لمقاضي حتى يستخرج منو ما يتعمق بالنزاع‪ ،‬أما بخصوص االطالع‬
‫الكمي ىو اجبار التاجر عمى تسميم دفاتره والتخمي عنيا لمقضاء ليسمميا بدوره إلى الخصم‬
‫ليطمع عمييا‪.‬‬
‫وبالتالي فإن االطالع الكمي أكثر خطورة من االطالع الجزئي وىذا راجع إلى أن األول يترتب‬
‫عمييا كشف أسرار التاجر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث‪ :‬األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل‬


‫بمسكها‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫نظ ار لألىمية الكبيرة لمدفاتر التجارية وما حققتو في القانون التجاري والضمانات التي‬
‫حرص القانون عمى تحقيقيا‪ ،‬وما تحتوي عميو ىذه الدفاتر من بيانات غاية في األىمية‬
‫بسبب طبيعة المعامالت التجارية التي يقوم بيا التجار‪ ،‬وليذا فقد أنشأ القانون نظاما خرج‬
‫فيو عمى القواعد العامة وذلك بعد أن تستوفي جميع الشروط سواء الشكمية منيا أو‬
‫الموضوعية التي نص عمييا القانون‪.‬‬
‫حيث أجاز المشرع ألحد طرفي النزاع أن يجبر الطرف اآلخر عمى أن يقدم دفاتره أو يطمعو‬
‫عمييا ليأخذ منيا الدليل الذي يحتاج إليو‪ ،‬أو بمعنى آخر ال تقتصر حجية الدفاتر التجارية‬
‫في اإلثبات عمى مجرد السماح لمتاجر باالحتجاج بدفاتره عمى الغير‪ ،‬ولكن يخول لمغير‬
‫االحتجاج عمى التاجر بما أثبتو في دفاتره‪ ،‬لذلك فقد فرض المشرع عمى التاجر مسك دفتري‬
‫اليومية والجرد أي الدفاتر االجبارية‪ ،‬وألزمو بقيد جميع عممياتو التي يزاوليا بطريقة تحافظ‬
‫عمى مركزه المالي وتبين ما لو من حقوق وما عميو من ديون تتعمق بشؤون تجارتو‪ ،‬ولم يكن‬
‫ذلك إال بتحقيق السرعة والثقة التي ال تحيا التجارة بدونيا ومواكبة التطور وتنظيم سير المينة‬
‫التجارية لمتاجر وتنظيميا داخميا‪ ،‬ويعود بالفائدة عمى التاجر والغير المتعاممين معو والدولة‬
‫عمى حد سواء‪.‬‬
‫وىنا وجب أن يقتصر دور الدفاتر التجارية عمى إثبات الحقوق التجارية لمتاجر إذا كان‬
‫مدعيا وديون تجارتو إذا كان مدعى عميو‪ ،‬وقد يستخدم التاجر دفاتره التجارية لالحتجاج‬
‫بالبيانات الواردة فييا في اإلثبات لمصمحتو ضد خصمو‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إن مبدأ حرية اإلثبات في المعامالت التجارية يشتمل عمى دليل كتابي‪ ،‬وال يستثنى من ذلك‬
‫إال ما اشترط بنص خاص لزوم توفر الدليل الكتابي‪ ،‬ويظير من ىذه الحالة أنو ال يجوز‬
‫إثبات االلتزام التجاري أو التخمص منو أو ما يخالفو إال بالكتابة‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 814‬من القانون المدني‪( :‬يجب أن يكون عقد الشركة مكتوبا واال كان باطال‪،‬‬
‫وكذلك يكون باطال كل ما يدخل عمى العقد من تعديالت إذا لم يكن لو نفس الشكل الذي‬
‫يكتسبو ذلك العقد غير أنو ال يجوز أن يحتج الشركاء بيذا البطالن قبل الغير‪ ،‬وال يكون لو‬
‫أثر فيما بينيم إال من اليوم الذي يقوم فيو أحدىم بطل البطالن)‪.‬‬
‫سنتطرق كذلك إلى الجزاءات المقررة في حالة االخالل بااللتزام بمسك الدفاتر التجارية‪ ،‬كأن‬
‫ال يمسك دفاتر تجارية أو كأن تكون ىذه الدفاتر غير منتظمة لعدم مراعاة الشروط‬
‫المنصوص عمييا قانونا‪ ،‬وكذلك في حالة عدم حفظ التاجر لدفاتره التجارية في المدة‬
‫القانونية المطموبة يتعرض التاجر لعقوبات جزائية طبقا لنص المادة ‪ 18‬من ق ت ج‪.‬‬
‫يستنتج من المادة السابقة الذكر أن المشرع حرص عمى احترام القواعد الخاصة بالدفاتر‬
‫التجارية فرتب عمى عدم مسكيا أو مخالفة قواعد تنظيميا جزاءات أي ىناك جزاءات مدنية‬
‫وجزاءات جنائية‪.‬‬

‫ومن ىذا المنطمق يتم تقسيم ىذا الفصل إلى ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األساس القانوني لمدفاتر التجارية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات‬
‫المبحث الثالث‪ :‬جزاءات االخالل بمسك الدفاتر التجارية‬

‫‪48‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬األساس القانوني لمدفاتر التجارية‬

‫ينبغي إثبات جميع التصرفات والمعامالت التجارية بكافة طرق اإلثبات‪ ،‬طبقا لممبدأ‬
‫الحر في لممعامالت التجارية باالعتماد عمى األدلة والقرائن والشيادة‪.‬‬

‫باالعتماد عمى ما سبق ذكره ولمتفصيل أكثر تم تقسيم ىذا المبحث إلى مطمبين‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مبدأ حرية اإلثبات في المعامالت‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نتائج المبدأ‬

‫المطمب األول‪ :‬مبدأ حرية اإلثبات في المعامالت‬

‫يقصد بمبدأ حرية اإلثبات في المعامالت وجوب إثبات الواقعة القانونية بكافة طرق‬
‫اإلثبات‪ ،‬فيجوز إثباتيا بالبينة والقرائن وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 333‬فقرة ‪ 11‬من القانون‬
‫المدني‪ ( :‬في غير المواد التجارية إذا كان التصرف القانوني تزيد قيمتو عن ‪ 111111‬دينار‬
‫جزائري‪ ،‬أو كان غير محدد القيمة فال يجوز اإلثبات بالشيود في وجوده أو انقضائو ما لم‬
‫يوجد نص يقضي بغير ذلك)‪.‬‬
‫يوضح نص المادة السالفة الذكر أن األصل في المعامالت المدنية ىو اإلثبات بالكتابة متى‬
‫كان التصرف القانوني يزيد قيمتو عن ‪ 111111‬دج أو كان غير محدد القيمة‪ ،‬فال تجوز‬
‫شيادة الشيود أو وسائل اإلثبات األخرى في إثبات وجود التصرف وانقضائو‪.‬‬
‫كما يتضح أيضا من نص نفس المادة أن أصل المعامالت التجارية والمبدأ الذي تستنبط منو‬
‫ىو حرية اإلثبات‪ ،‬فيجوز في ىذه الحالة إثباتيا بالبينة والقرائن وبكافة وسائل اإلثبات ميما‬
‫‪1‬‬
‫بمغت قيمة التصرف القانوني ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك‪.‬‬
‫يبرز لنا ىذا المبدأ ما يحيط بالمعامالت التجارية من ظروف تختمف عن ظروف المعامالت‬
‫المدنية‪ ،‬فالصفقات التي تبرم من طرف التجار تحتاج وتستمزم سرعة في التنفيذ بحيث يتعذر‬

‫‪ 1‬بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪49‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إتماميا إذا اشترط إلثباتيا تحرير مستند مكتوب‪ ،‬لذلك اقتضت طبيعة المعامالت التجارية‬
‫تسييل عممية إثباتيا‪ ،‬وبدال من اشتراط الكتابة‪ ،‬فرض المشرع عمى التاجر أن يمسك دفاتر‬
‫‪1‬‬
‫تجارية حتى يتمكن من تقديميا كدليل إثبات‪.‬‬
‫وقد أقر المشرع الجزائري إثبات المعامالت التجارية طبقا لنص المادة ‪ 31‬من القانون‬
‫التجاري الجزائري وكذلك ما نصت عميو المادة ‪* 331‬من القانون المدني تنص‪ ( :‬دفاتر‬
‫التجار ال تكون حجة عمى غير التجار‪ ،‬غير أن ىذه عندما تتضمن بيانات تتعمق بتوريدات‬
‫قام بيا التجار‪ ،‬يجوز لمقاضي توجيو اليمين المتممة إلى أحد الطرفين فيما يكون إثباتو‬
‫بالبينة‪ ،‬وتكون دفاتر ىؤالء التجار حجة عمى ىؤالء التجار‪ ،‬ولكن إذا كانت ىذه الدفاتر‬
‫التجارية منتظمة فال يجوز لمن يريد استخالص دليل لنفسو أن يجزئ ما ورد فييا واستبعاد‬
‫ما ىو مناقض لدعواه)‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬نتائج المبدأ‬

‫تتمثل نتائج المبدأ طبقا لممادة ‪ 333‬والمادة ‪ 338‬من القانون المدني وىي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬يجوز اإلثبات في المواد التجارية بكافة الطرق ولو كان التصرف القانوني تزيد قيمتو‬
‫عن ‪ 111111‬دج أو كان غير محدد القيمة‪ ،‬والعبرة ىنا بنوع العمل القانوني وليس‬
‫بالمحكمة المختصة بالنظر في النزاع‪ .‬فاألعمال التجارية تخضع لمبدأ حرية اإلثبات‬
‫ولو كان النزاع مطروحا أمام المحكمة‪ ،‬فإذا أقام غير التاجر دعواه ضد تاجر أمام‬
‫المحكمة المدنية اتبع في إثبات العمل الذي يعتبر تجاريا من جية التاجر كافة‬
‫الوسائل لإلثبات‪.‬‬

‫نادية فضيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.141‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪50‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬مبدأ اإلثبات في المسائل التجارية ال يتعمق بالنظام العام فيجوز لمطرفين أن يتفقا‬
‫عمى أن يكون الدليل بينيما بالكتابة‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ اإلثبات في المسائل التجارية ال يأخذ بو القاضي إال إذا أدلى أمامو بوقائع من‬
‫شأنيا التدليل عمى احتمال قيام تصرف تجاري بين أطراف الخصومة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات‬

‫بما أن المجال التجاري يتميز بحرية اإلثبات‪ ،‬فقد ألزم المشرع التاجر بقيد العمميات‬
‫المتعمقة بنشاطو التجاري في دفاتر خاصة بذلك‪ ،‬بحيث منح ىذه الدفاتر أىمية بالغة في‬
‫مجال اإلثبات حتى تسيل ىذه الدفاتر بما تحتويو من بيانات لمكشف عن الحقيقة‪.‬‬
‫كما أن القاعدة تقول بأنو ال يجوز لشخص أن يصطنع دليال لنفسو‪ ،‬غير أن القانون التجاري‬
‫خرج عن ىذه القاعدة فسمح لمتاجر أن يمسك دفاتر تجارية يمكن استعماليا كدليل إثبات‬
‫لصالحو‪ ،‬ولمتاجر اآلخر الذي يحتج عميو بالدفاتر إثبات عكس ذلك بجميع الطرق‪.‬‬

‫تختمف حجية الدفاتر في اإلثبات في حالة ما إذا كانت ضد التاجر‪ ،‬وفي ىذه الحالة‬
‫يجب أن تكون الدفاتر التجارية منظمة ودقيقة‪ ،‬وىناك حالة أخرى وضعيا المشرع وىي‬
‫حجية الدفاتر في اإلثبات لمصمحة التاجر‪ ،‬ىذا ما سيتم تناولو في المطالب الموالية‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات ضد التاجر‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات لمصمحة التاجر‬
‫المطمب الثالث‪ :‬حجية الدفاتر التجارية غير المنتظمة‬

‫المطمب األول‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات ضد التاجر‬

‫لمدفاتر التجارية حرية اإلثبات ضد التاجر الذي صدرت منو أيا كان الخصم الذي‬
‫يتمسك بيا سواء كان تاج ار أم غير تاجر‪ ،‬وسواء أكان المدين تاج ار أم مدنيا وال يشترط أن‬
‫تكون الدفاتر منتظمة‪.‬‬

‫وتفسر حجية الدفاتر التجارية عمى صاحبيا بأن البيانات الواردة فييا تعتبر بمثابة اقرار‬
‫كتابي صادر من التاجر شخصيا‪ ،‬ونتيجة لذلك يجب تطبيق قاعدة عدم جواز تجزئة االقرار‬
‫متى كانت الدفاتر منتظمة‪ ،‬فعمى التاجر الخصم أن يأخذىا كاممة أو يرفضيا كمية‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وىذا ما أكدتو المادة ‪ 331‬فقرة ‪ 10‬من القانون المدني السالف الذكر‪ ،‬فقوة الدفاتر التجارية‬
‫في اإلثبات ليست مطمقة‪ ،‬بل تترك لتقدير القاضي إما أن يأخذ بيا أو يتركيا جانبا‪،1‬‬
‫وباعتبار أن الدفتر حجة عمى التاجر فإنو يمكن لممحكمة أن تأخذ بو‪ ،‬كما يجوز ليا أن‬
‫تطرحو وفقا القتناع بقوة الدليل‪ ،‬واذا رأى القاضي بالدليل المستخمص من الدفتر‪ ،‬فمصاحب‬
‫الدفتر ولو كان دفتره منتظما أن يثبت عكس ما ورد فيو‪ ،‬وذلك بجميع طرق اإلثبات حتى‬
‫‪2‬‬
‫بالشيود أو بالقرائن‪.‬‬
‫ففي ىذه الحالة فال يجوز لمن يريد استخالص دليل لنفسو وأن يجزئ ما ورد فييا واستبعاد‬
‫ما ىو مناقض لدعواه‪ ،‬فمو دون ذلك التاجر في اليومية مثال أنو باع بضاعة إلى شخص ما‬
‫وأنو لم يستوف الثمن‪ ،‬فال يجوز لممشتري أن يطالب التاجر بالبضاعة ويعتمد عمى دفاتر‬
‫ىذا التاجر في اثبات البيع ثم يدعي أنو قد دفع الثمن‪ ،‬بل أنو بالخيار بين أن يتمسك بما‬
‫‪3‬‬
‫ورد في الدفاتر كامال أو أن يطرحو كامال ويقدم دليال آخر‪.‬‬
‫واذا كانت الدفاتر التجارية غير منتظمة‪ ،‬جاز لمقاضي أن يقدر مضمونيا دون أن يتقيد في‬
‫ذلك بقاعدة عدم جواز تجزئة االقرار حسب نص المادة ‪ 331‬من ق ت ج‪.‬‬
‫ومثال ذلك أيضا‪ ،‬إذا قيد التاجر بدفتره أنو قد باع سمعة ما ألحد عمالئو بثمن مؤجل يدفع‬
‫بعد فترة معينة‪ ،‬فميس ليذا العميل مطالبة التاجر بتسميم السمعة لو استنادا إلى ما ورد بالدفتر‬
‫من ثبوت البيع‪ ،‬ثم يدعو دون إثبات دفعو الثمن‪ ،‬تاركا ما تضمنو ذات الدفتر من عدم دفع‬
‫‪4‬‬
‫الثمن‪ ،‬بل لو الخيار أن يتمسك بما ورد بالدفتر كمو أو أن يطرحو ويقدم دليال آخر لدعواه‪.‬‬

‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.80‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني اإلثبات في المواد المدنية والتجارية‪ ،‬دار اليدى لمنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،0110 ،‬بدون ط‪ ،‬ص ص ‪.09 ،09‬‬


‫شادلي نور الدين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.09‬‬ ‫‪3‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‬ ‫‪4‬‬

‫‪53‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وفي كل األحوال فإنو من جية‪ ،‬يمكن لمتاجر إثبات عكس ما ورد في دفاتره من‬
‫بيانات‪ ،‬كأن يثبت أن ىذه البيانات قد قيدت عمى سبيل الخطأ أو قبل اإلبرام النيائي لمعممية‬
‫موضوع النزاع‪ ،‬ولو في ذلك أن يمجأ إلى كافة طرق اإلثبات‪.‬‬
‫ومن جية أخرى‪ ،‬في حالة عدم نجاح التاجر في ىذا اإلثبات‪ ،‬فإن االستدالل بالبيانات‬
‫المدونة في دفاتره ليس حقا مقر ار لخصمو‪ ،‬فيذه البيانات رغم كونيا بمثابة اقرار صادر من‬
‫التاجر صاحب الدفتر يمكن االحتجاج بيا عميو ال تعد حجة قاطعة عميو‪ .‬إذ ىي ال تعدو‬
‫أن تكون إق ار ار غير قضائي تخضع مدى حجيتو وقوة داللتو لتقدير القاضي فمو اعتبارىا‬
‫دليال كامال في اإلثبات ضد مصمحة التاجر صاحب الدفاتر التجارية المدونة فيو‪ ،‬أو أن ال‬
‫‪1‬‬
‫يأخذ بيا أصال‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات لمصمحة التاجر‬

‫جعل المشرع من الدفاتر التجارية حجة معينة في اإلثبات وخرج فييا عمى حكم القواعد‬
‫العامة التي ال تمزم الشخص بتقديم دليل ضد نفسو‪ ،‬كما ال يجيز لمشخص أن يصطنع دليال‬
‫لنفسو ضد الغير‪ .‬وىنا يجب معرفة حجية دفاتر التاجر في اإلثبات ضد غير التاجر‪ ،‬وىذا‬
‫ما سيتم توضيحو من خالل ما يمي‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري األعمال التجارية‪ -‬التجار‪ -‬الشركات التجاري‪ ،‬مرجع سبق‬
‫ذكره‪ ،‬ص ‪.011‬‬

‫‪54‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أوال‪ :‬حجية دفاتر التاجر في اإلثبات لمصمحته ضد التاجر‪:‬‬

‫ىنا يجوز اإلثبات ضد كل تاجر بمقتضى دفاتره التجارية الخاصة‪ ،‬وقد نصت المادة‬
‫‪ 13‬من القانون التجاري السالفة الذكر‪ ،‬أنو يحق لمتاجر أن يقدم دفاتره التجارية كدليل في‬
‫مصمحتو‪ ،‬فإذا كان الخصم ت اج ار فيجوز لمقضاة إذا كانت الدفاتر التجارية مستوفية لمشروط‬
‫‪1‬‬
‫المقررة قانونا أن يأخذ بما ورد فييا لصالح التاجر ضد أحد خصومو من التجار‪.‬‬
‫والقاعدة العامة أنو يجب قبول دفاتر التجار كدليل إثبات لمصمحة التاجر في مواجية تاجر‬
‫آخر بمناسبة أعمال تجارية بشرط أن تكون ىذه الدفاتر منتظمة حسب األصول‪.‬‬
‫يتضح من ىذا أن المشرع يتطمب توافر شروط معينة إلمكانية إثبات التاجر لدعواه‪ ،‬كما‬
‫يتضح أن قبول الدفاتر التجارية كدليل إثبات أمر جوازي لمقضاء بالرغم من توافر تمك‬
‫الشروط‪ ،2‬ويظير ذلك فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون النزاع بين تاجرين أي الطرف الخصم تاجرا‪ .‬وىو األمر الذي عمى أساسو‬
‫يجب أن يكون النزاع واقعا بين تاجرين‪ ،‬يترتب عمى ذلك أنو يجوز لمطرفين إبراز‬
‫دفاترىما التجارية أمام المحاكم‪ ،‬ومن ثم فإن التاجر الذي يقيد في دفاتره عممية شراء‬
‫البضائع أو استالميا والذي ينكر في نفس الوقت ىذه الوقائع‪ ،‬يجوز لمطرف الخصم‬
‫استعمال دفاتر التاجر االجبارية كانت أو اختيارية إلثبات ىذه العمميات‪ .3‬فالقاضي‬
‫يمكنو استخالص الحقائق بالمقارنة بين دفاتر كل من الخصمين‪ ،‬مع اإلشارة في أن‬
‫ذلك ال يمنع في أن يستند إلى ما جاء في الدفاتر التجارية بوصفيا قرائن تكمميا أدلة‬
‫ومستندات أخرى‪ ،‬ولو أن يبقي عمى دفاتر كل من الخصمين اللتقاء المرجح بينيما‬

‫محمد صبري السعدي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.04‬‬ ‫‪1‬‬

‫ىاني محمد دويدار‪ ،‬مبادئ القانون التجاري دراسة في قانون المشروع الرأسمالي‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪ ،1009 ،‬بدون ط‪.081 ،‬‬


‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.011‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪55‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في حالة المطابقة والزام المدعى عمى تقديم أدلة أخرى عمى صحة دعواه‪ ،1‬فالقاضي‬
‫في حالة مسك التجار لمدفاتر التجارية يسيل عميو التحقق من البيانات عن طريق‬
‫مقارنة دفاتر كل من الخصمين‪ ،‬فال صعوبة إذا تطابقت بيناتيا أما إذا اختمفت‬
‫الدفاتر جاز لمقاضي ترجيح دفاتر أحدىما إذا كانت منتظمة عمى دفاتر الطرف‬
‫اآلخر غير المنتظمة‪ ،2‬ففي ىذه الحالة عندما يكون أطراف النزاع التجار وىذا ما‬
‫يمنح لمدفتر قوة قانونية عند المقارنة بين الدفترين‪ .‬ولمعمل بيذا النص يجب أن يقع‬
‫النزاع بين تاجرين فإذا وقع بين تاجر وشخص غير تاجر فال يجوز العمل بيذه‬
‫التيسير عمى‬ ‫القاعدة‪ .3‬والحكمة من وراء اشتراط أن يكون النزاع بين تاجرين ىي‬
‫القاضي لموصول لمحقيقة عن طريق مضاىاة دفاتر التاجرين بعضيا بالبعض اآلخر‪.‬‬
‫فأمر طبيعي أنو ال يمكن لمتاجر أن يستند إلى البيانات الواردة في دفاتره‪ ،‬ولو كانت‬
‫منتظمة في اإلثبات لمصمحتو ضد تاجر آخر ال يمتزم بمسك الدفاتر‪ ،‬كما ىو الحال‬
‫بالنسبة لصغار التجار‪ .‬فالقاضي لن يجد أمامو أية دفاتر لمتاجر الخصم يمكن‬
‫مضاىاتو بدفاتر التاجر المدعى‪ ،‬غير أنو يجوز لمقاضي في ىذه الحالة أن يعتد‬
‫بدفاتر التاجر المدعى كقرينة عمى صحة ما يدعيو‪ ،‬وان كانت ىذه القرينة ال ترقى‬
‫‪4‬‬
‫ألن تكون دليال كامال لإلثبات‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون النزاع متعمقا بعمل تجاري بالنسبة لكل من الخصمين‪ ،‬يجب حتى يتمكن‬
‫التاجر من االستناد إلى دفاتره التجارية في اإلثبات لمصمحتو ضد خصمو التاجر وأن‬
‫يكون موضوع النزاع القائم بينيما متعمقا بعمل تجاري بالنسبة لكمييما‪ .5‬ومثال عمى‬

‫سيد خمف‪ ،‬المجموعة القانونية اإليجار وبيع المحل التجاري‪ ،‬دار الكتاب لمنشر الذىبي الحديث لمطباعة‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون‬ ‫‪1‬‬

‫ت بدون ط‪ ،‬ص ‪.109‬‬


‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.118‬‬ ‫‪2‬‬

‫نادية فضيل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.190‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.010‬‬ ‫‪4‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪56‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ذلك إذا باع التاجر بضاعة إلى تاجر آخر ألجل بيعيا مرة أخرى لتحقيق الربح‪ ،‬أما‬
‫في حالة ما إذا اشترى تاجر بضاعة من تاجر آخر الستعمالو الخاص فال يجوز‬
‫االحتجاج عميو بالدفاتر التجارية ألنيا عمل مدني‪ ،1‬أما إذا كان العمل مدنيا بالنسبة‬
‫لمتاجر المدعي عميو‪ ،‬فال يجوز االحتجاج عميو بالدفاتر التجارية‪ ،‬والعمة في ذلك أن‬
‫المصروفات والمسحوبات الشخصية التي ينفقيا التاجر تقيد إجماال في دفاتره مما‬
‫تتعذر معو مضاىاة دفاتر كل من الخصمين‪ 2.‬فالفقو يجمع عمى أنو يشترط أن تكون‬
‫المعاممة تجارية لمطرفين‪ ،‬والعمة في ذلك أن المشرع لم يمزم التاجر بتدوين نفقاتو‬
‫الشخصية ونفق ات أسرتو إال برقم إجمالي فقط‪ ،‬وىذا يحول دون امكانية المقارنة بين‬
‫البيانات الواردة في الطرفين نتيجة لعدم وجود قيود تفصيمية لممعاممة محل النزاع في‬
‫‪3‬‬
‫دفتر التاجر الذي يعتبر العمل بالنسبة لو مدنيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجية دفاتر التاجر في اإلثبات لمصمحته ضد غير التاجر‪:‬‬

‫القاعدة العامة أنو ال يجوز لمشخص تاج ار كان أو غير تاجر أن يصطنع دليال لنفسو‪،‬‬
‫في ىذه الحالة فدفاتر التاجر ال تصمح حجة عمى خصمو غير التاجر لعدم مسك دفاتر من‬
‫قبل الخصم‪ ،‬غير التاجر‪ ،‬إال أنو يجوز لمقاضي االستعانة بدفاتر التاجر الستخراج قرائن‬
‫يستند إلييا في حكم الدعوى‪ ،‬ويجوز لمقاضي أن يكممو بتوجيو اليمين المتممة إلى أي من‬
‫‪4‬‬
‫الطرفين‪ ،‬وذلك فيما يجوز إثباتو بالبينة‪.‬‬
‫فدعوى التاجر ضد غير التاجر أن دفاتره ال تكون حجة لو‪ ،‬فقد أقرت ىذا المبدأ الفقرة ‪11‬‬
‫من المادة ‪ 331‬من القانون المدني التي تنص‪( :‬دفاتر التجار ال تكون حجة عمى غير‬
‫التجار)‪ ،‬إال أن ىذه الفقرة بعد أن نصت عمى ىذه القاعدة أضافت‪( :‬غير أن ىذه الدفاتر‬

‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.110 ،118‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬ص ‪.319‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد زيادات‪ ،‬ابراىيم العموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪57‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عندما تتضمن بيانات تتعمق بتوريدات قام بيا التجار يجوز لمقاضي توجيو اليمين المتممة‬
‫إلى أحد الطرفين في ما يكون إثباتو بالبينة)‪.‬‬
‫يستخمص مما سبق أن الدفاتر التجارية وان لم تكن عمى غير التجار إال أنو يجوز االحتجاج‬
‫استثناء با لدفاتر التجارية عمى غير التجار لما قد تقتضيو ضروريات األعمال في الحياة‬
‫التجارية‪ 1‬فينا وجب أن تتوفر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتعمق موضوع النزاع ألشياء وردىا التاجر المدعى صاحب الدفاتر التجارية‬
‫لخصمو غير التاجر‪ ،‬كما لو ورد صاحب أحد المحالت التجارية لعمالئو سمعا أو‬
‫‪2‬‬
‫موادا غذائية أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬فيجب أن ال تزيد قيمة االلتزام ‪ 111111‬دج مائة ألف دينار جزائري ألن اإلثبات‬
‫بالشيود في مواجية غير التاجر ال يجوز إال فيما ال يتجاوز قيمتو ىذا المبمغ‪ ،‬وذلك‬
‫طبقا لممادة ‪* 333‬من القانون المدني ولذلك يشترط لمقاضي اليمين المتممة ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬أي أن تكون الدفاتر منظمة ألن الدفاتر غير المنظمة ال تصمح دليال ناقصا لمصمحة‬
‫التاجر ضد التجار‪ ،‬فيي ال تكون حجة ضد غير التجار‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك يشترط أن يكون من االلتزام سمعة من السمع التي وردىا التاجر لغير التجار‬
‫كالمالبس‪ ،‬واذا ما توفرت ىذه الشروط جاز لمقاضي أن يأخذ بالدفاتر كدليل ناقص‬
‫يكممو بتوجيو اليمين المتممة‪ ،‬أو أن يرفض الدفاتر ويطمب من التاجر تقديم دليل‬

‫‪ 1‬عزت عبد القادر‪ ،‬القانون التجاري‪ -‬عمميات البنوك‪ -‬البيانات والعالمات التجارية‪ -‬الدفاتر التجارية‪ -‬بيع وايجار‬
‫المحال التجارية ورهنها‪ -‬السجل التجاري‪ ،‬بدون د‪ ،‬بدون ت‪ ،‬بدون ط‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري ( األعمال التجارية‪ -‬التجار‪ -‬األموال التجاري )‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.039‬‬ ‫‪2‬‬

‫*المادة ‪ 333‬من ق م ‪ :‬في غير المواد التجارية إذا كان التصرف القانوني يزيد قيمتو عمى ألف دينار جزائري أو كان غير‬
‫محدد القيمة فال يجوز البينة في إثبات وجوده أو انقضائو ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك‪ ،‬ويقدر االلتزام باعتبار قيمتو‬
‫وقت صدور التصرف القانوني ويجوز اإلثبات بالشيود في كل طمب ال تزيد قيمتو عن ‪ 111111‬دج ولو كانت ىذه‬
‫الطمبات في مجموعيا تزيد عمى ىذه القيمة‪ ،‬ولو كان منشؤىا عالقات بين الخصوم أنفسيم أو تصرفات قانونية من طبيعة‬
‫واحدة‪ ،‬وكذلك الحكم في كل وفاء ال تزيد قيمتو عمى إذا كانت زيادة االلتزام عمى ‪ 1111‬دج‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫آخر‪ 1.‬ومتى قرر القاضي قبول الدفاتر لإلثبات تعين عميو تكممتو بتوجيو اليمين وىو‬
‫أمر جوازي لمقاضي‪ ،‬فمو كامل الحرية في تعيين من توجو إليو ىذه اليمين من‬
‫الطرفين‪ 2‬وذلك طبقا المادة ‪ 14‬من القانون التجاري الجزائري التي تنص‪( :‬إذا رفض‬
‫الطرف الذي يعرض عميو اإلثبات بالدفاتر‪ ،‬تقديم ىذه األخيرة‪ ،‬جاز لمقاضي توجيو‬
‫اليمين إلى الطرف اآلخر فالقاضي يمكن لو أن يسمح لغير التاجر بتقديم الدليل ما‬
‫يكتفي معو توجيو اليمين إلى غير التجار‪ ،3‬فحجية الدفاتر التجارية موكمة إلى تقدير‬
‫القاضي ولو مطمق الحرية في اقرارىا أو رفضيا وفقا لما يتبين من عناصر الدعوى‪،‬‬
‫ومتى قرر القاضي قبول الدفاتر في اإلثبات ألنيا ال تعتبر دليال كامال بل مجرد‬
‫عنصر من عناصر اإلثبات‪ ،‬يتعين عمى القاضي أن يستكمل داللتيا بتوجيو اليمين‪،‬‬
‫فمو مطمق الحرية لتعيين ما يشاء من الطرفين وىو يراعي في ذلك من كان أجدر‬
‫بالثقة واالطمئنان إليو‪ ،4‬فالقانون ال يسمح لمن يريد استخالص دليال لنفسو أن يجزئ‬
‫ما ورد في الدفاتر التجارية المنتظمة باستبعاد القيود التي تتناقض والتصريحات التي‬
‫‪5‬‬
‫أدلى بيا في دفاعو‪.‬‬

‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.83‬‬ ‫‪2‬‬

‫مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬أصول القانون التجاري ( األعمال التجارية‪ -‬التجار‪ -‬شركة التضامن‪ -‬التوصية‬ ‫‪3‬‬

‫البسيطة‪ -‬المحاصة‪ -‬المساهمة‪ -‬التوصية باألسهم )‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،0119 ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ 4‬أحمد زيادات‪ ،‬ابراهيم العموش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.018‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪59‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطمب الثالث‪ :‬حجية الدفاتر التجارية غير المنتظمة‬

‫الدفاتر التجارية غير المنتظمة ال تكون حجة أمام القضاء‪ ،‬عمى أن القضاء يبدي‬
‫تساىال في ىذا الصدد تطبيقا لمبدأ حرية اإلثبات في المواد التجارية‪ ،‬فيجوز لمقاضي أن‬
‫يستأنس بالدفاتر غير المنتظمة ويستنبط منيا قرائن تكمل عناصر اإلثبات األخرى في‬
‫‪1‬‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫ال تكون الدفاتر التجارية حجة أمام المحاكم إذا لم تكن مستوفية لإلجراءات السالف ذكرىا‪،‬‬
‫أي ما لم تكن منتظمة‪ ،‬ويفيم ىذا من نص المادة ‪ 13‬من ق ت ج‪ ،‬والمشرع عمى حق في‬
‫عدم اعطاء الدفاتر غير المنتظمة أىمية في اإلثبات أمام المحاكم‪ ،‬وذلك لحث التجار عمى‬
‫االىتمام بتنظيميا حتى تكون ليا حجية أمام المحاكم‪ ،‬كما أن القضاء كثي ار ما ييمل الدفاتر‬
‫غير المنتظمة في اإلثبات‪ ،‬عمى أن األخذ بيذا التفسير عمى اطالقو يتنافى مع مقتضيات‬
‫الواقع ويجعل القاضي مقيدا بعدم األخذ بالدفاتر التجارية غير المنتظمة كدليل في اإلثبات‬
‫حتى في الحاالت التي قد يقتنع فييا بصحة ما جاء بيا أو فائدتيا في النزاع المعروض‪،‬‬
‫والواقع أنو يمكن استخدام الدفاتر التجارية غير المنتظمة في اإلثبات أمام القاضي ضد‬
‫التاجر الذي يمسكيا‪ ،‬فخصم التاجر يستطيع االستناد إلى دفاتر التاجر ولو كانت غير‬
‫منتظمة‪ ،‬ذلك أن الدفاتر التجارية المنتظمة تصمح دليال ضد صاحبيا عمى عكس الدفاتر‬
‫غير المنتظمة التي ال تصمح كدليل ضد التاجر وفقا لمتفسير الحرفي لنصوص القانون‪ ،‬مما‬
‫قد يترتب عميو تعمد التاجر اىمال تنظيم دفاتره‪ ،‬يؤدي إلى إفادة التاجر من تقصيره ىذا من‬
‫جية‪ ،‬ومن جية أخرى قد يستخدم التاجر دفاتره غير المنتظمة كدليل لصالحو‪ ،‬كما ىو‬
‫الحال في المنازعات بين التجار‪ ،‬حيث يتمتع القاضي بمطمق الحرية في قبول أي دليل حتى‬

‫مصطفى كمال طو‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.190‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪60‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ولو كانت دفاتره غير منتظمة كقرينة بسيطة تقبل إثبات العكس أو تؤيدىا أدلة أخرى‪ ،‬واذا‬
‫‪1‬‬
‫عرض القاضي دفاتر أخرى أكثر نظاما من األولى فعمى القاضي تفضيل ىذه األخيرة‪.‬‬

‫فقد اتجو القضاء المصري في ىذا المجال إلى اعتبار أن الدفاتر التجارية المنتظمة ىي‬
‫وحدىا التي يجوز التمسك بيا كدليل لإلثبات أمام القضاء‪.‬‬
‫إال أن ىذا الحكم تم انتقاده‪ ،‬رغم أنو يتماشى مع التفسير الحرفي لمنصوص‪ ،‬كما أنو ال‬
‫يساير الضروريات العممية و ال يستقيم مع المنطق‪ ،‬كما أنو يتسم بالجمود ويتعارض مع‬
‫مرونة قواعد اإلثبا ت لممسائل التجارية‪ ،‬فاألصل ىو حرية اإلثبات في المعامالت التجارية‬
‫ويترتب عمى ذلك جواز اإلثبات بالبينة والقرائن‪ ،‬ومنو لمقاضي أن يقبل الدفاتر التجارية غير‬
‫‪2‬‬
‫المنتظمة وأن يستنبط منيا قرائن متى عززتيا أدلة أخرى مقدمة في الدعوى‪.‬‬

‫وما يمكن استخالصو أن مسألة انتظام الدفاتر مسألة موضوعية تخضع إلى تقدير‬
‫قاضي الموضوع‪ ،‬فيمكن أن يقبل الدفتر أو يرفضو أي عدم األخذ بو‪ .3‬وفي حالة أخرى فقد‬
‫اعتبر القضاء الفرنسي أنو يجوز لمتاجر‪ ،‬بناء عمى مبدأ حرية اإلثبات في الميدان التجاري‪،‬‬
‫تقديم دفاتره غير المنتظمة أمام المحكمة ألنيا قرينة متعمقة بعمل االنسان بالرغم من أنو‬
‫ليس ليذه الدفاتر قوة اإلثبات أمام المحكمة لصالح التاجر الذي يمسكيا‪.‬‬

‫كما يالحظ أن المشرع المبناني وضع الدفاتر االختيارية في مرتبة الدفاتر االجبارية غير‬
‫المنتظمة من حيث قوتيا في اإلثبات‪ ،‬ويجوز لمقاضي أن يأخذ منيا قرائن تعزز عناصر‬
‫‪4‬‬
‫اإلثبات األخرى الواردة في الدعوى‪.‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.113 ،110‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.013 ،010‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪61‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يترتب عمى ذلك أنو يجوز لمطرف الخصم – إعماال بمبدأ حرية اإلثبات‪ -‬إثبات‬
‫عمميات التاجر بمقتضى دفاتره بالرغم من أنيا غير منتظمة‪ ،‬ولكن من حقو إثبات العكس‬
‫باستعمال كافة وسائل اإلثبات ألن الدفاتر التجارية ليست سجالت رسمية وليس التاجر‬
‫موظفا قضائيا‪ ،‬وليذه األسباب ال تعتبر البيانات الموجودة في الدفاتر التجارية إال قرينة‬
‫‪1‬‬
‫قانونية بسيطة‪.‬‬

‫في األخير يجب اإلشارة أن الدفاتر التجارية االختيارية ليا حجية في اإلثبات‪ ،‬ويظير‬
‫ذلك من خالل ما سبق ذكره أن التاجر ممزم بمسك دفاتر تجارية معينة –اليومية‪ ،‬والجرد‪.-‬‬
‫فقد تركت لو الحرية من جانب آخر في أن يمسك ما يشاء من الدفاتر االختيارية األخرى‬
‫التي يراىا ضرورية بالنسبة لتجارتو‪ ،‬لكن حرية اختيار التاجر لمسكو دفاتر تجارية ال تعفيو‬
‫من االنتظام والدقة في حالة مسكيا ألنو قد قيد فييا حقوقا لمغير‪ ،‬وأنو سيعود إلييا عندما‬
‫تستدعي الضرورة ذلك‪ ،‬إال أن القانون التجاري الجزائري لم يشر صراحة أو ضمنيا إلى مدى‬
‫حجية الدفاتر التجارية االختيارية في اإلثبات‪ .‬غير أن الفقو والقضاء‪ ،‬خاصة في مصر‪،‬‬
‫اعتبرت ىذه الدفاتر قرينة قضائية تستأنس بيا المحكمة في اإلثبات وعمى ذلك يجوز‬
‫لممحكمة أن تستنتج من ىذه الدفاتر التجارية قرائن عمى وقائع معينة إذا اقتنعت بصحة ما‬
‫دون فييا‪.‬‬
‫وقد حكمت محكمة النقض الفرنسية في حكم ليا أن الدفاتر التجارية التي جرت العادة عمى‬
‫مسكيا في بورصة التجارة‪ ،‬ولو أن القانون لم ينص عمييا‪ ،‬يجوز أن يستنتج منيا قرائن‬
‫واقعية إذا كانت خالية من الفراغ والتحشية‪ ،‬والقرائن المستخمصة من ىذه الدفاتر في حالة‬
‫االحتجاج بيا لصالح صاحبيا مقصورة كما ىو الحال بالنسبة لمدفاتر االلزامية عمى التجار‬
‫وفي تصرفاتيم التجارية فقط‪ ،‬ولذلك فتتجرد ىذه الدفاتر من حجيتيا متى كان النزاع بين‬
‫تاجر وغير تاجر‪ ،‬أو كان النزاع مدنيا ولو بين تاجرين‪ ،‬غير أن لخصم التاجر أن يستند‬

‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.011‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪62‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عمى دفاتر التاجر سواء كان النزاع مدنيا أو تجاريا ألن قوة الدليل في دفاتر التاجر مستمدة‬
‫‪1‬‬
‫من اق ارره بيا‪.‬‬

‫بشير طاىري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.119 ،110‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪63‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثالث‪ :‬جزاءات االخالل بمسك الدفاتر التجارية‬

‫قام المشرع بتنظيم الدفاتر التجارية تنظيما محكما ودقيقا‪ ،‬فعند االخالل بيذه االلتزامات‬
‫يترتب عنو عدة جزاءات‪.‬‬
‫لمتطرق إلى ىذا الموضوع تم تقسيم ىذا المبحث إلى مطمبين‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الجزاءات المدنية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الجزاءات الجنائية‬

‫المطمب األول‪ :‬الجزاءات المدنية‬

‫إذا لم يمسك التاجر دفاتر تجارية منتظمة فال يعتد بيا في اإلثبات لمصمحة التاجر في‬
‫حالة وقوع نزاع بينو وبين تاجر آخر بشأن أعمال تجارية بينيما‪ ،1‬فالتاجر الذي يمسك دفاتره‬
‫بطريقة غير منتظمة‪ ،‬ويتوقف عن دفع ديونو‪ ،‬ال يستفيد من األحكام المتعمقة بالتسوية‬
‫القضائية‪ ،‬بل يمزم القاضي بشير افالسو فال يستفيد من الصمح الواقي حسب نص المادة‬
‫‪ 009‬فقرة ‪ 11‬من ق ت ج التي تنص‪( :‬يقضي بالتسوية القضائية إن كان المدين قد قام‬
‫بااللتزامات المنصوص عمييا في المواد ‪ 010‬و‪ 019‬و‪ 019‬و‪ 014‬المتقدمة‪.)...‬‬
‫والعبرة في ذلك عدم منح التاجر إمكانية تسوية وضعيتو المادية والمالية لكونو خالف القانون‬
‫ونظ ار لمخالفة االلتزام القانوني ال يمكن أن يستفيد ىذا التاجر من أحكام أقرىا المشرع في‬
‫مصمحة التاجر حسن النية‪ ،‬ومن ثم يتعين اشيار افالسو إن كان قد اختمس حساباتو أو بذر‬
‫أو أخفى بعض أصولو‪ .2‬فيجوز لممحكمة أن تأخذ بالدفاتر التجارية باعتبارىا مجرد قرائن‬
‫وعناصر في اإلثبات وليس كأدلة كاممة‪ ،‬كما تستطيع المحكمة رفض الدفاتر التجارية ولو‬
‫كانت منتظمة‪.‬‬

‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.800 ،‬‬

‫‪64‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فالتاجر إذا لم يمسك دفاتر تجارية منتظمة فرضت عميو ضريبة األرباح التجارية حسب‬
‫‪1‬‬
‫تقدير مصمحة الضرائب أي جزافا‪ ،‬وغالبا ما يترتب عمى ذلك من اجحاف بو‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 18‬من القانون التجاري الجزائري‪( :‬إن الدفاتر التي يمتزم األفراد بمسكيا والتي‬
‫ال تراعى فييا األوضاع المقررة أعاله ال يمكن تقديميا لمقضاء وال يكون ليا قوة اإلثبات‬
‫أمامو لصالح من يمسكونيا‪ ،‬وذلك مع عدم المساس بما ورد في النص بشأنو في كتاب‬
‫االفالس والتفميس)‪ .‬ولكن بما أن القانون التجاري يرتكز عمى مبدأ حرية اإلثبات يجوز‬
‫لمقاضي قبول ىذه الدفاتر كقرينة‪.‬‬
‫وعالوة عمى ىذه المسؤولية العامة فإنو يجوز اخضاع التاجر لمسؤولية خاصة نص المشرع‬
‫عمييا في المادة ‪ 30‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثمة‪ ،‬وىكذا يتعرض التاجر‬
‫لغرامة مالية قدرىا ‪ 01‬دج ما لم يقدم في اآلجال المحددة‪ ،‬كدعم لتصريحو‪ ،‬الوثائق‬
‫والمعمومات التي يجب أن يقدميا‪ ،‬وىذه الغرامة تضاعف بعدد الوثائق التي ال تقدم أو لم‬
‫تصل إلى اإلدارة في حينيا‪.‬‬
‫وفي حالة إذا لم تقدم الوثائق في أجل ثالثين (‪ )31‬يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ اإلنذار الموجو‬
‫‪2‬‬
‫لممعني باألمر‪ ،....‬تفرض الضريبة تمقائيا ويضاعف مبمغ الرسوم بقدر ‪.%00‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الجزاءات الجنائية‬

‫لم يفرض المشرع عقوبة عمى عدم مسك الدفاتر التجارية أو مسكيا بطريقة غير‬
‫منتظمة إال في حالة افالس التاجر‪ ،‬ذلك من خالل ما لمدفاتر التجارية من أىمية في التعرف‬
‫عمى مركزه المالي‪ ،‬فإذا توقف التاجر عن دفع ديونو وتبين أنو لم يمسك دفاتره التجارية أو‬
‫كانت غير منتظمة‪ ،‬اعتبر مرتكبا بجريمة االفالس بالتقصير‪ ،‬فتطبق عميو العقوبات‬
‫المنصوص عمييا في المادة ‪ 343‬من ق ع‪ ،‬وجريمة االفالس بالتقصير نصت عمييا المادة‬

‫عمورة عمار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫‪1‬‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.809 ،800‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪65‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 391‬ق ت وفي حالة افالس التاجر إذا لم تكن قد أمسك أية حسابات مطابقة لعرف المينة‬
‫نظ ار ألىمية تجارتو‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 391‬فقرة ‪ 10‬من نفس القانون عمى‪( :‬اعتبار التاجر مفمسا بالتقصير في‬
‫حالة توقفو عن الدفع‪ ،‬وكانت حساباتو ناقصة أو غير ممسوكة بانتظام)‪.‬‬
‫طبقا لممادة ‪ 398‬ق ت ج التي تنص‪ ( :‬يعد مرتكبا بالتدليس كل تاجر في حالة توقف عن‬
‫الدفع يكون قد أخفى حساباتو أو بدد أو اختمس كل أو بعض أصولو أو يكون بطريقة تدليس‬
‫قد أقر بمديونيتو بمبالغ ليست في ذمتو سواء كان ىذا في محرراتو بأوراق رسمية أو تعيدات‬
‫عرفية أو في ميزانيتو)‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 394‬من ق ت ج فقد تعرضت لمشركة التي توقفت عن الدفع وطبقت عقوبة‬
‫االفالس بالتقصير عمى القائمين باإلدارة والمديرين والمصفين لمشركة أو بوجو عام كل‬
‫المفوضين من قبل الشركة والذين أمسكوا بسوء نية أو أمروا بإمساك حسابات الشركة بغير‬
‫انتظام‪.‬‬
‫وزيادة عمى ذلك يعاقب التاجر المرتكب لجريمة اإلفالس بالتدليس بالعقوبات المنصوص‬
‫عمييا في المادة ‪ 343‬من ق ع‪ ،‬وتنص ىذه المادة عمى ما يمي‪:‬‬
‫( كل من تثبت مسؤوليتو الرتكابو جريمة التفميس‪ ،‬المنصوص عمييا في القانون التجاري‬
‫يعاقب‪:‬‬
‫عن التفميس بالتقصير بالحبس" من شيرين إلى سنتين" و"بغرامة ‪ 00111‬دج إلى‬
‫‪ 011111‬دج"‪.‬‬
‫عن التفميس بالتدليس بالحبس "من ‪ 11‬سنة إلى ‪ 10‬خمس سنوات" و" بغرامة من‬
‫‪ 111111‬دج إلى ‪ 011111‬دج"‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويجوز عالوة عمى ذلك أن يقضي عمى المفمس بالتدليس بالحرمان أو أكثر من الحقوق‬
‫الواردة في المادة ‪ 10‬مكرر ‪ 11‬من القانون التجاري لمدة سنة عمى األقل وخمس سنوات‬
‫عمى األكثر)‪.‬‬

‫وفي حالة أخرى فإنو يجوز اتيام التاجر بتزوير خطي‪ ،‬ويتضح من نص المادة ‪010‬‬
‫من قانون العقوبات ما يمي‪( :‬كل من ارتكب تزوي ار بإحدى الطرق المنصوص عمييا في‬
‫المادة ‪ 019‬في المحررات التجارية أو المصرفية أو شرع في ذلك يعاقب بالحبس من سنة‬
‫إلى خمس سنوات وبغرامة من ‪ 011‬دج أو ‪ 01111‬دج ويجوز عالوة عمى ذلك أن يحكم‬
‫عمى الجاني بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة ‪ 18‬وبالمنع من اإلقامة‬
‫من سنة إلى خمس سنوات عمى األكثر)‪.‬‬
‫والى جانب ىذا ال يجب نسيان أن األمر رقم ‪ 19-00‬المؤرخ في ‪ 00‬يناير ‪ 1000‬المتعمق‬
‫بالمنافسة ينص في مادتو ‪ 99‬عمى أنو "تعتبر ممارسات تجارية تدليسية‪ ،‬تحرير فواتير‬
‫مزورة‪ ،‬وكل المناورات األخرى التي ترمي إلى إخفاء الشروط الحقيقية لمعمميات التجارية‬
‫والسيما اتالف الوثائق التجارية الضرورية واخفائيا وتزويرىا‪.‬‬
‫وتبعا ليذا تعاقب ىذه المناورات التدليسية بغرامة من عشرة آالف ‪ 11111‬دينار إلى مميون‬
‫‪ 1111111‬دينار وبالحبس من سنة واحدة إلى ‪ 10‬سنوات أو بإحدى ىاتين العقوبتين‪.‬‬
‫من خالل ىذه المواد يتضح مدى أىمية إمساك الدفاتر التجارية في الحياة التجارية‪،‬‬
‫وامساكيا بانتظام واال تزعزعت الثقة في شخص التاجر وفي مركزه المالي‪ ،‬مما يعرضو إلى‬
‫جزاءات قانونية مختمفة‪ ،‬لذلك يجب عمى التاجر التقيد بالنصوص القانونية التي تنظم ىذه‬
‫الدفاتر التجارية بصفة دقيقة ومنتظمة لتفادي الوقوع في األخطاء والنزاعات‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فيجوز إلى إدارة الضرائب طمب الحكم عمى التاجر بالحبس أو بغرامة‬
‫مالية إذا قام بمسك الدفاتر التجارية اإلجبارية بطريقة غير منتظمة بيدف الغش‪ ،‬ولقد نص‬
‫المشرع في المادة ‪ 03‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثمة‪( :‬يجب عمى المصرح‬

‫‪67‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أن يقدم عند الطمب من المفتش جميع الوسائل الحسابية ونسخ الرسائل ووثائق اإليرادات‬
‫والنفقات بحيث يمكن إثبات صحة النتائج المبينة في تصريحو)‪.‬‬
‫ليذا فإن التاجر الذي ال يمكن لو تقديم نسخ الفواتير إلدارة الضرائب أو الذي ال يمكن أن‬
‫يقدميا باإلشارات المطموبة يتعرض لغرامة جبائية‪ ،‬كما يمتزم التاجر في مجال التحقيقات‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية بوجو عما بتقديم وثائقو التجارية إلى عون الدولة القائم بالمراقبة‪.‬‬

‫ويحق ليذا األخير القيام بفحص جميع المستندات التجارية والمالية والمحاسبية دون أن‬
‫يتمسك التاجر بحجة السر الميني‪ ،‬كما يجوز لمموظف المكمف بالتحقيقات الدخول إلى‬
‫المحالت التجارية والممحقات وأماكن الشحن والتخزين‪ ،‬وبصفة عامة أي مكان باستثناء‬
‫المحالت السكنية‪.‬‬

‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.808‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪68‬‬
‫األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫من خالل ىذا الفصل تم استخالص بعض النتائج ىي‪:‬‬


‫‪ -‬أن لمدفاتر التجارية حجية ىامة في اإلثبات الذي اعتبره المشرع مبدأ حرية اإلثبات‬
‫في المعامالت التجارية‪ ،‬ومن ىذا المبدأ يجب أن تكون الدفاتر حجة لمتاجر مع‬
‫مراعاة الشروط الشكمية والموضوعية‪ .‬ولذلك تعتبر وسيمة إثبات اتجاه الغير سواء‬
‫كان تاج ار أو متعامال معو في حالة نشوب أي نزاع فيي بمثابة قرينة أو دليل يحتج‬
‫بو‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب عمى عدم مسك الدفاتر التجارية بصفة منتظمة عدة جزاءات سواء مدنية أو‬
‫جزائية‬

‫‪69‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫تعتبر الدفاتر التجارية وسيمة ىامة لتطور الحياة العممية لمتاجر‪ ،‬فيي تمثل األداة األولى‬
‫التي يجب أن يعتمد عمييا التاجر في مجمل نشاطاتو التجارية‪ ،‬فيي المرآة العاكسة لو وألعمالو‬
‫ونظ ار لألىمية التي تعود عمييا لمتاجر إذا كانت منتظمة‪ ،‬فيي تبين المركز المالي لو وحالة‬
‫تجارتو وما لو وما عميو وكذلك ما حققو من ربح أو ما أصابو من خسارة‪ ،‬وبذلك يوجو‬
‫بمقتضاىا نشاطو التجاري‪.‬‬
‫نظ ار لمتطور الحاصل في العصر الحديث فالدفاتر التجارية تقدم العون لمتاجر‪ ،‬ولكون الواقع‬
‫العممي يمتاز بالتشابك وبالتعقيد وباعتبار القانون التجاري أساس مقوماتو السرعة واالئتمان‪،‬‬
‫وىذا ما أدى بالتاجر إلى مسك الدفاتر التجارية المالئمة لظروف تجارتو‪.‬‬
‫أما في حالة مخالفة وعدم مسك ىذه الدفاتر ال يمكنو الوصول إلى المبتغى واليدف الذي يريد‬
‫تحقيقو‪.‬‬

‫ومن خالل دراستنا ليذا الموضوع وبغية اإلحاطة باإلشكالية التي يدور حوليا‪ ،‬حاولنا إبراز‬
‫أىم الجوانب العامة المتعمقة بالدفاتر التجارية من خالل تخصيص ثالث فصول تتناول الجانب‬
‫النظري انطالقا من الفرضية الرئيسية واألساليب والمنيج المستخدم المشار إليو في المقدمة‪.‬‬

‫انطالقا مما سبق وبعد معالجتنا وتحميمنا لمختمف جوانب الموضوع في فصولو الثالثة‬
‫توصمنا إلى مختمف النتائج ىي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نتائج الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬تطورت الدفاتر التجارية عبر عدة عصور وذلك لممحافظة عمى مصالح التاجر الذاتية‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرى تحقيق المصمحة العامة لمغير‪ ،‬باإلضافة إلى الدولة باعتبارىا مسير‬
‫ليذه النشاطات‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ -‬تعتبر الدفاتر التجارية سجالت يقيد فييا التاجر مصروفاتو‪ ،‬ولذلك فقد نظميا المشرع‬
‫في نصوص قانونية وىذا ما أدى إلى تنوعيا عبر الزمن‪ ،‬وىناك دفاتر تجارية اجبارية‬
‫واختيارية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب عمى التاجر مسك دفاتر تجارية وااللتزام باالحتفاظ بيا وفقا لمشروط الشكمية‬
‫والموضوعية المحددة وفقا لمقانون‪ ،‬فبياناتيا يجب أن تكون سميمة خالية من أي خمل‪.‬‬
‫‪ -‬يجب عمى التاجر في حالة نزاع تقديم دفاتره لممحكمة ذلك بأمر منيا أو طمب من طرف‬
‫الخصم‪ ،‬في حالة االمتناع من تقديميا يمكن لممحكمة الزامو بتقديميا‪ ،‬فتكون دفاتره‬
‫حجة لمصمحتو ويكون في حالتين‪ :‬في حالة النزاع بين تاجرين‪ ،‬وفي حالة بين تاجر‬
‫وغير تاجر‪ .‬وكذلك تكون حجة ضده‪.‬‬
‫‪ -‬عند الخروج عن قاعدة عدم مسك الدفاتر التجارية واألخذ بيا يترتب عمييا عدة جزاءات‬
‫حددىا المشرع سواء الجزاءات المدنية أو الجزاءات الجزائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‪:‬‬

‫‪ -‬إن مسك الدفاتر التجارية من طرف التجار بطريقة سميمة ودقيقة والمحافظة عمييا لمدة‬
‫معينة والتي تكون محددة من طرف المشرع‪.‬‬
‫‪ -‬العمل عمى تطوير الدفاتر التجارية ومسايرة التطور الحاصل وبالتالي المجوء إلى‬
‫استخدام واستعمال الدفاتر التجارية االلكترونية لتسييل المعامالت التجارية التي تتطمب‬
‫السرعة واالئتمان‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز المكانة اليامة لمدفاتر التجارية في المعامالت التجارية وفائدتيا خاصة بالنسبة‬
‫لمتاجر في حد ذاتو وبين التجار معا وبالخصوص في حالة النزاعات الواردة بينيم‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الخاتمة‬

‫ثالثا‪ :‬الدراسات المستقبلية المقترحة‪:‬‬

‫في األخير يمكن أن نقول بأن ىذا الموضوع يعتبر محاولة منا لتوضيح الدفاتر التجارية‬
‫وحجيتيا في اإلثبات‪ ،‬ويمكن أن يتطور أكثر في مواضيع أخرى لذلك ارتئينا أن نطرح بعض‬
‫المواضيع التي يمكن أن تكمل ىذا الموضوع‪:‬‬
‫‪ -‬واقع حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات ( دراسة حالة في الجزائر)‪.‬‬
‫‪ -‬حجية الدفاتر التجارية االلكترونية في اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة بين حجية الدفاتر التجارية التقميدية والدفاتر التجارية االلكترونية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المراج ع‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الكتب‪:‬‬

‫‪ .1‬أحمد بمودنين‪ ،‬المختصر في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬بدون ت‪ ،‬بدون ط‪.‬‬


‫‪ .2‬أحمد محمد محرز‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القاهرة‪ ،1995 ،‬بدون ط‪.‬‬
‫‪ .3‬أحمد زيادات‪ ،‬ابراهيم العموش‪ ،‬الوجيز في التشريعات التجارية األردنية‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،1996‬ط ‪.11‬‬
‫‪ .4‬أكرم ياممكي‪ ،‬القانون التجاري دراسة مقارنة في األعمال التجارية‪ -‬التاجر‪ -‬المتجر‪-‬‬
‫العقود التجارية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1998 ،‬ط ‪ 11‬الجزء األول‪.‬‬
‫‪ .5‬أمجد حسن العزام‪ ،‬الوجيز في شرح قانون التجارة األردني‪ ،‬دار الوراق لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،2119 ،‬ط ‪.11‬‬
‫‪ .6‬تاال الشوا‪ ،‬صفاء محمود السويمميين‪ ،‬التشريعات التجارية وتشريعات األعمال‪ ،‬دار‬
‫وائل لمنشر‪ ،‬بدون د‪ ،2119 ،‬ط ‪.13‬‬
‫‪ .7‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬المبادئ العامة في القانون التجاري‪ ،‬الدار الجامعية لمطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬بدون ت‪ ،‬بدون ط‪.‬‬
‫‪ .8‬حسن المؤمن‪ ،‬نظرية اإلثبات المحررات واألدلة الكتابية‪ ،‬مكتبة النهضة‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1975‬بدون ط‪.‬‬
‫‪ .9‬حمدي باشا عمر‪ ،‬القضاء التجاري "دراسة تطبيقية"‪ ،‬دار هومة لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2119 ،‬بدون ط‪.‬‬
‫سيد خمف‪ ،‬المجموعة القانونية ايجار وبيع المحل التجاري‪ ،‬دار الكتاب الحديث‬ ‫‪.11‬‬
‫لمنشر الذهبي لمطباعة‪.‬‬
‫شادلي نور الدين‪ ،‬القانون التجاري "مدخل القانون التجاري"‪ ،‬دار العموم لمنشر‬ ‫‪.11‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2113 ،‬بدون ط‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫قائمة المراج ع‬

‫عادل عمي مقدادي‪ ،‬القانون التجاري وفقا ألحكام قانون التجارة العماني ‪ ،‬دار‬ ‫‪.12‬‬
‫الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2117 ،‬ط ‪ ،11‬اإلصدار الثاني‪.‬‬
‫عبد الحميد الشواربي‪ ،‬نظرية األعمال التجارية والتجار‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫االسكندرية‪ ،1999 ،‬بدون ط‪.‬‬
‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬محاضرات في مادة القانون التجاري الجزائري‪ ،‬كمية‬ ‫‪.14‬‬
‫الحقوق‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫عزت عبد القادر‪ ،‬القانون التجاري‪ ،1997 ،‬بدون ط‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫عزيز العكيمي‪ ،‬الوسيط في شرح التشريعات التجارية‪ ،‬دار الثقافة لمنشر‬ ‫‪.16‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2118 ،‬ط ‪ ،11‬اإلصدار األول‪.‬‬
‫عميان الشريف‪ ،‬مصطفى حسين سممان‪ ،‬رشاد العصار‪ ،‬القانون التجاري‬ ‫‪.17‬‬
‫( مبادئ ومفاهيم )‪ ،‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪ ،2111 ،‬ط ‪.11‬‬
‫عمورة عمار‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار المعرفة لمنشر‬ ‫‪.18‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2119 ،‬بدون ط‪.‬‬
‫فرحة زراوي صالح‪ ،‬الكامل في القانون التجاري‪ ،‬بدون د‪ ،‬الجزائر‪،2113 ،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫بدون ط‪.‬‬
‫فوزي محمد سامي بمراجعة وتعديل محمد فواز المطالقة‪ ،‬شرح القانون التجاري‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2119 ،‬ط ‪ ،13‬اإلصدار الثالث‪.‬‬
‫محمد السيد الفقي‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫‪ ،2112‬بدون ط‪.‬‬
‫محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪،2118 ،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫بدون ط‪.‬‬
‫محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح القانون المدني اإلثبات في المواد‬ ‫‪.23‬‬
‫المدنية والتجارية‪ ،‬دار الهدى لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2119 ،‬‬

‫‪76‬‬
‫قائمة المراج ع‬

‫محمد فريد العريني‪ ،‬جالل وفاء محمدين‪ ،‬القانون التجاري الجزء األول‪ :‬األعمال‬ ‫‪.24‬‬
‫التجارية – التجار‪ -‬المحل التجاري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬بدون ت‪،‬‬
‫بدون ط‪.‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري األعمال التجارية‪-‬‬ ‫‪.25‬‬
‫التجار‪ -‬الشركات التجارية‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬بدون ط‪.‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري "دراسة مقارنة"‪ ،‬منشورات‬ ‫‪.26‬‬
‫الحمبي الحقوقية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬أصول القانون التجاري‪ ،‬دار الفكر‬ ‫‪.27‬‬
‫الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪ ،2116 ،‬بدون ط‪.‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري األعمال التجارية‪ -‬التاجر‪ -‬المحل‬ ‫‪.28‬‬
‫التجاري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2116 ،‬ط ‪.18‬‬
‫نسرين شريقي‪ ،‬األعمال التجارية التاجر المحل التجاري‪ ،‬دار بمقيس لمنشر‪،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫الجزائر‪ ،‬اكتوبر ‪ ،2113‬ط ‪.11‬‬
‫هاني محمد دويدار‪ ،‬مبادئ القانون التجاري دراسة في قانون المشروع‬ ‫‪.31‬‬
‫الرأسمالي‪ ،‬المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،1997 ،‬بدون ط‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المذكرات‪:‬‬

‫‪ .1‬بشير طاهري‪ ،‬الدفاتر التجارية أنواعها وحجيتها في اإلثبات‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬فرع العقود والمسؤولية‪ ،‬كمية الحقوق والعموم التجارية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬جوان ‪.2111‬‬

‫ثالثا‪ :‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ .1‬القانون رقم ‪ 21-87‬المؤرخ في ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1987‬المتضمن قانون المالية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫قائمة المراج ع‬

‫‪ .2‬األمر ‪ 16 -95‬المؤرخ في يناير ‪ 1995‬المتعمق بالمنافسة‪.‬‬


‫‪ .3‬األمر رقم ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ 21‬رمضان ‪ 1395‬الموافق ‪ 26‬سبتمبر ‪1975‬‬
‫المتضمن القانون التجاري المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 12 -15‬المؤرخ في ‪ 16‬فيفري‬
‫‪.2115‬‬
‫‪ .4‬القانون رقم ‪ 11 -15‬المؤرخ في ‪ 2115 -16 -21‬المتضمن القانون المدني‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫‪ .5‬القانون رقم ‪ 23 -16‬المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 2116‬المتعمق بقانون العقوبات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬موقع األنترنت‪:‬‬

‫‪ .1‬منتدى األوراس القانوني‪ ،‬متوفر عمى الموقع الكتروني‪:‬‬

‫‪sciences juridiques @ gmail .com‬‬

‫‪78‬‬
‫الملخص‪:‬‬

‫تم في ىذه الدراسة بيان نشأة الدفاتر التجارية وتطورىا عبر العصور‪ ،‬وىذا راجع إلى‬
‫القانون التجاري الذي ىو المنبع األصمي لظيور الدفاتر التجارية وازدىارىا لكونو يتميز بالثقة‬
‫واالئتمان وسرعة المعامالت‪.‬‬
‫وتعرف الدفاتر التجارية عمى أنيا سجالت يقيد فييا التاجر ما لو وما عميو من ديون‪ ،‬يجب‬
‫عمى التاجر أن يمسك الدفاتر التجارية االجبارية كدفتر الجرد واليومية‪ ،‬وأما االختيارية تعتبر‬
‫أمر غير الزامي لمتاجر‪.‬‬
‫كما تم التطرق إلى أىمية ىذه الدفاتر في الحياة العممية لمتاجر‪ ،‬وذلك بالحفاظ عمى مركزه‬
‫المالي‪ ،‬باإلضافة إ لى األشخاص الممزمون بمسك الدفاتر التجارية ومدة االحتفاظ بيذه الدفاتر‪،‬‬
‫التي ينبغي أن تكون منتظمة وفقا لعدة شروط سواء الشكمية أو الموضوعية‪.‬‬
‫وقد تناولنا حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات‪ ،‬وتم في ىذه الدراسة بيان ما إذا كان باإلمكان‬
‫االعتداد بالدفاتر التجارية التي يمزم التاجر بمسكيا لتكون حجة التاجر‪.‬‬
‫خالفا لقواعد اإلثبات العامة التي تمنع قيام الشخص من صنع دليل لنفسو‪ ،‬كما تم بيان إمكانية‬
‫اعتماد ىذه الدفاتر كحجة ضد التاجر بمسكيا خالفا لقاعدة عدم الزام الخصم بتقديم أدلة‬
‫ضدىم‪.‬‬
‫وقد تناولنا في حالة عدم انتظام الدفاتر التجارية وعدم مراعاة النصوص القانونية التي تنظميا‪،‬‬
‫وفي حالة عدم مسك التاجر لمدفاتر التجارية‪ ،‬حدد المشرع لذلك عدة جزاءات كانت مدنية أو‬
‫جزائية‪.‬‬
‫وقد تم تناول موضوع الدراسة‪ :‬الدفاتر التجارية وحجيتيا في اإلثبات في الفصول الثالثة‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماىية الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديميا لمقضاء‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األساس القانوني لمدفاتر التجارية وحجيتيا وجزاءات االخالل بمسكيا‪.‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫شكر وتقدير‪...............................................................‬‬

‫مقدمة ‪.......................................................................‬أ‪ -‬و‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية الدفاتر التجارية‪10..............................‬‬

‫تمهيد ‪10.........................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الدفاتر التجارية‪04..........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة الدفاتر التجارية ‪12...........................................‬‬

‫أوال‪ :‬مرحمة العصر القديم‪12......................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحمة العصر الوسيط ‪14...................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحمة العصر الحديث ‪15...................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف الدفاتر التجارية ‪16........................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الفقه العربي‪16......................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الفقه الغربي‪17......................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية الدفاتر التجارية وأنواعها‪00.................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أهمية الدفاتر التجارية‪00..........................................‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لمصمحة التاجر‪00...................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لمغير ‪03............................................................‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫ثالثا‪ :‬بالنسبة لمدولة ‪03...........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الدفاتر التجارية‪04..........................................‬‬

‫أوال‪ :‬الدفاتر االجبارية‪04..................................................... ....‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدفاتر االختيارية ‪00.......................................................‬‬

‫خالصة الفصل ‪03...............................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء‪04...‬‬

‫تمهيد ‪05.........................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التنظيم القانوني بمسك الدفاتر التجارية‪07.........................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األشخاص الممزمون بمسك الدفاتر التجارية‪07.....................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط تنظيم الدفاتر التجارية‪10 ...................................‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعية‪10.......................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكمية ‪11...........................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية ‪12.................................‬‬

‫أوال‪ :‬بالنسبة لمدفاتر التجارية االجبارية‪12..........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لمدفاتر التجارية االختيارية األخرى ‪13...............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طرق تقديم الدفاتر التجارية لمقضاء‪14.............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االطالع الجزئي ‪14................................................‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االطالع الكمي‪16.................................................‬‬

‫أوال‪ :‬قضايا اإلرث‪17 ............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬قسمة الشركة‪17 ............................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬حالة اإلفالس ‪20............................................................‬‬

‫خالصة الفصل ‪23...............................................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬األساس القانوني لمدفاتر التجارية وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل‬
‫بمسكها‪24 .............................................................‬‬

‫تمهيد ‪25 ..........................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األساس القانوني لمدفاتر التجارية‪27...............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مبدأ حرية اإلثبات في المعامالت‪27..............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج المبدأ‪31...................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات‪30.............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجية الدفاتر التجارية ضد التاجر ‪30............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجية الدفاتر التجارية لمصمحة التاجر ‪32........................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حجية الدفاتر التجارية غير المنتظمة ‪41.........................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬جزاءات االخالل بمسك الدفاتر التجارية‪42.......................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الجزاءات المدنية‪42..............................................‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجزاءات الجنائية‪43.............................................‬‬

‫خالصة الفصل ‪47...............................................................‬‬

‫الخاتمة‪51................................................... ....................‬‬

‫أوال‪ :‬نتائج الدراسة ‪50.............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات ‪50...............................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدراسات المستقبمية المقترحة‪51..............................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪53..................................................................‬‬

‫فهرس المحتويات ‪..............................................................‬‬

‫الممخص ‪......................................................................‬‬

You might also like