Professional Documents
Culture Documents
الدفاتر التجارية وحجيتها في الاثبات
الدفاتر التجارية وحجيتها في الاثبات
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ2014/2013:
ﺷﻜ ـ ـﺮ وﺗﻘ ـ ـﺪﻳﺮ
اﻟﺤﻤﺪ اﷲ اﻟﺬي ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ ﺗﺘﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻪ اﻟﻜﺮﻳﻢ
أﺣﻤﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﺬي ﺑﺎرك ﻟﻲ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم ﺑﺤﺜﻲ ﻫﺬا ،واﻟﺬي أﺗﻘﺪم ﻓﻴﻪ ﺑﺠﺰﻳﻞ
اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓﺎن إﻟﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮر :ﻣﺒﺮوك ﻋﺒﺪ اﻟﻨﻮر ،ﻟﻘﺒﻮﻟﻪ اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﻫﺬا
اﻟﺪراﺳﺔ.
ﻛﻤﺎ أﺗﻘﺪم ﺑﺠﺰﻳﻞ اﻟﺸﻜﺮ إﻟﻰ ﻛﻞ أﺳﺎﺗﺬﺗﻲ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق وأﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﺆﻃﺮي
مقدمة:
نظ ار الزدياد الحاج ات االقتصادية والضروريات العممية ،نشأ وتطور القانون التجاري بتطور
العصور ىذا ما استمزم تنظيم فئة من المعامالت أال وىي األعمال التجارية وفئة األشخاص ىم
التجار وذلك وفق تنظيم قانوني خاص يتفق مع مقتضيات التجارة ومطالبيا ،ونظ ار لكون الدولة
السيادة األولى في اصدار القرار فيي تعتبر المسير الرئيسي واألساس في المعامالت التجارية
من خالل القواعد والنصوص القانونية .فقد توجيت فئة النتياج نشاط آخر كالشركات لغرض نظام
قانوني يرضي الطرفين فالطرف اآلخر أال وىو التاجر باعتباره يقوم بعمل تجاري يحترف ويتخذه
مينة معتادة فيستمزم عميو اتباع عدة جوانب وعمميات.
ظيرت منذ القدم عدة قواعد قانونية تتعمق بسموك المجتمع وتصرفاتو لكي تنظم األعمال المتعمقة
بالتجار ،فمذلك ظيرت عدة أنواع من القواعد باإلضافة إلى االجراءات الخاصة بالمراقبة واالشراف
عمى النشاطات التجارية ،من بينيا القواعد الخاصة التي تنظم وتوجو تجارتيم توجييا سميما يخدم
المجتمع ككل ،وىذا صادر عن السمطات التشريعية وغيرىا من السمطات العامة التي تديرىا.
وموضوع دراستنا ينصب عمى سبل تسيير االعمال التجارية ونشاطاتيا من الناحية الداخمية
والخارجية بغية الوصول إلى االىداف التي يسعى المجتمع إلى تحقيقيا ،من بينيا :تحقيق
المصمحة العامة لكل االفراد دون تمييز باالعتماد عمى مجموعة من االساليب واالطر التي يحققيا
الفرد والدولة في الحياة االقتصادية من خالل استثمار تجاري عقالني من جية ،ومن جية أخرى
تحقيق المصمحة الخاصة لصاحب العمل أو المشروع .وحتى يتم تحقيق ىذا التنظيم يجب توفير
العناية من عدة نواحي سواء كانت القانونية أو التوجييية الخاصة باألعمال والمشاريع التجارية
كإلزامية مسك الدفاتر التجارية من طرف التاجر باعتبارىا أداة فعالة لتسيير النشاطات التجارية
كما أنيا تمكن من تحديد حقوقيم وما عمييم من ديون في ذمة الغير وىذا ما سنتطرق اليو من
خالل دراستنا.
أ
مقدمة
بغية اإللمام بحيثيات ىذا الموضوع والتطرق إليو بصفة مفصمة تم صياغة االشكالية الرئيسية
التالية:
ثانيا :الفرضيات:
تكمن أىمية الموضوع في كون أن لمدفاتر التجارية مكانة معتبرة في إطار المعامالت بين
التجار لذا ظيرت الضرورة لدراسة المواضيع المتعمقة بيذه المعامالت ،فالدفاتر التجارية ىي
ب
مقدمة
بمثابة أداة اثبات فعالة والضمان الوحيد لمتاجر لبيان مركزه المالي من حيث الحقوق والديون
والنتيجة المحققة سواء خسارة أو ربح.
األسباب الذاتية:
-الميول الشخصي لموضوع الدراسة.
-زيادة واكتساب واثراء معارف جديدة واضافتيا إلى الموسوعة الدراسية.
األسباب الموضوعية:
-تتمثل ىذه األسباب بما ىو مرتبط أساسا بطبيعة التخصص لألعمال التجارية في عصرنا
الحالي ،خاصة الدول العظمى التي أخذت طابعا تنظيميا دقيقا متشابكا يحتاج إلى الكثير
من الجيد ،باإلضافة إلى ذلك انتقال النشاط التجاري من المجيود الفردي إلى المجيود
الجماعي القائم عمى إدارة المشروع الذي يقوم عمى االتقان وحسن التسيير وذلك لتفادي
وقوع األخطاء ،وال يحدث ذلك إال بمسك دفاتر تجارية مضبوطة ومنظمة بناء عمى قواعد
ونصوص قانونية وفقا لمبادئ عمم الحساب حتى يصل إلى تحقيق اليدف المبتغى الذي
يسعى إليو كافة االفراد.
-تسميط الضوء عمى جوانب عديدة ليذه الدفاتر التجارية وما تقدمو من مساندة لمتاجر في
أعمالو التجارية.
-إثراء المكتبة بيذا العمل المتواضع.
ج
مقدمة
من أجل اإللمام بمختمف جوانب الموضوع واإلجابة عن اإلشكالية الرئيسية والتساؤالت
الفرعية المطروحة والتأكد من صحة الفرضيات المذكورة سابقا ،اعتمدنا عمى المنيج التاريخي من
خالل دراسة التطور التاريخي لمدفاتر التجارية.
كما اعتمدنا عمى المنيج الوصفي التحميمي باعتباره طريقة لوصف الظاىرة المدروسة وتصويرىا
عن طريق جمع المعمومات عن عناصر اإلشكالية ،ثم محاولة تحميميا باالعتماد عمى النصوص
القانونية الخاصة بالتشريع التجاري الجزائري واخضاعيا لمدراسة الدقيقة بغية التوصل إلى نتائج
مقبولة.
أثناء ا لقيام بالدراسة األولية لمموضوع من خالل المسح الكتابي لمختمف المراجع التي تناولت
ىذا الموضوع بصفة كمية أو لجزء منو ،فقد تم العثور عمى بعض الدراسات التي تطرقت لبعض
محتويات ىذه الدراسة.
وسنعرض فيما يمي بعض الدراسات ذات الصمة بالموضوع:
تيدف ىذه الدراسة إلى بيان الدفاتر التجارية أنواعيا وحجيتيا في اإلثبات ،كما أن الباحث قد
توصل من خالل ىذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج من بينيا:
-إن تطور الدفاتر التجارية لو أىمية كبيرة في حياة التاجر وأعمالو التجارية في العصر
الحديث ،حيث أصبحت ذات فعالية كبيرة في تقديم العون لمتاجر والتجارة ،وقد أممت طبيعة
1
بشير طاىري ،الدفاتر التجارية أنواعها وحجيتها في االثبات ،مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص ،كمية
الحقوق والعموم التجارية جامعة الجزائر ،جوان .1002
د
مقدمة
التعامل التجاري الجديد وجوب مسك دفاتر متكاممة ومنتظمة فبدونيا ال يمكن لمتاجر أن
يقف عمى كامل عناصر العمل التجاري لتحقيق غايتو وغاية المجتمع ككل.
-أفرز الواقع التجاري الحديث الكثير من المعطيات والتقنيات الحديثة والفعالة في مجال
التعامل بالدفاتر التجارية ومسكيا ىو الذي يحتم عمى المشرع بأن يولي أىمية قصوى
لمدفاتر التجارية في مجال االثبات.
إن عممية تنظيم البحث بطريقة منيجية سميمة استدعت تقسيم ىذه الدراسة إلى ثالثة فصول
بدءا من المقدمة العامة لمموضوع ،ونختميا بالخاتمة العامة وبعض التوصيات والمقترحات.
ويكون ىذا كما يمي:
الفصل األول :يتناول ىذا الفصل ماىية الدفاتر التجارية بصفة عامة ،وىذا من خالل مبحثين
األول يضم مفيوم الدفاتر التجارية أما الثاني يحوي أىمية الدفاتر التجارية وأنواعيا.
الفصل الثاني :يتكمم عن االلتزام القانوني بمسكيا وطرق تقديميا لمقضاء من خالل مبحثين األول
يضم التنظيم القانوني بمسكيا ،أما الثاني طرق تقديم الدفاتر التجارية إلى القضاء.
الفصل الثالث :يضم ىذا الفصل األخير األساس القانوني لمدفاتر التجارية وحجيتيا في اإلثبات
وجزاءات اإلخالل بمسكيا ،وتم التطرق إلى ذلك من خالل ثالث مباحث األول األساس القانوني
لمدفاتر التجارية والثاني يضم حجية الدفاتر في اإلثبات ،أما الثالث يضم جزاءات اإلخالل بمسك
الدفاتر التجارية.
ه
مقدمة
الدفاتر التجارية :سجالت يقيد فييا التاجر عممياتو التجارية (ايراداتو ،مصروفاتو ،حقوقو
والتزاماتو) ومن خالليا يتضح مركزه المالي وظروف تجارتو ،فيي وثيقة محاسبية ال يمكن
1
لمتاجر االستغناء عنيا عند اعداده حصيمة نياية السنة.
اإلثبات :لم يتطرق المشرع الجزائري إلى تعريف اإلثبات ،لكن المشرع المبناني قام بتعريفو
عمى أنو :إقامة الدليل أمام القضاء عمى واقعة أو عمل قانوني يسند إلى أي منيما طمب
2
أو دفع.
عبد القادر البقيرات ،محاضرات في مادة القانون التجاري الجزائري "األعمال التجارية -نظرية التاجر -المحل التجاري- 1
و
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
تمهيد:
إن اكتساب صفة التاجر وممارسة األعمال التجارية تنشئ عدة التزامات يجب القيام بيا
وحتى يتم ذلك يقتضي حسن سير مينة التجارة من خبلل مسك الدفاتر التجارية تسييبل
لممعامبلت التجارية فيي الزام عمى األشخاص سواء الطبيعيين أو المعنويين ذوو صفة التجار.
فألزم المشرع التاجر تدوين جميع عممياتو التجارية وفق أسس محددة فميا فائدة وأىمية جمة من
عدة نواحي.
كما أن القانون التجاري قد ألزم التجار بمسك الدفاتر التجارية لتدوين حقوقيم وما عمييم
من ديون حتى يتمكنوا من معرفة مركزىم المالي ،وبالتالي فالقانون التجاري ىو المصدر
الرئيسي لمدفاتر التجارية ،فيذه األخيرة تطورت عبر العصور فمنذ القديم كان اىتمام التجار
بالتجارة قميبل لم يكن متطورا ،ومن خبلل عدة مناطق من العالم وبعدىا ازدىرت التجارة شيئا
فشيئا بالتدرج ووصمت إلى اليدف المنشود ،وذلك بتنظيم الحرف التجارية تنظيما دقيقا لضمان
سير األعمال التجارية عمى أسس وقواعد معينة إلنجاز النشاط التجاري لمتاجر بشكل واسع
لتحقيق التطور التجاري الذي يقوم عمى أساس السرعة والثقة واالئتمان.
فقد اىتم المشرع بتنظيم األعمال التجارية التي يقوم بيا التاجر مع غيره من المتعاممين
وعمى التاجر المتعامل أن يتأكد من حسن نية غيره ويطمئن لمشروعيم وفقا لسبل سميمة من
حيث التسيير سواء كان داخميا أو خارجيا حفاظا عمى المعامبلت التجارية فردية كانت أو
جماعية تحقيقا لممصمحة العامة والخاصة عمى حد سواء.
ومع تطور الزمن بدأت الدفاتر بالتنوع فظيرت بعدة أشكال وفقا لنصوص قانونية نظميا المشرع
وتتمثل في الدفاتر اإلجبارية (اليومية والجرد) ،وىناك دفاتر اختيارية.
2
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
3
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
تعتبر الدفاتر التجارية بمثابة أداة اثبات وعنصر فعال في تنظيم المعامبلت والنشاطات
التجارية بالنسبة لمتاجر في حد ذاتو من خبلل بيان حقوقو وما عميو من ديون ىذا من جية،
ومن جية أخرى بين التاجر وغيره من التجار أو غير التجار.
من خبلل ما سبق ذكره ،سنحاول تقسيم ىذا المبحث إلى ما يمي:
المطمب األول :نشأة الدفاتر التجارية
المطمب الثاني :تعريف الدفاتر التجارية
ظيرت وتطورت الدفاتر التجارية عبر عدة عصور ومراحل ،حيث قسم الفقو التجاري ىذه
العصور إلى ثبلثة مراحل أساسية وىي:
عاشت شعوب ىذا العصر عمى الفن واليندسة ميتمة بالممكية العقارية والنشاط الفبلحي
ميممة كل ما لو عبلقة بالعمل التجاري ،بل تركوا كمية ىذا العمل إلى األجانب والرقيق والعبيد
والييود معتقدين أن التجارة عمبل ال يناسب الشرفاء واألحرار بل ويحط من قيمة النببلء منيم
ويقمل من نشأتيم كالمصريين القدماء والرومان ،1ويرجع االلتزام بمسك الدفاتر التجارية livre
de commerceإلى عرف قديم سار عميو التجار منذ عيد الصيارفة الرومانيين الذين
وضعوا النواة األولى لفن المحاسبة التجارية الحديثة comptabilité commercialeالتي
نضجت بالتدريج خبلل العصور الوسطى والحديثة ،كان ظيور أول دفتر منتظم في القرن
1بشير طاىري ،الدفاتر التجارية أنواعها وحجيتها في اإلثبات ،مذكرة مكممة لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص ،فرع
العقود والمسؤولية ،كمية الحقوق والعموم التجارية ،جامعة الجزائر ،جوان ،1002ص .21
4
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
الخامس عشر بالتدريج عام 2141عمى يد االيطالي "لونا بكيممو" ومنذ ذلك الوقت أدت
الدفاتر التجارية إلى تحقيق نجاح كبير السيما بالنسبة لممشاريع الضخمة ،األمر الذي جعل
المشرع في العديد من الدول يأخذ بيا كنظام أساسي من أنظمة القانون التجاري .من أبرز
التشريعات التي أخذت بالدفاتر التجارية التقنين التجاري الفرنسي الصادر عام ،2001وقد
1
تأثرت بيا العديد من تشريعات الدول العربية من بينيا مصر ولبنان.
وىناك من أورد أصل الدفاتر التجارية إلى النظام الطائفي الذي كان يميز التجار في القرون
الوسطى ،حيث قننت الئحة "جواك ساف ار ريو" في فرنسا عام 2171وكانت عبارة عن تقنين
لعادات وأعراف التجار .فقد أشار "غايوس" و "جستيان" إلى القيود التي تنشأ عن القيد بالدفاتر
واعتبر ىذا القيد دليبل عمى انشغال الذمة ،2كما يرى األستاذ "جورج ىاميل" أن الحضارة
المصرية وىي أقدم حضارة وأعرقيا لم تترك لنا أي اثر يتعمق بالنشاط التجاري أو القانون
التجاري ألنيم تركوىا لؤلجانب كالكمدانيين والييود وغيرىم ،وال يعني أن ىذه الشعوب لم تعمل
في الن شاط التجاري نيائيا أو لم تعرف قانونا أو عرفا أو عادات تجارية ،بل أنيا كانت تحتل
مركز ثانويا .كما أن اىتمام البابميون بالتجارة كان كبي ار وظير ذلك من خبلل القواعد
ا عندىم
التجارية التي جاء بيا "حامورابي" ،مثبل القواعد الخاصة بالشركة والقرض وغيرىا من األعمال
األخرى .وقد انتقمت ىذه القواعد إلى الفينيقيين الذين ارتبط اسميم بالبحر وببعض التنظيمات
3
البحرية التي نعرفيا اآلن بقواعد التجارة البحرية.
1محمد السيد الفقي ،القانون التجاري ( األعمال التجارية -التجار -األموال التجارية ) ،دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية
،1000بدون ط ،ص ص .120 ،104
حسن المؤمن ،نظرية اإلثبات المحررات واألدلة الكتابية ،مكتبة النيضة ،لبنان ،بدون ت ،ط ،11ص .110 2
5
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
من خبلل ما سبق تم التوصل أن القانون التجاري ىو المنبع األصمي لمدفاتر التجارية
نظ ار لكون ىذه األخيرة جزء من القانون التجاري ،ومن خبلل نشأتو استخمصنا ظيور الدفاتر
التجارية.
شيدت ىذه المرحمة انتعاشا كبي ار في التجارة من خبلل الرومان ،باعتبارىم المسيطر عمى
ىذه المرحمة حيث بمغت االمبراطورية الرومانية أوج قوتيا وعظمتيا من خبلل االبتعاد عن كل
مظاىر التمييز العنصري ،إال أنو مع مرور الزمن سقطت االمبراطورية الرومانية وعمت
الفوضى وضعفت السمطة المركزية أو كادت تختفي تماما .وأصبحت التجارة في خطر مما أدى
إلى ظيور الطبقية بمعنى طغيان الطبقة الكبرى عمى الصغرى وذلك من خبلل استوالئيا عمى
السمطة في المدن االيطالية ،ومن ثم ظير التحالف االقطاعي مع عدة دول من بينيا فرنسا،
ايطاليا ،وىولندا.
وقد اختمف الفقو في تحديد الزمن التي ظيرت فيو ىذه الدفاتر ،فيناك من رأى أنيا ظيرت
خبلل القرن 21م وىناك يرى أن أول ظيور ليا كان خبلل القرن 21م ،والرأي الراجح أن أول
ظيور كان ىذا األخير وبشكل منتظم .وقد ظير القيد المزدوج في دفاتر الحسابات في نياية
القرن 21م بمدن شمال ايطاليا وفي مدينة "جوا" ثم تطور بنوع خاص في مدينة البندقية لذلك
سمي "بمسك الدفاتر البندقي" ،وقد كان أول شرح لمسك الدفاتر التجارية بطريق القيد المزدوج
قدمو لنا الفقيو "لوكابا شيولي" في كتابو المنشور بالبندقية سنة 2141بعنوان "صبلحية
الحسابات واليندسة والنسب والتناسب" ،كما كانت نقطة التحول في ىذا الميدان ظيور كتاب
"ليونارد وبيزا" المنشور في فمورنسا سنة 2101واالنتقال إلى الترقيم العشري يرتبط ارتباطا وثيقا
بتطور الحسابات ومسك الدفاتر التجارية ،فقد أنشأت مدارس لتدريس الشباب عمى نظام
المحاسبة ومسك الدفاتر بقصد اعدادىم الحتراف التجارة وكانت موجودة في فمورنسا في القرن
21م ،ثم ظير بعد ذلك حساب رأس المال في القرن 27م ،وقد كتب األستاذ "شومبارت" عن
6
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
تطور امساك الدفاتر التجارية في المشروع الرأسمالي وذلك في مؤلفو "الرأسمالية الحديثة" ،وقد
انتقمت الدفاتر التجارية بالتدرج إلى فرنسا حيث عينت اإلدارة الممكية الصادرة سنة 2711م
الدفاتر التجارية التي يجب عمى التاجر امساكيا وتنظيميا واعتبرت التاجر الذي ييمميا مفمسا
مقصرا ،وفرضت عميو عقوبة .وقد أدى بالمجنة المكمفة إلى فرض ضريبة الدمغة عمى ىذه
الدفاتر مما جعل التجار يعرضون عن مسكيا تيربا من الضرائب مما اضطر المشرع الفرنسي
سنة 2011إلى الغاء ىذه الضريبة ،وقد اقبل التجار عمى مسك الدفاتر ،ونظ ار لمتطور الذي
وصمت إليو الدفاتر التجارية إال أنيا لم تصل إلى المبتغى ولم تستطع تنظيم شؤون التاجر وأداء
ميامو عمى أحسن وجو ،كما أن فكرة النظام المحاسبي مرتبط بالدفاتر التجارية باعتبار كل
واحد منيا مكمل لآلخر مما أدى إلى ظيور روح التضامن في العمل التجاري وظيور الشركات
1
عمى اختبلف أنواعيا.
7
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
وأنواعيا وشروط تنظيميا واالجراءات الشكمية والموضوعية بمسكيا وحدد الج ازءات المترتبة عن
االخبلل بيا وكذلك مدة االحتفاظ بالدفاتر ،وتطرق إلى حجية الدفاتر التجارية في االثبات
وكيفية تقديميا واالطبلع عمييا أمام القضاء من المواد 21إلى 20من ق ت ج.
كما أن المشرع لم يقم بتعريف الدفاتر التجارية وانما تكمم عن أنواعيا طبقا لنص المادة 22من
القانون التجاري الجزائري.
من خبلل ىذه المرحمة فإن الدفاتر التجارية تطورت بالتدرج ووصمت إلى اليدف الذي
يسعى إليو التجار إال أنيا لم تساير التطور بصفة كمية لكنيا حققت رواجا كبي ار وتطورت
بتطور الزمن.
بعد التطرق لنشأة الدفاتر التجارية وكيفية تطورىا عبر العصور وجب تعريف الدفاتر
التجارية ،إال أن المشرع الجزائري لم يقم بتعريف الدفاتر التجارية بل اكتفى بذكر أنواعيا،
وكذلك معظم التشريعات التجارية األخرى العربية ويظير ذلك فيمايمي:
عرفت الدفاتر التجارية بأنيا :إثبات العمميات التي تتم في منشأة ما في دفاتر حسابات
ىذه النشأة ،وبمقتضى النظام الذي تضعو المحاسبة وذلك بطريقة منتظمة حتى يمكن الرجوع
1
إلييا في أي وقت.
كما عرفت الدفاتر التجارية عمى أنيا :سجبلت يقيد فيو التاجر عممياتو التجارية :صادراتو
ووارداتو ،حقوقو والتزاماتو ،وكذلك ىي عبارة عن وثائق محاسبية ال يمكن لمشخص التاجر
2
االستغناء عمييا عند قيامو بإعداد حصيمة نياية السنة.
أحمد بمودنين ،المختصر في القانون التجاري الجزائري ،بدون ت ،بدون ط ،ص .72 2
8
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
وقد عرفت الدفاتر التجارية عمى أنيا عبارة عن سجبلت يقيد فييا التاجر كافة العمميات المتعمقة
1
بنشاطاتو التجارية.
كما عرفت عمى أنيا تعتبر سجبلت يقيد فييا التاجر عممياتو التجارية (ايراداتو ،مصروفاتو،
حقوقو ،والتزاماتو) من خبلل ىذه السجبلت يتضح مركزه المالي وظروفو وتجارتو.
لذلك فقد اىتم المشرع الجزائري بيذا االلتزام الطبيعي فجعمو واجبا قانونيا بالنسبة لمتجار ،سواء
2
كانوا أفرادا أو شركات قاصدا مصمحة التاجر نفسو ومصمحة األفراد الذين يتعاممون معو.
ويعرف البعض الدفاتر التجارية بأنيا سجبلت يقيد فييا التاجر عممياتو التجارية (ايراداتو،
مصروفاتو ،حقوقو ،والتزاماتو) ومن خبلليا يتضح مركزه المالي وظروف تجارتو ،فيي وثيقة
3
محاسبية ال يمكن لمتاجر االستغناء عنيا عند اعداده حصيمة نياية السنة.
عرف الفقو الغربي الدفاتر التجارية بأنيا :دليل عادي لمعمميات التجارية تيدف أساسا إلى
نوعين من االىداف أوليا المصمحة الخاصة لمتاجر وثانييا المصمحة العامة وىي مراقبة العمل
4
التجاري بشكل واسع.
من خبلل التعاريف السابقة الذكر نستنتج التعريف العام لمدفاتر التجارية فمعظميا يعتمد
عمى فن تدوين العمميات التجارية لمنشأة ما أو تاجر معين وفق مبادئ النظام المحاسبي الذي
يقوم عمى الدقة والتنظيم المحكم ،وعميو نعرف الدفاتر التجارية عمى أنيا :عبارة عن سجبلت
تجارية يقيد بيا التاجر في حياتو اليومية التجارية ويدون فييا مالو وما عميو من ديون في ذمتو
حمدي باشا عمر ،القضاء التجاري ،دار ىومة لمطبع والنشر والتوزيع ،الجزائر ،1004 ،بدون ط ،ص .02 1
2عبد القادر البقيرات ،محاضرات في مادة القانون التجاري الجزائري "األعمال التجارية -نظرية التاجر -المحل التجاري-
الشركات التجارية -الشيك" ،كمية الحقوق ،جامعة الجزائر ،ص .14
نسرين شريقي ،األعمال التجارية – التاجر -المحل التجاري ،دار بمقيس لمنشر ،الجزائر ،أكتوبر ،1021ط ،02ص .10 3
9
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
أو في ذمة غيره وذلك بشكل منظم ودقيق مع مراعاة النصوص القانونية الواجب تطبيقيا ،ذلك
حفاظا عمى مصمحتو ومصمحة غيره.
10
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
ترجع الزامية مسك الدفاتر التجارية إلى الدور الكبير في النشاطات التجارية فيي ميمة
كثي ار بالنسبة لمتاجر باعتبارىا تحقق فوائد جمة لو من جية ،ومع المتعاممين معو وكذا الدولة
من جية أخرى .كما أن لمدفاتر التجارية أنواعا كثيرة وىذ ما سيتم التطرق إليو من خبلل
المطمبين التاليين:
المطمب األول :أىمية الدفاتر التجارية
المطمب الثاني :أنواع الدفاتر التجارية
إن استخدام الدفاتر التجارية من قبل التاجر بالطريقة التي رسميا قانون التجارة من حيث
تنظيميا تتمثل فيما يمي:
إن مسك الدفاتر التجارية التي تحتوي عمى المعمومات الواضحة والموثقة بالمستندات
بشكل منظم تجعل التاجر في وضع يستطيع معو معرفة حالتو المالية ،1فالدفاتر تعتبر وسيمة
يعتمد عمييا التاجر في اختيار أفضل الطرق لتجارتو لتفادي الخسارة 2فيي تعكس مدى نجاح
فوزي محمد سامي بمراجعة وتعديل محمد فواز المطالقة ،شرح القانون التجاري الجزء األول " مصادر القانون التجاري- 1
األعمال التجارية -التاجر -المتجر -العقود التجارية -التجارة االلكترونية " ،دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،عمان ،1004 ،ط
،02ص .221
نداء محمد الصوص ،مبادئ القانون التجاري ،مكتبة المجتمع العربي لمنشر والتوزيع ،دار أجنادين لمنشر والتوزيع ،األردن 2
11
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
التاجر في أعمالو وكذلك تبين بدقة المركز المالي لو .1فالتاجر في ىذه الحالة يستطيع معرفة
مالو وما عميو من ديون تتعمق بتجارتو وأعمالو وما وصمت إليو تجارتو من أجل اتخاذ الق اررات
المستقبمية التي تكون مبنية عمى أسس صحيحة ونتائج سميمة ،2ففي ىذه الحالة يتمكن عمى
ضوئيا من توجيو نشاطو التجاري عمى نحو يحقق مصمحتو ويقيو مخاطر المفاجآت ،3ومنو
يتعرف عمى نوع السمع التي تكون أكثر رواجا لديو فيزيد تعاممو فييا أو الراكدة فيحاول
4
تصريفيا.
وفي األخير عمى التاجر أن ينظم مشروعاتو وطموحاتو المستقبمية ويتعرف عمى مواطن القوة
والضعف في تجارتو لكي ال يمحق بو أي أذى ،ووضع خطة محكمة لسير أعمالو التجارية
5
ولتطوير ازدىار تجارتو.
مع كثرة وسرعة العمميات التجارية وما يتبع ذلك من تعقيدىا في كثير من األحيان شفاىة
يجوز لمتاجر أن يستند إ لى ما دونو في دفاتره من بيانات في االثبات لمصمحتو ضد غيره من
6
التجار وكذلك ضد غير التاجر في أحوال معينة.
ونظ ار لكثرة النشاطات التجارية التي يقوم بيا التاجر مع الغير قد تجعمو ال يحتفظ بالمستندات
أو الوثائق الرسمية الخاصة بإثبات تمك العمميات ولكنو ممزم بتسجيميا في دفاتره التجارية،
جبلل وفاء محمدين ،المبادئ العامة في القانون التجاري ،الدار الجامعية لمطباعة والنشر ،االسكندرية ،بدون ت ،بدون ط، 1
ص .01
عميان الشريف ،مصطفى حسين سممان ،رشاد العصار ،القانون التجاري ( مبادئ ومفاهيم ) ،دار المسيرة لمنشر والتوزيع 2
أحمد محمد محرز ،القانون التجاري ،بدون د ،القاىرة ،2441 ،بدون ط ،ص .271 4
فوزي محمد سامي بمراجعة وتعديل محمد فواز المطالقة ،مرجع سبق ذكره ،ص .221 5
محمد السيد الفقي ،مبادئ القانون التجاري ،منشورات الحمبي الحقوقية ،لبنان ،1001 ،بدون ط ،ص .217 6
12
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
1
وبالتالي قد يستفيد من المعمومات المدونة في الدفاتر التجارية المذكورة إلثبات تمك المعامبلت.
فينا الدفاتر التجارية تبين الحقوق وااللتزامات المترتبة عمى التاجر حيث يستطيع التاجر أو
خصومو االستناد إلييا في المنازعات المختصة بتجارتو شريطة أن تكون منظمة وفق األصول
وأن يكون الخبلف بينو وبين تاجر ،2فالبيانات المقيدة في الدفاتر حجية في اثبات الوقائع التي
تدل عمييا ،3فقد اعترف بقوة الدفاتر التجارية في اإلثبات فأجاز تقديميا واالطبلع عمييا
واالعتداد بما ورد فييا إذا كانت الدفاتر دقيقة ،األمر الذي تتضح منو مدى أىمية االعتداد
بالدفاتر في االثبات ،وال جدال في أن ذلك لو فائدة كبرى في الفصل في المنازعات التي تثور
بين التجار والمتعاممين معيم سواء تجا ار أم غير تجار ،وعمى ذلك فإذا أىمل التاجر امساك
دفاتره عمى وجو منظم ودقيق فإنو سيحرم من ىذه الميزة ،بل قد يؤدي ىذا االىمال إلى
4
االضرار بو.
.3عند االفالس:
فالتاجر يدون في دفاتره البيانات الدالة عمى مصارفو الشخصية ،وبذلك يمكننا من معرفة
ما إذا كان قد التزم الصواب أو انحرف عنو واذا أنفق بإسراف شديد وكانت أحوالو التجارية ال
تسمح بذلك حسب المادة 110فقرة 02من ق ت ج التي تنص ( :يعد مرتكبا لمتفميس
بالتقصير كل تاجر في حالة توقف عن الدفع يوجد في إحدى الحاالت التالية:
-2إذا ثبت مصاريفو الشخصية أو مصاريفو التجارية مفرطة).
فوزي محمد سامي بمراجعة وتعديل محمد فواز المطالقة ،مرجع سبق ذكره ،ص .221 1
13
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
ومتى ابتعد التاجر عن ىذا السموك المنحرف كان ذلك خير عون لو لمحصول عمى صمح مع
1
دائنيو.
تعد الدفاتر التجارية طوق النجاة الذي يتعمق بو التاجر إذا انزلق في ىاوية االفبلس ،إذ
يعتمد عمييا في اثبات حسن نيتو وسبلمة تصرفاتو وأن افبلسو قد جاء نتيجة سوء الحظ
وظروف طارئة لم يكن يتوقعيا أدت إلى ارتباك أحوالو المالية .2فالتاجر في حالة ما أشير
افبلسو فإن دفاتره التجارية تساعده عمى الكشف إذا ما كان مفمسا بالتقصير أو بالتدليس ،أم أن
ذلك يعود إلى أسباب خارجة عن إرادتو ،3فالتاجر في حالة مسك الدفاتر التجارية بشكل منظم
يمكنو ذلك من مراقبة العمميات التجارية ،بحيث إذا أفمس يعتبر افبلسا بسيطا .4وفي حالة إذا
5
كانت دفاتره غير منتظمة اعتبر مفمسا بالتقصير يعاقب عقوبة جنائية.
يمكن لمتاجر المتوقف عن الدفع أن يتجنب شير افبلسو من خبلل الحصول عمى صمح
واقي من دائنيو ،ولكن يشترط لقبول طمب الصمح الواقي أن يقدم التاجر دفاتره التجارية المنظمة
وفق األصول القانونية منذ ثبلث سنوات عمى األقل أو من بدء احترافو لمتجارة .6فينبغي عمى
التاجر أن يثبت حسن النية عند عدم قدرتو عمى دفع ديونو عند تعرضو لمصمح الواقي ،مما
محمد فريد العريني ،محمد السيد الفقي ،القانون التجاري األعمال التجارية -التجار -الشركات التجارية ،منشورات الحمبي 2
عمورة عمار ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري األعمال التجارية -التاجر -الشركات التجارية ،دار المعرفة 5
.11
14
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
يشفع لو لدى الحاكم عند معرفة حقيقة الواقع المالي ليذا التاجر ،1وفي ىذه الحالة لكي يستفيد
التاجر من الصمح الواقي من اإلفبلس وجب عميو أن تكون دفاتره منظمة حتى يتم قبوليا من
2
طرف المحكمة ،وبعكسو فمممحكمة أن ترفض طمب الصمح الواقي من اإلفبلس.
إن استخدام الدفاتر التجارية من قبل التاجر يعود بالنفع ليس فقط عمى التاجر نفسو ،وانما
عمى اآلخرين الذين يتعاممون مع التاجر .فالدفاتر التجارية ليا فائدة جمة تتمثل في الحجية
الكاممة التي ألزميا ليا المشرع من خبلل ما ورد فييا من بيانات يعد بمثابة اقرار كتابي صادر
3
من التاجر الذي يمسكيا ويمكن اتخاذىا كدليل اثبات ضده.
متى كان الدفتر ممسوكا بشكل منتظم فإن ذلك قد يوحي بصدق ما ورد فيو من بيانات
ولذلك سيكون سندا لمصمحة الضرائب ويمكنيا االعتماد في رفض الضريبة.
تمكن الدفاتر التجارية دائرة ضريبة الدخل من تحديد نفقات وأرباح التاجر ،وبالتالي فرض
الضرائب المستحقة عميو بصورة عادلة ،وىذا يحمي التاجر من اسموب التقدير الجزافي
لمضريبة 4بما يحممو من مغاالة واجحاف بالتاجر ويكون عادة مثي ار لمشكوى والنزاع الطويل أمام
أمام القضاء.5
فالتاجر ممزم بمسك دفاتره التجارية ألن إدارة الضرائب يمكنيا في أي وقت أن تطمب منو تقديم
دفاتره أو ممحقاتو التي يجب ان تحفظ مدة زمنية معينة بعد آخر عممية مكتوبة عمى ىذه
عميان الشريف ،مصطفى حسين سممان ،مرجع سبق ذكره ،ص .10 1
عادل عمي المقدادي ،القانون التجاري وفقا ألحكام قانون التجارة العماني رقم 55لسنة ،1991دار الثقافة لمنشر 2
محمد السيد الفقي ،مبادئ القانون التجاري ،مرجع سبق ذكره ،ص .211 5
15
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
الدفاتر .1ومن ناحية أخرى تستطيع الدولة من خبلل الدفاتر التي يستخدميا التاجر ،معرفة نوع
البضائع التي يتعامل بيا التاجر ،وفيما إذا كانت ىذه البضائع والسمع مشروعة أم ال ،كما
تستفيد الدولة من ىذه الدفاتر التجارية والبيانات التي تتضمنيا لجمع المعمومات االحصائية
2
الخاصة بالتجارة.
ضبط البضائع الميربة :أجاز قانون الجمارك لمأموري الجمارك االطبلع عمى دفاتر التاجر في
أي وقت ،وىذا يمكن الدوائر المختصة من ضبط البضائع الميربة وفرض الرسوم الحقيقية
عمييا 3.حيث أن دفاتره تثبت صحة االجراءات التي اتبعيا في امتبلكو بضائعو ووجودىا في
4
متجره.
وفي الحاالت السالفة الذكر فإن لمدفاتر التجارية أىمية بالغة في حالة توقف النشاط التجاري
لمتاجر ،سواء بسبب اعتزالو التجارة أم بسبب وفاتو ،إذ يمكن االستعانة بيا لتصفية أعمال
5
التاجر وبيان مالو وما عميو من حقوق متعمقة بتجارتو.
أحمد زيادات ،ابراىيم العموش ،مرجع سبق ذكره ،ص .11 3
تاال الشوا ،صفاء محمود السويمميين ،التشريعات التجارية وتشريعات األعمال ،دار وائل لمنشر ،األردن ،1004 ،ط ،01 4
ص .210
عزيز العكيمي ،مرجع سبق ذكره ،ص .71 5
16
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
.1دفتر اليومية:
ىو ذلك الدفتر الذي يشتمل عمى تفصيبلت الحياة اليومية لممشروع التجاري 1وىو يعد من
أىم الدفاتر التجارية عمى اإلطبلق لكونو السجل اليومي لحياة المشروع التجاري ،وعمى ذلك
يجب أن تسجل في ىذا الدفتر كافة العمميات التي يجرييا التاجر والتي تتعمق بنشاطو التجاري
كالبيع والشراء واالقتراض واالقراض والوفاء بالدين وتحصيل الحقوق.
وعمى التاجر أن يقيد فيو يوما بيوم جميع األعمال التي تخص نشاطو التجاري ،وبالعكس إذا
كان لمتاجر نشاط أو نشاطات أخرى أي غير تجارية ،كما لو كان يمارس في نفس الوقت
الزراعة ،فإنو ال ينبغي عميو قيد األعمال الخاصة بيذه النشاطات في دفتر اليومية 2فيو متعمق
بذمتو المالية سواء من حيث الحقوق أو االلتزامات المالية ،ويتم ىذا التسجيل كما جاء في
المادة التاسعة يوما بيوم وبالتفصيل.
ومن الناحية العممية ال يكفي لمتاجر دفتر واحد لتسجيل العمميات التجارية ،فيجوز لو االستعانة
بدفاتر مساعدة بحيث يخصص كل واحد منيا لنوع من العمميات التجارية مثبل :دفتر لممبيعات
وآخر لممصروفات ولممشتريات دفتر آخر ،ثم يقوم بتثبيت ىذه العمميات بشكل منظم في دفتر
3
اليومية األصمي كأن يكون ذلك مرة كل شير.
وقد افترض المشرع وجود دفاتر يومية أصمي في فترات منظمة مساعدة طبقا لممادة 04من ق
ت ج والتي تنص عمى ما يمي( :كل شخص طبيعي ومعنوي لو صفة التاجر ممزم بمسك دفتر
لميومية يقيد فيو يوما بيوم عمميات المقاولة أو أن يراجع عمى األقل نتائج ىذه العمميات شيريا
بشرط أن يحتفظ في ىذه الحالة بكافة الوثائق التي يمكن معيا مراجعة تمك العمميات يوميا).
محمد السيد الفقي ،القانون التجاري ( األعمال التجارية -التجار -األموال التجارية ) ،مرجع سبق ذكره ،ص .121 1
أكرم ياممكي ،القانون التجاري " دراسة مقارنة " :الجزء األول " في األعمال التجارية والتاجر والمتجر والعقود التجارية " 2
17
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
يستفاد من ىذه المادة ان ال مشرع ألزم التاجر بوضع دفتر يومية أصمي يقيد فيو جميع العمميات
التجارية المتعمقة بو ،كما يمكنو القيام بمراجعة نتائج عمميات شيرية بشرط أن يحتفظ بكل
الوثائق التي يمكن بواسطتيا مراجعة تمك العمميات يوميا ،وعمى ذلك ال يتطمب المشرع في حالة
وجودىا أن يستوفي التاجر الشروط الشكمية والموضوعية ليذه الدفاتر ،وانما يكتفي فقط
باستيفائيا ،فقد ألزم المشرع ضرورة المحافظة عمى ىذه الدفاتر المساعدة لمتمكن من االطبلع
1
عمييا كمما لزم األمر.
كما أن المشرع ال يمزم التاجر بقيد مصروفاتو الشخصية ألن ذلك مساس بحياتو الخاصة ،ومن
الناح ية العممية قد ال يكفي دفتر واحد لقيد العمميات التجارية عمى اختبلف أنواعيا لذلك يجوز
2
أن يمسك أكثر من دفتر يومي مساعد لو.
فعمى التاجر أن يقيد نوعين من البيانات وىي:
ما يقوم بو التاجر من عمميات تتعمق باستغبلل نشاطو التجاري من بيع وشراء وقبض وتحرير
األوراق التجارية...إلخ .وىذا يتم بصورة منتظمة بالتسمسل وكل عممية عمى حدى ،إال أنو ال
يمنع من وجود دفتر مسودة لمتاجر يدون فيو ىذه البيانات لينقميا فييا إلى دفتر اليومية ،واال
عدت ىذه الدفاتر ىي ذاتيا بمقام دفتر اليومية ،كما ال يمنع ىذا الدفتر من وجود دفاتر
مساعدة لمتاجر كأن يستخدم دفت ار لممشتريات وآخر لممبيعات مثبل وىكذا.
تعتبر المصاريف التي أنفقت عمى التاجر وأسرتو بصورة شخصية ال عبلقة ليا بالعمل التجاري
الخاص بالتاجر وىذه البيانات يتم قيدىا شي ار فشي ار وبصورة إجمالية ،ورغم االنتقاد الذي وجو
ليذا التدخل في حياة التاجر باعتبار مصروفات التاجر الشخصية مسألة تتعمق بحياة واستغبلل
التاجر إال أن أىمية ىذا البيان تظير عند تعرض التاجر لممشاكل كاإلفبلس ،إذ أن مثل ىذه
البيانات تفيد من معرفة إذا كان التاجر قد تعرض لئلفبلس بسبب تقصيره واىمالو ،أو سعيو
منتدى األوراس القانوني ،متوفر عمى الموقع الكتروني.sciences juridiques @ gmail .com : 1
18
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
لمتيرب من الدفع وتيريب أموالو ،أم أن إفبلسو كان ألسباب خارجة عن إرادتو وأن إنفاقو عمى
1
أسرتو كان ضمن المعقول خاصة أن مثل ىذه المعمومات تدون بطريقة مجممة دون تفصيل.
.2دفتر الجرد:
ويقصد بالجرد أي l’inventaireىو تقدير اجمالي لجميع العناصر المكونة لذمة التاجر،
سواء كانت عناصر مادية كالبضائع والميمات واألصول الثابتة ،أو غير مادية كالحقوق
والعناصر المعنوية لممحل التجاري وسواء ذلك في حقوق المشروع أو التزاماتو .ويشترط القانون
إجراء عممية الجرد مرة في السنة عمى األقل ،فتقيد فيو الصورة العامة لمتاجر من الميزانية،
والقصد من ىذه األخيرة ىو التعبير الرقمي والمنظم طبقا لقواعد المحاسبة عن مركز التاجر
2
االيجابي والسمبي في نياية السنة المالية ،وىي تتخذ شكل جدول.
فالجرد ىو ما يممك التاجر من أموال تتعمق بتجارتو سواء كانت أموال منقولة أو غير منقولة
3
وحقوقو لدى الغير وديون الغير عميو.
تعرضت لو المادة 20من التقنين التجاري الجزائري التي تنص( :يجب عميو أيضا أن يجري
سنويا جردا لعناصر أصول وخصوم مقاولتو وأن يقفل كافة حساباتو بقصد اعداد الميزانية
وحساب النتائج وتنسخ بعد ذلك ىذه الميزانية وحساب النتائج في دفتر الجرد).
يستفاد من نص المادة أن التاجر عميو أن يجري سنويا جردا لعناصر أصول وخصوم مقاولتو،
وذلك بشرط أن يقفل كافة حساباتو قصد إعادة الميزانية le bilanوحساب النتائج le
، compte de résultatsعمى أن تنسخ الميزانية في دفتر الجرد ،وكذلك ينص المشرع
صراحة في المادة 20مكرر التي تنص ( :تيدف حسابات وحواصل التجار إلى ضبط تطور
عناصر الذمة المالية لممؤسسة بطريقة موضوعية وطبقا لمتقنيات التنظيمية).
تاال الشوا ،صفاء محمود السويمميين ،مرجع سبق ذكره ،ص .210 1
نادية فضيل ،القانون التجاري الجزائري ( األعمال التجارية ،التاجر ،المحل التجاري ) ،ديوان المطبوعات الجامعية 2
19
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
وعميو يتوجب عمى المؤسسات عند اقفال كل سنة مالية أن تعد جردا مقيما كامبل ومفصبل
الستثمارىا حيث تكون بطاقاتيا حالية بشكل دائم ،ومن ثم يظير بشكل جمي أن لدفتر الجرد
أىمية بالغة بحيث يساعد في معرفة المركز المالي لمتاجر ،ويرى جانب من الفقو أنو يتيح
1
لمدائنين في حالة إفبلس التاجر معرفة ما لديو من حقوق وما عميو من الت ازمات أي من ديون.
زيادة عمى ذلك ،أوجب المشرع نسخ ميزانية التاجر وحساب الخسائر واألرباح في دفتر الجرد،
ىذا يعني أن عمل الميزانية السنوية أصبح واجبا عمى كل تاجر ألزمو القانون بمسك الدفاتر
2
التجارية عمى أن يقيد ىذه الميزانية بدفتر الجرد.
يستفاد من نص المادة 20السالفة الذكر أن التاجر يمتزم في نياية السنة المالية بتحرير
الميزانية العامة من واقع الدفتر أو قوائم الجرد .والميزانية تتكون من جانبين األصول والخصوم،
تشمل األصول األموال الثابتة والمنقولة والديون التي عمى الغير لمتاجر ،بينما تشمل الخصوم
ا لديون التي عمى التاجر لمغير و كذلك رأس مال المنشأة باعتبارىا دينا عمى المنشأة لصاحبيا
وكذلك بيان حساب األرباح والخسائر ،ويجب أن تقيد صورة من ىذه الميزانية بدفتر الجرد إذا
لم تقيد في أي دفتر آخر ،وتحتفظ لمدة عشر سنوات كما جاء في نص المادة 21من القانون
التجاري والتي تنص( :يجب أن تحفظ الدفاتر والمستندات المشار إلييا في المادتين 04و20
لمدة 20سنوات كما يجب أن تحتفظ المراسبلت الواردة ونسخ الرساالت الموجية طيمة نفس
المدة).
وتجدر اإلشارة إلى الفرق بين عمميتي الجرد والميزانية فاألولى ىي بيان موجودات التاجر
جزء بجزء ومالو أو عميو من ديون ،أما الثانية فيي محضر يمثل الموقف االيجابي والسمبي
3
لوضعية التاجر المالية.
1فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري الجزائري – األعمال التجارية -التاجر -الحرفي ،ديوان المطبوعات
الجامعية ،وىران ،1001 ،بدون ط ،ص .101
شادلي نور الدين ،القانون التجاري مدخل لمقانون التجاري ،دار العموم لمنشر والتوزيع ،عنابة ،1001 ،بدون ط ،ص .42 2
20
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
باإلضافة إلى الدفاتر اإلجبارية اعتاد التجار استعمال دفاتر أخرى لم يمزميم القانون
بضرورة مسكيا ولذا سميت بالدفاتر االختيارية ،ومن أىميا ما يمي:
.1دفتر األستاذ:
ىو من أىم الدفاتر االختيارية وتنقل إليو القيود الواردة في دفتر اليومية ،وتحتوي كل
صفحة منو أو صفحتين عمى حساب واحد من الحسابات الخاصة بالمشروع أو المحل وتحل
فيو الحسابات المختمفة ،ويرحل إلى كل حساب كل العمميات المتعمقة بو .وترتب حسب نوعيا
أو حسب أسماء العمبلء ،فمكل عميل أو لكل منيا حساب لمعرفة ما لممشروع لدى الغير.
وىو يتألف من ثبلث مجموعات رئيسية من الحسابات:
-حسابات شخصية تضم حسابات األشخاص المتعامل معيم.
-حسابات عامة تتألف من أصول وعناصر المحل التجاري لحساب رأس المال،
البضاعة ،واآلالت...إلخ.
21
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
1
-حسابات اسمية تمثل نفقات ،أو ايرادات ،أو أرباح ،أو خسائر.
وبالتالي معرفة المركز المالي لممشروع.
ويعتبر ىذا الدفتر من الدفاتر التي تستمزميا طبيعة التجارة ،غير أنو ال يخضع لمشروط التي
2
نص القانون عمى وجوب توافرىا في دفتر اليومية بشكل فيو نوع من الدقة والتركيز.
تعرف الطريقة المتبعة لمقيد في دفتر األستاذ بطريقة القيد المزدوج ،3ويعد ىذا الدفتر المتمقي
لكافة العمميات التجارية التي سبق قيدىا في دفاتر مستقمة بحيث تراعى عند قيد البيانات
التجارية قواعد المحاسبة التجارية ،بما يساعد في استنباط ميزانية التاجر السنوية بالرجوع إلى
ىذا الدفتر ،ونجد فيو مجموعة من الحسابات األولى تمثل قيود العمميات الخاصة بالجانب
المطموب من التاجر أي ما يدل عمى كونو مدينا ،والحساب اآلخر تدون فيو العمميات الخاصة
4
بجانب المطموب لو أي تمك التي تجعل من التاجر دائنا.
وفي األخير فإن دفتر األستاذ ىو من أىم الدفاتر االختيارية الرئيسية التي تصب فيو كل
الدفاتر الفرعية وتظير فيو النتائج النيائية لتحركات عناصر المشروع التجارية.
تدون فيو البضائع التي تدخل مخزن التاجر والتي تخرج منو ،فيكون عمى عمم بالكمية
الموجودة لديو فيمنع أي عممية تبلعب ،إضافة لمعرفة موجوداتو وتفاصيميا فيسجل فيو حركة
5
البضائع أي حركة البيع والشراء.
وفي ىذا الدفتر يجري تسجيل قوائم الفواتير الصادرة من التاجر والواردة إليو أي قوائم البضائع
التي اشتراىا وباعيا ،وىناك من التجار من يحرر دفت ار خاصا بالمبيعات وآخر لممشتريات
تاال الشوا ،صفاء محمود السويمميين ،مرجع سبق ذكره.211 ، 4
22
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
ويسم ى في بعض التشريعات دفتر المبيعات والمشتريات ،وقد تحول ىذا الدفتر في كثير من
المعامبلت إلى بطاقات تفرد كل واحدة منيا لمادة أو سمعة منفردة ،ويسجل بجانب منيا المواد
التي تدخل وفي الجانب اآلخر المواد التي تخرج ،بحيث يكون الرصيد باديا لمعيان وبشكل
1
مستمر فيتدارك النقص في الوقت المناسب.
يطمق عميو دفتر القبض وأوراق الدفع ،يسجل فيو الشخص الدائن أو المظير عنوان كل
واحد مع تسجيل مواعيد االنذارات واالحتجاجات.
تسجل فيو تفصيبلت وتواريخ استحقاق األوراق التجارية التي يجب تحصيميا من الغير ،وتمك
التي يتعين عمى التاجر الوفاء بقيمتيا لمغير ،فمن ناحية يكون دائنا بقيمتيا فيسعى إلى تحصيل
قيمتيا ،ومن ناحية أخرى يكون مدينا فيسعى لسداد قيمتيا لمغير ،وكل ذلك ضمن طريقة
2
منظمة.
.4دفتر الصندوق:
يتم فيو اثبات حركة النقود الصادرة والواردة وبواسطتو يستطيع التاجر أن يتحقق من مقدار
3
النقود الموجودة لديو.
ولدى ىذا الدفتر أىمية كبيرة بالنسبة لممشروعات ذات الحركة النقدية المالية كالبنوك مثبل ،إذ
يعكس ىذا الدفتر حركة النقد الداخمة والخارجة لخزانة التاجر إذ يمكن في نياية اليوم معرفة
4
موجودات الصندوق من النقود.
تاال الشوا ،صفاء محمود السويمميين ،مرجع سبق ذكره ،ص .211 4
23
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
وباعتبار أن كل الدفاتر االختيارية الممسوكة من طرف التاجر تبقى متروكة لمبدأ حرية
االثبات والتعامل التجاري الواسع ،فيو الكفيل بتحديد مكانتيا وقوتيا ومدى األخذ بيا.
24
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
خالصة الفصل:
من خبلل ىذا الفصل تم التوصل إلى مجموعة من النتائج ىي:
-الدفاتر التجارية قد مرت عبر العصور بعدة مراحل وىذا ما أدى إلى تطورىا ،فيي
تعتبر بمثابة عمميات يدون فييا التاجر مالو وما عميو من ايرادات ومصروفات...إلخ،
ومن ىذا يتضح مركزه المالي ،وأدى ىذا إلى توسيع مجاالت التاجر وذلك باعتماده عمى
دفاتر تجارية م نظمة بطريقة دقيقة وما ليا من أىمية في حياة التاجر ،وذلك من خبلل
الفائدة التي تعود إليو من عدة نواحي.
-نظ ار لكثرة النشاطات التجارية التي يقوم بيا وىذا ما أدى إلى اعتبار الدفاتر التجارية
كأداة اثبات في حالة المنازعات التي تثور بين التاجر والمتعاممين معو ،فالمشرع
الجزائري نظميا في نصوص قانونية وىذا ما أدى إلى تنوعيا وتشعبيا وظيورىا عمى
عدة أشكال منيا ما ىو اجباري كدفتر الجرد واليومية ومنيا ما ىو اختياري بالنسبة
لمتاجر كدفتر المخزن والصندوق...إلخ.
-تؤدي الدفاتر التجارية خدمة مصمحية لمتاجر لكونيا تنظم كل ما يتعمق بعممو التجاري
فيي إن كانت ممسوكة بشكل جيد فتؤدي في ىذه الحالة الدور المنوط بيا نظ ار لما
تحققو من منافع لمتاجر فيي تحدد األرباح والخسائر ومعرفة مركزه المالي الحقيقي.
25
ماهية الدفاتر التجارية الفصل األول
26
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
الفصل الثاني :االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء
تمهيد:
قبل التطرق إلى االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية يجب التطرق إلى االشخاص
الممزمون بمسك الدفاتر التجارية.
حسب نص المادة 09من القانون التجاري الجزائري :كل شخص طبيعي أو معنوي لو صفة
التاجر ممزم بمسك دفاتره اليومية يقيد فييا يوما بيوم عمميات المقاولة أو أن يراجع عمى األقل
نتائج ىذه العمميات شير باشتراط أن يحتفظ في ىذه الحالة بكافة الوثائق التي يمكن معيا
مراجعة تمك العمميات يوميا.
ويفيم من نص المادة أن االلتزام بمسك الدفاتر التجارية واجب عمى كل تاجر سواء كان
شخصا طبيعيا أو معنويا.
وعمى ىذا األساس فإن الشخص المدني يعفى من ىذا االلتزام الذي ال يمقى إال عمى عاتق
التاجر الذي يجب عميو إمساك ىذه الدفاتر بطريقة تضمن أو تكفل بيان مركزه المالي وبيان ما
عميو من ديون تترتب عن مزاولتو التجارة ،وااللتزام بإمساك الدفاتر التجارية يقع عمى عاتق كل
من يزاول التجارة عمى اإلقميم الجزائري سواء كان وطنيا أو أجنبيا ألن ىذا االلتزام يعد من قبيل
التنظيم الداخمي ليذه المينة.
كما أن الشركات التجارية عمييا التزام في مسك الدفاتر التجارية ،كما أنو ال يتوجب عمى
الشركاء في شركة التضامن أو عمى الشركاء المتضامنين في شركة التوصية أو باألسيم مسك
دفاتر تجارية.
وقد حدد المشرع الجزائري أيضا بعض القواعد القانونية التي يجب مراعاتيا في مسك الدفاتر
التجارية ،ووضع عدة شروط من الناحية الشكمية والموضوعية لكي يستطيع التاجر تنظيم
دفاتره ،وقد قرر مدة معينة لالحتفاظ بيذه الدفاتر وىذا طبقا لممادة 12من ق ت ج.
27
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
حتى يتم تسييرىا بصفة دقيقة ،وجب عمى المحكمة في أي وقت شاءت أن تتطمع عمى ىذه
الدفاتر وعمى التاجر أال يخالف القانون ونصوصو ويخضع ألمر المحكمة إذا أمرت بتقديم
دفاتره وجب عميو االمتثال لذلك.
28
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
تستعمل الدفاتر التجارية في اإلثبات بناء عمى تقديم التاجر دفاتره لممحكمة من نفسو
خالل فترة النزاع إلثبات واقعو ،أو من خالل المحكمة ذاتيا ،وقد تصدر المحكمة ىذا الحكم
من تمقاء نفسيا أو من طمب من المتنازعين مع التاجر.
نص المشرع الجزائري عمى مسك الدفاتر التجارية وفق مبادئ معينة ،فينبغي أن يمتزم
التاجر بحفظيا لمدة معينة والتي حددت وفق النص القانوني ،وحتى يتم ذلك يجب مراعاة
مجموعة من الشروط والقواعد تضبط الدفاتر التجارية ،وتتمثل ىذه الشروط ضمن شروط من
الناحية الشكمية ومن الناحية الموضوعية .وىذا ما سنتطرق إليو في ىذا المبحث بتقسيمو إلى
ثالثة مطالب ىما:
المطمب األول :األشخاص الممزمون بمسك الدفاتر التجارية
المطمب الثاني :شروط الدفاتر التجارية
المطمب الثالث :مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية
ويظير ذلك حسب نص المادة 09من ق ت ج ،ويستنتج منيا أن ىذا االلتزام واجب
عمى كل شخص دون تمييز بين الشخص الطبيعي والمعنوي أو بين التاجر الوطني واألجنبي
المقيم في الجزائر ،وال يشترط أيضا أن يكون التاجر ممما بالقراءة والكتابة أو أن تكون البيانات
الواردة فيو بخط يده ،1ويجوز لو في ىذه الحالة االستعانة بذوي الخبرة واالختصاص في ميدان
القيد والمحاسبة أو حتى أنو يكمف بيذه الميمة مادام أنو عالما بكل أمور المشروع ،بل أن
ىناك من ذىب إلى أن عممية المسك قد تطورت من عمل بسيط يمكن لمتاجر البسيط أن يقوم
29
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
بو إلى فن وعمم دقيق يقوم عمى المحاسبة يتطمب دراسات مختصة وطويمة ،ذلك أن المحاسبة
الدقيقة المنتظمة أصبحت اليوم من أول دعائم المشروع التجاري الحديث.
وقد استثنى المشرع الشخص المدني من االلتزام بمسك الدفاتر الذي ال يمقى إال عمى عاتق
التاجر الذي يجب عميو مسك ىذه الدفاتر بطريقة تضمن أن تكفل بيان مركزه المالي وبيان ما
عميو من ديون عند مزاولتو التجارة ،1في حين أن الشركاء المتضامنين من شركات التضامن،
ولو أنيم يكتسبون صفة التاجر بمجرد كونيم أعضاء في الشركة ،إال أنيم ال يمتزمون بمسك
دفاتر تجارية اكتفاء بدفاتر الشركة ،ولو ألزمنا الشركاء المتضامنين بمسك الدفاتر التجارية لكان
تكرار لدفاتر الشركة إال إذا كان لمشركاء المتضامنين يقومون بالتجارة من خالل شخص الشركة
أما إذا لم يمارس أحد الشركاء المتضامنين تجارة مستقمة إلى جانب كونو شريك في الشركة،
فيتعين عميو في ىذه الحالة مسك الدفاتر التجارية الخاصة بتجارتو ،2فقد ثار التساؤل حول
مدى الزام الشريك المتضامن لشركة التضامن أو التوصية فيل يمتزم بإمساك دفاتر خاصة بو
إلى جانب دفاتر الشركة؟
وذىب الرأي األول إلى أن الشريك ال يمتزم بذلك ألن دفاتره ستكون تك ار ار لدفاتر الشركة.
ولكن الرأي الثاني ذىب إلى أن الشريك المتضامن يمتزم باإلمساك دفتر يقيد فيو ما يحصل
عميو من أرباح الشركة وما ينفقو من مصاريفو الشخصية وذلك ألىمية البيانات عند إفالس
الشريك أو الشركة.
ويرجح األستاذ أكثم أمين الخولي الرأي الثاني ألنو يرى أنو تطبيق سميم لمقانون ألنو يحفظ
3
مصالح الغير في حالة اإلفالس.
وقد اتجو جانب من الفقو إلى االخذ بالرأي الثاني بالزام الشريك المتضامن في شركات التضامن
والتوصية بمسك دفاتر تجارية حتى يستطيع أن يدون فييا أرباحو السنوية ومسحوباتو
30
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
الشخصية ،لما تمثمو ىذه القيود من أىمية كبيرة عند إفالسو أو إفالس الشركة ذاتيا ،إذ يمكن
اع تبار ىذا الشريك مفمسا بالتقصير وبالتالي يتعرض لمعقوبة الجنائية المقررة قانونا ليذا النوع
من اإلفالس ،فيما لو تبين أن مصروفاتو الشخصية ال تتناسب مع مركزه المالي وحال تجارتو،1
اعتبر أن الزام الشريك بمسك الدفاتر الخاصة إلى جانب دفاتر الشركة واجب من واجبات
الشركة باعتبارىا شخص معنوي يمارس الشركاء نشاطيم التجاري من خاللو.
وعميو فال أري الراجح ال يمكن أن يمزم الشريك المتضامن من أن يمسك دفاتر تجارية مستقمة ما
دام أنو يعرف ما لو وما عميو من خالل دفاتر الشركة ،لكنو يمكنو مسك دفتر يسجل عميو
الخطوط العريضة لمعمميات التجارية في حين يمكنو االطالع والمراقبة عمى الدفاتر التجارية،
المستندات ،المراسالت ،والمحاضر الخاصة بالشركة ،وىو حق خولو القانون لكل شريك حتى
2
ال تنحرف أعماليم التجارية عن اليدف الذي أقيمت من أجمو.
نص المشرع الجزائري في المادة 11من التقنين التجاري عمى الطريقة التي يمتزم التاجر
بإمساك الدفاتر التجارية حتى تكفل بيان مركزه المالي بشكل واضح ودقيق ،أي بيان مالو من
حقوق وما عميو من ديون ترتبت عن مزاولتو لمنشاط التجاري.
وحتى تؤدي الدفاتر الدور المنوط بيا يجب أن تكون مستوفية لجميع الشروط سواء موضوعية
أو شكمية ويظير ذلك فيما يمي:
اليدف األساسي من وضع الضوابط ىو ضمان دقة وصحة البيانات الواردة في ىذه
الدفاتر ولما تشكمو من أىمية كوسيمة إثبات أمام القضاء ،وكذلك عند معرفة المركز المالي
محمد السيد الفقي ،القانون التجاري( األعمال التجارية -التجار -األموال التجارية ) ،مرجع سبق ذكره ،ص .213 1
31
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
لمتاجر أو فرض الضرائب عميو .1ويظير ذلك في لممادة 13من ق ت ج ( :يجوز القاضي
قبول الدفاتر التجارية المنظمة كإثبات بين التجار بالنسبة لألعمال التجارية).
كما قد ألزم القانون التجاري في المادة 11التي تنص( :يمسك دفتر اليومية ودفتر الجرد
بحسب التاريخ وبدون ترك بياض أو تغيير من أي نوع كان أنقل إلى اليامش ،وترقم صفحات
كل من الدفترين ويوقع عمييما من طرف قاضي المحكمة حسب االجراء المعتاد).
وتعتبر ىذه العممية إجراء احتياطي والغرض منو حفظ الدفاتر التجارية عمى حاليا وتجنب كل
محاولة من قبل التاجر ينزع صفحات منيا أو استبدال بعضيا بغيرىا قصد التحايل عمى إدارة
الضرائب.
ويستفاد من نص ىذه المادة أنو يجب عمى التاجر أن يقوم بتدوين جميع نشاطاتو التجارية التي
يقوم بيا ،وذلك مع مراعاة تواريخ وقوعيا ،وقد اشترط أن تكون الدفاتر التجارية خالية من أي
فراغ أو تغيير في البيانات أو كتابة في اليامش أو كشط أو تحشير بين السطور ،وىذه البيانات
يجب أن تحفظ وتراعى كما ىي ،والقصد من ذلك ىو سالمة البيانات الواردة بيا دون تزييفيا
ومنع أي إضافة إلييا عن طريق الفراغ المكتوب ،واذا أريد تصحيح بيان قيد األخطاء كان ذلك
بكتابة أخرى في تاريخ كشف الخطأ ،ومنو فعدم األخذ بالشروط الموضوعية المذكورة سالفا
يؤدي الى زوال الدفتر فمن األصل ال وجود لدفتر تجاري عند مخالفة بياناتو.
ويتضح كذلك من األحكام القانونية أنو يجب مسك محاسبة طبقا لمقوانين واألنظمة الجاري
العمل بيا ،واذا كانت ممسوكة بمغة أجنبية فيي مقبولة ،ولكن يجب تقديم ترجمة من قبل مترجم
معتمد عند كل طمب من المفتش التابع إلدارة الضرائب .كما يجب أن تكون المحاسبة مفصمة
بشكل كاف لتسمح بتسجيل ومراقبة العمميات التي تقوم بيا المؤسسة ،وكذلك يمكن ترقيم الدفاتر
االجبارية من قبل مصالح إدارة الضرائب ،كما تجدر اإلشارة إلى أنو يجب أن يستند كل قيد
32
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
حسابي من حيث المبدأ إلى مستند مؤرخ يؤيده بحيث يحمل توقيع أو خاتم المسؤول عن
1
العممية.
أوجبت المادة 11من القانون التجاري السالفة الذكر شكال معينا يجب أن تكون عميو
الدفاتر التجارية (اليومية والجرد) وبدون ىذا الشكل ال يمكن لمدفاتر أن تستوفى الشروط
القانونية ،لذلك فقد نصت المادة 11فقرة 02عمى أن ( ...ترقم صفحات كل من الدفترين
ويوقع عمييما من طرف قاضي المحكمة حسب االجراء المعتاد).
وفي ىذه الحالة فقد نص المشرع في المادة 369من القانون التجاري عمى جزاء شديد يخص
التاجر الذي حاول اتالف أو حرق أو طمس معالم الدفتر تيربا من الضرائب وما إلى ذلك.
كما يجب عمى التاجر سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا أن يقدم الدفتر في نياية كل سنة
مالية إلى القاضي المختص ليوقع عمى صفحاتو التي استعممت خالل السنة ،كما يجب أن
يقدمو أيضا أو ورثتو في حالة وقف نشاط المتجر أو المشروع إلى القاضي ليوقعو أو يؤشر
عميو بما يفيد ذلك.
فالشكمية تظير كذلك في المغة التي يجب تمسك بيا ىذه الدفاتر ،2فالمشرع لم ينص عمى
الزامية التاجر (سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا) بمسك الدفاتر التجارية بالمغة الوطنية فمم
يقم بتحديد المغة إن كانت بالمغة العربية أو األجنبية .بل سكت عن ذلك ،وىذا بخالف
التشريعات العربية التي نصت صراحة عمى الزام التاجر عمى مسك الدفاتر التجارية بالمغة
3
العربية كالتشريعات المصرية والسورية التي ألزمت عمى التاجر مسك الدفاتر بالمغة العربية.
33
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
تظير كيفية تنظيم واالحتفاظ بالدفاتر التجارية في عدة نواحي سواء بالنسبة لمدفاتر
االختيارية أو الدفاتر االجبارية :
طبقا لممادة 12من القانون التجاري الجزائري والتي تنص عمى ما يمي( :يجب أن تحفظ
الدفاتر والمستندات المشار إلييا في المادتين 09و 10لمدة عشرة سنوات كما يجب ان تحتفظ
المراسالت الواردة ونسخ الرساالت الموجية طيمة نفس المدة ).
يستفاد من نص ىذه المادة أنو يتوجب عمى التاجر االحتفاظ بالدفاتر التجارية مدة عشر سنوات
ابتداء من تاريخ اقفاليا ،كما أوجب عميو كذلك حفظ المراسالت وغيرىا من المستندات التي
تتصل بأعمال التجارة مدة عشر سنوات ،ولمتاجر الحق في انقضائيا بعد فوات العشر سنوات
وال يمتزم التاجر بتقديم دفاتره أمام القضاء بعد انقضاء ىذه المدة لوجود قرينة قانونية عمى عدم
وجودىا وانقضائيا ،غير أنو يمكن إثبات عكسيا وحينئذ يمتزم التاجر بتقديميا.
ومن مصمحة التاجر أن يحتفظ بدفاتره ومستنداتو التجارية مدة أطول حتى تنقضي جميع
1
الحقوق الثابتة بيا.
وبالرجوع إلى قرار المحكمة العميا نجده بين في أحد حيثياتو "وحيث من الثابت أن انتياء
التسيير الحر تم سنة ،1963وأن رفع الدعوى كان بعد أكثر من عشر سنوات مما ال يوجب
عمى الطاعن حفظيا ،وبالتالي عدم مطالبتو بتسميميا" وقد تضمن قرار المحكمة ما يمي :من
المقرر قانونا أن تحفظ الدفاتر اليومية والمستندات التجارية لمدة 10عشر سنوات من تاريخ
اقفاليا ،ومن ثم فإن القضاء بما يخالف ىذا المبدأ يعد خطأ في تطبيق القانون.
34
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
ولما كان من الثابت في قضية الحال انو تم رفع الدعوى بعد أكثر من 10سنوات ،فإن قضاة
1
الموضوع بقضائيم عمى الطاعن بتقديم الدفاتر التجارية يكونون قد خالفوا مقتضيات القانون.
وقد كان موضوع الخصومة في ىذا القرار أن المطعون ضده طالب بتقديم وثائق حسابية زعم
أنيا بقيت في المحل التجاري.
فالمادة 12السالفة الذكر اوجبت عمى التاجر االحتفاظ بالدفاتر التجارية ،ففي ىذه الحالة
فالمحكمة العميا جعميا تنقض قرار المجمس الذي قضي عمى الطاعن بتقديم دفاتره التجارية عمى
أنو يجوز دحض ىذه القرينة بإقامة الدليل عمى أن الدفاتر ال تزال موجودة ،وحينئذ يمزم التاجر
بتقديميا لمقضاء.
كما يستطيع التاجر أن يقدميا إلثبات حق لو بعد انقضاء عشر سنوات دون أن تنقص من
قيمتيا في اإلثبات ،وال تعتبر مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية والمراسالت مدة تقادم ألنو ليس
ثمة مدة تالزم بين المدة العامة لمتقادم ومدة االحتفاظ بالدفاتر ،فميس لذلك صمة بتقادم الحقوق
الثابتة في الدفاتر وانما ىي عبارة عن حد زمني لاللتزام بتقديم الدفاتر أمام القضاء.2
لم ينص المشرع عمى المدة التي يمتزم خالليا التاجر باالحتفاظ بدفاتره التجارية والتي
أعدىا لشؤون تجارتو ،كدفتر المخزن ودفتر األستاذ وغيرىا ،والرأي الراجح أن التاجر عميو أن
يمتزم باالحتفاظ بالدفاتر التجارية طوال المدة الالزمة لتقادم الحقوق الثابتة بيا أي لمدة خمس
3
عشرة سنة.
المشرع الجزائري كما انو لم يتعرض لمدفاتر التجارية األخرى التي يمتزم التاجر بإمساكيا ،فإنو
4
لم يتعرض أيضا لمدة االحتفاظ بيا.
حمدي باشا عمر ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .27 ،26 2
35
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
إن القاعدة العامة ال تجيز لمشخص تقديم دليل ضد نفسو ،ومع ذلك فالقانون يجيز
لممحكمة الزام التاجر بتقديم دفاتره ،واذا طمب أحد الخصوم من التاجر بتقديم دفاتره التجارية،
فإن لمقاضي الحرية في قبول الطمب أو رفضو عمى ضوء تقدير ظروف الدعوى.
وقد يرى القاضي ضرورة االطالع عمى دفاتر التاجر دون أن يطمب منو ذلك ،وعندئذ يمزمو
بتقديميا لالطالع عمييا ،ويتم تقديم الدفاتر التجارية بناء عمى مجموعة من القواعد وضحيا
المشرع في نص المادة 15و 16من القانون التجاري الجزائري ،وىذا ما سيتم توضيحو من
خالل المطمبين التاليين:
المطمب األول :االطالع الجزئي
المطمب الثاني االطالع الكمي
يقصد بالتقديم ىو الطريقة االعتيادية لمغرض الذي تقوم بو الدفاتر التجارية حتى يتم تحديد
1
الموضوع والوقائع التي يراد إثباتيا تحديدا كافيا أو ىي استخالص ما يتعمق بالنزاع فييا.
ويراد بو كذلك وضع تحت تصرف القاضي أو الخبير الذي عين قضائيا لمبحث عن معمومات
متعمقة بالنزاع ،بينما في االطالع تقدم ىذه الوثائق لمطرف الخصم ،لذا ليست ىذه الطريقة
2
خطيرة عمى التاجر ألن القضاء والخبراء مجبرون عمى احترام سر المينة.
كذلك يحق لممحكمة انتداب خبير ليذا الغرض الستخراج البيانات المتعمقة بالنزاع دون غيرىا
من خالل حضور التاجر وتحت رقابتو ،وال يجوز لمخصم االطالع عمى دفاتر التاجر وذلك
لممحافظة عمى أسرار التاجر.
36
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
إذا كانت الدفاتر التجارية المطموب االطالع عمييا في أماكن بعيدة عن المحكمة
المختصة ،أجاز القانون لمقاضي أن يوجو إنابة قضائية لدى المحكمة التي توجد بيا الدفاتر أو
يعين قاضيا لالطالع عمييا وتحرير محضر بمحتواىا وارسالو إلى المحكمة المختصة بالدعوى
وىذا ما نصت عميو المادة 17من القانون التجاري الجزائري .ويرجع الحكم األخير لممحكمة
1
في األخذ بعين االعتبار البيانات المطموب االطالع عمييا فميا أن تقبميا أو ترفضيا.
وقد وضحت المادة 16من القانون التجاري الجزائري بأنو يتم االطالع الجزئي بإبراز الدفاتر
التجارية إلى المحكمة أو إلى خبير متخصص الستخراج البيانات الخاصة بالنزاع.
فال يجوز إذن السماح لخصم التاجر بالكشف عن دفاتر التاجر بكامميا بحجة أن المحكمة
أجازت االطالع الجزئي ،كما ال يجوز لمخبير أن يتحرى في ىذه الدفاتر عن أمور ال تتعمق
2
بالموضوع.
ويكون اطالع المحكمة عمى الدفاتر التجارية من خالل حضور التاجر صاحب الدفتر
وتحت اشرافو ،وفي حالة ما إذا امتنع التاجر عن تقديم دفاتره التي أمر بيا القاضي ،فيستخمص
ىذا األخير قرينة لفائدة خصم التاجر وتوجو لو يمين متممة لمنصاب ،كما يمزم لمقاضي قبل
ذلك أن يقضي بغرامة تيديدية إللزام التاجر بتقديم الدفاتر وتوضع ىذه الدفاتر بين يدي
القاضي أو الخبير المعين ولكن ال تبمغ لمخصم ،وىذه الحالة تطبق عمى الدفاتر االلزامية ألنيا
ال تتضمن خطورة عمى أسرار التاجر الواردة في الدفتر ،وذلك أن كل من القاضي والخبير
3
يخضعان لقاعدة السر الميني.
وفي حالة تقديم الدفتر فالمحكمة يجب أن تقتصر عمى البحث عن األمور التي تخص أو
يدور حوليا النزاع ،وفي حالة ما اذا حاول التاجر التضميل وعدم التعاون مع المحكمة فينجم
عن ذلك عدم إمكانية الوقوف عمى تمك الوقائع المعروضة عمى المحكمة إال بعد تصفح أجزاء
37
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
عديدة من الدفتر .في حين أن لممحكمة أن تستجيب لطمب التقديم أو أن ترفضو حسبما
يستخمص من ظروف الدعوى ومالبساتيا ،وفي ىذه الحالة عمى المحكمة أن تذكر أسبابا
موضوعية لما انتيى إليو قرارىا.
وفي الحالة األخرى ال يمكن حصر قرار المحكمة بتقديم الدفاتر وكافة األوراق التجارية،
وال ينحصر عمى الدفاتر التجارية كدفتر اليومية والجرد ،وانما يشمل الدفاتر االختيارية وىذا
طبقا لممادة 16من ق ت ج والتي تنص( :يجوز لمقضاء ان يأمر ولو من تمقاء نفسو بتقديم
الدفاتر التجارية أثناء قيام نزاع وذلك بغرض استخالص ما يتعمق منيا بالنزاع ).
يجب أن تكون الدفاتر المقدمة لالطالع شاممة لممتنازعين معا أي التاجر والخصم وتكون
متعمقة بموضوع النزاع.
يقصد باالطالع الكمي وضع الدفاتر التجارية تحت تصرف الطرف الخصم حتى يطمع
عمييا ،إال أن ىذا االجراء يشكل خط ار كبي ار عمى التاجر ،ألن الخصم يصبح مطمعا عمى جميع
شؤون التاجر ،ففي ىذه الحالة فإن االطالع يؤدي إلى الكشف عن أسرار التاجر ، 1فالمشرع لم
يجزه إال في حاالت معينة نصت عمييا المادة 15من القانون التجاري الجزائري بقوليا( :ال
يجوز األمر بتقديم الدفاتر وقوائم الجرد إلى القضاء إال في قضايا اإلرث وقسمة الشركة وفي
حالة اإلفالس) ،فاالطالع في ىذه الحالة يكون جزئيا إذا قررت المحكمة مثال تسميم دفاتر
التجار إلى ال محكمة لكي تطمع عمييا بنفسيا او بواسطة خبير تعينو يكون االطالع في ىذه
الحالة جزئيا ال كميا.
يستفاد من نص المادة 15من ق ت ج أن المشرع استعمل كممة تقديم عندما تكمم عن
االطالع واستعمميا عندما تكمم عن التقديم وىي ال تعطينا نفس المعنى ،فالتشريعات العربية
38
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
ح ددت المصطمح في كمتا الحالتين وابتعدت عن الخمط بين المصطمحين واستعممت التسميم
واالطالع.
في حالة االطالع الكمي فإن خصم التاجر يمكنو أن يتعرف من خالل دفاتره عمى مركزه المالي
وتطور أعمالو وأسماء عمالئو وغير ذلك من أسرار تجارتو التي يحرص التاجر لممحافظة
عمييا وكتميا ،1وحاالت االطالع مذكورة عمى سبيل الحصر ،وتتمثل في اآلتي:
يعتبر الورثة مالكين عمى الشيوع لدفاتر المتوفى وكما يجوز ليم االطالع الكمي عمييا
لمعرفة حصتيم من الشركة (وارث أو موصى لو) أن يطمبوا من المحكمة االطالع عمى الدفاتر
التجارية حتى يستطيعون معرفة حقوقيم في الشركة ،2ولكن ال يجوز لغير الورثة طمب االطالع
الكمي عمى الدفاتر وعمى سبيل المثال إذا كانت التركة تشمل محال تجاريا يحق لمورثة االطالع
3
عمى كافة الدفاتر التجارية الخاصة بو.
يجوز لمشريك أن يطمب االطالع عمى دفاتر الشركة بعد حميا حتى يتبين مقدار النصيب
الذي يستفيد منو من القسمة ،ويالحظ أن لمشريك حق في االطالع عمى دفاتر الشركة قبل حميا
4
وخالل حياتيا بتحديد نصيبو من األرباح والخسائر أو لمراقبة أعمال المديرين.
كذلك فإن مراقبة شؤون الشركة ليست محصورة عمى المسائل الناتجة عن تحقيق األرباح
وتوزيعيا ،وانما تشمل كذلك تسيير الشركة ،وتعيين المديرين ،وحتى انحالل الشركة.
عبد القادر البقيرات ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .44 ،43 1
مصطفى كمال طو ،أساسيات القانون التجاري ( دراسة مقارنة ) األعمال التجارية -التجار -المؤسسة التجارية الشركات 4
التجارية -الممكية الصناعية ،منشورات الحمبي الحقوقية ،االسكندرية ،بدون ت ،بدون ط ،ص .154
39
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
يتمثل حق الشريك في عدة صالحيات كالحق في أخذ معمومات عن وضعية الشركة ،الحق في
االطالع عمى وثائقيا ،الحق في حضور الجمعيات العامة ،والحق في التصويت .فالشريك في
ىذه الحالة لو الحق في أخذ معمومات عن التسيير بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،أي إما بنفسو
واما بواسطة خبير.
كما يشمل حق الشريك االطالع عمى الوثائق الحسابية والوثائق اإلدارية ويمكن استعمالو في
أوقات معينة أو في أي وقت كان .في األخير فإن لمشريك حقا شرعيا في االطالع عمى وثائق
الشركة وىذا الحق غير متنازع فيو ،فالشريك لو الحق في مراقبة ذمة الشركة ،وكل ىذا يتعمق
بما يجب تقسيمو بين الشركاء كاألرباح وفائض التصفية ،أو عند االقتضاء تحديد الخسائر التي
1
يجب أن يتحمميا كل شريك.
فرحة زراوي صالح ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .508 ،507 1
40
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
نصت المادة 430من القانون المدني عمى ما يمي ( :يمنع الشركاء غير المديرين من اإلدارة
ولكن يجوز ليم أن يطمعوا بأنفسيم عمى دفاتر ووثائق الشركة ويقع باطال كل اتفاق يخالف
ذلك) .ما يمكن مالحظتو من نص المادة أنو ال يجوز االتفاق عمى عكسو ،فمو اتفق الشركاء
عمى حرمان أي شريك من شركات األشخاص من حقو في االطالع كان الشرط باطال ،غير
أنو يمكن االتفاق عمى وضع قيود عمى حق استعمال الشريك لالطالع ،واليدف من ذلك ىو
الحفاظ عمى الشركة وعدم تعطيل مصالحيا ويجوز االتفاق عمى أن يكون االطالع في فترات
معينة من كل شير أو من كل سنة ،وىذا ما نص عميو المشرع التجاري بحيث أعطى الحق
لمشركاء ممارستو مرتين في السنة خالفا لبعض التشريعات.
فالقاعدة العامة لشركات األموال أنو ليس لمشريك المساىم الحق في االطالع عمى الدفاتر
التجارية حفاظا عمى أسرار الشركة من منافسييا ،فيكتفي أن يشتري المنافس أسيم الشركة
ليطمع عمى دفاترىا ويكشف أسرارىا التجارية.
وقد وضعت التشريعات رقابة جماعية لممساىمين منظمة برئاسة الجمعية العمومية إلى مراقب
الحسابات ،فينوب المراقب عن المساىمين في االطالع عمى الدفاتر التجارية ،ويحضر الجمعية
العمومية ويقدم تقريره ،وعميو أن يدلي برأيو في االجتماع في كل ما يتعمق بعممو كمراقب في
1
الشركة.
وقد أكد المشرع الجزائري حق المراقب في االطالع عمى الدفاتر التجارية في المادة 715مكرر
04من المرسوم التشريعي رقم 08-13المؤرخ في 25أفريل *.1993
أما شركات التوصية باألسيم فإن مجمس المراقبة ىو الذي يختص ويتولى االطالع عمى
دفاتر الشركة ،ىذا ما نصت عميو المادة 715تجاري مكرر .07إذن فيو الذي يتولى ميمة
التأكد مما إذا كان ىناك مخالفات وأخطاء موجودة في الحسابات السنوية ،وىذا ال يتأتى إال
*المادة 517مكرر 40من ق ت ج :تعيين الجمعية العادية لممساىمين مندوبا لمحسابات أو أكثر لمدة ثالث سنوات تختارىم
من بين المينيين المسجمين عمى جدول المصفى الوطني.
41
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
بالرجوع إلى الدفاتر التجارية والوثائق والمستندات واالطالع عمييا لمتأكد من صحة ما ورد
1
فييا.
أما الشركات ذات ال مسؤولية المحدودة فينا يجب أن نفرق بين حالة ما إذا كان عدد
الشركاء أكثر من عشرة ( ،) 10ففي ىذه الحالة يتحتم أن يعيد بالرقابة إلى مجمس يتكون من
ثالثة عمى األقل من الشركاء ،ولو أن يفحص دفاتر الشركة ووثائقيا ويراقب الميزانية وبين حالة
ما إذا كان عدد الشركاء أقل من عشرة ،فينا يكون الشركاء غير المديرين في الشركات التي ال
يوجد بيا مجمس رقابة الحق في االطالع عمى دفاتر الشركة ،وىذا ما أكدتو المادة 02/585
من القانون التجاري الجزائري التي تنص عمى ( :لالطالع في أي وقت كان بمقر الشركة
وبنفسو عمى الوثائق التالية :حساب االستغالل العام وحساب الخسائر واألرباح والميزانيات
والجرد والتقارير المعروضة عمى الجمعيات العامة ومحاضر ىذه الجمعيات الخاصة بالسنين
الثالث األخيرة ،ما عدا ما يخص الجرد الذي يستتبع حق االطالع عميو حق أخذ نسخة منو
وليذا الغرض يسوغ لمشريك أن يستعين بخبير معتمد).
يكون لوكيل التفميسة في حا لة افالس التاجر باعتباره ممثال لمدائنين الحق في االطالع
عمى دفاتر التاجر المفمس ،ألنو ال يستطيع مباشرة ميمتو عمى أكمل وجو إال بمراجعة ىذه
2
الدفاتر والتدقيق فييا.
إذا أفمس التاجر لم يعد ىناك سر يخشى عميو من الذيوع ،لذلك أباح المشرع لوكيل التفميسة
النظر في دفاتر التاجر ليتمكن من تصفية أموال التاجر المفمس.
محمد فريد العريني ،جالل وفاء محمدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .315 2
42
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
ال يكون االطالع إال لوكيل التفميسة وليس لمدائن ،1ألن ىذا الحق يثبت لوكيل المتصرف
2
القضائي وىو الذي ينوب عن جماعة الدائنين لتحديد أصول وخصوم التاجر.
ففي ىذه األحوال يجوز االطالع عمى دفاتر التاجر ،والسبب في ذلك أن الدفاتر في ىذه
الحاالت تعتبر ممكا مشتركا لجميع أطراف الدعوى دون أن يترتب عمى ىذا أي ضرر من جراء
كشف األسرار الواردة فييا.
وال يجوز االطالع الكمي عمى دفاتر التاجر في غير الحاالت السابقة ،ألن تعداد المادة 15من
ق ت ج قد ورد عمى سبيل الحصر.
ومن صور ىذا االتفاق اشتراط البنوك االطالع عمى دفاتر التاجر في حالة فتح االعتماد ،كما
يخول القانون لمصمحة الضرائب حق االطالع عمى دفاتر التاجر طبقا لقانون الضرائب عمى
الثروة المنقولة .3كذلك فقد نص عمى ذلك حماية لمصمحة الدائنين عمى انو يجوز لممحكمة أن
تأمر بوضع األختام عمى الخزائن والدفاتر التجارية طبقا لممادة 258فقرة 01من القانون
التجاري الجزائري ،لكن كافة ىذه التدابير االحتياطية ال تمنع القاضي من استخراج الدفاتر
والمستندات الحسابية التي كانت تحت األختام لتسميميا إلى الوكيل المتصرف القضائي بعد أن
قام بجردىا مع بيان بإيجاز في محضره الحالة التي ىي عمييا ،ومما ال ريب فيو أن الوكيل
4
يطمع عمى ىذه الدفاتر قصد حماية مصالح مجموع الدائنين.
فقد رأى ا ألستاذان ليون كان ورينو أن اطالع المأمور عمى دفاتر التاجر المفمس أمر
طبيعي وبدييي ال يحتاج وال يستدعي األمر نصا خاصا لكي يكون لو ىذا الحق الذي ورد في
5
نصوص القانون التجاري الخاصة بأحكام االفالس.
شادلي نور الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .99 ،98 1
43
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
وقد نصت المادة 14من التقنين التجاري الفرنسي ،الذي جاء ليعطي الحق لدائني المفمس،
الحق في االطالع عمى الدفاتر التجارية ،وعمى العكس من ذلك يرى االستاذ تالير أن النص
يخول لممأمور حق االطالع عمى الدفاتر وأن يحتفظ بيا من خالل مدة القيام بميامو حتى
التصفية ،وأن ىذا الحق ال يمتد إلى دائني التاجر المفمس ،فيم يريدون مناقشة المأمور والبحث
في الدفاتر عن عناصر تصمح دليال إلثبات دعواىم ضد المدين.
ويعد الرأي األخير ىو الرأي األقرب إلى الصواب ،فميس من حق الدائنين االطالع عمى دفاتر
التاجر ألن االطالع استثناء من القواعد العامة في اإلثبات ،فال يجوز التوسع في تفسيره ،حيث
أن المشرع الجزائري في باب أحكام االفالس أعطى الحق لممأمور فقط في أن يطمع عمى
الدفاتر التجارية وأثناء قيامو بعمميات الجرد أن يتأكد من قفل ىذه الدفاتر ،واذا لم تقفل كان
لزاما عميو أن يستدعي المدين المفمس إلقفاليا ،كما عمى المأمور أن يقوم بوضع الميزانية في
حالة عدم وضعيا من طرف المدين المفمس ،ويستعين في ذلك بدفاتره التجارية وجميع مستنداتو
وكذا األوراق التجارية االخرى 1طبقا لنص المواد 253و 256من القانون التجاري الجزائري في
باب أحكام االفالس وىي:
المادة 253من ق ت ج( :يستدعي وكيل التفميسة المدين لديو إلقفال الدفاتر وحصرىا في
حضوره وذلك بغير المساس بما نصت عميو المادة 261بخصوص حالة وضع االختام.
فإذا لم يستجب المدين ليذا االستدعاء دعي بموجب رسالة موصى عمييا مع طمب عمم
الوصول ليحضر ويقدم دفاتره خالل ثمانية وأربعين ساعة.
ولو الحضور بمندوب مفوض عنو إذا ىو عمل تخمفو بأسباب يجدىا القاضي المختص مقبولة).
المادة 256من ق ت ج( :في حالة ما إذا ما كان المدين لم يودع الميزانية ،يقوم وكيل
التفميسة بوضعيا فو ار مستعينا بالدفاتر والمستندات الحسابية واألوراق والمعمومات التي يحصل
عمييا ثم يودعيا بكتابة ضبط المحكمة).
44
االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء الفصل الثاني
خالصة الفصل:
مما سبق ذكره ومن خالل ىذا الفصل يمكن القول بأن لمدفاتر التجارية أىمية بالغة نظ ار
لما ليا من فوائد ب خاصة في مواد اإلثبات التجاري ،فمذلك أخضعيا المشرع لتنظيم خاص يكفل
انتظاميا وضمان صحة ما يرد فييا من بيانات ،وقد حددىا المشرع في التقنين التجاري ومن
ىذا فقد وضع ليا مدة االحتفاظ بيذه الدفاتر وحدد مدة عشر سنوات بالنسبة لمدفاتر االجبارية،
فضال عن ذلك فقد أوجب المشرع عمى التاجر في حالة النزاع مع المعاممين معو أن يقدم
الدفاتر التجارية إلى القضاء سواء عن طريق أمر من المحكمة أو طمب من الخصم ،فعمى
التاجر تقديم دفاتره وذلك لالطالع الكمي أو االطالع الجزئي.
وقد تم التطرق إلى كل من االطالع الكمي واالطالع الجزئي ،فاالطالع الجزئي أو التقديم
ىو أن يقدم التاجر دفتره لمقاضي حتى يستخرج منو ما يتعمق بالنزاع ،أما بخصوص االطالع
الكمي ىو اجبار التاجر عمى تسميم دفاتره والتخمي عنيا لمقضاء ليسمميا بدوره إلى الخصم
ليطمع عمييا.
وبالتالي فإن االطالع الكمي أكثر خطورة من االطالع الجزئي وىذا راجع إلى أن األول يترتب
عمييا كشف أسرار التاجر.
45
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
تمهيد:
نظ ار لألىمية الكبيرة لمدفاتر التجارية وما حققتو في القانون التجاري والضمانات التي
حرص القانون عمى تحقيقيا ،وما تحتوي عميو ىذه الدفاتر من بيانات غاية في األىمية
بسبب طبيعة المعامالت التجارية التي يقوم بيا التجار ،وليذا فقد أنشأ القانون نظاما خرج
فيو عمى القواعد العامة وذلك بعد أن تستوفي جميع الشروط سواء الشكمية منيا أو
الموضوعية التي نص عمييا القانون.
حيث أجاز المشرع ألحد طرفي النزاع أن يجبر الطرف اآلخر عمى أن يقدم دفاتره أو يطمعو
عمييا ليأخذ منيا الدليل الذي يحتاج إليو ،أو بمعنى آخر ال تقتصر حجية الدفاتر التجارية
في اإلثبات عمى مجرد السماح لمتاجر باالحتجاج بدفاتره عمى الغير ،ولكن يخول لمغير
االحتجاج عمى التاجر بما أثبتو في دفاتره ،لذلك فقد فرض المشرع عمى التاجر مسك دفتري
اليومية والجرد أي الدفاتر االجبارية ،وألزمو بقيد جميع عممياتو التي يزاوليا بطريقة تحافظ
عمى مركزه المالي وتبين ما لو من حقوق وما عميو من ديون تتعمق بشؤون تجارتو ،ولم يكن
ذلك إال بتحقيق السرعة والثقة التي ال تحيا التجارة بدونيا ومواكبة التطور وتنظيم سير المينة
التجارية لمتاجر وتنظيميا داخميا ،ويعود بالفائدة عمى التاجر والغير المتعاممين معو والدولة
عمى حد سواء.
وىنا وجب أن يقتصر دور الدفاتر التجارية عمى إثبات الحقوق التجارية لمتاجر إذا كان
مدعيا وديون تجارتو إذا كان مدعى عميو ،وقد يستخدم التاجر دفاتره التجارية لالحتجاج
بالبيانات الواردة فييا في اإلثبات لمصمحتو ضد خصمو.
47
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
إن مبدأ حرية اإلثبات في المعامالت التجارية يشتمل عمى دليل كتابي ،وال يستثنى من ذلك
إال ما اشترط بنص خاص لزوم توفر الدليل الكتابي ،ويظير من ىذه الحالة أنو ال يجوز
إثبات االلتزام التجاري أو التخمص منو أو ما يخالفو إال بالكتابة.
تنص المادة 814من القانون المدني( :يجب أن يكون عقد الشركة مكتوبا واال كان باطال،
وكذلك يكون باطال كل ما يدخل عمى العقد من تعديالت إذا لم يكن لو نفس الشكل الذي
يكتسبو ذلك العقد غير أنو ال يجوز أن يحتج الشركاء بيذا البطالن قبل الغير ،وال يكون لو
أثر فيما بينيم إال من اليوم الذي يقوم فيو أحدىم بطل البطالن).
سنتطرق كذلك إلى الجزاءات المقررة في حالة االخالل بااللتزام بمسك الدفاتر التجارية ،كأن
ال يمسك دفاتر تجارية أو كأن تكون ىذه الدفاتر غير منتظمة لعدم مراعاة الشروط
المنصوص عمييا قانونا ،وكذلك في حالة عدم حفظ التاجر لدفاتره التجارية في المدة
القانونية المطموبة يتعرض التاجر لعقوبات جزائية طبقا لنص المادة 18من ق ت ج.
يستنتج من المادة السابقة الذكر أن المشرع حرص عمى احترام القواعد الخاصة بالدفاتر
التجارية فرتب عمى عدم مسكيا أو مخالفة قواعد تنظيميا جزاءات أي ىناك جزاءات مدنية
وجزاءات جنائية.
ومن ىذا المنطمق يتم تقسيم ىذا الفصل إلى ثالثة مباحث:
المبحث األول :األساس القانوني لمدفاتر التجارية
المبحث الثاني :حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات
المبحث الثالث :جزاءات االخالل بمسك الدفاتر التجارية
48
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
ينبغي إثبات جميع التصرفات والمعامالت التجارية بكافة طرق اإلثبات ،طبقا لممبدأ
الحر في لممعامالت التجارية باالعتماد عمى األدلة والقرائن والشيادة.
باالعتماد عمى ما سبق ذكره ولمتفصيل أكثر تم تقسيم ىذا المبحث إلى مطمبين:
المطمب األول :مبدأ حرية اإلثبات في المعامالت
المطمب الثاني :نتائج المبدأ
يقصد بمبدأ حرية اإلثبات في المعامالت وجوب إثبات الواقعة القانونية بكافة طرق
اإلثبات ،فيجوز إثباتيا بالبينة والقرائن وىذا ما نصت عميو المادة 333فقرة 11من القانون
المدني ( :في غير المواد التجارية إذا كان التصرف القانوني تزيد قيمتو عن 111111دينار
جزائري ،أو كان غير محدد القيمة فال يجوز اإلثبات بالشيود في وجوده أو انقضائو ما لم
يوجد نص يقضي بغير ذلك).
يوضح نص المادة السالفة الذكر أن األصل في المعامالت المدنية ىو اإلثبات بالكتابة متى
كان التصرف القانوني يزيد قيمتو عن 111111دج أو كان غير محدد القيمة ،فال تجوز
شيادة الشيود أو وسائل اإلثبات األخرى في إثبات وجود التصرف وانقضائو.
كما يتضح أيضا من نص نفس المادة أن أصل المعامالت التجارية والمبدأ الذي تستنبط منو
ىو حرية اإلثبات ،فيجوز في ىذه الحالة إثباتيا بالبينة والقرائن وبكافة وسائل اإلثبات ميما
1
بمغت قيمة التصرف القانوني ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك.
يبرز لنا ىذا المبدأ ما يحيط بالمعامالت التجارية من ظروف تختمف عن ظروف المعامالت
المدنية ،فالصفقات التي تبرم من طرف التجار تحتاج وتستمزم سرعة في التنفيذ بحيث يتعذر
49
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
إتماميا إذا اشترط إلثباتيا تحرير مستند مكتوب ،لذلك اقتضت طبيعة المعامالت التجارية
تسييل عممية إثباتيا ،وبدال من اشتراط الكتابة ،فرض المشرع عمى التاجر أن يمسك دفاتر
1
تجارية حتى يتمكن من تقديميا كدليل إثبات.
وقد أقر المشرع الجزائري إثبات المعامالت التجارية طبقا لنص المادة 31من القانون
التجاري الجزائري وكذلك ما نصت عميو المادة * 331من القانون المدني تنص ( :دفاتر
التجار ال تكون حجة عمى غير التجار ،غير أن ىذه عندما تتضمن بيانات تتعمق بتوريدات
قام بيا التجار ،يجوز لمقاضي توجيو اليمين المتممة إلى أحد الطرفين فيما يكون إثباتو
بالبينة ،وتكون دفاتر ىؤالء التجار حجة عمى ىؤالء التجار ،ولكن إذا كانت ىذه الدفاتر
التجارية منتظمة فال يجوز لمن يريد استخالص دليل لنفسو أن يجزئ ما ورد فييا واستبعاد
ما ىو مناقض لدعواه).
تتمثل نتائج المبدأ طبقا لممادة 333والمادة 338من القانون المدني وىي كالتالي:
-يجوز اإلثبات في المواد التجارية بكافة الطرق ولو كان التصرف القانوني تزيد قيمتو
عن 111111دج أو كان غير محدد القيمة ،والعبرة ىنا بنوع العمل القانوني وليس
بالمحكمة المختصة بالنظر في النزاع .فاألعمال التجارية تخضع لمبدأ حرية اإلثبات
ولو كان النزاع مطروحا أمام المحكمة ،فإذا أقام غير التاجر دعواه ضد تاجر أمام
المحكمة المدنية اتبع في إثبات العمل الذي يعتبر تجاريا من جية التاجر كافة
الوسائل لإلثبات.
50
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
-مبدأ اإلثبات في المسائل التجارية ال يتعمق بالنظام العام فيجوز لمطرفين أن يتفقا
عمى أن يكون الدليل بينيما بالكتابة.
-مبدأ اإلثبات في المسائل التجارية ال يأخذ بو القاضي إال إذا أدلى أمامو بوقائع من
شأنيا التدليل عمى احتمال قيام تصرف تجاري بين أطراف الخصومة.
51
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
بما أن المجال التجاري يتميز بحرية اإلثبات ،فقد ألزم المشرع التاجر بقيد العمميات
المتعمقة بنشاطو التجاري في دفاتر خاصة بذلك ،بحيث منح ىذه الدفاتر أىمية بالغة في
مجال اإلثبات حتى تسيل ىذه الدفاتر بما تحتويو من بيانات لمكشف عن الحقيقة.
كما أن القاعدة تقول بأنو ال يجوز لشخص أن يصطنع دليال لنفسو ،غير أن القانون التجاري
خرج عن ىذه القاعدة فسمح لمتاجر أن يمسك دفاتر تجارية يمكن استعماليا كدليل إثبات
لصالحو ،ولمتاجر اآلخر الذي يحتج عميو بالدفاتر إثبات عكس ذلك بجميع الطرق.
تختمف حجية الدفاتر في اإلثبات في حالة ما إذا كانت ضد التاجر ،وفي ىذه الحالة
يجب أن تكون الدفاتر التجارية منظمة ودقيقة ،وىناك حالة أخرى وضعيا المشرع وىي
حجية الدفاتر في اإلثبات لمصمحة التاجر ،ىذا ما سيتم تناولو في المطالب الموالية:
المطمب األول :حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات ضد التاجر
المطمب الثاني :حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات لمصمحة التاجر
المطمب الثالث :حجية الدفاتر التجارية غير المنتظمة
لمدفاتر التجارية حرية اإلثبات ضد التاجر الذي صدرت منو أيا كان الخصم الذي
يتمسك بيا سواء كان تاج ار أم غير تاجر ،وسواء أكان المدين تاج ار أم مدنيا وال يشترط أن
تكون الدفاتر منتظمة.
وتفسر حجية الدفاتر التجارية عمى صاحبيا بأن البيانات الواردة فييا تعتبر بمثابة اقرار
كتابي صادر من التاجر شخصيا ،ونتيجة لذلك يجب تطبيق قاعدة عدم جواز تجزئة االقرار
متى كانت الدفاتر منتظمة ،فعمى التاجر الخصم أن يأخذىا كاممة أو يرفضيا كمية.
52
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
وىذا ما أكدتو المادة 331فقرة 10من القانون المدني السالف الذكر ،فقوة الدفاتر التجارية
في اإلثبات ليست مطمقة ،بل تترك لتقدير القاضي إما أن يأخذ بيا أو يتركيا جانبا،1
وباعتبار أن الدفتر حجة عمى التاجر فإنو يمكن لممحكمة أن تأخذ بو ،كما يجوز ليا أن
تطرحو وفقا القتناع بقوة الدليل ،واذا رأى القاضي بالدليل المستخمص من الدفتر ،فمصاحب
الدفتر ولو كان دفتره منتظما أن يثبت عكس ما ورد فيو ،وذلك بجميع طرق اإلثبات حتى
2
بالشيود أو بالقرائن.
ففي ىذه الحالة فال يجوز لمن يريد استخالص دليل لنفسو وأن يجزئ ما ورد فييا واستبعاد
ما ىو مناقض لدعواه ،فمو دون ذلك التاجر في اليومية مثال أنو باع بضاعة إلى شخص ما
وأنو لم يستوف الثمن ،فال يجوز لممشتري أن يطالب التاجر بالبضاعة ويعتمد عمى دفاتر
ىذا التاجر في اثبات البيع ثم يدعي أنو قد دفع الثمن ،بل أنو بالخيار بين أن يتمسك بما
3
ورد في الدفاتر كامال أو أن يطرحو كامال ويقدم دليال آخر.
واذا كانت الدفاتر التجارية غير منتظمة ،جاز لمقاضي أن يقدر مضمونيا دون أن يتقيد في
ذلك بقاعدة عدم جواز تجزئة االقرار حسب نص المادة 331من ق ت ج.
ومثال ذلك أيضا ،إذا قيد التاجر بدفتره أنو قد باع سمعة ما ألحد عمالئو بثمن مؤجل يدفع
بعد فترة معينة ،فميس ليذا العميل مطالبة التاجر بتسميم السمعة لو استنادا إلى ما ورد بالدفتر
من ثبوت البيع ،ثم يدعو دون إثبات دفعو الثمن ،تاركا ما تضمنو ذات الدفتر من عدم دفع
4
الثمن ،بل لو الخيار أن يتمسك بما ورد بالدفتر كمو أو أن يطرحو ويقدم دليال آخر لدعواه.
محمد صبري السعدي ،الواضح في شرح القانون المدني اإلثبات في المواد المدنية والتجارية ،دار اليدى لمنشر 2
53
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
وفي كل األحوال فإنو من جية ،يمكن لمتاجر إثبات عكس ما ورد في دفاتره من
بيانات ،كأن يثبت أن ىذه البيانات قد قيدت عمى سبيل الخطأ أو قبل اإلبرام النيائي لمعممية
موضوع النزاع ،ولو في ذلك أن يمجأ إلى كافة طرق اإلثبات.
ومن جية أخرى ،في حالة عدم نجاح التاجر في ىذا اإلثبات ،فإن االستدالل بالبيانات
المدونة في دفاتره ليس حقا مقر ار لخصمو ،فيذه البيانات رغم كونيا بمثابة اقرار صادر من
التاجر صاحب الدفتر يمكن االحتجاج بيا عميو ال تعد حجة قاطعة عميو .إذ ىي ال تعدو
أن تكون إق ار ار غير قضائي تخضع مدى حجيتو وقوة داللتو لتقدير القاضي فمو اعتبارىا
دليال كامال في اإلثبات ضد مصمحة التاجر صاحب الدفاتر التجارية المدونة فيو ،أو أن ال
1
يأخذ بيا أصال.
جعل المشرع من الدفاتر التجارية حجة معينة في اإلثبات وخرج فييا عمى حكم القواعد
العامة التي ال تمزم الشخص بتقديم دليل ضد نفسو ،كما ال يجيز لمشخص أن يصطنع دليال
لنفسو ضد الغير .وىنا يجب معرفة حجية دفاتر التاجر في اإلثبات ضد غير التاجر ،وىذا
ما سيتم توضيحو من خالل ما يمي:
1محمد فريد العريني ،محمد السيد الفقي ،القانون التجاري األعمال التجارية -التجار -الشركات التجاري ،مرجع سبق
ذكره ،ص .011
54
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
ىنا يجوز اإلثبات ضد كل تاجر بمقتضى دفاتره التجارية الخاصة ،وقد نصت المادة
13من القانون التجاري السالفة الذكر ،أنو يحق لمتاجر أن يقدم دفاتره التجارية كدليل في
مصمحتو ،فإذا كان الخصم ت اج ار فيجوز لمقضاة إذا كانت الدفاتر التجارية مستوفية لمشروط
1
المقررة قانونا أن يأخذ بما ورد فييا لصالح التاجر ضد أحد خصومو من التجار.
والقاعدة العامة أنو يجب قبول دفاتر التجار كدليل إثبات لمصمحة التاجر في مواجية تاجر
آخر بمناسبة أعمال تجارية بشرط أن تكون ىذه الدفاتر منتظمة حسب األصول.
يتضح من ىذا أن المشرع يتطمب توافر شروط معينة إلمكانية إثبات التاجر لدعواه ،كما
يتضح أن قبول الدفاتر التجارية كدليل إثبات أمر جوازي لمقضاء بالرغم من توافر تمك
الشروط ،2ويظير ذلك فيما يمي:
-أن يكون النزاع بين تاجرين أي الطرف الخصم تاجرا .وىو األمر الذي عمى أساسو
يجب أن يكون النزاع واقعا بين تاجرين ،يترتب عمى ذلك أنو يجوز لمطرفين إبراز
دفاترىما التجارية أمام المحاكم ،ومن ثم فإن التاجر الذي يقيد في دفاتره عممية شراء
البضائع أو استالميا والذي ينكر في نفس الوقت ىذه الوقائع ،يجوز لمطرف الخصم
استعمال دفاتر التاجر االجبارية كانت أو اختيارية إلثبات ىذه العمميات .3فالقاضي
يمكنو استخالص الحقائق بالمقارنة بين دفاتر كل من الخصمين ،مع اإلشارة في أن
ذلك ال يمنع في أن يستند إلى ما جاء في الدفاتر التجارية بوصفيا قرائن تكمميا أدلة
ومستندات أخرى ،ولو أن يبقي عمى دفاتر كل من الخصمين اللتقاء المرجح بينيما
ىاني محمد دويدار ،مبادئ القانون التجاري دراسة في قانون المشروع الرأسمالي ،المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر 2
55
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
في حالة المطابقة والزام المدعى عمى تقديم أدلة أخرى عمى صحة دعواه ،1فالقاضي
في حالة مسك التجار لمدفاتر التجارية يسيل عميو التحقق من البيانات عن طريق
مقارنة دفاتر كل من الخصمين ،فال صعوبة إذا تطابقت بيناتيا أما إذا اختمفت
الدفاتر جاز لمقاضي ترجيح دفاتر أحدىما إذا كانت منتظمة عمى دفاتر الطرف
اآلخر غير المنتظمة ،2ففي ىذه الحالة عندما يكون أطراف النزاع التجار وىذا ما
يمنح لمدفتر قوة قانونية عند المقارنة بين الدفترين .ولمعمل بيذا النص يجب أن يقع
النزاع بين تاجرين فإذا وقع بين تاجر وشخص غير تاجر فال يجوز العمل بيذه
التيسير عمى القاعدة .3والحكمة من وراء اشتراط أن يكون النزاع بين تاجرين ىي
القاضي لموصول لمحقيقة عن طريق مضاىاة دفاتر التاجرين بعضيا بالبعض اآلخر.
فأمر طبيعي أنو ال يمكن لمتاجر أن يستند إلى البيانات الواردة في دفاتره ،ولو كانت
منتظمة في اإلثبات لمصمحتو ضد تاجر آخر ال يمتزم بمسك الدفاتر ،كما ىو الحال
بالنسبة لصغار التجار .فالقاضي لن يجد أمامو أية دفاتر لمتاجر الخصم يمكن
مضاىاتو بدفاتر التاجر المدعى ،غير أنو يجوز لمقاضي في ىذه الحالة أن يعتد
بدفاتر التاجر المدعى كقرينة عمى صحة ما يدعيو ،وان كانت ىذه القرينة ال ترقى
4
ألن تكون دليال كامال لإلثبات.
-أن يكون النزاع متعمقا بعمل تجاري بالنسبة لكل من الخصمين ،يجب حتى يتمكن
التاجر من االستناد إلى دفاتره التجارية في اإلثبات لمصمحتو ضد خصمو التاجر وأن
يكون موضوع النزاع القائم بينيما متعمقا بعمل تجاري بالنسبة لكمييما .5ومثال عمى
سيد خمف ،المجموعة القانونية اإليجار وبيع المحل التجاري ،دار الكتاب لمنشر الذىبي الحديث لمطباعة ،مصر ،بدون 1
محمد فريد العريني ،محمد السيد الفقي ،مرجع سبق ذكره ،ص .010 4
56
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
ذلك إذا باع التاجر بضاعة إلى تاجر آخر ألجل بيعيا مرة أخرى لتحقيق الربح ،أما
في حالة ما إذا اشترى تاجر بضاعة من تاجر آخر الستعمالو الخاص فال يجوز
االحتجاج عميو بالدفاتر التجارية ألنيا عمل مدني ،1أما إذا كان العمل مدنيا بالنسبة
لمتاجر المدعي عميو ،فال يجوز االحتجاج عميو بالدفاتر التجارية ،والعمة في ذلك أن
المصروفات والمسحوبات الشخصية التي ينفقيا التاجر تقيد إجماال في دفاتره مما
تتعذر معو مضاىاة دفاتر كل من الخصمين 2.فالفقو يجمع عمى أنو يشترط أن تكون
المعاممة تجارية لمطرفين ،والعمة في ذلك أن المشرع لم يمزم التاجر بتدوين نفقاتو
الشخصية ونفق ات أسرتو إال برقم إجمالي فقط ،وىذا يحول دون امكانية المقارنة بين
البيانات الواردة في الطرفين نتيجة لعدم وجود قيود تفصيمية لممعاممة محل النزاع في
3
دفتر التاجر الذي يعتبر العمل بالنسبة لو مدنيا.
القاعدة العامة أنو ال يجوز لمشخص تاج ار كان أو غير تاجر أن يصطنع دليال لنفسو،
في ىذه الحالة فدفاتر التاجر ال تصمح حجة عمى خصمو غير التاجر لعدم مسك دفاتر من
قبل الخصم ،غير التاجر ،إال أنو يجوز لمقاضي االستعانة بدفاتر التاجر الستخراج قرائن
يستند إلييا في حكم الدعوى ،ويجوز لمقاضي أن يكممو بتوجيو اليمين المتممة إلى أي من
4
الطرفين ،وذلك فيما يجوز إثباتو بالبينة.
فدعوى التاجر ضد غير التاجر أن دفاتره ال تكون حجة لو ،فقد أقرت ىذا المبدأ الفقرة 11
من المادة 331من القانون المدني التي تنص( :دفاتر التجار ال تكون حجة عمى غير
التجار) ،إال أن ىذه الفقرة بعد أن نصت عمى ىذه القاعدة أضافت( :غير أن ىذه الدفاتر
أحمد زيادات ،ابراىيم العموش ،مرجع سبق ذكره ،ص .93 3
57
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
عندما تتضمن بيانات تتعمق بتوريدات قام بيا التجار يجوز لمقاضي توجيو اليمين المتممة
إلى أحد الطرفين في ما يكون إثباتو بالبينة).
يستخمص مما سبق أن الدفاتر التجارية وان لم تكن عمى غير التجار إال أنو يجوز االحتجاج
استثناء با لدفاتر التجارية عمى غير التجار لما قد تقتضيو ضروريات األعمال في الحياة
التجارية 1فينا وجب أن تتوفر الشروط التالية:
-أن يتعمق موضوع النزاع ألشياء وردىا التاجر المدعى صاحب الدفاتر التجارية
لخصمو غير التاجر ،كما لو ورد صاحب أحد المحالت التجارية لعمالئو سمعا أو
2
موادا غذائية أو غير ذلك.
-فيجب أن ال تزيد قيمة االلتزام 111111دج مائة ألف دينار جزائري ألن اإلثبات
بالشيود في مواجية غير التاجر ال يجوز إال فيما ال يتجاوز قيمتو ىذا المبمغ ،وذلك
طبقا لممادة * 333من القانون المدني ولذلك يشترط لمقاضي اليمين المتممة ما يمي:
أي أن تكون الدفاتر منظمة ألن الدفاتر غير المنظمة ال تصمح دليال ناقصا لمصمحة
التاجر ضد التجار ،فيي ال تكون حجة ضد غير التجار.
-وكذلك يشترط أن يكون من االلتزام سمعة من السمع التي وردىا التاجر لغير التجار
كالمالبس ،واذا ما توفرت ىذه الشروط جاز لمقاضي أن يأخذ بالدفاتر كدليل ناقص
يكممو بتوجيو اليمين المتممة ،أو أن يرفض الدفاتر ويطمب من التاجر تقديم دليل
1عزت عبد القادر ،القانون التجاري -عمميات البنوك -البيانات والعالمات التجارية -الدفاتر التجارية -بيع وايجار
المحال التجارية ورهنها -السجل التجاري ،بدون د ،بدون ت ،بدون ط ،ص .109
محمد السيد الفقي ،القانون التجاري ( األعمال التجارية -التجار -األموال التجاري ) ،مرجع سبق ذكره ،ص .039 2
*المادة 333من ق م :في غير المواد التجارية إذا كان التصرف القانوني يزيد قيمتو عمى ألف دينار جزائري أو كان غير
محدد القيمة فال يجوز البينة في إثبات وجوده أو انقضائو ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك ،ويقدر االلتزام باعتبار قيمتو
وقت صدور التصرف القانوني ويجوز اإلثبات بالشيود في كل طمب ال تزيد قيمتو عن 111111دج ولو كانت ىذه
الطمبات في مجموعيا تزيد عمى ىذه القيمة ،ولو كان منشؤىا عالقات بين الخصوم أنفسيم أو تصرفات قانونية من طبيعة
واحدة ،وكذلك الحكم في كل وفاء ال تزيد قيمتو عمى إذا كانت زيادة االلتزام عمى 1111دج.
58
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
آخر 1.ومتى قرر القاضي قبول الدفاتر لإلثبات تعين عميو تكممتو بتوجيو اليمين وىو
أمر جوازي لمقاضي ،فمو كامل الحرية في تعيين من توجو إليو ىذه اليمين من
الطرفين 2وذلك طبقا المادة 14من القانون التجاري الجزائري التي تنص( :إذا رفض
الطرف الذي يعرض عميو اإلثبات بالدفاتر ،تقديم ىذه األخيرة ،جاز لمقاضي توجيو
اليمين إلى الطرف اآلخر فالقاضي يمكن لو أن يسمح لغير التاجر بتقديم الدليل ما
يكتفي معو توجيو اليمين إلى غير التجار ،3فحجية الدفاتر التجارية موكمة إلى تقدير
القاضي ولو مطمق الحرية في اقرارىا أو رفضيا وفقا لما يتبين من عناصر الدعوى،
ومتى قرر القاضي قبول الدفاتر في اإلثبات ألنيا ال تعتبر دليال كامال بل مجرد
عنصر من عناصر اإلثبات ،يتعين عمى القاضي أن يستكمل داللتيا بتوجيو اليمين،
فمو مطمق الحرية لتعيين ما يشاء من الطرفين وىو يراعي في ذلك من كان أجدر
بالثقة واالطمئنان إليو ،4فالقانون ال يسمح لمن يريد استخالص دليال لنفسو أن يجزئ
ما ورد في الدفاتر التجارية المنتظمة باستبعاد القيود التي تتناقض والتصريحات التي
5
أدلى بيا في دفاعو.
مصطفى كمال طو ،وائل أنور بندق ،أصول القانون التجاري ( األعمال التجارية -التجار -شركة التضامن -التوصية 3
البسيطة -المحاصة -المساهمة -التوصية باألسهم ) ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية ،0119 ،ص .191
4أحمد زيادات ،ابراهيم العموش ،مرجع سبق ذكره ،ص .90
فرحة زراوي صالح ،مرجع سبق ذكره ،ص .018 5
59
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
الدفاتر التجارية غير المنتظمة ال تكون حجة أمام القضاء ،عمى أن القضاء يبدي
تساىال في ىذا الصدد تطبيقا لمبدأ حرية اإلثبات في المواد التجارية ،فيجوز لمقاضي أن
يستأنس بالدفاتر غير المنتظمة ويستنبط منيا قرائن تكمل عناصر اإلثبات األخرى في
1
الدعوى.
ال تكون الدفاتر التجارية حجة أمام المحاكم إذا لم تكن مستوفية لإلجراءات السالف ذكرىا،
أي ما لم تكن منتظمة ،ويفيم ىذا من نص المادة 13من ق ت ج ،والمشرع عمى حق في
عدم اعطاء الدفاتر غير المنتظمة أىمية في اإلثبات أمام المحاكم ،وذلك لحث التجار عمى
االىتمام بتنظيميا حتى تكون ليا حجية أمام المحاكم ،كما أن القضاء كثي ار ما ييمل الدفاتر
غير المنتظمة في اإلثبات ،عمى أن األخذ بيذا التفسير عمى اطالقو يتنافى مع مقتضيات
الواقع ويجعل القاضي مقيدا بعدم األخذ بالدفاتر التجارية غير المنتظمة كدليل في اإلثبات
حتى في الحاالت التي قد يقتنع فييا بصحة ما جاء بيا أو فائدتيا في النزاع المعروض،
والواقع أنو يمكن استخدام الدفاتر التجارية غير المنتظمة في اإلثبات أمام القاضي ضد
التاجر الذي يمسكيا ،فخصم التاجر يستطيع االستناد إلى دفاتر التاجر ولو كانت غير
منتظمة ،ذلك أن الدفاتر التجارية المنتظمة تصمح دليال ضد صاحبيا عمى عكس الدفاتر
غير المنتظمة التي ال تصمح كدليل ضد التاجر وفقا لمتفسير الحرفي لنصوص القانون ،مما
قد يترتب عميو تعمد التاجر اىمال تنظيم دفاتره ،يؤدي إلى إفادة التاجر من تقصيره ىذا من
جية ،ومن جية أخرى قد يستخدم التاجر دفاتره غير المنتظمة كدليل لصالحو ،كما ىو
الحال في المنازعات بين التجار ،حيث يتمتع القاضي بمطمق الحرية في قبول أي دليل حتى
مصطفى كمال طو ،وائل أنور بندق ،مرجع سبق ذكره ،ص .190 1
60
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
ولو كانت دفاتره غير منتظمة كقرينة بسيطة تقبل إثبات العكس أو تؤيدىا أدلة أخرى ،واذا
1
عرض القاضي دفاتر أخرى أكثر نظاما من األولى فعمى القاضي تفضيل ىذه األخيرة.
فقد اتجو القضاء المصري في ىذا المجال إلى اعتبار أن الدفاتر التجارية المنتظمة ىي
وحدىا التي يجوز التمسك بيا كدليل لإلثبات أمام القضاء.
إال أن ىذا الحكم تم انتقاده ،رغم أنو يتماشى مع التفسير الحرفي لمنصوص ،كما أنو ال
يساير الضروريات العممية و ال يستقيم مع المنطق ،كما أنو يتسم بالجمود ويتعارض مع
مرونة قواعد اإلثبا ت لممسائل التجارية ،فاألصل ىو حرية اإلثبات في المعامالت التجارية
ويترتب عمى ذلك جواز اإلثبات بالبينة والقرائن ،ومنو لمقاضي أن يقبل الدفاتر التجارية غير
2
المنتظمة وأن يستنبط منيا قرائن متى عززتيا أدلة أخرى مقدمة في الدعوى.
وما يمكن استخالصو أن مسألة انتظام الدفاتر مسألة موضوعية تخضع إلى تقدير
قاضي الموضوع ،فيمكن أن يقبل الدفتر أو يرفضو أي عدم األخذ بو .3وفي حالة أخرى فقد
اعتبر القضاء الفرنسي أنو يجوز لمتاجر ،بناء عمى مبدأ حرية اإلثبات في الميدان التجاري،
تقديم دفاتره غير المنتظمة أمام المحكمة ألنيا قرينة متعمقة بعمل االنسان بالرغم من أنو
ليس ليذه الدفاتر قوة اإلثبات أمام المحكمة لصالح التاجر الذي يمسكيا.
كما يالحظ أن المشرع المبناني وضع الدفاتر االختيارية في مرتبة الدفاتر االجبارية غير
المنتظمة من حيث قوتيا في اإلثبات ،ويجوز لمقاضي أن يأخذ منيا قرائن تعزز عناصر
4
اإلثبات األخرى الواردة في الدعوى.
فرحة زراوي صالح ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .013 ،010 4
61
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
يترتب عمى ذلك أنو يجوز لمطرف الخصم – إعماال بمبدأ حرية اإلثبات -إثبات
عمميات التاجر بمقتضى دفاتره بالرغم من أنيا غير منتظمة ،ولكن من حقو إثبات العكس
باستعمال كافة وسائل اإلثبات ألن الدفاتر التجارية ليست سجالت رسمية وليس التاجر
موظفا قضائيا ،وليذه األسباب ال تعتبر البيانات الموجودة في الدفاتر التجارية إال قرينة
1
قانونية بسيطة.
في األخير يجب اإلشارة أن الدفاتر التجارية االختيارية ليا حجية في اإلثبات ،ويظير
ذلك من خالل ما سبق ذكره أن التاجر ممزم بمسك دفاتر تجارية معينة –اليومية ،والجرد.-
فقد تركت لو الحرية من جانب آخر في أن يمسك ما يشاء من الدفاتر االختيارية األخرى
التي يراىا ضرورية بالنسبة لتجارتو ،لكن حرية اختيار التاجر لمسكو دفاتر تجارية ال تعفيو
من االنتظام والدقة في حالة مسكيا ألنو قد قيد فييا حقوقا لمغير ،وأنو سيعود إلييا عندما
تستدعي الضرورة ذلك ،إال أن القانون التجاري الجزائري لم يشر صراحة أو ضمنيا إلى مدى
حجية الدفاتر التجارية االختيارية في اإلثبات .غير أن الفقو والقضاء ،خاصة في مصر،
اعتبرت ىذه الدفاتر قرينة قضائية تستأنس بيا المحكمة في اإلثبات وعمى ذلك يجوز
لممحكمة أن تستنتج من ىذه الدفاتر التجارية قرائن عمى وقائع معينة إذا اقتنعت بصحة ما
دون فييا.
وقد حكمت محكمة النقض الفرنسية في حكم ليا أن الدفاتر التجارية التي جرت العادة عمى
مسكيا في بورصة التجارة ،ولو أن القانون لم ينص عمييا ،يجوز أن يستنتج منيا قرائن
واقعية إذا كانت خالية من الفراغ والتحشية ،والقرائن المستخمصة من ىذه الدفاتر في حالة
االحتجاج بيا لصالح صاحبيا مقصورة كما ىو الحال بالنسبة لمدفاتر االلزامية عمى التجار
وفي تصرفاتيم التجارية فقط ،ولذلك فتتجرد ىذه الدفاتر من حجيتيا متى كان النزاع بين
تاجر وغير تاجر ،أو كان النزاع مدنيا ولو بين تاجرين ،غير أن لخصم التاجر أن يستند
62
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
عمى دفاتر التاجر سواء كان النزاع مدنيا أو تجاريا ألن قوة الدليل في دفاتر التاجر مستمدة
1
من اق ارره بيا.
63
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
قام المشرع بتنظيم الدفاتر التجارية تنظيما محكما ودقيقا ،فعند االخالل بيذه االلتزامات
يترتب عنو عدة جزاءات.
لمتطرق إلى ىذا الموضوع تم تقسيم ىذا المبحث إلى مطمبين:
المطمب األول :الجزاءات المدنية
المطمب الثاني :الجزاءات الجنائية
إذا لم يمسك التاجر دفاتر تجارية منتظمة فال يعتد بيا في اإلثبات لمصمحة التاجر في
حالة وقوع نزاع بينو وبين تاجر آخر بشأن أعمال تجارية بينيما ،1فالتاجر الذي يمسك دفاتره
بطريقة غير منتظمة ،ويتوقف عن دفع ديونو ،ال يستفيد من األحكام المتعمقة بالتسوية
القضائية ،بل يمزم القاضي بشير افالسو فال يستفيد من الصمح الواقي حسب نص المادة
009فقرة 11من ق ت ج التي تنص( :يقضي بالتسوية القضائية إن كان المدين قد قام
بااللتزامات المنصوص عمييا في المواد 010و 019و 019و 014المتقدمة.)...
والعبرة في ذلك عدم منح التاجر إمكانية تسوية وضعيتو المادية والمالية لكونو خالف القانون
ونظ ار لمخالفة االلتزام القانوني ال يمكن أن يستفيد ىذا التاجر من أحكام أقرىا المشرع في
مصمحة التاجر حسن النية ،ومن ثم يتعين اشيار افالسو إن كان قد اختمس حساباتو أو بذر
أو أخفى بعض أصولو .2فيجوز لممحكمة أن تأخذ بالدفاتر التجارية باعتبارىا مجرد قرائن
وعناصر في اإلثبات وليس كأدلة كاممة ،كما تستطيع المحكمة رفض الدفاتر التجارية ولو
كانت منتظمة.
64
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
فالتاجر إذا لم يمسك دفاتر تجارية منتظمة فرضت عميو ضريبة األرباح التجارية حسب
1
تقدير مصمحة الضرائب أي جزافا ،وغالبا ما يترتب عمى ذلك من اجحاف بو.
تنص المادة 18من القانون التجاري الجزائري( :إن الدفاتر التي يمتزم األفراد بمسكيا والتي
ال تراعى فييا األوضاع المقررة أعاله ال يمكن تقديميا لمقضاء وال يكون ليا قوة اإلثبات
أمامو لصالح من يمسكونيا ،وذلك مع عدم المساس بما ورد في النص بشأنو في كتاب
االفالس والتفميس) .ولكن بما أن القانون التجاري يرتكز عمى مبدأ حرية اإلثبات يجوز
لمقاضي قبول ىذه الدفاتر كقرينة.
وعالوة عمى ىذه المسؤولية العامة فإنو يجوز اخضاع التاجر لمسؤولية خاصة نص المشرع
عمييا في المادة 30من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثمة ،وىكذا يتعرض التاجر
لغرامة مالية قدرىا 01دج ما لم يقدم في اآلجال المحددة ،كدعم لتصريحو ،الوثائق
والمعمومات التي يجب أن يقدميا ،وىذه الغرامة تضاعف بعدد الوثائق التي ال تقدم أو لم
تصل إلى اإلدارة في حينيا.
وفي حالة إذا لم تقدم الوثائق في أجل ثالثين ( )31يوما ،ابتداء من تاريخ اإلنذار الموجو
2
لممعني باألمر ،....تفرض الضريبة تمقائيا ويضاعف مبمغ الرسوم بقدر .%00
لم يفرض المشرع عقوبة عمى عدم مسك الدفاتر التجارية أو مسكيا بطريقة غير
منتظمة إال في حالة افالس التاجر ،ذلك من خالل ما لمدفاتر التجارية من أىمية في التعرف
عمى مركزه المالي ،فإذا توقف التاجر عن دفع ديونو وتبين أنو لم يمسك دفاتره التجارية أو
كانت غير منتظمة ،اعتبر مرتكبا بجريمة االفالس بالتقصير ،فتطبق عميو العقوبات
المنصوص عمييا في المادة 343من ق ع ،وجريمة االفالس بالتقصير نصت عمييا المادة
فرحة زراوي صالح ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .809 ،800 2
65
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
391ق ت وفي حالة افالس التاجر إذا لم تكن قد أمسك أية حسابات مطابقة لعرف المينة
نظ ار ألىمية تجارتو.
وقد نصت المادة 391فقرة 10من نفس القانون عمى( :اعتبار التاجر مفمسا بالتقصير في
حالة توقفو عن الدفع ،وكانت حساباتو ناقصة أو غير ممسوكة بانتظام).
طبقا لممادة 398ق ت ج التي تنص ( :يعد مرتكبا بالتدليس كل تاجر في حالة توقف عن
الدفع يكون قد أخفى حساباتو أو بدد أو اختمس كل أو بعض أصولو أو يكون بطريقة تدليس
قد أقر بمديونيتو بمبالغ ليست في ذمتو سواء كان ىذا في محرراتو بأوراق رسمية أو تعيدات
عرفية أو في ميزانيتو).
أما المادة 394من ق ت ج فقد تعرضت لمشركة التي توقفت عن الدفع وطبقت عقوبة
االفالس بالتقصير عمى القائمين باإلدارة والمديرين والمصفين لمشركة أو بوجو عام كل
المفوضين من قبل الشركة والذين أمسكوا بسوء نية أو أمروا بإمساك حسابات الشركة بغير
انتظام.
وزيادة عمى ذلك يعاقب التاجر المرتكب لجريمة اإلفالس بالتدليس بالعقوبات المنصوص
عمييا في المادة 343من ق ع ،وتنص ىذه المادة عمى ما يمي:
( كل من تثبت مسؤوليتو الرتكابو جريمة التفميس ،المنصوص عمييا في القانون التجاري
يعاقب:
عن التفميس بالتقصير بالحبس" من شيرين إلى سنتين" و"بغرامة 00111دج إلى
011111دج".
عن التفميس بالتدليس بالحبس "من 11سنة إلى 10خمس سنوات" و" بغرامة من
111111دج إلى 011111دج".
66
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
ويجوز عالوة عمى ذلك أن يقضي عمى المفمس بالتدليس بالحرمان أو أكثر من الحقوق
الواردة في المادة 10مكرر 11من القانون التجاري لمدة سنة عمى األقل وخمس سنوات
عمى األكثر).
وفي حالة أخرى فإنو يجوز اتيام التاجر بتزوير خطي ،ويتضح من نص المادة 010
من قانون العقوبات ما يمي( :كل من ارتكب تزوي ار بإحدى الطرق المنصوص عمييا في
المادة 019في المحررات التجارية أو المصرفية أو شرع في ذلك يعاقب بالحبس من سنة
إلى خمس سنوات وبغرامة من 011دج أو 01111دج ويجوز عالوة عمى ذلك أن يحكم
عمى الجاني بالحرمان من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة 18وبالمنع من اإلقامة
من سنة إلى خمس سنوات عمى األكثر).
والى جانب ىذا ال يجب نسيان أن األمر رقم 19-00المؤرخ في 00يناير 1000المتعمق
بالمنافسة ينص في مادتو 99عمى أنو "تعتبر ممارسات تجارية تدليسية ،تحرير فواتير
مزورة ،وكل المناورات األخرى التي ترمي إلى إخفاء الشروط الحقيقية لمعمميات التجارية
والسيما اتالف الوثائق التجارية الضرورية واخفائيا وتزويرىا.
وتبعا ليذا تعاقب ىذه المناورات التدليسية بغرامة من عشرة آالف 11111دينار إلى مميون
1111111دينار وبالحبس من سنة واحدة إلى 10سنوات أو بإحدى ىاتين العقوبتين.
من خالل ىذه المواد يتضح مدى أىمية إمساك الدفاتر التجارية في الحياة التجارية،
وامساكيا بانتظام واال تزعزعت الثقة في شخص التاجر وفي مركزه المالي ،مما يعرضو إلى
جزاءات قانونية مختمفة ،لذلك يجب عمى التاجر التقيد بالنصوص القانونية التي تنظم ىذه
الدفاتر التجارية بصفة دقيقة ومنتظمة لتفادي الوقوع في األخطاء والنزاعات.
باإلضافة إلى ذلك فيجوز إلى إدارة الضرائب طمب الحكم عمى التاجر بالحبس أو بغرامة
مالية إذا قام بمسك الدفاتر التجارية اإلجبارية بطريقة غير منتظمة بيدف الغش ،ولقد نص
المشرع في المادة 03من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثمة( :يجب عمى المصرح
67
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
أن يقدم عند الطمب من المفتش جميع الوسائل الحسابية ونسخ الرسائل ووثائق اإليرادات
والنفقات بحيث يمكن إثبات صحة النتائج المبينة في تصريحو).
ليذا فإن التاجر الذي ال يمكن لو تقديم نسخ الفواتير إلدارة الضرائب أو الذي ال يمكن أن
يقدميا باإلشارات المطموبة يتعرض لغرامة جبائية ،كما يمتزم التاجر في مجال التحقيقات
1
االقتصادية بوجو عما بتقديم وثائقو التجارية إلى عون الدولة القائم بالمراقبة.
ويحق ليذا األخير القيام بفحص جميع المستندات التجارية والمالية والمحاسبية دون أن
يتمسك التاجر بحجة السر الميني ،كما يجوز لمموظف المكمف بالتحقيقات الدخول إلى
المحالت التجارية والممحقات وأماكن الشحن والتخزين ،وبصفة عامة أي مكان باستثناء
المحالت السكنية.
68
األساس القانوني لمدفاتر وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل بمسكها الفصل الثالث
خالصة الفصل:
69
الخاتمة
الخاتمة:
تعتبر الدفاتر التجارية وسيمة ىامة لتطور الحياة العممية لمتاجر ،فيي تمثل األداة األولى
التي يجب أن يعتمد عمييا التاجر في مجمل نشاطاتو التجارية ،فيي المرآة العاكسة لو وألعمالو
ونظ ار لألىمية التي تعود عمييا لمتاجر إذا كانت منتظمة ،فيي تبين المركز المالي لو وحالة
تجارتو وما لو وما عميو وكذلك ما حققو من ربح أو ما أصابو من خسارة ،وبذلك يوجو
بمقتضاىا نشاطو التجاري.
نظ ار لمتطور الحاصل في العصر الحديث فالدفاتر التجارية تقدم العون لمتاجر ،ولكون الواقع
العممي يمتاز بالتشابك وبالتعقيد وباعتبار القانون التجاري أساس مقوماتو السرعة واالئتمان،
وىذا ما أدى بالتاجر إلى مسك الدفاتر التجارية المالئمة لظروف تجارتو.
أما في حالة مخالفة وعدم مسك ىذه الدفاتر ال يمكنو الوصول إلى المبتغى واليدف الذي يريد
تحقيقو.
ومن خالل دراستنا ليذا الموضوع وبغية اإلحاطة باإلشكالية التي يدور حوليا ،حاولنا إبراز
أىم الجوانب العامة المتعمقة بالدفاتر التجارية من خالل تخصيص ثالث فصول تتناول الجانب
النظري انطالقا من الفرضية الرئيسية واألساليب والمنيج المستخدم المشار إليو في المقدمة.
انطالقا مما سبق وبعد معالجتنا وتحميمنا لمختمف جوانب الموضوع في فصولو الثالثة
توصمنا إلى مختمف النتائج ىي:
-تطورت الدفاتر التجارية عبر عدة عصور وذلك لممحافظة عمى مصالح التاجر الذاتية،
ومن ناحية أخرى تحقيق المصمحة العامة لمغير ،باإلضافة إلى الدولة باعتبارىا مسير
ليذه النشاطات.
71
الخاتمة
-تعتبر الدفاتر التجارية سجالت يقيد فييا التاجر مصروفاتو ،ولذلك فقد نظميا المشرع
في نصوص قانونية وىذا ما أدى إلى تنوعيا عبر الزمن ،وىناك دفاتر تجارية اجبارية
واختيارية.
-يجب عمى التاجر مسك دفاتر تجارية وااللتزام باالحتفاظ بيا وفقا لمشروط الشكمية
والموضوعية المحددة وفقا لمقانون ،فبياناتيا يجب أن تكون سميمة خالية من أي خمل.
-يجب عمى التاجر في حالة نزاع تقديم دفاتره لممحكمة ذلك بأمر منيا أو طمب من طرف
الخصم ،في حالة االمتناع من تقديميا يمكن لممحكمة الزامو بتقديميا ،فتكون دفاتره
حجة لمصمحتو ويكون في حالتين :في حالة النزاع بين تاجرين ،وفي حالة بين تاجر
وغير تاجر .وكذلك تكون حجة ضده.
-عند الخروج عن قاعدة عدم مسك الدفاتر التجارية واألخذ بيا يترتب عمييا عدة جزاءات
حددىا المشرع سواء الجزاءات المدنية أو الجزاءات الجزائية.
ثانيا :التوصيات:
-إن مسك الدفاتر التجارية من طرف التجار بطريقة سميمة ودقيقة والمحافظة عمييا لمدة
معينة والتي تكون محددة من طرف المشرع.
-العمل عمى تطوير الدفاتر التجارية ومسايرة التطور الحاصل وبالتالي المجوء إلى
استخدام واستعمال الدفاتر التجارية االلكترونية لتسييل المعامالت التجارية التي تتطمب
السرعة واالئتمان.
-إبراز المكانة اليامة لمدفاتر التجارية في المعامالت التجارية وفائدتيا خاصة بالنسبة
لمتاجر في حد ذاتو وبين التجار معا وبالخصوص في حالة النزاعات الواردة بينيم.
72
الخاتمة
في األخير يمكن أن نقول بأن ىذا الموضوع يعتبر محاولة منا لتوضيح الدفاتر التجارية
وحجيتيا في اإلثبات ،ويمكن أن يتطور أكثر في مواضيع أخرى لذلك ارتئينا أن نطرح بعض
المواضيع التي يمكن أن تكمل ىذا الموضوع:
-واقع حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات ( دراسة حالة في الجزائر).
-حجية الدفاتر التجارية االلكترونية في اإلثبات.
-مقارنة بين حجية الدفاتر التجارية التقميدية والدفاتر التجارية االلكترونية.
73
قائمة المراج ع
قائمة المراجع:
أوال :الكتب:
75
قائمة المراج ع
عادل عمي مقدادي ،القانون التجاري وفقا ألحكام قانون التجارة العماني ،دار .12
الثقافة لمنشر والتوزيع ،عمان ،2117 ،ط ،11اإلصدار الثاني.
عبد الحميد الشواربي ،نظرية األعمال التجارية والتجار ،منشأة المعارف، .13
االسكندرية ،1999 ،بدون ط.
عبد القادر البقيرات ،محاضرات في مادة القانون التجاري الجزائري ،كمية .14
الحقوق ،الجزائر.
عزت عبد القادر ،القانون التجاري ،1997 ،بدون ط. .15
عزيز العكيمي ،الوسيط في شرح التشريعات التجارية ،دار الثقافة لمنشر .16
والتوزيع ،عمان ،2118 ،ط ،11اإلصدار األول.
عميان الشريف ،مصطفى حسين سممان ،رشاد العصار ،القانون التجاري .17
( مبادئ ومفاهيم ) ،دار المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة ،األردن ،2111 ،ط .11
عمورة عمار ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،دار المعرفة لمنشر .18
والتوزيع ،الجزائر ،2119 ،بدون ط.
فرحة زراوي صالح ،الكامل في القانون التجاري ،بدون د ،الجزائر،2113 ، .19
بدون ط.
فوزي محمد سامي بمراجعة وتعديل محمد فواز المطالقة ،شرح القانون التجاري، .21
دار الثقافة لمنشر والتوزيع ،األردن ،2119 ،ط ،13اإلصدار الثالث.
محمد السيد الفقي ،مبادئ القانون التجاري ،منشورات الحمبي الحقوقية ،لبنان، .21
،2112بدون ط.
محمد السيد الفقي ،القانون التجاري ،دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية،2118 ، .22
بدون ط.
محمد صبري السعدي ،الواضح في شرح القانون المدني اإلثبات في المواد .23
المدنية والتجارية ،دار الهدى لمطباعة والنشر ،الجزائر.2119 ،
76
قائمة المراج ع
محمد فريد العريني ،جالل وفاء محمدين ،القانون التجاري الجزء األول :األعمال .24
التجارية – التجار -المحل التجاري ،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية ،بدون ت،
بدون ط.
محمد فريد العريني ،محمد السيد الفقي ،القانون التجاري األعمال التجارية- .25
التجار -الشركات التجارية ،منشورات الحمبي الحقوقية ،االسكندرية ،بدون ط.
مصطفى كمال طه ،أساسيات القانون التجاري "دراسة مقارنة" ،منشورات .26
الحمبي الحقوقية ،االسكندرية.
مصطفى كمال طه ،وائل أنور بندق ،أصول القانون التجاري ،دار الفكر .27
الجامعي ،االسكندرية ،2116 ،بدون ط.
نادية فضيل ،القانون التجاري الجزائري األعمال التجارية -التاجر -المحل .28
التجاري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2116 ،ط .18
نسرين شريقي ،األعمال التجارية التاجر المحل التجاري ،دار بمقيس لمنشر، .29
الجزائر ،اكتوبر ،2113ط .11
هاني محمد دويدار ،مبادئ القانون التجاري دراسة في قانون المشروع .31
الرأسمالي ،المؤسسة الجامعية لمدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان ،1997 ،بدون ط.
ثانيا :المذكرات:
.1بشير طاهري ،الدفاتر التجارية أنواعها وحجيتها في اإلثبات ،مذكرة مكممة لنيل شهادة
الماجستير في القانون الخاص ،فرع العقود والمسؤولية ،كمية الحقوق والعموم التجارية،
جامعة الجزائر ،جوان .2111
77
قائمة المراج ع
78
الملخص:
تم في ىذه الدراسة بيان نشأة الدفاتر التجارية وتطورىا عبر العصور ،وىذا راجع إلى
القانون التجاري الذي ىو المنبع األصمي لظيور الدفاتر التجارية وازدىارىا لكونو يتميز بالثقة
واالئتمان وسرعة المعامالت.
وتعرف الدفاتر التجارية عمى أنيا سجالت يقيد فييا التاجر ما لو وما عميو من ديون ،يجب
عمى التاجر أن يمسك الدفاتر التجارية االجبارية كدفتر الجرد واليومية ،وأما االختيارية تعتبر
أمر غير الزامي لمتاجر.
كما تم التطرق إلى أىمية ىذه الدفاتر في الحياة العممية لمتاجر ،وذلك بالحفاظ عمى مركزه
المالي ،باإلضافة إ لى األشخاص الممزمون بمسك الدفاتر التجارية ومدة االحتفاظ بيذه الدفاتر،
التي ينبغي أن تكون منتظمة وفقا لعدة شروط سواء الشكمية أو الموضوعية.
وقد تناولنا حجية الدفاتر التجارية في اإلثبات ،وتم في ىذه الدراسة بيان ما إذا كان باإلمكان
االعتداد بالدفاتر التجارية التي يمزم التاجر بمسكيا لتكون حجة التاجر.
خالفا لقواعد اإلثبات العامة التي تمنع قيام الشخص من صنع دليل لنفسو ،كما تم بيان إمكانية
اعتماد ىذه الدفاتر كحجة ضد التاجر بمسكيا خالفا لقاعدة عدم الزام الخصم بتقديم أدلة
ضدىم.
وقد تناولنا في حالة عدم انتظام الدفاتر التجارية وعدم مراعاة النصوص القانونية التي تنظميا،
وفي حالة عدم مسك التاجر لمدفاتر التجارية ،حدد المشرع لذلك عدة جزاءات كانت مدنية أو
جزائية.
وقد تم تناول موضوع الدراسة :الدفاتر التجارية وحجيتيا في اإلثبات في الفصول الثالثة:
الفصل األول :ماىية الدفاتر التجارية.
الفصل الثاني :االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديميا لمقضاء.
الفصل الثالث :األساس القانوني لمدفاتر التجارية وحجيتيا وجزاءات االخالل بمسكيا.
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات:
شكر وتقدير...............................................................
تمهيد 10.........................................................................
الفصل الثاني :االلتزام القانوني بمسك الدفاتر التجارية وطرق تقديمها لمقضاء04...
تمهيد 05.........................................................................
الفصل الثالث :األساس القانوني لمدفاتر التجارية وحجيتها في اإلثبات وجزاءات االخالل
بمسكها24 .............................................................
الخاتمة51................................................... ....................
الممخص ......................................................................