You are on page 1of 110

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬

‫‪Ministry of High Education and Scientific Research‬‬


‫جامعة محمد البشير اإلبراىيمي – برج بوعريريج‪-‬‬
‫‪University of Mohamed el Bachir el Ibrahim‬‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬
‫‪Faculty of law and Political Sciences‬‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطمبات شيادة ماستر أكاديمي في الحقوق‬


‫تخصص‪ :‬قانون أعمال‬
‫الموسومة بـ‪:‬‬

‫دور مجلس المنافسة في ضبط السوق‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطمبة‪:‬‬


‫بلفروم محمد اليمين‬ ‫‪ ‬بلقرمي آسيا‬
‫‪ ‬سعود وئام‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم والمقب‬

‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر – أ ‪-‬‬ ‫مييوب يزيد‬

‫ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد– أ‪-‬‬ ‫مكاري نزيية‬

‫مشرفا‬ ‫أستاذ محاضر – ب‪-‬‬ ‫بمفروم محمد اليمين‬

‫السنة الجامعية ‪2022 /2021‬‬


‫بسم اهلل الرحمان الرحيم‬

‫"ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغاف ل عما يعملون‪".‬‬

‫صدق اهللا العظٌم‬


‫شكر و عرف ان‬
‫الحمد اهلل حمداً كثيرا طيبا مباركاً فيو‪ ،‬على عنايتو‬
‫لنا وإعانتنا على إتمام ىذا العمل‪.‬‬
‫كما نتقدم بجزيل الشكر واالمتنان والتقدير‬
‫واالحترام لألستاذ الكريم‬
‫بلفروم محمد األمين‬
‫الذي لم يبخل علينا بنصائحو وتوجيياتو ونسأل ااهلل أن‬
‫يجازيو عنا خير جزاء‪.‬‬
‫دون أن ننسى أن نقدم أسمى عبارات الشكر‬
‫واالمتنان ألعضاء لجنة‬
‫المناقشة لقبوليم مناقشة مذكرتنا رغم انشغاالتيم‬
‫الكثيرة‪ ،‬ف ليم منا كل االحترام والتقدير‪.‬‬
‫أىدي ىذا العمل المتواضع إلى‬
‫‪-‬من اقترن رضا اهلل برضاىما‪ ،‬أغلى شخصين في‬
‫الوجود والدي الكريمين‬
‫حفظيما و رعاىما‪.‬‬
‫‪-‬سندي في ىذه الحياة الدنيا‪ :‬زوجي الحبيب‬
‫ودف ل فريد‬
‫‪-‬قرتي عيني‪ :‬ودف ل شيراز‪.‬‬
‫‪-‬كل أفراد عائلتي و عائلة زوجي‬
‫‪ -‬الى الطالبتين حفيضة و ابتسام على دعميما لي‬
‫وكل من ساعدني في انجاز ىذا العمل و لو بدعوة‬
‫صادقة‬
‫آسيا‬
‫إلى من علٌمانً الصبر ‪ ،‬الشجاعة ‪ ،‬التفاؤل ‪ ،‬العزٌمة واإلٌمان و ضحوا الكثٌر‬
‫من أجلً وال شًء فً الدنٌا ٌعوضهما أمً الغالٌة و أبً العزٌز أهدٌكما هذا‬
‫العمل المتواضع‪..‬‬

‫ـ إلى إخوتً وأزواجهم وأبنائهم ‪ ،‬وباألخص أختً حبٌبتً ـكنزةـ التً كانت‬
‫ٌدي الثانٌة و فً كل خطوة أخطوها أدعو هللا أن ٌحفظها لً ولعائلتها الصغٌرة‬

‫ـإلى زوجً الغالً وسٌم وإلى قرة عٌنً إبنً أوٌس‬


‫ـإلى عائلة زوجً‬

‫ـإلى كل صدٌقاتً العزٌزات واذكر بالخصوص ـبلقرمً آسٌاـ التً كانت‬


‫تتفهمنً أسأل هللا أن ٌحفظها وٌنٌر دربها‬

‫ـإلى كل األشخاص الذٌن أحمل لهم المحبة والتقدٌر‬


‫ـإلى كل من مدّ لً ٌد المساعدة النجاز هذا ا‬

‫وئ ام‬
‫قائمة المختصرات المستعممة‬

‫ الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية الشعبية‬:‫ر‬-‫ج‬

‫ الصفحة‬:‫ص‬

‫القانوف التجاري الجزائري‬:‫ت‬-‫ؽ‬

‫ع قانوف العقوبات الجزائري‬.‫ؽ‬

Principales abréviations utilisées

-al : alinéa.

-als : alinéas.

-art : article.

-arts : articles.

-bull : bulletin des arrêts de la cour de cassation .

-C ,A : cour d’appel .
‫م قدم ة‬
‫مقذمت‪.........................................................................................‬‬

‫مقذمت‬

‫عرفت الجزائر أزمة اقتصادية منذ اواخر الثمانينات أدى الى تدىور االوضاع‬
‫االقتصادية بسبب انخفاض اسعار البتروؿ مما دفع بالجزائر الى تبني اصالحات‬
‫اقتصادية عديدة ابرزىا انسحاب الدولة مف المجاؿ االقتصادي التخمي عف االقتصاد‬
‫المخطط الموجو ‪ ,‬وبالتالي اعتماد مبدأ المنافسة الحرة كمبدأ أساسي لتنظيـ النشاط‬
‫االقتصادي‬

‫ويقصد بالمنافسة وضعية تنافس اقتصادي بيف مؤسسات متمايزة بصدد‬


‫عرض نفس المنتج السمع و الخدمات داخؿ السوؽ الواحدة تمبية لمحاجات ذاتيا عمى أف‬
‫يكوف لكؿ مؤسسة نفس الحظ مف الربح أو الخسارة وىي الوضعية التي تقابؿ االحتكار‬
‫سواء كاف ىذا األخير لمصمحة الدولة حيث ال بمكف في ىذا الوضع ‪ ,‬اعماؿ قواعد‬
‫المنافسة وانما قواعد التخطيط او كاف االحتكار او شبو االحتكار لمصمحة المؤسسة‬
‫الخاصة فينتج عنيا ىيمنة اقتصادية ال تتحقؽ معيا ظروؼ المنافسة الحرة وعميو يكوف‬
‫المقصود بقانوف المنافسة مجموعة مف االحكاـ القانونية و التنظيمية المطبقة عمى‬
‫مؤسسات في اطار نشاطاتيا داخؿ السوؽ و التي يكوف الغرض منيا ‪ ,‬ضبط التنافس‬
‫فيما بينيا لذا يعد قانوف المنافسة صورة صادقة عف التحوالت التي يعرفيا أي نظاـ‬
‫اقتصادي و أصبح يعد أداة فعالة في تنظيـ وتنمية االقتصاد عامة و عنصر ىاـ في‬
‫تفعيؿ اقتصاد السوؽ خاصة و اذا كانت معظـ قواعد ىذا القانوف ذات طابع موضوعي‬
‫تجسد التوجو نحو الميبرالية ‪,‬‬

‫االقتصادية فانو الى جانب ىذه القواعد مازاؿ يحتفظ لمدولة بحؽ التدخؿ‬
‫لمتوجيو و مراقبة عمميات النشاط االقتصادي قصد حماية النظاـ العاـ االقتصادي اال اف‬
‫ىذا التدخؿ عرؼ تغيي ار ممموسا في طريقتو حيث تـ تعويض الق اررات االدارية بأدوات‬
‫الضبط االقتصادي متمثمة في السمطات االدارية المستقمة مف بينيا مجمس المنافسة الذي‬
‫اعطاه المشرع دور المشرؼ عمى تنسيؽ وترقية المنافسة وعميو فاف نطاؽ اختصاص‬

‫‪1‬‬
‫مقذمت‪.........................................................................................‬‬

‫المنافسة ال ينحصر في قطاع معيف ‪ ,‬بؿ يمتد الى كؿ القطاعات مما يجعمو جياز ضبط‬
‫عاـ لمسوؽ وتـ استحداث جياز مجمس المنافسة ألوؿ مرة بموجب المادة ‪ 16‬مف األمر‬
‫‪ 06/95‬المتعمؽ بالمنافسة اال أف المشرع في ىذا األمر لـ يحدد الطبيعة القانونية لمجمس‬
‫المنافسة بصفة صريحة و ترؾ مسألة تكييؼ طبيعتو لمفقو و تداركا ليذا النقص كيؼ‬
‫المشرع طبيعة مجمس المنافسة بموجب المادة ‪ 23‬مف األمر ‪ 03/03‬الذي الغى االمر‬
‫‪ 06/95‬بأنو سمطة ادارية ووضعيا تحت وصاية رئيس الحكومة اال اف ىذا القانوف بقي‬
‫يعاني مف عدة نقائص ‪ ,‬مما دفع بالمشرع الى ادخاؿ التعديالت عمى ‪ ,‬ىذه المادة‬
‫بموجب القانوف رقـ ‪ 12/08‬حيث أعطى المشرع التكييؼ المناسب لمجمس المنافسة‬
‫بوصفو سمطة ادارية مستقمة ونقؿ وصاية مف رئيس الحكومة الى وزير التجارة مف خالؿ‬
‫نص المادة ‪ 95‬منو ‪.‬‬

‫و تتجمة اىمية الموضوع في ىذا المجاؿ في كوف مجمس المنافسة مف‬


‫المواضيع المتجددة المطروحة لمدراسة‪ ،‬وكذا كوف معظـ الدراسات السابقة تعالج موضوع‬
‫مجمس المنافسة معالجة نظرية‪ ،‬األمر الذي يحفزنا لدراسة بصفة عممية‪ ،‬ومعرفة كيفية‬
‫قيامو بالمياـ الموكؿ لو القياـ بيا‬

‫األىداف‬

‫يحقؽ ىذا البحث مجموعة مف األىداؼ تتمثؿ أىميا في‪:‬‬

‫‪-‬كشؼ النقاب عف الدور العممي لمجمس المنافسة في مجاؿ ضبط السوؽ‪.‬‬

‫‪-‬تحديد أىـ الصالحيات الموكمة لمجمس المنافسة لمقياـ بدوره الضبطي عمى الوجو‬
‫المطموب‪.‬‬

‫‪-‬معرفة مدى نجاعة دور مجمس المنافسة‪ ،‬وأىـ الصعوبات التي تحوؿ بينو وبيف‬
‫قيامو بضبط السوؽ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقذمت‪.........................................................................................‬‬

‫األسباب‬

‫ومف بيف االسباب التي دفعتنا الختيار الموضوع‬

‫االسباب الذاتية التي دفعتنا الى اختيار البحث في ىذا المجاؿ ىو ميولنا‬
‫لمموضوع محؿ الراسة‪ ،‬وكذا رغبتنا فب مواصمة البحث فيو‬

‫اما عف األسباب الموضوعية التي دفعتنا الختيار الموضوع كوف مجمس المنافسة‬
‫يعد سمطة ادارية مستقمة تعنى بتنظيـ المنافسة الحرة داخؿ السوؽ‪ ،‬وىذا‬

‫الموضوع يعد مف صميـ تخصصنا فرع قانوف أعماؿ‪.‬‬

‫الصعوبات‬

‫لقد كنا متيقنيف أف البحث في موضوع كيذا قد يصاحبو عدة صعوب ػػات وعوائػػؽ‪،‬‬
‫يقع عمى رأسيا‬

‫ندرة المراجع إف لـ نقؿ انعداميا خاصة بالمغة العربية ‪ ،‬نظ ار لحداثة الموضوع نسبيا‬
‫‪ ،‬وتوالي التعديات عميو‬

‫مف حيف ألخر‪ ،‬في فترات متقاربة مما يجعؿ الموضوع يحتاج لوقت أطوؿ لدراسة‪،‬‬
‫وكذا صعوبة الحصوؿ‬

‫عمى المعمومات والتقارير العممية مف المجمس‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫بالنسبة لمدراسات األكاديمية السابقة في الموضوع ‪ ،‬وجدنا عدد مقبوؿ مف الدراسات‬


‫لكف معظميا يعنى بدراسة مجمس المنافسة دراسة نظرية ال غير‪ ،‬وىناؾ عدد قميؿ جدا‬
‫مف ىاتو الدراسات التي حاولت التطرؽ‬

‫لمموضوع مف الناحية العممية ‪ ،‬وتتمثؿ أىـ ىذه الدراسات في‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫مقذمت‪.........................................................................................‬‬

‫سمير خمايمية ‪ ،‬عف سمطة مجمس المنافسة في ضبط السوؽ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع تحوالت الدولة‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪2013.‬‬

‫صبرينة بف عبد اىمؿ ‪ ،‬متابعة الممارسات المقيدة لممنافسة مف طرؼ مجمس‬


‫المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع قانوف عاـ ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪،‬‬
‫بجاية‪ ،‬الجزائر‪.2012،‬‬

‫صورية قابة ‪ ،‬مجمس المنافسة‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف‬
‫أعماؿ ‪ ،‬جامعة الج ازئر‪.2000 ،‬‬

‫‪-‬مالؾ عمياف‪ ،‬الدور االستشاري لمجمس المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪،‬‬
‫فرع إدارة ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2003 ،‬‬

‫االشكالية المطروحة‬

‫ومف ىذا المنطمؽ يمكف صياغة إشكالية الموضوع عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪-‬ىؿ منح المشرع الجرائري لمجمس المنافسة كؿ الصالحيات الالزمة لمقياـ بميمة‬
‫ضبط لسوؽ ؟‬

‫وعميو نطرح التساءالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬ما الطبيعة القانونية لمجمس المنافسة؟‬

‫‪ -‬فيما تمثمت أىـ ممارسات مجمس المنافسة؟‬

‫‪ -‬فيما تكمف حدود استقاللية مجمس المنافسة؟‬

‫‪ -‬ما دور مجمس المنافسة؟‬

‫‪4‬‬
‫مقذمت‪.........................................................................................‬‬

‫المنيج‬

‫وقد اعتمدنا في دراستنا ليذا البحث عمى المنيج الوصفي التحميمي الذي يقوـ عمى‬
‫تحميؿ النصوص القانونية المختمفة ذات العالقة الوطيدة بالموضوع وايضا المقارف بحيث‬
‫قمنا بتبييف اوجو التشابو و االختالؼ بعض النقاط بيف التشريع الجزائري و الفرنسي‪.‬‬

‫التقسيم‬

‫وفي سبيؿ االجابة عمى االشكالية السابؽ طرحيا ‪،‬قسمنا الموضوع الى فصميف‪:‬‬

‫‪-‬الفصؿ االوؿ تكريس مجمس المنافسة كسمطة لضبط السوؽ وانطوى تحتو‬
‫مبحثيف االوؿ بالعنواف الطبيعة القانونية كسمطة لضبط السوؽ و الذي ينقسـ بدوره الى‬
‫مطمبيف ‪،‬‬

‫اما المبحث الثاني ممارسات مجمس المنافسة لسمطة الضبط الذي ينقسـ الى‬
‫مطمبيف‪.‬‬

‫‪-‬الفصؿ الثاني بعنواف مدى فعمية سمطة مجمس المنافسة في ضبط السوؽ‬
‫اندرج تحتو مبحثيف االوؿ حدود استقاللية مجمس المنافسة و الذي انقسـ الى مطمبيف اما‬
‫المبحث الثاني بالعنواف عدـ تمتع مجمس المنافسة باختصاص مانع في مجاؿ المنافسة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫تكريس مجلس المنافسة‬
‫كسلطة لضبط السوق‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫انفصم األًل‪ :‬تكرّس مجهس انمنبف ست كسهطت نض بط انسٌق‬

‫منح المشرع الجزائري الصفة القانونية لمجمس المنافسة في ظؿ األمر رقـ ‪06-95‬‬
‫اال انو لـ يتولى تعريفو وانما اكتفى فقط بالنص عمى أنو "يتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫المستقمة إداريا وماليا‪ 1،‬لذا أثير جدؿ في مسألة اعتباره سمطة إدارية مستقمة أو سمطة‬
‫ردعية شبو قضائية‪ 2‬لكف بصدور األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة والذي ألغى أحكاـ‬
‫األمر ‪ 06-95‬تـ تكييؼ مجمس المنافسة صراحة كسمطة إدارية‪ ،‬تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالؿ المالي بمعنى أف المشرع الجزائري فصؿ في مسألة الطبيعة القانونية‬
‫‪3‬‬
‫ليذا المجمس بإضفاء الطبيعة االدارية عميو واستبعاد الصفة القضائية‪.‬‬

‫وقد أكد المشرع الجزائري في التعديؿ الجديد لقانوف المنافسة بالقانوف ‪12-08‬‬
‫اعترؼ بصريح العبارة عمى أف مجمس المنافسة سمطة إدارية مستقمة‪ 4،‬وسنتناوؿ في ىذا‬
‫الفصؿ مبحثيف ىما المبحث األوؿ الطبيعة القانونية لمجمس المنافسة والمبحث الثاني‬
‫ممارسة مجمس المنافسة في سمطة الضبط‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 16‬مف األمر ‪( 05/95‬الممغى)‪ ،‬المؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪ 1995‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬ج ر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬عدد ‪09‬‬
‫مف سنة ‪.1995‬‬
‫‪ -‬بمقاسـ عماري‪ ،‬مجمس المنافسة‪ ،‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة المدرسة العميا لمقضاء‪ ،‬الدفعة ‪ ،14‬الجزائر ‪-2005‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -2‬محمد الشريؼ كتو‪ ،‬حماية المستيمؾ مف الممارسات المنافية لممنافسة‪ ،‬مجمة إدارة‪ ،‬العدد ‪ ،23‬سنة ‪ ،2002‬ص‬
‫‪.53‬‬
‫‪3‬‬
‫– ‪-Hanane Mefleh : la justification des ententes et des abus de position dominantes‬‬
‫‪Etude comparative – Mémoire magistère en droit des relation économiques Non publie‬‬
‫‪Université Doran Algérie 2012/2013 p 62.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 23‬مف األمر ‪ 03-03‬المؤرخ ‪ 19‬جويمية ‪ 2003‬المعدؿ والمتمـ بالقانوف ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪ 25‬المنشور‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬ع ‪ ،36‬المؤرخة في ‪.2008-07-02‬‬

‫‪7‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫انمبحج األًل‪ :‬انطبْؼت انقبنٌنْت نمجهس انمنبفست‬


‫تـ استحداث مجمس المنافسة مجمس المنافسة في ظؿ األمر ‪ 95/06‬دور تحديد‬
‫الصفة القانونية ليذا الجياز‪ ،‬إذ لـ يعط ىذا األمر تعريؼ لمجمس المنافسة فقد سار‬
‫المشرع الجزائري مسار المشرع الفرنسي الذي ترؾ مسألة تكييفو لمفقو‪.‬‬

‫واكتفى المشرع الجزائري بالنص عمى أنو يتمتع بالشخصية المعنوية المستقمة إداريا‬
‫وماليا وذلؾ حفاظا عمى المنافسة الحرة وترقيتيا‪ ،‬حيث اعتنقت الجزائر اقتصاد السوؽ في‬
‫اطار اإلصالحات االقتصادية بداية التسعينات واتجيت نحوه بصفة صريحة وذلؾ لما‬
‫جاء في األمر الجديد ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬إال أف مسألة الطبيعة القانونية لمجمس‬
‫المنافسة تقتضي البحث عما إذا كاف مجمس المنافسة كييئة قضائية درجة أولى بالنظر‬
‫إلى قواعد سير أعمالو‪ 1،‬وفي ىذا السياؽ سوؼ نتعرض إلى مجمس المنافسة كييئة‬
‫لضبط السوؽ كمطمب أوؿ‪ ،‬ثـ مجمس المنافسة سمطة إدارية مستقمة كمطمب ثاني‪.‬‬

‫انمطهب األًل‪ :‬مجهس انمنبفست كيْئت نضبط انسٌق‬


‫إف دور الدولة الضابطة يتجمى في المحافظة عمى المنافسة الحرة وترقيتيا في‬
‫اقتصاد السوؽ والتصدي لمختمؼ أشكاؿ الممارسات التي مف شأنيا المساس بالسير‬
‫العادي لمسوؽ‪ ،‬مما دفع الدولة الجزائرية إلى انشاء مجموعة مف السمطات والييئات التي‬
‫تك فؿ ضبط السوؽ وضماف المنافسة بيف جميع المتعامميف في إطار يغمب عميو التنظيـ‬
‫بغية ضماف استقرار النظاـ االقتصادي‪ ،‬ومف أىـ ىذه السمطات ىي مجمس المنافسة‬
‫‪2‬‬
‫كسمطة مف سمطات الضبط االقتصادي نظ ار الرتباطو بمجمس المنافسة‪.‬‬

‫لما كاف إقرار حرية المنافسة بدوف ضوابط مف شأنو ترتيب نتائج عكسية نظ ار‬
‫إلمكانية لجوء المؤسسات لممارسة النشاط االقتصادي باستعماؿ أساليب غير مشروعة‬

‫‪ -1‬سمير خمايمية‪ ،‬عف سمطة مجمس المنافسة في ضبط السوؽ‪ ،‬مذكرة ماجيستر كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر سنة ‪ ،2014/2013‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -22‬الماحي حسيف‪ ،‬تنظيـ المنافسة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ، ،‬القاىرة‪ ،‬مصر ‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪8‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫تقضي إلى تنفيذ المنافسة أو منعيا أو عرقمتيا أصبح مف الضروري إصدار قانوف‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫انفرع األًل‪ :‬مبىْت قبنٌن انمنبفست‬


‫يقصد بقانوف المنافسة مجموعة األحكاـ القانونية والتنظيمية المطبقة عمى‬
‫المؤسسات في إطار نشاطاتيا داخؿ السوؽ والتي يكوف الغرض منيا التنافس فيما بينيـ‪،‬‬
‫السوؽ بمفيوـ قانوف المنافسة ليس ىو السوؽ بالمفيوـ المكاني الذي يعني األمكنة المعدة‬
‫لممارسة التجارة‪ ،‬وانما ىو ذاتو السوؽ بالمفيوـ االقتصادي‪ ،‬وييدؼ مبدأ المنافسة إلى‬
‫تنظيـ المنافسة وترتيبيا وتحقيؽ الفعالية االقتصادية واالجتماعية ولكف قبؿ ذلؾ يجب‬
‫‪1‬‬
‫وضعيا في اطار قانوني لتحقيؽ ىذه الغايات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف قانون المنافسة‬

‫‪-1‬المنافسة في المغة ىي نزعة فطرية تدعو إلى بدؿ الجيد في سبيؿ التفوؽ إذ‬
‫كممة "‪ "concurrence‬المقابمة لكممة منافسة في المغة العربية مشتقة مف المصطمح‬
‫الالتيني "‪ "cum lu dere‬الذي يعني "‪ "jouer ensemble‬الذي يعني المعب في‬
‫جماعة أو يجري مع أو يسرع في جماعة "‪ ،"à courir ensemble‬ولقد كاف مفيوـ‬
‫‪La‬‬ ‫المنافسة في بداية شيوعو حالة خصومة وتنافس وصراع وحالة عداء مستمرة‬
‫‪concurrence est une situation de rivalité de compétition de lutte se‬‬
‫‪.conflit‬‬

‫‪-2‬وفي المفيوم االقتصادي وحسب عمماء االقتصاد فإف المنافسة عي العمؿ‬


‫‪2‬‬
‫لممصمحة الشخصية لمشخص وذلؾ بيف البائعيف والمشتريف‪ ،‬في أي منتج وأي سوؽ‪،‬‬

‫‪ -1‬محمد الشريؼ كتو‪ ،‬الممارسات المنافية في القانوف الجزائري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -2‬محمد الشريؼ كتو ‪ ،‬قانوف المنافسة والممارسات التجارية وفقا لألمر ‪ 03-03‬والقانوف ‪ 02-04‬منشورات بغدادي‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪9‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫يضيؼ االقتصادي "شو مبيتر" أف مفيوـ المنافسة الحرة‪ ،‬ال يمكف تصوره إال في اطار‬
‫االقتصاد الحر‪ ،‬الذي يعطي الحرية الكاممة لممؤسسة االقتصادية‪ ،‬وفي نفس السياؽ يرى‬
‫االقتصاديوف الذيف اتبعوا تحميؿ االستناد "شو مبيتر" أف "الرأسمالية بطبيعتيا أسموب‬
‫تحميؿ اقتصادي يجدد بصفة دائمة اليياكؿ االقتصادية مف الداخؿ بحيث يقصي بصفة‬
‫مستمرة عمى عناصر ىذه األخيرة القديمة ويختمؼ بصفة مستمرة جديدة"‪.‬‬

‫وبالتالي فالمنافسة الحرة محرؾ وعامؿ ىاـ في مرحمة تسمى "بالتدمير المبدع"‬
‫لعناصر اليياكؿ االقتصادية‪.‬‬

‫‪"Le processus de des truction créatrice des éléments des‬‬


‫"‪structures économiques1.‬‬

‫‪-3‬أما من الناحية القانونية فالمنافسة تتحقؽ شريطة أال تكوف مخالفة لمقانوف‬
‫باعتبار أنو يخطر كؿ فعؿ مف شأنو إعاقة التجارة وذلؾ ميما كاف مصدر اإلعاقة سواء‬
‫العقد أو االتفاؽ الذي يبرـ طواعية بيف التجار‪ 2،‬ويمكف تعريؼ قانوف المنافسة عمى أنو‪:‬‬
‫"مجموعة القواعد القانونية التي تحكـ التنافس بيف األعواف االقتصادييف في البحث عف‬
‫‪3‬‬
‫الزبائف والحفاظ عمييـ"‪.‬‬

‫كما يعرفو األستاذ "‪ "Delvolve‬عمى أنو "قانوف المنافسة يتكوف مف مجموعة مف‬
‫القواعد المنظمة لسموؾ المتعامميف في التنافس االقتصادي"‪.‬‬

‫‪ -1‬جالؿ مسعد‪ ،‬مبدأ المنافسة الحرة في القانوف الوصفي‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستر في القانوف‪ ،‬فرع قانوف‬
‫األعماؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد الشريؼ كتو ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Benadj chrif "le droit de concurrence en Algérie "Rasjep N° 03 -200 p 143.‬‬

‫‪10‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫‪"Le droit de la concurrence est constitué par l’ensemble des‬‬


‫‪règles régissant le comportement des opérateurs dans la‬‬
‫‪compétition économique".1‬‬

‫رغـ اختالؼ أوجو النظر بيف القانونييف واالقتصادييف بشأف المنافسة‪ ،‬إال أنيـ‬
‫يتفقوف عمى ضرورة تنظيميا في إطار قانوني محكـ وذلؾ لوجود ميؿ طبيعي مف‬
‫المت عامميف االقتصادييف األقوياء إلى الييمنة واالحتكار عمى السوؽ وبالتالي اقتصاد‬
‫الضعفاء منيا وىذا طبقا لممقولة الشييرة "كثرة المنافسة تقتؿ المنافسة" " ‪trop de‬‬
‫‪."concurrence tue la concurrence‬‬

‫ىذا مف جية‪ ،‬ومف جية أخرى فإف التجربة أثبتت أف قواعد المنافسة تعتبر بمثابة‬
‫‪2‬‬
‫الدرع الواقي لمسير الطبيعي لممنافسة مف كؿ تعطيؿ أو تفنيد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أىداؼ قانوف المنافسة‬

‫لـ يوفؽ الفقو في ايجاد أىداؼ موحدة لقانوف المنافسة‪ ،‬فيذىب جانب مف الفقو إلى‬
‫القوؿ بأف قوانيف المنافسة لـ تعرؼ الوجود إال ليدؼ وحيد وىو تحقيؽ الفعالية‬
‫‪3‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬وىي فكرة سادت في أوروبا‪.‬‬

‫‪"La concurrence a par seul objectif l’efficience économique".‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-cite par : SANTIGO-JUNIOR (F.O)، la regulation du secteur des tele communications‬‬
‫‪par l’autorité de régulation des te le communications et le conseil de la concurrence،‬‬
‫‪mémoire de DEUA en droit public Université de Paris 2002، p 19.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-BOUTARD – LABRAD Marie Chantal، CANIVET Guy Droit Français de la‬‬
‫‪concurrence، LGDJ، Paris 1994، p 173.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-MALAURIE – VIGNAL Marie، Droit de la concurrence، 2 eme ed، Armand colin، Paris‬‬
‫‪2003، p 3.‬‬

‫‪11‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫ساد في الواليات المتحدة األمريكية مفيوـ مغاير لما ىو سائد في أوروبا‪ ،‬إذ ينظر‬
‫لممنافسة عمى أنيا ىدؼ لبموغ درجة متقدمة مف التطور االقتصادي وعمى ىذا األساس‬
‫فإف ىدؼ التشريعات المضادة لالحتكار ليس تحقيؽ الفعالية االقتصادية بؿ تجنب أي‬
‫احتكار لمسمطة االقتصادية‪ 1،‬إال أنو ىناؾ مف يرى أف ىدؼ قانوف المنافسة ىو ضماف‬
‫احتراـ المنافسة‪ ،‬فالمقصد حسبيـ مف حضر كؿ ممارسة مقيدة لممنافسة وكذا الحد مف‬
‫كؿ تعسؼ مؤسسة لقوتيا االقتصادية ىو حماية المنافسة وتعزيزىا‪ ،‬وذلؾ بخضوع كؿ‬
‫المتعامميف االقتصادييف لنفس قواعد المعبة‪ 2،‬ورغـ ىذا االختالؼ في آراء الفقياء‪ ،‬فإف‬
‫الجانب العممي ليذه القوانيف تيدؼ في آخر المطاؼ إلى تحقيؽ التطور والنمو في‬
‫المجاؿ االقتصادي‪ ،‬أما مسألة تغميب ىدؼ ما عمى آخر فيي متروكة لمتشريعات‪.‬‬

‫وتتضح أىداف قانوف المنافسة في الجزائر مف خالؿ استقراء المادة األولى مف أمر‬
‫رقـ ‪ 06-95‬الممغى المتعمؽ بالمنافسة بنصيا عمى‪:‬‬

‫"ييدؼ ىذا األمر إلى تنظيـ المنافسة الحرة وترقيتيا والى تحديد قواعد حمايتيا‪،‬‬
‫قصد زيادة الفعالية االقتصادية وتحسيف معيشة المستيمكيف وييدؼ أيضا إلى تنظيـ‬
‫شفافية الممارسات التجارية ونزاىتيا"‪.‬‬

‫نستخمص مف خالؿ ىذا النص األىداؼ المحددة وىي‪:‬‬

‫تنظيـ المنافسة وترقيتيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫حماية المنافسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة الفعالية االقتصادية وتحسيف معيشة المستيمكيف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيـ شفافية الممارسات التجارية ونزاىتيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬محمد الشريؼ كتو ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-PERROT Anne،‬‬ ‫‪"les frontières entre régulation se ctoielle et politique de la‬‬
‫‪concurrence،" Revue Française d’économie N° 04، 2004، p 85.‬‬

‫‪12‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫بالرجوع إلى األمر ‪ 03-03‬الذي ألغى القانوف ‪ 06-95‬السالؼ الذكر‪ ،‬فإف المادة‬
‫األولى منو تقر أنو‪" :‬ييدؼ ىذا األمر إلى تحديد شروط ممارسة المنافسة في السوؽ‬
‫وتفادي كؿ ممارسات مقيدة لممنافسة ومراقبة التجمعات االقتصادية قصد زيادة الفعالية‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية وتحسيف ظروؼ معيشة المستيمكيف"‪.‬‬

‫يالحظ مف خالؿ ىذه المادة أف المشرع احتفظ بنفس أىداؼ القانوف السابؽ إال أنو‬
‫بتعديؿ بسيط حذفت مف خالؿ عبارة "تنظيـ المنافسة وترقيتيا" وحمت محميا عبارة "تحديد‬
‫شروط المنافسة"‪ ،‬ما يجعؿ القوؿ أف المنافسة لـ تعد تحتاج إلى ترقيتيا بعد انتشارىا في‬
‫جميع القطاعات بقدر ما تحتاج إلى تحديد شروط الممارسة‪.‬‬

‫انفرع انخبنِ‪ :‬احذاث جيبز انمنبفست‬


‫تعتبر التشريعات المقارنة السباقة في انشاء ىيئات المنافسة‪ ،‬والذي ارتبط ظيورىا‬
‫بظيور أولى القوانيف المناىضة لمممارسات المخمة بالمنافسة (أوال) أما التجربة الجزائرية‬
‫فيي حديثة في ىذا المجاؿ‪ ،‬فمـ ينشأ جياز المنافسة إال سنة ‪ 1995‬وذلؾ بموجب أوؿ‬
‫قانوف لممنافسة الحرة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬احداث أجيزة المنافسة في التشريعات المقارنة‬

‫ظيرت الحاجة لحماية المنافسة الحرة منذ زمف مبكر في البمداف المتجية لنظاـ‬
‫االقتصاد الحر‪ ،‬ويعتبر قانوف المنافسة مف بيف الوسائؿ القانونية لالنتقاؿ مف االقتصاد‬
‫الموجو "‪ "Economie dite administrée‬إلى االقتصاد الحر " ‪Economie dite‬‬
‫‪2‬‬
‫‪."de marché‬‬

‫‪ -1‬أمر رقـ ‪ 03-03‬مؤرخ في ‪ 19‬جويمية ‪ 2003‬يتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 43‬صادر في ‪ 20‬جويمية ‪،2003‬‬
‫معدؿ ومتمـ بموجب القانوف رقـ ‪ ،12-08‬المؤرخ ‪ 25‬جواف ‪ ،2008‬ج ر عدد ‪ 36‬صادر في ‪ 2‬جويمية ‪2008‬‬
‫ومعدؿ ومتمـ بموجب القانوف رقـ ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 19‬جويمية ‪ ،2010‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،46‬صادر في ‪ 18‬أوت‬
‫‪.2010‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-BENADJI Cherif "Le droit de la concurrence "Op cite p 143.‬‬

‫‪13‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫استجابة ليذا التحوؿ وبغرض احتراـ قواعد المنافسة وحمايتيا‪ ،‬تـ انشاء أجيزة‬
‫مختمفة مف تشريع آلخر مف حيث تكييفيا القانوني والصالحيات المخولة ليا‪ ،‬واذا كاف‬
‫مف غير االمكاف التطرؽ إلى معظميا في ىذا الصدد‪ ،‬فإننا سنتعرض إلى نشأة ىيئة‬
‫المنافسة في التشريع األمريكي‪ ،‬كونو مف التشريعات األولى الذي ظير فييا ىذا الجياز‬
‫ثـ نتطرؽ إلى التشريع الفرنسي باعتباره المصدر الرئيسي لتكريس قانوف المنافسة في‬
‫التشريع الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬أجيزة المنافسة في التشريع األمريكي‬

‫يعد التشريع األمريكي مف التشريعات السباقة لوضع اسس وقواعد المنافسة الحرة‬
‫والتي تعرؼ ب "التشريعات المضادة لالحتكار" "‪."lois antitrust‬‬

‫والذي يمنع بمقتضاه أي شخص أو شركة مف احتكار التجارة أو التواطؤ عمى‬


‫‪1‬‬
‫اعاقتيا أو تقييدىا بما يؤدي إلى القضاء عمى المنافسة‪.‬‬

‫واذا كانت القواعد والتدابير األولى المضادة لالحتكار قد اقترنت بمجاؿ السكؾ‬
‫الحديدية‪ ،‬حيث انشئت في سنة ‪ 1887‬لجنة تدعى " ‪in terstate commerce‬‬
‫‪ " commission‬لتمنع الممارسات التجارية التمييزية‪ ،‬فإف التشريع األساسي المضاد‬
‫لالحتكار يتمثؿ في قانوف شيرماف (‪ )Sherman Act‬لسنة ‪ 1890‬الذي أعتبر كؿ‬
‫احتكار أي كاف الشكؿ الذي يظير عميو عقد‪ ،‬اتفاؽ‪ ،‬جمعية‪ ...،‬ممارسة غير مشروعة‬
‫‪2‬‬
‫تؤدي إلى تقويـ التجارة واالخالؿ بقواعد المنافسة الحرة داخؿ الدولة أو خارجيا‪.‬‬

‫‪ -1‬كتو محمد الشريؼ‪ ،‬قانوف المنافسة والممارسات التجارية وفقا لألمر ‪ ،03-03‬المرجع السابؽ ص ‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-CHARBIT Nicolas، le droit de concurrence et secteur public، éd. l’harmattan، Paris‬‬
‫‪2000، p 30.‬‬

‫‪14‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫ومع ذلؾ كاف ينبغي انتظار سنة ‪ 1914‬ليصدر قانوف كاليتوف (‪)Clayton Act‬‬
‫الذي جاء لتوضيح أحكاـ قانوف شرماف‪ ،‬لتحديده الممارسات غير المشروعة (التمييز في‬
‫األسعار‪ ،‬إعادة شراء راس ماؿ المؤسسة باستغالؿ وضعية الييمنة‪.)...‬‬

‫وىذا بإحداثو لجياز مكمؼ يوضع حد لالحتكار االقتصادية والممارسات التجارية‬


‫‪1‬‬
‫غير المشروعة يدعى "بالمجنة الفيدرالية لمتجارة" (‪)Federal Trade commission‬‬
‫لتتوالى فيما بعد انشاء وكاالت مستقمة استجابة لحاجيات مختمفة حسب السياؽ‬
‫االقتصادي واالجتماعي يضمف توافؽ تدخؿ الدولة مع منطؽ النظاـ الميبرالي اضافة إلى‬
‫ىذا التفسير االقتصادي فإف انشاء ىذه الوكاالت في الواليات المتحدة مرده إلى خمفية‬
‫سياسية تتعمؽ برغبة الكونغرس في عزؿ ىذه الييئات االدارية مف تأثير الرئاسة والو ازرات‬
‫‪2‬‬
‫أي السمطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ -2‬مجمس المنافسة في التشريع الفرنسي‬

‫استوحى المشرع الفرنسي مجمس المنافسة مف النموذج األنجموسكسوني‪ 3،‬ولقد مر‬


‫بعدة مراحؿ ليصؿ إلى ما ىو عميو اليوـ والتي تتجسد في ثالث مراحؿ ىي‪:‬‬

‫المرحمة األولى‬

‫ظير أوؿ جياز يتولى ميمة حماية المنافسة‪ ،‬بصدور مرسوـ ‪ 9‬أوت ‪،1953‬الذي‬
‫أحدث "المجنة التقنية لالتفاقات" "‪ "commission technique des ententes‬والتي‬

‫‪1‬‬
‫‪-ZOUAIMIA Rachid les autorités administratives indépendantes et la régulation‬‬
‫‪économique en Algérie éd Houma Alger 2005، p 13.‬‬
‫‪ -2‬بوجمميف وليد ‪ ،‬سمطات الضبط االقتصادي في القانوف الجزائري‪ ،‬دار بمقيس‪ ،‬لمنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬عيساوي عز الديف‪ ،‬السمطة القمعية لمييئات االدارية المستقمة في المجاؿ االقتصادي والمالي‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫ماجيستر في القانوف‪ ،‬فرع قانوف األعماؿ كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2005 ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪15‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫عرؼ في وقت الحؽ ب "المجنة التقنية لالتفاقات ووضعيات الييمنة" بعد ما صدر قانوف‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2‬جويمية ‪ ،1963‬الذي جاء في أحكامو معاقبة التعسؼ في وضعيات الييمنة‪.‬‬

‫إال أف أىـ ما يميز ىذه المجنة ىو دورىا الذي ال يتعدى تقديـ اآلراء حوؿ االتفاقات‬
‫ووضعيات الييمنة لوزير االقتصاد الذي يصدر إما عقوبات مالية‪ ،‬أـ يقوـ بإرساؿ الممؼ‬
‫إلى القاضي الجزائي‪.‬‬

‫المرحمة الثانية‬

‫بدأت ىذه المرحمة بصدور قانوف "رايموند بار" (‪ )Raymond Barre‬في ‪19‬‬
‫جويمية ‪ ،1977‬والذي عوض المجنة التقنية الموجودة سابقا بمجنة المنافسة " ‪la‬‬
‫‪ "commission de la concurrence‬وتتميز عف سابقتيا بكونيا منظمة بتشكيمة‬
‫تضمف استقال ليتيا‪ ،‬بحيث تتكوف مف رئيس ومقرريف يمارسوف مياميـ بصفة دائمة‬
‫ومستمرة‪ ،‬إلى جانب امكانية األخطار المباشر والجمعيات المينية أو المستيمكيف‪ ،‬وفي‬
‫ىذا اإلطار قمصت سمطات الوزير المكمؼ بالتجارة نوعا ما‪ ،‬إذ ال يمكف ليذا األخير أف‬
‫يتخذ ق اررات إال في حدود االقتراحات المقدمة عف ىذه المجنة‪ ،‬ىذا ما أدى بالبعض إلى‬
‫تصنيفيا ضمف قائمة السمطات اإلدارية المستقمة‪ ،‬وقد تـ تأكيده فعال بصدور قانوف‬
‫"‪ "BEREGOVOY‬في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 1985‬والذي ادخؿ في مضمونو عبارة السمطات‬
‫‪2‬‬
‫اإلدارية المستقمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-MORIN (j) "le droit de la concurrence "Rapportau congrès National des tribunaux de‬‬
‫‪commerce 19 nov 2004 p 3.‬‬
‫‪ -2‬بوجمميف وليد‪ ،‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪16‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫المرحمة الثالثة‬

‫تتميز ىذه المرحمة بإحداث مجمس المنافسة الذي أنشا بموجب المادة ‪ 02‬مف األمر‬
‫رقـ ‪ 1243-86‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1986‬المتعمؽ بحرية األسعار والمنافسة‪ ،‬الذي‬
‫‪1‬‬
‫عوض بمجنة المنافسة‪.‬‬

‫تـ تكميؼ مجمس المنافسة بالسير عمى احتراـ تطبيؽ قواعد المنافسة وتخويمو‬
‫سمطات استشارية وأخرى تنازعية‪ ،‬تكفؿ أداء المياـ المنوطة بو خاصة االعتراؼ لو‬
‫باختصاص توقيع العقوبة عمى كؿ مف يقوـ بممارسات تؤدي إلى تقييد المنافسة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫بعدىا كانت سمطة توقيعيا في يد كؿ مف وزير االقتصاد والقاضي الفرنسي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬احداث مجمس المنافسة في التشريع الجزائري‬

‫تزامف ظيور مجمس المنافسة الجزائري مع تحرير النشاط االقتصادي واعادة النظر‬
‫في وظائؼ الدولة‪ 3،‬ولما كاف اتباع بالدنا لمنيج الميبرالي عمى الصعيديف القانوني‬
‫والمؤسساتي‪ 4،‬فقد ظيرت مالمحو مع صدور القانوف المتعمؽ بالمنافسة واألسعار في سنة‬
‫‪ ،1989‬أيف اعترؼ المشرع بصفة ضمنية بحرية المنافسة‪ ،‬بنصو عمى قمع كؿ‬
‫مما رسات تجارية تتعارض مع المنافسة‪ ،‬كالعمميات المدبرة واالتفاقيات التي ترمي إلى‬
‫عرقمة الدخوؿ الشرعي لمسوؽ‪ ،‬التشجيع المصطنع لرفع األسعار قصد المضاربة والتعسؼ‬
‫‪5‬‬
‫الناتج عف ىيمنة عمى السوؽ أو جزء منو‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-GALENE René le droit et la concurrence 4 ene éd EPE، Paris 1994، p 23.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-MALAURIE – VIGNAL Marie، Droit de la concurrence، 3.‬‬
‫‪ -3‬لباد ناصر ‪" ،‬السمطات االدارية المستقمة" إدارة عدد ‪ ،2000 ،21‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -4‬شيخ أعمر يسمينة‪ ،‬توزيع االختصاص ما بيف مجمس المنافسة وسمطات الضبط القطاعية في القانوف الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستر في القانوف فرع القانوف العاـ‪ ،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية ‪ ،2009‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫‪ -5‬بوجمميف وليد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪17‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫ومع ذلؾ فإف ىذا القانوف لـ ينص صراحة عمى تحرير األسعار وحرية المنافسة ولـ‬
‫يبيف االجراءات الواجب اتخادىا لمالحقة الممارسات مع عدـ انشائو لجياز وتزويده‬
‫بالوسائؿ المالئمة لتولي ميمة ضبط ىذه المنافسة‪ ،‬ولـ يتحقؽ ذلؾ إال بصدور األمر‬
‫‪ 06-95‬المتعمؽ بالمنافسة والذي تـ إلغائو بصدور األمر ‪ 03-03‬لمواكبة التغييرات‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫انمطهب انخبنِ‪ :‬مجهس انمنبفست سهطت إدارّت مستقهت‬


‫بانسحاب الدولة في قطاع المنافسة‪ ،‬كؿ عمييا انشاء سمطة تسير عمى حماية‬
‫السوؽ سميت بمجمس المنافسة‪ ،‬كسمطة الضبط العاـ لممنافسة‪ ،‬والذي يوصؼ بما يعرؼ‬
‫ب "السمطات االدارية المستقمة" التي تعتبر نموذجا حديثا لتنظيـ المجاؿ االقتصادي‬
‫والمالي‪ ،‬وىذا الوصؼ تجسد طبقا لممادة ‪ 23‬مف األمر ‪ 03-03‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬وىذا‬
‫الوصؼ يستدعي منا الوقوؼ عند كؿ خاصية‪ ،‬مف حيث أنو سمطة ذات طابع إداري‬
‫وىذا في (الفرع األوؿ)‪ ،‬وكذا اعتباره جياز مستقؿ في (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫انفرع األًل‪ :‬مجهس انمنبفست سهطت إدارّت‬


‫يعتبر مجمس المنافسة سمطة إدارية تمنح ىذا المجمس امتيازات السمطة العامة‪،‬‬
‫فالمشرع الجزائري كمؼ مجمس المنافسة بميمة ذات مصمحة عامة‪ ،‬تتمثؿ في التأكد مف‬
‫مدى احتراـ األحكاـ التشريعية والتنظيمية المطبقة عمى المتعامميف في السوؽ‪.‬‬

‫يختص مجمس المنافسة بعدة مياـ ضبطية‪ ،‬كانت سابقا مف اختصاص السمطة‬
‫التنفيذية السيما و ازرة التجارة‪ ،‬التي جردت مف العديد مف االختصاصات التي ليا عالقة‬
‫بضبط السوؽ‪ ،‬وحولت لفائدة مجمس المنافسة بصفة ىيئة إدارية مستقمة‪ ،‬حيث يكمؼ‬
‫‪1‬‬
‫بميمة ضبط نشاطات االنتاج والتوزيع والخدمات‪.‬‬

‫‪ -1‬اقمولي ولد رابح صافية‪ ،‬مداخمة بعنواف دور مجمس المنافسة في ضبط السوؽ‪ ،‬الممتقى الوطني حوؿ قانوف المنافسة‬
‫بيف تحرير المبادرة وضبط السوؽ‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬أياـ ‪ 16‬و ‪ 17‬مارس ‪ ،2015‬ص ‪.75-63‬‬

‫‪18‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫لذلؾ أدرج مجمس المنافسة ضمف سمطات الضبط فتميز بالطابع السمطوي (أوال)‬
‫والطابع االداري (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الطابع السمطوي لمجمس المنافسة‬

‫يراد بمصطمح "السمطة" الذي أطمؽ كتسمية عمى مجمس المنافسة‪ ،‬عدـ اعتباره ىيئة‬
‫استشارية فقط‪ ،‬بؿ سمطة بأتـ معنى الكممة نظ ار لتمتعو بسمطة اتخاذ القرار الذي كاف‬
‫لمسمطة التنفيذية‪.‬‬

‫يتمتع مجمس المنافسة بسمطة حقيقية لضبط المنافسة في السوؽ‪ ،‬والتي تمتاز‬
‫بشموليتيا عمى كؿ القطاعات االقتصادية‪ ،‬وذلؾ حسب المادة ‪ 2‬مف األمر ‪-0-03‬‬
‫المتعمؽ بالمنافسة‪.‬‬

‫تبرر أيضا سمطة مجمس المنافسة مف خالؿ تخويمو السمطة القمعية‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫‪1‬‬
‫متابعة الممارسات المنافية لحرية المنافسة مف اختصاص مجمس المنافسة بصورة كمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الطابع اإلداري لمجمس المنافسة‬

‫جاء في نص المادة ‪ 23‬الفقرة ‪ 01‬مف األمر ‪ 03-03‬أعاله أنو‪" :‬تنشأ سمطة‬


‫إدارية مستقمة تدعى في صمب النص "مجمس المنافسة‪ "...‬فإذا كاف قانوف المنافسة قد‬
‫ن ص بصفة صريحة عمى الطابع اإلداري لممجمس‪ ،‬فإف ىناؾ معايير أخرى تجعمنا نجزـ‬
‫بالطابع اإلداري‪ ،‬وفيما يمي جممة المعايير التي تثبت ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -1‬تمتع مجمس المنافسة بامتيازات السمطة العامة‪:‬‬

‫‪ -1‬خمايمية سمير‪ ،‬عف سمطة مجمس المنافسة في ضبط السوؽ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪19‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫إف مجمس المنافسة سمطة إدارية يمارس امتيازات السمطة العامة‪ ،‬مف خالؿ احتراـ‬
‫األحكاـ ا لتشريعية والتنظيمية المطبقة عمى متعاممي السوؽ‪ ،‬وبالتالي حماية النظاـ العاـ‬
‫في المجاؿ التنافسي‪.‬‬

‫يقوـ مجمس المنافسة بوظائؼ متعددة حيث كمؼ بميمة ضبط النشاطات‬
‫المنصوص عمييا في المادة ‪ 2‬مف األمر ‪ 03-03‬لقانوف المنافسة‪ ،‬كما يقوـ بكؿ تحقيؽ‬
‫أو دراسة أو خبرة‪ ،‬ويبرز أكثر تمتع مجمس المنافسة بامتيازات السمطة العامة في تخويمو‬
‫مجموعة مف الصالحيات‪.‬‬

‫انفرع انخبنِ‪ :‬استقالنْت مجهس انمنبفست‬


‫يقصد باستقاللية مجمس المنافسة مف الناحية القانونية عدـ خضوع مجمس المنافسة‬
‫لمسمطة الرئاسية ولموصاية االدارية‪ ،‬بمعنى أنيا ال تدخؿ ضمف أي تدرج سممي وال وجود‬
‫لسمطة وصاية عمييا‪ ،‬ففي حالة مجمس المنافسة لـ ينص المشرع الجزائري صراحة عمى‬
‫استقالليتو‪ 1،‬ما يستوجب الرجوع إلى مفيوـ االستقاللية (أوال) ومظاىر تجسيد استقاللية‬
‫مجمس المنافسة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفيوم االستقاللية‬

‫يقصد باالستقاللية تحرر السمطات اإلدارية مف الخضوع ألية وصاية أو سمطة‬


‫سممية‪ ،‬ويعني مبدأ االستقالؿ أيضا بأف السمطات السياسية والحكومية ال توحي بأي‬
‫‪2‬‬
‫توجيو في اختيار وق اررات السمطات االدارية‪.‬‬

‫كما أف الق اررات الصادرة عنيا‪ ،‬ال يمكف أف تكوف محال ألي إلغاء أو تعديؿ أو‬
‫سحب مف أي سمطة تعموىا‪.‬‬

‫‪ -1‬خمايمية سمير‪ ،‬عف سمطة مجمس المنافسة في ضبط السوؽ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -2‬بف زيطة عبد اليادي "دراسة حالة الجنة تنظيـ ومراقبة عمميات البورصة وسمطة الضبط لمبريد والمواصالت السمكية‬
‫والالسمكية"‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫ترى األستاذة ‪ Marie José Guedon‬بخصوص ىذه االستقاللية أف القواعد التي‬


‫ترتب استقاللية ىذه الييئات تشكؿ منطقيا عامال ىاما في طبيعة ىذه الييئات ألف ىذه‬
‫االستقاللية في حد ذاتيا ىي التي تغطي خصوصية وانفراد ‪ Originqlite‬ليذه الييئات‬
‫ضمف جياز الدولة‪ ،‬فسمطتيا ومصداقيتيا مرىونة بمدى استقالليتيا عف السمطات‬
‫األخرى‪ ،‬فيي سمطات غير عادية‪ ،‬إذ ليست ليا شرعية ديمقراطية مباشرة‪ ،‬كما أنيا ال‬
‫‪1‬‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية ولـ تكرسيا الدساتير‪.‬‬

‫‪"Les règles relatives à l’indépendance sont logiquement un‬‬


‫‪volet essentiel du régime juridique des autorités administratives‬‬
‫‪indécentes puisque c’est cette indépendance qui leur confère une‬‬
‫‪originalité dans l’appareil de l’État, l’indépendance vis-à-vis du‬‬
‫‪pouvoir conditionne l’autorité et la crédibilité de ces instances‬‬
‫‪"Hors normes "qui n’ont pas de légitimité démocratique dire ne‬‬
‫‪sont pas consacrée par la constitution".2‬‬

‫تستمد سمطات الضبط في التشريع الجزائري استقالليتيا مف القوانيف المنشئة ليا‪.‬‬

‫لـ ينص المشرع الجزائري صراحة عمى استقاللية مجمس المجمس المنافسة في ظؿ‬
‫األمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة حيث اكتفى بتكييفو بسمطة إدارية تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالؿ المالي‪ ،‬وتنشأ لدى رئيس الحكومة‪ ،‬أما بعد التعديؿ بموجب القانوف‬
‫‪ 12-08‬لألمر ‪ ،03-03‬اصبح مجمس المنافسة يتمتع باالستقاللية حيث تنص المادة‬
‫‪ 23‬عمى "تنشأ سمطة إدارية مستقمة تدعى في صمب ‪1‬النص مجمس المنافسة تتمتع‬

‫‪ -1‬خمايمية سمير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫‪ -2‬أيت وزاو زينة "دراسة نقدية في سمطات الضبط المستقمة في شرعية سمطات الضبط المستقمة" أعماؿ الممتقى‬
‫الوطني حوؿ السمطات االدارية المستقمة جامعة عبد الرحمف ميرة‪ ،‬بجاية أياـ ‪ 23‬ماي ‪ 2007‬ص ‪.359‬‬

‫‪21‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫بالشخصية القانونية واالستقالؿ المالي‪ ،‬توضع لدى الوزير المكمؼ بالتجارة"‪ ،‬ورغـ ذلؾ‬
‫فتجسيد ىذه االستقاللية يظير مف خالؿ معايير عضوية ووضيفية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مظاىر تجسيد استقاللية مجمس المنافسة‬

‫تتجسد االستقاللية العضوية لمجمس المنافسة مف خالؿ التشكيمة البشرية لممجمس‬


‫وعيدة الشخاص‪.‬‬

‫‪ -1‬االستقاللية بحسب المعيار العضوي‬

‫يعتبر تعدد أعضاء السمطات اإلدارية المستقمة الفاصمة في المواد االقتصادية‬


‫واختالؼ صفتيـ ومراكزىـ القانونية‪ ،‬مظير يضمف االستقاللية العضوية‪ 1،‬وفيما يتعمؽ‬
‫بمجمس المنافسة فقد نصت المادة ‪ 24‬مف األمر ‪ 03-03‬المعدلة عف طريؽ المادتيف‬
‫‪ 10‬مف القانوف رقـ ‪ 12-08‬والقانوف ‪.05-10‬‬

‫وفيما يتعمؽ بمجمس المنافسة‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 24‬مف األمر ‪ 03-03‬المعدلة‬
‫بموجب القانوف رقـ ‪ 12-08‬والقانوف ‪" :05-10‬يتكوف مجمس المنافسة مف ‪ 12‬عضوا‬
‫ينتموف إلى الفئات اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬ستة (‪ )06‬أعضاء يختاروف مف ضمف الشخصيات والخبراء الحائزيف عمى األقؿ‬
‫عمى شيادة الميسانس أو شيادة جامعية مماثمة وخبرة مينية مدة (‪ )08‬سنوات عمى األقؿ‬
‫في المجاؿ القانوني و‪ /‬أو االقتصادية والتي ليا مؤىالت في مجاالت المنافسة والتوزيع‬
‫واالستيالؾ وفي مجاؿ الممكية‪.‬‬

‫‪ -1‬قوراي مجدوب‪ ،‬سمطات الضبط في المجاؿ االقتصادي‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجيستر في القانوف العاـ جامعة أبو‬
‫بكر بمقايد‪ ،‬تممساف ‪ ،2010-2009‬ص ‪.23‬‬

‫‪22‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫ب‪ -‬أربعة (‪)04‬أعضاء يختاروف مف ضمف المينييف المؤىميف الممارسيف أو المذيف‬


‫مارسوا نشاطات ذات مسؤولية والحائزيف عمى شيادة جامعية وليـ خبرة مينية مدة (‪)05‬‬
‫سنوات عمى األقؿ في مجاؿ االنتاج والتوزيع والحرؼ‪ ،‬والخدمات والميف الحرة‪.‬‬
‫ت‪ -‬عضواف (‪ )02‬مؤىالف يمثالف جمعيات ححماية المستيمكيف‪.‬‬

‫يمكف ألعضاء المجمس ممارسة وظائفيـ بصفة دائمة‪.‬‬

‫وما يالحظ عمى تشكيمة مجمس المنافسة التنوع والثراء ما مف شانو أف يدعـ‬
‫استقاللية المجمس ويمنع الحياد‪ ,‬كما نص المشرع عمى قابمية تجديد العيدة وىي ‪04‬‬
‫سنوات في حدود نصؼ األعضاء كؿ مف الفئات المكونة لو وىذا عمى عكس ما كاف‬
‫عميو األمر ‪ 03-03‬في السابؽ‪ ،‬وتجديد العيدة يعتبر بمثابة مظي ار الستقاللية مجمس‬
‫‪1‬‬
‫المنافسة‬

‫منع المشرع الجزائري أعضاء مجمس المنافسة مف ممارسة أي نشاط ميني آخر مف‬
‫خالؿ تكريس ما يعرؼ بمبدأ التنافي وىو تنافي وظيفة أعضاء الييئات االدارية المستقمة‬
‫السيما أعضاء مجمس المنافسة مع أي وظيفة أخرى في القطاعيف‪ 2‬العاـ والخاص‪ ،‬كما‬
‫جاء المشرع بنظاـ التنحي الذي يمنع العضو مف المشاركة في المداولة نظ ار لوجود‬
‫‪3‬‬
‫مصالح معينة تربطو بأحد األطراؼ‬

‫‪ -1‬الفقرة الرابعة مف المادة ‪ 11‬مف الؽ رقـ ‪ 12-08‬المعدلة لممادة ‪ 25‬مف األمر ‪.03-03‬‬
‫‪ -2‬أمر رقـ ‪ 07‬ممضي في ‪ 11‬مارس ‪ 2007‬رئاسة الجميورية الجزائرية‪ ،‬عدد ‪ ،16‬مؤرخة في ‪ 7‬مارس ‪2007‬‬
‫يتعمؽ بحاالت التنافي وااللتزامات الخاصة ببعض المناصب والوظائؼ ص ‪ ،3‬والمادة ‪ 29‬فقرة ‪ 3‬األمر ‪.03-03‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 29‬مف األمر ‪ 03-03‬الفقرة ‪.01‬‬

‫‪23‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫وأوحي المشرع ابراز األسس القانونية المعتمد عمييا في اتخاذ الق اررات‪ :‬إذ يعتبر‬
‫التسبب إجراء جوىري يرتب تخمفو عدـ مشروعية القرار‪ 1‬وكؿ ىذا يجسد االستقاللية التي‬
‫ارادىا المشرع لمجمس المنافسة‪.‬‬

‫‪-2‬االستقاللية حسب المعيار الوظيفي‬

‫خالفا لمقانوف الفرنسي فقد اعترؼ المشرع الجزائري انطالقا مف سنة ‪2000‬‬
‫بالشخصية المعنوية لسمطات الضبط االقتصادي وبذلؾ يكوف قد أعطى ليذه الييئات‬
‫تصو ار ومفيوما مغاي ار لنظيره الفرنسي‪.‬‬

‫يترتب عمى ىذا االعتراؼ جميع اآلثار المترتبة عمى اكتساب الشخصية المعنوية‬
‫المعروفة في القواعد العامة كأىمية التعاقد وأىمية التقاضي‪ 2‬وىو ما أكدتو المادة ‪ 23‬مف‬
‫األمر ‪ 03-03‬المعدلة بموجب القانوف ‪.12-08‬‬

‫كما تظير استقاللية مجمس المنافسة مف خالؿ حرية وضعيو لنظاـ داخمي مكوف‬
‫‪3‬‬
‫مف مجموع القواعد التي تعدد كيفية عمميا بصفة مستقمة عف أية سمطة أخرى‬

‫وىذا التطبيؽ لنص المادة ‪ 15‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 241-11‬المؤرخ في ‪10‬‬
‫جويمية ‪ 2011‬الذي يحدد تنظيـ مجمس المنافسة وسيره حيث جاء فييا‪" :‬يعد المجمس‬
‫نظاـ داخمي ويصادؽ عميو ويرسمو إلى الوزير المكمؼ بالتجارة‪.‬‬

‫ينشر النظاـ الداخمي في النشرة الرسمية لممناقشة"‪.‬‬

‫‪ -1‬سمير خمايمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪ -2‬سمير خمايمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -3‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 241-11‬معدؿ ومتمـ بالمرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 79-15‬مؤرخ في ‪ 08‬مارس ‪ 2015‬بعد أف‬
‫كاف تنظيـ وتسيير مجمس المنافسة في اختصاص السمطة التنفيذية المادة ‪ 31‬األمر ‪ 12-08‬ج ر عدد ‪.39‬‬

‫‪24‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫انمبحج انخبنِ ‪ :‬صالحْبث مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬


‫يمارس مجمس المنافسة سمطو الضبطية مف خالؿ عده اختصاصات اكمت لو‬
‫وتظير في صوره مختمفة منيا الصالحيات االستشارية( المطمب االوؿ) الصالحيات‬
‫التنازعيو (المطمب الثاني) وكذا االجراءات القانونية المتبعة بغية محاربو الممارسات‬
‫المقيدة لممنافسة (المطمب الثالث)‪.‬‬

‫انمطهب األًل ‪ :‬انصالحْبث االستشبرّت‬


‫يتمتع مجمس المنافسة بصالحيات استشارية في مجاؿ المنافسة اذ يعتبر‬
‫بمثابو الخبير المختص في ىذا المجاؿ فمو اف يبدي رايو في كؿ مسالو تتعمؽ بالمنافسة‬
‫او يبدي رايو حوؿ مشروع يتعمؽ بنص تشريعي والتنظيمي‪ 1‬ولممجمس صالحيات‬
‫استشارية اختياريو وىذا ما سوؼ يتطرؽ اليو في الفرع االوؿ وصالحيات استشارية‬
‫الزاميو تتطرؽ الييا في الفرع الثاني كما اف لالستشارة قيمو قانونيو وىذا ما سوؼ نتطرؽ‬
‫لو في الفرع الثالث‬

‫انفرع األًل‪ :‬االستشبراث االختْبرّت‬


‫تنص المادة ‪ 35‬مف االمر ‪ 03-03‬عمى يبدي مجمس المنافسة رايو في كؿ‬
‫مسالو ترتبط بالمنافسة اذا طمبت الحكومة منو ذلؾ ويبدي كؿ اقتراح في مجاالت‬
‫المنافسة ويمكف اف يستشيره ايضا في المواضيع نفسيا الجماعات المحمية والييئات‬
‫االقتصادية والمالية والمؤسسات والجمعيات المينية والنقابية وكذا جمعيات المستيمكيف‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 38‬مف نفس االمر يمكف اف تطمب الجيات القضائية راي‬
‫مجمس المنافسة في ما يخص معالجو القضايا المتصمة بالممارسات المقيدة لممنافسة كما‬
‫ىو محدد بموجب ىذا االمر‪...‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 1/53‬من األمر ‪ 35/35‬المتعلق بالمنافسة‬

‫‪25‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫أوال‪ :‬االستشارة من طرف الحكومة‬

‫الحكومة امكانيو استشاره مجمس المنافسة في المسائؿ التي تخص المنافسة‬


‫وىذا طبقا لمفقرة االولى مف المادة ‪ 35‬مف االمر ‪03 03‬المتعمؽ بالمنافسة اضافو الى‬
‫ذلؾ يمكف اف تستشير المجمس حوؿ كؿ مشروع نص تشريعي وتنظيمي طبقا لممادة ‪19‬‬
‫مف قانوف ‪ 12 -18‬المتعمؽ بالمنافسة المعدلة والمتممة لنص المادة ‪ 36‬امر ‪03 -03‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االستشارة من طرف الييئات والجمعيات‬

‫وحسبو المادة ‪ 02 35‬مف االمر ‪ 03 03‬المتعمؽ بالمنافسة فقد اوردت جميع‬


‫االشخاص التي خوليا المشرع امكانيو استشاره مجمس المنافسة والمتمثمة في الجماعات‬
‫المحمية (البمديات الواليات)‪ ,‬الييئات االقتصادية والمالية ( البنوؾ التجارية شركات التاميف‬
‫‪1‬‬
‫المؤسسات التجارية والجمعيات والنقابات وكذا جمعيات المستيمكيف)‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬االستشارة من طرف الجيات القضائية‬

‫لمقضاء دور اساسي في الرقابة وحمايو المنافسة و ذلؾ باختصاص الغرفة التجارية‬
‫لدى مجمس قضاء الجزائر العاصمة بالنظر في الطعوف المقدمة ضد ق اررات مجمس‬
‫المنافسة وبالتالي فاف كاف ليا استشاره المجمس حوؿ القضايا المطروحة عمييا المتصمة‬
‫دراسات المقيدة لممنافسة وىذا ما اقرتو ‪2‬الفقرة االولى مف المادة ‪ 38‬مف االمر ‪03 03‬‬
‫المتعمؽ بالمنافسة‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 11/30‬ألحكام المادة ‪ 53‬من األمر ‪ 35/35‬المتعلق بالمنافسة المعدل و المتمم‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 33‬من األمر ‪ 35/35‬المعدل و المتمم بموجب قانون ‪11/30‬‬

‫‪26‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫انفرع انخبنِ ‪:‬االستشبرة االنسامْت‪.‬‬


‫تنص المادة ‪ 05‬مف االمر ‪ 03 03‬المعدلة بموجب المادة ‪ 04‬مف القانوف ‪12 08‬‬
‫عمى يمكف تقنيف اسعار السمع والخدمات التي تعتبرىا الدولة ذات طابع استراتيجي عف‬
‫طريؽ التنظيـ بعد اخذ راي مجمس المنافسة‪.‬‬

‫كما يمكف اتخاذ تدابير استثنائية لمحد مف ارتفاع االسعار او تحديدىا السيما‬
‫في حالو ارتفاعيا المفرط بسبب اضطرابات السوؽ او الكارثة او الصعوبات مزمنة في‬
‫التمويف داخؿ قطاع نشاط معيف او في منطقو جغرافية معينو او في حاالت االحتكار‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫تتخذ ىذه التدابير االستثنائية عف طريؽ التنظيـ لمده اقصاىا ‪ 06‬اشير قابمو‬
‫لمتجديد بعد اخذ راي مجمس المنافسة يستنتج مف ىذه المادة اف االستشارة االلزامية تكوف‬
‫في حالو تقنيف االسعار السمع والخدمات الدولة استراتيجية اال انو ال يوجد ىناؾ معيار‬
‫دقيؽ يحدد السمع التي تكوف ذات طابع استراتيجي عف غيرىا‪.‬‬

‫وبالتالي فاف الدولة سمطو تقديريو في تحديد ذلؾ‪ .‬كما يمكف لمدولة استشاره‬
‫المجمس في‬

‫حالو اتخاذىا لتدابير استثنائية لمحد مف ارتفاع االسعار بسبب ازمو او كارثو‬
‫الصعوبة مزمنة في التمويف‪.‬‬

‫انفرع انخبنج ‪ :‬انقْمت انقبنٌنْت ٓراء مجهس انمنبفست‬


‫اف الحديث عف موضوع االستشارات المقدمة الى مجمس المنافسة يطرح‬
‫تساؤؿ حوؿ ما اذا كاف ال رائو الزاميو اـ ال‪ ,‬او بمعنى اخر ىؿ الييئات التي طمبت‬
‫االستشارة مجبره عمى االخذ براي مجمس المنافسة اـ ال‪ ,‬ولإلجابة عف ىذا التساؤؿ البد‬
‫مف تبياف القيمة القانونية لالستشارات االختيارية (اوال) ثـ االستشارات اإللزامية ( ثانيا‪).‬‬

‫‪27‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫اوال ‪ :‬بالنسبة لالستشارات االختيارية‬

‫لقد كاف المشرع الجزائري واضحا بشاف عدـ الزاميو المجوء الى مجمس‬
‫المنافسة لطمب استشاراتو في المسائؿ التي ليا صمو بالمنافسة مما يعني اف اراء مجمس‬
‫المنافسة في حالو االستشارات االختيارية تعتبر ىي االخرى غير اجباريو في اي طابع‬
‫الزامي لمييئة المستشارة اذ ال تتعدى اف تكوف ىذه اآلراء مجرد تفسيرات واقتراحات‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالنسبة لالستشارات اإللزامية‬

‫اف استشارات اإللزامية المعروضة عمى مجمس المنافسة شانيا شاف االستشارات‬
‫االختيارية تكوف جرد اراء ال اكثر ليس ليا اثر قانوني ال تكوف الييئة طالبو ممزمو بأخذ‬
‫رايو وال يترتب عمييا اي مسؤوليو عف ذلؾ فيكوف طمب االستشارة بالنسبة ليا مجرد اجراء‬
‫وجوبي‪.‬‬

‫انمطهب انخبنِ ‪:‬صالحْبث انمجهس انتنبزػْت‬


‫اوؿ المشرع الجزائري مجمس المنافسة صالحيو وضع حد لمختمؼ في‬
‫الممارسات المقيدة لممنافسة التي تأخذ اشكاال مختمفة‪.‬‬

‫الفرع االول ‪:‬االتفاقات المقيدة لممنافسة‬

‫وعميو ينقسـ الفرع الى اوال حظر االتفاقات المقيدة لممنافسة و ثانيا االتفاؽ‬

‫و ثالثا العالقة السببية‪.‬‬

‫‪--1‬حسنة سويممي ‪ ،‬المنافسة غير المشروعة والممارسات المخمة بيا ‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقوؽ‪،‬‬
‫شعبة عقود واستثمارات‪ ،‬جامعة المنار‪ ،‬تونس ‪2005،‬‬

‫‪-‬زوبير ارزقي‪ ،‬حماية المستيمؾ في ظؿ المنافسة الحرة ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة ماجستير في القانوف ‪ ،‬فرع المسؤولية‬
‫المينية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪،‬الجزائر‪.2011،‬‬

‫‪28‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫أوال‪ :‬حظر االتفاقيات المقيدة لممنافسة‬

‫كرس مشرع مبدا حظر ىذه االتفاقيات مف خالؿ نص المادة ستو مف االمر‬
‫رقـ ‪ 03 03‬معدؿ والمتمـ تخص كؿ ممارسو او عمؿ او اتفاقيو او اتفاؽ صريح او‬
‫ضمني اىداؼ او يمكف اف ييدؼ الى عرقمت حريو المنافسة‪ ,‬او الحد منيا او االخالؿ‬
‫بيا في نفس السوؽ‪ ,‬او في جزء جوىري منيا ويشترط فييا اف يكوف ىناؾ‪.1‬‬

‫ثانيا ‪:‬االتفاق‬

‫اي تبادؿ ايجاب وقبوؿ‪ ,‬صريح أو الضمني‪ ,‬مكتوب او شفويا‪ ,‬اتفاؽ حقيقي‬
‫او عمؿ مدبر وترتيب او اتفاؽ عرقمو المنافسة‪ ,‬واالتفاؽ في قانوف المنافسة مفيوـ اوسع‪.‬‬

‫محصور اال اذا كاف بيدؼ او يمكف اف ييدؼ‬


‫ا‬ ‫لممنافسة ال يمكف اف يكوف االتفاؽ‬
‫الى عرقمو او الحد او االخالؿ بحريو المنافسة‪ ,‬فاالتفاؽ يمكف اف ييدؼ مف البداية الى‬
‫عرقمو المنافسة يكوف الدافع المباشر لحصوؿ ىذا االتفاؽ واما انو ال ييدؼ الى عرقمو‬
‫المنافسة ولكنو يؤثر عمييا بطريقو غير مباشره الشرط االساسي والمشترؾ ىو التأثيرعمى‬
‫‪2‬‬
‫المنافسة سواء كاف ىذا التأثير حقيقيا او مفترضا‪.‬‬

‫لكف المشرع قد استثنى بعض الحاالت مف حظر االتفاقات وىي‪:‬‬

‫‪ ‬حالو وجود نص تشريعي او تنظيمي اتخذ تطبيقا بو‪.‬‬


‫‪ ‬مساىمو االتفاؽ او الممارسة في تحسيف التشغيؿ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحفيظ بوقندورة‪ ،‬دور مجمس المنافسة في مكافحة الممارسات المقيدة لممنافسة‪ ،‬تحرير المنافسة مف‬
‫الممارسات غير النزيية وغير المشروعة ‪ ،‬يوـ دراسي وتحسيسي بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي ‪ ،‬قالمة ‪ ،‬يوـ ‪27‬‬
‫أفريؿ‪.2015‬‬

‫‪-2‬عادؿ المدوري ‪ ،‬الممارسات المخمة بالمنافسة بيف المييمنيف ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‬

‫في الحقوؽ ‪ ،‬تخصص قانوف أعماؿ ‪ ،‬جامعة المنار‪ ،‬تونس‪2007‬‬

‫‪29‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫مساىمو االتفاؽ او الممارسات في تعزيز وضعيو المؤسسات‬ ‫‪‬‬


‫الصغيرة والمتوسطة التنافسية في السوؽ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العالقو السببية‬

‫اي بيف االتفاؽ المحظور واالخالؿ بالمنافسة بمعنى يجب اف يكوف الضرر‬
‫الذي لحؽ المنافسة ناتج عف االتفاؽ المبرـ بيف االطراؼ المتواطئة االمر الذي يجعؿ‬
‫مجمس المنافسة يجري دراسة معمقا لالتفاؽ‪.1‬‬

‫انفرع انخبنِ ‪:‬انممبرسبث انتؼسفْت‬


‫وعميو انقسـ ىذا الفرع الى الممارسات التعسفية المرتبطة بالييمنة االقتصادية‬
‫و تحديد السوؽ محؿ الييمنة و مفيوـ الييمنة‪.‬‬

‫اوال ‪:‬الممارسات التعسفية المرتبطة بالييمنة االقتصادية‬

‫تنص المادة سبعو مف االمر ‪03 03‬عمى انو ”‪:‬يحضر كؿ تعسؼ الناتج عف‬
‫وضعيو ىيمنو عمى السوؽ او االحتكار ليا عمى جزء منيا قصد ‪,‬الحد مف الدخوؿ في‬
‫السوؽ او ممارسو النشاطات التجارية فييا ‪.‬تقميص مراقبو االنتاج منافذ التسويؽ او‬
‫االستثمارات او التطور التقني‪.‬‬

‫اقتباس االسواؽ ومصادر التمويف‪.‬‬

‫عرقمة تحديد االسعار حسب قواعد السوؽ بالتشجيع المصطنع لالرتفاع االسعار و‬
‫انخفاضيا‪.‬‬

‫تطبيؽ شروط غير متكافئة لنفس الخدمات تجاه الشركاء التجارييف مما يحرميـ مف‬
‫منافع المنافسة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الشرٌف كتو ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪33‬‬

‫‪30‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫اخضاع ابراـ العقود مع الشركاء لقبوليـ خدمات اضافيو ليس ليا سنو بموضوع ىذه‬
‫العقود سواء بحكـ طبيعتيا او حسب االعراؼ التجارية‪“.‬‬

‫يالحظ مف خالؿ نص ىذه المادة اف المشرع قاـ بحمر كؿ تعسؼ مترتب‬


‫الوضعية ىيمنة عمى السوؽ ما اذا كاف مف شانو تقييد المنافسة بتوفر الشرطيف التالييف ‪:‬‬

‫تواجد المؤسسة في وضعيو الييمنة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫التعسؼ في استغالؿ وضعيو الييمنة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬تواجد المؤسسة في وضعيو الييمنة‬

‫ال يصعب تحديد وضعيو االحتكار اعتبار اف المحتكر يستحوذ عمى مجمؿ‬
‫الطمب وكؿ حصص السوؽ ‪,‬وبالتالي فاف تواجد المؤسسة او العوف االقتصادي في‬
‫وضعيو الييمنة ال تصؿ الى حالو االحتكار مما يقتضي االقتصادية تحديد مفيوـ الييمنة‬
‫االقتصادية وتحديد السمع والخدمات وكذا المعايير التي يعتمد عمييا لكشؼ وضعيو‬
‫الييمنة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مفيوم الييمنة‬

‫‪03- 03‬المتعمؽ بالمنافسة‬ ‫تعرؼ المادة ‪ 03‬في الفقرة )ج (مف االمر‬


‫وضعيو الييمنة كما يمي‪:‬‬

‫وضعيو الييمنة ىي الوضعية التي تمكف مؤسسو ما مف الحصوؿ عمى مركز قوه‬
‫اقتصاديو في السوؽ المعني مف شانيا عرقمو قياـ منافسو فعميو فيو وتعطييا امكانيو القياـ‬
‫بتصرفات منفرده الى حد معتبر ازاء منافسييا او زبائنيا او ممونييا“‬

‫يقصد بالييمنة تمؾ القوه االقتصادية التي تحصؿ عمييا مؤسسو وتتيح ليا سمطو‬
‫التخمص مف منافسو مؤسسو اخرى موجوده في نفس السوؽ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫رابعا‪ :‬تحديد السوق محل الييمنة‬

‫عرفت المادة ‪ 03‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪2000 314‬الممغى السوؽ محؿ‬
‫الييمنة عمى انو‪ :‬يقصد بالسوؽ او جزء مف السوؽ المرجعي لتحديد وضعيو الييمنة‬
‫السمع او الخدمات التي يعرضيا العوف االقتصادي والسمع او الخدمات البديمة التي يمكف‬
‫‪1‬‬
‫اف يحصؿ عمييا المتعامموف او المتنافسوف في نفس المنطقة الجغرافية‬

‫مف خالؿ التعريؼ المنصوص عميو في المادة ‪ 03‬المذكور اعالنيو يتضح‬


‫انو لتحديد السوؽ محؿ الييمنة يشترط وجود عنصريف ىما سوؽ السمع والخدمات وكذا‬
‫معرفو الحدود الجغرافية ليا‪.‬‬

‫سوؽ السمع و الخدمة يشترط في ىيمنو مؤسسو عمى السوؽ عدـ توفر السمع‬
‫وخدمات توفرىا مؤسسات اخرى متواجدة في نفس السوؽ ‪,‬فكؿ محؿ السمع او الخدمات‬
‫التي توفرىا المؤسسة المييمنة مف وجيو نظر المستيمؾ وىو ما يعرؼ سوؽ السمع‬
‫والخدمات البديمة او السوؽ المرجعي‬

‫فاذا كاف ىناؾ غالء في سمعو او خدمات معينو عاده ما يؤدي الى انصراؼ‬
‫العمالء الى سمعو اخرى وبالتالي يتعمؽ االمر في ىذه الحالة البحث عف ماذا توفر‬
‫عروض بديمو‪ ,‬الى اف االشكاؿ يطرح في صعوبة القرار بالمطابقة البديؿ‪ ,‬واماـ ىذه‬
‫الصعوبة ذىب مجمس المنافسة الفرنسي وكذا القضاء الفرنسي الى ايجاد بعض المعايير‬
‫يعتمد عمييا في اختبار العرض البديؿ والتي تتمثؿ في ما يمي دراسة المنتوج ‪,‬سواء مف‬
‫حيث الشكؿ وتشكيمو مده االستعماؿ وكؿ خصوصيات التي تميزه عف غيره يسمح لمجمس‬
‫المنافسة الفصؿ بيف االسواؽ مختمفة لمنتجات مف نفس الطبيعة ومف نفس االستعماؿ ‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفٌذي رقم ‪ 513-1333‬المؤرخ فً ‪-13‬اكتوبر ‪ٌ 1333‬حدد المقاٌٌس التً تبٌن أن العون االقتصادي فً وضعٌة الهٌمنة و‬
‫كذلك ماٌٌس األعمال الموصوفة بالتعسف فً وضعٌة ج ر عدد ‪ 31‬صادر فً ‪ 10‬اكتوبر ‪ 1333‬الملغى بموجب المادة ‪ 35‬من األمر ‪-35‬‬
‫‪35‬‬

‫‪32‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫خامسا‪ :‬التعسف في وضعيو التبعية االقتصادية‬

‫حيث ترتكب بعض المؤسسات القوية اقتصاديو بعض االفعاؿ والسموكيات‬


‫تجاه بعض المؤسسات تمثؿ في فرض شروط التعسفية عمييا نتيجة استغالؿ حالو التبعية‬
‫التي تتواجد عمييا ىذه المؤسسات التي ال تممؾ خيارات لرفض تمؾ الشروط وذلؾ حسب‬
‫المادة ‪11‬مف االمر رقـ ‪03 03‬المعدؿ والمتمـ وتقتضي وجود وضعيو التبعية مف‬
‫مؤسسو لمؤسسو اخرى مع استغالؿ ىذه الوضعية استقالال التعسفيا‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬البيع بأسعار منخفضو تعسفيا‬

‫وذلؾ حسب المادة ‪12‬مف االمر رقـ ‪03 03‬المعدؿ والمتمـ وىو ذلؾ البيع‬
‫الذي يعرض فيو العوف االقتصادي بيف سمعو المستيمؾ بسعر يقؿ عف سعر االنتاج‬
‫والتحويؿ والتسويؽ والذي يؤدي الى عرقمو المنافسة وابعاد مؤسسو ‪,‬او عرقمو احد‬
‫منتوجات مف الدخوؿ الى السوؽ لكف البيع بالخسارة ال يكوف دائما ييدؼ التأثير عمى‬
‫المنافسة او يؤدي الى ذ لؾ فقد يكوف معقوال وييدؼ الى جمب الزبائف او بيدؼ تحسيف‬
‫وضعيو المؤسسة في مواجيو المنافسة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬معاقبو التجميعيات االقتصادية‬

‫ال يمنع قانوف المنافسة التجميعيات في حد ذاتيا أل نيا مشروعو وتكوف عمى‬
‫المؤسسات بالنفع وذلؾ مف خالؿ زياده كفاءتيا اإلنتاجية ورفع قدراتيا لكنو يمنع تمؾ التي‬
‫تؤدي الى تقييد المنافسة لذا الزماف مراقبتيا مف طرؼ مجمس المنافسة وىذا حسب المادة‬
‫‪15‬مف االمر رقـ ‪03 03‬المعدؿ والمتمـ‪.1‬‬

‫‪--1‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 31-571‬مؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ ،2005‬المحدد لكيفيات الحصوؿ عمى التصريح بعدـ التدخؿ‬
‫بخصوص االتفاقات ووضعية الييمنة عمى السوؽ ‪،‬جريدة رسمية عدد ‪ 01‬لسنة ‪2005‬‬

‫‪33‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫ولذلؾ اشترطت المادة ‪ 17‬توفر مجموعو مف الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مساس التجميع بالمنافسة ‪.‬‬


‫‪ -‬الحد مف عمميو التجميع اذ حدد االمر رقـ ‪03 03‬حدد جميع الخاضع‬
‫المشتري المراقبة ويتـ تقدير ىذه النسبة بالرجوع الى المبيعات والمشتريات في‬
‫السوؽ معينو ‪.‬‬
‫‪ -‬القرار الصادر في التجميع حيث يتخذ المجمس ق ارره بعد اخذ راي كؿ مف‬
‫وزير التجارة والوزير المكمؼ بالقطاع المعني بالتجميع محؿ الرقابة وذلؾ حسب‬
‫المادة ‪19‬مف االمر رقـ ‪ 03 -03‬معدؿ والمتمـ‪.‬‬

‫انفرع انخبنج‪ :‬االجراءاث انمتبؼت امبو مجهس انمنبفست‬


‫مجموعو مف القواعد اإلجرائية المفصمة في مباشره الدعوى المنافسة اماـ‬
‫المجمس بداية مف االخطار ثـ التحري والتحقيؽ واخي ار الفصؿ في القضية‪.‬‬

‫اوال‪:‬االدعاء امام مجمس المنافسة‬

‫االدعاء اماـ مجمس المنافسة ال يختمؼ كثي ار عف تحريؾ الدعوى اماـ‬


‫الجيات القضائية فاختار يمثؿ االدعاء الذي يتصؿ بموجبو المجمس بالممؼ ‪.‬‬

‫‪:1‬االخطار‬

‫نصو المادة ‪ 50‬مف االمر ‪ 03 03‬معدلو يخطر المجمس بعريضة مكتوبو‬


‫ترسؿ الى رئيس المجمس‪“....‬وعميو فانو في حاالت النزاع توجو االخطار لمجمس‬
‫المنافسة وفؽ عريضة مكتوبو ضمف اختصاص التنازع وليس بتقديـ طمب كما ىو الحاؿ‬
‫عند ابداء الراي والمشورة“‪.1‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 0‬من األمر ‪35-35‬‬

‫‪34‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫تنص المادة ‪ 08‬مف المرسوـ التنفيذي ‪ 241 11‬في الفقرة الثانية” تحدد كيفيو‬
‫اخطار المجمس بموجب نظامو الداخمي“ ‪.....‬اف المجوء الى االخطار ىو الوسيمة الوحيدة‬
‫ليتصؿ االشخاص بمجمس المنافسة بصفو قانونيو كما يجدر اإلشارة اف االخطار غير‬
‫ممزـ لمجمس المنافسة كونو قد يحرؾ الممؼ مف تمقاء نفسو ‪ ,1‬واستثناء اذا احدثت‬
‫ضر ار يمكف اف يمجا الشخص الى القضاء المدني او التجاري لطمب‬ ‫الممارسات‬
‫التعويض مع حيازتو لقوه الشيء المقتضي فيو ليثبت وجود الضرر الذي يبنى عميو‬
‫التعويض‪.‬‬

‫‪-1‬االشخاص المؤىمة لإلخطار مجمس المنافسة‬

‫تنص المادة ‪ 44‬مف االمر ‪ 03 03‬في اطار اختصاصاتو تنازعية ”‬


‫يمكف اف يخطر الوزير المكمؼ بالتجارة مجمس المنافسة ويمكف لممجمس اف ينظر لمقضايا‬
‫مف تمقاء نفسو او بأخطار مف المؤسسات او مف الييئات المذكورة في الفقرة اثنيف مف‬
‫المادة ‪ 35‬مف االمر ‪ 03 03‬اذا كانت ليا مصمحو في ذلؾ‪.‬‬

‫اضافو الى شرط الصفة البد مف توفر الشرط المصمحة وكذلؾ االختصاص النوعي‬
‫وتتوافر عناصر اثبات مقنعو مع شرط اختصاص مجمس المنافسة‪.‬‬

‫‪ :1‬اثار االخطار‬

‫بعد استالـ مجمس المنافسة لإلخطار يصدر قرار اما بقبوؿ االخطار او‬
‫رفضو وعميو تنتج عده اثار‪.‬‬

‫أ‪-‬قرار عدـ قبوؿ االخطار‪ :‬اذا كانت الوقائع الواردة في االخطار التي تدخؿ‬
‫ضمف اختصاص مجمس المنافسة اي ال تندرج ضمف قانوف المنافسة عموما في حدود‬
‫المواد ‪ 12 11 10 7 6‬والمتمثمة في االتفاقات غير المشروعة‪ .‬التعسؼ الناتج عف‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 33‬الفقرة ‪ 1‬من األمر ‪ 35-35‬و ٌمكن للمجلس أن ٌنظر للقضاٌا من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫وضعيو الييمنة والممارسات االستشارية التعسؼ في استغالؿ وضعيو التبعية لمؤسسو‬


‫عرض او ممارسو اسعار بيع مخفضة بشكؿ تعسفي اضافو الى ذلؾ نصو الفقرة األخيرة‬
‫مف المادة ‪ 44‬ال ‪1‬ي مكف اف ترفع الى المجمس المنافسة الدعاوي التي تجاوزت مدتيا‬
‫ثالث سنوات اذا لـ يحدث بشأنيا اي معاينو او عقوبة عميو تنحصر حدود سمطو مجمس‬
‫المنافسة اما انو غير مختص او الوقائع تقادمت‪.‬‬

‫ينتج عف توفر شروط المطموب استفاؤىا اثارىا ما‬ ‫ب‪-‬قرار قبوؿ االخطار‬
‫تتمخص في‪:‬‬

‫‪ -‬تصريح بقبوؿ االخطار وفؽ المادة ‪ 03 /44‬مف االمر ‪.03/03‬‬

‫‪ -‬االعالـ مف طرؼ السمطات اإلدارية المستقمة باإلخطار وفؽ المادة ‪39‬‬


‫مف االمر ‪ 3 0 3‬المعدلة بموجب القانوف ‪.12 08‬‬

‫‪ -‬طمب تدابير تحفظيو وفؽ المادة ‪ 46‬مف االمر ‪.03 03‬‬

‫‪-‬مباشره اجراء التحقيؽ‪.‬‬

‫‪:3‬التحقيق تتم اجراءات التحقيق وفق المراحل التالية‪:‬‬

‫مرحمو التحريات األولية جمع البيانات‪.‬‬

‫مرحمو التبميغ تقرير المأخذ االوؿ‪.‬‬

‫تبميغ تقرير المأخذ النيائي‪.‬‬

‫دراسة الممؼ عف طريؽ المجاف‪.‬‬

‫‪--1‬ربيعة صبايحي‪ ،‬دور مجمس المنافسة في الردع االداري لمممارسات المنافية لممنافسة‪ ،‬قانوف المنافسة بيف تحرير‬
‫المبادرة وضبط السوؽ ‪ ،‬ممتقى وطني‪ ،‬جامعة قالمة ‪ ،‬يومي ‪50‬و‪ 57‬مارس‪.2015‬‬

‫‪36‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫الجمسة العمنية‪.‬‬

‫حدد المشرع الجزائري الموظفيف المؤىميف لمقياـ بيذه التحريات مف خالؿ‬


‫المواد ‪ 34‬فقره ‪ 3، 2‬والمواد ‪ 49 ، 50‬مكرر وىـ‪:‬‬

‫‪ -‬ضبط واعواف الشرطة القضائية‬


‫‪ -‬المستخدموف المنتموف الى االسالؾ الخاصة بالمراقبة ‪.‬‬
‫‪ -‬االعواف المعنيوف التابعوف لمصالح اإلدارة الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬الخبراء‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬المقرر العاـ والمقرروف لدى مجمس المنافسة‪.‬‬

‫وتحتـ التحريات األولية بواحده مف االجراءات التالية‪:‬‬

‫اما يبدي المقرروف رايا معمال اذا ارتوا عدـ قبوليـ لمممؼ المطروح ويعمـ‬
‫رئيس المجمس بذلؾ بناء عمى المادتيف مف االمر ‪.03 03‬‬

‫أ ‪-‬القواعد الشكمة‪ :‬او تحرير المقرريف لتقرير معمؿ لدى مجمس المنافسة‬
‫يتضمف المأخذ المسجمة ومرجع المخالفات المرتكبة واقتراح القرار وكذا عند االقتضاء‪,‬‬
‫اقتراح تدابير تنظيميو طبقا لألحكاـ المادة ‪ 37‬فاف التواصؿ المقرر مف خالؿ التحريات‬
‫األولية اف الممارسات ‪,‬المبمغ عنيا ال تعبر عف ممارسات محظورة مما ال يستدعي متابعو‬
‫االجراءات التي يتطمبيا التحقيؽ فاف مجمس المنافسة يوقفيا‪.‬‬

‫‪-1‬عبد الكريـ الكفاويف شميسة‪ ،‬التنظيـ القانوني لممنافسة التجارية في القانوف األردني‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة مقدمة لمحصوؿ عمى درجة الماجستير في الحقوؽ ‪،‬قسـ القانوف‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردف‪.2005،‬‬

‫‪37‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫يقصد بالمأخذ‪ ,‬وثيقو االىتماـ التي يعدىا المقرر ضد المتورطيف في‬


‫الممارسات المنافية وطبيعة التحقيؽ بعد التحريات األولية تمر بالمراحؿ التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تبميغ تقرير المأخذ االولي‪.‬‬


‫‪ -‬تقرير المأخذ النيائي‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة الممؼ عف طريؽ المجاف‪.‬‬

‫بعد الحصوؿ عمى المحاضر والتقارير التي يتعايف وقوع الممارسات المقيدة‬
‫لممنافسة‪ ,‬المقرر تقري ار اوليا ليتضمف عرض الوقائع والمأخذ المسجمة ضد المتيميف‬
‫بارتكاب الممارسة المحظورة ويبمغو الى رئيس مجمس المنافسة‪ ,‬والى االطراؼ المعنية‬
‫المذيف يمكنيـ ابداء مالحظات مكتوبو في اجؿ ال يتجاوز ثالثة اشير‪.‬‬

‫وبعد اف يمتقي المقرر مالحظات االطراؼ المكتوبة يقوـ عند اختتاـ التحقيؽ‬
‫بإذاعة تقرير معمؿ لدى مجمس المنافسة‪ ,‬يتضمف اخذ المسجمة ومرجع المخالفات‬
‫المرتكبة واقتراح القرار يبمغ رئيس مجمس المنافسة تقرير مره اخرى الى االطراؼ المعنية‬

‫واال الوزير المكمؼ بالتجارة الذيف يمكنيـ ابداء مالحظات مكتوبو في اجؿ‬
‫شيريف ويحدد ليـ كذلؾ تاريخ الجمسة المتعمقة بالقضية ويمكف اف يطمع االطراؼ عمى‬
‫المالحظات المكتوبة المذكورة قبؿ ‪ 15‬يوـ مف تاريخ الجمسة‪.‬‬

‫ب‪ -‬قواعد الموضوعية‪ :‬لفرض منازعات اماـ مجمس المنافسة يمكف تفصيؿ‬
‫اجراءاتيا وفؽ عنصريف انعقاد جمسو المجمس المنافسة وقرار مجمس المنافسة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫أ‪-‬انعقاد جمسو المجمس اف جمسات المجمس منظمو مجموعو مف القواعد فإلى جانب‬
‫القاعدة العامة التي تنص عمى سريو الجمسة ىناؾ قواعد اخرى تيدؼ الى ضماف السير‬
‫‪1‬‬
‫الحسف ليذه الجمسات والحفاظ عمى حقوؽ الدفاع‪.‬‬

‫وبالرجوع الى النظاـ الداخمي في مجمس المنافسة نجد انو يتناوؿ تنظيـ الجمسات‬
‫التي يعقدىا المجمس بحيث يتولى رئيس رزنامة الجمسات وجدوؿ االعماؿ كؿ جزاء الى‬
‫كؿ مف اعضاء المجمس االطراؼ المعنية المقرريف المعنييف ممثؿ الوزير المكمؼ بالتجارة‬
‫اطراؼ المعنية حقوؽ اساسيو تتمثؿ في‪ :‬حؽ حضور جمسات المجمس‪ ,‬وليذا الغرض‬
‫توجو الى االطراؼ المعنية استدعاءات بواسطو ارساؿ مضموف الوصوؿ مع االشعار‬
‫باالستالـ طبقا لممادة ‪ 24‬مف النظاـ الداخمي لممجمس‪.‬‬

‫حؽ التدخؿ الشفوي لألطراؼ طبقا لممادة ‪ 44‬مف نظاـ الداخمي لمجمس المنافسة‬
‫ويسير رئيس مجمس المنافسة عمى حسف سير الجمسة بحيث يمكف اف يأمر بتعميقيا عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬

‫احد نائمييا تنظيـ الجمسة باحتراـ المبادئ التي تميز نظاـ الجمسات في قانوف‬
‫المنافسة وىي مبدا سريو الجمسات ومبدا الوجاىية ومبدا سريو االعماؿ ويتولى كاتب‬
‫الجمسة تحرير الجمسة‬

‫بالنسبة لممداوالت فاف اوؿ ما تتطرؽ اليو ىيئو المجمس اثناء مداوالتيا ىو الجانب‬
‫الشكمي لمدعوة وما مدى توفر الشروط العامة لمدعوة المتمثمة في توفر عنصر الصدفة‬
‫والمصمحة وتيف دراسة عنصر التقادـ عنصر االختصاص النوعي لمجمس المنافسة وتعد‬

‫‪ -1‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪55-538‬ا لمؤرخ في‪ 10‬مارس‪ ، 2011‬المتضمف تسقيؼ ىوامش الربح بالنسبة لمسكر‬
‫والزيت عند كؿ مف المنتج ‪،‬المستورد وبائع الجممة وبائع التجزئة ‪ ،‬جريدة رسمية عدد‪ 51،‬لسنة‪.2005‬‬

‫‪39‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫دراسة الممؼ مف حيث الشكؿ اىـ عنصر فاصؿ بيف معالجو الموضوع والنطؽ بالقرار‬
‫فيتوفر العناصر الشكمية ينتقؿ اعضاء ىيئو مداوالت لموضوع وقائع الدعوة والدفوع‬
‫المقدمة وبناء عمى ذلؾ يصدر ق ارراتو‪.‬‬

‫ب‪-‬ق اررات مجمس المنافسة بشاف فصؿ المنازعات‬

‫باعتباره ىيئو فاصمو في منازعات ممارسات الماسة بالمنافسة يتخذ المجمس‬


‫اوامر معممو ترمي الى وضع حد لمممارسات المقيدة لممنافسة عندما تكوف العرائض‬
‫المرفوعة اليو ضمف اختصاصو كما يمكف اف يقرر عقوبات ماليو اما نافذه فو ار واما في‬
‫االجؿ التي يحددىا عند عدـ تطبيؽ االوامر تضييؽ ق اررات مجمس المنافسة‪.‬‬

‫الحفظ‪ :‬يصدر ىذا القرار في حالو تنازؿ صاحب االخطار او وفاتو‪.‬‬

‫‪-1‬قرار انتقاء وجو الدعوة‪ :‬وذلؾ عندما يثبت مجمس المنافسة عدـ وجود‬
‫ممارسات منافيو لممنافسة‪.‬‬

‫‪-2‬قرار رفض االخطار‪ :‬لعدـ توفر شروط صحو االخطار كصفو او عدـ‬
‫اختصاص المجمس‪ ,‬وما تجسد مف خالؿ القرار الصادر عف مجمس المنافسة الجزائري‬
‫رقـ ‪ 99‬ؽ ‪ 2‬متعمؽ بإخطار ممثؿ الممارسة الموضوعية حيز التنفيذ مف طرؼ مديريو‬
‫التشغيؿ والتكويف الميني بإحدى الواليات الوطف بمناسبو طمب العروض مف طرؼ مكتب‬
‫الدراسات المعتمدة إلنجاز مركزيف لمتكويف الميني‪.‬‬

‫‪ -‬قرار رفض او قبوؿ االجراءات التحفظية‪.‬‬


‫‪ -‬قرار تعميؽ الفصؿ في القضية اذا تطمب االمر تحقيقا تكميميا كوف‬
‫العناصر المشكمة لممؼ غير كافيو‪.‬‬
‫‪ -‬قرار تنازع ويصدر ىذا القرار عندما يحكـ مجمس عمى االطراؼ المعنية‬
‫المرتكبة لمتعسفي وضعيو الييمنة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫‪ -‬تنفيذ ق اررات مجمس المنافسة عندما يتـ تنفيذ ق اررات مجمس المنافسة البد‬
‫مف التبميغ بيا الى االطراؼ المعنية ثـ نشرىا في النشرة الرسمية لممنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬تبميغ الق اررات الصادرة عف المجمس الى االطراؼ المعنية‪.‬‬

‫حرس المشرع الجزائري عمى ضماف حقوؽ االطراؼ المتنازعة حتى تترتب‬
‫حقوؽ ميمو ويتـ التبميغ اما عف طريؽ محضر قضائي او برسالو موسى ويجب اف‬
‫يتضمف التبميغ بيانات ىامو اجؿ الطعاـ اسماء وصفات وعناويف االطراؼ التي بمغت‬
‫الييا‪.‬‬

‫‪-4‬االشخاص المعنية بالتبميغ‪ :‬ىي الشخص الذي اختار مجمس المنافسة‬


‫الشخص الذي وجو االخطار ضده ىو الوزير المكمؼ بالتجارة سمطو الضبط المراقبة‬
‫لقطاع النشاط الماني في الممؼ انطالقا مف المادة ‪ 39‬التي تحرص عمى اف يقوـ مجمس‬
‫المنافسة في اطار ميامو بتوطيد عالقات التعاوف والتشاور وتبادؿ المعمومات مع سمطات‬
‫الضبط‪.‬‬

‫‪-5‬نشر الق اررات الصادرة عن المجمس‪ :‬مف خالؿ نص المادة ‪ 49‬مف االمر ‪03‬‬
‫‪ 03‬نجد اف المشرع اجاز نشر مستخرج مف الق اررات عف طريؽ الصحؼ او باي وسيمو‬
‫اعالميو اخرى‬

‫‪41‬‬
‫انفصم األًل‪.....................................‬تكرّس مجهس انمنبفست كسهطت نضبط انسٌق‬

‫خالصت انفصم االًل‬


‫مف خالؿ ما تـ تناولو في ىذا الفصؿ توصمنا الى اف المشرع منح لمجمس‬
‫المنافسة في اطار القياـ بميمو الضبطية عده صالحيات تكمؿ في صالحيات استشارية ‪,‬‬
‫يقوـ مف خالليا بإبداء رايو في المسائؿ التي ليا صمو بالمنافسة حيث يعد حؽ االستشارة‬
‫وسيمو في متناوؿ المشاركيف في الحياه االقتصادية ابتداء مف السمطة العامة الى‬
‫المستيمؾ عبر جمعيو حمايو المستيمؾ وغيرىا مف االشخاص التي ليا الحؽ في استشاره‬
‫مجمس المنافسة باإلضافة الى صالحيات تنازعيو ‪,‬سمطو متابعو كؿ الممارسات التي مف‬
‫شانيا االخالؿ بالمنافسة الحرة فاف اخمت اي ممارسو مف الممارسات تصدى ليا مجمس‬
‫المنافسة بطريقو الردع التي تناسب كؿ ممارسو‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫مدى فعالية سلطة مجلس المنافسة‬
‫في ضبط السوق‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫انفصم انخبنِ‪ :‬مذٍ فؼبن ْت سه طت مج هس انمن بفست فِ ض بط انسٌ ق‬

‫يطرح تزويد مجمس المنافسة بصالحيات الضبط عمى غرار باقي سمطات الضبط‬
‫االقتصادي أكثر مف اشكاؿ السيما أف االختصاصات التنظيمية والقمعية كانت تؤوؿ‬
‫سابقا لإلدارة التقميدية مما يجعؿ سمطة مجمس المنافسة في ضبط السوؽ نسبية وىذا‬
‫بالنظر لعدة معطيات مرتبطة أساسا بمسالة مدى تقبؿ البنية المؤسساتية ليذه السمطات‬
‫الحديثة وكذا اختصاصيا‪ ،‬السيما االختصاصات القمعية والتنظيمية خاصة في ظؿ‬
‫غياب أي نص قانوني لدى المشرع الجزائري‪ ،‬إذ تثير مسالة تكييفيا ومدى استقالليتيا‬
‫جدال كبيرا‪ ،‬ىذا مف جية (المبحث األوؿ) ومف جية أخرى‪ ،‬ممارسة مجمس المنافسة‬
‫لسمطت و الضبطية ال تعبر عف اختصاص مانع‪ ،‬حيث يشارؾ مجمس المنافسة في أداء‬
‫ميمة الضبط في مختمؼ الييئات والتي تعني بحماية المنافسة خدمة لمصالح العاـ‪ ،‬وذلؾ‬
‫بغية محاربة الممارسات غير المشروعة والقضاء عمييا (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫انمبحج األًل‪ :‬حذًد استقالنْت مجهس انمنبفست‬


‫رغـ اعتبار مجمس المنافسة بمثابة سمطة عامة عمى جميع النشاطات االقتصادية‪،‬‬
‫فإف وضعيتو المؤسساتية وعمى غرار باقي السمطات تطرح مسألة مكانة ىذه السمطات في‬
‫البناء المؤسساتي بالنظر لمسمطات المعروفة في الدولة (المطمب األوؿ)‪ ،‬ضؼ إلى ذلؾ‬
‫أف تحميؿ القانوف المتعمؽ بالمنافسة يوحي بعدـ انسحاب الدولة كميا مف تأطير القطاعات‬
‫التابعة لمجمس المنافسة (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫انمطهب األًل‪ :‬أشكبل قبٌل انيْئبث اإلدارّت انمستقهت دستٌرّب‬


‫يطرح مصطمح السمطات اإلدارية المستقمة نظ ار لغموضو ولحداثتو صعوبات بشأف‬
‫تكييؼ مكانة وموقع ىذه السمطات الجديدة بالنسبة لمنظاـ المؤسساتي في الدولة (الفرع‬
‫األوؿ) كما أف تحويؿ السمطات اإلدارية المستقمة االختصاص القمعي يطرح أكثر مف‬
‫اشكاؿ باعتبار أف السمطة القضائية ىي الوحيدة المؤىمة لتوقيع العقوبات (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫انفرع األًل‪ :‬صؼٌببث ادمبد انسهطبث اإلدارّت انمستقهت فِ اننظبو انذستٌرُ‬


‫إف خصوصية النظاـ القانوني ليذه السمطات وخاصة ما تعمؽ منو باستقالليتيا‪،‬‬
‫ونظ ار لمسمطات الواسعة (تنفيذية‪ ،‬تشريعية وشبو قضائية) التي تتمتع بيا‪ ،‬يطرح مسألة‬
‫وضعية ىذه الصيغة اإلدارية الجديدة بالنسبة لمنص األساسي في الدولة (أوال)‪ ،‬إضافة‬
‫عمى مكانة ىذه السمطات ضمف النظاـ اإلداري لمدولة (ثانيا) خاصة في القانوف الجزائري‬
‫والذي يشيد غياب أي اجتياد قضائي دستوري بشأف ىذه السمطات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬السمطات اإلدارية المستقمة والدستور‬

‫تعني استقاللية السمطات اإلدارية المستقمة عدـ خضوعيا ألي رقابة رئاسية أو‬
‫قضا ئية‪ ،‬غير اف ىذه االستقاللية تثير اشكاال بالنظر لتنظيـ السمطة في الدستور‪ ،‬والذي‬
‫يكرس ثالث سمطات تقميدية‪ ،‬فيؿ المقصود أنو تـ انشاء سمطة رابعة؟ واذا كانت اإلجابة‬
‫بالنفي فما موقع ىذه السمطات في البنية المؤسساتية لمدولة؟‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫فصؿ المجمس الدستوري الفرنسي لوؿ بصورة ضمنية بشأف وجود السمطات اإلدارية‬
‫المستقمة‪ ،‬وذلؾ فحصو لمنصوص األولى المتعمقة بإنشائيا ذلؾ أنو لـ يبد أية مالحظة‬
‫بشأف مدى دستوريتيا‪ 1‬إال أنو في المقابؿ تدخؿ بخصوص السمطة التنظيمية التي خولت‬
‫لمجنة الوطنية لالتصاؿ والحريات (‪ )CNCL‬عف طريؽ اصدار قرار في سبتمبر ‪.1986‬‬

‫يرى أنو بالرغـ مف أف أحكاـ المادة ‪ 21‬مف الدستور الفرنسي تنص عمى تمتع‬
‫الوزير األوؿ بالسمطة التنظيمية‪ ،‬فإنيا ال تشكؿ عائقا يحوؿ دوف امكانية منع المشرع‬
‫ىيئات عمومية أخرى غير الوزير األوؿ صالحية تحديد القواعد التي تسمح بتطبيؽ‬
‫القانوف‪ ،‬لكف يشرط أف يكوف ذلؾ في مجاؿ معيف وبشروط معينة حددىا القانوف‪2 .‬‬

‫كما أف المجمس الدستوري الفرنسي في ق اررة المؤرخ في جانفي ‪ 1987‬فصؿ في‬


‫طبيعة ىذه السمطة فيؤكد أنيا ال يمكف أف تكوف إال تنفيذية وليست مستقمة‪ ،‬وىذه السمطة‬
‫البد أف تمارس في إطار احتراـ القانوف وال يمكف أف تتعمؽ غال بتدابير ذات أىمية‬
‫محدودة سواء بالنسبة لمجاؿ تطبيقيا أو بالنسبة لمحتواىا‪ ،‬فاألمر يتعمؽ إذف بسمطة‬
‫تنظيمية جد ضيقة ومتخصصة والتي ال يمكف بأي شكؿ مف األشكاؿ أف تؤثر عمى مبدأ‬
‫الفصؿ بيف السمطات‪ 3‬أماـ سكوت المؤسس الدستوري والقاضي الدستوري الجزائري حوؿ‬
‫مدى تقبؿ البنية المؤسساتية لمدولة لفكرة الييئات اإلدارية المستقمة تساءؿ عف مكانة ىذه‬
‫السمطات بالنسبة لدستوري ‪ 1989‬و ‪ 1996‬لفئة جديدة مف المؤسسات‪.‬‬

‫في إطار العمؿ بدستور ‪ 1989‬ال يتضمف أي نص أو قاعدة دستورية تسمح‬


‫لمسمطة التشريعية سف قوانيف تنشأ بمقتضاه فئة السمطات اإلدارية المستقمة والمتمثمة آنذاؾ‬
‫في مجمس المنافسة‪ ،‬المجمس األعمى لإلعالـ‪ ،‬مجمس القرض والنقض‪ ،‬لجنة تنظيـ‬

‫‪ -1‬بوجمميف وليد‪ ،‬سمطات الضبط االقتصادي في القانوف الجزائري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -2‬حدري سمير‪ ،‬السمطات االدارية المستقمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -3‬بوجمميف وليد‪ ،‬سمطات الضبط االقتصادي في القانوف الجزائري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪46‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫ومراقبة عمميات البورصة‪ ،‬حيث انو ومف بيف ‪ 26‬مجاال محدد بموجب المادة ‪ ،115‬ال‬
‫توجد أية أحكاـ تسمح بإنشاء ىذه السمطات في نفس الوقت‪ ،‬ال يؤىؿ النص الدستوري‬
‫السمطة التنف يذية انشائيا‪ ،‬إال إذا تـ التسميـ بإدراج ىذا االختصاص في اطار التنظيمات‬
‫المستقمة لرئيس الجميورية والتي تكوف في المجاالت الغير مخصصة لمقانوف حسب‬
‫المادة ‪ 125‬مف الدستور‪1‬‬

‫أما بخصوص السمطات المنشأة في ظؿ الدستور الحالي لسنة ‪ 1996‬والتي نذكر‬


‫مف بينيا سمطة ضبط قطاع البريد والمواصالت‪ ،‬لجنة ضبط الكيرباء والغاز‪...‬إلخ‪،‬‬
‫فتستمد شرعيتيا وأساسيا في المادة ‪ 122‬مف نفس الدستور‪ ،‬إذ تنص الفقرة ‪ 29‬مف ‪30‬‬
‫مجاال المخصصة لمتشريع عمى صالحيات السمطة التشريعية بإنشاء فئات المؤسسات‪،‬‬
‫ومف ثـ تبرير انشائيا دستوريا؟‪.‬‬

‫يرى األستاذ خموفي بفرضية انفتاح الفقرة ‪ 29‬وقابميتيا لمتكيؼ مع الحاجيات الجديدة‬
‫الخاصة وأف لفظي "فئات" و "المؤسسات" قد جاء عمى صيغة الجمع ويمكف أف يحمال‬
‫في طياتيا فكرة مجموعة موسعة مف األشخاص المعنوية ذات الطبيعة اإلدارية ويضيؼ‬
‫أف تفسير مصطمح المؤسسات تفسير ضيقا عمى غرار التعريؼ التقميدي الذي يمنحو‬
‫القانوف اإلداري يمكف أف يؤدي إلى الجزـ بعدـ دستورية ىذا السمطات‪2.‬‬

‫عقب األستاذ بوجمميف عمى ذلؾ بأنو ال يمكف األخذ بيذه الفرضية األكثر اتساعا‬
‫ذلؾ أف المشرع نفسو كاف قد أعطى مف قبؿ تحديدا تشريعيا لمفيوـ المؤسسات مف خالؿ‬
‫القانوف رقـ ‪ 01-88‬أيف حصر ىذه الييئات في‪:‬‬

‫‪ -‬الييئة العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬


‫‪ -‬الييئة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Kheloufi Rochid "les institutions de régulation en droit algérien " IPARA n° 02، 2004، p 82.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Ibid p 82.‬‬

‫‪47‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫‪ -‬الييئة العمومية المحمية‪.‬‬


‫‪ -‬الييئة العمومية ذات الطابع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬مراكز البحث والتنمية‪.‬‬
‫وعميو فإف ىذه الفرضية مردودة ذلؾ أف المعنى المكرس مف قبؿ المشروع لمصطمح‬
‫المؤسسات ىو المعنى الضيؽ بالمفيوـ التقميدي لمقانوف اإلداري إلى ىيئة القانوف العاـ‬
‫المكمفة بتسير مرفؽ عاـ‪1 .‬‬

‫وعميو ىؿ يمكف المجوء إلى فرضية أخرى تتعمؽ باعتماد مجاالت نشاط ىذه‬
‫السمطات لتأسيس دستورية انشاءىا؟‪.‬‬

‫إف الرجوع إلى فحص المادة ‪ 122‬مف الدستور يوحي باختصاص البرلماف بما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬نظاـ إصدار النقود ونظاـ البنوؾ والقرض والتأمينات‪.‬‬


‫‪ -‬النظاـ العاـ لممياه‪.‬‬
‫‪ -‬النظاـ العاـ لممناجـ والمحروقات‪.‬‬
‫إذا كانت المادة ‪ 122‬لـ تنص عمى اختصاص المشرع إال في ىذه القطاعات التي‬
‫يمكف أف تخص سمطات الضبط‪ ،‬فإلى اي مدى يمكف قبوؿ بأنيا تشكؿ األساس‬
‫الدستوري إلنشائيا؟‪.‬‬

‫اعتمد المشرع عمى المادة ‪ 122‬لتأسيس انشاء سمطات الضبط المستقمة‪ ،‬حيث‬
‫اعتمد في انشاء مجمس النقد والقرض‪ 2‬والمجنة المصرفية عمى أحكاـ الفقرة ‪ 15‬مف‬

‫‪ -1‬بوجمميف وليد‪ ،‬سمطات الضبط االقتصادي في القانوف الجزائري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -2‬قانوف رقـ ‪ ،10-90‬مؤرخ في ‪ 14‬أفريؿ ‪ 1990‬يتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر عدد ‪ 16‬صادر في ‪ 1990‬معدؿ‬
‫ومتمـ باألمر رقـ ‪ 01-1‬المؤرخ في ‪ 27‬فيفري ‪ ،2001‬ج ر عدد ‪ ،14‬صادر في ‪ 2001‬وباألمر رقـ ‪ 11-3‬المؤرخ‬
‫في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬يتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 52‬صادر في ‪ 27‬أوت ‪.2003‬‬

‫‪48‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫المادة ‪ 122‬ووكالتي المناجـ‪ 1‬وسمطة ضبط المحروقات‪ 2‬اعتمادا عمى الفقرة ‪24‬‬
‫الخاصة بالنظاـ العاـ لممناجـ والمحروقات‪.‬‬

‫أما عف سمطات الضبط األخرى فقد اعتمد المشرع في انشاءىا عمى المادة ‪122‬‬
‫دوف أي تحديد‪ ،‬ويتعمؽ األمر بكؿ مف لجنة تنظيـ ومراقبة عمميات البورصة‪ ،‬سمطة‬
‫ضبط البريد والمواصالت والسيما مجمس المنافسة وحؿ الدراسة‪.‬‬

‫ويشكؿ مجمس المنافسة استثناء ألنو لـ ينشأ بموجب قانوف‪ ،‬بؿ تـ انشاءه عف‬
‫طريؽ أمر وىنا يمكف التساؤؿ عف الغاية مف ذلؾ‪ ،‬ىؿ يتعمؽ األمر بمجرد بروز وتزايد‬
‫استعماؿ طريقة التشريع بأوامر أـ أف األمر البد وأف يكوف مجرد تقميد ال غير‪ ،‬خاصة‬
‫وأف مجمس المنافسة الفرنسي قد تـ انشاؤه عف طريؽ أمر؟‪.‬‬

‫مف جية أخرى فإف المادة ‪ 85‬مف الدستور تنص عمى صالحية الوزير األوؿ‬
‫بالسير عمى حسف سير اإلدارة العمومية عمى ضوء ىذه المادة يمكف استنتاج أنو إذا‬
‫كانت السمطات اإلدارية المستقمة ىيئات إدارية فال يمكف التشكيؾ في خضوعيا لمسمطة‬
‫التنفيذية عمى غرار السمطات اإلدارية األخرى‪ ،‬لكف في المقابؿ فإف استقالليتيا تعفييا مف‬
‫مبدأ الخضوع تجاه السمطة التنفيذية ومف ثـ التشكيؾ حوؿ طبيعتيا اإلدارية‪.‬‬

‫وىذا ما يعد مخالفة ألحكاـ المادة ‪ 85‬وبالنتيجة مخالفة لمدستور‪ ،‬إذ أف كؿ إدارة ال‬
‫تخضع لرقابة الحكومة فيي تخالؼ الدستور‪.‬‬

‫ومف ثـ إذا كاف يعاب عمى المجمس الدستوري عدـ تعرضو لفحص مدى دستورية‬
‫الييئات االدارية المستقمة‪ ،‬فإف ىذا األمر يعود أوال لمظروؼ السياسية واألمنية‬

‫‪ -1‬قانوف رقـ ‪ 10-1‬مؤرخ في ‪ 3‬جويمية ‪ 2001‬يتضمف قانوف المناجـ ج رعدد ‪ 35‬صادر في ‪ 4‬جويمية ‪2001‬‬
‫معدؿ ومتمـ بموجب األمر رقـ ‪ 2-07‬المؤرخ في ‪ 1‬جانفي ‪ 2007‬ج ر عدد ‪ 16‬صادر في ‪ 7‬مارس ‪.2007‬‬
‫‪ -2‬قانوف رقـ ‪ 7-5‬مؤرخ في ‪ 28‬أفريؿ ‪ ،2005‬يتعمؽ بالمحروقات ج ر عدد ‪ 50‬صادر في ‪ 19‬جويمية ‪2005‬‬
‫معدؿ ومتمـ بموجب األمر رقـ ‪ 10-06‬المؤرخ في ‪ 23‬جويمية ‪ ،2006‬ج ر عدد ‪ 48‬صادر في ‪ 30‬جويمية ‪.2006‬‬

‫‪49‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫واالقتصادية التي عرفتيا الجزائر في فترة التسعينات‪ ،‬وثانيا لوجود عائؽ قانوني أحاؿ‬
‫المجمس عمى نوع مف البطالة المقنعة أال وىو اجراء االخطار الذي يحتكره في واقع الحاؿ‬
‫رئيس الجميورية‪ ،‬وىذا برغـ أف القانوف األساسي أعطى ىذا الحؽ أيضا لكؿ مف رئيس‬
‫الغرفتيف البرلمانيتيف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السمطات االدارية المستقمة والنظام اإلداري‬

‫تعتبر الطبيعة اإلدارية المضفاة عمى ىذه السمطات أحد العناصر المكونة لطبيعتيا‬
‫الخاصة إذ بإنشائيا ألوؿ مرة في فرنسا في سنوات السبعينات كيفت قانونا ب "السمطات‬
‫االدارية المستقمة"‪ ،‬مما يزيؿ أي شؾ حوؿ ادراجيا ضمف فئة ىيئات الدولة اإلدارية غير‬
‫أنو ما كاف النظاـ القانوني ليذه السمطات يميزىا بخاصية االستقاللية‪ ،‬السيما اف الييئات‬
‫اإلدارية التقميدية تت ميز بخاصية التبعية لمسمطات السياسية‪ ،‬يجعمنا نتساءؿ عما إذا كانت‬
‫االستقاللية التي تتمتع بيا سمطات الضبط االقتصادي ال تفقرىا مف طبيعتيا اإلدارية؟‪.‬‬

‫حقيقة واف كانت االستقاللية تتعارض ومبدأ التبعية السممية الذي يعتبر مف بيف أىـ‬
‫المبادئ المكرسة في اإلدارات التقميدية إال أف ىذا ال ينفي خروج السمطات اإلدارية‬
‫المستقمة عف النظاـ القانوني السائد في الدولة‪ ،‬وذلؾ أف الرغبة في ايعادىا عف سمطة‬
‫الحكومة ال يمكف أف يؤدي إلى اثصاء فكرة كونيا جزء مف الدولة‪.‬‬

‫وباستثناء بعض األحكاـ الخاصة المحددة عف طريؽ القانوف‪ ،‬فيي تخضع لمنظاـ‬
‫القانوني المشترؾ لمييئات اإلدارية لمدولة‪ ،‬وأف خاصية االستقاللية لـ تضؼ إلييا واال‬
‫لتمييزىا عف مؤسسات الدولة الكالسيكية التي تعد أدواتيا التسيرية تستجيب لممناخ‬
‫االقتصادي الجديد المتميز بالسرعة والتطور‪1 .‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-AUBR Jean Marie “ Autorités administratives et autorités juridictonelle “ AJDA 1995 p 102.‬‬

‫‪50‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫وفي ىذا االتجاه تـ طرح مجموعة مف الحموؿ لقبوؿ ىذا النوع مف الييئات‪ ،‬ففي‬
‫فرنسا أكد مجمس الدولة الفرنسي عمى الطابع اإلداري لوسيط الجميورية في ق ارره الصادر‬
‫في جويمية ‪ 11991‬غير أف ىذا القرار كاف محؿ نقد فقيي‪ ،‬بعض الفقو مثؿ ( ‪Y.‬‬
‫‪ )GAUDMET‬يؤكد أف ىذه الييئة ال تنتمي ال إلى السمطة التنفيذية وال السمطة‬
‫القضائية وال التشريعية‪.‬‬

‫وحجتيـ في ذلؾ أف تكييؼ ىذه الييئات باإلدارية فقط لعدـ امكانية الحاقيا‬
‫لمسمطتيف التشريعية والقضائية‪ ،‬فالطابع اإلداري الذي تـ منحو ليذه الييئات لـ يمكف‬
‫ناتجا عف تفكير قانوني متيقف لكف عف طريؽ الخطأ ‪ ،‬والنتيجة حسب ىذا الفقو ىي عدـ‬
‫امكانية ادخاؿ السم طات اإلدارية المستقمة ضمف السمطات الثالث التقميدية‪ ،‬وىذه الييئات‬
‫تشكؿ سمطة جديدة وفكرة السمطة الرابعة وحدىا التي تمثؿ اإلجابة المقنعة ‪ 2،‬وىناؾ فقو‬
‫قانوني يدرج اإلدارية المستقمة ضمف حركة تحوؿ عامة وعميقة وجذرية تشيدىا اإلدارة‪،‬‬
‫فالييئات اإلدارية المستقمة تكرس تحوؿ مزدوج‪ ،‬فمف جية بظيور شكؿ جديد لتدخؿ‬
‫الدولة بواسطة الضبط ومف جية أخرى تحوؿ المبادئ التي تحكـ التنظيـ اإلداري‪3 .‬‬

‫وبناء عمى ما تقدـ ‪ ،‬واذا سممنا أف مجمس المنافسة يمتمؾ كؿ مقوما السمطة‬
‫اإلدارية فيذا األمر ال يثير إشكاال قانوني باعتباره أم ار عاديا ضمف أبجديا القانوف‬
‫اإلداري‪ ،‬لكف استقالليتو التي وردت في النص المنشأ لو بموجب المادة ‪ 9‬مف القانوف‬
‫‪ 12-08‬المعدلة لنص المادة ‪ 23‬مف األمر ‪ 03-03‬ىي القضية المحورية التي تثير‬
‫جدال فقييا مستم ار لوجود ما يشبو التناقض بيف مفيوـ السمطة اإلدارية التي تتميز بوجود‬
‫تبعية رئاسية أو وصائية وبيف مفيوـ االستقاللية التي تعني بسيادة ىذه الييئة وعدـ‬

‫‪1‬‬
‫‪-AUBR Jean Marie “Note de Juris perdence“ ROP 1991، p 1687.‬‬
‫‪ -2‬عيساوي عز الديف "الييئات االدارية المستقمة في مواجية الدستور الممتقى الوطني حوؿ سمطات الضبط المستقمة‬
‫في المجاؿ االقتصادي والمالي جامعة عبد الرحمف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬اياـ ‪ 23‬و ‪ 24‬ماي ‪ ،2007‬ص ‪.29-28‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪51‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫تبعيتيا‪ ،‬ويصعب تفسير ىذا التناقض في ظؿ التشريع الجزائري أما في فرنسا فتـ تجاوز‬
‫ىذا اإلشكاؿ وىذا باالعتراؼ ليا بوضع قانوني خاص (وضع ىجيف)‪ ،‬بتدخؿ مف‬
‫المجمس الدستوري الذي نص في قرار لو أف إنشاء سمطات الضبط المستقمة وتحديد‬
‫صالحيتيا ومجاالتيا ال يتناقض مع المبادئ الدستورية وىذا بخضوع ىذه الييئات إلى‬
‫سمطة القانوف وحده وحصر سمطاتيا الضبطية ومجاؿ نشاطيا بشكؿ ال يمس بجوىر‬
‫امتيازات السمطة العامة وال ينتقص مف السمطة التنظيمية العامة لمحكومة ممثمة السمطة‬
‫التنفيذية‪1.‬‬

‫وفي ىذا االتجاه أصدر المجمس الدستوري الفرنسي الحقا في قضية تتعمؽ بالمجنة‬
‫الوطنية لالتصاالت والحريات (‪ )CNCL‬قرار يؤكد فيو عمى استقاللية ىذه الييئة‬
‫وخضوعيا لموقاية القضائية وعف مسؤولية الحكومة أما البرلماف عف نشاطات إدارات‬
‫الدولة‪2 .‬‬

‫أما في الواليات المتحدة األمريكية فتـ اعتماد الرقابة السياسية عمى ىذه الييئات مف‬
‫طرؼ الكونغرس عف طريؽ تعييف أعضاء فييما وتحديد ميزانيتيا وامكانية تعديؿ بعض‬
‫الق اررات التنظيمية التي يعبرىا غير مشروعة عف طريؽ التشريع‪3 .‬‬

‫انفرع انخبنِ‪ :‬اشكبنْت مطبنبت انسهطت انقمؼْت نهذستٌر‬


‫تصطدـ عممية تحويؿ اختصاصات قضائية ‪ -‬تشكؿ مجاؿ االختصاص العادي‬
‫والطبيعي لمقاضي الجزائي – لصالح ىيئات إدارية باألحكاـ الدستورية المكرسة لمبدأ‬
‫الفصؿ بيف السمطات ومدى احتراـ ىذه األخيرة لجممة الضمانات القضائية المكفولة‬
‫دستوريا‪ ،‬وتظير صورتو في سمطة التحقيؽ (أوال) ولسمطة توقيع العقوبات التي تمس‬

‫‪1‬‬
‫‪-Zouaimia Rochid : les autoriles administratione inde pendan les opcit، p 80.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-TETTON Catheine “LES INSTANCES DE LA REGULADIE DE LA CONSTITION "RDP 1990 P 202.‬‬
‫‪ -3‬عيساوي عز الديف‪ ،‬السمطة القمعية لمييئات اإلدارية المستقمة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪52‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫بمبدأ الفصؿ بيف السمطات (ثانيا)‪ ،‬ورغـ ذلؾ فقد تـ االعتراؼ بيذه السمطة القمعية‬
‫(ثالثا) وذلؾ في حدود الضمانات المقر فييا أماـ القضاء الجزائي (رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سمطة التحقيق وأحكام الدستور‬

‫تممؾ غالبية الييئات اإلدارية المستقمة في المجاؿ االقتصادي والمالي وسائؿ تحقيؽ‬
‫تسمح ليا بالحصوؿ عمى معمومات حوؿ القطاع الذي تولى ضبطو في ىذه النقطة يجب‬
‫التفرقة بيف التحقيقات غير القسرية ‪ non coercivités‬والتي تتمثؿ في الدخوؿ إلى‬
‫محالت المؤسسة المعنية وفحص المستندات والوثائؽ لمحصوؿ عمى المعمومات وبيف‬
‫التحقيقات القسرية ‪ coercivités‬التي تشبو التحقيقات التي يقوـ بيا أعواف الشرطة‬
‫القضائية والتي ال تتوقؼ فقط عند المعاينة لكف تتعدى إلى البحث عف المخالفات‪ ،‬فيذه‬
‫التحقيقات تشمؿ التفتيش والحجز‪1 .‬‬

‫نجد وفي اطار القانوف الفرنسي‪ ،‬قد أخضعيا لشروط تضمف حماية الحقوؽ‬
‫األساسية لمشخص المعني‪ ،‬فالتحقيقات التي يقوـ بيا أعواف مجمس المنافسة أو األعواف‬
‫المكمفيف بذلؾ مرخصة مف قبؿ القاضي وتكوف محددة في الزماف والمكاف ويجب كذلؾ‬
‫أف تكوف مبررة‪2 .‬‬

‫لقد اعترؼ المشرع الجزائري لمجمس المنافسة سمطة لمتحقيؽ‪ ،‬حيث تنص المادة‬
‫‪ 50‬مف األمر ‪ 03-03‬المعدلة بموجب القانوف ‪ 12-08‬عمى ما يمي‪:‬‬

‫"يحقؽ المقرر العاـ والمقرروف في القضايا التي يسندىا إليو رئيس مجمس المنافسة"‪.‬‬

‫كما تـ منحو سمطة التحقيؽ القسرية وفؽ المادة ‪ 2/51‬والتي تنص‪:‬‬

‫‪ -1‬عيساوي عز الديف‪ ،‬السمطة القمعية لمييئات اإلدارية المستقمة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪53‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫"ويمكنو أف يطالب باستالـ أية وثيقة حيثما وجدت وميما تكف طبيعتيا وحجز‬
‫المستندات التي تساعده عمى أداء ميامو‪."...‬‬

‫وبالمقابؿ لـ يتضمف قانوف المنافسة المعدؿ والمتمـ عمى أي ضمانات محيطة‬


‫بالتحقيؽ مما يطرح أكثر مف تساؤؿ حوؿ دستورية ىذه السمطة (التحقيؽ) السيما أف‬
‫المادة ‪ 3/38‬مف دستور ‪ 1996‬نص عمى ما يمي‪:‬‬

‫"ال يجوز حجز أي مطبوع أو تسجيؿ أو أية وسيمة أخرى مف وسائؿ التبميغ‬
‫واالعالـ إال بمقتضى أمر قضائي"‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 40‬مف فقرتيا ‪ 2‬و ‪ 3‬مف الدستور السالؼ الذكر عمى ما يمي‪:‬‬

‫"فال تفتيش إال بمقتضى القانوف في إطار احترامو"‪.‬‬

‫وال تفتيش إال بأمر مكوب صادر عف السمطات القضائية المختصة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سمطة توقيع العقوبات ومبدأ الفصل بين السمطات‬

‫يميز الدستور الجزائري ثالث سمطات‪:‬‬

‫‪ -‬سمطة تشريعية تكمؼ بوضع القاعدة القانونية‪.‬‬


‫‪ -‬سمطة تنفيذية تعمؿ وتسير عمى تنفيذ القوانيف‪.‬‬
‫‪ -‬سمطة قضائية تضمف اصدار أحكاـ قضائية‪.‬‬
‫إذا كاف ىذا التقسيـ سميـ مف الناحية النظرية‪ ،‬فإف ظيور الييئات اإلدارية المستقمة‬
‫أعاد النظر في ىذا التقسيـ‪ ،‬وذلؾ بظيور ىيئات إدارية تضطمح باختصاصات قضائية‬
‫مثاؿ عمى ذلؾ نقؿ االختصاص القمعي لمجمس المنافسة بموجب األمر ‪ 03-03‬المعدؿ‬
‫والمتمـ‪.‬‬

‫تمارس السمطة القضائية اختصاصيا القمعي حسب المادة ‪ 146‬مف الدستور التي‬
‫تنص عمى إصدار األحكاـ القضائية مف طرؼ القضاة وتنص المادة ‪ 139‬عمى أف‬

‫‪54‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫السمطة القضائية ىي التي تحمي المجتمع والحريات وتضمف لمجميع ولكؿ واحد المحافظة‬
‫عمى حقوقيـ األساسية‪.‬‬

‫ومف ثـ التساؤؿ األساس الدستوري بيذا االعتراؼ لمصالح ىيئات إدارية‬


‫باختصاصات قضائية ومدى تعارضو أو انسجامو مع مبدأ الفصؿ بيف السمطات؟‪.‬‬

‫تصعب االجابة عمى ىذا السؤاؿ في ظؿ التشريع الجزائري‪ ،‬وىذا لعدـ اتباع المشرع‬
‫الجزائري الخطوات المنطقية التي يفترض أف يسمكيا القانوف في تطوره‪ ،‬ألف القانوف كغيره‬
‫مف العموـ االجتماعية‪ ،‬يتأثر بعوامؿ عديدة اجتماعية وسياسية وثقافية‪ ،‬تمعب ىذه العوامؿ‬
‫دو ار حاسما في توجيو تطوره وفي صياغة قواعده وتكويف مؤسساتو وأدواتو التنفيذية‪.‬‬

‫وىذا خالفا لما يحدث في المنظومة القانونية الفرنسية‪ ،‬أيف تمعب المؤسسات أدوارىا‬
‫المقررة ليا كؿ في مجاؿ اختصاصو‪ ،‬فيتدخؿ النواب عف المزوـ والمجمس الدستوري وكذا‬
‫مجمس الدولة‪ ،‬وكؿ ىذا موازاة مع الجدؿ الفقيي المستمر والذي يؤدي في نياية األمر‬
‫إلى الوصوؿ إلى اجتيادات فقيية وقضائية تجد طريقيا إلى التجسيد عبر قواعد قانونية‬
‫تشريعية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قبول السمطة القمعية‬

‫تـ االعتراؼ بالقمع االداري الذي تمارسو الييئات اإلدارية والمستعممة فيناؾ مف‬
‫الدوؿ مف تبنت الفكرة (‪ )I‬أما في الدوؿ األخرى فـ االعتراؼ بذلؾ بموجب القضاء‬
‫الدستوري (‪.)II‬‬

‫أ‪ّ -‬االعتراف الدستوري بالقمع االداري‬


‫أعطى الدستور االسباني لسنة ‪ 1978‬مكانا لمعقوبات االدارية فالمادة ‪ 1/25‬مف‬
‫ىذا الميثاؽ تقتضي بأنو ال يمكف أف يداف أو يعاقب أي شخص بمناسبة ارتكاب أفعاؿ ال‬
‫تمثؿ جريمة أو مخالفة إدارية في الوقت الذي ارتكب فيو وذلؾ بالنظر إلى النص القانوني‬
‫الساري المفعوؿ وقت ارتكابيا‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫أما الدستور البرتغالي لسنة ‪ 1976‬فيفرؽ بيف المخالفات الجزائية واإلدارية‪ ،‬فتنص‬
‫المادة ‪ 1/168‬منو يعطي الحؽ لممشرع اختصاص في تجديد النظاـ العاـ لممخالفات‬
‫التأديبية واألفعاؿ الغير مشروعة‪1.‬‬

‫ب‪ّ -‬االعتراف القضاء الدستوري بالسمطة القمعية‬


‫أما الدوؿ التي تنص دساتيرىا عمى ىذا النظاـ فنجد أف القاضي الدستوري فييا قد‬
‫قاـ بقبوؿ فكرة القمع اإلداري‪ ،‬ففي فرنسا تدخؿ المجمس الدستوري حوؿ ىذه المسألة كاف‬
‫انطالقا مف ق ارريف ىاميف‪:‬‬

‫ق ارره المتعمؽ بالمجمس األعمى لمسمعي البصري ‪CSA‬‬ ‫‪-‬‬


‫وق ارره المتعمؽ بمجنة عمميات البورصة ‪COB‬‬ ‫‪-‬‬
‫لـ يعرض المجمس الدستوري الفرنسي عمى مبدأ منح سمطة العقاب اإلداري لمييئات‬
‫اإلدارية المستقمة‪ ،‬ويرى في ق ارره األوؿ‪2 :‬‬

‫‪La loi pent, sans qu’il soivt porte atteinte au principe de‬‬
‫‪séparation de pouvoirs, doter l’autorité indépendante chargée de‬‬
‫‪garantir exercice de la liberte de communication de pouvoir de‬‬
‫‪sanction dans la limite nécessaire a lacconplissenert de sa mission.‬‬

‫إذا كاف القرار األوؿ يستعمؿ معيا ار عضويا حصريا (كؿ سمطة إدارية مستقمة)‪.‬‬

‫فإف القرار الثاني يوسع مجاؿ القمع اإلداري إلى كؿ سمطة إدارية تنشط في اطار‬
‫امتيازات السمطة العامة وىو معيار مادي واسع‪.‬‬

‫أما في الواليات المتحدة األمريكية فتعتبر السباقة في تحويؿ االختصاص القمعي‬


‫لمييئات اإلدارية المستقمة‪ 1،‬حيث نجد كذلؾ القاضي الدستوري االيطالي قد ذىب في‬

‫‪ -1‬عيساوي عز الديف‪ ،‬السمطة القمعية لمييئات اإلدارية المستقمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -2‬وليد بوجمميف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.131‬‬

‫‪56‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫نفس االتجاه وتـ تحويؿ العقوبات الجزائية إلى عقوبات إدارية أي تبنى فكرة أو ظاىرة‬
‫إزالة التجريـ‪2 .‬‬

‫أما المحكمة الدستورية األلمانية توصمت إلى التمييز بيف المخالفات الجزائية‬
‫والمخالفات المرتبطة بالمجاؿ االقتصادي والذي يعود االختصاص لمييئات اإلدارية‬
‫المستقمة‪3 .‬‬

‫رابعا‪ :‬تأطير ممارسة السمطة القمعية‬

‫رسـ المجمس الدستوري الفرنسي المعالـ الرئيسية لموظيفة القمعية لسمطات الضبط‬
‫وىو قمع إداري قريب ومختمؼ في نفس الوقت عف القمع الجزائي وذلؾ باحتراـ شرطيف‬
‫أساسيف أ وليما عدـ توقيع عقوبات سالبة لمحرية (أ) وثانييما ضرورة احتراـ المبادئ‬
‫العامة التي تكفؿ حماية الحقوؽ والحريات المحمية دستوريا (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬عدم توقيع عقوبات سالبة لمحرية‬

‫حسب قضاء المجمس الدستوري الفرنسي فإف السمطة القمعية لمييئات االدارية ال‬
‫تمثؿ مساسا لمبدأ الفصؿ بيف السمطات طالما أف ىذه الييئات ال يمكف ليا أف توقع‬
‫عقوبات سالبة لمحرية كالحبس والسجف‪.‬‬

‫إف ىذا القرار يضع حدودا فاصمة بيف سمطة القاضي وسمطة اإلدارة في مجاؿ‬
‫العقاب فالقاضي وحده ىو مف سيتأثر بسمطة توقيع عقوبات سالبة لمحرية‪4 .‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-ZOUAIMIA Rachid les autorités administratives indépendantes et la régulation économique en Algérie éd‬‬
‫‪Houma Alger p 43.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-MODERNE Frock، sanction administrative élément denalyse، RCDA، N° 02، 2002، p491.‬‬
‫‪ -3‬حدري سمير‪ ،‬السمطات االدارية المستقمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ -4‬عيساوي عز الديف‪ ،‬السمطة القمعية لمييئات اإلدارية المستقمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪57‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫ب‪ -‬احترام المبادئ العامة‬

‫اعتبر المجمس الدستوري الفرنسي في ق ارره المؤرخ في ‪ 17‬جانفي ‪ 1989‬أف‬


‫العقوبات التي تسمط مف طرؼ ىيئة غير قضائية تخضع حسب المادة ‪ 08‬مف اإلعالف‬
‫العالمي لحقوؽ االنساف والمواطف لنفس الضمانات التي تحكـ تسميط العقوبات القضائية‪.‬‬
‫‪"Qu’il résulte de lorticle oj de la déclaration des droits de l’homme et du‬‬
‫‪citoyen, qu’une peine ne pent ertrl infligée qu’à la condition que soient‬‬
‫‪respectés le principe de la nécessite de peines sévère aussi que le principe du‬‬
‫‪respect de droit de la dépense ces exigences ne concernent pas sentent les‬‬
‫‪pires prononcées par les juridiction répressives mais s’étendent atout sanction‬‬
‫‪ayant le caractère de punition même sille législateur a laissé le soin de le‬‬
‫‪poncer a une autorité de netue non juri di craterelle".1‬‬

‫أما المشرع الجزائري فإنو لـ يدرج ىذه المبادئ في النص المتضمف انشاء مجمس‬
‫المنافسة الجزائري‪ ،‬لكف رغـ ذلؾ وجب عمى مجمس المنافسة ولكؿ الييئات اإلدارية‬
‫األخرى أف تحترـ ىذه المبادئ العامة‪ ،‬التي تمثؿ مجموعة مف الضمانات الموجودة في‬
‫القانوف الجزائي‪ 2،‬وعميو فإف النظاـ العقابي المتبع أماـ سمطات الضبط يخضع لنفس‬
‫المبادئ والضمانات في النظاـ الجزائي وىي‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ رجعية القانوف‪.3‬‬


‫‪ -‬قاعدة ضرورية وتناسبية العقوبات مع الواقع يقتضي مبدأ التناسب وجود تناسب بيف‬
‫الخطأ والعقوبة‪.‬‬
‫‪ -‬ضماف حصوص الدفاع‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ شرعية العقوبة ‪ :‬يقصد بمبدأ الشرعية أنو ال جريمة وال عقوبة إال بنص‪.‬‬

‫‪ -1‬بوجمميف وليد‪ ،‬سمطات الضبط االقتصادي في القانوف الجزائري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.133-132‬‬
‫‪ -2‬جراي يمينة‪ ،‬ضبط السوؽ عمى ضوء المنافسة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.107-108‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 46‬مف دستور ‪.1996‬‬

‫‪58‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫‪ -‬مبدأ شخصية العقوبة يقتضي ىذا المبدأ مسائمة الشخص المرتكب الفعمي لممخالفة‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ الجمع بيف العقوبات‪.‬‬
‫ال يعرؼ الضبط االقتصادي التقسيـ الثالثي لمجرائـ ما قد ينجر عنو معاقبة فعؿ‬
‫واحد أكثر مف مرة فيتـ الجمع بيف العقوبة اإلدارية والجزائية‪.‬‬

‫انمطهب انخبنِ‪ :‬مظبىر تقْْذ استقالنْت مجهس انمنبفست‬


‫اعترؼ المشرع الجزائري وبصفة صريحة باستقاللية مجمس المنافسة‪ ،‬إال أف ىذه‬
‫االستقاللية كثي ار ما تختفي‪ ،‬ويكفي التمعف في النص القانوني المنشئ لو ناىيؾ عف‬
‫الواقع العممي حيث تصطدـ ىذه االستقاللية خاصة باحتفاظ السمطة التنفيذية ببعض‬
‫وسائؿ التأثير ويظير ذلؾ مف الناحية العضوية (الفرع األوؿ) ومف الناحية الوظيفية‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫انفرع األًل‪ً :‬فقب انمؼْبر انؼضٌُ‬


‫تظير نسبية استقاللية مجمس المنافسة عضويا مف عدة جوانب منيا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬احتكار السمطة التنفيذية لصالحية التعيين‬

‫يقوؿ أحد الكتاب‪:‬‬


‫‪"Le principe de l’indépendance de l’autorité de la régulation signifie que‬‬
‫‪les urgences des pouvoirs politiques et le gouvernement n impriment aucune‬‬
‫‪direction dans le choix et les décisions des régulateur, la mise en aveuvé de ce‬‬
‫‪principe suppose que le processus de nomination des régulateurs repose sur le‬‬
‫‪mérite et la collégialité".‬‬

‫يتضح لنا مف خالؿ ىذا التعريؼ أف تعدد جيات تعييف أعضاء سمطات الضبط‬
‫االقتصادي يشكؿ احدى الدعامات األساسية لتجسيد استقاللية ىذه السمطات وىذا االجراء‬
‫معموؿ بو في التشريعات المقارنة‪ ،‬ويتنوع أسموب التعييف فيناؾ دوؿ تمجأ لمبرلماف وفي‬
‫أحياف أخرى مف طرؼ لجنة خاصة مما يؤدي إلى تجريد السمطة التنفيذية مف ىذه‬
‫الصالحية ىناؾ مف الدوؿ مف تخضع سمطة التعييف إلى رقابة البرلماف رغـ صدوره عف‬

‫‪59‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫السمطة التنفيذية بشرط فقط أف حالة االعتراض مبررة‪ ،‬وىناؾ مف الدوؿ تستوجب‬
‫المصادقة بموجب قانوف لتعييف رؤساء السمطات االدارية المستقمة مف طرؼ رئيس‬
‫الجميورية مثؿ إيطاليا‪ ،‬أو أف يتقاسـ صالحية التعييف بيف كؿ مف السمطة التنفيذية‬
‫والسمطة التشريعية‪ ،‬كما ىو معموؿ بو في التشريع الفرنسي‪1.‬‬

‫يالحظ فيما يخص مجمس المنافسة‪ ،‬ورغـ ثراء التشكيمة وتعدد األعضاء‪ ،‬فإف السمة‬
‫البارزة ىي تردد المشرع الجزائري وعدـ ثباتو عمى تشكيمة محددة مف حيث عدد األعضاء‬
‫وكذا الفئات المكونة لممجمس‪ ،‬فبعد ما كاف عدد أعضائو في ظؿ األمر ‪06-95‬‬
‫(الممغى) ‪ 12‬عضوا‪ ،‬تقمص في ظؿ األمر ‪ 03-03‬إلى ‪ 09‬أعضاء ثـ عاد بعد تعديؿ‬
‫األمر ‪ 03-03‬بموجب القانوف ‪ 12-08‬إلى ‪ 12‬عضوا كما تـ االستغناء تدريجيا عمى‬
‫فئة القضاة مف تركيبة المجمس‪ ،‬كميا عوامؿ تؤكد عمى عدـ وجود أي ضابط أو معيار‬
‫موضعي تحدد تركيبة المجمس‪ ،‬وما يزيد األمر تعقيدا ىو عدـ وجود أي معيار واضح‬
‫يعتمد المشرع لالنتقاء‪ ،‬وحتى الجية التي تختص باالنتقاء مف بيف الفئات المنصوص‬
‫عمييا‪ ،‬واالكتفاء بالنص عمى كممة "يختاروف" ما يعزز فرضية تبعية المجمس لمسمطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬وأف ىذه األخيرة ىي صاحبة القرار في اختيار األعضاء وانتقائيـ وىذا ما‬
‫يتنافى والشفافية التي تقتضييا مبادئ الحكـ الراشد ىذا مف جية ومف جية أخرى فإف‬
‫تعييف أعضاء سمطات الضبط المستقمة‪ ،‬باستثناء حالة المجمس األعمى لإلعالـ‪ 2‬أيف‬
‫يتقاسـ سمطة التعييف كؿ مف رئيس الجميورية ورئيس المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬اضافة‬
‫إلى انتخاب أعضاء مف بيف الصحافييف الذيف يتمتعوف ب ‪ 15‬سنة أقدمية فإف صالحية‬

‫‪ -1‬خمالية سمير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫‪ -2‬عبد ىالؿ لعويجي ‪ ،‬مجمس المنافسة الجزائري ‪ ،‬حرية المنافسة في القانوف الجزائري ‪ ،‬ممتقى وطني‪ ،‬جامعة باجي‬
‫مختار عنابة ‪ 30 ،‬يومي و‪ 39‬أفريؿ ‪2013‬‬

‫‪60‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫التعييف في سمطات الضبط في المجاؿ االقتصادي عرفت تركي از في يد سمطة واحدة وىي‬
‫رئيس الجميورية‪ ،‬وىو حاؿ تعييف أعضاء مجمس المنافسة‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 25‬مف‬
‫األمر ‪ 03-03‬المعدلة بموجب القانوف ‪ 12-08‬عمى أنو‪" :‬يعيف رئيس المجمس ونائبا‬
‫الرئيس واألعضاء اآلخروف لمجمس المنافسة‪ ،‬بموجب مرسوـ رئاسي وتنيى مياميـ‬
‫باألشكاؿ نفسيا‪."...‬‬

‫وتطبيقا لذلؾ‪ ،‬تـ تعييف كؿ أعضاء مجمس المنافسة بموجب مرسوميف رئاسييف‪1‬‬
‫يالحظ مف خالؿ ىذا النص االحتكار التاـ لسمطة التعييف في يد رئيس الجميورية‬
‫األعضاء مجمس المنافسة‪ ،‬مما يدفع لمتساؤؿ حوؿ ما إذا كاف يراد فعال االستقاللية ليذا‬
‫المجمس‪ ،‬والمؤسؼ أنو ومنذ انتخاب رئيس الجميورية الحالي في عيدتو االنتخابية‬
‫األولى‪ ،‬نالحظ تركي از لسمطة التعييف في يده في المناصب الفرعية‪ 2‬وعميو فإنو ال يفيـ‬
‫سبب اقصاء البرلماف في التجربة الجزائرية عف المشاركة في تعييف أعضاء مجمس‬
‫المنافسة أو باألحرى لماذا أقصى البرلماف نفسو عف لعب ىذا الدور‪ ،‬وقد كاف بوسعو أف‬
‫يعدؿ نصوص القوانيف المعروضة عميو أثناء المناقشة‪ ،‬ويمغى ما يراه غير مناسبا أو غير‬

‫‪ -1‬تـ انشاؤه بموجب المادة ‪ 72‬مف القانوف رقـ ‪ 07-90‬يتعمؽ باإلعالـ المؤرخ بتاريخ ‪ 03‬أفريؿ ‪ ،1990‬ج ر‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،14‬صادر في ‪ 4‬أفريؿ ‪ ،1990‬ثـ الغاء المجمس األعمى لإلعالـ بموجب مرسوـ رئاسي رقـ ‪ 252-93‬مؤرخ في‬
‫‪ 26‬أكتوبر ‪ 1993‬يتضمف حؿ المجمس األعمى لإلعالـ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،69‬صادر سنة ‪.1993‬‬
‫‪ -‬مرسوـ رئاسي مؤرخ في ‪ 15‬جانفي ‪ 2013‬يتضمف تعييف أعضاء مجمس المنافسة ج ر‪ ،‬عدد ‪ 7‬صادر ‪ 30‬جانفي‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -‬مرسوـ رئاسي مؤرخ في ‪ 15‬جانفي ‪ 2013‬يتضمف التعييف بمجمس المنافسة ج ر‪ ،‬عدد ‪ 7‬صادر ‪ 30‬جانفي‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -2‬خصوصا مع إلغاء المرسوـ الرئاسي ‪ 44-89‬وصدور المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 240-99‬المؤرخ في ‪ 27‬أكتوبر‬
‫‪ 1999‬يتعمؽ بالتعييف في الوظائؼ المدنية والعسكرية‪ ،‬ج ر‪ 76 ،‬صادر ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1999‬والذي وسع سمطة التعييف‬
‫لرئيس الجميورية لتصؿ إلى حد تعييف األمناء العامميف لبمديات مقر الواليات‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫ديمقراطيا‪ ،‬وىذا ما يجعمنا نقوؿ بكؿ أسؼ أف البرلماف يفتقد إلى االستقاللية ىو نفسو‪،‬‬
‫وىو أبعد بكثير عف كونو سمطة حقيقية تواجو وتراقب السمطة التنفيذية‪1 .‬‬

‫ثانيا‪ :‬ظروف انياء ميام أعضاء مجمس المنافسة‬

‫تنص المادة ‪ 25‬مف األمر ‪ 03-03‬المعدلة بموجب القانوف ‪ 12-08‬عمى أنو‪:‬‬


‫"‪ ...‬يتـ تجديد عيدة أعضاء مجمس المنافسة كؿ أربع سنوات في حدود نصؼ األعضاء‬
‫كؿ فئة مف الفئات المذكورة في المادة ‪ 24‬أعاله"‪.‬‬

‫يفيـ مف ىذه المادة أف مدة تعييف أعضاء مجمس المنافسة ىي أربع (‪ )4‬سنوات‬
‫قابمة لمتجديد لكنو يالحظ أنو رغـ ممارسة أعضاء مجمس المنافسة لوظائفيـ خالؿ فترة‬
‫محددة والتي تعتبر نوع مف ضمانة االستقاللية المجمس إال أنو باستقراء جميع أحكاـ‬
‫األمر ‪ 03-03‬المعدؿ والمتمـ فإف المشرع لـ يقـ بذكر األسباب أو الظروؼ التي تؤدي‬
‫تحققيا إلى انياء عيدتيـ قبؿ اتماميا كالعزؿ مثال لخطأ جسيـ أو العزؿ لظروؼ‬
‫استثنائية مما يخوؿ سمطة تقديرىا لرئيس الجميوري الذي بإمكانو التعسؼ فييا‪ ،‬وابراز‬
‫م ثاؿ عمى ذلؾ حالة السيد عبد الرحمف رستمي حاج ناصر الذي عيف محافظ لبنؾ‬
‫الجزائر لمدة ‪ 6‬سنوات بموجب مرسوـ رئاسي في ‪ 15‬أفريؿ ‪ 2،1990‬وتتـ اقالتو بنفس‬
‫الطريقة دوف اتماـ عيدتو في ‪ 21‬جويمية ‪3 .1992‬‬

‫ال يمكف في التشريع الفرنسي انياء مياـ أعضاء السمطات اإلدارية المستقمة قبؿ‬
‫اتماميـ لعيدتيـ‪ ،‬حتى إذ لـ يوجد نص قانوني يتضمف أسباب انياء تمؾ العيدة‪ ،‬حسب‬

‫‪ -1‬خروع أحمد‪ ،‬دولة القانوف في العالـ العربي بيف األسطورة والواقع‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،2008 ،‬‬
‫ص ‪.86‬‬
‫‪ -2‬مرسوـ رئاسي مؤرخ في ‪ 15‬أفريؿ ‪ 1990‬يتضمف تعييف محافظ البنؾ المركزي السيد عبد الرحماف رسيمي حاج‬
‫ناصر‪ ،‬ج ر عدد ‪ 28‬صادر في ‪ 11‬جويمية ‪.1990‬‬
‫‪ -3‬مرسوـ رئاسي مؤرخ في ‪ 20‬جويمية ‪ 1992‬ينيي مياـ محافظ البنؾ المركز الجزائري‪ ،‬السيد عبد الرحماف رسيمي‬
‫حاج ناصر‪ ،‬ج ر عدد ‪ 57‬صادر في ‪ 26‬جويمية ‪.1992‬‬

‫‪62‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫ما أقره مجمس الدولة الفرنسي في قرار صادر سنة ‪ 1998‬والمعروؼ بقرار أوردنو " ‪arrêt‬‬
‫‪ " ordinneau‬والذي جاء في محتواه بعدـ امكانية انياء مياـ أعضاء السمطات اإلدارية‬
‫المستقمة قبؿ اتماـ عيدتيـ‪ ،‬حتى واف كانوا قد بمغوا سف التقاعد القانونية‪1 .‬‬

‫انفرع انخبنِ‪ً :‬فقب نهمؼْبر انٌظْفِ‬


‫أما مف الناحية الوظيفية فنسبة استقاللية مجمس المنافسة تظير في العناصر‬
‫التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االستقالل االداري عن السمطة التنفيذية‬

‫لقد نصت المادة ‪ 23‬مف قانوف المنافسة المعدؿ والمتمـ عمى أف‪" :‬تنشأ سمطة‬
‫إدارية مستقمة تدعى في صمب النص" مجمس المنافسة "تتمتع بالشخصية القانونية‬
‫واالستقالؿ المالي‪ ،‬توضع لدى الوزير المكمؼ بالتجارة"‪.‬‬

‫قبؿ ىذا التعديؿ نصت المادة ‪ 23‬مف األمر ‪ 03-03‬عمى أنو "تنشأ لدى رئيس‬
‫الحكومة سمطة إدارية تدعى في صمب النص مجمس المنافسة" والمالحظ أنو رغـ اعتبار‬
‫صراحة أف مجمس المنافسة سمطة إدارية مستقمة بعد التعديؿ في الوقت ذاتو نصت عمى‬
‫ما يناقض ذلؾ وىذا وفقا لعبارة‪" :‬توضع لدى الوزير المكمؼ بالتجارة" مما يجعؿ الحديث‬
‫عف استقاللية اداريا أم ار يعتريو الغموض؟ ألنو وحسب ما جاء في ىذه المادة ال يمكف‬
‫اعتباره إال جيا از اداريا خاضع مباشرة لوصاية وزير التجارة‪ ،‬كغيره مف األجيزة االدارية‬
‫التابعة ليذا األخير‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أنو ال وجود لمثؿ ىذا النص في اطار األمر رقـ ‪ 06-95‬الممغى‬
‫مما يدؿ عف مدى االستقاللية التي كاف يتمتع بيا في ظؿ ىذا األمر‪.‬‬

‫‪ -1‬خمالية سمير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪63‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫ثانيا‪ :‬عدم اختصاص المجمس في وضع ميزانيتو‬

‫ال يعتبر مجمس المنافسة مستقال في إعداد ميزانيتو حيث تنص المادة ‪ 33‬المعدلة‬
‫بموجب قانوف رقـ ‪ 12-08‬عمى‪" :‬تسجيؿ ميزانية مجمس المنافسة ضمف أبواب ميزانية‬
‫و ازرة التجارة‪ ،‬وذلؾ طبقا لإلجراءات التشريعية والتنظيمية المعموؿ بيا‪ "...‬في حيف كانت‬
‫تسجؿ قبؿ التعديؿ الذي مست ىذه المادة في ظؿ أمر ‪ 03-03‬ضمف أبواب ميزانية‬
‫رئيس الحكومة‪ ،‬كما أف ميزانيتيا تخضع زيادة عمى ذلؾ لمقواعد العامة لمتسيير المطبقة‬
‫عمى ميزانية الدولة كما أقرتو الفقرة ‪ 3‬مف المادة ‪ 33‬بنصيا عمى‪:‬‬

‫"‪ ...‬تخضع ميزانية مجمس المنافسة لمقواعد العامة لمتسيير والمراقبة المطبقة عمى‬
‫ميزانية الدولة"‪.‬‬

‫إف اعتماد المجمس عمى ميزانية الدولة بشكؿ كمي ليس باألمر الذي يكرس‬
‫استقاللية فيو عامؿ تبعية‪ ،‬بؿ ىو أخطر عامؿ ألنو كما يقاؿ مف يممؾ الماؿ يممؾ‬
‫السمطة‪ ،‬فال غرابة في تحكـ الجياز التنفيذي في الجمس ألنو في النياية ىو الذي يحدد‬
‫ميزانيتو ىذا ما أدى بالبعض ومف بينيـ األستاذ زوابعية إلى اطالؽ وصؼ االفتراضية‬
‫عمى االستقاللية التي يتمتع بيا المجمس‪1 .indépendance virtuelle‬‬

‫ثالثا‪ :‬رفع التقرير السنوي إلى الييئة التشريعية وممثمي الحكومة‬

‫تنص المادة ‪ 27‬مف أمر ‪ 03-03‬عمى أف‪" :‬يرفع مجمس المنافسة تقري ار سنويا عف‬
‫نشاطو إلى الييئة التشريعية والى رئيس الحكومة والى الوزير المكمؼ بالتجارة‪."...‬‬

‫فعندما كاف يكتفي في اطار أمر ‪ 06-95‬الممغى برفعو إلى رئيس الجميورية‬
‫والييئة التشريعية فقط‪.‬‬

‫‪ -1‬خمالية سمير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪64‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫وىذا ما يعتبر مظي ار مف مظاىر تقييد حرية المجمس في القياـ بنشاطو بكؿ‬
‫استقاللية‪ :‬نتيجة الرقابة التي تمارسيا الحكومة عمى النشاطات السنوية لممجمس‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬امكانية الحكومة الترخيص بالتجميع‬

‫يمكف لمحكومة أف تحؿ محؿ مجمس المنافسة في اتخاذ القرار المتعمؽ بالتجميعات‪،‬‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 21‬مف قانوف المنافسة المعدؿ بالتجميع الذي كاف محؿ رفض مف‬
‫مجمس المنافسة بناء عمى تقرير الوزير المكمؼ بالتجارة والوزير المعني بالقطاع محؿ‬
‫التجميع‪.‬‬

‫وعميو فاألمر ال يخص فقط الحموؿ محؿ مجمس المنافسة في اتخاذ ق ارراتو لكف‬
‫األمر يتعمؽ بمخالفة الق اررات التي اتخذىا‪ ،‬وىذا مساس واضح باستقاللية مجمس المنافسة‬
‫في حيف كاف مجمس المنافسة يستقؿ بترخيص أو رفض التجميع في إطار أمر ‪06/95‬‬
‫الممغى وىذا ما يتنافى مع استقاللية المجمس التي تقضي عدـ قابمية ق ارراتو إلعادة النظر‬
‫فييا مف طرؼ السمطة التنفيذية‪ 1‬واألمر عمى خالفو بالنسبة لمجمس المنافسة الفرنسي‬
‫حاليا ‪ 2Autorité de concurrence‬فبعدما كاف ىذا األخير ال يتدخؿ لترخيص أو‬
‫رفض عمميات التجميع إال مف خالؿ ابداء رايو االستشاري دوف أف يتعداه إلى سمطة‬
‫اتخاذ القرار الذي كاف بيد وزير االقتصاد أصبح المجمس بموجب قانوف عصرنة االقتصاد‬
‫يستأثر بميمة الترخيص أو رفض عمميات التجميع‪3 .‬‬

‫‪ -1‬جالؿ مسعد محتوت‪ ،‬مدى استقاللية وحياء مجمس المنافسة‪ ،‬المجمة النقدية لمقانوف والعموـ السياسية‪ ،‬كمية الحقوؽ‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬العدد ‪ ،2009 ،1‬ص ‪.251‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Voir : la loi de modernisation de lecocmie N° 2008-766، op cit‬‬
‫‪ -3‬فروع أحمد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪65‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫انمبحج انخبنِ ‪:‬ػذو تمتغ مجهس انمنبفست ببختصبص مبنغ فِ مجبل انمنبفست‬
‫مف بيف اىداؼ المجمس ومراقبو المنافسة والتصدي لألعماؿ المنافية ليا‬
‫بحجو انو شخصيو معنويو يتمتع باستقالؿ المالي و فيما يمي سنتطرؽ الى االليات التي‬
‫يحركيا مجمس المنافسة وىي صالحيات و ازره التجارة في مجاؿ المنافسة في المطمب‬
‫الثاني نوضح صالحيات المحولة لمقضاء في مجاؿ المنافسة اما المطمب الثالث سنبيف‬
‫دور سمطات الضبط في مجاؿ المنافسة‪.‬‬

‫انمطهب االًل ‪:‬اختصبصبث بؼض األجيسة فِ مجبل انمنبفست‬


‫تممؾ و ازره التجارة عده صالحيات في مجاؿ المنافسة تكوف االولى عمى‬
‫مستوى المركزي لدى الو ازرة في حد ذاتيا اما الثانية تكوف عمى المستوى الجيوي او‬
‫االقميمي مف خالؿ مديريات والمفتشات التابعة ليا‪.‬‬

‫انفرع اًل‪ :‬اختصبصبث ًزاره انتجبرة ػهَ انمستٌٍ انمركسُ ً انجيٌُ‬


‫اوال‪ :‬عمى المستوى المركزي تبرز سمطو و ازره التجارة في مجاؿ المنافسة في‬
‫مصالحيا المركزية التي تضـ كؿ مف مديريو المنافسة والمفتشية المركزية لمتحقيقات‬
‫االقتصادية وقمع الغش وىو ما سنتطرؽ اليو بالتفصيؿ‪.‬‬

‫‪-1‬مديريو المنافسة‬

‫انشات ىذه المديرية بموجب مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ 94 208‬المؤرخ ‪ 2016‬ستو‬


‫اربعو ‪ 11994‬وتقوـ بدور الشرطة القضائية تعمؿ عمى قمع االعماؿ المخمة بمبدأ‬
‫المنافسة الحرة وقد جاء في نص المادة ‪ 78‬مف االمر ‪ 95 06‬الممغى عالوة عمى اعواف‬
‫و ضباط الشرطة القضائية‪....2‬‬

‫‪ -1‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ 208-94‬المؤرخ في ‪ 1994/06/06‬يتضمف تنظيـ االدارة المركزية لو ازرة التجارة ‪ ،‬ج ‪،‬ر ‪،‬‬
‫الجزائر عدد ‪،47‬الصادر في ‪1994/06/20‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ ،78‬مف األمر رقـ ‪ 06-95‬الممغى ‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫يؤىؿ لمقياـ بالتحقيقات االقتصادية المتعمقة بتطبيؽ ىذا االمر مف معاينو مخالفات‬
‫االحكاـ الموظفوف االتي ذكرىـ بالتحقيقات االقتصادية والمنافسة واالسعار والجودة وقمع‬
‫الغش وتقوـ مديريو المنافسة بعده مياـ نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ -‬ىذه المديرية بصالحيات واسعو في القياـ بالتحقيقات ومعاينو المخالفات‬


‫واالطالع عمى الوثائؽ والمستندات اإلدارية والتجارية والمالية والمحاسبة‪.‬‬

‫‪ -‬الدخوؿ الى المخازف و محالت التجارية والمكاتب والممحقات واماكف‬


‫الشحف او التخزيف‪.‬‬

‫‪ -‬فتح الطرود او اي أي متاع بحضور المرسؿ والمرسؿ اليو او الناقؿ طبقا‬


‫لمقانوف ‪.02-04‬‬

‫‪ -‬وقد منع القانوف كؿ مف يعارض او يعرقؿ مياـ الموظفوف المختاروف لتمؾ‬


‫الميمة وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 53‬مف القانوف ‪1.02-04‬‬

‫وبعد االنتياء مف التحقيقات يقوـ االعواف المكمفوف بالمعاينة وتثبيت ىذه المخالفات‬
‫في محضر في ظرؼ ‪ 08‬اياـ مف التاريخ نياية التحقيؽ ويتـ اعالـ المرتكب لممخالفة‬
‫بالحضور اثناء تحرير المحضر ثـ بعد تمؾ ترسؿ المحاضر لممدير الوالئي لمتجارة‬
‫لمتابعتيا ‪ ،‬واذا لـ يثبت ارتكاب المخالفة فاف مدير التجارة يحفظ المحضر فقط اما اذا‬
‫ثبت ارتكاب المخالفة فاف لمدير التجارة يقترح غرامو ماليو قدرىا مميوف دينار اذا كانت‬
‫المخالفة ال تتجاوز ‪ 03‬مالييف دينار لكف اذا فاقت المخالفة المبمغ ‪ 3,000,000‬دينار‬
‫فإنيا ترسؿ الى وكيؿ الجميورية لممتابعة القضائية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المواد مف ‪79‬الى ‪ 81‬مف األمر ‪ 06-95‬الممغى عمى سمطات أعواف مديرية المنافسة عمى عكس األمر ‪-03‬‬
‫‪ 03‬الذي اكتفى فيو المشرع بتعدد سمطات في مجاز التحقيؽ في الممارسات المقيدة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫ثانيا‪ :‬عمى المستوى الجيوي‬

‫تكوف اما عف طريؽ المديريات الوالئية لممنافسة واالسعار عف طريؽ‬


‫المتفشيات الجيوية لتحقيقات االقتصادية وقمع الغش‪.‬‬

‫‪ -1‬المديريات الوالئية لممنافسة واالسعار‪.‬‬

‫انشئت بموجب المرسومة رقـ‪ 91 - 91‬نذكر بعض مياميا‪:‬‬

‫‪ -‬االشراؼ عمى تطبيؽ جميع النصوص ذات طابعو التشريعي والتنظيـ المتعمؽ‬
‫باألسعار ‪ -‬المنافسة والنوعية والتنظيـ التجارة‪.‬‬

‫‪ -‬السير عمى احتراـ القواعد المتعمقة بالمنافسة‪.‬‬

‫‪ -‬المنافسة وترفيو في ميداف االنتاج والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -‬تقديـ اقتراحات بشاف مالئمو التنظيـ وتصحيحاتو في ميداف المنافسة‪.‬‬

‫‪-2‬المفتشيات الجيوية لتحقيقات االقتصادية بقمع الغش‬

‫انشئت بموجب نفس المرسوـ الذي اوجدت المديريات الوالئية لمنافسو واالسعار وتـ‬
‫انشاء ‪ 07‬مفتشيات جيويو عمى المستوى القطر الوطني وتتمثؿ مياميا في ما يمي‪:‬‬

‫تنشيط اعماؿ مديريات الوالئية لمنافسو واالسعار التابعة لإلقميميات وتوجييات‬


‫ومراقبتيا وتنظيـ انجاز تحقيقات اقتصاديو بشاف المنافسة واالسعار والنوعية وامف‬
‫المنتوجات ومتابعتيا‪.‬‬

‫تنجز مياـ خاصو لمراقبو مخالفات التشريع والتنظيـ في مجاؿ المنافسة‬


‫واالسعار والنوعية وامف المنتوجات ومتابعتيا تقوـ بتحقيؽ اقتصاديو عميقو تتطمب فرؽ‬
‫متعدد لالختصاصات‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫‪-3‬المفتشية المركزية لمتحقيقات االقتصادية وقمع الغش‬

‫تـ انشاءىا بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ تسعو‪1 210-94‬ميمتيا‪:‬‬

‫‪ -‬مرقبو احتراـ المصالح الخارجية المكمفة بالمنافسة واالسعار والجودة‬


‫والتحقيقات االقتصادية وقمع الغش لقواعد واجراءات الرقابة وتحقيؽ كما ىي‬
‫محدده في القوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا‪.‬‬
‫‪ -‬توجيو اعماؿ الرقابة والتحقيقات االقتصادية في المصالح الخارجية‬
‫وتنسيقيا وتقوـ نتائجيا وقدراتيا دوريا العممية والتقنية التي تحمؿ وتراقب الجودة‬
‫امف المنتوجات‪.‬‬
‫‪ -‬مساعده موظفي اداره المنافسة واالسعار والجودة وقمع الغش تقوـ‬
‫المصالح المكمفة بالتحقيقات االقتصادية حيث يتولى اعداد تقرير او محضر مرفقا‬
‫بجميع الوثائؽ التي يشمميا ممؼ القضية وبعدىا يتـ ارساليا في ستو نسخ الى‬
‫المفتشية المركزية لمتحقيقات االقتصادية وقمع الغش رسالو اإلحالة والتي تتضمف‬
‫عرض موجز لموقائع التي يتـ اثباتيا واالشكاالت القانونية المطروحة وفؽ االحكاـ‬
‫االمر المتعمقة بالتحقيؽ االقتصادي ‪,‬ثـ بعد ذلؾ تقوـ فتشيو المركزية باإلحالة‬
‫الممؼ الى مديريو المنافسة لدى و ازره التجارة التي تقوـ بإجراء دراسة لممؼ بعد‬
‫ذلؾ تتولى تحضير االخطار الوزاري لممجمس المنافسة‪.‬‬

‫انفرع انخبنِ‪ :‬اختصبصبث انمخٌنت نهقضبء فِ مجبل انمنبفست‬


‫ال يعد التخويف مجمس المنافسات سمطو اصدار االوامر وتوقيع الجزاءات المالية‬
‫قص ار الختصاصا عميو بالنظر في دعاوي الممارسة المقيدة لممنافسة بؿ تـ تزويد الييئات‬
‫القضائية بصالحيات في ماده المنازعات المتعمقة التي تعتبر ممارسات مقيده لممنافسة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ 210- 94‬المؤرخ في ‪ ، 1994-06-16‬يتضمف انشاء مفتشية مركزية لمتحقيقات‬
‫االقتصادية و قمع الغش في و ازرة التجارة و تحديد اختصاصيا ج‪-‬ر‪ ،‬الجزائر عدد ‪ 47‬الصادر في ‪.1994-06-20‬‬

‫‪69‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫الفرع االوؿ في اإلضافة الى الرقابة عمى ق اررات مجمس المنافسة وىذا بالنظر الختصاص‬
‫العاـ لمقضاء الفرع الثاني‪.‬توقيع العقوبات في مجاؿ المنافسة‪.‬تختص ىيئات القضائية‬
‫بتوقيع الجزاء في مجاؿ المنافسة الالتيمو ابطاؿ الممارسات المقيدة لممنافسة اوال وكذا‬
‫التعويض عف ضرر الناتجة عنيا ثانيا‪.‬‬

‫اوال‪ :‬ابطال الممارسات المقيدة لممنافسة‬

‫يتضمف ابطاؿ الممارسات المقيدة لممنافسة كؿ االتفاقيات والشروط العقدية‬


‫المكونة لمممارسة المحظورة ‪,‬حيث تنص المادة ‪ 13‬مف االمر رقـ ‪ 03- 03‬عمى انو‬
‫دوف االخالؿ بأحكاـ المادتيف ثمانية و تسعو مف ىذا االمر يبطؿ كؿ االلتزاـ او اتفاقيو‬
‫او شرط عقدي يتعمؽ بإحدى الممارسات المحظورة بموجب المواد”‪6 7 10 11 12‬‬

‫يعد البطالف مطمقا باعتبار قواعد المنافسة مف قواعد النظاـ العاـ لمتوجيو‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫يمكف اف يتعمؽ البطالف باتفاؽ بكاممو او بشرط محدد فيو وفي ىذه الحالة‬
‫األخيرة بالقاضي يبحث في مكاف البند المتنازع فيو ال يمثؿ شرطا جوىريا‬

‫‪ -1‬االشخاص المخول ليم رفع دعوة البطالن‪ :‬سواء كاف شخصا طبيعيا او‬
‫معنويا‪ :‬لممادة ‪ 48‬مف االمر ‪ 03- 03‬فانو يحؽ لكؿ مصمحو ولـ يكف في طرفا في‬
‫االتفاؽ او االلتزاـ او الشرطة التعسفي اف يمجا الى القضاء اذ بإمكاف كؿ مف مجمس‬
‫المنافسة والوزير المكمؼ بالتجارة اف يؤمر بإفطار كؿ االلتزاـ او شرط مسبب لمممارسات‬
‫المقيدة لممنافسة ما داـ اف ليما مصمحو في ذلؾ وىي الحفاظ عمى النظاـ العاـ‬
‫االقتصادي ‪,‬وقد نصت المادة ‪ 102‬مف القانوف المدني عمى نفس المعنى بقوليا اذا كاف‬

‫‪70‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫العقد باطال بطالنا مطمقا جزى لكؿ اي مصمحو اف يتمسؾ بيذا البطالف ولمحكمة اف‬
‫تقتضي بو مف تمقاء نفسيا وال يزوؿ البطالف باإلجازة‪.1‬‬

‫‪-2‬اطراف االتفاق او االلتزام او الشرط التعاقدي المنافي لممنافسة‬

‫يستطيع اي طرؼ في االلتزاـ او في االتفاقية او في الشرطة تعاقد المطالبة بأبطاؿ‬


‫ما التزـ بو والجية القضائية المختصة بدعوه البمطاف لـ يرد تحديدىا في المادة ‪ 13‬مف‬
‫االمر ‪ 03 03‬غير انو طبقا لقواعد العامة او التجارية بحزب طبيعة االطراؼ‪.‬‬

‫‪-3‬اثار البطالن‬

‫تمتد اثار البطالف الى كؿ االتفاقيات او عمى شرط معيف فيو وعندما تكوف الدعوة‬
‫البطالف مرتبطة بشرط او اكثر مف العقد المكوف لمممارسات المحظورة فاف ىذا الحكـ ال‬
‫يمس اال ىذا الشرط او الشروط ويبقى العقد قائما ويكوف االبطاؿ اثر الرجعي وكانو لـ‬
‫يكف‪.2‬‬

‫أ‪-‬تقادم دعوى البطال ن‬

‫المادة‪ 44‬مف االمر ‪ 03 03‬عمى انو ”عائمو مجمس المنافسة الدعاوي التي تجاوزت‬
‫مدتيا ثالث سنوات اذا لـ يحدث اي بحث او معاينو او عقوبة“في حيف تونس المادة‬
‫‪102‬مف التقميؿ المدني عمى انو ‪” 15‬سنو مف وقت ابراـ العقد“وبالتالي فاف التقادـ‬
‫الدعاوي اماـ مجمس المنافسة ال يخمو بحؽ متضرر بأبطاؿ االتفاؽ او الشرط التعاقدي‬
‫المكوف الممارسة المقيدة لممنافسة لمده ‪ 15‬سنو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أمر رقـ ‪ 58-75‬مؤرخ في ‪26‬سبتمبر ‪ 1975‬يتضمف ؽ‪-‬ـ الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 78‬صادر في ‪،1975‬‬
‫المعدؿ و المتمـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد الشريؼ كتو ‪،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص ‪59‬‬

‫‪71‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫‪-4‬التعويض عن االضرار الناتجة عن الممارسات المحظورة‬

‫يحؽ لكؿ شخص اعتبر نفسو متضر ار مف ممارسو مقيده رفع دعوى تعويض اماـ‬
‫الييئة القضائية المختصة عف الضرر الناتج في احدى الممارسات المحظورة وىذا طبقا‬
‫لممادة ‪ 48‬مف االمر ‪ 03 03‬حيث تنص ”يمكف كؿ شخص طبيعي او معنويو يعتبر‬
‫نفسو متضر ار مف ممارسو مقيده لممنافسة وفؽ مفيوـ احكاـ ىذا االمر اف يرفع دعوى‬
‫اماـ الجية القضائية المختصة طبقا لتشريع المعموؿ بو“‬

‫االشخاص المخولو رفع دعوه التعويض وىي االشخاص نفسيا المخوؿ ليا رفع‬
‫الدعوى البطالف وتتمثؿ فيو‪:‬‬

‫‪ -‬احد اطراؼ الممارسات المقيدة لممنافسة‪ ,‬مبدئيا ال يمكف ليؤالء المطالبة‬


‫بالتعويض فكيؼ يمكف لمشخص كاف كاف احد الطرؼ االتفاؽ لممنافسة االعتراؼ‬
‫لو بالحؽ في الحصوؿ عمى التعويض‪.‬‬
‫‪ -‬احد االطراؼ عمى عمـ او ساىـ في مخالفو القانوف فرتكابو االفعاؿ‬
‫المنافية لممنافسة فاف ذلؾ الفعؿ يعتبر غير مشروع ويحرـ صاحبو مف التعويض‬
‫ولتفادي مثؿ ىذا الطرح تذىب بعض تشريعات الى التقاضي في ىذا االصؿ‬
‫تاركو مسالة الحكـ بالتعويض لسمطو التقديرية لمقاضي‪.1‬‬
‫أ‪-‬المتضرر من الممارسات المقيدة لممنافسة‬

‫لكؿ شخص كاف ضحيو اتفاؽ او تعسؼ في الييمنة او غيرىا مف الممارسات‬


‫المنافية لممنافسة اف يطمب اصالح الضرر الالحؽ بو وقد يكوف طمب الحصوؿ عمى‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أيت مولود سامية ‪ ،‬خصوصية الجريمة االقتصادية في ضوء قانوف المنافسة و الممارسات التجارية ‪ ،‬مذكرة لنيؿ‬
‫شيادة الماجيستير في القانوف فرع قانوف االعماؿ ‪،‬كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو ‪، 2006‬ص ‪.197‬‬

‫‪72‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫التعويض في مقابؿ االضرار التي لحقو مف جراء ىذا العقد او يتعمؽ الطمب بمنع‬
‫االستمرار في ىذه الممارسات‪.1‬‬

‫ب‪-‬جمعيو حمايو المستيمك‬

‫طبقا لممادة ‪ 48‬مف االمر ‪ 03/03‬يحؽ لمجمعيات حمايو المستيمكيف معتمده‬


‫المطالبة بتعويض عف االضرار الالحقة بمصالحيا وىذا حفاظا عمى حقوؽ المستيمؾ‬

‫ت‪-‬الجية القضائية المختصة بدعوى التعويض‬

‫طبقا لمقواعد العامة يعد الفصؿ في الدعاوي التعويض مف اكثر االختصاص عند‬
‫القاضي المدني االمر ذاتو ينطبؽ في مجاؿ المنافسة بشاف القضايا المتعمقة بالتعويض‬
‫عف قرار الناتج عف احدى الممارسات المقيدة لممنافسة‪.‬‬

‫انفرع انخبنج‪ :‬انرقببت ػهَ قراراث مجهس انمنبفست‬


‫ال يقتصر تدخؿ الييئات القضائية في مجاؿ المنافسة عمى توقيع الج ازء فحسب‬
‫وانما ليذه األخيرة صالحيات اخرى تتمثؿ في النظر في الطعوف ضد ق اررات مجمس‬
‫المنافسة وقؼ تنفيذ ق اررات مجمس المنافسة المتعمقة بإجراءات مؤقتو ‪.‬وذلؾ بموجب المواد‬
‫‪464‬و ‪ 48 464‬مف التقنيف التجاري‪.‬‬

‫اضافو الى ذلؾ فاف ق اررات مجمس المنافسة تثير اشكاالت عديده لمقاضي‬
‫المختصر مف حيث اذا كاف ليذا االخير سمطو اعاده النظر في القضية مف بدايتيا مف‬
‫اخطار في حاؿ معاينو عيب في االجراءات اـ ال‪.‬‬

‫كما نشير اخي ار الى اف كؿ الق اررات القضائية الصادرة بشاف الق اررات مجمس‬
‫المنافسة يمكف اف تكوف محؿ طعف اماـ المحكمة العميا االستعجاؿ اماـ رئيس مجمس‬
‫قضاء الجزائر لوقؼ تنفيذ ق اررات مجمس المنافسة المتعمقة باإلجراءات المؤقتة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Blaise/ jean- bernard ،droit des affaires op، cit p446‬‬

‫‪73‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫تنص المادة ‪ 63‬فقره اثنيف مف االمر ‪ 03- 03‬معدلو بموجب القانوف ‪12-08‬‬
‫عمى انو ‪:1‬ال يترتب عمى الطعف لدى مجمس قضاء الجزائر اثروا بموجب اثر موقؼ‬
‫لق اررات مجمس المنافسة غير انو يمكف لرئيس مجمس قضاء الجزائر في اجمو يتجاوز ‪15‬‬
‫يوما اف يوقؼ تنفيذ التدابير المنصوص عمييا في المادتيف ‪ 45 46‬اعالىا الصادرة عف‬
‫مجمس المنافسة عندما تقتضي ذلؾ الظروؼ او الوقائع الخطيرة‪.‬‬

‫اوال‪ :‬النظر في الطعون من قبل القاضي التجاري لمجمس قضاء الجزائر‬

‫تنص المادة ‪ 63‬فقره واحده مف االمر ‪ 0 3 -0 3‬معدلو بموجب القانوف ‪08- 12‬‬
‫عمى انو تكوف ق اررات مجمس المنافسة قابمو لمطعف اماـ مجمس قضاء الجزائر الذي‬
‫يفصؿ في المواد التجارية مف االطراؼ المعنية او مف الوزير المكمؼ بالتجارة ال يتجاوز‬
‫شي ار واحدا ابتداء مف تاريخ استالـ القرار‪.‬‬

‫يرفع الطعف في االجراءات المؤقتة المنصوص عمييا في المادة ‪ 46‬اعاله في‬


‫االجؿ ‪ 20‬يوما‪.‬‬

‫اف اسناد اختصاص الفصؿ في الطعوف المرفوعة ضد قارارات مجمس المنافسة‬


‫لمقضاء العادي يشير الدستورية االمر ‪ 03 03‬معدؿ قانوف عادي رقـ ‪ 03 12‬المؤرخ‬
‫في ‪ 25‬اكتوبر ‪ 2003‬مف حيث عدـ تعارضو مع احكاـ الدستور فيما يخص احالو‬
‫الطعاـ في ق اررات مجمس المنافسة الى ىيئو قضائية عاديو والتي مف المفروض اف تكوف‬
‫مف اختصاص مجمس الدولة بموجب القانوف العضوي رقـ ‪2 01-98‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بزعيش بوبكر ‪،‬خصوصية اجراءات الطعف في الق اررات الصادرة عف السمطات االدارية المستقمة ‪ ،‬ممتقى بجاية‬
‫حوؿ السمطات االدارية المستقمة في المجاؿ االقتصادي و المالي ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ص ‪14‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬قانوف عضوي رقـ ‪01-98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬يتعمؽ باالختصاصات مجمس الدولة و التنظيمية ج ر‬
‫‪،‬عدد ‪، 37‬صادر في جواف ‪.1998‬‬

‫‪74‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫وذلؾ اف تعديؿ مضموف قانوف عضوي بقانوف عادي يعتبر مخالفو صريحو لمبدا‬
‫تدرج القوانيف كما يظير باستقراء المادة المذكورة اعاله غموض في ماؿ ق اررات مجمس‬
‫المنافسة فيؿ ىي قابمو لإللغاء او التعديؿ الغاء او تعديؿ اي قرار صادر عف مجمس‬
‫قررات مجمس المنافسة موقؼ‬
‫المنافسة مف طرؼ محكمو باريس مبدئيا الطعف ضد ا‬
‫لمتنفيذ غير انو استثناءات في حاالت معينو نصت عمييا يمكف لرئيس مجمس القضاء‬
‫الجزائري الذي يقوـ بدور قاضي استعجاؿ في اجؿ ال يتجاوز ‪ 15‬يوما وقتا في الق اررات‬
‫مجمس المنافسة المتعمقة بالتدابير او االجراءات المؤقتة لوضع حؿ لمممارسات المقيدة‬
‫لممنافسة‪.‬‬

‫اف المشرع الجزائري في نص المادة المذكورة اعاله لـ يعرؼ العجمة في حد ذاتيا‬


‫انما اقتصر عمى ذكر الحالوة ذلؾ عند استخدامو لعباره الظروؼ والوقائع الخاطرة ولكف‬
‫المشكؿ ما ىو اساس التفرقة بيف ما يعد خط ار حقيقيا وما يعد خط ار غير حقيقي واذا‬
‫كانت سمطو القاضي التقديرية في ىذا الشأف الى انيا تتـ وفؽ الشروط وقؼ تنفيذ القرار‬
‫االداري التي نستنتجيا مف االجتيادات القضائية المحكمة العميا مف خالؿ ق ارريف ليا‬
‫فقدت باف القاضي ال ينطبؽ بوقؼ تنفيذ قرار اداري اال اذا كاف القضاء االداري المرفوع‬
‫في الموضوع حظوظ استجابة اليو واذا كاف مف شاف ىذا القرار غير قابمو لإلصالح‬
‫ويشترط اف يكوف ماسا بالنظاـ اليدوء العاـ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬النظر في الطعون من طرف القاضي االداري‬

‫منح المشرع صراحو اختصاص النظر في الطعـ ضد ق اررات مجمس المنافسة‬


‫المتعمقة برفض التجميع اماـ مجمس الدولة حيث تنص المادة ‪ 19‬فقرة ‪ 03‬مف‬
‫االمر ‪03/03‬عمى انو ”يمكف الطرؼ في قرار رفض التجميع اماـ مجمس الدولة“عمى‬
‫خالؼ الق اررات االخرى الصادرة عف مجمس المنافسة التي تكوف حالو تكوف حمؿ الطعف‬
‫اماـ الغرفة التجارية لمجمس قضاء الجزائر يعود سبب اسناد الى مسايره وتقميد المشرع‬

‫‪75‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫الجزائري لما توصؿ اليو نظيره الفرنسي في مجاؿ الطعف في القرار التجميؿ دوف االخذ‬
‫في الحسباف و ازريو التي كانت تكتسبيا سابقا‪.‬‬

‫اضافو الى ذلؾ تـ تحويؿ القاضي االداري اختصاصات اخرى في مجاؿ المنافسة‬
‫عندما تكوف الدولة الوالية او البمدية او احدى المؤسسات العمومية ذات الصبغو اإلدارية‬
‫طرفا فييا طبقا لممادة ‪ 800‬مف قانوف االجراءات المدنية واإلدارية ‪.‬حيث تخص المحاكـ‬
‫اإلدارية بالفصؿ في طمبات ابطاؿ العقود اإلدارية المبرمة والتي تكوف احد اطرافيا الييئة‬
‫المذكورة سابقا وذلؾ عندما تشكؿ فرقا لقواعد القانوف المنافسة‪.1‬‬

‫انمطهب انخبنِ‪ :‬دًر سهطبث انضبط فِ مجبل انمنبفست‬


‫اف ميمو ضبط السوؽ وتنظيـ المنافسة داخمو تستوجب تدخؿ المشاريع لتفعيؿ‬
‫السمطة الضبطية لمجمس المنافسة لمقياـ بيذه الميمة عمى اتـ وجو‪.‬اذ انو توجد تواجو‬
‫مجمس المنافسة اثناء تأدية ميامو الضبطية في الواقع العممي العديد مف االشكاالت قد‬
‫تحوؿ بينو وبيف قيمو بميامو بفعالية موت الصعوبات التي تعرؽ المجمس المنافسة مف‬
‫القياـ بدوره في ضبط السوؽ في كونو ليس صاحب االختصاص الحصري في مجاؿ‬
‫ضبط السوؽ‪.‬‬

‫انفرع االًل‪ :‬مظبىر ًاحبر انتذخم االختصبص‬


‫منح المشرع بعض ىيئو الضبط القطاعية مجموعو مف صالحيات تخوؿ ليا‬
‫ضبط القطاعات المعنية داخؿ السوؽ يظير التداخؿ في اختصاص بيف مجمس‬
‫المنافسة‪ 2‬والسمطات الضبط القطاعية جميا اثناء تأدية دوره ما في ضبط الممارسات‬
‫المقيدة لممنافسة وكذا التجميعيات االقتصادية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- BOUTARD – LABRAD Marie Chantal، CANIVET Guy Droit Français de la‬‬
‫‪concurrence، LGDJ، Paris 1994، p 173.‬‬
‫‪ -2‬سمير خمايمية ‪ ،‬المرجع السابؽ ص ‪.117‬‬

‫‪76‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫اوال‪ :‬قمع االتفاقات المحظورة والتعسف في وضعيو الييمنة‬

‫تتدخؿ بعض السمطات في ضبط السوؽ مف خالؿ حظر الممارسات المقيدة‬


‫لممنافسة في بعض المجاالت نذكر منيا قطاع البريد والمواصالت قطاع التاميف قطاع‬
‫الكيرباء والغاز‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬سمطو الضبط البريد والمواصالت السمكية والالسمكية‬

‫انشئت ىذه السمطة بموجب المادة ‪ 10‬مف القانوف في ‪ 03‬وحدات وحددت المادة‬
‫‪13‬مف نفس القانوف صالحياتيا حيث تنص في فقرتيا الثانية عمى ”السير عمى وجود‬
‫منافسو فعميو ومشروعو في سوؽ البريد والمواصالت السمكية والالسمكية باتخاذ التدابير‬
‫الضرورية لترقيو واستعاده المنافسة في ىاتيف الساقيف‪“.‬‬

‫‪27‬مف القانوف المذكور سابقا عمى انو ال يمكف لمتعامؿ او مصفي الخدمات اف‬
‫يقدـ الى نشاطات اخرى اعانو ماليو مأخوذة مف نشاط يكوف فيو ىذا المتعامؿ او موفر‬
‫الخدمات في وضعيو الييمنة‪.‬‬

‫ال شؾ فيو اف ىذا النص اعطى ليذه السمطة صراحو ميمو الكشؼ عف‬
‫وجود وضعيو ىيمنو وفي ىذه الحالة التساؤؿ لمف تعود الصالحية في تكييؼ ايو ممارسو‬
‫عمى انيا وضعيو ىيمانو عمى السوؽ ىؿ يؤوؿ االختصاص السمطة البريد والمواصالت‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬لجنو االشراف عمى التأمينات‬

‫اف التاميف واف كاف مف الموضوعات التقميدية التي ترمي لإليجاد نوع مف‬
‫التعاوف بيف افراد المجتمع الى انو في تطور مستمر في قواعد والياتو واماـ حيوية ىذا‬
‫النشاط وخطورتو خاصو بعد فتح المجاؿ اماـ الخواص ظيرت التدخؿ المشرع لتنظيمو‪.‬‬

‫لذلؾ ظيرت لجنو االشراؼ عمى التأمينات بموجب المادة ‪ 26‬مف القانوف‪04 / 06‬‬
‫المعدلة لممادة ‪ 209‬مف االمر‪، 09/95‬والتي تنص عمى انو ”تنشا لجنو االشراؼ عمى‬

‫‪77‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫التأمينات التي تتصرؼ كإدارة رقبيو بواسطو الييكؿ المكمؼ بتأمينات لدى و ازره المالية‬
‫تمارس رقابو الدولة عمى نشاط التاميف واعاده التاميف مف طرؼ لجنو االشراؼ عمى‬
‫التأمينات‪" ....‬‬

‫وبالرجوع الى نص المادة ‪ 228‬مف نفس االمر تنص عمى انو عندما تقوـ شركو‬
‫التاميف باتفاقو التعريفات او الشروط العامة او الخاصة لمعقود او التنظيـ الميني او‬
‫المنافسة او التسيير المالي تتعيف عمى موقعيا ىذا االتفاؽ تبميغو مسبقا الى اداره الرقابة‬
‫قبؿ وضعو حيز التنفيذ تحت طائره البطالف وبالتالي فاف النص عمى التزاـ شركات‬
‫التاميف تبميغ اتفاؽ المراد ابرامو والذي يتعمؽ بالمنافسة الى لجنو االشراؼ عمى التأمينات‬
‫قبؿ دخولو حيز التنفيذ واال اعتبر باطال يسمح لمجنو بمراقبو مدى مشروعيو االتفاؽ‬
‫المعيف وعدـ اعتباره ممارسو مقيده لممنافسة وىذه الميمة مف المفروض اف مجمس‬
‫المنافسة ىو مف يقوـ بيا‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬لجنو ضبط الكيرباء والغاز‬

‫تـ استخداـ لجنو ضبط الكيربائي والغاز بموجب المادة ‪ 111‬مف القانوف ‪02 01‬‬
‫وباستقراء نص المادة ‪ 113‬مف ذات القانوف نجدىا تنص عمى انو تقوـ المجنة بميمو‬
‫السير عمى السير التنافسي والشفاؼ لمسوؽ الكيربائي والسوؽ الوطني لمغاز لفائدة‬
‫المستيمكيف ولفائدة المستيمكيف المتعامميف وبالتالي يتضح اف ليذه المجنة صالحيو ضماف‬
‫السير التنافسي والشفاؼ لسوؽ الكيربائي والغاز اضافو الى ذلؾ تنص المادة ‪ 115‬اثنيف‬
‫مف نفس القانوف عمى التأكد مف عدـ وجود وضعيو ىيمنو يمارسيا متدخموف اخروف عمى‬
‫تسيير مسير المنظومة ومسير السوؽ‪.‬‬

‫لقد اعطاىا المشرع صالحيو تقدير وضعيو الييمنة وذلؾ عف طريؽ التأكد مف‬
‫وجود وضعيو الييمنة داخؿ السوؽ مف عدمي وىذا التقدير يعد مف صمب اختصاص‬
‫مجمس المنافسة في مجاؿ الحظر مثؿ ىذه الممارسات‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫مراقبو التجميعيات االقتصادية مف خالؿ استقراء نص المادة ‪ 19‬واحد مف القانوف‬


‫المنافسة السابؽ ذكرىا والتي تنص عمى انو يمكف مجمس المنافسة اف يرفض بالتجميع او‬
‫يرفضو بمقرر بعد اخذ راي الوزير المكمؼ بالتجارة والوزير المكمؼ بالقطاع المعني‬
‫بالتجميع‬

‫يتضح اف لمجمس المنافسة احدث صالحيو الترخيص بتجميع ميما كاف القطاع‬
‫المعنى بيذه العممية وىذا كقاعدة عامو الى اف المشرع باستثناء ليذه القاعدة اعطى بعض‬
‫الييئات نفس صالحيو وىذه الييئات ىي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬لجنو االشراف عمى التأمينات‬

‫خوؿ المشاريع ليذه المجنة صالحيو ممارسو الرقابة القبمية عمى عمميات تجميع‬
‫مؤسسو التاميف اذ يعرض عمييا اجراء التجميع اوال وليا اف توافؽ عميو اذا لـ يتعارض‬
‫مع القانوف وىذا ما يفيـ مف نص المادة ‪ 230‬مف االمر ‪ 95 07‬التي تنص عمى‬
‫يخضع لموافقو اداره الرقابة كؿ اجراء ييدؼ الى تجميع شركات التاميف واعاده التاميف‬
‫في شكؿ تمركز او الدمج ليذه الشركات‪.....‬‬

‫بالمشرع اف يعطي ليذه المجنة حؽ ابداء الراي‪ 1‬فقط وىذا تفاديا لصدور ق اررات‬
‫متعارضو بشاف نفس الموضوع كوف الموافقة عمى التجميع مف صالحيات مجمس‬
‫المنافسة فقط باعتباره الجياز الضبط العاـ لمسوؽ‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬اثر تداخل االختصاص‬

‫اف عدـ تحديد اختصاص كؿ مف مجمس المنافسة وسمطات الضبط القطاعية في‬
‫مجاؿ الحظر الممارسات المقيدة لممنافسة ومراقبو التجميعات نتج عنو اثار سمبيو متعددة‬

‫‪ -1‬سعاد سخري‪ ،‬العمجة رمضاني ‪،‬مجمس المنافسة وصي النظاـ العاـ االقتصادي ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في‬
‫الحقوؽ ‪ ،‬تخصص القانوف العاـ لألعماؿ ‪،‬جامعة عبد الرحماف بجاية ‪ ،‬الجزائر ‪ 14‬ص ‪.55‬‬

‫‪79‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫في الواقع العممي وىذه االثار تظير في شكؿ تنازع االختصاص وكذا تعارض في‬
‫الق ار ارت‪.‬‬

‫‪ -1‬تنازع االختصاص‬
‫قد يكوف تنازع االختصاص في شكؿ ايجابي كما قد يأخذ شكؿ التنازع السمبي‬
‫ويظير تنازع االختصاص االيجابي في حالو التمسؾ كؿ مف مجمس المنافسة والسمطة‬
‫القطعية باختصاصييما في نفس القضية‬

‫المجمس المنافسة سمطو ضبط عامو ولو الحؽ في التدخؿ في كؿ ممارسو مف‬
‫شانيا المساس بالمنافسة سواء عف طريؽ اختارىـ احد االشخاص المخوؿ ليـ حؽ‬
‫االخطار او عف طريؽ االخطار التمقائي لو وسمطو الضبط القطاعية تعد سمطو الضبط‬
‫خاصة‪.‬‬

‫مف حقيا التدخؿ في كؿ عمؿ تابع لمقطاع الذي تقوـ بعمميو الرقابة وتظير حاؿ‬
‫التنازع االختصاصي السمبي في حالو رفض كؿ مف مجمس المنافسة وسمطات الضبط‬
‫القطاعية النظر في قضيو ما بحجو عدـ االختصاص‪.‬‬

‫‪-2‬اصدار ق اررات متعارضو‬

‫الجيات المخولة ليا الفصؿ في الممارسات المقيدة لممنافسة ومراقبو التجميعات‬


‫سيؤدي الى محؿ الى صدور ق اررات متعارضو بيف مجمس المنافسة والسمطات الضغط‬
‫القطاعية بحيث يمكف ىذه األخيرة مثال اف ترفض بالتجميع الذي ىو محؿ رفض مف‬
‫مجمس المنافسة والعكس صحيح يمكف اف يرخص ىذا االخير بالتجميع الذي ىو محؿ‬
‫رفض مف مجمس المنافسة والعكس صحيح يمكف اف يرخص ىذا االخير بالتجميع‬
‫وترفضو سمطو الضبط القطاعية التابعة لقطاعيا التجميع‪.‬‬

‫وفي حالو الطعف في الق ارريف ال يثوروا اي اشكاؿ كوف مجمس الدولة ىو المختص‬
‫بالنظر في مراقبو ق اررات التجميع الصادرة عف مجمس المنافسة وكذا القرار الصادر عف‬

‫‪80‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫السمطة الضبط القطاعية باعتبارىا ىيئو اداريو الى اف اإلشكالية يدور في حالو ما اذا‬
‫كاف القرار متعارضا يخصني موضوع اتفاؽ محظور او تعسفي وضعيو الييمنة كوف‬
‫القرار الصادر عف سمطو الضبط القطاعية يطعف فيو اماـ مجمس الدولة ‪.‬اما الق اررات‬
‫الصادر عف مجمس المنافسة يطعف فيو اماـ الغرفة التجارية عمى مستوى مجمس قضاء‬
‫الجزائر‪.1‬‬

‫انفرع انخبنِ ‪:‬انحهٌل انمؼتمذة نمؼبنجو تذخم االختصبص‬


‫تنتج عف تداخؿ االختصاص بيف مجمس المنافسة وسمطات الضبط القطاعية يجب‬
‫ايجاد حموؿ عمميو ليذه المشاكؿ مما يستوجب عمينا دراسة الحموؿ المعتمدة في قانوف‬
‫الجزائري اوال ثـ الحؿ المعتمد في القانوف الفرنسي‬

‫الحؿ المعتمد في القانوف الجزائري حاوؿ المشرع الجزائري تنظيـ العالقة بيف مجمس‬
‫المنافسة وسمطات الضبط القطاعية حتى يحد مف مشكمو التدخؿ االختصاص بينيما‬
‫وتجنب صدور ق اررات متعارضو وباستقراء نص المادة ‪ 39‬واحد مف القانوف المنافسة‬
‫نجدىا تنص عمى ”يقوـ مجمس المنافسة في اطار ميامو بتوطيد عالقات التعاوف‬
‫والتشاور وتبادؿ المعمومات مع سمطات الضبط“المادة ‪ 50‬ثالثة مف ذات القانوف التي‬
‫تنص عمى يتـ التحقيؽ في القضايا المتتابعة لقطاعات النشاط السمطة بالتنسيؽ مع‬
‫المصطمح المعنية‪“.‬‬

‫نستنتج اف المشرع الجزائري اعتمد عمى طريقو التشاور والتعاوف بيف السمطتيف دوف‬
‫اف يوضح االسموب المعتمد في ذلؾ بدقو حيث يفيـ مف نص المادة ‪ 39‬وحده الطابع‬
‫االلزامي لمتعاوف مجمس المنافسة مع سمطات الضبط المعنية ويستشؼ ذلؾ مف استعماؿ‬
‫المشرع لعباره يرسؿ فو ار اما بالنسبة لسمطات الضبط القطعية فمـ يعطييا المشرع الطابع‬
‫االلزامي لمتعاوف مع باقي السمطات وىذا ما يفيـ مف نص المادة ‪ 115 3‬مف قانوف ‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 63‬مف االمر ‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫‪01‬التي تنص عمى (التعاوف مع المؤسسات المعنية مف اجؿ احتراـ قواعد المنافسة في‬
‫اطار القوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا وىكذا المادة ‪ 113 11‬مف القانوف ‪2000 03‬‬
‫والتي تنص عمى ”التعاوف في اطار مياميا مع السمطات االخرى والييئات الوطنية‬
‫واألجنبية وذات اليدؼ المشترؾ مف يطبؽ ىذا الحاؿ عمى الصحة العممية االمر الذي‬
‫يستوجب عمى المشرع التدخؿ ال طفاء الطابع االنساني عمى كال السمطتيف ال براـ اتفاقيو‬
‫تعاوف في ما بينيما قد بدا مجمس المنافسة فعال في ابراـ مثؿ ىذه االتفاقيات حيث اخطر‬
‫في نوفمبر ‪ 2013‬مختمؼ لوضع اطار لمتشاور والتنسيؽ والتعاوف القطاع في ما بينيما ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫انفصم انخبنِ‪.............................‬مذٍ فؼبنْت سهطت مجهس انمنبفست فِ ضبط انسٌق‬

‫خالصت انفصم انخبنِ‬


‫اثناء اداء مجمس المنافسة ميامو الضبطية داخؿ السوؽ يتوجب عميو‬
‫احتراـ جممو مف القواعد اإلجرائية حتى يتمكف مف اتخاذ ق ارراتو المناسبة بخصوص اي‬
‫ممارسو مف شانيا االخالؿ بالمنافسة بدا مف اجراء االخطار الى التحقيؽ ومف ثـ الفصؿ‬
‫في القضايا المعروضة اماـ اماـ مجمس المنافسة باتخاذه لقرار نيائي ىذا الق ارر يكوف‬
‫قابؿ لمطعف اماـ مجمس الدولة فيما يخص عمميو التجميع واماـ الغرفة التجارية بمجمس‬
‫قضاء الجزائر اذا كاف القرار الصادر مف المجمس يتعمؽ بإحدى الممارسات المقيدة‬
‫لممنافسة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫خ اتم ة‬
‫خبتمت‪.........................................................................................‬‬

‫خبتمت‬

‫في ختام ىذه الدراسة اتضح لنا انو اذا كانت المنافسة تجسد معالـ الديمقراطية و تعتبر‬
‫الضمانة اقتصادية لتوسيع نطاؽ السوؽ اال اف اطالؽ الحرية ليذه المنافسة كفيؿ بازالتيا‬
‫الف المنافسة تقتؿ المنافسة االمر الذي يستدعي وضع اليات قانونية مناسبة تضمف‬
‫التسير الجيد لمسوؽ وتعمؿ عمى ضبطو و تنظيمو حفاظ عمى النظاـ العاـ االقتصادي‬
‫لذا سعى المشرع الجزائري الى سف العديد مف التشريعات مف خالؿ انشاء مجمس المنافسة‬
‫وىيئات الضبط القطاعية والبد مف االقرار بفاعمية جيود المشرع الجزائري و المقيـ‬
‫االختصاص مجمس المنافسة يالحظ أىمية الدور الذي منحو المشرع ليذه الييئة مف‬
‫حالؿ اعطائو‬

‫‪-‬ميزة قانونية في انو سمطة ادارية مستقمة بموجب نص المادة ‪ 23‬مف األمر‬
‫‪ 03-03‬المعدلة بموجب القانوف ‪ 12-08‬المتعمؽ بالمنافسة كما خوؿ لو مجموعة مف‬
‫الصالحيات في قمع و معاقبة الممارسات المقيدة لممنافسة (االتفاقيات المحضورة البيع‬
‫بأسعار مخفضة تعسفيا التعسؼ في وضعية الييمنة)‪.‬‬

‫مع امكانية التيديد بعقوبات مالية لمممارسات المقيدة لممنافسة او باصدارىا مباشرة االدانة‬
‫لممؤسسات المتورطة بذلؾ‪.‬‬

‫توقيع تدابير مؤقتة لغاية الفصؿ و البت في مدى قياـ ممارسة منافية لممنافسة المشروعة‪.‬‬

‫سمبيات‬

‫‪ -‬مف حيث ميزانية المجمس فيي تسجؿ في اطار الفصؿ تابع لمسمطة التنفيذية ‪.‬‬

‫‪ -‬برغـ مف بروز مجمس المنافسة كمؤسسة قوية لترقية المنافسة اال اف اغمبية‬
‫المؤسسات تجيؿ وجوده و مدى اىمية الدور الذي يمعبو مف اجؿ ضماف احتراـ قواعد‬
‫المنافسة ىذا ما يفسر قمة القضايا التنازعية‪.‬‬

‫‪-‬عدـ اتصاؿ مجمس المنافسة بالمواطف البسيط لزرع ثقافة المنافسة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫خبتمت‪.........................................................................................‬‬

‫واماـ ىذا الوضع البد مف وضع بعض االقتراحات منيا‬

‫‪ -‬االجدر أف يخصص لمجمس المنافسة ميزانية مستقمة حتى يتحقؽ االستقالؿ المالي وىو‬
‫ميـ جدا ‪ ,‬في اطار التسيير المادي و البشري ليذه الييئة‪.‬‬

‫‪ -‬تكويف قضاة متخصصيف في نزاعات و قضايا المنافسة و تحديد محاكـ خاصة لذلؾ‬
‫عمى غرار النظاـ المتبع في فرنسا الذي حدد قائمة محاكـ مختصة بالفصؿ في مثؿ ىذه‬
‫النزاعات وذلؾ لضماف الفعالية التامة في الكشؼ و تقدير ىذه الممارسات و الجزـ‬
‫بضررىا وتمكينيـ مف تحقيؽ التوازف بيف المصمحة العامة ومصمحة المتعامميف‬
‫االقتصادييف‪.‬‬

‫‪ -‬تبسيط اجراءات الدعوى عف طريؽ خوصصة قانوف الضبط االقتصادي عوض‬


‫االحالة في كؿ مرة الى قواعد العامة التي ال تتالءـ مع ىذا النوع مف المنازعات‪.‬‬

‫التخمي عف التقميد المباشر لممشرع الفرنسي او عمى االقؿ التأكد مف مالئمة القواعد‬
‫المقتبسة مع المنظومة القانونية الجزائر‬

‫‪87‬‬
‫ق ائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‪.....................................................................‬‬

‫اوال‪ :‬المؤلفات بالمغة العربية‬

‫أ‪-‬الكتب‬
‫‪1-‬أحسف بوسقيعة ‪ ،‬الوجيز في القانوف الجزائي الخاص‪ ،‬جرائـ الفساد ‪،‬جرائـ الماؿ‬
‫واالعماؿ وجرائـ التزوير‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة العاشرة‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪2009 ،‬‬

‫‪-2‬جورج ريبير وريني روبمو‪ ،‬المطوؿ في القانوف التجاري الفرنسي‪ ،‬ترجمة منصور‬
‫القاضي‪ ،‬الجزء االوؿ ‪،‬المجمد االوؿ‪ ،‬المؤسسة الجامعية لدراسات والنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪2011،‬‬

‫‪-3‬حسيف الماحي‪ ،‬تنظيـ المنافسة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬القاىرة‬
‫‪2003،‬‬

‫‪-4‬حسيف محمد فتحي‪ ،‬الممارسات االحتكارية والتحالفات التجارية لتفويض حريتي‬


‫التجارة والمنافسة ‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.1988،‬‬

‫‪- 5‬معيف فندي الشناؽ‪ ،‬االحتكار و الممارسات المقيدة لممنافسة في ضوء قوانيف‬
‫المنافسة و االتفاقيات الدولية ‪ ،‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف‪ ،‬االردف‪ ،‬ط‪.2010, 1‬‬

‫ب‪-‬الرسائل والمذكرات العممية‬

‫‪-‬الدكتوراه‬

‫‪1‬جالؿ مسعد‪ ،‬مدى تأثر المنافسة الحرة بالممارسات التجارية‪ ،‬رسالة لنيؿ درجة‬
‫الدكتوراه في القانوف‪،‬فرع قانوف أعماؿ ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪2012،‬‬

‫‪ -2‬دليمة مختور‪ ،‬تطبيؽ قانوف المنافسة في إطار عقود التوزيع‪ ،‬أطر وحة لنيؿ شيادة‬
‫دكتوراه في العموـ ‪،‬تخصص قانوف‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪2015،‬‬
‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‪.....................................................................‬‬

‫‪-2‬بدرة لعور‪ ،‬آليات مكافحة الممارسات التجارية في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة‬


‫مقدمة لنيؿ شيادة دكتوراه في الحقوؽ ‪،‬تخصص قانوف أعماؿ‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة ‪،‬الجزائر‪. 2014‬‬

‫الماجستير‬

‫‪-1‬أبو بكر كرافمة عياد‪ ،‬االتفاقات المحظورة في قانوف المنافسة ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في الحقوؽ‪ ،‬تخصص قانوف أعماؿ مقارف‪ ،‬جامعة وىراف‪ ،‬الجزائر‪2013 ،‬‬

‫‪-2‬حسنة سويممي ‪ ،‬المنافسة غير المشروعة والممارسات المخمة بيا ‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في الحقوؽ‪ ،‬شعبة عقود واستثمارات‪ ،‬جامعة المنار‪ ،‬تونس ‪2005،‬‬

‫‪-3‬زوبير ارزقي‪ ،‬حماية المستيمؾ في ظؿ المنافسة الحرة ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة ماجستير‬
‫في القانوف ‪ ،‬فرع المسؤولية المينية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪،‬الجزائر‪.2011،‬‬

‫‪-4‬سمير خمايمية ‪ ،‬عف سمطة مجمس المنافسة في ضبط السوؽ ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫ماجستير‪ ،‬فرع تحوالت الدولة ‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2013,‬‬

‫‪-5‬سممى كحاؿ ‪ ،‬مجمس المنافسة وضبط النشاط االقتصادي ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في العموـ القانونية ‪ ،‬فرع قانوف أعماؿ ‪ ،‬جامعة آمحمد بوقرة بومرداس ‪،‬‬
‫الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪-6‬صبرينة بف عبد اىمؿ‪ ،‬متابعة الممارسات المقيدة لممنافسة مف طرؼ مجمس المنافسة‪،‬‬
‫مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف عاـ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪،‬‬
‫بجاية‪ ،‬الجزائر‪2012 ،‬‬

‫‪ -7‬صورية قابة‪ ،‬مجمس المنافسة ‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف‪ ،‬فرع قانوف‬
‫أعماؿ‪ ،‬جامعة الجزائر‪2000 ،‬‬
‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‪.....................................................................‬‬

‫‪-8‬عادؿ بوجميؿ‪ ،‬مسؤولية العوف االقتصادي عف الممارسات المقيدة لممنافسة في القانوف‬


‫الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانوف‪ ،‬فرع المسؤولية المينية ‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪-9‬عادؿ المدوري‪ ،‬الممارسات المخمة بالمنافسة بيف المييمنيف ‪،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في الحقوؽ ‪ ،‬تخصص قانوف أعماؿ ‪،‬جامعة المنار‪ ،‬تونس‪2007‬‬

‫‪-10‬عبد الكريـ الكفاويف شميسة‪ ،‬التنظيـ القانوني لممنافسة التجارية في القانوف األردني‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة مقدمة لمحصوؿ عمى درجة الماجستير في الحقوؽ ‪،‬قسـ القانوف‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ،‬األردف‪.2005،‬‬

‫‪- 11‬مالؾ عمياف‪ ،‬الدور االستشاري لمجمس المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في‬
‫القانوف‪ ،‬فرع إدارة ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪2003 ،‬‬

‫‪-12‬محند الشريؼ تواتي‪ ،‬قمع االتفاقات في قانوف المنافسة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة درجة‬
‫الماجستير في القانوف فرع قانوف أعماؿ‪ ،‬جامعة محمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬الجزائر‪2007 ،‬‬

‫‪- 13‬نبيؿ ناصري‪ ،‬المركز القانوني لمجمس المنافسة‪ ،‬بيف األمر ‪ 95-06‬واألمر ‪-03‬‬
‫‪ ،03‬مذكرة شيادة الماجستير‪ ،‬فرع قانوف األعماؿ‪ ،‬جامعة مولود معمري‪.2003 ،‬‬

‫‪- 14‬نبية شفار‪ ،‬الجرائـ المتعمقة بالمنافسة في القانوف الجزائري والقانوف المقارف‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيؿ شيادة ماجستير‪ ،‬قانوف خاص ‪ ،‬تخصص عالقات األعواف االقتصادية ‪،‬‬
‫المستيمكيف‪ ،‬جامعة وىراف‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪--15‬يمينة جراي ‪ ،‬ضبط السوؽ عمى ضوء قانوف المنافسة ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في القانوف ‪،‬فرع تحوالت الدولة‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫الجزائر‪. 2007،‬‬

‫‪-‬الماستر‬
‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‪.....................................................................‬‬

‫‪-1‬حمزة قواس ‪ ،‬نظاـ األسعار في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة ماستر‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقمة‪ ،‬الجزائر‪.2015‬‬

‫‪-2‬سارة بف بزاز‪ ،‬الرقابة عمى التركيز االقتصادي في قانوف المنافسة‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬‬
‫قانوف أعماؿ‪ ،‬تخصص قانوف المنافسة واالستيالؾ‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة ‪.2011‬‬

‫‪-3‬سعاد سخري ‪ ،‬رمضاني العمجة ‪ ،‬مجمس المنافسة وصي النظاـ العاـ االقتصادي‪،‬‬
‫مذكرة لنيؿ شيادة ماستر في الحقوؽ‪ ،‬تخصص القانوف العاـ لألعماؿ ‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمف ميرة ‪ ،‬بجاية ‪ ،‬الجزائر‪2014 ،‬‬

‫الممارسات الممنوعة في قانوف المنافسة ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬ ‫‪-4‬عادؿ محمودي ‪،‬‬
‫الدراسات المعمقة في القانوف الخاص ‪ ،‬جامعة تونس ‪.2007 ,‬‬

‫‪-5‬محمد بوضبية وعريوات راضية ‪ ،‬عالقة الضبط االقتصادي بالحكـ الراشد ‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيؿ شيادة ماستر‪ ،‬جامعة الجياللي بونعامة ‪ ،‬خميس مميانة الجزائر‪.2015،‬‬

‫‪-6‬مميكة بف براىيـ ‪ ،‬القيود الواردة عمى مبدأ المنافسة في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيؿ‬
‫شيادة ماستر أكاديمي في الحقوؽ ‪ ،‬فرع قانوف عاـ لألعماؿ ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬‬
‫ورقمة ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪-7‬ىشاـ زغدي ‪ ،‬مجمس المنافسة كسمطة إدارية مستقمة ودوره في الضبط االقتصادي‬
‫‪،‬مذكرة لنيؿ شيادة ماستر في الحقوؽ ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ‪ ،‬جامعة بسكرة‬
‫‪،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫‪-‬مذكرات لنيل إيجازه القضاء‬

‫‪- 1‬بمقاسـ عماري ‪،‬مجمس المنافسة‪ ،‬مذكرة التخرج لنيؿ شيادة المدرسة العميا لمقضاء‪،‬‬
‫الدفعة ‪.2006،59‬‬
‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‪.....................................................................‬‬

‫المقاالت‬

‫‪-1‬محمد الشريؼ كتو ‪ ,‬حماية المستيمؾ مف الممارسات المنافية لممنافسة« مجمة اإلدارة‪،‬‬
‫عدد‪،20‬الجزائر‪2001،‬‬

‫‪-2‬محمد بف عزة ‪ ،‬دراسة في مبادئ حرية المنافسة ‪ ،‬ضمف قانوف المنافسة الجزائري ‪,‬‬
‫مجمة الندوة لمدراسات القانونية ‪ ،‬العدد االوؿ ‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫المداخالت‬

‫‪-1‬ربيعة صبايحي‪ ،‬دور مجمس المنافسة في الردع االداري لمممارسات المنافية لممنافسة‪،‬‬
‫قانوف المنافسة بيف تحرير المبادرة وضبط السوؽ ‪ ،‬ممتقى وطني‪ ،‬جامعة قالمة ‪ ،‬يومي‬
‫‪50‬و‪ 57‬مارس‪.2015‬‬

‫‪-2‬عبد الحفيظ بوقندورة ‪ ،‬الرقابة القضائية عمى منازعات مجمس المنافسة ‪،‬قانوف‬
‫المنافسة بيف تحرير المبادرة وضبط السوؽ‪ ،‬ممتقى وطني‪ ،‬جامعة ‪8‬ماي ‪ 5491‬قالمة ‪،‬‬
‫يومي ‪50‬و‪ 57‬مارس ‪.2015 ،‬‬

‫‪- 3‬عبد الحفيظ بوقندورة‪ ،‬دور مجمس المنافسة في مكافحة الممارسات المقيدة لممنافسة‪،‬‬
‫تحرير المنافسة مف الممارسات غير النزيية وغير المشروعة ‪ ،‬يوـ دراسي وتحسيسي بدار‬
‫الثقافة عبد المجيد الشافعي ‪ ،‬قالمة ‪ ،‬يوـ ‪ 27‬أفريؿ‪.2015‬‬

‫‪-4‬عبد اىمؿ لعويجي ‪ ،‬مجمس المنافسة الجزائري ‪ ،‬حرية المنافسة في القانوف الجزائري ‪،‬‬
‫ممتقى وطني‪ ،‬جامعة باجي مختار عنابة ‪ 30،‬يومي و‪ 39‬أفريؿ ‪2013‬‬

‫خامسا‪ :‬المحاضرات‬

‫‪ -1‬عصاـ نجاح ‪ ،‬محاضرات في مقياس ‪ ،‬تجميع المؤسسات ألقيت عمى طمبة سنة‬
‫ثانية‬
‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‪.....................................................................‬‬

‫ماستر‪ ،‬قانوف استثمار ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة ‪8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة ‪،‬‬
‫الجزائر‪2016-2015‬‬

‫‪-2‬رشيد ساساف ‪ ،‬محاضرات في مقياس قانوف المنافسة الجزائري ‪ ،‬ألقيت عمى‬


‫طمبةالماجستير‪ ،‬قانوف أعماؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة ‪8‬ماي ‪1945‬‬
‫قالمة‪.2014-2013 ،‬‬

‫‪ -3‬خير الديف فنطازي‪ ،‬محاضرات في مقياس التأميف التجاري ‪ ،‬ألقيت عمى طمبة سنة‬
‫أولى‬

‫ماستر‪ ،‬قانوف استثمار‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪،‬‬
‫الجزائر ‪2015-2014‬‬

‫‪-4‬عبد الحفيظ بوقندورة ‪ ،‬محاضرات في مقياس قانوف المنافسة واألسعار‪ ،‬ألقيت عمى‬
‫طمبة‬

‫سنة ثانية ماستر‪ ،‬قانوف استثمار‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة ‪08‬ماي‪،1945‬‬
‫قالمة ‪ ،‬الجزائر‪2015-2014‬‬

‫سادسا‪ :‬الدوريات‬

‫‪- 1‬التقرير السنوي لمجمس المنافسة لسنة ‪.2000‬‬

‫‪-2‬النشرة الرسمية لممنافسة عدد‪ ،30‬لسنة‪.2014‬‬

‫النصوص التشريعية‪:‬‬

‫الدساتير‬

‫‪-1‬دستور ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1996‬منشور بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 438-96‬مؤرخ في‬


‫‪ 07‬ديسمبر ‪ ,1996‬جريدة رسمية عدد‪ , 76‬صادرة في ‪ 08‬ديسمبر ‪ ,1996‬معدؿ‬
‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‪.....................................................................‬‬

‫بالقانوف رقـ ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ ,‬جريدة رسمية عدد ‪ ,14‬صادرة في ‪07‬‬


‫مارس ‪.2016‬‬

‫القوانين و االوامر‬

‫‪-1‬القانوف رقـ‪ ، 03-2000‬المؤرخ في‪ 05‬أوت‪ ، 20000‬يحدد القواعد العامة المتعمقة‬


‫بالبريد والمواصالت‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،‬مؤرخ في‪ 06‬أوت‪2000‬‬

‫‪-2‬القانوف رقـ ‪ ،01-02‬مؤرخ في‪ ، 2002-02-25‬يتعمؽ بالكيرباء والغاز بواسطة‬


‫القنوات ‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ، 41‬صادرة بتاريخ‪ 27‬جواف‪.2003‬‬

‫جواف‪ ، 2004‬يحدد القواعد الطبقة عمى‬ ‫‪-3‬القانوف ‪12-08‬رقـ المؤرخ في‪25‬‬


‫الممارسات التجارية‪ ،‬جريدة رسمية عدد‪ ،‬صادرة في‪ 27‬جواف‪ ، 2003‬المعدؿ والمتمـ‪.‬‬

‫‪-4‬القانوف رقـ‪ 12-08‬المؤرخ في‪ 25‬جواف‪ ، 2008‬يعدؿ ويتمـ األمر‪ 03-03‬المتعمؽ‬

‫بالمنافسة ‪ ،‬جريدة رسمية عدد صادرة في ‪ 02‬جويمية‪2008‬‬

‫فيفري‪ ، 2009‬يتعمؽ بحماية المستيمؾ وقمع‬ ‫مؤرخ في‪25‬‬ ‫‪-5‬قانوف رقـ‪03-09‬‬


‫الغش‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،15‬مارس‪2009.‬‬

‫‪-5‬قانوف رقـ مؤرخ في ‪ 15‬أوت‪ ، 2010‬يعدؿ ويتمـ األمر‪ 03-03‬المتعمؽ بالمنافسة ‪،‬‬

‫جريدة رسمية عدد‪ 46‬صادر بتاريخ ‪ 18‬أوت‪2010‬‬

‫االوامر‬

‫جانفي‪ ، 1995‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬جريدة رسمية‪،‬‬ ‫المؤرخ في‪25‬‬ ‫‪-1‬رقـ‪06-95‬‬


‫عدد‪09‬‬
‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‪.....................................................................‬‬

‫لسنة‪.1995‬‬

‫‪-‬أمر رقـ ‪37-41‬مؤرخ في ‪21‬جانفي ‪ ، 2000‬يتعمؽ بالتأمينات ‪ ،‬معدؿ ومتمـ‬


‫بموجب القانوف رقـ ‪39-30‬مؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪1995‬المتعمؽ بالتأمينات ‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ ،51‬صادرة بتاريخ ‪05‬مارس‪2006‬‬

‫‪-3‬االمر ‪30-30‬المؤرخ في ‪ 19‬جويمية ‪ 2003‬المتعمؽ بالمنافسة ‪،‬جريدة رسمية عدد‪،‬‬


‫‪ ،90‬صادرة في ‪23‬جويمية‪.2003‬‬

‫‪34‬أوت ‪2007‬متعمؽ باإلعفاء المؤقت لعمميات استيراد‬ ‫‪-4‬أمر ‪39-37‬مؤرخ في‬


‫البطاطا‬

‫الطازجة أو المبردة والموجية اللستيالؾ ‪ ،‬مف الحقوؽ الجمركية ومف الرسـ عمى القيمة‬
‫المضافة ‪ ،‬جريدة رسمية عدد‪ ، 12‬صادرة بتاريخ‪ 19‬أوت‪.2007‬‬

‫ج ‪-‬المراسيم‬

‫‪-‬المراسيم الرئاسية‬

‫‪-1‬المرسوـ الرئاسي ‪ 44-96‬المؤرخ في ‪17‬جانفي ‪،1996‬يحدد النظاـ الداخمي لمجمس‬


‫المنافسة‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 5‬لسنة‪1996.‬‬

‫‪-2‬المرسوـ الرئاسي المؤرخ في ‪15‬جانفي ‪2013‬الذي يتضمف تعييف أعضاء مجمس‬


‫المنافسة ‪.‬‬

‫‪-‬المراسيم التنفيذية‬

‫‪-1‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ ،208-94‬مؤرخ في ‪ 16‬جواف ‪ 1994‬يتضمف تنظيـ اإلدارة‬


‫المركزية لو ازرة التجارة‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪97‬صادرة في ‪23‬جواف ‪.1994‬‬
‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‪.....................................................................‬‬

‫‪-2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،314-2000‬مؤرخ في ‪ ،2000-10-18‬يحدد المقاييس التي‬


‫تبيف أف العوف االقتصادي في وضعية ىيمنة وكذا مقاييس األعماؿ الموصوفة بالتعسؼ‬
‫في وضعية الييمنة ‪،‬جريدة رسمية عدد‪05.‬‬

‫‪-3‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ ،919/32‬مؤرخ في ‪22‬ديسمبر‪ 2002‬يتضمف تنظيـ اإلدارة‬


‫المركزية لو ازرة التجارة جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،81‬معدؿ ومتمـ بالمرسوـ التنفيذي ‪58/59‬‬
‫مؤرخ في ‪ 25‬جانفي‪.2014‬‬

‫‪-4‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 31-571‬مؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ ،2005‬المحدد لكيفيات الحصوؿ‬


‫عمى التصريح بعدـ التدخؿ بخصوص االتفاقات ووضعية الييمنة عمى السوؽ ‪،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 01‬لسنة ‪2005‬‬

‫‪- 5‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،55/34‬مؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ 2011‬يتضمف المصالح‬


‫الخارجية لو ازرة التجارة وصالحياتيا وعمميا‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 39‬صادر في ‪20‬‬
‫جانفي‪.2011‬‬

‫‪- 6‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪55-538‬ا لمؤرخ في‪ 10‬مارس‪ ، 2011‬المتضمف تسقيؼ‬
‫ىوامش الربح بالنسبة لمسكر والزيت عند كؿ مف المنتج ‪،‬المستورد وبائع الجممة وبائع‬
‫التجزئة ‪ ،‬جريدة رسمية عدد‪ 51،‬لسنة‪.2005‬‬

‫‪-7‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ 05-259‬مؤرخ في ‪ 20‬جويمية ‪ ،2011‬يحدد تنظيـ مجمس‬


‫المنافسة‪،‬المعدؿ والمتمـ بالمرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 51-74‬مؤرخ في ‪ 38‬مارس‪2011‬‬
‫جريدة رسمية عدد‪ ،04‬صادر بتاريخ ‪ 50‬جويمية‪.2011‬‬

‫‪-8‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،55/34‬مؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪ 2011‬يتضمف المصالح‬


‫الخارجية لو ازرة التجارة وصالحيتيا وعمميا‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 39‬صادر في ‪20‬‬
‫جانفي‪.2011‬‬
.....................................................................‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‬

‫الق اررات‬-

‫ يتضمف تنظيـ المديريات الوالئية‬2011 ‫ أوت‬16 ‫ مؤرخ في‬،‫قرار وزاري مشترؾ‬-1


‫ صادر في‬29 ‫ جريدة رسمية عدد‬،‫لمتجارة والمديريات الجيوية لمتجارة في المكاتب‬
2011 ‫أفريؿ‬05

‫ يتعمؽ‬،1999 ‫ جواف‬20 ‫ مؤرخ في‬،35 -‫ ؽ‬-44 ‫ قرار رقـ‬،‫مجمس المنافسة‬- 2


‫بالممارسات المرتكبة مف طرؼ المؤسسة الوطنية لمصناعة اإللكترونية وحدة سيدي‬
.‫ غير منشورة‬،‫بمعباس‬

‫المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس‬2013 ‫ جويمية‬29 ‫ المؤرخ في‬35 ‫القرار رقـ‬-3


2014 ‫لسنة‬,03 ‫النشرة الرسمية عدد‬،‫المنافسة‬

‫ ببنهغت األجنبْت‬:‫حبمنب‬
I. Les ouvrage
1- Christian Gavalada, Gilbert Parleani ,Traié de droit
communautaire des affaires 2eme edition, litecs, 1992,P 549.
2-Elie Alfrondri , Droit des affaires,Letic,Paris,1993. -
3- Jean Marc Manseron ,Veronique Selinskey, le droit français de la
concurrence,2éme édition, Litec, Paris ,1988.
4- Veronique Selinskey , L’entent prohée à travers les avis de la
commission
technique des ententes et des positions dominantes, libraires
techniques ,paris ,1979 .
II- Les articles
1- Rachid Zouaimia, "le régime de ententes en droit Algérien
de la concurrence", Revue Académique de la recherche
juridique, Alger, N01 ,2012 .
.....................................................................‫قبئمت انمصبدر ًانمراجغ‬

III- Les communication


2- -Abdelmadjid Dénouai, "Le Conseil de la concurrence
organe principal pour la régulation du marché", Journée
d' étude sur le thème "Le rôle du conseil de la
concurrence dans la régulation du marché", 29 mai 2016,
Hôtel
EL-AURASSI-Alger.
3- Rafik Rabia," Le control des concentrations
économiques", Journée d'étude sur le thème "Le
rôle du conseil de concurrence dans la régulations du
marché", 29 mai 2016 , Hôtel EL-AURASSI-Alger.
‫ انمٌاقغ اإلنكترًنْت‬:‫حبنخب‬

1- www.droit-dz.com
2- www.mincommerce.gov.dz
3- www.concurrence.com
‫فيرس‬
‫المحتويات‬
‫شكر وعرفاف‬
‫إىداءات‬
‫مقدمة ‪1 ..............................................................................‬‬
‫الفصؿ األوؿ‪ :‬تكريس مجمس المنافسة كسمطة لضبط السوؽ ‪7 .........................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬الطبيعة القانونية لمجمس المنافسة ‪8 ....................................‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬مجمس المنافسة كييئة لضبط السوؽ ‪8 ............................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬ماىية قانوف المنافسة ‪9 ........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬احداث جياز المنافسة ‪13 .....................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مجمس المنافسة سمطة إدارية مستقمة ‪18 ..........................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬مجمس المنافسة سمطة إدارية ‪18 ...............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬استقاللية مجمس المنافسة ‪20 ..................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬صالحيات مجمس المنافسة كسمطة لضبط السوؽ‪25 ...................‬‬
‫المطمب األوؿ ‪ :‬الصالحيات االستشارية ‪25 ......................................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬االستشارات االختيارية ‪25 ......................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬االستشارة االلزامية‪27 ........................................ .‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬القيمة القانونية آلراء مجمس المنافسة ‪27 ......................‬‬
‫المطمب الثاني ‪:‬صالحيات المجمس التنازعية ‪28 ..................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الممارسات التعسفية ‪30 ........................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االجراءات المتبعة اماـ مجمس المنافسة‪34 .....................‬‬
‫خالصة الفصؿ االوؿ ‪42 ..............................................................‬‬
‫الفصؿ الثاني‪ :‬مدى فعالية سمطة مجمس المنافسة في ضبط السوؽ ‪44 ..................‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬حدود استقاللية مجمس المنافسة ‪45 .....................................‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬أشكاؿ قبوؿ الييئات اإلدارية المستقمة دستوريا ‪45 .................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬صعوبات ادماج السمطات اإلدارية المستقمة في النظاـ الدستوري‬
‫‪45 ........................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اشكالية مطالبة السمطة القمعية لمدستور‪52 .....................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مظاىر تقييد استقاللية مجمس المنافسة ‪59 ........................‬‬
‫الفرع األوؿ‪ :‬وفقا المعيار العضوي‪59 .......................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وفقا لممعيار الوظيفي‪63 .......................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬عدـ تمتع مجمس المنافسة باختصاص مانع في مجاؿ المنافسة ‪66 ......‬‬
‫المطمب االوؿ ‪:‬اختصاصات بعض األجيزة في مجاؿ المنافسة ‪66 ................‬‬
‫الفرع اوؿ‪ :‬اختصاصات و ازره التجارة عمى المستوى المركزي و الجيوي ‪66 ...‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاصات المخولة لمقضاء في مجاؿ المنافسة ‪69 ............‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة عمى ق اررات مجمس المنافسة ‪73 ........................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬دور سمطات الضبط في مجاؿ المنافسة ‪76 .......................‬‬
‫الفرع االوؿ‪ :‬مظاىر واثار التدخؿ االختصاص ‪76 ..........................‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الحموؿ المعتمدة لمعالجو تدخؿ االختصاص ‪81 ................‬‬
‫خالصة الفصؿ الثاني‪83 ..............................................................‬‬
‫خاتمة ‪86 .............................................................................‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫فيرس المحتويات‬
ّ ‫ملخص‬
‫ مبدأ حرية الصناعة و التجارة والذي انبثؽ منو مبدأ حرية‬1996 ‫ مف دستور‬37 ‫كرست المادة‬
‫ ومف خالؿ االعتراؼ‬2016 ‫ مف التعديؿ الدستوري األخير لسنة‬43 ‫ واكدت ذلؾ المادة‬،‫المنافسة‬
.‫بحرية التجارة مف جية وتكفؿ الدولة بضبط السوؽ حماية القانوف لحقوؽ المستيمكيف مف جية أخرى‬
‫ حتى يحقؽ‬،‫ تـ وضعو في اطار قانوني وتنظيمي‬،‫ألجؿ التطبيؽ الفعمي و العممي ليذا المبدأ‬
‫ االمر الذي استدعى‬،‫فعال المصمحة االقتصادية الوطنية مف جية وحماية المستيمؾ مف جية أخرى‬
‫ مف خالؿ تحويؿ الوظيفة‬،‫ مف الدولة المتدخمة الى الدولة الحارسة‬،‫ضرورة تغير وظيفة الدولة‬
‫ تجسدت في مجاؿ المنافسة في مجمس المنافسة الذي خوؿ لو‬،‫الرقابية ليا الى ىيئات ضبط مستقمة‬
‫ وعمى تطبيؽ‬،‫مياـ الحفاظ و السير عمى تحقيؽ مبدأ المنافسة الحرة و حماية النظاـ العاـ االقتصادي‬
.‫ ليذا يسمى سمطة الضبط العاـ لممنافسة‬،‫واحتراـ مبادئ واحكاـ قانوف المنافسة‬
‫يمارس مجمس المنافسة مجموعة مف الصالحيات االستشارية و التنازعية في جميع المسائؿ ذات‬
‫ و‬،‫ ألجؿ وضع حد لمختمؼ الممارسات المقيدة لممنافسة والتي تأخذ أشكاال مختمفة‬،‫الصمة بالمنافسة‬
‫ذلؾ مف خالؿ اتباع مجموعة مف االجراءات يقوـ بيا أطراؼ النزاع حتى يتمكنوا مف طرح نزاعيـ اماـ‬
‫ وحتى يتمكف ىذا االخير مف الوصوؿ الى اتخاذ القرار الصحيح الذي يضع حدا لتمؾ‬،‫المجمس‬
.‫ وبالتالي ضبط المنافسة في السوؽ‬،‫الممارسات المقيدة لممنافسة‬
Résumé
L’rticle 37 de la constitution de 1996 consacre le prinicipe de la liberté industrielle et
commerciale, d’où la liberté de la concurrence, ce qui est appuyé par l’article 43 du dernier
amendement constitutionnel de 2016 par la reconnaissance de la liberté commercial d’une
part, et la régulation du marché par l’état ainsi que la protection des droits du
consommateur par la loi.
Pour une application effective et pratique dudit princip, il a été juridiquement et
réglementairement encadré afin d’tteindre concrètement l'intérêt économique national
d'une part, outre la protection du consommateur d'autre parte, ce qui a amené l'état à
devenir surveillant non intervenant en transformant les mission de contrôl à des organismes
indépendants, d'où la création du conseil de la concurrence chargé des missions de
maintenir et veiller à la consécration du principe de la concurrence libre et la protection de
l'ordre public économique, outre l'application et le respect des principes et des disposition
du code de la concurrence, d'où son appellation l'autorité de régulation général de la
concurrence.
Le conseil de la concurrence exerce une batterie de prérogatives concernant la
consultation et le contentieux dans toute affaire ayant trait à la concurrence pour mettre un
terme à différents pratiques limitant la concurrence sous leur différentes formes, et ce en
appliquant un nombre de mesures sur les parties litigieuses pour leur permettre de
soumettre leur différent devant ledit conseil, et permettre à ce dernier de statuer et mettre
fin auxdites pratique limitant la concurrence de façon à réguler la concurrence sur le
marché.

You might also like