Professional Documents
Culture Documents
-لجنة المناقشة:
رئيسا أستاذ :مساعد أ جامعة أم البواقي، -1محمد العربي العالية،
أستاذ :مساعد أ مشرفا ومقر ار جامعة أم البواقي، -2محمد بن وارث،
أستاذة :مساعد ب عضوا ممتحنا جامعة أم البواقي، -3جميلة زايدي،
مقدمة:
إسترجعت الجزائر بعد اإلستقالل سيادتها النقدية مباشرة وقد ترجمت بإستقالل بنك الجزائر وعملت
الدولة على إقامة نظام إقتصادي متكامل من خالل إنشاء بنوك وطنية وتأسيس أكبر مؤسسة عمومية
إقتصادية وهي "سوناطراك" وتعزز األمر أكثر بإنشاء الدينار كأول عملة وطنية سنة ،4691تبعها قرار
تأميم البنوك األجنبية التي ورثتها عن اإلستعمار الفرنسي ،والتي كان عددها قرابة 02بنكا سنة.4699
وفي هذه الفترة بدأت تظهر مالمح النظام المصرفي الجزائري ،وبما أن الجزائر إنتهجت التوجه
اإلشتراكي القائم على مركزية التخطيط ،فكان دور المصارف العمومية في صلب تناقضات الدولة كونها
المساهم الوحيد ،والدائن والمدين والفاعل اإلقتصادي المنفرد وهذا ماجعلها مجرد شباك في خدمة
المؤسسات اإلقتصادية العمومية وتحت تصرف الخزينة العمومية.
في ظل هذا الوضع عملت الدولة خالل الثمانينات على إصالح المنظومة المصرفية من خالل
القانون 40/69المتعلق بنظام البنوك والقروض وهدفها التغيير الجدري داخل المنظومة المصرفية ،ثم
صدر القانون 29/66الذي منح إستقاللية مالية للمؤسسات اإلقتصادية لكن رغم ذلك لم يسمح
للمؤسسات اإلقتصادية بالقيام بمهامها كوسيط مالي مما إستدعى المؤسسات النقدية إلى تعزيز وتقوية
النظام قصد تحقيق أكبر فعالية وهذا من خالل قانون النقد والقرض ليؤكد على ضرورة تعديل هذا الجهاز
واعادة النظر في مؤسساته بهدف إقامة قطاع مصرفي ومالي متنوع ومتطور ومنفتح وذلك من خالل فتح
القطاع المصرفي للمستثمرين الخواص وطنيين وأجانب .
رغم صعوبة الظروف التي عاشتها البالد في تلك الفترة ،فقانون النقد والقرض أعاد للبنك المركزي
دوره في قمة النظام النقد والمسؤول األول عن تسيير السياسة النقدية وتحريك السوق ويعد كوسيلة من
وسائل الضبط اإلقتصادي وهذا طبعا ما فرضه التوجه اللبرالي الدي تبنته الدولة .
إلى هنا كان اإلقتصاد الوطني في مرحلة تميزت باإلستقرار نوعا ما عرفت خاللها إنشاء بنوك
خاصة وطنية وكانت أجهزة البنك المركزي تقوم بدورها وتعزز ذلك بقوانين تحكم النشاط المصرفي عامة
إال أن ذلك لم يستمر حيث ظهرت أزمة بنكية تجاوزت الحدود الوطنية وهي "قضية آل خليفة بنك" وما
لحقها من تبعات ألزمت المشرع إعادة النظر في المنظومة المصرفية فكان نتيجة ذلك األمر 44/20الذي
جاء يلغي ويعدل من القانون42/62المتعلق بالنقد والقرض ،لقد وضع هذا األمر أطر جديدة عززت
إستقاللية البنك المركزي وأعطت صالحيات واسعة لمجلس النقدوالقرض حيث أصبح له دور فاعل في
كل ما يتعلق بالمسائل المالية والنقدية ،وضاعف من آليات الرقابة على النشاط المصرفي نظ ار لحساسيته
كما رفع من الحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية لضمان مالئتها وهذا ما ضيق على إستثمار
الخواص في هذا القطاع هذا من جهة أما من جهة أخرى فقد باشرت الدولة تلبية لمتطلبات اإلنظمام
لمنظمة التجارة العالمية ومقتضيات نظام إقتصاد السوق عملت السلطات الى خوصصة البنوك العمومية
وهدا ما جعل عدم التوافق بين األهداف المسطرة للنهوض بالقطاع المصرفي والواقع الدي يتخبط فيه
1
مقدمة
وتبقى الدولة هي المعنية بصفة رئيسية بالمسايرة مع متطلبات الق اررات الصادرة من هيئات
خارجية كمنظمة بازل أوصندوق النقد الدولي واإلتحاد األروبي الذي يعتبر الشريك األكبر للجزائر واعتبا ار
لطلب الجزائر اإلنظمام لمنظمة التجارة العالمية ،ومتطلبات الوضع اإلقتصادي الداخلي من خالل إصدار
قوانين متماشية واألهداف المسطرة.
أهمية الموضوع:
إن دراسة موضوع النظام المصرفي كجهاز قائم بكل قوانينه وهياكله يؤكد مدى أهميته وال يمكن
فصله عن أي قطاع إقتصادي ألنه الركيزة األساسية التي يقوم عليها اإلقتصاد الوطني وتبقى مواضيعه
شيقة ألنها تعتمد أصال على الجوانب العملية للقطاع المصرفي أكثر منها على الجوانب النظرية المجردة
ألن المؤسسة المصرفية عامل هام في شبكات المعامالت المالية تستوجب منا التمعن في كل نقطة تقوم
عليها وكل عملية تقوم بها وكل عالقة تكونها ،كما تعتبر المصارف مخبر اإلصالحات اإلقتصادية التي
تقوم بها الدولة وال تزال ألنه بصالح النظام المصرفي يصلح اإلقتصاد الوطني وبفساده يفسد.
وهذه أسباب تجدب الدارس القانوني للتعمق في هذا الموضوع محاوال معرفة تفاصيل أكثر عن
النشاط المصرفي وأهم تطوراته رغم قلة التجربة الجزائرية مقارنة بالعديد من الدول ،كما تتكون لديه
تساؤالت تدفعه للبحث عن أجوبتها.
أسباب الدراسة :هي التوصل الى:
-أن العمل المصرفي ليس بالسهولة التي نتصورها ألنه يقوم عل أسس وضعها المشرع بدقة
وعناية نظ ار للدور الحساس الذي تقوم به المصارف كقنوات تجميع وتوزيع األموال.
-أن النشاط المصرفي له هيئة أو لجنة دورها سن القواعد واألنظمة التي تحكمه تسمى مجلس
النقد والقرض وهي هيئة مستقلة بنص القانون ومن إختصاصها وضع الشروط الضرورية لمزاولة المهنة
البنكية سواء كانت هذه الشروط إجرائية أومالية أومتعلقة بأخالق المسيرين وهذا يفسر أن حرية إنشاء
المصارف ليس بالشكل المطلق كلية ،بل بقيود نظ ار ألهمية النشاط المصرفي الذي له عالقة مع قوانين
عديدة لهذا فالمشرع دائما يعزز الرقابة عليها ليضيق من أزماتها والمصرف في حال إخالله بقواعد
ممارسة المهنة البنكية يساءل كرجل حريص كما يتعرض لعقوبات جزائية متفاوتة حسب حجم الخلل حتى
إنه يتقرر سحب إعتماده وبالتالي حله وتصفيته.
عرف النظام المصرفي الجزائري إصالحات هيكلية مست جوانب متعددة منه ،وذلك لمسايرة
التطورات اإلقتصادية وسد الثغرات القانونية ،واصالح المؤسسات المصرفية التي تعتبر في اإلقتصاد
كالشرايين في الجسم ،ألنها قنوات ضخ السيولة النقدية لكل القطاعات األخرى وهذا يبرر عناية المشرع
بها نظ ار لحساسية دورها وموقعها ومنه نطرح اإلشكالية التالية :
2
مقدمة
اإلشكالية:
كيف كان تأثير إصالح المنظومة المصرفية على التطور اإلقتصادي و التفتح اإلستثماري المصرفي؟
ماهي نتائجه ؟ وهل كانت هذه اإلصالحات في محلها أم تقتضي الضبط والتأطير؟
ومنه نستنتج اإلشكاليات الجزئية التالية:
-ما الذي يميز البنك كمؤسسة عن غيره من المؤسسات الخدماتية ؟ إنطالقا من نشأته إلى نشاطه؟
-البقاء لمن للبنوك العمومية التي هبت عليها رياح الخوصصة أم للبنوك الخاصة وطنية كانت أم
أجنبية رغم إهتزاز ثقة المواطنين فيها بسبب قضايا الفساد التي تعصف بها؟
المنهج المعتمد:
تم إعتماد المنهج الوصفي التحليلي إلعتبار أنه األصلح والمناسب للموضوع المدروس حيث أن دراسة
المؤسسات المصرفية ضمن الجهاز المصرفي والتطرق لمختلف شروطها ونظمها إنطالقا من التعريف ثم
تمييزهاعن غيرها من الكيانات المشابهة لها تتطلب الوصف لتدقيق المعنى وتحديد لمجال الدراسة كما أن
الدراسة القانونية تستلزم شرح القوانين وتحليل موادها وفي هذه النقطة فإن القانون األساسي المعتمدفي هدا
الموضوع هو األمر 44/20بإعتباره آخر تعديل مس مواد عديدة في القانون 42/62المتعلق بالنقد
والقرض،فالتطرق إلى التطورات التي حصلت في المؤسسات المصرفية وعملياتها البد من وصفهاواعتماد
الوصف والترتيب.
الدراسات السابقة:
ففي مجال البنوك بالضبط تم التركيز على مذكرة الماجستير لكل من :
كريمة تدريست .النظام القانوني للبنوك في الجزائر .مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير.معاشو
عمار.جامعة تيزي وزو .كلية الحقوق.0221/0220 .0220/42/00.
نجاة طباع .خصوصية النظام القانوني للنشاط المصرفي .مذكرة لنيل شهادة الماجستير .زوايمية
رشيد .جامعة جيجل .كلية الحقوق .دون تاريخ مناقشة0229/0222 .
ألن دراستهما دراسة قانونية تنصبان على المصارف والنشاط المصرفي بكل تفاصيله قوانينه
وخصوصياته.
ستتم دراسة موضوع النظام القانوني للمؤسسات المصرفية في الجزائر إلى فصلين:
3
الفصل األول:
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية
في الجزائر
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
صراف لتجميع األموال إلقراضها ،إلى عمل أشملتغيرت النظرة للمصرف عبر الزمن من د ّكان ّ
بتأدية أعمال وخدمات ليصبح المصرف الحديث مؤسسة اقتصادية ،تقوم بجملة عمليات متعددة ومتباينة
(تتمثل في عمليات الصندوق ،عمليات القروض ،عمليات مع الخارج وعمليات مالية أخرى عديدة،)...
في ظل رقابة محددة بواسطة القانون فال يمكن تصور وجود اقتصاد ال يوجد فيه مصرف.
وألن كل أفراد المجتمع بحاجة إلى خدماته المتميزة والمتنوعة التي تختلف عن تلك الخدمات
المقدمة من طرف المؤسسات ،فما يهمنا في هدا المقام هو دراسة تلك الخدمات المتميزة التي يقدمها البنك
بصفته شخص محترف.
إن نقطة االختالف تكمن في أن البنوك تقوم بوظائف أساسية بنص القانون خاصة فيما يتعلق
باستثمار الكتلة النقدية واالحتياطات المودعة لها ،ألن القطاع البنكي يعتبر مم ار أساسيا لحركة رؤوس
األموال في المجتمع سواء كان مصدرها مدنيا أو تجاريا ،إضافة إلى عمليات أخرى عديدة نظمها المشرع
في قانون النقد والقرض 09/09الذي يعتبر اإلطار األساسي للمنظومة المصرفية الجزائرية بعد تبني
نظام اقتصاد السوق ،حيث فتح لألفراد حرية االستثمار في المجال المصرفي ما يعني أن كل األفراد
المؤسسات المصرفية إذا تمكن كل واحد منا تحقيق شروط وكفاءات
ّ متساوون أمام القانون في إنشاء
ومؤهالت محددة قانونا وذلك لخصوصية النشاط المصرفي ،ألنه نشاط مهني مقنن ،خاضع لنظام
استثنائي مقارنةً مع باقي األنشطة التجارية ،حيث تظهر الطبيعة اإلستثنائية من خالل الشروط الواجب
المؤسسات المصرفية إلى جانب تحديده للقواعد التي تحكمها أثناء ممارستها لنشاطها ،حيث
ّ توافرها في
المؤسسة المصرفية ،وهي الشروط الموضوعية ممثلة في الشكل ّ نجد هناك شروط مرتبطة بتأسيس
القانوني للمؤسسة المصرفية ورأسمالها األدنى والشروط المتعلقة بالمسيرين من أخالق وكفاءات ،ثم تأتي
شروط شكلية نظ ار للطبيعة التجارية للنشاط المصرفي ،كما أكدته المادة الثانية من القانون التجاري ،وهذا
يعني أن ممارسة النشاط يتوقف على إجراء القيد في السجل التجاري ،حيث يمنح هذا األخير حق
الممارسة الحرة للنشاط المصرفي ،لكن هذه القاعدة نسبية ألن المهنة البنكية مقننة تستوجب إضافة إلى
ذلك اإلجراء الحصول على الترخيص من مجلس النقد والقرض إلنشاء بنك ،وكذلك لإلعتماد من طرف
محافظ بنك الجزائر لممارسة األنشطة المصرفية التي تتميز بطبيعة خاصة ،لهذا أحاط المشرع النظام
المصرفي بجملة من القوانين واإلجراءات ،حيث جعل من مجلس النقد والقرض السلطة النقدية المصدرة
لألنظمة والشروط التقنية للممارسة المهنة البنكية واصدار الق اررات الفردية ،كالترخيص بإنشاء المؤسسات
المصرفية وتعديل قوانينها ،وهذا ما يعتبر كرقابة على هذه المؤسسات لحساسية وظيفتها وموقعها في
-4-
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
االقتصاد الوطني ،ويرأس هذا المجلس المحافظ الذي له كذلك سلطة إدارة بنك الجزائر وصالحياته
يستمدها مباشرة من قانون النقد والقرض.
فمن خالل هذا الفصل سيتم دراسة المؤسسة المصرفية كوحدة صغيرة من المنظومة المصرفية
الكبيرة محاصرة بجملة من الشروط تعرف بالقانون البنكي الذي يتميز بأنه قواعد تجمع بين الجانب
التنظيمي للبنوك والجانب المالي لها.
ويقف في قمة هرم هذه المنظومة المصرفية بنك الجزائر ،الذي يمثل باقي المؤسسات المصرفية
األخرى سواء كانت تابعة للقطاع العام أو الخاص ،كما سيتم في هذا الفصل التمييز بين البنوك العامة و
البنوك الخاصة ثم التطرق إلى مختلف اإلجراءات أو الشروط اإلجرائية الواجب احترامها لإللتحاق بالمهنة
المصرفية ،موضوعية كانت أم شكلية .وسيقسم الفصل األول إلى مبحثين يتناول:
من خالل المبحث سيتم في المطلب األول منه التطرق إلى المقصود بالمؤسسات المصرفية أما
المطلب الثاني :ستكون دراسة أنواع المؤسسات المصرفية.
وسيكون من خالل هذا الفرع التطرق إلى التعريف اللغوي ،اإلصطالحي ثم التشريعي لمعرفة
المعنى بدقة ،ثم تمييزها عن البنك المركزي والمؤسسات المالية حتى يتضح لنا مجال الدراسة.
-5-
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
مصرف(.)1
في ثم ْ
الصير ّ
البنك كلمة مأخودة عن اإليطالية bancoبالضبط المقعد وبالتالي طاولة ّ
أي المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتُجري فيه المتاجرة بالنقود .مجموع عمليات يمكن أن تنشأ عن
التجارة بالعملة أو السندات ذات الوظيفة النقدية .مثال ذلك عملية مصرفية ،تجارة مصرفية.
المصارف :هي مؤسسات مالية تقوم بتلقي إيداعات نقدية وتفتح حسابات لمعامالت مختلفة
وتنشئ اعتمادات لمصلحة زبائنها تحت أشكال مختلفة مثل تسليف دراهم وفتح اعتمادات ،وخطابات
اعتماد ودفع سندات تجارية ،والمساهمة في العمليات المالية العائدة للشركات والمجموعات وتتلقى إيداع
سندات من زبائنها وتضع لمصلحتهم خدمات خاصة(.)3
مؤسسة تتخذ مهنتنا المعتادة أن تتلقى من الجمهور ،في شكل ودائع أو غير دلك ،أمواال تستخدمها
لحسابها الخاص في عمليات حسم أو إعتماد أو عمليات مالية ،وعدم الخلط مع المؤسسة المالية(.)5
تختلف التعاريف التشريعية الخاصة بالبنوك باختالف القوانين واألنظمة التي تحكم أعمالها
وشكلها القانوني لذا فمن الصعوبة بمكان إيجاد تعريف موحد وشامل لها ولهذا ستكون الدراسة مقتصرة
على بعض التعاريف في القانون المقارن.
-1جيرار كورنو .ترجمة منصور القاضي .معجم المصطلحات القانونية .المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع .لبنان .0001
ص.0101
-2شاكر القزويني .محاضرات في إقتصاد البنوك .الطبعة الرابعة .ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر .8992 .ص.82
-3موريس نخلة وآخرون .القاموس القانوني الثالثي موسوعي مفصل .الطبعة األولى .منشورات الحلبي الحقوقية .لبنان.8998.
ص .0158
-4مسعود جبران .رائد الطالب .الطبعة الثالثة .دار العلم للماليين .لبنان .0002 .ص.09
-5جيرار كورنو .مرجع سابق .ص.0101
-6-
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
عرف المشرع األردني البنك على أنه" :الشركة التي ُرّخص لها تعاطي األعمال المصرفيةّ
وفق أحكام القانون".
عرفه المشرع الفرنسي والذي يعد أكثر شموال على أنه" :المؤسسة التي تقوم على سبيل
كما ّ
اإل حتراف بتلقي األموال من الجمهور على شكل ودائع أو ما في حكمها وتستخدمها لحسابها الخاص في
عمليات الخصم واإلئتمان أو في المعامالت المالية"(.)1
أما حسب القانون الجزائري يعرف المصرف بأنه "مؤسسة إقتصادية تملك الشخصية المعنوية
التجارية تتعامل مع اآلخرين على أساس قواعد تجارية تخضع لمبدأ التنظيم واإلنسجام في معاملتها مع
محيطها الخارجي ،تكون محررة من كل القيود ،ولها الحرية في تمويل المشاريع وتشترط أن يكون
المصرف مسجال ضمن قائمة المصارف وبواسطة إعتماد يصدر في الجريدة الرسمية" ،يتحدد ذلك في
()3
المتعلق بالنقد والقرض ،يكون هدف الجزائر وفق القانون )2(09/09المعدل والمتمم باألمر رقم 00/95
المصرف األساسي هو إقتراض األموال بمعدل فائدة معين وايداع األموال الخاصة بعدة أشكال أو
إلستثمارها بمعدل أعلى من معدل اإلقتراض كما يقوم بتقديم أنواع مختلفة من الخدمات لزبائنه مقابل
عمولة أوفائدة والمتفق عليه هو أن محور نشاط المصرف هو التعامل بالنقود وهناك من يقول بأن نشاطه
األساسي هو المتاجرة بالديون(.)4
البنوك محل الدراسة هنا هي البنوك اإلبتدائية تميي از عن البنك المركزي والمالحظ أن المشرع
الجزائري أطلق عليها تسمية البنوك دون إضافة صفة أخرى عليها ولم يسمها كما تعرفها بعض
التشريعات بالبنوك التجارية ،نظ ار لكونه كرس بموجب قانون النقد والقرض مفهوم البنك الشامل الذي لم
يقتصر نشاطه على نشاط البنوك التجارية التقليدية وجدير بالذكر إلى انه وفقا للعرف المصرفي ينصرف
وصف البنوك بال تمييز إشارة إلى البنوك التجارية وتعد البنوك الشاملة من أحدث صور تنظيمها.
-1خالد أمين عبد اهلل .العمليات المصرفية-الطرق المحاسبية الحديثة .دار وائل للنشر .األردن .8999 .ص.01
-2قانون رقم .09/09مؤرخ في 02أفريل 0009يتعلق بالنقد والقرض .الجريدة الرسمية العدد .01المؤرخة في 02أفريل.0009
-3أمر رقم .00/95مؤرخ في 81أوت 8995يتعلق بالنقد والقرض .الجريدة الرسمية العدد.18
-4كريمة تدريست .النظام القانوني للبنوك في القانون الجزائري .مذكرة لنيل شهادة الماجيستير .معاشو عمار .جامعة تيزي وزو .كلية
الحقوق .8992/8998. 8998/09/88 .ص .15
-7-
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
تتعدد البنوك العاملة في القطاع المصرفي أما البنك المركزي فهو مؤسسة وحيدة ،إذ ال توجد إال
وحدة واحدة مركزية معينة تصدر النقود وتشرف على اإلئتمان ،إال أن هذا اإلستثناء موجود في الواليات
المتحدة األمريكية حيث يوجد بها 08وحدة لإلصدار النقدي ،وهذا ال ينفي مبدأ وحدة البنك المركزي أنما
تعني تقسيم العمل من أجل توزيع مسؤولية ،وتنفيذ اإللتزامات المتعلقة بالنقد واإلئتمان.
إن وحدة البنك المركزي ال تتعارض مع تعدد فروعه اإلقليمية كما جاء في المادة 00من األمر
00/95في فقرتها الثانية" :يفتح بنك الجزائر فروعا ووكاالت في كل المدن حيث يرى ضرورة ذلك"
فالبنك المركزي بنك الحكومة ومستشارها المالي يمكنها إستشارته في كل مشروع قانون ونص
تنظيمي يتعلق باألمور المالية والنقدية(.)1
-8البنوك مؤسسات عامة أو خاصة أما البنك المركزي فهو مؤسسة عامة:
يمكن أن تكون البنوك بنوكا عامة عبارة عن مؤسسات إقتصادية عامة ،كما يمكن أن تكون بنوكا
خاصة رأسمالية مملوكة بالكامل من طرف الخواص أو مملوكة لألجانب أو رأس مال مختلط(.)2
أما البنك المركزي فهو دائما مؤسسة عامة مما يعني ضرورة ملكية الدولة لهذا البنك ،وهذا ما
تؤكده المادة 09من األمر 00/95المتعلق بالنقد والقرض حيث تنص" :تمتلك الدولة رأس مال بنك
الجزائر كلية" فوفقا للمادة 90من قانون النقد والقرض" :بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية
المعنوية واإلستقالل المالي ويعد تاج ار في عالقاته مع الغير ويحكمه التشريع التجاري مالم يخالف ذلك
احكام هذا األمر.
ويتبع قواعد المحاسبة التجارية وال يخضع إلجراءات المحاسبة العمومية ومراقبة مجلس
المحاسبة".
لقد حاول قانون النقد والقرض فرض سلطة رقابة البنك المركزي للبنوك واإلشراف عليها وتوجيهها
ففضال عن تحديده الشروط العامة التي يرخص ضمنه تأسيس البنوك ،أو يسمح لها بالعمل بها وتحديده
الشروط التي يمكن ضمنها تعديل أو إلغاء هذا الترخيص ،كما يسهر البنك المركزي على حسن تطبيق
القوانين واألنظمة التي تخضع لها البنوك بواسطة جهاز رقابي دائم لديه هي اللجنة المصرفية.
-8-
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
إن الهدف األساسي للبنوك هو تحقيقها ألكبر قدر ممكن من الربح عكس البنك المركزي ،حيث
تتمثل أهدافه كما تقدم في اإلشراف والرقابة واصدار النقود ،التي تكون مختلفة عن النقود التي تصدرها
البنوك األخرى ألن نقودها في الحقيقة ليس لها وجود مادي وانما هو عبارة عن نقود إئتمانية تظهر من
خالل السجالت المحاسبية للودائع والقروض ،أما النقود التي يتم إصدارها بنك الجزائر هي أوراق نقدية
ومعدنية.
حسب المادة 98من القانون 09/09التي تنص" :تتكون العملة النقدية من أوراق نقدية وقطع
نقدية معدنية.
يعود للدولة إمتياز إصدار العملة النقدية عبر التراب الوطني ،ويفوض ممارسة هذا اإلمتياز البنك
المركزي.)1("...
حسب نص المادة 001من قانون 10/09فإن "المؤسسات المالية أشخاص معنوية مهمتها
العادية والرئيسية القيام باألعمال المصرفية ماعدا تلقي األموال من الجمهور ،"...فقانون النقد والقرض
أتاح إنشاء مؤسسات مالية إلى جانب البنوك للقيام بالعمليات المصرفية( ،)2تخضع لنفس المقاييس
والشروط الخاصة التي تخضع لها البنوك عند تأسيسها أو عند ممارستها نشاطها ،حيث يمنع على هذه
المؤسسات المالية خالفا للبنوك من تتلقي األموال من العموم ،وتضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن
وادارتها ،من أجل تسيير أموالهم المودعة لدى البنك ،حيث أن المشرع خول للبنوك إمكانية تلقي األموال
من الغير وادارة وسائل الدفع إلى جانب عمليات القرض ،وحظر ذلك على المؤسسات المالية التي حصر
المشرع نشاطها في عمليات القرض الذي أصبح ضيقا مقارنة بما كان عليه قبل إلغاء قانون 09/09
المتعلق بالنقد والقرض حيث كانت البنوك التحتكر سوى عملية تلقي األموال من الجمهور.
كما يتجلى التميز بينهما من حيث مصادر اإلستخدام أو التوظيف فالبنك يعتمد في مصادر
تمويله بشكل أساسي على األموال التي يتحصل عليها من الغير في شكل ودائع حيث تعتمد المؤسسة
-9-
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
المالية على رؤوس أموالها الخاصة التي تمثل أهمية كبيرة في التمويل ومن جهة أخرى ،يقوم البنك في
عادة بعمليات اإلئتمان( )1قصير األجل على خالف المؤسسات المالية التي تمول مشاريع اإلستثمار
كما يحضر على المؤسسات المالية خالف البنوك أن تفتح حسابات بنكية لزبائنها تحت أي شكل
مادام هناك إرتباط الودائع المصرفية والحسابات البنكية ويتجلى هذا اإلرتباط عند قراءتنا للمواد المتعلقة
بالحساب البنكي الوارد في قانون النقد والقرض.
ونقطة أخرى تميز البنوك عن المؤسسات المالية على مستوى تحديد الحد األدنى لرأس مالها عند
التأسيس باإلضافة إلى ذلك يقع على عاتق البنك دون المؤسسة المالية اإللتزام باإلنخراط في نظام الودائع
()2
الذي نص عليه األمر .00/95 المصرفية
يقف البنك المركزي على قمة الجهاز المصرفي بإعتباره بنك البنوك الذي يتولى مهمة اإلشراف
والرقابة على المؤسسات العاملة في القطاع المصرفي ال يعد هذا البنك عاديا فهو ال يخضع لذات
-1يعرف اإلئتمان المصرفي"" :هو قيام المصرف بوضع تحت تصرف العمالء ثقته فيهم،أموال في شكل نقدي أو شكل توقيع لقاء
عائد معين يتمثل في الفوائد والعموالت ويتم تسديدها في تاريخ اإلستحقاق" .للمزيد أنظر :ليندة شامبي :اإلئتمان المصرفي .أطروحة
لنيل شهادة الدكتوراه .صبحي عرب .جامعة الجزائر .كلية الحقوق .دون تاريخ مناقشة .8900/8909 .ص.00
-2النظام رقم .95/92المؤرخ في 92مارس 8992المتعلق بضمان الودائع المصرفية .الجريدة الرسمية العدد .51المؤرخة في 8
جويلية .8992
-3فرحات عميور .مكانة القاضي اإلداري في مجال البنوك في القانون الجزائري .مذكرة لنيل شهادة الماجيستير.كاشيرعبد القادر.
جامعة جيجل .كلية الحقوق .دون تاريخ مناقشة .8991/8991 .ص.1
- 10 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
القواعد القانونية التي تخضع لها باقي البنوك ،ألنه بنك البنوك وبنك الدولة ألنه يسهر على تطبيق
السياسة النقدية وكذا مراقبة وتوجيه اإلئتمان(.)1
تم إنشاء البنك المركزي الجزائري مباشرة بعد اإلستقالل كأول هيئة إصدار بتاريخ
05ديسمبر ،)2(0018وقد سمي ببنك الجزائر كما أُدرج قانونه األساسي في قانون النقد والقرض 09/09
المعدل والمتمم ،الذي ألغى بموجب المادة 802منه القانون األساسي للبنك المركزي الصادر بموجب
()3
والبنك المركزي سلطةعليا ال تضع الربح في إعتبارها بقدر ما تستهدف تدعيم القانون رقم 022/18
النظام النقدي وبالتالي النظام اإلقتصادي ،والبالد التي يكون هذا البنك مملوكا للدولة فإنها تُخضعه لرقابة
صارمة منها ،األمر الذي يجعلها منشآت شبه حكومية(.)4
وكما جاء في الكتاب الثاني من األمر 00/95المتعلق بالنقد والقرض تحت عنوان :هيكل بنك
الجزائر وتنظمه وعملياته ،فبنك الجزائر أدخلت عليه تعديالت في هيكله التنظيمي خاصة فيما يتعلق
بهيكل بنك لجزائر والسلطة النقدية.
1
-Abdel Krim Sadeg. Le système bancaire algérien .Alger. 2004. p43.
-Abdelkrim Naas. Le système bancaire algérien. Edition Inas. france. 2003. p11.
2
-3قانون رقم . 022/18المؤرخ في 05ديسمبر . 0018المتضمن احداث البنك المركزي وتحديد قانونه االساسي .الجريدة الرسمية
العدد 09المؤرخة في 82ديسمبر.0018
-4محمد سعيد أنور سلطان .إدارة البنوك .دار الجامعة الجديدة .مصر .8991 .ص.09
-5مريم ماطي.إستقاللية البنوك المركزية وأثرها على فعالية السياسة النقدية-حالة بنك الجزائر .مذكرة لنيل شهادة الماجيستير .
أحمد بوراس جامعة أم البواقي .كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية والتسيير .دون تاريخ مناقشة .8990/8992 .ص.020
- 11 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
األمر 00/95الذي وضع حدودا واضحة المعالم إلستقاللية بنك الجزائر من خالل السيطرة على مختلف
المجالس واللجان المختصة في هذا المجال باإلضافة إلى تعزيز صالحياته من خالل الوظائف والمهام
الموكلة له(.)1
إن الصالحيات التي يتمتع بها البنك المركزي هي من صميم المهام التقليدية ألي بنك مركزي كمهام
إدارية من أجل ضبط السياسة النقدية وتسيير وتمويل اإلقتصاد الوطني حسب المعايير اإلقتصادية ومهام
بنك الجزائر هي(:)2
-إصدار األوراق النقدية والقطع المعدنية من خالل المطبعة العامة الخاصة بإصدارها والكائن مقرها
بدار النقود بالجزائر العاصمة.
-تسيير إحتياطات الذهب والرقابة على إحتياطات الصرف من العمالت األجنبية عن طريق ما يسجل
من تراكمات للعملة الصعبة نتيجة إزدياد الصادرات واستثمارات الدولة في الخارج.
-إدارة غرفة المقاصة(.)3
-تنظيم سوق الصرف وتحديد معدالت الصرف للدينار الجزائري مقابل العمالت األجنبية.
-تسيير المديونية الخارجية من خالل عقد اإلتفاقيات المتعلقة باالقتراض والتفاوض بشأنها وتطبيق
القواعد المتعلقة بها.
-إدارة السياسة النقدية من خالل معدالت إعادة الخصم واإلحتياطي اإللزامي وكذلك عمليات السوق
المفتوحة.
-القيام بعمليات الرقابة على األنشطة المصرفية والقيام بجمع العمليات المتعلقة بإعادة الخصم واقراض
البنوك التجارية والمؤسسات المالية.
-العمل على إستقرار العملة الوطنية من خالل إستقرار األسعار.
-يمكن البنك المركزي أن يقترح على الحكومة كل تدبير من شأنه أن يحسن ميزان المدفوعات وحركة
ويطلعُ الحكومة على كل طارئ من شأنه
األسعاروأحوال المالية العامة وبشكل عام تنمية اإلقتصادُ ،
المساس بإستقرار النقد.
- 12 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
-يمكنه ولتلبية حاجاته الخاصة شراء عقارات أو يكلف من يبنيها أو يبيعها أو يستبدلها ،و تخضع هده
العمليات لرخصة مجلس اإلدارة ،و ال يمكن أن تتم إال باألموال الخاصة.
إن البنوك العمومية تعتبر الشريحة األكبر في النظام المصرفي الجزائري رغم العجز الدي يميزها وعدم
صح
تجاوبها مع المعطيات التقنية و التطورات الرقمية التي تعصف ببنوك الدول المتقدمة وهذا بسبب إن ّ
القول إنعدام المنافسة في القطاع المصرفي الجزائري وفشل اإلصالحات المختلفة أهمها سياسة
ودي بها مند التسعينات تماشيا مع التوجه الجديد إقتصاد السوق تحت شعار "دعه
الخوصصة التي ُن ّ
يعمل دعه يمر"في هذا الفرع سنعرف البنوك العمومية ثم سياسة خوصصتها .
هي البنوك التابعة للقطاع العام في الدولة الجزائرية :هي مؤسسات عامة إقتصادية ويمكن تعريف
هذه االخيرة على ضوء التعديل الذي ورد على القانون المتعلق بالمؤسسات العامة واإلقتصادية عام
8990أنها" :شركة تجارية تحوزها الدولة أو أي شخص معنوي آخر خضع للقانون العام أغلبية رأس
المال االجتماعي مباشرة او غير مباشرة وهي تخضع للقانون العام"(.)1
وقبل صدور قانون النقد والقرض كانت البنوك العاملة في الجزائر تابعة للقطاع العام ،إال أن
المشرع لم يضف طابع المؤسسة العامة اإلقتصادية إال بموجب القانون رقم )2(08/21المتعلق بنظام
البنوك والقرض ،لقد كان هذا القانون يهدف إلى إصالح المنظومة المصرفية وفق المتغيرات الجديدة التي
يعيشها اإلقتصاد الوطني من خالل:
-1المادة 98من األمر رقم 92/90المؤرخ في 89أوت 8990يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها.
الجريدة الرسمية العدد .21المؤرخة في 88أوت .8990
-2قانون رقم .08/21المؤرخ في 90أوت 0021يتعلق بنظام البنوك والقروض .الجريدة الرسمية العدد .52المؤرخة في 89أوت
.0021
-3كريمة تدريست .مرجع سابق .ص.11
- 13 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
تتمتع باإلستقاللية المالية وتخضع ألحكام القانون التجاري والتزامها بتوجيهات البنك المركزي(.)1
فالقطاع العمومي كان يتكون من خمسة بنوك كانت تحتكر بصفة كلية النشاط المصرفي هي(:)2
لقد رحبت الجزائر بسياسة الخوصصة كتجسيد حقيقي إلنسحاب الدولة من النشاط االقتصادي،
ولذلك سارع المشرع الجزائري إلى وضع إطار قانوني للمؤسسات العمومية االقتصادية بشكل يتوافق
ومقتضيات اقتصاد السوق ،وكانت االنطالقة بقانون المالية التكميلي لسنة 0002الذي عمل على تسطير
برنامج شامل لإلصالح الهيكلي ،العضوي والمالي ،بغية إعادة التوازن للمؤسسات العمومية االقتصادية
عموما وادماجها في عملية التنمية.
لكن لعدم بلوغ هذه اإلصالحات األهداف المرجوة ،باشر المشرع الجزائري تعميق اإلصالحات
سنة 0001بإصدار األمر رقم 88/01المتعلق بخوصصة المؤسسات العمومية االقتصادية ،والذي
يهدف إلى تحويل الملكية العامة للبنوك العمومية لصالح أشخاص طبيعية أو معنوية تابعة للقطاع
لغى سنة ،8990بموجب أمر رقم 92/90الذي يتضمن تسيير المؤسسات العمومية الخاص ُلي َ
االقتصادية وتسييرها وخوصصتها ،إذ تنص المادة 01من ذات األمر على أن" :المؤسسات القابلة
للخوصصة هي المؤسسات العمومية االقتصادية التابعة لمجموع قطاعات النشاط االقتصادي" ،وهذا
يعني أن كل مؤسسة عمومية قابلة ألن تكون موضوع خوصصة مهما يكن نشاطها االقتصادي.
واذا كان من المسلم به أن القطاع المصرفي يشكل العمود الفقري ألي نظام اقتصادي ،فإن ذلك
يدفعنا إلى تجلية اآلثار المترتبة على مستواه ،من خالل ما يعرف بسياسة اإلصالح االقتصادي التي
- 14 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
ركزت بشكل كبير على فتح رأسمال البنوك العمومية للقطاع الخاص الوطني واألجنبي ،كصيغة
من صيغ خوصصة القطاع العمومي المصرفي ،إذ أن هذا األخير مدعو وبشدة إلى اندماج كلي.
في جو من المنافسة الحرة والبحث عن الربح والمردودية وتحسين مستوى الخدمات المصرفية
()1
الوطنية و األجنبية من اجل إرضاء كل شرائح المستثمرين. كما تفعل البنوك الخاصة.
يقصد بخوصصة البنوك تلك العملية التي تقوم بها الدولة لتحويل ملكية البنوك جزئيا أو كليا إلى
القطاع الخاص ،بهدف تطوير القطاع المصرفي ونموه وادارته من خالل آليات السوق ،وفتح أسواق
جديدة محليا وخارجيا أمام الخدمات المقدمة ،تحكمها في ذلك العديد من المبررات والدوافع ،يمكن تقسيمها
إلى دوافع داخلية وأخرى خارجية.
الحقيقة أن توقيع الجزائر إلتفاق الشراكة مع االتحاد األوروبي وسعيها لإلنضمام إلى منظمة
التجارة العالمية ،يفرض عليها القيام بالمزيد من الجهد لعصرنة القطاع المصرفي ما جعله يتماشى مع
متطلبات اقتصاد السوق ،ولذلك كان البد من توسيع نطاق اإلصالحات االقتصادية عموما ،والتي تعتبر
الخوصصة من أولى أ ولوياتها ،لتتعدى بذلك هذه العملية القطاعات اإلنتاجية إلى القطاعات الخدماتية،
وعلى رأسها القطاع المصرفي.
وأمام إلحاح صندوق النقد الدولي على أن تتخلى الدولة الجزائرية عن إلتزاماتها إتجاه المؤسسات
العمومية وذلك إما ببيعها للخواص أو بتصفيتها ،وتأكيده على أن تضع الدولة حدا لتدخلها في المجال
االقتصادي من خالل جعل المنافسة الحرة تلعب دورها كامال حسب مبدأ التبادل الحر ،واعطاء دور أكبر
للقطاع الخاص باعتباره قطاع كفء يسمح بتحسين فعالية هذه المؤسسات ،استدعت الضرورة إعداد
برنامج إصالح هيكلي ومالي شامل ،احتلت فيه البنوك العمومية شط ار كبيرا ،فعلى ضوء ذلك تم إقتراح
نقل سلطة تسيير بعض البنوك العمومية إلى بنوك أجنبية تشهد لها بالفعالية والشفافية ،وهذا ما تم التأكيد
عليه في اتفاق الشراكة مع المجموعة االوروبية من أجل تدعيم إصالح النظام المصرفي الذي يعد أساس
()2
تحسين وتطوير الخدمات المالية التي تعتبر من أهداف التعاون األوروبي.
- 15 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
الداخلية:
الدوافع ّ
بّ -
تندرج عملية خوصصة البنوك ضمن مراحل إصالح القطاع المصرفي الجزائري ،بل تعتبر من
أصعب المراحل فيه ،فتحويل البنوك العمومية إلى بنوك خاصة يتطلب إصالح داخلي وبيئة تتسم بحرية
اقتصادية فعلية ،مما يحثها على التحديث واالستجابة للمقاييس العالمية التي يجب أن تتوفر في البنوك
حتى تبقى على ساحة المنافسة ،فإذا لم تفعل ذلك فإنها ستندثر أمام البنوك األجنبية ذات الخدمات
المصرفية العالية التي دخلت السوق الجزائرية(.)1
ولذلك يمكن القول أنه من بين أهم الدوافع الداخلية التي شجعت على التوجه نحو خوصصة
البنوك العمومية ،أن هذه األخيرة تزيد من كفاءة األنظمة االقتصادية الحرة التي تعتمد آليات السوق
والمنافسة وترفع فعالية ومعدالت األداء ،كما أنها تزيد من الجودة ،إضافة إلى ذلك فإن الخوصصة تساعد
في:
-معالجة ضعف ونقص الكفاءة االقتصادية المرتبطة بالملكية العامة للمصارف ،وزيادة حصيلة الدولة
من بيع البنوك العمومية ،وبالتالي زيادة اإليرادات العامة.
-تشجيع القطاع المصرفي الخاص على القيام بدوره في التنمية االقتصادية.
-تحسين نوعية الخدمات المقدمة ،وبالتالي زيادة القدرة على المنافسة في األسواق المحلية والخارجية.
-تعتبر الخوصصة الوسيلة المنافسبة لتحقيق مزيد من الحرية الشخصية وايجاد الحافز الشخصي على
اإلنتاج ،وتحقيق اإلنضباط في مختلف مجاالت العمل بما فيها القطاع المصرفي ،مما يؤدي إلى
زيادة األرباح لكل من العامل والبنك الذي يعمل فيه.
-زيادة المنافسة المصرفية وتحسين األداء االقتصادي ،من خالل زيادة ابتكار خدمات مصرفية جديدة،
وبأقل تكلفة ممكنة وسعر تنافسي.
-تنشيط سوق األوراق المالية وتوسيع قاعدة ملكية األسهم ،وهذا من خالل األسهم المطروحة في
السوق المالي من طرف المصارف العامة ،وبالتالي زيادة حجم السوق وتطويره.
-تحديث اإلدارة وزيادة كفاءة الخدمات المصرفية.
-ترشيد األسواق العامة وادارة أفضل للسياسة النقدية من خالل تخفيض سيطرة الدولة على البنوك
-تسهيل مشاركة األجانب واالستفادة من خبراتهم في عملية الخوصصة ،مما يسمح بنقل التكنولوجيا
وتقنيات العمل ،إضافة إلى االندماج واالنفتاح على االقتصاد العالمي.
- 16 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
لكن هذا االقتراح قُوبل بالرفض من طرف إطارات هذه المؤسسة اتجاه خوصصة مؤسساتهم
والقطاع المالي عموما.
أما التجربة الثانية فكانت متعلقة ببنك "القرض الشعبي الجزائري" الذي تم فتح رأسماله لمساهمات
القطاع الخاص في إطار الخوصصة الجزئية ،فارتفع رأسماله سنة 8990من 0531إلى 8031مليار
دينار جزائري ،وتم التفاوض فيما يخص خوصصة هذا البنك ثالث مرات ،إال أنه في كل مرحلة تبؤ
بالفشل نظ ار لنسبة التنازل التي تريدها الدولة والتي ال تتعدى .%20
من خالل هاتين التجربتين يتبين بكل وضوح بأن خوصصة البنوك العمومية في الجزائر ليست
بالعملية السهلة ،فهناك اتجاه يؤكد على أن الوصول إلى خوصصة البنوك العمومية يقتضي المرور بعدة
خطوات إصالحية كالتطهير واعادة الرسملة ،فبالنسبة للبنوك فاألمر ليس بالسهولة المتوقعة لذلك،
فالخوصصة من شأنها السماح بالقضاء على المؤسسات األقل نجاعة ،وبالتالي توفير موارد إضافية
الستعمالها في مجاالت ذات إنتاج أكبر ومردودية أفضل ،كما أن االقتصاد الحر يشترط العمل بآليات
معينة كحرية المنافسة وحرية الملكية واإلنتاج ،وهذا ما لن يتحقق في ظل المؤسسات المفلسة والعاجزة
عن التطور والتجديد ومواكبة قوانين وشروط اقتصاد السوق ،لذلك فإن تصفية مثل هذه المؤسسات
وتحويل ملكيتها إلى القطاع الخاص أصبح أم ار ضروريا ،ألن المشاريع الخاسرة ال ينتج عنها سوى
إضافة عبء ثقيل على كاهل الدولة ،لذا فعلى البنوك أن تخضع إلجراءات التصفية المعروفة
()2
والمنصوص عليها في القانون التجاري.
ورغم ذلك ما يمكن قوله هو أن البنوك العمومية تسيطر على مختلف مجاالت النشاط البنكي سواء كان
دلك من جانب الموارد أو اإلستخدامات أو حتى قنوات التوزيع ،وبالتالي ال يمكن القول بوجود منافسة بين
البنوك العامة والخاصة بالجزائر.
- 17 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
يعرف البنك الخاص بأنه :منشأة مالية ذات رأس مال خاص تتخذ من اإلتجار بالنقود حرفة لها
وتنصب عملياتها على تجميع النقود الفائضة عن حاجات الجمهور واقراضها لآلخرين وفق أسس ومعايير
متفرقة.
عقب التكريس القانوني لمبدأ المنافسة الحرة على مستوى القطاع المصرفي من خالل القانون
09/09المتعلق بالنقد والقرض إستغل المستثمرون الخواص تحرير هذا القطاع اإلستراتيجي الذي كانت
تعرقله عراقيل عديدة وبادروا بإنشاء مؤسسات مصرفية خاصة( )1ويعتبر الخليفة بنك أول بنك تم تأسيسه
برأس مال وطني مئة في مئة ثم إعتماده من طرف مجلس النقد والقرض كشركة أسهم برأس مال قدر
ب 231 :مليون دوالر وحصل على الترخيص في 81مارس 0002ليمارس كل العمليات المعترف
وقد اعتبرت البنوك الخاصة بالنسبة لألغلبية "بر األمان" من المعاناة التي سببتها البنوك العمومية
للزبائن الذين وجدوا أنفسهم أمام فرصة التحرر بعدما فرض عليهم الواقع االقتصادي لسنوات طويلة نظاما
إحتكاريا تنعدم فيه أبسط شروط التنافسية فكان القطاع المصرفي الخاص يتكون من عدة بنوك خاصة
ذات رأس مال جزائري نذكر على سبيل المثال منها :بنك الخليفة( ،)2البنك الصناعي والتجاري( ،)3الشركة
الجزائرية للبنك( ،)4وكانت كذلك البنوك األجنبية مكان في الجهاز المصرفي الجزائري ندكر منها:
ستي بنك األمريكي :Citi Bankيعتبر من أكبر البنوك العالمية في تسيير أسواق الصرف
تحصل على اإلعتماد في ماي 0002من مجلس النقد والقرض برأس مال قدره 038مليار دينار جزائري
ويقع مقره في األوراسي.
الشركة العامة الفرنسية La sociét généraleوالتي فتحت فرعا لها بالجزائر في
0002/92/01برأس مال قدره خمس مائة مليون دينار جزائري.
-1ليلة بن مدخن .تأثير النظام المصرفي على حركة اإلستثمار في الجزائر .مذكرة لنيل شهادة الماجيستير .كاشير عبد القادر.
جامعة جيجل .كلية الحقوق .دون تاريخ مناقشة .دون سنة التخرج .ص .00
-2مقرر رقم 92/02مؤرخ في 0001/91/ 81يتضمن إعتماد بنك الخليفة .الجريدة الرسمية . 15
-3مقرر رقم 92/02مؤرخ في 0002/90/82يتضمن إعتماد البنك الصناعي والتجاري .الجريدة الرسمية .15
-4مقرر رقم 998/00مؤرخ في 0000/09/82يتضمن إعتماد الشركة الجزائرية للبنك .الجريدة الرسمية .20
- 18 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
لقد إهتزت ثقة الزبائن في البنوك الخاصة الجزائرية نتيجة للنتائج السيئة التي تجسدت في الخليفة
بنك الذي تم سحب إعتماده بقرار اللجنة رقم 8995/95بتاريخ 80ماي ،8995وخسرت الخزينة
العمومية إثر ذلك قرابة 8مليار دوالر .ومنه قامت الدولة بإعادة النظر في البنوك الخاصة فمنذ 8995
ضيق النظام البنكي من البنوك الخاصة حيث قام بحل معظمها ،كما رفع من رأس مال البنوك إلى أربعة
أضعاف ما كانت عليه مما أدى إلى طلب بعضها سحب اإلعتماد لعجزها عن تحقيق المبلغ المحدد في
النظام .)1(92/92
وما يالحظ في البنوك الخاصة سيطرة البنوك األجنبية التي يعد معظمها فروع البنوك العالمية
الكبرى و يقتصر نشاطها على تسيير العمليات المالية للشركات األجنبية التابعة لبلدانها.
المصرفي
ْ الضرورية لمزاولة النشاط
شروط ّ
المبحث الثاني :ال ّ
أمام أهمية النشاط المصرفي في ظل تكريس مبدأ حرية والتجارة الصناعة ( )2جعل المشرع هذا
األخير في تبعية للدولة من خالل إخضاعها لنظام استثنائي مقارنة باألنشطة التجارية األخرى بصفة
عامة حيث تظهر الطبيعة اإلستثنائية للنظام المطبق على النشاط المصرفي من خالل الشروط الواجب
توافرها في المؤسسة المصرفية إلى جانب تحديده القواعد التي تحكمها أثناء نشاطها ،حيث هناك شروط
مرتبطة بتأسيس المؤسسة المصرفية وشروط مرتبطة باكتساب حق ممارسة النشاط المصرفي.
وتتنوع الشروط إلى شروط موضوعية ،يتعلق بعضها بالمؤسسة المصرفية والبعض اآلخر
بالمسيرين ،وأخرى ضوابط شكلية تتمثل في الحصول على الترخيص واإلعتماد ،ينبغي ان يستجيب لها
األنظمة الصادرة
الراغب في تأسيس بنك أو مؤسسة مالية أو حتى فتح بنك أجنبي حسب األمر 00/95و ْ
ماسيتم دراسته في مطلبين
ُ عن مجلس النقد والقرض ،وهذا
-1نظام 92/92المؤرخ في 8992/08/85المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر.الجريدة
الرسميةالعدد 18المؤرخة في 82ديسمبر .8992
-2المادة 51من دستور .01الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم 225/01المؤرخ في 1فيفري .0001يتعلق بنشر نص تعديل
الدستور .الجريدة الرسمية العدد . 0الصادر في 2ديسمبر.0001
- 19 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
حسب تعريف البنك بأنه شخص معنوي( )1مهمتُه العادية والرئيسية ممارسة األعمال المصرفية
يكون المشرع قد إستبعد نهائيا إمكانية ممارسة هذه األخيرة من قبل األشخاص الطبيعية ،وطبقا لما تنص
عليه المادة 25الفقرة األولى من األمر 00/95إذ تتخذ البنوك والمؤسسات المالية شكل مساهمة()2التي
جاء نصها" :يجب أن تؤسس البنوك والمؤسسات المالية الخاضعة للقانون الجزائري في شكل
شركات مساهمة ،ويدرس المجلس جدوى اتخاذ بنك أو مؤسسة مالية شكل تعاضدية".
فاالستثناء من المادة 25من قانون ،00/95فإنه مكن البنك أن يتخذ شكل تعاضدية كما هو
الشأن بالنسبة لصندوق التعاون الفالحي فهو تعاونية تعاضدية رخص له مجلس النقد والقرض القيام
بعمليات البنوك(.)3
وتعتبر شركات المساهمة النموذج األمثل لشركات األموال نظ ار لقدرتها الفائقة على جمع األموال
الالزمة للنهوض بالمشاريع االقتصادية الكبرى التي يعجز أمامها األفراد وشركات األشخاص.
والجدير بالذكر أنه إذا كان المشرع حصر المؤسسة المصرفية في شركة مساهمة كأصل ،فإنه
أورد استثناء على هذه القاعدة حيث جعل هناك إمكانية في أن تتخذ المؤسسة المصرفية شكل تعاضدية،
استنادا لنص المادة 25في الفقرة الثانية من األمر 00/95السالف الذكر ،مع استبعاده الشخص الطبيعي
من القيام باألعمال المصرفية.
لما اعتبر المشرع شركة المساهمة الشكل النموذجي األمثل للمشاريع اإلقتصادية الكبـرى لكونها
تتطلب إستثمارات مالية ضخمة كان لرأسمال شركة المساهمة أهمية بالغة لكونه يعد الضمان الرئيسي
المق ـرر لدائنـي الشركة ،نظـ ار لخصوصيـة النشـاط الـذي تمـارسـه هـذه األخيـرة والـذي جعـ ـل المشـرع يخض ـع
الرأسمال األدنى لقواعد خاصة نظمها مجلس النقد والقرض()4بموجب النظام رقم ،)1(95/05حيث جاءت
-1حتى يحصل على الشخصية المعنوية يجب أن تتوفر لديه جميع الشروط الموضوعية العامة لتأسيس شركة الممثلة في :المحل،
الرضاوالسبب ،وكذلك الشروط الموضوعية الخاصة وهي نية اإلشتراك ،إقتسام األرباح ،تعدد الشركاء وتقديم الحصص إضافة الى دلك
يجب توفر الشروط الشكلية.
-2تُعرف شركة المساهمة في المادة 108القانون التجاري" :هي الشركة التي ينقسم رأس مالها إلى أسهم وتتكون من شركات ال
يتحملون الخسائر إال بقدر حصتها"...
-3نورة بوالخضرة .مرجع سابق .ص .081
-4مجلس النقد والقرض :هيئة إدارية مركزية .سلطة نقدية استحدثت بموجب قانون 09/09بغية تنظيم المهنة البنكية جاء في الكتاب
الرابع من األمر 00/95يؤدي دوره في وضع ومراقبة شروط إعتماد البنوك وكدا تحديد رأسمالها –رقابة قبلية -يرأس مجلس النقد
- 20 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
المادة األولى منه بأنه أصبحت كيفية تحرير رأس المال األدنى للمؤسسات المصرفية يخضع للقواعد
المطبقة على شركات المساهمة وبالتالي خضوعها لشروط وأحكام القانون التجاري( )2والسيما المادة 101
حيث تنص على أنه" :يجب أن يكتتب رأس المال بكامله وتكون األسهم المالية مدفوعة عند االكتتاب
بنسبة ( ) 0/2على األقل من قيمتها اإلسمية ويتم وفاء الزيادة مرة واحدة أو عدة مرات بناءا قرار مجلس
اإلدارة أو مجلس المديرين حسب كل حالة وفي أجل ال يمكن أن يتجاوز خمس سنوات من تاريخ تسجيل
الشركة في السجل التجاري "...وعليه رأس المال األدنى المشترط للبنوك يجب أن يحرر بكامله عند إعداد
مشروع تأسيسها كبنك ألنه من الشروط التي يتأكد مجلس النقد والقرض من توافرها لاللتحاق بالمهنة
المصرفية(.)3
)(4
التي تنص ":يجب على البنوك و المؤسات المالية، وهذا م أكدته المادة الثانية من النظام 90/92
المؤسسة في شكل شركات مساهمة خاضعة للقانون الجزائري أن تملك ،عند تأسيسها ،رأسمال محر ار
كليا ونقدا"...
وبإعتبار بأن الضمان العام للمؤسسة المصرفية هو رأس مالها الذي يوفر الثقة واإلئتمان في
نفوس المتعاملين معها ،ونظ ار للخطورة التي تنطوي على ممارسة النشاط المصرفي وتوخيا للفضائح التي
عرفتها بعض البنوك الخاصة أمثال خليفة بنك مع دائنيها ،لم يستقر التنظيم المتعلق بالحد األدنى من
الرأس مال المفروض على البنوك والمؤسسات المالية عند التأسيس.
وفي هذا الشأن صدر أول نظام عن مجلس النقد والقرض بتاريخ 92 :جويلية 0009قدر الحد
األدنى لرأسمال البنوك بخمس مائة مليون دينار جزائري ،ثم تم تعديل هذا الحد األدنى بموجب النظام
90/92المؤرخ في 2 :مارس 8992حيث أصبح الحد األدنى الواجب على البنك هو مليارين وخمس
مائة مليون دينار جزائري ،ومن أجل مواصلة السلطات الجزائرية إصالحها للنظام المصرفي واستكماال
لإلصالحات التي تمت خالل ،8992فقد تم رفع رأس مال البنوك الناشطة في الجزائر سنة 8992إلى
عشرة ماليير دينار جزائري والمؤسسات المالية إلى ثالث ماليير وخمس مائة دينار جزائري.
والقرض محافظ بنك الجزائر .ويعقدالمجلس أربعة دورات عادية في السنة على األقل ويستلزم عقد اإلجتماعات حضور ستة 1أعضاء
على األقل.وال يمكن ألي مستشار أن يمنح تفويضا لتمثيله في المجلس.
-1نظام رقم 95/05المؤرخ في 2جويلية .0000يعدل ويتم النظام رقم 90/09المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات
العاملة في الجزائر .الجريدة الرسمية العدد.90
-2األمر رقم 10/11المؤرخ في 81سبتمبر .0011المتضمن القانون التجاري معدل ومتمم بمرسوم . 92/05المؤرخ في
.0005/92/81الجريدة الرسمية العدد . 81
3
-Said Dib. Actionnariat et capital des banques et des établissements financiers. Media Bank (le
journal interne de banque d’Algérie). N°42.1990. p1.
-4النظام رقم .90/92المؤرخ في 92مارس 8992يتعلق بالحد األدنى للبنوك و المؤسسات المالية العاملة في الجزائر .الجريدة
الرسمية العدد 81الصادرة في 82أفريل .8992
- 21 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
مع اإلشارة أنه تطبق نفس األحكام على المؤسسات المصرفية الكائن مقرها الرئيسي في الخارج
والتي لها فروع في الجزائر ،وتخصص لفروعها مبلغا يساوي على األقل الرأسمال األدنى المطلوب تأمينه
لدى المؤسسات المصرفية(.)1
ويالحظ أن المشرع فرض على البنوك مبلغا ضخما مقارنة بنظيرتها المؤسسات المالية ،رغم أن
لها مصادر متعددة في تمويل نشاطها على خالف المؤسسات المالية التي تستعمل أموالها الخاصة دون
أن تتلقى األموال من الجمهور وهذا فارق جوهري .
إن المشرع عندما حدد الحد األدنى من الرأسمال المطلوب للمصرف المقدربعشرة ماليير دينار
جزائري ال يتوقف على حجم النشاط بقدر ما يتوقف على األخطار العامة التي تواجهها المصارف لكون
رأسمالها ُيعد كضمانة لفائدة المودعين ،لمواجهة أي خطر قد يعترض البنك أثناء حياته وألجل حماية
هؤالء المودعين أوجب المشرع في الباب الخامس ضمانات الودائع في المادة 002من قانون 09/09
)(2
الصادر في 92مارس 8992الذي يخص نظام الودائع المصرفية ويهدف إلى المعدلة بالنظام95/92
تعويض المودعين في حالة عدم إمكانية الحصول على ودائعهم من بنوكهم يودع الضمان لدى بنك
الجزائر ،حيث يقدر ب %0من المبلغ اإلجمالي للودائع المسجلة في 50ديسمبر في كل سنة بالعملة
المحلية وهذا نتيجة لألزمة التي عرفتها الجزائر حيث تم إقصاء أغلب البنوك الخاصة من الساحة
المصرفية مثل" :الخليفة بنك"" ،البنك الصناع التجاري الجزائري"" ،يونيون بنك" ،وكل من الشركة الجزائرية
ل لبنك و"منى بنك" ،و"آركو بنك" وهي كلها بنوك خاصة ذات رأس مال وطني تم سحب اعتمادها من
طرف اللجنة المصرفية حسب ما صرح به محافظ بنك الجزائر محمد لكصاصي أمام نواب المجلس
الشعبي الوطني مما قلص من نسبة البنوك الخاصة التي ال تمثل سوى حوالي %1مقابل %01بالنسبة
للبنوك العمومية.
-1زكية محلوس .أثر تحرير الخدمات المصرفية على البنوك العمومية .مذكرة لنيل شهادة الماجستير .زايري بلقاسم .جامعة
ورقلة.كلية الحقوق والعلوم االقتصادية 8990/8992 .8990/00/82 .ص 29و.09
-2النظام 95/92المؤرخ في 92مارس .8992المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية .الجريدة الرسميةالعدد .51المؤرخة في 98
جويلية .8992
-3نجاة طباع .مرجع سابق .ص .90
- 22 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
أوال:عدد ا لمسيرين
لقد أوجب قانون النقد والقرض 09/09في مادته 09على البنوك والمؤسسات المالية وكدا فروع
البنوك والمؤسسات المالية األجنبية ،أن يتولى شخصان على األقل تحديد االتجاهات الفعلية لنشاطها
ويتحمالن أعباء تسييرها كما يجب أن يتوفر في المسيرين والمؤسسين شروط محددة ،فقد أوردها المشرع
()1
المؤرخ في 88مارس 0008المتعلق بالشروط التي يجب أن تتوفر في مؤسسي بالنظام رقم 91/08
البنوك والمؤسسات المالية وممثليها.
وقد عرفت المادة الثانية من النظام 91/08المؤسسين كما يلي ":هم األشخاص الطبيعيون وممثلوا
األشخاص المعنويون الدين يشاركون مشاركة مباشرة أو غير مباشرة في أي عمل غرضه تأسيس مؤسسة"
وحسب ما ورد في المادة 91من النظام رقم ،98/08تتعلق هذه الشروط باألخالق والشرف،
وتوفرها في المسيرين مطلوب سواء قبل تعينهم أو أثناء ممارستهم لنشاطهم.
()2
شروط تمتعها بصفة المقيمين واذا كانت قائمة وأضافت المادة 95من النظام رقم 98/91
المسيرين الرئيسيين تضم أكثر من شخصان فيجب أن يتمتع إثنان على األقل منهم بصفة المقيمين.
كما حددت المادة الثانية من التعليمة رقم 91/8999المتعلقة بشروط ممارسة مهنة مسيري
البنوك والمؤسسات المالية ومسيري فروع البنوك والمؤسسات المالية األجنبية ،المسيرين الخاضعين لشروط
االعتماد من محافظ بنك الجزائر وهم :
-1المادة 98من النظام رقم 91/08المؤسسين" :هم األشخاص الطبيعيون وممثلوا األشخاص المعنيون الذين يشاركون مشاركة
مباشرة أو غير مباشرة في أي عمل غرضه تأسيس مؤسسة".
" -المسير كل شخص طبيعي له دور تسيري في مؤسسة كالمدير العام...يتمتع بسلطة اتخاذ باسم المؤسسة إلتزامات تصل."...مؤرخ
في 88مارس .0008يتعلق بالشروط التي يجب أن تتوفر في مؤسسي البنوك والمؤسسات المالية ومسيريها وممثليها .الجريدة
الرسمية العدد 92المؤرخة في 91فب ارير.0005
-2نظام رقم .98/91مؤرخ في 82سبتمبر يحدد شروط تأسيس بنك ومؤسسة مالية وشروط إقامة فرع بنك أو مؤسسة مالية أجنبية.
الجريدة الرسمية العدد .11الصادرة في 88ديسمبر.8991
-3المادة 95فقرة .5نظام رقم .91/08مرجع سابق.
- 23 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
وج اءت المادة الرابعة من نفس التعليمة تحدد الوثائق الواجب على المسيرين تقديمها ،سواء كانوا
أعضاء في مجلس المديرين أو مجلس المراقبة أو مجلس اإلدارة ،من بينها وثائق تثبت الخبرة المهنية
وأخرى تبين المؤهالت وال سيما تلك المتعلقة بـ:
-الحالة المدنية
-النزاهة
-الخبرة المهنية
-المؤهالت
هذه المعلومات تكون مرفقة برسالة تعهد من المعني باألمر(المسير) حيث حدد نموذج عن هذه
الرسالة في الملحق من هذه التعليمة ،كما يجب على المسيرين اإلجابة على اإلستمارة الملحقة في الملحق
الثاني من ذات التعليمة والتي توضح أكثر تفصيل المعلومات التي تطلبتها المادة الرابعة أعاله (.)1
وقد جاءت المادة 29من قانون النقد والقرض بما يلي..." :ال يجوز ألي كان أن يكون مؤسسا
لبنك أو مؤسسة مالية أو عضو في مجلس...إذا حكم عليه بسب ما يأتي:
-الخيانة،
-إختالس أو غدر أو سرقة أو نصب أو إصدار شيك بدون رصيد أو خيانة األمانة،
-حجز عمدي بدون وجه حق ارتكب من مؤتمنين عموميين أو ابتزاز أموال أو قيم،
-اإلفالس،
-مخالفة التشريع أو التنظيم الخاصين بالصرف،
-التزوير في المحررات الخاصة التجارية أو المصرفية،
-مخافة قوانين الشركة،
- 24 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
ويالحظ من نص هذه المادة أن المشرع وسع من دائرة المنع ،فال يقتصر األمر على المؤسسين
أو أعضاء مجلس إدارة بل يشمل كل شخص له دور تسيري سواء كان يقوم بذلك أصالة أو نيابة أو
يتمتع فقط بحق التوقيع(.)1
وفي حالة ما إذا فقد أحد المسيرين إحدى الشروط المطلوبة حسب نص المادة 29من األمر
،00/95حيث يمكن لمحافظ()2بنك الجزائر أن يسحب منه اإلعتماد وفقا لنص المادة 91من التعليمة رقم
91/8999وال سيما إذا:
ال بد عند تأسيس كل بنك خاضع للقانون الجزائري ،أو فتح فروع في الجزائر للبنوك األجنبية،أو فتح
تمثيل لمصرف أجنبي من ترخيص مجلس النقد والقرض لدلك يتعين على المعني باألمر توجيه طلب
مستوف الشروط المطلوبة قانونا
- 25 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
-1تعريف الترخيص:
الترخيص عبارة عن إجراء يمكن اإلدارة من خالله أن تمارس رقابة صارمة على بعض األنشطة،
بحيث تخضع هذه األخيرة إلى دراسة دقيقة ومفصلة فهذا النوع من اإلجراءات يسمح لإلدارة بممارسة
سلطتها ورقابتها بشكل مستمر على مثل هذه األنشطة(.)1
غير أنه يجب أن نفرق بين الترخيص كإجراء تنظيمي أولي الكتساب صفة المصرف بين
الترخيص بالقيام باألعمال المصرفية بحيث أنهما يتفقان من حيث أنه في كلتا الحالتين ،يعتبر مجلس
النقد والقرض السلطة المختصة به ،بينما ما يفترقان من حيث أنه في الحالة األولى يكون الهدف من
الترخيص إضفاء صفة المصرف والقيام باألعمال المصرفية ال يكون إال كنتيجة للحصول عليه ،غير أنه
في هذه الحالة يجب الحصول على االعتماد ،بينما في الحالة الثانية يكمن الهدف من االعتماد القيام
باألعمال المصرفية()2بحيث في هذه الحالة ال يقتضي األمر مباشرة اإلجراء الثاني االعتماد بل يكتفي
بالترخيص(.)3
قد أحال المشرع ذلك إلى التنظيم المخول للمجلس ممارسته بمقتضى المادة 18من قانون النقد
والقرض ،وتكمن الحكمة من ذلك في إعطاء نوع من السلطة التقديرية للهيئات المركزية المتمثلة في
المجلس حتى تباشر الرقابة وفقا لما تراه مناسبا ،فال تتقيد بالنص القانوني األصلي ،وفي هذا الصدد
أصدر المجلس نظام تحت رقم 98/91الصادر في 82سبتمبر 8991يتضمن تحديد شروط تأسيس
المصرف والمؤسسة مالية وطنية وأجنبية وباالعتماد كما نص في المادة الثانية من على انه" :يرفق طلب
رخصة تأسيس مصرف أو مؤسسة مالية وكدا طلب رخصة إقامة فرع مصرف أو مؤسسة مالية وكدا
طلب رخصة إقامة فرع مصرف أو مؤسسة مالية أجنبية بملف تحدد عناصره عن طريق تعليمة يصدرها
مصرف الجزائر" ،فوفقا لهذه المادة ،يتم توجيه طلب لرئيس مجلس النقد و القرض ،وحددت المادة الثالثة
من نفس النظام ،العناصر و المعطيات التي يجب أن ترفق بملف الطلب ،وهي كاآلتي :
- 26 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
إذا توافرت الشروط المطلوبة لتأسيس المؤسسة المصرفية المحددة أساسا في الشروط الموضوعية إلى
جانب الشروط المرفقة بملف طب التأسيس يتخذ مجلس النقد والقرض قرار بمنح الترخيص في أجل
أقصاه شهرين ابتداء من تاريخ تسليم الملف ،ويدخل هذا الترخيص حيز التنفيذ ابتداء تاريخ تبليغه ،طبقا
لنص المادة 1من النظام رقم 90/05المعدل بموجب النظام رقم .98/8999
أما في حالة ما إذا تخلفت إحدى الشروط المطلوبة في الطلب ،يتخذ بشأنه المجلس قرار بالرفض
يمكن الطعن فيه حسب الشروط المحددة في المواد 11و 21من قانون النقد والقرض.
- 27 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
ويتمتع المجلس بسلطة واسعة ،فله أن يقبل أو يرفض الطلب ،ولم يحدد المشرع أسباب الرفض،
مما يفيد بأنه يمكن للمجلس أن يرفض طلب الترخيص ألي سبب يراه مبرر لرفض الطلب ،ويتعين في
هذه الحالة على الشخص المعني باألمر أن يعيد طلبه في مدة تتعدى عشرة أشهر من تبليغه بالرفض
()1
بمثابة طعن إداري ضد القرار األول أمام نفس الجهة المتعلق بالطلب األول ،ويعتبر الطلب الثاني
باعتبار أن المجلس هيئة إدارية مستقلة.
وفي لحظة الحصول على الترخيص يتم تأسيس الشركة التابعة للقانون الجزائري ألن هذا األخير
يمثل الوثيقة الرسمية لميالد شخص من أشخاص النشاط المصرفي ،الذي يكون آهال في السجل التجاري
الكتساب الشخصية المعنوية(.)2
رغم ما تنفرد به شركة المساهمة من خصائص بحكم إعتبارها شركة أموال في تكوينها وادارتها
مع مراقبتها وحلّها ،تبقى خاضعة لكل الشروط والقواعد الواجب توافرها في كل الشركات ،حيث يجب أن
يكون عقد الشركة مكتوبا واال ُعد باطالً حسب المادة 202من القانون المدني ،ألن الكتابة تعتبر ركنا من
أركان االنعقاد ،وشركة المساهمة ال يشترط فيها الكتابة فحسب بل ال بد من الرسمية ،أي يجب تحرير
العقد لدى الموثق مع شهره لنفاده في مواجهة الغير ،حيث إعتبر القانون المدني أن الشركة بمجرد تكوينها
تعتبر شخصا معنويا ،غير أن هذه الشخصية المعنوية بالنسبة للشركة التجارية ال تنشأ إال من تاريخ
قيدها في السجل التجاري وبعد استفاء إجراءات الشهر كما أوجب عليها القانون لتكون حجة على الغير،
وبهذا الصدد نجد نص المادة 120من القانون التجاري التي تنص على انتفاء الشخصية المعنوية للشركة
التجارية إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري ،هذا ما أكدته المادة 00في فقرتها األولى من القانون
)3(92/92المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية التي تنص على أنه ال ُيعتد بتسجيل الشخص
االعتباري في السجل التجاري اتجاه الغير إال بعد يوم كامل من تاريخ نشره القانوني.
وبالرجوع إلى األحكام المنظمة للسجل التجاري نجد أنه القيد في السجل التجاري مرتبط بالنشاط
التجاري في حد ذاته حيث تستثني القاعدة العامة كما سبق القول من األنشطة التجارية المنظمة التي
تخضع ممارستها إلى الحصول على ترخيص أو اعتماد مثلما هو األمر بالنسبة للنشاط المصرفي حسب
ما ورد في أحكام األمر 00/95المتعلق بالنقد والقرض التي تقضي بأن التسجيل في السجل التجاري
-1الطلب الثاني :أهميته أنه يؤدي إلى تقليل الدعاوى اإلدارية التي قد تطول .فقد يكون الرفض لمخالفة شرط .فيمكن تداركه بالطلب
الثاني.
-2ليلة بن مدخن .مرجع سابق .ص .82
-3القانون رقم .92/92مؤرخ في 02أوت .8992يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية.الجريدة الرسمية العدد . 18الصادرة في
02أوت .8992
- 28 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
للمؤسسة المصرفية يتوقف على الحصول على الترخيص الذي ينشأ المؤسسة المصرفية وفقا
للقانون الجزائري ،أما مباشرة النشاط المصرفي فيتوقف على رخصة االعتماد.
ومنه يتضح لنا أن التسجيل في السجل التجاري للمؤسسة المصرفية ال يمنح لها الحق في
ممارسة أي عملية من عمليات النشاط المصرفي ألن الشروع الفعلي في ممارسة األنشطة أو المهن
المقننة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري يبقى مشروطا بحصول المعني على االعتماد استنادا إلى
نص المادة 81من القانون رقم 92/92التي جاء نصها كمايلي" :تخضع ممارسة أي نشاط أو مهنة
مقننة خاضعة للتسجيل في السجل التجاري إلى الحصول قبل تسجيله في السجل التجاري ،على رخصة
أو إعتماد مؤقت تمنحه اإلدارات أو الهيئات المؤهلة لذلك ،غير أن الشروع الفعلي في ممارسة األنشطة
أو المهن المقننة الخاضعة للتسجيل في السجل يبقى مشروطا بحصول المعني على رخصة أو االعتماد
النهائي المطلوبين اللذين تسلمهما اإلدارات أو الهيئات المؤهلة المهنية التجارية المقننة الخاضعة للقيد في
السجل التجاري ،والتي تخضع ممارستها إلى الحصول على ترخيص أو اعتماد".
لذلك ينبغي على مؤسسي المصرف التماس محافظ بنك الجزائر للحصول على اعتماد لممارسة
()1
النشاط المصرفي وفقا لحكام قانون النقد والقرض.
الفرع الثالث :الحصول على االعتماد
إن إستفاء اإلجراءات القانونية الالزمة والحصول على قرار الترخيص ُّ
تعد غير كافية لمباشرة المؤسسة
المصرفية نشاطها بل البد لها من الحصول على اإلعتماد الذي يمنحه لها مجلس النقد و القرض بعد
مراقبة جميع الشروط السابقة ،فاإلعتماد يعتبر تأشيرة لدخول النشاط البنكي.
أوال :تعريف االعتماد
يعرف اإلعتماد بأنه عبارة عن إتفاق يبرمه الشخص مع اإلدارة بغرض حصوله على بعض المزايا
ّ
الجبائية أو المالية أو بغرض تحقيق وتنفيذ بعض المشاريع ،كما يمكن تعريفه على أنه تصرف إداري
منفرد تقبل اإلدارة من خالله وجود وممارسة نشاط معين أو وجود هيئة معينة ،خاصة إذا تعلق األمر
()2
بأنشطة اقتصادية مقننة ،كما هو الحال بالنسبة للنشاط المصرفي.
ثانيا :تقديم طلب االعتماد
إن منح االعتماد للمؤسسة المصرفية التي تتأسس بناء على ترخيص من مجلس النقد والقرض،
يتطلب استيفاء جميع الشروط التي حددها األمر 00/95واألنظمة المتخذة لتطبيقه ،وكذا الشروط
الخاصة التي يمكن أن تكون مقترنة بالترخيص عند االقتضاء ،باإلضافة إلى الوثائق والمستندات التي
- 29 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
()1
والمتمثلة حسب ما ورد في المادة ترفق بطلب االعتماد والمحددة بمقتضى التعليمة رقم8999/92
الثانية من التعليمة في:
-رسالة تعهد مصادق عليها من قبل الجمعية العامة للمساهمين ،موقع عليها من قبل رئيس مجلس
إدارة البنك.
-النسخة األصلية للقوانين األساسية المحررة بموجب عقد توثيقي أو نسخة طبق األصل مصادق عليها
للقوانين األساسية للمؤسسة األم.
-نسخة طبق األصل مصادق عليها للسجل التجاري.
-نسخة طبق األصل مصادق عليها للتصريح بالوجود الضريبي ،محررة لدى قباضة الضرائب في
مكان تواجد المقر االجتماعي.
ويوجه الطلب إلى محافظ بنك الجزائر عمال بأحكام الفقرة الرابعة من المادة 051من قانون النقد
والقرض فإن المختص بمنح االعتماد هو محافظ بنك الجزائر ،حيث تنص" :يمنح االعتماد بمقرر من
()2
فجاء فيها" :يجب على "المحافظ" ،وهذا ما أكدت عليه المادة التاسعة والثالثين في فقرتها األولى
البنك...أو فرع بنك ،...التي حصلت على الترخيص ،...أن تطلب لدى محافظ بنك الجزائر
االعتماد ،"...وأكدته أيضا المادة 90من النظام ذاته" :يمنع االعتماد بمقرر يصدره محافظ بنك
()3
الجزائر."...
فالمحافظ يتولى إصدار الق اررات الفردية التي يتخذها مجلس النقد والقرض والمتعلقة بمنح
()4
فوظيفة المحافظ ال تخضع التراخيص ،لكن فيما يتعلق باالعتماد فهو من يتخذ القرار ويتولى إصداره،
لقواعد الوظيف العمومي وتتنافى مع كل نيابة تشريعية أو منصب حكومي أو وظيفة عمومية ،كما ال
يمكن للمحافظ أن يمارس أي نشاط أو وظيفة أو مهنة أخرى مهما تكن أثناء ممارسته لوظيفته ما عدا
تمثيل الدولة لدى مؤسسات عمومية دولية ذات طابع مالي أو نقدي أو اقتصادي.
والمحافظ يتلقى طلب االعتماد مرفوقا بقائمة تضم أعضاء اإلدارة أو مجلس المراقبة المعينين من
قبل الجمعية التأسيسية للبنوك أو المؤسسات المالية والمرفقة ببيان مسارهم المهني خالل أجل أقصاه 08
شهر من تاريخ تبليغ الترخيص.
1
- instruction n:°2000/04 du 30/04/2000 déterminant les éléments constitutifs du dossier de demande
d’agrément de banque ou d’établissement financière, www.bank-of-algeria.dz
-2النظام رقم .90/05معدل ومتمم بالنظام رقم 98/8999المؤرخ في 98أفريل .8999يحدد شروط تأسيس بنك.الجريدة الرسمية
العدد .81المؤرخة في 09ماي .8999
-3كريمة تدريست .مرجع سابق .ص .001
-4قبل انتهاج مسار اإلصالحات .كان منح الترخيص واالعتماد من صالحيات وزير المالية والتي مارسها منذ االستقالل .وبصدور
قانون النقد والقرض رقم 09/09سحبت منه هذه الصالحيات.وقد يعتبر ذلك رغبة من الدولة في التخلي اإلرادي عن بعض
صالحياتها في المرحلة االنتقالية.
- 30 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
يمنح االعتماد بمقرر صادر عن محافظ بنك الجزائر ،وينشر في الجريدة الرسمية ،يحدد مقرر
االعتماد صنف المؤسسة المصرفية ،كأن تكون بنكا أو مؤسسة مالية أو فرع بنك أو مؤسسة مالية
أجنبية ،ويتضمن كذلك مقر الشركة وعنوانها التجاري ،وكذا قيمة رأسمالها االجتماعي وأسماء أهم
المسيرين()1واذا كان الترخيص يدخل حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ تبليغه ،فإنه لم يرد أي نص يشير إلى
تبليغ االعتماد ،إال أن النشر في الجريدة الرسمية قد يكون كافيا للعلم ويقوم مقام التبليغ ،وبالحصول على
االعتماد ،يمكن للبنك والمؤسسة المالية ممارسة العمليات المصرفية المسموح بها لكل صنف ،تبعا لما ورد
في المادتين 19و 10من قانون النقد والقرض وهذا كقاعدة عامة ،تبعا لما ورد في المادة 90من النظام
رقم 98/91والمتمثل في اقتصار االعتماد على ممارسة بعض العمليات المصرفية وذلك طبقا
للترخيص الذي يصدره مجلس النقد والقرض.
أما بالنسبة لآلثار التي تترتب عن منح االعتماد من قبل المحافظ فتتمثل في:
-االعتماد يمنح صفة الوسيط المعتمد للمستفيد منه ،غير أن ممارسة عمليات الصرف والتجارة
الخارجية تخضع إلى التسجيل من طرف المديرية العامة للصرف وفق الشروط التي ينص عليها النظام
رقم 91/01المؤرخ في 85ديسمبر ،0001والمتعلق بمراقبة الصرف ،ونشير إلى أنه قبل إدخال تعديل
على هذه المادة سنة 8999كانت تقضي المادة 90على أن االعتماد ال يمنح للمستفيد منه صفة الوسيط
المعتمد فيما يتعلق بالعمليات مع الخارج ،وانما يخضع الحصول على هذه الصفة ألحكام النظام رقم
92/08المؤرخ في 88مارس 0008والمتعلق بالرقابة على الصرف.
يخول االعتماد للبنوك ممارسة مختلف العمليات المصرفية المرخص بها وفق القوانين واألنظمة ّ -
()2
كالسماح بممارسة النشاطات الثانوية المتعلقة بالنشاطات الرئيسية للبنوك والمؤسسات المالية.
فبعد استفاء الشروط الواجب توافرها يصدر القرار بمنح االعتماد ،وفي هذه الحالة تسجل البنوك
أو المؤسسة المالية في القائمة الموجودة على مستوى البنك المركزي ،كما يمكن لها ممارسة النشاط
المصرفي ،فإذا لم تتوفر الشروط يكون القرار بالرفض ،فعلى المعني باألمر الطعن فيه.
- 31 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
إن القانون منح لمحافظ بنك الجزائر كامل السلطة التقديرية في منح االعتماد أو عدم منحه ،فله
الحرية التامة في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا ،بالنظر إلى مدى توافر الشروط المتطلبة في ذلك ،كما
يأخذ بعين االعتبار برنامج النشاط والوسائل التقنية والمالية وغيرها إضافة إلى تبين قدرة هذه المؤسسة
المصرفية على إنجاز أهدافها التنموية في إطار السير الحسن للجهاز المصرفي.
وعلى هذا األساس يمكن الطعن في قرار محافظ بنك الجزائر القاضي برفض منح االعتماد أمام
مجلس الدولة حسب اجتهاد هذا األخير ،حيث أكد على خضوع مثل هذه الق اررات إلى رقابة القاضي
اإلداري باعتبارها ق اررات إدارية ،وبهذا الصدد قرر مجلس الدولة "أن كل الق اررات ذات الطابع اإلداري
قابلة للطعن فيها عندما تتخذ مخالفة للقانون أو عندما تكون مشوبة بتجاوز السلطة".
حسب المادة 01من األمر 00/95يقرر مجلس النقد والقرض سحب االعتماد في حالتين:
وأنه حسب الفقرة الثانية من الحالة الثانية (السحب التلقائي) نجد أن بنك الخليفة كانت الشروط
المطلوبة تنقص المسيرين والمؤسسين عن البنك كما سجلت عدم القدرة على الدفع وعجز كبير في الموارد
()2
المالية لذا أصدرت اللجنة المصرفية ق ار ار في 80ماي 8995لسحب اعتماده.
-1أحمد بلودنين.الوجيز في القانون البنكي الجزائري .دار بلقيس .الجزائر .8990 .ص .19
-Mansour Mansoury.
2
système et pratiques bancaire en Algérie. Edition distribution Houma.
Alger. 2005. p 52.
- 32 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
قد تكون خطورة المهام الموكولة للبنوك على اعتبار القطاع المصرفي قطاعا سياديا تتاجر
مؤسساته بأموال اآلخرين ،وراء الحذر الذي أبداه المشرع في إطالق قدر معقول من الحرية تسمح للبنوك
الخاصة بالعمل في السوق النقدية واإلسهام في التطور االقتصادي والمالي واالجتماعي ،وعليه فإنه ال
ينتظر تقليص حجم األعباء التي يفرضها القانون على البنوك والمؤسسات المالية أو التخفيف من مجموع
الضوابط القانونية والتنظيمية المفروضة على مبدأ المنافسة الحرة في القطاع المصرفي ،بل على العكس
من ذلك يتجه المشرع نحو تأطير أكبر للمهنة المصرفية ،وذلك ألسباب عديدة منها:
الفضائح المتكررة التي يتعرض لها القطاع المصرفي الجزائري ،سواء على مستوى بنوكه الخاصة
أو العمومية ،وما انجر عنها من انعكاسات سلبية سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي،
إذ يعتبر ذلك مؤش ار قويا جدا على االختالالت التي يعرفها القطاع المصرفي الجزائري رغم المناداة
المتكررة إلصالحه ،حيث أشار تقرير مشترك بين صندوق النقد الدولي والبنك العالمي إلى البعض منها،
وذلك فيما يتعلق بشفافية السياسة النقدية والمالية والرقابة البنكية ،حيث الحظ التقرير استحواذ القطاع
العمومي على العمل النبكي مع تباطؤ رهيب في مجال اإلصالحات خاصة في مجال الرقابة ،وألح ذات
التقرير على ضرورة خوصصة البنوك العمومية وتطوير محيط االستغالل لدى البنوك للحد من نفقات
الوساطة المالية وضبط التحكم في السيولة النقدية.
كما يالحظ أن استئثار محافظ بنك الجزائر بمنح االعتماد ،يعد تقليصا من اختصاصات مجلس
النقد والقرض ،فإذا كان هذا األخير يحوز سلطة منع اإلجراء المتعلق بتأسيس البنوك والمؤسسات المالية
فيما يخص الترخيص ،فلماذا ال يخول له هذا الحق أيضا بما أنه إجراء مكمل للترخيص ،خاصة وأنه
بدون الحصول على االعتماد يعتبر الترخيص ليس له أية قيمة تذكر ،بما أن المؤسسة ليس لها حق
ممارسة النشاطات المصرفية.
إن اعتب ار الترخيص إجراء أوليا لتأسيس البنوك والمؤسسات المالية أمر منتقد ،فإذا كان المستثمر
في القطاع المصرفي ال يمكنه مزاولة النشاط المصرفي فال داعي للترخيص أصال ،لهذا كان على
- 33 -
اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر الفصل األول
التشريع المصرفي الجزائري األخذ بما أخذ به التشريع الفرنسي أين أقر االعتماد فقط ،والدي يحمل
الشروط القانونية والموضوعية لتأسيس البنوك والمؤسسات المالية.
ويبقى القطاع البنكي في الجزائر منتقدا بشدة خاصة في ظل التخوف من خوصصة البنوك
العمومية التي الزالت تثبت عجزها عن النهوض بالعمل المصرفي وفقا للمعايير الدولية ،فأما االنتقاد
األول فكونه قطا عا بيروقراطيا يعرقل االستثمار وال يخدمه ،خاصة مع اعتماده آليات عمل تخضع لتنظيم
يالئم طبيعة النشاط البنكي ،فبصرف النظر عن كونه خاضعا للتنظيم والرقابة أو متحر ار منه ،فإن قواعد
النشاط المتبعة في فتح الحسابات وتحويل األموال وتنفيذ االستثمارات والتعامل مع الزبائن بوجه عام وكل
األعمال البنكية ،أساليب تقليدية بالية ،تبعد المستثمر وتنفر الزبائن.
- 34 -
الفصل الثاني:
العمليات المصرفية
والرقابة عليها
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
إن النظام اإلنتاجي الرأسمالي يعتمد على التداول النقدي والمؤسسات المصرفية ألنها قنوات ضخ
السيولة وتوزيعها في مختلف قنواته ولذلك ظهرت حاجات التجار إلى القروض التي كانت تقدم لهم من
طرف أصحاب رؤوس األموال الدين كانوا يقدمونها من فائض أموالهم اتسع بدلك رقعة هدا النشاط لتلقي
الودائع من أصحاب الفائض المالي وتقديمها ألصحاب العجز المالي فالبنوك هنا مهمتها الوساطة المالية
فعليها أن تعنى بتطوير أساليبها وتنويع مصادرها والتوظيف األمثل لمواردها ومنحها في أشكال مختلفة
حسب حاجيات المقترضين وهاتين العمليتين تلقي الودائع ومنح القروض جوهر النشاط البنكي.
العمليات المصرفية عديدة ال يمكن حصرها وهي تختلف عن بعضها البعض من خالل
موضوعها إال أنها تتفق فيما بينها حول مجموعة من الخصائص وأهمها :الخاصية التجارية فهي تخضع
للقواعد التجارية وكذلك لقواعد النقد والقرض إضافة إلى قواعد القانون المدني خاصة في مجال العقود
ولألهمية الكبيرة التي يلعبها البنك بات من الضروري مراقبة ومتابعة النشاط البنكي لهذا أنشأ المشرع
أجهزة مساعدة للبنك المركزي تمارس وظيفة الرقابة على أنشطة البنوك ألنه يقال البنوك هي التي تصنع
األزمات ،كما تساهم في نفس الوقت في حلها عن طريق وضع حلول وسياسات إستثنائية لمواجهة
الظروف اإلستثنائية.
وتعد قضية الخليفة بنك أو قضية العصر كما تسمى وما تبعها من تساؤالت تطرح على ممثلي
القطاع البنكي الجزائري من بين أهم األسباب التي أدت بالمشرع إلى التحرك في كل اإلتجاهات لتفادي
أزمة حادة تضرب أهم قطاع حساس يرتكز عليه إقتصاد الدولة فقد أعطى المشرع صالحيات واسعة
للجنة المصرفية في إطار المراقبة المخولة لها قانونا للبنوك والمؤسسات المالية وفرض عقوبات تتفاوت
حسب حجم اإلخالالت والتجاوزات للقواعد واألطر التي تحكم النشاط البنكي المختلفة بإعتبارها هيئة
قضائية إدارية فهي ذ ات طبيعة مزدوجة جاء بها المشرع لسد الفراغ الحاصل بعد إنسحابه من النشاط
اإلقتصادي
ومن خالل هذا الفصل الذي تتم دراسته تحت عنون العمليات المصرفية والرقابة عليها
سيتم التطرق في المبحث األول العمليات المصرفية المختلفة حسب األساس القانوني 11/30
سيكون حول العمليات المصرفية التي تتمثل في اعمليات أصلية وعمليات تابعة تشترك في كونها عمليات
محتكرة على المصرف دون غيرها وتختلف عن بعضها في عدة أوجه ألنها متعددة ولكل منها
خصوصيات ثم تأتي في المبحث الثاني الرقابة من طرف أجهزة مختصة تابعة للبنك المركزي جاء بها
- 35 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
المشرع لسد الفراغ الذي حصل بعد إنسحاب الدولة من الميدان اإلقتصادي مهمتها متابعة نشاط
المؤسسات المصرفية من خالل عملياتها وفي حال إخالل المصارف بالقواعد القانونية المنظمة للنشاط
المصرفي تتعرض لمساءلة ومحاكمة من طرف هيئة مختصة هي اللجنة المصرفية ومنه تطبق عليها
إحدى العقوبات المقررة قانونا و عناصر الفصل الثاني:
ويأتي الباب الثاني :بعنوان العمليات ليؤكد في المادة 03من األمر 11/30التي نصها":البنوك
مخولة دون سواها بالقيام بجميع العمليات المبينة في المواد من 66الى 66أعاله بصفة مهنتها العادية"
فتعد هذه العمليات أصلية للمهنة المصرفية في إطار منظم ومؤطر وهذا ما سيتم دراسته في
المطلب األول من هدا المبحث .أما المطلب الثاني سيكون على العمليات المصرفية التابعة التي ورد
دكرها في المادة 07من نفس األمر تشترك فيها كل من المصارف والمؤسسات المالية.
- 36 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
وتعتبر عملية تلقي األموال من الجمهور أصحاب الفائض من السيولة وتقديمها إلى ذوي العجز
من تجار ومستثمرين أولى صور النشاط البنكي عند بداياته ،ولكن حتى هذه العملية مسها التطور
فأصبحت تحت عدة أشكال وتنظمها قوانين مختلفة وتبقى المصدر المالي الرئيسي لنشاط المصرف
بإعتباره يتاجر في الديون.
عرفت الفقرة األولى من المادة 60من األمر 11/30األموال المتلقاة من الجمهور كما يلي:
"تعتبر أمواال متلقاة من الجمهور ،األموال التي يتم تلقيها من الغير السيما في شكل ودائع مع حق
استعمالها لحساب من تلقاها بشرط إعادتها".
من خالل استقراءنا لنص المادة يتضح لنا أن عملية تلقي األموال من الجمهور تقوم على
عناصر أساسية ثالثة هي:
ما يميز عملية اإليداع المصرفي هو أن يتلقى البنك أمواال من الغير السيما على شكل وديعة،
حيث تشمل هذه العملية كل ما يقوم به األفراد والهيئات بوضعه في البنوك بصفة مؤقتة أو طويلة على
()1
سبيل الحفظ أو التوظيف ،على الرغم من أنها تأخذ أشكاال عديدة للنقود.
وتعد هذه العملية حك ار على البنوك دون باقي المؤسسات المالية حسب المادة 01من األمر
.11/30
استنادا لنص المادة 60من األمر 11/30تبين لنا أن المشرع منح البنك حرية استعمال هذه
األموال المودعة ليده لحسابه الخاص ،دون أن يحدد مجال استعمال هذه األموال المودعة لديه.
وفقا لما نصت عليه المادة 60السابقة يلتزم البنك برد هذه األموال المودعة ليده في الوقت
المحدد بحسب طبيعة الوديعة ألصحابها( ،)2ألن عملية اإليداع ال تعني تحويالت للملكية ،فهذه األموال
تبقى دائما ملكا لصاحبها الذي تخلى عن التصرف فيها بصفة مؤقتة إلى البنك الذي من حقه استعمال
- 37 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
هذه الودائع في الحدود التي تسمح بها عمليات السحب المحتملة من طرف أصحابها( ،)1ولما كان المبلغ
المودع يقيد في الجانب الدائن لحساب العميل فإن االسترداد يتم في الغالب عن طريق سحب شيكات
()2
على البنك لصالح العميل أو لصالح غيره.
إن إيداع األموال في البنك قد يتخذ وصف معين من الوديعة بحسب الغرض الذي تم من أجله
إيداع هذه األموال لتأخذ حكم أوصاف الوديعة كما يلي:
هذه الودائع تكون دائما تحت تصرف أصحابها إذ يمكنهم اللجوء إلى سحبها كليا أو جزئيا متى
شاءوا ودون إشعار مسبق ،فالوديعة وان كانت بحوزة البنك فهي تحت التصرفالمطلق ألصحابها وال يحق
للبنك وضع شروط أمام صاحبها عند السحب( ،)3وعادة ال يمنح البنك فائدة عن هذا النوع من الودائع أو
يمنح فائدة ضئيلة ألنه مقيد في استعمالها وال يستغلها على النحو األمثل ألنه مضطر إلى مراعاة طلب
()4
االسترداد في أي وقت.
-2الودائع ألجل:
وتودع لدى البنك التجاري على أن ال يسحب منها إال بعد انقضاء مدة معينة يتفق عليها صاحب
الوديعة مع البنك ،ومن تم يكفي أن يحتفظ البنك مقابلها بنسبة من االحتياطي النقدي أقل من تلك النسبة
()5
التي يتعين االحتفاظ بها مقابل الودائع الجارية.
هذه الودائع أفيد للبنك ،إذ يدفع عنها فائدة نظ ار لتمتعه بحرية أوفر في استعمالها ،إذ يطمئن إلى
()6
أنه لن يطلب استردادها منه قبل تاريخ معين.
-3الودائع اإلدخارية:
تعتبر هذه الودائع بمثابة عملية توفير وادخار حقيقية نظ ار لمدة إيداعها في البنوك والعائد المنتظر
منها ،فهذه الودائع تبقى لفترات طويلة في البنك ال يمكن لصحابها أن يسحبها مهما كانت الظروف وهو
-1الطاهر لطرش .تقنيات البنوك .الطبعة السابعة .ديوان المطبوعات الجامعية.الجزائر .7330.ص.73
-2مصطفى كمال طه .العقود التجارية وعمليات البنوك.الطبعة األولى .منشورات الحلبي الحقوقية .لبنان .7336 .ص.131
-3الطاهر لطرش .مرجع سابق .ص.76
-4هاني دويدار .الوجيز في العقود التجارية والعمليات المصرفية .دار الجامعة الجديدة .مصر .7330 .ص.736
-5جميل أحمد .الدور التنموي للبنوك اإلسالمية .أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه .محمد ناصر ثابت .جامعة الجزائر .كلية
العلوم االقتصادية وعلوم التسيير .دون تاريخ مناقشة .7336-7333 .ص.31
-6علي جمال الدين عوض .عمليات البنوك .دون دار النشر .مصر .دون سنة النشر .ص.00
- 38 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
يواجه عراقيل عديدة أولها ضرورة انقضاء مدة اإليداع ،كما أن صاحبها يحصل على فوائد معتبر نظ ار
لتوظيف البنك هذه الودائع في منح قروض ذات األجل الطويل.
قد يتفق العميل مع البنك على أن يودع األول لدى الثاني مبلغا معينا لتنفيذ عملية معين لحسابه
كشراء أوراق مالية ،االكتتاب في أسهم إحدى الشركات أو سندات معينة أو للوفاء بأوراق معينة...إلخ.
وفي هذه الحالة البنك يمنع من التصرف في الوديعة وعليه االحتفاظ بها لخدمة الغرض المحدد له واال
()1
عد ذلك خيانة األمانة.
لقد جاء المشرع بنظام حماية الودائع المصرفية ويهدف هذا النظام إلى حماية مصالح المودعين
في حالة توقف بنكهم عن الدفع بموجب القانون 13/03المتعلق بالنقد والقرض ،السيما المادة 110منه
وأكده األمر 11/30المتعلق بالنقد والقرض في المادة 116منه ،وبموجب القوانين تم تأسيس شركة
ضمان الودائع البنكية في شهر ماي 7330من قبل بنك الجزائر بصفته عضو مؤسس ،وتعد البنوك
المساهمين الوحيدين فيها ،وطبقا لما جاء في النظام رقم 30/31المؤرخ في 1مارس 7331المتعلق
بنظام الودائع البنكية وأن تعمل على الحفاظ على تساوي حصصها في رأس مال شركة ضمان الودائع
البنكية ،أما عن سقف التعويضات التي يستفيد منها المودع الواحد على مستوى البنك الواحد في حالة
توقف بنكه عن الدفع بـ 633.333دج ،أما العالوة فالبنك يلزم بها على أساس المبلغ اإلجمالي للودائع
( )2
بالعملة الوطنية المقيدة في 01ديسمبر حددها بنك الجزائر في المادة 7من التعليمة رقم 7311/36
المؤرخة في 73أكتوبر 7311المتعلقة بتحديد نسبة العالوة المستحقة للدفع إلى صندوق ضمان الودائع
المصرفية نسبة %3273لسنة .)3(7313
تنص المادة 66من األمر " 11/30تشكل عملية قرض :في مفهوم هذا األمر كل عمل لقاء
عوض يضع بموجبه شخص ما أو يعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر أو يأخذ بموجبه لصالح
شخص آخر التزام بالتوقيع كالضمان االحتياطي أو الكفالة.
تعتبر بمثابة عمليات قرض ،عمليات اإليجار المقرونة بحق خيار بالشراء السيما عمليات القرض
اإليجاري."...
-1أحمد محمد محرز .القانون التجاري-عمليات البنوك-اإلفالس .دون دار نشر .مصر .1000ص.03
-2التعليمة رقم 7311/36المؤرخة في 73أكتوبر 7311المتعلقة بتحديد نسبة العالوة المستحقة للدفع لصندوق ضمان الودائع
المصرفية .بنك الجزائر.
-3عياش زبير .تأثير تطبيق إتفاقية بازل IIعلى تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه.أحمد
بوراس.جامعةأم الباقي.كلية العلوم اإلقتصادية .دون تاريخ مناقشة.7317/7311.ص.703
- 39 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
من خالل نص هذه المادة يتضح لنا أن المشرع لم يقدم تعريفا محددا لعملية القرض المصرفي
وانما اكتفى بذكر أصناف عمليات القرض.
هو عقد بين البنك وزبونه يتعهد البنك فيه بوضع مبلغ معين من النقود تحت تصرف العميل
خالل مدة معينة ،ويكون لهذا األخير سحبه بالصفة التي يراها مقابل أداء العمولة المتفق عليها وهو ملزم
()1
بأدائها ولو لم يستخدم القرض المقدم لصالحه ،كما يلتزم برد المبلغ المسحوب والفوائد إذا اشترطت.
من خالل هذا التعريف نستنتج أن عملية القرض البنكي تقوم على أساس توفر عنصرين:
أولهما :المقابل الذي يتحصل عليه البنك من المقرض والمتمثل في فائدة أو عمولة ،وهذا ما يميزه
()2
عن القرض المدني.
ثانهما :وضع األموال تحت التصرف ،سواء بصفة فورية عندما يكون صرف األموال الذي يدخل
في عملية القرض متزامنا مع نتيجة العقد كما هو التسليف ،أو مستقبليا تحقيقه موعود به تحقيقه ينتج عن
عقد آخر يمكن أن يكون ذاته عملية قرض.
في حالة الوعد بالتسليف عند فتح االعتماد أو بصفة احتمالية عندما يكون صرف األموال مرتبط
بعجز المستفيد من القرض.
ويعتبر القرض من أفعال الثقة بين األفراد ويتجسد في ذلك الفعل الذي يقوم بواسطته شخص ما
هو (المؤسسة المقرضة) بمنح أموال إلى شخص آخر هو المدين أو يعده بمنحها أياه أو يلتزم بضمانة
أمام اآلخرين ودلك مقابل ثمن أو تعويض(.)3
والجدير بالذكر أن عمليات القرض هذه تتعدد وتتشعب لكن ما يميز بينها هي مدة القرض كذلك
الضمان قد يتخذ هذه العمليات األنواع التالية:
-1زينب سالم .المسؤولية الجنائية عن األعمال البنكية .دار الجامعة الجديدة للنشر .7313 .ص.71
-2نجاة طباع .مرجع سابق .ص.06
-3أحالم بلجودي.النظام القانوني لعقد القرض البنكي في التشريع الجزائري.مذكرة لنيل شهادة الماجستير.كاشير عبد القادر .جامعة
جيجل.كلية الحقوق.دون تاريح مناقشة .7336/7333.
- 40 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
األصل أن البنك ال يقدم قروضا بدون ضمان لكنه قد يلجأ إلى تقديم هذا النوع من القروض في
بعض الحاالت ،كأن يكون عميله من النوع الذي يقترض باستمرار منه ،فهو لذلك يكون على إطالع
وعلى علم بمركزه المالي وبإمكاناته وقدراته المالية على التسديد ،لذلك يقوم البنك بفتح اعتماد لعميله
()1
لتمكينه من السحب متى يشاء من البنك من خالل مدة ومبلغ متفق عليهما.
يمنح هذا النوع من القروض بعد تقديم ضمان معين قبل طلب القرض ،وهذه الضمانات إما
أمواال منقولة أو غير منقولة ،يستطيع المصرف قانونيا التصرف فيها في حال تعذر السداد من قبل
المقترض ،ومن هذه الضمانات ضمانات نقدية ،عقارية ،ضمانات رهن ،أوراق مالية كاألسهم والسندات،
ضمانات رهن بضائع ،رهن السيارات واآلليات ،ضمان حجم المستحقات كالرواتب واألجور ،كما يمكن أن
تكون ضمانات شخصية مثل كفالة المتعاملين المعروفين جيدا للبنك والذين يتمتعون بالسمعة الجيدة
()2
والمراكز المالية المليئة والقوية وذوي الخبرة الكبيرة في مجال النشاطات التي يمارسونها.
أ -المؤسسات:
حاجات المؤسسة متعددة وعلى أساسها تتم عملية القرض فتلجأ المؤسسات إلى التمويل دي
األجل القصير عادة لرفع رأسمالها العامل قصد مواجهة نفقات االستغالل والتخفيضات الظرفية لألعمال،
أو قصد تجديد المخزونات وتمويل الديون على عاتق فئة الزبائن.
أما إذا كانت هذه المؤسسات ترغب في تمويل تجهيزات وعقارات ،فالحل المناسب هو اللجوء إلى
قروض متوسطة أو طويلة األجل ،أو إلى عقود إيجارية مقرونة بحق خيار بالشراء ،كما أنه إذا كانت
ترغب في تمويل تجارتها الخارجية هناك تقنيات دولية للقرض كاالعتماد المستندي أو االعتماد لالستيراد.
ب -األفراد:
لألفراد حاجات متعددة ال يمكن تلبيتها إال عن طريق اللجوء إلى القروض البنكية قصيرة أو
متوسطة األجل ،أو إلى عمليات بيع إيجار أو عمليات اعتماد إيجاري ،كما أن هناك القروض الشخصية
-1محمد شايب .أثر تكنولوجيا اإلعالم واالتصال على فعالية أنشطة البنوك التجارية الجزائرية .مذكرة لنيل شهادة الماجستير .روش
زين الدين .جامعة سطيف .كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير .دون تاريخ مناقشة.7330/ 7336.ص.00
-2محمد شايب .المرجع نفسه .ص.00
- 41 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
التي تقدم عادة لألشخاص ذوي الدخل الثابت ويناسب مبلغها مع الدخل الشهري للمستفيد ،وقد جاء
( )1
المتعلق بقانون المالية التكميلي لسنة 7330يحصر القروض البنكية في المشرع بموجب األمر 31/30
شكل قروض عقارية وهدا ماجاء في المادة 03منه" :يمنع على البنوك منح القروض لألفراد إال العقارية
منها" ،وهذه القروض العقارية هي األخرى متنوعة(.)2
ويدخل في إطار القروض الممنوحة لألفراد بطاقات االئتمان ،حيث تستبدل النقود ببطاقات
االئتمان المضمونة من البنوك ،يستخدمها المستهلك من أجل اقتناء كافة حاجاته على أن يسدد القيمة
البنك خالل فترة معينة مقابل عمولة أو فائدة .وبطاقة اإلئتمان تستخدم على أساس القيمة المخزنة فيها
وهي وسيلة تسهل على مالكها إستعمالها كما أنها أحدث صورة للنقود اإللكترونية.
كالسيكيا يعتمد على المدة في تصنيف القروض ،فهناك قروض قصيرة األجل وقروض متوسطة
وأخرى طويلة األجل ،القروض ذات األجل القصير فال تتعدى مدتها عامين ،أما المتوسطة األجل هي
تلك القروض التي تتراوح مدتها بين عامين إلى سبع سنوات ،أما القروض طويلة األجل فتتعدى مدتها
سبع سنوات.
رغم نص المشرع أن عملية وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارتها عملية مصرفية وفقا
لنص المادة 60من األمر 11/30من قانون النقد والقرض ،إال أنه لم يقدم تعريفا واضحا لهذه العملية،
حيث نص" :تعتبر وسائل دفع كل األدوات التي تمكن كل شخص من تحويل أموال مهما يكن السند أو
األسلوب التقني المستعمل".
يتضح من المادة أن المشرع اعتبر وسائل الدفع هي الوسائل التي يتم بها تحويل األموال لهذا يعد
النص مرنا وعاما يمكن أن يتضمن العديد من وسائل الدفع الموجودة والتي يمكن أن تكون تقليدية أو
حديثة ،فأية وسيلة تمكن من تحويل األموال مهما كان شكلها أو األسلوب التقني المستعمل تعد وسيلة
()3
دفع.
-1االمررقم 31/30الصادر في 77جويلية 7330المتعلق بقانون المالية التكميلي .الجريدة الرسميةالعدد.11المؤرخ في
76جويلية.7330
-2كريمة بوسنة .البنوك األجنبية كمصدر لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر.مذكرة مقدمة لنيل شهادة
دون تاريخ والتجارية وعلوم التسيير. الماجستير.مليكي سمير بهاء الدين.جامعة تلمسان.كلية العلوم اإلقتصادية
مناقشة.7311/7313.ص.66
-3كريمة تدريست .مرجع سابق .ص.61
- 42 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
إن وسيلة الدفع هي تلك األداة المقبولة من طرف الجميع من أجل تسهيل المعامالت الخاصة بتبادل
السلع والخدمات وكذلك تسديد الديون ،فهي تسهل التداول وتمكن من إجراء الصفقات بسهولة .وتتضمن
وسائل الدفع مجموعة األوراق التجارية وبعض الوسائل البديلة للنقود كالشيك والسند ألمر وغيرها إضافة
إلى النقود اإللكترونية التي تتم بواسطة أي وسيط إلكتروني.
الزالت أغلب التعامالت والصفقات التجارية في الجزائر تتم نقدا ،حيث بينت الدراسات "بأن
%63من التعامالت الجارية في الجزائر الزالت تتم نقدا" .ويأتي الشيك في المرتبة الثانية من حيث
األهمية لوسائل الدفع التقليدية ،وتليه التحويالت التي مثلت %13من العمليات البنكية سنة ،7333أما
السفتجة والسند ألمر فهما قليال االستعمال ،وعليه فإجماال وسائل الدفع التقليدية تأتي في الرتبة الثانية بعد
()1
النقود ،فالنقود هي التي تحظى بحصة األسد في وسائل الدفع في الجزائر.
أ -النقود المالية:
وهي النقود الورقية أو المعدنية والتي تعبر عن الشكل األعلى للسيولة التامة( ،)2وهي تصدر عن
مؤسسة اإلصدار وهي في الجزائر البنك المركزي الجزائري ،وباألصل تكون مضمونة بغطاء معدني أو
عملة قابلة للتحويل.
ب -نقود الودائع:
تصدر عن البنوك التجارية وعلى عكس النقود النهائية فهي ال تتمتع بوجود مادي ،وانما تنشأ عن
طريق القيود في الحسابات الناتجة عن استعمال الشيكات وتنشأ بواسطة عملية اإليداع والتحويالت بين
()3
الحسابات.
-الشيك المصرفي:
هو من بين وسائل الدفع األكثر انتشا ار إلى جانب النقود الورقية وهو عبارة عن سند بموجبه يمكن
لشخص طبيعي أو معنوي يدعى الساحب إعطاء أمر لبنكه أو بريد الجزائر (له حساب به) بتسوية السلع
-1وهيبة عبد الرحيم .وسائل الدفع في الجزائر .مجلة الباحث .العدد التاسع لسنة .7311جامعة ورقلة .الجزائر .دون دار النشر.
ص.00
-2الطاهر لطرش .مرجع سابق .ص.00
-3الطاهر لطرش .المرجع نفسه .ص.06
- 43 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
والخدمات لشخص ثالث يسمى المستفيد ،وهذه المؤسسة (البنك أو البريد) تسمى المسحوب عليه ،يمكن
اعتبار الشيك وسيلة دفع وسحب في نفس الوقت ،وهو في حد ذاته ال يعتبر نقدا بل وسيلة لتحريك نقود
()1
الودائع أي الحسابات الجارية سواء بالزيادة أو بالنقصان.
-التحويل المصرفي:
هو عملية تتم بين حسابين مصرفيين بنقل مبلغ من أحدهما إلى اآلخر بمحض قيود يجريها
البنك في الحسابين ،وهي إما أن تكون بين حسابين لشخص واحد أي لنفس العميل كتحويل مبلغ من
حسابه الشخصي لحسابه الجاري ،أو تحويل مبلغ من حساب المركز الرئيسي لشركة لحساب أحد الفروع،
واما أن تكون بين حسابين لشخصين مختلفين ،أحدهما هو "اآلمر" بالتحويل والثاني هو "المستفيد"،
وكذلك فقد تتم عملية التحويل المصرفي في بنك واحد إذا كان الحساب في نفس البنك فتعرف بالتحويل
()2
المصرفي "الداخلي" ،كما قد تتم في بنكين مختلفين حيث تعرف بالتحويل المصرفي "الخارجي".
-السفتجة:
كونها ورقة تجارية فإنها تجنب االنتقال العيني للنقود ،كما أنها تعتبر وسيلة للدفع إذا ما أرسلت
للقبض A l’encaissementووسيلة للقرض في حالة خصمها ،A l’escompteولإلشارة فالسفتجة
مثل الشيك ،قابلة لتحويل الملكية عن طريق عملية التظهير مع المحافظة على الشروط الالزمة لصحة
()3
هذا التظهير.
وقد جاءت المادة 060من القانون التجاري" :تعتبر السفتجة عمال تجاريا مهما كان األشخاص"
وهي محرر بمقتضاه يأمر الساحب ،المسحوب عليه بدفع مبلغ معين بتاريخ معين إلى المستفيد ،وتتضمن
البيانات اآلتية وجوبا:
- 44 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
-السند ألمر:
هو أصال ورقة تجارية ،تحرر بين شخصين إلثبات دمة مالية واحدة فهذا السند هو إذا عبارة عن
وثيقة يتعهد بواسطتها شخص معين بدفع مبلغ معين إلى شخص آخر في تاريخ الحق وهو تاريخ
االستحقاق ،وعلى أساس هذا التعريف يمكن أن نستنتج أن السند ألمر هو وسيلة قرض حقيقية ،حيث أن
()1
هناك انتظار من جانب الدائن للمدين لدين لكي يسدد ما عليه في تاريخ االستحقاق الذي يتفق بشأنه.
-سند الرهن:
هو أيضا ورقة تجارية ،يمكن استعماله في التداول إذا أراد مجتمع التجار ذلك وهو سند ألمر
()2
مضمون بكمية من السلع محفوظة في مخزن عمومي.
وسند الرهن مثله مثل األوراق التجارية األخرى السند ألمر والكمبيالة يمكن تقديمه للبنك بغرض
الخصم ،كما يمكن تحويله إلى وسيلة دفع بإدخاله في التداول وانتقاله بين األفراد التجار.
ظهرت تلبية لحاجات التجارة االلكترونية والتي تعرف بمفهومها الواسع بأنها كل معاملة تجارية
تتم من خالل وسيط الكتروني ،كما أن ظهورها كان لمحاولة القضاءعلى نقائص وسائل الدفع الكتابية
بإيجاد منتوجات أكثر أمانا ،وثقة ورفاهية في اإلستعمال .تتمثل في وسائل الدفع اإللكترونية المختلفة
إضافة إلى غرف المقاصة اإللكترونية .وقدجاء المشرع الجزائري بتنظيم وسيلة الدفع هذه في الفصل
الثالث من الباب الرابع من الكتاب الرابع من القانون التجاري ،حيث نص على بطاقات الدفع والسحب،
ونصت المادة 310مكرر " :70تعتبر بطاقة صادرة عن البنوك والهيئات المالية المؤهلة قانونا وتسمح
لصاحبها بحسب أو تحويل أموال.
تعتبر بطاقة دفع كل بطاقة صادرة عن البنوك والهيئات المالية المؤهلة قانونا وتسمح لصاحبها
بسحب أو تحويل أموال".
تستعمل في عمليات الدفع لثمن السلع والبضائع المقتناة من محالت تجارية كبيرة المجهزة بأجهزة
الدفع ( )TPEوالمرتبطة بالبنوك التجارية المتعاقدة مع المحل ،لكن نشير إلى أن استعمال هذا النوع من
- 45 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
وسائل الدفع االلكترونية الخاص بالدفع مازال ضعيفا بنسبة كبيرة ولم تصل البنوك إلى توزيعه على
()1
زبائنها.
تستعمل في سحب مبالغ مالية من شبابيك البنوك االلكترونية المتمثلة في أجهزة السحب اآللي
( ،)DABالمعروضة في الواجهة الخارجية لوكالة البنك والمسيرة من قبل شركة البطاقات االئتمانية ،هذا
النوع من وسائل الدفع االلكترونية عرف نوعا من العرض الكبير من طرف البنوك التجارية العمومية
والخاصة مقابل طلب من طرف زبائنها ،لكن يبقى نجاحه مرتبطا بالعاملين التاليين:
هي الصيغ غير المادية للنقود الورقية ،والعملية التي يتم بها اإلصدار تكون بإجراء تحويل في
شكل النقود من النقود الورقية إلى النقود االلكترونية ،لذا تعتبر النقود االلكترونية قد حلت مكان النقود
الورقية ،وفي هذه العملية تكون لدى مصدر البطاقة سواء كان بنكا أو مؤسسة مالية مساواة بين النقود
الداخلة والخارجة ،فتكون المدخلة هي النقود الورقية التي يحصل عليها المصدر من أجل شحن البطاقة
()2
بالنقود االلكترونية ،وتعد األخير النقود المخرجة.
كما عرفتها المفوضية األوروبية :قيمة نقدية مخزونة بطريقة الكترونية ،كبطاقة أو ذاكرة
كومبيوتر ،ومقبولة كوسيلة للدفع بوساطة متعهدين ،غير المؤسسة التي أصدتها ويتم وضعها في متناول
المستخدمين الستعمالها كبديل عن العمالت النقدية والورقية ،وهذا بهدف إحداث تحويالت الكترونية
()3
لمدفوعات ذات قيمة محددة.
هو مثل الشيك التقليدي ،أمر بالدفع من الساحب إلى المسحوب عليه ،لدفع مبلغ مسمى إلى
المستفيد (أو حامله) ،غير أنه يختلف عنه في أنه يرسل الكترونيا عبر االنترنت ،يمكن تعريفه بأنه:
رسالة موثقة ومؤمنة يرسلها مصدر الشيك (حامله) ليعتمده ويقدمه للبنك الذي يعمل عبر االنترنت.
-1بحيح عبد القادر .إشكالية التحكم في وسائل الدفع البنكية وأثرها على الخدمات المصرفية –حالة الجزائر (.)2212-1692مجلة
الباحث.العدد التاسعلسنة .7311جامعة ورقلة .الجزائر .دون دار نشر .ص.70
-2جالل عايد الشورة .وسائل الدفع االلكتروني .الطبعة األولى .دار الثقافة للنشر والتوزيع .األردن .7336 .ص.60
-3عبد الحميد بوشرمة .الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية .مذكرة لنيل شهادة الماجستير .دوريش محمد الطاهر.
جامعة أم البواقي .كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير .دون تاريخ مناقشة .7313/7330 .ص.37
- 46 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
()1
التالية: ويتميز الشيك اإللكتروني بالخصائص
-تخضع الشيكات اإللكترونية لنفس اإلطار القانوني المقررعلى الشيكات الورقية .
-دفتر الشيكات اإللكتروني يحقق الوظائف نفسها التي تقوم بها الشيكات العادية بل ويعتبر أفضل منه
ألنه يوفر السرية ويعتبر أكثر أماناً.
-تقلص الشيكات اإللكترونية من تكلفة اإلدارة والدفع وتحل مشكلة التزويد والنقل والطبع والسرعة
-عمليات الصرف،
-عمليات على الذهب والمعادن الثمينة والقطع المعدنية الثمينة،
-توظيف القيم المنقولة وكل منتوج مالي ،واكتتابها وشراءها وتسييرها وحفظها وبيعها،
-االستشارة والمساعدة في مجال تسيير الممتلكات،
-االستشارة والتسيير المالي والهندسة المالية وبشكل عام كل الخدمات الموجهة لتسهيل إنشاء
المؤسسات والتجهيزات وانمائها مع مراعاة األحكام القانونية في هذا المجال".
()2
المؤرخ في 10نوفمبر 1003المتعلق التابعة للبنوك والمؤسسات المالية وقد حدد النظام رقم 36/03
كيفيات تطبيق هذه المادة.
وسيتم في هدا المطلب دراسة العمليات التابعة الفرع األول عملية الصرف ثم نتناول في الفرع
الثاني توظيف القيم المنقولة الفرع الثالث سيكون حول عمليات مصرفية أخرى تابعة.
جاء في الباب الثاني من األمر 11/30المتعلق بالنقد والقرض مادته : 26أنه من صالحيات مجلس
النقد والقرض بصفته سلطة نقدية :
-1السعيد بريكة.واقع عمليات الصيرفة اإللكترونية E-bankingوآفاق تطورها في الجزائر .أطروحة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه.أحمد بوراس .جامعة أم البواقي.كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير.دون تاريخ مناقشة.7311/7313.ص.137
-2النظام رقم 36/03المؤرخ في 10نوفمبر 1003المتعلق بالنشاطات التابعة للبنوك والمؤسسات المالية.الجريدة الرسمية العدد61
المؤرخ في70ديسمبر.1003
- 47 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
-1تعريف الصرف:
يقصد بعملية الصرف أنه عملية تظهر عندما يتم تبادل مختلف العمالت فيما بينها فكل دولة لها
عملتها الخاصة تستعمل في عمليات الدفع الداخلية وتظهر الضرورة الى إستعمال العمالت الخارجية
ع ندما تقوم عالقات تجارية أو مالية بين الشركات تعمل داخل الوطن مع شركات تعمل خارجه وتتم
عمليات الصرف فيما يسمى بسوق الصرف وهو المكان الذي يتم فيه تبادل العمالت المختلفة وهو عبارة
عن شبكة العالقات الموجودة بين وكالء الصرف(.)1
والصرف وفقا ألنظمة البنك المركزي هو كل تبادل بين العمالت الصعبة والدينار الجزائري
()2
المتعلق بقواعد (العملة الوطنية) والعمالت الصعبة فيما بينها المادة األولى من النظام رقم 30/01
الصرف وشروطه.
يقصد بها عمالت جميع الدول عذا الجزائر،كما إذا تعامل شخص فرنسي باألورو أثناء تواجده
بالجزائر فاألورو هنا يعتبر عملة أجنبية ،رغم أن المتعامل به يحمل جنسية أحد البلدان التي تصدره،
وعلى دلك تعتبر العملة دائما أجنبية مند إنتسابها لبلد غير الدولة الوطن وال ينظر بأي حال الى جنسية
األشخاص الدين يتعاملون بالعملة(.)4
وهي الذهب ،الفضة ،البالتين ،وقد تأخذ أشكاال أو صو ار متنوعة أشار إليها القانون بالنسبة
للذهب السبائك والقطع النقدية واألوسمة المضافة الى المصوغات من الذهب والفضة والبالتين(.)5
- 48 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
إيماناً بأهمية سوق الصرف األجنبي في تحديد أسعار الصرف تم تأسيس سوق ما بين البنوك
الذي انطلق نشاطه رسميا في 37جانفي 1006واإلعالن عن تبني نظام التعويم المدار( ،)1الذي أصبح
من خالله الدينار يتحدد وفق العرض والطلب الذي تمارسه يوميا جميع البنوك التجارية بما فيها البنك
المركزي من أجل حماية الدينار من تدهور قيمته وكان الهدف من تبني هدا النظام له أبعاد عدة منها:
-الحد من نشاط توسع سوق الصرف الموازي ،وهذا عن طريق تحسين وتكثيف العمليات التي
تمارسها البنوك الخاصة بالتحويل والصرف بأقل تكلفة.
وكدا نمو حجم إحتياطي الصرف بسبب تقلص -يساهم في تعزيز إستقاللية البنك المركزي
()2
تدخالت البنك المركزي في سوق الصرف.
-يلزم المؤسسات االقتصادية وخاصة البنوك والمؤسسات المالية على إتخاد تدابير في شأن تعزيز
الرقابة الداخلية والخارجية إتجاه مختلف المخاطر المرتقبة (كمخاطر الصرف).
-و يشجع على المنافسة بين البنوك من جانب تحسين وترقية الجودة وبما أن السلطات النقدية ال
تتدخل في األسواق إلستقرار سعر الصرف إال في وقت الضرورة ونتيجة لدلك فقد شهدت
إحتياطات الصرف الرسمية في الجزائر إرتفاعا مذهال فاق كل التوقعات منتقال من1.1مليار
دوالر الى ما قيمته 116.01مليار دوالر سنة .7330أي ما يعادل تقريبا 01ضعف القيمة
السابقة ،وهو األمر الدي وضع الجزائر ضمن الدول األساسية األولى في إمتالك إحتياطات
الصرف على المستوى العالمي(.)3
إن البنوك من أهم المتدخلين في سوق الصرف حيث فيه تحدد أسعار الصرف وعليه فالبنك
بطبيعته يلعب دور المقايض أو المبدل للعمالت األجنبية تلبية لطلبات زبائنه من خالل عملية الصرف أو
عمليات أخرى على العملة الصعبة وهو هنا يحتمل الربح أو الخسارة بسبب التغير الحاصل على سعر
الصرف للعملة الوطنية مقابل العملة األجنبية وهنا يكمن خطر الصرف بسبب تغيرات معدل الصرف
-1التعويم المدار:معناه ترك الحرية لقوى السوق في تحديد حركة سعر الصرف وعادة يتدخل البنك المركزي للحد من التقلبات في سعر
صرف العملة الوطنية.
-2محمد أمين بربري.مبررات ودوافع التوجه الحديث ألنظمة الصرف الدولية.مجلة الباحث.العددالتاسع لسنة.7311جامعة ورقلة.
الجزائر .دون دار نشر.ص.36
المدار للدينار الجزائري بين التصريحات واآلفاق .مجلة الباحث.العدد التاسع لسنة .7311جامعة
-سمير آيت يحي.التّعويم ُ
3
- 49 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
إشارة الى أن ال بنك ال يتحمل مسؤولية القرار الحكومي بتخفيض قيمة الدينار الجزائري وهدا ما أصدرته
المحكمة العليا في قضية البنك الوطني الجزائري ضد الشركة ذات المسؤولية المحدودة cactومن معها
بتاريخ .)1(7313/33/36
تتم العمليات على القيم المنقولة من خالل تحصيل وخصم األوراق التجارية التي تظهر للبنك قبل
تاريخ إستحقاقها من طرف المتعاملين بها مقابل عمولة يتقاضاها البنك كما يقوم البنك بحفظ أي سند أو
أشياء ثمينة بالنسبة لصاحبها على شكل وديعة كذلك مقابل عمولة.
تقوم األوراق التجارية العامة والكمبيالة خاصة بدور هام في أغلب العمليات البنكية ،دلك في أنها
في نظامها القانوني قد هيئت لإلئتمان التجاري ،ألن الدين الثابت بها قابل للحركة السريعة من دائن الى
دائن دون أن تضعف قيمته بل إن قيمته تزداد كلما إنتقلت الورقة فتلقفت توقيعا جديدا ،فسوف تقتصر
الدراسة في هده العمليات على عمليتين هما :الخصم والتحصيل
-1الخصم:
يعرف الخصم بأنه تظهير الورقة التجارية،والتي لم يحل أجلها بعد تظهي ار ناقال للملكية إلى بنك
يقوم بدفع قيمتها للمظهر ،بعد إسترسال قد يمثل قيمة الورقة عن المدة ما بين الخصم وتاريخ اإلستحقاق
(وتسمى سعر الخصم) مضاف إليها العمولة ودلك مع إلتزام المستفيد من الخصم برد القيمة اإلسمية
للورقة إلى البنك عند إستفاء قيمتها من المدين فيها.
وعملية الخصم تعتبر في الواقع نوع من التظهير الناقل للملكية يتم للبنوك بمقابل يتمثل في األجر
الدي يحصل عليه البنك بإعتباره تاجر في النقود لقاء القيام بخصم الورقة قبل تاريخ إستحقاقها ،وينطبق
على هذا التظهير كافة قواعد التظهير التام الواردة في القانون خاصة قواعد رجوع البنك على العميل عند
()2
عدم الوفاء بقيمة الورقة.
-2التحصيل:
كثي ار يعهد حامل الورقة التجارية الى أحد البنوك بتحصيل قيمتها لحسابه ،ألن الحامل ال تتوفر
لديه عادة الوسائل الكافية لتحصيل األوراق التجارية بنفسه ،ويتحقق ذلك بأن يظهر لحامل الورقة التجارية
الى البنك ،فيصبح البنك وكيال في تحصيل قيمتها لحساب المظهر،وعند حلول موعد إستحقاق الورقة
- 50 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
()1
وهذه الحالة تعد بمثابة تظهير التجارية يجب على البنك أن يطالب المسحوب عليه أو المظهر بالوفاء
توكيلي وتنحصر وظيفة البنك في تحصيل قيمة السند فقط وال تنتقل إليه ملكية الحق الثابت فيه نقال تاما
وذلك ال يخول البنك حق قيده في الحساب بمحض إرادته ،طالما لم يخطره العميل المستفيد بهذا القيد،
واذا أفلس المستفيد بعد تسليمه السند إلى البنك لتحصيله ،قبل أن يتم تحصيله فلوكيل التفليسة إسترداده،
بل ويؤدي إفالسه إلى قفل حسابه ،واذا قام البنك بتحصيل قيمة السند ،بعد إفالس العميل صاحب
الحساب ،فال يحق للبنك قيده في الحساب بعد قفله ،ألن السند لم يسلم إليه إال بمجرد التحصيل ،أما إذا
سلم السند إلى البنك لتحصيله وقيده في الحساب الجاري وتم فعال تنفيد أمر العميل بذلك ،فال يجوز
إسترداد قيمته بعد دخوله الحساب الجاري ،حيث يصبح عنص ار منه ،ويفقد ذاتيته واستقالله.
إذا كان العميل يمتلك مجوهرات أو مستندات هامة أو صكوك يريد اإلحتفاظ بها في مكان ال
يطلع عليها غيره ،وفي نفس الوقت يحافظ عليها من مخاطر السرقة أو الضياع أو التلف ،فليس أمامه
إال إيجار خزائن لدى البنك يودع فيها ما يشاء هو مطمئن عليها وعلى السرية التي يرغب إضفائها على
هده المتعلقات الخصوصية.
ويعرف عقد إيجار الخزائن الحديدية :بأنه عقد يلتزم بمقتضاه البنك بأن يضع تحت تصرف
عميله المودع خزائنه الحديدية مقابل أجر يتناسب مع حجم الخزانة ومدة اإلنتفاع بها(.)2
إضافة الى الوظائف التقليدية التى تقوم بها البنوك فإنها بدورها كأمناء إستثمار تقوم بإدارة محافظ
األوراق المالية وادارة أموال المعالء وما يرتبط بدلك من خدمات.
إنه ونظ ار لما تمتلكه البنوك من خبرة كبيرة في مجال إدارة األموال وتسييرها واستثمارها إلمكانيات
مادية متنوعة ومتطورة ونظ ار لعدم توفر الوقت الكافي للعميل ،وعدم قدرته على إدارة أمواله بنفسه سواء
كان دلك من ناحية الخبرة أو اإلمكانيات المتاحة من التكنولوجيا ،يعهد بعض العمالء الى البنوك كأمناء
إستثمار في مايلي:
-1إدارة أموال وممتلكات العاملين في الخارج :يقوم البنك عادة كأمين إستثمار بتقديم خدمات
لل ارغبين من العاملين في الخارج ،ونظ ار ألنهم يحتاجون الى من يساعدهم في إدارة شؤونهم
- 51 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
المالية مثل تسديد إيجار سكناهم أو دفع ما عليهم من مستحقات كالضرائب أو فواتير
الهاتف...الخ ،فإن البنك بوسعه أن يوفر لهم الكثير من الخدمات(.)1
-7إدارة أموال الصناديق الخيرية :يكون دور البنك كأمين إستثمار في هدا المجال إدارة وحماية
أموال هده الصناديق واستثمارها وجمع ريعها والدخل المحصل منها وتسليمه لدوي الشأن .
-0إدارة أموال صناديق مدخرات ومعاشات المتعاملين :يمكن تعريف هذه الصناديق بأنها نظام
يتم بمقتضاه إشتراك العاملين وأصحاب المشروعات في صندوق أمانة إستثماري تودع امواله لدى
إستثماري يكون مسؤوال عن إدارة إستثمار أموالهم ويتولى البنك توزيع عوائد هذا اإلستثمار أمين
()2
على المستحقين لقاء حصولها على عمولة .
تقوم البنوك أثناء قيامها بوظيفتها كأمناء إستثمار بتقديم خدمات إستشارية لبعض العمالء
بناءاعلىإتفاق بينهم حيث يطلب العميل من البنك بدراسة جدوى المشروعات التي يريد القيام بها ودلك
مقابل تلقي البنك مبلغا معينا لقاء هده الخدمة.
إال أن هدين األخيرين ورغم حداثة النظام المصرفي الجزائري وعدم إحتوائه الخبرة الكافية في
المجال المصرفي نجده أحيانا مبهما ،أوال من حيث الرقابة على اإلنشاء أمام عدم الوضوح الكافي لكيفية
وشروط منح اإلعتمادات ،ثم في مجال خضوعها للرقابة أثناء ممارستها لنشاطها لعدم تحديد طبيعة اللجنة
المصرفية التي تعتبر أهم هيئة في مجال الرقابة وسنتطرق في هذا المبحث إلى مطلبين.
في المطلب األول ندرس أهم األجهزة التابعة للبنك المركزي بإعتباره المسؤول األول على النشاط
المصرفي فله أجهزة عديدة لكل منها دورها في الرقابة على نشاط المصارف وتبقى أهمها اللجنة
المصرفية ،أما باقي األجهزة تساعدها على التقليل من المخاطر المصرفية.
أما المطلب الثاني فيبرز دور اللجنة المصرفية في حال إكتشافها لمخالفات القانون ألنه من
صالحياتها مساءلة ومواجهة وتوقيع عقوبات ،على المصرف المخالف للقانون .
-1توفيق بن الشيخ.التمويل الخارجي في ظل اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائر ( .)2224/1692مدكرة لنيل شهادة الماجستير.علي
ثابت .جامعة قالمة .كلية العلوم اإلقتصادية والتسيير .دون تاريخ مناقشة .7336/7333.ص16
-2توفيق بن الشيخ .مرجع سابق .ص.16
- 52 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
إن الرقابة على إنشاء البنوك التجارية وهي رقابة قبلية تمارس من طرف مجلس النقد والقرض
والمحافظ على مستوى بنك الجزائر ،بإعتباره منظم السياسة النقدية ومن أهم وسائل الرقابة القبلية
الترخيص و اإلعتماد وقد تم التطرق لها في الفصل األول بالتفصيل.
وبالتالي سترتكز دراستنا على الرقابة التي تمارس على المؤسسات المصرفية أثناء أدائها نشاطها.
جاءت اللجنة المصرفية كتكريس ألهم التغيرات التنظيمية والمؤسساتية التي جاء بها قانون النقد
والقرض 13/03أنشأت كهيئة رقابية تتمتع بسلطة المراقبة والتأديب والمعاقبة وهي تجسد صميم تدخل
الدولة في المجال المصرفي كما أنها كانت نتيجة لتغير جدري للهياكل المصرفية.
وفي األمر 11/30المشرع لم يعرف اللجنة المصرفية بل ذكرها في المادة 136وقد عدلت
تشكيلة اللجنة ،بسبب إخفاقها في إكتشاف بوادر الخطر والتصدي لألزمات كما عزز القانون دور
السلطة التنفيذية في اللجنة فهي تضم 0أعضاء معينين بمرسوم من طرف رئيس الجمهورية وبالتالي قام
بمنح دور هام لهذه اللجنة ،وبتوسيع صالحياتها وتنظيمها وتزويدها بأمانة عامة من أجل متابعة
يومية لحسن سير نشاطات اإلشراف ووسع كذلك نطاق تحرياتها الميدانية إلى المساهمات والعالقات
المالية ،بين األشخاص المعنويين الدين يتحكمون جزئيا أو كليا ببنك أو فروعه.
وتقوم اللجنة بأعمال رقابية على أساس الوثائق المستندية ،كما يمكنها أن تقوم بذلك عن طريق
زياراتها الميدانية الى مراكز البنوك والمؤسسات المالية ،والرقابة الميدانية هي التي تتم بإنتقال فريق عمل
تابع للبنوك المركزية ،الى البنوك لإلطالع على السجالت والمستندات الخاصة بها للتحقق من صحة
البيانات المقدمة من البنوك والتحقق من سالمة المراكز المالية للبنوك(،)1
ويحق لهده اللجنة أن تختار من الوثائق ما تراه مناسبا مع المهمة الرقابية التي تقوم بها كما يحق
لها أن تطلب من البنوك والمؤسسات المالية كل المعلومات واإليضاحات الالزمة لنفس الغرض ،بل يمكن
أن يمتد هذا الحق إلى طلب مثل هده اإليضاحات من أي شخص له عالقة بموضوع الرقابة وليس
-1صالح الدين حسن السيسي.الرقابة على اعمال البنوك ومنظمات األعمال .الطبعة االولى .دار الكتاب الحديث .مصر
.7311ص.000
- 53 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
للمؤسسة أن تحتج بالسر المهني ،كما تمتد الرقابة إلى أي شخص له مساهمة أو عالقة مالية مع
()1
. المؤسسة المصرفية سواء كان نشاطها داخل الجزائر أو يمتد الى الخارج
ونظ ار لطبيعة اللجنة المصرفية المزدوجة وما منحه لها المشرع من صالحيات في المواد
130الى 113من األمر 11/30فهي تكون دائما في حالة تصدي ألية مخالفات قانونية في الميدان
المصرفي.
واللجنة المصرفية هي الجهاز األساسي و الفعال في الميدان المصرفي بنص القانون نظ ار
لتشكيلتها العضوية فهي تتكون من مختصين في المجال المالي و القانوني ولها صالحيات التفتيش
الميداني و المتابعة حتى خارج الوطن إضافة إلى صالحياتها التأديبية والعقابية ،وألجل تثمين دورها
على األجهزة األخرى للبنك المركزي السهر على كشف بؤر الفساد وتبليغها بمواطن الخلل.
تتلخص مهام هياكل البنك المركزي بتسهيل عملية الرقابة التي تقوم بها اللجنة المصرفية بناءا
على الشروط التي تحددها العمليات البنكية ،التي تقوم بالمساعدة على التقليل من المشاكل والمخاطر
التي قد يتعرض لها القطاع البنكي ،ومن أهم هياكل البنك المركزي :مركزية المخاطر ،مركزية عوارض
الدفع،جهاز إصدار شيكات بدون مؤونات ومركزية الميزانيات.
في إطار الوضع الجديد الذي يتسم بحرية المبادرة وقواعد السوق في العمل البنكي تتزايد المخاطر
المرتبطة بالقروض ،ويحاول البنك المركزي ان يجمع كل المعلومات التي تهدف إلى مساعدة النظام
البنكي على التقليل من هده المخاطر في هذا اإلطار أسس قانون النقد والقرض في مادته 163هيئة
سميت مركز المخاطر والالئحة 231/07المؤرخة في 77مارس 1007والصادرة عن بنك الجزائر تنظم
مركز المخاطر وكيفية عمله وحسب المادة األولى منه ":يعتبر مركز المخاطر من بين هياكل بنك
الجزائر ويشكل في الواقع هيئة للمعلومات على مستوى البنك ترتبط بكل ما يتعلق بالمستفيدين من
القروض البنكية ومؤسسات القرض األخرى " ،في الحقيقة فرض بنك الجزائر على كل هيئات القرض
التي لها نشاط على التراب الوطني اإلنضمام لهذه المركزية ،واحترام تصريحا خاصا بكل القروض
الممنوحة إلى الزبائن سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أم معنويين ،وال يمكن للهيئة المالية أن تمنح قروضا
مصرحا بها لدى مركزية المخاطر ،على أنها قروضا ذات مخاطر لزبون جديد إال بعد استشارتها ومن
-1كميلية بوكرة .تأثير استقاللية البنك المركزي على فعالية تنفيد السياسة النقدية .مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير .شمام عبد
الوهاب .جامعة ام البواقي .كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير.دون تاريخ مناقشة .7311/7313.ص106و.100
-2النظام رقم . 31/07المؤرخ في 77مارس 1007يتضمن تنظيم مركزية األخطار وعملها .الجريدة الرسمية العدد 36المؤرخ في
30فيفري .1000
- 54 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
الواضح أن مثل هدا اإلجراء يهدف إلى كشف وتدارس المخاطر المرتبطة بالقرض ،ومنح البنوك
والمؤسسات المالية المعلومات الضرورية المرتبطة بالقروض والزبائن التي تشكل مخاطر محتملة
باإلضافة إلى الوظيفة اإلعالمية لمركزية المخاطر( ،)1فان وجودها يسمح بتحقيق غايات متعددة منها:
في المحيط االقتصادي والمالي الجديد الدي يتميز بالتغير وعدم االستقرار تقوم البنوك والمؤسسات المالية
في منح القروض للزبائن ،واثناء ذلك من المحتمل أن تحدث بعض المشاكل على مستوى إسترجاع هذه
القروض ،وبالرغم من أثر ذلك يرتبط بأخطار مهيئة للنشاط البنكي ورغم أن هناك مركزية للمخاطر على
مستوى بنك الجزائر تعطي مسبقا معلومات خاصة ببعض القروض والزبائن إال أن ذلك ال يلغي بشكل
كامل المخاطر المرتبطة بهده القروض ،وألجل ذلك أنشأ بنك الجزائر مركزية للمبالغ الغير مدفوعة
()2
المؤرخ في 77مارس 1007المتضمن مركزية لمبالغ الغير مدفوعة وعملها بموجب النظام رقم 37/07
وفرض على كل الوساطة المالية اإلنضمام إلى هذه المركزية ولقد بينت المادة 37من هذا النظام
المقصود بالوساطة الوساطة المالية مفهومه ،حيث هي كل البنوك والمؤسسات المالية ،الخزينة العامة
والمصالح المالية التابعة للبريد والمواصالت وأية مؤسسة أخرى تضع تحت تصرف الزبون وسائل الدفع
وتتولى تسييرها ،وتقوم مركزية عوارض الدفع بتنظيم المعلومات المرتبطة بكامل الحوادث والمشاكل التي
تظهر عند إسترجاع القروض والتي لها عالقة باستعمال مختلف وسائل الدفع .من خالل مهمتين:
-تنظيم بطاقية مركزية الدفع وما قد ينجم عنها وتسيرها ،وتتضمن هده البطاقية بطبيعة الحال
كل الحوادث المسجلة بشأن مشاكل دفع وتسديد القروض.
-نشر قائمة عوارض الدفع وما يمكن أن ينجم عنها من تبعات ،وذلك بطريقة دورية وتبليغها
إلى وسطاء ماليين والى أية سلطة أخرى معنية.
- 55 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
تم إنشاء جهاز مكافحة الشيكات بدون رصيد بموجب النظام رقم 07/30المؤرخ
في77مارس ،1007ويعمل هذا الجهاز على تجميع المعلومات المرتبطة بعوارض دفع الشيكات لعدم
كفاية الرصيد والقيام بتبليغ هذه المعلومات الى وسطاء ماليين معنيين ويجب على الوسطاء الماليين الذين
وقعت لديهم عوارض الدفع ،لعدم كفاية الرصيد أو لعدم وجوده أصال أن يصرحوا بذلك لمركزية عوارض
الدفع حتى يمكن استغاللها أو تبليغها وسطاء ماليين آخرين ويجب عليهم في هدا المجال ان يطلعوا على
سجل عوارض الدفع قبل تسليم أول دفتر شيكات للزبون(.)1
بهدف مراقبة توزيع القروض التي تمنحها البنوك والمؤسسات المالية وقصد تعميم استعمال طرق
موحدة في التحليل المالي الخاص بالمؤسسات ضمن النظام المصرفي تم إنشاء مركزية للميزانيات لدى
()2
المؤرخ في 30جويلية 1006تنظيم هذه المركزية وسيرها، البنك المركزي ولقد حدد النظام رقم 30/06
تكملةً للدور الذي تقوم به مركزية المخاطر فإن مركزية الميزانيات تتولى جمع وتبادل المعلومات حول
الوضع المالي للبنوك والمؤسسات المالية ،وذلك لتسهيل اتخاذ الق اررات المالية و اإلستراتجية عن طريق
فحص الموارد واإلستخدامات الخاصة بالبنك و اإلطالع على حالها.
وعلى غرار السلطة الرقابية التي تمارسها على البنوك والمؤسسات المالية تتمتع اللجنة المصرفية
بسلطة قمعية تتمثل في توقيع العقوبات المقررة قانونا ،وذلك جراء إخالل إحدى البنوك أو المؤسسات
المالية باألحكام التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بنشاطها المصرفي أو إذا لم تدعن لألوامر الموجهة لها
()4
من قبل اللجنة.
- 56 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
"إيالم مقصود بسبب ارتكاب مخالفة تأديبية بقرار المشرع على نحو مجرد وتوقعه السلطة التأديبية بقرار
إداري أو حكم قضائي ،ويترتب على توقيعه الحرمان من بعض أو كل حقوق الموظف العام أو العامل
الخاص أو المهني".
وأساس قيام المسؤولية التأديبية أنها خاضعة لمبدأ الشرعية شأنها في ذلك شأن العقوبات المقررة
للجرائم ،فالمشرع جاء في المادة 111من األمر 11/30بالعقوبات التي تقضي بها اللجنة المصرفية
()1
في مجال القانون المصرفي ألنه ال عقوبة إال بنص. بصفتها هيئة رقابية وعقابية مهنية
قد منح المشرع اللجنة المصرفية بموجب نص المادة 130من األمر 11/30سلطة اتخاذ
()2
في إطار إجراءات التأديب بحسب طبيعة المخالفة كما يلي: الق اررات
-توجيه اللوم لمؤسسات القرض :الجنة المصرفية لها سلطة في أن توجه للمسؤولين عن
المؤسسات المصرفية الخاضعة لرقابتها عندما تخل بقواعد حسن سير المهنة مجرد تحذير بعد اإلنذار
باإلدالء بتفسيراتها.
-2توقيع العقوبات:
إلى جانب إمكانية اللجنة اتخاذ تدابير تأديبية وقائية ،يمكن لها توقيع عقوبات حددتها المادة 111
من قانون النقد والقرض ،في حالة ما إذا تعلق األمر بإخالل البنوك والمؤسسات المالية بأحد األحكام
-1كما أكد قرار مجلس الدولة المؤرخ في 7333/33/36رقم 7106بين يونين بنك وبنك الجزائر.مبروك حسين .المدونة البنكية
الجزائرية .الطبعة األولى .دار هومة .الجزائر .7336 .ص110و.116
-2تنص المادة 130من األمر " 11/30تتخذ ق اررات اللجنة باألغلبية ويكون صوت الرئيس مرجحا في حالة تساوي عدد األصوات.
ويتم تبليغ هذه الق اررات بواسطة عقد غير قضائي أو طبقا لقانون اإلجراءات المدنية .وتكون قابلة للطعن القضائي أمام مجلس الدولة".
- 57 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بنشاطها ،أو لم يدعن ألمر أو يأخذ في الحسبان بالتحذير أن تقضي
بإحدى العقوبات التالية:
وهما أخف العقوبات التأديبية المقررة ،التي يمكن أن تنطق بها اللجنة المصرفية ضد المؤسسة
المخالفة ألحكام القانون البنكي أثناء المحاكمة التأديبية ،ويتم تنفيذ كل من العقوبتين من خالل استدعاء
مدير المؤسسة أو ممثلها القانوني ومثوله أمام اللجنة المصرفية وتحذيره سواء من االستمرار أو
()1
العودة للمخالفة مرة أخرى.
تعد هذه العقوبة أكثر ردعا من العقوبتين السابقتين (اإلنذار والتوبيخ) ،تلجأ إليها اللجنة
المصرفية في حال مخالفة بنك أو مؤسسة مالية لقواعد قانونية أو تنظيمية في مجال أنشطتها الرئيسية أو
العمليات ذات العالقة مع تلك األنشطة.
لقد قرر المشرع في المادة 111إلى جانب العقوبات السالفة الذكر ،عقوبات تأديبية خطيرة على
وضع البنوك والمؤسسات المالية ،إذا ما تم اللجوء إليها ،إذا كان المشرع قد خول اللجنة المصرفية الحق
في توقيع تلك العقوبة ضد الشخص المعنوي سواء كان بنكا أو مؤسسة مالية ،فإن إرفاق هذه العقوبة
بإجراء تعيين قائم باإلدارة مؤقتا أو عدم تعيينه يخضع للسلطة التقديرية للجنة ،غير أنه في بعض
الحاالت يكون من مصلحة البنك أن يعين له مؤقت السيما إذا تم توقيف له أكثر من مسير.
هو أخطر عقوبة يمكن أن تصيب بنكا أو مؤسسة مالية ،وسحبه يعني وضع حدا للبنك أو
()2
ومنه يصبح المصرف قيد التصفية وكون المؤسسة المالية ،األمر الذي يستتبعه طبعا حل المؤسسة
البنك شركة مساهمة فإنه يخضع لنفس أحكام واجراءات التصفية الخاصة بالشركات الواردة في القانون
التجاري ،حسب ما تنص المادة 066منه على إتباع الشركة قيد التصفية بالبيان التالي "شركة قيد
التصفية"وهو ما أكدته المادة 113من قانون النقد والقرض.
- 58 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
تخضع البنوك للقواعد العامة التي تحكم المسؤولية المدنية بشروطها الثالثة:الخطأ،الضرروالعالقة
السببية بين الخطأوالضرر،حسب ما نصت عليه المادة 171مكرر من القانون المدني الجزائري وتبعا لدلك
تكون مسؤوليتها عن الفعل الشخصي بإعتبار البنك شخص إعتباري وصور المسؤولية المدنية هما
:المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية.
العقد عامة هو توافق إرادتين ينشأ عنه التزامات متبادلة على كل طرف من أطرافه ،فالعميل
عندما يتجه إلى بنك ،ويعرض هذا األخير خدماته ،ويكشف بذلك العميل بعض أس ارره ملتمسا منه
مساعدته ،فمعنى ذلك أن العقد قد انعقد ،ومنه يعتبر هذا العقد مصد ار لاللتزامات المتبادلة بين
()1
الطرفين.
فرد البنك يتثمل عادة باإليجاب المقدم منه بشكل نماذج معدة لهذا الغرض ،كنماذج فتح الحساب،
أو عقد االقتراض ،أو فتح االعتمادات ،والى غير ذلك من التعليمات البنكية ،ويتم قوبل العميل بمجرد
()2
الموافقة على النموذج الذي يطرحه البنك والوقيع عليه.
و هذه من صور المسؤولية العقدية في حال إخالل البنك بإلتزاماته التعاقدية :
-إذا لم ينفد أحد التزاماته الناشئة بموجب العقد فيكون مسؤوال إال لم يقم بتحصيل األوراق
التجارية وترتب من جراء ذلك ضرر للعميل.
-إذا خرج عن نطاق الوكالة من حيث التصرفات القانونية التي ينظمها ،مثال ذلك أن يرهن
الكمبياالت المسلمة له للتحصيل أو يخصمها لدى البنك المركزي.
-إذا خالف البنك تعليمات العميل في تنفيذ عقد التحصيل وترتب على ذلك ضرر ،فإن العميل
له أن يرجع على البنك بالتعويض.
-إذا لم يواف العميل بالمعلومات الضرورية عند تنفيذ العقد ،ومثال ذلك أن يرفض المسحوب
عليه الوفاء بقيمة الكمبيالة المسحوبة عليه فال يخطر العميل بذلك.
-1نجاة بوساحة .المسؤولية المدنية عن إفشاء السر البنكي .مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير .نصر الدين سمار .جامعة ورقلة.
كلية الحقوق والعلوم االقتصادية .دون تاريخ مناقشة .دون سنة تخرج .ص.63
-2نجاة بوساحة.المرجع نفسه .ص.63
- 59 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
تثار المسؤولية التقصيرية للمصرف عند إخالله بواجب عام يفرضه القانون يلحق بموجبه ضرر
بالغير نتيجة خطأه ،بمعنى أن المصرف يسأل مسؤولية تقصيرية عن الفعل الضار الناشئ عن اإلخالل
بالتزام قانوني تفرضه النصوص القانونية الناظمة للنشاط المصرفي وليس بالتزام تعاقدي ،حيث يلحق
بموجبه ضرر بشخص غير العميل دون أن تصل أفعال هذه المخالفات إلى حد الجريمة ،وانما تلحق
المؤسسة بفعلها الغير مشروع ضر ار يستحق التعويض ،فهي تفترض قيام الخطأ الذي ينجر عنه ضرر
غير مشروع يلحق بمصلحة الغير ،هذا يعني أن المسؤولية التقصيرية للمصرف تتولد عن انتهاك
()1
واجب التحلي بالحيطة واليقظة المقرر بنصوص قانونية بهدف تحقيق المصلحة العامة.
من أوجه الخطأ التي يترتب على إثرها قيام المسؤولية التقصيرية في المجال المصرفي ،إذا كان
الخطأ يتخذ إحدى صور التجاوزات اآلتية:
-مخالفة ما استقر عليه العرف المصرفي ،حيث نجد من األعراف المصرفية الهامة تلك القواعد
المتعلقة باالعتماد المستندي ،التي يفترض على كافة األطراف التقيد بقواعد واألعراف المتعلقة باالعتماد
المستندي ،ما لم يتفقوا على خالف ذلك ،حيث أن عقد االعتماد المستندي ينشأ على عاتق المصرف فاتح
االعتماد التقيد بتعليمات المشتري ،واذا ما خالف المصرف العرف المصرفي المعتمد في االعتماد
المستندي يعتبر المصرف مسؤوال برغم من أن تصرفه ال يرقى لدرجة الجريمة ،حيث يشكل تجاوز للعرف
المصرفي يعتبر المسؤولية المدنية التقصيرية للمصرف تجاه العميل أو الغير ،التي تلزمه بالتعويض
استنادا لنص المادة 171مكررمن القانون المدني.
-إخاللها بأحكام تشريعية أو تنظيمية لم يرقى هذا الفعل الغير مشروع إلى حد الجريمة.
-إذا كان العقد محدد المدة وأنهى العقد بإرادته المنفردة قبل إنتهاء مدته دون سند قانوني ،وترتب
من ج راء ذلك ضرر للعميل ،أما إذا كان العقد غير محدد المدة فإنه يتعين على المصرف أن ال ينهي
العقد قبل إخطار العميل بمدة كافية ،فإن أقدم على إنهاء العقد قبل إخطاره ،وترتب عن ذلك ضرر
للعميل فإن لهذا األخير حق في الرجوع على المصرف بالتعويض عن فعله ،ومن األفعال التي تعتبر
خطأ من المصرف موجبا مسؤوليته إدالء المصرف إلى شخص غير صاحب الحساب برصيد هذا
الحساب.
- 60 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
-كما يسأل البنك مسؤولية تقصيرية تجاه العميل إذا كان العقد قابال لإلبطال وتقرر بطالنه
وأصاب العميل ضرر من تنفيذ البنك للعقد ،كحالة فتح حساب للعميل مخالفا لقواعد قانون النقد والقرض،
()1
فللعميل الحق في التعويض وفقا لقواعد المسؤولية التقصيرية.
يترتب عن كل تجاوز لألحكام التي تقرها قواعد النظام القانوني للنشاط المصرفي المشكلة
لمخالفات بنكية مرتبطة بقيام بعمل أو امتناع عن عمل قيام مسؤولية مرتكبها ومعاقبته ضمن اإلطار
المحدد في النصوص القانونية.
إذا كانت إشكالية إمكانية متابعة الشخص المعنوي متابعة جزائية قد أثيرت خالل السنين
الماضية ،وال زالت قائمة لدى بعض الدول ،فإن هذا األمر لم يعد مطروحا في ظل النظام القانوني
الجزائري ،حيث تبنى المشرع صراحة مبدأ المتابعة الجزائية للشخص المعنوي وفقا لنص المادة الخامسة
من األمر 77/06المؤرخ في 0جويلية 1006المتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف
وحركة رؤوس األموال من والى الجزائر( ،)2الذي فتح آفاقا أمام قبول المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي
بوجه عام في ظل أحكام قانون 11/31الذي عدل وتمم بموجبه األمر رقم 133/66المتضمن قانون
اإلجراءات الجزائية ،حيث خصص فيه المشرع الفصل الثالث بعنوان المتابعة الجزائية للشخص المعنوي،
حيث تطبق قواعد المتابعة والتحقيق والمحاكمة المنصوص عليها في هذا القانون على المصارف
باعتبارها أشخاص معنوية ،بهدف الحفاظ على أموال المساهمين والمودعين وعدم تعرضها للهدر
والضياع.
ومن صور الخطأ التي تعتبر من قبيل األفعال الغير مشروعة المجرمة ،التي يتعرض على إثرها
للمسؤولية الجزائية هي:
-ارتكاب احتيال ،أو إساءة أمانة أو أعطى معلومات غير صحيحة عن قصد أو نتيجة خطأ
()3
فادح في جميع هذه الحاالت تسأل المؤسسة المصرفية عن خطئها وعن خطأ مستخدميها.
-مخالفة موجب السرية المصرفية المقررة للبنك اتجاه العميل بموجب قانون النقد والقرض كما
ألزم كذلك أعضاء اللجنة المصرفية بذلك عند قيامها بعمليات الرقابة الميدانية وفقا ألحكام المادة 73من
األمر ،11/30حيث ألزمت اللجنة صراحة بالسر المهني على غرار أعضاء مجلس اإلدارة.
- 61 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
-تجاهل االلتزامات القانونية للعمليات البنكية ،كأن يغفل البنكي عن تبليغ دفع صك للبنك المركزي
()1
(مركزية عدم الدفع) ،أو عدم االلتزام بالقواعد التي تحكم القرض االستهالكي.
-اإلخالل باالستعالم عن الزبون أو ممثله القانوني أو عن األموال جريمة سلبية تقع بمجرد االمتناع
عن واجب االستعالم طبقا لما تقضي به المادة 01من قانون الوقاية من تبيض األموال ومكافحته ،األمر
()2
الذي يترتب عليه جزاءات جنائية توقع على البنك وممثليه في حالة ارتكابهم هذه الجريمة.
إذا كانت مخالفة هذه النصوص تشكل جريمة من الجرائم التقليدية المحددة في قانون العقوبات،
تختص في تطبيق العقاب الجهة القضائية ،وتطبق في مواد الجنايات والجنح أحكام قانون العقوبات
الصادرة بموجب القانون رقم 15/31الذي يحدد في الباب األول مكرر العقوبات التي تطبق على
الشخص المعنوي في مواد الجنح والجنايات ،بموجب المادة 16مكرر كما يلي:
-الغرامة التي تساوي من مرة واحدة إلى خمس مرات الحد األقصى للغرامة المقررة للشخص الطبيعي في
القانون الذي يعاقب على الجريمة.
حل الشخص المعنوي ،غلق المؤسسة أو فرع من فروعها لمدة ال تتجاوز 3سنوات.
المنع من مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مهنية بشكل مباشر أو غير مباشر بصفة نهائية أو لمدة ال
تتجاوز 3سنوات.
مصادرة الشيء الذي استعمل في الجريمة أو نتج عنها ،نشر وتعليق حكم اإلدانة ،وضع ممارسة
النشاط الذي ارتكب الجريمة بمناسبة تحت الحراسة القضائية.
-أما إذا كان الفعل المخالف للنصوص القانونية يشكل مخالفة فإن المؤسسة المصرفية تخضع لنفس
العقوبات التي يخضع لها الشخص المعنوي المنصوص عليها في المادة 16مكرر 1من نفس القانون
والتي تتمثل في :الغرامة التي تساوي من مرة واحدة إلى خمس مرات الحد األقصى للغرامة المقرر
للشخص الطبيعي ،كما يمكن الحكم بمصادرة الشيء الذي استعمل في ارتكاب الجريمة أو نتج عنها.
-1ليلى بوساعة .السرية في البنوك "السر المصرفي" .مذكرة لنيل شهادة الماجستير .محفوظ لعشب .جامعة الجزائر .1كلية
الحقوق .دون تاريخ مناقشة .7311/7313 .ص.01
-2نبيلة تومي .التزام البنوك بالتصدي لجريمة تبييض األموال في التشريع الجزائري .مذكرة لنيل شهادة ماجستير .كاشير عبد
القادر .جامعة جيجل .كلية الحقوق .نوقشت بتاريخ .7330/7336 .7330/31/36ص.30
- 62 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
يعاقب المصرف على أفعاله المجرمة بموجب قانون النقد والقرض ،وفقا لما نص عليه في الكتاب
الثامن منه ،بعنوان العقوبات الجزائية ،والتي حصرها فيما يلي:
-إذا كان فعل المخل لاللتزام الصادر من طرف الرئيس أو عمل المصرف يشكل جريمة االختالس أو
التبذير أو الحجز على حساب المالكين أو الحائزين على سندات أو أموال أو أوراق أو أية محررات أخرى
تتضمن التزاما أو إبراء للذمة سلمت لهم على سبيل وديعة أو رهن حيازي ،تكون العقوبة بالحبس من سنة
إلى 13سنوات ،وبغرامة من خمسة ماليين إلى عشرة ماليين دينار ،زيادة على ذلك يمكن أن يتعرض
مرتكب المخالفة للحرمان من أحد الحقوق المحددة في المادة 11من قانون العقوبات.
والمنع من اإلقامة لمدة سنة على األقل إلى خمس سنوات على األكثر ،كما يتعرض البنك لهذه
العقوبات ،إذا مارس شخص نشاط مصرفي دون احترامه لشروط تأسيس المؤسسة المصرفية ،من حيث
شكلها القانوني( ،)1أو إذا خالفت المؤسسة المصرفية في تصرفاتها الشروط المتعلقة بالمؤسسين أو
المسيرين ،أو عند استعمال أية عبارة يؤدي إلى االعتقاد أن المؤسسة هذه معتمدة كبنك أو مؤسسة مالية.
أما إذا كان الفعل الصادر عن المصرف يتمثل في عدم تلبية طلبات معلومات اللجنة المصرفية
بعد إعذارها أو عرقلة ممارسة اللجنة المصرفية لمهماتها الرقابية أو تبليغها عمدا بمعلومات غير
صحيحة ،تقدر العقوبة بالحبس من سنة إلى 0سنوات وبغرامة من خمسة ماليين إلى عشرة ماليين
( )2
دينار ،مع تقرير نفس العقوبة ألعضاء مجلس اإلدارة ومسيري أي بنك أو مؤسسة مالية في الحاالت
التالية:
-إذا تعمدوا على عرقلة أعمال التدقيق والمراقبة ،أو رفضوا بعد اإلنذار تبليغ المستندات المحاسبية.
-إذا زودوا بنك الجزائر بمعلومات غير صحيحة.
-إذا لم يعدوا الجرد والحسابات السنوية في أجلها المحددة.
إذا لم ينشروا الحسابات السنوية. -
- 63 -
العمليات المصرفية والرقابة عليها الفصل الثاني
أما من جهة الرقابة على العمليات المصرفية فقد عمدت السلطات الى تطوير آليات األجهزة
الرقابية للحد من األزمات التي تضرب المصارف وكما نالحظ أن قانون 11/30لم يأت بجديد فيما يخص
الجانب الرقابي للبنك المركزي بل أبقى على تلك األجهزة وكان األجدر به لو أتى بتنظيمات تساير هدا
التعديل وتدعيم التنظيم البنكي وأجهزة الرقابة التي تتمثل في مركزية عوارض الدفع ومركزية الميزانيات
ومركزية المخاطر وأهمها اللجنة المركزية التي لها سلطات إدارية في المراقبة والتفتيش وسلطات قضائية
حيث يمكنها التأديب وتسليط العقوبة بعد مخالفة األحكام القانونية من طرف المصرف والتنظيمات
المتعلقة بممارسة النشاط المصرفي حيث تكون هذه العقوبات شبيهة بتلك الصادرة عن الجهات القضائية
وتتمثل أساسا في سحب اإلعتمادات ،التوقيف المؤقت عن الممارسة للمسيرين وكذا تسليط عقوبات مالية
أو الجمع بين العقوبة المالية وعقوبة سحب اإلعتماد وهذا بعد توجيه تحدير الى المؤسسة المخلة من أجل
كف هذه األخيرة عن المخالفات وهذا ما أكدته المادة 111من األمر 11/30وبعد هذا اإلجراء يساءل
المصرف عن أخطائه ومخالفاته إلعتباره شخص معنوي مسؤول قانونا.
- 64 -
الخاتمة
الخاتمة
الخاتمة:
لقد إحتل النظام البنكي منذ فترات طويلة أهمية بالغة في مختلف المنظومات اإلقتصادية وتزداد
أهميته من يوم آلخر مع التطورات الهامة التي تط أر على اإلقتصاديات الوطنية من جهة ،ومع التحوالت
العميقة التي يشهدها المحيط المالي الدولي من جهة ثانية ،وفي هذه الظروف ما فتئت البنوك تطور من
إمكانياتها ووسائل عملها من أجل جمع األموال من مصادرها المختلفة وتوجيهها نحو أفضل اإلستعماالت
الممكنة ،وفي سبيل دلك تلجأ بوجه خاص نحو تعبئة إدخار العائالت والمؤسسات والجماعات العمومية،
ويمكنها أمام عدم كفاية هذه المصادر أن تلجأ الى اإلقت ارض وأما الوجه الثاني للوظيفة البنكية يتمثل في
إعادة توظيف هذه الموارد وأكثر هذه التوظيفات ممارسةً وتنوعاً هي منح القروض.
تميزت المنظومة المصرفية مند اإلستقالل إعتماد سياسة التخطيط الممركز كانت البنوك
العمومية خاللها فارغة المحتوى تعتبر نقطة عبور السيولة فقط ،وال تحقق أي نتائج تذكر بل غالبا ما
كانت أرصدتها عاجزة تتولى الخزينة العمومية ضخ األموال فيها ،وفي إطار التوجه نحو إقتصاد السوق
عرفت المنظومة البنكية إنتعاشا وكان األمر 09/09بمثابة صفارة إنطالق نحو التفتح اإلستثماري
واإلقتصادي واتجهت أهداف المستثمرين وطنيين أو أجانب إلى إستثمار أموالهم في الجزائر ،رغم ما
تميزت به تلك الفترة من ظروف سياسية إال أن البنوك والوكاالت المالية كانت في نمو مستطرد مع تلك
الظروف ،وما لبثت الظروف السياسية تستقر حتى ظهرت أزمات مالية ومنها العابرة للحدود الوطنية
أفضحت عن ضعف آليات الرقابة ،وفشل اإلصالحات و اإلجراءات المتبعة من طرف البنك المركزي
بسبب تعدد جهات إتخاد القرار والفساد اإلداري وغيرها ،فعمل المشرع على وضع أطر جديدة من شأنها
أن تساهم في خدمة اإلستثمار اإلقتصادي والمصرفي وتدعيم الرقابة عليها للحد من األزمات المصرفية
فكان تعديل لقانون النقد والقرض 09/09سنة 1990ثم 1992باألمر 00/92الذي عزز من إستقاللية
البنك المركزي وم نحه سلطة إتخاذ القرار وجعل المحافظ على رأسه يتولى تسييره بمعية مجلس النقد و
القرض الذي يعد راسم السياسة النقدية في البالد كما هناك أجهزة رقابية تابعة للبنك المركزي ألجل
مضاعفة الجهود لرقابة الجهاز المصرفي الذي يعد عمود اإلستثمار ككل ،هذا من جهة وفي قلب
خالل التسعينات ومع إنطالقة التوجه اللبرالي عمدت الدولة إلى سياسة خوصصة البنوك األحدا
العمومية بنقل ملكيتها للخواص وطنيين أم أجانب مسايرة للتوجه الجديد منفدةً تعليمات صندوق النقد
الدولي ومنظمة التجارة العالمية واتفاقية بازل ،وتزامنت هذه السياسة مع إنشاء بنوك خاصة وطنية برؤوس
أموال جزائرية وتزايدها في الساحة ،فأثبتت سياسة الخوصصة فشلها ولم تأت بثمارها ألن سياسة
الخوصصة تتطلب دراسات مسبقة ومعمقة أي تشريح للمؤسسة المصرفية واألوضاع التي تتواجد فيها.
فما كان إال اإلعالن عن فشل الخوصصة وقابلها فشل إقامة البنوك الخاصة نظ ار إلنسحاب
العديد منها بسبب قانون رفع رأس المال األدنى للمؤسسة المصرفية خالل سنة 1992الى عشرة ماليير
- 65 -
الخاتمة
وكانت نتائج المنظومة المصرفية خالل العشرين سنة( )1992/0009وخيمة وسيئة دينار جزائري
حصدت إعراض المواطنين عن البنوك وفقدان ثقتهم فيها.
هذا وان نظرنا الى شروط الدخول للمهنة البنكية نجد قيود واجراءات يجب إحترامها من شروط
شكلية وموضوعية من أجل الحصول على الترخيص الذي يقدمه مجلس النقد والقرض ،بعد دراسة دقيقة
للملف ثم تقديمه للمحافظ الذي يقرر منح اإلعتماد ،ومنه إنشاء مؤسسة مصرفية تخضع لقوانين عديدة
بحكم أن نشاطها دو طبيعة خاصة أي نشاط مقنن وخالل حياتها تقوم بأنشطة عديدة وعمليات أساسية
تحتكرها بحكم القانون وتقدم خدمات عديدة متعددة ،لكن ما يميز الخدمات المصرفية المقدمة في البنوك
الجزائرية أنها تقليدية ،وكذلك النقص الفادح في إستخدام األجهزة التقنية و الرقمية ،فهي في تخلف كبير
مقارنة مع الدول المتقدمة التي تقدم 199خدمة مصرفية بينما في الجزائر ال تقدم سوى 09خدمة وهذا
راجع للطابع النقدي الذي يميز المجتمع الجزائري ،وكذلك إنعدام الثقة في وسائل الدفع التقليدية نظ ار
لسلبياتها والتخوف من إستعمال وسائل الدفع اإللكترونية وفي غمرة هذه النشاطات تكون المصارف تحت
رقابة وعين لجان متخصصة أهمها اللجنة المصرفية التي تقوم بدورات ميدانية تفتش وتستفسر وتستفهم
عن كل ما يمكنها من كشف الخلل وفضح المتحايلين على القوانين وفي حال إكتشافها أي تجاوز ال تقف
مكتوفة األيدي بل تتخد اإلجراءات الالزمة أولها التنبيه ثم التوبيخ وآخرها المساءلة الجزائية وتوقيع
العقوبات المالية وأخطرها سحب اإلعتماد وحل المؤسسة وتصفيتها بعد دراسة القضية بأسس قانونية .
-أن حرية الدخول للمهنة البنكية في الجزائر كالسهل الممتنع ألنها بقدر ما تكون مفتوحة وعلى
طالقتها توجد حواجز تحد من تلك الطالقة ممثلة في اإلجراءات و الشروط التي يجب التقيد بها
واحترامها .
-أن القوانين المتعلقة بالنقد والقرض و األنطمة المكملة له مع ما تعرض له من تعديالت لم يتمكن
من القضاء على الفساد في المنظومة المصرفية ففي كل مرة تكتشف فيها ثغرات تسبب أزمات
فيجب دائما الحرص على تعديل القوانين بجدية مع خلق األجهزة المتوافقة مع تلك التعديالت.
-تعاني المنظومة المصرفية الجزائرية من سيولة أوغ ازرة في القوانين دون أن تثبت فاعليتها فاإلصالح
القانوني يقتضي التجسيد في أرض الواقع وليس التضخم القانوني مثل األمر 00/92كان البد أن
يأتي بهيئات تدعمه ال أن يبقي من الهيئات السابقة التي ال تسايره وتجد إشكاالت عديدة عند
التطبيق و في حال ظهور األزمات.
- 66 -
الخاتمة
-يجب على المشرع أن يتخلى عن أحد اإلجرائين الرقابيين السابقين إلنشاء المصرف الترخيص أو
اإلعتماد ألن كالهما يستوف الشروط و الوثائق الوطلوبة ويصدر من طرف المحافظ بصفة مباشرة
أو غير مباشرة ،فمن األفضل التقيد بإجراء واحد يشمل جميع الوثائق ليختصر الوقت على
المستثمرين وطنين واألجانب مع تشديد الرقابة والمتابعة.
-يجب تطوير وترقية الخدمات المصرفية وتجهيز المصارف باألجهزة التقنية ورسكلة موظفيها للرقي
بالمصارف العمومية والخاصة الوطنية وتشجيع المنافسة التي تساهم في عملية التطوير وتنويع
الخدمات المقدمة وانشاء هيئة أو لجنة مستقلة لضبط هذه المنافسة في إطار قانوني.
-توسيع مجال عمل أجهزة الرقابة التابعة للبنك المركزي ودعمها بأجهزة متطورة وتنسيق عملها مع
أجهزة تابعة لقطاعات أخرى تعمل في مجال مكافحة الفساد للقضاء على بؤره وفي مواطنه.
-العمل على دعم المؤسسات المصرفية الوطنية خاصة كانت أو عامة من أجل مواجهة البنوك
األجنبية التى أغلبها تابعة لبنوك عالمية تعمل لفائدة بلدانها األم فيجب تشجيع وتنمية اإلستثمار
الوطني المحلي و ترقيته.
- 67 -
قائمة المصادر و المراجع
قائمة المصادر والمراجع
-Iالمصادر:
أوال -الدساتير
دستور 9119الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم 384/91مؤرخ في7فيفري 9119يتعلق بنشر نص
تعديل الدستورالموافق عليه بإستفتاء 88نوفمبر .الجريدة الرسمية العدد 1الصادرة في 8ديسمبر.9119
ثانيا -النصوص التشريعية:
.9القانون رقم 933/98المؤرخ في 94ديسمبر .9198المتضمن إحداث البنك المركزي و تحديد قانونه
االساسي .الجريدة الرسمية العدد 91المؤرخة في 88ديسمبر.9198
.8األمررقم 71/77المؤرخ في 89سبتمبر .9177المتضمن القانون التجاري.معدل ومتمم بمرسوم
18/14المؤرخ في . 9114/13/87الجريدة الرسميةالعدد.87
.4قانون رقم 98/89المؤرخ في 11أوت 9189يتعلق بنظام البنوك و القروض الجريدة الرسمية العدد
.43المؤرخة في 81اوت.9189
.3قانون 91/11مؤرخ في 93افريل 9111يتعلق بالنقد و القرض .الجريدة الرسميةالعدد.99المؤرخة
في 98أفريل.9111
.7األمررقم 13/19المؤرخ في 81اوت 8119يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها
وخوصصتها.الجريدة الرسميةالعدد.37المؤرخة في 88أوت .8119
.9األمر رقم 99/14يتعلق بالنقد والقرض.الجريدة الرسمية العدد 78المؤرخة في 89أوت .8114
.7قانون رقم 18/13مؤرخ في 93أوت 8113يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية .الجريدة الرسمية
العدد .78مؤرخة في 98أوت .8113
.8األمر رقم 19/11الصادر في 88جويلية 8111المتعلق بقانون المالية التكميلي .الجريدة الرسمية
العدد 33المؤرخ في 89جويلية .8111
ثالثا -النصوص التنظيمية:
.9النظام رقم 17/19المؤرخ في 93أوت .9119المتعلق بقواعد الصرف وشروطه .الجريدة الرسمية
العدد 83المؤرخ في 81مارس . 9118
.8النظام رقم . 19/18المؤرخ في 88مارس 9118يتضمن تنظيم مركزية األخطار وعملها .الجريدة
.9114 الرسمية العدد 18المؤرخ في 17فيفري
.4النظام رقم 18/18المؤرخ في 18مارس .9119يتضمن مركزية للمبالغ الغير مدفوعة وعملها.الجريدة
الرسميةالعدد 18المؤرخ في 17فيفري .9114
.3النظام رقم 17/18المؤرخ في 88مارس 9118المتعلق بالشروط التي يجب أن تتوفر في مؤسسي
البنوك والمؤسسات المالية ومسيريها وممثليها .الجريدة الرسميةالعدد 18المؤرخة في 17فيفري .9114
- 69 -
قائمة المصادر والمراجع
.7النظام رقم 19/14معدل ومتمم بالنظام 18/8111المؤرخ في 18أفريل .8111يحدد شروط تأسيس
بنك.الجريدة الرسمية.العدد87المؤرخة في 91ماي.8111
.9النظام رقم 14/14المؤرخ في13جويلية.9113يعدل ويتم النظام رقم 19/11المتعلق بالحد األدنى
لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر .الجريدة الرسمية العدد.19
.7النظام رقم 19/17المؤرخ في 91نوفمبر 9117المتعلق بالنشاطات التابعة للبنوك والمؤسسات المالية
الجريدة الرسميةالعدد 89المؤرخة في 87ديسمبر.9117
.8النظام 14/13المؤرخ في 13مارس .8113المتعلق بنظام ضمان الودائع .الجريدة الرسمية العدد.47
المؤرخة في 18جويلية.8113
.1النظام رقم 18/19مؤرخ في 83سبتمبر 8119يحدد شروط تأسيس وشروط إقامة فرع بنك أو
مؤسسة مالية أجنبية .الجريدة الرسمية العدد .77الصادرة في 8ديسمبر.8119
النظام رقم 13/18المؤرخ في 84ديسمبر 8118المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك .91
والمؤسسات المالية العاملة بالجزائر .الجريدة الرسميةالعدد 78المؤرخة في 84ديسمبر .8118
رابعا -التعليمات:
-التعليمة رقم 8199/18المؤرخة في 81أكتوبر 8199المتعلقة بتحديد نسبة العالوة المستحقة
للدفع لصندوق ضمان الودائع المصرفية .بنك الجزائر.
Instruction n° 2000/04 du 30/04/2000. Déterminât les éléments costitufs du
dossier de demande d’agrément de banque ou d’établissement financier
خامسا -الق اررات :
.9مقرر رقم 13/18مؤرخ في 9117/17/ 87يتضمن إعتاد بنك الخليفة .الجريدة الرسمية .94
.8مقرر رقم 18/18مؤرخ في 9118/11/83يتضمن إعتماد البنك الصناعي والتجاري .الجريدة
الرسمية .74
.4مقرر رقم 18/11مؤرخ في 9111/91/88يتضمن إعتماد الشركة الجزائرية للبنك .الجريدة
الرسمية.89
سادسا -اإلجتهادات القضائية:
-قرار مجلس الدولة المؤرخ في 8111/17/18رقم 8948بين يونين بنك و بنك الجزائر.
-ملف رقم 981187قرار بتاريخ 8191/17/19مجلة المحكمة العليا .العدد الثاني.السنة.8199
-قرار اللجنة المصرفية رقم 8114/14بتاريخ 8114/17/81بسحب إعتماد بنك الخليفة.
- 70 -
قائمة المصادر والمراجع
:IIالمراجع:
أوال :الكتب
أ -باللغة العربية:
أحمد بلودنين .الوجيز في القانون البنكي الجزائري .دار بلقيس .الجزائر.8111 . .9
أحمد هني .العمليات والنقود .الطبعة الرابعة .ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر .9118 .8
أحمد محمد محرز .القانون التجاري -عمليات البنوك -اإلفالس .دون دار نشر .مصر.9117 . .4
جالل عايد الشورة .وسائل الدفع اإللكتروني .الطبعة األولى .دار الثقافة للنشر والتوزيع .األردن. .3
8118
جيرار كورنو .ترجمة منصور القاضي .معجم المصطلحات القانونية .المؤسسة الجامعية .7
للدراسات والنشر والتوزيع .لبنان.9118.
حسين مبروك .المدونة البنكية الجزائرية .الطبعة األولى .دار هومة للطبع والنشر والتوزيع. .9
الجزائر.8119 .
خالد أمين عبد اهلل .العمليات المصرفية-الطرق المحاسبية الحديثة .دار وائل للنشر. .7
األردن.8117.
زينب سالم .المسؤولية الجنائية عن األعمال البنكية .دار الجامعة الجديدة للنشر.8191 . .8
شاكر القزويني .محاضرات في إقتصاد البنوك .الطبعة الرابعة .ديوان المطبوعات الجامعية. .1
الجزائر.8118 .
.91صالح الدين حسن السيسي .الرقابة على أعمال البنوك ومنظمات األعمال .الطبعة األولى .دار
الكتاب الحديثة .مصر .دون سنة نشر.
.99الطاهر لطرش .تقنيات البنوك .الطبعة السابعة .ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر.8117.
.98علي جمال الدين عوض .عمليات البنوك من الوجهة القانونية .دون دار نشر .مصر .دون سنة
نشر.
.94محمد سعيد أنور سلطان .إدارة البنوك .دار الجامعة الجديدة.مصر.8117.
.93مراد منير فهيم .القانون التجاري -العقود التجارية -عمليات البنوك .منشأة المعارف .مصر.
.9188
.97مسعود جبران .رائد الطالب .الطبعة الثالثة .دار الماليين .لبنان .9113.
.99مصطفى كمال طه .العقود التجارية وعمليات البنوك .الطبعة األولى .منشورات الحلبي الحقوقية.
لبنان.8119 .
.97موريس نخلة وآخرون .القاموس القانوني الثالثي موسوعي ومفصل .الطبعة األولى .منشورات
الحلبي الحقوقية .لبنان .8118.
- 71 -
قائمة المصادر والمراجع
.98موسى لحلو بخاري .سياسة الصرف األجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية .مكتبة الحسين
العصرية .لبنان..8191 .
.91هاني دويدار .الوجيز في العقود التجارية والعمليات المصرفية .دار الجامعة الجديدة.
مصر.8114.
- 72 -
قائمة المصادر والمراجع
.9طارق كور.آليات مكافحة جريمة الصرف.مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير .نواصر العايش.
جامعة أم البواقي .كلية الحقوق و العلوم السياسية .دون تاريخ مناقشة.8198/8199.
.7عبدالحميد بوشرمة .الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة .مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير .درويش محمد الطاهر .جامعة أم البواقي .كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير .دون
تاريخ مناقشة.8191/ 8111.
.8عمر سعيدان .دور البنك المركزي في تحقيق اإلستقرار النقدي-دراسة حالة البنك المركزي
الجزائري .سحنون محمد .مذكرة لنيل شهادة الماجستير .جامعة أم البواقي .كلية العلوم اإلقتصادية
وعلوم التسيير .دون تاريخ مناقشة.8111/8118 .
.1عياش زبير .تأثير تطبيق إتفاقية بازل IIعلى تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة .أطروحة
مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه .أحمد بوراس .جامعة أم البواقي .كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم
التجارية وعلوم التسيير .دون تاريخ مناقشة.8199/8191.
.91فرحات عميور .مكانة القاضي اإلداري في مجال البنوك قي القانون الجزائري .مذكرة مقدمة لنيل
تاريخ دون الحقوق. كلية جيجل. جامعة عبدالقادر. كاشير الماجستير. شهادة
مناقشة.8119/8117.
.99كريمة بوسنة .البنوك األجنبية كمصدر لتمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالجزائر .مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجستير .مليكي سمير بهاء الدين .جامعة تلمسان .كلية العلوم اإلقتصادية
والتجارية وعلوم التسير .دون تاريخ مناقشة.8199/8191.
.98كريمة تدريست.النظام القانوني للبنوك في الجزائر.مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير.معاشو
عمار.جامعة تيزي وزو .كلية الحقوق.8113/8114 .8114/91/88.
.94كميلية بوكرة .تأثير إستقاللية البنك المركزي على فعالية تنفيد السياسة النقدية .شمام عبد
الوهاب .مذكرة لنيل شهادة الماجستير .جامعة أم البواقي .كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم
التسير .دون تاريخ مناقشة.8199/ 8191.
.93ليلة بن مدخن .تأثير النظام المصرفي على حركة اإلستثمار في الجزائر .مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير .كاشير عبد القادر .جامعة جيجل .كلية الحقوق .دون تاريخ مناقشة .دون تاريخ
التخرج.
.97ليلى بوساعة .السرية في البنوك "السر المصرفي" .مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير .محفوظ
لعشب .جامعة الجزائر .9كلية الحقوق .دون تاريخ مناقشة.8199/8191 .
.99ليندة شامبي.اإلئتمان المصرفي.أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه.صبحي عرب.جامعة الجزائر.كلية
الحقوق.دون تاريخ مناقشة.8199/8191.
- 73 -
قائمة المصادر والمراجع
.97محمد شايب .أثر تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال على فعالية أنشطة البنوك التجارية الجزائرية.
مذكرة لنيل شهادة الماجستير .بروش زين الدين .جامعة سطيف .كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم
التسير .دون تاريخ مناقشة.8117/8119 .
.98مريم ماطي .إستقاللية البنوك المركزية وأثرها على فعالية السياسة النقدية-حالة بنك
الجزائر.مذكرة لنيل شهادة الماجستير .أحمد بوراس.جامعةأم البواقي كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم
التجارية وعلوم التسيير .دون تاريخ مناقشة.8111/8118 .
.91نبيلة تومي .إلتزام البنوك بالتصدي لجريمة تبيض األموال في التشريع الجزائري .مذكرةلنيل شهادة
الماجستير .كاشيرعبد القادر .جامعة جيجل .كلية الحقوق .نوقشت بتاريخ .8117/19/18
.81نجاة بوساحة .المسؤولية المدنيةعن إفشاء السر البنكي .مذكرة لنيل شهادة الماجستير .نصرالدين
سمار .جامعة ورقلة .كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية .دون تاريخ مناقشة .دون تاريخ التخرج.
.89نجاة طباع .خصوصية النظام القانوني للنشاط المصرفي.مذكرة لنيل شهادة الماجستير.زوايمية
رشيد .جامعة جيجل .كلية الحقوق .دون تاريخ مناقشة.8119/8117 .
.88نورة بوالخضرة .مبدأ المنافسة الحرة في القطاع المصرفي الجزائري .مذكرة لنيل شهادة الماجستير.
زوايمية رشيد .جامعة جيجل .كلية الحقوق .دون تاريخ مناقشة.8119/8117 .
- 74 -
فهرس المصطلحات
فهرس المصطلحات
: فهرس المصطلحات
- 68 -
فهرس الموضوعات
فهرس الموضوعات
شكر وتقدير
اإلهداء
مقدمة..............................................................................
- 75 -
فهرس الموضوعات
- 76 -
فهرس الموضوعات
- 77 -
فهرس الموضوعات
- 78 -