You are on page 1of 86

‫جامعة العربي بن مهيدي– أم البواقي‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫تصفية الشركات التجارية‪ ،‬شركة التوصية البسيطة‬


‫(أنموذجا)‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص‪ - :‬قانون أعمال‪-‬‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫إيمان حيدوسي‬ ‫عفاف سوالمية‬

‫أعضاء اللجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫أستاذة محاضرة –ب‪ -‬جامعة العربي بن مهيدي‬ ‫األستاذة‪ :‬عائشة قصار الليل‬

‫مشرفا‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي‬ ‫أستاذة مساعدة –أ‪-‬‬ ‫األستاذة‪ :‬إيمان حيدوسي‬

‫مناقشا‬ ‫جامعة اعربي بن مهيدي‬ ‫أستاذة مساعدة –أ‪-‬‬ ‫األستاذة‪ :‬سناء مرامرية‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪7102 - 7102‬‬
‫البسملة‬

‫‌أ‬
‫الشكر والتقدير‬

‫أتقدم بخالص شكري هلل عز وجل على توفيقه إلتمام هذا العمل المتواضع‪.‬‬

‫يشرفني أن أتوجه بالشكر الجزيل والثناء الخالص والتقدير إلى األستاذة المحترمة‬

‫" حيدوسي إيمان" التي أشرفت على عملي هذا بتوجيهاتها القيمة ونصائحها الصائبة‪،‬‬

‫وأتمنى لها دوام الصحة والعافية وجزاك اهلل كل خير‪.‬‬

‫كما أتقدم أيضا بالشكر الجزيل لألساتذة األجالء أعضاء لجنة المناقشة لما سيبذلونه‬

‫من جهد في قراءة هذا البحث العلمي‪ ،‬ولما سيقدمونه من توجيهات وآراء تسهم في تقويم‬

‫ما يبدو فيه من عوج‪ ،‬ومعالجة ما به من قصور‪ ،‬فأقول لهم بارك اهلل فيكم وجزاكم اهلل‬

‫غني كل خير‪.‬‬

‫دون أن أنسى أن أتقدم بشكري الجزيل لكل من ساعدني من قريب أو بعيد في‬

‫إعداد هذا العمل ولو بكلمة طيبة‪.‬‬

‫إلى كل هؤالء أقول شك ار لكم ودمتم دح ار للعلم والعلماء‪.‬‬

‫‌ب‬
‫اإلهداء‬

‫الحمد هلل الذي أعاننا بالعلم وزيننا بالحلم وأكرمنا بالتقوى أتقدم بإهداء عملي‬

‫هذا المتواضع إلى‪:‬‬

‫من أوصانا بهما وقال‪ " :‬وبالوالدين إحسانا "‬

‫إلى من حملتني وهنا على وهن وأعطاني الحب والحنان وعلمتني‬

‫الصبر والعطاء والتسامح‪.‬‬

‫إلى أمي الغالية أطال اهلل في عمرها ومنحها الصحة والعافية‪.‬‬

‫إلى من كرس حياته ألجلي وشقي مقابل راحتي وعمل ألجلي سعادتي وكان‬

‫سندا لي في الحياة‬
‫وال زال ً‬

‫إلى أبي العزيز حفظه اهلل‪.‬‬

‫إلى أختاي الغاليتين حليمة‪ ،‬والمحببة جهينة‪.‬‬

‫إلى كل األقارب واألصدقاء ورفقاء الدراسة‪.‬‬

‫إلى كل من وسعتهم ذاكرتي ولم تسعهم مذكرتي‪.‬‬

‫‌ج‬

‫مقدمة‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫تعتبر الشركات التجارية من األنظمة االقتصادية الهامة والمؤثرة في اقتصاد المجتمع وذلك لكونها‬
‫تعتبر من بين أهم الدعائم والركائز األساسية لالستقرار االقتصادي للدول‪.‬‬

‫لذلك سارعت أشخاص المجتمع الدولي بتنظيمها وسن القوانين التي تسيرها حسب مقتضيات‬
‫ومتطلبات أنظمتها االقتصادية‪ ،‬وهو ما فعله المشرع الجزائري حيث سن النظام القانوني العام لها‪ ،‬ومكن‬
‫األفراد من االستثمار وتحقيق األرباح التي يعجز عن تحقيقها كل فرد لوحده فجاءت الشركة كنظام لتكتيل‬
‫جهود مجموعة من األفراد لتحقيق الهدف المنشود منها‪.‬‬

‫وهذا التكتيل للجهود واألموال يكون في عدة صور و أشكال والذي يمثل أنواع الشركات التجارية‬
‫كشركات األموال وشركات األشخاص ولكل نوع نظام قانوني يضبط تأسيسها وادارتها وحتى انقضائها الذي‬
‫يؤدي إلى تصفيتها‪.‬‬

‫فالتصفية إجراء وجوبي تمر به كافة الشركات التجارية‪ ،‬و من بينها شركة التوصية البسيطة التي‬
‫تتميز ببعض القواعد الخاصة ’ ومهما كان نوع الشركة فكلها تبقى لها الشخصية المعنوية طيلة فترة التصفية‬
‫وذلك لتنفيذ ما تبقى من التزاماتها‪ ،‬وبالتالي تسوية المراكز القانونية باستيفاء حقوقها ودفع ديون دائني الشركة‬
‫فإذا ما نتج بعد ذك من فائض يوزع بين الشركاء عن طريق القسمة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهمية موضوع البحث‬

‫تصفية الشركات التجارية بوجه عام وشركة التوصية البسيطة بوجه خاص تعتبر من أهم المواضيع‬
‫في مجال الشركات التي لم تحظى بالدراسة الكافية‪.‬‬

‫فتبرز أهمية هذه الدراسة من خالل إبراز إجراءات التصفية واآلثار المترتبة عنها والتي تلعب دو ار في‬
‫السلسلة االقتصادية‪ ،‬مما تتولد الحاجة لدراسة أحكام التصفية‪ ،‬ومحاولة إيجاد الحلول العملية لها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب اختيار موضوع البحث‬

‫هناك أسباب ذاتية و موضوعية دفعت إلى اختيار هذه الدراسة ونجملها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬األسباب الذاتية‪:‬‬

‫الرغبة الشخصية في التعرف على أحكام تصفية الشركات التجارية والتي تولدت خاصة من‬
‫اختصاصي البيداغوجي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫عدم تناول الموضوع بالبحث والدراسة المستقلة بتصفية شركة التوصية البسيطة من الدوافع الملحة‬
‫الختيار هذا الموضوع‪.‬‬

‫ب‪ -‬األسباب الموضوعية‪:‬‬

‫إن موضوع تصفية الشركات التجارية –تصفية شركة التوصية البسيطة‪ -‬له دور كبير‪ ،‬حيث يتعلق‬
‫بنظام اقتصادي كامل‪ ،‬إذ يمس بمصالح الشركة كشخص معنوي وبمسيريها كما تمس أيضا بمصالح طبقة‬
‫العمال والموظفين بها بل وتتعدى ذلك إلى مختلف المستهلكين‪ ،‬مما يثير الفضول والبحث لدراسة هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫إن هذا الموضوع مرتبط بالمواضيع المدروسة خالل الطور الدراسي الذي سهل في توجيه اختياري‪.‬‬

‫محاولة النظر في الجزئيات المرتبطة بهذا الموضوع نظ ار ألن مجمل األبحاث والمراجع تتطرق إلى‬
‫هذا الموضوع بصفة عامة‪ ،‬وتقل من التفصيالت‪.‬‬

‫نظ ار إلى كثرة تشعب الموضوع وهو من الموضوعات ذات األهمية البالغة في مجال الشركات‬
‫التجارية من حيث انقضائها وتصفيتها واجراءات سير المصفي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف البحث‬

‫تهدف هذه الدراسة أساس إلى تحقيق مجموعة من األهداف نوجزها كما يلي‪:‬‬

‫إثراء المكتبة بمثل هذه الدراسة التي نأمل أن تكون مفيدة لكل طلبة وباحثي القانون‪.‬‬

‫محاولة الوقوف على األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية من الجانب القانوني من خالل‬
‫التطرق إلى تعريف التصفية وطرق وأنواعها وأسبابها‪ ،‬واإللمام بإجراءات سير المصفي من خالل تعيينه‬
‫وعزله والسلطات التي يتمتع بها‪ ،‬وبيان مسؤولية المصفي اتجاه الشركة‪ ،‬وصوال إلى إجراءات إقفال التصفية‬
‫وآثارها‪.‬‬

‫كما تهدف إلى التعريف بأحكام وقواعد التصفية واآلثار المهمة المترتبة عنها والتي ترتبط ارتباطا‬
‫وثيقا باقتصاد البالد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫رابعا‪ :‬صعوبات البحث‬

‫من أهم الصعوبات التي واجهت إتمام هذا البحث هو قلة المراجع المتخصصة في موضوع تصفية‬
‫شركة التوصية البسيطة‪ ،‬وندرة الدراسات األكاديمية المتخصصة‪ ،‬بل تكاد تكون منعدمة‪ ،‬في حدود اطالعي‬
‫مما زاد األمر صعوبة‪.‬‬

‫بل وحتى للمراجع العامة المتعلقة بتصفية الشركات التجارية‪ ،‬لم تتناول الموضوع بالتفصيل الالزم‪،‬‬
‫إنما نجدها تناولتها في جزئيات بسيطة ومتشعبة بين المراجع‪ ،‬مما صعب األمر في تجميعها واتمام هذه‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫عدم القدرة و االتصال و تعقيد اإلجراءات اإلدارية من أجل االحتكاك بالشركات التجارية التي تضيع‬
‫فرصة االطالع على نشاطاتها التجارية من أجل إثراء الموضوع أكثر من الناحية العلمية و العملية‪.‬‬

‫إال أن هذا األمر يعد بديهي وقد يواجه أي باحث أو طالب علم‪ ،‬إال أنه يمكن القول أنه مهما كانت‬
‫الصعوبات فما دورنا إال محاولة التقليل منها أو تفاديها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫في حدود اطالعي وبحثي‪ ،‬لم أجد دراسات أكاديمية متخصصة في موضوع تصفية شركة التوصية‬
‫البسيطة لكن اعتمدت أساس على مذكرتي ماجيستير‪ ،‬تحوي بعض أجزاء موضوع دراستي‪ ،‬فالمذكرة األولى‬
‫بعنوان تصفية الشركات التجارية وقسمتها لطالبة معارفية مالية والتي تطرقت للجزئيات العامة المتعلقة‬
‫بتصفية الشركات التجارية بصفة عامة دون التخصص في تصفية شركة التوصية البسيطة‪ ،‬ضف إلى هذا‬
‫فإنها تناولت القسمة‪.‬‬

‫وأما في المذكرة الثانية الموسومة ب ـ المسؤولية الجزائية لمصفي الشركة التجارية للطالبة كالم أمينة‪،‬‬
‫فقد استعنت بها من خالل إجراءات سير المصفي‪.‬‬

‫وبخصوص المراجع العامة‪ ،‬فهي األخرى متوفرة بشكل عام حول تصفية الشركات التجارية‪ ،‬وأما عن‬
‫أحكام تصفية شركة التوصية البسيطة فلم تحظى بالدراسة فيها‪ ،‬إال مجرد جزئيات ضمن تلك المراجع العامة‪:‬‬
‫مثل كتاب إلياس ناصيف بعنوان تصفية الشركات التجارية وقسمتها‪ ،‬ونجد أيضا كتاب آخر بعنوان أحكام‬
‫الشركات طبقا للقانون التجاري الجزائري (شركات األشخاص) ل ـ نادية فضيل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫سادسا‪ :‬المنهجية المعتمدة في البحث‬

‫كمعالجة إشكالية البحث تم االعتماد أساسا على المنهج الوصفي‪ ،‬تماشيا مع كون هذا المنهج هو‬
‫األنسب لوصف شركة التوصية البسيطة من خالل تعريفها وأيضا من حيث خصائصها أو من حيث التكوين‬
‫أو إدارة شركة التوصية البسيطة أو كيفية انقضاء الشركات التجارية بصفة عامة وشركة التوصية البسيطة‬
‫بصفة خاصة‪.‬‬

‫كما استخدمت المنهج االستقرائي من أجل استقراء النصوص التشريعية الخاصة بموضوع الدراسة‬
‫والموزعة أحكامها ضمن القانون المدني والتجاري‪ ،‬واستعنت بالمنهج التحليلي قصد تحليل المواد والنصوص‬
‫القانونية المعتمدة في الدراسة‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬إشكالية موضوع البحث‬

‫نظ ار ألهمية التصفية في حياة الشركات التجارية وما تحتويه من صعوبات خالل مرحلة تصفيتها‬
‫أدى بنا ذلك إلى طرح سؤال رئيسي يتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي األحكام القانونية لتصفية الشركات التجارية بصفة عامة والتوصية البسيطة بصفة خاصة؟‬

‫ومن خالل هذه اإلشكالية يمكن أن نستخلص منها أسئلة فرعية تتمثل أساسا فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي التصفية وأنواعها وأسباب انقضائها؟‬

‫‪ -‬ما هي اإلجراءات المتبعة لسير المصفي؟‬

‫‪ -‬ما هي آثار تصفية شركة التوصية البسيطة وكيف تتقادم الدعاوى الناشئة عن أعمال هذه الشركة؟‬

‫تاسعا‪ :‬تقسيم خطة البحث‬

‫لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة قسمت خطة هذه الدراسة إلى فصلين كما يلي‪:‬‬

‫يتضمن الفصل األول األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية وقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬المبحث‬
‫األول يعني بيان مفهوم التصفية واجراءات سير المصفي‪ ،‬أما المبحث الثاني فيخصص لعرض إجراءات‬
‫إقفال التصفية وآثارها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫في حين يتضمن الفصل الثاني تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‪ ،‬حيث قسم بدوره إلى‬
‫مبحثين‪ ،‬خصص المبحث األول لعرض مفهوم شركة التوصية البسيطة وتقادم الدعاوى الناشئة عن أعمال‬
‫الشركة‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬

‫مقدمة الفصل األول‪:‬‬


‫لقد أصبحت للشركات التجارية في كل أنحاء العالم أهمية اقتصادية كبيرة أثرت في كافة مناحي الحياة‪،‬‬
‫وهذا راجع إلى أساس تكوين الشركة الذي قوامه تجميع األموال‪ ،‬باإلضافة إلى اإلمكانيات المادية الهائلة‬
‫واستثماراتها في المجاالت االقتصادية للدولة‪.‬‬

‫إال أنه قد تتعرض الشركات التجارية أثناء ممارسة أعمالها إلى االنقضاء والذي يقصد به انحالل الرابطة‬
‫القانونية التي تجمع الشركاء‪ ،‬غير أن المشرع ألزم وجوب تصفية الشركات بعد انقضائها مباشرة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تبيان عدة إجراءات التي يقوم بها المصفي‪.‬‬

‫وبع د أن ينتهي المصفي من إنجاز جميع أعمال التصفية يمكن اعتبار التصفية منتهية‪ ،‬ويتم هذا عموما‬
‫عندما يقوم المصفي بتقديم حساباته الختامية والتي تتضمن تقري ار عن جميع العمليات التي قام بها خالل فترة‬
‫التصفية وهذا بهدف قفل التصفية‪ ،‬وذلك تمهيدا للشروع في توزيع الصافي بعد عملية التصفية‪.‬‬

‫وعليه فقد قسم هذا الفصل الخاص باألحكام العامة لتصفية الشركات التجارية إلى مبحثين‪ ،‬حيث‬
‫خصص المبحث األول لمفهوم التصفية واجراءات سير المصفي‪ ،‬أما المبحث الثاني فيعني ببيان إقفال‬
‫التصفية وآثارها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التصفية واجراءات سير المصفي‬


‫إن المشرع الجزائري لم يعرف التصفية‪ ،‬بل اكتفى فقط بتنظيم أحكامها التي يتضمنها القانون التجاري‬
‫في القسم الخامس من الفصل الرابع من الباب األول للكتاب الخامس وذلك في المواد من (‪ 567‬إلى ‪)597‬‬
‫تحت عنوان " التصفية" ‪ ،‬باإلضافة إلى األحكام الواردة في القانون المدني تحت عنوان تصفية الشركات‬
‫وبناءا على ما تقدم قسم هذا المبحث إلى مطلبين يخصص المطلب األول لبيان مفهوم التصفية‪،‬‬
‫ً‬ ‫وقسمتها‪،‬‬
‫أما المطلب الثاني فيعني ببيان إجراءات سير المصفي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التصفية‬


‫تأتي عملية التصفية بعد حل الشركة مباشرة عن طريق توافر عدة طرق وأنواع لحلها إضافة إلى توافر‬
‫إحدى األسباب العامة أو الخاصة النقضاء الشركة‪ ،‬والهدف من هذه العملية هو تسهيل عملية الدفع‪ ،‬وقد‬
‫قسم هذا المطلب إلى ثالث فروع‪ ،‬الفرع األول يخصص بتعريف التصفية‪ ،‬أما الفرع الثاني فيعني ببيان طرق‬
‫وأنواع التصفية‪ ،‬أما الفرع الثالث فقد خصص لعرض أسباب التصفية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التصفية‬


‫يمكن تعريف تصفية الشركة بأنها ‪ ":‬مجموعة العمليات الرامية إلى إنهاء أعمالها الجارية‪ ،‬وما ينشأ‬
‫عنها من استفاء حقوقها‪ ،‬ودفع الديون المترتبة عليها‪ ،‬وتحويل عناصر موجوداتها إلى نقود تسهيال لعمليات‬
‫الدفع‪ ،‬والتوصل إلى تكوين كتلة الموجودات الصافية‪ ،‬من أجل إجراء عمليات القسمة‪ ،‬وتحديد حصة كل من‬
‫الشركات في موجوداتها المتبقية‪ ،‬وما يترتب على كل منهم دفعه‪ ،‬إذا تعذر عليها التسديد من موجوداتها"‪.1‬‬

‫وتعرف بأنها‪ ":‬مجموعة األعمال التي تلزم لتحديد حقوق الشركة قبل الشركاء والغير والمطالبة بها"‬

‫كما عرفت أيضا بأنها ‪ ":‬مجموعة اإلجراءات الضرورية إلنهاء عمليات الشركة ودفع ما عليها من ديون‬
‫وتحصيل مالها من ذمم وتحويل موجوداتها إلى نقود إلمكان توزيعها على الشركاء بواسطة القسمة"‪.2‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد تعرض لموضوع التصفية بالمادة ‪ 566‬من القانون التجاري الجزائري في فقرتها‬
‫األولى والتي تنص على أنه‪ " :‬تعتبر الشركة في حالة تصفية من وقت حلها مهما كان السبب ويتبع عنوان‬
‫أو اسم الشركة بالبيان التالي‪ " :‬شركة في حالة تصفية"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (تصفية الشركات وقسمتها) الطبعة األولى‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬توزيع منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،1122 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد محمود عبد الكريم المساعدة‪ ،‬تصفية شركات المساهمة العامة (دراسة مقارنة) الطبعة األولى‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،1122‬ص ‪.21‬‬

‫‪8‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتبقى الشخصية المعنوية للشركة قائمة الحتياجات التصفية إلى أن يتم إقفالها وال ينتج حل الشركة آثاره على‬
‫الغير إال ابتداء من اليوم الذي تنشر فيه في السجل التجاري"‪.1‬‬

‫ويعتبر المشرع الجزائري بموجب هذا النص أن التصفية عملية ضرورية والزمة تلي انقضاء الشركة‪،‬‬
‫وذلك لتسوية المراكز القانونية للشركة من أجل تمكين المتعاملين معها من استفاء حقوقهم وذلك مهما كانت‬
‫أسباب الحل‪ ،‬كما أنه من الضروري إتباع عنوان واسم الشركة بالبيان التالي‪ " :‬شركة في حالة تصفية"‪ ،‬وهذا‬
‫جاء حماية للمتعاملين مع الشركة خالل فترة التصفية باإلضافة إلى أن حل الشركة ال ينتج آثار على الغير‬
‫إال ابتداء من اليوم الذي ينشر فيه في السجل التجاري‪.‬‬
‫وهذا ونشير إلى أن التصفية واجبة في جميع أنواع الشركات التي تكون في حالة انقضاء باستثناء شركة‬
‫‪2‬‬
‫المحاصة التي تتمتع بالشخصية القانونية ومن ثمة ال تتمتع بذمة مالية مستقلة يمكن أن ترد عليها التصفية‪.‬‬
‫ومن كل التعريفات السابقة السالفة الذكر يمكن القول أن التصفية هي كافة العمليات الالزمة لتحديد صافي‬
‫أموالها الذي يوزع على الشركات بطريق القسمة بعد استيفاء الحقوق وسداد الديون وبيع مال الشركة منقوال أو‬
‫عقار‪.‬‬
‫ًا‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق وأنواع التصفية‬
‫تتم عملية إجراءات التصفية بطريقتين اثنتين نص عليهما القانون التجاري والقانون المدني‪ ،‬وهما التصفية‬
‫االتفاقية والتصفية القانونية‪.‬‬
‫البند األول‪ :‬التصفية االتفاقية‬
‫التصفية االتفاقية هي التصفية التي تتم برضا الشركاء في العقد التأسيسي‪ ،‬بحيث يتفقون على طريقة‬
‫وكيفية تعيين المصفي مع تحديد سلطاته بشرط أال تكون مخالفة للقانون وهذا ما نصت عليه المادتين ‪،567‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 587‬من ق ‪ .‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫ويتضح من خالل هذه المواد أن األصل في تعيين المصفي هم الشركاء ولهم حرية مطلقة‪ ،‬فلهم أن‬
‫يضمنوا عقد الشركة األساسي أو باتفاق الحق يدرج فيه طريقة وشروط تعيين المصفي ولهم أن يقرروا بأن‬

‫‪1‬‬
‫األمر رقم ‪ 15 -51‬المؤرخ في ‪ 12‬سبتمبر ‪ ،2551‬المتضمن القانون التجاري المعدل والمتمم بموجب القانون رقم‬
‫‪ 11-11‬المؤرخ في ‪ 2‬فبراير ‪(1111‬ج ر‪ ،‬عدد‪ )22‬المؤرخة في ‪ 5‬فيفري ‪.1111‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬أحكام الشركات طبقا للقانون التجاري الجزائري (شركات األشخاص) الطبعة السابعة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1112‬ص ‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫األمر رقم‪( 15-51 :‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ )22‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ص‪.112،122،121 :‬‬

‫‪9‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعمد بالتصفية إلى القائمين بإدارة الشركة أو إلى بعض الشركاء أو الغير‪ ،‬فإذا وجد هذا الشرط الخاص‬
‫‪1‬‬
‫لتعيين مصفي في العقد التأسيسي فيجب احترامها واعمالها دون غيرها‪.‬‬

‫كما أن التصفية االتفاقية يتم اإلعالن عنها خالل ‪ 21‬أيام من تاريخ صدور القرار الخاص بالهيئة العامة‬
‫‪2‬‬
‫مرتين في جريدتين يوميتين على األقل في مركز الشركة وفروعها‪.‬‬

‫ضف إلى ذلك فإن المادة ‪ 587‬ف ‪ 7‬من ق ت ج‪ ،‬تنص على أنه « يعين المصفي‪:‬‬

‫‪ -2‬بإجماع الشركاء في شركات التضامن‪.‬‬


‫‪ -1‬باألغلبية لرأس مال الشركاء في الشركات ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -2‬وبشروط النصاب القانونية فيما يخص الجمعيات العادية في الشركات المساهمة‪».‬‬

‫ويالحظ من خالل هذه المادة أن المصفي يعين من طرف الشركاء طبقا لألغلبية حسب نوع الشركة‪.‬‬

‫وقد يتضمن عقد الشركة نصا يعين شخص المصفي أو الشروط الخاصة بتعيينه أو الجهة التي تقرر هذا‬
‫التعيين فإذا وجد هذا النص وجب تطبيقه دون جواز إتباع أي طريقة أو شروط أخرى في تعيين المصفي إال‬
‫‪4‬‬
‫إذا اتفق على ذلك جميع الشركاء‪ ،‬إذ يعد هذا االتفاق تعديال للعقد التأسيسي أو األصلي للشركة‪.‬‬

‫البند الثاني‪ :‬التصفية القانونية‬


‫إن التصفية القانونية أو ما يعرف بالتصفية القضائية‪ ،‬هي التصفية التي تكون عندما يتعذر على الشركاء‬
‫االتفاق على اختيار المصفي أو تكون هناك أسباب معتبرة تقضي أال يعهد بمهمة التصفية لألشخاص‬
‫قضاءا بناء على طلب أي واحد من الشركاء‪ ،‬أو عندما تقضي‬
‫ً‬ ‫المعينين في عقد الشركة حيث تتم التصفية‬
‫‪5‬‬
‫المحكمة بحل الشركة ويقوم بتعيين مصفي لها‪.‬‬

‫وقد نظمها المشرع الجزائري في المادة ‪ 558‬من ق ت ج حيث تنص على أنه‪ « :‬في حالة انعدام‬
‫الشروط المدرجة في القانون األساسي أو االتفاق الصريح بين األطراف تقع تصفية الشركة المنحلة طبقا هذه‬
‫الفقرة وذلك من دون اإلخالل بتطبيق الفقرة األولى من هذا القسم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫معارفية مالية‪ ،‬تصفية الشركاء التجارية وقسمتها‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العقود والمسؤولية‪ ،‬تحت إشراف صبحي‬
‫رجب‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ -2-‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،1121 -1122 ،‬ص ‪.51 :‬‬
‫‪2‬‬
‫معارفية مالية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.51:‬‬
‫‪3‬‬
‫األمر رقم‪( 15-51 :‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ )22‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.122،121 :‬‬
‫‪4‬‬
‫معارفية مالية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫‪5‬‬
‫فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد‪ ،‬ص ‪.21:‬‬

‫‪10‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما أنه يمكن الحكم بأمر مستعجل بأن هذه التصفية تقع بنفس الشروط المشار إليها أعاله بناء على طلب‬
‫من‪:‬‬

‫أغلبية الشركاء في شركات التضامن‪.‬‬

‫الشركاء الممثلين لعشر رأس المال على األقل في الشركات ذات المسؤولية المحدودة والشركات المساهمة‪.‬‬

‫دائني الشركة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتعتبر في هذه الحالة أحكام القانون األساسي المخالف لهذا القسم كأنها لم تكن‪».‬‬

‫تقع التصفية القضائية في حالة انعدام الشروط المدرجة في القانون األساسي للشركة أو االتفاق الصريح‬
‫بين األطراف‪ ،‬فالتصفية بحكم قضائي تتم وفق الفقرة الثانية من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬تحت عنوان‬
‫األحكام المطبقة بقرار قضائي‪ ،‬وذلك دون اإلخالل بأحكام الفقرة األولى من القانون والمتعلقة بتصفية‬
‫الشركات التجارية‪.‬‬

‫أما إذا كانت الشركة في حالة بطالن فإن التصفية القضائية تحدد من طرف المحكمة التي تعين‬
‫المصفي وتحدد طريقة التصفية بناء على طلب كل من يهمه األمر‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة‪ 447 :‬ف ‪3‬‬
‫من ق م ج‪.‬‬

‫فإذا لم يتمكن الشركاء من تعيين مصف فإن تعيينه يقع بأمر من رئيس المحكمة ويجوز لكل من يهمه‬
‫األمر أن يرفع معارضه ضد األمر في أجل قدره ‪ 21‬يوما يبدأ حسابها من يوم تاريخ النشر وترفع هذه‬
‫‪2‬‬
‫المعارضة أمام المحكمة التي يجوز لها أن تعين مصفيا آخر وفق ما نصت عليه المادة ‪ 522‬من ق ت ج‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب التصفية‬


‫تتم تصفية الشركة لعدة أسباب قد تكون عامة والتي تطبق على كل أنواع الشركات وأخرى خاصة وعندما‬
‫تطبق على شركات األشخاص وسوف نتطرق إلى دراسة هذه األسباب على النحو التالي‪:‬‬

‫البند األول‪ :‬األسباب العامة‬


‫ترجع تصفية الشركات التجارية لتوافر عدة أسباب عامة نلخصها كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫األمر رقم‪( ،15-51 :‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ )22‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122 :‬‬
‫‪2‬‬
‫معارفيه مالية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55:‬‬

‫‪11‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1‬انتهاء األجل المحدد للشركة‪:‬‬

‫إن لكل شركة مدة محددة لممارسة نشاطاتها وتختلف هذه المدة حسب نوع الشركة‪.‬‬

‫فقد يتفق الشركاء في العقد التأسيسي للشركة على تحديد مدة معينة الستمرار نشاطها‪ ،‬وبالتالي فبمجرد‬
‫‪1‬‬
‫انتهاء المدة المتفق عليها يؤدي ذلك إلى انقضاء الشركة وبدء إجراءات تصفية أموالها‪.‬‬

‫ففي شركات األموال في حالة عدم اتفاق الشركاء حول مدة معينة النتهاء عقد الشركة‪ ،‬فيجب أثناء مزاولة‬
‫نشاطاتها التجارية مراعاة أجل ‪ 55‬سنة وعدم تجاوزه‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 746‬ق ت‪.‬‬

‫أما شركات األشخاص فتتراوح مدتها بين خمس سنوات إلى خمسة وعشرون سنة وال يمكن تتجاوز ثالثون‬
‫سنة وذلك تطبيقا للمبدأ العام الذي يقضي بأن الشخص ال يلزم مدى حياته فشركات األشخاص تعتمد على‬
‫‪2‬‬
‫شخص الشريك وتلزمه عادة بالبقاء فيها حتى انتهاء المدة المحددة‪.‬‬

‫‪ -7‬انتهاء الغرض الذي أنشئت الشركة من أجله‪:‬‬

‫إذا نشأت الشركة للقيام بغرض معين‪ ،‬كإنشاء شركة تعبيد الطرقات أو لبناء المساكن أو وضع قنوات‬
‫المياه‪ ،‬ثم انتهت مهمتها فتنقضي الشركة مباشرة رغم عدم انقضاء أجلها المحدد‪ ،‬ولكن إذا استمرت الشركة‬
‫في القيام وبنفس المهام‪ ،‬ففي هذه الحالة تستمر الشركة سنة أخرى بنفس الشروط غير أنه يحق لدائني‬
‫الشركاء االعتراض على هذا االستمرار ويترتب على اعتراضه وقف أثره في حقه هذا ما قضت به الفقرة‬
‫‪3‬‬
‫الثانية من المادة ‪ 435‬من القانون المدني‪.‬‬

‫‪ -3‬هالك مال الشركة‪:‬‬

‫إذا هلك جميع مال الشركة أو جزء كبير منه‪ ،‬بحيث ال تبقى جدوى في استمرارها تنتهي الشركة بقوة‬
‫‪4‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 725‬فقرة ‪ 2‬من القانون المدني الجزائري‪ " :‬تنتهي الشركة بانقضاء الميعاد الذي عين لها أو بتحقيق الغاية التي‬
‫أنشأت ألجلها"‪ .‬األمر رقم ‪ ،12-51‬الموافق لـ ‪ 12‬سبتمبر ‪ 2551‬والمتضمن القانون المدني (ج ر‪ ،‬عدد ‪ )52‬المؤرخ في ‪21‬‬
‫سبتمبر ‪ 2551‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫األمر رقم ‪( 15-51‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ )22‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪4‬‬
‫عموره عمار‪ ،‬المرجع السابق ص ‪.221‬‬

‫‪12‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 438‬من القانون المدني الجزائري في فقرتها األولى على‪ ":‬تنتهي الشركة بهالك‬
‫‪1‬‬
‫جميع مالها أو جزء كبير منه‪ ،‬بحيث ال تبقى فائدة في استمرارها"‪.‬‬

‫فالبد أن يترتب على هالك جميع رأس مال الشركة كقاعدة عامة انقضائها إذ تنحل بقوة القانون ألن هناك‬
‫استحالة في تنفيذ الغرض الذي أنشأت من أجله‪ ،‬أما في حالة ما إذا كان الهالك جزئيا ومن شأنه أن ال يؤثر‬
‫‪2‬‬
‫على استمرارها فإنها ال تنقضي‪ ،‬إذ يقوم الشركاء بتعويض الجزء الهالك من رأس المال‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 838‬ف ‪ 7‬من ق ‪ .‬م ‪ .‬ج بأنه إذا كان أحد الشركاء قد تعهد بأن يقدم حصته شيئا‬
‫معينا بالذات وهلك هذا الشيء قبل تقديمه‪ ،‬أصبحت الشركة منحلة في حق جميع الشركاء‪ ،‬وبالتالي فإن تنفيذ‬
‫التزام هذا الشريك بتقديم حصته يصبح مستحيال مما يؤدي ذلك إلى فقدان عنصر أساسي من عناصر أو‬
‫‪3‬‬
‫أركان الشركة‪ ،‬الذي يتمثل في تقديم الحصص وهذا ما يؤدي إلى انحالل الشركة‪ ،‬بالنسبة لجميع الشركاء‪.‬‬

‫‪ -4‬اتفاق الشركاء على إنهاء الشركة‪:‬‬

‫قد يتفق الشركاء في العقد المبرح بينهما على حل الشركة قبل حلول أجلها‪ ،‬وهذا شرط مقبول وقانوني‪،‬‬
‫إذا كانت هذه هي رغبة الشركاء‪ ،‬إال أن القانون يشترط أن يتم هذا عن طريق إجماع الشركاء‪ ،‬وهذا ما‬
‫قضت به المادة ‪ 444‬ف ‪ 7‬من ق‪.‬م ‪.‬ج بقولها‪ " :‬تنتهي الشركة أيضا بإجماع الشركاء على حلها" ويشترط‬
‫القضاء إلمكان تطبيق هذا الحكم أن تكون الشركة المطلوب حلها مليئة قادرة على الوفاء بالتزاماتها فال يعتد‬
‫بهذا الحل إذا كانت الشركة في حالة توقف فعلي عن دفع ديونها ومتى تقرر حل الشركة بإجماع الشركاء‬
‫‪4‬‬
‫قبل إنهاء مدتها دخلت الشركة في دور التصفية‪.‬‬

‫‪ -7‬اندماج الشركة‪:‬‬

‫قد تنقضي الشركة قبل حلول أجلها إذا كانت إدارة الشركات تتجه نحو إدماجها في شركة أخرى‪ ،‬فإذا‬
‫اندمجت شركة في شركة أخرى قائمة تنقضي الشركة المندمجة نهائيا وتفقد شخصيتها المعنوية وتحل محلها‬
‫الشركة الدامجة‪ ،‬بحيث تنتقل جميع حقوق والتزامات الشركة المندمجة إلى الشركة الدامجة‪ ،‬ويسمى هذا النوع‬
‫األول من االندماج باالندماج عن طريق الضم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫األمر رقم ‪( 12-51‬ج ر ‪ .‬عدد ‪ )52‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪2‬‬
‫عموره عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فوضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪4‬‬
‫عموره عمار‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪13‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما النوع الثاني من االندماج فيسمى باالندماج عن طريق المزج‪ ،‬ويعني به اندماج شركتان أو أكثر قائمة‬
‫‪1‬‬
‫لتنشأ شركة جديدة‪ ،‬فتكتسب هذه األخير شخصية معنوية جديدة تختلف عن شخصيات الشركات المنحلة‪.‬‬

‫‪ -6‬حل الشركة بحكم قضائي‪:‬‬

‫نصت عليه المادة ‪ 441‬من ق ‪ .‬م‪ .‬ج حيث تنص على أنه‪ " :‬يجوز أن تحل الشركة بحكم قضائي‬
‫بناء على طلب أحد الشركاء‪ ،‬لعدم وفاء شريك بما تعهد به أو ألي سبب آخر ليس هو من فعل الشركاء‪،‬‬
‫ويقدر القاضي خطورة السبب المبرر لحل الشركة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ويكون باطال كل اتفاق يقضي بخالف ذلك"‪.‬‬

‫ويالحظ من خالل هذه المادة أنه يجوز للقاضي الحكم بحل الشركة في حالة عدم وفاء أحد الشركاء‬
‫بما التزم به في العقد التأسيسي للشركة‪ ،‬وبمجرد صدور حكم نهائي بحل الشركة تتم تصفية أموالها‪.‬‬
‫كما أن كل اتفاق يقضي باستمرار نشاط الشركة رغم تقديم طلب حل الشركة قضائيا لتوفر أحد من هذه‬
‫األسباب كطلب إنهاء الشركة القائم على أساس عدم وفاء أحد الشركاء بديونه‪ ،‬أو راجع ألسباب أخرى يعتبر‬
‫باطال وغير منتج ألثره‪.‬‬
‫البند الثاني‪ :‬األسباب الخاصة بتصفية الشركات التجارية‬
‫تتم تصفية الشركة وحلها عن طريق توافر عدة أسباب خاصة لكونها محصورة على نوع معين من‬
‫الشركات‪ ،‬وتقتصر فقط على شركات األشخاص كونها تقوم على االعتبار الشخصي‪ ،‬وأهم هذه األسباب ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬موت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو إعساره أو إفالسه‪:‬‬
‫تنقضي الشركة بسبب موت أحد الشركاء أو الحجر عليه أو إعساره أو إفالسه‪ ،‬ذلك ألن الشركاء قد‬
‫استثناءا إلى صفات الشريك الشخصية بحيث إذا زالت هذه الشخصية لسبب من األسباب المذكورة‬
‫ً‬ ‫تعاقدوا‬
‫‪3‬‬
‫انحلت الشركة‪.‬‬
‫غير أنه يجوز للشركاء االتفاق على استمرار الشركة في حالة موت الشريك وذلك مع ورثته ولو كانوا‬
‫قصرا‪ ،‬كما يجوز لهم أيضا االتفاق على أنه إذا مات أحد الشركاء تستمر الشركة بين الشركاء الباقيين وفي‬
‫ً‬
‫هذه الحالة ال يكون لورثة الشريك المتوفى إال نصيبه في أموال الشركة‪ ،‬ويقدر هذا النصيب بحسب قيمته يوم‬

‫‪1‬‬
‫عموره عمار‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.225 – 222‬‬
‫‪2‬‬
‫األمر رقم ‪( 12 – 51‬ج ر ‪ ،‬عدد ‪ )52‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬

‫‪14‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نقدا وال يكون لهم نصيب فيما يستجد بعد ذلك من حقوق إال بقدر الحقوق الناتجة من‬
‫وقوع الوفاة ويدفع لهم ً‬
‫‪1‬‬
‫أعمال سابقة عن الوفاة‪.‬‬
‫كذلك تنقضي الشركة بإعسار الشريك أو إفالسه أو الحجر عليه ألنه يستحيل على الشريك في هذه الحالة‬
‫الوفاء بتعهداته قبل اآلخرين‪ ،‬هذا إضافة إلى ما يسببه هذا اإلفالس أو الحجر أو اإلعسار من إهدار للثقة‬
‫‪2‬‬
‫بالشريك وبالتالي من هدم لالعتبار الشخصي الذي تقوم عليه الشركة‪.‬‬
‫ولكن ينبغي التنبيه إلى أن إفالس الشركة ذاتها ليس من شأنه أن يؤدي إلى انقضائها ألن إفالسها قد ينتهي‬
‫بالصلح مع الدائنين فتعود إلى مزاولة نشاطها‪ ،‬أما في حالة ما إذا انتهى اإلفالس باالتحاد وبيع أصول‬
‫‪3‬‬
‫الشركة تنقضي الشركة نتيجة لهالك مالها‪.‬‬
‫‪ -7‬انسحاب أحد الشركاء من الشركة‪:‬‬
‫يحق للشركاء طلب االنسحاب من الشركة نظ ار لتمتعهم بالحرية في إبرام العقد إال أن هذه الحرية‬
‫الممنوحة لهم تتوقف على نوع الشركة المراد االنسحاب منها‪ ،‬ويفرق في هذا الشأن بين ما إذا كانت الشركة‬
‫غير محددة المدة‪ ،‬ومحددة المدة‪.‬‬
‫‪ -1‬انسحاب أحد الشركاء من الشركة المحددة المدة‪:‬‬
‫نصت على ذلك المادة ‪ 444‬من الق‪ .‬م ‪ .‬ج في فقرتها األولى‪ .4‬ومقتضي ذلك أن للشريك كامل‬
‫الحرية في الخروج من الشركة ولو لم يصدر منه فعل يضر بها‪ ،‬ويشترط‪:‬‬
‫‪ -‬إبالغ الشركاء اآلخرين في رغبتهم في االنسحاب‪ ،‬وتكون للشركاء الحرية المناسبة للتعبير عن إرادتهم‬
‫في االنسحاب من الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون هذه الرغبة صادرة عن حسن نية أي ال يشوبها غش‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجب أن يتم االنسحاب في وقت الئق بوضعية الشركة‪ 5،‬أي ضمن ظروف مناسبة‪ ،‬وتقديرها متوقف‬
‫على سلطة القاضي‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن من األسباب التي أدت بالمشرع إلى منح حق االنسحاب هو طول مدة الشركة‪ ،‬بحيث تفوق حياة‬
‫‪6‬‬
‫اإلنسان ومن غير المعقول أن يلتزم الشريك بقيد لمدى الحياة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عموره عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬الشركات التجارية (المشروع التجاري الجماعي بين وحدة اإلطار القانوني وتعدد األشكال) د‪.‬ط‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪ ،1112 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪4‬‬
‫األمر رقم ‪( 12-51‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ )52‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪215‬‬
‫‪5‬‬
‫عمار عموره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫‪6‬‬
‫عمار عموره‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.227‬‬

‫‪15‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويترتب على توفر هذه الشروط انسحاب الشريك‪ ،‬مما يؤدي إلى حل الشركة‪ ،‬ومباشرة إجراءات تصفية‬
‫‪1‬‬
‫أموالها‪.‬‬

‫‪ -7‬انسحاب أحد الشركاء من الشركة المحددة المدة‪:‬‬

‫فالقاعدة أنه ال يجوز للشريك أن ينسحب منها بإرادته المنفردة إذ أنه ملزم بمقتضى العقد بالبقاء في الشركة‬
‫‪2‬‬
‫إلى حين انتهاء مدتها‪،‬‬

‫ومع ذلك أجازت المادة ‪ 447‬ف ‪ 7‬من ق‪ .‬م ج ‪ 3،‬أن يطلب من القضاء إخراجه من الشركة متى استند‬
‫في ذلك إلى أسباب معقولة‪ ،‬وتقدير معقولية هذه األسباب متروك للمحكمة تفصل فيه بمالها من سلطة‬
‫تقديرية‪ ،‬فإذا تبين لها السبب الذي استند إليه الشريك قضت بحل الشركة‪ ،‬إال أذا قرر بقية الشركاء بإجماع‬
‫‪4‬‬
‫اآلراء‪ ،‬استمرار الشركة فيما بينهم‪ ،‬بمعزل عن الشريك الذي استقال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات سير المصفي‬


‫بمجرد انقضاء الشركة تنتهي سلطة مديرها‪ ،‬ويتولى تمثيل الشركة خالل مدة التصفية شخصي يسمى‬
‫المصفي‪ ،‬توكل إليه مهمة إجراء العمليات الالزمة للتصفية ونهايتها‪.‬‬

‫ويخضع المصفي لمجموعة من اإلجراءات القانونية سوف نتطرق إليها من خالل تقسيم هذا المطلب إلى‬
‫ثالثة فروع‪ ،‬حيث خصص الفرع األول إلى كيفية تعيين المصفي وعزله أما الفرع الثاني خصص لبيان‬
‫سلطات المصفي وصالحيته‪ ،‬أما الفرع الثالث فيعني ببيان مسؤولية المصفي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعيين المصفي وعزله‬


‫ينشر أمر تعيين المصفى مهما كان شكله في أجل شهر في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية وفضال‬
‫‪5‬‬
‫عن ذلك في جريدة مختصة باإلعالنات القانونية للوالية التي يوجد بها مقر الشركة‪.‬‬

‫ويتضمن هذا األمر البيانات التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫نادية فضيل المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.55-52‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 771‬ف ‪ 1‬من ق ‪.‬م ‪.‬ج تنص على أنه ‪ " :‬ويجوز أيضا ألي شريك إذا كانت الشركة معينة األجل‪ ،‬أن يطلب من‬
‫السلطة القضائية إخراجه من الشركة متى استند في ذلك إلى أسباب معقولة وفي هذه الحالة تنحل الشركة‪ ،‬ما لم يتفق الشركاء‬
‫على استمرارها" األمر رقم‪ ( 12-51 :‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ )52‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪4‬‬
‫ص‪‌.225‬‬ ‫عموره عمار‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪5‬‬
‫عموره‪ ،‬عمار‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪16‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬عنوان الشركة واسمها متبوع عند االقتضاء بمختصر اسم الشركة‪.‬‬


‫‪ -1‬عنوان الشركة متبوعا بـ " في حالة تصفية "‬
‫‪ -2‬مبلغ رأس المال‪.‬‬
‫‪ -7‬عنوان مركز الشركة‪.‬‬
‫‪ -1‬رقم قيد الشركة في السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬سبب التصفية‪.‬‬
‫‪ -5‬اسم الصفين ولقبهم وموطنهم‪.‬‬
‫‪ -2‬حدود صالحيتهم عند االقتضاء‪.‬‬

‫كما يذكر في نفس النشر باإلضافة إلى ما تقدم‪.‬‬

‫‪ -2‬تعيين المكان الذي توجه إليه المراسالت والمكان الخاص بالعقود والوثائق المتعلقة بالتصفية‪.‬‬
‫‪ -1‬المحكمة التي يتم في كتابتها إيداع العقود واألوراق المتصلة بالتصفية بملحق السجل التجاري وتبلغ نفس‬
‫‪1‬‬
‫البيانات بواسطة رسالة عادية إلى علم المساهمين بطلب من المصفي‪.‬‬

‫كما أحاطت المادة ‪ 447‬من القانون المدني الجزائر‪2.‬وبكل الجوانب التي يتم من خاللها تعيين المصفي‬
‫حيث تنص على أنه‪ " :‬تتم التصفية عند الحاجة إما على يد جميع الشركاء‪ ،‬واما على يد مصف واحد أو‬
‫أكثر تعيينهم أغلبية الشركاء‪.‬‬

‫واذا لم يتفق الشركاء على تعيين المصفي‪ ،‬فيعينه القاضي بناء على طلب أحدهم‪.‬‬

‫وفي الحاالت التي تكون فيها الشركة باطلة فإن المحكمة تعين المصفي وتحدد طريقة التصفية بناء على‬
‫طلب كل من يهمه األمر‪.‬‬
‫وحتى يتم تعيين المصفي يعتبر المتصرفون بالنسبة إلى الغير في الحكم المصفين"‬
‫مقتضى هذا النص أن التصفية تتم على يد جميع الشركاء وفي حالة ما إذا لم تتم التصفية بهذه الطريقة‬
‫وجب على الشركاء تعيين المصفي‪ ،‬فسلطة تعيين هذا األخير تعود إلى أغلبية الشركاء ولهم في سبيل ذلك‬
‫مطلق الحرية‪ ،‬إذ يحق لهم أن يدرجوا في عقد الشركة أو في اتفاق الحق الكيفية التي تتم بها تعيين‬
‫المصفي‪ ،‬فقد يقرر أغلبية الشركاء أن التصفية يعهد بها إلى القائمين باإلدارة أو إلى بعض أو كل الشركاء‬
‫أو إلى الغير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عموره عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪2‬‬
‫‪‌.212‬‬ ‫األمر رقم ‪( 12 – 51‬ج ر‪ ،‬عدد‪ )52‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬

‫‪17‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أما إذا اسكت العقد التأسيسي عن ذلك أو لم ينظم الشركاء تعيين المصفى في اتفاق الحق‪ ،‬وجب على‬
‫المحكمة تعيين المصفى وهذا بناء على طلب أحد الشركاء‪ ،‬وتختص بهذا الطلب المحكمة التي يتم في‬
‫‪1‬‬
‫دائرتها موطن الشركة‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 587‬من القانون التجاري على أنه‪ " :‬يعين مصف واحد أو أكثر من طرف الشركاء إذا‬
‫حصل االنحالل مما تضمنه القانون األساسي أو إذا قرره الشركاء يعينه المصفي‪:‬‬
‫‪ -2‬بإجماع الشركاء في شركة التضامن‪.‬‬
‫‪ -1‬باألغلبية لرأس مال الشركة في الشركات ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬بشروط النصاب القانونية فيما يخص الجمعيات العامة العادية في الشركات المساهمة‪.‬‬
‫واذا لم يتمكن الشركاء من تعيين مصف‪ ،‬فإن تعيينه يقع بأمر من رئيس المحكمة بعد فصله في العريضة‪،‬‬
‫اعتبار من تاريخ نشره وفقا لنص‬
‫ًا‬ ‫ويجوز لكل من يهمه األمر أن يرفع معارضة ضد األمر في أجل ‪ 21‬يوما‬
‫المادة ‪ 575‬ق‪ .‬ت ‪ .‬ج‪.‬‬
‫وترفع هذه المعارضة أمام المحكمة التي يجوز لها أن تعين مصفيا آخر طبقا لنص المادة ‪ 583‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫احدا أو أكثر إذا عين عدة مصفين‬‫أما إذا وقع انحالل الشركة بأمر قضائي فإن هذا القرار يعين مصفيا و ً‬
‫فإنه يجوز لهم ممارسة مهامهم على انفراد وذلك باستثناء كل نص مخالف لهذا األمر إال أن المصفين يتعين‬
‫عليهم أن يضعوا ويقدموا تقري ار مشتركا‪ 3.‬طبقا لنص المادة ‪ 584‬ق ‪ .‬ت ‪ .‬ج‪.‬‬
‫هذا عن تعيين المصفي وأما عن عزله والذي يقصد به إنهاء مهام المصفي قبل انقضاء مدة وكالته فيتم كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فمن يملك سلطة تعيين المصفي تثبت له صالحية عزله‪ ،‬فقد يعتزل المصفي ألسباب تتعلق بعدة ظروف‬
‫منها شخصية خاصة بشخص المصفي‪ ،‬ومنها ما يتعلق بإرادة الشركاء أو إلى أسباب قضائية التي تستدعي‬
‫استنادا إلى ارتكابه أخطاءا جسيمة مثل‪ :‬سوء استعمال األمانة‪.‬‬
‫ً‬ ‫عزله عن مهام وظيفته‬

‫وعليه يتم عزل المصفي بذات الطريقة التي عين بها‪ ،‬فإن كان تعيينه باإلجماع أو بأغلبية الشركاء‪،‬‬
‫فإن عزله يتطلب أيضا اإلجماع أو األغلبية‪ ،‬وان عينته المحكمة فإن عزله ال يكون إال عن طريقها متى‬
‫توفر المسوغ‪ ،‬ويجب شهر القرار الصادر من المحكمة أو الشركاء بتعيين المصفي ويقع على المصفي عبئ‬

‫‪1‬‬
‫د ‪ .‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪‌.122‬‬ ‫األمر رقم ‪( 15 – 51‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ )22‬ص‬
‫‪3‬‬
‫عموره عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪18‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫اتخاذ إجراءات الشهر‪ ،‬وبالمثل فإن قرار العزل وتعيين مصف جديد ينبغي شهره ويقوم المصفي الجديد بهذا‬
‫الواجب‪ 1.‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 586‬ق ‪ .‬ت ‪.‬ج‪.‬‬

‫عند عزل المصفي يجب نقل سلطاته وصالحيته إلى مصف آخر سواه وهو في األصل من أعمال‬
‫الشركة‪ ،‬وقد يكون بصورة مباشرة عن طريق مداولة في جمعية الشركاء‪ ،‬بعد توقفه عن ممارسة أعماله لسبب‬
‫من األسباب أو بصورة غير مباشرة في حالة ما إذا تضمن عقد الشركة بند يقضي باستبدال المصفي بغيره‬
‫‪2‬‬
‫في حاالت محددة‪ ،‬كما قد يكون تغيير المصفي بموجب قرار قضائي بعد عزله‪.‬‬

‫كما يحق للمصفي أن يعتزل عن مهامه شريطة أن يتم ذلك في وقت الئق وأن يعلن للشركاء عن‬
‫‪3‬‬
‫اعتزاله حتى يتمكنوا من اتخاذ التدابير الالزمة لتعيين خليفا له يتمم التصفية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات المصفي وصالحيته‬


‫‪ -‬إن صالحيات المصفي وسلطاته في عملية التصفية تحدد في العقد التأسيسي للشركة أو عقد الحق‪ ،‬واما‬
‫القرار الصادر من المحكمة بتعيينه فيخول له التمتع بسلطات تمثيل الشركة وادارة شؤونها‪.‬‬
‫‪ -‬يمثل المصفي الشركة وتخول له السلطات الواسعة لبيع األصول ولو بالتراضي غير أن العقود الواردة‬
‫ع لى السلطات الناتجة عن القانون األساسي أو أمر لتعيين ال يحتج بها على الغير‪ ،‬وتكون له األهلية لتسديد‬
‫الديون وتوزيع الرصيد الباقي‪ ،‬كما ال يجوز له متابعة الدعاوى الجارية أو القيام بدعاوى جديدة لصالح‬
‫التصفية ما لم يؤذن له بذلك من الشركاء أو بقرار قضائي إذ تم تعيينه بنفس الطريقة وهذا ما نصت عليه‬
‫‪4‬‬
‫المادة ‪ 588‬من ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى ما تقدم فإن سلطات المصفي تخول له أن يباشر بمناسبة التصفية األعمال اآلتية بالترتيب‪:‬‬
‫‪ -2‬استرجاع ما للشركة من حقوق لدى الغير بمطالبتهم بالوفاء بديونها قبل الشركة‪ ،‬وكذلك استيفاء حصص‬
‫‪5‬‬
‫الشركاء أو الباقي منها إذ يتخلف تقديمها أثناء حياة الشركة‪.‬‬
‫‪ -1‬ال يجوز للمصفي متابعة الدعاوى الجارية‪ ،‬إذ ال تثبت له سلطة حلول محل أصحاب الصفة حين ترفع‬
‫هذه الدعاوى‪ ،‬كما ال يمكنه القيام بدعاوى جديدة لصالح التصفية (مقاضاة مديني الشركة) إال بترخيص‬
‫أو إذن من جهة التي عينته(الشركاء أو القضاء)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57 :‬‬
‫‪2‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬تصفية ااشركات التجارية وقسمها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪3‬‬
‫ص‪‌.22:‬‬ ‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫األمر رقم‪( 15 – 51 :‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،)22‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122 :‬‬
‫‪5‬‬
‫كالم أمينة ‪ ،‬المسؤولية الجزئية لمصفي الشركة التجارية‪ ،‬مذكرة لنيل الماجستار في القانون الخاص‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪،‬‬
‫‪‌.72‬‬ ‫تحت إشراف‪ :‬محمد مروان‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،-1-‬كلية الحقوق‪ ،1121/1127 ،‬ص‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬يمنع عليه القيام بأنشطة جديدة باسم الشركة ألن في ذلك تجاوز المعني للتصفية والغرض منها إال إذا‬
‫كانت هذه األعمال الجديدة ضرورية إلتمام أنشطة والعقود التي كانت قائمة وال تزال جارية أثناء انقضاء‬
‫الشركة وعليه أن يقودها إلى نهايتها (المادة ‪ 446‬من القانون المدني)‪.1‬‬
‫‪ -7‬يجب على المصفي أن يستدعي جمعية الشركاء في خالل ستة أشهر على األكثر من تاريخ تعيينه‪،‬‬
‫ويقدم لها تقري ار مفصال عن أصول وخصوم الشركة وعن متابعة عمليات التصفية وعن األجل الالزم‬
‫إلتمامها‪ ،‬فإذا لم يقع ذلك يجوز لكل من يهمه األمر أن يطلب استدعاء جمعية الشركاء من طرف هيئة‬
‫الرقابة أو من طرف وكيل معين بقرار قضائي حسب نوع الشركة‪.‬‬
‫‪ -1‬فإذا تعذر انعقاد جمعية الشركاء أو لم تتخذ قرار في هذا الشأن جاز للمصفي أن يطلب من القضاء‬
‫‪2‬‬
‫اإلذن الالزم للوصول إلى التصفية (المادة ‪ 585‬من القانون التجاري)‪.‬‬

‫يضبط المصفي حسابات الشركة بالسنة المالية بدء بالسنة األولى للنشاط فيقوم بالجرد الخاص بها‬
‫وحساب االستثمار العام خاللها وحساب الخسائر واألرباح التي عرفتها الشركة خالل السنة األولى من‬
‫نشاطها ثم يقوم بقفل الحساب الخاص بهذه السنة ثم يقوم بنفس العملية الخاصة بكل سنة‪ 3‬مالية نشطت‬
‫خاللها الشركة إلى السنة األخيرة التي انقضت فيها ثم يقوم بوضع حساب مالي شامل في ظروف ثالثة‬
‫أشهر من قفل السنة المالية المنصرمة‪ ،‬ويحرر تقري ار بذلك على أن يستدعي جمعية الشركاء طبقا للترتيبات‬
‫المنصرمة عليها في القانون األساسي‪ ،‬ويكون ذلك مرة في السنة على األقل‪ ،‬وفي أجل أقصاه ستة أشهر من‬
‫‪4‬‬
‫قفل الحسابات المالية المنصرمة‪.‬‬

‫وتتخذ الق اررات طبقا لما نصت عليه المادة ‪5552‬من القانون التجاري على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬بأغلبية الشركاء في الرأس المال‪ ،‬في شركات التضامن والشركات ذات المسؤولية المحدودة‪.‬‬
‫‪ -‬بشروط النصاب القانوني وأغلبية أصوات الجمعيات العادية في الشركات المساهمة‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا لم يحصل على األغلبية المطلوبة‪ ،‬فإنه يفصل بقرار قضائي بناء على طلب المصفى أو كل من‬
‫يهمه األمر‪.‬‬
‫‪ -‬واذا أدت المداولة إلى تعديل في القانون األساسي فإنها تتخذ في هذه الحالة حسب الشروط المنصوص‬
‫عليها لهذا الغرض في كل نوع من أنواع الشركة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كالم أمينة‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.77:‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬نادية فضيل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25:‬‬
‫‪3‬‬
‫كالم أمينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.77:‬‬
‫‪4‬‬
‫كالم أمينة‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.77:‬‬
‫‪5‬‬
‫األمر رقم ‪( 15- 51‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،)22‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.122:‬‬

‫‪20‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬ويجوز للشركاء المصفين أن يشتركوا في التصويت‪".‬‬

‫ويقوم المصفي بالمهام المخولة له قانونا وعنايته في ذلك عناية الرجل الحريص إال أنه يبقى مسؤول‬
‫عن أعماله التي تضر بالشركة أو الغير‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 552‬من ق ‪.‬ت ‪.‬ج إذ يكون المصفي‬
‫‪1‬‬
‫مسؤوال تجاه الشركة والغير عن النتائج الضارة الحاصلة عن األخطاء التي ارتكبها أثناء ممارسته لمهامه‪.‬‬

‫إضافة إلى ما سبق فإنه وفي حالة ما حلت الشركة ترفع يد مديرها ويؤول ذلك بقوة القانون أو االتفاق‬
‫إلى المصفي وعلى ذلك يعتبر المصفي في الشركة – تحت التصفية‪ -‬ممثال للشركة كشخص معنوي‪ ،‬ال زال‬
‫في حكم الوجود‪ ،‬فهو ليس بذلك وكيال عن الشركاء وال يعمل لحسابهم فهو يمارس مهامه باسم الشخص‬
‫المعنوي ولحسابه وهو الشركة تحت التصفية‪ ،‬وهذا المركز القانوني يؤهل المصفي بأن يطالب الشركاء‬
‫بحصصهم في رأس المال أو ما تبقى منها في حوزتهم كذلك ال تثبت للمصفي صفة الوكيل عن دائني‬
‫‪2‬‬
‫الشركة‪.‬‬

‫وفي حالة ما إذا وكل المصفي صراحة أو ضمينا من طرف دائني الشركة فتثبت له صفتان‪ :‬تمثيل‬
‫الشركة وتمثيل الدائنين في نفس الوقت‪ ،‬وهاتين الصفتين تأهله بأن يطالب الشركاء المتضامنين بدفع نصيبهم‬
‫في ديون الشركة ولو تجاوزت قيمة حصصهم في رأس مالها ويكون للدائنين بموجب هذا التوكيل حق مراقبة‬
‫أعماله‪.‬‬

‫أما إذا لم يراقب ما يقوم به فليس لهم إال سحب التوكيل منهم دون اللجوء إلى القضاء‪ ،‬إال في حالة خيانة‬
‫‪3‬‬
‫جزئية‪ ،‬ويحتفظ بصفته كمصفى إلى أن يقضي بخالف ذلك‪.‬‬
‫األمانة‪ ،‬أو التدليس‪ ،‬فهنا نكون بصدد متابعة ا‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مسؤولية المصفي‬


‫إن مسؤولية المصفي هي مبدئيا مسؤولية الوكيل المأجور عن أخطائه أي أنها مسؤولية الوكيل‬
‫المأجور عن أخطائه أي أنها مسؤولية مشددة‪ ،‬إال أن هناك من االجتهاد أن تقتضي بأن مسؤولية المصفي‬
‫هي مسؤولية األب الصالح‪.‬‬

‫يكون المصفي مسؤوال مدنيا في الوقت نفسه‪ ،‬تجاه الغير وتجاه الشركاء عن األخطاء التي ترتكبها في أثناء‬
‫‪4‬‬
‫ممارسته ألعماله‪ ،‬كما أن هناك بعض من الحاالت التي يكون فيها المصفي مسؤول مسؤولية جزائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كالم أمينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72:‬‬
‫‪2‬‬
‫كالم أمينة‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.71 :‬‬
‫‪3‬‬
‫كالم أمينة‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.72-71:‬‬
‫‪4‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬تصفية الشركات التجارية وقسمتها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.222 ، 225 :‬‬

‫‪21‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية للمصفي‬


‫يقوم المصفي بالمهام المخولة له قانونا وعنايته في ذلك عناية الرجل الحريص إال أنه يبقى مسؤول عن‬
‫أعماله التي تضر بالشركة أو الغير‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 556‬من القانون التجاري الجزائري على أنه ‪ ":‬يكون‬
‫المصفي مسؤوال اتجاه الشركة والغير عن النتائج الضارة الحاصلة عن األخطاء التي ارتكبها أثناء ممارسته‬
‫لمهامه"‪ .‬واذا قام بأعمال تخرج عن اختصاصه أو سلطاته كأن يقوم باستغالل أموال الشركة محل التصفية‬
‫ار للشركة أو الغير‪،‬‬
‫لمصلحة شخصية دون الحصول على إذن بذلك وتسببت هذه األخطاء في إلحاق أضرًا‬
‫فإنه يسأل عنها بصفة شخصية‪ ،‬كما أنه يحق للشركاء والغير الذين تضرروا جراء أعمال المصفي‪ ،‬المطالبة‬
‫بالتعويض عن الضرر‪ ،‬الذي تسبب به المصفي نتيجة تصرفاته‪ ،‬واذا تعدد المصفون كانوا مسؤولين على‬
‫وجه التضامن‪.1‬‬

‫كما أن المصفي يكون مسؤوال مدنيا عن كل عمل تجاوز فيه حدود سلطته الممنوحة له‪ ،‬ويعتبر متجاو از ذلك‬
‫إذا باشر عمال من دون الحصول على ترخيص من الشركاء‪ ،‬أعمال تستلزم هذا الترخيص‪.‬‬

‫وال يجوز للمصفي تحت طائلة المسؤولية متابعة استثمار الشركة واال اعتبر متجاو از لسلطته‪ ،‬ويكون المصفي‬
‫‪2‬‬
‫مسؤوال تجاه الشركة والشركاء بحكم وكالته عنهم وتحدد مسؤوليته مبدئيا بمسؤولية الوكيل المأجور‪.‬‬

‫واستنادا إلى ذلك فإن طبيعة مسؤولية المصفي قد تكون إما عقدية إذا سأل اتجاه الشركة ألنه يعد مخال‬
‫بأحد بنود العقد أو وثيقة تعينه‪ ،‬ومسؤولية تقصيرية عن الضرر الذي لحق الغير بسبب خطأ وتبق بذلك‬
‫أحكام المسؤولية التقصيرية والمبالغ المحكوم بها تكون ملكا لسائر الشركاء‪ ،‬وعلى ذلك يمكن مقاضاة‬
‫‪3‬‬
‫المصفي المهمل أو المقصر إذا أخل بالتزاماته وقد تصل المسألة إلى حدها الجزائي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجزائية‬


‫يخضع المصفي إلى أحكام المسؤولية الجزائية بصورة عامة والتي تستوجب معاقبته عن كل المخالفات‬
‫المنصوص عليها قانونا‪ ،‬إضافة إلى أحكام جزائية خاصة واردة في قانون العقوبات أو قانون التجارة‪ 4،‬من‬
‫بين هذه المخالفات التي يعاقب عليها المصفي‪ ،‬عدم قيامه عمادا باستدعاء الشركاء في نهاية التصفية ألجل‬
‫البث في الحساب النهائي‪ ،‬وابرام إدارته واخالء ذمته من توكيله‪ ،‬أو لم يضع حساباته بكتابة المحكمة ولم‬

‫‪1‬‬
‫د ‪ .‬فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،1115‬ص‪.21:‬‬
‫‪2‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬تصفية الشركات التجارية وقسمتها ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ص‪.211 – 225 – 222 :‬‬
‫‪3‬‬
‫كالم أمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17:‬‬
‫‪4‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬تصفية الشركات التجارية وقسمتها‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪212:‬‬

‫‪22‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يطلب من القضاء المصادقة عليها‪ ،‬وبالتالي فإن المصفي واعتبا ار لهذه المخالفات التي ارتكبها فإنه يعاقب‬
‫بالحبس من شهرين إلى ستة أشهر وبغرامة ‪ 11.111‬دج إلى ‪ 111.111‬دج أو بإحدى هاتين العقوبتين‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كما جاء في نص المادة ‪ 838‬ق‪ .‬ت ‪.‬ج‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إقفال التصفية وآثارها‬


‫إن عملية إقفال التصفية تتم بعد أن يقوم المصفي بالمهام والسلطات المخولة له قانونا ويترتب عن تلك‬
‫العملية آثار معينة والتي تؤدي بذلك إلى انتهاء مهمة المصفي‪.‬‬

‫ومن ثم قسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ :‬يعني المطلب األول بيان كيفية إقفال التصفية‪ ،‬وأما المطلب الثاني‬
‫فيخصص لعرض آثار هذه العملية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إقفال التصفية‬


‫تنتهي سلطات المصفي بمجرد إقفال عملية التصفية‪ ،‬ويكون المصفي عرضة للمساءلة اتجاه الشركة‬
‫والشركاء‪ ،‬وهذا نتيجة لألعمال الضارة والغير القانونية والتي تكون قد قام بها هذا المصفى أثناء عملية‬
‫تصفية الشركة التجارية‪ ،‬وعليه قسم هذا المطلب إلى ثالث فروع حيث خصص الفرع األول لبيان كيفية‬
‫استدعاء الشركاء للنظر في الحساب الختامي‪ ،‬أما الفرع الثاني فيخصص إلعالن إقفال التصفية أما الفرع‬
‫الثالث فيتمثل في تاريخ إقفال التصفية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬استدعاء الشركاء للنظر في الحساب الختامي‬


‫بعد أن ينتهي المصفي من مهمته يقوم باستدعاء الجمعية العامة للشركاء للنظر في الحساب الختامي‪،‬‬
‫وفي إب ارء المصفي واعفاءه من الوكالة والتحقيق من انتهاء التصفية‪ ،‬فإذا لم يقم المصفي باستدعاء الشركاء‪،‬‬
‫جاز لكل شريك أن يطلب من القضاء تعيين وكيل بالقيام بإجراءات الدعوى بموجب أمر مستعجل‪ 2،‬وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 353‬من ق‪ .‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫وتتضمن حسابات المصفي‪ ،‬بصورة تفصيلية‪ ،‬كل ما يتعلق بتفصيل الحقوق التي تتضمن المبالغ‬
‫المحصلة‪ ،‬مع الفوائد‪ ،‬ابتداءا من تاريخ اإلنذار بالدفع‪ ،‬وفيما يتعلق بدفع الديون التي تتضمن كل المبالغ‬
‫‪3‬‬
‫المدفوعة إلى الدائنين وكل األجور واألتعاب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لمزيد من التفصيل انظر المواد من المادة ‪ 222‬إلى المادة ‪ 271‬ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51 :‬‬
‫‪3‬‬
‫إلياس ناصيف‪( ،‬موسوعة الشركات التجارية تصفية الشركات وقسمتها)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.111 -112 :‬‬

‫‪23‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حدا‬
‫ويتضح من خالل ما تقدم أن السلطة الصالحة إلقفال التصفية هي جمعية الشركاء‪ ،‬التي تضع ً‬
‫لوكالة المصفي والمكلفة بإقفال التصفية لكنه في حالة ما إذا تأخر المصفي من دعوتها في الوقت المناسب‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة يجوز لكل شريك أن يطلب من القضاء تعيين شخص توكل إليه مهمة دعوة جمعية الشركاء‬
‫لالنعقاد و الذي يتولى مهمة الفصل في الحسابات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إعالن إقفال التصفية‬


‫إن انقضاء الشركات التجارية يتطلب بالضرورة القيام بعملية إقفال التصفية والتي تثبت من طرف‬
‫الجمعية العامة‪.‬‬

‫فقد أوجب القانون على المصفي أن ينشر إعالن إقفال التصفية الموقع عليه من طرف المصفي‪ ،‬بطلب‬
‫منه في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية أو أي جريدة معتمدة بتلقي اإلعالنات القانونية وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 551‬من ق‪ .‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫ويجب أن يدرج في اإلعالن البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬العنوان أو التسمية التجارية متبوعة عند االقتضاء بمختصر اسم الشركة‪.‬‬


‫‪ -1‬نوع الشركة متبوعا ببيان في "حالة تصفية"‬
‫‪ -2‬مبلغ رأس المال الموجود لديها‪.‬‬
‫‪ -7‬عنوان المقر الرئيسي‪.‬‬
‫‪ -1‬أرقام قيد الشركة في السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬أسماء المصفين وألقابهم وموطنهم‪.‬‬
‫‪ -5‬تاريخ ومحل انعقاد الجمعية المكلفة باإلقفال إذا كانت هي التي وافقت على حسابات المصفين‪ ،‬وفي‬
‫حالة العكس فالبد من ذكر تاريخ الحكم القضائي المنصوص عليه في المادة المتقدمة وكذلك بيان‬
‫المحكمة التي أصدرت الحكم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬ذكر كتابة المحكمة التي أودعت فيها حسابات المصفين‪.‬‬

‫يتضح جليا من خالل ما سبق حتى يكون اإلعالن عن إقفال التصفية قانونيا‪ ،‬البد أن ينشر في النشرة‬
‫الرسمية لإلعالنات القانونية‪ ،‬بطلب من المصفي ويستلزم هذا اإلعالن ضرورة إتباعه بالبيانات السابقة‬
‫الذكر‪ ،‬وبذلك يحق لكال من يهمه األمر االطالع على حسابات التصفية بمجرد إيداعها من طرف المصفي‬
‫بكتابة ضبط المحكمة‪ ،‬والحصول على نسخة منها على حساب نفقته‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.51-52 :‬‬

‫‪24‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تاريخ قفل التصفية‬


‫بانتهاء عملية التصفية تزول الشخصية المعنوية للشركة نهائيا‪ ،‬ولذلك بات من الضروري تحديد الوقت‬
‫الذي تنتهي فيه التصفية‪.‬‬

‫لذلك تعددت اآلراء الفقهية والقضائية في تحديد تاريخ انتهاء التصفية والتي نعرضها من خالل تقسيم هذا‬
‫الفرع إلى بندين‪ ،‬حيث خصص البند األول لآلراء الفقهية‪ ،‬وأما البند الثاني فيعني باآلراء القضائية‪.‬‬

‫البند األول‪ :‬اآلراء الفقهية‬


‫‪ -‬فذهب البعض ممن يعتبر التصفية مجرد عملية ممهدة للقسمة إلى أن تنتهي فور تقديم المصفي‬
‫الحساب والمصادقة عليه من قبل الشركاء أو غيرها عند إجراء القسمة النهائية لها في موجودات الشركة‪،‬‬
‫ألنه منذ إجراء هذه القسمة تفقد تلك الموجودات صفة األموال المشتركة وتصبح أموال خاصة للشركاء الذين‬
‫دخلت في نصيبهم فيفقد دائنو الشركة حق األفضلية عليها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬وذهب رأي آخر إلى اعتبار أن التصفية تهدف إلى صيانة مصلحة دائني الشركة‪.‬‬

‫ولذلك يجب التفريق بين أمرين‪:‬‬

‫المسألة األولى‪ :‬في العالقة بين الشركاء‪:‬‬

‫يتوقف انتهاء التصفية على إرادة هؤالء‪ ،‬واذا لم تظهر إرادتهم بوضوح يعود استخالصها للمحاكم إذا‬
‫اقتضى األمر‪ ،‬وتعد التصفية منتهية‪ ،‬بتقديم الحساب من المصفي‪ ،‬وحصوله على مخالصة نهائية من‬
‫الشركاء‪.‬‬

‫المسألة الثانية‪ :‬في العالقة مع دائني الشركة‪:‬‬

‫ال تنتهي التصفية وبالتالي ال تزول شخصية الشركة المعنوية إال باستيفاء كامل ديونهم‪ ،‬أو بمرور‬
‫الزمن المحدد عليها أي التقادم‪ ،‬ويظل لدائني الشركة حق التنفيذ على أموالها‪ ،‬الموجودة عينا حتى بعد إجراء‬
‫القسمة‪ ،‬لكن المطالبة عندئذ تجري في مواجهة الشركاء‪ ،‬بعد زوال الذمة المالية للشركة وتكون خاضعة‬
‫‪2‬‬
‫للتقادم الخماسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن) الجزء الثاني‪ ،2557 ،‬ص‪.122:‬‬
‫‪2‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.125-122 :‬‬

‫‪25‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫البند الثاني‪ :‬اآلراء القضائية‬


‫كما انقسم الفقه بشأن تحديد تاريخ انتهاء التصفية‪ ،‬انقسم كذلك القضاء فاعتبرت بعض من المحاكم أن‬
‫التصفية منتهية منذ تقديم الحساب واعطاء المصفي أجره عن أعماله من قبل شركاء‪.‬‬

‫وقد اعتمد هذا الرأي أيضا على محاكم االستئناف حيث ذهبت إلى اعتبار التصفية منتهية من إجراء‬
‫القسمة النهائية لموجودات الشركة اعتبار أن دائني الشركة يصبحون بعد ذلك مجرد دائنين بتشخيص‬
‫الشركاء يتزاحمون مع سائر دائنيهم الشخصيين‪.‬‬
‫إال أن هناك بعض الق اررات أعطت الحق لدائني الشركة الذين تظهر ديونهم بعد القسمة بالرجوع على الشركة‬
‫‪1‬‬
‫واعتبار التصفية مفتوحة من جديد والمصفي ممثال لها في هذه المطالبة‪.‬‬
‫ومن خالل ذلك يجب القول إلى أنه إذا كان عقد الشركة أو نظمها يحدد مدة معينة إلجراء التصفية‪،‬‬
‫فالبد من إتباع تلك المدة‪ ،‬فإذا ال تحدد مدة ما إلنهاء التصفية‪ ،‬أو في قرار تعيين المصفي يجوز لكل شريك‬
‫‪2‬‬
‫أن يطلب من المحكمة تعيين المدة التي تنتهي فيها التصفية‪.‬‬
‫ويجوز مد المدة المعينة للتصفية بقرار من الجمعية العامة أو جماعة الشركاء بعد اإلطالع على تقرير‬
‫من المصفي‪ ،‬يذكر فيه األسباب التي حالت دون إتمام التصفية في المدة المعينة لها‪ ،‬واذا كانت مدة‬
‫‪3‬‬
‫التصفية معينة من المحكمة فال يجوز مدها إال بإذن منه‪.‬‬
‫ولقد حدد المشرع الجزائري مدة وكالة المصفي بثالثة أعوام ال يمكن تجاوزها إال في حدود معينة‪ ،‬ويجب‬
‫على المصفي عند طلب تجديد وكالته أن يبين األسباب التي حالة دون إقفال التصفية والتدابير التي ينوي‬
‫إجراءها واآلجال التي تقتضيها إتمام التصفية‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة‪ 587 :‬من ق ‪ .‬ت ‪.‬ج‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار إقفال التصفية‬
‫إن إقفال التصفية ينتج عليه عدة آثار والتي يمكن التفصيل فيها من خالل هذا المطلب الذي قسم إلى‬
‫أربعة فروع‪ ،‬حيث خصص الفرع األول لدراسة زوال الشخصية المعنوية للشركة‪ ،‬أما الفرع الثاني فيختص‬
‫بمحو قيد الشركة من السجل التجاري‪ ،‬أما الفرع الثالث فيعنى ببيان األموال التي لم تتناولها التصفية‪ ،‬وفي‬
‫األخير البد من توزيع الصافي بعد عملية التصفية والذي يعنى به الفرع الرابع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪2‬‬
‫فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة)‪ ،‬الطبعة ‪ ،2‬د‪ .‬ج‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ 2722‬ه – ‪ ،1121‬ص‪.22:‬‬
‫‪3‬‬
‫سميحة القليوبي‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1122 ،‬ص‪.122:‬‬

‫‪26‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬زوال الشخصية المعنوية‬


‫األصل أن الشخصية المعنوية للشركة تنتهي بحلها وانقضائها ومع ذلك فإن انقضاء الشركة ال يترتب‬
‫عليه زوال شخصيتها المعنوية وانما تظل الشركة محتفظة بشخصيتها المعنوية طيلة فترة التصفية بالقدر‬
‫الالزم للتصفية مراعاة لمصلحة الشركاء ودائني الشركة على السواء‪1،‬كما أنه يترتب على بقاء الشخصية‬
‫المعنوية للشركة بعد انحاللها وفي فترة التصفية بقاء ذمة الشركة المالية قائمة وضامنة لحقوق دائني الشركة‬
‫وحدهم دون ديون الدائنين الشخصيين للشركاء‪ ،‬وتظل الدعاوى أثناء فترة التصفية ترفع من الشركة ويمثلها‬
‫‪2‬‬
‫المصفي‪.‬‬
‫غير أن وبالرجوع إلى أحكام نص المادة ‪ 566‬ق ‪ .‬ت‪.‬ج والتي تنص على أنه‪ «:‬وتبقى الشخصية المعنوي‬
‫للشركة قائمة الحتياجات التصفية إلى أن يتم إقفالها»‪.‬‬

‫وبالتالي فإن إقفال التصفية ينهي الشخصية المعنوية للشركة‪ ،‬غير أن انتهائها ال يسري على الغير‪ ،‬إال من‬
‫تاريخ نشر إقفال التصفية وفقا لألصول ومتى تمت التصفية وتحدد لنا الصافي من أموال الشركة انتهت‬
‫مهمة المصفي وزالت الشخصية المعنوية للشركة نهائيا ويلتزم المصفي بعد تقديم الحساب عن أعماله أن‬
‫‪3‬‬
‫يودع دفاتر الشركة وأوراقها ومستنداتها إلى المحكمة‪ ،‬ما لم تعين غالبية الشركاء أحد األشخاص الستالمها‪.‬‬

‫ضف إلى ذلك فإن الشخصية المعنوية ال تزول بمجرد انقضائها ويرجع السبب في ذلك إلى أنه لو زالت‬
‫الشخصية المعنوية بمجرد انقضائها وقبل تصفيتها‪ ،‬ألصبحت أموال الشركة مملوكة على الشيوع وألمكن‬
‫وبالتالي لداخلي الشركاء الشخصيين من مزاحمة دائني الشركة في التنفيذ على أموالها ولتعذر القيام بتصفية‬
‫‪4‬‬
‫أعمال الشركة باستفاء حقوقها وسداد ديونها‪.‬‬

‫إال أنه قد تثار بعض من الصعوبات بعد شهر إقفال التصفية والتأثير في السجل التجاري منها على‬
‫سبيل المثال ظهور دائن لم يدخل دينه في التصفية أو وجود نزاع كانت الشركة طرفا فيه ولم يكن قد تم‬
‫الفصل في تاريخ إقفال التصفية‪ ،‬ففي هذه الحاالت نجد أن رأي القضاء أن الشخصية المعنوية للشركة تظل‬
‫قائمة طالما أن حقوق والتزامات دائني الشركة لم تتم تصفيتها وفي هذه الحالة يجب رفع األمر للقضاء‬

‫‪1‬‬
‫سعيد يوسف البستاني‪ ،‬قانون األعمال والشركات‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ، ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،1112 ،‬ص‪.121:‬‬
‫‪2‬‬
‫عمار عموره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221 :‬‬
‫‪3‬‬
‫إلياس ناصيف‪(،‬تصفية الشركات التجارية و قسمتها) المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫‪4‬‬
‫عزيز العكيلي‪ ،‬شرح القانون التجاري في الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،1111‬ص‪.21 :‬‬

‫‪27‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لتعيين وكيل ليتدارك األعمال التي لم تدخل في التصفية‪ ،‬وعلى ذلك فإن وكالة المصفي تبقى مستمرة‬
‫‪1‬‬
‫وتنقضي بإقفال التصفية‪.‬‬

‫ويمكن القول إلى أن المصفي ملزم بحفظ دفاتر الشركة التي تمت تصفيتها ومستنداتها لمدة ‪ 21‬سنوات من‬
‫تاريخ قفل الدفاتر التجارية‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 17‬من ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬محو قيد الشركة من السجل التجاري‬


‫يجب على المصفي بعد إقفال التصفية بمدة شهر على األكثر أن يطلب شطب تسجيل الشركة من‬
‫السجل التجاري‪.‬‬

‫وفي حالة عدم قيام المصفي بهذا الواجب‪ ،‬فيحق لكل ذي مصلحة وأولهم الشركاء أن يطلبوا من‬
‫‪2‬‬
‫المحكمة اتخاذ األمر بهذا الشطب‪.‬‬

‫واذا اتضح للقاضي المشرف على السجل التجاري أن القيد مستمر رغم انتهاء التصفية ومدة الشهر المذكور‪،‬‬
‫فإنه يأمر بهذا الشطب من تلقاء نفسه‪ ،‬باعتبار أن القاعدة العامة تقضي بأنه عندما يالحظ القاضي المشرف‬
‫‪3‬‬
‫أن التسجيل بقي مستم ار بصورة غير قانونية فإن له السلطة بأن يأمر بشطبه‪.‬‬

‫بناءا على ما تقدم يمكن القول أن شطب الشركة من السجل التجاري يؤدي إلى انعدامها‪ ،‬وبالتالي يكون‬
‫سببا لحلها وتصفيتها‪ ،‬ويكون هذا الشطب مباشرة بمقتضى قرار تصدره المحكمة المكلفة به‪.‬‬

‫ويالحظ أن المشرح الجزائري قد أوجب طلب الشطب في حالة حل الشركة إال أنه يالحظ أن ذلك ال يكون‬
‫ممكنا إال بعد انتهاء أعمال التصفية ألن الشركة تظل محتفظة بشخصيتها طوال فترة التصفية بالقدر الالزم‬
‫‪4‬‬
‫للتصفية ومادامت الشخصية المعنوية ال تزال باقية فال يكون هناك محل لشطب القيد‪.‬‬

‫وقد تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري قيد ميز بين حالتين وهما حالة الشطب المؤقت‪ ،‬وحالة الشطب‬
‫النهائي‪ ،‬فالشطب المؤقت التلقائي والذي يقصد به الشطب الذي يتم من قبل القائم على السجل التجاري‪ ،‬إما‬
‫من تلقاء نفسه أو بعد إخطاره من قبل السلطات اإلدارية أو القضائية‪ ،‬أو أية جهة أخرى يحددها القانون‪ ،‬أما‬

‫‪1‬‬
‫أحمد محرز‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية ’الطبعة الثانية ‪ ،‬دار منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،1117 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪‌.117‬‬ ‫‪‌2‬إلياس ناصيف‪( ،‬تصفية الشركات التجارية وقسمتها)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫ص‪‌.222:‬‬ ‫‪‌3‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (األحكام العامة للشركات)‪،‬الجزء األول‪، 2557 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫علي فتاك‪ ،‬مبسوط القانون التجاري الجزائري في السجل التجاري (دراسة مقارنة) الطبعة االولي ‪ ،‬ابن خلدون للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1117 ،‬ص‪212 :‬‬

‫‪28‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في حالة الشطب النهائي من السجل التجاري يكون في حالة مشتركة واحدة هي انقطاع النشاط التجاري‬
‫وانتهائه فعال‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وبالتالي فإنها تلزم بطلب شطب القيد متى توقفت عن ممارسة النشاط التجاري بأي سبب من األسباب‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األموال التي لم تتناولها التصفية‬


‫إذا تبين بعد االنتهاء من إجراءات التصفية وشطبها من السجل التجاري وجود أموال منقولة أو غير‬
‫منقولة لم تشملها التصفية‪ ،‬يقوم مراقب الشركات بإحالة األمر للمحكمة بناءا على طلب مستعجل إلصدار‬
‫قرار يحدد كيفية تصفية هذه األموال سواء بتعيين مصفي جديد أو استمرار وكالة المصفي القديم لعمله‪ .‬غير‬
‫أن هذا الغرض نادر الحدوث في التصفية‪ ،‬وال يتفق مع االلتزامات التي يجب أن يقوم بها المصفي‪ ،‬إذ ال‬
‫يعقل أن تنتهي التصفية ثم يظهر بعد االنتهاء من أعمال التصفية وجود أموال منقولة أو غير منقولة باسم‬
‫‪2‬‬
‫الشركة لم تشملها أعمال التصفية‪.‬‬

‫فاإلجراءات التي يقوم بها المصفي تفترض أن تنتهي جميع أعمال التصفية وعلى هذا األساس قدم‬
‫حسابا ختاما‪ ،‬عند األعمال واإلجراءات التي قام بها ثم أن أعمال التصفية تتم تحت رقابة واشراف الشركاء‬
‫باعتبارهم أصحاب مصلحة فال يعقل أال يعلم الشركاء بأموال تعود إلى الشركة لم تصف قبل شطب الشركة‬
‫من السجل التجاري‪.‬‬

‫فالقانون قد خول للشركاء حق مراقبة أعمال التصفية وهم يمارسون حقهم هذا بمراقبتهم دفاتر الشركة‬
‫وحساباتها وسير أعمال التصفية ولهم الحق بأن يطلبوا من المصفي في كل وقت جميع المعلومات عن حالة‬
‫التصفية‪.‬‬

‫لذلك يضع المصفي تحت تصرفهم كل الدفاتر واألوراق المختصة بالتصفية على أال يعرقلوا أعمال التصفية‬
‫بتقديم طلبات تعسفية أو غير مشروعة وقانونية وعلى المصفي أن يطلع الشركاء على المحاسبة السابقة لبدء‬
‫التصفية كلما رغبوا في ذلك لكن ال يجوز للشركاء إرغام المصفي على تقديم حسابات مفصلة وكاملة عن‬
‫‪3‬‬
‫التصفية قبل انتهائها ولو استمرت أعمالها بضع سنوات‪.‬‬

‫وتمكينا للشركاء من ممارسة مراقبتهم عن أعمال التصفية أوجب القانون على المصفي موافقتهم ضمنيا ومثال‬
‫على ذلك إذا قبضوا المبلغ المترتب لهم بموجب الحسابات بدون اعتراض أو تحفظ‪ ،‬ويستطيع الشركاء‬

‫‪1‬‬
‫علي فتاك‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.212-211 :‬‬
‫‪2‬‬
‫عزيز العكيلي‪( ،‬شرح القانون التجاري في الشركات التجارية) المرجع السابق‪ ،‬ص‪.217:‬‬
‫‪‌.122‬‬ ‫‪‌3‬إلياس ناصيف‪( ،‬شركة التضامن)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪،121‬‬

‫‪29‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ممارسة رقابتهم عن طريق مقابلة حساب التصفية مع قائمة الجرد األصلية السابقة له التثبيت مما إذا قد تم‬
‫‪1‬‬
‫إيفاء ديون الشركة بكاملها‪.‬‬

‫ومن خالل ذلك فإن هذا الحساب يظهر الرصيد الصافي الذي يوزع بين الشركاء أو الخسارة التي تترتب‬
‫عليهم‪ ،‬وبذلك يتمكن الشركاء من إيداع موافقتهم على أعمال التصفية أو رفضهم‪ ،‬ويجب أن تبقى دفاتر‬
‫الشركة أو مستنداتها محفوظة وتكون من حق الشركاء وذوي الشأن وورثتهم أو الخلف في الحقوق أن يراجعوا‬
‫هذه المستندات ويدققوا فيها‪.‬‬

‫كما أنه على المصفي كما سبق وأن ذكرنا أنه عليه أن يقدم بعد ستة أشهر من تعيينه تقري ار إلى جمعية‬
‫‪2‬‬
‫الشركاء‪ ،‬مركز الشركة االيجابي والسلبي ومدى تقدم عملية التصفية والمدة الالزمة إلنهائها‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة من خالل ذلك فإنه عند انتهاء عملية التصفية يكون المصفي قد قام باستيفاء كل حقوق‬
‫الشركة وايفاء ديونها من قبل الغير ثم يعد قائمة الجرد واحصاء شامل لموجودات الشركة وعلى هذا تقفل‬
‫التصفية مما يتيح انتهاء مهام المصفي وتكون الشركة قد انتهت من الوجود بانتهاء شخصيتها القانونية‪ ،‬إال‬
‫أن المصفي يبقى رهين مصادقة جمعية الشركاء على عمله‪ ،‬فإذا صادق هؤالء يكون المصفي والتصفية قد‬
‫‪3‬‬
‫انتهت‪.‬‬

‫و في األخير يمكن القول أنه بعد تصديق جمعية الشركاء على الحسابات الختامية للتصفية أو تعذر ذلك بعد‬
‫صدور القرار القضائي بقفل التصفية وجب اإلعالن عنها حتى يعلم بها الغير‪ ،‬وتكون حجة في مواجهة‬
‫جميع الشركاء والغير‪ ،‬في سبيل ذلك تتبع اإلجراءات واألشكال القانونية المتطلبة في اإلعالن واإلشهار‬
‫وتوكل هذه المهمة للمصفي‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬توزيع الصافي بعد عملية التصفية‬


‫عندما تنتهي إجراءات تصفية أموال الشركة تنقضي مهمة المصفي وتزول الشخصية المعنوية للشركة‬
‫نهائيا‪ ،‬ومن ثم وجب إجراء القسمة‪.‬‬

‫وفي هذه الحالة يجوز للمصفي أن يقوم بتوزيع هذا الصافي باعتبار ذلك عمال نهائيا لمهامه‪ ،‬غير أنه غالبا‬
‫ما يفضل الشركاء القيام بعمليات القسمة بأنفسهم‪ ،‬ويكون اإلشراف على هذه العملية من طرفهم فإذا تعذر‬

‫‪1‬‬
‫أحمد محمود عبد الكريم‪ ،‬تصفية الشركات التجارية‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬العدد ‪ ،27‬المعهد القضائي األردني‪ ،‬دار اليازوري‪،2551 ،‬‬
‫ص‪.11:‬‬
‫‪‌.127‬‬ ‫‪‌2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪-122 :‬‬
‫‪3‬‬
‫كالم أمينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.71:‬‬

‫‪30‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ذلك على الشركاء نتيجة خالف نشب بينهم‪ ،‬جاز لكل من يهمه األمر سواء أكان أحد الشركاء أو دائنيه أن‬
‫يلجأ إلى القضاء للمطالبة بالقسمة‪ ،‬وهذا بعد إنذار المصفي طبقا ألحكام المادة ‪ 594‬ف ‪ 7‬من ق‪ .‬ت ‪.‬ج‪،‬‬
‫واألصل أن تتبع القسمة الطريقة التي اختارها الشركاء في العقد التأسيسي للشركة‪ ،‬وفي حالة ما إذا تعذر‬
‫‪1‬‬
‫ذلك وجب الرجوع إلى النصوص القانونية المتعلقة بالقسمة‪.‬‬

‫وما يمكن مالحظته من خالل ذلك أن مواد القانون التجاري لم توضح كيفية قسمة أموال الشركة‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة وجب الرجوع إلى أحكام القانون المدني التي تقضي في المادة ‪ 772‬بأن تطبق في قسمة الشركات‬
‫المال الشائع‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإن المصفي تخول له سلطة تقرير توزيع األموال التي أصبحت قابلة للتصرف فيها أثناء‬
‫التصفية وذلك دون اإلخالل بحقوق الدائنين ويجوز أيضا لكل من يهمه األمر اللجوء إلى القضاء والمطالبة‬
‫‪2‬‬
‫بتوزيع األموال أثناء التصفية‪ ،‬وهذا بعد إنذار من المصفي‪ ،‬وهذا ما قضت به المادة ‪ 594‬ق‪ .‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫ويمكن إيداع األموال المخصصة للتوزيع بين الشركاء والدائنين في أجل (‪ )21‬يوما ابتداء من قرار التوزيع‪،‬‬
‫وهذا في بنك باسم الشركة الموضوعة تحت التصفية ويجوز سحب هذه المبالغ بمجرد توقيع مصف واحد‬
‫‪3‬‬
‫وتحت مسؤوليته‪.‬‬

‫وقسمة أموال الشركة تتم على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -2‬في حالة ما إذا كان للشركاء حقوق في أموال الشركة المنحلة‪ ،‬يجوز لكل واحد منهم أن يحصل على‬
‫مبلغ يعادل قيمة الحصة التي قدمها للشركة عند تأسيسها‪ ،‬أو بما يعادل قيمة هذه الحصة وقت تسليمها‬
‫واذا لم تبين تلك ا لقيمة في العقد فإذا كان الشريك قد قدم حصة عينية للشركة‪ ،‬فإنه ال يستطيع المطالبة‬
‫باستردادها بعينها ‪ ،‬ولكن بقيمتها فقط‪ ،‬حتى ولو كانت ال تزال موجودة بالشركة مع أنه يجوز االتفاق بين‬
‫الشركاء على أنه في حالة التصفية يجوز لكل شريك استرداد حصته بعينها إذا كانت ال تزال موجودة‬
‫‪4‬‬
‫بالشركة‪.‬‬

‫أما الشريك الذي اقتصرت حصته عن تقديم عمل فإنه ال يسترد شيئا من رأس المال ألن حصته ال تدخل‬
‫في تكوينه‪ ،‬وبانحالل الشركة يكون قد استرد حصته بالفعل بحيث يتحرر من العمل لصالح الشركة‪ ،‬أما‬

‫‪1‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51:‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 557‬ق ‪ .‬ت ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة ‪ 551‬ق‪ .‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫عمار عمورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.251 :‬‬

‫‪31‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالنسبة للشريك الذي اقتصرت حصته في الشركة على ما قدمه من أعيان على سبيل االنتفاع فيجوز له‬
‫‪1‬‬
‫استردادها مادامت موجودة بذاتها ألنه لم يفقد ملكيتها‪.‬‬

‫‪ -1‬في حالة بقاء شيء من المال بعد استرداد الحصص وجب قسمته بين الشركاء وفقا للشروط المبنية في‬
‫العقد التأسيسي‪ ،‬فإذا سكت عن ذلك وجب قسمة المال الفائض على الشركة بنسبة مساهمتهم في رأس‬
‫مال الشركة هذا ما قضت به المادة ‪ 593‬من ق‪ .‬ت‪ .‬ج يقولها‪ «:‬تتم قسمة المال الصافي المتبقي بعد‬
‫سداد األسهم االسمية أو حصص الشركة بين الشركاء بنفس نسبة مساهمتهم في رأس مال الشركة‪ ،‬وذلك‬
‫‪2‬‬
‫باستثناء الشروط المخالفة للقانون األساسي»‪.‬‬

‫أما في حالة ما إذا تعرضت الشركة لخسارة ولم يكف صافي موجودات الشركة لسداد حصص الشركاء‬
‫‪3‬‬
‫فإن هذه الخسارة تقسم حسب النصوص المتفق عليها في العقد أي بحسب النسب المقدرة في توزيع الخسارة‪،‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 445‬ف ‪ 3- 7‬من ق‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪‌.251‬‬ ‫عمار عمورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬


‫نخلص من هذا الفصل أن التصفية هي مجموعة من العمليات الرامية إلى إنهاء أعمالها الجارية التي‬
‫تهدف إلى تحديد صافي أموال الشركات التجارية لتوافر سبب من أسباب االنقضاء وذلك من أجل قسمته بين‬
‫الشركاء‪ ،‬كما حدد المشرع الجزائري وفقا ألحكام القانون التجاري والقانون المدني الطرق واألنواع التي تتم بها‬
‫مرحلة التصفية‪ ،‬وهما الطريقة القضائية‪ ،‬فتتم باتخاذ الق اررات بتصفية الشركة من قبل المحكمة‪ ،‬أما الطريقة‬
‫االتفاقية فتكون باتخاذ الشركاء القرار باتفاقهم جميعا على تصفية الشركة بمحض إرادتهم‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫القانون األساسي للشركة‪.‬‬

‫كما أن المصفي توكل له صالحية القيام بكل األعمال المتعلقة بالذمة المالية للشركة خالل المدة المحددة‬
‫له‪ ،‬مع تقرير مسؤوليته عن كل ضرر يصيب الشركاء أو نتيجة خطئه‪.‬‬

‫وفي األخير لقد أعطى المشرع الجزائري الحق لكل شريك بعد تصفية الشركة وسداد ديونها أن يطلب‬
‫تقسيم المال المتبقي بين الشركاء‪ ،‬وبعدها تعتبر التصفية منتهية‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬تصفية شركة التوصية البسيطة أن موذجا‬

‫مقدمة الفصل الثاني‪:‬‬


‫فشركة التوصية البسيطة تخضع لعملية التصفية لنفس األسباب العامة النقضاء الشركات األخرى‪ ،‬كما‬
‫تنقضي ألسباب أخرى خاصة بطبيعتها‪ ،‬إذ يتم من خاللها تسوية الحسابات لتحديد نصيب كل واحد منهم‬
‫من الربح والخسارة‪ ،‬وتتم هذه التسوية إما عن طريق الشركاء واذا لم يتفق الشركاء على ذك يتم اللجوء إلى‬
‫القضاء ليتولى هذه العملية‪.‬‬

‫وعليه فإننا سنتطرق من خالل هذا الفصل الثاني والخاص بتصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا حيث‬
‫قسم هذا الفصل إلى مبحثين خصص المبحث األول لعرض مفهوم شركة التوصية البسيطة واجراءات‬
‫تصفيتها‪.‬‬

‫أما المبحث الثاني فيعني ببيان آثار تصفية شركة التوصية البسيطة وتقادم الدعاوى الناشئة عن أعمال‬
‫الشركة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم شركة التوصية البسيطة واجراءات تصفيتها‬


‫تعتبر شركة التوصية البسيطة نموذج األمثل لشركات األشخاص وهي الشركة التي تقوم على االعتبار‬
‫الشخصي‪ ،‬وتعتمد في تكوينها على عالقة صداقة أو قرابة تربط بين الشركاء‪ ،‬والتي تكون مبنية على الثقة‬
‫المتبادلة فيما بينهم‪ ،‬فهي تتكون من عدد قليل من الشركاء‪ ،‬لذلك يترتب على انقضائها التأثير على حياة‬
‫الشركة‪.‬‬

‫إال أنه يمكن إحالة بعض أحكامها إلى شركة التضامن‪ ،‬غير أنها تختلف عنها من حيث اتصافها بخصائص‬
‫تميزها عنها‪ ،‬إضافة إلى انفرادها من اإلجراءات التي تخضع لها في مرحلة تصفيتها‪.‬‬

‫ومن خالل ذلك قسمنا هذا المبحث إلى مطلبين‪ :‬حيث خصص المطلب األول إلى تعريف شركة التوصية‬
‫البسيطة وخصائصها‪ ،‬أما المطلب الثاني فيعني ببيان إجراءات تصفية شركة التوصية البسيطة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف شركة التوصية البسيطة‬


‫لم يعرف المشرع الجزائري شركة التوصية البسيطة‪ ،‬كما فعلت بعض التشريعات إال أنه قد نص على‬
‫بعض مميزات هذه الشركة‪.‬‬

‫ولذلك قسم هذا المطلب إلى ثالثة فروع‪ :‬حيث تناولنا في الفرع األول‪ :‬تعريف شركة التوصية البسيطة‪ ،‬أما‬
‫الفرع الثاني‪ :‬فخصص لعرض خصائص شركة التوصية البسيطة‪ ،‬أما الفرع الثالث فيعني ببيان كيفية إدارة‬
‫شركة التوصية البسيطة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف شركة التوصية البسيطة‬


‫تعرف شركة التوصية البسيطة بأنها‪ « :‬الشركة التي تعقد بين شريك واحد أو أكثر مسؤولين ومتضامنين‬
‫‪1‬‬
‫ويسمون موصين»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وبين شريك واحد أو أكثر يكونوا أصحاب أموال فيها وخارجين عن اإلدارة‬

‫‪ -‬وتصنف شركة التوصية البسيطة ضمن شركات األشخاص ألنها تقوم على االعتبار الشخصي مثلها مثل‬
‫شركة التضامن ولكنها تختلف عنها في بعض األحكام الخاصة بسبب وجود شركاء موصين إلى جانب‬
‫الشركاء المتضامنين‪ ،‬وقد نصت في هذا الصدد المادة ‪ 122‬مكرر ‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج بقولها ‪" :‬تطبق األحكام‬
‫المتعلقة بشركات التضامن الجماعية على شركات التوصية البسيطة إلى نفس القواعد المنصوص عليها في‬
‫هذا الفصل‪ ".‬هذا وتخضع شركة التوصية البسيطة إلى نفس القواعد التي تطبق على عقود الشركات‬

‫‪1‬‬
‫أحمد أبو الروس‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ، ،‬د ط‪ ،‬دار الهناء للطباعة والتجديد‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1111 ،‬ص‪.212:‬‬

‫‪36‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األخرى‪ ،‬وقد خصص لها المشرع الجزائري ‪ 22‬مادة وذلك من المادة ‪ 122‬مكرر حتى المادة ‪ 122‬مكرر‬
‫‪1‬‬
‫‪.21‬‬

‫‪ -‬ضف إلى هذا فقد أوجبت المادة ‪ 122‬مكرر أن يتضمن القانون األساسي لشركة التوصية البسيطة‬
‫البيانات التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬مبلغ وقيمة حصص كل الشركاء‪.‬‬

‫‪ -1‬حصة كل شريك متضامن أو شريك موصي‪.‬‬

‫‪ -2‬الحصة اإلجمالية للشركاء المتضامنين وحصتهم في األرباح وكدا الخسائر‪.‬‬

‫‪ -‬فشركة التوصية البسيطة هي عقد بين اثنين فأكثر يكون بعض الشركاء منهم متضامنا يلتزم بما يترتب‬
‫على الشركة من ديون بحصصهم وفي رأس المال وأموالهم الخاصة ويكون البعض اآلخر مسؤوال بنسبة‬
‫‪2‬‬
‫حصته في رأس مال الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬ويتضح من خالل تعريف شركة التوصية البسيطة أنها تتكون من نوعين من الشركاء‪:‬‬

‫هم الشركاء المتضامنون والذين يتمتعون بنفس المركز القانوني الذي يتمتع به الشركاء المتضامنون في شركة‬
‫التضامن من حيث المسؤولية الشخصية والتضامنية عن ديون الشركة والتزاماتها ومن حيث استحواذهم على‬
‫‪3‬‬
‫إدارة الشركة وظهور أسمائهم في عنوانها‪.‬‬

‫وشركاء موصون وتتحد مسؤولية هؤالء الشركاء عن ديون الشركة وتعهداتها بقدر ما قدموا في رأس المال من‬
‫حصص‪ ،‬وال تتعدى المسؤولية حدود تلك األنصبة لتشمل كما هو بالنسبة للمتضامنين في أموالهم الخاصة‪،‬‬
‫والحصص التي قدموها قد تكون عينية أو نقدية‪ ،‬إذ ال يجوز أن تكون حصتهم عن عمل‪ 4‬ويلزم كل واحد‬
‫منهم إال في حدود النسبة التي قدمها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪‌.175‬‬ ‫عموره عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪2‬‬
‫محمود الكيالني‪ ،‬الموسوعة التجارية والمصرفية (الشركات التجارية) المجلد الخامس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،1112‬ص‪.115 :‬‬
‫‪3‬‬
‫حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬موسوعة الفقه والقضاء في الشركات التجارية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬دار محمود للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص‪.772 :‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الحميد الشواربي‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (شركات األشخاص واألموال واالستثمار)‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،1112‬ص‪.155 :‬‬

‫‪37‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فشركة التوصية البسيطة تخضع من حيث تكوينها وتأسيسها للشروط الموضوعية العامة في عقد الشركة‬
‫وهي الرضا والمحل والسبب واألهلية‪ ،‬والشروط الموضوعية الخاصة في عقد الشركة بصفة عامة وهي تعدد‬
‫الشركاء وتقديم الحصص ونية المشاركة واقتسام األرباح والخسائر‪ ،‬وكذلك األركان الشكلية‪ ،‬من وجوب كتابة‬
‫‪1‬‬
‫عقد الشركة واشهاره ونشره بالطرق القانونية‪.‬‬

‫غير أن ملخص عقد شركة التوصية الذي يشهر في السجل التجاري يجب أن يقتصر على ذكر أسماء‬
‫الشركاء المتضامنين دون الموصيين‪ ،‬ويترتب على إغفال الشهر ذات الجزاء الذي يترتب على إغفال شهر‬
‫شركة التضامن إذ يترتب على عدم شهر شركة التوصية البسيطة بطالنها‪ ،‬وهذا البطالن ال يؤدي إلى تغيير‬
‫في المراكز القانونية للشركاء الموصيين‪ ،‬غير أنه يمتنع على دائني الشركة أـن يحتجوا بإغفال شهر عقد‬
‫الشركة إلصباغ صفة الشركاء المتضامنين على الشركاء الموصين واعتبارهم ملزمون بديون الشركة بصفة‬
‫‪2‬‬
‫شخصية وعلى وجه التضامن‪.‬‬

‫يمكن القول بناء على ما تقدم أن شركة التوصية البسيطة تتكون من نوعين من الشركاء هم شركاء‬
‫متضامنون وشركاء موصون‪ ،‬ضف إلى هذا فإن األساس التاريخي لشركة التوصية البسيطة هو نظام قرض‬
‫المخاطر الجسيمة‪ ،‬أي قانون التجارة البحرية‪ ،‬والشركة األقرب لهذه الشركة هي شركة التضامن‪ ،‬كما أن‬
‫شركة التوصية البسيطة تشبه شركة المضاربة المعروفة في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص شركة التوصية البسيطة‬


‫تمتاز شركة التوصية البسيطة بالخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬عنوان الشركة‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 763‬مكرر ‪ 7‬من ق‪.‬ت‪.‬ج على أنه‪ « :‬يتألف عنوان الشركة من أسماء كل الشركاء‬
‫المتضامنين أو من اسم أحدهم أو أكثر متبوع في كل الحاالت بعبارة " وشركائهم"‪.‬‬

‫واذا كان عنوان الشركة يتألف من اسم شريك موصى‪ ،‬فيلتزم هذا األخير من غير تحديد وبالتضامن بديون‬
‫‪3‬‬
‫الشركة»‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ص‪‌.211:‬‬ ‫أحمد أبو الروس‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬د‪،‬ج‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،1112‬ص ص‪.225-222 :‬‬
‫‪3‬‬
‫األمر رقم‪( 15 – 51 :‬ج ر‪ .‬عدد ‪ )22‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬

‫‪38‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويستفاد من هذا النص أن عنوان شركة التوصية البسيطة ال يشتمل إال على اسم واحد أو أكثر من الشركاء‬
‫المتضامنين ويضاف إليه كلمة وشركاؤهم‪ ،‬والعبرة من هذا هو أن يعلم الغير بوجود الشركة أما الشركاء‬
‫الموصون فال يجوز أن تندرج أسماؤهم في عنوان الشركة وذلك ألن مسؤولياتهم محدودة بقدر الحصة المقدمة‬
‫في أرس مال الشركة‪ ،‬وفي حالة ما إذا أذن أحد الشركاء الموصين بدخول اسمه في عنوان رأس مال الشركة‪،‬‬
‫فيسأل مسؤولية مطلقة عن ديون الشركة كما لو كان شريكا متضامنا وتبعا لذلك يكتسب صفة التاجر‪،‬‬
‫والسبب في ذلك هو أن الشريك الموصي يظهر للغير بمظهر الشريك المتضامن مما يستوجب حماية‬
‫‪1‬‬
‫األشخاص الذين يتعاملون مع الشركة‪.‬‬

‫‪ -7‬وجود فئتين من الشركاء‪:‬‬


‫أ‪ -‬شركاء المتضامنين‪ :‬ويسأل كل واحد منهم عن ديون الشركة مسؤولية شخصية تضامنية ومطلقة بمعنى‬
‫أن الشريك ال يسأل قبل دائني الشركة فقط بقدر حصته في رأس مال الشركة وانما يسأل أيضا عن الديون‬
‫في أمواله الخاصة كما هو الحال بالنسبة للشركاء جميعا في شركة التضامن‪ ،‬ويترتب على هذه المسؤولية‬
‫الشخصية التضامنية اكتساب الشريك صفة التاجر‪ ،‬كما تعود إدارة الشركة لكافة الشركاء ما لم يشترط في‬
‫القانون األساسي على خالف ذلك‪ ،‬وتندرج أسماء الشركاء جميعا في عنوان الشركة‪ ،‬وال يجوز أن تكون‬
‫حصص الشركاء ممثلة في سندات قابلة للتداول‪ ،‬إال أنه يمكن للشريك المتضامن تحويل جزء من حصصه‬
‫إلى شريك موص ي أو إلى شخص أجنبي عن الشركة وال يتم ذلك إال بموافقة جميع الشركاء المتضامنين‬
‫والشركاء الموصين الممثلين ألغلبية رأس مال الشركة وهذا طبقا للعقد التأسيسي للشركة (المادة ‪ ،763‬ف ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫مكرر ‪ 5‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫ويترتب على اكتساب الشريك المتضامن لصفة التاجر آثار هامة نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -2‬أنه يجب أن تتوافر فيه أهلية التجارة وهي بلوغه سن الرشد‪.‬‬


‫‪ -1‬أن يلتزم بالتزامات التجار‪ ،‬كإمساك الدفاتر التجارية‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه يعتبر في مواجهة مصلحة الضرائب‪ ،‬فهو الممول المسئول شخصيا عن الضريبة إذ أن ما يصيبه‬
‫من ربح يكون هو السبب القانوني في التزامه بالضريبة‪.‬‬
‫‪ -7‬إذا حكم بشهر إفالس الشركة بسبب التوقف عن دفع الديون استتبع ذلك إفالسه ألن أمواله ضامنة لديون‬
‫‪3‬‬
‫الشركة وتعهداتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمورة عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫‪3‬‬
‫حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.711 -712‬‬

‫‪39‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬الشريك الموصى‪ :‬وهو على خالف الشريك المتضامن في شركة التوصية البسيطة‪ ،‬فإن الشريك‬
‫الموصى في هذه الشركة ال يكتسب صفة التاجر وليس له الحق في اإلدارة‪ ،‬وال تدخل أسماؤهم في عنوان‬
‫الشركة‪ ،‬وال يسألون عن ديون الشركة إال في حدود الحصة التي قدمها في رأس مال الشركة سواء كانت‬
‫عينية أو نقدية‪ ،‬إذ ال يجوز أن تكون حصته عن عمل‪ 1،‬وهذا استنادا إلى نص المادة ‪ 763‬فقرة ‪ 7‬مكرر‬
‫‪ 1‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫ويترتب على عدم اكتساب الشريك الموصي في شركة التوصية البسيطة صفة التاجر عدة آثار نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -2‬أنه ال يلتزم بالتزامات التجار‪ ،‬كإمساك الدفاتر والقيد بالسجل التجاري‪.‬‬


‫‪ -1‬أنه إذا حكم بشهر إفالس شركة التوصية البسيطة فإن ذلك ال يستتبع شهر افالس الشريك الموصي‪ ،‬ولو‬
‫تجار من قبل انضمامهم للشركة‪.‬‬
‫كانوا ًا‬
‫‪ -2‬أنه يجوز لألشخاص المحضور عليهم قانونا مباشرة التجارة‪ ،‬أن يكونوا شركاء موصين في شركة‬
‫التوصية لبسيطة‪ ،‬كما يجوز للوصي أن يستثمر أموال القاصر كشريك موصى في شركة التوصية‬
‫‪2‬‬
‫البسيطة‪.‬‬

‫وقد اختلف فيما كان التزام الموصي بتقديم حصته في رأس مال الشركة يعتبر تجاريا أوال‪.‬‬

‫والرأي الراجح فقها وقضاءا‪ .‬أن هذا االلتزام يعتبر تجاريا تطبيقا لنظرية األعمال التجارية بالتبعية‪ ،‬والرأي‬
‫عندنا أن التزام الموصي بتقديم حصته ال يعبر تجاريا بل هو التزام مدني‪ ،‬ألن الشريك الموصي انما يقوم‬
‫أساسا بعمل توظيف للمال‪ ،‬وألن مسؤوليته محدودة بقيمة حصته في حين أن األعمال التجارية تتضمن‬
‫‪3‬‬
‫المضاربة والمسؤولية المطلقة‪.‬‬

‫فاالستناد إلى نظرية التبعية فغير سليم ألنها ال تلحق األعمال التي يقوم بها التاجر لحاجات تجارية‬
‫والموصي ليس تاج ار وتطبيقها على الشركات قاصر على األعمال التي تقوم بها الشركة كشخص معنوي له‬
‫صفة التاجر وليست الشركة هي التي تكتب في حصته الموصي‪ ،‬وأنه يترتب على كون التزام الموصى‬
‫بتقديم حصته عمال مدنيا أن للقاصر غير المأذون له في االتجار أن يكون شريكا موصيا إما ألنه تلقى هذا‬
‫المركز عن مورثه أو ألن وليه أو وصيه قد استثمر أمواله كحصة توصية في شركة توصية بسيطة‪ ،‬ويحدث‬
‫‪4‬‬
‫غالبا في حالة وفاة شريك متضامن أن يتحول ورثته القصر إلى شركاء موصين بمقتضى شرط في العقد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫‪2‬‬
‫حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.751‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.221-227 :‬‬
‫‪4‬‬
‫حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.717:‬‬

‫‪40‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -3‬عدم جواز انتقال حصة الشريك‪:‬‬


‫باعتبار أن هذه الشركة من شركات األشخاص والتي تقوم على االعتبار الشخصي فإنه ال يجوز فيها‬
‫للشريك سواء كان متضامنا أو موصيا أن يتنازل عن حصته للغير إال بموافقة جميع الشركاء‪ ،‬كما أن وفاة‬
‫أحد الشركاء أو الحجر عليه أو إعساره أو انسحابه يترتب عليه انقضاء الشركة‪ ،‬ما لم يتم االتفاق على‬
‫‪1‬‬
‫خالف ذلك في عقد الشركة‪ ،‬وال فرق في ذلك بين الشركاء المتضامنين أو الشركاء الموصيين‪.‬‬

‫‪ -4‬المسؤولية المحدودة للشريك الموصي‪:‬‬


‫ال يسأل الشريك الموصي في شركات التوصية البسيطة عن ديون الشركة إال مسؤولية محدودة بقدر‬
‫حصته وبغير تضامن مع باقي الشركاء بخالف الشريك المتضامن الذي يسأل عن ديون الشركة في جميع‬
‫‪2‬‬
‫أمواله بالتضامن‪.‬‬

‫إذا أوفى الشريك الموصي بحصته كاملة للشركة فال يجوز مساءلته بأكثر من مقدار هذه الحصة‪ ،‬وال يجوز‬
‫لدائني الشركة أن يوجهوا إليه أية مطالبة‪ ،‬أما إذا كان الموصي لم يقدم حصته كاملة أو بعضها للشركة‪،‬‬
‫جاز للشركة أن تطالبه بتقديمها‪ ،‬ويجوز لدائني الشركة أن يطالبوه بتقديمها باسم الشركة عن طريق الدعوى‬
‫الغير المباشرة‪ ،‬بيد أن الرجوع بهذه الدعوى يعرض الدائن لخطر االحتجاج في مواجهته بالدفوع التي يجوز‬
‫للموصي التمسك بها تجاه الشركة‪ ،‬كأن يتمسك بالمقاصة إذا أصبح دائنا للشركة أو أن يحتج ببطالن الشركة‬
‫لعدم الشهر‪ ،‬كما أن كل فائدة تنتج من استعمال الدعوى غير مباشرة تدخل في ذمة الشركة وتكون ضمانا‬
‫‪3‬‬
‫لجميع دائنيه‪.‬‬

‫وتفاديا للعيوب الناشئة عن استعمال الدعوى غير المباشرة وتدعيما الئتمان الشركة‪ ،‬أجاز القضاء‪،‬‬
‫مؤيدا في ذلك من جانب كبير من الفقه‪ ،‬لدائن الشركة‪ ،‬أن يرجع بدعوى مباشرة على الشريك الموصى‬
‫لمطالبته بتقديم الحصة التي تعهد بها‪ ،‬وحجة القضاء في ذلك‪ ،‬أن حصة الشريك الموصي تعتبر جزء من‬
‫رأس المال‪ ،‬وهو الحد األدنى للضمان العام والذي يعتمد عليه دائنوا الشركة فمن حقهم العمل على استكماله‪،‬‬
‫بمعنى أن االعتراف لهم بحق مباشرة على الشريك الموصي ال يخرج عن كونه تطبيقا سليما لمبدأ ثبات رأس‬
‫‪4‬‬
‫المال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الوهاب عبد اهلل المعمري‪ ،‬اندماج الشركات التجارية ‪ -‬متعددة الجنسيات‪ ،-‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪ .‬دار‪ .‬ن ‪ ،‬القاهرة‪ ،1121 ،‬ص‬
‫ص‪.112-111:‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القليويي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.227 :‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.252:‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.212:‬‬

‫‪41‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويراعي في ذلك أنه ليس للدائن مطالبة الشريك الموصي بتقديم حصته إال إذا كانت له مصلحة في‬
‫ذلك‪ ،‬وتتوافر هذه المصلحة في حالة التصفية أو اإلفالس أما خالل حياة الشركة فيثبت الحق في المطالبة‬
‫‪1‬‬
‫بالحصص لمدير الشركة أو الشركاء‪.‬‬

‫وفي األخير ومما تقدم يمكن القول أن الشريك المتضامن في شركة التوصية البسيطة يكتسب صفة‬
‫التاجر على خالف الشريك الموصي ال يكتسبها‪ ،‬وبالتالي فإن إفالس الشركة يؤدي إلى إفالس الشركاء‬
‫المتضامنين وال يؤدي إلى إفالس الشريك الموصي وافالس هذا األخير ال يؤدي إلى انقضاء الشركة‪.‬‬

‫ضف إلى هذا فإنه على الشريك الموصي تقديم حصته‪ ،‬فإذا أخل بذلك كان لمدير الشركة بوصفه ممثلها‬
‫القانوني أن يطالبه بتنفيذ التزامه‪ ،‬كما أنه من حق دائني الشركة في هذه الحالة أن يطالبوه بذلك بموجب‬
‫دعوى مباشرة على أساس أن رأس مال الشركة هو الضمان العام لدائنيها‪ ،‬كما أن التزام الشريك بتقديم‬
‫حصته يعتبر من وجهة نظري عمال تجاريا يخضع ألحكام القانون التجاري‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إدارة شركة التوصية البسيطة‬


‫تخضع شركة التوصية البسيطة لألحكام العامة في إدارة الشركة بوجه عام لكن نظ ار الختالف المركز‬
‫‪2‬‬
‫القانوني لطائفتي الشركاء التي تتكون منها هذه فإن ذلك ينعكس بالضرورة على إدارتها وطريقة تسييرها‪.‬‬

‫فإدارة شركة التوصية البسيطة تتم بواسطة مدير أو مدراء يتم تعيينهم من بين الشركاء المتضامنين‪ ،‬ويجوز‬
‫أن يكون المدير شريكا موصيا ويخضع مدير أو مدراء الشركة إلى األحكام الخاصة بشركات التضامن من‬
‫حيث تعيينهم أو سلطاتهم أو إقالتهم أو مسؤوليتهم‪ ،‬والبد من موافقة جميع الشركاء على تعيين المدير إال إذا‬
‫‪3‬‬
‫نص عقد الشركة على خالف ذلك‪.‬‬

‫وفيما يلي سنتعرض لشرح أحكام إدارة شركة التوصية البسيطة وأهم ما يميزها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬منع الشريك الموصي من تولي اإلدارة (أو ما يعرف بالحظر)‬


‫القاعدة العامة هي أنه ال يمكن للشريك الموصى أن يقوم بأي عمل تسيير خارجي ولو بمقتضى وكالة‪،‬‬
‫وفي حالة مخالفة هذا المنع يتحمل الشريك الموصى بالتضامن مع الشركاء المتضامنين ديون الشركة‬
‫والتزاماتها المترتبة عن األعمال الممنوعة‪ ،‬ويمكن أن يلتزم بالتضامن بكل التزامات الشركة أو بعضها فقط‬
‫حسب عدد أو أهمية هذه األعمال الممنوعة‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 122‬مكرر ‪ 1‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.251:‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.277:‬‬
‫‪3‬‬
‫فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركة التجارية (األحكام العامة والخاصة)المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221:‬‬

‫‪42‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولقد ثار جدال فقهي حول معرفة الحكمة من منع الشريك الموصى التدخل في إدارة شركة التوصية التي‬
‫وبناءا على‬
‫ً‬ ‫هو شريك فيها‪ ،‬لماذا يقتصر حق اإلدارة للشركاء المتضامنين فقط‪ ،‬فمن خالل ما تقدم أعاله‬
‫نص المادة ‪ 122‬مكرر ‪ 1‬ق‪.‬ت‪.‬ج أن الحظر يعود سببه إلى أمرين نوجزهما كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬يرى البعض أن الحكمة من منع الشريك الموصي‪ ،‬هي نوع من حماية الشركاء المتضامنين في شركة‬
‫التوصية البسيطة‪ ،‬فال يصح أن تترك مقدراتهم‪ ،‬وتعرضهم لمسؤولية غير محدودة‪ ،‬في يد شريك قد ال تمنعه‬
‫مسؤوليته المحدودة من القيام بتصرفات تعرض الشركة إلى مخاطر قد تتعدى إمكانياتها المالية وبالنهاية‬
‫يتحمل تبعة ذلك التصرف الشركاء المتضامنون‪ ،‬ولهذا البد أن تترك إدارة الشركة بين الشركاء المتضامنين‬
‫لكي تتوفر لديهم االستقاللية التي تجعلهم يتصرفون بحكمة ومقدرين ظروف الشركة وبشكل يالئم حجم‬
‫‪1‬‬
‫مكانتها المالية‪.‬‬

‫من خالل هذا الرأي يتضح أن هذه الحماية نتيجتها هي حتى ال يندفع الشركاء الموصون في القيام‬
‫بتصرفات من شأنها توريط الشركة في عمليات أو صفقات تفوق إمكانياتها المادية‪ ،‬وهذا اعتمادا على‬
‫‪2‬‬
‫مسؤوليتهم المحدودة بينما يسأل عنها الشركاء المتضامنون بصفة مطلقة في أموالهم الخاصة‪.‬‬

‫ب‪ -‬يرى البعض اآلخر أن الحكمة من منع الشريك الموصي من إدارة شركة التوصية البسيطة هو حماية‬
‫للغير‪ ،‬ذلك ألنه لو سمح للشريك الموصي بإدارة الشركة الختالف األمر على الغير واعتقد أن الشريك الذي‬
‫يتعامل معه شريك متضامن وليس شريكا موصيا‪ ،‬فقد ينخدع الغير بالظاهر بينما الحقيقة هي غير ذلك سيما‬
‫وأن من يتعامل مع الشركة ال يرجع إلى السجل التجاري أو إلى عقد الشركة لمعرفة صفة الشريك الذي‬
‫‪3‬‬
‫يتعامل معه‪.‬‬

‫فمن خالل هذا الرأي الثاني والذي جاء حماية للغير وذلك حتى ال ينخدع في حقيقة مركز الشريك‬
‫الموصى فيعتقد أنه شريك متضامن ومسؤول مسؤولية مطلقة عن ديون الشركة فيطمئن إلى مالءته المالية‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ويمنح الشركة ائتمانا كبيرا‪ ،‬ثم بعدها يفاجأ بأنه شريك موصى ال يسأل إال بقدر حصته‪.‬‬

‫ويمكن الرد على كال الرأيين بالقول أن إدارة الشركة قد تناط بشخص أجنبي عنها‪ ،‬وبالتالي قد ال يكون‬
‫أحرص من الشريك الموصي في إدارته للشركة‪ ،‬وأن التعامل مع هذا المدير قد يوحي أيضا للغير بأنه شريك‬
‫متضامن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فوزي محمد سامي ‪ ،‬الشركات التجارية‪( ،‬األحكام العامة والخاصة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222:‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.271 :‬‬
‫‪3‬‬
‫فوزي محمد سامي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.222:‬‬
‫‪4‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.271 :‬‬

‫‪43‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولقد انتقد هذا الرأي على أساس أن الغير قد يخضع بسهولة في حقيقة الموصي ويعتبره شريكا متضامنا‪،‬‬
‫في حين أن المدير إذ كان أجنبيا فال يصعب على الغير الوقوف على أمره‪ ،‬وعلى أنه ليس بشريك عن‬
‫طريق اإلطالع على عنوان الشركة الذي يوقع به العقد‪.‬‬

‫ويبدو من أن مرد قاعدة منع الشريك الموصي من إدارة الشركة يعود في الواقع إلى أصلها التاريخي‪،‬‬
‫حيث كان الموصي مموال يسلم أمواله للشريك المتضامن لكي يستثمرها لحسابهما المشترك دون أن يظهر‬
‫الموصي كشريك متضامن حيال الغير‪ ،‬إذ أن وضعه االجتماعي والسياسي أو المهني كان يحول عادة دون‬
‫‪1‬‬
‫إدارة مشروعا تجاريا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقسيم أعمال اإلدارة إلى أعمال خارجية وأعمال داخلية‬


‫الشريك الموصي عضوا في الشركة تهمه مصلحتها وله حقوق خاصة به كشريك فيها ويقع حظر الشريك‬
‫الموصي من إدارة شركة التوصية البسيطة على أعمال اإلدارة الخارجية دون أعمال اإلدارة الداخلية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يفهم من خالل النص التشريعي ذلك أن الفقه والقضاء في فرنسا يميزان بين هذين النوعين من أعمال اإلدارة‪.‬‬

‫وضابط الت فرقة بين أعمال اإلدارة الخارجية وأعمال اإلدارة الداخلية هو مدى تأثير تلك األعمال على ائتمان‬
‫الغير‪ ،‬فاألعمال التي يبدو فيها الشريك الموصي للغير وكأنه ممثال للشركة يمنع من القيام بها‪ ،‬أما األعمال‬
‫‪2‬‬
‫التي تستند إلى حقه كشريك موصي في الشركة من استعمال حقه في اإلشراف والرقابة‪.‬‬

‫أ‪ -‬أعمال اإلدارة الخارجية‪:‬‬

‫فالمقصود بأعمال اإلدارة الخارجية تلك التي تتطلب تمثيل الشركة أمام الغير واتصل المدير بالجمهور‬
‫في أعمال تجعل الشركة دائنة أو مدينة‪ ،‬نظ ار لتعاقده باسم الشركة مع الغير ففي هذه الحالة يمتنع على‬
‫الشريك الموصى أن يقوم بمثل هذه األعمال حتى ولو كانت عملية واحدة‪ ،‬أو كانت تلك األعمال قد قام بها‬
‫‪3‬‬
‫بناء على توكيل من جانب الشركاء المتضامنين أو من مدير الشركة‪.‬‬

‫فمنع الشريك من اإلدارة ليس أم ار مطلقا والمنع يقتصر على أعمال اإلدارة الخارجية حماية للغير الذي‬
‫يتعامل مع الشركة‪ ،‬وعليه يمنع على الشريك الموصي من أن يتولى منصب مدير الشركة أو أن يكون مدي ار‬
‫ألحد فروعها حتى وان وافق عن ذلك جميع الشركاء فهو ممنوع عن ممارسة أي تصرف له صلة مع الغير‬

‫‪1‬‬
‫فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة) ’المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.221 – 222:‬‬
‫‪2‬‬
‫فوزي محمد سامي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.221:‬‬
‫‪3‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.272-271:‬‬

‫‪44‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كالشراء لحساب الشركة‪ ،‬أو بيع أموالها أو االقتراض باسم الشركة‪ ،‬أو الدخول مع الغير في عقود تتعلق‬
‫بنشاط الشركة‪.‬‬

‫وال يقتصر المنع على أن يكون مدي ار للشركة وانما عليه أن يمتنع من القيام بأية عملية مع الغير باسم‬
‫الشركة‪ ،‬حتى وان كان قد تم توكيله من مدير الشركة‪ ،‬إال أن هناك بعض األعمال التي تعتبر أعماال‬
‫خارجية ولكن يمكن أن يقوم بها الشريك الموصي إذا وكل بالقيام بها دون أن يؤثر ذلك على ائتمان الغير‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كأن يكون محاميا يتوكل عن الشركة في إقامة الدعوى على الغير‪.‬‬

‫ب‪ -‬أعمال اإلدارة الداخلية‪:‬‬

‫ف المقصود بأعمال اإلدارة الداخلية تلك األعمال التي تتصل بنشاط الشركة دون أن يتطلب ذلك ظهور‬
‫الشريك أمام الغير كممثل لها‪ ،‬كاالطالع على دفاتر الشركة ومستنداتها‪ ،‬وابداء الرأي في أعمالها والقيام‬
‫بالرقابة أو توظيفه كمحاسب أو مدير فني أو مصفي متى دخلت الشركة في دور التصفية‪.‬‬

‫وللشريك الموصى أن يستعمل حق في هذه األعمال وال يجوز أن يتضمن العقد التأسيسي شرطا يقضي‬
‫بحرمان الشركاء الموصين من اإلطالع على دفاتر ومستندات الشركة‪ 2،‬وهذا ما قضت به المادة ‪ 122‬مكرر‬
‫‪3‬‬
‫‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫إذن هذه األعمال ال تعتبر من أعمال اإلدارة التي يمنع القانون الشريك الموصي من القيام بها‪.‬‬

‫ونضيف إذا تعاقد الشريك الموصي مع الشركة بصفته الشخصية كأن يشتري منها ما تنتجه من سلع أو يبيع‬
‫لها موادا أولية أو يورد لها خدمات وغير ذلك فال يعتبر ذلك تدخال في شؤون الشركة اإلدارية‪ ،‬كما يجوز أن‬
‫يعين الشريك الموصي عامال أو مشرفا على األعمال الداخلية في الشركة كأن يكون محاسبا أو مراقبا للعمل‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وبالتالي ال يتعامل مع الغير وكأنه ممثال للشركة‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم ويمكن القول أنه للتمييز بين أعمال اإلدارة الداخلية وأعمال اإلدارة الخارجية مسألة‬
‫واقع يفصل فيها قاضي الموضوع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة) ’المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.222 -221:‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.272:‬‬
‫‪3‬‬
‫المادة ‪ 122‬مكرر ‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج تنص على أنه ‪ «:‬للشركاء الموصين‪ ،‬الحق مرتين خالل السنة‪ ،‬في االطالع على دفاتر‬
‫الشركة ومستنداتها وفي طرح أسئلة كتابية حول تسيير الشركة‪ ،‬وتكون اإلجابة عنها كتابيا أيضا»‪.‬األمر رقم‪( 15-51 :‬ج عدد‬
‫‪ ،)22‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.272:‬‬
‫‪4‬‬
‫فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222:‬‬

‫‪45‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجزاء المترتب على مخالفة الحظر‬


‫جزءا على مخالفة الحظر الذي تضمنه نص‬
‫لقد رتب المشرع في المادة ‪ 122‬مكرر ‪ 1‬من ق‪.‬ت‪.‬ج ا‬
‫هذه المادة والمتمثل في منع الشريك الموصي من القيام بأعمال اإلدارة الخارجية‪ ،‬فإذا خالف الشريك‬
‫الموصي هذا الحظر قامت مسؤوليته التضامنية في تحمل ديون الشركة فيجوز إلزام الشريك بكل تعهدات‬
‫الشركة والتزاماتها أو بعضها حسب عدد وجسامة األعمال التي قام بها‪.‬‬

‫ويتضح من النص القانوني أنه يطبق على الشريك الموصي في حالة المخالفة جزاءان‪:‬‬

‫جزاء إجباري‪ :‬يقع بقوة القانون فيسأل فيه الشريك الموصي مسؤولية شخصية ومطلقة وعلى وجه التضامن‬
‫فيسأل فيه الشريك الموصي مسؤولية شخصية ومطلقة وعلى وجه التضامن عن الديون التي تثقل كاهل‬
‫الشركة من جراء األعمال التي قام بها‪ ،‬فال يكون للقاضي سلطة تقديرية في هذا الموضوع‪.‬‬

‫وجزاء جوازي أو اختياري‪ :‬يلزم فيه الشريك على وجه التضامن من جميع ديون الشركة وتعهداتها ولو لم تكن‬
‫ناتجة عن األعمال التي قام بها‪ ،‬فيكون للقاضي سلطة تقديرية في توقيع هذا الجزاء عليه‪ ،‬وهذا حسب عدد‬
‫‪1‬‬
‫وأهمية األعمال التي تدخل في دائرة الحظر‪.‬‬

‫فمتى تبين للقاضي أن األعمال التي قام بها الشريك الموصي تبلغ درجة من األهمية والخطورة بحيث‬
‫أوهمت الغير على أن هذا الشريك مسؤول مسؤولية شخصية‪ ،‬وقع عليه القاضي جزاء المسؤولية المطلقة‬
‫‪2‬‬
‫والتضامنية على كافة ديون الشركة التي نشأت منذ قيامه بأعمال اإلدارة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لعالقة الشريك الموصى بغيره من الشركاء المتضامنين فإننا نفرق بين ما إذا قام بهذا العمل‬
‫بتوكيل منهم أو دون توكيل‪ ،‬فإذا قام بهذا العمل بناء على توكيل منهم‪ ،‬فإنه يبقى شريكا موصيا في‬
‫مواجهتهم ويرجع عليهم بما يكون قد دفعه من ديون الشركة زيادة عن مقدار حصته‪.‬‬

‫أما لو كان الشريك الموصي قد قام بالعمل دون توكيل من الشركاء المتضامنين ولكن من تلقاء نفسه‪،‬‬
‫فإن تصرفه ال يلزم الشركة ويعتبر مسؤوال شخصيا في مواجهة من تعاقد معه‪ ،‬وال يرجع الشريك الموصي‬
‫على الشركة بما أوفى به نتيجة تصرفه إال وفقا ألحكام اإلثراء بال سبب وأحكام الفضالة‪ ،‬وهذا إذا نجم عن‬
‫‪3‬‬
‫أعماله فائدة للشركة والشركاء‪ ،‬فيكون رجوعه في هذه الحالة في حدود هذه الفائدة فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.211 :‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.275:‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.211:‬‬

‫‪46‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تصفية شركة التوصية البسيطة‬


‫المشرع الجزائري لم ينظم أحكام خاصة بتصفية شركة التوصية البسيطة‪ ،‬إال أنه بالرجوع إلى نص‬
‫المادة ‪ 122‬مكرر من ق‪.‬ت‪.‬ج على أنها تسري على تصفية شركة التوصية البسيطة األحكام المتعلقة‬
‫بتصفية شركة التضامن‪ ،‬غير أن هناك بعض االختالفات التي تتميز بها‪.‬‬

‫وللتعرف على أحكام تصفية هذه الشركة قسم هذا المطلب إلى ثالثة فروع حيث خصص الفرع األول إلى‬
‫تعيين المصفي وعزله وسلطاته‪ ،‬أما الفرع الثاني فيعني ببيان حقوق المصفي والتزاماته وأجرته‪ ،‬أما الفرع‬
‫الثالث فيخصص لعرض مدة وكالة المصفي وانتهاء التصفية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعيين المصفي وعزله وسلطاته‬


‫يتولى تمثيل الشركة خالل فترة التصفية شخص يسمى المصفي الذي توكل إليه مهمة إجراء العمليات‬
‫الالزمة للتصفية إلى أن تنتهي ومن أجل القيام بعمليات التصفية وانهائها البد من وجود مصف أو أكثر‬
‫لتكليفه بمهام التصفية حيث يعرف بأنه الشخص الذي تعهد إليه تصفية الشركة بعد انقضائها أو إبطالها وقد‬
‫يكون واحدا أو أكثر‪.‬‬

‫ويتم تعيين المصفي من خالل عدة طرق نوجزها كمايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعيين من قبل الشركاء‬


‫‪1‬‬
‫يقوم بالتصفية عند االقتضاء إما جميع الشركاء واما مصفى واحد أو أكثر تعيينهم أغلبية الشركاء‪.‬‬

‫فشركة التوصية البسيطة يترتب على انحاللها وجوب تصفية أموالها وبالتالي تعيين مصفي أو أكثر للشروع‬
‫بأعمال التصفية واالطالع عليها واألصل في ذلك تعيين المصفي من حق الشركاء وأن للشركاء مطلق‬
‫الحرية في أن يحددوا في عقد الشركة كيفية تعيين المصفي وربما نصوا على أن يقوم بالتصفية مدير الشركة‬
‫في اليوم ا لذي يقرر فيه حلها أو أن يقوم بها جميع الشركاء بتصفيتها مجتمعين أو على تعيين مصفي بشرط‬
‫‪2‬‬
‫أن يقع تعيينه بإجماع الشركاء وأغلبيتهم‪.‬‬

‫وقد يكون المصفي معينا في عقد تأسيس الشركة أو في نظامها المقرر أو تكون طريقة تعيينه أو الجهة‬
‫تعينه منصوص عليها في العقد أ ن النظام المقرر فعند ذلك يتبع حكم النص‪ ،‬أما إذا لم ينص على‬
‫التي ّ‬
‫شيءفي هذا الشأن فإن المهمة توكل أمر بتعيين المصفي إلى الشركاء أنفسهم‪ ،‬ويكون ذلك باألغلبية‬
‫العددية‪ ،‬فقد يقرر أغلبية الشركاء أن يقوم بالتصفية الشركاء جميعا‪ ،‬ويقع ذلك عادة إذا كان عقد الشركاء‬

‫‪1‬‬
‫علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2555 ،‬ص‪.252:‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.215:‬‬

‫‪47‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫قليال السيما إذا كان الجميع يتولون إدارة الشركة‪ ،‬وقد تقرر األغلبية العددية للشركاء أن يقوم بالتصفية‬
‫شخص واحد أو أكثر من المصفيين يعينونه بالذات‪ ،‬وال يشترط في تعيينه األغلبية‪ ،‬مصفيا أو أن يكون‬
‫‪1‬‬
‫شريكا‪ ،‬بل يصلح أن يكون أجنبيا عن الشركة‪.‬‬

‫وحتى يتم تعيين المصفي يعتبر المديرون بالنسبة إلى الغير في حكم المصفيين فالمصفي يمثل الشركة‬
‫في حالة التصفية‪ ،‬وقد تعينه المحكمة عند االختالف أو عند تصفية الشركة الناشئة عن عقد باطل‪ ،‬واذا‬
‫‪2‬‬
‫انقضت فترة قبل تعيينه فإن للغير أن يعتبر المدير في حكم المصفي‪.‬‬

‫ويعين المصفي االختياري أو المصفين وفقا لما هو منصوص عليه في نظام الشركة أو ما تم تقريره في‬
‫الهيئة العامة أو الغير عادية بحسب األحوال في هذا الشأن‪ ،‬فإن لم تتوصل الهيئة العامة إلى قرار جاز‬
‫تعيينه من قبل المحكمة‪ ،‬واذا تعدد المصفون كان على الهيئة العامة أن تعين لهم الصالحيات التي يزاولون‬
‫فيها عملهم مجتمعين أو منفردين وفقا للقانون‪ ،‬واال كان االثنين منهما أن ي ازوال ما هو ضروري من تلك‬
‫‪3‬‬
‫الصالحيات المنوط التكليف بها وفي حدوده‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعيين المصفي عن طريق القضاء‬


‫إذا لم يتضمن عقد الشركة بند ينظم كيفية تعيين المصفي وتعذر على الشركاء االتفاق بطريقة ودية‪ ،‬فإنه‬
‫يتم تعيينه قضائيا بناءا على طلب من أحد الشركاء أو ممن له مصلحة في تعيينه كدائني الشركة‪ ،‬أو دائني‬
‫الشركاء الشخصيين إذ يسمح لهؤالء باستعمال حق مدينهم الشريك ويطلبوا من القضاء تعيين المصفي باسم‬
‫‪4‬‬
‫الشريك‪.‬‬

‫أما في الحاالت التي تكون فيها الشركة باطلة لكنها تزاول نشاطها بطريقة عادية ولم يتم حلها فهي تعتبر‬
‫شركة واقعية يتعين تصفيتها‪ ،‬حيث أنه في هذه الحالة ال يعتد بما ورد في عقدها التأسيسي إذا كان يحتوي‬
‫على بند ينص على تعيين المصفي أو كيفية تعيينه‪ ،‬باعتبار أن المحكمة هي من تتولى مهمة تعيينه مثلما‬
‫هو الحال إذا كانت الشركة منحلة بحكم قضائي فهذا األخير يجب أن يكون مشموال على اسم المصفي الذي‬
‫يستولي عملية التصفية‪ ،‬والمصفي المعين عن طريق القضاء يتمتع بنفس السلطات الممنوحة للمصفي الذي‬

‫‪1‬‬
‫أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.215:‬‬
‫‪‌2‬علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪‌.222:‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد محرز‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.227:‬‬
‫‪4‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬شركة التضامن ’المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51:‬‬

‫‪48‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تم تعيينه بطريقة ودية بين الشركاء‪ ،‬وسواء تم تعيين المصفي من طرف الشركاء أو عن طريق القضاء فإن‬
‫‪1‬‬
‫القانون يلزم بنشر القرار القاضي بتعيين المصفي الذي يجب عليه عبئ اتخاذ إجراءات النشر‪.‬‬

‫غير أن تعيين المصفي قد يستغرق وقتا والشركة تكون قد انحلت سلطة مديريها فتبقى دون مصفي وال‬
‫مسير‪ ،‬حيث يجوز لمدير الشركة أو أحد مسيريها في الفترة ما بين حل الشركة وتعيين المصفي أن يقوموا‬
‫باألعمال الضرورية لمواجهة حاالت االستعجال والقيام بكافة اإلجراءات الضرورية للمحافظة على أموال‬
‫‪2‬‬
‫الشركة ورعاية مصالحها‪.‬‬

‫حيث أنه ينتقل حق تعيين المصفين للمحكمة بناءا على الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬حالة عدم إجماع الشركاء أو عدم حصول األغلبية على ذلك التعيين إن كان عقد الشركة يجيز تعيين‬
‫المصفي بأغلبية الشركاء‪.‬‬
‫‪ -1‬حالة حل الشركة بقرار قضائي‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا انقضت صالحية المصفي المعين من قبل رفاقه أو بحجزه الجسماني أو استقالته أو عزله وعدم اتفاق‬
‫الشركاء على تعيين بديل عنه‪.‬‬
‫‪ -7‬حالة إبطال الشركة‪.‬‬

‫ويعتبر تعيين المصفي من قبل المحكمة من األمور القضائية‪ ،‬فال يمكن أن يطلب إلى المحكمة هذا‬
‫التعيين إال في صورة دعوى قضائية أي صورة طلب عادي‪ ،‬وبذلك يكون القرار الصادر بتعيين المصفي‬
‫‪3‬‬
‫خاضعة للقواعد العامة في طرق الطعن في األحكام‪.‬‬

‫وبناءا على ما تقدم يمكن القول أن التصفية تكون إما اختيارية عندما يتفق جميع الشركاء على تعيين‬
‫المصفي وتحديد أجوره من قبلهم‪ ،‬وقد تكون التصفية إجبارية يتم تعيينه من قبل المحكمة بناء على طلب‬
‫الشركاء أو أ ي منهم ويتم تعيين المصفي وتحديد أجوره من قبل المحكمة‪ ،‬إذا انقضت الشركة بحكم القانون‬
‫أو بقرار قضائي‪.‬‬

‫أما عزل المصفي فيخضع ألحكام القواعد العامة إذا لم ينص المشرع على كيفية عزله‪ ،‬وبذلك يجوز عزله‬
‫من قبل السلطة التي تملك تعيينه‪ ،‬أي من قبل الشركاء أو من قبل المحكمة إذا كان تعيينه من قبلها بناء‬
‫على طلب أحد الشركاء‪ ،‬إذا وجد سبب قانوني لذلك‪ ،‬ويجوز للمحكمة أن تعزل المصفي حتى إذا كان تعيينه‬
‫من قبل الشركاء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سعيد يوسف البستاني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.155:‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحميد الشواربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.211 :‬‬
‫‪3‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬

‫‪49‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫قرر أو حكم يعزل المصفي من قبل السلطة المختصة يجب أن يتضمن تعيين من يحل محله وال‬
‫وكل ا‬
‫‪1‬‬
‫يحتج بقرار العزل وتعيين مصفي جديد في مواجهة الغير إال من تاريخ قيده في السجل التجاري‪.‬‬

‫كما يحق ألحد الشركاء أو في أي شخص له مصلحة كدائن الشركة أن يطلب من القضاء عزل المصفي‬
‫حتى وان لم يكن هم من عينوه‪ ،‬إذا كانت هناك مبر ارت وأسباب مشروعة تدعو لطلب العزل كعدم أمانة‬
‫المصفي أو إهماله أو بسبب أخطائه المتكررة‪ ،‬فتكون للمحكمة السلطة التقديرية في تقدير األسباب المقدمة‬
‫وان حكمت بعزل المصفي أو تم عزله من طرف الشركاء جاز له المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحقه‬
‫‪2‬‬
‫من جراء هذا القرار إذا لم يكن هناك عذر مقبول أو أن العزل قد تسبب في اإلساءة إلى مركزه‪.‬‬

‫ضف إلى هذا فإن المصفي قد يعتزل من مهامه ألسباب يقدرها شخصيا أو بسبب مرضه‪ ،‬أو عجزه الذي‬
‫يعيق مواصلة مهامه‪ ،‬فله الحق في التنصل من المسؤولية بشرط أن ال تكون استقالته في وقت غير مناسب‬
‫‪3‬‬
‫واال اعتبر متعسفا في استعمال حقه فيكون ملزما بتعويض عن األضرار التي تلحق الشركة والشركاء‪.‬‬

‫واألصل أن سلطات المصفي تكون محددة في عقد الشركة أو في القرار الصادر بتعيينه وفي هذه الحالة‬
‫يجب على المصفي أن يعمل في حدود سلطاته المحددة وتكون تصرفاته صحيحة ونافذة في حق الشركة في‬
‫هذه الحدود‪ ،‬واذا لم يتم ذلك التحديد فإن على المصفي وجوبا القيام بتصريف أعمال الشركة بما يتفق‬
‫وأهداف التصفية دون غيرها‪ ،‬وعليه أن يسير في التصفية بترتيب موضوعي دون اإلخالل بالقواعد القانونية‬
‫‪4‬‬
‫أو االتفاقية‪.‬‬

‫وللمصفى سلطة القيام بجميع األعمال الالزمة للتصفية أي تحديد الصافي من أموال الشركة لقسمته بين‬
‫الشركاء وهي تشمل مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬فللم صفي أن يستوفي ما للشركة من حقوق قبل الغير أو قبل الشركاء فيطالب مديني الشركة بالوفاء‬
‫‪5‬‬
‫ويطالب الشركة بتقديم ما تعهدوا به من حصص‪.‬‬
‫‪ -‬وللمصفي أيضا أن يفي بما على الشركة من ديون ولما كان القانون لم ينظم أية إجراءات جماعية لتسوية‬
‫ديون الشركة قيد التصفية بقصد كفالة المساواة بين الدائنين‪ ،‬فإن المصفي أن يفي للدائنين حسب ترتيب‬

‫‪1‬‬
‫عزيز العكيلي‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬د‪،‬ج‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1111 ،‬ص‪.222:‬‬
‫‪2‬‬
‫معارفية مالية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.222-221 :‬‬
‫‪3‬‬
‫عزيز العكيلي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.212:‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الوهاب عبد اهلل المعمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.125:‬‬
‫‪5‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات –شركات األشخاص‪ -‬شركات األموال) د‪.‬ط‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2555 ،‬ص‪.212:‬‬

‫‪50‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تقدمهم‪ ،‬وال يستطيع المصفي أن يرغم الدائن على قبول الوفاء بالدين قبل حلول أجله‪ ،‬واذا لم تكن أموال‬
‫الشركة كافية إليفاء الديون المستحقة ‪ ،‬وجب على المصفي أن يطلب من الشركاء المبالغ الالزمة للوفاء إذا‬
‫كان هؤالء مسؤولين عن ديون الشركة بصفة شخصية‪ ،‬أو إذا كانوا ال يزالون مدنيين بجميع حصصهم في‬
‫رأس المال أو بقسم منها‪ ،‬وتوزع حصص الشركاء المعسرين على سائر الشركاء بنسبة مساهمتهم في‬
‫‪1‬‬
‫الخسائر‪.‬‬
‫‪ -‬وللمصفي أن يبيع موجودات الشركة‪ ،‬فله أن يبيع بضائع وأدوات الشركة وله أن يبيع عقارات الشركة بيعا‬
‫قضائيا‪ ،‬وذلك مع مراعاة القيود الواردة في قرار تعيينه‪ ،‬والق اررات التي يتخذها الشركاء باإلجماع أثناء‬
‫التصفية‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 522‬ف‪ 2‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬وللمصفي أن ينجز األعمال الجارية التي بدأت فيها الشركة قبل حلها‪ ،‬ولكن ال يجوز له أن يبدأ أعمال‬
‫جديدة باسم الشركة إال إذا كانت هذه األعمال الجديدة نتيجة الزمة إلتمام أعمال سابقة الحل‪ .‬واذا خالف‬
‫المصفي هذا الحكم كان مسؤوال شخصيا عن األعمال التي شرع فيها وال يجوز له أيضا أن يبيع جزافا‬
‫‪2‬‬
‫المؤسسة التجارية للشركة إال بمقتضى ترخيص خاص من الشركاء‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق المصفي والتزاماته وأجرته‬
‫تسرى أحكام الوكالة بأجر على ما يقوم به المصفي من أعمال تتعلق بتصفية شركة التوصية البسيطة‬
‫ويترتب على ذلك التزامات وهي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب على المصفى أن يبذل في القيام بأعمال التصفية عناية الرجل المعتاد‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم المصفى بتقديم المعلومات الوافية عن حالة التصفية إلى الشركاء متى طلبوا ذلك وأن يضع تحت‬
‫تصرفهم الدفاتر واألوراق المختصة بأعمال التصفية شريطة أال يقيم الشركاء العراقيل سبيل التصفية بسبب‬
‫مطالبة غير مشروحة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬يلتزم بتقديم كشف حساب عن أعمال التصفية مؤيدا بالمستندات‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم بالمحافظة على مال الشركة الذي استلمه بصفته مصفيا واعادته إليها واال يستعمل مال الشركة‬
‫لحسابه الخاص وعليه فوائد المبالغ التي استخدمها لصالحه من وقت استخدامها‪.‬‬
‫‪ -‬إذا أناب المصفى عنه غيره في القيام بتنفيذ أعمال التصفية دون موافقة الشركاء كان مسؤوال عن عمل‬
‫النائ ب كما لو كان هذا العمل قد صدر منه شخصيا ويكون المصفى ونائبه في هذه الحالة متضامنين في‬
‫‪4‬‬
‫المسؤولية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.252:‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال طه ’أسياسيا القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.257-252 :‬‬
‫‪3‬‬
‫حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.721-722 :‬‬
‫‪4‬‬
‫حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.721 :‬‬

‫‪51‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وللمصفى حق في األجر عن أعمال التصفية فإذا لم تعين أجرته فللقاضي أن يحدد مقدارها‪ ،‬ويبقى للشركاء‬
‫حق االعتراض على هذا التقدير‪.‬‬
‫واذا دفع المصفى من ماله ديونا للشركة‪ ،‬كان له الحق الرجوع على الشركاء بما دفعه على الشركاء كل‬
‫‪1‬‬
‫بنسبة حصته‪.‬‬

‫ويتقاضى المصفي أجرة عن عمله يعينها الشركاء عند اتفاقهم على تعيينه أو تحددها المحكمة عند‬
‫تعيين المصفى من طرف المحكمة‪ ،‬كما يعرض المصفى على ما أنفقه على التصفية من نفقات وغالبا ما‬
‫تكون متناسبة مع قيمة الحقوق واألموال التجارية المحققة للشركة‪ ،‬وهذا وتجدر اإلشارة إلى أنه لم يرد ذكر‬
‫تحديد أجرة المصفي في القانون المدني أو التجاري الجزائري أو التشريعات األخرى‪ ،‬ومع ذلك فإن القضاء‬
‫هو من يتولى تحديدها‪ ،‬وبالتالي تحديد هذه األجرة يعتبر ضابطا من ضوابط السلطة التقديرية للقاضي الذي‬
‫‪2‬‬
‫يحدد طبيعة الشركة أو رأس المال ونوع التصفية ومدتها وعدد المصفين الذين توكل إليهم هذه األعمال‪.‬‬

‫ويحق للمصفي كذلك استرداد التسبيقات المقدمة منه إلى التصفية والتعويض عن الضرر يكون قد لحق به‬
‫من جراء قيامه بمهامه‪ ،‬واألجر المتفق عليه أو المتعارف عليه من خدماته‪ ،‬ويعد تأمينا لدفع المبالغ المترتبة‬
‫له‪ ،‬يحق الحبس على أموال الشركة‪ ،‬وبصورة خاصة على ما يكون قد جرى تحصيله بواسطته في أثناء‬
‫التصفية‪ ،‬وبالتالي اقتطاع قيمة مطالبته من النقود الموجودة لديه‪ ،‬والعائدة وان لم تكن تلك المبالغ المتوافرة‬
‫لديه غير كافية الستيفاء أجرته ونفقاته‪ ،‬يحق له أن يرجع بالباقي على الشركاء بصورة شخصية‪ ،‬فيحق له‬
‫‪3‬‬
‫مطالبة الشركاء بها على وجه التضامن حتى ولو كان المصفي هو نفسه شريكا‪.‬‬

‫كما أنه يمكنه إقامة دعوى شخصية في حالة عدم قيام الشركاء بتسديد أجرة هذا المصفي وعليه فإنه‬
‫مهما كانت فحوى الدعوى التي يقيمها فإنه ال يحق له الرجوع على الشركاء إال كل حسب القيمة التي‬
‫‪4‬‬
‫يتحملها‪.‬‬

‫واألصل أن المصفي له أجرة عن عمله بوصفه يقوم بتصفية شركة تجارية وأنه عادة يكون خبي ار‬
‫متخصص في هذا العمل‪ ،‬ومن أحكام القضاء أن مقياس الجهد المصفي في القيام بمأموريته يجب أال يبنى‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص‪ ،‬شركات األموال) المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.215:‬‬
‫‪2‬‬
‫سميحة القيلوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.215:‬‬
‫‪3‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪،‬ص‪.222-221 :‬‬
‫‪4‬‬
‫فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1112 ،‬ص‪.25:‬‬

‫‪52‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫على مجرد ساعات التي يستغرقها تحرير محاضر عن األعمال أو تقرير المصفي النهائي‪ ،‬بل على دقة هذا‬
‫‪1‬‬
‫العمل وأهميته إليها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مدة وكالة المصفي وانتهاء التصفية‬


‫حدد المشرع الجزائري مدة وكالة المصفي بثالث سنوات مع إمكانية تجديد هذه المدة من طرف الشركاء‬
‫أو رئيس المحكمة‪ ،‬إذ يحق للمصفي طلب تجديد وكالته بشرط أن يبين األسباب التي حالت دون إقفال‬
‫التصفية والتدابير التي ينوي اتخاذها واآلجال التي يقتضيها إتمام التصفية وهذا تطبيقا لنص المادة ‪587‬‬
‫‪2‬‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫لكن من جهة أخرى نجد أن المشرع لم ينص على مدة الالزمة إلتمام عملية التصفية وفي حالة ما إذا‬
‫كان عقد الشركة ينص على مدة معينة فيتعين على المصفي التقيد بها مع إمكانية تمديدها إذا اقتضت‬
‫الضرورة ذلك‪ ،‬أما في حالة ما إذا خال عقد الشركة من مدة معينة إلتمام أعمال التصفية كانت المدة هي‬
‫‪3‬‬
‫األجل الالزم لالنتهاء من أعمال التصفية وفقا لطبيعة أعمال الشركة محل التصفية‪.‬‬

‫ومتى تمت التصفية وتحدد الصافي من أموال الشركة انتهت مهمة المصفي‪ ،‬وزالت الشخصية المعنوية‬
‫للشركة نهائيا ومن ثم يلتزم المصفي بتقديم حساب عن أعماله إلى الشركة وأن يضع بين أيديهم األموال‬
‫‪4‬‬
‫الباقية التي تصيح ملكا مشاعا للشركاء تجرى قسمته بينهم‪.‬‬

‫فإذا صادق الشركاء على تقرير المصفي أو المحكمة في حالة تعيينه من قبلها تنتهي مهمته وتب أر ذمته من‬
‫جميع األعمال التي قام بها وعند ذلك تعد التصفية منتهية‪ ،‬بعدها يتم اإلعالن عن إقفال التصفية في الجريدة‬
‫الرسمية لإلعالنات القانونية‪ ،‬وذلك بعد تسليمه نسخة من تقرير المصفي عن األعمال واإلجراءات التي قام‬
‫بها‪ ،‬وعندئذ يتم شطب الشركة من السجل التجاري الخاص بشركة التوصية البسيطة‪ ،‬واذا حصل أي‬
‫‪5‬‬
‫اعتراض من الشركاء عن أعمال التصفية ونتيجتها فعندئذ برفع األمر إلى المحكمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫معارفية مالية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.271:‬‬
‫‪2‬‬
‫األمر رقم‪( 15-51 :‬ج ر – عدد ‪ ،)22‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬
‫‪3‬‬
‫سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22:‬‬
‫‪4‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ -‬شركات األشخاص‪ -‬شركات األموال)‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.215:‬‬
‫‪5‬‬
‫عزيز العكيلي‪( ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221:‬‬

‫‪53‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار تصفية شركة التوصية البسيطة وتقادم الدعاوى الناشئة عن‬
‫أعمال الشركة‬
‫تعين بعد ذلك تصفية أموالها وقسمتها باعتبار القسمة العملية‬
‫متى انقضت شركة التوصية البسيطة ّ‬
‫التي تتبع التصفية‪ ،‬ويترتب على انقضائها ودخولها مرحلة التصفية احتفاظها بالشخصية القانونية نظ ار‬
‫ألهميتها في مباشرة إجراءات تصفية أموالها و موجوداتها لتحديد الصافي الذي يوزع بين الشركاء‪.‬‬

‫ومتى انقضت شركة التوصية البسيطة وقسمت أموالها فال تب أر ذمة الشركاء تجاه دائني الشركة‪ ،‬بل تظل‬
‫مسؤولية الشركاء قائمة‪ ،‬ويكون للدائنين الذين لم يستوفوا حقوقهم أن يطالبوا الشركاء بالوفاء بها‪ ،‬وذلك حتى‬
‫تتقادم هذه الحقوق بمضي المدة الخاصة لكل منها والتي تب أر من التاريخ الذي يصبح فيه الدين مستحق‬
‫األداء‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم قسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬حيث خصص المطلب األول لبيان آثار تصفية‬
‫شركة التوصية البسيطة‪ ،‬أما المطلب الثاني فيعنى ببيان انقضاء شركة التوصية البسيطة وتقادم للدعاوى‬
‫الناشئة عن أعمال الشركة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آثار تصفية شركة التوصية البسيطة‬


‫األصل أنه بمجرد انقضاء شركة التوصية تزول شخصيتها المعنوية إال أنه أثناء فترة التصفية فإن‬
‫الشخصية القانونية تبقى قائمة إلى غاية قسمة أموالها‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق قسم هذا المطلب إلى فرعين‪ ،‬حيث خصص المطلب األول للشخصية المعنوية للشركة‬
‫التوصية البسيطة في مرحلة التصفية‪ ،‬أما الفرع الثاني فيعني لعرض قسمة أموال شرك التوصية البسيطة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية لشركة التوصية البسيطة في مرحلة التصفية‬


‫فالشركات التجارية ال تتمتع بالشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري وهذا ما نصت‬
‫‪1‬‬
‫عليه المادة ‪ 749‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تنص المادة ‪ 175‬ق‪.‬ت‪.‬ج على أنه« ال تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري‪ ،‬وقبل‬
‫إتمام هذا اإلجراء يكون األشخاص الذين تعهدوا باسم الشركة ولحسابها متضامنين من غير تحديد أموالهم‪ ،‬إال إذا قبلت‬
‫الشركة‪ ،‬بعد تأسيسها بصفة قانونية أن تأخذ على عاتقها التعهدات المتخذة فتعتبر التعهدات بمثابة تعهدات الشركة منذ‬
‫تأسيسها»‪ .‬األمر رقم‪ 15-51 :‬عدد (ج ر‪ ،)22-‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.225:‬‬

‫‪54‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فاأل صل أن الشخصية المعنوية للشركة ال تنتهي بحلها وانقضائها ومع ذلك فمن المقرر أن انقضاء الشركة‬
‫ال يترتب عليه زوال شخصيتها المعنوية‪ ،‬وانما تظل الشركة محتفظة بشخصيتها المعنوية طيلة فترة التصفية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫بالقدر الالزم للتصفية مراعاة لمصلحة الشركاء ودائني الشركة على السواء‪.‬‬

‫فالشخصية المعنوية تعرف على أنها‪ «:‬صالحيتها الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات شأنها في ذلك شأن‬
‫األشخاص الطبيعية‪ 2،‬ولقد نصت عليها المادة ‪ 74‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪»3.‬‬

‫وبعد صدور القرار بتصفية شركة التوصية البسيطة‪ ،‬سواء تصفية اختيارية بقرار من الشركاء أو تصفية‬
‫إجبارية‪ ،‬فإن صالحيات مجلس اإلدارة تنتهي وتبقى للشركة شخصيتها المعنوية ألجل استكمال إجراءات‬
‫‪4‬‬
‫التصفية‪ ،‬ويكون للمصفي وحده الحق بإدارة الشركة تحت التصفية وتمثيلها‪.‬‬

‫الحكمة من ذلك أنه لو زالت الشخصية المعنوية للشركة بمجرد انقضائها كما كان يقضي المنطق البحث‬
‫ألصبحت أموال الشركة ملكا شائعا بين الشركاء وألمكن لدائني الشركاء الشخصيين مزاحمة دائني الشركة في‬
‫التنفيذ على أموالها‪ ،‬ولتعذر إنجاز األعمال الجارية واستيفاء حقوق الشركة ووفاء ما عليها من ديون‪،‬‬
‫والضطر كل دائن لمطالبة كل شريك بنصيه في الدين‪ ،‬ولتجنب كل هذه األضرار التي تلحق الشركاء ودائني‬
‫الشركة على السواء تقرر احتفاظ الشركة بشخصيتها المعنوية إلى أن تصفي أموالها سواء كانت هذه التصفية‬
‫‪5‬‬
‫نتيجة لحل الشركة أو إلبطالها‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم تجدر اإلشارة إلى أن الشخصية المعنوية للشركة نظ ار ألهميتها والدور الذي تلعبه‪ ،‬فإن‬
‫هذا األمر يستوجب استم ارريتها حتى ولو كانت الشركة منقضية حتى ولو كانت الشركة منقضية‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل إكمال كل إجراءات التصفية واستكمال األعمال التي كانت قد باشرت بإنتاجها‪ ،‬أو التي تعاقدت على‬
‫بيعها قبل إقرار تصفيتها‪.‬‬

‫ويترتب على احتفاظ شركة التوصية البسيطة بالشخصية المعنوية في فترة التصفية آثار هامة نذكر منها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪252:‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل المرجع السابق‪ ،‬ص‪.212:‬‬
‫‪3‬‬
‫تنص المادة ‪ 11‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه‪ « :‬يتمتع الشخص االعتباري بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنسان‪،‬‬
‫وذلك في الحدود التي يقررها القانون»‪ .‬األمر رقم‪ ،12-51 :‬عدد (ج ر‪ )52-‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪http://www.amawi.info/p=122‬‬ ‫يوم األربعاء ‪ 1122-7-22‬على الساعة ‪22:11‬‬
‫‪5‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ -‬شركات األشخاص‪ -‬شركات األموال)‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.212:‬‬

‫‪55‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬احتفاظ شركة التوصية البسيطة بذمتها المالية المستقلة حتى تنتهي أعمال التصفية وقسمة الموجودات‪،‬‬
‫ويترتب عل ى ذلك أنها تظل مالكة لموجوداتها خالل فترة التصفية‪ ،‬ومن ثم ال يجوز ألي شريك أن يلزم‬
‫الشركة بتصرفه في حصته أو أن يثقلها برهن قبل االنتهاء من التصفية والقسمة‪ ،‬بل على العكس يجوز‬
‫‪1‬‬
‫للمصفي أن يطالب الشركاء بما عليهم من حصص وأن يلتزم أمام الغير‪.‬‬
‫‪ -1‬تحتفظ شركة التوصية البسيطة باسمها مضافا إليه عبارة " تحت التصفية"‪ ،‬غير أن الشخصية المعنوية‬
‫التي تتمتع بها هذه الشركة وهي تحت التصفية تعد شخصية غير كاملة فهي محدودة بحدود التصفية وما‬
‫تقتضيه من أعمال‪ ،‬ومن ثم فيحظر عليها القيام بأعمال جديدة‪ ،‬ما لم تكن هذه األعمال الزمة إلتمام‬
‫‪2‬‬
‫أعمال سابقة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحتفظ شركة التوصية البسيطة بمقرها وجنسيتها‪ ،‬فيجب على المديرين والمصفين البقاء بذات مقر‬
‫الشركة‪ ،‬فهي تعلن وتخاطب في هذا المقر واال كان باطال كل إعالن يتم في غير هذا الموطن وال يحتج‬
‫‪3‬‬
‫به في مواجهة المصفي‪ ،‬كما تحتفظ بجنسيتها التي كانت لها أثناء حياتها‪.‬‬
‫‪ -7‬يجوز شهر إفالس شركة التوصية البسيطة متى توقفت عن دفع ديونها في فترة التصفية‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -1‬أن الشركة في فترة التصفية لها حق التقاضي كمدعية أو مدعي عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬ويعتبر المصفي ممثال قانونيا لشركة التوصية البسيطة ينوب عنها في التقاضي‪ ،‬ويطالب بحقوقها‬
‫‪5‬‬
‫وبتصرف في أموالها في حدود السلطة دون حاجة إلى الحصول على موافقة كل شريك على حدى‪.‬‬

‫على أن الشخصية المعنوية المحتفظة بها للشركة في فترة التصفية يجب أن تتماشى مع الحكمة التي‬
‫أوحت بها وبقدر الضرورة التي دعت إليها‪ ،‬ومن ثم فإنها ال تبقى للشركة إال بالقدر الالزم للتصفية وألجل‬
‫حاج ة التصفية فقط‪ ،‬ويترتب على ذلك أنه ال يجوز البدء بأعمال جديدة لحساب الشركة‪ ،‬ما لم تكن هذه‬
‫‪6‬‬
‫األعمال نتيجة الزمة إلنهاء أعمال قديمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قسمة أموال شركة التوصية البسيطة‬


‫القسمة هي العملية التي تتبع التصفية‪ ،‬ويقصد بها إيصال كل شريك إلى حقه في أموال الشركة‬
‫المنقضية‪ ،‬حيث يتفق الشركاء على من يتوالها وغالبا ما ينتدب المصفي للقيام بها‪ ،‬وفي هذه الحالة يعتبر‬

‫‪1‬‬
‫عبد الوهاب عبد اهلل المعمري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121:‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21:‬‬
‫‪3‬‬
‫سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.121:‬‬
‫‪4‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.251:‬‬
‫‪5‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21:‬‬
‫‪6‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.252-251:‬‬

‫‪56‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المصفي وكيال عن الشركاء‪ ،‬وليس ممثال للشركة‪ ،‬ألن هذه األخيرة قد زالت من الوجود نهائيا في شخص‬
‫‪1‬‬
‫معنوي بعد انتهاء عملية التصفية‪.‬‬

‫فالشركاء غالبا ما يفضلون القيام بعمليات القسمة بأنفسهم‪ ،‬فإذا اختلفوا بهذا الشأن جاز للشركاء أو أحد‬
‫دائني الشركة أن يرفع األمر إلى القضاء للمطالبة بالقسمة‪.‬‬

‫فمرحلة إجراء عملية القسمة تأتي كنتيجة طبيعية ومنطقية لمرحلة التصفية وذلك ألن األموال المتبقية البد‬
‫من تحديد مصيرها‪ ،‬بحيث ال يمكن التقاضي عن قسمتها وال اعتبار ما تبقى من أموال شركة التوصية‬
‫البسيطة كأنه معدوم وغير موجود‪ ،‬بل البد من أن يؤول إلى الشركاء ألنه في األصل من أموال شركة‬
‫التوصية البسيطة التي تعود إليهم‪ ،‬فبمجرد أن تتم عملية التصفية تنتقل بذلك موجودات الشركة المراد‬
‫تصفيتها والمتمثلة في شركة التوصية البسيطة إلى ما يعرف بمرحلة المال المشاع و اشتراك عدة أشخاص‬
‫في ملكية هذا المال‪ ،‬فيؤدي بذلك إلى عدم االنتفاع به‪ ،‬بشكل يحقق أكبر قدر من الفائدة‪ ،‬وهذا ما أدى إلى‬
‫المشرع بإعطاء الحق لكل شريك بعد تصفية شركة التوصية البسيطة‪ ،‬وسداد ديونها أن يطلب تقسيم المال‬
‫الصافي المشاع بين الشركاء‪ ،‬فليس من الممكن إبقاء هذا الشريك في الشيوع ما لم يكن هناك نص أو اتفاق‬
‫يلزم بذلك‪ ،‬فمن حق كل شريك أو ورثته طلب قسمة أموال شركة التوصية البسيطة التي أصبحت مشاعة بين‬
‫‪2‬‬
‫الشركاء‪.‬‬

‫ومن هذا المنطل ق يستنتج أن هذه العملية ال تتم إال بعد استفاء الدائنين لحقوقهم‪،‬ويمكن للمصفي أن يوزع‬
‫أموال شركة التوصية البسيطة التي أصبحت قابلة للتصرف فيها أثناء التصفية دون اإلخالل بحقوق الدائنين‪،‬‬
‫ويجوز لكل معني باألمر أن يطلب من القضاء الحكم بوجوب التوزيع أثناء التصفية بعد إنذار من المصفي‪.‬‬

‫وعليه فإن عملية قسمة أموال شركة التوصية البسيطة تتم عبر مرحلتين ويمكن إيجازها من خالل مايلي‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬توزيع ما يعادل حصص الشركاء في شركة التوصية البسيطة‬


‫تنتهي مهمة المصفي كما تقدم بانتهاء أعمال التصفية وتحديدها في أموال شركة التوصية البسيطة التي‬
‫تقسم على الشركاء بصورة ودية أو من قبل المحكمة‪ ،‬بعد استفاء الدائنين لدينهم وكذا طرح المبالغ الالزمة‬
‫للوفاء بالديون التي لم يحل أجلها أو الديون المتنازع فيها‪ ،‬ليقسم بعد ذلك ما تبقى من صافي أموال شركة‬
‫التوصية البسيطة بين الشركاء فيأخذ كل شريك نصيبه من هذه األموال بما يعادل قيمة الحصة التي قدمها‬
‫في شركة التوصية البسيطة‪ ،‬أو تتم القسمة بين الشركاء طبقا للقواعد المتفق عليها بين الشركاء في عقد‬

‫‪1‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55:‬‬
‫‪2‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬تصفية الشركات وقسمتها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.221-222:‬‬

‫‪57‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تأسيس الشركة أو نظامها‪ ،‬فإذا لما توجد قواعد في هذا الشأن‪ ،‬اتبعت القواعد المنصوص عليها في القانون‬
‫‪1‬‬
‫المدني‪.‬‬

‫وقد يتفق الشركاء على تحويل صافي موجودات شركة التوصية البسيطة إلى نقود ثم قسمتها بينهم كل‬
‫بنسبة حصته في رأس مالها‪ ،‬أو قد يتفقوا على قسمة موجودات شركة التوصية البسيطة عينا كل بنسبة‬
‫حصته في رأس مالها‪ ،‬فإذا تحولت موجودات الشركة الصافية إلى نقود يكون نصيب كل شريك فيها بقدر‬
‫حصته في رأس المال شركة التوصية‪ ،‬فإذا كانت الحصة المقدمة نقدا أخذ المبلغ ذاته‪ ،‬واذا كانت الحصة‬
‫المقدمة عينا ذات قيمة مالية وكانت مقدرة في عقد التأسيس أخذ بما يعادل هذه القيمة واال تقدر الحصة وقت‬
‫‪2‬‬
‫تقديمها‪.‬‬

‫أما الشريك الذي اقتصر على تقديم حصته بعمل فال يشترك في قسمة رأس مال الشركة وال يسترد شيئا‬
‫ألن حصته ال تدخل في تكوين رأسمال شركة التوصية البسيطة يسترد حريته في تكريس نشاطه ألعمال غير‬
‫‪3‬‬
‫أعمال شركة التوصية البسيطة لتكون له كافة الحرية في مزاولة نشاطها بصفة مستقلة‪.‬‬

‫وكذلك الشريك الذي قدم حق المنفعة أو مال لالتنفاع به كحصة في الشركة ال يشترك في قسمة ما تبقى‬
‫من أموال الشركة‪ ،‬وانما له أن يسترد ما قدمه لالستنفاع به‪ ،‬أما إذا هلكت العين المقدمة وجب رد قيمتها إليه‬
‫وقت الهالك من صافي إليه وقت الهالك من صافي أموال الشركة قبل قسمتها‪ ،‬واذا ما ارتفعت قيمة الحصة‬
‫‪4‬‬
‫طوال مدة عمل الشركة تدخل القيمة الزائدة في فائض الموجودات بعد استفاء الشركات لحصصهم‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬توزيع األرباح و الخسائر في شركة التوصية البسيطة‬


‫واذا بقي شيء بعد استرداد الحصص كاألرباح المتوفرة أو االحتياطي أو زيادة قيمة الحصص وهو ما‬
‫يسمى بفائض التصفية‪ ،‬واعتبر ذلك بمثابة أرباح متراكمة ويتم تقسيمها وفقا لألسس التي نص عليها الشركاء‬
‫في العقد التأسيسي للشركة‪ ،‬واذا لم ينص العقد على ذلك ففي هذه الحالة يتم توزيعها طبقا ألحكام التوزيع‬
‫‪5‬‬
‫القانوني لألرباح‪ ،‬أي بنسبة حصة كل شريك في رأس المال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عزيز العكيلي‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222:‬‬
‫ص‪‌222:‬‬ ‫‪‌2‬عزيز العكيلي‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في شركات األشخاص – شركات األموال) المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.215:‬‬
‫‪4‬‬
‫ص‪‌222:‬‬ ‫عزيز العكيلي‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫مصطفى كامل طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.252 :‬‬

‫‪58‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما إذا لم يكف صافي مال الشركة للوفاء بحصص الشركاء فإن ما بقي من هذه الحصص يعتبر خسائر‬
‫ويتم توزيعها على الشركاء بحسب ما هو متفق عليه في العقد‪ ،‬أي بحسب النسبة المتفق عليها في توزيع‬
‫الخسائر أو بحسب حصة كل منهم في رأس المال‪ ،‬إذا لم يبين عقد الشركة طريقة توزيع الخسائر بمعنى أنه‬
‫‪1‬‬
‫يخصم من حصة الشريك مقدار نصيبه في الخسائر‪.‬‬

‫وبناء على ذلك يمكن القول أنه في حالة إذا لم يكف رأس المال الصافي للوفاء بحصص الشركاء‪ ،‬يعني‬
‫ذلك أن الشركة في حالة خسارة‪ ،‬وبالتالي فإن الخسارة توزع على الشركاء جميعا بحسب النسبة المتفق عليها‬
‫في توزيع الخسائر‪.‬‬

‫ويختلف توزيع الخسائر بين الشركاء كما وسبق دراسته بحسب طبيعة الحصة المقدمة وما إذا كانت نقدية أو‬
‫عينية أو عمال أو حق انتفاع‪ ،‬فإذا كان الصافي من أموال الشركة بعد دفع الديون وقبل إعادة الحصص هو‬
‫‪ 111‬ألف دينار وعدد الشركاء ثالثة ’وحصة األول في رأس المال هي ثالثة مائة ألف دينار وحصة الثاني‬
‫منفعة بقيمة خمسين ألف دينار وحصة الثالث عمال يقدر أيضا بقيمة خمسين ألف دينار‪ ،‬ففي هذا الغرض‬
‫يجيب المبدأ أن يرد إلى األول قيمة حصته‪ ،‬أي ثالث مائة ألف دينار والثاني حصة المنفعة والثالث يصبح‬
‫حر في عمله‪ ،‬وتطبيق هذا المبدأ على الحالة المعروضة أمامنا‪ ،‬فإنه يسترد الشريك األول صافي أموال‬ ‫ًا‬
‫شركة التوصية البسيطة أي مبلغ مائتي ألف دينار‪ ،‬أما المبلغ الناقص وهو مائة ألف دينار فيعتبر خسائر‬
‫توزع بين الشركاء بنسبة حصصهم‪ ،‬فيتحمل ثالثة أرباع الخسائر أي خمسة وسبعين ألف وخمسمائة دينار‪،‬‬
‫فيرجع للشريك األول على كل منهما بنسبة حصته والشريكين اثني عشر ألف وخمسمائة دينار فضال عن‬
‫‪2‬‬
‫مبلغ مائتي ألف دينار‪ ،‬وهو المبلغ الذي سبق أن خصص له مقابل حصته‪.‬‬

‫واذا كان المتقاسمين من هو ناقص األهلية أو غالب فال تكفي موافقة ممثله القانوني‪ ،‬بل يجب تصديق‬
‫المحكمة على القسمة لتصبح نافذة‪ ،‬ويحق لدائني الشركة أو لدائني أحد الشركاء أن يعارضوا في إجراء‬
‫القسمة بغير تدخلهم‪ ،‬ويحق لهم أيضا إبطال القسمة إذا كانت قد أجريت بالرغم من اعتراضهم وللشركاء‬
‫المتقاسمين أو ألحدهم أن يوقفوا دعوى إبطال القسمة بإيفاء الدائن أو بإيداع المبلغ الذي يدعيه‪ ،‬أما إذا تمت‬
‫القسمة فليس للدائنين الذ ين أرسلت إليهم الدعوة حسب الحصول ولم يحضروا أن يطالبوا بإبطالها‪ ،‬ويجب أن‬
‫تقام دعوى اإلبطال في السنة التي تلي القسمة‪ ،‬واذا حكم باإلبطال ترتب على ذلك إعادة المتقاسمين إلى‬
‫‪3‬‬
‫الحالة التي كانوا عليها عند حصول القسمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.55:‬‬
‫‪2‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬تصفية الشركات وقسمتها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.212:‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى كامل طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.255-252 :‬‬

‫‪59‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء شركة التوصية البسيطة وتقادم الدعاوى الناشئة في أعمال الشركة‬
‫متى انحلت شركة التوصية البسيطة سبب من األسباب سواء كانت هذه األسباب عامة والتي تنقضي بها‬
‫جميع الشركات أو أسباب خاصة مرتبطة باالعتبار الشخصي والتي تنقضي بها شركات األشخاص‪ ،‬ترتبت‬
‫عن ذلك آثار ها مة تتمثل في تصفية شركة التوصية البسيطة وذلك قصد تقسيم موجوداتها بين الشركاء وهذا‬
‫يعد استيفاء دائنيها لحقوقهم‪ ،‬غير أن هذه األخيرة تتقادم بمعنى المدة المحددة لها قانونا‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس تم تقسيم هذا المطلب إلى فرعين حيث خصص الفرع األول لدراسة انقضاء شركة‬
‫التوصية البسيطة أما الفرع الثاني فيعني ببيان تقادم الدعاوى الناشئة عن أعمال شركة التوصية البسيطة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬انقضاء شركة التوصية البسيطة‬


‫تنقضي شركة التوصية البسيطة باألسباب التي تنقضي بها الشركات عامة‪ ،‬كما تنقضي ألسباب خاصة‬
‫راجعة لالعتبار الشخصي لكونها شركات أشخاص‪ ،‬ومن ثم تنحل الشركة بموت أحد الشركاء المتضامنين أو‬
‫بإفالسه أو بالحجر عليه أو إعساره‪ ،‬ضف إلى انقضاء الشركة بانسحاب أحد الشركاء‪ .‬ومن خالل هذا قسم‬
‫الفرع إلى ثالثة بنود‪ ،‬حيث خصص البند األول لوفاة أحد الشركاء‪ ،‬أما البند الثاني فيعني ببيان الحجر على‬
‫أحد الشركاء واعساره وافالسه‪ ،‬أما البند الثالث فقد خصص لعرض انسحاب أحد الشركاء‪.‬‬

‫البند األول‪ :‬وفاة أحد الشركاء‬


‫إذا توفي أحد الشركاء ترتب على ذلك انقضاء الشركة وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 763‬مكرر ‪ 9‬من‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج ‪ ،‬والمتعلقة بشركة التوصية البسيطة فإنها تصرح بأنه إذا توفي أحد الشركاء المتضامنين وتضمن‬
‫قصر أي غير راشدين‪ ،‬فإنهم‬
‫عقد تأسيسها شرطا يقضي باستمرار الشركة مع ورثة المتوفى‪ ،‬فإذا كان هؤالء ًا‬
‫قصر غير‬
‫ًا‬ ‫يصبحون شركاء موصين‪ ،‬أما إذا كان المتوفي هو الشريك المتضامن الوحيد‪ ،‬وكان ورثته كلهم‬
‫راشدين في هذه الحالة يجب تعويضه بشريك متضامن جديد أو تحويل الشركة في أجل سنة ابتداء من تاريخ‬
‫الوفاة‪ ،‬واال حلت الشركة بقوة القانون عند انقضاء هذا األجل‪.‬‬

‫هذا وقد يتف ق الشركاء الذين بقوا على قيد الحياة على االستمرار في الشركة وفي هذه الحالة ال يكون لورثة‬
‫الشريك المتوفي إال نصيب في أمول الشركة تقدر قيمته يوم الوفاة‪ ،‬ويدفع لهم نقدا وال يكون لهم فيها نصيب‬
‫‪1‬‬
‫يستجد بعد ذلك من حقوق إال بقدر الحقوق الناتجة عن أعمال السابقة على الوفاة‪.‬‬

‫واذا كان تقرير نصيب الشريك المتوفي في أموال الشركة يوم الوفاة مثار اضطراب في نشاط الشركة لما‬
‫يتطلبه من القيام بجرد خاص يوم الوفاة ومن نفقات باهضة فإنه غالبا ما ينص في العقد على تقدير حصة‬

‫‪1‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.51:‬‬

‫‪60‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشريك المتوفي بحسب آخر جرد ثم قبل الوفاة‪ ،‬وقد يتفق على أن تدفع قيمة الحصة على أقساط سنوية‪ ،‬لما‬
‫‪1‬‬
‫يتضمنه الوفاء بقيمة الحصة دفعة واحدة من تأثير في مركز الشركة المالي‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة من خالل ذلك أنه نظ ار لقيام شركة التوصية البسيطة على االعتبار الشخصي أنه من‬
‫أهمها شخص الشريك فإذا توفي تنقضي الشركة النهيار األساس الذي قامت عليه‪ ،‬وتستمر الشركة في هذه‬
‫الحالة بطريقتين‪:‬‬

‫‪ -‬قد ينص عقد الشركة أنه في حالة وفاة الشريك تستمر الشركة بالباقين من الشركاء ويتم تصفية نصيب‬
‫الشريك المتوفي ويسلم لورثته‪.‬‬
‫‪ -‬وقد ينص عقد الشركة أنه في حال وفاة الشريك يستمر عقد الشركة ويحل الورثة محل مورثهم في الشركة‪.‬‬

‫البند الثاني‪ :‬الحجر على أحد الشركاء الموصين أو إعساره أو إفالسه‬


‫كذلك تنقضي شركة التوصية البسيطة بإعسار الشريك أو إفالسه أو الحجر عليه‪ ،‬ألنه يستحيل على‬
‫الشريك‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬الوفاء بتعهداته قبل اآلخرين هذا فضال مما يسببه هذا اإلعسار أو اإلفالس أو‬
‫‪2‬‬
‫الحجر من إهدار للثقة بالشريك وبالتالي من هدم لالعتبار الشخصي الذي تقوم عليه الشركة‪.‬‬

‫ال يجوز للممثل القانوني للمحجور عليه أو الغائب أن يحل محله في الشركة ألن الشركاء وثقوا بشخص‬
‫معين‪ ،‬وال تتعدى هذه الثقة إلى ممثلة القانوني‪ ،‬غير أنه يجوز االتفاق على استمرار الشركة فيما بين الباقين‬
‫من الشركاء بمعزل عن الشريك المحجور عليه‪ ،‬وفي هذه الحالة يقدر نصيب هذا الشريك في أموال الشركة‬
‫‪3‬‬
‫بحسب قيمته يوم الحجر ويدفع لممثله القانوني‪.‬‬

‫وقد ألحق القانون كل هذه األمور بالوفاة ألنها تؤدي إلى زوال الثقة في هذا الشريك الذي فقد قدرته المالية‬
‫بسبب اإلعسار أو اإلفالس وبما أن سبب االنقضاء في هذه الحاالت ال يتعلق بالنظام العام‪ ،‬فيجوز لباقي‬
‫الشركاء االتفاق على االستمرار في الشركة في هذه الحالة يكون للشريك المفلس أو المعسر إال نصيبا في‬
‫أموال الشركة بقدر وقت وقوع الحادث الذي تسبب في خروجه من الشركة أي أن نفس األحكام المتعلقة‬
‫‪4‬‬
‫بالوفاء تطبق على هذه الحاالت‪.‬‬

‫من خالل ما تقدم يمكن القول شركة التوصية البسيطة تنقضي في حالة الحجر على أحد الشركاء لجنون‬
‫أوعته أو سفه وفي أي من هذه الحاالت ينهار االعتبار الشخصي الذي قامت عليه الشركة مما يؤدي إلى‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪،‬أساسيات القانون التجاري’ المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.221-227:‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22:‬‬
‫‪3‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.222:‬‬
‫‪4‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.222:‬‬

‫‪61‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫انقضائها‪ ،‬ألنه من خالل هذا يفقد الشريك األهلية والتي هي أحد األركان الموضوعية العامة في عقد الشركة‬
‫وبالتالي يبطل عقد الشركة‪.‬‬

‫ضف إلى هذا فإنه يترتب إعسار أو إفالس أحد الشركاء انهيار الذمة المالية له وعدم مالءتها فال يستطيع‬
‫‪1‬‬
‫الوفاء بديون الشركة‪.‬‬

‫البند الثالث‪ :‬انسحاب أحد الشركاء‬


‫كما أن شركة التوصية البسيطة تنقضي بانسحاب أحد الشركاء‪ ،‬ففي حالة ما إذا كانت الشركة معينة المدة‬
‫فال يجوز للشريك أن ينسحب منها وانما يلزم على البقاء فيها حتى انقضاء المدة المعينة‪ ،‬ألن القواعد العامة‬
‫‪2‬‬
‫ال تجيز ألحد المتعاقدين أن يستقل بإنهاء العقد من جانبه دون رضاء باقي المتعاقدين‪.‬‬
‫واألصل في حصة الشريك في شركة التوصية البسيطة أنها غير قابلة للتنازل بموافقة سائر الشركات‬
‫أخذ بأن الشريك قد لوحظت فيه اعتبارات شخصية عند قبوله كشريكا‪ ،‬إال أنه مع ذلك يجوز له أن يتنازل‬
‫عن حقوقه إلى الغير بدون موافقتهم‪ ،‬ويبقى هذا التنازل قائما بينه وبين الغير ألن الشريك إنما يتصرف في‬
‫حق من حقوقه الشخصية التي تتمثل في نصيبه في األرباح وفي موجودات الشركة عند تصفيتها‪ ،‬ولكن ال‬
‫يكون هذا التنازل عقدا في حق الشركة أو الشركاء ويبقى هذا غير أجنبيا عن الشركة‪.‬‬
‫ويجوز في شركة التوصية البسيطة من نزول أحد الشركاء عن حصته في الشركة لواحد من شركائه‬
‫فيها‪ ،‬ويقع التنازل صحيحا منتجا ألثره فيما بين المتنازل والمتنازل إليه‪.‬‬
‫ويمكن القول من خالل ذلك إذا كانت شركة التوصية البسيطة معينة المدة تنحل بخروج أحد الشركاء منها‬
‫‪3‬‬
‫قبل حلول األجل‪ ،‬ويكون ذلك يطلب من القضاء متى استند في ذلك إلى أسباب معقولة‪.‬‬
‫أما إذا كانت غير معينة المدة فيجوز للشريك أن ينسحب منها بمجرد إرادته المنفردة ألن الشريك في‬
‫شركة التوصية البسيطة ال يجوز له التنازل عن حصته في الشركة ولو امتنع عليه االنسحاب لظل مرتبطا‬
‫بالشركة طيلة حياتها‪.‬‬
‫وال يجوز للشخص أن يرتبط بالتزام يقيد حريته إلى أجل غير محدد لتنافي ذلك مع الحرية الشخصية التي‬
‫هي من النظام العام‪ ،‬وكل اتفاق على خالف ذلك يكون باطال ويمكن قياس هذه الحالة على عقد العمل غير‬
‫‪4‬‬
‫محدد المدة‪ ،‬حيث يجوز فسخه في أي وقت بمجرد إرادة أحد المتعاقدين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫= ‪http://www har 10.com/articles.phaction= show&id‬يوم األربعاء ‪ 1122-7-11‬على الساعة ‪11 27:21‬‬

‫‪2‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪222:‬‬
‫‪3‬‬
‫معوض عبد التواب‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن ’‪ ،2552‬ص ص‪.152-152 :‬‬
‫‪4‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬أسياسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.225:‬‬

‫‪62‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ونستنتج من خالل ما تقدم أن شركة التوصية البسيطة تنقضي بانسحاب أحد الشركاء شريطة أن تكون‬
‫الشركة غير محددة المدة وذلك من خالل تنازل أحد الشركاء عن حصته‪ ،‬و تنقضي كذلك في حالة ما إذا‬
‫كانت الشركة محددة المدة وتكون ذلك من خالل خروج أحد الشركاء منها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقادم الدعاوى الناشئة عن أعمال شركة التوصية البسيطة‬
‫متى انقضت شركة التوصية البسيطة وزالت شخصيتها المعنوية من الوجود بانتهاء عملية التصفية‬
‫فليس للدائنين الذين لم يستوفوا كامل حقوقهم أثناء التصفية‪ ،‬إال الرجوع على الشركاء أنفسهم بما يكون لهم‬
‫من حقوق في ذمة الشخص المعنوي المنقضي‪ ،‬ذلك ألن الشريك ال يب أر من المسؤولية عند انقضاء الشركة‬
‫‪1‬‬
‫فهو مسؤول في شركة التوصية البسيطة عن ديون الشركة في ذمته الخاصة‪.‬‬

‫فالتقادم الخماسي هو عدم مالحقة الغير للشركاء أو ورثتهم بسبب دين له قبل الشركة المنحلة‪ ،‬ويستفيد‬
‫م ن كل الشركاء بغض النظر عن مدى مسؤوليتهم عن ديون الشركة المنحلة‪ ،‬وهو تقادم ال تتجاوز مدته‬
‫خمس سنوات ابتداء من نشر انحالل الشركة في السجل التجاري‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 555‬من ق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ت‪.‬ج‪.‬‬

‫ولما كان االلتزام بوجه عام يتقادم بانقضاء عشر سنوات‪ ،‬فقد رأى المشرع أن هذه المدة ال تتماشى‬
‫ومقتضيات التجارة وما تقدم عليه من سرعة‪ ،‬كما رأى حماية الشركاء من متطلبات الدائنين المتأخرة‪ ،‬ومن ثم‬
‫فإن شركة التوصية البسيطة ومع االحتفاظ بالدعاوى التي يمكن أن تقام على المصفين بصفة كونهم‬
‫مصفين‪ ،‬تسقط بمرور زمن دعاوى دائني الشركة على الشركاء أو ورثتهم أو خلفائهم في الحقوق بعد انقضاء‬
‫خمس سنوات على حل الشركة أو على خروج أحد الشركاء فيما يختص بالدعاوى الموجهة على هذا الشريك‪،‬‬
‫وتبتدئ مدة مرور الزمن من يوم إتمام النشر في جميع الحاالت التي يكون النشر فيها واجبا ومن يوم اختتام‬
‫التصفية في الدعا وى الناشئة عن التصفية نفسها‪ ،‬ويمكن وقف مرور الزمن أو قطعة وفقا لقواعد الحق‬
‫‪3‬‬
‫العام‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الدعاوى التي تخضع للتقادم الخماسي‬
‫ويمكن تحديد نطاق تطبيق التقادم الخماسي عن طريق تبيان الدعاوى التي يمكن أن تخضع لهذا التقادم‪.‬‬
‫فإن الدعاوى التي تخضع للتقادم الخماسي‪ ،‬هي تلك الدعاوى التي يقوم دائني الشركة برفعها ضد الشركاء أو‬

‫‪1‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬
‫‪2‬‬
‫تنص المادة ‪ 555‬ق‪.‬ت‪.‬ج على أنه‪ « :‬تتقادم كل الدعاوى ضد الشركاء غير المصفين أو ورثتهم أو ذوي حقوقهم بمرور‬
‫اعتبار من نشر انحالل الشركة بالسجل التجاري» األمر رقم‪ ،15-51 :‬عدد ر ج (عدد ‪ ،)22‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ًا‬ ‫خمس سنوات‬
‫ص‪.121:‬‬
‫‪3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.252:‬‬

‫‪63‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ورثتهم أو حلفائهم في حقوقهم‪ ،‬أين يطالبون عن طريق هذه الدعوى الشركاء بالوفاء بديونهم التي نشأت سواء‬
‫أثناء حيا ة تلك الشركة أو أثناء فترة التصفية‪ ،‬إما بتقديم حصصهم أو برد كل ما حصلوا عليه من أرباح‪،‬‬
‫ويجب العلم ألن هذا التقادم الخماسي قد قرر لمصلحة الشركاء وليس لمصلحة الدائنين‪ ،‬فبمجرد انقضاء‬
‫‪1‬‬
‫أجل ‪ 1‬سنوات يسقط حق الدائنين في مطالبة الشركاء بحقوقهم‪.‬‬
‫وعلى العكس هناك بعض الدعاوى ال يسري عليها هذا التقادم ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -2‬الدعاوى غير المباشرة التي يرفعها الدائن باسم الشركة لمطالبة الشريك بتقديم حصته‪.‬‬
‫‪ -1‬الدعاوى التي يرفعها الشركاء على بعضهم البعض‪ ،‬كدعوى الرجوع التي يرفعها الشريك على اآلخر‬
‫لمطالبته بما يخصه في ديون الشركة التي قام بدفعها‪ ،‬أو دعوى مطالبته بدفع نصيبه في رأس المال‬
‫المدفوع منه للشركة‪ ،‬ومع ذلك تسقط دعوى مطالبة الشريك للشريك اآلخر بالتقادم القصير‪ ،‬لو كان‬
‫الشريك المدعي يطالب بدين استحق له قبل الشركة‪ ،‬نتيجة لتعامله معها معاملة الغير‪ ،‬كأن يبيع للشركة‬
‫‪2‬‬
‫أشياء أو يقرضها مبلغا من المال‪.‬‬
‫‪ -2‬الدعاوى التي يتم رفعها من الشركاء أو الدائنين ضد المصفى باعتبار أن هذا األخير هو من يقوم بتمثيل‬
‫الشركة أثناء تصفيتها‪ ،‬غير أن هناك من يرى بأن المصفي يسري عليه التقادم الخماسي في حالة واحدة‬
‫وهي إذا كان المصفي شريكا كما هو عليه الحكم بالنسبة لباقي الشركاء‪.‬‬
‫‪ -7‬ال يطبق التقادم الخماسي أيضا على تلك الدعاوى التي يتم رفعها من المصفى ضد الشركاء لمطالبتهم‬
‫‪3‬‬
‫بالباقي من حصصهم‪.‬‬
‫‪ -1‬الدعاوى التي يرفعها المصفي على الغير لمطالبته بالوفاء بما في ذمته للشركة وبالمثل الدعاوى التي‬
‫‪4‬‬
‫يرفعها الغير على الشركة باعتبارها شخصا معنويا يمثلها المصفي لمطالبته بدين له عليها‪.‬‬

‫والجدير بالذكر فإن كل هذه الدعاوى السابقة الذكر تتقادم بمرور ‪ 21‬سنة من انقضاء الشركة تطبيق للقواعد‬
‫العامة‪ ،‬وذلك حسب نص المادة ‪ 348‬ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط سريان التقادم الخماسي‬


‫طبقا ألحكام المادة ‪ 555‬من ق‪.‬ت‪.‬ج يشترط لسريان التقادم الحماسي مجموعة من الشروط يمكن إيجازها‬
‫من خالل مايلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52:‬‬
‫‪2‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52:‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.55:‬‬
‫‪4‬‬
‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.52:‬‬

‫‪64‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬حتى يبدأ التقادم الخماسي في السريان يجب أن تكون الشركة قد انقضت وانحلت ففي حالة ما إذا كانت‬
‫الشركة مازالت مستمرة في ممارسة نشاطاتها يستحيل تطبيق عليها التقادم الخماسي باعتبار أن مسؤولية‬
‫الشركاء عن ديونهم نحو الدائنين تظل قائمة‪ ،‬وال تكون مقيدة بمدة زمنية‪ ،‬وكذلك ال يعني أنه في حالة إعالن‬
‫إفالس الشركة فإنها تخضع مباشرة للتقادم الخماسي‪ ،‬نظ ار الحتمال استمرار الشركة رغم إفالسها بسبب‬
‫إمكانية انتهاء اإلفالس بالصلح‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة للشركات التي تستلزم ضرورة شهر انقضائها حتى يكون انقضائها قانونيا ومعترف به‪ ،‬فإن هذا‬
‫الشهر يكون ضروريا كذلك من أجل إمكانية تطبيق التقادم الخماسي على هذه الشركات‪ ،‬لكن في حالة عدم‬
‫اشتراط الشركة الشهر كإجراء ضروري ليكون حلها قانوني‪ ،‬ففي هذه الحالة يكون نفس الشيء بالنسبة للتقادم‬
‫الخماسي‪ ،‬أي يطبق مباشرة بعد حلها دون إلزامية شهر انقضائها‪ .‬ويشترط أن يكون دين الدائنين قد نشأ قبل‬
‫االنقضاء ولم يتم الوفاء به بعد ألنه ال يبدأ التقادم في السريان إال من تاريخ نشر النحالل في السجل‬
‫التجاري‪ ،‬وليس من تاريخ االنقضاء أو شهره‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة ما إذا خرج أحد الشركاء من الشركة‪ ،‬فإن التقادم حتى يكون نافذا يجب أن يتم شهر خروج ذلك‬
‫الشريك‪ ،‬وأيضا بالنسبة للدعاوى التي يرفعها الدائنين على الشركاء الناتجة عن التصفية أو القسمة‪ ،‬فإن‬
‫‪1‬‬
‫سريان التقادم عليها يبدأ مباشرة من تاريخ التصفية أو القسمة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬بدء سريان التقادم الخماسي‬


‫نفرق بين حاالت‪:‬‬

‫‪ -2‬إذا كان عقد الشركة التأسيسي قد أشهر بالطريق القانوني وتضمن مدة معينة للشركة فإن بدء سريان‬
‫التقادم الخماسي يكون من تاريخ انتهاء مدة الشركة حتى ولو لم يشهر انحاللها‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا كان عقد الشركة التأسيسي لم أشهر بالطريق القانوني وتضمن مدة معينة للشركة تنقضي الشركة‬
‫بانتهائها‪ ،‬فإن بدء سريا التقادم يكون من تاريخ شهر انحالل الشركة‪.‬‬

‫‪ -2‬إذا كان عقد الشركة التأسيسي لم يحدد مدة معينة للشركة‪ ،‬فإن بدء سريان التقادم يكون أيضا من تاريخ‬
‫شهر انحالل الشركة فإذا لم يشهر انحالل الشركة في هذه الحالة فال يسري التقادم الخماسي وتعتبر الشركة‬
‫قائمة ما بقي انحالل الشركة دون شهر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22:‬‬

‫‪65‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -7‬وتتبع نفس القواعد في بدء سريان التقادم الخماسي في حاالت بطالن الشركة أما بالنسبة لبدء سريان‬
‫التقادم في حالة خروج الشريك من الشركة أو انسحابه فال يسري التقادم الخماسي لصالحه إال من تاريخ‬
‫‪1‬‬
‫استحقاق الدين بعد شهر خروجه‪.‬‬

‫وبما أن القانون ال يخضع انتهاء التصفية لواجب النشر‪ ،‬رغم أهمية هذا األمر بالنسبة إلى الغير‪ ،‬فيبدأ‬
‫سريان مرور الزمن على الدعوى‪ ،‬إذا كان موضوعها هو المطالبة بديون نشأت أثناء عملية التصفية‪ ،‬منذ‬
‫تاريخ انتهاء التصفية‪ ،‬ولذلك ال يسري مرور الزمن إال من يوم إقفال التصفية بالنسبة إلى الديون التي ترتبت‬
‫‪2‬‬
‫بذمة الشركاء من جراء هذه التصفية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬انقطاع التقادم الخماسي ووقفه‬


‫يخضع التقادم الخماسي من حيث االنقطاع للقواعد العامة التي يخضع لها التقادم المسقط للحقوق‪،‬‬
‫فتنحصر أسباب انقطاع التقادم الخماسي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬رفع الدعوى‪ :‬فينقطع التقادم الخماسي يرفع الدعوى أو باتخاذ أي إجراء مماثل فإذا كان سند الدين‬
‫تنفيذيا فمجرد التنبيه أ و الحجز يستتبع قطع التقادم‪ ،‬ويقوم مقام رفع الدعوى في قطع التقادم أيضا يقدم الدائن‬
‫بطلب لقبول حقه في تفليسة أو توزيع أو الدخل في خصومة‪ ،‬ويؤدي رفع األثر بترك المرافعة أو بالحكم‬
‫‪3‬‬
‫ببطالنها وكذلك الشأن بالنسبة للحكم برفض الدعاوى النتفاء الصفة‪.‬‬

‫وعلى نقيض ذلك ال يكفي مجرد اإلنذار لترتيب هذا األثر(أي تقادم) ولو تولى إعالنه المحضرين وال التكليف‬
‫بالحضور أمام القاضي المستعجل التخاذ إجراء وقتي‪.‬‬

‫‪ -7‬اإلقرار‪ :‬وينقطع التقادم بإقرار المدين بحق الدائن صراحة أو ضمنا‪ .‬واذا انقطع التقادم وبدأ تقادم جديد‬
‫يسري من وقت انتهاء األثر المترتب على سبب االنقطاع وتكون مدته هي مدة التقادم األول أي خمس‬
‫‪4‬‬
‫سنوات‪.‬‬

‫وينقطع مرور الزمن بالدعوى المقامة على الشريك بالتضامن من أجل الدين المرتب على الشركة‪ ،‬لقيام‬
‫التضامن بين الشريك والشركة‪ ،‬وألن قطع مرور الزمن بالنسبة للمدين المتضامن يسري على باقي المدينين‪،‬‬
‫ولكن الدعوى ال تقطع مرور الزمن إال إذا تبلغها المدعي عليه الذي يسري الزمن لمصلحته ويالحظ أن‬
‫مرور الزمن الخما سي هو مقرر في مصلحة الشركاء ال في مصلحة الدائنين‪ ،‬ولذلك ال يبقى للدائن حق‬

‫‪1‬‬
‫حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.715:‬‬
‫‪2‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن)‪ ،‬ص‪.115:‬‬
‫‪3‬‬
‫حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.712:‬‬
‫‪4‬‬
‫حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.715-712 :‬‬

‫‪66‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مطالبة الشريك خالل خمس سنوات من تاريخ انقضاء الشركة‪ ،‬إذا كان الدين قد انقضى بمرور الزمن قبل‬
‫انحالل الشركة‪ ،‬كما يعود للشركاء عند وجود مرور زمن أقصر من خمس سنوات أن يتمسكوا به‪ ،‬كما هو‬
‫األمر مثال عند مطالبتهم بدين ناتج عن سند تجاري‪ ،‬حيث تنقضي مدة مرور الزمن بثالث سنوات مثال‪ ،‬وال‬
‫يحق للدائن أن يصر على مرور الزمن الخماسي المقرر في مصلحة الشريك‪ ،‬إذا كان هذا األخير يستفيد من‬
‫‪1‬‬
‫مرور زمن أقصر‪ ،‬وذلك ألن مرور الزمن الخماسي هذا مقرر لمصلحة الشريك ال مصلحة الدائن‪.‬‬

‫وبناءا على ما تقدم يمكن القول أن التقادم الخماسي يسري ابتداءا من تاريخ انحالل الشركة بالسجل‬
‫التجاري‪ ،‬ويخضع هذا التقادم من حيث انقطاعه للقواعد العامة فينقطع بالتنبيه والحجز والتقدم في تفليسة‬
‫الشريك‪ ،‬وينقطع بإقرار الشريك بحق الدائن إق ار ار صريحا ضمنيا‪ ،‬ومتى انقطع التقادم‪ ،‬بدأ تقادم جديد يسري‬
‫من وقت انتهاء األثر المترتب عليه بسبب االنقطاع وتكون مدته هي مدة التقادم األول أي خمس سنوات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.125-122 :‬‬

‫‪67‬‬
‫تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫نستنتج من خالل الفصل الثاني والمتعلق بتصفية شركة التوصية البسيطة أن المشرع الجزائري لم يعرف‬
‫شركة التوصية البسيطة‪ ،‬وانما اكتفى فقط بتبيان أحكامها‪ ،‬وذلك على عكس التشريعات األخرى‪ ،‬التي قامت‬
‫بتعريفها‪ ،‬فهي الشركة التي تضم نوعين من الشركات‪ ،‬شركاء يكتسبون صفة التاجر وشركاء موصين‬
‫خارجين عن اإلدارة‪.‬‬

‫ونالحظ أيضا أن شركة التوصية البسيطة تخضع لنفس إجراءات تصفية الشركات التجارية من خالل‬
‫إجراءات سير المصفي إلى غاية انتهاء عملية التصفية‪.‬‬

‫كما أن شركة التوصية البسيطة تحفظ بالشخصية المعنوية للشركة إلى غاية قسمة أموال الشركة بين الشركاء‬
‫وتكون ذلك بعد إعطاء كل ذي حق حقه‪ ،‬غير أن هذه األموال قد ال تكفي إليفاء دائني الشركة حقوقهم‪،‬‬
‫فتبقى هذه الحقوق عالقة بذمم الشركاء‪ ،‬إلى أن تسقط بمرور التقادم الخماسي‪.‬‬

‫‪68‬‬

‫خاتمة‬

‫خاتمة ‪:‬‬

‫اهتم هذا البحث بدراسة وبحث تصفية الشركات التجارية بصفة عامة وتصفية شركة التوصية‬
‫البسيطة بصفة خاصة‪ ،‬نظ ار ألهمية هذه العملية واآلثار المترتبة عنها‪ ،‬لذا جاءت هذه الدراسة محاولة تبيين‬
‫وتوضيح اإلجراءات الالزمة لهذه العملية المعقدة‪.‬‬

‫وعليه خلصت دراستنا إلى مجموعة من النتائج والتوصيات تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج‪:‬‬

‫‪ -2‬من خالل دراستنا لموضوع تصفية الشركات التجارية نالحظ أن المشرع الجزائري‪ ،‬لم يتطرق إلى تعريف‬
‫التصفية تاركا ذلك لالجتهادات الفقهية‪ ،‬ونفس األمر بالنسبة لتعريف شركة التوصية البسيطة‪ ،‬والتي استنبطنا‬
‫تعريفها من خالل التشريعات األخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬متى انقضت الشركة ألي سبب من األسباب التي تؤدي إلى زوالها سواء كانت هذه األسباب عامة والتي‬
‫تسري على كافة الشركات التجارية أو أسباب خاصة والتي تسري على نوع معين من الشركات‪ ،‬فإنه ينتج‬
‫على هذا االنقضاء أثرها‪ ،‬وهو التصفية والتي تتم قصد تسوية المراكز القانونية في الشركة تمهيدا لعملية‬
‫القسمة‪ ،‬فالتصفية نظ ار ألهميتها في حياة الشركات التجارية فهي مرحلة إجبارية تمر بها كافة الشركات‬
‫التجارية‪ ،‬فهي مجموعة من األعمال التي من شأنها تحديد حقوق الشركة من قبل الشركاء والمطالبة بها‬
‫وكذلك تحصيل دونها من قبل الغير ثم تقسيم الباقي خسارة أو ربحا على الشركاء‪.‬‬

‫‪ -2‬يتولى مهمة تصفية الشركات التجارية خالل مدة التصفية شخص يسمى المصفي والذي توكل إليه مهمة‬
‫إجراء العمليات الالزمة إلى أن تنتهي عملية التصفية‪.‬‬

‫‪ -7‬المصفي هو المحرك األساسي لعملية التصفية‪ ،‬وذلك من خالل إتباع مجموعة من اإلجراءات والشروط‬
‫المحددة في القانون التجاري والقانون المدني‪ ،‬من خالل النصوص القانونية المتعلقة بالتصفية‬
‫والمصفي‪ ،‬والتي تبدأ من إجراءات تعيينه سواء كان هذا التعيين من قبل الشركاء أو من طرف القضاء وكذلك‬
‫كيفية عزله فمن يملك سلطة التعيين يملك سلطة العزل‪.‬‬

‫‪ -1‬ضف إلى هذا فإن المصفي يتمتع بسلطات وصالحيات واسعة تكفل من خاللها السير الحسن لعملية‬
‫تصفية الشركات التجارية‪ ،‬إضافة إلى المسؤولية الشخصية للمصفي والتي تكون بعد تحديد نوع الخطأ الذي‬
‫يكون قد ارتكبه فقد يكون المصفي مسؤول مدنيا أو جزئيا‪ ،‬وفي حالة تجاوزه لصالحياته تطبق عليه جزاءات‬
‫ردعية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ -2‬وبعد أن ينتهي المصفي من انجاز جميع أعمال التصفية‪ ،‬يمكن اعتبارها منتهية ويتم هذا عموما عندما‬
‫يقوم المصف ي بتقديم حساباته الختامية المتعلقة بعملية التصفية للشركاء‪ ،‬ويتم التصديق عليها ويتم قفل‬
‫التصفية والتي يكون من آثارها انتهاء مهمة المصفي‪.‬‬

‫‪ -5‬كما المشرع الجزائري قد تناول األحكام العامة والخاصة بتصفية الشركات التجارية كضرورة استم اررية‬
‫الشخصية المعنوية للشركة المنقضية‪ ،‬وهذا جاء حماية لحقوق الغير في مواجهتها‪.‬‬

‫‪ -2‬المشرع الجزائري تطرق إلى األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية من خالل النصوص القانونية‬
‫المستوحاة من القانون التجاري والمدني‪ ،‬ولم يختص بنصوص قانونية تعالج تصفية كل شركة على حدى‬
‫كشركة التوصية البسيطة التي لم تحظى بنصوص قانونية خاصة بها تعالج تصفيتها‪.‬‬

‫‪-5‬قسمة أموال شركة التوصية البسيطة في مرحلة التصفية تتم بعد استفاء كافة ديون الشركة حيث يقسم ما‬
‫يعادل حصص الشركاء ثم توزع األرباح والخسائر حسب حصص الشركاء أو حسب ما تم االتفاق عليه‪.‬‬

‫‪ -21‬تنتهي مهام المصف ي بإقفال التصفية فهو غير مكلف بالقسمة كون أن الشركاء هو من يتولون القيام‬
‫بها‪ ،‬لكن مادمت عملية التصفية سابقة للقسمة فكثي ار ما تمنح هذه المهمة للمصفي على أساس إدراكه لحالة‬
‫الشركة والنتائج المترتبة عن التصفية‪.‬‬

‫‪ -22‬المشرع الجزائري قد حصر حاالت التصفية وقسمتها إلى طريقتين وهما‪ :‬الطريقة القضائية والطريقة‬
‫االتفاقية‪ ،‬ورسم خريطة إلجراءات التصفية وجعلها واجبة على المصفي ضمن شروط وآجال واجراءات‪.‬‬

‫‪ -21‬نجد أن المشرع الجزائري قد قلص مدة التقادم بالنسبة للدعاوى الناشئة عن أعمال شركة التوصية‬
‫البسيطة إلى خمس سنوات بدال من األصل العام الذي هو ‪ 21‬سنة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬

‫وبعد معالجتنا لهذا الموضوع في أهم نواحه ارتأينا إلى اقتراح بعض التوصيات بخصوص النقائص‬
‫المستخلصة‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة إضافة مواد تعالج تصفية شركة التوصية البسيطة لعدم تناولها من قبل المشرع‪.‬‬

‫‪ -‬على المشرع الجزائري ونظ ار لألهمية البالغة للشركات التجارية في المنظومة االقتصادية‪ ،‬إدراج قانون‬
‫خاص بتصفية الشركات التجارية وحماية األطراف والغير‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫قائمة المراجع والمصادر‬

‫قائمة المراجع والمصادر‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المراجع‬
‫‪ -2‬أحمد أبو الروس‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬دار الهناء للطباعة والتجديد‪ ،‬اإلسكندرية‪.1111 ،‬‬
‫‪ -1‬أحمد محرز‪ ،‬الوسيط في الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1117 ،‬‬
‫‪ -2‬أحمد محمود عبد الكريم المساعدة‪ ،‬تصفية شركات المساهمة العامة(دراسة مقارنة)‪ .‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫اليازوري‪ ،‬األردن‪.1122 ،‬‬
‫‪ -7‬أحمد محمود عبد الكريم‪ ،‬تصفية الشركات التجارية المجلد ‪ ،22‬العدد ‪ ،27‬المعهد القضائي األردني‪،‬‬
‫دار اليازوري‪.2551 ،‬‬
‫‪ -1‬إلياس ناصيف موسوعة الشركات التجارية (تصفية الشركات وقسمتها)‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫توزيع منشورات الحلبي‪ ،‬الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.1122 ،‬‬
‫‪ -2‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (األحكام العامة للشركات)‪ ،‬الجزء األول‪.2557 ،‬‬
‫‪ -5‬إلياس ناصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (شركة التضامن)‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪.2557 ،‬‬
‫‪ -2‬حسن عبد الحليم عناية‪ ،‬موسوعة الفقه والقضاء في الشركات التجارية‪ ،‬المجلة األول‪ ،‬دار محمود للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ -5‬سعيد يوسف البستاني‪ ،‬قانون األعمال والشركات‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1112‬‬
‫‪ -21‬سميحة القليوبي‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1122 ،‬‬
‫‪ -22‬عبد الحميد الشورابي‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية (شركات األشخاص واألموال واالستثمار)‪ ،‬منشأة‬
‫المغارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1112 ،‬‬
‫‪ -21‬عبد الوهاب عبد اهلل المعمري‪ ،‬إندماج الشركات التجارية (متعددة الجنسيات)‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬دار شتات للنشر‬
‫والبرمجيات‪ ،‬مصر‪.1121 ،‬‬
‫‪ -22‬عزيز العكيلي‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.1111 ،‬‬
‫‪ -27‬عزيز العكيلي‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.1111‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‬

‫‪ -21‬علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2555‬‬
‫‪ -22‬علي فتاك‪ ،‬مبسوط القانون التجاري الجزائري‪ ،‬في السجل التجاري (دراسة مقارنة)‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬ابن خلدون‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1117 ،‬‬
‫‪ -25‬عموره عمار‪ ،‬شرح القانون التجاري الجزائري (األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬الشركات التجارية)‪ ،‬د‪ ،‬ط‪،‬‬
‫دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.1121 ،‬‬
‫‪ -22‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد‪.‬‬
‫‪ -25‬فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة والخاصة) الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪.1115 ،‬‬
‫‪ -11‬فوزي محمد سامي‪ ،‬الشركات التجارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.1112 ،‬‬
‫‪ -12‬محمد فريد العريني‪ ،‬الشركات التجارية (المشروع التجاري الجماعي بين وحدة اإلطار القانوني وتعدد‬
‫األشكال)‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬مصر‪.1112 ،‬‬
‫‪ -11‬محمود الكيالني‪ ،‬الموسوعة التجارية والمصرفية (الشركات التجارية)‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.1112 ،‬‬
‫‪ -12‬مصطفى كمال طه‪ ،‬أساسيات القانون التجاري (دراسة مقارنة)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.1112 ،‬‬
‫‪ -17‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الشركات التجارية (األحكام العامة في الشركات‪ ،‬شركات األشخاص – شركات‬
‫األموال) د‪ ،‬ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪.2555 ،‬‬
‫‪ -11‬معرض عبد الثواب‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬د ‪ ،‬د‪ ،‬النشر‪ ،‬د ‪ ،‬ب‪ ،‬ن‪.2552 ،‬‬
‫‪ -12‬نادية فضيل‪ ،‬أحكام الشركات التجارية طبقا للقانون التجاري الجزائري (شركات األشخاص)‪ ،‬الطبعة‬
‫السابعة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.1112 ،‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الرسائل الجامعية‬
‫‪ -15‬كالم أمينة‪ ،‬المسؤولية الجزائية لمصفي الشركات التجارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستار في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬تحت إشراف‪ ":‬محمد مروان"‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،-1-‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫‪.1121-1127‬‬

‫‪74‬‬
‫قائمة المراجع والمصادر‬

‫‪ -12‬معارفية مالية‪ ،‬تصفية الشركات التجارية وقسمتها‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستار في العقود‬
‫والمسؤولية‪ ،‬تحت إشراف‪ " :‬صبحي رجب" جامعة الجزائر ‪ -2-‬كلية الحقوق‪ :‬بن عكنون‪-1122 ،‬‬
‫‪.1121‬‬
‫ثالثا‪ :‬المصادر‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ -15‬األمر رقم ‪ ،15- 51‬المؤرخ في ‪ 12‬سبتمبر ‪ ،2551‬المتضمن القانون التجاري‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫بموجب القانون رقم ‪ ،11-11‬المؤرخ في ‪ 2‬فبراير ‪( ،1111‬ج ر‪ -‬عدد‪ ،)22‬المؤرخة في ‪ 5‬فيفري‬
‫‪.1111‬‬
‫‪ -21‬األمر رقم ‪ ،12 – 51‬المؤرخ في ‪ 12‬سبتمبر ‪ ،2551‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫بموجب القانون رقم‪( ،15- 21 :‬ج ر – عدد ‪ )52‬المؤرخ في ‪ 21‬سبتمبر ‪.2551‬‬
‫رابعا‪ :‬المواقع االلكترونية‬
‫‪31- http : // www.amawi.info/p=281.‬‬
‫‪32- http:// www.hawb 10.com/articles.phpction=show&d=25.‬‬

‫‪75‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫البسملة ‪ ................................................................................................‬أ‬

‫الشكر والتقدير ‪ ........................................................................................‬ب‬

‫اإلهداء ‪ ...............................................................................................‬ج‬

‫مقدمة‪1 ............................................................................................... :‬‬

‫الفصل األول‪ :‬األحكام العامة لتصفية الشركات التجارية ‪5 ................................................‬‬

‫مقدمة الفصل األول‪5 .................................................................................. :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التصفية واجراءات سير المصفي ‪8 ................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التصفية ‪8 ........................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التصفية ‪8 ..........................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرق وأنواع التصفية ‪9 ....................................................................‬‬

‫البند األول‪ :‬التصفية االتفاقية ‪9 .........................................................................‬‬

‫البند الثاني‪ :‬التصفية القانونية ‪14 ......................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب التصفية ‪11 ........................................................................‬‬

‫البند األول‪ :‬األسباب العامة ‪11 .........................................................................‬‬

‫البند الثاني‪ :‬األسباب الخاصة بتصفية الشركات التجارية ‪14 .............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات سير المصفي‪16 ...............................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعيين المصفي وعزله ‪16 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلطات المصفي وصالحيته ‪19 ............................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مسؤولية المصفي ‪71 .....................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية المدنية للمصفي ‪77 ....................................................................‬‬

‫‪77‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية الجزائية ‪77 ............................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إقفال التصفية وآثارها ‪73 ...............................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إقفال التصفية ‪73 .......................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬استدعاء الشركاء للنظر في الحساب الختامي ‪73 ...........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إعالن إقفال التصفية ‪74 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تاريخ قفل التصفية ‪77 ....................................................................‬‬

‫البند األول‪ :‬اآلراء الفقهية ‪77 ...........................................................................‬‬

‫البند الثاني‪ :‬اآلراء القضائية ‪76 .........................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آثار إقفال التصفية ‪76 ..................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬زوال الشخصية المعنوية ‪75 ...............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬محو قيد الشركة من السجل التجاري ‪78 ...................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األموال التي لم تتناولها التصفية ‪79 .......................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬توزيع الصافي بعد عملية التصفية ‪34 .....................................................‬‬

‫خالصة الفصل األول‪33 ............................................................................... :‬‬

‫الفصل األول‪ :‬تصفية شركة التوصية البسيطة أنموذجا ‪37 ...............................................‬‬

‫مقدمة الفصل الثاني‪37 ............................................................................... :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم شركة التوصية البسيطة واجراءات تصفيتها ‪36 ...................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف شركة التوصية البسيطة ‪36 ......................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف شركة التوصية البسيطة ‪36 .........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص شركة التوصية البسيطة ‪38 .....................................................‬‬

‫‪ -1‬عنوان الشركة‪38 ................................................................................. :‬‬

‫‪ -7‬وجود فئتين من الشركاء‪39 ....................................................................... :‬‬

‫‪78‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -3‬عدم جواز انتقال حصة الشريك‪41 ................................................................ :‬‬

‫‪ -4‬المسؤولية المحدودة للشريك الموصي‪41 .......................................................... :‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إدارة شركة التوصية البسيطة ‪47 ..........................................................‬‬

‫أوال‪ :‬منع الشريك الموصي من تولي اإلدارة (أو ما يعرف بالحظر) ‪47 ....................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقسيم أعمال اإلدارة إلى أعمال خارجية وأعمال داخلية ‪44 .........................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجزاء المترتب على مخالفة الحظر ‪46 ............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تصفية شركة التوصية البسيطة ‪45 .............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعيين المصفي وعزله وسلطاته ‪45 .........................................................‬‬

‫أوال‪ :‬التعيين من قبل الشركاء ‪45 ........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعيين المصفي عن طريق القضاء ‪48 .............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق المصفي والتزاماته وأجرته ‪71 .......................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مدة وكالة المصفي وانتهاء التصفية ‪73 ...................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار تصفية شركة التوصية البسيطة وتقادم الدعاوى الناشئة عن أعمال الشركة ‪74 ......‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آثار تصفية شركة التوصية البسيطة ‪74 .................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية لشركة التوصية البسيطة في مرحلة التصفية ‪74 ........................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قسمة أموال شركة التوصية البسيطة ‪76 ...................................................‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬توزيع ما يعادل حصص الشركاء في شركة التوصية البسيطة ‪75 ........................‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬توزيع األرباح أو الخسائر في شركة التوصية البسيطة ‪78 ..............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انقضاء شركة التوصية البسيطة وتقادم الدعاوى الناشئة في أعمال الشركة‪64 ...........‬‬

‫الفرع األول‪ :‬انقضاء شركة التوصية البسيطة ‪64 ........................................................‬‬

‫البند األول‪ :‬وفاة أحد الشركاء ‪64 .......................................................................‬‬

‫البند الثاني‪ :‬الحجر على أحد الشركاء الموصين أو إعساره أو إفالسه ‪61 ................................‬‬

‫‪79‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫البند الثالث‪ :‬انسحاب أحد الشركاء ‪67 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقادم الدعاوى الناشئة عن أعمال شركة التوصية البسيطة ‪63 .............................‬‬

‫أوال‪ :‬الدعاوى التي تخضع للتقادم الخماسي ‪63 ..........................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط سريان التقادم الخماسي ‪64 ................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬بدء سريان التقادم الخماسي ‪67 ...................................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬انقطاع التقادم الخماسي ووقفه ‪66 ................................................................‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪68 .............................................................................. :‬‬

‫خاتمة‪54 ..............................................................................................:‬‬

‫قائمة المراجع والمصادر‪53 ............................................................................ :‬‬

‫‪80‬‬
:‫الملخص‬
‫ ويقصد بها مجموع‬،‫إن عملية التصفية مالزمة النقضاء الشركات التجارية مهما كان سبب االنقضاء‬
‫ وحصر موجوداتها بقصد تحديد صافي‬،‫األعمال واإلجراءات التي تتخذ الستفاء حقوق الشركة وسداد ديونها‬
.‫أموال الشركة التي توزع بين الشركاء بطريق القسمة‬

‫ وتوكل هذه‬،‫ومن أجل ذلك يقتضي األمر بقاء الشخصية المعنوية للشركة قائمة طيلة فترة التصفية‬
.‫ الذي يحكمه نظام قانوني خاص‬،‫العملية للمصفي‬

‫ من خالل‬،‫ونظ ار لتمييز شركة التوصية البسيطة اهتمت هذه الدراسة بتعريفها وبيان كيفية إدارتها‬
‫ ضف إلى هذا بيان‬،‫ وشركاء موصون‬،‫الشركاء الذين تعهد إليهم إدارة هذه الشركة وهو الشركاء المتضامنين‬
.‫كيفية تصفيتها واآلثار المترتبة عنها‬

.‫ المصفي‬،‫ التصفية‬،‫ االنقضاء‬،‫ شركة التوصية البسيطة‬،‫ الشركات التجارية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Résumé:
le processus de liquidation inhérent expiration d'entreprises, quelle que soit la
raison d'extinction, désigne le montant total du jour les mesures prises des droits
de l'entreprise et au remboursement de leur dette, inventaire des actifs en vue de
déterminer les montants nets des fonds de la société qui sont répartis entre les
partenaires sur la route de répartition.

Pour cela, il fallait que la survie de la personnalité morale de la société une liste
tout au long de la période de liquidation, conformément ce processus est confie au
liquidateur, qui est soumise à un régime juridique spécial.

Compte tenu de la discrimination de la société recommandation simples


intéressée de cette étude au sens et modalités de gestion, par le biais des
partenaires qui ont pris leur gestion de la société et les partenaires conjoints et les
partenaires recommandes, ajouter à la déclaration de la liquidation et de ses
conséquences.

Mots-clés : les entreprises, la société recommandation simples, d'extinction,


liquidation, liquidateur.

You might also like