You are on page 1of 90

‫جامعة العربي بن مهيدي –أم البواقي‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫النظام القانوني للمؤسسات‬


‫المصرفية في الجزائر‬

‫مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‬


‫شعبة الحقوق‪ -‬تخصص‪ :‬قانون أعمال‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫‪ -‬الطالبة‪:‬‬


‫‪ -‬محمد بن وارث‬ ‫‪ -‬سهام ميالط‬

‫‪ -‬لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ‪ :‬مساعد أ‬ ‫جامعة أم البواقي‪،‬‬ ‫‪ -1‬محمد العربي العالية‪،‬‬
‫أستاذ‪ :‬مساعد أ مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة أم البواقي‪،‬‬ ‫‪ -2‬محمد بن وارث‪،‬‬
‫أستاذة‪ :‬مساعد ب عضوا ممتحنا‬ ‫جامعة أم البواقي‪،‬‬ ‫‪ -3‬جميلة زايدي‪،‬‬

‫السنة الجامعة ‪3102-3102‬‬


‫شكر وتقدير‬
‫امحلد هلل اذلي وفقين محدا كثيا مبارك فه والصالة والسالم عىل أرشف اخللق س يدان‬
‫محمد وأهل وحصب أمجعني صالة قامئة اىل يوم ادلين‬
‫شكرا للك من علمين كيف أكتب حرفا عىل السطر‬
‫أتلكم وأعرب‬
‫أقرأ الشعر والنرث‬
‫أحفظ الايت والسور‬
‫شكرا للك من زرع يف قداسة أن العمل نور‬
‫ف هذا املقام أتقدم بأخلص عبارات الشكر والتقدير للك من أرشف عىل تعلميي‬
‫توجهييي‪ ،‬نصحي وتشجيعي شكرا للك من درس ين ف كمل مشواري ادلرايس‬
‫أشكر لك من مد يل يد العون وساعدين من قريب أو بعيد لمتام معيل‬
‫كام أخص ابلشكر الس تاذ املرشف‪" :‬محمد بن وارث" عىل نصاحئ وتوجهيات القمية لعداد‬
‫مذكريت‬
‫وللجنة اليت ترشف عىل مناقش يت شكري وتقديري‬
‫دعاء‬

‫الحمدُ لله عدد ما خلق‪ ،‬والحمدُ لله ملء ما خلق‪،‬‬


‫والحمدُ لله عدد ما في السموات و األرض‪ ،‬والحمدُ لله‬
‫ملء ما في السموات و األرض‪ ،‬والحمدُ لله عدد ما‬
‫أحصَى كتابه‪ ،‬والحمدُ لله ملء ما أحصى كتابه‪ ،‬والحمدُ‬
‫لله عدد كل شيء‪ ،‬والحمدُ لله ملء كل شيء‪ ،‬سُبحان‬
‫هللا عدد ما خلق‪ ،‬وسُبحان هللا ملء ما خلق‪ ،‬وسُبحان‬
‫هللا عدد ما في السموات واألرض‪ ،‬وسبُحان هللا ملء ما‬
‫في السموات و األرض‪ ،‬وسبُحان هللا عدد ما أحصى‬
‫كتابه‪ ،‬وسُبحان هللا ملء ما أحصى كتابه‪،‬وسُبحان هللا‬
‫عدد كل شيء‪ ،‬وسُبحان هللا ملء كل شيء‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إسترجعت الجزائر بعد اإلستقالل سيادتها النقدية مباشرة وقد ترجمت بإستقالل بنك الجزائر وعملت‬
‫الدولة على إقامة نظام إقتصادي متكامل من خالل إنشاء بنوك وطنية وتأسيس أكبر مؤسسة عمومية‬
‫إقتصادية وهي "سوناطراك" وتعزز األمر أكثر بإنشاء الدينار كأول عملة وطنية سنة ‪ ،4691‬تبعها قرار‬
‫تأميم البنوك األجنبية التي ورثتها عن اإلستعمار الفرنسي‪ ،‬والتي كان عددها قرابة ‪ 02‬بنكا سنة‪.4699‬‬
‫وفي هذه الفترة بدأت تظهر مالمح النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬وبما أن الجزائر إنتهجت التوجه‬
‫اإلشتراكي القائم على مركزية التخطيط‪ ،‬فكان دور المصارف العمومية في صلب تناقضات الدولة كونها‬
‫المساهم الوحيد‪ ،‬والدائن والمدين والفاعل اإلقتصادي المنفرد وهذا ماجعلها مجرد شباك في خدمة‬
‫المؤسسات اإلقتصادية العمومية وتحت تصرف الخزينة العمومية‪.‬‬
‫في ظل هذا الوضع عملت الدولة خالل الثمانينات على إصالح المنظومة المصرفية من خالل‬
‫القانون ‪ 40/69‬المتعلق بنظام البنوك والقروض وهدفها التغيير الجدري داخل المنظومة المصرفية‪ ،‬ثم‬
‫صدر القانون ‪ 29/66‬الذي منح إستقاللية مالية للمؤسسات اإلقتصادية لكن رغم ذلك لم يسمح‬
‫للمؤسسات اإلقتصادية بالقيام بمهامها كوسيط مالي مما إستدعى المؤسسات النقدية إلى تعزيز وتقوية‬
‫النظام قصد تحقيق أكبر فعالية وهذا من خالل قانون النقد والقرض ليؤكد على ضرورة تعديل هذا الجهاز‬
‫واعادة النظر في مؤسساته بهدف إقامة قطاع مصرفي ومالي متنوع ومتطور ومنفتح وذلك من خالل فتح‬
‫القطاع المصرفي للمستثمرين الخواص وطنيين وأجانب ‪.‬‬
‫رغم صعوبة الظروف التي عاشتها البالد في تلك الفترة‪ ،‬فقانون النقد والقرض أعاد للبنك المركزي‬
‫دوره في قمة النظام النقد والمسؤول األول عن تسيير السياسة النقدية وتحريك السوق ويعد كوسيلة من‬
‫وسائل الضبط اإلقتصادي وهذا طبعا ما فرضه التوجه اللبرالي الدي تبنته الدولة ‪.‬‬
‫إلى هنا كان اإلقتصاد الوطني في مرحلة تميزت باإلستقرار نوعا ما عرفت خاللها إنشاء بنوك‬
‫خاصة وطنية وكانت أجهزة البنك المركزي تقوم بدورها وتعزز ذلك بقوانين تحكم النشاط المصرفي عامة‬
‫إال أن ذلك لم يستمر حيث ظهرت أزمة بنكية تجاوزت الحدود الوطنية وهي "قضية آل خليفة بنك" وما‬
‫لحقها من تبعات ألزمت المشرع إعادة النظر في المنظومة المصرفية فكان نتيجة ذلك األمر ‪ 44/20‬الذي‬
‫جاء يلغي ويعدل من القانون‪42/62‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬لقد وضع هذا األمر أطر جديدة عززت‬
‫إستقاللية البنك المركزي وأعطت صالحيات واسعة لمجلس النقدوالقرض حيث أصبح له دور فاعل في‬
‫كل ما يتعلق بالمسائل المالية والنقدية‪ ،‬وضاعف من آليات الرقابة على النشاط المصرفي نظ ار لحساسيته‬
‫كما رفع من الحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية لضمان مالئتها وهذا ما ضيق على إستثمار‬
‫الخواص في هذا القطاع هذا من جهة أما من جهة أخرى فقد باشرت الدولة تلبية لمتطلبات اإلنظمام‬
‫لمنظمة التجارة العالمية ومقتضيات نظام إقتصاد السوق عملت السلطات الى خوصصة البنوك العمومية‬
‫وهدا ما جعل عدم التوافق بين األهداف المسطرة للنهوض بالقطاع المصرفي والواقع الدي يتخبط فيه‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫وتبقى الدولة هي المعنية بصفة رئيسية بالمسايرة مع متطلبات الق اررات الصادرة من هيئات‬
‫خارجية كمنظمة بازل أوصندوق النقد الدولي واإلتحاد األروبي الذي يعتبر الشريك األكبر للجزائر واعتبا ار‬
‫لطلب الجزائر اإلنظمام لمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬ومتطلبات الوضع اإلقتصادي الداخلي من خالل إصدار‬
‫قوانين متماشية واألهداف المسطرة‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫إن دراسة موضوع النظام المصرفي كجهاز قائم بكل قوانينه وهياكله يؤكد مدى أهميته وال يمكن‬
‫فصله عن أي قطاع إقتصادي ألنه الركيزة األساسية التي يقوم عليها اإلقتصاد الوطني وتبقى مواضيعه‬
‫شيقة ألنها تعتمد أصال على الجوانب العملية للقطاع المصرفي أكثر منها على الجوانب النظرية المجردة‬
‫ألن المؤسسة المصرفية عامل هام في شبكات المعامالت المالية تستوجب منا التمعن في كل نقطة تقوم‬
‫عليها وكل عملية تقوم بها وكل عالقة تكونها‪ ،‬كما تعتبر المصارف مخبر اإلصالحات اإلقتصادية التي‬
‫تقوم بها الدولة وال تزال ألنه بصالح النظام المصرفي يصلح اإلقتصاد الوطني وبفساده يفسد‪.‬‬
‫وهذه أسباب تجدب الدارس القانوني للتعمق في هذا الموضوع محاوال معرفة تفاصيل أكثر عن‬
‫النشاط المصرفي وأهم تطوراته رغم قلة التجربة الجزائرية مقارنة بالعديد من الدول‪ ،‬كما تتكون لديه‬
‫تساؤالت تدفعه للبحث عن أجوبتها‪.‬‬
‫أسباب الدراسة ‪ :‬هي التوصل الى‪:‬‬
‫‪ -‬أن العمل المصرفي ليس بالسهولة التي نتصورها ألنه يقوم عل أسس وضعها المشرع بدقة‬
‫وعناية نظ ار للدور الحساس الذي تقوم به المصارف كقنوات تجميع وتوزيع األموال‪.‬‬
‫‪ -‬أن النشاط المصرفي له هيئة أو لجنة دورها سن القواعد واألنظمة التي تحكمه تسمى مجلس‬
‫النقد والقرض وهي هيئة مستقلة بنص القانون ومن إختصاصها وضع الشروط الضرورية لمزاولة المهنة‬
‫البنكية سواء كانت هذه الشروط إجرائية أومالية أومتعلقة بأخالق المسيرين وهذا يفسر أن حرية إنشاء‬
‫المصارف ليس بالشكل المطلق كلية‪ ،‬بل بقيود نظ ار ألهمية النشاط المصرفي الذي له عالقة مع قوانين‬
‫عديدة لهذا فالمشرع دائما يعزز الرقابة عليها ليضيق من أزماتها والمصرف في حال إخالله بقواعد‬
‫ممارسة المهنة البنكية يساءل كرجل حريص كما يتعرض لعقوبات جزائية متفاوتة حسب حجم الخلل حتى‬
‫إنه يتقرر سحب إعتماده وبالتالي حله وتصفيته‪.‬‬

‫عرف النظام المصرفي الجزائري إصالحات هيكلية مست جوانب متعددة منه‪ ،‬وذلك لمسايرة‬
‫التطورات اإلقتصادية وسد الثغرات القانونية‪ ،‬واصالح المؤسسات المصرفية التي تعتبر في اإلقتصاد‬
‫كالشرايين في الجسم‪ ،‬ألنها قنوات ضخ السيولة النقدية لكل القطاعات األخرى وهذا يبرر عناية المشرع‬
‫بها نظ ار لحساسية دورها وموقعها ومنه نطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫اإلشكالية‪:‬‬
‫كيف كان تأثير إصالح المنظومة المصرفية على التطور اإلقتصادي و التفتح اإلستثماري المصرفي؟‬
‫ماهي نتائجه ؟ وهل كانت هذه اإلصالحات في محلها أم تقتضي الضبط والتأطير؟‬
‫ومنه نستنتج اإلشكاليات الجزئية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما الذي يميز البنك كمؤسسة عن غيره من المؤسسات الخدماتية ؟ إنطالقا من نشأته إلى نشاطه؟‬
‫‪ -‬البقاء لمن للبنوك العمومية التي هبت عليها رياح الخوصصة أم للبنوك الخاصة وطنية كانت أم‬
‫أجنبية رغم إهتزاز ثقة المواطنين فيها بسبب قضايا الفساد التي تعصف بها؟‬
‫المنهج المعتمد‪:‬‬
‫تم إعتماد المنهج الوصفي التحليلي إلعتبار أنه األصلح والمناسب للموضوع المدروس حيث أن دراسة‬
‫المؤسسات المصرفية ضمن الجهاز المصرفي والتطرق لمختلف شروطها ونظمها إنطالقا من التعريف ثم‬
‫تمييزهاعن غيرها من الكيانات المشابهة لها تتطلب الوصف لتدقيق المعنى وتحديد لمجال الدراسة كما أن‬
‫الدراسة القانونية تستلزم شرح القوانين وتحليل موادها وفي هذه النقطة فإن القانون األساسي المعتمدفي هدا‬
‫الموضوع هو األمر ‪ 44/20‬بإعتباره آخر تعديل مس مواد عديدة في القانون ‪42/62‬المتعلق بالنقد‬
‫والقرض‪،‬فالتطرق إلى التطورات التي حصلت في المؤسسات المصرفية وعملياتها البد من وصفهاواعتماد‬
‫الوصف والترتيب‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ففي مجال البنوك بالضبط تم التركيز على مذكرة الماجستير لكل من ‪:‬‬
‫كريمة تدريست‪ .‬النظام القانوني للبنوك في الجزائر‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪.‬معاشو‬
‫عمار‪.‬جامعة تيزي وزو‪ .‬كلية الحقوق‪.0221/0220 .0220/42/00.‬‬
‫نجاة طباع‪ .‬خصوصية النظام القانوني للنشاط المصرفي‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬زوايمية‬
‫رشيد‪ .‬جامعة جيجل‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪0229/0222 .‬‬
‫ألن دراستهما دراسة قانونية تنصبان على المصارف والنشاط المصرفي بكل تفاصيله قوانينه‬
‫وخصوصياته‪.‬‬
‫ستتم دراسة موضوع النظام القانوني للمؤسسات المصرفية في الجزائر إلى فصلين‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬


‫الفصل الثاني‪ :‬العمليات المصرفية و الرقابة عليها‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية‬
‫في الجزائر‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬

‫صراف لتجميع األموال إلقراضها‪ ،‬إلى عمل أشمل‬‫تغيرت النظرة للمصرف عبر الزمن من د ّكان ّ‬
‫بتأدية أعمال وخدمات ليصبح المصرف الحديث مؤسسة اقتصادية‪ ،‬تقوم بجملة عمليات متعددة ومتباينة‬
‫(تتمثل في عمليات الصندوق‪ ،‬عمليات القروض‪ ،‬عمليات مع الخارج وعمليات مالية أخرى عديدة‪،)...‬‬
‫في ظل رقابة محددة بواسطة القانون فال يمكن تصور وجود اقتصاد ال يوجد فيه مصرف‪.‬‬

‫وألن كل أفراد المجتمع بحاجة إلى خدماته المتميزة والمتنوعة التي تختلف عن تلك الخدمات‬
‫المقدمة من طرف المؤسسات‪ ،‬فما يهمنا في هدا المقام هو دراسة تلك الخدمات المتميزة التي يقدمها البنك‬
‫بصفته شخص محترف‪.‬‬

‫إن نقطة االختالف تكمن في أن البنوك تقوم بوظائف أساسية بنص القانون خاصة فيما يتعلق‬
‫باستثمار الكتلة النقدية واالحتياطات المودعة لها‪ ،‬ألن القطاع البنكي يعتبر مم ار أساسيا لحركة رؤوس‬
‫األموال في المجتمع سواء كان مصدرها مدنيا أو تجاريا‪ ،‬إضافة إلى عمليات أخرى عديدة نظمها المشرع‬
‫في قانون النقد والقرض ‪ 09/09‬الذي يعتبر اإلطار األساسي للمنظومة المصرفية الجزائرية بعد تبني‬
‫نظام اقتصاد السوق‪ ،‬حيث فتح لألفراد حرية االستثمار في المجال المصرفي ما يعني أن كل األفراد‬
‫المؤسسات المصرفية إذا تمكن كل واحد منا تحقيق شروط وكفاءات‬
‫ّ‬ ‫متساوون أمام القانون في إنشاء‬
‫ومؤهالت محددة قانونا وذلك لخصوصية النشاط المصرفي‪ ،‬ألنه نشاط مهني مقنن‪ ،‬خاضع لنظام‬
‫استثنائي مقارنةً مع باقي األنشطة التجارية‪ ،‬حيث تظهر الطبيعة اإلستثنائية من خالل الشروط الواجب‬
‫المؤسسات المصرفية إلى جانب تحديده للقواعد التي تحكمها أثناء ممارستها لنشاطها‪ ،‬حيث‬
‫ّ‬ ‫توافرها في‬
‫المؤسسة المصرفية‪ ،‬وهي الشروط الموضوعية ممثلة في الشكل‬ ‫ّ‬ ‫نجد هناك شروط مرتبطة بتأسيس‬
‫القانوني للمؤسسة المصرفية ورأسمالها األدنى والشروط المتعلقة بالمسيرين من أخالق وكفاءات‪ ،‬ثم تأتي‬
‫شروط شكلية نظ ار للطبيعة التجارية للنشاط المصرفي‪ ،‬كما أكدته المادة الثانية من القانون التجاري‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن ممارسة النشاط يتوقف على إجراء القيد في السجل التجاري‪ ،‬حيث يمنح هذا األخير حق‬
‫الممارسة الحرة للنشاط المصرفي‪ ،‬لكن هذه القاعدة نسبية ألن المهنة البنكية مقننة تستوجب إضافة إلى‬
‫ذلك اإلجراء الحصول على الترخيص من مجلس النقد والقرض إلنشاء بنك‪ ،‬وكذلك لإلعتماد من طرف‬
‫محافظ بنك الجزائر لممارسة األنشطة المصرفية التي تتميز بطبيعة خاصة‪ ،‬لهذا أحاط المشرع النظام‬
‫المصرفي بجملة من القوانين واإلجراءات‪ ،‬حيث جعل من مجلس النقد والقرض السلطة النقدية المصدرة‬
‫لألنظمة والشروط التقنية للممارسة المهنة البنكية واصدار الق اررات الفردية‪ ،‬كالترخيص بإنشاء المؤسسات‬
‫المصرفية وتعديل قوانينها‪ ،‬وهذا ما يعتبر كرقابة على هذه المؤسسات لحساسية وظيفتها وموقعها في‬

‫‪-4-‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫االقتصاد الوطني‪ ،‬ويرأس هذا المجلس المحافظ الذي له كذلك سلطة إدارة بنك الجزائر وصالحياته‬
‫يستمدها مباشرة من قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫فمن خالل هذا الفصل سيتم دراسة المؤسسة المصرفية كوحدة صغيرة من المنظومة المصرفية‬
‫الكبيرة محاصرة بجملة من الشروط تعرف بالقانون البنكي الذي يتميز بأنه قواعد تجمع بين الجانب‬
‫التنظيمي للبنوك والجانب المالي لها‪.‬‬

‫ويقف في قمة هرم هذه المنظومة المصرفية بنك الجزائر‪ ،‬الذي يمثل باقي المؤسسات المصرفية‬
‫األخرى سواء كانت تابعة للقطاع العام أو الخاص‪ ،‬كما سيتم في هذا الفصل التمييز بين البنوك العامة و‬
‫البنوك الخاصة ثم التطرق إلى مختلف اإلجراءات أو الشروط اإلجرائية الواجب احترامها لإللتحاق بالمهنة‬
‫المصرفية‪ ،‬موضوعية كانت أم شكلية‪ .‬وسيقسم الفصل األول إلى مبحثين يتناول‪:‬‬

‫المبحث األول مفهوم المؤسسات المصرفية وأنواعها‬

‫المبحث الثاني الشروط الضرورية لمزاولة النشاط المصرفي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المؤسسات المصرفية وأنواعها‬


‫إن الجهاز المصرفي الجزائري ُيعد الركيزة األساسية في االقتصاد الوطني السيما بعد المرحلة‬
‫اإلنتقالية التي عاشتها البالد إلنتقالها من مرحلة إقتصاد إشتراكي موجه إلى مرحلة اقتصاد السوق‪ ،‬وقد‬
‫مر بإصالحات حاولت السلطات العمومية من خاللها التقليل من حدة المشاكل التي يعانيها‪ ،‬مما يستدعي‬
‫ّ‬
‫وضع إستراتجيات موحدة ومرنة من شأنها المساهمة في تفعيل اإلقتصاد الوطني‪ ،‬وقد كانت المؤسسات‬
‫المصرفية موضوع الدراسة باعتبارها اللّبنة التي يقوم عليها الجهاز المصرفي‪.‬‬

‫من خالل المبحث سيتم في المطلب األول منه التطرق إلى المقصود بالمؤسسات المصرفية أما‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ستكون دراسة أنواع المؤسسات المصرفية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالمؤسسات المصرفية‬


‫هذا المطلب سيتم تقسيمه إلى فرعين إثنين يتناول الفرع األول منه تعريف المصارف‪ ،‬والفرع‬
‫الثاني تمييز المصارف عن األنظمة المشابهة لها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المصارف‬

‫وسيكون من خالل هذا الفرع التطرق إلى التعريف اللغوي‪ ،‬اإلصطالحي ثم التشريعي لمعرفة‬
‫المعنى بدقة‪ ،‬ثم تمييزها عن البنك المركزي والمؤسسات المالية حتى يتضح لنا مجال الدراسة‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي‬

‫مصرف(‪.)1‬‬
‫في ثم ْ‬
‫الصير ّ‬
‫البنك كلمة مأخودة عن اإليطالية ‪ banco‬بالضبط المقعد وبالتالي طاولة ّ‬
‫أي المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة وتُجري فيه المتاجرة بالنقود‪ .‬مجموع عمليات يمكن أن تنشأ عن‬
‫التجارة بالعملة أو السندات ذات الوظيفة النقدية ‪.‬مثال ذلك عملية مصرفية‪ ،‬تجارة مصرفية‪.‬‬

‫الص ّراف أو‬


‫بدلها بدراهم ودنانير سواها‪ ،‬و ّ‬
‫رف الدنانير ّ‬
‫اصطَ َ‬
‫وصارف و ْ‬
‫أما بالعربية‪ :‬فيقال صرف َ‬
‫الصراف والمصارف هي كلمة محدثة(‪.)2‬‬
‫الصيرفة هي حرفة ّ‬
‫ّ‬
‫وجمع كلمة مصارف تعني المؤسسة التي تتعاطى اإلقتراض واإل ْقراض‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي‬

‫المصارف‪ :‬هي مؤسسات مالية تقوم بتلقي إيداعات نقدية وتفتح حسابات لمعامالت مختلفة‬
‫وتنشئ اعتمادات لمصلحة زبائنها تحت أشكال مختلفة مثل تسليف دراهم وفتح اعتمادات ‪،‬وخطابات‬
‫اعتماد ودفع سندات تجارية‪ ،‬والمساهمة في العمليات المالية العائدة للشركات والمجموعات وتتلقى إيداع‬
‫سندات من زبائنها وتضع لمصلحتهم خدمات خاصة(‪.)3‬‬

‫مصرف والمصرف عبارة عن شركة‬


‫ْ‬ ‫الصرف وبه يسمى البنك‬
‫كما أن كلمة المصرف تُفيد مكان ّ‬
‫عامة أو خاصة توضع فيها األموال والودائع ‪،‬جمعها مصارف وتُعرف "بالبنك" فيظهر من هذا التعريف‬
‫أن المصرف عبارة عن المكان الذي تجرى فيه العمليات المصرفية(‪.)4‬‬

‫مؤسسة تتخذ مهنتنا المعتادة أن تتلقى من الجمهور‪ ،‬في شكل ودائع أو غير دلك‪ ،‬أمواال تستخدمها‬
‫لحسابها الخاص في عمليات حسم أو إعتماد أو عمليات مالية‪ ،‬وعدم الخلط مع المؤسسة المالية(‪.)5‬‬

‫ثالثا‪ :‬التعريف التشريعي‬

‫تختلف التعاريف التشريعية الخاصة بالبنوك باختالف القوانين واألنظمة التي تحكم أعمالها‬
‫وشكلها القانوني لذا فمن الصعوبة بمكان إيجاد تعريف موحد وشامل لها ولهذا ستكون الدراسة مقتصرة‬
‫على بعض التعاريف في القانون المقارن‪.‬‬

‫‪ -1‬جيرار كورنو‪ .‬ترجمة منصور القاضي‪ .‬معجم المصطلحات القانونية‪ .‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ .‬لبنان ‪.0001‬‬
‫ص‪.0101‬‬
‫‪ -2‬شاكر القزويني‪ .‬محاضرات في إقتصاد البنوك‪ .‬الطبعة الرابعة‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪ .8992 .‬ص‪.82‬‬
‫‪ -3‬موريس نخلة وآخرون‪ .‬القاموس القانوني الثالثي موسوعي مفصل‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ .‬لبنان‪.8998.‬‬
‫ص ‪.0158‬‬
‫‪ -4‬مسعود جبران‪ .‬رائد الطالب‪ .‬الطبعة الثالثة‪ .‬دار العلم للماليين‪ .‬لبنان‪ .0002 .‬ص‪.09‬‬
‫‪-5‬جيرار كورنو‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.0101‬‬

‫‪-6-‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫عرف المشرع األردني البنك على أنه‪" :‬الشركة التي ُرّخص لها تعاطي األعمال المصرفية‬‫ّ‬
‫وفق أحكام القانون"‪.‬‬

‫عرفه المشرع الفرنسي والذي يعد أكثر شموال على أنه‪" :‬المؤسسة التي تقوم على سبيل‬
‫كما ّ‬
‫اإل حتراف بتلقي األموال من الجمهور على شكل ودائع أو ما في حكمها وتستخدمها لحسابها الخاص في‬
‫عمليات الخصم واإلئتمان أو في المعامالت المالية"(‪.)1‬‬

‫أما حسب القانون الجزائري يعرف المصرف بأنه "مؤسسة إقتصادية تملك الشخصية المعنوية‬
‫التجارية تتعامل مع اآلخرين على أساس قواعد تجارية تخضع لمبدأ التنظيم واإلنسجام في معاملتها مع‬
‫محيطها الخارجي‪ ،‬تكون محررة من كل القيود‪ ،‬ولها الحرية في تمويل المشاريع وتشترط أن يكون‬
‫المصرف مسجال ضمن قائمة المصارف وبواسطة إعتماد يصدر في الجريدة الرسمية"‪ ،‬يتحدد ذلك في‬
‫(‪)3‬‬
‫المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬يكون هدف‬ ‫الجزائر وفق القانون ‪ )2(09/09‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪00/95‬‬
‫المصرف األساسي هو إقتراض األموال بمعدل فائدة معين وايداع األموال الخاصة بعدة أشكال أو‬
‫إلستثمارها بمعدل أعلى من معدل اإلقتراض كما يقوم بتقديم أنواع مختلفة من الخدمات لزبائنه مقابل‬
‫عمولة أوفائدة والمتفق عليه هو أن محور نشاط المصرف هو التعامل بالنقود وهناك من يقول بأن نشاطه‬
‫األساسي هو المتاجرة بالديون(‪.)4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز المصارف عن األنظمة المشابهة لها‬

‫البنوك محل الدراسة هنا هي البنوك اإلبتدائية تميي از عن البنك المركزي والمالحظ أن المشرع‬
‫الجزائري أطلق عليها تسمية البنوك دون إضافة صفة أخرى عليها ولم يسمها كما تعرفها بعض‬
‫التشريعات بالبنوك التجارية‪ ،‬نظ ار لكونه كرس بموجب قانون النقد والقرض مفهوم البنك الشامل الذي لم‬
‫يقتصر نشاطه على نشاط البنوك التجارية التقليدية وجدير بالذكر إلى انه وفقا للعرف المصرفي ينصرف‬
‫وصف البنوك بال تمييز إشارة إلى البنوك التجارية وتعد البنوك الشاملة من أحدث صور تنظيمها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تمييز المصارف عن البنك المركزي‬

‫‪ -0‬تتعدد البنوك والبنك المركزي واحد‪:‬‬

‫‪-1‬خالد أمين عبد اهلل‪ .‬العمليات المصرفية‪-‬الطرق المحاسبية الحديثة‪ .‬دار وائل للنشر‪ .‬األردن‪ .8999 .‬ص‪.01‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ .09/09‬مؤرخ في ‪ 02‬أفريل‪ 0009‬يتعلق بالنقد والقرض‪ .‬الجريدة الرسمية العدد‪ .01‬المؤرخة في ‪02‬أفريل‪.0009‬‬
‫‪-3‬أمر رقم ‪ .00/95‬مؤرخ في ‪81‬أوت ‪ 8995‬يتعلق بالنقد والقرض‪ .‬الجريدة الرسمية العدد‪.18‬‬
‫‪-4‬كريمة تدريست‪ .‬النظام القانوني للبنوك في القانون الجزائري‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير‪ .‬معاشو عمار‪ .‬جامعة تيزي وزو‪ .‬كلية‬
‫الحقوق‪ .8992/8998. 8998/09/88 .‬ص ‪.15‬‬

‫‪-7-‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫تتعدد البنوك العاملة في القطاع المصرفي أما البنك المركزي فهو مؤسسة وحيدة‪ ،‬إذ ال توجد إال‬
‫وحدة واحدة مركزية معينة تصدر النقود وتشرف على اإلئتمان‪ ،‬إال أن هذا اإلستثناء موجود في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية حيث يوجد بها ‪ 08‬وحدة لإلصدار النقدي‪ ،‬وهذا ال ينفي مبدأ وحدة البنك المركزي أنما‬
‫تعني تقسيم العمل من أجل توزيع مسؤولية‪ ،‬وتنفيذ اإللتزامات المتعلقة بالنقد واإلئتمان‪.‬‬

‫إن وحدة البنك المركزي ال تتعارض مع تعدد فروعه اإلقليمية كما جاء في المادة ‪00‬من األمر‬
‫‪ 00/95‬في فقرتها الثانية‪" :‬يفتح بنك الجزائر فروعا ووكاالت في كل المدن حيث يرى ضرورة ذلك"‬

‫فالبنك المركزي بنك الحكومة ومستشارها المالي يمكنها إستشارته في كل مشروع قانون ونص‬
‫تنظيمي يتعلق باألمور المالية والنقدية(‪.)1‬‬

‫‪-8‬البنوك مؤسسات عامة أو خاصة أما البنك المركزي فهو مؤسسة عامة‪:‬‬

‫يمكن أن تكون البنوك بنوكا عامة عبارة عن مؤسسات إقتصادية عامة‪ ،‬كما يمكن أن تكون بنوكا‬
‫خاصة رأسمالية مملوكة بالكامل من طرف الخواص أو مملوكة لألجانب أو رأس مال مختلط(‪.)2‬‬

‫أما البنك المركزي فهو دائما مؤسسة عامة مما يعني ضرورة ملكية الدولة لهذا البنك‪ ،‬وهذا ما‬
‫تؤكده المادة ‪ 09‬من األمر ‪ 00/95‬المتعلق بالنقد والقرض حيث تنص‪" :‬تمتلك الدولة رأس مال بنك‬
‫الجزائر كلية" فوفقا للمادة ‪ 90‬من قانون النقد والقرض‪" :‬بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واإلستقالل المالي ويعد تاج ار في عالقاته مع الغير ويحكمه التشريع التجاري مالم يخالف ذلك‬
‫احكام هذا األمر‪.‬‬

‫ويتبع قواعد المحاسبة التجارية وال يخضع إلجراءات المحاسبة العمومية ومراقبة مجلس‬
‫المحاسبة"‪.‬‬

‫‪ -5‬تتأثر البنوك برقابة البنك المركزي وال تُؤثر عليه‪:‬‬

‫لقد حاول قانون النقد والقرض فرض سلطة رقابة البنك المركزي للبنوك واإلشراف عليها وتوجيهها‬
‫ففضال عن تحديده الشروط العامة التي يرخص ضمنه تأسيس البنوك‪ ،‬أو يسمح لها بالعمل بها وتحديده‬
‫الشروط التي يمكن ضمنها تعديل أو إلغاء هذا الترخيص‪ ،‬كما يسهر البنك المركزي على حسن تطبيق‬
‫القوانين واألنظمة التي تخضع لها البنوك بواسطة جهاز رقابي دائم لديه هي اللجنة المصرفية‪.‬‬

‫‪ -2‬تسعى البنوك إلى الربح عكس البنك المركزي‪:‬‬

‫‪ -1‬كريمة تدريست‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.12‬‬


‫‪ -2‬كريمة تدريست‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.11‬‬

‫‪-8-‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫إن الهدف األساسي للبنوك هو تحقيقها ألكبر قدر ممكن من الربح عكس البنك المركزي‪ ،‬حيث‬
‫تتمثل أهدافه كما تقدم في اإلشراف والرقابة واصدار النقود‪ ،‬التي تكون مختلفة عن النقود التي تصدرها‬
‫البنوك األخرى ألن نقودها في الحقيقة ليس لها وجود مادي وانما هو عبارة عن نقود إئتمانية تظهر من‬
‫خالل السجالت المحاسبية للودائع والقروض‪ ،‬أما النقود التي يتم إصدارها بنك الجزائر هي أوراق نقدية‬
‫ومعدنية‪.‬‬

‫حسب المادة ‪ 98‬من القانون ‪ 09/09‬التي تنص‪" :‬تتكون العملة النقدية من أوراق نقدية وقطع‬
‫نقدية معدنية‪.‬‬

‫يعود للدولة إمتياز إصدار العملة النقدية عبر التراب الوطني‪ ،‬ويفوض ممارسة هذا اإلمتياز البنك‬
‫المركزي‪.)1("...‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز المؤسسات المصرفية عن المؤسسات المالية‬

‫حسب نص المادة ‪ 001‬من قانون‪ 10/09‬فإن "المؤسسات المالية أشخاص معنوية مهمتها‬
‫العادية والرئيسية القيام باألعمال المصرفية ماعدا تلقي األموال من الجمهور‪ ،"...‬فقانون النقد والقرض‬
‫أتاح إنشاء مؤسسات مالية إلى جانب البنوك للقيام بالعمليات المصرفية(‪ ،)2‬تخضع لنفس المقاييس‬
‫والشروط الخاصة التي تخضع لها البنوك عند تأسيسها أو عند ممارستها نشاطها‪ ،‬حيث يمنع على هذه‬
‫المؤسسات المالية خالفا للبنوك من تتلقي األموال من العموم‪ ،‬وتضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن‬
‫وادارتها‪ ،‬من أجل تسيير أموالهم المودعة لدى البنك‪ ،‬حيث أن المشرع خول للبنوك إمكانية تلقي األموال‬
‫من الغير وادارة وسائل الدفع إلى جانب عمليات القرض‪ ،‬وحظر ذلك على المؤسسات المالية التي حصر‬
‫المشرع نشاطها في عمليات القرض الذي أصبح ضيقا مقارنة بما كان عليه قبل إلغاء قانون ‪09/09‬‬
‫المتعلق بالنقد والقرض حيث كانت البنوك التحتكر سوى عملية تلقي األموال من الجمهور‪.‬‬

‫كما يتجلى التميز بينهما من حيث مصادر اإلستخدام أو التوظيف فالبنك يعتمد في مصادر‬
‫تمويله بشكل أساسي على األموال التي يتحصل عليها من الغير في شكل ودائع حيث تعتمد المؤسسة‬

‫‪ -1‬كريمة تدريست‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.11‬‬


‫‪ -2‬نجاة طباع‪ .‬خصوصية النظام القانوني للنشاط المصرفي‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬زوايمية رشيد‪ .‬جامعة جيجل‪ .‬كلية‬
‫الحقوق‪ .‬دون تارخ مناقشة‪ .8991/8991 .‬ص ‪.81‬‬

‫‪-9-‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫المالية على رؤوس أموالها الخاصة التي تمثل أهمية كبيرة في التمويل ومن جهة أخرى‪ ،‬يقوم البنك في‬
‫عادة بعمليات اإلئتمان(‪ )1‬قصير األجل على خالف المؤسسات المالية التي تمول مشاريع اإلستثمار‬

‫كما يحضر على المؤسسات المالية خالف البنوك أن تفتح حسابات بنكية لزبائنها تحت أي شكل‬
‫مادام هناك إرتباط الودائع المصرفية والحسابات البنكية ويتجلى هذا اإلرتباط عند قراءتنا للمواد المتعلقة‬
‫بالحساب البنكي الوارد في قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫ونقطة أخرى تميز البنوك عن المؤسسات المالية على مستوى تحديد الحد األدنى لرأس مالها عند‬
‫التأسيس باإلضافة إلى ذلك يقع على عاتق البنك دون المؤسسة المالية اإللتزام باإلنخراط في نظام الودائع‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي نص عليه األمر ‪.00/95‬‬ ‫المصرفية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع البنوك‬


‫يتكون الجهاز المصرفي في أي مجتمع من عدة بنوك تختلف وفقا لتخصصها والدور الذي تؤديه‬
‫في المجتمع فالبنك المركزي يقف في قمة هرم الجهاز المصرفي ويعد بنك البنوك وهذا ما سيكون في‬
‫الفرع األول أما في الفرع الثاني سيكون حول البنوك العامة والفرع الثالث البنوك الخاصة‪ ،‬وتم هذا التقسيم‬
‫على معيار ملكية رأس المال رغم أن المشرع الجزائري لم يفرق بين البنوك العامة والخاصة في القوانين‬
‫ولكن من األهمية معرفة أن النشاط البنكي كان محتك ار من طرف الدولة ولكن بتبنيها نظام إقتصاد السوق‬
‫أوجب عليها تحرير القطاع المصرفي إذ يعد قانون ‪ 09/09‬المتعلق بالنقد والقرض من أولى النصوص‬
‫التي اعترفت صراحة بمبدأ المبادرة الفردية(‪)3‬في هذا القطاع قبل أن يكرسها التعديل الدستوري ‪0001‬‬
‫ويمكن من خاللها معرفة أن فتح القطاع المصرفي للمبادرة الفردية نتج عنه إهتزاز ثقة الزبائن في البنوك‬
‫الخاصة واعادة النظر في قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البنك المركزي‬

‫يقف البنك المركزي على قمة الجهاز المصرفي بإعتباره بنك البنوك الذي يتولى مهمة اإلشراف‬
‫والرقابة على المؤسسات العاملة في القطاع المصرفي ال يعد هذا البنك عاديا فهو ال يخضع لذات‬

‫‪ -1‬يعرف اإلئتمان المصرفي‪"" :‬هو قيام المصرف بوضع تحت تصرف العمالء ثقته فيهم‪،‬أموال في شكل نقدي أو شكل توقيع لقاء‬
‫عائد معين يتمثل في الفوائد والعموالت ويتم تسديدها في تاريخ اإلستحقاق"‪ .‬للمزيد أنظر‪ :‬ليندة شامبي‪ :‬اإلئتمان المصرفي‪ .‬أطروحة‬
‫لنيل شهادة الدكتوراه‪ .‬صبحي عرب‪ .‬جامعة الجزائر‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .8900/8909 .‬ص‪.00‬‬
‫‪ -2‬النظام رقم ‪ .95/92‬المؤرخ في ‪92‬مارس‪ 8992‬المتعلق بضمان الودائع المصرفية‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ .51‬المؤرخة في ‪8‬‬
‫جويلية ‪.8992‬‬
‫‪ -3‬فرحات عميور‪ .‬مكانة القاضي اإلداري في مجال البنوك في القانون الجزائري‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير‪.‬كاشيرعبد القادر‪.‬‬
‫جامعة جيجل‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .8991/8991 .‬ص‪.1‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫القواعد القانونية التي تخضع لها باقي البنوك‪ ،‬ألنه بنك البنوك وبنك الدولة ألنه يسهر على تطبيق‬
‫السياسة النقدية وكذا مراقبة وتوجيه اإلئتمان(‪.)1‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف البنك المركزي‬

‫تم إنشاء البنك المركزي الجزائري مباشرة بعد اإلستقالل كأول هيئة إصدار بتاريخ‬
‫‪05‬ديسمبر‪ ،)2(0018‬وقد سمي ببنك الجزائر كما أُدرج قانونه األساسي في قانون النقد والقرض ‪09/09‬‬

‫المعدل والمتمم‪ ،‬الذي ألغى بموجب المادة ‪ 802‬منه القانون األساسي للبنك المركزي الصادر بموجب‬
‫(‪)3‬‬
‫والبنك المركزي سلطةعليا ال تضع الربح في إعتبارها بقدر ما تستهدف تدعيم‬ ‫القانون رقم ‪022/18‬‬
‫النظام النقدي وبالتالي النظام اإلقتصادي‪ ،‬والبالد التي يكون هذا البنك مملوكا للدولة فإنها تُخضعه لرقابة‬
‫صارمة منها‪ ،‬األمر الذي يجعلها منشآت شبه حكومية(‪.)4‬‬

‫وكما جاء في الكتاب الثاني من األمر ‪ 00/95‬المتعلق بالنقد والقرض تحت عنوان‪ :‬هيكل بنك‬
‫الجزائر وتنظمه وعملياته‪ ،‬فبنك الجزائر أدخلت عليه تعديالت في هيكله التنظيمي خاصة فيما يتعلق‬
‫بهيكل بنك لجزائر والسلطة النقدية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مكانة البنك المركزي في النظام المصرفي الجزائري‬

‫ومر بإصالحات خالل السبعينات والثمانينات‬


‫أنشأ البنك المركزي بموجب القانون ‪ّ 022/18‬‬
‫تميزت بسيطرة الحكومة من خالل وزير المالية على البنك المركزي حيث فقد هذا األخير العديد من‬
‫صالحياته وسلطاته حتى أصبح مؤسسة إصدار لتمويل العجز المتزايد في الخزينة العمومية ثم إن الجزائر‬
‫اضطرت لتبني إقتصاد السوق نظ ار للمشاكل التي كانت تتخبط فيها فتم إصالح جديد سنة ‪ ،0009‬حيث‬
‫اعتبر نقلة جدرية للنظام المصرفي‪ ،‬استرجع فيه البنك المركزي العديد من صالحياته كسلطة نقدية في‬
‫اتخاذ الق اررات المتعلقة بالنقد والقرض‪ ،‬فال حديث عن إستقاللية بنك الجزائر إال بصدور هذا القانون حيث‬
‫المسيرة له وهيئات إتخاذ القرار والمراقبة جعل‬
‫ّ‬ ‫حصل على إستقاللية شخصية(‪ ،)5‬لكن ضعف السلطة‬
‫السلطة النقدية‪ ،‬تُعيد النظر في القانون لتحد من إستقالليته بموجب األمر ‪ ،90/90‬الصادر سنة ‪8990‬‬
‫وهو ما أكدته الفضائح المالية خاصة قضيتي "آل خليفة بنك"و"البنك التجاري الصناعي" وكذلك‬

‫‪1‬‬
‫‪-Abdel Krim Sadeg. Le système bancaire algérien .Alger. 2004. p43.‬‬
‫‪-Abdelkrim Naas. Le système bancaire algérien. Edition Inas. france. 2003. p11.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪-3‬قانون رقم ‪ . 022/18‬المؤرخ في ‪ 05‬ديسمبر ‪ . 0018‬المتضمن احداث البنك المركزي وتحديد قانونه االساسي ‪.‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد‪ 09‬المؤرخة في ‪ 82‬ديسمبر‪.0018‬‬
‫‪ -4‬محمد سعيد أنور سلطان‪ .‬إدارة البنوك‪ .‬دار الجامعة الجديدة‪ .‬مصر‪ .8991 .‬ص‪.09‬‬
‫‪ -5‬مريم ماطي‪.‬إستقاللية البنوك المركزية وأثرها على فعالية السياسة النقدية‪-‬حالة بنك الجزائر‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير ‪.‬‬
‫أحمد بوراس جامعة أم البواقي‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية والتسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .8990/8992 .‬ص‪.020‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫األمر‪ 00/95‬الذي وضع حدودا واضحة المعالم إلستقاللية بنك الجزائر من خالل السيطرة على مختلف‬
‫المجالس واللجان المختصة في هذا المجال باإلضافة إلى تعزيز صالحياته من خالل الوظائف والمهام‬
‫الموكلة له(‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬مهام بنك الجزائر وصالحياته‬

‫إن الصالحيات التي يتمتع بها البنك المركزي هي من صميم المهام التقليدية ألي بنك مركزي كمهام‬
‫إدارية من أجل ضبط السياسة النقدية وتسيير وتمويل اإلقتصاد الوطني حسب المعايير اإلقتصادية ومهام‬
‫بنك الجزائر هي(‪:)2‬‬

‫‪ -‬إصدار األوراق النقدية والقطع المعدنية من خالل المطبعة العامة الخاصة بإصدارها والكائن مقرها‬
‫بدار النقود بالجزائر العاصمة‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير إحتياطات الذهب والرقابة على إحتياطات الصرف من العمالت األجنبية عن طريق ما يسجل‬
‫من تراكمات للعملة الصعبة نتيجة إزدياد الصادرات واستثمارات الدولة في الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة غرفة المقاصة(‪.)3‬‬
‫‪ -‬تنظيم سوق الصرف وتحديد معدالت الصرف للدينار الجزائري مقابل العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير المديونية الخارجية من خالل عقد اإلتفاقيات المتعلقة باالقتراض والتفاوض بشأنها وتطبيق‬
‫القواعد المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة السياسة النقدية من خالل معدالت إعادة الخصم واإلحتياطي اإللزامي وكذلك عمليات السوق‬
‫المفتوحة‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بعمليات الرقابة على األنشطة المصرفية والقيام بجمع العمليات المتعلقة بإعادة الخصم واقراض‬
‫البنوك التجارية والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على إستقرار العملة الوطنية من خالل إستقرار األسعار‪.‬‬

‫‪ -‬تستشيره الحكومة في كل مشروع قانون ونص تنظيمي يتعلقان بالمسائل الماليةوالنقدية‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن البنك المركزي أن يقترح على الحكومة كل تدبير من شأنه أن يحسن ميزان المدفوعات وحركة‬
‫ويطلعُ الحكومة على كل طارئ من شأنه‬
‫األسعاروأحوال المالية العامة وبشكل عام تنمية اإلقتصاد‪ُ ،‬‬
‫المساس بإستقرار النقد‪.‬‬

‫‪ -1‬مريم ماطي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.025‬‬


‫‪ -2‬عمر سعيدان‪ .‬دور البنك المركزي في تحقيق اإلستق اررالنقدي‪-‬دراسة حالة البنك المركزي‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير‪ .‬جامعة‬
‫أم البواقي‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ .‬دون تاريخ المناقشة‪ .8990/8992 .‬ص‪.011‬‬
‫‪-3‬عملية المقاصة‪ :‬يقصد بها عملية تصفية الشيكات التي تتلقاها البنوك من العمالء‪ .‬قصد تحصيلها لحسابهم من بنك آخر والقيام‬
‫بتسوية األرصدة المختلفة عن هذه العملية بطريقة نقل الحسابات ما بين البنوك وتتم هده العملية في غرفة تسمى غرفة المقاصة‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يمكنه ولتلبية حاجاته الخاصة شراء عقارات أو يكلف من يبنيها أو يبيعها أو يستبدلها‪ ،‬و تخضع هده‬
‫العمليات لرخصة مجلس اإلدارة‪ ،‬و ال يمكن أن تتم إال باألموال الخاصة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البنوك العامة‬

‫إن البنوك العمومية تعتبر الشريحة األكبر في النظام المصرفي الجزائري رغم العجز الدي يميزها وعدم‬
‫صح‬
‫تجاوبها مع المعطيات التقنية و التطورات الرقمية التي تعصف ببنوك الدول المتقدمة وهذا بسبب إن ّ‬
‫القول إنعدام المنافسة في القطاع المصرفي الجزائري وفشل اإلصالحات المختلفة أهمها سياسة‬
‫ودي بها مند التسعينات تماشيا مع التوجه الجديد إقتصاد السوق تحت شعار "دعه‬
‫الخوصصة التي ُن ّ‬
‫يعمل دعه يمر"في هذا الفرع سنعرف البنوك العمومية ثم سياسة خوصصتها ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف البنوك العامة‬

‫هي البنوك التابعة للقطاع العام في الدولة الجزائرية‪ :‬هي مؤسسات عامة إقتصادية ويمكن تعريف‬
‫هذه االخيرة على ضوء التعديل الذي ورد على القانون المتعلق بالمؤسسات العامة واإلقتصادية عام‬
‫‪ 8990‬أنها‪" :‬شركة تجارية تحوزها الدولة أو أي شخص معنوي آخر خضع للقانون العام أغلبية رأس‬
‫المال االجتماعي مباشرة او غير مباشرة وهي تخضع للقانون العام"(‪.)1‬‬

‫وقبل صدور قانون النقد والقرض كانت البنوك العاملة في الجزائر تابعة للقطاع العام‪ ،‬إال أن‬
‫المشرع لم يضف طابع المؤسسة العامة اإلقتصادية إال بموجب القانون رقم ‪)2(08/21‬المتعلق بنظام‬
‫البنوك والقرض‪ ،‬لقد كان هذا القانون يهدف إلى إصالح المنظومة المصرفية وفق المتغيرات الجديدة التي‬
‫يعيشها اإلقتصاد الوطني من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد سقوف القروض المصرفية الموجهة لتميل اإلقتصاد الوطني‪.‬‬


‫‪ -‬السماح للبنوك بتقديم قروض متوسطة وطويلة األجل في إطار مخطط القرض‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إلزام المؤسسات بمبدأ إجبارية التوطين البنكي‪.‬‬

‫كرست إستقالليتها المالية وأصبحت‬


‫وعرفت البنوك على غرار المؤسسات اإلقتصادية تحوالت هامة ّ‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية ولها رأس مال خاص موزع على مختلف صناديق المساهمة(‪)3‬التي تأسست‬
‫بموجب القانون ‪ 95/22‬المتعلق بإنشاء صناديق المساهمة‪ ،‬وفي هذا اإلطار عرفت البنوك العمومية‬
‫تحوالت هامة مست جوانبها اإلدارية والتنظيمية حث أصبحت عبارة عن شركات مساهمة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 98‬من األمر رقم ‪92/90‬المؤرخ في ‪ 89‬أوت ‪ 8990‬يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪.21‬المؤرخة في ‪ 88‬أوت ‪.8990‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ .08/21‬المؤرخ في ‪ 90‬أوت ‪ 0021‬يتعلق بنظام البنوك والقروض‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ .52‬المؤرخة في ‪ 89‬أوت‬
‫‪.0021‬‬
‫‪ -3‬كريمة تدريست‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.11‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫تتمتع باإلستقاللية المالية وتخضع ألحكام القانون التجاري والتزامها بتوجيهات البنك المركزي(‪.)1‬‬

‫فالقطاع العمومي كان يتكون من خمسة بنوك كانت تحتكر بصفة كلية النشاط المصرفي هي(‪:)2‬‬

‫‪ -‬الصندوق الوطني للتوفير واإلحتياط‬


‫‪ -‬القرض الشعبي الجزائري‬
‫‪ -‬البنك الوطني الجزائري‬
‫‪ -‬بنك الجزائر الخارجي‬
‫‪ -‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خوصصة البنوك العمومية‬

‫لقد رحبت الجزائر بسياسة الخوصصة كتجسيد حقيقي إلنسحاب الدولة من النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫ولذلك سارع المشرع الجزائري إلى وضع إطار قانوني للمؤسسات العمومية االقتصادية بشكل يتوافق‬
‫ومقتضيات اقتصاد السوق‪ ،‬وكانت االنطالقة بقانون المالية التكميلي لسنة ‪ 0002‬الذي عمل على تسطير‬
‫برنامج شامل لإلصالح الهيكلي‪ ،‬العضوي والمالي‪ ،‬بغية إعادة التوازن للمؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫عموما وادماجها في عملية التنمية‪.‬‬

‫لكن لعدم بلوغ هذه اإلصالحات األهداف المرجوة‪ ،‬باشر المشرع الجزائري تعميق اإلصالحات‬
‫سنة ‪ 0001‬بإصدار األمر رقم ‪ 88/01‬المتعلق بخوصصة المؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬والذي‬
‫يهدف إلى تحويل الملكية العامة للبنوك العمومية لصالح أشخاص طبيعية أو معنوية تابعة للقطاع‬
‫لغى سنة ‪ ،8990‬بموجب أمر رقم ‪ 92/90‬الذي يتضمن تسيير المؤسسات العمومية‬ ‫الخاص ُلي َ‬
‫االقتصادية وتسييرها وخوصصتها‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 01‬من ذات األمر على أن‪" :‬المؤسسات القابلة‬
‫للخوصصة هي المؤسسات العمومية االقتصادية التابعة لمجموع قطاعات النشاط االقتصادي"‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن كل مؤسسة عمومية قابلة ألن تكون موضوع خوصصة مهما يكن نشاطها االقتصادي‪.‬‬

‫واذا كان من المسلم به أن القطاع المصرفي يشكل العمود الفقري ألي نظام اقتصادي‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يدفعنا إلى تجلية اآلثار المترتبة على مستواه‪ ،‬من خالل ما يعرف بسياسة اإلصالح االقتصادي التي‬

‫‪ -1‬عمر سعيدان‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.010‬‬


‫‪ -2‬نورة بوالخضرة‪ .‬مبدأ المنافسة الحرة في القطاع المصرفي في الجزائر‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير‪ .‬زوايمية رشيد‪ .‬جامعة‬
‫جيجل‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ 8991/8991 .‬ص ‪.29‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫ركزت بشكل كبير على فتح رأسمال البنوك العمومية للقطاع الخاص الوطني واألجنبي‪ ،‬كصيغة‬
‫من صيغ خوصصة القطاع العمومي المصرفي‪ ،‬إذ أن هذا األخير مدعو وبشدة إلى اندماج كلي‪.‬‬

‫في جو من المنافسة الحرة والبحث عن الربح والمردودية وتحسين مستوى الخدمات المصرفية‬
‫(‪)1‬‬
‫الوطنية و األجنبية من اجل إرضاء كل شرائح المستثمرين‪.‬‬ ‫كما تفعل البنوك الخاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬مبررات ودوافع خوصصة البنوك العمومية في الجزائر‪:‬‬

‫يقصد بخوصصة البنوك تلك العملية التي تقوم بها الدولة لتحويل ملكية البنوك جزئيا أو كليا إلى‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬بهدف تطوير القطاع المصرفي ونموه وادارته من خالل آليات السوق‪ ،‬وفتح أسواق‬
‫جديدة محليا وخارجيا أمام الخدمات المقدمة‪ ،‬تحكمها في ذلك العديد من المبررات والدوافع‪ ،‬يمكن تقسيمها‬
‫إلى دوافع داخلية وأخرى خارجية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الدوافع الخارجية‪:‬‬

‫الحقيقة أن توقيع الجزائر إلتفاق الشراكة مع االتحاد األوروبي وسعيها لإلنضمام إلى منظمة‬
‫التجارة العالمية‪ ،‬يفرض عليها القيام بالمزيد من الجهد لعصرنة القطاع المصرفي ما جعله يتماشى مع‬
‫متطلبات اقتصاد السوق‪ ،‬ولذلك كان البد من توسيع نطاق اإلصالحات االقتصادية عموما‪ ،‬والتي تعتبر‬
‫الخوصصة من أولى أ ولوياتها‪ ،‬لتتعدى بذلك هذه العملية القطاعات اإلنتاجية إلى القطاعات الخدماتية‪،‬‬
‫وعلى رأسها القطاع المصرفي‪.‬‬

‫وأمام إلحاح صندوق النقد الدولي على أن تتخلى الدولة الجزائرية عن إلتزاماتها إتجاه المؤسسات‬
‫العمومية وذلك إما ببيعها للخواص أو بتصفيتها‪ ،‬وتأكيده على أن تضع الدولة حدا لتدخلها في المجال‬
‫االقتصادي من خالل جعل المنافسة الحرة تلعب دورها كامال حسب مبدأ التبادل الحر‪ ،‬واعطاء دور أكبر‬
‫للقطاع الخاص باعتباره قطاع كفء يسمح بتحسين فعالية هذه المؤسسات‪ ،‬استدعت الضرورة إعداد‬
‫برنامج إصالح هيكلي ومالي شامل‪ ،‬احتلت فيه البنوك العمومية شط ار كبيرا‪ ،‬فعلى ضوء ذلك تم إقتراح‬
‫نقل سلطة تسيير بعض البنوك العمومية إلى بنوك أجنبية تشهد لها بالفعالية والشفافية‪ ،‬وهذا ما تم التأكيد‬
‫عليه في اتفاق الشراكة مع المجموعة االوروبية من أجل تدعيم إصالح النظام المصرفي الذي يعد أساس‬
‫(‪)2‬‬
‫تحسين وتطوير الخدمات المالية التي تعتبر من أهداف التعاون األوروبي‪.‬‬

‫‪ -1‬نورة بوالخضرة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.21‬‬


‫‪ -2‬نورة بوالخضرة ‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.22‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫الداخلية‪:‬‬
‫الدوافع ّ‬
‫ب‪ّ -‬‬
‫تندرج عملية خوصصة البنوك ضمن مراحل إصالح القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬بل تعتبر من‬
‫أصعب المراحل فيه‪ ،‬فتحويل البنوك العمومية إلى بنوك خاصة يتطلب إصالح داخلي وبيئة تتسم بحرية‬
‫اقتصادية فعلية‪ ،‬مما يحثها على التحديث واالستجابة للمقاييس العالمية التي يجب أن تتوفر في البنوك‬
‫حتى تبقى على ساحة المنافسة‪ ،‬فإذا لم تفعل ذلك فإنها ستندثر أمام البنوك األجنبية ذات الخدمات‬
‫المصرفية العالية التي دخلت السوق الجزائرية(‪.)1‬‬

‫ولذلك يمكن القول أنه من بين أهم الدوافع الداخلية التي شجعت على التوجه نحو خوصصة‬
‫البنوك العمومية‪ ،‬أن هذه األخيرة تزيد من كفاءة األنظمة االقتصادية الحرة التي تعتمد آليات السوق‬
‫والمنافسة وترفع فعالية ومعدالت األداء‪ ،‬كما أنها تزيد من الجودة‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن الخوصصة تساعد‬
‫في‪:‬‬

‫‪ -‬معالجة ضعف ونقص الكفاءة االقتصادية المرتبطة بالملكية العامة للمصارف‪ ،‬وزيادة حصيلة الدولة‬
‫من بيع البنوك العمومية‪ ،‬وبالتالي زيادة اإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع القطاع المصرفي الخاص على القيام بدوره في التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين نوعية الخدمات المقدمة‪ ،‬وبالتالي زيادة القدرة على المنافسة في األسواق المحلية والخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر الخوصصة الوسيلة المنافسبة لتحقيق مزيد من الحرية الشخصية وايجاد الحافز الشخصي على‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وتحقيق اإلنضباط في مختلف مجاالت العمل بما فيها القطاع المصرفي‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫زيادة األرباح لكل من العامل والبنك الذي يعمل فيه‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة المنافسة المصرفية وتحسين األداء االقتصادي‪ ،‬من خالل زيادة ابتكار خدمات مصرفية جديدة‪،‬‬
‫وبأقل تكلفة ممكنة وسعر تنافسي‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط سوق األوراق المالية وتوسيع قاعدة ملكية األسهم‪ ،‬وهذا من خالل األسهم المطروحة في‬
‫السوق المالي من طرف المصارف العامة‪ ،‬وبالتالي زيادة حجم السوق وتطويره‪.‬‬
‫‪ -‬تحديث اإلدارة وزيادة كفاءة الخدمات المصرفية‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيد األسواق العامة وادارة أفضل للسياسة النقدية من خالل تخفيض سيطرة الدولة على البنوك‬
‫‪ -‬تسهيل مشاركة األجانب واالستفادة من خبراتهم في عملية الخوصصة‪ ،‬مما يسمح بنقل التكنولوجيا‬
‫وتقنيات العمل‪ ،‬إضافة إلى االندماج واالنفتاح على االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪-1‬نورة بوالخضرة‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.21‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫الصعوبات التي تواجه خوصصة البنوك العمومية في الجزائر‪:‬‬


‫‪ّ -2‬‬
‫حاولت الجزائر خوصصة بعض بنوكها وفاءا لتعهّداتها المقدمة للمؤسسات المالية الدولية في‬
‫إطار برنامج اإلصالح الهيكلي‪ ،‬وكانت البداية مع "بنك التنمية الفالحية" ومشروع خوصصته‪ ،‬إذ تم‬
‫إعداد دراسة تقييمية تحضيرية لخوصصة هذا البنك من طرف المكتب الدولي "كوبلرويلبرن" وذلك بطلب‬
‫من البنك العالمي بغية الدخول في شراكة وطنية – أجنبية‪ ،‬ليس فقط لتحديث القطاع المصرفي‪ ،‬وانما‬
‫إلعادة تقييمه خاصة وأنه هناك بنوك أجنبية مستعدة للمساهمة مساهمة فعلية ومعتبرة تقدر ما بين ‪%55‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و‪ %20‬في رأس مال البنوك العمومية في الجزائر‪.‬‬

‫لكن هذا االقتراح قُوبل بالرفض من طرف إطارات هذه المؤسسة اتجاه خوصصة مؤسساتهم‬
‫والقطاع المالي عموما‪.‬‬

‫أما التجربة الثانية فكانت متعلقة ببنك "القرض الشعبي الجزائري" الذي تم فتح رأسماله لمساهمات‬
‫القطاع الخاص في إطار الخوصصة الجزئية‪ ،‬فارتفع رأسماله سنة ‪ 8990‬من ‪ 0531‬إلى ‪ 8031‬مليار‬
‫دينار جزائري‪ ،‬وتم التفاوض فيما يخص خوصصة هذا البنك ثالث مرات‪ ،‬إال أنه في كل مرحلة تبؤ‬
‫بالفشل نظ ار لنسبة التنازل التي تريدها الدولة والتي ال تتعدى ‪.%20‬‬

‫من خالل هاتين التجربتين يتبين بكل وضوح بأن خوصصة البنوك العمومية في الجزائر ليست‬
‫بالعملية السهلة‪ ،‬فهناك اتجاه يؤكد على أن الوصول إلى خوصصة البنوك العمومية يقتضي المرور بعدة‬
‫خطوات إصالحية كالتطهير واعادة الرسملة‪ ،‬فبالنسبة للبنوك فاألمر ليس بالسهولة المتوقعة لذلك‪،‬‬
‫فالخوصصة من شأنها السماح بالقضاء على المؤسسات األقل نجاعة‪ ،‬وبالتالي توفير موارد إضافية‬
‫الستعمالها في مجاالت ذات إنتاج أكبر ومردودية أفضل‪ ،‬كما أن االقتصاد الحر يشترط العمل بآليات‬
‫معينة كحرية المنافسة وحرية الملكية واإلنتاج‪ ،‬وهذا ما لن يتحقق في ظل المؤسسات المفلسة والعاجزة‬
‫عن التطور والتجديد ومواكبة قوانين وشروط اقتصاد السوق‪ ،‬لذلك فإن تصفية مثل هذه المؤسسات‬
‫وتحويل ملكيتها إلى القطاع الخاص أصبح أم ار ضروريا‪ ،‬ألن المشاريع الخاسرة ال ينتج عنها سوى‬
‫إضافة عبء ثقيل على كاهل الدولة‪ ،‬لذا فعلى البنوك أن تخضع إلجراءات التصفية المعروفة‬
‫(‪)2‬‬
‫والمنصوص عليها في القانون التجاري‪.‬‬

‫ورغم ذلك ما يمكن قوله هو أن البنوك العمومية تسيطر على مختلف مجاالت النشاط البنكي سواء كان‬
‫دلك من جانب الموارد أو اإلستخدامات أو حتى قنوات التوزيع‪ ،‬وبالتالي ال يمكن القول بوجود منافسة بين‬
‫البنوك العامة والخاصة بالجزائر‪.‬‬

‫‪ -1‬نورة بوالخضرة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ 22‬و‪.20‬‬


‫‪ -2‬نورة بوالخضرة ‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.20‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬البنوك الخاصة‬

‫يعرف البنك الخاص بأنه‪ :‬منشأة مالية ذات رأس مال خاص تتخذ من اإلتجار بالنقود حرفة لها‬
‫وتنصب عملياتها على تجميع النقود الفائضة عن حاجات الجمهور واقراضها لآلخرين وفق أسس ومعايير‬
‫متفرقة‪.‬‬

‫عقب التكريس القانوني لمبدأ المنافسة الحرة على مستوى القطاع المصرفي من خالل القانون‬
‫‪ 09/09‬المتعلق بالنقد والقرض إستغل المستثمرون الخواص تحرير هذا القطاع اإلستراتيجي الذي كانت‬

‫تعرقله عراقيل عديدة وبادروا بإنشاء مؤسسات مصرفية خاصة(‪ )1‬ويعتبر الخليفة بنك أول بنك تم تأسيسه‬
‫برأس مال وطني مئة في مئة ثم إعتماده من طرف مجلس النقد والقرض كشركة أسهم برأس مال قدر‬

‫ب‪ 231 :‬مليون دوالر وحصل على الترخيص في ‪ 81‬مارس ‪ 0002‬ليمارس كل العمليات المعترف‬

‫بها للبنوك قانونا‪.‬‬

‫وقد اعتبرت البنوك الخاصة بالنسبة لألغلبية "بر األمان" من المعاناة التي سببتها البنوك العمومية‬
‫للزبائن الذين وجدوا أنفسهم أمام فرصة التحرر بعدما فرض عليهم الواقع االقتصادي لسنوات طويلة نظاما‬
‫إحتكاريا تنعدم فيه أبسط شروط التنافسية فكان القطاع المصرفي الخاص يتكون من عدة بنوك خاصة‬
‫ذات رأس مال جزائري نذكر على سبيل المثال منها‪ :‬بنك الخليفة(‪ ،)2‬البنك الصناعي والتجاري(‪ ،)3‬الشركة‬
‫الجزائرية للبنك(‪ ،)4‬وكانت كذلك البنوك األجنبية مكان في الجهاز المصرفي الجزائري ندكر منها‪:‬‬

‫ستي بنك األمريكي ‪ :Citi Bank‬يعتبر من أكبر البنوك العالمية في تسيير أسواق الصرف‬
‫تحصل على اإلعتماد في ماي ‪ 0002‬من مجلس النقد والقرض برأس مال قدره ‪ 038‬مليار دينار جزائري‬
‫ويقع مقره في األوراسي‪.‬‬

‫الشركة العامة الفرنسية ‪ La sociét générale‬والتي فتحت فرعا لها بالجزائر في‬
‫‪ 0002/92/01‬برأس مال قدره خمس مائة مليون دينار جزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬ليلة بن مدخن‪ .‬تأثير النظام المصرفي على حركة اإلستثمار في الجزائر‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجيستير‪ .‬كاشير عبد القادر‪.‬‬
‫جامعة جيجل‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .‬دون سنة التخرج‪ .‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬مقرر رقم ‪ 92/02‬مؤرخ في ‪ 0001/91/ 81‬يتضمن إعتماد بنك الخليفة‪ .‬الجريدة الرسمية ‪. 15‬‬
‫‪ -3‬مقرر رقم ‪ 92/02‬مؤرخ في ‪ 0002/90/82‬يتضمن إعتماد البنك الصناعي والتجاري‪ .‬الجريدة الرسمية ‪.15‬‬
‫‪ -4‬مقرر رقم ‪ 998/00‬مؤرخ في ‪ 0000/09/82‬يتضمن إعتماد الشركة الجزائرية للبنك‪ .‬الجريدة الرسمية ‪.20‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫لقد إهتزت ثقة الزبائن في البنوك الخاصة الجزائرية نتيجة للنتائج السيئة التي تجسدت في الخليفة‬
‫بنك الذي تم سحب إعتماده بقرار اللجنة رقم ‪ 8995/95‬بتاريخ ‪80‬ماي ‪ ،8995‬وخسرت الخزينة‬
‫العمومية إثر ذلك قرابة ‪ 8‬مليار دوالر‪ .‬ومنه قامت الدولة بإعادة النظر في البنوك الخاصة فمنذ ‪8995‬‬
‫ضيق النظام البنكي من البنوك الخاصة حيث قام بحل معظمها‪ ،‬كما رفع من رأس مال البنوك إلى أربعة‬
‫أضعاف ما كانت عليه مما أدى إلى طلب بعضها سحب اإلعتماد لعجزها عن تحقيق المبلغ المحدد في‬
‫النظام ‪.)1(92/92‬‬

‫وما يالحظ في البنوك الخاصة سيطرة البنوك األجنبية التي يعد معظمها فروع البنوك العالمية‬
‫الكبرى و يقتصر نشاطها على تسيير العمليات المالية للشركات األجنبية التابعة لبلدانها‪.‬‬

‫المصرفي‬
‫ْ‬ ‫الضرورية لمزاولة النشاط‬
‫شروط ّ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ال ّ‬
‫أمام أهمية النشاط المصرفي في ظل تكريس مبدأ حرية والتجارة الصناعة (‪ )2‬جعل المشرع هذا‬
‫األخير في تبعية للدولة من خالل إخضاعها لنظام استثنائي مقارنة باألنشطة التجارية األخرى بصفة‬
‫عامة حيث تظهر الطبيعة اإلستثنائية للنظام المطبق على النشاط المصرفي من خالل الشروط الواجب‬
‫توافرها في المؤسسة المصرفية إلى جانب تحديده القواعد التي تحكمها أثناء نشاطها‪ ،‬حيث هناك شروط‬
‫مرتبطة بتأسيس المؤسسة المصرفية وشروط مرتبطة باكتساب حق ممارسة النشاط المصرفي‪.‬‬

‫وتتنوع الشروط إلى شروط موضوعية‪ ،‬يتعلق بعضها بالمؤسسة المصرفية والبعض اآلخر‬
‫بالمسيرين‪ ،‬وأخرى ضوابط شكلية تتمثل في الحصول على الترخيص واإلعتماد‪ ،‬ينبغي ان يستجيب لها‬
‫األنظمة الصادرة‬
‫الراغب في تأسيس بنك أو مؤسسة مالية أو حتى فتح بنك أجنبي حسب األمر ‪ 00/95‬و ْ‬
‫ماسيتم دراسته في مطلبين‬
‫ُ‬ ‫عن مجلس النقد والقرض‪ ،‬وهذا‬

‫المطلب األول‪ :‬الشروط الموضوعية‬


‫بإعتبار أن المصرف اإلطار الطبيعي الذي تتجمع فيه المدخرات الوطنية لكافة فئات المجتمع‬
‫لتخرج منه بعد ذلك على شكل قروض واعتمادات للمشاريع الصناعية والتجارية أوجب المشرع من أجل‬
‫تأسيس مصرف شروطا موضوعية ستُدرس في الفرع األول ان تأخذ هذه المؤسسات المصرفية شكال‬
‫معينا من الشركات و في الفرع الثاني أن تكون مالكة لحد أدنى من رأس المال أما الفرع الثالث سيتناول‬
‫الشروط التي فرضها المشرع في مسيريها‪.‬‬

‫‪ -1‬نظام ‪ 92/92‬المؤرخ في ‪ 8992/08/85‬المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر‪.‬الجريدة‬
‫الرسميةالعدد‪ 18‬المؤرخة في ‪ 82‬ديسمبر ‪.8992‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 51‬من دستور ‪ .01‬الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ 225/01‬المؤرخ في ‪ 1‬فيفري‪ .0001‬يتعلق بنشر نص تعديل‬
‫الدستور‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪. 0‬الصادر في ‪2‬ديسمبر‪.0001‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬الشكل القانوني للمؤسسة المصرفية‬

‫حسب تعريف البنك بأنه شخص معنوي(‪ )1‬مهمتُه العادية والرئيسية ممارسة األعمال المصرفية‬
‫يكون المشرع قد إستبعد نهائيا إمكانية ممارسة هذه األخيرة من قبل األشخاص الطبيعية‪ ،‬وطبقا لما تنص‬
‫عليه المادة ‪ 25‬الفقرة األولى من األمر ‪ 00/95‬إذ تتخذ البنوك والمؤسسات المالية شكل مساهمة(‪)2‬التي‬

‫جاء نصها‪" :‬يجب أن تؤسس البنوك والمؤسسات المالية الخاضعة للقانون الجزائري في شكل‬
‫شركات مساهمة‪ ،‬ويدرس المجلس جدوى اتخاذ بنك أو مؤسسة مالية شكل تعاضدية"‪.‬‬

‫فاالستثناء من المادة ‪ 25‬من قانون ‪ ،00/95‬فإنه مكن البنك أن يتخذ شكل تعاضدية كما هو‬
‫الشأن بالنسبة لصندوق التعاون الفالحي فهو تعاونية تعاضدية رخص له مجلس النقد والقرض القيام‬
‫بعمليات البنوك(‪.)3‬‬

‫وتعتبر شركات المساهمة النموذج األمثل لشركات األموال نظ ار لقدرتها الفائقة على جمع األموال‬
‫الالزمة للنهوض بالمشاريع االقتصادية الكبرى التي يعجز أمامها األفراد وشركات األشخاص‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أنه إذا كان المشرع حصر المؤسسة المصرفية في شركة مساهمة كأصل‪ ،‬فإنه‬
‫أورد استثناء على هذه القاعدة حيث جعل هناك إمكانية في أن تتخذ المؤسسة المصرفية شكل تعاضدية‪،‬‬
‫استنادا لنص المادة ‪ 25‬في الفقرة الثانية من األمر ‪ 00/95‬السالف الذكر‪ ،‬مع استبعاده الشخص الطبيعي‬
‫من القيام باألعمال المصرفية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الرأس مال األدنى للمؤسسة‬

‫لما اعتبر المشرع شركة المساهمة الشكل النموذجي األمثل للمشاريع اإلقتصادية الكبـرى لكونها‬
‫تتطلب إستثمارات مالية ضخمة كان لرأسمال شركة المساهمة أهمية بالغة لكونه يعد الضمان الرئيسي‬
‫المق ـرر لدائنـي الشركة‪ ،‬نظـ ار لخصوصيـة النشـاط الـذي تمـارسـه هـذه األخيـرة والـذي جعـ ـل المشـرع يخض ـع‬
‫الرأسمال األدنى لقواعد خاصة نظمها مجلس النقد والقرض(‪)4‬بموجب النظام رقم ‪ ،)1(95/05‬حيث جاءت‬

‫‪-1‬حتى يحصل على الشخصية المعنوية يجب أن تتوفر لديه جميع الشروط الموضوعية العامة لتأسيس شركة الممثلة في‪ :‬المحل‪،‬‬
‫الرضاوالسبب‪ ،‬وكذلك الشروط الموضوعية الخاصة وهي نية اإلشتراك‪ ،‬إقتسام األرباح‪ ،‬تعدد الشركاء وتقديم الحصص إضافة الى دلك‬
‫يجب توفر الشروط الشكلية‪.‬‬
‫‪ -2‬تُعرف شركة المساهمة في المادة ‪ 108‬القانون التجاري‪" :‬هي الشركة التي ينقسم رأس مالها إلى أسهم وتتكون من شركات ال‬
‫يتحملون الخسائر إال بقدر حصتها‪"...‬‬
‫‪ -3‬نورة بوالخضرة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.081‬‬
‫‪ -4‬مجلس النقد والقرض‪ :‬هيئة إدارية مركزية‪ .‬سلطة نقدية استحدثت بموجب قانون ‪ 09/09‬بغية تنظيم المهنة البنكية جاء في الكتاب‬
‫الرابع من األمر ‪00/95‬يؤدي دوره في وضع ومراقبة شروط إعتماد البنوك وكدا تحديد رأسمالها –رقابة قبلية‪ -‬يرأس مجلس النقد‬

‫‪- 20 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫المادة األولى منه بأنه أصبحت كيفية تحرير رأس المال األدنى للمؤسسات المصرفية يخضع للقواعد‬
‫المطبقة على شركات المساهمة وبالتالي خضوعها لشروط وأحكام القانون التجاري(‪ )2‬والسيما المادة ‪101‬‬
‫حيث تنص على أنه‪" :‬يجب أن يكتتب رأس المال بكامله وتكون األسهم المالية مدفوعة عند االكتتاب‬

‫بنسبة (‪ ) 0/2‬على األقل من قيمتها اإلسمية ويتم وفاء الزيادة مرة واحدة أو عدة مرات بناءا قرار مجلس‬
‫اإلدارة أو مجلس المديرين حسب كل حالة وفي أجل ال يمكن أن يتجاوز خمس سنوات من تاريخ تسجيل‬
‫الشركة في السجل التجاري‪ "...‬وعليه رأس المال األدنى المشترط للبنوك يجب أن يحرر بكامله عند إعداد‬
‫مشروع تأسيسها كبنك ألنه من الشروط التي يتأكد مجلس النقد والقرض من توافرها لاللتحاق بالمهنة‬
‫المصرفية(‪.)3‬‬
‫)‪(4‬‬
‫التي تنص‪ ":‬يجب على البنوك و المؤسات المالية‪،‬‬ ‫وهذا م أكدته المادة الثانية من النظام ‪90/92‬‬
‫المؤسسة في شكل شركات مساهمة خاضعة للقانون الجزائري أن تملك ‪ ،‬عند تأسيسها ‪ ،‬رأسمال محر ار‬
‫كليا ونقدا‪"...‬‬

‫وبإعتبار بأن الضمان العام للمؤسسة المصرفية هو رأس مالها الذي يوفر الثقة واإلئتمان في‬
‫نفوس المتعاملين معها‪ ،‬ونظ ار للخطورة التي تنطوي على ممارسة النشاط المصرفي وتوخيا للفضائح التي‬
‫عرفتها بعض البنوك الخاصة أمثال خليفة بنك مع دائنيها‪ ،‬لم يستقر التنظيم المتعلق بالحد األدنى من‬
‫الرأس مال المفروض على البنوك والمؤسسات المالية عند التأسيس‪.‬‬

‫وفي هذا الشأن صدر أول نظام عن مجلس النقد والقرض بتاريخ‪ 92 :‬جويلية ‪ 0009‬قدر الحد‬
‫األدنى لرأسمال البنوك بخمس مائة مليون دينار جزائري‪ ،‬ثم تم تعديل هذا الحد األدنى بموجب النظام‬
‫‪ 90/92‬المؤرخ في‪ 2 :‬مارس ‪ 8992‬حيث أصبح الحد األدنى الواجب على البنك هو مليارين وخمس‬
‫مائة مليون دينار جزائري‪ ،‬ومن أجل مواصلة السلطات الجزائرية إصالحها للنظام المصرفي واستكماال‬
‫لإلصالحات التي تمت خالل ‪ ،8992‬فقد تم رفع رأس مال البنوك الناشطة في الجزائر سنة ‪ 8992‬إلى‬
‫عشرة ماليير دينار جزائري والمؤسسات المالية إلى ثالث ماليير وخمس مائة دينار جزائري‪.‬‬

‫والقرض محافظ بنك الجزائر‪ .‬ويعقدالمجلس أربعة دورات عادية في السنة على األقل ويستلزم عقد اإلجتماعات حضور ستة‪ 1‬أعضاء‬
‫على األقل‪.‬وال يمكن ألي مستشار أن يمنح تفويضا لتمثيله في المجلس‪.‬‬
‫‪ -1‬نظام رقم ‪ 95/05‬المؤرخ في ‪2‬جويلية ‪ .0000‬يعدل ويتم النظام رقم ‪ 90/09‬المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك والمؤسسات‬
‫العاملة في الجزائر‪ .‬الجريدة الرسمية العدد‪.90‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 10/11‬المؤرخ في ‪81‬سبتمبر‪ .0011‬المتضمن القانون التجاري معدل ومتمم بمرسوم ‪. 92/05‬المؤرخ في‬
‫‪ .0005/92/81‬الجريدة الرسمية العدد ‪. 81‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Said Dib. Actionnariat et capital des banques et des établissements financiers. Media Bank (le‬‬
‫‪journal interne de banque d’Algérie). N°42.1990. p1.‬‬
‫‪ -4‬النظام رقم ‪ .90/92‬المؤرخ في ‪ 92‬مارس ‪ 8992‬يتعلق بالحد األدنى للبنوك و المؤسسات المالية العاملة في الجزائر ‪.‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 81‬الصادرة في ‪ 82‬أفريل ‪.8992‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫مع اإلشارة أنه تطبق نفس األحكام على المؤسسات المصرفية الكائن مقرها الرئيسي في الخارج‬
‫والتي لها فروع في الجزائر‪ ،‬وتخصص لفروعها مبلغا يساوي على األقل الرأسمال األدنى المطلوب تأمينه‬
‫لدى المؤسسات المصرفية(‪.)1‬‬

‫ويالحظ أن المشرع فرض على البنوك مبلغا ضخما مقارنة بنظيرتها المؤسسات المالية ‪،‬رغم أن‬
‫لها مصادر متعددة في تمويل نشاطها على خالف المؤسسات المالية التي تستعمل أموالها الخاصة دون‬
‫أن تتلقى األموال من الجمهور وهذا فارق جوهري ‪.‬‬

‫إن المشرع عندما حدد الحد األدنى من الرأسمال المطلوب للمصرف المقدربعشرة ماليير دينار‬
‫جزائري ال يتوقف على حجم النشاط بقدر ما يتوقف على األخطار العامة التي تواجهها المصارف لكون‬

‫رأسمالها ُيعد كضمانة لفائدة المودعين‪ ،‬لمواجهة أي خطر قد يعترض البنك أثناء حياته وألجل حماية‬
‫هؤالء المودعين أوجب المشرع في الباب الخامس ضمانات الودائع في المادة ‪ 002‬من قانون ‪09/09‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الصادر في ‪ 92‬مارس ‪ 8992‬الذي يخص نظام الودائع المصرفية ويهدف إلى‬ ‫المعدلة بالنظام‪95/92‬‬
‫تعويض المودعين في حالة عدم إمكانية الحصول على ودائعهم من بنوكهم يودع الضمان لدى بنك‬
‫الجزائر‪ ،‬حيث يقدر ب‪ %0‬من المبلغ اإلجمالي للودائع المسجلة في ‪ 50‬ديسمبر في كل سنة بالعملة‬
‫المحلية وهذا نتيجة لألزمة التي عرفتها الجزائر حيث تم إقصاء أغلب البنوك الخاصة من الساحة‬
‫المصرفية مثل‪" :‬الخليفة بنك"‪" ،‬البنك الصناع التجاري الجزائري"‪" ،‬يونيون بنك"‪ ،‬وكل من الشركة الجزائرية‬
‫ل لبنك و"منى بنك"‪ ،‬و"آركو بنك" وهي كلها بنوك خاصة ذات رأس مال وطني تم سحب اعتمادها من‬
‫طرف اللجنة المصرفية حسب ما صرح به محافظ بنك الجزائر محمد لكصاصي أمام نواب المجلس‬
‫الشعبي الوطني مما قلص من نسبة البنوك الخاصة التي ال تمثل سوى حوالي‪ %1‬مقابل ‪%01‬بالنسبة‬
‫للبنوك العمومية‪.‬‬

‫شروط المتعلقة بالمسيرين‬


‫الفرع الثالث‪ :‬ال ّ‬
‫إن ما يتحمله المسيرين في البنوك والمؤسسات المالية من أعباء ومسؤولية وغيرها من سلبيات‬
‫(‪)3‬‬
‫إذ هم مطالبون‬ ‫المهنة البنكية والتخصص باعتبارهم العنصر األول واألساسي لنجاح النشاط البنكي‬
‫بإسداء خدمات مصرفية رفيعة ومتميزة لزبائنها وقد صنف قانون النقد والقرض الساري المفعول هذه‬
‫الشروط إلى صنفين متعلقة األولى بالعدد والثانية بالخبرة والنزاهة‪.‬‬

‫‪ -1‬زكية محلوس‪ .‬أثر تحرير الخدمات المصرفية على البنوك العمومية‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬زايري بلقاسم‪ .‬جامعة‬
‫ورقلة‪.‬كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪ 8990/8992 .8990/00/82 .‬ص‪ 29‬و‪.09‬‬
‫‪ -2‬النظام ‪ 95/92‬المؤرخ في ‪ 92‬مارس ‪ .8992‬المتعلق بنظام ضمان الودائع المصرفية‪ .‬الجريدة الرسميةالعدد ‪.51‬المؤرخة في ‪98‬‬
‫جويلية ‪.8992‬‬
‫‪ -3‬نجاة طباع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.90‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪:‬عدد ا لمسيرين‬

‫لقد أوجب قانون النقد والقرض‪ 09/09‬في مادته ‪ 09‬على البنوك والمؤسسات المالية وكدا فروع‬
‫البنوك والمؤسسات المالية األجنبية‪ ،‬أن يتولى شخصان على األقل تحديد االتجاهات الفعلية لنشاطها‬
‫ويتحمالن أعباء تسييرها كما يجب أن يتوفر في المسيرين والمؤسسين شروط محددة‪ ،‬فقد أوردها المشرع‬
‫(‪)1‬‬
‫المؤرخ في ‪88‬مارس‪ 0008‬المتعلق بالشروط التي يجب أن تتوفر في مؤسسي‬ ‫بالنظام رقم ‪91/08‬‬
‫البنوك والمؤسسات المالية وممثليها‪.‬‬

‫وقد عرفت المادة الثانية من النظام ‪ 91/08‬المؤسسين كما يلي‪ ":‬هم األشخاص الطبيعيون وممثلوا‬
‫األشخاص المعنويون الدين يشاركون مشاركة مباشرة أو غير مباشرة في أي عمل غرضه تأسيس مؤسسة"‬
‫وحسب ما ورد في المادة ‪ 91‬من النظام رقم ‪ ،98/08‬تتعلق هذه الشروط باألخالق والشرف‪،‬‬
‫وتوفرها في المسيرين مطلوب سواء قبل تعينهم أو أثناء ممارستهم لنشاطهم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫شروط تمتعها بصفة المقيمين واذا كانت قائمة‬ ‫وأضافت المادة ‪ 95‬من النظام رقم ‪98/91‬‬
‫المسيرين الرئيسيين تضم أكثر من شخصان فيجب أن يتمتع إثنان على األقل منهم بصفة المقيمين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الخبرة والنزاهة‬


‫بالنظر الى الخطورة التي ينطوي عليها النشاط المصرفي ‪،‬نظ ار لتعلق األمر بأموال اآلخرين‪ ،‬وقصد‬
‫ضمان السير الحسن للبنك‪ ،‬فإن أوجب على المسيرين أن يكونوا مؤهلين لتأدية وظائفهم بكيفية تجنب‬
‫زبائن البنك‪ ،‬و ال سيما المودعون‪ ،‬من أية خسارة وتحمي مصالحهم(‪ ،)3‬كما أوجب أن تتوفر فيهم صفات‬
‫كافية من حيث الكفاءة التقنية والقدرة على التسيير فالمسيرين ملزمون بتقديم المعلومات التي تمكن‬
‫المحافظ من التأكد من توافرهم على الخبرة باإلطالع على مسارهم المهني ‪.‬‬

‫كما حددت المادة الثانية من التعليمة رقم ‪ 91/8999‬المتعلقة بشروط ممارسة مهنة مسيري‬
‫البنوك والمؤسسات المالية ومسيري فروع البنوك والمؤسسات المالية األجنبية‪ ،‬المسيرين الخاضعين لشروط‬
‫االعتماد من محافظ بنك الجزائر وهم ‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 98‬من النظام رقم ‪ 91/08‬المؤسسين‪" :‬هم األشخاص الطبيعيون وممثلوا األشخاص المعنيون الذين يشاركون مشاركة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة في أي عمل غرضه تأسيس مؤسسة"‪.‬‬
‫‪" -‬المسير كل شخص طبيعي له دور تسيري في مؤسسة كالمدير العام‪...‬يتمتع بسلطة اتخاذ باسم المؤسسة إلتزامات تصل‪."...‬مؤرخ‬
‫في ‪88‬مارس ‪ .0008‬يتعلق بالشروط التي يجب أن تتوفر في مؤسسي البنوك والمؤسسات المالية ومسيريها وممثليها‪ .‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 92‬المؤرخة في ‪91‬فب ارير‪.0005‬‬
‫‪ -2‬نظام رقم ‪ .98/91‬مؤرخ في ‪ 82‬سبتمبر يحدد شروط تأسيس بنك ومؤسسة مالية وشروط إقامة فرع بنك أو مؤسسة مالية أجنبية‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ .11‬الصادرة في ‪ 88‬ديسمبر‪.8991‬‬
‫‪ -3‬المادة‪ 95‬فقرة‪ .5‬نظام رقم‪ .91/08‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أعضاء من مجلس اإلدارة أو مجلس المراقبة ‪،‬‬


‫‪ -‬رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬وشخص على األقل من بين من لهم مسؤوليات عليا على مستوى البنك أو‬
‫المؤسسة المالية‪،‬‬
‫‪ -‬أعضاء مجلس اإلدارة بما فيهم الرئيس‪ ،‬في حالة البنوك و المؤسسات المالية التي تمتلك مجلس‬
‫للمراقبة ‪،‬‬
‫‪ -‬المدير العام وعلى األقل شخص من بين األشخاص المتمتعين بمسؤوليات عليا معينين من الجهاز‬
‫المؤهل للمؤسسة األم فيما يخص فروع البنوك األجنبية‪،‬‬
‫‪ -‬على األقل شخصين من المتمتعين بمسؤوليات عليا فيما يخص إدارة تمثيل البنوك و المؤسسات‬
‫المالية األجنبية ‪.‬‬

‫وج اءت المادة الرابعة من نفس التعليمة تحدد الوثائق الواجب على المسيرين تقديمها‪ ،‬سواء كانوا‬
‫أعضاء في مجلس المديرين أو مجلس المراقبة أو مجلس اإلدارة‪ ،‬من بينها وثائق تثبت الخبرة المهنية‬
‫وأخرى تبين المؤهالت وال سيما تلك المتعلقة بـ‪:‬‬

‫‪ -‬الحالة المدنية‬
‫‪ -‬النزاهة‬
‫‪ -‬الخبرة المهنية‬
‫‪ -‬المؤهالت‬

‫هذه المعلومات تكون مرفقة برسالة تعهد من المعني باألمر(المسير) حيث حدد نموذج عن هذه‬
‫الرسالة في الملحق من هذه التعليمة‪ ،‬كما يجب على المسيرين اإلجابة على اإلستمارة الملحقة في الملحق‬
‫الثاني من ذات التعليمة والتي توضح أكثر تفصيل المعلومات التي تطلبتها المادة الرابعة أعاله (‪.)1‬‬

‫وقد جاءت المادة ‪ 29‬من قانون النقد والقرض بما يلي‪..." :‬ال يجوز ألي كان أن يكون مؤسسا‬
‫لبنك أو مؤسسة مالية أو عضو في مجلس‪...‬إذا حكم عليه بسب ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬الخيانة‪،‬‬
‫‪ -‬إختالس أو غدر أو سرقة أو نصب أو إصدار شيك بدون رصيد أو خيانة األمانة‪،‬‬
‫‪ -‬حجز عمدي بدون وجه حق ارتكب من مؤتمنين عموميين أو ابتزاز أموال أو قيم‪،‬‬
‫‪ -‬اإلفالس‪،‬‬
‫‪ -‬مخالفة التشريع أو التنظيم الخاصين بالصرف‪،‬‬
‫‪ -‬التزوير في المحررات الخاصة التجارية أو المصرفية‪،‬‬
‫‪ -‬مخافة قوانين الشركة‪،‬‬

‫‪ -1‬كريمة تدريست‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.091‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬إخفاء أموال استلمها إثر إحدى هذه المخالفات‪."...‬‬

‫ويالحظ من نص هذه المادة أن المشرع وسع من دائرة المنع‪ ،‬فال يقتصر األمر على المؤسسين‬
‫أو أعضاء مجلس إدارة بل يشمل كل شخص له دور تسيري سواء كان يقوم بذلك أصالة أو نيابة أو‬
‫يتمتع فقط بحق التوقيع(‪.)1‬‬

‫وفي حالة ما إذا فقد أحد المسيرين إحدى الشروط المطلوبة حسب نص المادة ‪ 29‬من األمر‬
‫‪ ،00/95‬حيث يمكن لمحافظ(‪)2‬بنك الجزائر أن يسحب منه اإلعتماد وفقا لنص المادة ‪ 91‬من التعليمة رقم‬
‫‪ 91/8999‬وال سيما إذا‪:‬‬

‫‪ -‬خرق أحكام قانون النقد والقرض‪،‬‬


‫‪ -‬لم يعد يستجيب لمتطلبات النزاهة واألخالق‪،‬‬
‫‪ -‬ارتكب خطأ مهنيا جسيما في ممارسة وظيفته‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‬


‫إن توفر الشروط الموضوعية ال يكفي لممارسة المهنة البنكية بل ال بد من وجود شروط شكلية‬
‫تكمل الشروط الموضوعية‪ ،‬ويتعلق األمر أساسا بضرورة الحصول على رخصة من السلطات اإلدارية‬
‫المصرفية تتمكن هذه األخيرة من خاللها من مراقبة مدى احترام المؤسسة في تأسيسها إلى التشريع‬
‫والتنظيم وكدا مالئمة اإلنشاء مع الظروف اإلقتصادية‪ ،‬ومنه فإن إقامة البنوك والمؤسسات المالية وكدا‬
‫فروع البنوك األجنبية في الجزائر وممارسة نشاطها يخضع لشروط موضحة في الفرع األول يتناول‬
‫الحصول على الترخيص والفرع الثاني القيد في السجل التجاري أما الفرع الثالث فيتطرق إلى الحصول‬
‫على قرار اإلعتماد وبالتالي ممارسة النشاط المصرفي ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحصول على الترخيص‬

‫ال بد عند تأسيس كل بنك خاضع للقانون الجزائري‪ ،‬أو فتح فروع في الجزائر للبنوك األجنبية‪،‬أو فتح‬
‫تمثيل لمصرف أجنبي من ترخيص مجلس النقد والقرض لدلك يتعين على المعني باألمر توجيه طلب‬
‫مستوف الشروط المطلوبة قانونا‬

‫‪ -1‬ليندة شامبي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -2‬المحافظ‪ :‬يتولى إدارة بنك الجزائر يساعده ثالث نواب محافظ‪ .‬يعين جميعهم بموجب مرسوم من رئيس الجمهورية (المادة ‪ 05‬من‬
‫األمر ‪ .)00/95‬ولعل هذه الطريقة في التعيين هي تكريس للمادة ‪ 12‬من دستور ‪.0001‬‬
‫لم يحدد المشرع مدة سواء للمحافظ أو نوابه على رأسّ إدارة بنك الجزائر‪ .‬عكس ما كان عليه في القانون ‪ .09/09‬المتعلق بالنقد‬
‫والقرض التي كانت للمحافظ ‪ 1‬سنوات ونوابه ‪ 1‬سنوات غير قابلة للتجديد إال مرة واحدة‪.‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬إجراء الحصول على الترخيص‬

‫‪ -1‬تعريف الترخيص‪:‬‬

‫الترخيص عبارة عن إجراء يمكن اإلدارة من خالله أن تمارس رقابة صارمة على بعض األنشطة‪،‬‬
‫بحيث تخضع هذه األخيرة إلى دراسة دقيقة ومفصلة فهذا النوع من اإلجراءات يسمح لإلدارة بممارسة‬
‫سلطتها ورقابتها بشكل مستمر على مثل هذه األنشطة(‪.)1‬‬

‫غير أنه يجب أن نفرق بين الترخيص كإجراء تنظيمي أولي الكتساب صفة المصرف بين‬
‫الترخيص بالقيام باألعمال المصرفية بحيث أنهما يتفقان من حيث أنه في كلتا الحالتين‪ ،‬يعتبر مجلس‬
‫النقد والقرض السلطة المختصة به‪ ،‬بينما ما يفترقان من حيث أنه في الحالة األولى يكون الهدف من‬
‫الترخيص إضفاء صفة المصرف والقيام باألعمال المصرفية ال يكون إال كنتيجة للحصول عليه‪ ،‬غير أنه‬
‫في هذه الحالة يجب الحصول على االعتماد‪ ،‬بينما في الحالة الثانية يكمن الهدف من االعتماد القيام‬
‫باألعمال المصرفية(‪)2‬بحيث في هذه الحالة ال يقتضي األمر مباشرة اإلجراء الثاني االعتماد بل يكتفي‬
‫بالترخيص(‪.)3‬‬

‫‪ -2‬إجراءات طلب الترخيص‪:‬‬

‫قد أحال المشرع ذلك إلى التنظيم المخول للمجلس ممارسته بمقتضى المادة ‪ 18‬من قانون النقد‬
‫والقرض‪ ،‬وتكمن الحكمة من ذلك في إعطاء نوع من السلطة التقديرية للهيئات المركزية المتمثلة في‬
‫المجلس حتى تباشر الرقابة وفقا لما تراه مناسبا‪ ،‬فال تتقيد بالنص القانوني األصلي‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫أصدر المجلس نظام تحت رقم ‪ 98/91‬الصادر في ‪ 82‬سبتمبر ‪ 8991‬يتضمن تحديد شروط تأسيس‬

‫المصرف والمؤسسة مالية وطنية وأجنبية وباالعتماد كما نص في المادة الثانية من على انه‪" :‬يرفق طلب‬
‫رخصة تأسيس مصرف أو مؤسسة مالية وكدا طلب رخصة إقامة فرع مصرف أو مؤسسة مالية وكدا‬
‫طلب رخصة إقامة فرع مصرف أو مؤسسة مالية أجنبية بملف تحدد عناصره عن طريق تعليمة يصدرها‬
‫مصرف الجزائر"‪ ،‬فوفقا لهذه المادة‪ ،‬يتم توجيه طلب لرئيس مجلس النقد و القرض‪ ،‬وحددت المادة الثالثة‬
‫من نفس النظام‪ ،‬العناصر و المعطيات التي يجب أن ترفق بملف الطلب‪ ،‬وهي كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬برنامج النشاط الذي يمتد على ‪1‬سنوات‪،‬‬


‫‪ -‬إستراتجية تنمية الشبكة و الوسائل الفنية التي ينتظر إستعمالها ‪،‬‬
‫‪ -‬نوعية وشرفية المساهمين وضامنيهم المحتملين ‪،‬‬

‫‪ -1‬ليلة بن مدخن‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.81‬‬


‫‪ -2‬ليندة شامبي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -3‬ما يميز هذه الحالة هو أن الشركة التي تتحصل على الترخيص ال تكتسب صفة المصرف‪.‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬القدرة المالية لكل واحد من المساهمين ولضامنيهم ‪،‬‬


‫‪ -‬المساهمين الرئيسيين المشكلين "النواة الصلبة" ضمن مجموعة المساهمين‪،‬‬
‫‪ -‬وضع المؤسسة التي تمثل المساهم المرجعي‪ ،‬ال سيما في البلد األصلي بما في دلك المؤشرات حول‬
‫سالمتها المالية‪،‬‬
‫‪ -‬قائمة المسيرين الرئيسيين بمعنى المادة ‪ 09‬من األمر‪ 00/95‬يجب أن يتمتع إثنان منهما على االقل‬
‫بصفة المقيمين‪،‬‬
‫‪ -‬مشاريع القوانين األساسية إدا تعلق األمر بإنشاء بنك أو مؤسسة مالية ‪،‬‬
‫‪ -‬القوانين األساسية إدا تعلق األمر بفتح فرع بنك أو مؤسسة مالية أجنبية ‪،‬‬
‫‪ -‬التنظيم الداخلي‪ ،‬أي المخطط التنظيمي مع اإلشارة الى عدد الموظفين المرتقب وكذا الصالحيات‬
‫المخولة لمل مصلحة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫إضافة عناصر أخرى يتم تحديدها‬ ‫وهذه هي العناصر التي يجب ان يتضمنها ملف طلب الترخيص‬
‫بموجب تعليمة صادرة عن بنك الجزائر‪ ،‬وبموجب تعليمة صادرة عنه تحت رقم ‪ 91/99‬المؤرخة في‬
‫‪59‬أفريل ‪ 8999‬حدد هذه العناصر التي يجب أن يتضمنها طلب الترخيص وتتمثل في اإلجابة عن‬
‫(‪)2‬‬
‫والواقع أن هذه العناصر التي تضمنها الملحقان تشمل جميع العناصر‬ ‫أسئلة محددة في ملحقين‬
‫الدقيقة التي تمكن مجلس النقد والقرض‪ ،‬من التحقق من مدى مراعات الهيئة التي تريد الحصول على‬
‫الترخيص الشروط التي تفرضها القوانين سواء تعلق األمر بالشروط الموضوعية كالشكل القانوني‬
‫للمصرف أو بالشروط الخاصة بالمسيرين والمؤسسين كما تسمح أيضا من تحديد المشروع المراد‬
‫تطويره وفقا لما هو محدد في التنظيم‪ ،‬ومن جهة اخرى يتمكن المجلس من تحديد طبيعة الهيئة‬
‫(المصرف) من خالل موضوعها كما تُمكنه أيضا من معرفة مدى مالئمة المشرع لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬منح قرار الترخيص‬

‫إذا توافرت الشروط المطلوبة لتأسيس المؤسسة المصرفية المحددة أساسا في الشروط الموضوعية إلى‬
‫جانب الشروط المرفقة بملف طب التأسيس يتخذ مجلس النقد والقرض قرار بمنح الترخيص في أجل‬
‫أقصاه شهرين ابتداء من تاريخ تسليم الملف‪ ،‬ويدخل هذا الترخيص حيز التنفيذ ابتداء تاريخ تبليغه‪ ،‬طبقا‬
‫لنص المادة ‪ 1‬من النظام رقم ‪ 90/05‬المعدل بموجب النظام رقم ‪.98/8999‬‬

‫أما في حالة ما إذا تخلفت إحدى الشروط المطلوبة في الطلب‪ ،‬يتخذ بشأنه المجلس قرار بالرفض‬
‫يمكن الطعن فيه حسب الشروط المحددة في المواد ‪ 11‬و‪ 21‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪ -1‬ليلة بن مدخن‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ 81‬و‪.82‬‬


‫‪" -2‬يتضمن الملحق األول اإلجابة عن األسئلة المتعلقة بالمصرف المراد إنشاؤه ومعلومات عن المسيرين‪.‬أما الملحق الثاني‪ :‬يتعلق‬
‫بوصف المشروع المراد إنشاؤه وتحدد شكله القانوني ومشروع النظام األساسي ووصف النشاط المرتد تطويره‪ "...‬ليندة شامبي‪.‬مرجع‬
‫سابق‪ .‬ص‪.50‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫ويتمتع المجلس بسلطة واسعة‪ ،‬فله أن يقبل أو يرفض الطلب‪ ،‬ولم يحدد المشرع أسباب الرفض‪،‬‬
‫مما يفيد بأنه يمكن للمجلس أن يرفض طلب الترخيص ألي سبب يراه مبرر لرفض الطلب‪ ،‬ويتعين في‬
‫هذه الحالة على الشخص المعني باألمر أن يعيد طلبه في مدة تتعدى عشرة أشهر من تبليغه بالرفض‬
‫(‪)1‬‬
‫بمثابة طعن إداري ضد القرار األول أمام نفس الجهة‬ ‫المتعلق بالطلب األول‪ ،‬ويعتبر الطلب الثاني‬
‫باعتبار أن المجلس هيئة إدارية مستقلة‪.‬‬

‫وفي لحظة الحصول على الترخيص يتم تأسيس الشركة التابعة للقانون الجزائري ألن هذا األخير‬
‫يمثل الوثيقة الرسمية لميالد شخص من أشخاص النشاط المصرفي‪ ،‬الذي يكون آهال في السجل التجاري‬
‫الكتساب الشخصية المعنوية(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القيد في السجل التجاري‬

‫رغم ما تنفرد به شركة المساهمة من خصائص بحكم إعتبارها شركة أموال في تكوينها وادارتها‬
‫مع مراقبتها وحلّها‪ ،‬تبقى خاضعة لكل الشروط والقواعد الواجب توافرها في كل الشركات‪ ،‬حيث يجب أن‬
‫يكون عقد الشركة مكتوبا واال ُعد باطالً حسب المادة ‪ 202‬من القانون المدني‪ ،‬ألن الكتابة تعتبر ركنا من‬
‫أركان االنعقاد‪ ،‬وشركة المساهمة ال يشترط فيها الكتابة فحسب بل ال بد من الرسمية‪ ،‬أي يجب تحرير‬
‫العقد لدى الموثق مع شهره لنفاده في مواجهة الغير‪ ،‬حيث إعتبر القانون المدني أن الشركة بمجرد تكوينها‬
‫تعتبر شخصا معنويا‪ ،‬غير أن هذه الشخصية المعنوية بالنسبة للشركة التجارية ال تنشأ إال من تاريخ‬
‫قيدها في السجل التجاري وبعد استفاء إجراءات الشهر كما أوجب عليها القانون لتكون حجة على الغير‪،‬‬
‫وبهذا الصدد نجد نص المادة ‪ 120‬من القانون التجاري التي تنص على انتفاء الشخصية المعنوية للشركة‬
‫التجارية إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري‪ ،‬هذا ما أكدته المادة ‪ 00‬في فقرتها األولى من القانون‬
‫‪ )3(92/92‬المتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية التي تنص على أنه ال ُيعتد بتسجيل الشخص‬
‫االعتباري في السجل التجاري اتجاه الغير إال بعد يوم كامل من تاريخ نشره القانوني‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى األحكام المنظمة للسجل التجاري نجد أنه القيد في السجل التجاري مرتبط بالنشاط‬
‫التجاري في حد ذاته حيث تستثني القاعدة العامة كما سبق القول من األنشطة التجارية المنظمة التي‬
‫تخضع ممارستها إلى الحصول على ترخيص أو اعتماد مثلما هو األمر بالنسبة للنشاط المصرفي حسب‬
‫ما ورد في أحكام األمر ‪ 00/95‬المتعلق بالنقد والقرض التي تقضي بأن التسجيل في السجل التجاري‬

‫‪ -1‬الطلب الثاني‪ :‬أهميته أنه يؤدي إلى تقليل الدعاوى اإلدارية التي قد تطول‪ .‬فقد يكون الرفض لمخالفة شرط‪ .‬فيمكن تداركه بالطلب‬
‫الثاني‪.‬‬
‫‪ -2‬ليلة بن مدخن ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ .92/92‬مؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ .8992‬يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪.‬الجريدة الرسمية العدد ‪. 18‬الصادرة في‬
‫‪ 02‬أوت ‪.8992‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫للمؤسسة المصرفية يتوقف على الحصول على الترخيص الذي ينشأ المؤسسة المصرفية وفقا‬
‫للقانون الجزائري‪ ،‬أما مباشرة النشاط المصرفي فيتوقف على رخصة االعتماد‪.‬‬

‫ومنه يتضح لنا أن التسجيل في السجل التجاري للمؤسسة المصرفية ال يمنح لها الحق في‬
‫ممارسة أي عملية من عمليات النشاط المصرفي ألن الشروع الفعلي في ممارسة األنشطة أو المهن‬
‫المقننة الخاضعة للتسجيل في السجل التجاري يبقى مشروطا بحصول المعني على االعتماد استنادا إلى‬
‫نص المادة ‪ 81‬من القانون رقم ‪ 92/92‬التي جاء نصها كمايلي‪" :‬تخضع ممارسة أي نشاط أو مهنة‬
‫مقننة خاضعة للتسجيل في السجل التجاري إلى الحصول قبل تسجيله في السجل التجاري‪ ،‬على رخصة‬
‫أو إعتماد مؤقت تمنحه اإلدارات أو الهيئات المؤهلة لذلك‪ ،‬غير أن الشروع الفعلي في ممارسة األنشطة‬
‫أو المهن المقننة الخاضعة للتسجيل في السجل يبقى مشروطا بحصول المعني على رخصة أو االعتماد‬
‫النهائي المطلوبين اللذين تسلمهما اإلدارات أو الهيئات المؤهلة المهنية التجارية المقننة الخاضعة للقيد في‬
‫السجل التجاري‪ ،‬والتي تخضع ممارستها إلى الحصول على ترخيص أو اعتماد"‪.‬‬
‫لذلك ينبغي على مؤسسي المصرف التماس محافظ بنك الجزائر للحصول على اعتماد لممارسة‬
‫(‪)1‬‬
‫النشاط المصرفي وفقا لحكام قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الحصول على االعتماد‬
‫إن إستفاء اإلجراءات القانونية الالزمة والحصول على قرار الترخيص ُّ‬
‫تعد غير كافية لمباشرة المؤسسة‬
‫المصرفية نشاطها بل البد لها من الحصول على اإلعتماد الذي يمنحه لها مجلس النقد و القرض بعد‬
‫مراقبة جميع الشروط السابقة‪ ،‬فاإلعتماد يعتبر تأشيرة لدخول النشاط البنكي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف االعتماد‬
‫يعرف اإلعتماد بأنه عبارة عن إتفاق يبرمه الشخص مع اإلدارة بغرض حصوله على بعض المزايا‬
‫ّ‬
‫الجبائية أو المالية أو بغرض تحقيق وتنفيذ بعض المشاريع‪ ،‬كما يمكن تعريفه على أنه تصرف إداري‬
‫منفرد تقبل اإلدارة من خالله وجود وممارسة نشاط معين أو وجود هيئة معينة‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر‬
‫(‪)2‬‬
‫بأنشطة اقتصادية مقننة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للنشاط المصرفي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقديم طلب االعتماد‬
‫إن منح االعتماد للمؤسسة المصرفية التي تتأسس بناء على ترخيص من مجلس النقد والقرض‪،‬‬
‫يتطلب استيفاء جميع الشروط التي حددها األمر ‪ 00/95‬واألنظمة المتخذة لتطبيقه‪ ،‬وكذا الشروط‬
‫الخاصة التي يمكن أن تكون مقترنة بالترخيص عند االقتضاء‪ ،‬باإلضافة إلى الوثائق والمستندات التي‬

‫‪ -1‬ليلة بن مدخن‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.52‬‬


‫‪ -2‬ليلة بن مدخن‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص ‪.51‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫والمتمثلة حسب ما ورد في المادة‬ ‫ترفق بطلب االعتماد والمحددة بمقتضى التعليمة رقم‪8999/92‬‬
‫الثانية من التعليمة في‪:‬‬
‫‪ -‬رسالة تعهد مصادق عليها من قبل الجمعية العامة للمساهمين‪ ،‬موقع عليها من قبل رئيس مجلس‬
‫إدارة البنك‪.‬‬
‫‪ -‬النسخة األصلية للقوانين األساسية المحررة بموجب عقد توثيقي أو نسخة طبق األصل مصادق عليها‬
‫للقوانين األساسية للمؤسسة األم‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة طبق األصل مصادق عليها للسجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة طبق األصل مصادق عليها للتصريح بالوجود الضريبي‪ ،‬محررة لدى قباضة الضرائب في‬
‫مكان تواجد المقر االجتماعي‪.‬‬
‫ويوجه الطلب إلى محافظ بنك الجزائر عمال بأحكام الفقرة الرابعة من المادة ‪ 051‬من قانون النقد‬
‫والقرض فإن المختص بمنح االعتماد هو محافظ بنك الجزائر‪ ،‬حيث تنص‪" :‬يمنح االعتماد بمقرر من‬
‫(‪)2‬‬
‫فجاء فيها‪" :‬يجب على‬ ‫"المحافظ"‪ ،‬وهذا ما أكدت عليه المادة التاسعة والثالثين في فقرتها األولى‬
‫البنك‪...‬أو فرع بنك‪ ،...‬التي حصلت على الترخيص‪ ،...‬أن تطلب لدى محافظ بنك الجزائر‬
‫االعتماد‪ ،"...‬وأكدته أيضا المادة ‪ 90‬من النظام ذاته‪" :‬يمنع االعتماد بمقرر يصدره محافظ بنك‬
‫(‪)3‬‬
‫الجزائر‪."...‬‬
‫فالمحافظ يتولى إصدار الق اررات الفردية التي يتخذها مجلس النقد والقرض والمتعلقة بمنح‬
‫(‪)4‬‬
‫فوظيفة المحافظ ال تخضع‬ ‫التراخيص‪ ،‬لكن فيما يتعلق باالعتماد فهو من يتخذ القرار ويتولى إصداره‪،‬‬
‫لقواعد الوظيف العمومي وتتنافى مع كل نيابة تشريعية أو منصب حكومي أو وظيفة عمومية‪ ،‬كما ال‬
‫يمكن للمحافظ أن يمارس أي نشاط أو وظيفة أو مهنة أخرى مهما تكن أثناء ممارسته لوظيفته ما عدا‬
‫تمثيل الدولة لدى مؤسسات عمومية دولية ذات طابع مالي أو نقدي أو اقتصادي‪.‬‬
‫والمحافظ يتلقى طلب االعتماد مرفوقا بقائمة تضم أعضاء اإلدارة أو مجلس المراقبة المعينين من‬
‫قبل الجمعية التأسيسية للبنوك أو المؤسسات المالية والمرفقة ببيان مسارهم المهني خالل أجل أقصاه ‪08‬‬
‫شهر من تاريخ تبليغ الترخيص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- instruction n:°2000/04 du 30/04/2000 déterminant les éléments constitutifs du dossier de demande‬‬
‫‪d’agrément de banque ou d’établissement financière, www.bank-of-algeria.dz‬‬
‫‪ -2‬النظام رقم ‪ .90/05‬معدل ومتمم بالنظام رقم ‪ 98/8999‬المؤرخ في ‪ 98‬أفريل ‪ .8999‬يحدد شروط تأسيس بنك‪.‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪.81‬المؤرخة في ‪ 09‬ماي ‪.8999‬‬
‫‪ -3‬كريمة تدريست‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.001‬‬
‫‪ -4‬قبل انتهاج مسار اإلصالحات‪ .‬كان منح الترخيص واالعتماد من صالحيات وزير المالية والتي مارسها منذ االستقالل‪ .‬وبصدور‬
‫قانون النقد والقرض رقم ‪ 09/09‬سحبت منه هذه الصالحيات‪.‬وقد يعتبر ذلك رغبة من الدولة في التخلي اإلرادي عن بعض‬
‫صالحياتها في المرحلة االنتقالية‪.‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬منح قرار االعتماد‬


‫حسب ما ورد في المادة ‪08‬من األمر رقم ‪ ،00/95‬يمنح االعتماد للبنك أو المؤسسة المالية إذا‬
‫استوفت الشركة التي تأسست بعد الحصول على الترخيص‪ ،‬جميع الشروط التي يحددها األمر رقم‬
‫‪ 00/95‬واألنظمة المتخذة لتطبيقه‪ ،‬كما يمنح االعتماد لفروع البنوك والمؤسسات المالية األجنبية المرخص‬
‫لها بموجب أحكام المادة ‪ 22‬من النظام ‪.98/91‬‬

‫يمنح االعتماد بمقرر صادر عن محافظ بنك الجزائر‪ ،‬وينشر في الجريدة الرسمية‪ ،‬يحدد مقرر‬
‫االعتماد صنف المؤسسة المصرفية‪ ،‬كأن تكون بنكا أو مؤسسة مالية أو فرع بنك أو مؤسسة مالية‬
‫أجنبية‪ ،‬ويتضمن كذلك مقر الشركة وعنوانها التجاري‪ ،‬وكذا قيمة رأسمالها االجتماعي وأسماء أهم‬
‫المسيرين(‪)1‬واذا كان الترخيص يدخل حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ تبليغه‪ ،‬فإنه لم يرد أي نص يشير إلى‬
‫تبليغ االعتماد‪ ،‬إال أن النشر في الجريدة الرسمية قد يكون كافيا للعلم ويقوم مقام التبليغ‪ ،‬وبالحصول على‬
‫االعتماد‪ ،‬يمكن للبنك والمؤسسة المالية ممارسة العمليات المصرفية المسموح بها لكل صنف‪ ،‬تبعا لما ورد‬
‫في المادتين ‪ 19‬و‪ 10‬من قانون النقد والقرض وهذا كقاعدة عامة‪ ،‬تبعا لما ورد في المادة ‪ 90‬من النظام‬

‫رقم ‪ 98/91‬والمتمثل في اقتصار االعتماد على ممارسة بعض العمليات المصرفية وذلك طبقا‬
‫للترخيص الذي يصدره مجلس النقد والقرض‪.‬‬

‫أما بالنسبة لآلثار التي تترتب عن منح االعتماد من قبل المحافظ فتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬االعتماد يمنح صفة الوسيط المعتمد للمستفيد منه‪ ،‬غير أن ممارسة عمليات الصرف والتجارة‬
‫الخارجية تخضع إلى التسجيل من طرف المديرية العامة للصرف وفق الشروط التي ينص عليها النظام‬
‫رقم ‪ 91/01‬المؤرخ في ‪ 85‬ديسمبر ‪ ،0001‬والمتعلق بمراقبة الصرف‪ ،‬ونشير إلى أنه قبل إدخال تعديل‬
‫على هذه المادة سنة ‪ 8999‬كانت تقضي المادة ‪ 90‬على أن االعتماد ال يمنح للمستفيد منه صفة الوسيط‬
‫المعتمد فيما يتعلق بالعمليات مع الخارج‪ ،‬وانما يخضع الحصول على هذه الصفة ألحكام النظام رقم‬
‫‪ 92/08‬المؤرخ في ‪ 88‬مارس ‪ 0008‬والمتعلق بالرقابة على الصرف‪.‬‬

‫يخول االعتماد للبنوك ممارسة مختلف العمليات المصرفية المرخص بها وفق القوانين واألنظمة‬ ‫‪ّ -‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كالسماح بممارسة النشاطات الثانوية المتعلقة بالنشاطات الرئيسية للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫فبعد استفاء الشروط الواجب توافرها يصدر القرار بمنح االعتماد‪ ،‬وفي هذه الحالة تسجل البنوك‬
‫أو المؤسسة المالية في القائمة الموجودة على مستوى البنك المركزي‪ ،‬كما يمكن لها ممارسة النشاط‬
‫المصرفي‪ ،‬فإذا لم تتوفر الشروط يكون القرار بالرفض‪ ،‬فعلى المعني باألمر الطعن فيه‪.‬‬

‫‪ -1‬ليلة بن مدخن‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.52‬‬


‫‪ -2‬نورة بوالخضرة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.019‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫إن القانون منح لمحافظ بنك الجزائر كامل السلطة التقديرية في منح االعتماد أو عدم منحه‪ ،‬فله‬
‫الحرية التامة في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا‪ ،‬بالنظر إلى مدى توافر الشروط المتطلبة في ذلك‪ ،‬كما‬
‫يأخذ بعين االعتبار برنامج النشاط والوسائل التقنية والمالية وغيرها إضافة إلى تبين قدرة هذه المؤسسة‬
‫المصرفية على إنجاز أهدافها التنموية في إطار السير الحسن للجهاز المصرفي‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس يمكن الطعن في قرار محافظ بنك الجزائر القاضي برفض منح االعتماد أمام‬
‫مجلس الدولة حسب اجتهاد هذا األخير‪ ،‬حيث أكد على خضوع مثل هذه الق اررات إلى رقابة القاضي‬
‫اإلداري باعتبارها ق اررات إدارية‪ ،‬وبهذا الصدد قرر مجلس الدولة "أن كل الق اررات ذات الطابع اإلداري‬
‫قابلة للطعن فيها عندما تتخذ مخالفة للقانون أو عندما تكون مشوبة بتجاوز السلطة"‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬سحب االعتماد‬

‫حسب المادة ‪ 01‬من األمر ‪ 00/95‬يقرر مجلس النقد والقرض سحب االعتماد في حالتين‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬بناء على طلب من البنك أو المؤسسة المالية‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬تلقائيا‪:‬‬

‫‪ -‬لم تصبح الشروط التي يخضع لها االعتماد متوفرة‪.‬‬

‫‪ -‬لم يتم استغالل االعتماد اثنى عشر ‪ 08‬شهرا‪.‬‬

‫‪ -‬إذا توقف النشاط موضوع االعتماد لمدة ‪ 91‬اشهر‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫نشير هنا إلى أن المشرع الجزائري لم يشر إلى شطب االعتماد مقتديا بالمشرع الفرنسي‪.‬‬

‫وأنه حسب الفقرة الثانية من الحالة الثانية (السحب التلقائي) نجد أن بنك الخليفة كانت الشروط‬
‫المطلوبة تنقص المسيرين والمؤسسين عن البنك كما سجلت عدم القدرة على الدفع وعجز كبير في الموارد‬
‫(‪)2‬‬
‫المالية لذا أصدرت اللجنة المصرفية ق ار ار في ‪ 80‬ماي ‪ 8995‬لسحب اعتماده‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد بلودنين‪.‬الوجيز في القانون البنكي الجزائري‪ .‬دار بلقيس‪ .‬الجزائر‪ .8990 .‬ص ‪.19‬‬
‫‪-Mansour Mansoury.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪système et pratiques bancaire en Algérie. Edition distribution Houma.‬‬
‫‪Alger. 2005. p 52.‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬


‫إذا كان المشرع الجزائري قد سن قواعد توحي بقدر من الحرية في مزاولة النشاط المصرفي‪،‬‬
‫وبتحديث شكلي يعكس التكريس الفعلي والواقعي لفتح القطاع المصرفي أمام المبادرات الخاصة‪ ،‬فإن‬
‫الواقع يثبت لنا سيطرة القطاع العمومي على القطاع البنكي بشكل مطلق‪ ،‬فضال عن اإلقصاءات المتكررة‬
‫للبنوك الخاصة‪ ،‬وبذلك لم يكن لتحرير القطاع المصرفي الجزائري معنى يذكر في الواقع‪ ،‬فقد سيطر‬
‫القطاع العمومي على مجمل النشاطات المصرفية‪ ،‬واستأثر بالسوق النقدية دون البنوك الخاصة‪.‬‬

‫قد تكون خطورة المهام الموكولة للبنوك على اعتبار القطاع المصرفي قطاعا سياديا تتاجر‬
‫مؤسساته بأموال اآلخرين‪ ،‬وراء الحذر الذي أبداه المشرع في إطالق قدر معقول من الحرية تسمح للبنوك‬
‫الخاصة بالعمل في السوق النقدية واإلسهام في التطور االقتصادي والمالي واالجتماعي‪ ،‬وعليه فإنه ال‬
‫ينتظر تقليص حجم األعباء التي يفرضها القانون على البنوك والمؤسسات المالية أو التخفيف من مجموع‬
‫الضوابط القانونية والتنظيمية المفروضة على مبدأ المنافسة الحرة في القطاع المصرفي‪ ،‬بل على العكس‬
‫من ذلك يتجه المشرع نحو تأطير أكبر للمهنة المصرفية‪ ،‬وذلك ألسباب عديدة منها‪:‬‬

‫الفضائح المتكررة التي يتعرض لها القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬سواء على مستوى بنوكه الخاصة‬
‫أو العمومية‪ ،‬وما انجر عنها من انعكاسات سلبية سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي‪،‬‬
‫إذ يعتبر ذلك مؤش ار قويا جدا على االختالالت التي يعرفها القطاع المصرفي الجزائري رغم المناداة‬
‫المتكررة إلصالحه‪ ،‬حيث أشار تقرير مشترك بين صندوق النقد الدولي والبنك العالمي إلى البعض منها‪،‬‬
‫وذلك فيما يتعلق بشفافية السياسة النقدية والمالية والرقابة البنكية‪ ،‬حيث الحظ التقرير استحواذ القطاع‬
‫العمومي على العمل النبكي مع تباطؤ رهيب في مجال اإلصالحات خاصة في مجال الرقابة‪ ،‬وألح ذات‬
‫التقرير على ضرورة خوصصة البنوك العمومية وتطوير محيط االستغالل لدى البنوك للحد من نفقات‬
‫الوساطة المالية وضبط التحكم في السيولة النقدية‪.‬‬

‫كما يالحظ أن استئثار محافظ بنك الجزائر بمنح االعتماد‪ ،‬يعد تقليصا من اختصاصات مجلس‬
‫النقد والقرض‪ ،‬فإذا كان هذا األخير يحوز سلطة منع اإلجراء المتعلق بتأسيس البنوك والمؤسسات المالية‬
‫فيما يخص الترخيص‪ ،‬فلماذا ال يخول له هذا الحق أيضا بما أنه إجراء مكمل للترخيص‪ ،‬خاصة وأنه‬
‫بدون الحصول على االعتماد يعتبر الترخيص ليس له أية قيمة تذكر‪ ،‬بما أن المؤسسة ليس لها حق‬
‫ممارسة النشاطات المصرفية‪.‬‬

‫إن اعتب ار الترخيص إجراء أوليا لتأسيس البنوك والمؤسسات المالية أمر منتقد‪ ،‬فإذا كان المستثمر‬
‫في القطاع المصرفي ال يمكنه مزاولة النشاط المصرفي فال داعي للترخيص أصال‪ ،‬لهذا كان على‬

‫‪- 33 -‬‬
‫اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر‬ ‫الفصل األول‬

‫التشريع المصرفي الجزائري األخذ بما أخذ به التشريع الفرنسي أين أقر االعتماد فقط‪ ،‬والدي يحمل‬
‫الشروط القانونية والموضوعية لتأسيس البنوك والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫ويبقى القطاع البنكي في الجزائر منتقدا بشدة خاصة في ظل التخوف من خوصصة البنوك‬
‫العمومية التي الزالت تثبت عجزها عن النهوض بالعمل المصرفي وفقا للمعايير الدولية‪ ،‬فأما االنتقاد‬
‫األول فكونه قطا عا بيروقراطيا يعرقل االستثمار وال يخدمه‪ ،‬خاصة مع اعتماده آليات عمل تخضع لتنظيم‬
‫يالئم طبيعة النشاط البنكي‪ ،‬فبصرف النظر عن كونه خاضعا للتنظيم والرقابة أو متحر ار منه‪ ،‬فإن قواعد‬
‫النشاط المتبعة في فتح الحسابات وتحويل األموال وتنفيذ االستثمارات والتعامل مع الزبائن بوجه عام وكل‬
‫األعمال البنكية‪ ،‬أساليب تقليدية بالية‪ ،‬تبعد المستثمر وتنفر الزبائن‪.‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫العمليات المصرفية‬
‫والرقابة عليها‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬العمليات المصرفية والرقابة عليها‬

‫إن النظام اإلنتاجي الرأسمالي يعتمد على التداول النقدي والمؤسسات المصرفية ألنها قنوات ضخ‬
‫السيولة وتوزيعها في مختلف قنواته ولذلك ظهرت حاجات التجار إلى القروض التي كانت تقدم لهم من‬
‫طرف أصحاب رؤوس األموال الدين كانوا يقدمونها من فائض أموالهم اتسع بدلك رقعة هدا النشاط لتلقي‬
‫الودائع من أصحاب الفائض المالي وتقديمها ألصحاب العجز المالي فالبنوك هنا مهمتها الوساطة المالية‬
‫فعليها أن تعنى بتطوير أساليبها وتنويع مصادرها والتوظيف األمثل لمواردها ومنحها في أشكال مختلفة‬
‫حسب حاجيات المقترضين وهاتين العمليتين تلقي الودائع ومنح القروض جوهر النشاط البنكي‪.‬‬

‫العمليات المصرفية عديدة ال يمكن حصرها وهي تختلف عن بعضها البعض من خالل‬
‫موضوعها إال أنها تتفق فيما بينها حول مجموعة من الخصائص وأهمها ‪:‬الخاصية التجارية فهي تخضع‬
‫للقواعد التجارية وكذلك لقواعد النقد والقرض إضافة إلى قواعد القانون المدني خاصة في مجال العقود‬
‫ولألهمية الكبيرة التي يلعبها البنك بات من الضروري مراقبة ومتابعة النشاط البنكي لهذا أنشأ المشرع‬
‫أجهزة مساعدة للبنك المركزي تمارس وظيفة الرقابة على أنشطة البنوك ألنه يقال البنوك هي التي تصنع‬
‫األزمات‪ ،‬كما تساهم في نفس الوقت في حلها عن طريق وضع حلول وسياسات إستثنائية لمواجهة‬
‫الظروف اإلستثنائية‪.‬‬

‫وتعد قضية الخليفة بنك أو قضية العصر كما تسمى وما تبعها من تساؤالت تطرح على ممثلي‬
‫القطاع البنكي الجزائري من بين أهم األسباب التي أدت بالمشرع إلى التحرك في كل اإلتجاهات لتفادي‬
‫أزمة حادة تضرب أهم قطاع حساس يرتكز عليه إقتصاد الدولة فقد أعطى المشرع صالحيات واسعة‬
‫للجنة المصرفية في إطار المراقبة المخولة لها قانونا للبنوك والمؤسسات المالية وفرض عقوبات تتفاوت‬
‫حسب حجم اإلخالالت والتجاوزات للقواعد واألطر التي تحكم النشاط البنكي المختلفة بإعتبارها هيئة‬
‫قضائية إدارية فهي ذ ات طبيعة مزدوجة جاء بها المشرع لسد الفراغ الحاصل بعد إنسحابه من النشاط‬
‫اإلقتصادي‬

‫ومن خالل هذا الفصل الذي تتم دراسته تحت عنون العمليات المصرفية والرقابة عليها‬

‫سيتم التطرق في المبحث األول العمليات المصرفية المختلفة حسب األساس القانوني ‪11/30‬‬
‫سيكون حول العمليات المصرفية التي تتمثل في اعمليات أصلية وعمليات تابعة تشترك في كونها عمليات‬
‫محتكرة على المصرف دون غيرها وتختلف عن بعضها في عدة أوجه ألنها متعددة ولكل منها‬
‫خصوصيات ثم تأتي في المبحث الثاني الرقابة من طرف أجهزة مختصة تابعة للبنك المركزي جاء بها‬

‫‪- 35 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المشرع لسد الفراغ الذي حصل بعد إنسحاب الدولة من الميدان اإلقتصادي مهمتها متابعة نشاط‬
‫المؤسسات المصرفية من خالل عملياتها وفي حال إخالل المصارف بالقواعد القانونية المنظمة للنشاط‬
‫المصرفي تتعرض لمساءلة ومحاكمة من طرف هيئة مختصة هي اللجنة المصرفية ومنه تطبق عليها‬
‫إحدى العقوبات المقررة قانونا و عناصر الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬العمليات المصرفية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة على العمليات المصرفية‬

‫المبحث األول‪ :‬العمليات المصرفية‬


‫جاء في الكتاب الخامس من قانون النقد والقرض‪ 11/30‬عنوان‪:‬التنظيم المصرفي وفي الباب‬
‫األول منه‪:‬تعاريف لكن المواد جاءت تعدادا للعمليات المخولة للمصارف القيام بها دون سواها والمشرع في‬
‫هده الحالة لم يقم بتعريف العمليات المصرفية وانما وضح عناصر كل عملية وترك المجال للفقه ليقوم‬
‫بتعريف وشرح المواد‪.‬‬

‫ويأتي الباب الثاني ‪ :‬بعنوان العمليات ليؤكد في المادة ‪ 03‬من األمر ‪ 11/30‬التي نصها‪":‬البنوك‬
‫مخولة دون سواها بالقيام بجميع العمليات المبينة في المواد من ‪66‬الى ‪ 66‬أعاله بصفة مهنتها العادية"‬

‫فتعد هذه العمليات أصلية للمهنة المصرفية في إطار منظم ومؤطر وهذا ما سيتم دراسته في‬
‫المطلب األول من هدا المبحث ‪.‬أما المطلب الثاني سيكون على العمليات المصرفية التابعة التي ورد‬
‫دكرها في المادة ‪ 07‬من نفس األمر تشترك فيها كل من المصارف والمؤسسات المالية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العمليات األصلية‬


‫يقصد بالعمليات المصرفية األصلية وفقا ألحكام األمر ‪ 11/30‬تلك العمليات التي تحتكر‬
‫(‪)1‬‬
‫التي حصرها‬ ‫المؤسسات المصرفية ممارستها بصفة اعتيادية ومهنية مراعية فيها مبدأ التخصيص‬
‫المشرع في هذا األمر حسب نص المادة ‪ 66‬ثالث عمليات رئيسية هي‪ :‬عملية تلقي األموال من الجمهور‬
‫الفرع األول‪،‬تقديم القروض المصرفية الفرع الثاني‪ ،‬ووضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارتها‬
‫الفرع الثالث‪.‬‬

‫‪ -1‬نجاة طباع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.03‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬تلقي األموال من الجمهور‪-‬الودائع‪-‬‬

‫وتعتبر عملية تلقي األموال من الجمهور أصحاب الفائض من السيولة وتقديمها إلى ذوي العجز‬
‫من تجار ومستثمرين أولى صور النشاط البنكي عند بداياته‪ ،‬ولكن حتى هذه العملية مسها التطور‬
‫فأصبحت تحت عدة أشكال وتنظمها قوانين مختلفة وتبقى المصدر المالي الرئيسي لنشاط المصرف‬
‫بإعتباره يتاجر في الديون‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الوديعة‬

‫عرفت الفقرة األولى من المادة ‪ 60‬من األمر ‪ 11/30‬األموال المتلقاة من الجمهور كما يلي‪:‬‬
‫"تعتبر أمواال متلقاة من الجمهور‪ ،‬األموال التي يتم تلقيها من الغير السيما في شكل ودائع مع حق‬
‫استعمالها لحساب من تلقاها بشرط إعادتها"‪.‬‬

‫من خالل استقراءنا لنص المادة يتضح لنا أن عملية تلقي األموال من الجمهور تقوم على‬
‫عناصر أساسية ثالثة هي‪:‬‬

‫‪ -‬العنصر األول‪ :‬أن يكون تلقي األموال من الغير‬

‫ما يميز عملية اإليداع المصرفي هو أن يتلقى البنك أمواال من الغير السيما على شكل وديعة‪،‬‬
‫حيث تشمل هذه العملية كل ما يقوم به األفراد والهيئات بوضعه في البنوك بصفة مؤقتة أو طويلة على‬
‫(‪)1‬‬
‫سبيل الحفظ أو التوظيف‪ ،‬على الرغم من أنها تأخذ أشكاال عديدة للنقود‪.‬‬

‫وتعد هذه العملية حك ار على البنوك دون باقي المؤسسات المالية حسب المادة ‪ 01‬من األمر‬
‫‪.11/30‬‬

‫‪ -‬العنصر الثاني‪ :‬حرية التصرف لحساب من تلقاها‬

‫استنادا لنص المادة ‪ 60‬من األمر ‪ 11/30‬تبين لنا أن المشرع منح البنك حرية استعمال هذه‬
‫األموال المودعة ليده لحسابه الخاص‪ ،‬دون أن يحدد مجال استعمال هذه األموال المودعة لديه‪.‬‬

‫‪ -‬العنصر الثالث‪ :‬االلتزام بإعادة األموال ألصحابها‬

‫وفقا لما نصت عليه المادة ‪ 60‬السابقة يلتزم البنك برد هذه األموال المودعة ليده في الوقت‬
‫المحدد بحسب طبيعة الوديعة ألصحابها(‪ ،)2‬ألن عملية اإليداع ال تعني تحويالت للملكية‪ ،‬فهذه األموال‬
‫تبقى دائما ملكا لصاحبها الذي تخلى عن التصرف فيها بصفة مؤقتة إلى البنك الذي من حقه استعمال‬

‫‪ -1‬كريمة تدريست‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪33‬‬


‫‪ -2‬نجاة طباع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.06‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذه الودائع في الحدود التي تسمح بها عمليات السحب المحتملة من طرف أصحابها(‪ ،)1‬ولما كان المبلغ‬
‫المودع يقيد في الجانب الدائن لحساب العميل فإن االسترداد يتم في الغالب عن طريق سحب شيكات‬
‫(‪)2‬‬
‫على البنك لصالح العميل أو لصالح غيره‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الودائع المصرفية‬

‫إن إيداع األموال في البنك قد يتخذ وصف معين من الوديعة بحسب الغرض الذي تم من أجله‬
‫إيداع هذه األموال لتأخذ حكم أوصاف الوديعة كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الودائع الجارية (عند الطلب)‪:‬‬

‫هذه الودائع تكون دائما تحت تصرف أصحابها إذ يمكنهم اللجوء إلى سحبها كليا أو جزئيا متى‬
‫شاءوا ودون إشعار مسبق‪ ،‬فالوديعة وان كانت بحوزة البنك فهي تحت التصرفالمطلق ألصحابها وال يحق‬
‫للبنك وضع شروط أمام صاحبها عند السحب(‪ ،)3‬وعادة ال يمنح البنك فائدة عن هذا النوع من الودائع أو‬
‫يمنح فائدة ضئيلة ألنه مقيد في استعمالها وال يستغلها على النحو األمثل ألنه مضطر إلى مراعاة طلب‬
‫(‪)4‬‬
‫االسترداد في أي وقت‪.‬‬

‫‪ -2‬الودائع ألجل‪:‬‬

‫وتودع لدى البنك التجاري على أن ال يسحب منها إال بعد انقضاء مدة معينة يتفق عليها صاحب‬
‫الوديعة مع البنك‪ ،‬ومن تم يكفي أن يحتفظ البنك مقابلها بنسبة من االحتياطي النقدي أقل من تلك النسبة‬
‫(‪)5‬‬
‫التي يتعين االحتفاظ بها مقابل الودائع الجارية‪.‬‬

‫هذه الودائع أفيد للبنك‪ ،‬إذ يدفع عنها فائدة نظ ار لتمتعه بحرية أوفر في استعمالها‪ ،‬إذ يطمئن إلى‬
‫(‪)6‬‬
‫أنه لن يطلب استردادها منه قبل تاريخ معين‪.‬‬

‫‪ -3‬الودائع اإلدخارية‪:‬‬

‫تعتبر هذه الودائع بمثابة عملية توفير وادخار حقيقية نظ ار لمدة إيداعها في البنوك والعائد المنتظر‬
‫منها‪ ،‬فهذه الودائع تبقى لفترات طويلة في البنك ال يمكن لصحابها أن يسحبها مهما كانت الظروف وهو‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ .‬تقنيات البنوك‪ .‬الطبعة السابعة‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬الجزائر‪ .7330.‬ص‪.73‬‬
‫‪ -2‬مصطفى كمال طه‪ .‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪.‬الطبعة األولى‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ .‬لبنان‪ .7336 .‬ص‪.131‬‬
‫‪ -3‬الطاهر لطرش‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.76‬‬
‫‪ -4‬هاني دويدار‪ .‬الوجيز في العقود التجارية والعمليات المصرفية‪ .‬دار الجامعة الجديدة‪ .‬مصر‪ .7330 .‬ص‪.736‬‬
‫‪ -5‬جميل أحمد‪ .‬الدور التنموي للبنوك اإلسالمية‪ .‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‪ .‬محمد ناصر ثابت‪ .‬جامعة الجزائر‪ .‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .7336-7333 .‬ص‪.31‬‬
‫‪ -6‬علي جمال الدين عوض‪ .‬عمليات البنوك‪ .‬دون دار النشر‪ .‬مصر‪ .‬دون سنة النشر‪ .‬ص‪.00‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يواجه عراقيل عديدة أولها ضرورة انقضاء مدة اإليداع‪ ،‬كما أن صاحبها يحصل على فوائد معتبر نظ ار‬
‫لتوظيف البنك هذه الودائع في منح قروض ذات األجل الطويل‪.‬‬

‫‪ -4‬الوديعة المخصصة لغرض معين‪:‬‬

‫قد يتفق العميل مع البنك على أن يودع األول لدى الثاني مبلغا معينا لتنفيذ عملية معين لحسابه‬
‫كشراء أوراق مالية‪ ،‬االكتتاب في أسهم إحدى الشركات أو سندات معينة أو للوفاء بأوراق معينة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫وفي هذه الحالة البنك يمنع من التصرف في الوديعة وعليه االحتفاظ بها لخدمة الغرض المحدد له واال‬
‫(‪)1‬‬
‫عد ذلك خيانة األمانة‪.‬‬

‫لقد جاء المشرع بنظام حماية الودائع المصرفية ويهدف هذا النظام إلى حماية مصالح المودعين‬
‫في حالة توقف بنكهم عن الدفع بموجب القانون ‪ 13/03‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬السيما المادة ‪ 110‬منه‬
‫وأكده األمر ‪ 11/30‬المتعلق بالنقد والقرض في المادة ‪ 116‬منه‪ ،‬وبموجب القوانين تم تأسيس شركة‬
‫ضمان الودائع البنكية في شهر ماي ‪ 7330‬من قبل بنك الجزائر بصفته عضو مؤسس‪ ،‬وتعد البنوك‬
‫المساهمين الوحيدين فيها‪ ،‬وطبقا لما جاء في النظام رقم ‪ 30/31‬المؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ 7331‬المتعلق‬
‫بنظام الودائع البنكية وأن تعمل على الحفاظ على تساوي حصصها في رأس مال شركة ضمان الودائع‬
‫البنكية‪ ،‬أما عن سقف التعويضات التي يستفيد منها المودع الواحد على مستوى البنك الواحد في حالة‬
‫توقف بنكه عن الدفع بـ ‪633.333‬دج‪ ،‬أما العالوة فالبنك يلزم بها على أساس المبلغ اإلجمالي للودائع‬
‫( ‪)2‬‬
‫بالعملة الوطنية المقيدة في‪ 01‬ديسمبر حددها بنك الجزائر في المادة ‪ 7‬من التعليمة رقم ‪7311/36‬‬
‫المؤرخة في ‪ 73‬أكتوبر ‪ 7311‬المتعلقة بتحديد نسبة العالوة المستحقة للدفع إلى صندوق ضمان الودائع‬
‫المصرفية نسبة ‪ %3273‬لسنة ‪.)3(7313‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقديم القروض المصرفية‬

‫تنص المادة ‪ 66‬من األمر ‪" 11/30‬تشكل عملية قرض‪ :‬في مفهوم هذا األمر كل عمل لقاء‬
‫عوض يضع بموجبه شخص ما أو يعد بوضع أموال تحت تصرف شخص آخر أو يأخذ بموجبه لصالح‬
‫شخص آخر التزام بالتوقيع كالضمان االحتياطي أو الكفالة‪.‬‬

‫تعتبر بمثابة عمليات قرض‪ ،‬عمليات اإليجار المقرونة بحق خيار بالشراء السيما عمليات القرض‬
‫اإليجاري‪."...‬‬

‫‪ -1‬أحمد محمد محرز‪ .‬القانون التجاري‪-‬عمليات البنوك‪-‬اإلفالس‪ .‬دون دار نشر‪ .‬مصر ‪ .1000‬ص‪.03‬‬
‫‪ -2‬التعليمة رقم ‪ 7311/36‬المؤرخة في ‪73‬أكتوبر ‪ 7311‬المتعلقة بتحديد نسبة العالوة المستحقة للدفع لصندوق ضمان الودائع‬
‫المصرفية‪ .‬بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪ -3‬عياش زبير‪ .‬تأثير تطبيق إتفاقية بازل ‪II‬على تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪.‬أحمد‬
‫بوراس‪.‬جامعةأم الباقي‪.‬كلية العلوم اإلقتصادية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.7317/7311.‬ص‪.703‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من خالل نص هذه المادة يتضح لنا أن المشرع لم يقدم تعريفا محددا لعملية القرض المصرفي‬
‫وانما اكتفى بذكر أصناف عمليات القرض‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف القرض المصرفي‬

‫هو عقد بين البنك وزبونه يتعهد البنك فيه بوضع مبلغ معين من النقود تحت تصرف العميل‬
‫خالل مدة معينة‪ ،‬ويكون لهذا األخير سحبه بالصفة التي يراها مقابل أداء العمولة المتفق عليها وهو ملزم‬
‫(‪)1‬‬
‫بأدائها ولو لم يستخدم القرض المقدم لصالحه‪ ،‬كما يلتزم برد المبلغ المسحوب والفوائد إذا اشترطت‪.‬‬

‫من خالل هذا التعريف نستنتج أن عملية القرض البنكي تقوم على أساس توفر عنصرين‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬المقابل الذي يتحصل عليه البنك من المقرض والمتمثل في فائدة أو عمولة‪ ،‬وهذا ما يميزه‬
‫(‪)2‬‬
‫عن القرض المدني‪.‬‬

‫ثانهما ‪ :‬وضع األموال تحت التصرف‪ ،‬سواء بصفة فورية عندما يكون صرف األموال الذي يدخل‬
‫في عملية القرض متزامنا مع نتيجة العقد كما هو التسليف‪ ،‬أو مستقبليا تحقيقه موعود به تحقيقه ينتج عن‬
‫عقد آخر يمكن أن يكون ذاته عملية قرض‪.‬‬

‫في حالة الوعد بالتسليف عند فتح االعتماد أو بصفة احتمالية عندما يكون صرف األموال مرتبط‬
‫بعجز المستفيد من القرض‪.‬‬

‫اإلقرض بأنها ‪ :‬إمداد األفراد والمؤسسات والمنشآت في المجتمع باألموال‬


‫ا‬ ‫كما تعرف وظيفة‬
‫الالزمة على ان يتعهد المقترض بسداد تلك األموال وفوائدها والعموالت المستحقة عليها والمصاريف دفعة‬
‫واحدة‪ ،‬ويتم تدعيم هده العالقة بتقديم مجموعة من الضمانات التي تكفل للبنك إسترداد أمواله في حالة‬
‫توقف العميل عن السداد بأية خسائر ‪.‬‬

‫ويعتبر القرض من أفعال الثقة بين األفراد ويتجسد في ذلك الفعل الذي يقوم بواسطته شخص ما‬
‫هو (المؤسسة المقرضة) بمنح أموال إلى شخص آخر هو المدين أو يعده بمنحها أياه أو يلتزم بضمانة‬
‫أمام اآلخرين ودلك مقابل ثمن أو تعويض(‪.)3‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع القروض‬

‫والجدير بالذكر أن عمليات القرض هذه تتعدد وتتشعب لكن ما يميز بينها هي مدة القرض كذلك‬
‫الضمان قد يتخذ هذه العمليات األنواع التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬زينب سالم‪ .‬المسؤولية الجنائية عن األعمال البنكية‪ .‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ .7313 .‬ص‪.71‬‬
‫‪ -2‬نجاة طباع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.06‬‬
‫‪ -3‬أحالم بلجودي‪.‬النظام القانوني لعقد القرض البنكي في التشريع الجزائري‪.‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪.‬كاشير عبد القادر‪ .‬جامعة‬
‫جيجل‪.‬كلية الحقوق‪.‬دون تاريح مناقشة ‪.7336/7333.‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬من حيث الضمان‪ :‬هناك نوعين من القروض‪:‬‬

‫أ‪ -‬قروض غير مكفولة بضمان معين‪:‬‬

‫األصل أن البنك ال يقدم قروضا بدون ضمان لكنه قد يلجأ إلى تقديم هذا النوع من القروض في‬
‫بعض الحاالت‪ ،‬كأن يكون عميله من النوع الذي يقترض باستمرار منه‪ ،‬فهو لذلك يكون على إطالع‬
‫وعلى علم بمركزه المالي وبإمكاناته وقدراته المالية على التسديد‪ ،‬لذلك يقوم البنك بفتح اعتماد لعميله‬
‫(‪)1‬‬
‫لتمكينه من السحب متى يشاء من البنك من خالل مدة ومبلغ متفق عليهما‪.‬‬

‫ب‪ -‬قروض مكفولة بضمان‪:‬‬

‫يمنح هذا النوع من القروض بعد تقديم ضمان معين قبل طلب القرض ‪ ،‬وهذه الضمانات إما‬
‫أمواال منقولة أو غير منقولة‪ ،‬يستطيع المصرف قانونيا التصرف فيها في حال تعذر السداد من قبل‬
‫المقترض‪ ،‬ومن هذه الضمانات ضمانات نقدية‪ ،‬عقارية‪ ،‬ضمانات رهن‪ ،‬أوراق مالية كاألسهم والسندات‪،‬‬
‫ضمانات رهن بضائع‪ ،‬رهن السيارات واآلليات‪ ،‬ضمان حجم المستحقات كالرواتب واألجور‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫تكون ضمانات شخصية مثل كفالة المتعاملين المعروفين جيدا للبنك والذين يتمتعون بالسمعة الجيدة‬
‫(‪)2‬‬
‫والمراكز المالية المليئة والقوية وذوي الخبرة الكبيرة في مجال النشاطات التي يمارسونها‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث طبيعة الشخص المقترض‪:‬‬

‫أ‪ -‬المؤسسات‪:‬‬

‫حاجات المؤسسة متعددة وعلى أساسها تتم عملية القرض فتلجأ المؤسسات إلى التمويل دي‬
‫األجل القصير عادة لرفع رأسمالها العامل قصد مواجهة نفقات االستغالل والتخفيضات الظرفية لألعمال‪،‬‬
‫أو قصد تجديد المخزونات وتمويل الديون على عاتق فئة الزبائن‪.‬‬

‫أما إذا كانت هذه المؤسسات ترغب في تمويل تجهيزات وعقارات‪ ،‬فالحل المناسب هو اللجوء إلى‬
‫قروض متوسطة أو طويلة األجل‪ ،‬أو إلى عقود إيجارية مقرونة بحق خيار بالشراء‪ ،‬كما أنه إذا كانت‬
‫ترغب في تمويل تجارتها الخارجية هناك تقنيات دولية للقرض كاالعتماد المستندي أو االعتماد لالستيراد‪.‬‬

‫ب‪ -‬األفراد‪:‬‬

‫لألفراد حاجات متعددة ال يمكن تلبيتها إال عن طريق اللجوء إلى القروض البنكية قصيرة أو‬
‫متوسطة األجل‪ ،‬أو إلى عمليات بيع إيجار أو عمليات اعتماد إيجاري‪ ،‬كما أن هناك القروض الشخصية‬

‫‪ -1‬محمد شايب‪ .‬أثر تكنولوجيا اإلعالم واالتصال على فعالية أنشطة البنوك التجارية الجزائرية‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬روش‬
‫زين الدين‪ .‬جامعة سطيف‪ .‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.7330/ 7336.‬ص‪.00‬‬
‫‪-2‬محمد شايب ‪.‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.00‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التي تقدم عادة لألشخاص ذوي الدخل الثابت ويناسب مبلغها مع الدخل الشهري للمستفيد‪ ،‬وقد جاء‬
‫( ‪)1‬‬
‫المتعلق بقانون المالية التكميلي لسنة ‪ 7330‬يحصر القروض البنكية في‬ ‫المشرع بموجب األمر ‪31/30‬‬
‫شكل قروض عقارية وهدا ماجاء في المادة ‪ 03‬منه‪" :‬يمنع على البنوك منح القروض لألفراد إال العقارية‬
‫منها"‪ ،‬وهذه القروض العقارية هي األخرى متنوعة(‪.)2‬‬

‫ويدخل في إطار القروض الممنوحة لألفراد بطاقات االئتمان‪ ،‬حيث تستبدل النقود ببطاقات‬
‫االئتمان المضمونة من البنوك‪ ،‬يستخدمها المستهلك من أجل اقتناء كافة حاجاته على أن يسدد القيمة‬
‫البنك خالل فترة معينة مقابل عمولة أو فائدة‪ .‬وبطاقة اإلئتمان تستخدم على أساس القيمة المخزنة فيها‬
‫وهي وسيلة تسهل على مالكها إستعمالها كما أنها أحدث صورة للنقود اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث المدة‪:‬‬

‫كالسيكيا يعتمد على المدة في تصنيف القروض‪ ،‬فهناك قروض قصيرة األجل وقروض متوسطة‬
‫وأخرى طويلة األجل‪ ،‬القروض ذات األجل القصير فال تتعدى مدتها عامين‪ ،‬أما المتوسطة األجل هي‬
‫تلك القروض التي تتراوح مدتها بين عامين إلى سبع سنوات‪ ،‬أما القروض طويلة األجل فتتعدى مدتها‬
‫سبع سنوات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارتها‬

‫رغم نص المشرع أن عملية وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن وادارتها عملية مصرفية وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 60‬من األمر ‪ 11/30‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬إال أنه لم يقدم تعريفا واضحا لهذه العملية‪،‬‬
‫حيث نص‪" :‬تعتبر وسائل دفع كل األدوات التي تمكن كل شخص من تحويل أموال مهما يكن السند أو‬
‫األسلوب التقني المستعمل"‪.‬‬

‫يتضح من المادة أن المشرع اعتبر وسائل الدفع هي الوسائل التي يتم بها تحويل األموال لهذا يعد‬
‫النص مرنا وعاما يمكن أن يتضمن العديد من وسائل الدفع الموجودة والتي يمكن أن تكون تقليدية أو‬
‫حديثة‪ ،‬فأية وسيلة تمكن من تحويل األموال مهما كان شكلها أو األسلوب التقني المستعمل تعد وسيلة‬
‫(‪)3‬‬
‫دفع‪.‬‬

‫‪-1‬االمررقم ‪ 31/30‬الصادر في ‪77‬جويلية‪ 7330‬المتعلق بقانون المالية التكميلي‪ .‬الجريدة الرسميةالعدد‪.11‬المؤرخ في‬
‫‪76‬جويلية‪.7330‬‬
‫‪ -2‬كريمة بوسنة‪ .‬البنوك األجنبية كمصدر لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر‪.‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دون تاريخ‬ ‫والتجارية وعلوم التسيير‪.‬‬ ‫الماجستير‪.‬مليكي سمير بهاء الدين‪.‬جامعة تلمسان‪.‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫مناقشة‪.7311/7313.‬ص‪.66‬‬
‫‪ -3‬كريمة تدريست‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.61‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬تعريف وسائل الدفع‬

‫إن وسيلة الدفع هي تلك األداة المقبولة من طرف الجميع من أجل تسهيل المعامالت الخاصة بتبادل‬
‫السلع والخدمات وكذلك تسديد الديون‪ ،‬فهي تسهل التداول وتمكن من إجراء الصفقات بسهولة‪ .‬وتتضمن‬
‫وسائل الدفع مجموعة األوراق التجارية وبعض الوسائل البديلة للنقود كالشيك والسند ألمر وغيرها إضافة‬
‫إلى النقود اإللكترونية التي تتم بواسطة أي وسيط إلكتروني‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع وسائل الدفع‬

‫‪ -1‬وسائل الدفع التقليدية‪:‬‬

‫الزالت أغلب التعامالت والصفقات التجارية في الجزائر تتم نقدا‪ ،‬حيث بينت الدراسات "بأن‬
‫‪ %63‬من التعامالت الجارية في الجزائر الزالت تتم نقدا"‪ .‬ويأتي الشيك في المرتبة الثانية من حيث‬
‫األهمية لوسائل الدفع التقليدية‪ ،‬وتليه التحويالت التي مثلت ‪ %13‬من العمليات البنكية سنة ‪ ،7333‬أما‬
‫السفتجة والسند ألمر فهما قليال االستعمال‪ ،‬وعليه فإجماال وسائل الدفع التقليدية تأتي في الرتبة الثانية بعد‬
‫(‪)1‬‬
‫النقود‪ ،‬فالنقود هي التي تحظى بحصة األسد في وسائل الدفع في الجزائر‪.‬‬

‫أ ‪ -‬النقود المالية‪:‬‬

‫وهي النقود الورقية أو المعدنية والتي تعبر عن الشكل األعلى للسيولة التامة(‪ ،)2‬وهي تصدر عن‬
‫مؤسسة اإلصدار وهي في الجزائر البنك المركزي الجزائري‪ ،‬وباألصل تكون مضمونة بغطاء معدني أو‬
‫عملة قابلة للتحويل‪.‬‬

‫ب ‪ -‬نقود الودائع‪:‬‬

‫تصدر عن البنوك التجارية وعلى عكس النقود النهائية فهي ال تتمتع بوجود مادي‪ ،‬وانما تنشأ عن‬
‫طريق القيود في الحسابات الناتجة عن استعمال الشيكات وتنشأ بواسطة عملية اإليداع والتحويالت بين‬
‫(‪)3‬‬
‫الحسابات‪.‬‬

‫‪ -‬الشيك المصرفي‪:‬‬

‫هو من بين وسائل الدفع األكثر انتشا ار إلى جانب النقود الورقية وهو عبارة عن سند بموجبه يمكن‬
‫لشخص طبيعي أو معنوي يدعى الساحب إعطاء أمر لبنكه أو بريد الجزائر (له حساب به) بتسوية السلع‬

‫‪ -1‬وهيبة عبد الرحيم‪ .‬وسائل الدفع في الجزائر‪ .‬مجلة الباحث‪ .‬العدد التاسع لسنة ‪ .7311‬جامعة ورقلة‪ .‬الجزائر‪ .‬دون دار النشر‪.‬‬
‫ص‪.00‬‬
‫‪ -2‬الطاهر لطرش‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.00‬‬
‫‪ -3‬الطاهر لطرش‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.06‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والخدمات لشخص ثالث يسمى المستفيد‪ ،‬وهذه المؤسسة (البنك أو البريد) تسمى المسحوب عليه‪ ،‬يمكن‬
‫اعتبار الشيك وسيلة دفع وسحب في نفس الوقت‪ ،‬وهو في حد ذاته ال يعتبر نقدا بل وسيلة لتحريك نقود‬
‫(‪)1‬‬
‫الودائع أي الحسابات الجارية سواء بالزيادة أو بالنقصان‪.‬‬

‫‪ -‬التحويل المصرفي‪:‬‬

‫هو عملية تتم بين حسابين مصرفيين بنقل مبلغ من أحدهما إلى اآلخر بمحض قيود يجريها‬
‫البنك في الحسابين‪ ،‬وهي إما أن تكون بين حسابين لشخص واحد أي لنفس العميل كتحويل مبلغ من‬
‫حسابه الشخصي لحسابه الجاري‪ ،‬أو تحويل مبلغ من حساب المركز الرئيسي لشركة لحساب أحد الفروع‪،‬‬
‫واما أن تكون بين حسابين لشخصين مختلفين‪ ،‬أحدهما هو "اآلمر" بالتحويل والثاني هو "المستفيد"‪،‬‬
‫وكذلك فقد تتم عملية التحويل المصرفي في بنك واحد إذا كان الحساب في نفس البنك فتعرف بالتحويل‬
‫(‪)2‬‬
‫المصرفي "الداخلي"‪ ،‬كما قد تتم في بنكين مختلفين حيث تعرف بالتحويل المصرفي "الخارجي"‪.‬‬

‫‪ -‬السفتجة‪:‬‬

‫كونها ورقة تجارية فإنها تجنب االنتقال العيني للنقود‪ ،‬كما أنها تعتبر وسيلة للدفع إذا ما أرسلت‬
‫للقبض ‪ A l’encaissement‬ووسيلة للقرض في حالة خصمها ‪ ،A l’escompte‬ولإلشارة فالسفتجة‬
‫مثل الشيك‪ ،‬قابلة لتحويل الملكية عن طريق عملية التظهير مع المحافظة على الشروط الالزمة لصحة‬
‫(‪)3‬‬
‫هذا التظهير‪.‬‬

‫وقد جاءت المادة ‪ 060‬من القانون التجاري‪" :‬تعتبر السفتجة عمال تجاريا مهما كان األشخاص"‬
‫وهي محرر بمقتضاه يأمر الساحب‪ ،‬المسحوب عليه بدفع مبلغ معين بتاريخ معين إلى المستفيد‪ ،‬وتتضمن‬
‫البيانات اآلتية وجوبا‪:‬‬

‫‪ -‬اسم السفتجة على متن السند‪.‬‬


‫‪ -‬أمر صريح بالدفع‪.‬‬
‫‪ -‬اسم من يجب عليه (المسحوب عليه)‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ االستحقاق ومكان الدفع‪.‬‬
‫‪ -‬اسم المستفيد‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -‬تاريخ ومكان تحرير السند وتوقيع من أصدره (الساحب)‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد شايب‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.06‬‬


‫‪ -2‬مراد منير فهيم‪ .‬القانون التجاري ‪-‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪.-‬منشأة المعارف‪ .‬مصر‪ .1067 .‬ص‪.103‬‬
‫‪ -3‬جميل أحمد‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.06‬‬
‫‪ -4‬للمزيد أنظر المواد‪ 060 :‬إلى ‪ 161‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬السند ألمر‪:‬‬

‫هو أصال ورقة تجارية‪ ،‬تحرر بين شخصين إلثبات دمة مالية واحدة فهذا السند هو إذا عبارة عن‬
‫وثيقة يتعهد بواسطتها شخص معين بدفع مبلغ معين إلى شخص آخر في تاريخ الحق وهو تاريخ‬
‫االستحقاق‪ ،‬وعلى أساس هذا التعريف يمكن أن نستنتج أن السند ألمر هو وسيلة قرض حقيقية‪ ،‬حيث أن‬
‫(‪)1‬‬
‫هناك انتظار من جانب الدائن للمدين لدين لكي يسدد ما عليه في تاريخ االستحقاق الذي يتفق بشأنه‪.‬‬

‫‪ -‬سند الرهن‪:‬‬

‫هو أيضا ورقة تجارية‪ ،‬يمكن استعماله في التداول إذا أراد مجتمع التجار ذلك وهو سند ألمر‬
‫(‪)2‬‬
‫مضمون بكمية من السلع محفوظة في مخزن عمومي‪.‬‬

‫وسند الرهن مثله مثل األوراق التجارية األخرى السند ألمر والكمبيالة يمكن تقديمه للبنك بغرض‬
‫الخصم‪ ،‬كما يمكن تحويله إلى وسيلة دفع بإدخاله في التداول وانتقاله بين األفراد التجار‪.‬‬

‫‪ -2‬وسائل الدفع الحديثة (االلكترونية)‪:‬‬

‫ظهرت تلبية لحاجات التجارة االلكترونية والتي تعرف بمفهومها الواسع بأنها كل معاملة تجارية‬
‫تتم من خالل وسيط الكتروني‪ ،‬كما أن ظهورها كان لمحاولة القضاءعلى نقائص وسائل الدفع الكتابية‬
‫بإيجاد منتوجات أكثر أمانا‪ ،‬وثقة ورفاهية في اإلستعمال ‪ .‬تتمثل في وسائل الدفع اإللكترونية المختلفة‬
‫إضافة إلى غرف المقاصة اإللكترونية‪ .‬وقدجاء المشرع الجزائري بتنظيم وسيلة الدفع هذه في الفصل‬
‫الثالث من الباب الرابع من الكتاب الرابع من القانون التجاري‪ ،‬حيث نص على بطاقات الدفع والسحب‪،‬‬
‫ونصت المادة ‪ 310‬مكرر ‪" :70‬تعتبر بطاقة صادرة عن البنوك والهيئات المالية المؤهلة قانونا وتسمح‬
‫لصاحبها بحسب أو تحويل أموال‪.‬‬

‫تعتبر بطاقة دفع كل بطاقة صادرة عن البنوك والهيئات المالية المؤهلة قانونا وتسمح لصاحبها‬
‫بسحب أو تحويل أموال"‪.‬‬

‫أ‪ -‬بطاقات الدفع‪:‬‬

‫تستعمل في عمليات الدفع لثمن السلع والبضائع المقتناة من محالت تجارية كبيرة المجهزة بأجهزة‬
‫الدفع (‪ )TPE‬والمرتبطة بالبنوك التجارية المتعاقدة مع المحل‪ ،‬لكن نشير إلى أن استعمال هذا النوع من‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.07‬‬


‫‪ -2‬أحمد هني‪ .‬العملة والنقود‪ .‬الطبعةالرابعة ‪.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪ .1007 .‬ص‪.07‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وسائل الدفع االلكترونية الخاص بالدفع مازال ضعيفا بنسبة كبيرة ولم تصل البنوك إلى توزيعه على‬
‫(‪)1‬‬
‫زبائنها‪.‬‬

‫ب‪ -‬بطاقات السحب‪:‬‬

‫تستعمل في سحب مبالغ مالية من شبابيك البنوك االلكترونية المتمثلة في أجهزة السحب اآللي‬
‫(‪ ،)DAB‬المعروضة في الواجهة الخارجية لوكالة البنك والمسيرة من قبل شركة البطاقات االئتمانية‪ ،‬هذا‬
‫النوع من وسائل الدفع االلكترونية عرف نوعا من العرض الكبير من طرف البنوك التجارية العمومية‬
‫والخاصة مقابل طلب من طرف زبائنها‪ ،‬لكن يبقى نجاحه مرتبطا بالعاملين التاليين‪:‬‬

‫‪ -‬توفر السيولة في أجهزة السحب اآللي‪.‬‬


‫‪ -‬تحديد السقف المالي للمبالغ المسحوبة بالبطاقة‪.‬‬

‫ج‪ -‬النقود االلكترونية‪:‬‬

‫هي الصيغ غير المادية للنقود الورقية‪ ،‬والعملية التي يتم بها اإلصدار تكون بإجراء تحويل في‬
‫شكل النقود من النقود الورقية إلى النقود االلكترونية‪ ،‬لذا تعتبر النقود االلكترونية قد حلت مكان النقود‬
‫الورقية‪ ،‬وفي هذه العملية تكون لدى مصدر البطاقة سواء كان بنكا أو مؤسسة مالية مساواة بين النقود‬
‫الداخلة والخارجة‪ ،‬فتكون المدخلة هي النقود الورقية التي يحصل عليها المصدر من أجل شحن البطاقة‬
‫(‪)2‬‬
‫بالنقود االلكترونية‪ ،‬وتعد األخير النقود المخرجة‪.‬‬

‫كما عرفتها المفوضية األوروبية‪ :‬قيمة نقدية مخزونة بطريقة الكترونية‪ ،‬كبطاقة أو ذاكرة‬
‫كومبيوتر‪ ،‬ومقبولة كوسيلة للدفع بوساطة متعهدين‪ ،‬غير المؤسسة التي أصدتها ويتم وضعها في متناول‬
‫المستخدمين الستعمالها كبديل عن العمالت النقدية والورقية‪ ،‬وهذا بهدف إحداث تحويالت الكترونية‬
‫(‪)3‬‬
‫لمدفوعات ذات قيمة محددة‪.‬‬

‫د‪ -‬الشيك االلكتروني‪:‬‬

‫هو مثل الشيك التقليدي‪ ،‬أمر بالدفع من الساحب إلى المسحوب عليه‪ ،‬لدفع مبلغ مسمى إلى‬
‫المستفيد (أو حامله)‪ ،‬غير أنه يختلف عنه في أنه يرسل الكترونيا عبر االنترنت‪ ،‬يمكن تعريفه بأنه‪:‬‬
‫رسالة موثقة ومؤمنة يرسلها مصدر الشيك (حامله) ليعتمده ويقدمه للبنك الذي يعمل عبر االنترنت‪.‬‬

‫‪ -1‬بحيح عبد القادر‪ .‬إشكالية التحكم في وسائل الدفع البنكية وأثرها على الخدمات المصرفية –حالة الجزائر (‪.)2212-1692‬مجلة‬
‫الباحث‪.‬العدد التاسعلسنة ‪ .7311‬جامعة ورقلة‪ .‬الجزائر‪ .‬دون دار نشر‪ .‬ص‪.70‬‬
‫‪ -2‬جالل عايد الشورة‪ .‬وسائل الدفع االلكتروني‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ .‬األردن‪ .7336 .‬ص‪.60‬‬
‫‪ -3‬عبد الحميد بوشرمة‪ .‬الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة المالية‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬دوريش محمد الطاهر‪.‬‬
‫جامعة أم البواقي‪ .‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .7313/7330 .‬ص‪.37‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫التالية‪:‬‬ ‫ويتميز الشيك اإللكتروني بالخصائص‬

‫‪ -‬تخضع الشيكات اإللكترونية لنفس اإلطار القانوني المقررعلى الشيكات الورقية ‪.‬‬

‫‪ -‬دفتر الشيكات اإللكتروني يحقق الوظائف نفسها التي تقوم بها الشيكات العادية بل ويعتبر أفضل منه‬
‫ألنه يوفر السرية ويعتبر أكثر أماناً‪.‬‬

‫‪ -‬تقلص الشيكات اإللكترونية من تكلفة اإلدارة والدفع وتحل مشكلة التزويد والنقل والطبع والسرعة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العمليات المصرفية التابعة‬


‫نصت المادة ‪ 07‬من األمر ‪ 11/30‬على ما يلي‪" :‬يمكن البنوك والمؤسسات المالية أن تجري‬
‫جميع العمليات ذات العالقة بنشاطها كالعمليات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬عمليات الصرف‪،‬‬
‫‪ -‬عمليات على الذهب والمعادن الثمينة والقطع المعدنية الثمينة‪،‬‬
‫‪ -‬توظيف القيم المنقولة وكل منتوج مالي‪ ،‬واكتتابها وشراءها وتسييرها وحفظها وبيعها‪،‬‬
‫‪ -‬االستشارة والمساعدة في مجال تسيير الممتلكات‪،‬‬
‫‪ -‬االستشارة والتسيير المالي والهندسة المالية وبشكل عام كل الخدمات الموجهة لتسهيل إنشاء‬
‫المؤسسات والتجهيزات وانمائها مع مراعاة األحكام القانونية في هذا المجال"‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 1003‬المتعلق التابعة للبنوك والمؤسسات المالية‬ ‫وقد حدد النظام رقم ‪36/03‬‬
‫كيفيات تطبيق هذه المادة‪.‬‬

‫وسيتم في هدا المطلب دراسة العمليات التابعة الفرع األول عملية الصرف ثم نتناول في الفرع‬
‫الثاني توظيف القيم المنقولة الفرع الثالث سيكون حول عمليات مصرفية أخرى تابعة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عملية الصرف‬

‫جاء في الباب الثاني من األمر ‪ 11/30‬المتعلق بالنقد والقرض مادته ‪: 26‬أنه من صالحيات مجلس‬
‫النقد والقرض بصفته سلطة نقدية ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد أهداف سياسة سعر الصرف وكيفية ضبط الصرف‪.‬‬


‫‪ -‬التنظيم القانوني للصرف وتنظيم سوق الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬تسير إحتياطات الصرف‪.‬‬

‫‪-1‬السعيد بريكة‪.‬واقع عمليات الصيرفة اإللكترونية ‪ E-banking‬وآفاق تطورها في الجزائر ‪ .‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه‪.‬أحمد بوراس ‪.‬جامعة أم البواقي‪.‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪.‬دون تاريخ مناقشة‪.7311/7313.‬ص‪.137‬‬
‫‪-2‬النظام رقم ‪ 36/03‬المؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ 1003‬المتعلق بالنشاطات التابعة للبنوك والمؤسسات المالية‪.‬الجريدة الرسمية العدد‪61‬‬
‫المؤرخ في‪70‬ديسمبر‪.1003‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪:‬تعريف عملية الصرف‬

‫‪ -1‬تعريف الصرف‪:‬‬
‫يقصد بعملية الصرف أنه عملية تظهر عندما يتم تبادل مختلف العمالت فيما بينها فكل دولة لها‬
‫عملتها الخاصة تستعمل في عمليات الدفع الداخلية وتظهر الضرورة الى إستعمال العمالت الخارجية‬
‫ع ندما تقوم عالقات تجارية أو مالية بين الشركات تعمل داخل الوطن مع شركات تعمل خارجه وتتم‬
‫عمليات الصرف فيما يسمى بسوق الصرف وهو المكان الذي يتم فيه تبادل العمالت المختلفة وهو عبارة‬
‫عن شبكة العالقات الموجودة بين وكالء الصرف(‪.)1‬‬

‫والصرف وفقا ألنظمة البنك المركزي هو كل تبادل بين العمالت الصعبة والدينار الجزائري‬
‫(‪)2‬‬
‫المتعلق بقواعد‬ ‫(العملة الوطنية) والعمالت الصعبة فيما بينها المادة األولى من النظام رقم ‪30/01‬‬
‫الصرف وشروطه‪.‬‬

‫‪-2‬تعريف سعر صرف العملة ‪:‬‬


‫يقصد به سعر صرف عملة بعملة أخرى أو هو نسبة مبادلة عملتين‪ ،‬فإحدى العملتين تعتبر‬
‫سلعة والعملة الثانية تعتبر ثمناً لها(‪.)3‬‬

‫‪-3‬تعريف العملة األجنبية‪:‬‬

‫يقصد بها عمالت جميع الدول عذا الجزائر‪،‬كما إذا تعامل شخص فرنسي باألورو أثناء تواجده‬
‫بالجزائر فاألورو هنا يعتبر عملة أجنبية‪ ،‬رغم أن المتعامل به يحمل جنسية أحد البلدان التي تصدره‪،‬‬
‫وعلى دلك تعتبر العملة دائما أجنبية مند إنتسابها لبلد غير الدولة الوطن وال ينظر بأي حال الى جنسية‬
‫األشخاص الدين يتعاملون بالعملة(‪.)4‬‬

‫‪-4‬تعريف المعادن النفيسة‪:‬‬

‫وهي الذهب‪ ،‬الفضة‪ ،‬البالتين‪ ،‬وقد تأخذ أشكاال أو صو ار متنوعة أشار إليها القانون بالنسبة‬
‫للذهب السبائك والقطع النقدية واألوسمة المضافة الى المصوغات من الذهب والفضة والبالتين(‪.)5‬‬

‫‪-1‬الطاهر لطرش‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.03‬‬


‫‪-2‬النظام رقم ‪ 30/01‬المؤرخ في ‪ 11‬أوت ‪ 1001‬المتعلق بقواعد الصرف وشروطه ‪.‬الجريدة الرسمية العدد‪ 71‬المؤرخ في ‪ 70‬مارس‬
‫‪.1007‬‬
‫‪-3‬موسى لحلو بخاري‪ .‬سياسة الصرف األجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية‪ .‬مكتبة الحسين العصرية‪ .‬لبنان‪.7313 .‬ص‪.173‬‬
‫‪-4‬طارق كور‪ .‬آليات مكافحة جريمة الصرف‪.‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪.‬نواصر العايش ‪.‬جامعة أم البواقي‪.‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.7317/7311.‬ص‪.16‬‬
‫‪-5‬طارق كور‪ .‬المرجع نفسه‪.‬ص‪.16‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬وضعية صرف الدينار الجزائري‬

‫إيماناً بأهمية سوق الصرف األجنبي في تحديد أسعار الصرف تم تأسيس سوق ما بين البنوك‬
‫الذي انطلق نشاطه رسميا في ‪37‬جانفي ‪ 1006‬واإلعالن عن تبني نظام التعويم المدار(‪ ،)1‬الذي أصبح‬
‫من خالله الدينار يتحدد وفق العرض والطلب الذي تمارسه يوميا جميع البنوك التجارية بما فيها البنك‬
‫المركزي من أجل حماية الدينار من تدهور قيمته وكان الهدف من تبني هدا النظام له أبعاد عدة منها‪:‬‬

‫‪ -‬تقريب قيمة الدينار من قيمته الحقيقية‪،‬‬

‫‪ -‬الحد من نشاط توسع سوق الصرف الموازي‪ ،‬وهذا عن طريق تحسين وتكثيف العمليات التي‬
‫تمارسها البنوك الخاصة بالتحويل والصرف بأقل تكلفة‪.‬‬

‫وكدا نمو حجم إحتياطي الصرف بسبب تقلص‬ ‫‪ -‬يساهم في تعزيز إستقاللية البنك المركزي‬
‫(‪)2‬‬
‫تدخالت البنك المركزي في سوق الصرف‪.‬‬

‫‪ -‬يلزم المؤسسات االقتصادية وخاصة البنوك والمؤسسات المالية على إتخاد تدابير في شأن تعزيز‬
‫الرقابة الداخلية والخارجية إتجاه مختلف المخاطر المرتقبة (كمخاطر الصرف)‪.‬‬

‫‪ -‬و يشجع على المنافسة بين البنوك من جانب تحسين وترقية الجودة وبما أن السلطات النقدية ال‬
‫تتدخل في األسواق إلستقرار سعر الصرف إال في وقت الضرورة ونتيجة لدلك فقد شهدت‬
‫إحتياطات الصرف الرسمية في الجزائر إرتفاعا مذهال فاق كل التوقعات منتقال من‪1.1‬مليار‬
‫دوالر الى ما قيمته ‪116.01‬مليار دوالر سنة ‪ .7330‬أي ما يعادل تقريبا ‪ 01‬ضعف القيمة‬
‫السابقة‪ ،‬وهو األمر الدي وضع الجزائر ضمن الدول األساسية األولى في إمتالك إحتياطات‬
‫الصرف على المستوى العالمي(‪.)3‬‬

‫ثالثا‪ :‬خطر الصرف‬

‫إن البنوك من أهم المتدخلين في سوق الصرف حيث فيه تحدد أسعار الصرف وعليه فالبنك‬
‫بطبيعته يلعب دور المقايض أو المبدل للعمالت األجنبية تلبية لطلبات زبائنه من خالل عملية الصرف أو‬
‫عمليات أخرى على العملة الصعبة وهو هنا يحتمل الربح أو الخسارة بسبب التغير الحاصل على سعر‬
‫الصرف للعملة الوطنية مقابل العملة األجنبية وهنا يكمن خطر الصرف بسبب تغيرات معدل الصرف‬

‫‪-1‬التعويم المدار‪:‬معناه ترك الحرية لقوى السوق في تحديد حركة سعر الصرف وعادة يتدخل البنك المركزي للحد من التقلبات في سعر‬
‫صرف العملة الوطنية‪.‬‬
‫‪-2‬محمد أمين بربري‪.‬مبررات ودوافع التوجه الحديث ألنظمة الصرف الدولية‪.‬مجلة الباحث‪.‬العددالتاسع لسنة‪.7311‬جامعة ورقلة‪.‬‬
‫الجزائر‪ .‬دون دار نشر‪.‬ص‪.36‬‬
‫المدار للدينار الجزائري بين التصريحات واآلفاق‪ .‬مجلة الباحث‪.‬العدد التاسع لسنة ‪ .7311‬جامعة‬
‫‪-‬سمير آيت يحي‪.‬التّعويم ُ‬
‫‪3‬‬

‫ورقلة‪.‬الجزائر‪.‬دون دار نشر‪.‬ص ‪.66‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إشارة الى أن ال بنك ال يتحمل مسؤولية القرار الحكومي بتخفيض قيمة الدينار الجزائري وهدا ما أصدرته‬
‫المحكمة العليا في قضية البنك الوطني الجزائري ضد الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪ cact‬ومن معها‬
‫بتاريخ ‪.)1(7313/33/36‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬عمليات على القيم المنقولة‬

‫تتم العمليات على القيم المنقولة من خالل تحصيل وخصم األوراق التجارية التي تظهر للبنك قبل‬
‫تاريخ إستحقاقها من طرف المتعاملين بها مقابل عمولة يتقاضاها البنك كما يقوم البنك بحفظ أي سند أو‬
‫أشياء ثمينة بالنسبة لصاحبها على شكل وديعة كذلك مقابل عمولة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عمليات اإلئتمان المتعلقة باألوراق التجارية‬

‫تقوم األوراق التجارية العامة والكمبيالة خاصة بدور هام في أغلب العمليات البنكية ‪،‬دلك في أنها‬
‫في نظامها القانوني قد هيئت لإلئتمان التجاري‪ ،‬ألن الدين الثابت بها قابل للحركة السريعة من دائن الى‬
‫دائن دون أن تضعف قيمته بل إن قيمته تزداد كلما إنتقلت الورقة فتلقفت توقيعا جديدا ‪،‬فسوف تقتصر‬
‫الدراسة في هده العمليات على عمليتين هما ‪ :‬الخصم والتحصيل‬

‫‪-1‬الخصم‪:‬‬

‫يعرف الخصم بأنه تظهير الورقة التجارية‪،‬والتي لم يحل أجلها بعد تظهي ار ناقال للملكية إلى بنك‬
‫يقوم بدفع قيمتها للمظهر‪ ،‬بعد إسترسال قد يمثل قيمة الورقة عن المدة ما بين الخصم وتاريخ اإلستحقاق‬
‫(وتسمى سعر الخصم) مضاف إليها العمولة ودلك مع إلتزام المستفيد من الخصم برد القيمة اإلسمية‬
‫للورقة إلى البنك عند إستفاء قيمتها من المدين فيها‪.‬‬

‫وعملية الخصم تعتبر في الواقع نوع من التظهير الناقل للملكية يتم للبنوك بمقابل يتمثل في األجر‬
‫الدي يحصل عليه البنك بإعتباره تاجر في النقود لقاء القيام بخصم الورقة قبل تاريخ إستحقاقها‪ ،‬وينطبق‬
‫على هذا التظهير كافة قواعد التظهير التام الواردة في القانون خاصة قواعد رجوع البنك على العميل عند‬
‫(‪)2‬‬
‫عدم الوفاء بقيمة الورقة‪.‬‬

‫‪-2‬التحصيل‪:‬‬

‫كثي ار يعهد حامل الورقة التجارية الى أحد البنوك بتحصيل قيمتها لحسابه ‪،‬ألن الحامل ال تتوفر‬
‫لديه عادة الوسائل الكافية لتحصيل األوراق التجارية بنفسه‪ ،‬ويتحقق ذلك بأن يظهر لحامل الورقة التجارية‬
‫الى البنك‪ ،‬فيصبح البنك وكيال في تحصيل قيمتها لحساب المظهر‪،‬وعند حلول موعد إستحقاق الورقة‬

‫‪-1‬ملف رقم ‪ 673073‬قرار بتاريخ ‪ .7313/33/36‬مجلة المحكمة العليا‪.‬العدد الثاني‪.‬السنة ‪ .7311‬ص‪.01‬‬


‫‪-2‬زينب سالم‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.70‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫وهذه الحالة تعد بمثابة تظهير‬ ‫التجارية يجب على البنك أن يطالب المسحوب عليه أو المظهر بالوفاء‬
‫توكيلي وتنحصر وظيفة البنك في تحصيل قيمة السند فقط وال تنتقل إليه ملكية الحق الثابت فيه نقال تاما‬
‫وذلك ال يخول البنك حق قيده في الحساب بمحض إرادته‪ ،‬طالما لم يخطره العميل المستفيد بهذا القيد‪،‬‬
‫واذا أفلس المستفيد بعد تسليمه السند إلى البنك لتحصيله‪ ،‬قبل أن يتم تحصيله فلوكيل التفليسة إسترداده‪،‬‬
‫بل ويؤدي إفالسه إلى قفل حسابه‪ ،‬واذا قام البنك بتحصيل قيمة السند‪ ،‬بعد إفالس العميل صاحب‬
‫الحساب‪ ،‬فال يحق للبنك قيده في الحساب بعد قفله‪ ،‬ألن السند لم يسلم إليه إال بمجرد التحصيل‪ ،‬أما إذا‬
‫سلم السند إلى البنك لتحصيله وقيده في الحساب الجاري وتم فعال تنفيد أمر العميل بذلك‪ ،‬فال يجوز‬
‫إسترداد قيمته بعد دخوله الحساب الجاري‪ ،‬حيث يصبح عنص ار منه‪ ،‬ويفقد ذاتيته واستقالله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إيجار الخزائن الحديدية‬

‫إذا كان العميل يمتلك مجوهرات أو مستندات هامة أو صكوك يريد اإلحتفاظ بها في مكان ال‬
‫يطلع عليها غيره‪ ،‬وفي نفس الوقت يحافظ عليها من مخاطر السرقة أو الضياع أو التلف‪ ،‬فليس أمامه‬
‫إال إيجار خزائن لدى البنك يودع فيها ما يشاء هو مطمئن عليها وعلى السرية التي يرغب إضفائها على‬
‫هده المتعلقات الخصوصية‪.‬‬

‫ويعرف عقد إيجار الخزائن الحديدية‪ :‬بأنه عقد يلتزم بمقتضاه البنك بأن يضع تحت تصرف‬
‫عميله المودع خزائنه الحديدية مقابل أجر يتناسب مع حجم الخزانة ومدة اإلنتفاع بها(‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬عمليات أخرى تابعة‬

‫إضافة الى الوظائف التقليدية التى تقوم بها البنوك فإنها بدورها كأمناء إستثمار تقوم بإدارة محافظ‬
‫األوراق المالية وادارة أموال المعالء وما يرتبط بدلك من خدمات‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬دور البنوك في تسيير أموال العمالء والخدمات المرتبطة بها‬

‫إنه ونظ ار لما تمتلكه البنوك من خبرة كبيرة في مجال إدارة األموال وتسييرها واستثمارها إلمكانيات‬
‫مادية متنوعة ومتطورة ونظ ار لعدم توفر الوقت الكافي للعميل‪ ،‬وعدم قدرته على إدارة أمواله بنفسه سواء‬
‫كان دلك من ناحية الخبرة أو اإلمكانيات المتاحة من التكنولوجيا ‪،‬يعهد بعض العمالء الى البنوك كأمناء‬
‫إستثمار في مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬إدارة أموال وممتلكات العاملين في الخارج ‪ :‬يقوم البنك عادة كأمين إستثمار بتقديم خدمات‬
‫لل ارغبين من العاملين في الخارج‪ ،‬ونظ ار ألنهم يحتاجون الى من يساعدهم في إدارة شؤونهم‬

‫‪ -1‬زينب سالم‪.‬مرجع سابق‪.‬ص‪.76‬‬


‫‪-2‬زينب سالم‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.73‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المالية مثل تسديد إيجار سكناهم أو دفع ما عليهم من مستحقات كالضرائب أو فواتير‬
‫الهاتف‪...‬الخ‪ ،‬فإن البنك بوسعه أن يوفر لهم الكثير من الخدمات(‪.)1‬‬
‫‪ -7‬إدارة أموال الصناديق الخيرية ‪ :‬يكون دور البنك كأمين إستثمار في هدا المجال إدارة وحماية‬
‫أموال هده الصناديق واستثمارها وجمع ريعها والدخل المحصل منها وتسليمه لدوي الشأن ‪.‬‬

‫‪-0‬إدارة أموال صناديق مدخرات ومعاشات المتعاملين ‪ :‬يمكن تعريف هذه الصناديق بأنها نظام‬
‫يتم بمقتضاه إشتراك العاملين وأصحاب المشروعات في صندوق أمانة إستثماري تودع امواله لدى‬
‫إستثماري يكون مسؤوال عن إدارة إستثمار أموالهم ويتولى البنك توزيع عوائد هذا اإلستثمار‬ ‫أمين‬
‫(‪)2‬‬
‫على المستحقين لقاء حصولها على عمولة ‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬تقديم الخدمات اإلستشارية للعمالء‬

‫تقوم البنوك أثناء قيامها بوظيفتها كأمناء إستثمار بتقديم خدمات إستشارية لبعض العمالء‬
‫بناءاعلىإتفاق بينهم حيث يطلب العميل من البنك بدراسة جدوى المشروعات التي يريد القيام بها ودلك‬
‫مقابل تلقي البنك مبلغا معينا لقاء هده الخدمة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة على العمليات المصرفية‬


‫إن أهم تنظيم يضم قواعد الرقابة على النشاط البنكي قانوني النقد والقرض لسنة ‪1003‬و‪7330‬‬
‫أي ‪13/03‬و‪.11/30‬‬

‫إال أن هدين األخيرين ورغم حداثة النظام المصرفي الجزائري وعدم إحتوائه الخبرة الكافية في‬
‫المجال المصرفي نجده أحيانا مبهما ‪،‬أوال من حيث الرقابة على اإلنشاء أمام عدم الوضوح الكافي لكيفية‬
‫وشروط منح اإلعتمادات‪ ،‬ثم في مجال خضوعها للرقابة أثناء ممارستها لنشاطها لعدم تحديد طبيعة اللجنة‬
‫المصرفية التي تعتبر أهم هيئة في مجال الرقابة وسنتطرق في هذا المبحث إلى مطلبين‪.‬‬

‫في المطلب األول ندرس أهم األجهزة التابعة للبنك المركزي بإعتباره المسؤول األول على النشاط‬
‫المصرفي فله أجهزة عديدة لكل منها دورها في الرقابة على نشاط المصارف وتبقى أهمها اللجنة‬
‫المصرفية‪ ،‬أما باقي األجهزة تساعدها على التقليل من المخاطر المصرفية‪.‬‬

‫أما المطلب الثاني فيبرز دور اللجنة المصرفية في حال إكتشافها لمخالفات القانون ألنه من‬
‫صالحياتها مساءلة ومواجهة وتوقيع عقوبات‪ ،‬على المصرف المخالف للقانون ‪.‬‬

‫‪-1‬توفيق بن الشيخ‪.‬التمويل الخارجي في ظل اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائر (‪ .)2224/1692‬مدكرة لنيل شهادة الماجستير‪.‬علي‬
‫ثابت‪ .‬جامعة قالمة‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية والتسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة ‪ .7336/7333.‬ص‪16‬‬
‫‪ -2‬توفيق بن الشيخ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.16‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن الرقابة على إنشاء البنوك التجارية وهي رقابة قبلية تمارس من طرف مجلس النقد والقرض‬
‫والمحافظ على مستوى بنك الجزائر‪ ،‬بإعتباره منظم السياسة النقدية ومن أهم وسائل الرقابة القبلية‬
‫الترخيص و اإلعتماد وقد تم التطرق لها في الفصل األول بالتفصيل‪.‬‬

‫وبالتالي سترتكز دراستنا على الرقابة التي تمارس على المؤسسات المصرفية أثناء أدائها نشاطها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أجهزة مراقبة المؤسسات المصرفية‬


‫إستحدث قانون النقد و القرض هياكل رقابية على مستوى بنك الجزائر تكون تحت أمره وتمده بكامل‬
‫المعلومات سواء المتعلقة بالعمالء أو المستثمرين أو المؤسسات المصرفية وكل هذه األجهزة يكون عملها‬
‫متكامال للكشف عن التجاوزات وبؤر الفساد في الميدان المالي وسنتطرق إليها في هذا المطلب ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رقابة اللجنة المصرفية‬

‫جاءت اللجنة المصرفية كتكريس ألهم التغيرات التنظيمية والمؤسساتية التي جاء بها قانون النقد‬
‫والقرض ‪ 13/03‬أنشأت كهيئة رقابية تتمتع بسلطة المراقبة والتأديب والمعاقبة وهي تجسد صميم تدخل‬
‫الدولة في المجال المصرفي كما أنها كانت نتيجة لتغير جدري للهياكل المصرفية‪.‬‬
‫وفي األمر ‪ 11/30‬المشرع لم يعرف اللجنة المصرفية بل ذكرها في المادة ‪ 136‬وقد عدلت‬
‫تشكيلة اللجنة‪ ،‬بسبب إخفاقها في إكتشاف بوادر الخطر والتصدي لألزمات كما عزز القانون دور‬
‫السلطة التنفيذية في اللجنة فهي تضم ‪0‬أعضاء معينين بمرسوم من طرف رئيس الجمهورية وبالتالي قام‬
‫بمنح دور هام لهذه اللجنة‪ ،‬وبتوسيع صالحياتها وتنظيمها وتزويدها بأمانة عامة من أجل متابعة‬
‫يومية لحسن سير نشاطات اإلشراف ووسع كذلك نطاق تحرياتها الميدانية إلى المساهمات والعالقات‬
‫المالية‪ ،‬بين األشخاص المعنويين الدين يتحكمون جزئيا أو كليا ببنك أو فروعه‪.‬‬
‫وتقوم اللجنة بأعمال رقابية على أساس الوثائق المستندية‪ ،‬كما يمكنها أن تقوم بذلك عن طريق‬
‫زياراتها الميدانية الى مراكز البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬والرقابة الميدانية هي التي تتم بإنتقال فريق عمل‬
‫تابع للبنوك المركزية‪ ،‬الى البنوك لإلطالع على السجالت والمستندات الخاصة بها للتحقق من صحة‬
‫البيانات المقدمة من البنوك والتحقق من سالمة المراكز المالية للبنوك(‪،)1‬‬
‫ويحق لهده اللجنة أن تختار من الوثائق ما تراه مناسبا مع المهمة الرقابية التي تقوم بها كما يحق‬
‫لها أن تطلب من البنوك والمؤسسات المالية كل المعلومات واإليضاحات الالزمة لنفس الغرض‪ ،‬بل يمكن‬
‫أن يمتد هذا الحق إلى طلب مثل هده اإليضاحات من أي شخص له عالقة بموضوع الرقابة وليس‬

‫‪-1‬صالح الدين حسن السيسي‪.‬الرقابة على اعمال البنوك ومنظمات األعمال‪ .‬الطبعة االولى‪ .‬دار الكتاب الحديث‪ .‬مصر‬
‫‪.7311‬ص‪.000‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للمؤسسة أن تحتج بالسر المهني ‪ ،‬كما تمتد الرقابة إلى أي شخص له مساهمة أو عالقة مالية مع‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫المؤسسة المصرفية سواء كان نشاطها داخل الجزائر أو يمتد الى الخارج‬

‫ونظ ار لطبيعة اللجنة المصرفية المزدوجة وما منحه لها المشرع من صالحيات في المواد‬
‫‪130‬الى‪ 113‬من األمر‪ 11/30‬فهي تكون دائما في حالة تصدي ألية مخالفات قانونية في الميدان‬
‫المصرفي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة البنك المركزي‬

‫واللجنة المصرفية هي الجهاز األساسي و الفعال في الميدان المصرفي بنص القانون نظ ار‬
‫لتشكيلتها العضوية فهي تتكون من مختصين في المجال المالي و القانوني ولها صالحيات التفتيش‬
‫الميداني و المتابعة حتى خارج الوطن إضافة إلى صالحياتها التأديبية والعقابية‪ ،‬وألجل تثمين دورها‬
‫على األجهزة األخرى للبنك المركزي السهر على كشف بؤر الفساد وتبليغها بمواطن الخلل‪.‬‬

‫تتلخص مهام هياكل البنك المركزي بتسهيل عملية الرقابة التي تقوم بها اللجنة المصرفية بناءا‬
‫على الشروط التي تحددها العمليات البنكية‪ ،‬التي تقوم بالمساعدة على التقليل من المشاكل والمخاطر‬
‫التي قد يتعرض لها القطاع البنكي‪ ،‬ومن أهم هياكل البنك المركزي ‪:‬مركزية المخاطر ‪،‬مركزية عوارض‬
‫الدفع‪،‬جهاز إصدار شيكات بدون مؤونات ومركزية الميزانيات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مركزية المخاطر‬

‫في إطار الوضع الجديد الذي يتسم بحرية المبادرة وقواعد السوق في العمل البنكي تتزايد المخاطر‬
‫المرتبطة بالقروض‪ ،‬ويحاول البنك المركزي ان يجمع كل المعلومات التي تهدف إلى مساعدة النظام‬
‫البنكي على التقليل من هده المخاطر في هذا اإلطار أسس قانون النقد والقرض في مادته ‪163‬هيئة‬
‫سميت مركز المخاطر والالئحة ‪ 231/07‬المؤرخة في ‪77‬مارس ‪ 1007‬والصادرة عن بنك الجزائر تنظم‬
‫مركز المخاطر وكيفية عمله وحسب المادة األولى منه ‪":‬يعتبر مركز المخاطر من بين هياكل بنك‬
‫الجزائر ويشكل في الواقع هيئة للمعلومات على مستوى البنك ترتبط بكل ما يتعلق بالمستفيدين من‬
‫القروض البنكية ومؤسسات القرض األخرى "‪ ،‬في الحقيقة فرض بنك الجزائر على كل هيئات القرض‬
‫التي لها نشاط على التراب الوطني اإلنضمام لهذه المركزية‪ ،‬واحترام تصريحا خاصا بكل القروض‬
‫الممنوحة إلى الزبائن سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أم معنويين‪ ،‬وال يمكن للهيئة المالية أن تمنح قروضا‬
‫مصرحا بها لدى مركزية المخاطر‪ ،‬على أنها قروضا ذات مخاطر لزبون جديد إال بعد استشارتها ومن‬

‫‪-1‬كميلية بوكرة ‪ .‬تأثير استقاللية البنك المركزي على فعالية تنفيد السياسة النقدية‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬شمام عبد‬
‫الوهاب ‪.‬جامعة ام البواقي ‪.‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪.‬دون تاريخ مناقشة ‪.7311/7313.‬ص‪106‬و‪.100‬‬
‫‪ -2‬النظام رقم ‪. 31/07‬المؤرخ في ‪ 77‬مارس ‪ 1007‬يتضمن تنظيم مركزية األخطار وعملها‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 36‬المؤرخ في‬
‫‪ 30‬فيفري ‪.1000‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الواضح أن مثل هدا اإلجراء يهدف إلى كشف وتدارس المخاطر المرتبطة بالقرض‪ ،‬ومنح البنوك‬
‫والمؤسسات المالية المعلومات الضرورية المرتبطة بالقروض والزبائن التي تشكل مخاطر محتملة‬
‫باإلضافة إلى الوظيفة اإلعالمية لمركزية المخاطر(‪ ،)1‬فان وجودها يسمح بتحقيق غايات متعددة منها‪:‬‬

‫‪ -‬مراقبة ومتابعة نشاطات المؤسسة المصرفية ‪،‬‬


‫‪ -‬معرفة مدى العمل الذي تقوم به في مجال الخضوع لمعايير وقواعد العمل التي يحددها بنك‬
‫الجزائر‪،‬‬
‫‪ -‬منح البنوك والمؤسسات المصرفية فرصة القيام بين القروض المتاحة بناءا على معطيات سليمة‬
‫نسبيا‪،‬‬
‫‪ -‬تركيز المعلومات المرتبطة بالقروض ذات المخاطر في خلية واحدة بالبنك المركزي ويسمح‬
‫بتسيير أفضل لسياسة النقدية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مركزية عوارض الدفع‬

‫في المحيط االقتصادي والمالي الجديد الدي يتميز بالتغير وعدم االستقرار تقوم البنوك والمؤسسات المالية‬
‫في منح القروض للزبائن‪ ،‬واثناء ذلك من المحتمل أن تحدث بعض المشاكل على مستوى إسترجاع هذه‬
‫القروض‪ ،‬وبالرغم من أثر ذلك يرتبط بأخطار مهيئة للنشاط البنكي ورغم أن هناك مركزية للمخاطر على‬
‫مستوى بنك الجزائر تعطي مسبقا معلومات خاصة ببعض القروض والزبائن إال أن ذلك ال يلغي بشكل‬
‫كامل المخاطر المرتبطة بهده القروض‪ ،‬وألجل ذلك أنشأ بنك الجزائر مركزية للمبالغ الغير مدفوعة‬
‫(‪)2‬‬
‫المؤرخ في ‪77‬مارس ‪ 1007‬المتضمن مركزية لمبالغ الغير مدفوعة وعملها‬ ‫بموجب النظام رقم ‪37/07‬‬
‫وفرض على كل الوساطة المالية اإلنضمام إلى هذه المركزية ولقد بينت المادة ‪ 37‬من هذا النظام‬
‫المقصود بالوساطة الوساطة المالية مفهومه‪ ،‬حيث هي كل البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬الخزينة العامة‬
‫والمصالح المالية التابعة للبريد والمواصالت وأية مؤسسة أخرى تضع تحت تصرف الزبون وسائل الدفع‬
‫وتتولى تسييرها‪ ،‬وتقوم مركزية عوارض الدفع بتنظيم المعلومات المرتبطة بكامل الحوادث والمشاكل التي‬
‫تظهر عند إسترجاع القروض والتي لها عالقة باستعمال مختلف وسائل الدفع ‪ .‬من خالل مهمتين‪:‬‬

‫‪-‬تنظيم بطاقية مركزية الدفع وما قد ينجم عنها وتسيرها‪ ،‬وتتضمن هده البطاقية بطبيعة الحال‬
‫كل الحوادث المسجلة بشأن مشاكل دفع وتسديد القروض‪.‬‬

‫‪-‬نشر قائمة عوارض الدفع وما يمكن أن ينجم عنها من تبعات‪ ،‬وذلك بطريقة دورية وتبليغها‬
‫إلى وسطاء ماليين والى أية سلطة أخرى معنية‪.‬‬

‫‪ -1‬كميلية بوكرة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.106‬‬


‫‪-2‬النظام رقم ‪ . 37/07‬مؤرخ في ‪ 77‬مارس ‪.1007‬يتضمن تنظيم مركزية للمبالغ الغير مدفوعة وعملها‪.‬الجريدة الرسمية العدد‪36‬‬
‫المؤرخ في ‪30‬فيفري ‪.1000‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونات‬

‫تم إنشاء جهاز مكافحة الشيكات بدون رصيد بموجب النظام رقم‪ 07/30‬المؤرخ‬
‫في‪77‬مارس‪ ،1007‬ويعمل هذا الجهاز على تجميع المعلومات المرتبطة بعوارض دفع الشيكات لعدم‬
‫كفاية الرصيد والقيام بتبليغ هذه المعلومات الى وسطاء ماليين معنيين ويجب على الوسطاء الماليين الذين‬
‫وقعت لديهم عوارض الدفع‪ ،‬لعدم كفاية الرصيد أو لعدم وجوده أصال أن يصرحوا بذلك لمركزية عوارض‬
‫الدفع حتى يمكن استغاللها أو تبليغها وسطاء ماليين آخرين ويجب عليهم في هدا المجال ان يطلعوا على‬
‫سجل عوارض الدفع قبل تسليم أول دفتر شيكات للزبون(‪.)1‬‬

‫رابعا‪ :‬رقابة مركزية للميزانيات‬

‫بهدف مراقبة توزيع القروض التي تمنحها البنوك والمؤسسات المالية وقصد تعميم استعمال طرق‬
‫موحدة في التحليل المالي الخاص بالمؤسسات ضمن النظام المصرفي تم إنشاء مركزية للميزانيات لدى‬
‫(‪)2‬‬
‫المؤرخ في ‪30‬جويلية ‪ 1006‬تنظيم هذه المركزية وسيرها‪،‬‬ ‫البنك المركزي ولقد حدد النظام رقم ‪30/06‬‬
‫تكملةً للدور الذي تقوم به مركزية المخاطر فإن مركزية الميزانيات تتولى جمع وتبادل المعلومات حول‬
‫الوضع المالي للبنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وذلك لتسهيل اتخاذ الق اررات المالية و اإلستراتجية عن طريق‬
‫فحص الموارد واإلستخدامات الخاصة بالبنك و اإلطالع على حالها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جزاء اإلخالل بشروط مزاولة النشاط المصرفي‬


‫األصل أن مسؤولية المصرف تقوم على أساس الخطأ والضرر وفقا للقواعد العامة وليس على‬
‫أساس الضرر فقط‪ ،‬والقواعد العامة تقضي بأن الشخص المعنوي يسأل مسؤولية شخصية إذا كان صدر‬
‫عن ممثله القانوني أو الوكيل عنه الخطأ المنشأ للمسؤولية‪ ،‬ويسأل مسؤولية المتبوع عن أعمال تابعيه إذا‬
‫(‪)3‬‬
‫صدر الخطأ عن موظفيه ومستخدمين أثناء تأديتهم وظيفتهم‪.‬‬

‫وعلى غرار السلطة الرقابية التي تمارسها على البنوك والمؤسسات المالية تتمتع اللجنة المصرفية‬
‫بسلطة قمعية تتمثل في توقيع العقوبات المقررة قانونا‪ ،‬وذلك جراء إخالل إحدى البنوك أو المؤسسات‬
‫المالية باألحكام التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بنشاطها المصرفي أو إذا لم تدعن لألوامر الموجهة لها‬
‫(‪)4‬‬
‫من قبل اللجنة‪.‬‬

‫‪ -1‬كريمة تدريست‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪00‬‬


‫‪-2‬النظام رقم ‪ .30/06‬المؤرخ في ‪ 0‬جويلية ‪ 1006‬يتعلق بتنظيم مركزية الميزانيات وسيرها‪ .‬الجريدة الرسمية العدد‪.61‬المؤرخة في‬
‫‪70‬اكتوبر ‪.1006‬‬
‫‪ -3‬نجاة طباع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.131‬‬
‫‪ -4‬فرحات عميور‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.60‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬قيام المسؤولية التأديبية للمصرف‬

‫العقوبة التأديبية يعرفها األستاذ ماج ياقوت بأنها‪:‬‬

‫"إيالم مقصود بسبب ارتكاب مخالفة تأديبية بقرار المشرع على نحو مجرد وتوقعه السلطة التأديبية بقرار‬
‫إداري أو حكم قضائي‪ ،‬ويترتب على توقيعه الحرمان من بعض أو كل حقوق الموظف العام أو العامل‬
‫الخاص أو المهني"‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أساس قيام المسؤولية التأديبية للمصرف‬

‫وأساس قيام المسؤولية التأديبية أنها خاضعة لمبدأ الشرعية شأنها في ذلك شأن العقوبات المقررة‬
‫للجرائم‪ ،‬فالمشرع جاء في المادة ‪ 111‬من األمر‪ 11/30‬بالعقوبات التي تقضي بها اللجنة المصرفية‬
‫(‪)1‬‬
‫في مجال القانون المصرفي ألنه ال عقوبة إال بنص‪.‬‬ ‫بصفتها هيئة رقابية وعقابية مهنية‬

‫ثانيا‪ :‬تطبيق العقوبات التأديبية من طرف اللجنة المصرفية‬

‫‪ -1‬اتخاذ التدابير اإلدارية‪:‬‬

‫قد منح المشرع اللجنة المصرفية بموجب نص المادة ‪ 130‬من األمر ‪ 11/30‬سلطة اتخاذ‬
‫(‪)2‬‬
‫في إطار إجراءات التأديب بحسب طبيعة المخالفة كما يلي‪:‬‬ ‫الق اررات‬

‫‪ -‬توجيه اللوم لمؤسسات القرض‪ :‬الجنة المصرفية لها سلطة في أن توجه للمسؤولين عن‬
‫المؤسسات المصرفية الخاضعة لرقابتها عندما تخل بقواعد حسن سير المهنة مجرد تحذير بعد اإلنذار‬
‫باإلدالء بتفسيراتها‪.‬‬

‫مدير مؤقتا تخول له الصالحية الالزمة إلدارة وتسيير أعمال المؤسسة‬


‫‪ -‬يمكن للجنة أن تعين ًا‬
‫المعنية أو فروعها في الجزائر‪ ،‬ويحق لها أيضا استنادا لنص المادة ‪ 110‬من نفس األمر‪ ،‬إعالن التوقيف‬
‫عن الدفع إن رأت أنه ال يمكن إدارة المؤسسة المعنية في ظروف عادية بعد هذا التعيين‪.‬‬

‫‪ -2‬توقيع العقوبات‪:‬‬

‫إلى جانب إمكانية اللجنة اتخاذ تدابير تأديبية وقائية‪ ،‬يمكن لها توقيع عقوبات حددتها المادة ‪111‬‬
‫من قانون النقد والقرض‪ ،‬في حالة ما إذا تعلق األمر بإخالل البنوك والمؤسسات المالية بأحد األحكام‬

‫‪ -1‬كما أكد قرار مجلس الدولة المؤرخ في ‪ 7333/33/36‬رقم ‪ 7106‬بين يونين بنك وبنك الجزائر‪.‬مبروك حسين‪ .‬المدونة البنكية‬
‫الجزائرية‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار هومة‪ .‬الجزائر‪ .7336 .‬ص‪110‬و‪.116‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 130‬من األمر ‪" 11/30‬تتخذ ق اررات اللجنة باألغلبية ويكون صوت الرئيس مرجحا في حالة تساوي عدد األصوات‪.‬‬
‫ويتم تبليغ هذه الق اررات بواسطة عقد غير قضائي أو طبقا لقانون اإلجراءات المدنية‪ .‬وتكون قابلة للطعن القضائي أمام مجلس الدولة‪".‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التشريعية أو التنظيمية المتعلقة بنشاطها‪ ،‬أو لم يدعن ألمر أو يأخذ في الحسبان بالتحذير أن تقضي‬
‫بإحدى العقوبات التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلنذار والتوبيخ‪:‬‬

‫وهما أخف العقوبات التأديبية المقررة‪ ،‬التي يمكن أن تنطق بها اللجنة المصرفية ضد المؤسسة‬
‫المخالفة ألحكام القانون البنكي أثناء المحاكمة التأديبية‪ ،‬ويتم تنفيذ كل من العقوبتين من خالل استدعاء‬

‫مدير المؤسسة أو ممثلها القانوني ومثوله أمام اللجنة المصرفية وتحذيره سواء من االستمرار أو‬
‫(‪)1‬‬
‫العودة للمخالفة مرة أخرى‪.‬‬

‫ب‪ -‬المنع من ممارسة بعض العمليات المصرفية‪:‬‬

‫تعد هذه العقوبة أكثر ردعا من العقوبتين السابقتين (اإلنذار والتوبيخ)‪ ،‬تلجأ إليها اللجنة‬
‫المصرفية في حال مخالفة بنك أو مؤسسة مالية لقواعد قانونية أو تنظيمية في مجال أنشطتها الرئيسية أو‬
‫العمليات ذات العالقة مع تلك األنشطة‪.‬‬

‫ج‪ -‬التوقيف المؤقت أو إنهاء مهام مسير أو أكثر‪:‬‬

‫لقد قرر المشرع في المادة ‪ 111‬إلى جانب العقوبات السالفة الذكر‪ ،‬عقوبات تأديبية خطيرة على‬
‫وضع البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬إذا ما تم اللجوء إليها‪ ،‬إذا كان المشرع قد خول اللجنة المصرفية الحق‬
‫في توقيع تلك العقوبة ضد الشخص المعنوي سواء كان بنكا أو مؤسسة مالية‪ ،‬فإن إرفاق هذه العقوبة‬
‫بإجراء تعيين قائم باإلدارة مؤقتا أو عدم تعيينه يخضع للسلطة التقديرية للجنة‪ ،‬غير أنه في بعض‬
‫الحاالت يكون من مصلحة البنك أن يعين له مؤقت السيما إذا تم توقيف له أكثر من مسير‪.‬‬

‫د‪ -‬سحب االعتماد‪:‬‬

‫هو أخطر عقوبة يمكن أن تصيب بنكا أو مؤسسة مالية‪ ،‬وسحبه يعني وضع حدا للبنك أو‬
‫(‪)2‬‬
‫ومنه يصبح المصرف قيد التصفية وكون‬ ‫المؤسسة المالية‪ ،‬األمر الذي يستتبعه طبعا حل المؤسسة‬
‫البنك شركة مساهمة فإنه يخضع لنفس أحكام واجراءات التصفية الخاصة بالشركات الواردة في القانون‬
‫التجاري‪ ،‬حسب ما تنص المادة ‪066‬منه على إتباع الشركة قيد التصفية بالبيان التالي "شركة قيد‬
‫التصفية"وهو ما أكدته المادة ‪113‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪ -1‬فرحات عميور‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.07‬‬


‫‪ -2‬فرحات عميور‪.‬المرجع نفسه‪ .‬ص ‪.07‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قيام المسؤولية المدنية للمصرف‬

‫تخضع البنوك للقواعد العامة التي تحكم المسؤولية المدنية بشروطها الثالثة‪:‬الخطأ‪،‬الضرروالعالقة‬
‫السببية بين الخطأوالضرر‪،‬حسب ما نصت عليه المادة‪ 171‬مكرر من القانون المدني الجزائري وتبعا لدلك‬
‫تكون مسؤوليتها عن الفعل الشخصي بإعتبار البنك شخص إعتباري وصور المسؤولية المدنية هما‬
‫‪:‬المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المسؤولية العقدية‬

‫العقد عامة هو توافق إرادتين ينشأ عنه التزامات متبادلة على كل طرف من أطرافه‪ ،‬فالعميل‬
‫عندما يتجه إلى بنك‪ ،‬ويعرض هذا األخير خدماته‪ ،‬ويكشف بذلك العميل بعض أس ارره ملتمسا منه‬
‫مساعدته‪ ،‬فمعنى ذلك أن العقد قد انعقد‪ ،‬ومنه يعتبر هذا العقد مصد ار لاللتزامات المتبادلة بين‬
‫(‪)1‬‬
‫الطرفين‪.‬‬

‫فرد البنك يتثمل عادة باإليجاب المقدم منه بشكل نماذج معدة لهذا الغرض‪ ،‬كنماذج فتح الحساب‪،‬‬
‫أو عقد االقتراض‪ ،‬أو فتح االعتمادات‪ ،‬والى غير ذلك من التعليمات البنكية‪ ،‬ويتم قوبل العميل بمجرد‬
‫(‪)2‬‬
‫الموافقة على النموذج الذي يطرحه البنك والوقيع عليه‪.‬‬

‫و هذه من صور المسؤولية العقدية في حال إخالل البنك بإلتزاماته التعاقدية ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا لم ينفد أحد التزاماته الناشئة بموجب العقد فيكون مسؤوال إال لم يقم بتحصيل األوراق‬
‫التجارية وترتب من جراء ذلك ضرر للعميل‪.‬‬

‫‪ -‬إذا خرج عن نطاق الوكالة من حيث التصرفات القانونية التي ينظمها‪ ،‬مثال ذلك أن يرهن‬
‫الكمبياالت المسلمة له للتحصيل أو يخصمها لدى البنك المركزي‪.‬‬

‫‪ -‬إذا خالف البنك تعليمات العميل في تنفيذ عقد التحصيل وترتب على ذلك ضرر‪ ،‬فإن العميل‬
‫له أن يرجع على البنك بالتعويض‪.‬‬

‫‪ -‬إذا لم يواف العميل بالمعلومات الضرورية عند تنفيذ العقد‪ ،‬ومثال ذلك أن يرفض المسحوب‬
‫عليه الوفاء بقيمة الكمبيالة المسحوبة عليه فال يخطر العميل بذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬نجاة بوساحة‪ .‬المسؤولية المدنية عن إفشاء السر البنكي‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬نصر الدين سمار‪ .‬جامعة ورقلة‪.‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم االقتصادية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .‬دون سنة تخرج‪ .‬ص‪.63‬‬
‫‪ -2‬نجاة بوساحة‪.‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.63‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولية التقصيرية‬

‫تثار المسؤولية التقصيرية للمصرف عند إخالله بواجب عام يفرضه القانون يلحق بموجبه ضرر‬
‫بالغير نتيجة خطأه‪ ،‬بمعنى أن المصرف يسأل مسؤولية تقصيرية عن الفعل الضار الناشئ عن اإلخالل‬
‫بالتزام قانوني تفرضه النصوص القانونية الناظمة للنشاط المصرفي وليس بالتزام تعاقدي‪ ،‬حيث يلحق‬
‫بموجبه ضرر بشخص غير العميل دون أن تصل أفعال هذه المخالفات إلى حد الجريمة‪ ،‬وانما تلحق‬
‫المؤسسة بفعلها الغير مشروع ضر ار يستحق التعويض‪ ،‬فهي تفترض قيام الخطأ الذي ينجر عنه ضرر‬

‫غير مشروع يلحق بمصلحة الغير‪ ،‬هذا يعني أن المسؤولية التقصيرية للمصرف تتولد عن انتهاك‬
‫(‪)1‬‬
‫واجب التحلي بالحيطة واليقظة المقرر بنصوص قانونية بهدف تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬

‫من أوجه الخطأ التي يترتب على إثرها قيام المسؤولية التقصيرية في المجال المصرفي‪ ،‬إذا كان‬
‫الخطأ يتخذ إحدى صور التجاوزات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬مخالفة ما استقر عليه العرف المصرفي‪ ،‬حيث نجد من األعراف المصرفية الهامة تلك القواعد‬
‫المتعلقة باالعتماد المستندي‪ ،‬التي يفترض على كافة األطراف التقيد بقواعد واألعراف المتعلقة باالعتماد‬
‫المستندي‪ ،‬ما لم يتفقوا على خالف ذلك‪ ،‬حيث أن عقد االعتماد المستندي ينشأ على عاتق المصرف فاتح‬
‫االعتماد التقيد بتعليمات المشتري‪ ،‬واذا ما خالف المصرف العرف المصرفي المعتمد في االعتماد‬
‫المستندي يعتبر المصرف مسؤوال برغم من أن تصرفه ال يرقى لدرجة الجريمة‪ ،‬حيث يشكل تجاوز للعرف‬
‫المصرفي يعتبر المسؤولية المدنية التقصيرية للمصرف تجاه العميل أو الغير‪ ،‬التي تلزمه بالتعويض‬
‫استنادا لنص المادة ‪ 171‬مكررمن القانون المدني‪.‬‬

‫‪ -‬إخاللها بأحكام تشريعية أو تنظيمية لم يرقى هذا الفعل الغير مشروع إلى حد الجريمة‪.‬‬

‫‪ -‬عدم االلتزام بالحيطة والحذر‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كان العقد محدد المدة وأنهى العقد بإرادته المنفردة قبل إنتهاء مدته دون سند قانوني‪ ،‬وترتب‬
‫من ج راء ذلك ضرر للعميل‪ ،‬أما إذا كان العقد غير محدد المدة فإنه يتعين على المصرف أن ال ينهي‬
‫العقد قبل إخطار العميل بمدة كافية‪ ،‬فإن أقدم على إنهاء العقد قبل إخطاره‪ ،‬وترتب عن ذلك ضرر‬
‫للعميل فإن لهذا األخير حق في الرجوع على المصرف بالتعويض عن فعله‪ ،‬ومن األفعال التي تعتبر‬
‫خطأ من المصرف موجبا مسؤوليته إدالء المصرف إلى شخص غير صاحب الحساب برصيد هذا‬
‫الحساب‪.‬‬

‫‪ -1‬نجاة طباع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.160‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬كما يسأل البنك مسؤولية تقصيرية تجاه العميل إذا كان العقد قابال لإلبطال وتقرر بطالنه‬
‫وأصاب العميل ضرر من تنفيذ البنك للعقد‪ ،‬كحالة فتح حساب للعميل مخالفا لقواعد قانون النقد والقرض‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فللعميل الحق في التعويض وفقا لقواعد المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬قيام المسؤولية الجزائية للمصرف‬

‫يترتب عن كل تجاوز لألحكام التي تقرها قواعد النظام القانوني للنشاط المصرفي المشكلة‬
‫لمخالفات بنكية مرتبطة بقيام بعمل أو امتناع عن عمل قيام مسؤولية مرتكبها ومعاقبته ضمن اإلطار‬
‫المحدد في النصوص القانونية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أساس قيام المسؤولية الجزائية للمصرف‬

‫إذا كانت إشكالية إمكانية متابعة الشخص المعنوي متابعة جزائية قد أثيرت خالل السنين‬
‫الماضية‪ ،‬وال زالت قائمة لدى بعض الدول‪ ،‬فإن هذا األمر لم يعد مطروحا في ظل النظام القانوني‬
‫الجزائري‪ ،‬حيث تبنى المشرع صراحة مبدأ المتابعة الجزائية للشخص المعنوي وفقا لنص المادة الخامسة‬
‫من األمر ‪ 77/06‬المؤرخ في ‪ 0‬جويلية ‪ 1006‬المتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف‬
‫وحركة رؤوس األموال من والى الجزائر(‪ ،)2‬الذي فتح آفاقا أمام قبول المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي‬
‫بوجه عام في ظل أحكام قانون ‪ 11/31‬الذي عدل وتمم بموجبه األمر رقم ‪ 133/66‬المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية‪ ،‬حيث خصص فيه المشرع الفصل الثالث بعنوان المتابعة الجزائية للشخص المعنوي‪،‬‬
‫حيث تطبق قواعد المتابعة والتحقيق والمحاكمة المنصوص عليها في هذا القانون على المصارف‬
‫باعتبارها أشخاص معنوية‪ ،‬بهدف الحفاظ على أموال المساهمين والمودعين وعدم تعرضها للهدر‬
‫والضياع‪.‬‬

‫ومن صور الخطأ التي تعتبر من قبيل األفعال الغير مشروعة المجرمة‪ ،‬التي يتعرض على إثرها‬
‫للمسؤولية الجزائية هي‪:‬‬

‫‪ -‬ارتكاب احتيال‪ ،‬أو إساءة أمانة أو أعطى معلومات غير صحيحة عن قصد أو نتيجة خطأ‬
‫(‪)3‬‬
‫فادح في جميع هذه الحاالت تسأل المؤسسة المصرفية عن خطئها وعن خطأ مستخدميها‪.‬‬

‫‪ -‬مخالفة موجب السرية المصرفية المقررة للبنك اتجاه العميل بموجب قانون النقد والقرض كما‬
‫ألزم كذلك أعضاء اللجنة المصرفية بذلك عند قيامها بعمليات الرقابة الميدانية وفقا ألحكام المادة ‪ 73‬من‬
‫األمر ‪ ،11/30‬حيث ألزمت اللجنة صراحة بالسر المهني على غرار أعضاء مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪-1‬نجاة طباع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.166‬‬


‫‪ -2‬أمر رقم ‪ .77/06‬يتعلق بقمع مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس األموال من والى الجزائر‪ .‬المعدل والمتمم‬
‫بموجب األمر رقم ‪ .31/30‬المؤرخ في ‪ 10‬فبراير ‪ .7330‬الجريدة الرسمية العدد ‪ .17‬المؤرخة في ‪ 70‬فبراير ‪.7330‬‬
‫‪ -3‬نجاة طباع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.160‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تجاهل االلتزامات القانونية للعمليات البنكية‪ ،‬كأن يغفل البنكي عن تبليغ دفع صك للبنك المركزي‬
‫(‪)1‬‬
‫(مركزية عدم الدفع)‪ ،‬أو عدم االلتزام بالقواعد التي تحكم القرض االستهالكي‪.‬‬

‫‪ -‬اإلخالل باالستعالم عن الزبون أو ممثله القانوني أو عن األموال جريمة سلبية تقع بمجرد االمتناع‬
‫عن واجب االستعالم طبقا لما تقضي به المادة ‪ 01‬من قانون الوقاية من تبيض األموال ومكافحته‪ ،‬األمر‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي يترتب عليه جزاءات جنائية توقع على البنك وممثليه في حالة ارتكابهم هذه الجريمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام المساءلة الجزائية للمصرف‬

‫‪ -1‬مساءلة المصرف وفقا لقانون العقوبات‪:‬‬

‫إذا كانت مخالفة هذه النصوص تشكل جريمة من الجرائم التقليدية المحددة في قانون العقوبات‪،‬‬
‫تختص في تطبيق العقاب الجهة القضائية‪ ،‬وتطبق في مواد الجنايات والجنح أحكام قانون العقوبات‬
‫الصادرة بموجب القانون رقم ‪ 15/31‬الذي يحدد في الباب األول مكرر العقوبات التي تطبق على‬
‫الشخص المعنوي في مواد الجنح والجنايات‪ ،‬بموجب المادة ‪ 16‬مكرر كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الغرامة التي تساوي من مرة واحدة إلى خمس مرات الحد األقصى للغرامة المقررة للشخص الطبيعي في‬
‫القانون الذي يعاقب على الجريمة‪.‬‬

‫‪ -‬واحدة أو أكثر من العقوبات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬حل الشخص المعنوي‪ ،‬غلق المؤسسة أو فرع من فروعها لمدة ال تتجاوز ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬المنع من مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مهنية بشكل مباشر أو غير مباشر بصفة نهائية أو لمدة ال‬
‫تتجاوز ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬مصادرة الشيء الذي استعمل في الجريمة أو نتج عنها‪ ،‬نشر وتعليق حكم اإلدانة‪ ،‬وضع ممارسة‬
‫النشاط الذي ارتكب الجريمة بمناسبة تحت الحراسة القضائية‪.‬‬

‫‪ -‬أما إذا كان الفعل المخالف للنصوص القانونية يشكل مخالفة فإن المؤسسة المصرفية تخضع لنفس‬
‫العقوبات التي يخضع لها الشخص المعنوي المنصوص عليها في المادة ‪ 16‬مكرر ‪ 1‬من نفس القانون‬
‫والتي تتمثل في‪ :‬الغرامة التي تساوي من مرة واحدة إلى خمس مرات الحد األقصى للغرامة المقرر‬
‫للشخص الطبيعي‪ ،‬كما يمكن الحكم بمصادرة الشيء الذي استعمل في ارتكاب الجريمة أو نتج عنها‪.‬‬

‫‪ -2‬مساءلة المصرف وفقا لقانون النقد والقرض والنصوص المكملة به‪:‬‬

‫‪ -1‬ليلى بوساعة‪ .‬السرية في البنوك "السر المصرفي"‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬محفوظ لعشب‪ .‬جامعة الجزائر ‪ .1‬كلية‬
‫الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .7311/7313 .‬ص‪.01‬‬
‫‪ -2‬نبيلة تومي‪ .‬التزام البنوك بالتصدي لجريمة تبييض األموال في التشريع الجزائري‪ .‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪ .‬كاشير عبد‬
‫القادر‪ .‬جامعة جيجل‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬نوقشت بتاريخ ‪ .7330/7336 .7330/31/36‬ص‪.30‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعاقب المصرف على أفعاله المجرمة بموجب قانون النقد والقرض‪ ،‬وفقا لما نص عليه في الكتاب‬
‫الثامن منه‪ ،‬بعنوان العقوبات الجزائية‪ ،‬والتي حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان فعل المخل لاللتزام الصادر من طرف الرئيس أو عمل المصرف يشكل جريمة االختالس أو‬
‫التبذير أو الحجز على حساب المالكين أو الحائزين على سندات أو أموال أو أوراق أو أية محررات أخرى‬
‫تتضمن التزاما أو إبراء للذمة سلمت لهم على سبيل وديعة أو رهن حيازي‪ ،‬تكون العقوبة بالحبس من سنة‬
‫إلى ‪ 13‬سنوات‪ ،‬وبغرامة من خمسة ماليين إلى عشرة ماليين دينار‪ ،‬زيادة على ذلك يمكن أن يتعرض‬
‫مرتكب المخالفة للحرمان من أحد الحقوق المحددة في المادة ‪ 11‬من قانون العقوبات‪.‬‬

‫والمنع من اإلقامة لمدة سنة على األقل إلى خمس سنوات على األكثر‪ ،‬كما يتعرض البنك لهذه‬
‫العقوبات‪ ،‬إذا مارس شخص نشاط مصرفي دون احترامه لشروط تأسيس المؤسسة المصرفية‪ ،‬من حيث‬
‫شكلها القانوني(‪ ،)1‬أو إذا خالفت المؤسسة المصرفية في تصرفاتها الشروط المتعلقة بالمؤسسين أو‬
‫المسيرين‪ ،‬أو عند استعمال أية عبارة يؤدي إلى االعتقاد أن المؤسسة هذه معتمدة كبنك أو مؤسسة مالية‪.‬‬

‫كما يمكن للمحكمة أن تأمر في هذه الحاالت بـ‪:‬‬

‫‪ -‬غلق المؤسسة التي ارتكبت المخالفة‪،‬‬


‫‪ -‬أن تأمر بنشر الحكم كليا أو جزئيا في الصحف المختارة وتعلق في األماكن التي تحددها‪ ،‬وتقع‬
‫تكاليف النشر على حساب المحكوم عليه دون أن تتعدى قيمة الغرامة المحكوم بها عليه‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كانت األموال المحجوزة دون وجه حق تعادل عشرة ماليين أو تفوقها‪ ،‬يكون العقاب‬
‫المستوجب السجن المؤبد وغرامة من عشرين مليون دينار إلى خمسين مليون دينار‪.‬‬

‫أما إذا كان الفعل الصادر عن المصرف يتمثل في عدم تلبية طلبات معلومات اللجنة المصرفية‬
‫بعد إعذارها أو عرقلة ممارسة اللجنة المصرفية لمهماتها الرقابية أو تبليغها عمدا بمعلومات غير‬
‫صحيحة‪ ،‬تقدر العقوبة بالحبس من سنة إلى ‪ 0‬سنوات وبغرامة من خمسة ماليين إلى عشرة ماليين‬
‫( ‪)2‬‬
‫دينار‪ ،‬مع تقرير نفس العقوبة ألعضاء مجلس اإلدارة ومسيري أي بنك أو مؤسسة مالية في الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا تعمدوا على عرقلة أعمال التدقيق والمراقبة‪ ،‬أو رفضوا بعد اإلنذار تبليغ المستندات المحاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا زودوا بنك الجزائر بمعلومات غير صحيحة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يعدوا الجرد والحسابات السنوية في أجلها المحددة‪.‬‬
‫إذا لم ينشروا الحسابات السنوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -1‬نجاة طباع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.101‬‬


‫‪ -2‬طباع نجاة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.107‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫العمليات المصرفية والرقابة عليها‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫لقد كان األمر‪11/30‬بمثابة القانون الذي جاء ليرسي إصالحات جديدة في مجال السلطة النقدية‬
‫بمنحه إستقاللية للبنك المركزي واستحداثه لهيئات تشريعية ورقابية في نفس المجال‪ ،‬لكن ال مناص من‬
‫اإلعتراف أن المشرع قد غيب تماما العمليات المصرفية في عمله التشريعي‪ ،‬حيث ال نجد أي نص‬
‫ينظمها سواء في قانون خاص أو نصوص تضمنت في القانون التجاري‪ ،‬ما عدا بعض النصوص التي‬
‫تعرف هده العمليات في األمر‪ 11/30‬ونصوص أخرى في القانون التجاري إقتصرت على جانب بسيط‬
‫منها‪ ،‬لذا فحبدا لو رافقت منها اإلصالحات الحديثة التي تشهدهاالهياكل البنكية‪ ،‬حركة تشريعية تعتني‬
‫بوضع اإلطار القانوني الدي ينظم عمليات البنوك‪ ،‬وهذا لرفع كل لبس قد يشوبها‪ ،‬وخاصة عندما تعرض‬
‫المنازعة المتعلقة بها أمام القضاء الدي يجد صعوبة في تطبيق القواعد العامة من جهة ومتطلبات‬
‫خصوصية هذه العمليات من جهة ‪.‬‬

‫أما من جهة الرقابة على العمليات المصرفية فقد عمدت السلطات الى تطوير آليات األجهزة‬
‫الرقابية للحد من األزمات التي تضرب المصارف وكما نالحظ أن قانون‪ 11/30‬لم يأت بجديد فيما يخص‬
‫الجانب الرقابي للبنك المركزي بل أبقى على تلك األجهزة وكان األجدر به لو أتى بتنظيمات تساير هدا‬
‫التعديل وتدعيم التنظيم البنكي وأجهزة الرقابة التي تتمثل في مركزية عوارض الدفع ومركزية الميزانيات‬
‫ومركزية المخاطر وأهمها اللجنة المركزية التي لها سلطات إدارية في المراقبة والتفتيش وسلطات قضائية‬
‫حيث يمكنها التأديب وتسليط العقوبة بعد مخالفة األحكام القانونية من طرف المصرف والتنظيمات‬
‫المتعلقة بممارسة النشاط المصرفي حيث تكون هذه العقوبات شبيهة بتلك الصادرة عن الجهات القضائية‬
‫وتتمثل أساسا في سحب اإلعتمادات‪ ،‬التوقيف المؤقت عن الممارسة للمسيرين وكذا تسليط عقوبات مالية‬
‫أو الجمع بين العقوبة المالية وعقوبة سحب اإلعتماد وهذا بعد توجيه تحدير الى المؤسسة المخلة من أجل‬
‫كف هذه األخيرة عن المخالفات وهذا ما أكدته المادة ‪ 111‬من األمر‪ 11/30‬وبعد هذا اإلجراء يساءل‬
‫المصرف عن أخطائه ومخالفاته إلعتباره شخص معنوي مسؤول قانونا‪.‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫لقد إحتل النظام البنكي منذ فترات طويلة أهمية بالغة في مختلف المنظومات اإلقتصادية وتزداد‬
‫أهميته من يوم آلخر مع التطورات الهامة التي تط أر على اإلقتصاديات الوطنية من جهة‪ ،‬ومع التحوالت‬
‫العميقة التي يشهدها المحيط المالي الدولي من جهة ثانية‪ ،‬وفي هذه الظروف ما فتئت البنوك تطور من‬
‫إمكانياتها ووسائل عملها من أجل جمع األموال من مصادرها المختلفة وتوجيهها نحو أفضل اإلستعماالت‬
‫الممكنة‪ ،‬وفي سبيل دلك تلجأ بوجه خاص نحو تعبئة إدخار العائالت والمؤسسات والجماعات العمومية‪،‬‬
‫ويمكنها أمام عدم كفاية هذه المصادر أن تلجأ الى اإلقت ارض وأما الوجه الثاني للوظيفة البنكية يتمثل في‬
‫إعادة توظيف هذه الموارد وأكثر هذه التوظيفات ممارسةً وتنوعاً هي منح القروض‪.‬‬

‫تميزت المنظومة المصرفية مند اإلستقالل إعتماد سياسة التخطيط الممركز كانت البنوك‬
‫العمومية خاللها فارغة المحتوى تعتبر نقطة عبور السيولة فقط‪ ،‬وال تحقق أي نتائج تذكر بل غالبا ما‬
‫كانت أرصدتها عاجزة تتولى الخزينة العمومية ضخ األموال فيها‪ ،‬وفي إطار التوجه نحو إقتصاد السوق‬
‫عرفت المنظومة البنكية إنتعاشا وكان األمر ‪ 09/09‬بمثابة صفارة إنطالق نحو التفتح اإلستثماري‬
‫واإلقتصادي واتجهت أهداف المستثمرين وطنيين أو أجانب إلى إستثمار أموالهم في الجزائر‪ ،‬رغم ما‬
‫تميزت به تلك الفترة من ظروف سياسية إال أن البنوك والوكاالت المالية كانت في نمو مستطرد مع تلك‬
‫الظروف‪ ،‬وما لبثت الظروف السياسية تستقر حتى ظهرت أزمات مالية ومنها العابرة للحدود الوطنية‬
‫أفضحت عن ضعف آليات الرقابة‪ ،‬وفشل اإلصالحات و اإلجراءات المتبعة من طرف البنك المركزي‬
‫بسبب تعدد جهات إتخاد القرار والفساد اإلداري وغيرها‪ ،‬فعمل المشرع على وضع أطر جديدة من شأنها‬
‫أن تساهم في خدمة اإلستثمار اإلقتصادي والمصرفي وتدعيم الرقابة عليها للحد من األزمات المصرفية‬
‫فكان تعديل لقانون النقد والقرض ‪ 09/09‬سنة ‪ 1990‬ثم ‪ 1992‬باألمر ‪00/92‬الذي عزز من إستقاللية‬
‫البنك المركزي وم نحه سلطة إتخاذ القرار وجعل المحافظ على رأسه يتولى تسييره بمعية مجلس النقد و‬
‫القرض الذي يعد راسم السياسة النقدية في البالد كما هناك أجهزة رقابية تابعة للبنك المركزي ألجل‬
‫مضاعفة الجهود لرقابة الجهاز المصرفي الذي يعد عمود اإلستثمار ككل‪ ،‬هذا من جهة وفي قلب‬
‫خالل التسعينات ومع إنطالقة التوجه اللبرالي عمدت الدولة إلى سياسة خوصصة البنوك‬ ‫األحدا‬
‫العمومية بنقل ملكيتها للخواص وطنيين أم أجانب مسايرة للتوجه الجديد منفدةً تعليمات صندوق النقد‬
‫الدولي ومنظمة التجارة العالمية واتفاقية بازل‪ ،‬وتزامنت هذه السياسة مع إنشاء بنوك خاصة وطنية برؤوس‬
‫أموال جزائرية وتزايدها في الساحة‪ ،‬فأثبتت سياسة الخوصصة فشلها ولم تأت بثمارها ألن سياسة‬
‫الخوصصة تتطلب دراسات مسبقة ومعمقة أي تشريح للمؤسسة المصرفية واألوضاع التي تتواجد فيها‪.‬‬

‫فما كان إال اإلعالن عن فشل الخوصصة وقابلها فشل إقامة البنوك الخاصة نظ ار إلنسحاب‬
‫العديد منها بسبب قانون رفع رأس المال األدنى للمؤسسة المصرفية خالل سنة ‪ 1992‬الى عشرة ماليير‬

‫‪- 65 -‬‬
‫الخاتمة‬

‫وكانت نتائج المنظومة المصرفية خالل العشرين سنة(‪ )1992/0009‬وخيمة وسيئة‬ ‫دينار جزائري‬
‫حصدت إعراض المواطنين عن البنوك وفقدان ثقتهم فيها‪.‬‬

‫هذا وان نظرنا الى شروط الدخول للمهنة البنكية نجد قيود واجراءات يجب إحترامها من شروط‬
‫شكلية وموضوعية من أجل الحصول على الترخيص الذي يقدمه مجلس النقد والقرض‪ ،‬بعد دراسة دقيقة‬
‫للملف ثم تقديمه للمحافظ الذي يقرر منح اإلعتماد‪ ،‬ومنه إنشاء مؤسسة مصرفية تخضع لقوانين عديدة‬
‫بحكم أن نشاطها دو طبيعة خاصة أي نشاط مقنن وخالل حياتها تقوم بأنشطة عديدة وعمليات أساسية‬
‫تحتكرها بحكم القانون وتقدم خدمات عديدة متعددة‪ ،‬لكن ما يميز الخدمات المصرفية المقدمة في البنوك‬
‫الجزائرية أنها تقليدية‪ ،‬وكذلك النقص الفادح في إستخدام األجهزة التقنية و الرقمية‪ ،‬فهي في تخلف كبير‬
‫مقارنة مع الدول المتقدمة التي تقدم ‪ 199‬خدمة مصرفية بينما في الجزائر ال تقدم سوى ‪ 09‬خدمة وهذا‬
‫راجع للطابع النقدي الذي يميز المجتمع الجزائري‪ ،‬وكذلك إنعدام الثقة في وسائل الدفع التقليدية نظ ار‬
‫لسلبياتها والتخوف من إستعمال وسائل الدفع اإللكترونية وفي غمرة هذه النشاطات تكون المصارف تحت‬
‫رقابة وعين لجان متخصصة أهمها اللجنة المصرفية التي تقوم بدورات ميدانية تفتش وتستفسر وتستفهم‬
‫عن كل ما يمكنها من كشف الخلل وفضح المتحايلين على القوانين وفي حال إكتشافها أي تجاوز ال تقف‬
‫مكتوفة األيدي بل تتخد اإلجراءات الالزمة أولها التنبيه ثم التوبيخ وآخرها المساءلة الجزائية وتوقيع‬
‫العقوبات المالية وأخطرها سحب اإلعتماد وحل المؤسسة وتصفيتها بعد دراسة القضية بأسس قانونية ‪.‬‬

‫وهذا بإختصار لمحة عن حياة المصارف في المنظومة المصرفية الجزائرية ‪.‬‬

‫ما تم إستخالصه من الموضوع المدروس‪:‬‬

‫‪ -‬أن حرية الدخول للمهنة البنكية في الجزائر كالسهل الممتنع ألنها بقدر ما تكون مفتوحة وعلى‬
‫طالقتها توجد حواجز تحد من تلك الطالقة ممثلة في اإلجراءات و الشروط التي يجب التقيد بها‬
‫واحترامها ‪.‬‬
‫‪ -‬أن القوانين المتعلقة بالنقد والقرض و األنطمة المكملة له مع ما تعرض له من تعديالت لم يتمكن‬
‫من القضاء على الفساد في المنظومة المصرفية ففي كل مرة تكتشف فيها ثغرات تسبب أزمات‬
‫فيجب دائما الحرص على تعديل القوانين بجدية مع خلق األجهزة المتوافقة مع تلك التعديالت‪.‬‬
‫‪ -‬تعاني المنظومة المصرفية الجزائرية من سيولة أوغ ازرة في القوانين دون أن تثبت فاعليتها فاإلصالح‬
‫القانوني يقتضي التجسيد في أرض الواقع وليس التضخم القانوني مثل األمر ‪ 00/92‬كان البد أن‬
‫يأتي بهيئات تدعمه ال أن يبقي من الهيئات السابقة التي ال تسايره وتجد إشكاالت عديدة عند‬
‫التطبيق و في حال ظهور األزمات‪.‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫الخاتمة‬

‫ومنه اتقدم باإلقتراحات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يجب على المشرع أن يتخلى عن أحد اإلجرائين الرقابيين السابقين إلنشاء المصرف الترخيص أو‬
‫اإلعتماد ألن كالهما يستوف الشروط و الوثائق الوطلوبة ويصدر من طرف المحافظ بصفة مباشرة‬
‫أو غير مباشرة ‪ ،‬فمن األفضل التقيد بإجراء واحد يشمل جميع الوثائق ليختصر الوقت على‬
‫المستثمرين وطنين واألجانب مع تشديد الرقابة والمتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب تطوير وترقية الخدمات المصرفية وتجهيز المصارف باألجهزة التقنية ورسكلة موظفيها للرقي‬
‫بالمصارف العمومية والخاصة الوطنية وتشجيع المنافسة التي تساهم في عملية التطوير وتنويع‬
‫الخدمات المقدمة وانشاء هيئة أو لجنة مستقلة لضبط هذه المنافسة في إطار قانوني‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع مجال عمل أجهزة الرقابة التابعة للبنك المركزي ودعمها بأجهزة متطورة وتنسيق عملها مع‬
‫أجهزة تابعة لقطاعات أخرى تعمل في مجال مكافحة الفساد للقضاء على بؤره وفي مواطنه‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على دعم المؤسسات المصرفية الوطنية خاصة كانت أو عامة من أجل مواجهة البنوك‬
‫األجنبية التى أغلبها تابعة لبنوك عالمية تعمل لفائدة بلدانها األم فيجب تشجيع وتنمية اإلستثمار‬
‫الوطني المحلي و ترقيته‪.‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -I‬المصادر‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬الدساتير‬
‫دستور‪ 9119‬الصادر بموجب مرسوم رئاسي رقم‪ 384/91‬مؤرخ في‪7‬فيفري‪ 9119‬يتعلق بنشر نص‬
‫تعديل الدستورالموافق عليه بإستفتاء ‪ 88‬نوفمبر‪ .‬الجريدة الرسمية العدد‪ 1‬الصادرة في‪ 8‬ديسمبر‪.9119‬‬
‫ثانيا ‪ -‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ .9‬القانون رقم‪ 933/98‬المؤرخ في ‪94‬ديسمبر‪ .9198‬المتضمن إحداث البنك المركزي و تحديد قانونه‬
‫االساسي‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 91‬المؤرخة في ‪88‬ديسمبر‪.9198‬‬
‫‪ .8‬األمررقم ‪ 71/77‬المؤرخ في ‪89‬سبتمبر ‪.9177‬المتضمن القانون التجاري‪.‬معدل ومتمم بمرسوم‬
‫‪ 18/14‬المؤرخ في ‪. 9114/13/87‬الجريدة الرسميةالعدد‪.87‬‬
‫‪ .4‬قانون رقم ‪ 98/89‬المؤرخ في ‪11‬أوت ‪ 9189‬يتعلق بنظام البنوك و القروض الجريدة الرسمية العدد‬
‫‪.43‬المؤرخة في ‪81‬اوت‪.9189‬‬
‫‪ .3‬قانون ‪ 91/11‬مؤرخ في ‪93‬افريل ‪ 9111‬يتعلق بالنقد و القرض‪ .‬الجريدة الرسميةالعدد‪.99‬المؤرخة‬
‫في ‪98‬أفريل‪.9111‬‬
‫‪ .7‬األمررقم‪ 13/19‬المؤرخ في ‪81‬اوت ‪ 8119‬يتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية اإلقتصادية وتسييرها‬
‫وخوصصتها‪.‬الجريدة الرسميةالعدد‪.37‬المؤرخة في ‪88‬أوت ‪.8119‬‬
‫‪ .9‬األمر رقم ‪ 99/14‬يتعلق بالنقد والقرض‪.‬الجريدة الرسمية العدد‪ 78‬المؤرخة في ‪89‬أوت ‪.8114‬‬
‫‪ .7‬قانون رقم‪ 18/13‬مؤرخ في ‪93‬أوت ‪ 8113‬يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪ .‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ .78‬مؤرخة في ‪98‬أوت ‪.8113‬‬
‫‪ .8‬األمر رقم ‪ 19/11‬الصادر في ‪88‬جويلية ‪ 8111‬المتعلق بقانون المالية التكميلي‪ .‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد‪ 33‬المؤرخ في ‪89‬جويلية ‪.8111‬‬
‫ثالثا ‪ -‬النصوص التنظيمية‪:‬‬
‫‪ .9‬النظام رقم‪ 17/19‬المؤرخ في ‪93‬أوت‪ .9119‬المتعلق بقواعد الصرف وشروطه‪ .‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 83‬المؤرخ في ‪81‬مارس ‪. 9118‬‬
‫‪ .8‬النظام رقم ‪. 19/18‬المؤرخ في ‪ 88‬مارس ‪ 9118‬يتضمن تنظيم مركزية األخطار وعملها‪ .‬الجريدة‬
‫‪.9114‬‬ ‫الرسمية العدد ‪ 18‬المؤرخ في ‪ 17‬فيفري‬
‫‪ .4‬النظام رقم‪ 18/18‬المؤرخ في ‪18‬مارس‪ .9119‬يتضمن مركزية للمبالغ الغير مدفوعة وعملها‪.‬الجريدة‬
‫الرسميةالعدد‪ 18‬المؤرخ في ‪ 17‬فيفري ‪.9114‬‬
‫‪ .3‬النظام رقم‪ 17/18‬المؤرخ في ‪88‬مارس‪ 9118‬المتعلق بالشروط التي يجب أن تتوفر في مؤسسي‬
‫البنوك والمؤسسات المالية ومسيريها وممثليها‪ .‬الجريدة الرسميةالعدد‪ 18‬المؤرخة في ‪17‬فيفري ‪.9114‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .7‬النظام رقم ‪ 19/14‬معدل ومتمم بالنظام ‪ 18/8111‬المؤرخ في ‪18‬أفريل ‪.8111‬يحدد شروط تأسيس‬
‫بنك‪.‬الجريدة الرسمية‪.‬العدد‪87‬المؤرخة في ‪91‬ماي‪.8111‬‬
‫‪ .9‬النظام رقم ‪ 14/14‬المؤرخ في‪13‬جويلية‪.9113‬يعدل ويتم النظام رقم ‪ 19/11‬المتعلق بالحد األدنى‬
‫لرأسمال البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الجزائر‪ .‬الجريدة الرسمية العدد‪.19‬‬
‫‪ .7‬النظام رقم ‪ 19/17‬المؤرخ في ‪91‬نوفمبر‪ 9117‬المتعلق بالنشاطات التابعة للبنوك والمؤسسات المالية‬
‫الجريدة الرسميةالعدد‪ 89‬المؤرخة في ‪ 87‬ديسمبر‪.9117‬‬
‫‪ .8‬النظام ‪ 14/13‬المؤرخ في ‪13‬مارس‪ .8113‬المتعلق بنظام ضمان الودائع ‪.‬الجريدة الرسمية العدد‪.47‬‬
‫المؤرخة في ‪ 18‬جويلية‪.8113‬‬
‫‪ .1‬النظام رقم ‪ 18/19‬مؤرخ في ‪83‬سبتمبر ‪ 8119‬يحدد شروط تأسيس وشروط إقامة فرع بنك أو‬
‫مؤسسة مالية أجنبية‪ .‬الجريدة الرسمية العدد ‪.77‬الصادرة في ‪8‬ديسمبر‪.8119‬‬
‫النظام رقم ‪ 13/18‬المؤرخ في ‪84‬ديسمبر ‪ 8118‬المتعلق بالحد األدنى لرأسمال البنوك‬ ‫‪.91‬‬
‫والمؤسسات المالية العاملة بالجزائر‪ .‬الجريدة الرسميةالعدد‪ 78‬المؤرخة في ‪84‬ديسمبر ‪.8118‬‬
‫رابعا ‪-‬التعليمات‪:‬‬
‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 8199/18‬المؤرخة في ‪ 81‬أكتوبر ‪ 8199‬المتعلقة بتحديد نسبة العالوة المستحقة‬
‫للدفع لصندوق ضمان الودائع المصرفية ‪.‬بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪Instruction n° 2000/04 du 30/04/2000. Déterminât les éléments costitufs du‬‬
‫‪dossier de demande d’agrément de banque ou d’établissement financier‬‬
‫خامسا‪ -‬الق اررات ‪:‬‬
‫‪ .9‬مقرر رقم ‪ 13/18‬مؤرخ في ‪ 9117/17/ 87‬يتضمن إعتاد بنك الخليفة‪ .‬الجريدة الرسمية ‪.94‬‬
‫‪ .8‬مقرر رقم ‪ 18/18‬مؤرخ في ‪ 9118/11/83‬يتضمن إعتماد البنك الصناعي والتجاري‪ .‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪.74‬‬
‫‪ .4‬مقرر رقم ‪ 18/11‬مؤرخ في ‪ 9111/91/88‬يتضمن إعتماد الشركة الجزائرية للبنك‪ .‬الجريدة‬
‫الرسمية‪.89‬‬
‫سادسا‪ -‬اإلجتهادات القضائية‪:‬‬
‫‪ -‬قرار مجلس الدولة المؤرخ في ‪ 8111/17/18‬رقم ‪ 8948‬بين يونين بنك و بنك الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬ملف رقم ‪ 981187‬قرار بتاريخ ‪ 8191/17/19‬مجلة المحكمة العليا ‪.‬العدد الثاني‪.‬السنة‪.8199‬‬
‫‪ -‬قرار اللجنة المصرفية رقم ‪ 8114/14‬بتاريخ ‪ 8114/17/81‬بسحب إعتماد بنك الخليفة‪.‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ :II‬المراجع‪:‬‬
‫أوال ‪:‬الكتب‬
‫أ‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬
‫أحمد بلودنين‪ .‬الوجيز في القانون البنكي الجزائري‪ .‬دار بلقيس‪ .‬الجزائر‪.8111 .‬‬ ‫‪.9‬‬
‫أحمد هني‪ .‬العمليات والنقود‪ .‬الطبعة الرابعة‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر ‪.9118‬‬ ‫‪.8‬‬
‫أحمد محمد محرز‪ .‬القانون التجاري‪ -‬عمليات البنوك‪ -‬اإلفالس‪ .‬دون دار نشر‪ .‬مصر‪.9117 .‬‬ ‫‪.4‬‬
‫جالل عايد الشورة‪ .‬وسائل الدفع اإللكتروني‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ .‬األردن‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪8118‬‬
‫جيرار كورنو‪ .‬ترجمة منصور القاضي ‪ .‬معجم المصطلحات القانونية ‪ .‬المؤسسة الجامعية‬ ‫‪.7‬‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع ‪ .‬لبنان‪.9118.‬‬
‫حسين مبروك‪ .‬المدونة البنكية الجزائرية‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار هومة للطبع والنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫الجزائر‪.8119 .‬‬
‫خالد أمين عبد اهلل‪ .‬العمليات المصرفية‪-‬الطرق المحاسبية الحديثة‪ .‬دار وائل للنشر‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫األردن‪.8117.‬‬
‫زينب سالم‪ .‬المسؤولية الجنائية عن األعمال البنكية‪ .‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪.8191 .‬‬ ‫‪.8‬‬
‫شاكر القزويني‪ .‬محاضرات في إقتصاد البنوك‪ .‬الطبعة الرابعة‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الجزائر‪.8118 .‬‬
‫‪ .91‬صالح الدين حسن السيسي‪ .‬الرقابة على أعمال البنوك ومنظمات األعمال‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار‬
‫الكتاب الحديثة‪ .‬مصر‪ .‬دون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .99‬الطاهر لطرش‪ .‬تقنيات البنوك‪ .‬الطبعة السابعة‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪.8117.‬‬
‫‪ .98‬علي جمال الدين عوض‪ .‬عمليات البنوك من الوجهة القانونية‪ .‬دون دار نشر‪ .‬مصر‪ .‬دون سنة‬
‫نشر‪.‬‬
‫‪ .94‬محمد سعيد أنور سلطان‪ .‬إدارة البنوك‪ .‬دار الجامعة الجديدة‪.‬مصر‪.8117.‬‬
‫‪ .93‬مراد منير فهيم ‪.‬القانون التجاري ‪-‬العقود التجارية ‪-‬عمليات البنوك‪ .‬منشأة المعارف‪ .‬مصر‪.‬‬
‫‪.9188‬‬
‫‪ .97‬مسعود جبران ‪ .‬رائد الطالب ‪.‬الطبعة الثالثة‪ .‬دار الماليين ‪ .‬لبنان ‪.9113.‬‬
‫‪ .99‬مصطفى كمال طه‪ .‬العقود التجارية وعمليات البنوك‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.‬‬
‫لبنان‪.8119 .‬‬
‫‪ .97‬موريس نخلة وآخرون ‪.‬القاموس القانوني الثالثي موسوعي ومفصل ‪.‬الطبعة األولى ‪.‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ .‬لبنان ‪.8118.‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .98‬موسى لحلو بخاري ‪ .‬سياسة الصرف األجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية‪ .‬مكتبة الحسين‬
‫العصرية‪ .‬لبنان‪..8191 .‬‬
‫‪ .91‬هاني دويدار‪ .‬الوجيز في العقود التجارية والعمليات المصرفية‪ .‬دار الجامعة الجديدة‪.‬‬
‫مصر‪.8114.‬‬

‫ب‪ -‬باللغة الفرنسية‪:‬‬


‫‪1- Abdelkrim Naas. Le système bancaire algérien. Edition Inas . France‬‬
‫‪.2003.‬‬
‫‪2- Abdelkrim Sadeg. Le système bancaire algerien . Alger . 2004.‬‬
‫‪3- Mansour Mansouri. Système et pratiques bancaire en Algérie. Edition‬‬
‫‪Distribution Houma. Alger .2005.‬‬
‫‪4- Said Dib. Actionnariat et capital de banques et établissement‬‬
‫‪financiers .media banques(le journal interne de banque d’Algérie) N°‬‬
‫‪42.1999.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المذكرات و الرسائل العلمية‬


‫‪ .9‬أحالم بلجودي‪ .‬النظام القانوني لعقد القرض البنكي في التشريع الجزائري‪ .‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير‪ .‬كاشيرعبدالقادر ‪ .‬جامعة جيجل‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.‬‬
‫‪.8119/8117‬‬
‫في‬ ‫اإلقتصادية‬ ‫اإلصالحات‬ ‫ظل‬ ‫في‬ ‫الخارجي‬ ‫التمويل‬ ‫الشيخ‪.‬‬ ‫بن‬ ‫‪ .8‬توفيق‬
‫الجزائر(‪ .)4112/0891‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ .‬علي ثابت‪ .‬جامعة قالمة‪ .‬كلية‬
‫العلوم اإلقتصادية و التسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة ‪.8119/8117.‬‬
‫‪ .4‬جميل أحمد‪ .‬الدور التنموي للبنوك اإلسالمية‪ .‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ .‬محمد‬
‫ناصر ثابت‪ .‬جامعة الجزائر‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة ‪.‬‬
‫‪.8119/8117‬‬
‫‪ .3‬زكية محلوس‪ .‬أثر تحرير الخدمات المصرفية على البنوك العمومية‪ .‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ .‬زايري بلقاسم‪ .‬جامعة ورقلة‪ .‬كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية‪.8111/99/83 .‬‬
‫‪8118/8111‬‬
‫‪ .7‬السعيد بريكة‪.‬واقع عمليات الصيرفة اإللكترونية ‪ E-banking‬وآفاق تطورها في الجزائر‪.‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪.‬أحمد بوراس‪ .‬جامعةأم البواقي‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8198/8199.‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .9‬طارق كور‪.‬آليات مكافحة جريمة الصرف‪.‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬نواصر العايش‪.‬‬
‫جامعة أم البواقي‪ .‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8198/8199.‬‬
‫‪ .7‬عبدالحميد بوشرمة‪ .‬الجهاز المصرفي الجزائري ومتطلبات العولمة‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ .‬درويش محمد الطاهر‪ .‬جامعة أم البواقي‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ .‬دون‬
‫تاريخ مناقشة‪.8191/ 8111.‬‬
‫‪ .8‬عمر سعيدان‪ .‬دور البنك المركزي في تحقيق اإلستقرار النقدي‪-‬دراسة حالة البنك المركزي‬
‫الجزائري‪ .‬سحنون محمد‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬جامعة أم البواقي‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8111/8118 .‬‬
‫‪ .1‬عياش زبير‪ .‬تأثير تطبيق إتفاقية بازل‪ II‬على تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪ .‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‪ .‬أحمد بوراس‪ .‬جامعة أم البواقي‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8199/8191.‬‬
‫‪ .91‬فرحات عميور‪ .‬مكانة القاضي اإلداري في مجال البنوك قي القانون الجزائري‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫تاريخ‬ ‫دون‬ ‫الحقوق‪.‬‬ ‫كلية‬ ‫جيجل‪.‬‬ ‫جامعة‬ ‫عبدالقادر‪.‬‬ ‫كاشير‬ ‫الماجستير‪.‬‬ ‫شهادة‬
‫مناقشة‪.8119/8117.‬‬
‫‪ .99‬كريمة بوسنة‪ .‬البنوك األجنبية كمصدر لتمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بالجزائر‪ .‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬مليكي سمير بهاء الدين‪ .‬جامعة تلمسان‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8199/8191.‬‬
‫‪ .98‬كريمة تدريست‪.‬النظام القانوني للبنوك في الجزائر‪.‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪.‬معاشو‬
‫عمار‪.‬جامعة تيزي وزو‪ .‬كلية الحقوق‪.8113/8114 .8114/91/88.‬‬
‫‪ .94‬كميلية بوكرة‪ .‬تأثير إستقاللية البنك المركزي على فعالية تنفيد السياسة النقدية‪ .‬شمام عبد‬
‫الوهاب‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬جامعة أم البواقي‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8199/ 8191.‬‬
‫‪ .93‬ليلة بن مدخن‪ .‬تأثير النظام المصرفي على حركة اإلستثمار في الجزائر‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ .‬كاشير عبد القادر‪ .‬جامعة جيجل ‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .‬دون تاريخ‬
‫التخرج‪.‬‬
‫‪ .97‬ليلى بوساعة‪ .‬السرية في البنوك "السر المصرفي"‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬محفوظ‬
‫لعشب‪ .‬جامعة الجزائر‪ .9‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8199/8191 .‬‬
‫‪ .99‬ليندة شامبي‪.‬اإلئتمان المصرفي‪.‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪.‬صبحي عرب‪.‬جامعة الجزائر‪.‬كلية‬
‫الحقوق‪.‬دون تاريخ مناقشة‪.8199/8191.‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .97‬محمد شايب‪ .‬أثر تكنولوجيا اإلعالم واإلتصال على فعالية أنشطة البنوك التجارية الجزائرية‪.‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬بروش زين الدين‪ .‬جامعة سطيف‪ .‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم‬
‫التسير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8117/8119 .‬‬
‫‪ .98‬مريم ماطي‪ .‬إستقاللية البنوك المركزية وأثرها على فعالية السياسة النقدية‪-‬حالة بنك‬
‫الجزائر‪.‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬أحمد بوراس‪.‬جامعةأم البواقي كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8111/8118 .‬‬
‫‪ .91‬نبيلة تومي‪ .‬إلتزام البنوك بالتصدي لجريمة تبيض األموال في التشريع الجزائري‪ .‬مذكرةلنيل شهادة‬
‫الماجستير‪ .‬كاشيرعبد القادر‪ .‬جامعة جيجل‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬نوقشت بتاريخ ‪.8117/19/18‬‬
‫‪ .81‬نجاة بوساحة‪ .‬المسؤولية المدنيةعن إفشاء السر البنكي‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ .‬نصرالدين‬
‫سمار‪ .‬جامعة ورقلة‪ .‬كلية الحقوق والعلوم اإلقتصادية‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪ .‬دون تاريخ التخرج‪.‬‬
‫‪ .89‬نجاة طباع‪ .‬خصوصية النظام القانوني للنشاط المصرفي‪.‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪.‬زوايمية‬
‫رشيد‪ .‬جامعة جيجل‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8119/8117 .‬‬
‫‪ .88‬نورة بوالخضرة‪ .‬مبدأ المنافسة الحرة في القطاع المصرفي الجزائري‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪.‬‬
‫زوايمية رشيد‪ .‬جامعة جيجل‪ .‬كلية الحقوق‪ .‬دون تاريخ مناقشة‪.8119/8117 .‬‬

‫ثالثا‪ :‬قائمة المقاالت العلمية‪:‬‬


‫‪ .9‬سمير آيت يحي‪ .‬التعويم المدار للدينار الجزائري بين التصريحات و اآلفاق‪ .‬مجلة الباحث‪" .‬العدد‬
‫التاسع لسنة ‪ ."8199‬جامعة ورقلة‪ .‬الجزائر‪ .‬دون دار نشر‪.‬‬
‫‪ .8‬عبد القادر بحيح‪.‬إشكالية التحكم في وسائل الدفع البنكية وأثرها على الخدمات المصرفية –حالة‬
‫بنك الجزائر(‪ . )4101/0894‬مجلة الباحث‪" .‬العدد التاسع لسنة‪ ."8199‬جامعة ورقلة‪ .‬الجزائر‪.‬دون‬
‫دار نشر‪.‬‬
‫‪ .4‬محمد أمين بربري‪ .‬مبررات ودوافع التوجه الحديث ألنظمة الصرف الدولية‪ .‬مجلة الباحث‪" .‬العدد‬
‫التاسع لسنة‪ ."8199‬جامعة ورقلة‪ .‬الجزائر‪ .‬دون دار نشر‪.‬‬
‫‪ .3‬وهيبة عبد الرحيم‪ .‬وسائل الدفع في الجزائر‪.‬مجلة الباحث‪" .‬العدد التاسع لسنة ‪ . "8199‬جامعة‬
‫ورقلة‪.‬الجزائر‪ .‬دون دار نشر‪.‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫فهرس المصطلحات‬
‫فهرس المصطلحات‬

: ‫فهرس المصطلحات‬

‫الصفحة‬ ‫الترجمة‬ ‫المصطلح‬ ‫الرقم‬


21 Emission de papier monnaie ‫إصدار أوراق نقدية‬ 2
45 Carte de paiement ‫بطاقة دفع‬ 1
46 Carte de retrait ‫بطاقة سحب‬ 3
44 Virement bancaire ‫تحويل مصرفي‬ 4
20 Capital sociale ‫رأسمال الشركة‬ 5
44 Tireur ‫ساحب‬ 6
21 Société par action ‫شركة مساهمة‬ 7
43 Chèque bancaire ‫شيك مصرفي‬ 8
48 change ‫صرف‬ 9
15 Immatriculation au registre commerce ‫قيد في السجل التجاري‬ 10
19 Arrêt d’agrément ‫قرار إعتماد‬ 11
44 Prêt ‫قرض‬ 12
44 Lettre de change ‫سفتجة‬ 13
54 Commission bancaire ‫لجنة مصرفية‬ 14
13 Gouverneur de la banque ‫محافظ البنك‬ 15
64 Responsabilité délictueuse ‫مسؤولية تقصيرية‬ 16
62 Responsabilité pénal ‫مسؤولية جزائية‬ 17
95 Responsabilité civil ‫مسؤولية مدنية‬ 18
44 Tiré ‫مسحوب عليه‬ 19
6 Banque ‫مصرف‬ 20
33 Dépôt ‫وديعة‬ 21
49 Moyens de paiement électronique ‫وسائل دفع إلكترونية‬ 22

- 68 -
‫فهرس الموضوعات‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫شكر وتقدير‬
‫اإلهداء‬
‫مقدمة‪..............................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار التنظيمي للمؤسسات المصرفية في الجزائر ‪.........‬‬

‫الفصل األول ‪.................................................................................‬‬


‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المؤسسات المصرفية و أنواعها‪05 .........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالمؤسسات المصرفية ‪05 ...........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف المصارف ‪05 ....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التعريف اللغوي‪06 ........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف اإلصطالحي‪06 .................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬التعريف التشريعي ‪06 ....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تميز المصارف عن األنظمة المشابهة لها ‪07 ...........................‬‬
‫اوال‪ :‬تميز المصارف عن البنك المركزي‪08 .....................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تميز المؤسسات المصرفية عن المؤسسات المالية ‪09 ......................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬انواع المؤسسات المصرفية‪10 ..............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬البنك المركزي‪10 ........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف البنك المركزي‪11 ..................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مكانة البنك المركزي في النظام المصرفي الجزائري‪11 .....................‬‬
‫ثالثا‪ :‬مهام البنك المركزي وصالحياته ‪12 .......................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬البنوك العامة ‪13 ........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف البنوك العامة ‪13 ..................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬خوصصة البنوك العمومية ‪14 ............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬البنوك الخاصة ‪17 ......................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الشروط الضرورية لمزاولة النشاط المصرفي ‪19 ...................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط الموضوعية‪19 ......................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشكل القانوني للمؤسسة المصرفية‪19 ....................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرأسمال األدنى للمؤسسة ‪20 ............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الشروط المتعلقة بالمسيرين‪22 ...........................................‬‬
‫أوال‪ :‬عدد المسيرين ‪22 .........................................................‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫ثانيا‪:‬الخبرة والنزاهة ‪23 .........................................................‬‬


‫المطلب الثاني‪:‬الشروط الشكلية ‪25 ..........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحصول على الترخيص‪25 .............................................‬‬
‫أوال‪ :‬إجراء الحصول على الترخيص‪25 ........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬منح قرار الترخيص ‪27 ..................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القيد في السجل التجاري‪28 .............................................‬‬
‫الفرع الثااث‪ :‬الحصول على اإلعتماد ‪29 ..............................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلعتماد ‪29 .....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقديم طلب اإلعتماد ‪29 .................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬منح قرار اإلعتماد ‪30 ....................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬سحب اإلعتماد‪32 ......................................................‬‬
‫خالصة الفصل األول‪33 ..........................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬العمليات المصرفية والرقابة عليها ‪........................‬‬

‫الفصل الثاني ‪34 ................................................................................‬‬


‫المبحث األول‪ :‬العمليات المصرفية‪35 ............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬العمليات األصلية‪36 .......................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تلقي األموال من الجمهور ‪37 ...........................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الوديعة ‪37 .......................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع الودائع المصرفية‪83.............................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقديم القروض المصرفية ‪83 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف القرض المصرفي‪04..............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع القروض‪04 ........................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬وضع وسائل الدفع تحت تصرف الزبائن و إدارتها ‪04 ...................‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف وسائل الدفع ‪08 ...................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع وسائل الدفع ‪08 ...................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العمليات التابعة ‪04 .........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬عملية الصرف ‪03 ......................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم عملية الصرف‪03 .................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬وضعية صرف الدينار الجزائري ‪03 ......................................‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫ثالثا‪ :‬خطر الصرف ‪04 .......................................................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬عمليات على القيم المنقولة ‪04 ...........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬عمليات اإلئتمان المتعلقة باألوراق التجارية ‪04 ............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إيجار الخزائن الحديدية‪04 ...............................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬عمليات أخرى تابعة‪04 ...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬دور البنوك في تسيير أموال العمالء و الخدمات المرتبطة بها‪04............‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقديم الخدمات اإلستشارية‪04.............................................‬‬
‫‪25 ......................................‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابةعلى العمليات المصرفية‬
‫المطلب األول‪ :‬مراقبة إحترام شروط ممارسة العمليات المصرفية ‪08 .........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رقابة اللجنة المصرفية‪08 ................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة البنك المركزي‪00..................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مركزية المخاطر‪00 .....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مركزية عوارض الدفع ‪00 ................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون مؤونات‪05 ..........................‬‬
‫رابعا‪ :‬مركزية الميزانيات‪05 .....................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬جزاء اإلخالل بشروط ممارسة العمليات المصرفية ‪05 .......................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قيام المسؤولية التأديبية للمصرف‪04 .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬أساس قيام المسؤولية التأديبية للمصرف ‪04 ...............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطبيق العقوبات التأديبية للمصرف ‪04 ....................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قيام المسؤولية المدنية للمصرف ‪03 ......................................‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية العقدية للمصرف ‪03 ............................................‬‬
‫ثانيا‪:‬المسؤولية التقصيرية للمصرف ‪54 .........................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬قيام المسؤولية الجزائية للمصرف ‪54 .....................................‬‬
‫أوال‪ :‬أساس قيام المسؤولية الجزائية للمصرف ‪54 ................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬نظام المساءلة الجزائية للمصرف ‪54 ......................................‬‬
‫خالصة الفصل الثاني ‪46 .........................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪42..........................................................................‬‬
‫فهرس المصطلحات ‪46 ................................................................‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪46.........................................................‬‬
‫فهرس الموضوعات‪75 .................................................................‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫‪- 78 -‬‬

You might also like