You are on page 1of 88

‫وزرة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫‪Ministry of High Education and Scientific Research‬‬


‫جامعة محمد البشير اإلبراهيمي برج بوعريريج‬
‫‪University of Mohamed el Bachir el Ibrahimi-Bba‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫‪Faculty of Law and Political Sciences‬‬

‫مذكرة مقدمة متطلبات لنيل شهادة ماستر أكاديمي في الحقوق‬


‫تخصص‪ :‬قانون أعمال‬
‫الموسومة بـ‪:‬‬

‫اإلعتماد المستندي في التشريع الجزائري‬

‫اإلشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬

‫‪ ‬عجيري عبد الوهاب‪.‬‬ ‫‪ ‬لبط سليم‪.‬‬


‫‪ ‬بن مني يعقوب‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر‪-‬ب‪-‬‬ ‫بلقمري ناهد‬
‫مشرفا‬ ‫أستاذ محاضر‪-‬أ‪-‬‬ ‫عجيري عبد الوهاب‬
‫مناقشا و ممتحنا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫خلفة سمير‬

‫السنة الجامعية‪2023/2022 :‬‬


‫ِ‬
‫ب ِزْدِِن ع ْل ًما‬
‫َوقُ ْل َر ِّ‬
‫سورة طه األية ‪114‬‬
‫شكر وعرفان‬
‫بسم اهلل والصالة والسالم على رسول اهلل‪.‬‬
‫أما بعد نشكر اهلل تعاىل على توفيه لنا‬
‫على إمتام هذا العمل كما نشكر مجيع‬
‫زمالئي ومن ساعدِن يف هذه املذكرة‬
‫ومن قدم يل النصح واإلرشاد خالل‬
‫إجنازنا هلذا العمل‪.‬‬
‫ويف األخري نشكر طاقم اإلدارة وجلنة املناقشة‬
‫تقبلوا منا فائق الشكر والتقدير‪.‬‬
‫اإلهداء‬
‫إىل من كلله اهلل باهليبة والوقار ‪..‬إىل من علمين العطاء بدون انتظار ‪ ..‬إىل‬
‫من أمحل إمسه بكل افتخار ‪..‬والدي العزيز‬
‫وإىل مالكي يف احلياة ‪ ..‬إىل معىن احلب وإىل معىن احلنان أمي الغالية‬
‫اىل إخويت الذين كانو سندي‬
‫إىل أساتذيت الكرام كل بإمسه و كل مبقامه شكرا على كل اجملهودات املبذولة‬
‫و مث أشكر زمالئي برفقتهم عملنا و شاركنا يف إمتام مشروع التخرج‬
‫احلمد_هلل‬

‫يعقوب‬
‫اإلهداء‬
‫أهدي تخرجي وثمرة جهدي إلى من أفنى عمره من اجلنا ومن أجل‬
‫إيصالنا نحو القمم وكان دافعا مكافحا لتحقيقنا النجاح والتفوق ابي الغالي‬
‫حفظه اهلل و اطال في عمره‬
‫اهدي تخرجي إلى القلب الحنون والعين الساهرة طوال هذه السنين و‬
‫نبع الحنان امي الغالية حفظها اهلل ورعاها‬
‫أهدي تخرجي الى الخالة و امي الثانية و صغيرتي اميرة و صديقي‬
‫المقرب اطال اهلل في عمرهم و ادام عليهم الصحة و العافية كانو لي عونا‬
‫وسندا‬
‫اهدي تخرجي إلى اخوتي وسندي الذي كانو خير داعمين بكافة‬
‫المحافل ولكل فرد من أفراد عائلتي‬
‫اللهم انه ليس بجهدي واجتهادي إنما بتوفيقك وكرمك وفضلك ولك‬
‫الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه‬

‫سليم‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة ‪.............................................................................‬‬

‫مقدمة‬
‫تعتبر التجارة الخارجية أحد ركائز االقتصاد الوطني والدولي وغالبا ما يعتمد نشاطها‬
‫على البيع البحري‪ ،‬حيث يتم خالله تبادل البضائع بين الشركات في الدول المختلفة ‪،‬‬
‫حيث تتم العملية التجارية في الغالب دون لقاء المشتري مع البائع‪ .‬شخصيا ‪ ،‬ولكن من‬
‫خالل اتصاالت غير مباشرة معترف بها تجاريا‪.‬‬
‫ونظ ار لتزايد حجم نقل السلع والخدمات بين الدول وتعدد عمليات التبادل التجاري‪،‬‬
‫فإن ما يسمى بعقود التجارة الدولية يعتبر الطريقة األسرع واألكثر كفاءة ‪ ،‬بما في ذلك‬
‫عقد االعتماد المستندي ‪ ،‬وهو تعتبر من أهم األدوات المصرفية المعتمدة في التمويل‬
‫المصرفي‪.‬‬
‫يعتبر االعتماد المستندي من أهم وسائل الدفع في مجال التجارة الدولية على‬
‫اإلطالق ‪ ،‬وهو ما جعل معظم الدول تتبناه في تعامالتها التجارية الخارجية‪.‬‬
‫وقد لعبت منذ فترة طويلة دو ار هاما في تنمية التجارة الدولية‪ ،‬مما دفع المشرع‬
‫الجزائري إلى اعتمادها كوسيلة فريدة والزامية لتغطية أنشطة االستيراد والتصدير بموجب‬
‫قانون المالية التكميلي لعام ‪ .2010‬والفاكس والهاتف بل دخلوا في وسائل اتصال حديثة‬
‫ساهمت في تطوير إجراءات االعتماد المستندي مثل الشبكة السريعة وهذا ما دفعنا في‬
‫هذه الدراسة البسيطة إلى محاولة إلقاء الضوء على االعتماد المستندي في التشريع‬
‫الجزائري‪ .‬وسيلة للدفع في التجارة الدولية ‪ ،‬تمت الموافقة عليها حديثا في بلدنا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة ‪.............................................................................‬‬

‫أهمية الموضوع‬
‫أدت االحتياجات التجارية إلى ظهور نظام االعتماد المستندي عاى اعتبار أنه من‬
‫بين اآلليات المدمجة في العمل البنكي تحمي األطراف التعاقدية في ظل التطورات‬
‫والمعطيات التي تشهدها الساحة الوطنية مع تبني اقتصاد السوق وفتح باب التنافس‬
‫دور رئيسيا في إدارة المعامالت‬
‫وتشجيع حرية التجارة المكفولة دستورا‪ ،‬حيث لعبت البنوك ا‬
‫وتمويل الصفقات الخارجية ‪ ،‬وظهور عدة تقنيات لتمويل التجارة الخارجية‪.‬‬
‫الهدف من اختيار هذا الموضوع اختيار المشرع الجزائري لالئتمان المستندي كأداة‬
‫بنكية واحدة للدفع ووسيلة للتعامل مع اآلخرين واعطائه أهمية اقتصادية‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‬
‫يرجع سبب إختيارنا لهذا الموضوع إلى جملة من الدوافع التي يمكن أن نذكرها في‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الرغبة في دراسة الموضوع‪.‬‬
‫‪ ‬قلة الدراسات في هذا الجانب في الجزائر مما دفعنا إلى إختيار هذا النوع من‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫‪ ‬كيف نظم المشرع الجزائري االعتماد المستندي حماية للمعامالت بين‬
‫االطراف؟‬
‫المنهج المتبع‬
‫لإلجابة على اإلشكالية السابقة اعتمدنا على المنهجين الوصفي والتحليلي‪ ،‬وفي‬
‫االول اعتمدنا على المنهج الوصفي والذي يتمثل في التذكير بسلسلة من التعريفات‬
‫القانونية لالعتماد المستندي ‪ ،‬أما المنهج التحليلي فقد إتبعناه من أجل تحليل مجموعة من‬
‫القوانين واألوامر من أجل مساعدتنا في دراستنا هذه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة ‪.............................................................................‬‬

‫تم تقسيم هذا البحث إلى فصلين‪:‬‬


‫في الفصل االول تعرضنا الي ماهية االعتماد المستندي حيث عالجنا في المبحث‬
‫االول مفهوم االعتماد المستندي تعرضنا في المطلب االول الي التعاريف الصادرة بشانه‬
‫سواء فقهيا او قانونيا و في المطلب الثاني تم تحديد خصاصه و فوائده أما في المطلب‬
‫الثالث وظائفه اما في المبحث الثاني تعرضنا الي انواع االعتماد المستندي‪.‬‬
‫أما في الفصل الثاني تعرضنا إلى تنظيم االعتماد المستندي تطرقنا في المبحث االول‬
‫الي شروط فتحه و ذلك من خالل مطلبين و في المبحث الثاني مراحل فتحه ب اربعة‬
‫مطالب و في المبحث الثالث تطرقنا الى مسؤولية االطراف‪,‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل االول‪:‬‬

‫ماهية االعتماد المستندي‬


‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫تمهيد‬
‫إن توسع التجارة الخارجية أجبر الدول على البحث عن آليات ووسائل الدفع لتنفيذ‬
‫إرادة األطراف وتأمين المعامالت التجارية‪ ،‬وبالتالي تخفيف العبء على كل طرف‬
‫وتحرير مجال عمله‪ .‬وقد تطورت هذه الوسائل مع تطور التجارة الخارجية‪ .‬تنمية البيئة‬
‫االقتصادية والتجارة الخارجية واألسواق الدولية ‪ ،‬ومن بين هذه اآلليات نجد تقنية االعتماد‬
‫المستندي التي تعد من أهم التقنيات البنكية المعتمد عليها في تنشيط وتمويل التجارة‬
‫الخارجية بوصفها طريقة دفع واسعة االنتشار لما تحققه من ضمان واستقرار للمتعاملين‪.‬‬
‫ُيعد االعتماد المستندي حلقة وصل بين األطراف في العقود التجارية الدولية‪ ،‬وهي‬
‫وسيلة حديثة جاءت لتلبية حاجات البائع والمشتري المتواجدين في دولتين مختلفتين‪ ،‬حيث‬
‫تميزت هذه التقنية بالفعالية وأضحت صمام األمان في التجارة الخارجية‪ ،‬كما أنها تبوأت‬
‫الصدارة في اآلليات البنكية المعتمدة في الدول‪.‬‬
‫يعتمد االعتماد المستندي على وساطة البنك حيث أنه نوع من التوازن الذي يعدل‬
‫العقد الدولي بحيث يكون المشتري في جهة والبائع في جهة أخرى‪ ،‬وبالتالي ضمان دفع‬
‫الثمن للبائع والبضاعة يتم الحصول على األمان من المشتري من خالل المستندات‪ ،‬وهذا‬
‫ما سيتم التعرف عليه من خالل هذا الفصل الذي بينا فيه الحدود االصطالحية لالعتماد‬
‫المستندي واإلطار القانوني لعملية تمويل التجارة الخارجية؛ بدراسة االعتماد المستندي؛‬
‫مصطلح ومفاهيم (المبحث األول)‪ ،‬واإلطار القانوني لتمويل التجارة الخارجية عن طريق‬
‫االعتماد المستندي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫تقدم البنوك خدمات متنوعة لعمالئها ‪ ،‬بما في ذلك الخدمات المصرفية ‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن للبنك الحصول ‪ ،‬والسعر الذي يحدده البنك المركزي ‪ ،‬على فائدة مقابل أداء هذه‬
‫الخدمة غير المحددة‪ .‬ومن أهم الخدمات المصرفية التي تمارسها هذه البنوك التحويالت‬
‫البنكية وتأجير األموال التجارية األجنبية وخطابات االعتماد ظهر التعامل مع األخير‬
‫كنظام مصرفي في تمويل التجارة الخارجية لما يقدمه من تسوية السعر في عقد البيع‬
‫الدولي ‪ ،‬وتوفير عنصر الثقة بالنسبة للبائع والمشتري في الدول األنجلو ساكسونية ‪ ،‬ثم‬
‫انتشاره بعد ذلك لبقية الدول ‪ ،‬وبقيت خاضعة لعادات وعادات مختلفة لفترة طويلة حسب‬
‫العرف المصرفي ‪ ،‬إال أن االختالف في موطن كل من البائع والمشتري أدى إلى ظهور‬
‫مشاكل واختالفات في النظم القانونية والتشريعات التي تحكمها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم االعتماد المستندي‬


‫ال شك أن معظم عمليات البيع والمعامالت التجارية ذات الطابع الدولي تحكمها‬
‫اتفاقية القرض المستندي‪ ،‬وهي تصنف على أنها عقد تجاري‪ ،‬ويصفها بعض الخبراء‬
‫القانونيين بأنها معقدة ودقيقة ومختلطة‪ ،‬حيث أن أحكام عقد االعتماد المستندي تستمد من‬
‫أول صيغة للقواعد واألعراف الموحدة الدولية المعدلة؛ التي وضعتها غرفة التجارة الدولية‬
‫في مؤتمرها المنعقد بفيينا سنة ‪ ،1933‬حيث اعتمدت البنوك في كافة أنحاء العالم اتباع‬
‫هذه القواعد‪.1‬‬
‫لقد اعتاد عالم األعمال على آلية االعتماد المستندي منذ القدم‪ ،‬فهو ليس منتجا‬
‫تشريعيا بل والدة‪ .‬وذلك بفضل المعايير الدولية والقواعد الجمركية المختلفة التي اتبعها‬
‫التجار في الماضي ‪ ،‬وهو ما صعب وضع تعريف جامع لهذه اآللية حيث أنه لم يحدد أي‬
‫قانون عمليات االعتماد المستندي من قبل فمن ن فهم الفكرة القانونية أللية االعتماد‬
‫المستندي البد من ضرورة عرض أهم المفاهيم التي تحيط بهذه التقنية البنكية الهامة‪،‬‬
‫وكذا معرفة أطرافها وباعتبار االعتماد المستندي الية ذات طابع دولي مرتبط بالتجارة‬
‫الخ ارجية التي تتميز بالحيوية والتغير المستمر‪ ،‬فمن الضروري التطرق لمجموعة‬
‫الخصائص التي تميز االعتماد عن باقي العقود وكذا أنواعه‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف االعتماد المستندي‬
‫يعد االعتماد المستندي من أكثر التقنيات المصرفية فعالية إلجراء معامالت التجارة‬
‫الخارجية حيث يوفر للعمالء األمان في المعامالت التجارية‪ ،‬فالبائع يكون مطمئنا‬
‫للحصول على ثمن البضاعة‪ ،‬والمشتري يكون مطمئنا أيضا لوصول البضاعة التي أدى‬
‫ثمنها‪.‬‬
‫إن الكم الهائل من المنتجات التي يبيعها البائع في دولة ما لمشتري في دولة أخرى‬
‫أدى إلى ظهور نظام مالي كبير يتدخل بين البائع والمشتري لسد فجوة الثقة بينهما‪،‬‬
‫ويهدف هذا النظام إلى التمكين من تنفيذ المعامالت التجارية بأكبر قدر ممكن وضمان‬

‫‪ 1‬بشير دهانة‪ ،‬التنظيم القانوني لإلعتم تد المستندي في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة البحوث في العقود وقانون األعمال‪،‬‬
‫المجلد‪ ،7‬العدد‪ ،4‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2022/12/21 ،‬ص‪.101‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫المال لكال الطرفين؛ فالبائع للمساعدة في تمويل أعماله يرغب في الحصول على سعر‬
‫الشراء في أقرب وقت ممكن بعد أن يرسل البضائع إلى المشتري أما المشتري فإنه يستفيد‬
‫من تسلم البضاعة‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق يمكن أن نعرض لمفاهيم عدة لالعتماد المستندي يتبين من‬
‫خاللها األطراف المشكلة‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعريف اللغوي لإلعتماد المستندي‪.‬‬
‫إن كلمة االعتماد هنا يقصد بها قرض‪ ،‬باللغة الالتينية ‪" LE CREDIT‬‬
‫"وهي مشتقة من لفظة " ‪"CHEDRE‬والتي تعين الثقة واالطمئنان واالئتمان ‪ ،‬أما‬
‫المستندي يقصد بها تلك المستندات والوثائق المرتبطة بالعملية التجارية الممولة‬
‫عن طريق هذا القرض ‪ ،‬فيتمثل االعتماد المستندي في تلك العملية التي يقبل بنك‬
‫المستورد أن يحل محل المستورد في االلتزام بتسديد وارداته لصالح المصدر‬
‫األجنبي عن طريق البنك الذي يمثله مقابل استالم الوثائق أو المستندات التي تدل‬
‫‪2‬‬
‫على أن المصدر قد قام فعال بإرسال البضاعة المتعاقد عليها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف االعتماد المستندي لدى الفقهاء‪.‬‬
‫يتجه بعض شراح القانون التجاري في تعريفهم لرسائل االعتماد على التركيز على‬
‫العالقة العقدية بين البنك وطالب فتح االعتماد‪ ،‬من ذلك ما أورده د‪ .‬محمد اليماني‪ ،‬إذ‬
‫جاء في تعريفه لرسائل االعتماد بأنها‪" :‬عقد بين البنك وعميله األمر‪ ،‬يلزم البنك‬
‫بإصدار خطاب إلى شخص ثالث (المستفيد)‪ ،‬يلتزم فيه البنك التزاما مستقال بأن يدفع أو‬

‫‪1‬‬
‫إسراء جاسم مهدي‪ ،‬إعفاء البنوك المتدخلة في االعتماد المستندي من المسؤولية‪ ،‬دراسة في األصول واألعراف‬
‫الموحدة نشرة (‪ ،)600‬رسال ة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫جامعة الشرق األوسط حزيران‪ ،‬قسم‪ ،‬القانون الخاص‪ ،2020 ،‬ص‪.8‬‬
‫‪2‬‬
‫بشير دهانة‪ ،‬التنظيم القانوني لإلعتمتد المستندي في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة البحوث في العقود وقانون األعمال‪،‬‬
‫المجلد‪ ،7‬العدد‪ ،4‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،2022/12/21 ،‬ص‪..102‬‬
‫‪3‬‬
‫أمل حسين‪ ،‬دور البنك في االعتماد المستندي‪( ،‬رسائل االعتماد واعتمادات الضمان)‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون‬
‫من كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت‪ ،‬فلسطين‪،2000 ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫يقبل خالل أجل معين الكمبياالت أو الشيكات التي يسحبها عليه المستفيد في حدود مبلغ‬
‫معين مقترنة بمستندات تمثل بضاعة منقولة أو معدة للنقل‪ ،‬يحتفظ بحيازتها على سبيل‬
‫الضمان في حين يتجه البعض اآلخر إلى التركيز على أهمية المستندات ودورها في‬
‫ضمان حق البنك‪ ،‬من هؤالء ما أورده د‪ .‬علي جمال الدين عوض إذ جاء في تعريفه‬
‫الذي وضعه بأن االعتماد المستندي هو‪ " :‬االعتماد الذي يفتحه البنك بناء على طلب‬
‫شخص يسمى األمر‪ ،‬أيا كانت طريقة تنفيذه‪ ،‬أي سواء بقبول الكمبيالة أو بخصمها أو‬
‫بدفع مبلغ‪ ،‬لصالح عميل هذا األمر‪ ،‬ومضمون بحيازة المستندات الممثلة لبضاعة في‬
‫‪1‬‬
‫الطريق أو معدة لإلرسال‪.‬‬
‫يالحظ على االتجاهين السابقين أنهما عمدا إلى إبراز سمات معينة في رسائل‬
‫االعتماد دون األخرى‪ ،‬مما أدى إلى تجاه بعض الشراح إلى التعريف الشمولي بعملية‬
‫رسائل االعتماد‪ ،‬مبرزين من خالل هذه التعريفات فكرة استقالل العالقات الناشئة ما بين‬
‫أطراف االعتماد‪ ،‬ومن أمثلة هؤالء ما أوردته د جورجيت قليني إذ عرفت رسائل بقولها‬
‫" تعهد مكتوب يصدر من مصرف يسمى‬ ‫االعتماد بقولها االعتماد المستندي هو‪:‬‬
‫المصرف المصدر‪ ،‬يوجه إلى البائع ويسمى المستفيد‪ ،‬وذلك بناء على طلب المشتري‬
‫يتعهد فيه البنك بأن يدفع للمستفيد مبلغا معينا مقابل تقديم‬ ‫ويسمى العميل األمر‪،‬‬
‫المستفيد للمستندات المشار إليها في الخطاب المرسل له ويسمى خطاب االعتماد‪ ،‬وذلك‬
‫خالل المدة المحددة به‪ ،‬ويعتبر عقد االعتماد مستقال عن عقد البيع الذي نشأ بمناسبته‬
‫‪2‬‬
‫وكذلك عن سائر العالقات الناشئة عن عملية االعتماد المستندي‪.‬‬
‫إن االتجاه األخير هو األقرب إلى الصواب فعلى الرغم من أهمية السمات التي‬
‫أبرزها االتجاهان أوليان‪ ،‬إال أنهما في الحقيقة تمسكا في جانب من المميزات دون‬

‫‪1‬‬
‫أمل حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود الك يالني‪ ،‬عمليات البنوك" الكفالت المصرفية وخطبات الضمان" الجزء األول‪ ،‬دار الجيب للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ -‬األردن‪ ،1993 ،‬ص‪.143‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫متجاهلين بذلك أهم ميزة يقوم عليها االعتماد أال وهي استقالل‬ ‫الجوانب األخرى‪،‬‬
‫العالقات الناشئة عنه‪ ،‬وهذا ما تجاوزه االتجاه األخير‪.‬‬
‫أما اعتماد الضمان فإن التعريفات التي وردت بشأنه تكاد تكون متقاربة‪ ،‬إذ يعرف‬
‫اعتماد الضمان بأنه‪ " :‬تعهد أو ضمان مصرفي أساسي مستقل عن الموجب أو العقد‬
‫التجاري الذي تأتى عنه‪ ،‬غير قابل للنقض أو التراجع عنه‪ ،‬يدفع لقاء مستندات محددة‬
‫تتضمن مستندا صاد ار عن المستفيد‪ ،‬يشير إلى نوع الخلل أو التقصير الذي تسبب فيه‬
‫فاتح االعتماد‪ ،‬وينتهي عند دنو األجل المحدد فيه‪ ،‬ويصبح بعدها الغيا إذا لم يستعمل‬
‫قبل ذلك التاريخ "‪ .‬وعرفه البعض اآلخر بأنه " مستند (وثيقة) تحمل بعض خصائص‬
‫رسائل االعتماد‪ ،‬تقوم على وعد من قبل البنك بدفع مبلغ معين لصالح المستفيد في مقابل‬
‫تسليمه مستندات معينة‪.‬‬
‫إال أن ما يثير الجدل في معالجة موضوع اعتماد الضمان من قبل بعض الفقهاء‬
‫انصرافهم إلى اعتبار أن اعتماد الضمان هو خطاب ضمان‪ ،‬ومعالجة هذا الموضوع‬
‫انطالقا‪ .‬من هذا المبدأ‪ ،‬وهذا في الواقع هو نهج غير سليم‪ ،‬فهنالك اختالف جوهري ما‬
‫بين اعتماد الضمان وخطاب الضمان‪ ،‬إذ يعرف هذا األخير بأنه‪" :‬عالقة قانونية فيما‬
‫بين البنك والمستفيد‪ ،‬يترتب عليها التزامات على عاتق البنك بدفع مبلغ من النقود عند‬
‫أول طلب خالل مدة محدودة‪.1‬‬
‫وعلى الرغم من اقتراب مفهوم اعتماد الضمان من خطاب الضمان كما هو‬
‫واضح من التعريف السابق من حيث كون كل منهما أداة ضمـ ــان‪ ،‬إال أن لكل‬
‫منهما طبيعته الخاصة‪ ،‬ففي حين يعد خطاب أداة ضمان بالدرجة األولى يستحق‬
‫الدفع عند أول مطالبة‪ ،‬فإن اعتماد الضمان ال يمكن اعتباره كذلك‪ ، ،‬فهو أداة‬
‫مصرفية لها هويتها ومعالمها الخاصة بها‪ ،‬التي تميزها عن غيرها من االعتمادات‬

‫‪ 1‬محمود الكيالني‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫فأهم ما يميزها عن خطاب الضمان أن اعتمادات‬ ‫المصرفية‪ ،‬كما سيتضح الحقا‪،‬‬


‫الضمان ال يتم صرفها من قبل البنك إلى المستفيد إال بعد قيامه بالتزامه المتمثل في‬
‫فحصه لمدى تطابق المطالبة بالدفع من قبل المستفيد والوثائق المرافقة لها مع نوع الخلل‬
‫الخلل أو التقصير المشترط في التعهد الستحقاق الوفاء‪ .‬أي بعبارة أخرى فإن خطاب‬
‫الضمان يدفع لقاء أول مطالبة من قبل المستفيد‪ ،‬دون أن يكون هنالك التزام على البنك‬
‫بفحص مدى تطابق هذه المطالبة مع أي خلل أو تقصير‪ ،‬في حين أن اعتماد الضمان‬
‫يتطلب عكس ذلك‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف االعتماد المستندي في التشريعات الوطنية والمقارنة‬


‫لم يعرف القانون التجاري األردني رقم (‪ )١٢‬لسنة ‪ ١٩٦٦‬رسائل االعتماد‪ ،‬وانما‬
‫نص على مفهومها من خالل المادة (‪ )۱۲۱/۱‬التي ورد فيها " إذا خصص االعتماد‬
‫المصرفي وفاء لمصلحة الغير‪ ،‬وأيد المصرف هذا االعتماد لمستحقه فال يجوز بعد ذلك‬
‫الرجوع عنه أو تعديله بدون رضاء ذلك الغير‪ ،‬ويصبح المصرف ملزما إزاء مباشرة‬
‫‪1‬‬
‫ونهائيا بقبول األوراق واإليفاءات المقصودة‪.‬‬
‫بينما يعرف قانون التجارة العراقي رقم (‪ )۳۰‬لسنة ‪ 2000‬رسائل االعتماد منطلقا‬
‫من العالقة ما بين البنك وطالب فتح االعتماد "‪ ،‬متجاهال عالقة البنك بالمستفيد‪ ،‬في‬
‫المادة (‪2 )۲۷۳/۱‬بقوله‪ " :‬االعتماد المستندي عقد يتعهد المصرف بمقتضاه بفتح اعتماد‬
‫لصالح المستفيد بناء على طلب األمر بفتح االعتماد بضمان مستندات تمثل بضاعة‬
‫منقولة أو معدة للنقل‪.‬‬
‫أما القانون التجاري المصري رقم (‪ )12‬لسنة ‪ ۰۱۹۹۹3‬فقد عرف رسائل االعتماد‬
‫في المادة (‪ )٣٤١‬بأنه‪ " :‬االعتماد المستندي عقد يتعهد البنك بمقتضاه بفتح اعتماد بناء‬

‫‪1‬‬
‫أمل حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪17‬‬
‫‪2‬‬
‫قانون التجارة العراقي رقم ‪ 30‬لسنة ‪..200‬‬
‫‪3‬‬
‫القانون المصري رقم ‪ 12‬لسنة ‪.1999‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫على طلب أحد عمالئه (ويسمى األمر لصالح شخص آخر (ويسمى المستفيد) بضمان‬
‫مستندات تمثل بضاعة منقولة أو معدة للنقل‪ .‬عقد االعتماد المستندي مستقل عن العقد‬
‫الذي فتح االعتماد بسببه ويبقى البنك أجنبيا عن هذا العقد‪ ،‬نالحظ من نص المادة‬
‫السابقة أن مشروع القانون التجاري المصري قد عرف رسائل االعتماد بأنها نوع من‬
‫االئتمان مضمون بحيازة البنك للمستندات‪ ،‬موضحا من خالل التعريف سمة رئيسية تع ـ ــد‬
‫من أهم السمات التي تتمتع بها رسائل االعتماد‪ ،‬أال وهي استقالل العالقات الناشئة في‬
‫رسائل االعتماد بعضها عن بعض‪.‬‬
‫أما القانون التجاري األمريكي الموحد " ‪(Uniform Commercial Code (UCC‬‬
‫فقد كان أكثر القوانين توفيقا في تعريفه لرسائل االعتماد‪ ،‬شأنه في ذلك شأن مشروع‬
‫إذ جاء في المادة (‪ )١٠٣/٥-٥‬ما نصه‪" :‬االعتماد أو‬ ‫القانون التجاري المصري‪،‬‬
‫االعتماد المستندي يعني‪ :‬تعهد من قبل البنك أو شخص آخر " بناء على طلب العميل‪،‬‬
‫وهو (أي االعتماد أحد األنواع ضمن إطار هذه المادة (‪ ،)۱۰۲-٥‬بأن مصدره سيوفي‬
‫سندات السحب أو أي مطالبات بالوفاء تطابق الشروط الموضحة في االعتماد ‪ .٣٠‬من‬
‫خالل التعريف السابق‪ ،‬نالحظ اإلطار العام لمفهوم رسائل االعتماد دون أن يقتصر هذا‬
‫التعريف على العالقة ما بين البنك وطالب فتح االعتماد‪.1‬‬
‫إن القوانين السابقة‪ ،‬وان اختلفت في تعريف رسائل االعتماد‪ ،‬إال أنها حاولت من‬
‫خالل نصوصها توضيح هذا المفهوم‪ ،‬وذلك بخالف اعتماد الضمان‪ ،‬فلم نجد أيا من‬
‫القوانين التي عالجته بصورة مباشرة وان كان القانون التجاري الموحد )‪ (UCC‬في المادة‬
‫(‪ )٥‬قد شمل رسائل االعتماد‪ ،‬واعتماد الضمان‪ ،‬باإلضافة للضمانات المستقلة التي‬
‫عادة ما تصدرها البنوك األوروبية ‪ -‬مفهوم هذه الضمانات المستقلة يشمل اعتماد‬

‫‪ 1‬أمل حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫الضمان باإلضافة إلى خطاب الضمان ‪ -‬وقد يكون مرد هذا النقص في التشريعات تلك‬
‫الظروف التي نشأ في ظلها اعتماد الضمان‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تعريف االعتماد المستندي لدى القضاء‪.‬‬


‫لقد أصدرت محكمة التمييز األردنية في حكم لها وصفا سليما لرسائل االعتماد‪،‬‬
‫موضحة من خالله االلتزامات المترتبة على أطراف االعتماد‪ ،‬يؤكد ما تبنيناه سابقا من‬
‫اآلراء الفقهية‪ ،‬ما مضمونه" إن االعتماد المستندي هو تعهد صادر عن البنك بناء على‬
‫طلب األمر (المشتري) يلتزم البنك بمقتضاه بدفع ثمن البضاعة للمستفيد (البائع) وفق‬
‫شروط معينة‪ ،‬ويفتح تنفيذا اللتزام المشتري بدفع الثمن‪ ،‬فإن االلتزامات المترتبة على‬
‫إنشائه تنحصر في ذمة طرفي العقد‪ ،‬وهما األمر (المشتري) والبنك فقط‪ ،‬وال يتحمل‬
‫المستفيد (البائع) من االعتماد بأي التزام‪ ،‬ويلتزم البنك بموجبه أن يدفع قيمة المستندات‬
‫إلى المستفيد‪ ،‬بعد ذلك يضع المستندات المتعلقة بشحن البضاعة تحت تصرف األمر‬
‫مقابل حصوله على قيمتها من األمر المذكور‪ ،‬كما يلتزم األمر بموجبه بدفع قيمة‬
‫المستندات موضوع االعتماد إلى البنك عند ورودها منه في حين ركزت محكمة النقض‬
‫السورية في تعريفها لرسائل االعتماد على جانب من العالقة التي تربط ما بين البنك‬
‫" االعتماد‬ ‫إذ جاء في إحدى ق ارراتها‪:‬‬ ‫والمستفيد‪ ،‬متجاهلة بذلك باقي العالقات‪.‬‬
‫تلزم المصرف بدفع قيمة‬ ‫المستندي ينشئ عالقة مباشرة بين المصرف والمستفيد‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫االعتماد له‪ ،‬أو بقبول األوراق التي يحررها للغير‪ ،‬وليس له الرجوع عن التزامه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وفوائد االعتماد المستندي‪.‬‬


‫يعد االعتماد المستندي عقدا مستقال عن عقد البيع‪ ،‬فهو يتميز باالئتمان والضمان‬
‫كأصل كونه يعد تعامال سنحاول من خالل هذا المبحث الخوض في أهم التعريفات التي‬
‫جاءت بها مختلف التشريعات ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أمل حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫بالمستندات يتدخل فيه البنك لتسهيل تنفيذه لتحقيق التوازن ودعم الثقة بين األطراف‪.‬‬
‫واالتفاقيات والفقه والقضاء (المطلب األول)‪ ،‬وكذا خصائص هذه الخدمة المصرفية‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬فوائد عقد االعتماد المستندي‪.‬‬
‫يمتاز عقد االعتماد المستندي بعدة بخصائص و هناك خصائص معينة يمتاز بها‬
‫عن غيره من العقود وهي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أو اال‪ :‬األمان في االعتماد المستندي‪.‬‬
‫ويتحقق األمان هنا عندما يكون لدى المشتري الثقة واالطمئنان في وصول البضاعة‬
‫إليه من البائع المصدر‪ ،‬ضمن المواصفات المحددة وباألسعار التي تم التعاقد عليها وفي‬
‫المواعيد المنصوص عليها‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬في مجال التجارة الدولية ‪ ،‬لن يخلو األمر من‬
‫تعرض المشتري ألفعال سيئة النية من جانب البائع ‪ ،‬وكأنه أرسل له بضاعة غير‬
‫المواصفات المتفق عليها في عقد االئتمان‪.‬‬
‫وأمام هذه اإلشكالية تنوعت اآلراء الفقهية‪ ،‬فمنهم من يرى أن المشتري يحق له أن‬
‫يطلب من البنك عدم الدفع للمستفيد رغم تقديمه المستندات المطلوبة خالل فترة صالحية‬
‫االعتماد على اعتبار أن الغش ال يبطل عقد البيع فقط‪ ،‬وانما يبطل كذلك العالقة‬
‫التعاقدية بين المستفيد والبنك متناسين بذلك استقالل عقد البيع عن عقد االعتماد‬
‫‪2‬‬
‫المستندي وهو من أهم خصائص عقد البيع خاصية االستقاللية"‪.‬‬
‫ورأيهم هذا استندوا فيه إلى حكم أصدرته محكمة النقض الفرنسية في ‪ 4‬مارس‬
‫‪1954‬م‪ ،‬حيث تقوم وقائعها على أن البضاعة المتفق عليها هي ساعات‪ ،‬وقد أرسل‬
‫البائع ساعات من النوع الردي للمشتري‪ ،‬وقيامه بذات الوقت بإرسال المستندات التي‬

‫‪1‬‬
‫سماح يوسف إسماعيل السعيد‪ ،‬العالقة التعاقدية بين أطراف عقد االعتماد المستندي‪ ،‬أطروحة الماجستير في‬
‫القانون بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس‪ ،‬فلسطين‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫الوطنية‪ ،2007 ،‬ص‪.33‬‬
‫‪2‬‬
‫سماح يوسف المرجع السابق‪ ،‬ص‪,34‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫تشير إلى أنه أرسل ساعات من النوع الجيد‪ ،‬وقد أقام المشتري بمجرد وصول البضاعة‬
‫إليه بواسطة البريد قبل وصول المستندات وتأكده من أن البضاعة من غير الجودة المتفق‬
‫عليها أمام المحكمة شكوى جزائية بتهمة النصب واالحتيال ضد البائع‪ ،‬واستحصل على‬
‫أمر من المحكمة إلى البنك بعدم الدفع إلى المتهم‪ ،‬ثم أقام الدعوى المدنية هذه‪ ،‬وطلب‬
‫المدعي تأجيل النظر فيها لحين حسم الدعوى الجزائية باعتبار أن الجنائي يوقف المدني‬
‫وقد أيدت محكمة النقض ذلك‪.‬‬
‫وأرجأ المدعي النظر فيها لحين الفصل في الدعوى الجزائية ‪ ،‬لكون الجاني محتج از‬
‫المدنية ‪ ،‬وأيدت محكمة النقض ذلك‪.‬‬
‫هناك رأي آخر يتمسك بمبدأ استقاللية العالقات التعاقدية ‪ ،‬من أجل منع‬
‫المستوردين ذوي النوايا السيئة الذين يتمسكون بكل الوسائل للتخلص من التزاماتهم ‪ ،‬ألنهم‬
‫ال يخافون من تعاقدية االتصال الكتابي ‪ ،‬ألنهم رفع قضايا جنائية في بلد أجنبي‪.‬‬
‫الحل برأيي الشخصي يكمن في إلحاق حق البائع بقيمة االعتماد لدى البنك ‪ ،‬وهذا‬
‫ال يتعارض مع الطبيعة القطعية لعقد االئتمان ‪ ،‬ألن الحجز ال يكون إال بتدخل القاضي‬
‫وبتدخله‪ .‬أمر ‪ ،‬ويفترض أن االئتمان قد تم إنشاؤه وتنفيذه ‪ ،‬وليس من المشتري كمشتري‬
‫أو طرف في عملية االئتمان ‪ ،‬بل هو دائن للمستفيد‪ .‬كما يضمن هذا األمر للمصدر أن‬
‫قيمة البضاعة التي قام بتصديرها قد تم استيفائها طالما أنها مطابقة للمواصفات والشروط‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬وقد قدم مستندات الشحن الخاصة بها مطابقة للشروط الواردة في االعتماد‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬االعتماد في عقد االعتماد المستندي‪:‬‬
‫يتم منح االئتمان لكال طرفي عقد االعتماد المستندي ‪ ،‬بحيث يمكن لكل مصدر‬
‫مستورد الحصول على تسهيالت ائتمانية وفق االعتماد المستندي‪ .‬يمكن للمصدر في‬
‫البداية الحصول على دفعة مقدمة من المستورد على حساب البضاعة التي سيقوم‬

‫‪1‬‬
‫سماح يوسف المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫بتوريدها ‪ ،‬وكذلك إمكانية الحصول على سلف مع ضمان االئتمان قبل الشحن أو بعد‬
‫تقديم المستندات‪ .‬الشحن ‪ ،‬والذي يسمى السلف مقابل االعتمادات المستندية ‪ ،‬في حالة‬
‫‪1‬‬
‫عدم تأكيد االئتمان من قبل البنك ‪ ،‬مبلغ االئتمان‪.‬‬
‫يمكنه الحصول على ائتمان حسب االعتماد إما من المورد في شكل المستورد بدوره‬
‫‪ ،‬تسهيالت الموردين ‪ ،‬أو يمكنه الحصول على تسهيالت لفترة محددة من البنك ‪ ،‬حيث‬
‫يمكنه دفع قيمة البضاعة مقابل استالم مستندات الشحن‪.‬‬
‫إضافة إلى كل ما تقدم فاالعتماد المستندي يحمي‪ :‬كال من الطرفين من سواء نية‬
‫الطرف اآلخر‪ ،‬وكذلك يوفر الحماية من تغير نظم مراقبة النقد والتسويات الدولية‬
‫لالستيراد والتصدير المعرضة دائما لتغيرات سريعة‪ ،‬وكذلك من االضطرابات الداخلية‪،‬‬
‫هذه العوامل تهدد سالمة تنفيذ العملية حتى لو كان طرفا العقد حسن النية‪.‬‬
‫ونرى هنا أن االعتماد المستندي يواجه أمرين سوء النية المحتمل من أحد الطرفين‪،‬‬
‫ومساوئ تدخل العوامل الخارجية في تنفيذ العملية‪ ،‬فاالعتماد المستندي وسيلة ائتمانية‬
‫تمارسها البنوك تهدف إلى‪:‬‬
‫تسهيل واتمام البيوع التجارية الدولية‪ .‬ضمان وفاء كل من طرفي البيع بالتزامه‬
‫الناشئة عنه‪.‬‬
‫تقديم أسلوب لألمان لجميع األطراف ذوي الشأن في االعتماد المستندي أي‬ ‫‪-1‬‬
‫البائع والمشتري والبنك الوسيط‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص االعتماد المستندي‬
‫تقوم تقنية االعتماد المستندي على عدة مبادئ أساسية تجعلها تنفرد بخصائص‬
‫تميزها عن غيرها من وسائل تمويل معامالت التجارة الدولية‪ ،‬وهذه الخصائص نصت‬
‫عليها القواعد الموحدة األعراف االعتمادات المستندية الصادرة عن غرفة التجارة الدولية‬

‫‪1‬‬
‫موسى طالب حسن‪ ،‬الموجز في قانون التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،1997 ،‬ص‪.86‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫والمتمثلة في االستقاللية (أوال) المطابقة الظاهرية للمستندات (ثانيا) التعامل بالسندات‬


‫‪1‬‬
‫(ثالثا) وااللتزام (رابعا)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬االستقاللية‪ :‬وتقوم على أن االعتمادات بطبيعتها منفصلة على عقد البيع‪ ،‬وال‬
‫تكون البنوك بأي حال معينة أو ملتزمة بمثل هذه العقود‪ ،‬وبناء على استقالل االعتماد‬
‫المستندي عن العقد الذي فتح بسببه وعن جميع العقود األخرى فإن المستفيد يحتفظ بحقه‬
‫كامال من االعتماد بمجرد إيفائه بشروطه‪ ،‬بغض النظر عن مدى تنفيذ الزبون بفتح‬
‫االعتماد قبل البنك فاتح االعتماد‪ ،‬وبالمقابل يبقى المستفيد ملزما بتنفيذ شروط االعتماد‬
‫إذا أراد االستفادة منه‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬المطابقة الظاهرية للمستندات‪ :‬وتقوم على أن جميع األطراف المعنية‬
‫بعمليات االعتماد تتعامل بالمستندات وال تتعامل ببضائع وخدمات أو غير ذلك من أوجه‬
‫التنفيذ التي قد تتعلق بها تلك المستندات العمل القضائي)‪ .‬وبناءا على المطابقة الظاهرية‬
‫للمستندات يتحقق ( عمليا) استقالل عقد االعتماد المستندي عن العقد الذي فتح بسببه‪،‬‬
‫وهذا ما يشجع البنوك على فتح االعتماد وقبولها بشروط أبسط مما لو كانت عليها فحص‬
‫البضاعة نفسها بدال من فحص المستندات الممثلة لها‪.‬‬
‫من هنا يبرز لنا أهمية االعتماد المستندي في كونه ضمان قانوني يهدف إلى حسن‬
‫وضمان تنفيذ االلتزامات كما يبرز أهميته في اعتباره آلية ناجعة في مجال الصفقات‬
‫التجارية وتمويلها‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬التعامل بسندات‪ :‬ويبقى أن البنوك ال تعامل بالبضائع أو الخدمات أو‬
‫األداء المتعلق بهذه المستندات‪ ،‬وهذا ما نصت عليه فى المادة الخامسة من األصول‬
‫واألعراف الموحدة لالعتمادات المستندية‪ ،‬على أنه‪ " :‬تتعامل جميع األطراف المعنية‬

‫‪1‬‬
‫أحمد معوج‪ ،‬النظام القانوني لالعتماد المستندي‪ ،‬مذكرة الماجستير‪ ،‬شعبة الحقوق‪ ،‬تخصص‪ :‬قانون أعمال‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية كلية الحقوق‪ ،2016-2015 ،‬ص‪.15‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫بعمليات االعتماد بالمستندات وال تتعامل ببضائع أو خدمات أو غير ذلك من أوجه التنفيذ‬
‫التي تتعلق بها المستندات‪.‬‬
‫رابعا – االلتزام‪ :‬يقوم على احترام الشروط المكتوبة في االعتماد المستندي حرفيا‬
‫حتى إذا كانت شروطه لعقد البيع‪ .‬وهذا ما تضمنته المادة الخامسة من واألعراف الموحدة‬
‫‪1‬‬
‫لالعتمادات المستندية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف االعتماد المستندي‬
‫إذا كان االعتماد المستندي يحقق وظيفة أو أكثر وأهداها تدور جميعها حول تيسير‬
‫المعامالت التجارية الدولية‪ ،‬فإن هذا االعتماد باعتباره أداة يحقق تمويل العمليات التجارية‬
‫فإنه يعني إضافة ائتمان البنك فاتح االعتماد إلى العميل على نحو تزداد الثقة لدى البائع‬
‫في أنه سيحصل على ثمن البضاعة التي شحنها للمشتري‪ ،‬في حين يطمئن المشتري إلى‬
‫أن البضاعة التي اشتراها سوف يتم شحنها بموجب وثائق تسلم إليه لمراجعة الموانئ‬
‫‪2‬‬
‫لتسلمها"‪.‬‬
‫ومن جهة ثانية فإن االعتماد المستندي من شأنه التوسط بين المشتري والبائع على‬
‫نحو يطمئن البائع إلى أنه سيحصل على ثمن البضاعة ويطمئن المشتري إلى أن‬
‫البضاعة ستصل ويتسلمها‪.‬‬
‫لذلك نخلص إلى أن عملية االعتماد المستندي عبارة عن عقد بين البنك وعميله‬
‫يقبل بموجبه البنك أن يضع تحت تصرف شخص آخر مبلغا من النقود مقابل تقديم‬
‫مستندات يحددها عقد فتح االعتماد‪.‬‬
‫وفحوى ذلك أن هذا العقد ينتج آثا ار هيا التزامات أطرافه والتزامات البنك فيه هي دفع‬
‫أو قبول كمبياالت مسحوبة عليه من المستفيد من االعتماد‪ ،‬بما يعني أن االعتماد‬

‫‪1‬‬
‫أحمد معوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود الكيالني‪ ،‬الموسوعة التجارية والمصرفية المجلد الرابع‪ ،‬عمليات البنوك "دراسة مقارنة" عمان‪ ،‬دار الثقافةـ‬
‫‪ ،2009‬ص‪.185‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫المستندي عبارة عن تعهد صادر عن البنك بناء على طلب عميله لصالح شخص آخر‬
‫يتضمن أنه سيدفع المبلغ المحدد به وذلك وفق شروط معينة ومحددة اتفق عليها‪ .‬العميل‬
‫والمستفيد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتتلخص وظائف االعتماد المستندي في أنها‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتيب مصرفي لتسوية معامالت التجارة الدولية‬
‫‪ -2‬تهين أسلوبا لألمان لجميع األطراف‪.‬‬
‫‪ -3‬تضمن وفاء ثمن البضاعة بشرط أن تكون بنود وشروط االعتماد قد نفذت‬
‫وعلى ما تقدم فإن االعتماد المستندي يقدم وسيلة ضمان لطريقة العقد ووسيلة وفاء‬
‫التزاماتهما‪ ،‬باإلضافة إلى تمكين المستفيد من تمويل عملياته التجارية عندما يحصل على‬
‫الثمن فو ار وبمجرد تقديم المستندات‪ .‬إذ إن المستندات تحدد مركز كل واحد من أطراف‬
‫عملية االعتماد‪ ،‬وأن وجود المستندات شرط الزم العتبار العملية اعتمادا مستنديا‪ ،‬بمعنى‬
‫أنه إذا كان العقد يتضمن دفع القيمة بعد تسلم البضاعة أو بعد فحصها فإن هذا العقد‬
‫يبتعد عن عملية االعتماد المستندي‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الوظائف التي يقوم بها االعتماد المستندي كما ورد سابقا بأنه يحقق‬
‫منفعة تجارية تقوم على أنه يؤكد المصدر (البائع) بأن قيمة البضاعة ستدفع له عندما‬
‫يستجيب لشروط االعتماد‪ ،‬ويؤكد للمستورد (المشتري) أن الدفع لن يتم قبل التثبت من‬
‫قيام المصدر ( البائع) بإرسال البضاعة بواسطة مستندات‪ ،‬وكذلك فإن المستورد‬
‫(المشتري) يحصل على تسهيالت مصرفية بمناسبة االعتماد المستندي في حين يوفر هذا‬
‫االعتماد السيولة النقدية للبائع (المصدر) يمكنه أن يستخدمها في عمليات تجارية أخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بضراني نجاة‪ ،‬االنتمان المصرفي بطرية التوقيع‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،1987‬ص‪.165‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع االعتمادات المستندية والطبيعة القانونية‪.‬‬


‫يعتبر تمويل التجارة الخارجية من أهم العمليات التي تؤثر على الدول‪ ،‬خاصة في‬
‫الوقت الذي أصبحت فيه التجارة الخارجية همزة الوصل بين الدول‪ ،‬والركيزة األساسية ألي‬
‫اقتصاد‪ ،‬وأداة فعالة لزيادة التوازن النقدي للدولة‪ ،‬وبفضل هذه التجارة ينمو االقتصاد‬
‫الوطني وبالتالي يزداد الدخل القومي معا‪ .‬لهذا تحرص الدول باختالف األنظمة النقدية‬
‫فيها على االهتمام بتنظيم مسألة التمويل في عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬بإنشاء سياسة‬
‫مالية ُمحكمة تسهم باإليجاب في الوضع االقتصادي للدولة‪.1‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع اإلعتماد المستندي‪.‬‬
‫تواجه التجارة الدولية عددا من المعوقات‪ ،‬تتركز معظمها في التسوية المالية‬
‫لمعامالت التجارة الدولية‪ ،‬كونها تبرم بين أطراف متباعدة ال يعرفون بعضهم البعض‪ ،‬فال‬
‫ص ِّدر األجنبي شحن البضاعة محل العقد قبل حصوله على قيمتها بالمقابل‬ ‫الم َ‬
‫يرغب ُ‬
‫يرفض المشتري دفع قيمة البضاعة قبل حصوله عليها أو ما يثبت إرسالها له‪.‬‬
‫وبعد تمويل التجارة الخارجية من أهم العمليات التي تنشغل بها الدول‪ ،‬خاصة في‬
‫الوقت الذي أصبحت فيه التجارة الخارجية همزة وصل بين البلدان والركيزة األساسية لكل‬
‫اقتصاد‪ ،‬وأداة فعالة لزيادة رصيد الدولة من العملة الصعبة‪ ،‬وبفضل هذه التجارة ينمو‬
‫االقتصاد الوطني وبالتالي يزداد الدخل القومي للفرد‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االعتماد المستندي القابل لإللغاء وغير القابل لإللغاء‬
‫)‪(Revocable - Irrevocable‬‬
‫الصورة األولى لالعتماد المستندي أنه يقبل اإللغاء ‪ Revocable‬على نحو‬
‫يستطيع كل طرف من أطرافه إلغاءه أو تعديل شروطه في اي وقت ودون موافقة من‬
‫األطراف األخرى‪ ،‬وهذا النوع من االعتماد ال يوفر الضمانات الكافية ألطرافه وأدى إلى‬
‫عزوف كبير في األوساط التجارية عن مثل هذا النوع من االعتمادات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ .1999‬ص‪34‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫واالعتماد المستندي يكون بالصفة المذكورة قابال لإللغاء إذا نص صراحة على أنه‬
‫كذلك في شروط االعتماد‪ ،‬وال يكون كذلك إذا لم ينص في شروط االعتماد على أنه قابل‬
‫أو غير قابل لإللغاء‪ ،‬وتضمنت المادة ‪ ٦‬فقرة (ج) من األصول واألعراف الموحدة أنه في‬
‫غياب هذه اإلشارة فإن االعتماد سوف يعتبر أنه غير قابل لإللغاء"‪.‬‬
‫أما الصورة الثانية لالعتماد المستندي بأنه غير قابل لإللغاء ‪ Irrevocable‬فمردها‬
‫أن أطرافه ال يستطيعون إلغاء أو تعديل شروطه دون موافقتهم جميعا‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫االعتماد شائع في التعامل التجاري‪ ،‬ويمثل وظيفة هامة لتمويل العمليات التجارية الدولية‬
‫لما يوفره من ثقة عالية وضمانات أكيدة وواضحة ودرجة ضئيلة من المخاطر‪ ،‬ويعتبر‬
‫التزام البنك فيه كمصدر لالعتماد قاطعا ال رجوع فيه شريطة تقديم المستندات‪.1‬‬
‫وهذا النوع من االعتمادات قد يكون معز از أو غير معزز فهو معزز إذا أضاف‬
‫البنك المراسل "مبلغ االعتماد" تعزيزه لالعتماد بما يعني ضمانة جديدة للمستفيد‪ ،‬ويعني‬
‫تأييد االعتماد أو تعزيزه أن البنك الذي قام بالتأييد التعزيز" قد قبل بأن يضيف التزامه‬
‫النهائي والقاطع إلى البنك مصدر االعتماد وأنهما سيدفعا قيمة االعتماد للمستفيد‪.‬‬
‫أما كون االعتماد غير القابل لإللغاء غير معزز فصورته أن هذا النوع من‬
‫االعتمادات يقوم البنك الذي يفتح االعتماد بالطلب إلى البنك المراسل أن يبلغ االعتماد‬
‫وشروطه للمستفيد‪ ،‬ويقوم البنك المراسل بدوره كوسيط بين البنك فاتح االعتماد والمستفيد‬
‫دون التزام بالدفع‪ ،‬على أنه إذا قام البنك باعتباره وسيطا فقط بالدفع للمستفيد‪ ،‬فإنه يقوم‬
‫بذلك على مسؤوليته معتمدا على الثقة الكبيرة بالبنك فاتح االعتماد بمميله بأنه سيعود‬
‫عليه بما دفع دون صعوبة‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬الملرجع نفسه‪ ،‬ص‪.36‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االعتماد المؤيد ( المعزز‪ ،‬واالعتماد غير المؤيد‬


‫)‪(Confirmed - un Confirmed‬‬
‫تصدر االعتمادات المستندية بأشكال متعددة‪ ،‬تبعا لطبيعة االتفاق الذي يعقده‬
‫المستورد مع المورد المشتري مع البائع"‪ ،‬ويكون شكل االعتماد مرتبطا بالغرض الذي‬
‫صدر من أجله‪ ،‬وبالنتيجة فإنه يصدر وفق اتفاق مسبق‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يكون االعتماد الذي يفتح لصالح مستفيد بناء على طلب عميل‬
‫البنك مؤيدا أو غير مؤيد‪ ،‬ويعني تأييد االعتماد التزام جديد من البنك الذي صدر عنه‪،‬‬
‫والبنك المؤيد يخطر المستفيد بأن اعتمادا فتح لمصلحته وأنه يزيد التزام البنك الفاتح‪،‬‬
‫والتأييد يكون عادة بطلب من البائع إلى المشتري رغبة منه في قيام تعهد مباشر على‬
‫عاتق البنك الموجود في بلده‪ ،‬ذلك ألن تأييد االعتماد يمثل له ضمانا إضافيا يجمله‬
‫مطمئنا بأنه سيتلقى قيمة المستندات التي قدمها للبنك المؤيد بما يوفر له سيولة نقدية‬
‫بصورة سريعة ويحقق له سرعة دوران امواله وتصريف بضائعه‪ ،‬بخالف ما لو كان‬
‫االعتماد المستندي غير مؤيد والذي يفرض على المستفيد انتظار وصول المستندات إلى‬
‫البنك فاتح االعتماد‪.1‬‬
‫ولعل االختصاص القضائي الدولي للمنازعات التي تنشأ بمناسبة االعتمادات‬
‫المستندية تمثل أهمية كبيرة للمستفيدين‪ ،‬ذلك ألنه في االعتماد المستندي المؤيد تكون‬
‫محاكم المستفيد هي المختصة‪ ،‬بخالف الحال لو كان االعتماد غير مؤيد فإن محاكم‬
‫األمر والبنك فاتح االعتماد تكون مختصة بفض النزاع بمناسبة فتح االعتماد المستندي‪.‬‬
‫أما بشأن االعتماد غير المؤيد فهو الخطاب الذي يصدر عن البنك فاتح االعتماد‬
‫والموجه إلى المستفيد مباشرة أو بواسطة مراسل في بلد المستفيد‪ ،‬وبيكون البنك فاتح‬
‫االعتماد المسؤول عن دفع قيمة المستندات فور تقديمها إليه‪ ،‬وما يميزه عن االعتماد‬

‫‪ 1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.38‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫المؤيد أن المستفيد في االعتماد غير المؤيد ينتظر وصول المستندات إلى البنك الفاتح‬
‫والذي يكون عادة في بلد المشتري‪ ،‬بينما يحصل المستفيد في االعتماد المؤيد على قيمة‬
‫المستندات من البنك المراسل "المؤيد" والذي يكون عادة في بلده‪.1‬‬
‫ونشير هنا إلى أن االعتماد المؤيد ال يكون اعتمادا قابال لإللغاء‪ ،‬ألن االعتماد‬
‫القابل لإللغاء ال يؤيد‪ ،‬بمعنى أن التأييد ينصرف إلى الماضي ويكون بالنسبة العتماد‬
‫فتحه بنك آخر‪ ،‬ويتضح مما تقدم أن تأييد االعتماد ال يكون إال إذا كان االعتماد قطعيا‬
‫ألن التأييد يرتب التزاما قطعيا على المؤيد‪ ،‬والمؤيد ال يلتزم نهائيا إال إذا اطمان إلى أن‬
‫البنك الفاتح ملتزم بشكل قطعي "بات‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االعتماد المباشر واالعتماد الدائر‪(Straight Letter-‬‬
‫)‪Revolving Credit‬‬
‫االعتماد المباشر هو العقد الذي يلتزم بموجبه البنك الفاتح أو البنك المؤيد بأن يمكن‬
‫المستفيد من التصرف بمبلغ معين بوسائل الدفع المختلفة‪ ،‬ويسمى مباش ار ألنه ينفذ عند‬
‫بنك ممين سواء أكان البنك فاتح االعتماد أم مراسله في الخارج‪.‬‬
‫أما االعتماد الدائر فهو عقد بين البنك فاتح االعتماد وعدة بنوك يكون للمستفيد من‬
‫االعتماد الحصول على قيمة المستندات من أي من البنوك التي عينها البنك الفاتح لتنفيذ‬
‫التزامه في االعتماد‪ ،‬وينفذ االعتماد بهذا الشكل عادة بالخصم على نحو يمكن الرجوع‬
‫على المستفيد إذا تخلف البنك الفاتح عن تعويضه‪ ،‬ويمكن الرجوع على المستفيد إذا‬
‫تخلف البنك الفاتح عن تعويض البنك الدافع قيمة الخصم‪.‬‬
‫ويلجأ العمالء إلى هذا النوع من االعتمادات لكي ال يكرروا دفع تأمينات نقدية للبنك‬
‫فاتح االعتماد إذا رغبوا باستيراد كميات مختلفة من البضاعة على فترات دورية خالل‬
‫موسم معين أو خالل مدة زمنية محددة ولكي ال يقوموا بفتح اعتماد مستقل لكل كمية من‬

‫‪ 1‬بضراني نجاة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.168‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫البضاعة إذ بهذه الصورة يمكن فتح اعتماد يجدد تلقائيا وبصفة دورية كلما استنفذت قيمته‬
‫وبنفس الشروط خالل فترة زمنية محددة دون الحاجة إلى اتفاق جديد بين البنك والعميل‪،‬‬
‫ويسمى هذا النوع من االعتمادات بالدوارة ‪ Revolving Letter Of Credit‬ويكون هذا‬
‫االعتماد قابال للنقض أو غير قابل للنقض ويمكن أن يدور القيمة أو المدة أو االثنين معا‬
‫‪1‬‬
‫وفق ما يلي‪:‬‬
‫إذا كان االعتماد سيدور بالنسبة لمدته‪ ،‬فتجدد المدة تلقائيا بعد شحن كل‬ ‫‪-1‬‬
‫دوره من دوراته‪ ،‬ويجب أن تمند صالحيته لتغطي آخر دورة من الدورات الخاصة به‪،‬‬
‫ويجب أن يحدد عدد المرات التي سيجدد بها االعتماد‪.‬‬
‫مثال‪ :‬اعتماد دوار بالنسبة للمدة بمبلغ ‪ ۱۰,۰۰۰‬دوالر شهريا خالل مدة محددة‬
‫ولتكون ‪ ۱۲‬شه ار ففي هذه الحالة يكون صالحا لمبلغ ‪ ۱۰۰۰۰‬دوالر في كل شهر بغض‬
‫النظر عن أية مبالغ سحبت على االعتماد في الشهر السابق أو الدورة السابقة شريطة‬
‫استعمال الدورة السابقة‪.‬‬
‫إذا كان االعتماد سيدور بالنسبة لقيمته‪ ،‬فتحرر قيمة هذا االعتماد تلقائيا‬ ‫‪-2‬‬
‫بعد كل دفعة بنفس الدفعات السابقة وضمن فترة سريان االعتماد‪ .‬وهذا النوع من‬
‫االعتمادات يشكل مخاطرة كبيرة على البنك فاتح االعتماد لذلك تلجأ البنوك إلى اتخاذ‬
‫إجراءات احت ارزية لحصر مسؤوليتها عن طريق تحديد سقوف لالعتمادات ال يمكن‬
‫تجاوزها أو تحديد عدد المرات سيتجدد فيها االعتماد خالل فترة سريان االعتماد‪.‬‬
‫إذا كان االعتماد سيجدد بالنسبة للمدة وللقيمة معا‪ ،‬فإنه يجب تحديد عدد الشحنات‬
‫والمدة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬تم فتح اعتماد بتاريخ ‪ ١/٣/٢٠٠٦‬بمبلغ ‪ ۱۰۰,۰۰۰‬دوالر أمريكي يحدد‬
‫للمدة والقيمة لثالث مرات ربع سنوية فتكون الشحنات وقيمة االعتماد كما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ناظم الشمري‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ،‬الموصل الطبعة ‪ ،1977‬ص‪.23‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫الشحنة األولى لغاية ‪ ٣٠/٥/٢٠٠٦‬ويتجدد بعدها االعتماد بنفس القيمة‬


‫أي‪ ۱۰۰،۰۰۰‬دوالر لربع سنة أخرى‪.‬‬
‫الشحنة الثانية لغاية ‪ ٢٠/٨/۲۰۰٦‬ويتجدد بعدها االعتماد بنفس القيمة‬
‫أي‪ ۱۰۰,۰۰۰‬دوالر لربع سنة أخرى‪.‬‬
‫الشحنة الثالثة لغاية ‪ ۳۰/۱۱/۲۰۰٦‬وينتهي بعد ذلك االعتماد‪ .‬وهكذا يمكن أن‬
‫تكون االعتمادات الدوارة تراكمية أو غير تراكمية‪:‬‬
‫وتكون كذلك عندما تعطي أو ال تعطي للمستفيد الحق في إضافة النقص في إحدى‬
‫دفعاته إلى الدفعة التالية ‪ Revolving And Non Comulative L/C‬وتكون‬
‫االعتمادات غير تراكمية عندما ال يحق للمستفيد بموجبها إضافة النقص في إحدى‬
‫الشحنات إلى قيمة الشحنة التالية‪.‬‬
‫وعليه يجب أن تكون تعليمات االعتماد الدوار واضحة من حيث إنها تراكمية أو‬
‫غير تراكمية‪ ،‬وهل تجدد تلقائيا أم ال‪ ،‬ويجب تحديد عدد الدورات للقيمة األصلية المطلوب‬
‫تجديدها‪ ،‬وهل سيكون االعتماد دوا ار بالنسبة للقيمة أو المدة أو االثنين معا‪.‬‬
‫ويجب عدم السماح بالشحن الجزئي في االعتمادات الدوارة إال إذا كان االعتماد‬
‫دوا ار بالنسبة للمدة ويستوفي عموالت فتح االعتماد وتحسب قيمة التعهدات على كامل‬
‫مجموع دورات االعتماد إذا كان االعتماد يجدد تلقائيا وتستوفى نسبة التأمينات النقدية‬
‫على دورة واحدة فقط وتبقى قائمة حتى الدورة األخيرة‪.1‬‬
‫وكذلك تستوفى عموالت فتح االعتماد ونسبه التأمين النقدي المقررة وتحتسب قيمة‬
‫التعهدات على العميل طالب فتح االعتماد مقدما عن كل دورة في حينها إذا كان االعتماد‬
‫يجدد بشكل غير تلقائي‪ ،‬حيث يقوم البنك فاتح االعتماد بتفويض البنك المراسل أو المبلغ‬
‫باعتبار الدورة الجديدة سارية المفعول‪ .‬وبشكل عام ال يجوز فتح اعتمادات دوارة يكون‬

‫‪ 1‬ناظم الشمري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫الدفع فيها مقابل سحوبات زمنية مكفولة ما لم تكن الضمانات المقدمة من العميل كافية‬
‫وتغطي مخاطره وخاصة التأمين النقدي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لإلعتماد المستندي‪.‬‬
‫وتنبع أهمية االعتماد المستندي في التجارة الخارجية من الدور المالي الذي‬
‫يلعبه في هذا المجال‪ .‬كما ذكرنا سابقا‪ ،‬هذا عقد مستقل يتم إبرامه وفقا التفاقية‬
‫الشراء والبيع ويتضمن دفع ثمن البضائع‪ .‬ويتم ذلك عن طريق المستورد عن طريق‬
‫فتح خطاب اعتماد لصالح المصدر‪ ،‬والقيام بإجراءات مع البنك‪ ،‬لذلك يعد إبرام عقد‬
‫فتح االعتماد بصورة سليمة وتنفيذه الطريق لحماية حقوق المتعاملين‪ ،‬لذا سنقوم‬
‫بعرض مراحل سير االعتماد وطرق تنفيذ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلتجاه القديم‬
‫يعتقد أنصار هذا االتجاه أن القانون المطبق على العالقة التي تنشأ بين البنك‬
‫والمستفيد هو القانون المدني كقانون عام للقوانين ‪ ،‬لكنهم اختلفوا في تحديد النظرية‬
‫التي يقوم عليها هذا العقد ‪ ،‬وسنقوم بذلك في هذا القسم معرفة جميع النظريات التي‬
‫استند إليها هذا االتجاه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الوكالة‪:‬‬
‫واعتبر أنصار هذه النظرية أن التزام البنك تجاه المستفيد يسري على أحكام‬
‫الوكالة من وقد نص المشرع الجزائري على الوكالة في المادة ‪ 571‬من القواعد‬
‫العامة للقانون المدني بقوله‪" :‬الوكالة أو اإلنابة هي عقد بمقتضاه يفوض شخص‬
‫‪1‬‬
‫شخصا آخر للقيام بعمل شيء لحساب الموكل وباسمه "‪.‬‬
‫حيث يعتبر البنك وكيل نيابة عن عميله الموجه (المشتري) في دفع ثمن‬
‫الري األول ‪ ،‬وهو‬
‫البضاعة للمستفيد (البائع) ‪ ،‬باستثناء أنها مقسمة إلى رأيين ‪ ،‬أ‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 571‬من األمر ‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫الفقيهين ‪Jutridge‬و ‪ ، Meggarh‬حيث يعتبران أن المشتري هو وكيل نيابة عن البائع‬


‫من خالل تأمينه لدفع ثمن البضاعة من خالل ‪ ،‬من خالل االعتماد المستندي ‪ ،‬يبدي‬
‫البائع هنا رغبته في التعاقد بشرط أن يكون المشتري حصل على تعهد مستقل بدفع ثمن‬
‫االعتماد المستندي لصالحه بحيث يتم دفع الثمن بموجبه مقابل تسليم المستندات‬
‫المنصوص عليها في عقود البيع للبنك‪.‬‬
‫وانتقد هذا الرأي في نظرية الوكالة التي اعتبرت المشتري وكيال عن البائع ‪ ،‬قائال‬
‫إنه لم يأخذ في الحسبان االستقاللية بين عقوده ‪ ،‬بربط عقد االعتماد المستندي بالعقد‬
‫األصلي ‪ ،‬وهذا مخالف مبدأ المستفيد هنا طرف في عملية االعتماد المستندي (عقد فتح‬
‫االعتماد) كما هو من استقاللية عقد االعتماد المستندي عن عالقة المستفيد بالعميل (وفقا‬
‫لعقد البيع) غير المعقول أن المستفيد هو مركز الموكل والعميل مجرد وكيل لهذا المستفيد‬
‫في عقد فتح االعتماد ‪ ،‬وهنا ينتهي عمل الوكيل المتمثل في االتفاقية مع البنك والتزامه‬
‫‪1‬‬
‫بأوامر العميل و تنفيذها الدقيق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكفالة‪:‬‬
‫يعتقد مؤيدو هذه النظرية أن البنك الذي أصدر االئتمان يعتبر ضامنا متضامنا مع‬
‫المشتري ‪ ،‬حيث يفتح البنك ائتمانا نهائيا لصالح البائع ويصبح في التزامه تجاه البائع‬
‫بدفع ثمن البضاعة ‪ ،‬بشرط أن يفي البائع بالتزامه في التنفيذ ‪ ،‬ويؤكد أيضا دفع قيمة‬
‫البضاعة ‪ ،‬كضامن للمشتري‪.‬‬
‫وقد انتقد هذه النظرية مجموعة من الفقهاء من بينهم األستاذان جمال الدين عوض‬
‫ومصطفى كمال طه ‪ ،‬ووفقا لهذه النظرية ال يمكن تفسير آثار االعتماد المستندي ‪ ،‬حتى‬
‫ال يعود الدائن إلى الضامن للوفاء بالدين ‪ ،‬إال بعد رجوعه إلى المدين األصلي باإلضافة‬
‫إلى إثبات رفضه وعدم قدرته على الوفاء ‪ ،‬ولكن في عقد االعتماد المستندي ‪ ،‬يمكن‬
‫للمستفيد المطالبة بحقه مباشرة من البنك ‪ ،‬بعد إثبات فشل األخير وليس ‪ ،‬ألن التزام‬

‫‪1‬‬
‫سميرة ساري‪ ،‬شذى الياسمين سعيدان ‪ ،‬النظام القانوني لعقد اإلعتماد المستندي في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪،‬‬
‫تخصص قانون أعمال‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،2022/2021 ،‬ص‪.37‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫ومباشر ‪ ،‬وقبل العودة للمشتري ‪ ،‬للدفع نتيجة لذلك ‪،‬‬


‫ا‬ ‫البنك يعتبر التزاما شخصيا‬
‫‪1‬‬
‫كما هو الحال في عقد الوكالة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلتجاه المعاصر‬
‫نتيجة لفشل النظريات التقليدية في تكييف الطبيعة القانونية لعقد االعتماد‬
‫المستندي‪ ،‬ظهرت نظريات أخرى حاولت إيجاد التكييف القانوني للعالقة التي تربط‬
‫البنك بالمستفيد‪ ،‬والتي تمثلت في نظرية اإلدارة المنفردة‪ ،‬ونظرية العملية المصرفية‬
‫البحتة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عقد من نوع خاص‪:‬‬
‫عقد االعتماد القائم في هذا االتجاه هو عقد مميز عن باقي العقود المعروفة‬
‫في مجال القانون الخاص‪ .‬تم إنتاجه عن طريق تجارة الدولة ‪ ،‬وهي مرنة ومرنة‪.‬‬
‫إن تطور ما حدث في الساحة االقتصادية والسياسية في مختلف دول العالم له‬
‫قواعده الخاصة ‪ ،‬وهذه األسباب تفسر استقاللية التزام البنك تجاه البائع (المستفيد)‬
‫‪2‬‬
‫من العالقة بين عميل الطلب والبنك ‪ ،‬أو بين العميل والمستفيد‪.‬‬
‫ثانبا‪ :‬نظرية اإلرادة المنفردة‪:‬‬
‫حيث يعتقد أصحاب هذا النهج أن التزام البنك تجاه المستفيد في االعتماد‬
‫المستندي يتم فقط من خالل إرادة البنك أحادية الجانب إللزام نفسه بشكل مباشر‬
‫بناء على خطاب االعتماد الذي أصدره وأرسله إلى البائع (المستفيد) ‪ ،‬حيث تم‬
‫االلتزام بهذا االلتزام منذ وصوله لعلم الشخص الموجه إليه هذا الخطاب لن يقوم‬
‫البنك بإلغاء التزامه قبل التعهد الذي لن يتعرض لضرر وأن هذا االلتزام سيكون‬
‫بعد انتهاء صالحية العقد و من عقد البيع وعقد اإلعتماد الذي كان سبب‬
‫‪3‬‬
‫إنشائها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سميرة ساري‪ ،‬شذى الياسمين سعيدان ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪2‬‬
‫رتيبة حدودة‪ ،‬اإلعتماد المستندي‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص قانون أعمال‪ ،‬جامعة الدكتور يحيى فارس‪ ،‬المدية‪،‬‬
‫الجزائر‪2016/2015 ،‬ص‪.40‬‬
‫‪3‬‬
‫رتيبة حدودة ‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.42‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪..............................................................‬ماهية االعتماد المستندي‬

‫خالصة الفصل األول‬


‫من خالل ما تطرقنا إليه في هذا الفصل نستنتج أن التجارة الخارجية هي عصب‬
‫الحياة االقتصادية ومحركها في الدول‪ ،‬لما لها من دور في توسيع المعامالت التجارية‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬خصوصا مع انفتاح األسواق الخارجية والتطور التكنولوجي الحاصل‬
‫من هنا ظهرت الضرورة لتدخل البنوك في تأمين سير ‪ .‬هذه العالقات واالعتماد‬
‫المستندي باعتباره إحدى العمليات البنكية التي تتصف باألمان في مجال التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬تقوم على عدة ترتيبات تعاقدية تبدأ بعقد البيع الدولي‪ ،‬فبمجرد عقد البيع الدولي‬
‫يلجأ المشتري إلى ال بنك من أجل فتح االعتماد المستندي وفق ما تم االتفاق عليه مع‬
‫البائع‪.‬‬
‫فاالعتماد المستندي يعتبر الوسيلة المثلى لتسوية المعامالت التجارية الدولية‪ ،‬فهو‬
‫تعهد صادر عن البنك بناء على طلب المشتري لفائدة البائع كل هذا يتم وفق مراحل‬
‫محددة عن طريق المستندات المطلوبة والتي تمثل الضمان الوحيد للبنك للدخول في هذه‬
‫الوساطة‪ ،‬لذلك يعتبر إبرام عقد فتح االعتماد بصورة سليمة وتنفيذه الطريق لحماية حقوق‬
‫المتعاملين‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تنظيم االعتماد المستندي‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫تمهيد‬
‫من أهم العمليات االئتمانية التي تقوم بها البنوك لتسهيل وتمويل التجارة الخارجية‬
‫هو االعتماد المستندي الذي يهدف إلى تسهيل وتسريع التبادل الدولي وزيادة حجمه‪،‬‬
‫فتدخل البنوك بموجب هذه التقنية يعد أحد الوظائف التي تقوم بها لجلب المتعاملين في‬
‫مجال التجارة الخارجية مما يترتب عليه الزيادة في دخل البنوك‪.‬‬
‫ومن شأن هذه المفاوضات أن تؤدي إلى التزامات تقع على عاتق أطراف القرض‬
‫والتي قد تمثل أيضا حقوقا للطرف اآلخر‪ ،‬يخولها االعتماد المستندي لألطراف المتعاملة‬
‫به ويكفل حصولهم عليها من خالل الضمانات التي يقدمها لهم وهذا ما سنراه في المبحث‬
‫األول‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أيضا أن استخدام هذه التقنية عند استخدام االعتماد المستندي‬
‫في التجارة الدولية ال يخلو من العقبات والمخاطر‪ ،‬والمتمثلة في المشاكل التي تعيق‬
‫سيرورته والتي تكون ناتجة عن عوامل أخرى خارجة عن إرادة المستفيد والمتعامل األمر‬
‫وكذا البنك‪ ،‬ما يستلزم اتخاذ االحتياطات الالزمة عند التعامل بهذا النوع من االعتمادات‪،‬‬
‫وهذا ما سنراه كذلك في المبحث الثاني‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫المبحث األول‪ :‬شروط فتح االعتماد المستندي‬


‫يرتب االعتماد المستندي التزامات على عاتق األطراف التي قامت بفتح االعتماد‬
‫وهي العميل والبنك فاتح االعتماد‪ ،‬إضافة إلى التزامات تقع على عاتق أطراف لم يشاركوا‬
‫في عقد فتح االعتماد هما المستفيد والبنك الوسيط‪ ،‬وهذه االلتزامات يتحملها كل طرف‬
‫استنادا إلى العالقة التي تربطه بالطرف اآلخر خالل مختلف مراحل تنفيذ االعتماد‬
‫المستندي‪.‬‬
‫قد يكون التعامل باالعتماد المستندي بين أطراف غير معروفة؛ كأن يكون العميل‬
‫مثال غير معروف لدى البنك أو يكون مركزه المالي ال يسمح له بفتح االعتماد مما‬
‫يقتضي الحصول على ضمانات معينة تكفلها هذه التقنية ألطراف االعتماد المستندي‪،‬‬
‫سوف نرى كل هذا في المطلبين التاليين‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط الشكلية‬
‫تنشأ بموجب االعتماد المستندي ثالث عالقات مستقلة عن بعضها البعض‪ ،‬فتبدأ‬
‫بعقد بيع البضائع بين المشتري والبائع‪ ،‬ثم تنتقل لعقد االعتماد بين البنك العميل والمشتري‬
‫اآلمر ‪ ،‬ثم تنفيذ البنك التزامه اتجاه المستفيد بتسديد ثمن البيع لكل طرف من أطراف‬
‫االعتماد المستندي التزاما تجاه اآلخر ملزم أن يقوم به‪ ،‬فهناك ست التزامات بين أطراف‬
‫االعتماد لكل منهما األمر بتنفيذ االلتزام الموجه إليه‪ ،‬حيث تتمثل هذه االلتزامات في‬
‫التزامات المشتري تجاه البائع التزامات البائع تجاه المشتري‪ ،‬التزامات المصرف تجاه‬
‫العميل‪ ،‬التزامات العميل تجاه المصرف‪ ،‬التزامات المستفيد تجاه المصرف التزامات‬
‫المصرف تجاه المستفيد‪.1‬‬

‫‪ 1‬كريمة حادي‪ ،‬االعتماد المستندي دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة الماستر‬
‫في شريعة وقانون‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية والعلوم االنسانية‪ ،‬قسم العلوم االسالمية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪،‬‬
‫أدرار‪ ،2018-2017 ،‬ص‪.19‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫الفرع األول‪ :‬الحصول على رخصة االستيراد‬


‫يشترط على المستورد وهو المشتري أو اآلمر‪ ،‬الحصول على رخصة استزاد لفتح‬
‫االعتماد لكن في بعض الحاالت قد يكون طالب فتح االعتماد غير المستورد‪ ،‬قد يكون‬
‫وكيال‪ .‬عنه ويحدث هذا األمر في بعض الدول التي تتطلب أنظمتها ضرورة حصول‬
‫المستورد على رخصة استراد لفتح االعتماد و إذ لم يتمكن المستورد من الحصول عليها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فيلجأ إلى وكيل بالعمولة لفتح اعتماد باسمه لكن لحساب المستورد‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬كتابة اسم المستفيد ومحل إقامته‬
‫يشترط كتابة اسم المستفيد ومكان إقامته في المستندات المطلوبة وينبغي الحذر عند‬
‫كتابة اسم المستفيد حتى ال يضطر المصرف إلى رفض المستندات المقدمة منه في حال‬
‫عدم وجود تطابق بين اسم المستفيد في االعتماد واسمه في المستندات‬
‫الثالث‪ :‬توفير بعض المستندات‪.‬‬
‫ا‬ ‫الفرع‬
‫من أهم المستندات الواجب توفرها لفتح االعتماد المستندي وهي سند الشحن وثيقة‬
‫التأمين تأتي الفاتورة التجارية‪ ... .‬إلخ ؛ ألن التعامل يتم بين أطراف االعتماد ال بالضائع‬
‫وال بالخدمات‬
‫الفرع الرابع‪ :‬نوع االعتماد وقيمته‬
‫يجب أن يتم في الطلب تحديد نوع االعتماد إذا ما كان قطعيا أم ال‪ ،‬أو معزز أم‬
‫ال‪ .... .‬الخ؛ كما ينبغي تحديد قيمة االعتماد باألرقام والكتابة وفي حالة وجود تعارض‬
‫بين قيمة االعتماد باألرقام وقيمته بالكتابة‪ ،‬ترجع القيمة المكتوبة ألنها أكثر تعبي ار عن‬
‫إرادة المتعاقدين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كريمة حادي‪ ،‬االعتماد المستندي دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة‬
‫الماستر في شريعة وقانون‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية والعلوم االنسانية‪ ،‬قسم العلوم االسالمية‪ ،‬جامعة أحمد‬
‫دراية‪ ،‬أدرار‪ ،2018-2017 ،‬ص‪.21‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المستندات الرئيسية‬


‫يوفر االعتماد المستندي الضمان واألمان لكل األطراف المشاركة فيه وذلك من‬
‫خالل الضمانات التي يمنحها لهم‪ ،‬والتي تجعل منه األكثر وسائل الدفع رواجا عالميا في‬
‫مجال تمويل التجارة الخارجية وخاصة بالنسبة للمعامالت التي تكون ألول مرة بين‬
‫األطراف‪ ،‬سنرى فيما يلي أين تكمن هاته الضمانات لكل من العميل األمر والمستفيد ثم‬
‫البنك أو المصرف فاتح االعتماد في الفروع التالية‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الفاتورة التجارية‬
‫هي وثيقة يحررها المستفيد تطلب في جميع االعتمادات المستندية‪ ،‬تتضمن بيان‬
‫مفصل للبضائع المرسلة إلى المشتري من حيث نوعها مواصفاتها‪ ،‬عالمتها التجارية‪،‬‬
‫كميتها‪ ،‬سعر الوحدة منها‪ ،‬مبلغها اإلجمالي مصروفات الشحن والنقل وأقساط التأمين هي‬
‫أهم المستندات المطلوبة ألنها تمكن البنك من تقييم البضاعة محل الرهن لديه يشترط‬
‫صدورها عن المستفيد وباسم المستورد بنفس قيمة االعتماد‪ ،‬إال أنها ليست واجبة التوقيع‪.‬‬
‫كما ال يجب الخلط بين الفاتورة التجارية والفاتورة الشكلية‪ pro former‬والتي هي فاتورة‬
‫أولية يحررها البائع لتحديد مواصفات البضاعة التي يعرضها للبيع تمكن المشتري من‬
‫الحصول على رخصة االستيراد لكنها ال تعتبر الفاتورة النهائية‪ .‬لذا ال يمكن للفاتورة‬
‫تعوض الفاتورة التجارية وليس لها قوة قانونية‪.‬‬
‫الشكلية أن ّ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سند الشحن‬
‫هو سند يصدر من الناقل بعد استالم البضاعة المراد شحنها ومعاينة الطرود من‬
‫الخارج للتأكد من سالمة التعبئة‪ ،‬فتكون فيها عبارة تثبت الشحن على سفينة معينة أو أنه‬
‫تم استالم البضاعة للشحن مع بيان تمام الشحن‪ .‬يطلب في جميع دليل على شحن‬
‫البضاعة محل التعاقد‪ .‬يعتمد نوع سند الشحن على وسيلة الشحن نظمت القواعد‬

‫‪1‬‬
‫بجاوي زهيرة‪ ،‬التزام البنك المصدر بفحص المستندات في االعتماد المستندي‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‪،‬‬
‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬المجلد‪ ،57‬العدد‪ ،2020 ،02‬ص‪.530‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫واألعراف الموحدة لالعتمادات المستندية مستندات النقل في االعتمادات وهي المواد من‬
‫‪1‬‬
‫‪ 19‬إلى ‪ 27‬وسنحاول دراستها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬سند الشحن البحري‪:‬‬


‫وثيقة الشحن البحري وثيقة يصدرها الناقل بعد استالمه للبضاعة المطلوب نقلها‪،‬‬
‫المصدر‪ ،‬وهو سند الملكية‬
‫ّ‬ ‫ويكون محرر في ‪ 3‬نسخ أصلية‪ ،‬غالبا ما يصدر ألمر البنك‬
‫قد يكون قابلة للتداول أم ال‪ .‬كما يوجد أنواع أخرى بوليصطة الشحن البحري النظيفة‬
‫والغير النظيف‪ ،‬وأخي ار بوليصطة الشحن البحري متعددة الوسائط‪ ،‬وقد حددت شكلها‬
‫المواد‪27 ،22 ،21 ،20 19 ،‬‬
‫انيا‪ :‬سند الشحن النظيف‪:‬‬
‫هو السند الذي ال يتضمن تصريح على وجود عيب في البضاعة المشحونة إال أنه‬
‫ليس ضروري أن تكون مدونة عبارة "تنظيف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬سند الشحن غير النظيف‪:‬‬
‫هو السند الذي يشير صراحة إلى وجود عيب في البضاعة أو في طريقة تغليفها أو‬
‫تعبئتها‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬سند الشحن القابل للتداول‪:‬‬
‫هو السند الذي يمكن تظهيره وهو األكثر استعماال في االعتماد المستندي‪ ،‬عكس‬
‫الغير قابل للتداول ال يمكن تظهيره كالسند االسمي فهو صادر باسم شخص معين ال‬
‫يمكن تناوله‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫بجاوي زهيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.553‬‬
‫‪ 2‬بجاوي زهيرة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.532‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫خامسا‪ :‬سند الشحن المشترك‪:‬‬


‫هو مستند يغطي عدة وسائل نقل مختلفة كنقل بحري وجوي أو بالسكك الحديدية‪،‬‬
‫يعطي حق رهن لحامله فال تعطى البضاعة إال بتقديم نسخة من سند الشحن المشترك‬
‫هذا السند يثبت تقديم البضاعة للنقل‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬سند الشحن الجوي)‪: (LTA‬‬
‫هو سند اسمي يصدر باسم شخص معين غير قابل للتداول ال يظهر‪ ،‬يصدر بـ ‪3‬‬
‫نسخ ج‪.‬‬
‫سادسا‪:‬سند الشحن البري‪:‬‬
‫تنقسم إلى وصوالت الشحن بالسيارات‪ ،‬وصوالت الشحن بالسكك الحديدية لها نفس‬
‫خصائص سند الشحن الجوي‬
‫سابعا‪ :‬وثيقة التأمين‪:‬‬
‫لها أهمية كبيرة خاصة في البيوع التي يتحمل فيها المشتري مخاطر البضاعة عند‬
‫الشحن‪ ،‬تعطي للمشتري والبنك المصدر الحق في قبض قيمتها إذا هلكت أو تلفت‪ ،‬وبهذا‬
‫فهي‪ :‬تشكل حماية لكل من المشتري والبنك المصدر‪ ،‬عادة ما يفرض البنك أن تكون‬
‫وثيقة التأمين محررة ألمره‪ ،‬وتغطي القيمة المطلوبة في االعتماد واذا لم تذكر القيمة‬
‫‪1‬‬
‫فيجب أن تغطي على األقل ‪ 110‬من قيمة البضاعة‪ ،‬تصدر عن شركة التأمين‪.‬‬

‫‪1‬بجاوي زهيرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.556‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل فتح االعتماد المستندي‬


‫تقوم تقنيات االعتماد المستندي بتنشيط التجارة الخارجية وذلك في إطار العالقات‬
‫المصدر والمستورد وذلك من خالل‬
‫الناشئة عنه وبما يخدم مصالح األطراف فيها‪ ،‬خاصة ُ‬
‫تمويل العمليات الخارجية التي يقومون بها‪ ،‬غير أنه هناك بعض العراقيل التي تعيق‬
‫السير الحسن لهذه التقنية قد تؤدي إلى خسارة غير طبيعية ال يمكن أن يتحملها األطراف‬
‫إذا تعددت المخاطر التي تحيط بها ويترتب على ذلك لزوم أخذ الحيطة والحذر لتفادي‬
‫هذه األخطار من خالل اتخاذ االحتياطات الالزمة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القواعد المنتظمة لالعتماد المستندي‬
‫رغم التحفيزات التي ‪ :‬تقنية االعتماد المستندي كوسيلة للتمويل والتسوية في عملية‬
‫التجارة الخارجية إال أنها تعرف بعض المخاطر التي تتفاوت من وسيلة إلى أخرى كما‬
‫أنها تتباين في وسيلة التمويل ذاتها‪ ،‬فالمخاطر التي يعرفها االعتماد المستندي تختلف من‬
‫نوع آلخر ‪ ،‬وقد تمس كل أطرافه سواء تعلق ذلك بالمخاطر التي يتعرض لها الزبائن‬
‫العميل والمستفيد) أو المخاطر التي قد تعترض البنك فاتح االعتماد‪. 1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العمل بالقواعد واألعراف الدولية الموحدة‬
‫يجد االعتماد المستندي مصدره في القواعد واألعراف الدولية الموحدة والتي جاءت‬
‫بها غرفة التجارة الدولية لتضع اإلطار الذي ينظمه منذ نشأته حيث مرت هذه القواعد‬
‫بعدة تعديالت لتجعل من االعتماد المستندي أداة فعالة في مجال التجارة الدولية كما‬
‫‪2‬‬
‫سنتطرق إلى ذلك من خالل العناصر التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بن بريكة فلاير‪ ،‬مكانة االعتماد المستندي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجتير في القانون الخاص‪( ،‬فرع قانون‬
‫األعمال)‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬كلية الحقوق سعيد حمدين‪ ،1017-2016 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪2‬‬
‫حليمة غانمي‪ ،‬سميرة بولغيت‪ ،‬خصم األوراق التجارية –دراسة مقارنة بين الفقه االسالمي والقانون الوضعي‪ -‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية والعلوم االسالمية‪ ،‬تخصص‪ :‬شريعة وقانون‪ ،‬جامعة‬
‫أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪ ،2017 ،‬ص‪55‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫‪-1‬نشأة القواعد واألعراف الدولية الموحدة‪:‬‬


‫تعد القواعد واألعراف الدولية الموحدة الصادرة عن غرفة التجارة الدولية المرجع‬
‫األول لالعتماد المستندي أن هذه القواعد وضعتها غرفة التجارة الدولية في مؤتمرها‬
‫المنعقد في فيينا سنة ‪ ،1933‬وعدلت سنة ‪ 1951‬بمؤتمرها المنعقد في لشبونة ثم تعديلها‬
‫سنة ‪ 1962‬و ‪ 1974‬ثم جاء التعديل الذي أقره الجهاز التنفيذي الغرفة التجارة الدولية‬
‫في ‪ 03‬أفريل (نيسان) ‪ 1993‬ودخل حيز التنفيذ في ‪ 01/01/1994‬و يعرف باسم‬
‫القواعد بموجب نشرة (‪ )500‬التي دخلت حيز التنفيذ سنة ‪ 1994‬و تم تعديلها بنشرة‬
‫(‪ )600‬و دخلت حيز التنفيذ في ‪ 01/07/2007‬ويرمز إليها باإلنجليزية ‪Uniform‬‬
‫) ‪Customs and Practice for Documentary Credits (600 UCP‬و‬
‫المختصرة باألحرف الفرنسية‪RUU 600 les Régles et Usances Uniforme‬‬
‫فاختصرت عدد المواد من ‪ 49‬مادة إلى ‪ 39‬مادة و أعطت بعض التفسيرات لبعض‬
‫العبارات لتكون أكثر فاختصرت عدد تحديدا و وضوحا‪ .‬تعد هذه المراجعة السادسة من‬
‫نوعها منذ صدور هذه القواعد سنة ‪ .1933‬كما تعد هذه القواعد الصادرة عن غرفة‬
‫التجارة الدولية و المتعلقة باالعتماد المستندي قاعدة عالمية يتم الرجوع إليها من طرف‬
‫المتعاملين باالعتماد المستندي‪.‬‬
‫‪ .2‬خصائص القواعد واألعراف الدولية الموحدة‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫وتتميز هذه القواعد واألصول بما يلي‪:‬‬
‫‪1-‬هي قواعد مقرة‪.‬‬
‫‪-2‬تتيح الحرية للمحاكم الوطنية في التفسير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محي الدين اسماعيل‪ ،‬االعتمادات المستندية‪( ،‬المعهد العالمي للفكر االسالمي‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص‪.74‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫‪-3‬أن العقود التجارية التي هي السبب في إبرام عقود االعتمادات المستندية ال‬
‫تخضع لهذه األعراف‪ ،‬فتلك العقود مستقلة عن عقود االعتمادات المستندية‪ ،‬وهذه‬
‫االستقاللية تحقق فائدة كبيرة للمصارف لعدم تمكنها من معرفة قوانين و أعراف كل دولة‪.‬‬
‫‪-4‬و بما أن القواعد دولية‪ ،‬فيمكن االستفادة من قضاء المحاكم األجنبية وما يكتب‬
‫في الموضوع لالستعانة به كمصدر استداللي في التفسير‬
‫‪-3‬التعديالت التي طرأت على القواعد واألعراف الدولية الموحدة‬
‫لقد تم في تعديل سنة ‪ 2007‬التقليص من نص القواعد واألعراف الدولية الموحدة‬
‫وذلك ينزع (‪ )10‬عشرة مواد ليصبح بذلك عدد المواد ‪ 30‬مادة‪.‬‬
‫كما تم إلغاء التعامل بمصطلح االعتماد المستندي الرجعي حيث أن االعتمادات‬
‫‪1‬‬
‫تكون غير رجعية حتى لو أن االعتماد لم يعدد ذلك‪.‬‬
‫لماذا تمت مراجعة القواعد و األعراف الدولية الموحدة ؟‬
‫لم يكن تطبيق أحكام المواد المتعلقة باالعتماد المستندي على أكمل وجه منذ دخول‬
‫القواعد واألعراف الدولية الموحدة نشرة ‪ 500‬سنة ‪ 1994‬حيز النفاذ‪ ،‬حيث كان هناك‬
‫لبس في تفسير موادها وحتى في تطبيقها‪ .‬ونتيجة لذلك ‪ %70‬من المستندات التي كانت‬
‫تقدم حول االعتماد المستندي ترفض وذلك لعدم مطابقتها الشروط‪ .‬وعليه أصبح تطبيق‬
‫هذه القواعد يعرقل عمل االعتماد المستندي كأداة دفع‪ .‬وبذلك قررت غرفة التجارة الدولية‬
‫إعادة مراجعة هذه القواعد لتتماشى مع تطورات المعامالت البنكية في مجال البنوك والنقل‬
‫التأمينات والتأكيد على وحدة وعالمية هذه القواعد وعليه النتيجة التي توصل إليها هذا‬
‫التعديل هو بساطة و سهولة تطبيق هذه المواد بالنسبة للمتعاملين في مجال االعتماد‬
‫المستندي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن بريكة فلاير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫ما هي المشاكل األساسية التي عالجتها القواعد و األعراف الدولية الموحدة في‬
‫النشرة ‪ 500‬؟‬
‫هناك سبعة (‪ )7‬مواد تمت إثارتها من خالل الطلبات الرسمية المقدمة لغرفة التجارة‬
‫الدولية حول النشرة ‪ 500‬من األعراف و القواعد الدولية الموحدة والتي أخذتها بعين‬
‫االعتبار وهي‪:1‬‬
‫‪ -1‬مسؤولية البنوك‬
‫‪ -2‬معايير معاينة المستندات‪.‬‬
‫‪ -3‬المستندات غير المطابقة و اإلخطار بوجود اختالف في المستندات‪.‬‬
‫‪ -4‬المستندات التي يكون مصدرها غير معين أو تلك التي يكون محتواها غير محدد‪.‬‬
‫‪ -5‬سند الشحن البحري‪.‬‬
‫‪ -6‬الفواتير التجارية‪.‬‬
‫‪ -7‬االعتمادات القابلة للتحويل‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القواعد األخرى المنظمة لالعتماد المستندي‬
‫نتطرق في هذا الفرع للقواعد األخرى المنظمة لالعتماد المستندي والمتمثلة في كل‬
‫من المعايير والممارسات المصرفية وكذلك بالنسبة لموقف المشرع الجزائري كما سيأتي‬
‫ذكره‪.‬‬
‫‪ -1‬الممارسات والمعايير المصرفية الدولية‪:‬‬
‫أ‪ -‬المفهوم‪:‬‬
‫تبقى القواعد واألعراف الدولية المرجع لكل القواعد األخرى‪ ،‬على أن تكون المعايير‬
‫الدولية والممارسات المصرفية ‪(International Standard Banking Practice(ISP‬‬
‫‪Internationale Standard‬‬ ‫باللغة االنجليزية و‪PBIS)Pratique) Bancaire‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد اهلل بن محمود بن مودود الموصل الحنفي‪ ،‬االختيار لتعليل المختار‪ ،‬تعليق الشيخ محمود أبو دقيقة‪( ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د ط‪ ،‬د س‪ ،‬ج‪ ،)2‬ص‪.166‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫باللغة الفرنسية نشرة ‪ 681‬قواعد مرافقة للقواعد واألعراف الدولية الموحدة نشرة ‪600‬‬
‫تتضمن هذه القواعد مجموع المعامالت البنكية واألراء الصادرة عن غرفة التجارة الدولية و‬
‫هدفها هو المساعدة على تفسير أحكام القواعد الدولية الموحدة‪ ،‬كما تعد هذه المعامالت‬
‫البنكية والمعايير الدولية مكملة لألعراف والقواعد الدولية الموحدة ألنها تبين كيفيات‬
‫تطبيق بعض الممارسات كمراقبة االتفاقيات والفواتير ومستندات النقل والتأمين وشهادات‬
‫المنشأ‪ .‬وقد خضعت هذه القواعد لبعض التعديالت التقنية من أجل توحيد أحكامها‬
‫والشروط المختلفة التي تحتويها لتصبح متطابقة مع أحكام القواعد واألعراف الدولية‬
‫الموحدة نشرة ‪ 600‬وهناك بعض من فقرات القواعد السابقة للمعايير الدولية و الممارسات‬
‫‪1‬‬
‫المصرفية التي تم إدراجها مباشرة في القواعد و األعراف الدولية الموحدة نشرة ‪.600‬‬
‫ب‪ -‬التعديل‪:‬‬
‫في ‪ 30‬من شهر أكتوبر لسنة ‪ 2002‬تبنت الغرفة الدولية للتجارة الطبعة الرابعة‬
‫للمعايير الدولية والممارسات المصرفية‪ .‬وتتمثل في مجموعة من القواعد والممارسات‬
‫البنكية الدولية و المتعلقة بفحص المستندات في إطار التعامل باالعتماد المستندي‪ .‬وأثناء‬
‫مراجعة القواعد واألعراف الدولية الموحدة نشرة ‪ 600‬لسنة ‪ 2007‬تم مباشرة إدراج بعض‬
‫من فقرات هذه الممارسات البنكية ضمن القواعد واألعراف الدولية الموحدة وذلك بعد‬
‫مراجعتها أيضا التتوافق معها‪.‬‬
‫تكمل المعايير الدولية والممارسات المصرفية القواعد واألعراف الدولية الموحدة‬
‫والهدف من ذلك هو التقليل من عدم االتفاق الذي قد يقع بين المتدخلين في عملية‬
‫االعتماد المستندي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن بريكة فلاير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫الجزء األول‬ ‫يتضمن نص المعايير الدولية والممارسات المصرفية جزئين‪:‬‬


‫مخصص للمبادئ العامة والجزء الثاني مخصص للمستندات األكثر استعماال في االعتماد‬
‫المستندي‪.‬‬
‫‪ -2‬التشريع الجزائري‬
‫القانون المالية التكميلي لسنة ‪ :2009‬لقد عرف مناخ االستثمار في الجزائر بعض‬
‫التغييرات الهامة و هذا ما يتبين من خالل اإلصالحات التي جاء بها قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪ 2009‬خاصة فيما يتعلق بالتقليل من الصادرات والتي قضت بارتفاعها‬
‫‪1‬‬
‫محاولين بذلك جلب العملة الصعبة للجزائر عوض خروجها‪.‬‬
‫وحسب إحدى فقرات قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬وهي المادة ‪ 69‬المنظمة‬
‫باألمر رقم ‪ 01-09‬المؤرخ في ‪ 22‬يوليو سنة ‪ 2009‬والتي تنص على أنه‪:‬‬
‫"يتم دفع مقابل الواردات إجباريا فقط بواسطة االئتمان المستندي‪. .‬‬
‫تحدد السلطة النقدية والوزير المكلف بالمالية‪ ،‬عند الحاجة كيفيات تطبيق أحكام هذه‬
‫المادة ويعتبر النص على التعامل باالعتماد المستندي من طرف المشرع الجزائري كأداة‬
‫لدفع الواردات من باب الحصر وجعله وسيلة للتعامل بها في التجارة الخارجية حيث لم يقم‬
‫بتنظيمه و إنما ترك ذلك للقواعد واألعراف الدولية الموحدة باعتبار أنها قوانين عالمية و‬
‫أن الرجوع إليها أمر حتمي وضروري‪.‬‬
‫ت‪ -‬النظام رقم ‪ :07/01‬في مواده يهدف هذا النظام إلى تحديد مبدأ قابلية تحويل‬
‫العملة الوطنية بالنسبة للمعامالت الدولية الجارية والقواعد المطبقة على التحويالت من‬
‫والى الخارج و المرتبطة بهذه العمليات وكل حقوق وواجبات متعاملي التجارة الخارجية‬
‫‪2‬‬
‫والوسطاء المعتمدين في هذا الميدان‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫الزركشي‪ ،‬شرح الزركشي على مختصر الخرقي‪ ،‬دار الكبيغان‪ ،‬ط‪ ،1993 ،1‬ج‪ ،4‬ص‪.139‬‬
‫‪2‬‬
‫يوسف سماح بن السعيد‪ ،‬العالقة التعاقدية بين أطراف عقد االعتماد المستندي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬في القانون بكلية‬
‫الدراسات العليا في جامعة النجاح‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ ،2007 ،‬ص‪.149‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫وتجد اللص على التعامل باالعتماد المستندي في الجزائر في نص المادة ‪ 28‬من‬


‫هذا النظام التي تنصر على ان كيفيات التسديد هي‪ .‬تلك المعترف بها دوليا‪.‬‬
‫أما المادة ‪ 18‬من نفس النظام فتنص على أنه‪ " :‬تشكل وسائل الدفع في مفهوم‬
‫المادة ‪ 17‬أعاله‪:‬‬
‫‪ ‬األوراق النقدية‪،‬‬
‫‪ ‬الصكوك السياحية‪،‬‬
‫‪ ‬الصكوك المصرفية أو البريدية‪.‬‬
‫‪ ‬خطابات االعتماد‬
‫‪ ‬السندات التجارية‪،‬‬
‫ومنه كل وسيلة أو أداة دفع مقومة بالعملة األجنبية القابلة للتحويل بصفة حرة مهما‬
‫كانت األداة المستعملة ومنه نرى أن المشرع الجزائري نص على االعتماد المستندي في‬
‫كل من قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬وفي النظام رقم ‪ .07/01‬ما يالحظ من‬
‫خالل هذين النصين أن المشرع استعمل مصطلحين مختلفان و لكن يدالن على نفس‬
‫المعنى وهو االعتماد المستندي حيث أنه استخدم في قانون المالية مصطلح " االئتمان‬
‫المستندي‪ .‬وفي النظام رقم ‪ -07-01‬استخدم " خطاب االعتماد " وكال المصطلحان‬
‫استخدما في مختلف المراجع باللغة العربية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خطوات فتح االعتماد المستندي‬
‫ينطوي التعامل باالعتماد المستندي في التجارة الخارجية على درجة كبيرة من‬
‫الخطورة مما يستدعي على أطرافه العمل على تجنبها أيا كان شكلها وطبيعتها وذلك من‬
‫خالل اتخاذ االحتياطات الالزمة لمواجهتها أو التقليل من حدتها‪ ،‬وهذه االحتياطات قد‬
‫يتخذها المستورد أثناء إبرام عقد فتح االعتماد المستندي والمصدر (المستفيد) قبل وبعد‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫فتح االعتماد‪ ،‬وأيضا االحتياطات التي يتخذها البنك المصدر أثناء تنفيذ االعتماد سنرى‬
‫كل هذا في الفرع اآلتي‪.1‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عملية التوطين‬
‫أ‪ -‬مفهوم عملية التوطين‬
‫التوطين هو إجراء سابق عن كل عملية في التجارة الخارجية لذلك سنتطرق إلى هذا‬
‫اإلجراء قبل دراسة المراحل التي يمر بها االعتماد المستندي وتتعلق عميلة التوطين‬
‫بالتسجيل و التصديق القانوني على عمليات التجارة الخارجية و هي تسبق كل عملية‬
‫تحويل أموال أو رجوع رأس المال أو تخليص جمركي‪ .‬فالتوطين شكلية إدارية تعد‬
‫كدعامة تقنية المراقبة الصرف والتجارة الخارجية تمارس من طرف النظام البنكي ومصالح‬
‫الجمارك‪ ،‬كما أنها شكلية تساهم في التعريف بالمبادلة التجارية بإعطاء رقم التسجيل عند‬
‫فتح أي ملف استيراد أو تصدير‪.‬‬
‫فالتوطين إجراء إلزامي يجب التقيد به في كل عملية تصدير أو استيراد‪ ،‬فقبل أن‬
‫يتوسط البنك إلتمام أي عملية تجارية‪ ،‬فإنه يقوم كإجراء أول يجمع و حصر المعلومات‬
‫المتعلقة بهذه الصفقة و وضع أساس قانوني تنظيمي التتبع سير العملية إلى غاية انتهائها‬
‫تماما‪.‬‬
‫أما فيما يخص التشريع الجزائري فقد نظم عملية التوطين بالنظام رقم ‪07/01‬‬
‫المؤرخ في ‪ 03‬فيفري ‪ 2007‬والمتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت التجارية مع‬
‫الخارج والحسابات بالعملة الصعبة‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 30‬منه على أنه‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫موفق الدين أبي محمد عبد اهلل بن أجمد بن محمد بن قدامه المقدسي الجمعيلي الدمشقي الصالحي الحنبلي‪ ،‬المغني‬
‫رح مختصر الخرقي‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص‪.196‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫يتمثل التوطين في فتح ملف يسمح بالحصول على رقم التوطين من الوسيط المعتمد‬
‫الموطن للعملية التجارية‪ .‬يجب أن يتضمن الملف مجموع المستندات المتعلقة بالعملية‬
‫التجارية‪.‬‬
‫يقوم المتعامل باختيار الوسيط المعتمد ويلتزم لدى هذا األخير بالقيام بكل اإلجراءات‬
‫المصرفية المرتبطة بالعملية‪".‬‬
‫أما فيما يخص اإلعفاء من التوطين البنكي فهو منصوص عليه في المادة ‪ 33‬من‬
‫النظام رقم ‪ 01-07‬المتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت الجارية مع الخارج و‬
‫الحسابات بالعملة الصعبة‪.1‬‬
‫قبل فتح أي ملف توطين‪ ،‬يتوجب على البنك الموطن أن يتأكد من‪:‬‬
‫‪ ‬قانونية العملية مع التشريع الساري العمل به‬
‫‪ ‬الوضعية المالية للزبون‪.‬‬
‫وتتم دراسة كل ملف توطين متعلق باالستيراد عبر ثالث مراحل‪:‬‬
‫‪ ‬الفتح‬
‫‪ ‬التسيير‬
‫‪ ‬التسوية‪.‬‬
‫وعليه تستدعي عملية التوطين ما يلي‪:‬‬
‫بالنسبة للمستورد‪ :‬عليه باختيار بنك أو مؤسسة مالية معتمدة و التي يسعى من‬
‫خاللها لتنفيذ المبادلة التجارية مع الخارج في إطار الشكليات البنكية المتعامل بها‪.‬‬
‫بالنسبة للمصدر‪ :‬اختيار بنك التوطين‪.‬‬

‫نظام بنك الجزائر رقم‪ ،01/07‬المت علق بالقواعد المطبقة على المعامالت التجارية مع الخارج والحسابات‬ ‫‪.1‬‬
‫بالعملة الصعبة‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،31‬الصادر في ‪.2007/05/13‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫بالنسبة للبنوك المتدخلة في عملية االعتماد المستندي‪ :‬أن تنفذ االعتماد‬


‫المستندي لصالح زبائنها ( مستورد أو مصدر) وفق الشكليات البنكية لفتح اعتماد‬
‫مستندي‪.‬‬
‫تقديم المستندات األساسية (عقد‪ ،‬فاتورة أولية (‪ )....‬و بالنسبة لالستيراد فإن الزبون‬
‫‪1‬‬
‫هو من يمول العملية فهذه‬
‫ب‪ -‬مراحل فتح ملف توطين‬
‫هناك إجراءات يجب اتخاذها قبل فتح ملف التوطين و هي على النحو التالي‪:‬‬
‫الفتح‪ :‬يقدم فتح ملف توطين المتعلق باالستيراد من طرف الزبون الذي يرفق بـ‪:‬‬
‫طلب فتح توطين يتم ملؤه واإلمضاء عليه من طرف الزبون‪ ،‬و يشمل‪:‬‬
‫‪ ‬تاريخ إنشاء الطلب‪.‬‬
‫‪ ‬اسم المستورد أو اسم الشركة المستوردة ورقم الحساب الجاري على مستوى شباك‬
‫التوطين‬
‫‪ ‬اصل و طبيعة المواد المستوردة‪.‬‬
‫‪ ‬المبلغ اإلجمالي بالعملة الصعبة و ما يقابلها بالدينار الجزائري‪.‬‬
‫‪ ‬اسم العمول‪.‬‬
‫‪ ‬شروط الدفع‪.‬‬
‫فاتورة تجارية والتي تحدد‪:‬‬
‫‪ ‬هوية األطراف المتعاقدة‪.‬‬
‫‪ ‬البلد األصلي للسلعة أو القادمة منها‪.‬‬
‫‪ ‬ثمن السلعة بالوحدة و المبلغ اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات اإلضافية‪.‬‬

‫‪ 1‬يوسف سماح بن السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫‪ ‬مواعيد التسليم‪.‬‬
‫‪ ‬شروط الدفع‪.‬‬
‫أو فاتورة أولية أو وصل الطلب و الذي يجب أن تحتوي على‪:‬‬
‫‪ ‬رقم الفاتورة أو المعلومات المذكورة في وصل الطلب‪.‬‬
‫‪ ‬اسم و عنوان العمول و المشتري‬
‫‪ ‬عنوان وجهة البضاعة‪.‬‬
‫‪ ‬أوصاف البضاعة من حيث الطبيعة‪ ،‬الثمن و المبلغ‬
‫‪ ‬المصطلح التجاري المستعمل‬
‫شهادة الرسم على التوطين البنكي بالنسبة للمواد المستوردة الموجهة للبيع على‬
‫حالتها‪ .‬االلتزام بتوجيه البضاعة المستوردة لإلنتاج واالمتناع عن إعادة بيعها على‬
‫حالتها‪.‬‬
‫بعد التحقق من مطابقة وتوافق المستندات‪ ،‬يتم على مستوى الشباك الخاص‬
‫بالتوطين تخصيص رقم التوطين وانشاء بطاقة مراقبة حسب نوع الملف‪.1‬‬
‫ث‪ -‬التسيير أو إدارة الملف‪ :‬هي عملية يتم من خاللها تجميع المستندات التجارية‬
‫و الجمركية والمالية كما تسمح بالتأكد من أن عمليات االستيراد أو التصدير ويتم ذلك‬
‫وفق القوانين المعمول بها‪ ،‬كما تسمح للدولة بالقيام بمراقبة الصرف‪ .‬يتم تسير عملية‬
‫التوطين على البنوك ووكاالتها كما يتم تحويلها للموقع المركزي للتمكن من مراقبتها من‬
‫طرف مصلحة التعامل مع الخارج‪ .‬تكون فترة تسيير ملف التوطين بين تاريخ فتح و‬
‫تاريخ تسوية الملف‪.‬‬

‫‪ 1‬يوسف سماح بن السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫أثناء هذه الفترة يجب على البنك الموطن متابعة الملف و أن يتدخل إذا تطلب‬
‫األمر ذلك لصالح زبونها الستكمال المعلومات الالزمة أو المستندات الناقصة‪ .‬كما يجب‬
‫عليه السهر على قانونية الدفع الخاص بعملية التوطين وكذا ضمان المراقبة‪.‬‬
‫ج‪ -‬مراقبة المطابقة‪ :‬يجب أن يتم استكمال مراقبة ملف التوطين وتحويل عمليات‬
‫االستيراد وفقا لنوع التسديد كما يلي‪:‬‬
‫بالنسبة للفواتير التجارية التي يتم تسديدها نقدا أو فور التسليم تكون فترة المراقبة في‬
‫أجل أقصاء (‪ )03‬ثالثة أشهر حسب النظام المالي للعملية‪.‬‬
‫بالنسبة للفواتير التجارية التي يتم تسديدها عن طريق الدفع المؤجل تكون في أجل‬
‫أقصاه (‪ )30‬ثالثين يوم التالية آلخر تسوية‪.‬‬
‫كما يجب على الوكاالت البنكية قبل التوطين اتخاذ بعض االحتياطات التي تدخل‬
‫في إجراءات المراقبة كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن الزبون ليس محل منع من ممارسة نشاط تجاري‪.‬‬
‫‪ ‬أن البضاعة ليست محل منع من االستيراد‬
‫‪ ‬أن يتمتع التاجر بمحل تجاري و تعريف ضريبي‬
‫‪ ‬أن تكون العملية التجارية فيإطار النشاط المنصوص عليه في السجل التجاري‪.‬‬
‫ح‪ -‬التصفية‪ :‬تتمثل تصفية ملف التجارة الخارجية بالنسبة للوسيط المعتمد في‬
‫التأكد من قانونية وتطابق إنجاز العقود التجارية والسير الحسن للتدفقات المالية المترتبة‬
‫عنها بالنظر إلى تنظيم الصرف المعمول به‪.1‬‬
‫تباشر الوكالة المكلفة بتصفية ملفات التوطين استنادا إلى الوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الفاتورة النهائية‪.‬‬
‫‪ ‬وثيقة جمركية بالنموذج البنكي‬

‫‪ 1‬يوسف سماح بن السعيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.158‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫‪ ‬بطاقات وشهادات التصدير‪ :‬تستند هذه البطاقة إلى عقد االمتياز المبرم بين‬
‫الدولة والمؤسسة والذي بمقتضاه تتنازل الدولة عن االحتكار و تستخرج بطاقة المصدر‬
‫لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد وتسمح هذه البطاقة لصاحبها بحق االلتزام والقيام بجميع‬
‫العمليات وفقا لقواعد الممارسة التجارية الدولية وتستخرج هذه البطاقات لدى و ازرة التجارة‬
‫والمالية‪ ،‬وبناء على طلب المؤسسة التي تمارس نشاط االستيراد‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سير عملية االعتماد المستندي‬
‫‪-‬المرحلة األولى‪ :‬مرحلة المفاوضات بين المستورد (المشتري) والمصدر (البائع)‬
‫وطلب فتح االعتماد‬
‫يتم هناك اتفاق ما بين المستورد مع مورده األجنبي ويوقعان عقد تجاري يتم بموجبه‬
‫استعمال االعتماد المستندي كوسيلة دفع كما يتم التفاوض على شروط هذا االعتماد‪،‬‬
‫وأثناء المفاوضات يتطرق األطراف الشروط الدفع‪ ،‬كما يتم إلحاق نصوص االعتماد‬
‫بالعقد من أجل حماية مصالح كل من الطرفين‪.1‬‬
‫في هذه الحالة بتقديم استمارات خاصة وهي عادة مدونة في نظام خاص بالبنك‬
‫يضعها تحت تصرف المشترين و تسمى هذه االستمارة بـ‪Message SWIFT :‬‬
‫وعليه نتطرق لمفهوم رسالة السويفت في هذه المرحلة باعتبارها وسيلة هامة ال يمكن‬
‫االستغناء عنها في التعامل باالعتماد المستندي كما يلي‪:‬‬
‫‪Message swift‬هو اختصار لـ‪Society For Worldwide Interbank :‬‬
‫‪Financial Telecommunication‬باللغة االنجليزية ويرمز إليه ‪SWIFT Reseau‬‬
‫‪de télécommunication interbancaire International‬باللغة الفرنسية هو نظام‬
‫تبادل خاص للرسائل )‪ (telematique‬بين الدول األعضاء وتعد هذه الشبكة أكثر سرعة‬

‫‪ 1‬بن باريكة فلاير‪ ،‬مكانة االعتماد المستندي في الجزائر‪ ،‬مذكر لنيل شهادة مجيستار في القانون الخاص‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،1‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬كلية الحقوق سعيد حمدين‪ ،2017،2016 ،‬ص‪.48‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫و مرونة ودقة من التلكس كما أنه أكثر توفير (اقتصادي)‪ .‬كما أن استعماله يؤدي‬
‫لتفادي الوقوع في األخطاء ويضمن ريح الوقت‪.‬‬
‫وبما أن شبكة سويفت تخدم عمليات التحويالت المالية بين مختلف الدول األعضاء‬
‫في الشبكة فإن لها عدة مزايا نذكر منها كما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬من أبرز مزايا شبكة سويفت خاصة فيما يتعلق بتقنية االعتماد المستندي‬
‫أنها تملك وسائل متطورة لمعالجة المعلومات و تصحيح األخطاء وسرية البيانات‪ ،‬كون‬
‫المعلومات محفوظة بجهاز الحاسوب‪ ،‬ولها مفاتيح سرية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إذا علمنا أنه عبر شبكة سويفت يتم تبليغ الرسالة العادية خالل عشرين‬
‫دقيقة والرسالة المستعجلة خالل خمسة دقائق‪ ،‬فهذا يعني أن السرعة من أهم مميزات‬
‫شبكة سوفيت‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬توجد شبكة سوفيت تحت تصرف المستخدمين ‪ 24‬سا ‪ 24‬ساو ‪ 7‬ايام ‪/ 7‬‬
‫أيام على مدار أيام السنة وهي تتميز بقلة تكلفتها مقارنة بوسائل اتصال أخرى في نفس‬
‫المجال‪.‬‬
‫وبالتالي‬ ‫غير أنه يعاب على شبكة سوفيت عدم تقديمها لإليصال باالستالم‪،‬‬
‫فاإلتمام الجيد لعملية اإلرسال يتوقف على مدى قيام المكلفين بذلك بعملهم‪.1‬‬
‫يتم ملء هذا الطلب من طرف األمر و هو المشتري الذي يقوم بتحويلها لبنكه و هو‬
‫البنك المصدر و يقوم هذا البنك بتحويل خصائص هذا االعتماد للبنك المبلغ و أغلب‬
‫التحويالت تتم عن طريق رسالة سويفت)‪ (message swift 700‬يتم تقديم اإليجاب‬
‫عادة من المستورد األمر بفتح االعتماد إلى المصرف ويسمى هذا اإليجاب بالتعبير‬
‫المصرفي بطلب فتح االعتماد‪ ،‬و توجد لدى المصارف نماذج مطبوعة لهذه الطلبات‪،‬‬
‫فيختار األمر إحداها و يمأل الفراغات و يوقعها‪ ،‬كما يتم في هذه المرحلة إدراج كل ما‬

‫‪ 1‬بن بريكة فلاير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫يتعلق باالعتماد المستندي مثال‪ :‬الدفع عن طريق اعتماد مستندي قطعي (غير قابل‬
‫لإللغاء) و مؤيد ينقذ عن طريق الدفع لدى االطالع إلى غير ذلك‪.‬‬
‫كما يمكن أن يتم على جميع المستندات التي ينبغي أن تشكل هذا االعتماد‪.‬‬
‫ت‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬التعليمات المتعلقة بفتح االعتماد المستندي‬
‫تقوم مديرية المعامالت المستندية بإكمال إجراءات العمل باالعتماد المستندي التي‬
‫تتلقاها من الوكاالت وتضمن تنفيذه‪ ،‬وتسويته وكذلك التعديل أو اإللغاء تقوم هذه المديرية‬
‫بالسهر على مطابقة و نجاح العمليات التي تتم على مستوى الوكاالت‪.‬‬
‫االحتياطات المتخذة لدى فتح اعتماد مستندي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد نوع االعتماد المستندي المستعمل‪ ،‬حول طرق الدفع و مكان تنفيذ‬
‫االعتماد‪ ،‬اقتسام التكاليف البنكية بين المشتري والبائع‬
‫‪ -‬تحديد البضاعة‪ ،‬ما يعني وجهتها‪ ،‬الكم‪ ،‬القيمة حسب نوع العقد‪ ،‬وصف‬
‫التعبئة و المعايير‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد طريقة النقل‪ :‬طرق النقل(عن طريق البحر أو الجو أو البر) وتقنيات النقل‪،‬‬
‫مكان اإلرسال و الوجهة‪.1‬‬
‫‪ -‬اإلرسال الجزئي أو الكلى البضاعة‬
‫‪ -‬تحديد المستندات المتفق عليها والتي تكون مطابقة للشروط التجارية وعلى بعض‬
‫السلع التي تخضع للمراقبة والترخيص بالتصدير (ضروري)‬
‫يمكن للمشتري األخذ بنصائح بنكه قبل أن يقوم في هذه المرحلة بملء طلب فتح‬
‫اعتماد مستندي و يقوم بتحويلها له (البنك المصدر) و يجب أن يكون طلب فتح االعتماد‬
‫مطابق للشروط التعاقدية ألن عدم احترام ذلك يؤدي بالمستفيد لرفضه أو المطالبة‬
‫بتعويضات‪.‬‬

‫‪ 1‬بن باريكة فلاير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫يقوم البنك المصدر في هذه المرحلة بفتح االعتماد المستندي وذلك بوساطة من‬
‫البنك المراسل الموجود في بلد البائع‪.‬‬
‫و فيما يخص االحتياطات الواجب اتخاذها من قبل األطراف نجد‪:‬‬
‫‪-‬أوال من طرف المشتري‪ :‬يأخذ ببعض االحتياطات و منها‪:‬‬
‫الحصول على معلومات حول المستفيد ومنها‪ :‬المعلومات البنكية المتعلقة بالمستفيد‬
‫و منها تلك المتعلقة بالمهنة التي يزاولها إمكانية طلب شهادة المراقبة من طرف هيئة‬
‫مستقلة اجتناب التعامل بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية‪.‬‬
‫إعطاء توجيهات واضحة و كاملة لبنكه‪ .‬مع إمكانية طلب النصائح من بنكه حسن‬
‫اختيار نوع العقد (الشروط التجارية)‬
‫‪-‬أما بالنسبة للبنك فعليه‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة المستورد أي إن سبق التعامل معه قبل فتح اعتماد مستندي‪.1‬‬
‫‪ -‬االستعالم عن المستفيد من االعتماد حالة البضاعة و نوعها ( مثال من حيث‬
‫سهولة بيعها )‬
‫‪ -‬مقارنة أسعار الشراء‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة المراقبة‪.‬‬
‫‪ -‬مكان التنفيذ واختيار المراسل‪.‬‬
‫بعد تحقق البنك من مطابقة وتوافق المستندات المقدمة من طرف الزبون يقوم‬
‫بتسجيل هذه المعلومات في نظام معالجة البيانات والذي يقوم بالمراقبة بطريقة ذاتية لـ‪:‬‬
‫‪ -‬بطاقة الزبون‪ :‬حالة المنع من ممارسة التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬تموين الحساب‬
‫‪ -‬حد الترخيص باالعتماد أو الترخيص األقصى لالعتماد‬

‫‪ 1‬بن بريكة فلاير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫عند نهاية تسجيل فتح ملف التوطين‪ ،‬تنشأ بطاقة االعتماد والتي تحتوي على جميع‬
‫المعلومات المتعلقة باالعتماد الرسوم والعموالت المتعلقة بعملية الفتح بما في ذلك رقم‬
‫طلب الملف الذي يمنحه النظام المعلوماتي‪.‬‬
‫بعد التحقق من صحة الملف تنشأ في النظام المعلوماتي رسالة االعتماد تحت شكل‬
‫رسالة سويفت ‪ 700‬المتعلقة بفتح ملف االعتماد والذي يتم إرساله للمراسل األجنبي‪.‬‬
‫يأمر المستورد بلكه يفتح اعتماد مستندي لصالح مورده (المصدر) في صيغة طلب‬
‫فتح االعتماد المستندي والذي يحتوي على أهم المعلومات الخاصة بالعملية التجارية‪،‬‬
‫كاسم وعنوان المستفيد‪ ،‬مبلغ االعتماد‪ ،‬نوعه‪ ،‬وطرق تنفيذ االعتماد‪ ،‬البنوك التي يمكن أن‬
‫تسحب عليها األوراق التجارية وأجال االستحقاق‪ ،‬صنف البضاعة بالتدقيق وسعرها‪،‬‬
‫المكان والتاريخ األقصى للشحن‪ ،‬المدة الالزمة لتقديم المستندات من أجل الدفع‪ ،‬التاريخ‬
‫ومكانة صالحية االعتماد وأخي ار طريقة إيصال االعتماد المستندي‪.1‬‬
‫إن أغلب البنوك تستعمل استمارات تستعمل على النظام سويفت كما سيأتي ذكره‬
‫الحقا) الذي يحتوي على نطاق خاص ومرقم يوضع تحت تصرف المشتري األمر‪ ،‬كما‬
‫تنصح البنوك زبائنها استخدام قاعدة انترنت آمنة‪ .‬وتجمع هذه االستمارة مجموع‬
‫المعطيات التي ال يمكن االستغناء عن التعامل بها في االعتماد المستندي وذلك الضمان‬
‫حسن سيره ومنها‪ ،‬نوع االعتماد والبنك المصدر والبنك المبلغ المستفيد‪ ،‬طريقة الدفع نوع‬
‫البضاعة‪ ،‬التاريخ المحدد إلرسال البضاعة‪ ،‬وتاريخ صالحية االعتماد ‪.‬‬
‫و يجب أن يتم ملئ االستمارة بعناية تامة‪ ،‬و يمكن المصدر أن يطلب من زبونه‬
‫أن يرسل له عن طريق الفاكس أو اإلميل )‪ (Email‬مشروع فتح االعتماد وذلك من أجل‬
‫معرفة ما مدى احترام شروط العقد‪.‬‬

‫‪ 1‬بن بريكة فلاير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫ث‪ -‬المرحلة الثالثة‪ :‬تبليغ االعتماد المستندي‬


‫يقوم بنك المشتري بتحويل فتح االعتماد عن طريق رسالة السويفت للبنك المراسل‬
‫في بلد البائع وعادة ما يكون هذا البنك إما بنك مؤكد أو بنك معزز‪ .‬يقوم البنك المبلغ‬
‫بإخطار البائع بأنه مستفيد من اعتماد مستندي‪.‬‬
‫‪.‬فحص رسالة السويفت من طرف المستفيد‪:‬‬
‫من الضروري أن يقوم المستورد أثناء تلقيه رسالة السويفت من التحقق من النقاط‬
‫التالية والهدف من ذلك هو حماية مصالح المستورد من حيث مطابقته للعقد المبرم بينه و‬
‫بين المصدر وكذلك تسهيل تحقيق عملية االعتماد المستندي و ضمان الدفع يقوم البنك‬
‫المبلغ بتبليغ االعتماد للمستفيد وتضيف بذلك تأكيدها عليه‪ ،‬وفي هذه الحالة تقوم بالدفع‬
‫للبائع إذا كانت المستندات المقدمة مطابقة و في اآلجال المحددة وبمجرد تلقي رسالة‬
‫االعتماد يقوم البنك المراسل بإبالغ االعتماد للمصدر‪.1‬‬
‫ث المرحلة الرابعة‪ :‬إرسال السلع‪:‬‬
‫باحترام شروط االعتماد المستندي وتاريخ اإلرسال ووسيلة النقل المستعملة‬
‫والمصطلح التجاري المستعمل‪ ،‬يباشر المصدر بإرسال البضاعة‪ .‬بعدها يقوم البائع‬
‫(المصدر) بإرسال البضاعة وذلك باحترام الشروط والمواعيد المحددة لإلرسال المنصوص‬
‫عليها في االعتماد وحسب وسيلة النقل وشكل العقد المتفق عليه في العقد واالعتماد بعد‬
‫ذلك يقوم بنك المصدر البائع بإعالم فتح اعتماد مستندي لصالحه ويرسل إليه اإلصدار‬
‫والموافقة على االعتماد بحيث يقوم بمراجعته مع نص االعتماد وشروطه وتجدر اإلشارة‬
‫إلى أن البنك المكلف بتلقي المستندات وفحصها للدفع حسب الطريقة المتفق عليها يسمى‬
‫بالبنك المنفذ‪.‬‬

‫‪ 1‬بن بريكة فلاير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.54‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫ج المرحلة الخامسة‪ :‬تلقي مستندات النقل‬


‫عند تلقي الوكالة البنكية للمستندات عن طريق القناة البنكية تقوم هذه الوكالة‬
‫بإخطار الزبون بتلقي المستندات وعليه‪:‬‬
‫فإذا كانت المستندات ال تشكل أي تحفظ‪ ،‬تقوم الوكالة بتظهير سند الشحن البحري‬
‫للزبون أو تسليمه وصل تنازل بنكي أما إذا تعلق األمر بورقة النقل الجوي يمكنه استرجاع‬
‫البضاعة‪.‬‬
‫و إذا كانت المستندات غير مطابقة‪ ،‬يجب على الزبون القيام بتصريح لرفع التحفظ‬
‫حتى يتمكن البنك من أن يظهر له سند الشحن البحري أو وصل التنازل البنكي السترجاع‬
‫البضاعة‪.‬‬
‫كما يقوم الناقل في هذه المرحلة بتسليم مستند النقل للبائع‪.‬‬
‫وعند إرسال البضاعة‪ ،‬يقوم المصدر باسترجاع مستندات النقل لدى الناقل‪ ،‬ويقوم‬
‫بتجميع المستندات التي تحصل عليها لتقديمها للبنك المبلغ من أجل أن يتم الدفع له أو‬
‫تتم الموافقة عليه حسب نوع طريقة الدفع التي تم االتفاق عليها في االعتماد‪.‬‬
‫وعند تأكد المصدر من شروط االعتماد وشروط العقد التجاري يقوم بإرسال السلعة‪.‬‬
‫المرحلة السادسة‪ :‬تقديم المستندات‬
‫يقوم المستفيد بتقديم جميع المستندات المتفق عليها في االعتماد للبنك المبلغ أو‬
‫المؤكد وذلك باحترام المواعيد المحددة‪.‬‬
‫حيث يرسل المصدر إلى بنكه مجموع المستندات الموافقة لعملية االعتماد‬
‫المستندي‪ ،‬وكل ما يتعلق بشروط االعتماد وهذا من أجل تنفيذ العملية‪.‬‬
‫المرحلة السابعة‪ :‬الدفع للمستفيد‬
‫إذا كانت المستندات المقدمة مطابقة لما جاء في بنود وشروط االعتماد و تم احترام‬
‫المواعيد المحددة‪.1‬‬

‫‪ 1‬بن بريكة فلاير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.55‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫يقوم البنك المؤكد بدفع قيمة المستندات‪.‬‬


‫وعليه يقوم البنك المراسل بفحص المستندات في أجل (‪ )05‬خمسة أيام‪ ،‬فإذا كانت‬
‫المستندات مطابقة للتوجيهات التي تم بها فتح االعتماد‪ ،‬يقوم المراسل بمباشرة الدفع‬
‫للمستفيد أما إذا كانت المستندات غير مطابقة‪ ،‬يقوم المراسل بإرسالها للبنك الوطني مع‬
‫تبيان جميع‪ .‬المخالفات‪.‬‬
‫يراجع بنك المصدر موافقة المستندات لمقررات االعتماد المستندي فإذا كانت‬
‫مرضية يقوم البنك بالدفع للمصدر‪.‬‬
‫في حالة ما إذا كان االعتماد المستندي مؤيد يكون للبنك المصدر أجل خمسة أيام‬
‫(‪ )05‬مفتوحة حسب القواعد واألعراف الدولية الموحدة نشرة ‪ 600‬لفحص المستندات‬
‫ووضع التحفظات إن تطلب األمر ذلك‪.‬‬
‫المرحلة الثامنة‪ :‬تحويل المستندات للبنك المصدر‬
‫يقوم البنك المبلغ و‪ /‬أو المؤكد بإرسال المستندات للبنك المصدر عن طريق البريد‬
‫السريع على دفعتين و ذلك تفاديا لضياع المستندات والتأكيد على وصولها له ويرسل‬
‫بذلك بنك المصدر المستندات لبنك المستورد‪ .‬وفي حالة ما إذا كان االعتماد المستندي‬
‫مؤيد يتم الدفع لدى االطالع‪ ،‬وتحول المستندات للبنك المصدر‪ ،‬غير أن الدفع يتم لدى‬
‫البنك المؤيد حسب آجال التعويض المنصوص عليها في خطاب االعتماد‪.‬‬
‫المرحلة التاسعة‪ :‬تعويض البنك المبلغ ( المخطر )‬
‫يراجع بنك المستورد موافقة المستندات للمقررات المشار إليها في فتح االعتماد‬
‫المستندي وفي حالة الموافقة فإن بنك المستورد يقوم بإجراءات الدفع للبنك المصدر ويتم‬
‫تعويض البنك المبلغ مثلما هو منصوص عليه في االعتماد تبعا لطرق التعويض‬
‫المتعامل بها بين البنوك والمنصوص عليها في خطاب االعتماد (بنك لبنك) و يلتزم البنك‬
‫المصدر بتعريض البنك المنفذ إذا قام بالدفع‪ .‬مع اإلشارة إلى أنه إذا كان تسديد االعتماد‬
‫المستندي يتم عن طريق الدفع المؤجل وكانت المستندات مطابقة يتم الدفع عن طريق‬
‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫االستحقاق من طرف البنك المؤيد والذي أعطى التزاما قطعيا بالدفع أو من طرف البنك‬
‫المبلغ غير المؤيد على أن يكون هذا األخير قد تلقى األموال من البنك المصدر‪.1‬‬
‫يقدم بنك المستورد المستندات للمستورد من أجل المراجعة والتأكد من مدى موافقتها‬
‫لطلب فتح االعتماد المستندي‪ ،‬فإذا كان المستورد راضيا على العملية وعلى المستندات‬
‫يقوم بإشعار بنكه من أجل تحويل األموال من حسابه إلى حساب بنكه ويسلم المستورد‬
‫مستندات النقل للناقل والتي من خاللها يقوم بإجراءات استالم البضاعة والجمركة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اآلجال القانونية‬
‫أثناء المفاوضات التي تجمع بين البائع والمشتري من أجل تحديد مختلف المواعيد‬
‫التي ستسير عليها عملية االعتماد المستندي يجب األخذ بعين االعتبار اآلجال التالية‪:2‬‬
‫‪-‬أجل إرسال البضاعة‬
‫‪-‬األجل المحدد لتقديم المستندات‬
‫‪-‬األجل المحدد لسريان االعتماد‪.‬‬
‫و عليه تتطرق إلى هذه اآلجال كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬األجل المنطقي فتح االعتماد المستندي‪ :‬ال يمكن إهمال أجل فتح االعتماد‬
‫المستندي ألنه يمكن لبنود العقد أن تمنع أي إرسال للبضاعة قبل تاريخ فتح االعتماد‬
‫وبذلك يجب أن يكون تاريخ سند الشحن الحق على تاريخ فتح االعتماد وفي جميع‬
‫األحوال ال يمكن ألي سند أن يحمل تاريخ سابق على تاريخ فتح االعتماد‪.‬‬
‫ب‪ -‬أجل إرسال البضاعة‪ :‬يقيد التاريخ المحدد لإلرسال تاريخ وصول البضاعة‬
‫عند الزبون‪ ،‬و هو ما نصت عليه المواد ‪ 19‬إلى ‪ 25‬من القواعد و األعراف الدولية‬
‫الموحدة نشرة ‪ 600‬و يجب أن يتم احترام هذا التاريخ بشكل صارم تحت طائلة عدم الدفع‬
‫أثناء تنفيذ االعتماد و عندما يحتوي مستند على عدة تواريخ ) تاريخ اإلنشاء‪ ،‬تاريخ‬
‫الشحن مع اإلمضاء) فإن التاريخ األقرب هو الذي يؤخذ بعين االعتبار من طرف البنك‬
‫لمعرفة التاريخ المطابق للتاريخ المحدد لإلرسال وترتبط هذه اآلجال بشكل العقد أو الشرط‬

‫‪ 1‬بن بريكة فلاير‪ ،‬نفس الرجع‪ ،‬ص‪.56‬‬


‫‪2‬‬
‫بن بريكة فلاير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫التجاري الذي تم االتفاق عليه و تاريخ قيام الناقل بالتكفل بالبضاعة وتاريخ شحن‬
‫البضاعة على ظهر الباخرة و ال يجب أن يكون هذا التاريخ سابق لتاريخ سند الشحن‪.‬‬
‫ت‪ -‬أجل تقديم المستندات‪ :‬يمكن أن ينص االعتماد المستندي على تاريخ تقديم‬
‫المستندات ابتداء من تاريخ إرسال البضاعة‪ ،‬واذا لم ينص على تاريخ محدد يكون‬
‫للمستفيد أجل ‪ 21‬يوما يحتسب من تاريخ إرسال البضاعة لتقديم المستندات للبنك‬
‫المخطر‪ .‬أو تنص المادة ‪ 14‬من القواعد و األعراف الدولية الموحدة نشرة ‪ 600‬على‬
‫أنه‪ " :‬تاريخ تقديم المستندات ‪ 21‬يوم ابتداء من تاريخ انشاء سند النقل وبالمقابل ترفض‬
‫البنوك المستندات التي تتعدى ‪ 21‬يوم بعد تاريخ اإلرسال‪ .‬وعدم احترم هذا األجل من‬
‫طرف المستفيد يؤدي بالبنك إلى رفض المستندات واعتبارها قديمة كما يمكن ألجل ‪21‬‬
‫يوم أن يتقلص إلى ‪ 15‬يوما أو ‪ 10‬أيام‪ .‬حيث أنه كلما كان األجل قصير كلما كان‬
‫للمشتري فرصة حيازة البضاعة في وقت أقل‪.1‬‬
‫ث‪ -‬أجل سريان االعتماد‪ :‬لهذا التاريخ طابع الزامي‪ ،‬و من دون هذا التاريخ بعد‬
‫التزام البنك المصدر باطل‪ ،‬حيث أن هذا األخير يحدد التزامه على أساس التاريخ المحدد‬
‫لسريان االعتماد‪ .‬فتنص المادة ‪ 6‬من القواعد واألعراف الدولية الموحدة نشرة ‪ 600‬على‬
‫أنه‪ " :‬يجب أن ينص كل اعتماد مستندي على تاريخ أقصى لسريانه و مكان لتقديم‬
‫المستندات‪.‬‬
‫وعليه إذا لم يحترم المستفيد تاريخ سريان االعتماد فإن االعتماد بعد غير قابل‬
‫ويصبح البنك المصدر غير ملزم بذلك وتصبح العملية مجرد تحصيل‬ ‫لالستعمال‪،‬‬
‫مستندي و ألصبح البائع أمام خطر عدم الدفع‪.‬‬
‫ومع ذلك تبقى هناك إمكانية تمديد تاريخ سريان االعتماد المستندي بناء على‬
‫احتجاج المستفيد أمام األمر حيث يقوم هذا األخير بتحويل احتجاج المستفيد للبنك‬
‫المصدر وبناء على ذلك للبنك المصدر أن يقبل أو يرفض تمديد تاريخ سريان االعتماد‬
‫حسب المخاطر التي قد تنجر عن ذلك‪.‬‬
‫وعندما يتضمن االعتماد عدة تواريخ لإلرسال فإن تاريخ سريان االعتماد يبدأ من‬
‫آخر تاريخ لإلرسال‪.‬‬

‫‪ 1‬بن بريكة فلاير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.67‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مسؤولية األطراف‬


‫إن فتح االعتماد المستندي خدمة مصرفية وتقدم للعمالء بمقابل‪ ،‬فإن هذا المقابل‬
‫هو ما يتقاضاه البنك من عمولة‪ ،‬وعليه فإن عقد فتح االعتماد المستندي يرتب على عاتق‬
‫العميل التزاما بدفع العمولة‪ ،‬وهذا االلتزام يبدأ منذ إبرام العقد ال من وقت تنفيذه وتحدد‬
‫العمولة باتفاق أطراف العقد ما لم يسري على تحديدها ما يقرره البنك المركزي وفق‬
‫الصالحيات المخولة له بمقتضى القانون‪ ،‬وال يؤثر في التزام العميل بدفع العمولة إلغاء‬
‫االعتماد بناء على طلبه أو انقضاره لسبب يرجع إلى المستفيد هذا ويتقاضى البنك‬
‫المراسل عموالت يتحملها األمر بفتح االعتماد ما لم ينص االعتماد على غير ذلك‪.1‬‬
‫المطلب األول‪:‬التزامات البنك فاتح االعتماد‬
‫يرتب عقد فتح االعتماد المستندي على عاتق البنك كطرف فيه عدة التزامات هي‪:‬‬
‫‪ .1‬االلتزام بإصدار خطاب االعتماد‬
‫‪ .2‬االلتزام بتلقي المستندات وفحصها ومطابقتها لشروط االعتماد‪.‬‬
‫‪ .3‬االلتزام بتسليم المستندات إلى العميل‬
‫وبخصوص االلتزام األول فإن البنك فاتح االعتماد مدين به للدائن‪ ،‬وهذا الدائن هو‬
‫العميل‪ ،‬وال يكون للمستفيد أية عالقة في هذا الخصوص ألنه ليس طرفا في عقد فتح‬
‫االعتماد المستندي‪ ،‬ويعتبر البنك أنه أوفى بالتزامه بعد إصدار الخطاب وارساله إلى‬
‫المستفيد‪ ،‬ألن هذا الخطاب هو تصرف قانوني من جانب البنك يقوم بإرادته المنفردة تنفيذا‬
‫اللتزام بذمته ناتج عن عقد فتح االعتماد وهو عقد التسهيالت المصرفية‪.‬‬
‫وال يكفي أن يكون خطاب االعتماد قد صدر بل يتعين أن يصدر مطابقا للشروط‬
‫المتفق عليها بين البنك والعميل األمر في عقد االعتماد المستندي‪ ،‬ويكون التنفيذ بإصدار‬
‫خطاب اعتماد بشروط تختلف عن الشروط المتفق عليها‪ ،‬إخالال بااللتزام التعاقدي الواقع‬

‫‪1‬‬
‫محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.205‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫على عاتق البنك‪ ،‬إذ لو خالف البنك شروط عقد االعتماد عند إصدار الخطاب للمستفيد‬
‫بأن أصدره بشروط مختلفة عما طلبها العميل (األمر) سواء أكانت أخف أم أشد من‬
‫شروط العقد يكون لألمر حق الرجوع بالتعويض على البنك بما يلحقه من ضرر ولو قبل‬
‫المستفيد خطاب االعتماد على عالته‪.‬‬
‫ومن األمور األساسية في خطاب االعتماد تحديد مدة صالحيته‪ ،‬ألن مدة صالحية‬
‫الخطاب تكيف على أنها أجل منه لاللتزام‪ ،‬ويكون هذا األجل واقفا أو فاسخا‪ ،‬واألخير هو‬
‫ذلك الموعد الذي يسقط بسقوطه االلتزام‪ ،‬على نحو ال يوقف وال ينقطع بمكس مدة التقادم‬
‫التي توقف أو تتقطع‪.1‬‬
‫وألن االعتماد المستندي يمثل التزاما على عاتق بنك هو الفاتح بأن يدفع ثمن‬
‫البضاعة أو الخدمة مبلغا معينا بشرط أن يقدم المستندات التي تشهد بأن البضاعة تم‬
‫شحنها‪ ،‬أو تم تنفيذ الخدمة ضمن مدة زمنية محددة‪ ،‬فإنه ال بد أن ترد أوصاف هذه‬
‫البضاعة أو الخدمة في خطاب االعتماد‪ ،‬باإلضافة إلى أية شروط كان المصدر قد اتفق‬
‫عليها مع المشتري‪ ،‬ويتعين أن يشحن البضاعة أو يؤدي الخدمة وفق ما ورد الحديث‬
‫بشأنها بمقتضى االعتماد المستندي‪ ،‬ألنه يعلم تماما بأن البنك فاتح االعتماد لن يدفع إال‬
‫إذا كانت هذه المستندات مطابقة تماما للشروط المحددة في خطاب االعتماد‪ .‬ويمكن‬
‫إجمال خطأ البنك الموجب للتعويض‪ ،‬باالمتناع عن التنفيذ‪ ،‬وذلك بعدم إصدار الخطاب‪،‬‬
‫أو بإصداره بشروط مختلفة لشروط عقد فتح االعتماد‪ ،‬أو بشروط خاطئة على أنه من‬
‫حق المستفيد رفض الخطاب الذي تسلمه من البنك إذا صدر على النحو المتقدم‪ ،‬وبهذه‬
‫الحالة يكون البنك قد خالف االلتزام الناشئ في ذمته من عقد فتح االعتماد ويكون‬
‫صاحب الحق في مقاضاته هو العميل األمر بصفته يمثل معه الطرف الثاني لعقد فتح‬
‫االعتماد‪.‬‬

‫‪ 1‬محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫أما البنك بتلقي المستندات وفحصها لبيان مدى مطابقتها لشروط فتح االعتماد‪،‬‬
‫فمرده أن البنك يدفع بموجب المستندات ال بموجب البضائع‪ ،‬وعليه أن يتقيد بالتنفيذ‬
‫الحرفي كما ورد بهذه المستندات ومطابقتها لشروط االعتماد ذلك ألنه يجب أن يتأكد من‬
‫مطابقة عدد المستندات المقدمة وماهيتها مع شروط االعتماد‪.1‬‬
‫أن يتأكد من مطابقة عدد المستندات المقدمة وماهيتها مع شروط االعتماد‪ .‬وهكذا‬
‫فإنه إذا تطلب االعتماد تقديم فاتورة أو سند أو بوليصة تأمين أو شهادة منشأ وقدمت هذه‬
‫المستندات ناقصة‪ ،‬وجب على البنك رفض المستندات برمتها‪ ،‬أما إذا لم تحدد المستندات‬
‫في االعتماد‪ ،‬فعلى البنك أن يقبل المستندات الرئيسة الثالثة الفاتورة وسند الشحن ووثيقة‬
‫التأمين‪ .‬وكذلك يجب على البنك أن يتأكد من مطابقة ما جاء في هذه المستندات لما ورد‬
‫في شروط االعتماد المستندي‪ ،‬ويجب على البنك أن يفحص المستندات ليقرر قبولها أو‬
‫رفضها في اسرع مدة معقولة‪ ،‬وبهذا الصدد نقول إن البنك ال ينصدى إلى تقييم‬
‫المستندات على أنه إذا كان للبنك أن يفحص المستندات ليتأكد من مطابقتها التامة‬
‫الشروط االعتماد فال يعني ذلك أنه يملك سلطة تقييم هذه المستندات من حيث ضرورة‬
‫وجودها من عدمه ألن العميل الذي اشترطها هو الذي يقيم مصلحته من وراء اشتراطها‪.‬‬
‫وقاعدة عدم جواز تقييم المستندات المقدمة يرد عليها استثناء واحد هو المستندات‬
‫المزورة‪ ،‬إذ يحق للبنك أن يتأكد من المستندات إذا كانت مزورة فيرفضها‪ ،‬أما إذا مكان‬
‫تزويرها متقنا ال يسهل كشفه وقبلها البنك فإنه يقبلها دون مسؤولية‪ ،‬ألن البنك ال يسأل‬
‫عن التزوير المتفن بسبب استقالل التزام البنك في االعتماد المستندي عن التزام المستفيد‬
‫بشحن البضاعة بموجب العقد المبرم فيما بينه وبين العميل األمر‪ ،‬وهو ما يجعل البنك‬
‫غير ملزم بالتحقق من شحن البضاعة أو نوعها أو سالمتها‪.‬‬

‫‪ 1‬محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.207‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫على أنه إذا علم البنك بأن المستندات مزورة فإنه وفق اجتهاد القضاء الفرنسي يجب‬
‫عليه رفض المستندات‪ ،‬وهو ذات اتجاه القضاء اإلنجليزي أما المشرع األمريكي فحسم‬
‫الخالف حول هذه النقطة بالقول بأنه‪:‬‬
‫إذا كان مقدم المستندات طرفا ثالثا تلقاها بمفردها أو مع الكمبيالة باعتباره حامال‬
‫حسن النية‪ ،‬فيجب على البنك الدفع أو القبول رغم علمه بتزوير المستندات‪ ،‬أما إذا كان‬
‫المستفيد البائع هو الذي يقدم المستندات مباشرة فيجوز للبنك الدفع أو القبول رغم علمه‬
‫بتزوير المستندات طالما أن التزوير ال يظهر على وجه المستندات على أن يكون‬
‫للمحكمة المختصة أن تأمر بوقف الوفاء في هذه الحالة‪.1‬‬
‫وهكذا فإن التزامات البنك فاتح االعتماد المستندي تقوم على عائقه عندما وجب‬
‫عليه أن يفتح االعتماد المستندي ويصدر خطاب اعتماد للمصدر المستفيد" يتعهد بموجبه‬
‫أن يدفع قيمة المستندات التي مستود مطابقة للشروط المثبتة في الخطاب‪ ،‬وبعد البنك قد‬
‫نفذ التزامه بفتح االعتماد واصدار الخطاب وارساله فعال للمستفيد على أن يكون هذا‬
‫الخطاب قد تضمن الشروط المتفق عليها بينه وبين عميله‪ ،‬ويخطئ البنك بما يمثل‬
‫اإلخالل بالتزامه أن هو‪:‬‬
‫‪ .1‬امتنع عن التنفيذ بإصدار الخطابي‬
‫‪ .2‬أصدر خطاب االعتماد وبشروط مختلفة عما اتفق عليه مع عميله‪.‬‬
‫‪ .3‬أصدر خطاب االعتماد ببيانات خاطئة كخطئه في ذكر ميناء التفريغ أو خطئه في‬
‫إصدار الخطاب مخالفا لشروط العقد‪.‬‬
‫أما التزام البنك بتدقيق المستندات فتقوم على أساس القواعد واألعراف المستقرة في‬
‫التعامل التجاري الدولي التي تقضي‪:‬‬
‫بأن البنك يتعامل بالمستندات وليس بالبضائع‪.‬‬

‫‪ 1‬محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.208‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫بأن البنك ينفذ شروط االعتماد حرفيا ضمن معايير متفق عليها ومفرداتها‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتطابق عدد المستندات وماهيتها مع شروط العقد‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتطابق بيانات كل مستند مع شروط االعتماد الخاصة بذلك المستند‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال يقيم البنك المستندات‪.1‬‬
‫‪ .1‬بأن يقوم البنك بتدقيق المستندات بأسرع وقت وخالل مدة معقولة‪.‬‬
‫‪ .2‬بأن البنك ال يسأل عن التزوير المتقن للمستندات‪.‬‬
‫‪ .3‬بأن البنك مسؤول عن تنفيذ التزامه بتدقيق المستندات على أساس من االلتزام‬
‫بتحقيق نتيجة وليس ببذل عناية‪.‬‬
‫‪ .4‬بأن البنك يتحمل النتيجة إذا قبل مستندات غير مطابقة ويستطيع العميل أن يقبل‬
‫المستندات والرجوع على البنك بالتعويض‪ ،‬أو أن يترك المستندات للبنك‬
‫وبخصوص التزام البنك بتسليم المستندات للعميل فإنه يلتزم بذلك بعد أن يكمل‬
‫تدقيقها ويتأكد من مطابقتها لشروط االعتماد‪ :‬بمعنى أنه يلتزم بتسليمها إلى العميل‬
‫ويلتزم العميل أن يتسلمها من البنك والعميل إذ يفعل ذلك يكون أقر بأن البنك نفذ التزامه‬
‫ما لم يتسلم هذه المستندات بتحفظ ألن تسليم العميل للمستندات دون إبداء اعتراضه او‬
‫تحفظه عليها يغلق الباب نهائيا أمامه في الرجوع على البنك أما المستندات التي تود‬
‫للبنك الفاتح أو المعزز فتمثل ثالث رئيسة هي‪:‬‬
‫‪ .1‬بوليصة الشحن‬
‫‪ .2‬الفاتورة التجارية‬
‫‪ .3‬بوليصة التأمين‬
‫وتمثل الوثيقة األولى بوليصة الشحن "‪ "Marine Bill Of Loading‬وتمثل سند‬
‫ملكية البضاعة‪ ،‬وتصدر هذه الوثيقة بأكثر من نسخة أصلية حيث تشكل مجموعة واحدة‬

‫‪ 1‬محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫كاملة تكفي إحداها لحيازة البضاعة وتصنف بأنها تصدر" لحاملها ‪Bearer" Bill‬‬
‫ويستطيع حائز هذه الوثيقة أن يطالب بالبضاعة أو تصدر باعتبارها بوليصة شحن‬
‫مباشر ‪ Straight Bill‬وهذه البوليصة يرد فيها اسم المشحون ألمره‪ ،‬وال ترد أحيانا‬
‫تتضمن كلمة واحدة عندها ال يستطيع غير من ورد اسمه المطالبة بالبضاعة إال إذا تنازل‬
‫عن حقه بتحويل ملكية المستندات وما تمثله من بضاعة لغيره‪.1‬‬
‫وتصدر وثيقة الشحن لشخص ‪ Consigned to‬وتصنف بأنها بوليصة شحن‬
‫مباشر وتختلف عن وثيقة الشحن ألمر ‪ To Order‬وترد هذه الكلمة بعد اسم المشحون‬
‫ألمره تحويلها لغيره بمجرد تظهيره لها‪ ،‬ويرد التظهير على بياض في بعض األحيان‬
‫بحيث يكون غير متبوع باسم معين‪ ،‬وبهذه الحالة تصبح البوليصة من الناحية العملية‬
‫ضمانا لحاملها على نحو يستطيع الشاحن (الناقل) تحويل هذه البوليصة آلخر بواسطة‬
‫التظهير وتبدو أهمية بوليصة الشحن في إنها تمثل‪:‬‬
‫‪ .1‬وصل بتسلم البضاعة يقر بمقتضاه الناقل بتسلم البضاعة من الشاحن البائع المستفيد‪.‬‬
‫‪ .2‬عقد تسليم يؤكد للشاحن أن البضاعة سترسل إلى بلد المشتري أو المكان المتفق عليه‪.‬‬
‫‪ .3‬سند ملكية‪.‬‬
‫ويشترط فاتح االعتماد أن يتم تقديم بوليصة شحن نظيفة تبين تاريخ تحميل‬
‫البضاعة واجور تحميلها وأنها محررة ألمر شخص‪.‬‬
‫‪"Full set of Clean Shipped in Board Ocean of Loading Dated‬‬
‫‪than marked freight Pre-pauid mad out of order of..." Later...‬‬
‫‪2‬‬
‫المقصود بما يرد في االعتماد كشرط لهذه الجهة أن تصدر‪:‬‬

‫‪ 1‬محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.210‬‬


‫‪2‬‬
‫محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.207‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫أوالا‪ :‬بوليصة الشحن كمجموعة كاملة‪Full‬‬


‫وهي عبارة عن أربع نسخ ثالث منها أصلية موقعة والرابعة غير موقعة يحتفظ بها‬
‫الناقل وبمجرد استعمال إحدى النسخ الثالث ينتهي مفعول النسختين‬
‫ثاني ا‪ :‬بوليصة الشحن نظيفة‪Clean Bill of Loading‬‬
‫وترد كذلك عندما تكون البضاعة بحالة سليمة وتعبر البوليصة عن الحالة والوضع‬
‫الظاهر من البضاعة‪ ،‬وانه إذا وردت البضاعة بحالة غير جيدة يتم التأشير على‬
‫البوليصة‪ ،‬بما يفيد ذلك حيث يذكر على وجه البوليصة وصف العيوب أو النقص في‬
‫البضاعة وتعتبر البوليصة بهذا الوصف غير نظيفة‪Unclean Foul‬‬
‫أما عندما يقر القبطان بأن البضاعة سليمة وبحالة جيدة فإنه يقوم بتسلم البضاعة‬
‫بهذا الوصف‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بوليصة الشحن تبين الباخرة "بوليصة الشحن على المان ‪" Shipped on‬‬
‫‪Board Bill Of Loading‬‬
‫وتصدر هذه البوليصة عندما تكون البضاعة على متن الباخرة الناقلة فعال وتتضمن‬
‫أن الشحنة في وضع وحالة سليمين‪ ،‬وتحتوي البوليصة ما يفيد أن الشحنة شعلت على‬
‫متن الباخرة)‪ ، Shipped On Board‬وهناك بوليصة شحن تمثل وصال بتسلم البضاعة‬
‫من أجل شحنها وتصدر هذه الوثيقة قبل شحن البضاعة من قبل الشركة الناقلة وال تدل‬
‫بحال على أن البضاعة على متن الباخرة‬
‫رابع ا‪ :‬بوليصة شحن بحري‪Ocean Bill Of Loading‬‬
‫وتمثل شحن البضاعة بح ار لتمييزها عن الشحن النهري أو الجوي أو البري‪.‬‬
‫خامس ا‪ :‬بوليصة شحن صادرة ألمر ومظهره على بياض‬
‫وقد تصدر هذه البوليصة ألمر الشاحن ‪ Shipper‬ويظهرها على بياض ‪Blank‬‬
‫‪Endorsed‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫سادس ا‪ :‬بوليصة شحن تبين أن أجور الشحن مدفوعة أو غير مدفوعة ‪Freight‬‬
‫‪to pay marked freight paid‬‬
‫وقد تصدر البوليصة بأن مصاريف الشحن تدفع في ميناء الوصول ‪freight‬‬
‫‪payable at destination‬‬
‫أما المستند الثاني الرئيسي فهو الفاتورة التجارية التي يصدرها البائع على ورق‬
‫خاص به يبين اسم مؤسسته او شركته وعنوانها وتتضمن تفاصيل البضاعة كما ونوعا‬
‫واوصافا وأسعا ار‪ ،‬ومصاريف‪ ،‬وتشتمل الفاتورة على‪:1‬‬
‫‪ .1‬تاريخ إنشائها‪.‬‬
‫‪ .2‬اسم المشتري وعنوانه‬
‫‪ .3‬اسم البائع وعنوانه‬
‫‪ .4‬رقم المطالبة ‪ /‬العقد‪.‬‬
‫‪ .5‬كمية البضاعة ونوعها ووصفها‪.‬‬
‫‪ .6‬سعر الوحدة‪.‬‬
‫‪ .7‬تفاصيل آية مصاريف‬
‫‪ .8‬وزن البضاعة أو عددها وعالمات الشحن‬
‫‪ .9‬شروط التسليم والدفع‬
‫‪ .10‬تفاصيل الشحن‪.‬‬
‫والمستند الثالث من بين المستندات الرئيسة هو بوليصة التأمين ‪Insurance‬‬
‫‪Documents‬باإلضافة إلى مستندات أخرى مثل‪:‬‬
‫الفاتورة القنصلية‪Consular Invoice‬‬
‫شهادة المنشأ‪Certificate of Origin‬‬

‫‪ 1‬محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.207‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫شهادة الجودة‪Certificate of Quality‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات البنك المراسل‬
‫قد يكون البنك المراسل مبلغا لخطاب االعتماد للمستفيد فتقف مسؤوليته عند هذا‬
‫الحد ألنه ال يلتزم بأكثر من التبليغ واذا قصر بواجب التبليغ تقوم مسؤوليته وفق هذا‬
‫الخطأ كركن في المسؤولية المدنية‪.‬‬
‫وقد يكون البنك معز از ومؤيدا لاللتزام الناشئ عن االعتماد األصلي فتكبر مسؤوليته‬
‫باعتباره أضاف إلى ضمان المستفيد باالعتماد األصلي ضمانا جديدا بتعزيزه أو تأييده‬
‫لذلك االعتماد‪ ،‬وبهذه الحالة يتوجب على البنك المراسل المؤيد ذات التزامات البنك الفاتح‬
‫من حيث وجوب تبليغ المستفيد باالعتماد وابالغه تأييده له وبعد ذلك قبول المستندات‬
‫ودفع قيمتها بعد تدقيقها‪.1‬‬
‫والبنك فيما يقوم به لغايات تنفيذ التزاماته في عقد االعتماد المستندي في مواجهة‬
‫المستفيد ال يقوم باعتباره طرفا مع المستفيد في عالقة قانونية أساسها خطاب التأييد‬
‫التعزيز الذي ارسله له ويتحمل نتائجه لغايات قبول المستندات ودفع قيمتها"‪.‬‬
‫وقد يكون البنك المبلغ منفذا لالعتماد عندما يعينه البنك فاتح االعتماد ويسمح له‬
‫بالخصم وبالدفع أو القبول‪ ،‬وبهذه الحالة يتوجب على البنك المنفذ قبل أن يقوم بإجراءات‬
‫الخصم أو الدفع أو القبول أن يفحص المستندات ليناكد من ظاهرها أنها موافقة لنصوص‬
‫وشروط االعتماد‪ ،‬ويعود هذا البنك بما دفعه على البنك المصدر لالعتماد "الفاتح"‪،‬‬
‫تأسيسا على أن البنك فاتح االعتماد مسؤول تجاه البنك الدافع أو القابل أو الخصم‬
‫باعتباره أصبح دائنا له بما بذله تنفيذا لالعتماد‪.‬‬
‫وهكذا يتم تنفيذ االعتماد المستندي بتنفيذ التزامات اطراف العالقة ابتداء من عالقة‬
‫البائع بالمشتري مرو ار بعالقة كل منهما بالينك فاتح االعتماد و‪/‬أو مؤيده وانتهاء بعالقة‬

‫‪ 1‬بشير دهانة‪ ،‬عالقات القانونية بين أطراف اإلعتماد المستندي‪ ،‬أطروحة مقدمة لستكمال شهادة الدكتورة ل م د‪ ،‬في الطور الثالث‪ ،‬شعبة‬
‫الحقوق ‪ ،‬تخصص قانون اقتصادي‪ ،‬جامعة الشهيد حامة لخضر‪ ،‬اللوادي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،2022،‬ص‪.256‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫البنك الفاتح بالبنك المؤيد على أنه قد يعترض تنفيذ االلتزامات في االعتماد المستندي‬
‫بعض المواثق حيث يتم تعديل االعتماد بموافقة أطراف العالقة ممن لهم مصلحة في‬
‫التعديل‪ ،‬على نحو يجوز أن يتم التعديل باإلرادة المشتركة وليس باإلرادة المنفردة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التزامات البائع المستفيد‬
‫إن التزامات البائع يتحمله في مواجهة المشتري كأثر لعالقته في عقد البيع وهو نقل‬
‫ملكية البضاعة محل عقد البيع وتسليم هذه البضاعة ثم ضمان التعرض وضمان‬
‫االستحقاق وضمان العيوب الخفية باإلضافة إلى ضمان تحقيق النتيجة وأما االلتزام األول‬
‫فيتحقق بإرسال المستندات إلى البنك الفاتح على أساس أنها تمثل البضاعة وأنها وفق‬
‫قاعدة الحيازة في المنقول سند الملكية تكون البضاعة مملوكة لحائز المستندات‪ ،‬وفي هذه‬
‫الحالة يكون للبنك حق مانع على البضاعة باعتباره يحوز مستنداتها إذا كان العميل مدينا‬
‫بثمن البضاعة "مبلغ االعتماد‪"1.‬‬
‫كما يتحقق االلتزام بالتسليم عندما يتم شحن البضاعة أو تسلمها من قبل الناقل‬
‫باعتباره سيسلمها لحائز المستندات التي تمثلها‪.‬‬
‫واما االلتزام الثاني والثالث المتمثل بضمان التعرض وضمان االستحقاق فهو من‬
‫القواعد العامة التي تلزم البائع في عقد البيع بأن يضمن للمشتري انتفاعا هادئا في محل‬
‫البيع حيث ال يظهر من يدعي ملكية هذه البضائع‪ ،‬وأنه إذا ظهر من يدعي ذلك يلتزم‬
‫البائع بالوقوف إلى جانب المشتري قضائيا بدافع عنه ليثبت أنه كان يملك المبيع قبل‬
‫بيعه للمشتري‪ ،‬وأنه ليس ألحد حق عليه واذا لم يتمكن من ذلك واستحق المعترض ملكية‬
‫البضاعة ضمن البائع ما قبضه من المشتري والتعويض المناسب‪.‬‬
‫وأما ضمان العيوب الخفية كالتزام على عاتق البائع فإنه وفق القواعد العامة يلتزم‬
‫البائع بضمان هذه العيوب ويكون عقد البيع قابال للبطالن إذا تبين وجود العيوب الخفية‬
‫في المبيع‪ ،‬وفق أحكام القانون‪ .‬أما ضمان تحقيق النتيجة‪ ،‬فهو التزام يقع على عاتق‬

‫‪ 1‬بشير دهانة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.257‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫البائع‪ ،‬وبموجبه ال بد أن تتحقق النتيجة ويتم إرسال البضاعة إلى المشتري وفق شروط‬
‫العقود المبرمة فيما بينهما وبخالف ذلك يكون البائع مخال في هذا االلتزام‪.‬‬
‫وفي كل األحوال فإن التزام البائع ينقضي إذا أصبح مستحيال بسبب القوة القاهرة‬
‫والسبب الفجائي‪ ،‬باإلضافة إلى أنه في الظروف الطارئة التي تجعل تنفيذ االلتزامات‬
‫مرهقا ال بد من إعادة التوازن بين طرفي العالقة‪ ،‬حيث يتم إنقاص التزامات المدين عندما‬
‫تصبح مرهقة بالنسبة له يفعل الظروف الطارئة‪.‬‬
‫أما بخصوص التزامات البائع في مواجهة البنك الدافع‪ ،‬فتقف عند حدود تقديم‬
‫مستندات تمثل البضاعة من حيث مطابقة هذه المستندات في عددها ونوعها وبياناتها لما‬
‫ورد في خطاب االعتماد المستندي‪.‬‬
‫‪ -‬المستندات وشروط مطابقتها‬
‫تقع مسؤولية فحص المستندات على عاتق البنك الفاتح والبنك الدافع على أنه إذا‬
‫قدم المستفيد المستندات إلى احد البنوك المخولة بالدفع فعلى هذا البنك أن يقوم بتدقيقها‬
‫وفحصها‪ ،‬حتى إذا تأكد له مطابقتها لشروط فتح االعتماد المثبتة بخطاب االعتماد‬
‫المرسل للمستفيد دفع مبلغ االعتماد للمستفيد‪ ،‬ولما كان العرف قد جرى على التعامل‬
‫بأنواع من المستندات التي باتت شائعة في التجارة الدولية‪ ،‬فإن هذه المستندات توصف‬
‫‪1‬‬
‫في قسم منها بأنها جوهرية وفي القسم اآلخر غير جوهري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.208‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ ...............................................‬تنظيم االعتماد المستندي‬

‫خالصة الفصل الثاني‬


‫من خالل ما تطرقنا إليه في هذا الفصل يمكننا االستنتاج أن االعتماد المستندي من‬
‫شأنه تفعيل وتنشيط التجارة الخارجية لما يتمتع به من خصائص ومبادئ تسمح للدولة‬
‫بمراقبة انتقال رؤوس األموال من والى داخل الوطن‪ ،‬وبذلك السيطرة على القطاع‬
‫االقتصادي وتنظيفه من اآلفات المنتشرة عبر الدول كتهريب األموال وتبييضها‪.‬‬
‫وعلى الرغم من المزايا التي تكتسي عملية االعتماد المستندي كتحقيق درجة عالية‬
‫من الضمان واألمان لطرفي عقد البيع الدولي‪ ،‬فإنها قد تعتريها مخاطر وذلك الرتباطها‬
‫بعملية الغش أو النصب على المستوى الدولي‪ ،‬أو أية صعوبات خاصة بعمليات النقل‬
‫والشحن وأيضا ورود البضائع ناقصة مما يؤثر على حجم التدفقات النقدية السابق‬
‫التخطيط لها وهذا يؤثر بالتالي على قدرة المستورد على سداد مستحقات البنك زيادة على‬
‫ذل ك عدم استقرار أسعار البيع للبضائع التي ينتج عنها عدم ثبات الهامش الذي يأخذه‬
‫البنك وتعرض البضائع للتلف‪.‬‬
‫وبالرغم من أن االعتماد المستندي كان قد بطأ العمليات التجارية نوعا ما لبعض‬
‫المستوردين وذلك السبب طول اإلجراءات المتخذة إال أنه كان سببا في إنقاذ اقتصاد‬
‫ال كثير من الدول ومنها الجزائر التي كانت تتجه نحو الهاوية‪ ،‬وهذا بسبب حالة النزيف‬
‫التي تعرضت لها العملة الصعبة منذ سنوات طويلة من جراء عمليات تجارية مشبوهة مع‬
‫الخارج‪ ،‬ففرضت وضع حد نهائي لنزيف الثروة الوطنية واالدخار الوطني نحو الخارج‬
‫بتنشيط االعتماد المستندي في التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‪.............................................................................‬‬

‫تعتبر االعتمادات المستندية إحدى األدوات التي طورها المحامون لتوفير آليات‬
‫تمويل مباشرة وآمنة للشركات التي تقوم بمعالجتها‪ .‬وتكمن أهمية االعتماد المستندي في‬
‫دوره المركزي في تمويل التجارة الخارجية باعتباره مبدأ أساسيا للسلوك السياسي الجيد‪.‬‬
‫األعمال ومواكبة التطورات االقتصادية مما أدى إلى البحث عن مثل هذه التكنولوجيا‬
‫المناسبة للتطورات في الظروف االقتصادية‪ .‬كما تعمل على توفير الثقة كوسيلة آمنة‬
‫وفعالة للدفع والضمان ‪ ،‬خاصة أنها تتميز بالسرعة في التنفيذ والضمان ضد المخاطر‪.‬‬
‫وبذلك تعتبر من أهم طرق الدفع الحديثة التي تمول التجارة الخارجية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫‪ ،‬يعتبر االعتماد المستندي من أهم العمليات ‪ ،‬من خالل تدخل البنك في تنفيذ عملية‬
‫االعتماد المستندي ‪ ،‬كما يعتبر وسيطا إلتمام العمليات التجارية‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك أن موقف المشرع الجزائري من االعتماد المستندي هو إعطاؤه‬
‫صفة بموجب قانون التمويل التكميلي لسنة ‪ 2009‬وجعله أداة ووسيلة وحيدة لتنظيم‬
‫أنشطة االستيراد والتصدير باستخدام الوثائق التي ينتجها‪ .‬في إجراء خطاب االعتماد‪،‬‬
‫بذلك على‬ ‫ويولي المشرع أهمية كبيرة لهذه الوسيلة‪ ،‬وذلك بان يكون كل من له صلة‬
‫دراية كافية بجميع القوانين واألحكام واألعراف الدولية المنظمة له وتطبيق احسن لتشجيع‬
‫االستثمار وله تاثير كبير على االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وعليه يبقى االعتماد المستندي يحضى بمكانة خاصة تجعل منه الوسيلة الوحيدة‬
‫لضمان واالمان للمتعاملين كما يساهم في منح االستقرار وتشجيع المبادالت التجارية‬
‫الدولية النه وسيلة فعالة‪.‬‬
‫النتائج‬
‫‪ -1‬وقد اضهرت الدراسة لنا ان العقد بين البائع والمشتري هو األساس الدي يقوم عليه‬
‫عملية فتح االعتماد المستندي‪,‬ويجب على البائع والمشتري تحديد موعد لفتح االعتماد‬
‫المستندي من قب ل المشتري فادا لم يحدد موعد فتح االعتماد فيجب فتح االعتماد قبل‬
‫موعد الشحن بفترة معقولة وهذا ما قضت به احكام المحاكم‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫الخاتمة‪.............................................................................‬‬

‫‪ -2‬االعتماد المستندي هو أداة ووسيلة بنكية لدفع وهو أكثر ضمانا وامانا‪.‬‬
‫‪ -3‬منح المشرع الجزائري مكانة خاصة له في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬جعل المشرع الجزائري االعتماد المستندي الوسيلة الوحيدة التي تنظم نشاط‬
‫المبادالت التجارية‪.‬‬
‫‪ -5‬تميز االعتماد المستندي بخصائص عن باقي التقنيات‪.‬‬
‫اإلقتراحات‪:‬‬
‫يجب على المشرع الوطني أن ينظم أحكام االعتماد المستندي في إطار القانون‬
‫التجاري من أجل توضيح آليات عمله للزبائن الجزائريين‪.‬‬
‫ضرورة إعتماد تقنيات ووسائل الدفع أخرى في المبادلة التجارية على المشرع الجزائري‬
‫أن يسارع في وضع نصوص داخلية تتعلق باالعتمادات المستندية وهذا لحماية‬
‫المستوردين الجزائريين وبالضرورة حماية االقتصاد الوطني خاصة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪..............................................................‬‬

‫‪ .I‬النصوص الرسمية‪:‬‬
‫القوانين‪:‬‬
‫‪-1‬األمر‪ 58/75‬المتضمن القانون المدني ج ر‪.‬‬
‫‪-2‬نظام بنك الجزائر رقم‪ ، 01/07‬المتعلق بالقواعد المطبقة على المعامالت‬
‫التجارية مع الخارج والحسابات بالعملة الصعبة‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،31‬الصادر في‬
‫‪.2007/05/13‬‬
‫‪-3‬القانون العراقي رقم ‪ 30‬لسنة‪.2000‬‬
‫‪ .II‬المؤلفات‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪-1‬الزركشي‪ ،‬شرح الزركشي على مختصر الخرقي‪ ،‬دار الكبيغان‪ ،‬ط‪،1993 ،1‬‬
‫ج‪،4‬‬
‫‪-2‬عبد اهلل بن محمود بن مودود الموصل الحنفي‪ ،‬االختيار لتعليل المختار‪ ،‬تعليق‬
‫الشيخ محمود أبو دقيقة‪( ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬د ط‪ ،‬د س‪ ،‬ج‪.)2‬‬
‫‪-3‬محمود الكيالني‪ ،‬الموسوعة التجارية والمصرفية المجلد الرابع‪ ،‬عمليات البنوك‬
‫"دراسة مقارنة" عمان‪ ،‬دار الثقافةـ ‪.2009‬‬
‫‪-4‬محمود الكيالني‪ ،‬عمليات البنوك" الكفالت المصرفية وخطبات الضمان" الجزء‬
‫األول‪ ،‬دار الجيب للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪.1993 ،‬‬
‫‪-5‬محي الدين اسماعيل‪ ،‬االعتمادات المستندية‪( ،‬المعهد العالمي للفكر االسالمي‪،‬‬
‫ط‪.1996 ،1‬‬
‫‪-6‬مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪.1943‬‬
‫‪-7‬موسى طالب حسن‪ ،‬الموجز في قانون التجارة الدولية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.1997 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪..............................................................‬‬

‫‪-8‬موفق الدين أبي محمد عبد اهلل بن أجمد بن محمد بن قدامه المقدسي الجمعيلي‬
‫الدمشقي الصالحي الحنبلي‪ ،‬المغني رح مختصر الخرقي‪ ،‬دار عالم الكتب‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫‪-9‬ناظم الشمري‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ،‬الموصل الطبعة‬
‫‪.1977‬‬
‫الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫أطاريح لدكتوراه‪:‬‬
‫‪ .1‬بضراني نجاة‪ ،‬االنتمان المصرفي بطرية التوقيع‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬سنة ‪.1987‬‬
‫رسائل الماجيستير‪:‬‬
‫‪-1‬أحمد معوج‪ ،‬النظام القانوني لالعتماد المستندي‪ ،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ ،‬شعبة الحقوق‪ ،‬تخصص‪ :‬قانون أعمال‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫كلية الحقوق‪.2016-2015 ،‬‬
‫‪-2‬إسراء جاسم مهدي‪ ،‬إعفاء البنوك المتدخلة في االعتماد المستندي من المسؤولية‪،‬‬
‫دراسة في األصول واألعراف الموحدة نشرة (‪ ،)600‬رسالة استكماال لمتطلبات‬
‫الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الشرق‬
‫األوسط حزيران‪ ،‬قسم‪ ،‬القانون الخاص‪.2020 ،‬‬
‫‪-3‬أمل حسين‪ ،‬دور البنك في االعتماد المستندي‪( ،‬رسائل االعتماد واعتمادات‬
‫الضمان)‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون من كلية الدراسات العليا في جامعة بيرزيت‪،‬‬
‫فلسطين‪.2000 ،‬‬
‫‪-4‬بن بريكة فلاير‪ ،‬مكانة االعتماد المستندي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجتير‬
‫في القانون الخاص‪( ،‬فرع قانون األعمال)‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬بن يوسف بن خدة‪،‬‬
‫كلية الحقوق سعيد حمدين‪.2017-2016 ،‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪..............................................................‬‬

‫‪-5‬سماح يوسف إسماعيل السعيد‪ ،‬العالقة التعاقدية بين أطراف عقد االعتماد‬
‫المستندي‪ ،‬قدمت هذه األطروحة استكماال لمتطلبات درجة الماجستير في القانون‬
‫بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس‪ ،‬فلسطين‪ ،‬كلية‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪.2007 ،‬‬
‫‪-6‬يوسف سماح بن السعيد‪ ،‬العالقة التعاقدية بين أطراف عقد االعتماد المستندي‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬في القانون بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح‪ ،‬نابلس‪،‬‬
‫فلسطين‪.2000 ،‬‬
‫‪ -7‬بشير دهانة‪ ،‬عالقات القانونية بين أطراف اإلعتماد المستندي‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لستكمال شهادة الدكتورة ل م د‪ ،‬في الطور الثالث‪ ،‬شعبة الحقوق ‪ ،‬تخصص قانون‬
‫اقتصادي‪ ،‬جامعة الشهيد حامة لخضر‪ ،‬اللوادي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪،2022،‬‬
‫مذكرات الماستر‪:‬‬
‫‪-1‬كريمة حادي‪ ،‬االعتماد المستندي دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫الستكمال متطلبات شهادة الماستر في شريعة وقانون‪ ،‬كلية العلوم االنسانية‬
‫واالجتماعية والعلوم االنسانية‪ ،‬قسم العلوم االسالمية‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬أدرار‪،‬‬
‫‪.2018-2017‬‬
‫‪-2‬حليمة غانمي‪ ،‬سميرة بولغيت‪ ،‬خصم األوراق التجارية –دراسة مقارنة بين الفقه‬
‫االسالمي والقانون الوضعي‪ -‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االنسانية واالجتماعية والعلوم االسالمية‪ ،‬تخصص‪ :‬شريعة وقانون‪ ،‬جامعة أحمد‬
‫دراية‪ ،‬أدرار‪,2017 ،‬‬
‫الفهرس‬
‫فهرس المحتويات‪....................................................................‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫شكر وعرفان ‪............................................................‬‬


‫اإلهداء ‪.................................................................‬‬
‫اإلهداء ‪.................................................................‬‬
‫مقدمة‪3..................................................................‬‬
‫الفصل االول‪4.......................................................... :‬‬
‫ماهية االعتماد المستندي ‪4...............................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم االعتماد المستندي ‪7.................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف االعتماد المستندي ‪7................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف االعتماد المستندي لدى الفقهاء‪8..................... .‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف االعتماد المستندي في التشريعات الوطنية والمقارنة ‪11 .‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص وفوائد االعتماد المستندي‪13 ................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬فوائد عقد االعتماد المستندي‪13 ............................. .‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف االعتماد المستندي ‪18 .............................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع االعتمادات المستندية والطبيعة القانونية‪20 .......... .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع اإلعتماد المستندي‪20 .............................. .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االعتماد المستندي القابل لإللغاء وغير القابل لإللغاء‬
‫)‪20 ....................................... (Revocable - Irrevocable‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االعتماد المؤيد ( المعزز‪ ،‬واالعتماد غير المؤيد ‪(Confirmed‬‬
‫)‪22 ................................................... - un Confirmed‬‬
‫فهرس المحتويات‪....................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االعتماد المباشر واالعتماد الدائر‪(Straight Letter-‬‬


‫)‪23 .................................................. Revolving Credit‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لإلعتماد المستندي‪26 .................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلتجاه القديم‪26 ........................................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلتجاه المعاصر‪28 ....................................... :‬‬
‫الفصل الثاني‪30 ....................................................... :‬‬
‫تنظيم االعتماد المستندي‪30 ..............................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬شروط فتح االعتماد المستندي‪32 ...........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط الشكلية ‪32 ........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحصول على رخصة االستيراد‪33 .......................... :‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬كتابة اسم المستفيد ومحل إقامته‪33 ......................... :‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬توفير بعض المستندات‪33 ................................. .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬نوع االعتماد وقيمته‪33 .................................... :‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المستندات الرئيسية ‪34 ....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الفاتورة التجارية‪34 ......................................... .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سند الشحن ‪34 ..............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مراحل فتح االعتماد المستندي ‪37 ..........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القواعد المنتظمة لالعتماد المستندي ‪37 .....................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العمل بالقواعد واألعراف الدولية الموحدة ‪37 .................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خطوات فتح االعتماد المستندي ‪43 .........................‬‬
‫فهرس المحتويات‪....................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عملية التوطين ‪44 ...........................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬سير عملية االعتماد المستندي ‪49 ............................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اآلجال القانونية ‪57 .......................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مسؤولية األطراف ‪59 .....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التزامات األطراف ‪ERREUR ! SIGNET NON DÉFINI. .....‬‬
‫الفرع األول‪:‬التزامات البنك فاتح االعتماد ‪59 ...............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات البنك المراسل ‪67 ...................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التزامات البائع المستفيد ‪68 ..................................‬‬
‫الخاتمة ‪71 ..............................................................‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪74 ..............................................‬‬
:‫الملخص‬

‫يعد االعتماد المستندي من أهم اآلليات المصرفية المعتمدة التي تقوم بتمويل معامالت التجارة الخارجية لم‬
‫ كما يعد من أكثر وسائل التمويل استعماال في مجال‬،‫يوفره من ضمان وأمان للبائع والمشتري على حد سواء‬
.‫المبادالت التجارية الخارجية والعقود الدولية لما يقوم به من دور فعال في تنشيط التجارة الخارجية‬

‫لقد اعتمد النظام المصرفي الجزائري أداة االعتماد المستندي خالل اإلصالحات االقتصادية بموجب مختلف‬
‫ التي أشارت إليه بصفة مباشرة أو غير مباشرة حيث‬،‫النصوص التشريعية المتفرقة نتيجة تشعب النظام المصرفي‬
‫ بما يخلف‬،‫وضع المشرع بعض اإلجراءات التي لم تخرج عن نطاق األعراف الموحدة لالعتمادات المستندية‬
.‫التزامات وضمانات متبادلة بين األطراف‬
‫ومن خالل هذه الدراسة حاولنا إظهار الدور الجوهري الذي تؤديه تقنية االعتماد المستندي في ضبط التجارة‬
.‫الخارجية بما يساهم في تنشيطيها‬
‫ التجارة‬،‫ العقود الدولية‬،‫ المستورد‬،‫ المستفيد‬،‫ البنك‬،‫ التجارة الخارجية‬،‫ االعتماد المستندي‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫الدولية‬
Abstract :

The documentary credit is one of the most important approved banking


mechanisms that finance foreign trade transactions, as it did not provide a
guarantee and security for the seller and the buyer alike, and it is also one of
the most used means of financing in the field of foreign trade exchanges and
international contracts because of its effective role in stimulating foreign trade.

The Algerian banking system has adopted the documentary credit


instrument during economic reforms under various legislative texts that are
scattered as a result of the complexity of the banking system, to which it refers
directly or indirectly.

Through this study, we tried to show the essential role played by the
documentary credit technology in controlling foreign trade, which contributes to
its revitalization .

Keywords: documentary credit, foreign trade, bank, beneficiary, importer,


international contracts, international trade.

You might also like