You are on page 1of 107

‫جامعة أحمد دراية –أدرار‪-‬‬

‫كمية الحقوق والعموم السياسية‬


‫قسم الحقــوق‬

‫دسترة حرية االستثمار في ظل القانون الجزائري‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر تخصص قانون األعمال‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫أ‪.‬د‪ :‬يامة إبراهيم‬ ‫قممان منية‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيساً‬ ‫جامعة أحمد دراية‬ ‫األستاذ مهداوي عبد القادر أستاذ محاضر "أ"‬

‫مشرفاً ومقر ارً‬ ‫جامعة أحمد دراية‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫األستاذ يامة إبراهيم‬

‫مناقشاً‬ ‫جامعة أحمد دراية‬ ‫أستاذ محاضر "أ"‬ ‫األستاذة مغني دليمة‬

‫تاريخ المناقشة‪0202-26-20 :‬‬


‫شكر و عرف ان‬
‫الشكر موصول باهلل عز وجل أن وفقني بمشيئتو إلى إتمام ىذه الدراسة‬
‫المتواضعة وأمدني بمدد من عنده وأحاطني بكرمو ورعاية الوالدين‬
‫لتشجيعنا‪ ،‬وسخر لنا أساتذة أحاطوا من واسع علمو معرفة‪.‬‬
‫ومصدق ا لقول رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم ‪ ":‬ال يشكر اهلل من ال يشكر‬
‫الناس" ( رواه أبو داود والترمذي)‬
‫ف إنو لي الشرف في ىذا المق ام أن أتوجو بخالص شكري وامتناني‬
‫ألستاذي المشرف يامة إبراىيم على صبره وسعيو الدائم على توجييي‪.‬‬
‫كما أشكر أساتذتي الذين ليم من الفضل العظيم في تكوين رصيدي‬
‫المعرفي و حثي على اغتنام فرص العلم والتعلم‪ ،‬ومن ثمة أشكر كل من‬
‫ساىم من قريب أو من بعيد في إتمام مشروع دراستي الذي أسأل اهلل أن‬
‫أكون قد وفقت فيما أعد لو‪.‬‬
‫إىداء‬
‫يقولون أن اإلىداء شىء خاص ويكون مخصص لذلك الشخص الوحيد‬
‫المميز في حياتك وإال فقد اإلىداء قيمتو‪ ،‬أقول أن ىذا الشخص المميز‬
‫في حياتي ال يقتصر على تسمية معينة وإنما تعددت أسمائيم و مكانتيم‪.‬‬
‫لذا اىدي ىذه الدراسة لمن برضاىا يرضى خالقي إلى أم حنون‬
‫صبرت على الحرمان ليحيا أبنائيا كرماء‪ ،‬وترى أمليا يكبر ويترعرع فييم‪،‬‬
‫إلى من مدت لي يد المساعدة‪ ،‬واخشوشنت يداىا سعيا في العمل كي‬
‫أرتدي جبة النجاح‪ ،‬إلى السيدة العتيدة التي ال تكفي كلمات الدنيا‬
‫لوصفيا‪ :‬وردة مناع‪ ،‬أىدي عملي المتواضع‪ ،‬إلى أب حنون وقف صوب‬
‫الصعاب ليجعل مني ما أنا عليو اليوم إلى السيد‪ :‬ق لمان صالح‪ ،‬إلى زوج‬
‫وقف على عتبة المصاعب لي يدفع بي إلى عجلة التقدم وصنع مني باحثة‬
‫ال تيأس في طلب العلم إلى السيد‪ :‬مباركو نبيل‪ ،‬إلى إخوة ىبوا لنجدتي‬
‫وعملوا على دعم و دفع انجازاتي صوب قمة النجاح والتقدم إلى السادة‪:‬‬
‫ق لمان نور إسالم‪ ،‬ق لمان ذويبي صابر‪ ،‬ق لمان طارق زياد‪.‬‬
‫إلى حبيبة ق لبي و شمعة األمل في حياتي ابنتي التي لم أرزق بيا اىدي‬
‫لك عملي المتواضع‪ :‬ق لمان زينب‪.‬‬
:‫قائمة المختصرات‬

:‫بالمغة العربية‬

‫ صفحة‬:‫ص‬
‫ طبعة‬:‫ط‬
‫ مف صفحة إلى صفحة‬:‫ص ص‬
‫ مرسوـ رئاسي‬:‫ـ ر‬
‫ الجريدة الرسمية لمجميورية الجزائرية‬:‫ج رج ج‬
‫ دينار جزائري‬:‫د ج‬

:‫بالمغة الفرنسية‬
ASJP :Algérien Scientifique Journal Platform
ANDI : Agence Nationale de Développement des Investissements
CNUDCI: Conférence des Nations Unies sur le développement et le Commerce
International
CIRDI: Centre International de Règlement des Différends Relatifs à
L’investissement entre Etats et Ressortissants D’autre Etats
‫مقدمة‬

‫تعتبر قواعد الدستور أسمى القواعد القانونية فيي تمثؿ اإلطار المرجعي بالنسبة‬
‫لسائر المعايير القانونية األخرى‪ ،‬ويوضح أحد فقياء القانوف أصؿ كممة دستور قائال‪":‬‬
‫الدستور لغة ليس كممة عربية األصؿ بؿ ىي مف أصؿ فارسي تأخذ معنى األساس أو‬
‫القاعدة‪ ،‬أو اإلذف‪ ،‬أو الترخيص‪ ،‬فالدستور ىو القانوف األساسي الذي تبنى عميو‬
‫القوانيف األخرى"‪ ،‬أما مف حيث الشكؿ فالدستور يتمثؿ في وثيقة مكتوبة يتبع في‬
‫وضعيا وتعديميا إجراءات معينة تصدرىا ىيئة خاصة تختمؼ في تكوينيا وفي‬
‫اإلجراءات المتبعة أماميا عف السمطة التي تتولى وضع القوانيف العادية‪ ،‬ومف حيث‬
‫المواضيع التي ينظميا يمكف تعريؼ الدستور بأنو "مجموعة القواعد التي تبيف شكؿ‬
‫الدولة ونوع الحكـ فييا والسمطات العامة والعالقة بينيا والحقوؽ والحريات العامة‪". 1‬‬
‫وقد جعمت المدرسة التقميدية الحرية اليدؼ األساسي لمقانوف الدستوري‪ ،‬لذا اقترح‬
‫أمثاؿ‪Friedrich‬‬ ‫فقياء ىذه المدرسة وسائؿ كفيمة لتحقيؽ الحرية‪ ،‬ويذىب ىؤالء الفقياء‬
‫‪MirkineGuetzvitch‬‬ ‫الذي ألؼ كتاب " الديمقراطية الدستورية" سنة ‪ ،1958‬والفقيو‬
‫صاحب مؤلؼ " الدساتير األوروبية" سنة ‪ 1957‬إلى تعريؼ القانوف الدستوري عمى‬
‫أنو "فف صناعة الحرية وتنظيميا"‪.2‬‬
‫ففكرة القانوف الدستوري عند ىؤالء الفقياء تقتضي ضرورة احتراـ السمطة السياسية‬
‫لمحريات وتوجيييا بتنظيميا القانوني نحو حمايتيا‪ ،‬ولتدعيـ ىذا الرابط بيف القانوف‬
‫الدستوري والحرية استعاف الفقياء بالتاريخ الدستوري‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد رضا بف حماد‪ ،‬المبادئ األساسية لمقانوف الدستوري واألنظمة السياسية‪ ،‬مركز النشر‬
‫الجامعي‪ ،‬تونس‪ ،2006 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -2‬محمد رضا بف حماد‪ ،‬المبادئ األساسية لمقانوف الدستوري واألنظمة السياسية‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‬
‫‪.18‬‬

‫‪1‬‬
‫وفي الحقيقة األحكاـ الواردة في الدستور والمتعمقة بالشؽ االقتصادي تكرس األحكاـ‬
‫التي يجب أف تتوافر في بمد يريد بناء اقتصاد سوؽ اجتماعي‪ ،‬يستجيب بصفة كبيرة‬
‫لطمبات الخبراء االقتصادييف حيث سمح باالنتقاؿ مف وضعية كاف التطرؽ فييا‬
‫لممسائؿ االقتصادية ضمنيا إلى وضعية صريحة‪ ،‬أيف نص صراحة عمى تكريس‬
‫مجموعة مف الحريات االقتصادية مف بينيا حرية االستثمار‪ ،‬نظ ار لما واجيتو البيئة‬
‫االستثمارية الجزائرية وال تزاؿ تواجيو مف تحديات ومشاكؿ في إطار سياسات التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية التي تبنتيا الدولة الجزائرية‪ ،‬والقائمة عمى استغالؿ أقصى‬
‫حدود الموارد الطبيعية والثروات البيئية التي تتوفر عمييا مف أجؿ المحاؽ بركب التنمية‬
‫لمدوؿ المتقدمة‪ ،‬إال أف القائميف عمى تسيير الشأف العاـ و تحت ضغط تراجع فكرة‬
‫االقتصاد الموجو وتنامي فكرة اقتصاد السوؽ مف جية‪ ،‬وضرورة تنفيذ االلتزامات‬
‫الدولية الجزائرية ذات الصمة بموضوع االستثمارات مف جية أخرى‪ ،‬سرعاف ما أقروا‬
‫نظاـ قانوني تبمور شيئا فشيئا‪ ،‬ىذا النظاـ يتصؿ بتنظيـ وادارة وتكريس مظاىر حرية‬
‫االستثمار المختمفة‪ ،‬غير أف ىذا التوجو ظؿ محصو ار عمى مستوى التنظيـ التشريعي و‬
‫التن ظيمي دوف التنظيـ الدستوري الذي لـ يظير فيو ىذا التوجو بشكؿ صريح إلى‬
‫بموجب التعديؿ الدستوري لسنة ‪.2016‬‬
‫وكما ىو معموـ فميمة الدستور ليست إيجاد حموؿ لمشاكؿ أنية بؿ تحديد المبادئ‬
‫والقواعد الكبرى لممدى البعيد التي تبقى في حاجة إلى قوانيف لتدخؿ في تفاصيميا‬
‫وتوضيح تطبيقيا‪ ،‬ومف ثمة ىؿ تقرير حرية االستثمار دستوريا وارساء مجموعة مف‬
‫الضوابط واآلليات ‪ ،‬يعد تكريسا لمبدأ حرية االستثمار‪ ،‬أـ ىي بمثابة قيود تخفي تدخؿ‬
‫الدولة في القطاع؟‬
‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫يعد موضوع االستثمار موضوع الساعة‪ ،‬لمالو مف أىمية باعتباره أحد العناصر‬
‫األساسية لالستقرار السياسي‪ ،‬والتطور االقتصادي‪ ،‬ومف ثمة الرقي االجتماعي‪ ،‬ونظ ار‬
‫لقمة الدراسات القانونية المممة بالعممية االستثمارية بكافة جوانبيا‪ ،‬ومع أىمية ىذا‬
‫النشاط وفاعميتو في تحقيؽ التقدـ االقتصادي والتكنولوجي ارتأينا دراسة أحد جوانبيا‬

‫‪2‬‬
‫األساسية‪ ،‬أال وىو الجانب المتعمؽ بدستورية حرية االستثمار نظ ار العتباره أسمى نقطة‬
‫باليرـ القانوني‪ ،‬ومف ثمة الوقوؼ عمى أىـ النتائج المترتبة عمى االعتراؼ الدستوري‬
‫بيذه الحرية‪.‬‬
‫المنهج المتبع‪:‬‬
‫لدراسة أي موضوع عممي يتعيف عمى الباحث إتباع منيج معيف‪ ،‬والمنيج المتبع في‬
‫ىذه الدراسة ىو المنيج الوصفي‪ ،‬مع اعتماد بعض أساليب عموـ االجتماع المتمثمة في‬
‫اإلحصاء‪ ،‬وذلؾ إلبراز كيفية تدخؿ المشرع الجزائري لتجسيد حرية االستثمار عف‬
‫طريؽ تفعيؿ القواعد القانونية اإلجرائية والموضوعية ميدانيا كآلية لكفالة الحماية‬
‫القانونية والقضائية وكذا عرض وتحميؿ ومناقشة مختمؼ المواد القانونية المتعمقة‬
‫بالموضوع‪ ،‬مع تبني المنيج المقارف في بعض المواضيع بيف القانوف الجزائري باعتباره‬
‫موضوع البحث‪ ،‬وبيف القانوف المقارف مف خالؿ جمع المعمومات واألفكار ومقارنتيا‬
‫يبعضيا الستخالص أىـ األحكاـ المرتبطة بالموضوع‪.‬‬
‫وقد اعتمدنا عمى أسموب ‪ MLA‬االلكتروني في تحرير وتنظيـ ‪Bibliographie‬‬
‫الخاصة بالبحث موضوع الدراسة‪.‬‬
‫هيكل البحث‪:‬‬
‫وتماشيا مع اإلشكالية المطروحة والمناىج المتّبعة تـ معالجة موضوع الدراسة‬
‫باعتماد تقسيـ ثنائي يتضمف فصميف‪ ،‬ورد الفصؿ األوؿ تحت عنواف االعتراؼ بحرية‬
‫االستثمار وقد تناوؿ مبحثيف‪ ،‬ضمف المبحث األوؿ منو تـ التطرؽ إلبراز تجسيد مبدأ‬
‫حرية االستثمار وتكريسيا دستوريا وقانونيا‪ ،‬وضمف المبحث الثاني تـ توضيح كيفية‬
‫تدخؿ المشرع الجزائري مف أجؿ توفير ضمانات تكريس مظاىر حرية االستثمار‪.‬‬
‫أما الفصؿ الثاني تـ تخصيصو لدراسة ضوابط تنظيـ حرية االستثمار‪ ،‬مف خالؿ‬
‫مبحثيف‪ ،‬ويدرج في المبحث األوؿ القيود الواردة عمى مرحمة نشأة االستثمار‪ ،‬وفي‬
‫المبحث الثاني تمؾ القيود الناشئة أثناء مرحمة استغالؿ وتصفية االستثمار‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫االعتراف بحرية االستثمــــار‬
‫مر االعتراؼ بحرية االستثمار بالعديد مف المحطات التاريخية عمى مر سنيف تقدـ‬
‫الدولة الجزائرية مف االشتراكية إلى رأسمالية‪ ،‬وىو ما سنتطرؽ إليو مف خالؿ ىذا‬
‫الفصؿ مع التركيز عمى الدستور الحالي بالتعديالت التي مر بيا والتي توجت بنص‬
‫المادة ‪ 43‬مف التعديؿ الدستوري الجزائري لسنة ‪ 2016‬عمى‪":‬حرية االستثمار والتجارة‬
‫معترؼ بيا‪ ،‬وتمارس في إطار القانوف‪ ،‬تعمؿ الدولة عمى تحسيف مناخ األعماؿ‪،‬‬
‫وتشجيع عمى ازدىار المؤسسات دوف تمييز خدمة لمتنمية االقتصادية الوطنية‪ ،‬تكفؿ‬
‫الدولة ضبط السوؽ‪ ،‬ويحمي القانوف المستيمؾ‪ ،‬يمنع القانوف االحتكار والمنافسة غير‬
‫النزيية‪.1 ".‬‬
‫يكوف المشرع الجزائري بيذا النص قد كرس مبدأ عاـ يتمثؿ في مبدأ حرية‬
‫االستثمار‪ ،‬الذي يعتبر مبدأً حديث النشأة في الجزائر مقارنة مع الدوؿ المقارنة‪ ،‬كما‬
‫رسخ ضمانات إلعماؿ ىذا المبدأ في الفقرة الثانية بحث الدولة عمى العمؿ عمى‬
‫تحسيف مناخ األعماؿ‪ ،‬وتشجيع ازدىار المؤسسات دوف تمييز‪ ،‬وذلؾ خدمة لمتنمية‬
‫االقتصادية الوطنية‪ ،‬ومف ثمة تعيف تحديد التطور التاريخي ليذا المبدأ‪ ،‬وتحديد‬
‫الضمانات التي كفميا لو المشرع الجزائري في كنؼ اإلطار القانوني الذي حدده لو‪.‬‬

‫‪ - 1‬دستور الجميورية الجزائرية الشعبية‪ ،‬المصادؽ عميو في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر‪ ،1996‬المنشور‬


‫بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 438-96‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر‪ ،1996‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،76‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 08‬ديسمبر‪ ،1996‬المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ ‪ 03-02‬المؤرخ في ‪ ،2002-04-10‬ج ر‬
‫ج ج رقـ ‪ ،25‬المؤرخة في ‪ ،2002-04-14‬والقانوف رقـ ‪ 19-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-11-15‬ج‬
‫رج ج رقـ ‪ 63‬المؤرخة في ‪ ،2008-11-16‬والقانوف رقـ ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-03-06‬ج‬
‫رج ج رقـ ‪ 14‬المؤرخة في ‪.2016-03-07‬‬

‫‪4‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬
‫التنظيم الدستوري والقانوني لحرية االستثمار‬
‫يقتضي التطرؽ إلى التنظيـ الدستوري والقانوني في مختمؼ أشكالو اليرمية لحرية‬
‫االستثمار‪ ،‬التطرؽ إلى مختمؼ مراحؿ تطور تكريس ىذه الحرية ابتداء مف مراحؿ‬
‫التيميش‪ ،‬إلى غاية االعتراؼ صراحة بيا‪ ،‬وما ترتب عنيا مف إجراءات ومظاىر‬
‫لتكريس الفعمي والقانوني عمى أرض الواقع‪.‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫تكريس حرية االستثمار دستوريا‬
‫إف سعي الدولة الجزائرية إلى النيوض باالقتصاد الوطني‪ ،‬وتوفير مناخ االستثمار‬
‫المالئـ في الدولة‪ ،‬والمتمثؿ في‪ :‬مبدأ حرية االستثمار الذي تقتضي دراستو المرور‬
‫عمى مراحؿ تطوره التاريخي أوال‪ ،‬ومضموف ىذه الحرية ثانيا‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫التطور التاريخي لتجسيد حرية االستثمار‬
‫عمى اعتبار أف الوضع القانوني الجزائري في وضعو الحالي كاف وليد قوانيف‬
‫فرنسية‪ ،‬لتأثر المشرع الجزائري بالتشريع الفرنسي الذي حكـ المنظومة القانونية‬
‫الجزائرية في مرحمة سابقة‪ ،‬فقد مر التطور التاريخي لحرية االستثمار بعدة مراحؿ‪.‬‬
‫ومف ثمة وجب اإلشارة إلى أف فكرة حرية االستثمار ظيرت لسطح ألوؿ مرة‬
‫كعنصر مف عناصر مبدأ حرية التجارة والصناعة في فرنسا‪ ،1‬وذلؾ لتكريس حرية‬
‫الفرد في ممارسة أي نشاط تجاري أو صناعي أو حرفي يشاءه‪ ،‬وكذا حرية األشخاص‬
‫في إنشاء أي مؤسسة في مختمؼ المجاالت بشرط مراعاة قوانيف التجارة والضبط‬
‫االقتصادي‪ ،‬وعدـ تدخؿ الدولة مبدئيا في ممارسة النشاط االقتصادي الذي يشغؿ بو‬

‫‪ -1‬حافظي سعاد‪ ،‬التنظيـ الدستوري والقانوني لمحقوؽ والحريات األساسية في الجزائر واليات كفالتيا‪،‬‬
‫دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪.168‬‬

‫‪5‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫الخواص أصال‪ ،1‬ومف أىـ القوانيف الفرنسية التي جاءت لتقرير حرية التجارة والصناعة‬
‫نذكر منيا‪ :‬قانوف توجيو التجارة والصناعات التقميدية الصادر في ‪1973/12/27‬‬
‫حيث نصت المادة األولى منو‪" :‬إف الحرية والرغبة في إنشاء المؤسسات ىو أساس‬
‫‪2‬‬
‫النشاطات التجارية والحرفية ويجب أف تمارس في إطار منافسة واضحة‪".‬‬
‫وقد لحقت الدولة الجزائرية ركب القوانيف الفرنسية في تقرير ىذه الحرية في مرحمة‬
‫ما‪ ،‬بعد أف رفضتيا سابقا النتياجيا المنيج االشتراكي‪ ،‬ولتوضيح ىذه الفترات تـ تقسيـ‬
‫ىذا الفرع إلى جزئيتيف‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحمة ما قبل اإلصالحات االقتصادية‬
‫غداة االستقالؿ الجزائري‪ ،‬وضع المشرع الجزائري كأوؿ خطوة لو القانوف رقـ ‪-62‬‬
‫‪ 157‬المتضمف مواصمة العمؿ بالتشريع الفرنسي‪ ،3‬مع نصو بالمادة األولى منو عمى‬
‫عدـ سرياف مفعوؿ كؿ األحكاـ المتناقضة مع السيادة الوطنية‪ ،‬وباعتبار االشتراكية‬
‫مظير ليذه السيادة فإف المشرع الجزائري لـ يفكر في‬

‫‪ -1‬سمح في ىذا اإلطار مرسوـ ‪ ALLARD‬الصادر بيف ‪ 02‬و‪ 07‬مارس ‪ ،1791‬وبعض أحكاـ‬
‫القضاء الفرنسي بالتمييز بيف حريتي المبادرة والمنافسة‪ ،‬وبمقتضى ىذا المبدأ ال يجوز لمدولة المساس‬
‫بالمنافسة فال يجوز ليا ممارسة النشاطات االقتصادية والتجارية بصورة تفوؽ أو تحوؿ دوف المساواة‬
‫بيف المنافسيف ومف ثمة ال يمنع المرسوـ ممارسة النشاط االقتصادي مف قبؿ األشخاص العامة ما داـ‬
‫تدخميا لتحقيؽ المصمحة العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬عقوف عبد العالي‪ ،‬مبدأ حرية التجارة والصناعة في الجزائر ‪ -‬مشروع مذكرة مكممة مف متطمبات‬
‫نيؿ شيادة ماستر في الحقوؽ‪ ،‬تخصص قانوف األعماؿ‪ .‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫‪ 2017/2016‬ص ص ‪.10 ،9‬‬
‫‪ -3‬ألغي بموجب األمر رقـ ‪ 29-73‬المؤرخ في ‪ ،1973-0-05‬المتضمف الغاء القانوف رقـ ‪-62‬‬
‫‪ 157‬المؤرخ في ‪ ،1962-12-31‬الرامي الى التمديد‪ ،‬حتى اشعار أخر لمفعوؿ التشريع النافذ الى‬
‫غاية ‪ ،1962-12-31‬ج ر ج ج العدد ‪ ،62‬الصادرة في ‪.1973-08-03‬‬

‫‪6‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫خمؽ قواعد قانونية مف أصؿ ليبرالي مف ضمنيا حرية االستثمار‪.‬‬
‫فتدخمت الدولة الحتكار أىـ النشاطات االقتصادية النتياجيا المنيج االشتراكي في‬
‫المجاؿ االقتصادي‪ ،2‬فنصت المادة العاشرة مف دستور ‪ 31963‬عمى أف األىداؼ‬
‫األساسية لمجميورية الجزائرية تتمثؿ في تشييد مجتمع اشتراكي ومحاربة ظاىرة‬
‫استغالؿ اإلنساف ألخيو اإلنساف بكؿ أشكاليا‪ ،‬ومف ثمة فانتياج النظاـ االشتراكي‬
‫كأسموب لتسيير االقتصادي تعارض مع إقرار حرية االستثمار وىو ما أدى إلى طمسيا‬
‫‪5‬‬
‫في ىذه المرحمة‪ ،4‬إلى غاية صدور القانوف رقـ ‪ 277-63‬المتعمؽ باالستثمارات‬
‫لحاجة السوؽ الوطنية إلى رأس الماؿ األجنبي وضعؼ إمكانيات الدولة آنذاؾ‪ ،‬فمنحت‬
‫الحرية لكؿ شخص أجنبي لالستثمار حسب االتفاقيات االقتصادية لمدوؿ‪ ،‬وىو ما جسد‬
‫التعارض بيف القانوف المعموؿ بو والتوجو السياسي لدولة الجزائرية ما دفع السمطة‬
‫الحاكمة آنذاؾ إلى التراجع عف موقفيا بإصدار القانوف رقـ ‪ 284-66‬المتعمؽ‬
‫باالستثمارات‪ 6‬لتدارؾ ىذا التعارض بنص عمى عدـ انجاز االستثمارات الخاصة بحرية‬
‫مطمقة في الجزائر‪ ،‬حيث ترجع المبادرة في القطاعات الحيوية إلى الدولة والييئات‬

‫‪1- MENOUER MUSTAPHA, DROIT DE LA CONCURRENCE, EDITIONS BERTI,2013, P‬‬


‫‪34-35.‬‬
‫‪ - 2‬وساـ مالؾ‪ ،‬تطور الفكر االقتصادي ( الفكر االقتصادي االشتراكي بيف النظرية والتطبيؽ)‪،‬‬
‫الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المنيؿ المبناني‪ ،‬بيروت‪ ،2014 ،‬ص ‪.545‬‬
‫‪3- www.premier-minister.gov.dz, VISITE LE 24-05-2019 A 23 :00.‬‬
‫‪ -4‬المعز هلل صالح احمد محمد البالع‪ ،‬الحرية االقتصادية ومبدأ تدخؿ الدولة‪ ،‬بحث مقدـ في إطار‬
‫ممتقى دولي متعمؽ باالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الواقع‪ ،‬ورىانات المستقبؿ‪ ،‬بمعيد العموـ االقتصادية‪،‬‬
‫التجارية‪ ،‬وعموـ التسيير‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -5‬القانوف رقـ ‪ 277-63‬المؤرخ في ‪ ،1963-07-26‬المتعمؽ باالستثمارات‪ ،‬ج رج ج العدد ‪،53‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.1963-08-02‬‬
‫‪ -6‬القانوف رقـ ‪ 284-66‬المؤرخ في‪ ،1966-09-15‬المتعمؽ باالستثمارات‪ ،‬ج رج ج العدد ‪،84‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.1966-08-28‬‬

‫‪7‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫التابعة ليا‪ ،‬أما رأس الماؿ الوطني واألجنبي فيمكنو االستثمار في القطاعات األخرى‬
‫بشرط الحصوؿ عمى اعتماد مسبؽ مف السمطة اإلدارية المختصة‪.1‬‬
‫استمر موقؼ الدولة الجزائرية مف االعتراؼ بحرية االستثمار في مرحمة السبعينات‬
‫بتأكيدىا العمؿ بمبدأ توحيد تمويؿ االستثمارات لممؤسسة االشتراكية ذات الطابع‬
‫االقتصادي حسب نص المادة ‪ 05‬مف قانوف المالية لسنة ‪ ،21970‬مع التنصيص‬
‫عمى مجموعة مف الحريات في متف دستور سنة ‪ 31976‬دوف التطرؽ إلى حرية‬
‫االستثمار‪ ،‬فقد عرفت ىذه الفترة باالعتماد الكمي عمى المؤسسات العامة إلحداث‬
‫التنمية االقتصادية واحتكار الدولة النشاط االقتصادي‪ ،4‬فمـ تكتفي الدولة بإدارة قواعد‬
‫المعبة بضبط قواعد المنافسة فحسب‪ ،‬بؿ لعبت دو ار تدخميا وحمائيا تجمى في تقميصيا‬

‫‪ -1‬عقب توقيع اتفاقيات ايفياف‪ ،‬وصدور ميثاؽ طرابمس وميثاؽ الجزائر‪ ،‬ظيرت حساسية السمطة‬
‫اتجاه االستثمارات األجنبية‪ ،‬التي بمغت حد التخوؼ مف إمكانية تحوؿ ىذه االستثمارات إلى شكؿ‬
‫جديد مف أشكاؿ االستعمار‪ ،‬ولتفادي ذلؾ ارتأت السمطة القائمة آنذاؾ إخضاع المبادرات األجنبية‬
‫لقيود القانوف الداخمي‪ ،‬والذي تبنى موقؼ حذر تجاه كؿ ما ىو أجنبي‪ ،‬راجع في ذلؾ عجة الجياللي‪،‬‬
‫الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار – األنشطة العادية وقطاع المحروقات‪ ،-‬دار الخمدونية لمنشر‬
‫والتوزيع‪،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪ ،200‬والعيفا أويحي‪ ،‬النظاـ الدستوري الجزائري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الدار‬
‫العثمانية‪ ،2017 ،‬ص ص ‪ 35‬إلى ‪.69‬‬
‫‪2-‬األمر رقـ ‪ ،107-69‬المؤرخ في ‪ ،1969-12-01‬المتضمف قانوف المالية لسنة ‪ ،1970‬ج ر‬
‫ج ج العدد ‪ 110‬الصادرة بتاريخ ‪.1969-12-31‬‬
‫‪ -3‬دستور الجزائر لسنة ‪ ،1976‬الصادر بموجب األمر رقـ ‪ 96-76‬المؤرخ في ‪،1976-09-22‬‬
‫ج ر ج ج العدد ‪ ،94‬الصادرة بتاريخ ‪.1976-11-24‬‬
‫‪ -4‬سيطرت الدولة عمى جميع النشاطات والقطاعات التي يمنع عمى القطاع الخاص االستثمار فييا‪،‬‬
‫ويتعمؽ األمر باالحتكارات‪ :‬مثؿ احتكار التجارة الخارجية‪ ،‬واحتكار اإلنتاج والتسويؽ في القطاعات‬
‫اليامة كالمحروقات‪ ،‬استغالؿ المناجـ‪ ،‬المواد الغذائية‪ ،‬مواد البناء الحديد والصمب وكذلؾ قطاع‬
‫الخدمات كالنقؿ البحري والجوي‪ ،‬النقؿ بالسكؾ الحديدية‪ ،‬خدمات البنوؾ والتأمينات‪ ،‬واإلعالـ‬
‫واالتصاؿ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫لدور القطاع الخاص في تحقيؽ التنمية االقتصادية بمنعو مف التدخؿ في ممارسة‬


‫النشاطات االقتصادية الحيوية واإلستراتيجية لمدولة‪ ،‬ولـ تفتح أمامو سوى القطاعات‬
‫الثانوية التي ال تمثؿ أىمية بالنسبة لالقتصاد الوطني‪ ،‬إضافة إلى ما سبؽ أّخضعت‬
‫المؤسسة الخاصة لنظاـ صارـ وغير مألوؼ يتمثؿ في توقيؼ إنشاء المؤسسة عمى‬
‫إجراء االعتماد المسبؽ‪ ،‬وانشاء ىياكؿ إدارية لتأطير ومراقبة االستثمار الخاص‬
‫تحكميا الصرامة التي تتبمور في التشريعات والتنظيمات المختمفة الواجب احتراميا‪ ،‬كما‬
‫عمؿ المشرع عمى تقييد حجـ االستثمار الخاص الوطني مف حيث المبمغ المالي‬
‫لممشروع في حده األقصى بمبمغ ‪ 30‬مميوف دينار جزائري وفؽ القانوف رقـ ‪11/82‬‬
‫المتعمؽ باالستثمار االقتصادي الخاص الوطني‪ ،1‬وفي قانوف المالية لسنة ‪ 21985‬تـ‬
‫تحديد الحد األقصى لالستثمار بمبمغ ‪ 35‬مميوف دينار جزائري‪.‬‬
‫وما يؤكد اتجاه نية المشرع في ىذه المرحمة إلى رفض تكريس حرية االستثمار عمى‬
‫أرض الواقع استصدار قانوف ينظـ أسعار المنتجات الصناعية والزراعية وجميع‬
‫الخدمات عف طريؽ مقررات متخذة بمرسوـ أو قرار وزاري‪ ،3‬بطريقة لـ تترؾ تحديد‬
‫ىذه العممية لقاعدة العرض والطمب وىو ما يقيد حرية المستثمريف بتقييد المنافسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحمة ما بعد اإلصالحات االقتصادية‬
‫وبعد األزمة االقتصادية التي عرفتيا الجزائر سنة ‪ 1986‬نتيجة ضعؼ مداخيؿ‬
‫الدولة مف العممة الصعبة‪ ،‬عمى اثر انخفاض سعر النفط‪ ،‬إضافة إلى أسباب أخرى‬
‫منيا فشؿ نظاـ االقتصاد المشترؾ‪ ،‬تراكـ المديونية‪ ،‬االعتماد الكمي عمى القطاع العاـ‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ 11-82‬المؤرخ في ‪ ،1982-08-21‬المتعمؽ باالستثمار االقتصادي الخاص‬


‫الوطني‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،34‬الصادرة في ‪.1982-08-24‬‬
‫‪ - 2‬القانوف رقـ ‪ 21-84‬المؤرخ في ‪ ،1984-12-24‬المتضمف قانوف المالية لسنة ‪ ،،1985‬ج رج‬
‫ج عدد ‪ 72‬الصادرة ‪.1984-12-31‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ 37-75‬المؤرخ في ‪ ،1975-04-29‬المتعمؽ باألسعار وقمع المخالفات الخاصة‬
‫بتنظيـ األسعار‪ ،‬ج رج ج العدد ‪ ،38‬المؤرخة في ‪.1975-05-13‬‬

‫‪9‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫وتيميش المبادرة الخاصة‪ ،‬انعكس ىذا الوضع سمبا عمى االقتصاد الوطني‪ ،‬ما دفع‬
‫السمطات العامة إلى إعادة النظر في طبيعة القواعد القانونية التي برز فشميا في‬
‫التنظيـ االقتصادي الوطني‪ ،‬فشرعت ابتداء مف عاـ ‪ 1988‬باإلصالحات االقتصادية‬
‫في إطار منظومة قانونية تعطي حرية أكثر لممبادرة الخاصة‪ ،‬وتكرس االنسحاب‬
‫عترؼ لو‬
‫التدريجي لدولة مف الحقؿ االقتصادي وفتح المجاؿ لالستثمار الخاص واال ا‬
‫ستثمارت رقـ ‪25/88‬‬
‫ا‬ ‫بحرية التجارة والصناعة كمبدأ‪ ،‬وىو ما تجسد في قانوف اال‬
‫المتعمؽ بتوجيو االستثمارات الخاصة الوطنية‪ 1‬الذي اعترؼ بدور القطاع الخاص‬
‫الوطني في عممية التنمية‪ ،‬وفتح أمامو العديد مف النشاطات االقتصادية‪ ،‬إال أف تـ‬
‫إلغاؤه بموجب المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 12/93‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ 2‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 03‬منو عمى انو تنجز االستثمارات بكؿ حرية مع مراعاة التشريع والتنظيـ‬
‫المتعمقيف باألنشطة المقننة‪ ،‬ويتضح مف ىذا النص أف الدولة لـ تحفظ إال بعض‬
‫القطاعات الحيوية التي تشبو لحد بعيد القطاعات المحتكرة مف طرؼ بعض الدوؿ‬
‫الرأسمالية‪.‬‬
‫وتعزي از لمبنية التحتية لحرية االستثمار ومكانة القطاع الخاص أزاؿ دستور سنة‬
‫‪ 31989‬تنظيـ الممكية الخاصة مف خالؿ نص المادة ‪ 49‬منو بعدـ تفرقة المشرع بيف‬
‫الممكية الخاصة القانونية والممكية الخاصة غير القانونية التي تندرج في إطار استغالؿ‬
‫اإلنساف ألخيو اإلنساف‪ ،‬وأضفى حماية دستورية عمى الممكية الخاصة تتجمى في‬
‫إضفاء الطابع االستثنائي عمى إجراء نزع الممكية الذي اشترط القانوف أال يتـ إال‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ 25/88‬المؤرخ في ‪ ،1988-07-12‬المتعمؽ بتوجيو االستثمارات الخاصة الوطنية‪،‬‬


‫ج ر ج ج عدد ‪ ،28‬المؤرخة في ‪.1988-07-13‬‬
‫‪ -2‬المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 12-93‬الممضي في ‪ ،1993-10-05‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج عدد ‪ ،64‬المؤرخة في ‪.1993-10-10‬‬
‫‪ -3‬العيفاأويحي‪ ،‬النظاـ الدستوري الجزائري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪10‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫بموجب نص قانوني حسب نص المادة ‪ 20‬مف الدستور سابؽ الذكر ىذا مف جية‪،‬‬
‫ومف جية ثانية تجاىؿ النص عمى إجراء التأميـ المذكور سابقا‪.1‬‬
‫وإلثراء الترسانة القانونية المنظمة لموضوع االستثمار صدر قانوف النقد والقرض رقـ‬
‫‪ 210-90‬الذي كرس المنافسة في قطاع البنوؾ وألغى القيود القانونية المتعمقة بتحديد‬
‫مجاؿ تدخؿ رأس الماؿ األجنبي مع إقرار امتيازات تتعمؽ بالتحويالت المالية‪ ،‬كما أقر‬
‫مجموعة مف المبادئ يقوـ عمييا االستثمار األجنبي يمكف إجماليا في‪ :‬مبدأ حرية‬
‫الصناعة والتجارة‪ ،‬مبدأ التمييز بيف المقيـ وغير المقيـ‪ ،‬ومبدأ عدـ التمييز بيف‬
‫المستثمر الوطني واألجنبي‪ ،3‬مبدأ تبعية االستثمار لمسياسة النقدية والمالية لمبنؾ‪،4‬‬
‫ليكوف بذلؾ التكريس الفعمي لحرية االستثمار في القانوف الجزائري ألوؿ مرة‪ ،‬إال أف‬
‫ىذا التقدـ والتطور في إرساء معالـ االستثمار عرفت نوع مف الركود والتباطؤ بإعالف‬
‫حالة الطوارئ بإقميـ الجزائري بموجب المرسوـ رقـ ‪ 44-92‬الصادر عف رئيس‬
‫المجمس األعمى لمدولة‪ ،5‬وبقي الحاؿ عمى ما ىو عميو لحيف صدور دستور سنة‬
‫‪61996‬الذي نص في المادة ‪ 37‬منو عمى أف‪":‬حرية التجارة والصناعة مضمونة‬

‫‪ -1‬عجة جياللي‪ ،‬الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪ 351‬الى‪353‬‬
‫‪ -2‬القانوف رقـ ‪ 10-90‬المؤرخ في ‪ ،1990-04-14‬يتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪16‬‬
‫الصادر في ‪ ،1990-04-18‬المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر المواد مف ‪ 181‬إلى ‪ 186‬مف القانوف رقـ ‪ 10-90‬المؤرخ في ‪،1990-04-14‬‬
‫المتضمف قانوف النقد والقرض‪،‬المرجع نفسو‪ ،‬والمادة ‪ 02‬مف النظاـ رقـ ‪ 03-90‬المؤرخ في ‪-08‬‬
‫‪ ،1990-09‬المحدد لشروط تحويؿ األمواؿ إلى الجزائر لتمويؿ النشاطات االقتصادية واعادة تحويميا‬
‫إلى الخارج ومداخيميا‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،45‬الصادرة في ‪.1990-10-24‬‬
‫‪ - 4‬عجة الجياللي‪ ،‬الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪432‬‬
‫الى‪.442‬‬
‫‪ -5‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 44-92‬المؤرخ في ‪ 1992-02-09‬الصادر عف رئيس المجمس األعمى‬
‫لمدولة المتضمف إعالف حالة الطوارئ‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،10‬الصادرة في ‪.1992-02-09‬‬
‫‪ -6‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫وتمارس في إطار القانوف"‪ ،‬والذي يعتبر تأكيدا عمى تبني الجزائر اقتصاد السوؽ‬
‫الحر‪ ،‬واتجاه المشرع الجزائري نحو تكريس النصوص القانونية ذات الطابع الميبرالي‬
‫باستصدار األمر رقـ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار المعدؿ الحقا باألمر رقـ‬
‫‪ ، 08-06‬وغيرىا مف القوانيف األخرى ذات الصمة باالستثمار التي سنتطرؽ إلى‬
‫معظميا في الجزئيات الالحقة مف بحثنا الدراسي‪ ،‬كما حوؿ دور الدولة الجزائرية مف‬
‫دولة متدخمة إلى دولة ضابطة فقط عف طريؽ تحديدىا لقواعد المعبة وترؾ المجاؿ‬
‫لممنافسة مفتوحا‪ ،‬ولـ يكتؼ المشرع الجزائري بتوسيع مجاؿ التدخؿ لفائدة القطاع‬
‫الخاص فحسب بؿ شرع في التقميص مف حجـ القطاع العاـ االقتصادي وذلؾ‬
‫بخصوص المؤسسات العمومية االقتصادية ويظير ذلؾ مف خالؿ المادة ‪ 122‬مف‬
‫دستور سنة ‪ 1996‬سابؽ الذكر‪.1‬‬
‫وقد سبؽ لمجمس الدولة الجزائري أف اعتبر حرية التجارة والصناعة حرية أساسية‬
‫قبؿ صدور قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية في ق ارره الصادر بتاريخ ‪2000/04/24‬‬
‫‪2‬في قضية محافظ بنؾ الجزائر ضد يونيف بنؾ رقـ ‪ 001496‬وجاء في حيثياتو حوؿ‬
‫حرية الصناعة والتجارة أف رئيس مجمس الدولة عندما الحظ المساس الغير مسبب‬
‫بالنشاط اليومي ليونيف بنؾ قد حافظ عمى الحرية األساسية لمتجارة والصناعة كما ينص‬
‫عميو دستور سنة ‪ 1996‬في المادة رقـ ‪،37‬أف ىذا المساس بحرية أساسية مضمونة‬
‫مف طرؼ الدستور بقرار غير مسبب وبالتالي مخالؼ لممبادئ العامة‪ ،‬والسمطة‬
‫القضائية ىي حامية الحقوؽ والحريات األساسية وىو ما نصت عميو المادة ‪ 139‬مف‬

‫‪ -1‬عقوف عبد العالي‪ .‬مبدأ حرية التجارة والصناعة في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬قرار مجمس الدولة ‪ 2000-04-24‬قضية محافظ بنؾ الجزائر ضد يونيف بنؾ ممؼ رقـ‬
‫‪ 001496‬نقال عف غني أمينة قضاء االستعجاؿ في المواد اإلدارية دار ىومة لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع الجزائر ‪ 2014‬ص ‪.110‬‬

‫‪12‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫دستور سنة ‪ ":1996‬تحمي السمطة القضائية المجتمع والحريات وتضمف لمجميع ولكؿ‬
‫‪1‬‬
‫واحد المحافظة عمى حقوقيـ األساسية"‪.‬‬
‫بعد أف ظؿ موقؼ المؤسس الدستوري محصو ار في اإلشارة بصفة ضمنية إلى حرية‬
‫االستثمار خرج عف ىذا اإلطار واعترؼ صراحة بمبدأ حرية االستثمار والتجارة في‬
‫ظؿ التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2016‬مف خالؿ نص المادة ‪ ،243‬إال انو لـ يقرره عمى‬
‫إطالقو بحصر نطاؽ إقرارىا وتنفيذىا في إطار القانوف‪.‬‬
‫وقد وجو الدستور الجزائري في نص المادة السابقة الذكر في إطار تجسيد حرية‬
‫االستثمار فعميا‪ ،‬الدولة عمى العمؿ عمى تحسيف مناخ األعماؿ‪ ،‬وتشجيع عمى ازدىار‬
‫المؤسسات دوف تمييز‪ ،‬وىو ما تجسد في القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية‬
‫االستثمار‪ 3‬الذي نظـ مف خاللو المشرع الجزائري مجاؿ االستثمارات وعمؿ عمى إرساء‬
‫مبادئ المساواة بيف المستثمر األجنبي والوطني‪ ،‬كما صدرت عديد مف القوانيف في‬
‫إطار تفعيؿ تكريس مبادئ اقتصاد السوؽ التي تضمنت مبدأ حرية االستثمار‪ ،‬فكفمت‬
‫الدولة ضبط السوؽ‪ ،‬وحماية المستيمكيف‪ ،‬بمنع االحتكار والمنافسة غير النزيية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫محتوى تكريس حرية االستثمار في الدستور‬
‫حتى نتمكف مف فيـ موضوع الدراسة بشكؿ واضح ودقيؽ تعيف عمينا الوقوؼ عمى‬
‫مفيوـ مصطمح حرية االستثمار‪ ،‬وذلؾ بتبياف جوانب االختالؼ بيف الصياغة القديمة‬
‫لدستور سنة ‪ 41996‬الذي نص عمى أف‪ ":‬حرية الصناعة والتجارة مضمونة وتمارس‬

‫‪ -1‬عجابي عماد‪” .‬تكريس مبدأ حرية التجارة والصناعة في الج ازئر‪ ”.‬مجمة الباحث لمدراسات‬
‫األكاديمية‪ /‬العدد الرابع (ديسمبر ‪ )2014‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -2‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫‪ ،46‬الصادرة في ‪.2016-08-03‬‬
‫‪ -4‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫في إطار القانوف‪ ،".‬بينما في التعديؿ الجديد نص عمى أف‪ ":‬حرية االستثمار والتجارة‬
‫معترؼ بيا وتمارس في إطار القانوف"‪.‬‬
‫إف اعتبار الحرية مضمونة يجعميا مؤكدة وفي المتناوؿ‪ ،‬والشيء المضموف ىو‬
‫المكفوؿ‪ ،‬والمعترؼ بو أي أنيا مقر بيا‪ ،‬ومدلؿ عمييا‪ ،‬ومرشد بيا‪ ،‬فضماف الحرية‬
‫أقوى مف االعتراؼ بيا‪ ،‬وىو ما يجعؿ الصياغة القديمة أشمؿ وأضمف مف حيث‬
‫وجوب ضماف توفير الشيء‪ ،‬فاالعتراؼ بو يعني االعتراؼ بوجوده دوف اإللزاـ‬
‫بضمانو‪ ،‬وىو ما أكدتو صياغة المشرع في أغمب المواد القانونية في الفصؿ الرابع‬
‫المتعمؽ بالحقوؽ والحريات‪ ،‬فنص عمى ضماف أىـ حقوؽ وحريات الفرد في حيف‬
‫اعترؼ واقر ببعض الحريات األخرى‪ ،‬ما جعؿ الصياغة تختمؼ بيف ىاتو وتمؾ فكانت‬
‫صفة اإللزاـ ووقع مصطمحات األولى أقوى مف الثانية مف الناحية القانونية‪ ،‬ومف أمثمة‬
‫الحقوؽ والحريات التي ضمنيا المشرع الجزائري في الدستور في نسختو المعدلة لسنة‬
‫‪ :2016‬الحريات األساسية وحقوؽ اإلنساف والمواطف في نص المادة ‪ 38‬مف‬
‫الدستور‪ ،1‬وضمف عدـ انتياؾ حرمة المسكف في المادة ‪ ،47‬والحؽ في إنشاء‬
‫الجمعيات في مادتو رقـ ‪ ،54‬والممكية الخاصة في المادة ‪ 64‬منو‪.‬‬
‫وباالعتراؼ بحرية االستثمار في الدستور يكوف المشرع الدستوري وفؽ ما سبؽ‬
‫طرحو قد أقر بمبدأ دستوري يحكـ االستثمارات يتمثؿ في مبدأ حرية االستثمارات‪،‬‬
‫وعمى الرغـ مف أف المشرع الدستوري اعترؼ فقط بيذا المبدأ إال أنو رجع وأكسبو‬
‫مكانة أصيمة وثابتة في المنظومة القانونية الجزائرية المتعمقة بتنظيـ االستثمارات بنص‬
‫المادة ‪ 04‬مف األمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ 2‬الذي نص صراحة عمى‬
‫إنجاز االستثمارات في حرية‪ ،‬إال أف ىذا الموقؼ لـ يستمر في القانوف رقـ ‪09-16‬‬

‫‪ -1‬الدستور الجزائري لمجميورية الشعبية الجزائرية‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 2001-08-20‬المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪47‬‬
‫المؤرخة بتاريخ ‪ ،2001-08-02‬المعدؿ والمتمـ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫المتعمؽ بترقية االستثمار‪1‬الذي ألغى أحكاـ األمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير‬


‫االستثمار‪ ،‬دوف اإلشارة بصفة صريحة إلى ىذا المبدأ ضمف نصوصو وانما تـ تكريسو‬
‫ضمنيا مف خالؿ أحكامو‪.‬‬
‫انطالقا مما سبؽ ىؿ يعتبر المشرع الجزائري قد تراجع في موقفو مف حرية‬
‫االستثمار‪ ،‬وذلؾ العترافو بيذه الحرية فقط في التعديؿ الدستوري لسنة ‪ ،2016‬في‬
‫حيف ضمنيا في إطار الدستور الحالي قبؿ تعديؿ سنة ‪ 2016‬عمى اعتبار أف حرية‬
‫االستثمار كانت تعد جزءا مف حرية الصناعة‪ ،‬أـ يعتبر قد أخذ وثبة نوعية جديدة فيما‬
‫يخص ىذه الحرية باإلشارة إلييا بصفة صريحة مباشرة‪ ،‬حسب رأينا فإف حرية‬
‫االستثمار تعد ج أز مف حرية صناعة التي ليا مفيوـ أوسع وأشمؿ مف كممة االستثمار‪،‬‬
‫إ ال أف المشرع الجزائري بتدقيقو لممصطمحات في التعديؿ الدستوري لسنة ‪ 2016‬عمؿ‬
‫حسنا وذلؾ لتوضيح المفاىيـ والحؤوؿ دوف قياـ أي جدؿ حوؿ شموؿ حرية الصناعة‬
‫لحرية االستثمار مف عدمو‪ ،‬إال انو أنقص وتراجع عف مصطمح أشمؿ وأضمف لتكريس‬
‫الفعمي لحرية االستثمار باعترافو بيا فقط دوف ضمانيا‪ ،‬عمى الرغـ مف محاولتو تكريس‬
‫مبدأ حرية االستثمار مف خالؿ جوانب عدة منيا تبني‪ ، :‬مبدأ المساواة في المعاممة‪،‬‬
‫وارساء حرية المبادرة وتحرير قطاع التجارة الخارجية بموجب نص المادة ‪ 02‬مف‬
‫األمر رقـ ‪ 04-03‬المتعمؽ بالقواعد العامة المطبقة عمى عمميات استيراد البضائع‬
‫وتصديرىا‪ 2‬والمعدؿ سنة ‪.2015‬‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ 04-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-07-19‬المتعمؽ بالقواعد العامة المطبقة عمى عمميات‬
‫استيراد البضائع وتصديرىا‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،43‬الصادرة في ‪ ،2003-07-20‬المعدؿ والمتمـ‬
‫بموجب القانوف رقـ ‪ 15-15‬المؤرخ في ‪ ،2015-07-15‬ج ر ج ج العدد ‪ 43‬الصادرة في ‪-12‬‬
‫‪.2015-08‬‬

‫‪15‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫وقد حدد المشرع الجزائري مجاؿ تطبيؽ ىذا المبدأ مف حيث الزماف وموضوع‬
‫االستثمار وأشخاصو‪ ،‬بحيث نص القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪1‬عمى‬
‫حصر تطبيقو عمى المستقبؿ فقط دوف أف يكوف تطبيقو بأثر رجعي كما كاف عميو‬
‫الحاؿ في نص المادة ‪ 45‬مف المرسوـ التشريعي رقـ ‪ ،212-93‬فقد أقر بذلؾ ما‬
‫يسمى باالستقرار التشريعي بنص و عمى احتفاظ المستثمر بالحقوؽ المكتسبة فيما يخص‬
‫المزايا والحقوؽ األخرى التي استفاد منيا بموجب التشريعات السابقة لمقانوف رقـ ‪-16‬‬
‫‪ 09‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬والتي أنشأت تدابير لتشجيع االستثمارات‪ ،‬وكذا مجموع‬
‫‪3‬‬
‫النصوص الالحقة‪ ،‬خاضعة ليذه القوانيف إلى غاية انقضاء مدة ىذه المزايا‪.‬‬
‫أما مف حيث موضوع مبدأ حرية االستثمار فقد حصرتو المادة ‪ 02‬مف القانوف رقـ‬
‫‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ 4‬بتحديدىا لممقصود مف االستثمار في‪:‬‬
‫‪ -‬اقتناء أصوؿ تندرج في إطار استحداث نشاطات جديدة‪ ،‬وتوسيع قدرات اإلنتاج‬
‫و‪/‬أو إعادة التأىيؿ‪،‬‬
‫‪ -‬المساىمات في رأسماؿ شركة‪.‬‬
‫كما عممت عمى تقييد انجاز ىذه االستثمارات بأحكاـ القانوف المتعمؽ بترقية‬
‫االستثمار والقوانيف والتنظيمات المعموؿ بيا‪ ،‬ال سيما تمؾ المتعمقة بحماية البيئة‬
‫وبالنشاطات والميف المقننة‪ ،‬وبصفة عامة بممارسة النشاطات االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬نصت المادة عمى‪ ":‬يمكف لالستثمارات الجاري انجازىا عند صدور ىذا المرسوـ التشريعي أف‬
‫تستفيد بأحكامو‪ .‬كما يمكف لالستثمارات التي شرع في استغالليا في غضوف السنوات الخمس السابقة‬
‫لصدور ىذا المرسوـ التشريعي اف تستفيد مف أحكامو وتكوف االستثمارات المنصوص عمييا في‬
‫المقطعيف السابقيف موضوع طمب يقدـ طبقا لممواد مف ‪ 03‬إلى ‪ 11‬أعاله‪."...‬‬
‫‪ -3‬بوريحاف مراد‪ ،‬مذكرة بعنواف مكانة مبدأ حرية االستثمار في القانوف الجزائري‪ ،‬لمحصوؿ عمى‬
‫شيادة الماجستير في القانوف‪ ،‬تخصص الييئات العمومية والحوكمة‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪،‬‬
‫بجاية‪ ،2015-2014 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -4‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫وقد حدد القانوف المتعمؽ بترقية االستثمار األشخاص المعنييف بمبدأ حرية االستثمار‬
‫باالعتماد عمى معيار الجنسية بصفة أساسية فصنفيـ إلى مستثمر أجنبي ووطني وقسـ‬
‫ىذا األخير إلى مستثمر وطني خاص وعمومي‪ ،‬فيو يخاطب كؿ األعواف‬
‫االقتصادييف بشتى أنواعيـ وفي كؿ النشاطات االقتصادية والتجارية مف إنتاج‪ ،‬توزيع‪،‬‬
‫تسويؽ وخدمات‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫المظاهر القانونية لتكريس حرية االستثمار‬
‫تختمؼ وجيات نظر التشريعات بخصوص حرية االستثمار‪ ،‬باختالؼ السياسة‬
‫المتبعة مف طرؼ الدولة المضيفة صاحبة التشريع‪ ،‬والمشرع الجزائري قد سار عمى‬
‫ركب التشريعات المختمفة في مجاؿ االستثمارات وعمؿ عمى تكريس حرية االستثمارات‬
‫بسنو لقوانيف وتنظيمات عممت عمى بمورة مظاىر ىذا التكريس مف خالؿ تسييؿ‬
‫اإلجراءات المتعمقة بإنجاز االستثمارات‪ ،‬وايجاد ىيئات تعمؿ عمى تطوير وترقية‬
‫االستثمارات داخؿ الدولة الجزائرية لجذب المستثمريف‪ ،‬وىو ما سنعرضو مف خالؿ ىذا‬
‫المطمب كاألتي‪:‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫تسهيل اإلجراءات‬
‫تختمؼ وجيات نظر التشريعات بخصوص حرية االستثمار‪ ،‬نظ ار الختالؼ السياسة‬
‫المتبعة مف طرؼ الدولة المضيفة صاحبة التشريع‪ ،‬فنص المشرع المصري مف خالؿ‬
‫قانوف ضمانات وحوافز االستثمار والئحتو التنفيذية عمى عدة تحفيزات تساعد عمى‬
‫تكريس االستثمار في عمميات الخوصصة بكؿ حرية‪ ،‬وذلؾ واضح مف خالؿ المادة‬
‫‪ 09‬مف ىذا القانوف‪ 1‬عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬التي نصت عمى أنو‪" :‬ال يجوز تأميـ‬
‫الشركات أو مصادرتيا"‪.‬‬

‫‪ - 1‬قانوف رقـ ‪ 08‬لسنة ‪ ،1997‬المتضمف قانوف ضمانات وحوافز االستثمار والئحتو التنفيذية‬
‫‪WWW.INCOMETAX.GOV.EG‬‬

‫‪17‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫كما نجد المشرع التونسي ومف خالؿ الفصؿ الثاني مف قانوف عدد ‪ 120‬لسنة‬
‫‪ 1993‬المتعمؽ بإصدار مجمة تشجيع االستثمار‪ 1‬كرس عدة مؤشرات تدؿ عمى حرية‬
‫االستثمار الخاص‪ ،‬منيا‪ :‬النص عمى أف تنجز االستثمارات المشار إلييا بالفصؿ‬
‫األوؿ مف ىذه المجمة بحرية شريطة االستجابة لمشروط الخاصة بتعاطي ىذه األنشطة‬
‫وفقا لمتشريع والترتيب الجاري بو العمؿ‪.‬‬
‫والمشرع الجزائري قد سار عمى ركب التشريعات المختمفة في مجاؿ االستثمارات‬
‫وعمؿ عمى تكريس حرية االستثمارات بسنو لقوانيف وتنظيمات عممت عمى محاولة بمورة‬
‫مظاىر ىذا التكريس مف خالؿ تسييؿ اإلجراءات المتعمقة بإنجاز االستثمارات‪ ،‬وايجاد‬
‫ىيئات تعمؿ عمى تطوير وترقية االستثمارات داخؿ الدولة الجزائرية لجذب المستثمريف‪،‬‬
‫وىو ما سنعرضو كاألتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تبسيط إجراءات قبول االستثمارات‬


‫كوسيمة لمعمؿ عمى تبسيط إجراءات تجسيد المشروع االستثماري نص المشرع‬
‫الجزائري في القانوف رقـ ‪ 09-16‬عمى اكتفاء الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار بتمقي‬
‫طمب تسجيؿ مف المستثمر وتقييده في سجؿ خاص‪ ،‬والذي يتضمف معمومات تتعمؽ‬
‫بالمستثمر وجنسيتو وبطبيعة االستثمار ومجاؿ النشاط سواء صناعي أو خدمات‪،‬‬
‫تحديد الموقع‪ ،‬مناصب الشغؿ التي سوؼ يتـ إحداثيا‪ ،‬التكنولوجيا المزمع استعماليا‪،‬‬
‫وكذا مخططات االستثمار والتقويـ المالي لممشروع‪ ،‬المدة التقديرية إلنجاز المشروع‪،‬‬
‫واذا تعمؽ األمر ب النشاطات المقننة يتعيف عمى المستثمر أف يرفؽ بممفو ترخيص الجية‬
‫المختصة‪.‬‬
‫في حيف أنو في ظؿ القوانيف السابقة لمقانوف سابؽ الذكر نص عمى التصريح أماـ‬
‫الوكالة المذكورة كإجراء أولي سابؽ عمى الشروع في االستثمار‪.‬‬

‫‪1- WWW.EMPLOI.NAT.TN/UPLOAD/DOCS/CODE.PDF‬‬

‫‪18‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫نالحظ أف المشرع الجزائري خفؼ مف حدة اإلجراءات التي يتعيف عمى المستثمر‬
‫المرور بيا النجاز مشروعو االستثماري بقصره اإلجراءات عمى التسجيؿ أماـ الوكالة‬
‫سابقة الذكر إال انو في ذات الوقت لـ يمغي تقييده عمييا لترتيبو جزاء عمى عدـ‬
‫التسجيؿ المتمثؿ في الحصوؿ عمى المزايا المقررة قانونا إلعانة المستثمر في إنجاز‬
‫استثماره‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القضاء عمى التعقيدات اإلدارية‬


‫المقصود مف القضاء عمى التعقيدات اإلدارية التي يمر بيا انجاز المشروع‬
‫االستثماري ىو تبسيط إجراءات تسجيؿ وانجاز االستثمار‪ ،‬وقد سعى المشرع الجزائري‬
‫لموصوؿ إلى ذلؾ باعتماد ىياكؿ محمية لموكالة منظمة في شكؿ شباؾ وحيد المركزي‬
‫ينشأ عمى مستوى كؿ والية تطبيقا ألحكاـ نص المادة ‪ ،121‬فيقدـ ممثؿ الوكالة‬
‫الوطنية لتطوير االستثمار عمى المستوى الوالئي لممستثمريف جميع المعمومات التي‬
‫تتعمؽ بشروط االستثمار و يتمقى ويسجؿ التصاريح بمشاريع االستثمار ويسمـ شيادات‬
‫التسجيؿ‪.‬‬
‫كما سعى إلى تبسيط اإلجراءات الجبائية بتمكيف المستثمر مف االطالع عمى جميع‬
‫المعمومات المتعمقة بالجانب الضريبي عف طريؽ ممثؿ إدارة الضرائب‪ ،‬كما يسمـ‬
‫لممستثمر خالؿ ثمانية أياـ شيادة الوضعية الجبائية‪ ،‬والتصريح بالوجود‪ ،‬وبطاقة‬
‫التسجيؿ الجبائي‪ ،‬وىو ما يتـ عمى مستوى إدارة الجمارؾ كذلؾ‪ ،‬حيث يتولى ممثؿ‬
‫إدارة الجمارؾ تسميـ الوثائؽ المثبتة لدفع الحقوؽ والرسوـ الجمركية مع إتماـ إجراءات‬
‫التجارة الخارجية و تنفيذ قرار منح المزايا‪.‬‬

‫‪ -1‬المعدلة بموجب المادة ‪ 07‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 100-17‬المؤرخ في ‪2017-03-05‬‬


‫المعدؿ والمتمـ لممرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ 2006-10-09‬والمتضمف صالحيات‬
‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار وتنظيميا وسيرىا‪ ،‬ج رج ج عدد ‪ 16‬الصادرة بتاريخ ‪-03-08‬‬
‫‪.2017‬‬

‫‪19‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫ويعمؿ ممثؿ الييئة المكمفة بالعقار الموجو لالستثمار عمى إعالـ المستثمر بما يتوفر‬
‫لدى الييئة مف عقارات وبنايات مف شأنيا أف تستقبؿ المشروع االستثماري‪ ،‬ويسممو إف‬
‫قرر الحجز‪ ،‬ويجب أف يحرر عقد الممكية أو قرار‬
‫اقتضى األمر خالؿ ثمانية أياـ ا‬
‫االمتياز خالؿ الثالثيف يوما الموالية لقرار الحجز‪ ،‬ويساعد ممثؿ إدارة التعمير‬
‫المستثمر في إتماـ الشكميات المرتبطة بالحصوؿ عمى رخص البناء‪.‬‬
‫وقد وفؽ المشرع الجزائري في تخفيؼ العبء عمى المستثمر إلى حد ما بالعمؿ عمى‬
‫تطبيؽ سياسة تقريب اإلدارة مف المواطف‪ ،‬في حيف كاف باإلمكاف العمؿ عمى تقميص‬
‫المجوء إلى ىذه الجيات بشكؿ أوسع بمواكبة الجيؿ اإللكتروني بالعمؿ عمى‬

‫ثالثا‪:‬التقميص من آجال الرد‬


‫باستقراء القوانيف المتعاقبة المنظمة لموضوع االستثمار‪ ،‬نالحظ أنيا حاولت عمى‬
‫مر التعديالت التي عرفتيا ضماف تجسيد المشاريع االستثمارية بأقؿ تكمفة وأسرع وقت‬
‫ممكف ضمانا لحقوؽ المستثمريف وتشجيعيـ عمى االستثمار في الجزائر‪ ،‬وليذا الغرض‬
‫نالحظ تقمص أجاؿ رد الوكالة بشأف طمب االمتيازات ‪،‬فبعد أف كاف في ظؿ األمر رقـ‬
‫‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار الصادر سنة ‪ 2001‬محدد بثالثيف يوما ابتداء مف‬
‫تاريخ إيداع الطالب‪ ،‬أصبحت اآلجاؿ بصدور األمر رقـ ‪ ،108-06‬اثناف وسبعوف‬
‫ساعة لتسميـ المقرر المتعمؽ بالمزايا الخاصة باإلنجاز وعشرة أياـ لتسميـ المقرر‬
‫المتعمؽ بالمزايا الخاصة وذلؾ ابتداء مف تاريخ إيداع طمب االستفادة مف المزايا‪ ،‬ليمغى‬
‫األجؿ في القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار لتصبح االستفادة مف المزايا‬
‫مربوطة بتسجيؿ أماـ الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار دوف أف يربطيا المشرع‬

‫‪ -1‬األمر رقـ ‪ 08-06‬الممضي في ‪ 2006-07-15‬المعدؿ والمتمـ لألمر رقـ ‪ 03-01‬المؤرخ‬


‫في ‪ 2001-08-20‬المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،47‬المؤرخة في ‪-07-19‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪20‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫الجزائري بأجؿ‪ ،‬مؤكدا أف االستفادة مف االمتيازات مربوط بتسجيؿ االستثمار قبؿ‬


‫المباشرة في انجازه‪.‬‬

‫رابعا ‪:‬التنصيص عمى حق الطعن وتوسيع مجاله‬


‫نصت المادة ‪ 11‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪1‬عمى حؽ‬
‫المستثمر الذي يرى أنو قد غبف مف إدارة أو ىيئة مكمفة بتنفيذ القانوف رقـ ‪09-16‬‬
‫سابؽ ذكره أعاله بشأف االستفادة مف المزايا‪ ،‬أو كاف موضوع إجراء سحب أو تجريد‬
‫مف الحقوؽ شرع فيو تطبيقا ألحكاـ المادة ‪ 34‬مف القانوف سابؽ الذكر‪ ،‬الطعف أماـ‬
‫لجنة تحدد تشكيمتيا وتنظيميا وسيرىا عف طريؽ التنظيـ وذلؾ دوف المساس بحقو في‬
‫المجوء إلى الجية القضائية المختصة‪.‬‬
‫وبنص المادة ‪ 38‬عمى إبقاء العمؿ بنصوص التنظيمية لألمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ‬
‫بتطوير االستثمار إلى غاية صدور النصوص التنظيمية المتخذة لتطبيؽ ىذا القانوف‬
‫فإف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 357-06‬المتضمف تشكيمة لجنة الطعف المختصة في‬
‫مجاؿ االستثمار وتنظيميا وسيرىا‪ 2‬يبقى ساري المفعوؿ إلى غاية صدور تنظيـ جديد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫استحداث أجهزة‬
‫تـ استحداث أجيزة وطنية داخمية مف طرؼ الدولة في إطار دورىا المحفز‬
‫لالستثمار ميمتيا اإلشراؼ عمى المشاريع االستثمارية‪ ،3‬لضماف السير الحسف ليا‬
‫بطريقة تدفع عجمة االقتصاد في الجزائر إلى األماـ‪ ،‬مع الحرص عمى تقميص ىذه‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 357-06‬ممضي في ‪ ،2006-10-09‬المتضمف تشكيمة لجنة الطعف‬
‫المختصة في مجاؿ االستثمار وتنظيميا وسيرىا‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،64‬المؤرخة في ‪.2006-10-11‬‬
‫‪ -3‬عيبوط محند وعمي‪ ،‬االستثمارات األجنبية في القانوف الجزائري‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪21‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫األجيزة إلى جيازيف يتمثالف في‪ :‬المجمس الوطني لالستثمار‪ ،‬ووكالة ترقية االستثمار‬
‫التي حولت إلى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬وذلؾ عمى اعتبار أف تعدد مراكز‬
‫اتخاذ القرار التي يتعامؿ معيا المستثمر يؤدي بالضرورة إلى غياب التنسيؽ و تنازع‬
‫الصالحيات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المجمس الوطني لالستثمار‬


‫أنشئ المجمس الوطني لالستثمار بموجب نص المادة ‪ 18‬مف األمر رقـ ‪03-01‬‬
‫المتعمؽ بتطوير االستثمار والمعدلة بمقتضى نص المادة ‪ 12‬مف األمر ‪،108-06‬‬
‫والتي جاء فييا‪":‬ينشأ لدى الوزير المكمؼ بترقية االستثمارات مجمس وطني لالستثمار‬
‫يدعى في صمب النص المجمس‪ ،‬ويوضع تحت سمطة ورئاسة رئيس الحكومة‪،‬‬
‫ويكمؼ المجمس بالمسائؿ المتصمة بإستراتيجية االستثمارات وبسياسة دعـ االستثمارات‪،‬‬
‫وبالموافقة عمى االتفاقيات المنصوص عمييا في المادة ‪ 12‬أعاله‪ ،‬وبصفة عامة بكؿ‬
‫المسائؿ المتصمة بتنفيذ أحكاـ ىذا األمر‪،‬‬
‫تحدد تشكيمة المجمس الوطني لالستثمار وسيره وصالحياتو عف طريؽ التنظيـ‪".‬‬
‫وقد تجسد التنظيـ الوارد ذكره بنص المادة ‪ 18‬سابقة الذكر مف خالؿ المرسوـ‬
‫الرئاسي رقـ ‪ 185-06‬الذي عدؿ المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 281-01‬المتعمؽ بتشكيمة‬
‫المجمس الوطني لالستثمار وتنظيمو وسيره‪ ،2‬حيث نصت المادة الثانية منو عمى أنو‬
‫يوضع المجمس المحدث لدى وزير المساىمات وترقية االستثمارات تحت سمطة رئيس‬
‫الحكومة الذي يتولى رئاستو‪ ،‬والغاية مف ذلؾ ىو منح ضمانات إضافية خاصة‬

‫‪ -1‬أنظر األمر رقـ ‪ ،08 -06‬المعدؿ والمتمـ لألمر ‪ ،03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬المرجع‬
‫السابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 185-06‬ممضي في ‪ ،2006-05-31‬المعدؿ لممرسوـ التنفيذي رقـ‬
‫‪ 281-01‬المؤرخ في ‪ ،2001-09-24‬والمتعمؽ بتشكيمة المجمس الوطني لالستثمار وتنظيمو‬
‫وسيره‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،36‬المؤرخة في ‪.2006-05-31‬‬

‫‪22‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫لممستثمر األجنبي األمر الذي يفرض نوع مف الفعالية والنجاعة ألعمالو‪ ،‬كما يؤكد‬
‫حرص الدولة عمى التوفيؽ بيف مصالحيا ومصالح المستثمر‪.‬‬
‫ويعد المجمس الوطني لالستثمار جية قرار وفي نفس الوقت جية استشارة‪ ،‬باعتبار‬
‫أنو يتكفؿ بالفصؿ في االتفاقيات المبرمة بيف الوكالة والمستثمرة اليادفة إلى منح‬
‫االمتيازات اإلضافية التي مف شأنيا أف تسيؿ االستثمار مثؿ تأجيؿ العجز وأجاؿ‬
‫المزيا التي تمنح لممستثمريف األجانب إذا تعمؽ األمر‬
‫االستيالؾ والفصؿ في طبيعة ا‬
‫باالستثمارات التي تنجز في إطار اتفاقية االستثمار ىذا مف جية‪ ،‬واقتراح إستراتيجية‬
‫تطوير لالستثمار التي تتضمف سياسية دعـ االستثمارات‪ ،‬كؿ ذلؾ بالتنسيؽ مع برنامج‬
‫الحكومة مف جية أخرى‪.‬‬
‫ودوف أف ننسى أف نخص بالذكر أف نص المادة ‪ 18‬السابقة الذكر منحت‬
‫اختصاصا مطمقا لممجمس حيف نصت‪ ..." :‬بكؿ المسائؿ المتصمة بتنفيذ أحكاـ ىذا‬
‫األمر" وبالنتيجة فإف صالحيات ىذا المجمس المذكورة عمى وجو التحديد والمرتبطة‬
‫بترقية االستثمار تبقى واردة عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪ ،‬خاصة وأف تشكيمة المجمس‬
‫تتسع لتشمؿ عدة و ازرات ليا عالقة بيذا المجاؿ فنجد ‪،‬الوزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬بترقية‬
‫االستثمارات‪ ،‬بالجماعات المحمية‪ ،‬بالتجارة‪ ،‬بالطاقة والمناجـ‪،‬بالصناعة‪ ،‬بالمؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬بالتييئة العمرانية وكذا بقية وزراء القطاعات المعينة بجدوؿ‬
‫أعماؿ المجمس‪.‬‬
‫يجتمع المجمس مرة واحدة عمى األقؿ كؿ ثالثة أشير و تتوج اجتماعاتو بق اررات‬
‫وتوصيات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬


‫يستدعي إنشاء االستثمارات ووضعيا حيز التطبيؽ وجود أجيزة إدارية ىدفيا تبسيط‬
‫وتسييؿ ىذه العممية‪ ،‬لدعـ وتحفيز االستثمارات مف أجؿ تشجيع المستثمريف‪ ،‬فمنح‬
‫المشرع الجزائري ىذه الميمة لموكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬بعد تحويميا مما كانت‬
‫عميو مف وكالة لترقية االستثمار‪ ،‬وقد عرفتيا المادة ‪ 26‬مف القانوف رقـ ‪09-16‬‬

‫‪23‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫المتعمؽ بترقية االستثمار‪ 1‬بالمؤسسة العمومية اإلدارية التي تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫واالستقالؿ المالي‪ ،‬المنشأة بغرض التسييؿ والتقميؿ مف اإلجراءات وتقديـ أقصى دعـ‬
‫ومساعدة لممستثمريف‪ ،‬حيث تعتبر األداة األساسية لمتعريؼ بغرض االستثمار‪،‬وتوضع‬
‫ىذه الوكالة تحت وصاية الوزير المكمؼ بترقية االستثمارات‪.‬‬
‫حدد المقر المركزي لموكالة الوطنية لتطوير االستثمار بمدينة الجزائر‪ ،‬وليا ىياكؿ‬
‫المركزية عمى المستوى المحمي‪ ،‬منظمة في شكؿ الشباؾ الوحيد الالمركزي طبقا لنص‬
‫المادة الثانية مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 100-17‬المتضمف صالحيات الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار وتنظيميا وسيرىا‪ ،3‬والتي تنص عمى أنو‪ ..." :‬يكوف مقر الوكالة‬
‫‪4‬‬
‫الوطنية في مدينة الجزائر‪ ،‬ولموكالة ىياكؿ غير مركزية عمى المستوى المحمي‪. "...‬‬
‫وقد حدد المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 100-17‬سالؼ الذكر صالحيات الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار بنص المادة ‪ 03‬منو‪،5‬والمادة ‪ 26‬مف قانوف االستثمار‪ ،6‬والتي‬
‫يمكف تقسيميا إلى صالحيات اإلدارية وأخرى غير إدارية‪ ،‬وتتمثؿ الصالحيات اإلدارية‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬ينتج عف االعتراؼ بالشخصية المعنوية لموكالة الوطنية لتطوير االستثمار تمتعيا بالذمة المالية‬
‫واألىمية القانونية‪ ،‬وكذا حؽ التقاضي الذي يفرض وجود نائب عنيا يعبر عف إرادتيا أماـ الجيات‬
‫القضائية أو إتياف التصرفات باسميا‪.‬‬
‫‪ -3‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،100-17‬ممضي في ‪ ،2017-03-05‬المعدؿ والمتمـ لممرسوـ‬
‫التنفيذي رقـ ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ ،2006-10-09‬والمتضمف صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمار وتنظيميا وسيرىا‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬حداد ايماف‪ /‬جبالي صونية‪ ،‬النظاـ القانوني لممزايا الممنوحة لممستثمر عمى ضوء أحكاـ القانوف‬
‫رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.32 ،31‬‬
‫‪ -5‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،100-17‬ممضي في ‪ ،2017-03-05‬المعدؿ والمتمـ لممرسوـ‬
‫التنفيذي رقـ ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ ،2006-10-09‬والمتضمف صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمار وتنظيميا وسيرىا‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -6‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫لموكالة باعتبارىا سمطة عامة في السير عمی تنفيذ النصوص القانونية في مجاؿ‬
‫اختصاصيا‪ ،‬بتسييؿ اإلجراءات اإلدارية لممستثمريف وتفادي كؿ الصعوبات بيروقراطية‬
‫التي يمكف أف تواجو المستثمريف باالقتراح عمى الوزير الوصي التدابير التنظيمية‬
‫والقانونية لعالجيا‪ ،‬كما تقوـ بإنجاز بعض الدراسات بغرض تبسيط اإلجراءات المتعمقة‬
‫‪1‬‬
‫باالستثمار ‪ ،‬وتتكفؿ بمتابعة المشروع االستثماري مف خالؿ سمطة الرقابة التي‬
‫تمارسيا فتتابع بذلؾ مدى تطور المشاريع والعائدات االقتصادية المترتبة عنيا‪ ،‬عف‬
‫طريؽ إعداد جداوؿ تتضمف مختمؼ اإلنجازات‪ ،‬مع ترصد احتراـ المستثمريف التزاماتيـ‬
‫‪2‬‬
‫المتعمقة باالتفاقيات ‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ يناط بيا ميمة تسير االمتيازات الضريبية‬
‫والمالية‪ ،‬التي تكمف في‪:‬‬
‫أ‪ -‬تحديد المشاريع التي تخص مصمحة االقتصاد الوطني وفقا لمقواعد المحددة في‬
‫التنظيـ المعموؿ بو الذي صادؽ عميو المجمس الوطني لالستثمار‪،‬‬
‫ب‪ -‬التأكد مف مدى تأىيؿ المستثمريف لمحصوؿ عمى االمتيازات الخاصة باالستثمارات‬
‫المسجمة‪،‬‬
‫ج‪ -‬تسير عمى سير كؿ التعديالت التي يمكف أف تدخؿ عمى مقر ارت الوكالة وقوائـ‬
‫النشاطات غير المؤىمة لالستفادة مف نظاـ الحوافز‪ ،‬وىذا مع احتراـ الشروط‬
‫واإلجراءات المحددة مسبقا والتي تـ تبميغيا لممستثمريف‪ ،‬بمعنى أف الوكالة ليا سمطة‬

‫‪ -1‬نص المادة‪ ..." :‬د‪ -‬تسييؿ بالتعاوف مع اإلدارات المعنية ‪ ،‬الترتيبات لممستثمريف وتبسيط‬
‫إجراءات وشكميات إنشاء المؤسسة وشروط استغالليا وانجاز المشاريع‪." ....‬‬
‫‪ -2‬و أشارت إلى ىذه الميمة المادة ‪ 03‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 100-17‬السالؼ الذكر ‪ ،‬والمادة‬
‫‪ 32‬مف قانوف االستثمار التي تنص عمى أنو‪ " :‬تخضع االستثمارات المستفيدة مف المزايا الممنوحة‬
‫بموجب ىذا القانوف لممتابعة‪...‬تتـ المتابعة التي تمارسيا الوكالة مف مرافقة ومساعدة المستثمريف‪.".‬‬

‫‪25‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫التعديؿ عمى ق ارراتيا فيما يخص تسيير االمتيازات بعد صدور قرارىا بمنح المزايا أي‬
‫‪1‬‬
‫تممؾ صالحية السحب الكمي أو الجزئي ليا‪.‬‬
‫أما الصالحيات الغير اإلدارية لموكالة الوطنية لتطوير االستثمار التي تظير فييا‬
‫بمظير المساعد والمرافؽ والمرشد لممستثمريف‪ ،‬وليس كسمطة إدارية فتتمثؿ في‪:‬‬
‫أ‪ -‬ميمة اإلعالـ والمساعدة‪:‬التي تتولى بمقتضاىا اطالع الغير المستثمر عمى المناخ‬
‫العاـ لالستثمار‪ ،2‬بوضع كؿ البيانات الالزمة والمعمومات الدقيقة اقتصادية وتقنية‬
‫ومالية‪ ،‬وتشريعية‪،‬والوثائؽ الضرورية التي يطمبونيا إلنجاز مشاريعيـ االستثمارية تحت‬
‫تصرؼ ليتعرفوا عمى فرص االستثمار‪.3‬‬
‫ب‪ -‬ميمة المساىمة في تسير العقار االقتصادي‪:‬يعتبر الحصوؿ عمى العقار‬
‫الصناعي مف أكبر المسائؿ التي تواجو إنشاء االستثمار الخاص في الجزائر‪ ،‬ويرجع‬
‫السبب في ذلؾ لقمتو وتكاليفو الباىظة‪ ،‬ولمتخفيؼ مف حدة ىذه المشكمة تولى المشرع‬
‫تنظيـ مسألة الحصوؿ عمى العقار الصناعي وحسف سيره مف خالؿ إعالـ المستثمريف‬
‫عف توفر األوعية العقارية وكذلؾ ضماف تسيير الحافظة العقارية وغير المنقولة‬
‫الموجية لالستثمار‪ ،‬وعمى ذلؾ فإف الوكالة ليس ليا دور فعاؿ في تسيير العقار‬

‫‪ -1‬حداد ايماف‪ /‬جبالي صونية‪ ،‬النظاـ القانوني لممزايا الممنوحة لممستثمر عمى ضوء أحكاـ القانوف‬
‫رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‪.38،39‬‬
‫‪ -2‬وضعت الوكالة تحت تصرؼ أي شخص موقع مفتوح يعمؿ عمى بياف جميع المعطيات المتعمقة‬
‫باالستثمار مف اإلطار القانوني لو إلى األخبار المتعمقة بالوسط االستثماري والبيانات اإلحصائية‬
‫المتعمقة باالستثمار في الجزائر وغيرىا مف النوافذ االلكترونية‪ ،‬ومساعدة المستثمريف مف طرؼ الوكالة‬
‫تمتد إلى مرحمة ما بعد إنجاز المشاريع وذلؾ حسب نص المادة ‪ 03‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪-17‬‬
‫‪ 100‬رقـ ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ ،2006-10-09‬والمتضمف صالحيات الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمار وتنظيميا وسيرىا‪.‬‬
‫‪ -3‬بف ىالؿ ندير‪ ،‬معاممة االستثمار األجنبي في ظؿ األمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير‬
‫االستثمار‪ ،‬أطروحة مقدمة مف أجؿ الحصوؿ عمى شيادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص القانوف العاـ لألعماؿ‪،‬‬
‫جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،2016-2015 ،‬ص ‪.276‬‬

‫‪26‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫االقتصادي‪ ،‬إنما يتمحور ىذا الدور في إعالـ المستثمر بالعرض العقاري المتفرغ دوف‬
‫‪1‬‬
‫تدخؿ في اتخاذ قرار منح امتياز استغالؿ ىذا العقار الصناعي مف عدمو‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫الضمانات المقررة لتفعيل حرية االستثمار‬
‫لقد حرصت الدساتير المختمفة عمى أف تتضمف في جانب منيا الحقوؽ و الحريات‬
‫ال سيما تمؾ المتعمقة بالمجاؿ االقتصادي‪ ،‬غير أف مجرد تقرير الحرية لف يكوف لو‬
‫قيمة حقيقية دوف تقرير ضمانات حقيقية لممارستيا‪.‬‬
‫والمشرع الدستوري لـ يقؼ عند حد تسجيؿ حرية االستثمار في صمب الدستور‪ ،‬بؿ‬
‫عمؿ عمى كفالة احتراميا وتقدير ضمانات ممارستيا وحاوؿ العمؿ عمى وضع القيود‬
‫التي تحد مف تقييد السمطات العامة ليا في مجموعة القوانيف والتنظيمات المنظمة‬
‫لالستثمار أو المتعمقة بو‪ ،‬ليذا سنحاوؿ التعرض باختصار ألىـ ىذه الضمانات التي‬
‫تضمنيا الدستور الجزائري والقوانيف المختمفة‪.‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫الضمانات االتفاقية‬

‫أسست االتفاقيات حقوؽ مكتسبة ألطرافيا‪ ،‬ويمكف تأسيس ىذه الحقوؽ عمى‬
‫مصدريف يتمثالف في نص المادة ‪ 123‬مف الدستور‪ ،‬والتي تجعؿ مف االتفاقية الدولية‬
‫أعمى مف الدستور‪ ،‬وكذا نص المادة ‪184‬مف قانوف النقد والقرض التي قضت عمى‬
‫أنو‪ ":‬يتمتع المستثمر بالضمانات الممحوظة في االتفاقيات الدولية والموقع عمييا مف‬
‫قبؿ الجزائر" وانطالقا مف ىذيف النصيف تتمتع الضمانات المقررة بالحماية الدستورية‬
‫مف جية بالحماية القانونية ومف جية أخرى‪ ،‬وتصبح في حالة معارضتيا لمقانوف‬

‫‪ -1‬حداد ايماف‪ /‬جبالي صونية‪ ،‬النظاـ القانوني لممزايا الممنوحة لممستثمر عمى ضوء أحكاـ القانوف‬
‫رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.43 ،42‬‬

‫‪27‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫الداخمي‪ ،‬حقوقا واجبة األداء‪ ،‬واال ترتب عنيا مسؤولية الجية التي أخمت بيا‪،1‬‬
‫وسنتطرؽ إلى بعض النماذج االتفاقية كما يمي‪:‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬
‫الضمانات االتفاقية المستخرجة من االتفاقيات المتعددة األطراف‬
‫تحت تأثير الرغبة في جمب االستثمارات انخرطت سمطة التعديؿ الييكمي في‬
‫مجموعة مف االتفاقيات المتعددة األطراؼ ذات البعديف الجيوي والدولي‪ ،‬والتي اخترنا‬
‫عرض نماذج عنيا لعدـ إمكاف إيرادىا جميعا في ىذا البحث العممي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الضمانات االتفاقية ضمن االتفاقيات الجهوية المتعددة األطراف‪:‬‬


‫نذكر االتفاقية العربية المتعمقة باستثمار رؤوس األمواؿ العربية في الدوؿ العربية‬
‫كمثاؿ عف ىذه االتفاقيات باعتبارىا أىـ عمؿ اتفاقي لفترة التعديؿ الييكمي‪ ،‬وتحتوي‬
‫االتفاقية عمى العديد مف الضمانات أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬ضماف التغطية المالية ألخطار االستثمار‪ ،‬حيث تتمتع االستثمارات العربية بيف‬
‫الدوؿ المتعاقدة بتغطية مالية تقوـ بيا المؤسسة العربية لضماف بالتأميف عمى األمواؿ‬
‫المستثمرة بموجب ىذه االتفاقية‪ ،2‬وفي ىذا اإلطار تتولى األمانة العامة لجامعة الدوؿ‬
‫العربية إبراـ اتفاؽ مع ىاتو المؤسسة تتكفؿ بموجبو بضماف األخطار الناجمة عف‬
‫االستثمار‪ ،‬واذا ما دفعت أية دولة طرؼ أو جية عربية مبمغ عف أضرار تعرض ليا‬
‫المستثمر العربي‪ ،‬نتيجة ضماف كانت قد قدمتو لو منفردة أو باالشتراؾ مع المؤسسات‬
‫العربية لضماف االستثمار‪ ،‬أو مع جية أخرى أو نتيجة أي تدابير تأمينية يحؿ الدافع‬
‫محؿ المستثمر‪ ،‬اتجاه الدولة التي يقع فييا االستثمار في حدود ما دفعو عمى أف ال‬

‫‪ - 1‬عجة جياللي‪ ،‬الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.544‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 02‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 306-95‬الممضي في ‪ ،1995-10-07‬المتضمف‬
‫مصادقة الجزائر عمى االتفاقية الموحدة الستثمار رؤوس األمواؿ العربية في الدوؿ العربية‪ ،‬ج ر ج ج‬
‫العدد ‪ ،59‬المؤرخة في ‪.1995-10-11‬‬

‫‪28‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫يتعدى في ذلؾ الحقوؽ المقررة قانونيا لممستثمر اتجاه تمؾ الدولة وتظؿ حقوؽ‬
‫المستثمر اتجاه الدولة المذكورة قائمة فييا ما لـ يتجاوز المبالغ التي دفعت لو ( المادة‬
‫‪ 06‬مف ـ ر رقـ ‪.1)306-95‬‬
‫‪ -‬منح الحرية لممستثمريف العرب بمقتضى المادة ‪ 02‬مف االتفاقية‪ ،‬والتي تسمح‬
‫باالنتقاؿ الحر لمرأس الماؿ شريطة احتراـ خطط وبرامج التنمية االقتصادية لمدوؿ‬
‫المتعاقدة وبما يعود بالنفع عمى الطرفيف والدولة المضيفة‪ ،‬والمستثمر‪.‬‬
‫‪ -‬حؿ المنازعات الناشئة عف االستثمار عف طريؽ التوفيؽ‪ ،2‬التحكيـ‪ ،3‬أو بالمجوء‬
‫إلى المحكمة العربية لالستثمار‪.4‬‬

‫‪ -1‬عجة جياللي‪ ،‬الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪ 631‬إلى ‪.633‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 26‬مف ـ ر ‪ 306-95‬الممضي في ‪ ، ،1995-10-07‬المتضمف مصادقة‬
‫الجزائر عمى االتفاقية الموحدة الستثمار رؤوس األمواؿ العربية في الدوؿ العربية‪ ،‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -3‬يمجأ إليو األطراؼ في العادة عند فشؿ اجراء التوفيؽ‪ ،‬وتبدأ إجراءات التحكيـ عف طريؽ إخطار‬
‫يتقدـ بو الطرؼ الراغب في التحكيـ‪ ،‬ويوضح ىذا اإلخطار طبيعة المنازعة والقرار المطموب فييا‪،‬‬
‫واسـ المحكـ المعيف مف قبمو ويجب عمى الطرؼ األخر خالؿ ‪ 30‬يوما مف تاريخ تقديـ ذلؾ اإلخطار‪،‬‬
‫أف يخطر طالب التحكيـ باسـ المحكـ الذي عينو ويختار المحكماف خالؿ ‪ 30‬يوما مف تاريخ تقديـ‬
‫تعيف أخرىما‪ ،‬حكما مرجحا يكوف رئيسا لييئة التحكيـ‪ ،‬ويمكف لكؿ طرؼ أف يطمب تعينيـ مف جانب‬
‫األميف العاـ لجامعة الدوؿ العربية‪.‬‬
‫‪ -4‬أنشأت الدوؿ المتعاقدة بمقتضى المادة ‪ 28‬مف االتفاقية محكمة لالستثمار العربي‪ ،‬أنظر المادة‬
‫‪ 30‬مف ـ ر ‪ ،306-95‬الممضي في ‪ ،1995-10-07‬المتضمف مصادقة الجزائر عمى االتفاقية‬
‫الموحدة الستثمار رؤوس األمواؿ العربية في الدوؿ العربية‬

‫‪29‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضمانات االتفاقية المدرجة ضمن االتفاقيات الدولية المتعددة األطراف‬


‫انخرطت الجزائر ضمف اتفاقيتيف دوليتيف متعددة األطراؼ ذات صمة مباشرة بحقؿ‬
‫االستثمار وىما‪ :‬االتفاقية الدولية الخاصة بالمركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار‪،‬‬
‫والوكالة الدولية لضماف االستثمار‪.‬‬
‫أ‪-‬بالنسبة لالتفاقية الدولية الخاصة بالمركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار ‪CIRDI‬‬
‫التابع لمبنؾ العالمي لإلنشاء والتعمير انضمت الجزائر إلييا بمقتضى األمر رقـ ‪-95‬‬
‫‪ ،104‬وييدؼ ىذا المركز حسب الفقرة الثانية مف المادة األولى مف االتفاقية المنشئة‬
‫لو‪ ،‬إلى السير عمى حماية حرية االستثمار عف طريؽ توفير طريؽ توفيقي وتحكيمي‬
‫لحؿ منازعات االستثمار ذات الطابع القانوني التي تنشأ بيف الدولة المتعاقدة وأحد‬
‫رعايا دولة متعاقدة‪ 2‬أخرى ذات الصمة باالستثمار شريطة أف يوافؽ األطراؼ كتابة‬
‫عمى طرحيا أماـ المركز‪ ،‬ومتى ذلؾ يفقداف الحؽ في االنسحاب االنفرادي‪ ،‬ويتألؼ‬
‫المركز مف مجمس إداري وأمانة‪ ،3‬وقائمة تضـ عدد مف الموفقيف وأخرى تضـ عدد مف‬
‫المحكميف تتشكؿ مف أشخاص مؤىميف مشيود ليـ بالكفاءة في المجاالت القانونية أو‬
‫التجارية أو الصناعية أو المالية وتتوافر لدييـ ضمانات أكيدة واستقاللية في مباشرة‬
‫وظائفيـ‪ ،‬مع المالحظة أف التخصص القانوني بالنسبة لألشخاص المعينيف في قائمة‬
‫التحكيـ يعتبر شرطا جوىريا ويختار ىؤالء مف مترشحي الدوؿ المتعاقدة التي يجوز ليا‬

‫‪-1‬األمر رقـ ‪ 04-95‬الممضي في ‪ ،1995-01-07‬المتضمف الموافقة عمى اتفاقية تسوية‬


‫المنازعات المتعمقة باالستثمارات بيف الدوؿ ورعايا الدوؿ األخرى‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،39‬المؤرخة في‬
‫‪.1995-02-15‬‬
‫‪ -2‬حدد المقصود برعايا الدولة المتعاقدة بالفقرة الثانية مف المادة ‪ 25‬مف االتفاقية‪ ،‬أنظر المادة ‪02‬‬
‫مف ـ ر رقـ‪،306-95‬الممضي في ‪ ،1995-10-07‬المتضمف مصادقة الجزائر عمى االتفاقية‬
‫الموحدة الستثمار رؤوس األمواؿ العربية في الدوؿ العربية‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬يعتبر األميف العاـ الممثؿ القانوني لممركز‪ ،‬والمسؤوؿ عف إدارتو والرئيس التسمسمي لمستخدميو‬
‫كما لو سمطة التصديؽ عمى الق اررات التحكيمية الصادرة بمقتضى ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫أف تقترح أربعة أشخاص لكؿ قائمة‪ ،‬وتعيينيـ يكوف لمدة ‪ 06‬سنوات قابمة لمتجديد‪،1‬‬
‫ومف ثمة فضمانة األساسية ليذه االتفاقية تتمثؿ في توفير طريؽ لحؿ المنازعات خارج‬
‫الجية القضائية‪.‬‬
‫ب‪ -‬انضمت الجزائر إلى الوكالة الدولية لضماف االستثمار (‪2)AMGI‬بموجب األمر‬
‫رقـ ‪ ،395-05‬ومف ثمة أصبح المستثمر يستفيد مف الضمانات المقررة في االتفاقية‬
‫والمتمثمة في‪ :‬إصدار ضمانات بما في ذلؾ المشاركة في التأميف‪ ،‬واعادة التأميف ضد‬
‫المخاطر غير التجارية لصالح االستثمارات في دولة عضو‪ ،‬والقياـ بأوجو النشاط‬
‫المكممة المناسبة التي تستيدؼ تشجيع تدفؽ االستثمارات إلى الدوؿ النامية األعضاء‬
‫فيما بينيا‪ ،‬ومف بيف المخاطر غير التجارية المضمونة مف قبؿ الوكالة‪:4‬‬
‫‪ -‬مخاطر تحويؿ العممة جراء فرض قيود عمى تحويؿ العممة الوطنية إلى عممة قابمة‬
‫لمتحويؿ أو التراخي في الموافقة خالؿ فترة معقولة عمى طمب التحويؿ المقدـ مف طرؼ‬
‫المستفيد مف الضماف‪،5‬‬

‫‪ -1‬عجة الجياللي‪ ،‬الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪ 634‬إلى‬
‫‪.643‬‬
‫‪ -2‬تـ إنشاء ىذه الوكالة بأفريؿ سنة ‪ 1988‬مف طرؼ البنؾ العالمي ودخمت حيز التنفيذ سنة ‪1990‬‬
‫وتتمثؿ ميمتيا األساسية في تأميف وتغطية االستثمارات األجنبية ضد المخاطر غير التجارية وترجع‬
‫أسباب إنشاء ىذه الييئة إلى عدـ فعالية التأمينات التي كانت تقوـ بيا الدوؿ الصناعية الكبرى لضماف‬
‫استثماراتيا في الخارج‪.‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ 05-95‬الممضي في ‪ ،1995-01-21‬المتضمف الموافقة عمى االتفاقية المتضمنة‬
‫إحداث الوكالة الدولية لضماف االستثمارات‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،07‬المؤرخة في ‪.1995-02-15‬‬
‫‪ -4‬عجة الجياللي‪ ،‬الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪ 638‬إلى‬
‫‪.644‬‬
‫‪ -5‬أنظر المواد ‪ 11‬إلى ‪ 24‬مف األمر رقـ ‪ ،95-05‬الممضي في ‪ ،1995-01-21‬المتضمف‬
‫الموافقة عمى االتفاقية المتضمنة إحداث الوكالة الدولية لضماف االستثمارات‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫‪ -‬التأميـ واإلجراءات المماثمة التي يترتب عمييا حرماف المستفيد مف ممكية أو مف‬
‫السيطرة عمى استثماره أو مف منافع جوىرية الستثماره‪ ،‬وىي ضمانة قد تبدو في‬
‫ظاىرىا مناقضة وبال فائدة كوف المشرع الجزائري تخمى عف ظاىرة التأميـ في إطار‬
‫النيج الجديد لمدولة‪ ،‬إال أنو بالنظر إلى الخمفية القانونية والتاريخية لمدولة الجزائرية‪،‬‬
‫وتقمب النصوص القانونية وعدـ االستقرار التشريعي والسياسي نجد بأف ىذه الضمانة‬
‫االتفاقية منطقية وال تتعارض مع النصوص الحالية كوف أف ىذه االتفاقية عند إبراميا‬
‫تمت لتكوف ارض التعامؿ بيف الدولتيف عمى المدى البعيد وتـ اختيار بنودىا لتتالءـ‬
‫مع جميع التغي رات القانونية التي يمكف أف تتخذىا الدولة حاض ار أو مستقبال لضماف‬
‫حقوؽ رعاياىا‪ ،‬عمى اعتبار أف المعاىدات تسمو عمى القانوف‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخالؿ بالعقد كحالة نقضو بطريقة تعسفية‪،‬‬
‫‪ -‬الحرب واالضطرابات المدنية بما فييا أي عمؿ عسكري في إقميـ الدولة المضيفة بيد‬
‫أنو ال تجوز تغطية الخسائر المتولدة عف إجراء حكومي سبؽ لممستثمر وأف وافؽ عميو‬
‫أو كاف مسؤوال عف اتخاذه‪ ،‬وكذا الخسائر التي تقع قبؿ إبراـ عقد الضمانات أو أي‬
‫حدث وقع قبؿ إبراـ ىذا العقد‪.1‬‬
‫و قد حددت المادة ‪ 12‬مف األمر رقـ ‪205-95‬طبيعة االستثمارات المضمونة‬
‫والمتمثمة في حقوؽ الممكية والقروض المتوسطة أو الطويمة األجؿ التي يقدميا أو‬
‫يضمنيا المشاركوف في ممكية المشروع المعني‪ ،‬مثمما يحدده مجمس اإلدارة مف صور‬
‫االستثمار المباشر‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 02‬مف األمر رقـ ‪ .95-05‬الممضي في ‪ ،1995-01-21‬المتضمف‬


‫الموافقة عمى االتفاقية المتضمنة إحداث الوكالة الدولية لضماف االستثمارات‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ ،05-95‬الممضي في ‪ ،1995-01-21‬المتضمف الموافقة عمى االتفاقية المتضمنة‬
‫إحداث الوكالة الدولية لضماف االستثمارات‪ ،‬المرجع نفسو‬

‫‪32‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الضمانات المستخرجة من االتفاقيات الثنائية‬
‫سبؽ وتطرقنا إلى االتفاقيات التي جاءت بصفة جماعية والتي ال تمزـ إال األطراؼ‬
‫المؤسسة ليا أو المنظمة إلييا الحقا‪ ،‬وكما ىو معموؿ بو داخميا أف القانوف الخاص‬
‫يقيد العاـ فإف ىذه القاعدة ليا مثيمتيا بالقانوف الدولي وتعد االتفاقيات الثنائية مقيدة‬
‫لدولة في مقابؿ التزاماتيا العامة‪ ،‬والتي تكوف في إطار المعاممة بالمثؿ‪ ،‬المحافظة‬
‫عمى العالقات الخارجية مع الدوؿ ‪ ،‬ومف ثمة سنعرض مف خالؿ ىذه الجزئية أمثمة‬
‫عف بعض االتفاقيات الثنائية التي أبرمتيا الجزائر مع أطراؼ أخرى منيا‪:‬‬
‫‪ -1‬االتفاقية الثنائية الجزائرية الفرنسية‪ :‬نصت عمى ضماف المخاطر غير التجارية مف‬
‫طرؼ الدولتيف المتعاقدتيف‪ ،‬حيث يستفيد المستثمر الذي تعرض لخسائر ناجمة عف‬
‫الحرب أو أي نزاع مسمح أخر كثورة أو حالة طوارئ وطنية أو ثورات تقوـ عمى اإلقميـ‬
‫أو في منطقة بحرية مف معاممة ال تقؿ امتيا از عف تمؾ الممنوحة لمواطني الدولة‬
‫المضيفة أو لشركائيا أو أولئؾ الذيف ينتموف لمدولة األكثر رعاية‪ ،1‬وتسوي منازعات‬
‫االستثمار في إطار ىاتو االتفاقية عف طريؽ المجوء إلى المركز الدولي لمنازعات‬
‫االستثمار أو إلى محكمة تحكيمية تنشأ ليذا الغرض وتتشكؿ باتفاؽ الطرفيف وفي حالة‬
‫عدـ االتفاؽ ينتدب رئيس ىيئة التحكيـ لمغرفة التجارية الدولية بستوكيولـ لمقياـ‬
‫بالتعيينات المطموبة حسب نص المادة ‪ 08‬مف ـ ر ‪.201-94‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية الثنائية الجزائرية الرومانية‪ :‬ألزمت الطرفاف المتعاقداف بعدـ القياـ بإجراء‬
‫التأميـ أو نزع الممكية أو أي إجراء مشابو وبالحؽ في التعويض العادؿ‪ ،‬والقابؿ‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 01‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 01-94‬المؤرخ في ‪ ،1994-01-02‬المتضمف‬


‫المصادقة عمى االتفاؽ المبرـ بيف حكومة الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومة الجميورية‬
‫الفرنسية بشأف التشجيع والحماية المتبادليف‪ ،‬فيما يخص االستثمارات وتبادؿ الرسائؿ المتعمؽ بيما‪،‬‬
‫الموقعيف بمدينة الجزائر في ‪.1993-02-13‬‬
‫‪ -2‬عجة الجياللي‪ ،‬الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.645‬‬

‫‪33‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫لمتحويؿ وبحرية تحويؿ المداخيؿ الناجمة عف االستثمار وفي حالة الخالؼ يمجأ‬
‫الطرفاف في حدود اإلمكاف إلى التسوية الودية وعند فشميا يمكف لممستثمر عرض‬
‫الخالؼ باختياره القضاء الوطني المختص لمدولة المضيفة أو عمى المركز الدولي‬
‫لمنازعات االستثمار أو عمى محكمة خاصة في حالة غياب اتفاؽ مباشر بيف الطرفيف‬
‫المتنازعيف وتتشكؿ طبقا لقواعد التحكيـ لجنة األمـ المتحدة المتعمقة بالقانوف التجاري‬
‫الدولي ( ‪.1)CNUDCI‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية الثنائية الجزائرية االسبانية أقرت ضمانات مشابية لالتفاقية المشار إلييا‬
‫أعاله‪ ،‬حيث يمتزـ الطرفاف باستبعاد إجراء التأميـ أو نزع الممكية إال إذا كانت دوافع‬
‫المنفعة العامة تقضي ذلؾ‪ ،‬كما يستفيد إجراء التأميـ عمى سبيؿ المقاصة في حالة‬
‫حدوث حرب أو نزاع مسمح أو ثورة داخؿ الدولة المضيفة مف معاممة التي ال تقؿ‬
‫امتيا از عف تمؾ الممنوحة لمواطني الدولة المضيفة أو لرعايا الدولة األكثر رعاية ويتمتع‬
‫المستثمر بالحؽ في التحويؿ الحر لمداخيؿ االستثمار والتعويضات المرتبطة بو‪.2‬‬
‫وتسوى منازعات الطرفيف عف طريؽ التراضي وفي حالة الفشؿ يستطيع المستثمر بناءا‬
‫عمى اختياره رفع النزاع أماـ الغرفة التجارية الدولية بستوكيولـ أو الغرفة التجارية‬
‫الدولية بباريس ‪ CCI‬أو المحكمة التحكيمية الخاضعة ألحكاـ لجنة األمـ المتحدة‬
‫لمقانوف التجاري الدولي أو إلى المركزي الدولي لحؿ منازعات‪.3‬‬

‫‪ -1‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ ،328-94‬المؤرخ في ‪ ،1994-10-22‬المتعمؽ بالمصادقة عمى االتفاؽ‬


‫المبرـ بيف الجزائر ورومانية لتشجيع وحماية االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،69‬المؤرخة سنة ‪.1994‬‬
‫‪ - 2‬أنظر المادة ‪ 01‬مف المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 88-95‬المؤرخ في ‪ ،1995-03-25‬المتعمؽ‬
‫بالمصادقة عمى االتفاؽ المبرـ بيف الجزائر واسبانيا لتشجيع وحماية االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪،23‬‬
‫المؤرخة لسنة ‪.1995‬‬
‫‪ - 3‬عجة الجياللي‪ ،‬الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص ‪ 645‬إلى‬
‫‪.646‬‬

‫‪34‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫الضمانات القانونية‬
‫قرر المشرع الجزائري مجموعة مف الضمانات القانونية مف خالؿ النصوص‬
‫القانونية المختمفة المشكمة لميرـ القانوني عمى حسب تدرج أىميتيا وقوتيا القانونية‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫الضمانات العامة‬

‫أحاط المشرع الجزائري الحريات المذكورة بالدستور الجزائري بمجموعة مف المبادئ‬


‫لحمايتيا بصفة عامة وأخرى لحماية حرية االستثمار بصفة خاصة‪ ،‬نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ -1‬تعد الضمانات الدستورية في الشؽ السياسي مف أىـ ضمانات إقامة استثمار حر‬
‫ومستقؿ‪ ،‬فيي تتمحور حوؿ السمطة والنظاـ الذي توفره مف أجؿ ممارسة الحريات‪،‬‬
‫فكمما تـ تنظيـ وسائؿ عمؿ السمطة والقوى المؤثرة في المجتمع سواء كانوا إفراد أو‬
‫تجمعات مينية كمما وفرنا حماية أفضؿ لممواطنيف‪ ،‬ومف الضمانات السياسية‪ :‬دولة‬
‫القانوف‪ ،‬مبدأ الديمقراطية‪ ،‬األحزاب السياسية‪،‬ومبدأ الفصؿ بيف السمطات‪.‬‬

‫حيث أقر الدستور الحالي مف خالؿ مواده نطاؽ كؿ سمطة‪ ،‬وأناط بالسمطة التشريعية‬
‫مجاالت تختص بتشريعيا حسب نص المادة ‪ 140‬و‪ 141‬إضافة لمياديف أخرى والتي‬
‫يعد االستثمار مف بينيا‪ ،‬وبنص المشرع الدستوري في المادة ‪ 43‬عمى‪" :‬حرية‬
‫االستثمار والتجارة معترؼ بيا‪ ،‬وتمارس في إطار القانوف‪ ،".‬وبإق ارره بيذه الحرية‬
‫وحصر ممارستيا في إطار القانوف يكوف قد جعميا مف ضمف المجاالت التي ينفرد بيا‬
‫البرلماف باعتباره السمطة التشريعية المختصة بالتشريع‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 112‬التي‬
‫جاء في مضمونيا أنو‪ ":‬يمارس السمطة التشريعية برلماف يتكوف مف غرفتيف‪ ،‬وىما‬
‫المجمس الشعبي الوطني ومجمس األمة‪ ،‬ولو السيادة في إعداد القانوف والتصويت‬
‫عميو‪ ،".‬ونصت المادة ‪ 140‬مف الدستور في فقرتيا المتعددة عمى‪ -1":‬حقوؽ‬
‫األشخاص وواجباتيـ األساسية‪ ،‬السيما نظاـ الحريات العمومية‪ ،‬وحماية الحريات‬
‫الفردية‪ ،‬وواجبات المواطنيف‪...،‬‬

‫‪35‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫‪ -9‬نظاـ االلتزامات المدنية والتجارية‪ ،‬ونظاـ الممكية‪...‬‬

‫‪ -12‬إحداث الضرائب والجبايات والرسوـ والحقوؽ المختمفة‪ ،‬وتحديد أساسيا ونسبيا‪،‬‬

‫‪ -13‬النظاـ الجمركي‪،‬‬

‫‪ -14‬نظاـ إصدار النقود‪ ،‬ونظاـ البنوؾ والقرض والتأمينات‪،‬‬

‫‪ -24‬النظاـ العقاري‪،‬‬

‫‪ -27‬قواعد نقؿ الممكية مف القطاع العاـ إلى القطاع الخاص‪".‬‬

‫كما أضافت المادة ‪ 141‬منو‪ - ":‬القانوف المتعمؽ بقوانيف المالية‪".‬‬

‫‪ -2‬مبدأ المشروعية ىو الذي يكرس لنا دولة القانوف حيث يقصد بو أف تخضع الدولة‬
‫بييئاتيا وأفرادىا ألحكاـ القانوف‪ ،‬واف ال تخرج عف حدوده ومف مقتضيات ىذا المبدأ‪،‬‬
‫أف تحترـ في تصرفاتيا أحكاـ القانوف‪ ،‬واال عدت أعماليا غير مشروعة وتعرضت‬
‫لإللغاء حيث نجد أف مبدأ سيادة القانوف تقرر منذ العصور الوسطى كمبدأ دستوري في‬
‫النظاـ االنجميزي‪ ،‬ويعد ىذا المبدأ كسياج منيع يحيط بالبناء القانوني ضد أي اعتداء‬
‫مف جانب السمطة عمى الحقوؽ والحريات‪ ،‬مف بينيا حرية االستثمار فيذا المبدأ يضمف‬
‫حقوؽ المستثمريف مف تعسؼ اإلدارة وق ارراتيا الغير مشروعة‪ ،‬فتخضع األعماؿ التي‬
‫تأتييا اإلدارة إلى الرقابة القضائية التي قررىا المشرع الجزائري بقانوف اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬فيكوف لمطرؼ المتعامؿ مع اإلدارة أو المتعاقد معيا المجوء إلى‬
‫الجية القضائية المختصة والمحددة بالجيات القضائية اإلدارية المتمثمة في المحاكـ‬
‫اإلدارية ومجمس الدولة مف أجؿ بسط رقابتيا عمى األعماؿ الصادرة منيا‪.‬‬

‫وقد حددت الدعاوى التي يكوف لمطرؼ متعامؿ مع اإلدارة مباشرتيا في دعاوى اإللغاء‪،‬‬
‫التعويض‪ ،‬ودعاوى التفسير‪ ،‬ودعاوى فحص المشروعية‪.‬‬

‫‪ -3‬ضبط السوؽ وحماية المستيمكيف‪ ،‬بمنع االحتكار والمنافسة غير النزيية وذلؾ‬
‫بإقرار مبدأ حرية المنافسة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫‪ -4‬التنصيص عمى تجريـ أي فعؿ مف شأنو المساس بحرية المنافسة‪ ،‬وصحة سالمة‬
‫المستيمكيف وأمنيـ‪.‬‬

‫‪ -5‬تحسيف مناخ األعماؿ‪ ،‬وتشجيع عمى ازدىار المؤسسات دوف تمييز خدمة لمتنمية‬
‫االقتصادية الوطنية طبقا لنص المادة ‪ 43‬مف الدستور الحالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الضمانات الخاصة المقررة بالقانون رقم ‪22-06‬‬
‫قرر المشرع الجزائري بصفة عامة مجموعة مف الضمانات لكؿ مستثمر داخؿ‬
‫اإلقميـ الجزائري سواء كاف أجنبي أـ وطني‪ ،‬وتتمثؿ ىذه الضمانات في‪:‬‬
‫‪ -1‬االستقرار التشريعي‪ :‬يقصد بو تمدي د أثر القانوف الذي أنجز في إطاره االستثمار‬
‫إلى المستقبؿ حتى واف مسو مراجعة أو تـ إلغاءه‪ ،‬وذلؾ ما لـ يطمب المستثمر سرياف‬
‫أثار القانوف الجديد عميو صراحة‪.1‬‬
‫‪ -2‬عدـ إمكانية االستيالء عمى االستثمارات المنجزة‪ ،‬إال في إطار القواعد التي تحكـ‬
‫نزع الممكية‪ ،‬وحاالت االستيالء المنصوص عمييا في التشريع المعموؿ بو‪ ،‬وفي حالة‬
‫توقيع االستيالء أو نزع الممكية يترتب عمى ذلؾ تعويض عادؿ ومنصؼ‪ ،2‬وقد نظـ‬

‫‪ -1‬بوريحاف مراد‪ ،‬مكانة مبدأ حرية االستثمار في القانوف الجزائري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ص‬
‫‪.31،32‬‬
‫‪ -2‬إدريس قرفي‪ ،‬ضماف حماية ممكية المستثمر في التشريع الجزائري مقالة ممقاة في إطار الممتقى‬
‫الدولي السادس عشر حوؿ الضمانات القانونية لالستثمار في الدوؿ المغاربية المنعقد يومي ‪-23/22‬‬
‫‪ ،2016-02‬مجمة الحقوؽ والحريات‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬مخبر الحقوؽ والحريات في األنظمة المقارنة‬
‫ومخبر اثر االجتياد القضائي عمى حركة التشريع قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2016‬ص ‪.12‬‬

‫‪37‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫المشرع الجزائري نزع الممكية بموجب القانوف رقـ ‪ 11-91‬المتضمف القواعد العامة‬
‫لنزع الممكية مف اجؿ المنفعة العمومية‪.1‬‬
‫‪ -3‬االستفادة مف ضماف تحويؿ الرأسماؿ المستثمر والعائدات الناجمة عنو طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 225‬االستثمارات المنجزة انطالقا مف حصص في رأس الماؿ في شكؿ حصص‬
‫نقدية مستوردة عف الطريؽ المصرفي‪ ،‬ومدونة بعممة حرة التحويؿ يسعرىا بنؾ الجزائر‬
‫بانتظاـ ويتـ التنازؿ عنيا لصالحو‪ ،‬والتي تساوي قيمتيا أو تفوؽ األسقؼ الدنيا المحددة‬
‫حسب التكمفة الكمية لممشروع‪ ،‬ووفؽ الكيفيات المحددة عف طريؽ التنظيـ‪.‬‬
‫كما تقبؿ كحصص خارجية إعادة االستثمار في الرأسماؿ لمفوائد وأرباح األسيـ‬
‫المصرح بقابميتيا لمتحويؿ طبقا لمتشريع والتنظيـ المعموؿ بيما‪.‬‬
‫يطبؽ ضماف التحويؿ وكذا األسقؼ الدنيا المذكورة في الفقرة األولى مف نص‬
‫المادة ‪ 25‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬عمى الحصص العينية‬
‫المنجزة حسب األشكاؿ المنصوص عمييا في التشريع المعموؿ بو‪ ،‬شريطة أف يكوف‬
‫مصدرىا خارجيا وأف تكوف محؿ تقييـ طبقا لمقواعد واإلجراءات التي تحكـ إنشاء‬
‫الشركات‪.‬‬
‫ويتضمف ضماف التحويؿ المذكور في الفقرة األولى مف نص المادة ‪ 25‬مف القانوف رقـ‬
‫‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ 3‬كذلؾ المداخيؿ الحقيقية الصافية الناتجة عف‬
‫التنازؿ وتصفية االستثمارات ذات مصدر أجنبي حتى واف كاف مبمغيا يفوؽ الرأسماؿ‬
‫المستثمر في البداية‪.‬‬
‫‪ -4‬يمكف إضافة إلى الضمانات المنصوص عمييا في الفصؿ الرابع مف القانوف رقـ‬
‫‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬اإلشارة كضمانة لترقية االستثمار‪ :‬إفادة استثمارات‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ ،11-91‬المؤرخ في ‪ ،1991-04-27‬المحدد لمقواعد المتعمقة بنزع الممكية مف أجؿ‬


‫المنفعة العمومية‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،21‬الصادرة في ‪.1991-05-08‬‬
‫‪ -2‬القانوف رقـ ‪ ، 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫اإلنشاء وتوسيع قدرات اإلنتاج و‪/‬أو إعادة التأىيؿ المتعمقة بالنشاطات والسمع التي‬
‫ليست محؿ استثناء مف المزايا‪ ،‬مف مجموعة مف المزايا محددة ‪ ،‬كما تـ تنصيص عمى‬
‫مناطؽ حرة يكوف لممستثمر فييا حرية االستثمار دوف الخضوع لألنظمة الجبائية أو‬
‫الجمركية‪.‬‬
‫‪ -5‬نصت المادة ‪121‬عمى أنو مع مراعاة أحكاـ االتفاقيات الثنائية والجيوية والمتعددة‬
‫األطراؼ الموقعة مف قبؿ الدولة الجزائرية‪ ،‬يتمقى األشخاص الطبيعيوف والمعنويوف‬
‫األجانب معاممة منصفة وعادلة‪ ،‬فيما يخص الحقوؽ والواجبات المرتبطة باستثماراتيـ‪.‬‬
‫‪ -6‬كما أخضع الخالؼ القائـ بيف المستثمر األجنبي والدولة الجزائرية الذي يكوف‬
‫سببو المستثمر أو إجراء اتخذتو الدولة الجزائرية في حقو لمجيات القضائية المختصة‬
‫إقميميا‪ ،‬ويطبؽ في ذلؾ أحكاـ قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ 2‬مف حيث تحديد‬
‫الجية القضائية المختصة إقميميا ونوعيا وكذا إجراءات رفع الدعوى وسيرىا‪ ،‬وتجدر‬
‫اإلشارة إال انو في حاؿ ما إذا كاف طرفي الدعوى أجنبي نطبؽ أحكاـ القانوف المدني‬
‫فيما يتعمؽ بقواعد اإلسناد لتحديد القانوف الواجب التطبيؽ مف حيث اإلجراءات‬
‫والموضوع‪ ،‬ويستثنى المجوء إلى الجية القضائية المختصة في حاؿ وجود اتفاقيات‬
‫ثنائية أو متعددة األطراؼ أبرمتيا الدولة الج ازئرية تتعمؽ بالمصالحة والتحكيـ‪ ،‬أو في‬
‫حالة وجود اتفاؽ مع المستثمر ينص عمى بند تسوية يسمح لمطرفيف باالتفاؽ عمى‬
‫تحكيـ خاص‪ ،‬ومف ثمة قد يكوف التحكيـ داخمي أو دولي‪ ،3‬ويعتبر التحكيـ التجاري‬

‫‪ - 1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬القانوف رقـ ‪ ،09-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-02-25‬يتضمف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد ‪ ،21‬الصادرة بتاريخ ‪.2008-04-23‬‬
‫‪ -3‬نظـ المشرع الجزائري موضوع التحكيـ في الباب الثاني مف قانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية رقـ‬
‫‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-02-25‬المرجع السابؽ‪ ،‬في المواد مف ‪ 1006‬إلى ‪.1061‬‬

‫‪39‬‬
‫االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫الدولي أحد الضمانات القضائية السياسة لتجسيد حرية االستثمار‪ ،1‬غير أنو الشرط ذو‬
‫حديف فمف جية يعد كضماف لممستثمريف ىدفو طمأنتيـ وتشجيعيـ عمى االستثمار في‬
‫الجزائر‪ ،‬وتكريس أكبر استقرار ممكف لعالقاتيـ القانونية مع المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية الجزائرية‪ ،‬ومف جية أخرى قد يؤدي إلى تقميص عدد الشركات الخاضعة‬
‫لمقانوف الجزائري ذات الرأسماؿ األجنبي وىو ما يعيؽ حركة تدفؽ رؤوس األمواؿ في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫إال أف المالحػ ػػظ عمػ ػػى نػ ػػص المػ ػػادة ‪ 24‬مػ ػػف القػ ػػانوف رقػ ػػـ ‪ ،09-16‬المتعمػ ػػؽ بترقيػ ػػة‬
‫االستثمار أنو تناوؿ حالة الخالؼ بيف الدولة الجزائرية والمستثمر األجنبػي دوف التطػرؽ‬
‫إلى المسػتثمر الػوطني‪ ،‬ومػف ثمػة يػتـ الرجػوع إلػى القواعػد العامػة التػي تحػدد اختصػاص‬
‫الجيات القضائية المحددة بقانوف اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫فػػي األخيػػر تجػػدر اإلشػػارة إلػػى أف الضػػمانات التػػي أتينػػا عمػػى ذكرىػػا أعػػاله س ػواء مػػا‬
‫تضػػمنو قػػانوف ترقيػػة االسػػتثمار‪ ،‬واالتفاقيػػات التػػي كانػػت الدولػػة الجزائريػػة طرفػػا فييػػا‪ ،‬أو‬
‫الضمانات التػي جػاءت بصػفة عامػة ضػمف الدسػتور مػا ىػي إال بعػض الضػمانات التػي‬
‫قمن ػػا بإدراجي ػػا لع ػػدـ تمكنن ػػا م ػػف التط ػػرؽ بالتفص ػػيؿ لمغط ػػاء الق ػػانوني لالس ػػتثمار حس ػػب‬
‫طبيعػػة ك ػػؿ قط ػػاع ونشػػاط‪ ،‬وذل ػػؾ لتع ػػددىا فمنيػػا م ػػا يتعم ػػؽ بالسػػياحة ومني ػػا م ػػا يتعم ػػؽ‬
‫بالصػػيد البحػػري‪ ،‬أو بالنقػػؿ‪ ،‬إلػػى أف المالحػػظ عمػػى مػا سػػبؽ إيػراده أف المشػػرع الج ازئػػري‬
‫يسعى مف خالؿ النصوص المنظمة لالستثمار دوما إلى إيجاد حموؿ تمكنو مػف ضػماف‬
‫حرية االستثمار بصفة واضحة وشػفافة إال أنػو دومػا مػا يوجػد اسػتثناءات وضػوابط تعػيف‬
‫تحقيقيػػا لتك ػريس ىػػذه الحريػػة بطريقػػة نسػػبية ال مطمق ػة‪ ،‬لكػػف ىػػؿ يعػػد ىػػذا التقييػػد إفػػراغ‬
‫لمحت ػ ػ ػ ػ ػػوى ى ػ ػ ػ ػ ػػذه الحري ػ ػ ػ ػ ػػة‪ ،‬ى ػ ػ ػ ػ ػػذا م ػ ػ ػ ػ ػػا سنوض ػ ػ ػ ػ ػػحو م ػ ػ ػ ػ ػػف خػ ػ ػ ػ ػ ػالؿ الفص ػ ػ ػ ػ ػػؿ الت ػ ػ ػ ػ ػػالي‪.‬‬

‫‪ -1‬وفي ىذا الشأف صادقت الجزائر عمى اتفاقية نيويورؾ لسنة ‪ 1958‬بموجب القانوف رقـ ‪/18‬‬
‫‪88‬المؤرخ في ‪ 13 / 07 / 1988‬والمتعمؽ باالعتراؼ وبتنفيذ الق اررات التحكيمية‪ ،‬كما صدر المرسوـ‬
‫التشريعي رقـ ‪ 93 / 09‬المتعمؽ بالتحكيـ التجاري الدولي‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الفصل الثاني‬
‫ضوابط تنظيم حرية االستثمار‬
‫يرى الفقيو ‪ André Hauriou‬بأف القانوف الدستوري ىو تنظيـ الحرية ‪ -‬وال شؾ انو أمر‬
‫محبذ‪ -‬إال انو يجب في نظره عدـ األخذ بو بصفة مطمقة إذ يؤدي ىذا القوؿ إلى‬
‫سيولة االعتقاد بعدـ وجود حدود لمنزعة نحو الحرية‪ ،‬والحقيقة أف الحرية إذا لـ تمارس‬
‫‪1‬‬
‫في حدود‪ ،‬ضوابط أو إطار سمطة منظمة النقمبت لفوضى‪.‬‬
‫وباعتبار انو ال يمكف أف نتصور في إطار السياسة التشريعية الحمائية لممشرع‬
‫الجزائري في المجاؿ االقتصادي أف تكوف حرية االستثمار حتى بمفيوميا الموسع في‬
‫الدستور الجزائري‪ ":‬حرية االستثمار والتجارة" حرية مطمقة‪ ،2‬فيذه الحرية يجب أف‬
‫تمارس في ظؿ المادة ‪ 43‬مف الدستور الجزائري المعدؿ سنة ‪ 32016‬التي حصرت‬
‫تطبيقيا" في ظؿ القانوف"‪.‬‬
‫إذا فإف استمرار الممارسة الحرة لألنشطة االقتصادية مرىونة بالممارسة في إطار‬
‫القانوف‪ ،‬فحرية االستثمار ال تعني أبدا الممارسة دوف قيد أو شرط أو حتى التنصؿ مف‬
‫االلتزامات القانونية السارية المفعوؿ‪ ،‬إنما المقصود منيا أف تمارس في إطار منظـ‪،‬‬
‫واضح‪ ،‬شفاؼ وغير مستثنى لفئة معينة أو شخص معيف بذاتو فاالستثناءات يجب أف‬
‫تخضع لنفس خصائص القاعدة القانونية مف حيث عموميا تجريدىا‪ ،‬والزاميتيا‬
‫وااللتزامات المنصوص عمييا قانونا بخصوص األنشطة االقتصادية يجب أف تكوف‬
‫ممزمة لمجميع وال تستثني إال ما استثناه القانوف بنص صريح‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد سرحاؿ‪ .‬النظـ السياسية في لبناف وكافة الدوؿ العربية‪ .‬لبناف‪ :‬دار الفكر العربي الطبعة‬
‫األولى‪ 1990 ،‬ص ص ‪.15-14‬‬
‫‪ -2‬عميروش فتحي‪” .‬التكريس الدستوري لحرية االستثمار في الجزائر‪ ”.‬مجمة الحقوؽ والعموـ‬
‫السياسية ‪ )2017( ASJP‬ص ‪.1235-1226‬‬
‫‪ -3‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ومف ثمة حددت المادة ‪ 03‬مف قانوف ترقية االستثمار‪1‬إضافة إلى بعض النصوص‬
‫القانونية األخرى‪ ،‬ضوابط لممارسة حرية االستثمار‪ ،‬وىو ما عبر عنو بعض الفقياء‬
‫والباحثيف بمصطمح "القيود"‪.‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫القيود الواردة عمى إنشاء االستثمارات‬
‫سنتناوؿ مف خالؿ ىذا المبحث القيود التي أوردىا المشرع مف خالؿ القانوف المتعمؽ‬
‫باالستثمار والقوانيف المرتبطة بتنفيذه‪ ،‬وذلؾ خالؿ مرحمة نشأة االستثمار بمطمبيف‬
‫األوؿ بعنواف القيود المتعمقة بالنشاطات المستثناة مف االستثمار فييا بحرية‪ ،‬والثاني‬
‫بعنواف القيود المتعمقة بإجراءات إنشاء االستثمار‪.‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫القيود المتعمقة بالنشاطات المستثناة من االستثمار فيها بحرية‬
‫لـ يترؾ المشرع لممستثمر كامؿ الحرية فيما يخص بعض األنشطة موضوع‬
‫االستثمارات‪ ،‬فاألصؿ حرية المستثمر في انجاز المشروع االستثماري الذي يريده‬
‫استثناءا قيدت بعض األنشطة بضرورة الحصوؿ عمى إذف إداري مسبؽ‪ ،‬ومنع بعضيا‬
‫لمخالفتيا لنظاـ العاـ واآلداب العامة باعتبارىا مخصصة الحتكار الدولة‪ ،‬ومف ثمة‬
‫سنتناوؿ مف خالؿ الفرع األوؿ النشاطات المقننة‪ ،‬وفي الفرع الثاني النشاطات‬
‫المحتكرة‪ ،‬والنشاطات الممنوعة‪.‬‬

‫‪-1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الفرع األول‪:‬‬
‫النشاطات المقننة‬
‫أشار المشرع الجزائري إلى مصطمح النشاطات والميف المقننة‪ 1‬كقيد مف القيود‬
‫الواردة عمى حرية االستثمار في القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار الذي‬
‫ييدؼ إلى تحديد النظاـ المطبؽ عمى االستثمارات الوطنية واألجنبية المنجزة في‬
‫النشاطات االقتصادية إلنتاج السمع والخدمات‪ ،‬بنصو في المادة ‪ 03‬منو عمى أنو‪":‬‬
‫تنجز االستثمارات المذكورة في أحكاـ ىذا القانوف في ظؿ احتراـ القوانيف والتنظيمات‬
‫المعموؿ بيا‪ ،‬السيما تمؾ المتعمقة بحماية البيئة‪ ،‬وبالنشاطات والميف المقننة‪ ،‬وبصفة‬
‫عامة بممارسة النشاطات االقتصادية‪ ،".‬دوف أف يتـ التطرؽ إلى تحديد معناىا أو‬
‫المقصود منيا‪ ،‬وىو ما دفعنا إلى العودة إلى مختمؼ النصوص القانونية التي تـ فييا‬
‫تعريؼ أو حصر النشاطات والميف المقننة‪.‬‬
‫ومف ثمة تـ اإلشارة إلى مصطمح مقارب ضمف قانوف العقوبات بالمادة ‪ 2243‬التي‬
‫نصت عمى‪ ":‬كؿ مف استعمؿ لقبا متصال بمينة منظمة قانونا أو شيادة رسمية أو‬
‫صفة حددت السمطة العمومية شروط منحيا أو ادعى لنفسو شيئا مف ذلؾ بغير أف‬
‫يستوفي الشروط المفروضة يعاقب بالحبس مف ثالثة أشير إلى سنتيف وبغرامة مالية‬
‫مف ‪ 500‬د ج إلى ‪ 5000‬دج أو بإحدى العقوبتيف‪ ".‬ما يفيـ مف خالؿ أحكاـ ىذه‬

‫‪ - 1‬لقد كانت اإلشارة إلى ىذا المصطمح في الجانب المتعمؽ باالستثمار وليدة سنة ‪ 1993‬في إطار‬
‫المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 12-93‬المتعمؽ بترقية االستثمار ‪ ،‬أيف اكتفى فييا المشرع بمصطمح‬
‫النشاطات المقننة دوف التطرؽ إلى مصطمح الميف واستمر الحاؿ عمى ما ىو عميو في إطار األمر‬
‫رقـ ‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 2001-08-20‬المتعمؽ بتطوير االستثمار المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ‬
‫‪ 08-06‬في نص المادة ‪ ، 04‬إلى أف صدر القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪،2016-08-03‬‬
‫المتعمؽ بترقية االستثمار ليتـ إدراج مصطمح النشاطات والميف المقننة ضمف نص المادة ‪ 03‬منو‪.‬‬
‫‪ -2‬قانوف رقـ ‪ 19-15‬المؤرخ في ‪ ،2015-12-30‬يعدؿ ويتمـ األمر رقـ ‪ 156-66‬المؤرخ في‬
‫‪ 1966-07-08‬المتضمف قانوف العقوبات‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،71‬الصادرة في ‪.2015-12-30‬‬

‫‪43‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المادة أف المشرع الجزائري استعمؿ مصطمح " مينة منظمة قانونا"‪ ،‬وذلؾ لمداللة عمى‬
‫النشاطات المقننة‪ ،‬وىي تمؾ الميف التي تكوف موضوع تنظيـ خاص‪.1‬‬
‫وفي ظؿ القواعد المنظمة لإلدارة تـ اإلشارة إلى فكرة النشاطات المقننة واعطاء‬
‫أمثمة عنيا‪ ،‬باستعماؿ مصطمح األعماؿ المقننة في نص المادتيف ‪ 02‬و‪ 10‬مف‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 01-91‬المحدد لصالحيات وزير الداخمية‪ ،2‬حيث نصت المادة‬
‫‪ 10‬منو عمى أنو يعد أو يشارؾ في إعداد التنظيـ الذي يتعمؽ باألعماؿ المقننة مثؿ‬
‫حمؿ السالح ومجاؿ بيع المشروبات والمتفجرات وينشره ويتابعو‪.‬‬
‫وعمى اعتبار أف المادة ‪ 01‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمارات‬
‫حصرت االستثمارات في الجانب االقتصادي الذي لو عالقة وطيدة بالقانوف التجاري‬
‫فإنو مف األجدر البحث عف مفيوـ النشاطات والميف المقننة في إطاره‪ ،‬وقد تـ التطرؽ‬
‫إلى مفيوـ الميف المنظمة في ىذا اإلطار ضمف القانوف رقـ ‪ 22-90‬المتعمؽ بالسجؿ‬
‫التجاري‪ 3‬وبالتحديد المادة ‪ 05‬منو التي جاء في مفيوميا أف الميف المنظمة ىي تمؾ‬
‫التي يشترط لممارستيا امتالؾ مؤىؿ عممي أو ميني‪ ،‬وقد حصرت المادة ‪ 24‬مف‬
‫القانوف رقـ ‪ 08-04‬المتعمؽ بالقيد في السجؿ التجاري‪ 4‬القواعد المطبقة عمى نشاط أو‬

‫‪ -1‬بف ىالؿ نواؿ وبف سعدي فايزة‪ ،‬االستثمار في النشاطات المقننة عمى ضوء قانوف ترقية‬
‫االستثمار الجديد‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ،‬تخصص‪ :‬القانوف العاـ لألعماؿ‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الرحماف ميرة‪ -‬بجاية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2017 -2016 :‬ص ‪ ،9‬التي اقتبست الفكرة عف أوباية‬
‫مميكة‪ ،‬مبدأ حرية االستثمار في القانوف الجزائري‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 01-91‬الممضي في ‪ ،1991-01-19‬المحدد لصالحيات وزير‬
‫الداخمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ 04‬المؤرخة في ‪.1991-01-23‬‬
‫‪ -3‬القانوف رقـ ‪ ،22-90‬الممضي في ‪ ،1990-08-18‬المتعمؽ بالسجؿ التجاري‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫‪ ،36‬المؤرخة في ‪.1990-08-22‬‬
‫‪ - 4‬نصت المادة مف القانوف رقـ ‪ ،08-04‬الممضي في ‪ ،2004-08-14‬المتعمؽ بشروط ممارسة‬
‫األنشطة التجارية‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،52‬المؤرخة في ‪ .2004-08-18‬عمى ما يمي‪ ":‬تخضع شروط‬

‫‪44‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫مينة المقننة في تنظيـ تـ تجسيده في شكؿ المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 234-15‬المحدد‬


‫ل شروط وكيفيات ممارسة األنشطة والميف المنظمة الخاضعة لتسجيؿ في السجؿ‬
‫التجاري‪ ،1‬وقد قاـ ىذا األخير بتعريفيا عمى أنيا أنشطة وميف ليا طابع خصوصي وال‬
‫يسمح بممارستيا إال إذا توفرت فييا الشروط التي يتطمبيا التنظيـ‪ ،‬ومف ثمة حدد‬
‫المياديف التي يمكف االستعانة بيا لمعرفة وتحديد ىذه النشاطات في نص المادة ‪03‬‬
‫منو‪ ،‬والمتمثمة في‪:‬‬
‫‪ -‬النظاـ العاـ‪،‬‬
‫‪ -‬أمف الممتمكات واألشخاص‪،‬‬
‫‪ -‬الحفاظ عمى الثروات الطبيعية والممتمكات العمومية التي تشكؿ الثروة الوطنية‪،‬‬
‫‪ -‬الصحة العمومية‪،‬‬
‫‪-‬البيئة‪.‬‬
‫وبذلؾ نجد أف مجاؿ النشاطات المقننة يشمؿ أكثر قطاع الخدمات الذي ال يمكف‬
‫حصره في نشاط أو أكثر ومف أمثمتو‪ :‬الفندقة‪ ،‬المخابر‪ ،‬النقؿ‪ ،‬السياقة‪ ،‬البنوؾ‪ ،‬وكذا‬
‫األنشطة المصرفية والعالقات الخارجية‪ ،‬والنقؿ الجوي‪ ،‬كما يشمؿ نشاطات خارج‬
‫قطاع الخدمات كاألنشطة المنجمية واألنشطة المتعمقة بقطاع المحروقات التي حصر‬
‫فيو المشرع ممارسة ىذا النشاط عمى الدولة التي يمكف أف تسند ممارستيا لممؤسسات‬
‫الوطنية بشرط الحصوؿ عمى رخصة مف طرؼ الوزير المكمؼ بالمحروقات‪ ،‬وىنا‬
‫يتضح لنا سبب اعتبار النشاطات والميف المقننة استثناء أو قيد عمى مبدأ حرية‬
‫االستثمار الذي أقره التكريس الدستوري لحرية االستثمار في نص المادة ‪ 43‬مف‬

‫وكيفيات ممارسة أي نشاط أو مينة مقننة خاضعة لمتسجيؿ في السجؿ التجاري إلى القواعد الخاصة‬
‫والمحددة بموجب القوانيف والتنظيمات الخاصة التي تحكميا‪".‬‬
‫‪ -1‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 234-15‬الممضي في ‪ ،2015-08-29‬المحدد لشروط وكيفيات‬
‫ممارسة األنشطة والميف المنظمة الخاضعة لمتسجيؿ في السجؿ التجاري‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪،48‬‬
‫المؤرخة في ‪.2015-09-09‬‬

‫‪45‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫دستور الجزائري المعدؿ سنة ‪ ،12016‬والمتمثؿ في إخضاع المشرع الجزائري ممارسة‬


‫العديد مف ىذه النشاطات إلى مجموعة مف اإلجراءات األولية السابقة إلمكانية إنشاء‬
‫االستثمار في القطاع المقنف واستغاللو‪ ،‬ولتوضيح مفيوـ تقييد حرية االستثمار في‬
‫نشاط مقنف اخترنا مجاؿ القطاع المصرفي كمثاؿ‪.‬‬
‫تراجعت الدولة عف احتكار القطاع المصرفي بصفة جزئية حيث تركت الوسائؿ‬
‫الكالسيكية في التعامؿ مع االستثمار المصرفي وفتح بعض النشاطات أماـ الخواص‪،‬‬
‫إلى جانب احتفاظيا بمكانتيا كمستثمر‪ ،‬إال أف استثمار الدولة في ىذا القطاع لتحقيؽ‬
‫استق ارره والحفاظ عمى توازنو لوحدىا ال يكفي‪ ،‬ونظ ار لألىمية اإلستراتيجية ليذا القطاع‬
‫في المجاؿ االقتصادي أدى بالدولة إلى التنازؿ عف ضبط ومراقبة النشاطات‬
‫المصرفية‪ ،‬حيث أسندت سمطة الرقابة لالستثمار في المجاؿ المصرفي مف اإلدارات‬
‫التقميدية إلى ىيئات إدارية مستقمة تتمتع بصالحيات واسعة‪ ،‬وعرؼ القطاع المصرفي‬
‫عمى عكس القطاعات االقتصادية األخرى باالزدواجية في سمطة الضبط حيث يتكوف‬
‫مف مجمس النقد والقرض والمجنة المصرفية‪ ،2‬ويعتبر مجمس النقد والقرض سمطة إدارية‬
‫مستقمة في المجاؿ االقتصادي والمالي‪ ،‬حيث انشأ بموجب القانوف رقـ ‪10-90‬‬
‫المتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،3‬إذ قامت الجزائر بموجب ىذا القانوف بتنظيـ مينة الصرؼ‬

‫‪ -1‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬أنشأت بموجب القانوف رقـ ‪ 10-90‬المتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬تتولى ميمة رقابة مدى احتراـ البنوؾ‬
‫والييئات المالية لألحكاـ التشريعية والتنظيمية‪ ،‬واحتراـ قواعد سير المينة‪ ،‬إضافة إلى توقيع عقوبات‬
‫تأديبية عمى المخالفيف لمقواعد القانونية وأخالقيات المينة‪.‬‬
‫‪ -3‬القانوف رقـ ‪ ،10-90‬مؤرخ في ‪ ،1990-04-14‬يتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪،16‬‬
‫الصادر في ‪(،1990-04-18‬الممغى)‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫وفتح مجاليا لالستثمار الوطني واألجنبي‪ ،‬كما سمح ىذا القانوف بإنشاء البنوؾ‬
‫‪1‬‬
‫والمؤسسات المالية بعدما كانت الدولة ىي التي تنشئيا‪.‬‬
‫تـ تعديؿ ىذا القانوف بموجب األمر رقـ ‪ 01-01‬المعدؿ لمقانوف رقـ ‪ 10-90‬المتعمؽ‬
‫بالنقد والقرض‪ ،2‬إال أف ىذا األخير لـ يأت بجديد فيما يخص تنظيـ مينة البنوؾ‪ ،‬إذ‬
‫أصبح ينفرد بالسمطة النقدية فقط‪ ،‬وعمى ىذا األساس جاء األمر رقـ ‪ 11-03‬المتعمؽ‬
‫بالنقد والقرض‪ 3‬وذلؾ إللغاء جميع األحكاـ السابقة حيث يعتبر وسيمة مشرعة في‬
‫المجاؿ المصرفي‪ ،‬كما يالحظ أف ىذا القانوف استبقى عمى ضرورة الحصوؿ عمى‬
‫الترخيص المسبؽ لمزاولة النشاط المصرفي باعتباره نشاط مقنف وحساس إال انو طرأت‬
‫تغيرات عمى ىذا القطاع وذلؾ مف خالؿ الجية المختصة لمنحو إذ لـ يعد منح‬
‫الترخيص المسبؽ مف اختصاص مجمس النقد والقرض فقط وانما لمحافظ بنؾ الجزائر‬
‫طبقا لنص المادة ‪ 92‬الفقرة ‪ 04‬مف األمر رقـ ‪ 11-03‬سابؽ الذكر‪ ،‬وكذا نص المادة‬
‫‪ 08‬مف النظاـ رقـ ‪ 02-06‬المحدد لشروط إقامة فرع بنؾ ومؤسسة مالية أجنبية‪.4‬‬

‫‪ -1‬بف ىالؿ نواؿ وبف سعدي فايزة‪ ،‬االستثمار في النشاطات المقننة عمى ضوء قانوف ترقية‬
‫االستثمار الجديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -2‬االمر رقـ ‪ ،01-01‬المؤرخ في ‪ ،2001-02-27‬المعدؿ والمتمـ لمقانوف رقـ ‪ ،10-90‬المؤرخ‬
‫في ‪ ،1990-04-14‬المتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬عدد ‪ ،14‬صادر في ‪.2001-02-28‬‬
‫‪ -3‬األمر ‪ ،11-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-08-27‬يتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪،52‬‬
‫الصادر في ‪ ،2003-08-27‬معدؿ متمـ‪ ،‬باألمر رقـ ‪ 01-09‬مؤرخ في ‪،2009-07-22‬‬
‫يتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة ‪ ،2009‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ ،44‬صادر في ‪،2009-07-26‬‬
‫واألمر رقـ ‪ 04-10‬مؤرخ في ‪ ،2010-08-26‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ 50‬صادر في ‪،2010-12-01‬‬
‫متمـ بموجب القانوف رقـ ‪ 08-13‬مؤرخ في ‪ ،2013-12-30‬يتضمف قانوف المالية لسنة ‪،2014‬‬
‫ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪ ،68‬صادر في ‪.2013-12-31‬‬
‫‪-4‬نظاـ رقـ ‪ ،02-06‬مؤرخ في ‪ ،2006-09-24‬يحدد شروط إقامة فرع بنؾ ومؤسسة مالية‬
‫أجنبية‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،77‬الصادر في ‪.2006-12-02‬‬

‫‪47‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ومف ثمة نالحظ أف التقييد المفروض عمى حرية االستثمار في ىذه الجزئية يتمثؿ في‬
‫ضرورة الحصوؿ عمى ترخيص مف الجية المختصة المتعمقة بالقطاع الم ارد انجاز‬
‫مشروع استثماري ضمنو‪ ،‬ومف ثمة تـ تقييد حرية المستثمر مف حيث موضوعيا‬
‫ومحميا بعدـ ترؾ الحرية لو الختيار ومباشرة المشروع االستثماري الذي يرده لربط‬
‫إمكانية االستغالؿ في كؿ قطاع بمجموعة مف الشروط الخاصة‪ ،‬وكذلؾ بإخضاع‬
‫المستثمر لعدة جيات‪ ،‬بينما كاف في اإلمكاف إجماؿ سمطة منح الترخيص إلى ىيئة‬
‫واحدة تختص بمجاؿ االستثمار والمتمثمة في الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬ناىيؾ‬
‫عف أف إخضاع المستثمر لمجموعة مف القوانيف قد يؤدي إلى وقوعو في تعارض كما‬
‫ىو الحاؿ في القطاع الصيدالني‪ ،‬إذ ال يمنح الترخيص في ىذا المجاؿ‪ ،‬إال مف خالؿ‬
‫تأكد المجنة الوالئية أف لدى المستثمر محال مينيا وأنو يممؾ لذلؾ كافة التجييزات‬
‫الضرورية‪ ،‬بمعنى وجود استثمار منشئ‪ ،‬في حيف أف قانوف االستثمار يشترط أف يكوف‬
‫التسجيؿ مرفقا بالوثائؽ التي يشترطيا التشريع المعموؿ بو بما في ذلؾ الترخيص‪،‬‬
‫وبذلؾ يجد المستثمر نفسو في تناقض واضح إذ ال يمكنو الحصوؿ عمى رخصة‬
‫االستغالؿ التي يشترط فييا وجود استثمار منشئ وال يمكف لو الدخوؿ في ىذا األخير‬
‫كونو يتوقؼ عمى صدور ترخيص لممارستو‪ ،‬وفي حاؿ غامر المستثمر وأنشأه قد ال‬
‫يتحصؿ عمى الترخيص في نياية المطاؼ‪ ،‬وىو ما يعد مساسا بحرية االستثمار‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫النشاطات المحتكرة والممنوعة‬
‫ظيرت النشاطات المخصصة والمحتكرة منذ تبني أوؿ قانوف لالستثمارات‪ ،‬حيث‬
‫بعد االستقالؿ مباشرة فرضت الدولة سيطرتيا عمى المجاؿ االقتصادي‪ ،‬وخاصة‬
‫النشاطات غير المفتوحة لممنافسة ذات الطابع حيوي لدولة أو لممواطنيف‪ ،‬موكمة بذلؾ‬
‫ميمة تسييرىا لمؤسساتيا العمومية‪ ،‬و لقد كاف لمشعب دور في إرساء ذلؾ‪ ،‬لمنحو كؿ‬
‫الثقة لمدولة ومؤسساتيا باعتبارىا المؤسسة الوحيدة التي يمكف أف تعمؿ عمى تنمية و‬
‫رفاىية المجتمع‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ىكذا تكونت سيطرة الدولة عمى النشاطات المتعمقة بالتبغ والكبريت‪ ،‬النقؿ بالسكؾ‬
‫الحديدية‪ ،‬وصناعة وتسويؽ المواد المتفجرة‪ ،‬واستمر ذلؾ إلى غاية الثمانينات أيف‬
‫تزعزعت الثقة بالدولة‪ ،‬وفي تحكميا في زماـ األمور‪ ،‬نتيجة األزمة االقتصادية التي‬
‫مرت بيا الجزائر‪ ،‬مما دفع بالسمطات السياسية التفكير في إعادة النظر‪ ،‬في عالقة‬
‫الدولة بالنشاط االقتصادي ليبدأ بذلؾ حجـ القطاعات المخصصة يتناقص لصالح‬
‫القطاع الخاص‪.‬‬
‫إضافة لمنشاطات المحتكرة منع المشرع الجزائري إتياف بعض األنشطة التجارية‬
‫لمحفاظ عمى النظاـ العاـ واآلداب العامة مف ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬إصدار أو بيع أو المتاجرة في عالمات نقدية تحؿ محؿ النقود الحقيقية التي‬
‫تصدرىا السمطة العامة وتعد ىذه األعماؿ جنحا بموجب نص المادة ‪ 202‬مف قانوف‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫‪ -‬األنشطة المتعمقة بالقمار والرىاف‪ ،‬التي حضرتيا المادة ‪،612‬‬
‫‪ -‬المتاجرة بالمخدرات طبقا لنص المادة ‪ 243‬مف القانوف رقـ ‪ 05-85‬المتعمؽ‬
‫بحماية الصحة وترقيتيا المعدؿ والمتمـ‪،1‬‬
‫‪ -‬التقميد فيما يتعمؽ ببراءات االختراع والعالمات طبقا ألحكاـ القانوف المتعمؽ ببراءة‬
‫االختراع‪ 2‬والعالمات‪.3‬‬

‫‪-1‬القانوف رقـ ‪ ،05-85‬المؤرخ في ‪ ،1985-02-16‬المتعمؽ بحماية الصحة وترقيتيا‪ ،‬ج ر ج ج‬


‫العدد ‪ ،08‬الصادرة في ‪ ،1985-02-17‬المعدؿ والمتمـ بموجب األمر رقـ ‪ 07-06‬المؤرخ في‬
‫‪،2006-07-15‬ج ر ج ج العدد ‪ 47‬الصادرة في ‪.2006-07-19‬‬
‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ 07-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-07-19‬المتعمؽ ببراءات االختراع‪ ،‬ج ر ج ج العدد‬
‫‪ 44‬المؤرخ في ‪.2003-07-23‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ 06-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-07-19‬المتعمؽ بالعالمات‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪54‬‬
‫الصادرة في ‪.2005-08-07‬‬

‫‪49‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ويظير التقييد لحرية االستثمار ىنا كما ىو الحاؿ بالنسبة لنشاطات المقننة‪ ،‬مف خالؿ‬
‫تقييد موضوع ومحؿ االستثمار‪ ،‬فيكوف لممستثمر بذلؾ اختيار مشروعو االستثماري في‬
‫حدود النشاطات المسموح بيا قانوف‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫القيود المتعمقة بالمعامالت اإلدارية الخاصة بإنشاء االستثمارات‬
‫نص المشرع الجزائري في اإلطار الدستوري عمى ضرورة الرجوع إلى القوانيف‬
‫لتجسيد حرية االستثمار في إطارىا‪ ،‬وبالرجوع إلى القوانيف المنظمة لالستثمارات في‬
‫الجزائر نجد بأنو قد تـ إقرار مجموعة مف اإلجراءات اإلدارية التي يتعيف عمى‬
‫المستثمر المرور بيا ليتمكف مف إنشاء مشروعو استثماري‪ ،‬وىو ما سنعرضو في ىذا‬
‫المطمب مف خالؿ فرعيف األوؿ سنتناوؿ مف خاللو المعاممة اإلدارية لممستثمر في‬
‫إطار القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬ومف ثمة اإلجراءات القانونية‬
‫التي يتعيف عمى المستثمر المرور بيا لتمكف مف مباشرة مشروعو في إطار القوانيف‬
‫ذات الصمة باالستثمار في الفرع الثاني‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية المقيدة لممستثمر في إطار القانون رقم ‪22-06‬‬
‫عم ػػى اعتب ػػار أف المس ػػتثمر األجنب ػػي ي ارعػ ػي ف ػػي بحث ػػو إلقام ػػة مش ػػروعو االس ػػتثماري‬
‫المناخ االستثماري المناسب الذي يقوـ عمػى إجػراءات مبسػطة واضػحة‪ ،‬ذات مصػداقية‪،‬‬
‫وفعال ػػة تضػ ػػمف لػ ػػو انجػ ػػاز مشػ ػػروعو دوف الم ػػرور بػ ػػالروتيف اإلداري المتمثػ ػػؿ فػ ػػي كث ػ ػرة‬
‫اإلج ػراءات وعػػدـ وضػػوح الق ػ اررات والتبػػاطؤ فػػي أداء العمػػؿ‪ ،‬وىػػو مػػا عمػػد إليػػو المشػػرع‬
‫الج ازئػػري فػػي القػػانوف المػػنظـ لموضػػوع االسػػتثمار وذلػػؾ بتخفيػػؼ اإلجػراءات التػػي يتعػػيف‬
‫عمى المستثمر المرور بيا إال انو خص المستثمر األجنبي بإجراءات خاصػة فػي مرحمػة‬
‫ما‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫فنصت المادة ‪ 04‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪1‬عمى إخضاع‬


‫االستثمارات قبؿ انجازىا لمتسجيؿ لدى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار مف أجؿ‬
‫االستفادة مف المزايا المقررة في أحكاـ القانوف السابؽ الذكر‪ ،‬وفي صمب ىذا النص‬
‫نجد أف المشرع لـ يعمؿ عمى التمييز في ىذه النقطة بيف المستثمر األجنبي والوطني‬
‫كما ىو عميو الحاؿ في إطار األمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار المتمـ‬
‫بموجب األمر رقـ ‪ 01-09‬المتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة ‪ 22009‬في مادتو‬
‫رقـ ‪ 58‬التي حررت كما يأتي‪" :‬المادة ‪ 4‬مكرر ‪:1‬تخضع االستثمارات األجنبية‬
‫المنجزة في النشاطات االقتصادية إلنتاج السمع والخدمات قبؿ انجازىا إلى تصريح‬
‫باالستثمارات لدى الوكالة المذكورة في المادة ‪ 6‬أدناه‪".‬كما نصت المادة ‪ 62‬مف األمر‬
‫‪ 01-09‬المتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة ‪ 2009‬المحررة كما يأتي‪ " :‬المادة ‪4‬‬
‫مكرر‪ : 1‬يجب عمى استثمارات األجنبية المنجزة بالشراكة مع المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪ ،‬أف تستوفي الشروط المنصوص عمييا في المادة ‪ 4‬مكرر أعاله‪ ،"...‬فقط‬
‫عمد مف خالؿ ىذه اإلضافة إلى خصخصة إخضاع المستثمر األجنبي إلى التصريح‬
‫باالستثمار لدى الوكالة دوف ربط ىذا التصريح باالستفادة مف المزايا المقررة باألمر رقـ‬
‫‪ 01-03‬المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬بؿ جعمو مجرد إجراء يتعيف عمى المستثمر‬
‫األجنبي حتى في حاؿ عدـ رغبتو في االستفادة مف المزايا المقررة مف الدولة الجزائرية‬
‫المرور بو‪ ،‬كما أضافت المادة المضافة بموجب األمر رقـ ‪301-09‬مجموعة مف‬
‫الشروط مف بينيا عدـ إمكانية انجاز االستثمار األجنبي إال في إطار شركة تكوف فيو‬
‫نسبة المساىمة الوطنية المقيمة داخؿ الوطف بنسبة ‪ 51‬بالمائة عمى األقؿ مف رأس‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ 01-09‬الممضي في ‪ ،2009-07-22‬المتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة‬
‫‪ ،2009‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ 01-09‬الممضي في ‪ ،2009-07-22‬المتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة‬
‫‪ ،2009‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الماؿ االجتماعي‪ ،‬فقد حدد المشرع الجزائري بذلؾ الحد األدنى لممساىمة الوطنية التي‬
‫يقصد بيا جمع عدة شركاء‪.‬‬
‫كما ألزمت إخضاع كؿ مشروع استثمار أجنبي مباشر أو بالشراكة مع رؤوس أمواؿ‬
‫أجنبية إلى الدراسة المسبقة مف المجمس الوطني لالستثمار الوارد النص عميو بالمادة‬
‫‪ 18‬مف األمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬وبما أننا نتحدث عف الدراسة‬
‫فإف ىذه األخيرة تكوف عف طريؽ اقتراح تدابير تحفيزية لالستثمار كما يقدـ المجمس‬
‫لمحكومة اقتراحات في مجاؿ تطوير االستثمار إضافة إلى تحديد المناطؽ المستفيدة‬
‫مف المزايا التي تمنح لمنظاـ الخاص االستثنائي ونشير أف المجمس الوطني لالستثمار‬
‫يتدخؿ في االستثمارات الوطنية في حالة ما إذا تـ إنشاء ىذه االستثمارات في إطار‬
‫شراكة مع األجانب‪ ،‬وكذا في حالة ما إذا طمب االستفادة مف امتيازات النظاـ العاـ في‬
‫المشاريع التي تتجاوز قيمتيا أو تساوي ‪ 500‬مميوف دينار جزاري‪ ،‬ىذا خالؿ تعديؿ‬
‫‪ 2009‬ومميار و‪ 500‬مميوف دينار جزائري بعد تعديؿ ‪ ،12012‬ومف خالؿ ما تقدـ‬
‫يتضح لنا أف المشرع الجزائري سف أحكاـ في قانوف المالية تتعارض مع مضموف‬
‫المادة ‪ 14‬مف األمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار التي كرست صراحة مبدأ‬
‫عدـ التمييز بيف المستثمر األجنبي و الوطني‪ ،‬وىو ما جعمو يتدارؾ ذلؾ في القانوف‬
‫رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬بإخضاعو االستثمارات بصفة عامة سواء‬
‫األجنبية أو الوطنية لمتسجيؿ لدى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار قبؿ انجازىا‪،2‬‬
‫وذلؾ ليس كشرط لمباشرة المشروع االستثماري في حد ذاتو‪ ،‬وانما تقدـ إف كاف‬
‫لممستثمر رغبة في االستفادة مف المزايا المقررة في القانوف سابؽ الذكر‪ ،‬وقد أحاؿ‬

‫‪ -1‬حماني نجيمة وحارو نعيمة‪ ،‬معاممة االستثمار األجنبي في القانوف الجزائري بيف المساواة‬
‫والتمييز‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ شعبة قانوف األعماؿ‪ /‬تخصص القانوف العاـ‬
‫لألعماؿ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬تاريخ المناقشة‪ ،2015-06-24 :‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -2‬ويتجسد ىذا اإلجراء في تقديـ استمارة تمثؿ شيادة تسجيؿ تقدميا الوكالة وفؽ األشكاؿ المحددة‬
‫موقعة في ختاميا مف طرؼ المستثمر أو وكيمو‪ ،‬أنظر الممحؽ رقـ ‪ 01‬و‪.02‬‬

‫‪52‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المشرع عمى التنظيـ مف أجؿ تنظيـ مسألة التسجيؿ التي صدر لتنظيميا المرسوـ‬
‫التنفيذي المحدد لكيفيات تسجيؿ االستثمار وكذا شكؿ ونتائج الشيادة المتعمقة بو رقـ‬
‫‪ ،1102-17‬الذي حدد كيفيات تسجيؿ االستثمارات واآلثار المرتبطة بو وضبط شكؿ‬
‫الوثائؽ التي يفضي إلييا ىذا اإلجراء وكذا القواعد التي تحكـ تعديميا‪.‬‬
‫وقد أكدت المادة ‪ 04‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 102-17‬المحدد لكيفيات تسجيؿ‬
‫االستثمارات وكذا شكؿ ونتائج الشيادة المتعمقة بو‪2‬عمى طرحنا السابؽ في كوف‬
‫الغرض مف التسجيؿ المفروض مف المشرع الجزائري ىو الحصوؿ عمى‪ :‬مزايا االنجاز‬
‫المنصوص عمييا في القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬و‪/‬أو الخدمات‬
‫المقدمة مف طرؼ الييئات الالمركزية لموكالة الوطنية لتطوير االستثمار التي تدعى‬
‫في صمب النص الوكالة‪.،‬وشيادة تسجيؿ االستثمار تصبح باطمة إذا لـ يعرؼ‬
‫‪3‬‬
‫المشروع الذي يتعمؽ بيا البدء في االنجاز بمرور سنة مف تسميميا‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف المشرع الجزائري ربط االستفادة مف المزايا في المشاريع التي‬
‫يساوي أو يفوؽ مبمغيا خمسة ماليير دينار جزائري ‪ 5.000.000.000‬دج‪ ،‬وتمؾ‬
‫التي تمثؿ أىمية خاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني بموافقة المجمس الوطني لالستثمار‬

‫‪ -1‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ ،102-17‬مؤرخ في ‪ ،2017-03-05‬يحدد كيفيات تسجيؿ االستثمارات‬


‫وكذا شكؿ ونتائج الشيادة المتعمقة بو‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ 16‬الصادرة بتاريخ ‪.2017-03-08‬‬
‫‪ -2‬نص المادة ‪" :‬يتـ تسجيؿ االستثمار بغرض الحصوؿ عمى مزايا االنجاز المنصوص عمييا في‬
‫القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ 29‬شواؿ عاـ ‪ 1437‬الموافؽ ‪ 3‬غشت سنة ‪ 2016‬والمذكورة أعاله‪،‬‬
‫و‪/‬أو الخدمات المقدمة مف طرؼ الييئات الالمركزية لموكالة الوطنية لتطوير االستثمار التي تدعى في‬
‫صمب النص الوكالة ‪."...‬‬
‫‪ -3‬يقصد بالبدء في االنجاز ‪ -:‬أوال‪ :‬الحصوؿ عمى التراخيص بالنسبة لمنشاطات المقننة والمصادقة‬
‫عمى دراسة األثر بالنسبة لمنشاطات المصنفة واعداد السجؿ التجاري لبقية النشاطات‪ ،‬عندما يتعمؽ‬
‫األمر باستثمار اإلنشاء‪ - ،‬ثانيا‪ :‬العممية األولى مف اقتناء السمع المستفيدة مف المزايا الجبائية بالنسبة‬
‫الستثمارات التوسع واعادة التأىيؿ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 14‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 102-17‬المحدد لكيفيات تسجيؿ‬
‫االستثمارات وكذا شكؿ ونتائج الشيادة المتعمقة بو‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫اإلجراءات المقيدة لممستثمر في إطار القوانين ذات الصمة باالستثمار‬
‫يمر المستثمر قبؿ التمكف مف انجاز مشروعو االستثماري بمجموعة مف اإلجراءات‬
‫القانونية الواردة بمجموعة مف القوانيف ذات الصمة باالستثمار منيا قانوف المتعمؽ‬
‫بالممارسات التجارية‪ ،‬قانوف حماية المستيمؾ‪ ،‬ومختمؼ القوانيف المتعمقة بالبيئة‪ ،‬النقؿ‪،‬‬
‫والمواصالت‪...‬الخ‪.‬‬
‫ولسعة النشاطات التي تقاـ فييا االستثمارات واختالؼ اإلجراءات المتعمقة بكؿ‬
‫مجاؿ منيا ارتأينا اإلشارة إلى بعض اإلجراءات المنصوص عمييا بصفة عامة‬
‫واألخرى الواردة بصفة خاصة سنذكرىا كما يمي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬نصت التقنينات بصفة عامة عمى وجوب الحصوؿ عمى الترخيص باالستثمار‬
‫الذي يعد إجراء وقائيا‪ ،‬يمكف اإلدارة أو السمطات العامة مف ممارسة رقابة جدية عمى‬
‫بعض األنشطة التي تخضع إلى دراسة مدققة ومفصمة عمى أساسيا يقبؿ المشروع‬
‫االستثماري مع احتفاظ السمطة اإلدارية بصالحية وضع شروط متباينة عمى حسب‬

‫‪ -1‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 102-17‬المحدد كيفيات تسجيؿ االستثمارات وكذا شكؿ ونتائج الشيادة‬
‫المتعمقة بو‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬عرؼ عمى أنو إجازة العمؿ واإلذف بو فيو مظير مف مظاىر سمطات اإلدارة‪ ،‬يراد بو إجازتيا‬
‫وموافقتيا عمى منح شخص اإلذف لمقياـ بنشاط اقتصادي معيف‪ ،‬بحيث ال يمكف االلتحاؽ بذلؾ النشاط‬
‫ومزاولتو إال بعد الحصوؿ عمى ذلؾ أو تمؾ الموافقة‪ ،‬منقوؿ عف أوباية مميكة‪ ،‬المعاممة اإلدارية‬
‫لالستثمار في النشاطات المالية وفقا لمقانوف الجزائري‪،‬أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه في العموـ‪،‬‬
‫التخصص‪ :‬القانوف‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2016 ،‬ص ‪.291‬‬

‫‪54‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫النشاط المطموب‪ ،1‬ويكوف ىذا اإلجراء سابؽ عمى انجاز المشروع االستثماري‪ ،‬وعمى‬
‫عكس إجراء التسجيؿ السابؽ ذكره‪ ،‬يعد إجراء إلزاميا يتعيف عمى المستثمر المرور بو‬
‫مف أجؿ انجاز مشروعو‪ ،‬والحصوؿ عمى الترخيص يكوف مف الجية المختصة التي‬
‫تتعدد عمى حسب مجاؿ النشاط محؿ االستثمار‪،‬فيخضع مثال استيراد النشرات الدورية‬
‫األجنبية إلى ضرورة الحصوؿ عمى ترخيص مسبؽ مف طرؼ سمطة ضبط الصحافة‬
‫المكتوبة‪ ،‬وىذا حسب المادة ‪ 37‬مف القانوف العضوي رقـ ‪ 05-12‬المتعمؽ باإلعالـ‪.2‬‬
‫‪ -2‬إلزاـ المتعامؿ االقتصادي الخاضع لمقانوف الجزائري الراغب في انجاز استثمار أو‬
‫فتح مكتب تمثيؿ في الخارج بالحصوؿ عمى ترخيص مسبؽ يمنحو إياه مجمس النقد‬
‫والقرض بناءا عمى طمب يقدمو ذلؾ المتعامؿ االقتصادي‪ ،‬حسب ما جاء في المادتيف‬
‫‪ 03‬و‪ 05‬مف النظاـ رقـ ‪ 04-14‬المتعمؽ بتحديد شروط تحويؿ رؤوس األمواؿ إلى‬
‫الخارج بعنواف االستثمار في الخارج مف طرؼ المتعامميف االقتصادييف الخاضعيف‬
‫لمقانوف الجزائر‪ ،3‬بحيث يعتبر ىذا النظاـ ميـ مف جانب تكريس فكرة االستثمار‬
‫‪4‬‬
‫العكسي في القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -1‬قادري عبد العزيز‪ ،‬االستثمارات الدولية ( التحكيـ التجاري الدولي ضماف االستثمارات)‪ ،‬ط ‪،02‬‬
‫دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -2‬القانوف رقـ ‪ 05-12‬الممضي في ‪ ،2012-01-12‬المتعمؽ باإلعالـ‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪،05‬‬
‫المؤرخة في ‪.2012-01-29‬‬
‫‪ -3‬انظر المادتيف ‪ 03‬و‪ 04‬مف النظاـ رقـ ‪ 04-14‬المؤرخ في ‪ ،2014-09-29‬يتعمؽ بتحديد‬
‫شروط تحويؿ رؤوس األمواؿ إلى الخارج بعنواف االستثمار في الخارج مف طرؼ المتعامميف‬
‫االقتصادييف الخاضعيف لمقانوف الجزائري‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،63‬الصادرة في ‪.2014-10-22‬‬
‫‪ -4‬حداد ايماف‪ /‬جبالي صونية‪ ،‬النظاـ القانوني لممزايا الممنوحة لممستثمر عمى ضوء أحكاـ القانوف‬
‫رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪55‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ -3‬حدد المشرع الجزائري مف خالؿ نص المادة ‪ 02‬و‪ 03‬مف القانوف التجاري‪ 1‬ما‬
‫يعد أعماال تجارية بحسب الموضوع والشكؿ‪ ،‬ومف خالؿ نص المادة ‪ 04‬األعماؿ التي‬
‫تعد تجارية بالتبعية‪ ،‬وباستقراء نص المادة ‪ 02‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية‬
‫االستثمار‪ 2‬التي حددت المقصود باالستثمار يتضح لنا التداخؿ الموجود بينيما باعتبار‬
‫أف موضوع االستثمار يعد أعماال تجارية بحسب موضوعيا ومف حيث الشكؿ‪ ،‬وبنص‬
‫المادة ‪ 09‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬سابؽ الذكر أعاله عمى إخضاع االستيالؾ الفعمي‬
‫لمزايا االنجاز المتعمؽ باالستثمار المسجؿ إلى شرط القيد في السجؿ التجاري‪ ،‬وحيازة‬
‫رقـ التعريؼ الجبائي بالخضوع لنظاـ جبائي حقيقي‪ ،‬فقد منح لممستثمر بذلؾ صفة‬
‫التاجر وما يترتب عمييا مف التزامات وواجبات وحقوؽ‪.‬‬
‫وليكتسب المستثمر صفة التاجر وجب أف تتوفر فيو مجموعة مف الشروط تتمثؿ‬
‫في‪:‬‬
‫أ‪-‬توفر األىمية التجارية لممستثمر لما يتصؼ بو العمؿ التجاري بعامؿ الصرامة‬
‫والجدية الذي يفرض في ممارسو أىمية األداء التي تمكنو مف تحمؿ عواقب تصرفاتو‬
‫القانونية التي يأتييا سواء كانت تعود عميو بالنفع أو الخسارة‪ ،‬ونظ ار لعدـ التطرؽ إلى‬
‫تحديدىا في القانوف التجاري نعود إلى القواعد العامة الواردة بنص المادة ‪ 40‬مف‬
‫القانوف المدني المعدؿ بالقانوف رقـ ‪ 310-05‬الذي حدد سف الرشد بالنسبة لشخص‬
‫الطبيعي بػ‪ 19 :‬سنة كاممة‪ ،‬وعميو كؿ شخص بمغ ىذه السف يكوف لو ممارسة األعماؿ‬

‫‪ -1‬االمر رقـ ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ ،1975-09-26‬المتضمف القانوف التجاري‪ ،‬ج ر ج ج العدد‬


‫‪ ،11‬الصادرة في ‪ ،1975-09-27‬المعدؿ والمتمـ بموجب القانوف رقـ ‪ 02-05‬مؤرخ في ‪-06‬‬
‫‪ ،2005-02‬ج ر ج ج العدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪.2005-02-09‬‬
‫‪ -2‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ ،1975-09-26‬والمتضمف القانوف المدني‪ ،‬ج ر ج ج العدد‬
‫‪ 78‬الصادرة في ‪ ،1975-09-30‬المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ ‪ 10-05‬الممضي في ‪-06-20‬‬
‫‪ ،2005‬ج ر ج ج العدد ‪ 44‬المؤرخة في ‪.2005-06-26‬‬

‫‪56‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫التجارية‪ ،‬إال أنو استثناءا مف ذلؾ يكوف لمقاصر البالغ مف السف ‪ 18‬سنة بعد ترشيده‬
‫مزاولة التجارة‪ ،1‬أما بالنسبة لمشخص المعنوي أو االعتباري فتقضي المادة ‪ 50‬مف‬
‫القانوف المدني عمى أف أىميتو تكوف في حدود عقد إنشائو أو التي يقررىا القانوف‪.‬‬
‫إال أف ىذه األحكاـ السابؽ ذكرىا تنطبؽ عمى المستثمر الوطني الخاضع لمقانوف‬
‫الوطني‪ ،‬أما بالنسبة لممستثمر األجنبي فإف أىميتو تحدد وفؽ قواعد اإلسناد المذكورة‬
‫بالقانوف المدني في المادة ‪ 210‬التي نصت عمى أنو يسري عمى الحالة المدنية‬
‫لألشخاص وأىميتيـ قانوف الدولة التي ينتموف إلييا بجنسيتيـ‪ ،‬ومع ذلؾ ففي التصرفات‬
‫المالية التي تعقد في الجزائر وتنتج أثارىا فييا إذا كاف أحد الطرفيف أجنبيا ناقص‬
‫األىمية وكاف نقص أىميتو يرجع إلى سبب فيو خفاء ال يسيؿ تبينو عمى الطرؼ األخر‬
‫فإف ىذا السبب ال يؤثر في أىميتو وفي صحة المعاممة‪ ،‬وىو ما يستخمص منو إمكانية‬
‫المستثمر األجنبي القاصر في قانونو الوطني البالغ سف الرشد في القانوف الجزائري‬
‫إنجاز المشاريع االستثمارية في الجزائر وىو ما أكده القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ‬
‫بترقية االستثمار بنصو في المادة ‪ 321‬عمى تمقي األشخاص الطبيعيوف والمعنويوف‬
‫األجانب معاممة منصفة وعادلة فيما يخص الحقوؽ والواجبات المرتبطة باستثمارىـ‪.4‬‬
‫ب‪ -‬أف ال يكوف المستثمر ممنوع مف التسجيؿ في السجؿ التجاري أو ممارسة األنشطة‬
‫التجارية‪ ،‬بأف يكوف قد صدر ضده حكـ ولـ يرد اعتباره وفؽ األحكاـ المبينة في‬
‫القانوف المتعمؽ بشروط ممارسة األنشطة التجارية‪ ،‬كما يشترط أال يكوف في حالة‬
‫تنافي‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع في ذلؾ نص المادة ‪ 05‬مف األمر رقـ ‪ ،59-75‬المؤرخ في ‪ ،1975-09-26‬المتضمف‬


‫القانوف التجاري‪ ،‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ ،1975-09-26‬والمتضمف القانوف المدني‪ ،‬المعدؿ والمتمـ‪،‬‬
‫المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬وقد نص عمى ذلؾ ألوؿ مرة قانوف النقد والقرض رقـ ‪ ،10-90‬مؤرخ في ‪.1990-04-14‬‬

‫‪57‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ج‪ -‬تحصؿ المستثمر األجنبي الطبيعي أو المعنوي عمى بطاقة التاجر األجنبي التي‬
‫تعد بطاقة تعريؼ مينية يحدد نمطيا عف طريؽ القرار المشترؾ بيف وزير الداخمية‬
‫ووزير التجارة‪.‬‬
‫د‪ -‬الخضوع اللتزامات التجار المتمثمة في القيد في السجؿ التجاري‪ ،1‬ومسؾ دفاتر‬
‫تجارية منتظمة‪.2‬‬
‫‪ -4‬كما أورد بعض القيود األخرى الخاصة بممارسة بعض األنشطة كشرط كتابة‬
‫التأميف لضماف حقوؽ الغير المتعامؿ معيـ‪ ،‬وىذا الشرط يتعمؽ ببعض التجار وىـ‬
‫عمى سبيؿ المثاؿ وكاالت السياحة واألسفار‪ ،‬وشرط حفظ السر الميني وضماف توفر‬
‫الضماف المالي أثناء مزاولة النشاط وىي قيود ذات طابع مالي تخضع ليا البنوؾ‬
‫والمؤسسات المالية مثال‪.‬‬
‫كما اشترط المشرع الجزائري احتراـ أعراؼ المينة عمى حسب النشاط المعني‬
‫باالستثمار‪ ،‬وضمانا الحتراـ ىذه االلتزامات تـ ربط تنفيذىا بعقوبات قضائية تكوف في‬
‫صورة جزاءات قضائية يوقعيا القاضي المختص تتجسد في صورة جنح أو مخالفات‬
‫يترتب عمييا الحبس أو غرامة مالية أو كالىما معا‪ ،‬كما قد تكوف عقوبات إدارية‬
‫توقعيا الييئة اإلدارية المنوص بيا ذلؾ‪.‬‬
‫ومما سبؽ نالحظ تعدد جيات القرار فيما يتعمؽ بإنشاء المشروع االستثماري فباإلضافة‬
‫إلى الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬وجدت الجيات اإلدارية الخاصة بكؿ نشاط أو‬
‫مينة مقننة المتعمقة بمنح التراخيص‪ ،‬والمركز الخاص بالتسجيؿ التجاري‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الجيات اإلدارية والمالية األخرى التي يتعيف المرور بيا مف أجؿ تمكف مف إنشاء‬
‫مشروع استثماري‪،‬فيما كاف األجدر توحيد جية القرار وتسييؿ اإلجراءات عمى‬

‫‪ -1‬أنظر المواد ‪ 20 ،19‬مف األمر رقـ ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ ،1975-09-26‬المتضمف القانوف‬


‫التجاري‪ ،‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬انظر المواد ‪10 ،10 ،09‬مكرر‪ 18 ،17 ،16 ،15 ،13،14 ،12 ،11 ،‬مف األمر رقـ ‪-75‬‬
‫‪ 59‬المؤرخ في ‪ ،1975-09-26‬المتضمف القانوف التجاري‪ ،‬المعدؿ والمتمـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المستثمر بصفة أكبر عمال بقاعدة تقريب اإلدارة لممواطف التي سبؽ اإلشارة إلييا أعاله‬
‫بالفصؿ األوؿ‪ ،‬ومف ثمة فإف إظيار تكريس حرية االستثمار مف خالؿ إيجاد الشباؾ‬
‫الوحيد عمى مستوى الوكالة سابقة الذكر ال يكفي لتقريب اإلدارة مف المستثمر‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫القيود الواردة عمى مرحمة انجاز االستثمار وتصفيته‬
‫نظ ار لما لالستثمارات مف تأثير عمى السياسة االقتصادية لمدولة‪ ،‬فإف المشرع خصيا‬
‫بترسانة مف القوانيف عمى مر األزمنة المتعاقبة‪ ،‬ختاميا ما ورد بالدستور الحالي المعدؿ‬
‫سنة ‪ 12016‬الذي اعترؼ بحرية االستثمار دوف ترؾ األمر عمى إطالقو بنصو عمى‬
‫العمؿ بيا في حدود القانوف‪ ،‬ليتموه صدور القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية‬
‫االستثمار‪ ،‬وقد تضمف ىذا األخير مجموعة مف القيود شممت جميع المراحؿ التي يمر‬
‫بيا االستثمار إلى غاية انتيائو‪ ،‬ومف ثمة سنتطرؽ إلى مرحمة إنجاز المشروع‬
‫االستثماري في المطمب األوؿ‪ ،‬وخصصنا المطمب الثاني لمحديث عف تصفية المشروع‬
‫االستثماري‪.‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫القيود المتعمقة بإنجاز االستثمار‬
‫فرض المشرع الجزائري مجموعة مف االلتزامات والواجبات عمى المستثمر أثناء فترة‬
‫إنجازه واستغاللو لممشروع االستثماري مف أجؿ تحقيؽ الغرض المقاـ مف أجمو‪ ،‬وفي‬
‫سبيؿ تحقيؽ ذلؾ قرف ىذه االلتزامات والواجبات بمجموعة مف العقوبات‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬
‫فرض التزامات وواجبات عمى المستثمر‬

‫فرض المشرع عمى المستثمر إتياف مجموعة مف التزامات حتى يتمكف مف مباشرة‬
‫واستغالؿ مشروعو االستثماري‪ ،‬وذلؾ تحت سمطة ورقابة الجية اإلدارية المختصة وىو‬

‫‪ -1‬دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫ما يجعمو مربوطا بالرجوع الدائـ إلى ىذه الجيات التي ليا إقصاء المستثمر مف النشاط‬
‫االقتصادي في كؿ حالة تثبت فييا مخالفتو لألحكاـ المعموؿ بيا‪ ،‬وعمى ذلؾ سنذكر‬
‫بعضا مف ىذه االلتزامات والواجبات عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر في شكؿ مطات‬
‫متتالية كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬يظير تقييد المشرع لممستثمر في مرحمة االنجاز بإلزامو بإنجاز االستثمار المذكور‬
‫في المادتيف األولى والثانية في أجؿ المتفؽ عميو مسبقا مع الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمار‪ ،‬ويبدأ سرياف ىذا األجؿ مف تاريخ التسجيؿ لدى الوكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمارات الذي يبيف بشيادة التسجيؿ الممنوحة لممستثمر‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة عمى ذلؾ يمكف أف تكوف األصوؿ المشتركة لرأس الماؿ التقني المكتسب عف‬
‫طريؽ المزايا موضوع تنازؿ مف أجؿ ممارسة النشاط الذي يتعمؽ باالستثمار المسجؿ‬
‫شرط التحصؿ عمى ترخيص مف الجية المختصة الذي يتجمى إما في الوكالة الوطنية‬
‫لتطوير االستثمار أو مركز تسيير المزايا المختص إقميميا‪ ،‬وفي ىذه الحالة يمزـ‬
‫المشتري أماـ الييئة المختصة بالوفاء بكؿ االلتزامات التي تعيد بيا المستثمر األوؿ‬
‫والتي سمحت باالستفادة مف تمؾ المزايا وفي حالة عدـ التزامو بالوفاء بيا تسحب تمؾ‬
‫المزايا‪.‬‬
‫‪ -‬وفي إطار تشجيع االستثمار في الجزائر مكف المشرع المستثمر األجنبي والوطني‬
‫عمى حد سواء مف بعض المزايا عمى حسب موضوع ومجاؿ النشاط المستثمر فيو‬
‫فنص عمى مزايا مشتركة‪ ،‬وأخرى استثنائية تتعمؽ بحاالت معينة بالنظر ألىمية‬
‫االستثمار لالقتصاد الوطني‪ ،‬أو بالنظر لممنطقة التي يقاـ المشروع االستثماري بيا‬
‫كالجنوب‪ ،‬إال أنو ربط االستفادة مف ىذه المزايا في مرحمة االنجاز بالتسجيؿ المسبؽ‬
‫أماـ الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬والحصوؿ عمى ترخيص المجمس الوطني‬
‫لالستثمار‪ ،‬بعد القياـ بإجراء دراسة مسبقة عمى االستثمار األجنبي‪ ،‬عمى عكس‬
‫االستثمار الوطني الذي ال يتطمب إجراء دراسة مسبقة إال في حالة ما إذا كانت تتجاوز‬
‫االستثمارات في مبمغيا ‪ 500‬مميوف د ج‪ ،‬وذلؾ طبقا لألمر رقـ ‪ 03-01‬الممضي في‬

‫‪60‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ 2001-08-20‬المتعمؽ بتطوير االستثمار والقوانيف المكممة لو التي في أغمبيا‬


‫تتشكؿ في قوانيف المالية‪.‬‬
‫إال انو بالرجوع لمقانوف الحالي المنظـ لالستثمارات القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ‬
‫بترقية االستثمار‪ 1‬فقد نص عمى إخضاع منح المزايا لفائدة االستثمارات التي يساوي‬
‫مبمغيا أو يفوؽ ‪ 5.000.000.000‬دج لمموافقة المسبقة مف المجمس الوطني‬
‫لالستثمار‪ ،‬دوف أف يتطرؽ بالذكر لحالة المستثمر األجنبي بصفة تميزية‪ ،‬وىو ما‬
‫أكدتو المادة ‪ 21‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار سابؽ الذكر أعاله‬
‫التي نصت عمى أنو‪ ":‬مع مراعاة أحكاـ االتفاقيات الثنائية والجيوية والمتعددة األطراؼ‬
‫الموقعة مف قبؿ الدولة الجزائرية‪ ،‬يتمقى األشخاص الطبيعيوف والمعنويوف األجانب‬
‫معاممة منصفة وعادلة فيما يخص الحقوؽ والواجبات المرتبطة باستثماراتيـ‪ ،‬وبإلغاء‬
‫المشرع الجزائري أحكاـ األمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬والمادة ‪ 55‬مف‬
‫القانوف رقـ ‪ 08-13‬المتضمف قانوف المالية لسنة ‪22014‬في أحكاـ المادة ‪،37‬‬
‫وابقائو العمؿ بالنصوص التنظيمية لألمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار إلى‬
‫غاية صدور النصوص التنظيمية المتخذة لتطبيؽ ىذا القانوف‪ ،‬وعمى اعتبار أف قانوف‬
‫المالية التكميمي لسنة ‪ 2009‬وما يميو ال يعد مف بيف النصوص التنظيمية لألمر رقـ‬
‫‪ 03-01‬المتعمؽ بتطوير االستثمار في الشؽ المعد لألمر بإضافة مواد إليو أو‬
‫تعديميا‪ ،‬فإف ىذه المواد باعتبارىا جزء مف األمر تعد ممغاة كما ىو الحاؿ بالنسبة‬
‫لألمر رقـ ‪ 03-01‬سابؽ الذكر‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة لما سبؽ ذكره مكف المشرع الجزائري مف خالؿ المادة ‪ 18‬مف القانوف رقـ‬
‫‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المستثمر المستفيد مف مزايا االنجاز المقررة في‬
‫نفس المادة والمكمفيف بانجاز االستثمار لحساب ىذا األخير‪ ،‬تحويؿ ىذه المزايا إلى‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬القانوف رقـ ‪ 08-13‬المؤرخ في ‪ ،2013-12-30‬المتضمف قانوف المالية لسنة ‪ ،2014‬ج ر ج‬
‫ج العدد ‪ ،68‬الصادرة في ‪.2013-12-31‬‬

‫‪61‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المتعاقديف معو حسب الكيفيات والشروط المحددة عف طريؽ التنظيـ مع تقييد ىذه‬
‫المكنة بموافقة المجمس الوطني لالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬اخضع المشرع االستيالؾ الفعمي لمزايا االنجاز المتعمؽ باالستثمار المسجؿ‪ ،‬لمقيد‬
‫في السجؿ التجاري وحيازة رقـ التعريؼ الجبائي بالخضوع لمنظاـ الجبائي الحقيقي‪،‬‬
‫ومف ثمة ربط االستفادة مف مزايا االستغالؿ بتحرير محضر معاينة الشروع في مرحمة‬
‫االستغالؿ مف طرؼ المصالح الجبائية المختصة إقميميا بموجب طمب مف طرؼ‬
‫المستثمر طبقا لنص المادة ‪ 11‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪،1‬‬
‫وبربط المشرع المستثمر بالمعاممة الضريبية يكوف بذلؾ قد أخضعو لعدـ استقرار‬
‫التشريع الجبائي نظ ار إلى التعديالت التي تط أر عميو خالؿ التعديؿ السنوي في قوانيف‬
‫المالية السنوية أو التكميمية‪ ،‬إلى جانب التعديؿ العشوائي لقانوف االستثمار الذي غالبا‬
‫ما يمس التحفيزات الجبائية‪ ،‬وىو ما يشكؿ ىاجس يؤرؽ المستثمر بصفة عامة‬
‫واألجنبي خاصة إلمكانية تعرضو لالزدواج الضريبي‪ ،‬بفرض ضريبة مزدوجة عميو‬
‫األولى مف طرؼ الدولة المستضيفة لالستثمار‪ ،‬والثانية مف طرؼ دولة الجنسية الذي‬
‫يكوف غالبا لعدـ وجود تنسيؽ بيف الدوؿ في المجاؿ الضريبي مف جية وبيف قانوف‬
‫‪2‬‬
‫االستثمار والضرائب مف جية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬يعد كذلؾ مف بيف القيود التي أخرت التقدـ في مجاؿ االستثمار ضعؼ البنية‬
‫التحتية لو الذي يظير في أزمة توفير العقارات الالزمة لإلقامة المشاريع االستثمارية‪،‬‬
‫تدىور شبكة الطرقات‪ ،‬صغر الموانئ والمطارات الجزائرية‪ ،‬نقص التزويد بالكيرباء‬
‫‪3‬‬
‫والغاز‪ ،‬وكذا المواصالت السمكية والالسمكية‪.‬‬

‫‪ - 1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬بوريحاف مراد‪ ،‬مكانة مبدأ حرية االستثمار في القانوف الجزائري‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ - 3‬بف ىالؿ ندير‪ ،‬المعاممة الضريبية لالستثمارات في قانوف االستثمار الج ازئري‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماستر في الحقوؽ‪ ،‬شعبة القانوف االقتصادي وقانوف األعماؿ‪ ،‬تخصص القانوف العاـ لألعماؿ‪،‬‬
‫جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،2012-2011 ،‬ص ‪.59‬‬

‫‪62‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫‪ -‬كما يتعيف عمى االستثمارات األجنبية المباشرة أو بشراكة المجوء إلى التمويؿ المحمي‬
‫أي إلى البنوؾ والمؤسسات المالية الوطنية لتمويميا دوف المجوء إلى التمويؿ الخارجي‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫لكف أوردت المادة ‪ 65‬مف القانوف رقـ ‪ 16-11‬المتعمؽ بقانوف المالية لسنة ‪2012‬‬
‫استثناءا يتمثؿ في تشكيؿ رأسماؿ واليدؼ مف ذلؾ استخداـ فائض السيولة المتوفرة في‬
‫البنوؾ المحمية وكذلؾ الحد مف المجوء إلى التمويؿ الخارجي الذي يؤدي إلى تحويؿ‬
‫فوائد القروض إلى الخارج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫إضفاء الصيغة العقابية عمى عدم احترام االلتزامات والواجبات‬
‫أقر المشرع الجزائري مف خالؿ المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 104-17‬المتعمؽ بمتابعة‬
‫االستثمارات والعقوبات المطبقة في حالة عدـ احتراـ االلتزامات والواجبات المكتتبة‪،2‬‬
‫بتوقيع عقوبات تتمثؿ في تعميؽ حقوؽ المستثمر المتخمؼ في المزايا الممنوحة لو‪،‬‬
‫وذلؾ بعد أف يتـ إعذاره مف طرؼ المصالح الجبائية أو مركز تسيير المزايا المختص‬
‫إقميميا مف أجؿ تسوية وضعيتو‪ ،3‬وفي حاؿ عدـ التزاـ المستثمر بذلؾ في أجؿ شير‬
‫مف تاريخ إبالغو بالتعميؽ عف طريؽ رسالة موصى عمييا‪ ،‬يتـ تجريده مف الحقوؽ في‬
‫المزايا الذي يؤدي إلى تسديد كؿ المزايا المستيمكة باإلضافة إلى العقوبات المنصوص‬
‫عمييا في التشريع والتنظيـ المعموؿ بيما‪ ،4‬عمى أف يبقى لممستثمر رفع التجريد في‬

‫‪ -1‬األمر رقـ ‪ 16-11‬المؤرخ في ‪ ،2011-12-28‬المتضمف قانوف المالية لسنة ‪ ،2012‬ج ر ج‬


‫ج العدد ‪ ،72‬الصادرة بتاريخ ‪.2011-12-29‬‬
‫‪ -2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،104-17‬المؤرخ في ‪ ،2017-03-05‬المتعمؽ بمتابعة االستثمارات‬
‫والعقوبات المطبقة في حالة عدـ احتراـ االلتزامات والواجبات المكتتبة‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،16‬الصادرة‬
‫في ‪.2017-03-08‬‬
‫‪ -3‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.03‬‬
‫‪ -4‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.04‬‬

‫‪63‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫حالة القرار االيجابي الناجـ عف طعف اختياري أو أماـ لجنة الطعف أو في حالة إلغاء‬
‫القرار مف العدالة‪.1‬‬
‫ويظ ير التقييد في ىذه الحالة بإلزاـ المستثمر المستفيد مف المزايا الممنوحة بموجب‬
‫القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار بالسماح لموكالة الوطنية لتطوير‬
‫االستثمار بممارسة ميمة المتابعة وفؽ نص المادة ‪ 02‬مف المرسوـ المذكور أعاله‪،2‬‬
‫وبتقديـ كؿ المعمومات المطموبة لمقياـ بيذه الميمة‪ ،‬مع إرساؿ كشؼ سنوي عف تقدـ‬
‫مشروعو االستثماري مزودا بالمعمومات ومؤش ار عميو مف المصالح الجبائية عمى وثيقة‬
‫تسمميا الوكالة حسب نموذج محدد مسبقا‪ 3‬ويكوف ىذا اإليداع في أجؿ شير واحد‬
‫يحتسب ابتداء مف تاريخ تأشيرة المصالح الجبائية‪ ،‬كما يودع أماـ المصالح الجبائية‬
‫لمكاف الموطف الضريبي في الوقت نفسو في حدود اآلجاؿ المحددة إليداع التصريحات‬
‫الجبائية السنوية‪ ،‬مف ذلؾ يتضح لنا ربط المشرع لممستثمر بوجوب المرور بمجموعة‬
‫مف اإلجراءات اإلدارية ليس فقط في مرحمة تأسيس المشروع االستثماري‪ ،‬وانما امتدت‬
‫مرحؿ استغالؿ المشروع مع التقدـ خطوة في ىذه المرحمة عمى سابقتيا‬
‫لتشمؿ كذلؾ ا‬
‫بترتيب مجموعة مف العقوبات تؤدي إلى المساس بوضعية المستثمر ما يدفعو إلى‬
‫التفكير مميا قبؿ إنجاز مشروعو عمى اإلقميـ الوطني‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.05‬‬


‫‪ -2‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،104-17‬المؤرخ في ‪ ،2017-03-05‬المتعمؽ بمتابعة االستثمارات‬
‫والعقوبات المطبقة في حالة عدـ احتراـ االلتزامات والواجبات المكتتبة‪ ،‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.06‬‬

‫‪64‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫القيود المتعمقة بتصفية االستثمار‬
‫خص المشرع الجزائري ىذه المرحمة بمجموعة مف اإلجراءات‪ ،‬وكرس حقوقا لدولة‬
‫تمكنيا مف حماية الصالح العاـ تعتبر في نظر المستثمر قيودا سنتطرؽ إلييا كاألتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬
‫حق الشفعة‬
‫بعد قضية مجمع أوراسكـ المصري الذي تنازؿ عف مصنعي االسمنت بمعسكر ومسيمة‬
‫لصالح مجمع "‪ " la Farge‬الفرنسي بالدمج في سوؽ البورصة الدولية‪ 1‬األمر الذي‬
‫بموجبو لـ تتمكف الجزائر مف االستفادة مف الجانب الجبائي ليذا الدمج‪ ،‬وكرد فعؿ‬
‫عمى ذلؾ تـ تنصيص عمى حؽ الشفعة في األمر رقـ ‪ 01-2009‬المتضمف قانوف‬
‫المالية التكميمي لسنة ‪ 2009‬في المادة ‪ 04‬مكرر‪ ،2‬ومف ثـ تناوليا األمر رقـ‬
‫‪ 49 -2010‬المتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة ‪ 32010‬في المادتيف ‪ 46‬و‪47‬‬
‫المعدلتيف والمتممتيف لممادتيف ‪ 04‬مكرر ‪ 03‬و‪ 04‬مكرر ‪ 04‬مف األمر رقـ ‪03-01‬‬
‫المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬فأصبح لدولة الجزائرية الحؽ في الشفعة لفائدتيا‬
‫ولممؤسسات العمومية االقتصادية عمى كؿ تنازؿ عف حصة أو حصص المساىميف‬
‫األجانب أو لفائدة المساىميف األجانب وعف كؿ الحقوؽ العينية العقارية المتبعة مف‬
‫طرؼ شركات أجنبية تخضع لمتشريع الجزائري وسواء أبرـ العقد داخؿ الجزائر أو‬
‫خارجيا‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.07‬‬


‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ 01-09‬المؤرخ في ‪ 2009-07-22‬المتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة ‪،2009‬‬
‫المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ ،49 -2010‬المؤرخ في ‪ ،2010-08-26‬المتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة‬
‫‪ ،2010‬ج ر ج ج العدد ‪ ،49‬الصادرة في ‪.2010-08-29‬‬

‫‪65‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫و بصدور القانوف الجديد رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ 1‬أكد المشرع الجزائري‬
‫عمى ىذا اإلجراء بنصو في المادة ‪ 30‬منو عمى أنو بغض النظر عف أحكاـ المادة‬
‫‪ 29‬أعاله تتمتع الدولة بحؽ الشفعة عمى كؿ التنازالت عف األسيـ أو الحصص‬
‫االجتماعية المنجزة مف قبؿ أو لفائدة األجانب‪ ،‬ويحدد التنظيـ كيفيات ممارسة حؽ‬
‫الشفعة الذي أعتبر بطريقة ما ماس بحؽ المستثمر في التصرؼ بحرية في االستثمار‬
‫وتقييد لو‪ ،‬لربطو بإمكانية رجوع الدولة مف أجؿ استرجاع العقار أو حؽ عيني عقاري‪،‬‬
‫أسيـ أو حصص اجتماعية مف مشترييا بعد التصرؼ فيو‪ ،‬ولو جب ار بنفس الثمف‬
‫المصرح بو أماـ ىيئة إدارية أو المعبر عنو في العقد أو االتفاؽ إذا ما اقتضت‬
‫الضرورة ذلؾ مف أجؿ المنفعة العامة‪.‬‬
‫والمثاؿ الشائع الستخداـ الدولة لحقيا بالشفعة ىو تمسؾ الجزائر بحؽ الشفعة سنة‬
‫‪ 2009‬بخصوص بيع فرع حيزي التابع لػ‪ ORASCOM TELECOM :‬المصرية‬
‫بالجزائر‪ ،‬أيف أكدت عدة و ازرات عمى عدـ ترخيص بشرائيا مف طرؼ شركة جنوب‬
‫إفريقيا‪ MTN‬وال ألي طرؼ أجنبي أخر‪ ،2‬وقد دامت المفاوضات ‪ 06‬سنوات بعد‬
‫استكماؿ الصندوؽ الوطني لالستثمار شراء حصة تقدر بػ‪ 51‬في المائة مف شركة‬
‫االتصاالت بقيمة مالية بمغت ‪ 2.6‬مميار دوالر حسب ما أكدتو و ازرة المالية‪ ،‬وتمكنت‬
‫السمطات مف إنياء مسمسؿ جيزي بالتوقيع لعقد الشراء في أفريؿ ‪ 2014‬بباريس بعد‬
‫‪3‬‬
‫مفاوضات طويمة جدا‪.‬‬

‫‪-1‬القانوف الجديد رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع‬


‫السابؽ‪.‬‬
‫‪ -2‬خواص صبيحة وعرقوب فاروؽ‪ ،‬واقع مبدأ حرية االستثمار في القانوف الجزائري‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬‬
‫ص ص ‪.84 ،82‬‬
‫‪3 -ROUMADI MELISSA, « L’ETAT‬‬ ‫‪PREND LE CONTROLE DE DJEZZY»,‬‬ ‫‪EL‬‬ ‫‪WATAN,‬‬

‫‪19-04-2014, WWW.ELWATAN.COM/ECONOMIC/‬‬

‫‪66‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫وقد حددت المادة ‪ 31‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ 1‬التنازؿ الذي‬
‫يرتب حؽ الدولة بالشفعة بنصيا عمى أنو ‪ ":‬يشكؿ تنازال غير مباشر عف شركة‬
‫خاضعة لمقانوف الجزائري‪ ،‬التنازؿ بنسبة ‪10‬بالمئة أو أكثر عف أسيـ أو حصص‬
‫اجتماعية لشركة أجنبية تحوز مساىمات في الشركة األولى المذكورة‪،‬‬
‫يؤدي التنازؿ غير المباشر عف شركة خاضعة لمقانوف الجزائري استفادت مف مزايا أو‬
‫تسييالت عند إنشائيا إلى إخطار مجمس مساىمات الدولة‪،‬‬
‫يخص السقؼ المذكور أعاله التنازؿ في عممية واحدة أو عدة عمميات متراكمة لصالح‬
‫نفس المشتري‪،‬‬
‫في حالة عدـ االلتزاـ بتنفيذ اإلجراء المذكور في الفقرة ‪2‬أعاله‪ ،‬أو االعتراض المبرر‬
‫لمجمس مساىمات الدولة في أجؿ شير واحد مف تاريخ استالـ اإلخطار المتعمؽ‬
‫بالتنازؿ‪ ،‬تمارس الدولة حؽ الشفعة عمى نسبة مف رأس الماؿ الموافؽ لرأس الماؿ محؿ‬
‫التنازؿ في الخارج‪ ،‬دوف تجاوز الحصة التي يحوزىا المتنازؿ في الرأسماؿ االجتماعي‬
‫لمشركة الخاضعة لمقانوف الجزائري‪،‬‬
‫تحدد كيفيات ممارسة الشفعة عف طريؽ التنظيـ‪".‬‬
‫مف خالؿ نص المادة سابقة الذكر نجد أف المشرع الجزائري رتب حؽ الشفعة عمى‬
‫التنازؿ عف األسيـ و الحصص االجتماعية‪ ،‬وكذا التنازؿ غير المباشر عف شركة‬
‫بالنسبة المحددة وفؽ األشكاؿ المذكورة بالمادة ‪ ،31‬دوف أف يرتبو عمى التنازؿ عف‬
‫األصوؿ المشكمة لرأس الماؿ التقني المكتسب عف طريؽ المزايا‪.‬‬
‫وقد ربط إمكانية المستثمر في التنازؿ بنص المادة ‪ 31‬مف القانوف رقـ ‪09-16‬‬
‫المتعمؽ بترقية االستثمار بإخطار مجمس مساىمات الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الرقابة عمى الصرف وحركة رؤوس األموال‬
‫يعتبر الحؽ في التحويؿ مف بيف أىـ الضمانات التي تمنحيا الدوؿ المستضيفة‬
‫لممستثمر األجنبي ويعتبره البعض شرطا أساسيا لجذب رؤوس األمواؿ األجنبية وأكد‬
‫المشرع عمى حرية التحويؿ في معظـ القوانيف الخاصة باالستثمارات األجنبية وبالتحديد‬
‫بنص المادة ‪ 25‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬ويضمف المشرع‬
‫تحويؿ الرأسماؿ المستثمر والعائدات الناجمة عنيا في عدة صور يمكف إجماليا في‪:‬‬
‫‪ -1‬االستثمارات المنجزة انطالقا مف حصص في رأس الماؿ في شكؿ حصص نقدية‬
‫مستوردة عف طريؽ المصرؼ‪،‬‬
‫‪ -2‬الحصص الخارجية أي إعادة االستثمار في الرأسماؿ لمفوائد وأرباح األسيـ‬
‫المصرح بقابميتيا لمتحويؿ‪،‬‬
‫‪ -3‬الحصص العينية المنجزة حسب التشريع المعموؿ بو بشرط أف تكوف ذات مصدر‬
‫خارجي وتكوف محؿ تقييـ طبقا لمقواعد واإلجراءات التي تحكـ ذلؾ‪،‬‬
‫‪ -4‬المداخيؿ الحقيقة الصافية الناتجة عف التنازؿ وتصفية االستثمارات ذات المصدر‬
‫األجنبي و حتى واف فاقت رأسماؿ المستثمر في البداية‪،‬‬
‫‪ -5‬تحويؿ رواتب العماؿ األجانب وتشمؿ األجر القاعدي والمكافآت المختمفة التي‬
‫يتحصؿ عمييا العماؿ الذيف استفادوا مف رخص مرتبطة باستثمار ما وىذا التحويؿ ال‬
‫يشمؿ حسب بعض االتفاقيات سوى حصة مناسبة مف المرتب أو قسط مناسب مف‬
‫المرتب‪،‬‬
‫‪ -6‬تحويؿ التعويضات المترتبة عف نزع أو فقداف الممكية‪،‬‬
‫ويبقى الحؽ في التحويؿ مضمون ًا في إطار شروط تحويؿ رؤوس األمواؿ إلى الخارج‬
‫عف طريؽ رخص المسممة مف طرؼ مجمس النقد والقرض بعد احتراـ الشروط القانونية‬
‫والتنظيمية الخاصة بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ‪،‬بشرط أف يتـ إنجاز االستثمار عف‬
‫طريؽ مساىمات خارجية‪ ،‬وبالرجوع لنص المادة ‪ 25‬مف القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ‬

‫‪68‬‬
‫نطاؽ االعتراؼ بحرية االستثمار‬ ‫الفصؿ الثاني‬

‫بترقية االستثمار يتبيف لنا أف ىذا التحويؿ يتـ بالعممة الصعبة القابمة لمتحويؿ حسب‬
‫سعر الصرؼ المحدد مف قبؿ بنؾ الجزائر‪.‬‬
‫وينظـ حركة رؤوس األمواؿ بعنواف استثمارات محفظة األوراؽ المالية الخاصة بغير‬
‫المقيميف النظاـ رقـ ‪ ،04-200‬أما تحويؿ إيرادات األسيـ واألرباح وصافي النواتج‬
‫الحقيقية الناتجة عف التنازؿ أو تصفية االستثمارات األجنبية في ميداف إنتاج السمع‬
‫والخدمات فيو يخضع لمنظاـ رقـ ‪ 03-05‬المتعمؽ باالستثمارات األجنبية‪.1‬‬
‫وأما فيما يتعمؽ بمواعي د التحويؿ فقد نظمتو االتفاقيات الدولية والثنائية بتحديد الميمة‬
‫القانونية لمتحويؿ دوف اإلشارة إلى ميعاد بدأ سريانيا‪ ،‬والقاعدة المعموؿ بيا في ىذا‬
‫المجاؿ أف يبدأ ميعاد التحويؿ ابتداء مف تاريخ إيداع طمب التحويؿ‪.‬‬

‫‪ -1‬النظاـ رقـ ‪ 03-05‬المؤرخ في ‪ ،2005-06-06‬المتعمؽ باالستثمارات األجنبية‪ ،‬ج ر ج ج‬


‫العدد ‪ ،53‬الصادرة في ‪.2005-07-31‬‬

‫‪69‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫سعى المشرع الجزائري لتجسيد وتكريس حرية االستثمار منذ انتياج الدولة لسياسة‬
‫اقتصاد السوؽ عبر مختمؼ النصوص القانونية المنظمة ليا‪ ،‬بعدما كانت الدولة‬
‫تسيطر عمى الحياة االقتصادية عقب االستقالؿ باعتمادىا النظاـ االشتراكي الذي‬
‫يعتمد الممكية الجماعية لوسائؿ اإلنتاج والسيطرة عمى التجارة الداخمية والخارجية بقصر‬
‫االستثمار الداخمي عمى االستثمارات العمومية‪ ،‬واالستثمارات الخارجية في مجاؿ‬
‫المحروقات‪ ،‬وأصبحت الجزائر منذ القانوف المتعمؽ بالنقد والقرض رقـ ‪ 10-90‬تتوفر‬
‫عمى مناخ استثماري يسوده نوع مف الحرية عبر مختمؼ مراحؿ المشروع االستثماري‪،‬‬
‫بتنصيص عمى بعض الضمانات القانونية التي كرس مف خالليا مظاىر ىذه الحرية‪.‬‬
‫إال أف المشرع بعد تأكيده عمى حرية االستثمار بتقريره لمبدأ دستوري يضمنو في‬
‫دستور سنة ‪ 1996‬رجع خطوة لمخمؼ باعتماده مصطمح أقؿ إلزامية عف سابقو بنصو‬
‫عمى االعتراؼ بحرية االستثمار فقط دوف ضمانيا بالمادة ‪ 43‬مف الدستور المعدؿ‬
‫سنة ‪ 2016‬إال أنو تسجؿ لممشرع الجزائري اعتماده مصطمحات أدؽ دوف تمؾ‬
‫العمومية باستخالفو مصطمح "الصناعة" "باالستثمار" وىو ما ُّيثنى عميو‪ ،‬واعتراؼ‬
‫المؤسس الدستوري بحرية االستثمار ضمف الدستور الحالي في الجزء األوؿ مف المادة‬
‫سابقة الذكر ال يعني أنو تركيا عمى إطالقيا‪ ،‬إذ وضع ضوابط إلقامة ىذه الحرية عمى‬
‫أرض الواقع بربط ممارستيا في إطار القانوف الذي يعد مف اختصاص السمطة‬
‫التشريعية كما سبؽ اإلشارة إليو أعاله‪ ،‬إال أف الترسانة القانونية لالستثمار التي أقمتيا‬
‫الدولة الجزائرية أدت إلى قيقرت األمف القانوني لالستثمار لعدـ استقرار التشريع‬
‫والتنظيـ المطبؽ عميو مف جية‪ ،‬وتشويو تدرج المعايير القانونية بالمساس بمبدأ التدرج‬
‫اليرمي الذي أصبح فيو لتعميمات اإلدارية (الو ازرية بصفة عامة) قوة قانونية في‬
‫التطبيؽ عمى القانوف الذي يعدؿ بموجب أمر أو مرسوـ‪.‬‬
‫كما اتضح لنا أف القيود التي جاء بيا المشرع في شكؿ ضوابط عامة وخاصة‬
‫لمحرص عمى تجسيد حرية االستثمار في اإلطار الذي يساعد الدولة الجزائرية عمى‬

‫‪70‬‬
‫جذب المستثمريف وفي ذات الوقت تمكينيا مف ممارستيا دورىا كدولة ضابطة أدى إلى‬
‫تكريس التمييز بيف المستثمريف في معظـ الحاالت بدءا مف مرحمة مباشرة اإلعداد‬
‫إلنشاء المشروع االستثماري مرو ار بمرحمة إنجازه إلى غاية تصفيتو‪ ،‬باستبعاد الممكية‬
‫المطمقة‪ ،‬والزاـ االستعانة بالتمويؿ المحمي‪ ،‬وىو ما مف شأنو إثارة المخاوؼ ونفور‬
‫المستثمر مف المغامرة بمشاريعو االستثمارية في السوؽ الجزائرية في وقت يتطمب‬
‫ويحتاج فيو االقتصاد الجزائري تعزيز العرض دوف الطمب‪.1‬‬
‫وباالنتياء مف إعداد ىذا البحث العممي خرجنا إلى بعض النتائج المتمثمة في‪:‬‬
‫‪ -‬دسترة المشرع الجزائري لحرية االستثمار يقصد بيا تكريس ىذه الحرية دستوريا بنص‬
‫عمييا صراحة واقرار مبادئ تجسدىا‪.‬‬
‫‪ -‬اعتراؼ المشرع الجزائري بحرية االستثمار بنص المادة ‪ 43‬مف الدستور الجزائري‬
‫الحالي ما ىو إال إعالف صريح عف مبدأ حرية االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬ربط مبدأ حرية االستثمار بمجموعة مف المبادئ المكممة لو لتجسيد نوع مف الحماية‬
‫القانونية لممستثمر كمبدأ المساواة في المعاممة بيف المستثمريف‪ ،‬مبدأ االستقرار‬
‫التشريعي‪ ،‬ومبدأ الفصؿ بيف السمطات‪ ،‬إضافة إلى مجموعة مف ضمانات األخرى التي‬
‫سبؽ تفصيميا أعاله والتي كانت في مجمميا محاولة مف المشرع لموصوؿ إلى تقريب‬
‫المستثمر مف اإل دارة وتخفيؼ األعباء والتعقيدات اإلدارية التي نجح في اإلنقاص منيا‬
‫إلى حد ما‪ ،‬دوف القضاء عمييا بصفة نيائية إلبقائو عمى تعدد جيات اتخاذ القرار‪،‬‬
‫واختالؼ النصوص القانونية المنظمة لكؿ قطاع والذي كاف راجعا بطبيعة حاؿ‬
‫لخصوصية كؿ قطاع‪ ،‬إال أف ىذا ال يمنع المشرع مف إيجاد جية موحدة تعمؿ عمى‬
‫تسييؿ وتوفير جميع اإلجراءات الخاصة إلنشاء مشروع استثماري بتوكيؿ ذلؾ مثال‬
‫لموكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر الممحؽ رقـ ‪.08‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬مبدأ حرية االستثمار يمارس في إطار القانوف‪ ،‬وىو ما يفيـ منو أف المشرع‬
‫الجزائري لـ يترؾ تطبيؽ ىذا المبدأ عمى إطالقو وانما رسـ لو حدودا قانونية حتى ال‬
‫يخرج عف اإلطار القانوني المحدد مف طرؼ الدولة المضيفة لالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬الضوابط التي وضعيا المشرع والتي يتعيف عمى المستثمر المرور بيا‪ ،‬سواء ما‬
‫تعمؽ منيا بالنشاط االستثماري المرغوب في انجازه‪ ،‬أو بشخص المستثمر في حد‬
‫ذاتو‪ ،‬لـ تأتي بشكؿ يتناقض مع الضمانات التي وضعيا المشرع لتجسيد حرية‬
‫االستثمار‪ ،‬وانما حسب ما استُّخمص مف موضوع الدراسة أف المؤسس الدستوري أقر‬
‫واعترؼ بحرية االستثمار دستوريا ولـ يضمنيا وىو ما انعكس عمى القوانيف التي‬
‫جاءت لتوضيح وتفصيؿ تطبيؽ المبدأ العاـ المعترؼ بو‪.‬‬
‫وكما سبؽ واف وضحنا أف ميمة الدستور ليست إيجاد حموؿ لمشاكؿ أنية بؿ تحديد‬
‫المبادئ والقواعد الكبرى لممدى البعيد‪ ،‬لذا فإف االعتراؼ بحرية االستثمار فقط دوف‬
‫ضمانيا كما ىو الحاؿ بالنسبة لمعظـ الحقوؽ التي تـ إيرادىا في الدستور كالممكية‬
‫وحرية الصحافة وغيرىا‪ ،‬ما ىو إال تصريح صريح مف الدولة عمى أف النص تـ إيراده‬
‫ضمف الدستور في إطار تنفيذ االلتزامات االقتصادية الدولية لدولة التي تضمنتيا‬
‫االتفاقيات التي تعد طرفا فييا‪ ،‬وتحقيقا لمتطمبات االقتصادية التي أجبرتيا عمى التحوؿ‬
‫مف دورىا التدخمي إلى الحمائي في ظؿ الظروؼ االقتصادية التي أدت إلى انييار‬
‫السوؽ الجزائرية‪ ،‬ومف ثمة فإف االعتراؼ بيا يعني أنيا موجودة دوف أي إلزاـ مف‬
‫الدولة عمى ضمانيا‪ ،‬وبناءا عمى ذلؾ فإف الضمانات التي أقرىا المشرع في ظؿ‬
‫القوانيف ذات الصمة باالستثمار جاءت بصفة مقتضبة ومختصرة مقارنة مع الدوؿ‬
‫األخرى التي وصمت إلى حد تجسيد ىذه الحرية بدوف عراقيؿ إدارية‪ ،‬وىو ما يجعؿ‬
‫الضمانات المحررة لتجسيد حرية االستثمار التي حولنا إيرادىا بصفة إجمالية مف خالؿ‬
‫البحث موضوع الدراسة قد أوجده المشرع الجزائري في إطار الضوابط التي سنيا وىو‬
‫ما يقضي عمى فكرة التناقض‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -‬عمى اعتبار أف المشرع اعترؼ فقط بفكرة وجود حرية االستثمار ولـ يضمف وجودىا‬
‫فإف الضوابط التي سنيا ال تعد إفراغا لمحتوى ىذه الحرية‪ ،‬وانما تجسيد ليا في إطار‬
‫تدخؿ الدولة بالشكؿ الذي يضمف ليا ضبط السوؽ وفؽ متطمبات االقتصاد الخاص‪.‬‬
‫وعميػ ػػو فإنػ ػػو يتعػ ػػيف مراجعػ ػػة وتصػ ػػويب نيػ ػػج الدولػ ػػة الجزائريػ ػػة فػ ػػي مجػ ػػاؿ االسػ ػػتثمار‪،‬‬
‫مف خالؿ‪:‬‬
‫‪ -‬وض ػ ػػع سياس ػ ػػة واض ػ ػػحة أسس ػ ػػيا التػ ػ ػوازف والوض ػ ػػوح فيم ػ ػػا يخ ػ ػػص م ارع ػ ػػاة مص ػ ػػالح‬
‫االقتص ػ ػػاد ال ػ ػػوطني ومص ػ ػػالح المس ػ ػػتثمر ف ػ ػػي أف واح ػ ػػد دوف أف يطغ ػ ػػى جان ػ ػػب عم ػ ػػى‬
‫األخػ ػ ػػر‪ ،‬وال يتػ ػ ػػأتى ىػ ػ ػػذا إال مػ ػ ػػف خػ ػ ػػالؿ التخمػ ػ ػػي عػ ػ ػػف السياسػ ػ ػػات القانونيػ ػ ػػة قصػ ػ ػػيرة‬
‫الم ػ ػ ػػدى ووض ػ ػ ػػع منظوم ػ ػ ػػة قانوني ػ ػ ػػة متكاممة‪،‬والمقص ػ ػ ػػود ىن ػ ػ ػػا ل ػ ػ ػػيس الق ػ ػ ػػانوف المتعم ػ ػ ػػؽ‬
‫بترقي ػ ػػة االس ػ ػػتثمار فحس ػ ػػب وانم ػ ػػا جمي ػ ػػع المنظوم ػ ػػة القانوني ػ ػػة المتعمق ػ ػػة باالس ػ ػػتثمارات‬
‫م ػ ػػف ق ػ ػػانوف النقػ ػ ػد والقػ ػ ػػرض‪ ،‬وق ػ ػػانوف الضػ ػ ػريبي‪ ،‬الممكي ػ ػػة إلػ ػ ػػى غاي ػ ػػة ق ػ ػػانوف الماليػ ػ ػػة‬
‫ال ػ ػػذي يحم ػ ػػؿ تغيػ ػ ػرات ىام ػ ػػة ف ػ ػػي مج ػ ػػاؿ االس ػ ػػتثمارات ف ػ ػػي ك ػ ػػؿ مػ ػ ػرة‪ ،‬وذل ػ ػػؾ بالعم ػ ػػؿ‬
‫عم ػ ػػى ت ػ ػػوفير من ػ ػػاخ ق ػ ػػانوني ي ػ ػػوفر الثق ػ ػػة واألم ػ ػػاف ف ػ ػػي العالق ػ ػػات االس ػ ػػتثمارية ويحم ػ ػػي‬
‫المس ػ ػ ػػتثمريف األجان ػ ػ ػػب م ػ ػ ػػف التغيػ ػ ػ ػرات المفاجئ ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػػي ال ػ ػ ػػنظـ‪ ،‬لك ػ ػ ػػف بطريق ػ ػ ػػة مرن ػ ػ ػػة‬
‫وسمسة دوف المساس بحرية االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬العمػ ػ ػػؿ عم ػ ػ ػػى توجي ػ ػ ػػو االسػ ػ ػػتثمارات إل ػ ػ ػػى القطاع ػ ػ ػػات المنتجػ ػ ػػة لمس ػ ػ ػػمع والخ ػ ػ ػػدمات‪،‬‬
‫دوف االعتماد التاـ عمى ريع البتروؿ وقصر االستثمارات األجنبية في قطاعو‪.‬‬
‫‪-‬العمػ ػػؿ عمػ ػػى توحيػ ػػد جيػ ػػات اتخػ ػػاذ الق ػ ػرار ونقتػ ػػرح إدراجيػ ػػا ضػ ػػمف الوكالػ ػػة الوطنيػ ػػة‬
‫لتطوير االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬العم ػ ػ ػػؿ بتوص ػ ػ ػػيات واقت ارح ػ ػ ػػات المض ػ ػ ػػمنة ف ػ ػ ػػي تق ػ ػ ػػارير الجي ػ ػ ػػات الدولي ػ ػ ػػة المكمف ػ ػ ػػة‬
‫برقابة مدى تجسيد الدوؿ لحرية االستثمار فعميا‪.‬‬
‫‪-‬تخمي الدولة عف دورىا التدخمي وفتح المجاؿ أماـ استثمار حقيقي بدءا بنص عمى‬
‫ضماف حرية االستثمار دستوريا ال مجرد االعتراؼ بو فقط وىو ما سيعمؿ عمى الحد‬
‫مف الضوابط المفروضة حاليا‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال ‪ :‬بالمغة العربية‬

‫‪ -0‬الكتب القانونية‪:‬‬

‫‪ -‬احمد سرحاؿ‪ ،‬النظـ السياسية في لبناف وكافة الدوؿ العربية‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫لبناف‪ ،‬الطبعة األولى‪.1990 ،‬‬
‫‪ -‬العيفا أويحي‪ ،‬النظاـ الدستوري الجزائري‪ ،‬ط‪ ،3‬الدار العثمانية‪2017 ،‬‬
‫‪ -‬حافظي سعاد‪ ،‬التنظيـ الدستوري والقانوني لمحقوؽ والحريات األساسية في الجزائر‬
‫واليات كفالتيا‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪ -‬قادري عبد العزيز‪ ،‬االستثمارات الدولية ( التحكيـ التجاري الدولي ضماف‬
‫االستثمارات)‪ ،‬ط ‪ ،02‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬عجة جياللي‪ ،‬الكامؿ في القانوف الجزائري لالستثمار (األنشطة العادية وقطاع‬
‫المحروقات)‪ ،‬دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬عيبوط محند وعمي‪ ،‬االستثمارات األجنبية في القانوف الجزائري‪ ،،‬دار ىومة لمطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬غني أمينة‪ ،‬قضاء االستعجاؿ في المواد اإلدارية‪ ،‬دار ىومة لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬وساـ مالؾ‪ ،‬تطور الفكر االقتصادي ( الفكر االقتصادي االشتراكي بيف النظرية‬
‫والتطبيؽ)‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المنيؿ المبناني‪ ،‬بيروت‪.2014 ،‬‬
‫‪ –0‬األطروحات والمذكرات‪:‬‬
‫أ – األطروحات‪:‬‬
‫‪ -‬أوباية مميكة‪ ،‬المعاممة اإلدارية لالستثمار في النشاطات المالية وفقا لمقانوف‬
‫الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه في العموـ‪ ،‬التخصص‪ :‬القانوف‪ ،‬كمية الحقوؽ‬
‫والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2016 ،‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬بف ىالؿ ندير‪ ،‬معاممة االستثمار األجنبي في ظؿ األمر رقـ ‪ 03-01‬المتعمؽ‬
‫بتطوير االستثمار‪ ،‬أطروحة مقدمة مف أجؿ الحصوؿ عمى شيادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص‬
‫القانوف العاـ لألعماؿ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪،‬‬
‫بجاية‪.2016-2015 ،‬‬
‫ب – المذكرات‪:‬‬
‫‪ -‬بوريحاف مراد‪ ،‬مذكرة بعنواف مكانة مبدأ حرية االستثمار في القانوف الجزائري‪،‬‬
‫لمحصوؿ عمى شيادة الماجستير في القانوف‪ ،‬تخصص الييئات العمومية والحوكمة‪،‬‬
‫جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪.2015-2014 ،‬‬
‫‪ -‬بف ىالؿ ندير‪ ،‬المعاممة الضريبية لالستثمارات في قانوف االستثمار الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ،‬شعبة القانوف االقتصادي وقانوف األعماؿ‪ ،‬تخصص‬
‫القانوف العاـ لألعماؿ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪.2012-2011 ،‬‬
‫‪ -‬بف ىالؿ نواؿ وبف سعدي فايزة‪ ،‬االستثمار في النشاطات المقننة عمى ضوء قانوف‬
‫ترقية االستثمار الجديد‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ،‬تخصص‪ :‬القانوف‬
‫العاـ لألعماؿ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ -‬بجاية‪،‬السنة الجامعية ‪2017 -2016 :‬‬
‫‪ -‬حداد إيماف وجبالي صونية‪ ،‬النظاـ القانوني لممزايا الممنوحة لممستثمر عمى ضوء‬
‫أحكاـ القانوف رقـ ‪ 09-16‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماستر‬
‫في الحقوؽ‪ ،‬تخصص‪ :‬القانوف العاـ لألعماؿ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ -‬بجاية‪،‬‬
‫‪.2018-2017‬‬
‫‪ -‬حماني نجيمة وحارو نعيمة‪ ،‬معاممة االستثمار األجنبي في القانوف الجزائري بيف‬
‫المساواة والتمييز‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ شعبة قانوف األعماؿ‪/‬‬
‫تخصص القانوف العاـ لألعماؿ‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬تاريخ المناقشة‪:‬‬
‫‪.2015-06-24‬‬
‫‪ -‬خواص صبيحة وعرقوب فاروؽ‪ ،‬واقع مبدأ حرية االستثمار في القانوف الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ‪ ،‬شعبة قانوف األعماؿ تخصص‪ :‬القانوف العاـ‬
‫لألعماؿ‪،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2012-2011‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬عقوف عبد العالي‪ .‬مبدأ حرية التجارة والصناعة في الجزائر ‪ -‬مشروع مذكرة مكممة‬
‫مف متطمبات نيؿ شيادة ماستر في الحقوؽ تخصص قانوف األعماؿ‪ .‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ -‬بسكرة‪.2017/2016 ،‬‬
‫‪ – 3‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬إدريس قرفي‪ ،‬ضماف حماية ممكية المستثمر في التشريع الجزائري مقالة ممقاة في‬
‫إطار ا لممتقى الدولي السادس عشر حوؿ الضمانات القانونية لالستثمار في الدوؿ‬
‫المغاربية المنعقد يومي ‪ ،2016-02-23/22‬مجمة الحقوؽ والحريات‪ ،‬العدد الثالث‪،‬‬
‫مخبر الحقوؽ والحريات في األنظمة المقارنة ومخبر اثر االجتياد القضائي عمى حركة‬
‫التشريع قسـ الحقوؽ‪ ،‬كمية الحقوؽ والعموـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫ديسمبر ‪،2016‬‬
‫‪ -‬عجابي عماد‪” .‬تكريس مبدأ حرية التجارة والصناعة في الجزائر‪ ”.‬مجمة الباحث‬
‫لمدراسات األكاديمية‪ /‬العدد الرابع (ديسمبر ‪.)2014‬‬
‫‪ -‬عميروش فتحي‪” .‬التكريس الدستوري لحرية االستثمار في الجزائر‪ ”.‬مجمة الحقوؽ‬
‫والعموـ السياسية ( ‪.2017 )ASJP‬‬
‫‪ -4‬الممتقيات‪:‬‬
‫‪ -‬المعز هلل صالح احمد محمد البالع‪ ،‬الحرية االقتصادية ومبدأ تدخؿ الدولة‪ ،‬بحث‬
‫مقدـ في إطار ممتقى دولي متعمؽ باالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الواقع‪ ،‬ورىانات المستقبؿ‪،‬‬
‫بمعيد العموـ االقتصادية‪ ،‬التجارية‪ ،‬وعموـ التسيير‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬
‫‪ -5‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫أ‪ -‬دساتير‪:‬‬
‫‪ -‬دستور الجزائر لسنة ‪ ،1976‬الصادر بموجب األمر رقـ ‪ 96-76‬المؤرخ في ‪-22‬‬
‫‪ ،1976-09‬ج ر ج ج العدد ‪ ،94‬الصادرة بتاريخ ‪.1976-11-24‬‬
‫‪ -‬دستور الجميورية الجزائرية الشعبية‪ ،‬المصادؽ عميو في استفتاء ‪ 28‬نوفمبر‪،1996‬‬
‫المنشور بموجب المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 438-96‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر‪ ،1996‬ج‪.‬ر‬
‫عدد ‪ ،76‬الصادرة بتاريخ ‪ 08‬ديسمبر‪ ،1996‬المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ ‪03-02‬‬

‫‪76‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،2002-04-10‬ج ر ج ج رقـ ‪ ،25‬المؤرخة في ‪،2002-04-14‬‬
‫والقانوف رقـ ‪ 19-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-11-15‬ج رج ج رقـ ‪ 63‬المؤرخة في‬
‫‪ ،2008-11-16‬والقانوف رقـ ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-03-06‬ج رج ج رقـ‬
‫‪ 14‬المؤرخة في ‪.2016-03-07‬‬
‫ب‪ -‬االتفاقيات الدولية‪:‬‬
‫‪ -‬اتفاقية نيويورؾ لسنة ‪ 1958‬بموجب القانوف رقـ ‪ 88 -18‬المؤرخ في ‪-1988‬‬
‫‪ 13-07‬والمتعمؽ باالعتراؼ وبتنفيذ الق اررات التحكيمية‪،‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ ،01-94‬الممضي في ‪ ،1994-01-02‬المتضمف‬
‫المصادقة عمى االتفاؽ المبرـ بيف حكومة الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫وحكومة الجميورية الفرنسية بشأف التشجيع والحماية المتبادليف‪ ،‬فيما يخص‬
‫االستثمارات وتبادؿ الرسائؿ المتعمؽ بيما‪ ،‬الموقعيف بمدينة الجزائر في ‪-02-13‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ ،328-94‬المؤرخ في ‪ ،1994-10-22‬المتعمؽ بالمصادقة‬
‫عمى االتفاؽ المبرـ بيف الجزائر ورومانية لتشجيع وحماية االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫‪ ،69‬المؤرخة سنة ‪.1994‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 306-95‬ممضي في ‪ ،1995-10-07‬المتضمف مصادقة‬
‫الجزائر عمى االتفاقية الموحدة الستثمار رؤوس األمواؿ العربية في الدوؿ العربية‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج العدد ‪ ،59‬المؤرخة في ‪.1995-10-11‬‬
‫ج‪ -‬النصوص التشريعية‬
‫‪ -‬القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 277-63‬المؤرخ بتاريخ ‪ ،1963-07-26‬المتعمؽ باالستثمارات‪ ،‬ج‬
‫ر‪،‬ج العدد ‪ ،53‬الصادرة بتاريخ ‪.1963-08-02‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 284-66‬المؤرخ بتاريخ ‪ ، 1966-09-15‬المتعمؽ باالستثمارات ‪ ،‬ج‬
‫رج ج العدد ‪ ،84‬الصادرة بتاريخ ‪.1966-08-28‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 59-75‬مؤرخ في ‪ ،1975-09-26‬المتضمف القانوف التجاري‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج العدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪ ،1975-09-27‬المعدؿ والمتمـ بموجب القانوف رقـ‬
‫‪ 02-05‬مؤرخ في ‪ ،2005-02-06‬ج ر ج ج العدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪-02-09‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 11-82‬المؤرخ في ‪ ،1982-08-21‬المتعمؽ باالستثمار االقتصادي‬
‫الخاص الوطني‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،34‬الصادرة في ‪.1982-08-24‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 21-84‬المؤرخ في ‪ ،1984-12-24‬المتضمف قانوف المالية لسنة‬
‫‪،1985‬ج رج ج عدد ‪ 72‬الصادرة ‪.1984-12-31‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ ،05-85‬المؤرخ في ‪ ،1985-02-16‬المتعمؽ بحماية الصحة‬
‫وترقيتيا‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،08‬الصادرة في ‪ ،1985-02-17‬المعدؿ والمتمـ بموجب‬
‫األمر رقـ ‪ 07-06‬المؤرخ في ‪،2006-07-15‬ج ر ج ج العدد ‪ 47‬الصادرة في‬
‫‪2006-07-19‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 25/88‬الممضي في ‪ ،1988-07-12‬المتعمؽ بتوجيو االستثمارات‬
‫الخاصة الوطنية‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،28‬المؤرخة في ‪.1988-07-13‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 10-90‬الممضي في ‪ ،1990-04-14‬يتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج‬
‫ج العدد ‪ 16‬الصادر في ‪ ،1990-04-18‬المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ ،22-90‬الممضي في ‪ ،1990-08-18‬المتعمؽ بالسجؿ التجاري‪ ،‬ج‬
‫ر ج ج عدد ‪ ،36‬المؤرخة في ‪.1990-08-22‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ ،11-91‬المؤرخ في ‪ ،1991-04-27‬المحدد لمقواعد المتعمقة بنزع‬
‫الممكية مف أجؿ المنفعة العمومية‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،21‬الصادرة في ‪-05-08‬‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ ،08-04‬الممضي في ‪ ،2004-08-14‬المتعمؽ بشروط ممارسة‬
‫األنشطة التجارية‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪،52‬المؤرخة في ‪.2004-08-18‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ ،09-08‬المؤرخ في ‪ ،2008-02-25‬يتضمف قانوف اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،21‬الصادرة بتاريخ ‪.2008-04-23‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 05-12‬الممضي في ‪ ،2012-01-12‬المتعمؽ باإلعالـ‪ ،‬ج ر ج ج‬
‫عدد ‪ ،05‬المؤرخة في ‪.2012-01-29‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 08-13‬المؤرخ في ‪ ،2013-12-30‬المتضمف قانوف المالية لسنة‬
‫‪ ،2014‬ج ر ج ج العدد ‪ ،68‬الصادرة في ‪.2013-12-31‬‬
‫‪ -‬القانوف رقـ ‪ 19-15‬المؤرخ في ‪ ،2015-12-30‬يعدؿ ويتمـ األمر رقـ ‪-66‬‬
‫‪ 156‬المؤرخ في ‪ 1966-07-08‬المتضمف قانوف العقوبات‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،71‬صادر‬
‫في ‪2015-12-30‬‬
‫‪-‬القانوف رقـ ‪ 09-16‬المؤرخ في ‪ ،2016-08-03‬المتعمؽ بترقية االستثمار‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج عدد ‪ ،46‬الصادرة في ‪.2016-08-03‬‬
‫‪ -‬المراسيم التشريعية‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 12-93‬الممضي في ‪ ،1993-10-05‬المتعمؽ بترقية‬
‫االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،64‬المؤرخة في ‪.1993-10-10‬‬
‫‪ -‬المرسوـ التشريعي رقـ ‪ 93 / 09‬المتعمؽ بالتحكيـ التجاري الدولي‪.‬‬
‫د – النصوص التنظيمية‪:‬‬
‫‪ -‬األوامر‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ ،107-69‬المؤرخ في ‪ ،1969-12-01‬المتضمف قانوف المالية لسنة‬
‫‪ ،1970‬ج ر ج ج العدد ‪ 110‬الصادرة بتاريخ ‪.1969-12-31‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 29-73‬المؤرخ في ‪ ،1973-0-05‬المتضمف الغاء القانوف رقـ ‪-62‬‬
‫‪ 157‬المؤرخ في ‪ ،1962-12-31‬الرامي إلى التمديد‪ ،‬حتى إشعار أخر لمفعوؿ‬
‫التشريع النافذ إلى غاية ‪ ،1962-12-31‬ج ر ج ج العدد ‪ ،62‬الصادرة في ‪-03‬‬
‫‪.1973-08‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 37-75‬الممضي بتاريخ ‪ ،1975-04-29‬المتعمؽ باألسعار وقمع‬
‫المخالفات الخاصة بتنظيـ األسعار‪ ،‬ج رج ج عدد ‪ ،38‬المؤرخة في ‪-05-13‬‬
‫‪.1975‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ ،1975-09-26‬والمتضمف القانوف المدني‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج العدد ‪ 78‬الصادرة في ‪ ،1975-09-30‬المعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ ‪10-05‬‬
‫الممضي في ‪ ،2005-06-20‬ج ر ج ج العدد ‪ 44‬المؤرخة في ‪.2005-06-26‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 59-75‬المؤرخ في ‪ ،1975-09-26‬المتضمف القانوف التجاري‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج العدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪ ،1975-09-27‬المعدؿ والمتمـ بموجب القانوف رقـ‬
‫‪ 02-05‬مؤرخ في ‪ ،2005-02-06‬ج ر ج ج العدد ‪ ،11‬الصادرة في ‪-02-09‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪-‬األمر رقـ ‪ 04-95‬الممضي في ‪ ،1995-01-07‬المتضمف الموافقة عمى اتفاقية‬
‫تسوية المنازعات المتعمقة باالستثمارات بيف الدوؿ ورعايا الدوؿ األخرى‪ ،‬ج ر ج ج‬
‫عدد ‪ ،39‬المؤرخة في ‪.1995-02-15‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 05-95‬الممضي في ‪ ،1995-01-21‬المتضمف الموافقة عمى‬
‫االتفاقية المتضمنة إحداث الوكالة الدولية لضماف االستثمارات‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪،07‬‬
‫المؤرخة في ‪.1995-02-15‬‬
‫‪ -‬األمر ‪ 06-97‬المتعمؽ بالعتاد والحرب‪ ،‬السالح والذخيرة المؤرخ في ‪-01-21‬‬
‫‪ 1997‬الوارد بػ‪ :‬ج ر عدد ‪ 06‬صادرة في ‪.1997-01-22‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ ،01-01‬المؤرخ في ‪ ،2001-02-27‬المعدؿ والمتمـ لمقانوف رقـ ‪-90‬‬
‫‪ ،10‬المؤرخ في ‪ ،1990-04-14‬المتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج ج ‪ ،‬عدد ‪،14‬‬
‫صادر في ‪.2001-02-28‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 03-01‬المؤرخ في ‪ 2001-08-20‬المتعمؽ بتطوير االستثمار‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج العدد ‪ 47‬المؤرخة بتاريخ ‪.2001-08-02‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 04-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-07-19‬المتعمؽ بالقواعد العامة المطبقة‬
‫عمى عمميات استيراد البضائع وتصديرىا‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،43‬الصادرة في ‪-20‬‬
‫‪ ،2003-07‬المعدؿ والمتمـ بموجب القانوف رقـ ‪ 15-15‬المؤرخ في ‪-07-15‬‬
‫‪ ،2015‬ج ر ج ج العدد ‪ 43‬الصادرة في ‪.2015-08-12‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 06-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-07-19‬المتعمؽ بالعالمات‪ ،‬ج ر ج ج‬
‫العدد ‪ 54‬الصادرة في ‪.2005-08-07‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 07-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-07-19‬المتعمؽ ببراءات االختراع‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج العدد ‪ 44‬المؤرخ في ‪.2003-07-23‬‬
‫‪ -‬األمر ‪ ،11-03‬المؤرخ في ‪ ،2003-08-27‬يتعمؽ بالنقد والقرض‪ ،‬ج ر ج ج‬
‫عدد ‪ ،52‬الصادر في ‪ ،2003-08-27‬معدؿ متمـ‪ ،‬باألمر رقـ ‪ 01-09‬مؤرخ في‬
‫‪ ،2009-07-22‬يتضمف قانوف المالية التكميمي لسنة ‪ ،2009‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪،44‬‬
‫صادر في ‪ ،2009-07-26‬واألمر رقـ ‪ 04-10‬مؤرخ في ‪ ،2010-08-26‬ج ر‬
‫ج ج‪ ،‬عدد ‪ 50‬صادر في ‪ ،2010-12-01‬متمـ بموجب القانوف رقـ ‪ 08-13‬مؤرخ‬
‫في ‪ ،2013-12-30‬يتضمف قانوف المالية لسنة ‪ ،2014‬ج ر ج ج‪ ،‬عدد ‪،68‬‬
‫صادر في ‪.2013-12-31‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 08-06‬الممضي في ‪ 2006-07-15‬المعدؿ والمتمـ لألمر رقـ ‪-01‬‬
‫‪ 03‬المؤرخ في ‪ ،2201-08-20‬المتعمؽ بتطور االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪،47‬‬
‫المؤرخة في ‪.2006-07-19‬‬
‫‪-‬األمر رقـ ‪ 01-09‬الممضي في ‪ ،2009-07-22‬المتضمف قانوف المالية التكميمي‬
‫لسنة ‪ ،2009‬ج ر ج ج عدد ‪ 44‬المؤرخة في ‪.2009-07-26‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ ،49 -2010‬المؤرخ في ‪ ،2010-08-26‬المتضمف قانوف المالية‬
‫التكميمي لسنة ‪ ،2010‬ج ر ج ج العدد ‪ ،49‬الصادرة في ‪.2010-08-29‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ 16-11‬المؤرخ في ‪ ،2011-12-28‬المتضمف قانوف المالية لسنة‬
‫‪ ،2012‬ج ر ج ج العدد ‪ ،72‬الصادرة بتاريخ ‪.2011-12-29‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬المراسيم‪:‬‬
‫‪ -‬المراسيم الرئاسية‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 44-92‬المؤرخ في ‪ 1992-02-09‬الصادر عف رئيس‬
‫المجمس األعمى لمدولة المتضمف إعالف حالة الطوارئ‪ ،‬ج ر ج ج العدد ‪ ،10‬الصادرة‬
‫في ‪.1992-02-09‬‬
‫‪ -‬المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 185-06‬ممضي في ‪ ،2006-05-31‬المعدؿ لممرسوـ‬
‫التنفيذي رقـ ‪ 281-01‬المؤرخ في ‪ ،2001-09-24‬والمتعمؽ بتشكيمة المجمس‬
‫الوطني لالستثمار وتنظيمو وسيره‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،36‬المؤرخة في ‪-05-31‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -‬المراسيم التنفيذية‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 01-91‬الممضي في ‪ ،1991-01-19‬المحدد لصالحيات‬
‫وزير الداخمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ 04‬المؤرخة في ‪.1991-01-23‬‬
‫‪ -‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 357-06‬ممضي في ‪ ،2006-10-09‬المتضمف تشكيمة‬
‫لجنة الطعف المختصة في مجاؿ االستثمار وتنظيميا وسيرىا‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪،64‬‬
‫المؤرخة في ‪.2006-10-11‬‬
‫‪ -‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 234-15‬الممضي في ‪ ،2015-08-29‬المحدد لشروط‬
‫وكيفيات ممارسة األنشطة والميف المنظمة الخاضعة لمتسجيؿ في السجؿ التجاري‪ ،‬ج‬
‫ر ج ج عدد ‪ ،48‬المؤرخة في ‪.2015-09-09‬‬
‫‪ -‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،100-17‬ممضي في ‪ ،2017-03-05‬المعدؿ والمتمـ‬
‫لممرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 356-06‬المؤرخ في ‪ ،2006-10-09‬والمتضمف صالحيات‬
‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار وتنظيميا وسيرىا‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،16‬مؤرخة في‬
‫‪.2017-03-08‬‬
‫‪ -‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،102-17‬مؤرخ في ‪ ،2017-03-05‬يحدد كيفيات تسجيؿ‬
‫االستثمارات وكذا شكؿ ونتائج الشيادة المتعمقة بو‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ 16‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.2017-03-08‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -‬المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ ،104-17‬المؤرخ في ‪ ،2017-03-05‬المتعمؽ بمتابعة‬
‫االستثمارات والعقوبات المطبقة في حالة عدـ احتراـ االلتزامات والواجبات المكتتبة‪ ،‬ج‬
‫ر ج ج العدد ‪ ،16‬الصادرة في ‪.2017-03-08‬‬

‫‪ -‬المنشورات والموائح اإلدارية‪:‬‬

‫‪ -‬القرار رقـ ‪ ،2017-19‬الممضي في ‪ ،2017-12-19‬المتضمف تعييف أعضاء‬


‫مجمس اإلدارة لموكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬ج ر ج ج رقـ ‪ 14‬المؤرخ في ‪-04‬‬
‫‪.2018-03‬‬
‫‪ -‬النظاـ رقـ ‪ 03-90‬المؤرخ في ‪ ،1990-09-08‬المحدد لشروط تحويؿ األمواؿ‬
‫إلى الجزائر لتمويؿ النشاطات االقتصادية واعادة تحويميا إلى الخارج ومداخيميا‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج العدد ‪ ،45‬الصادرة في ‪.1990-10-24‬‬
‫‪ -‬النظاـ رقـ ‪ 03-05‬المؤرخ في ‪ ،2005-06-06‬المتعمؽ باالستثمارات األجنبية‪،‬‬
‫ج ر ج ج العدد ‪ ،53‬الصادرة في ‪.2005-07-31‬‬
‫‪ -‬النظاـ رقـ ‪ ،02-06‬المؤرخ في ‪ ،2006-09-24‬يحدد شروط إقامة فرع بنؾ‬
‫ومؤسسة مالية أجنبية‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،77‬الصادر في ‪.2006-12-02‬‬
‫‪ -‬النظاـ رقـ ‪ 04-14‬المؤرخ في ‪ ،2014-09-29‬يتعمؽ بتحديد شروط تحويؿ‬
‫رؤوس األمواؿ إلى الخارج بعنواف االستثمار في الخارج مف طرؼ المتعامميف‬
‫االقتصادييف الخاضعيف لمقانوف الجزائري‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ ،63‬الصادرة في ‪-22‬‬
‫‪.2014-10‬‬

‫ثانيا‪ :‬بالمغة الفرنسية‬


‫‪Ouvrages:‬‬
‫‪- MENOUER MUSTAPHA, DROIT DE LA CONCURRENCE, EDITIONS‬‬
‫‪BERTI,2013, PAGE 34-35.‬‬
‫‪Web site:‬‬
‫‪- www.premier-minister.gov.dz, VISITE LE 24-05-2019 A 23 :00.‬‬
‫‪- HTTP://WWW.UN.ORG/AR/DOCUMENTS/UDHR.‬‬
‫‪-ROUMADI MELISSA, « L’ETAT PREND LE CONTROLE DE DJEZZY», EL‬‬
‫‪WATAN,‬‬ ‫‪19-04-2014,‬‬ ‫‪WWW.ELWATAN.COM/ECONOMIC/‬‬

‫‪83‬‬
.
85
86
87
v

88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫مقدمة ‪1 ............................................................................‬‬

‫الفصؿ األوؿ‪ :‬االعتراؼ بحرية االستثمػ ػػار ‪4 .........................................‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬التنظيـ الدستوري والقانوني لحرية االستثمار ‪5 ........................‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬تكريس حرية االستثمار دستوريا ‪5 ....................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬التطور التاريخي لتجسيد حرية االستثمار ‪5 ..............................‬‬

‫أوال‪ :‬مرحمة ما قبؿ اإلصالحات االقتصادية ‪6 ........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحمة ما بعد اإلصالحات االقتصادية ‪9 .......................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬محتوى تكريس حرية االستثمار في الدستور ‪13 .........................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬المظاىر القانونية لتكريس حرية االستثمار‪17 ........................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬تسييؿ اإلجراءات ‪17 ..................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تبسيط إجراءات قبوؿ االستثمارات ‪18 ..........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬القضاء عمى التعقيدات اإلدارية ‪19 ............................................‬‬

‫ثالثا‪:‬التقميص مف آجاؿ الرد ‪20 .....................................................‬‬

‫رابعا ‪:‬التنصيص عمى حؽ الطعف وتوسيع مجالو ‪21 .................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استحداث أجيزة ‪21 ....................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المجمس الوطني لالستثمار ‪22 .................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪23 ......................................... .‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات المقررة لتفعيؿ حرية االستثمار ‪27 ........................‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬الضمانات االتفاقية ‪27 ..............................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬الضمانات االتفاقية المستخرجة مف االتفاقيات المتعددة األطراؼ ‪28 .....‬‬

‫‪84‬‬
‫أوال‪ :‬الضمانات االتفاقية ضمف االتفاقيات الجيوية المتعددة األطراؼ‪28 ............ :‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضمانات االتفاقية المدرجة ضمف االتفاقيات الدولية المتعددة األطراؼ‪30 .... :‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات المستخرجة مف االتفاقيات الثنائية ‪33 ........................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الضمانات القانونية ‪35 ..............................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬الضمانات العامة ‪35 ...................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات الخاصة المقررة بالقانوف رقـ ‪37 .................... 09-16‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬ضوابط تنظيـ حرية االستثمار ‪41 ....................................‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬القيود الواردة عمى إنشاء االستثمارات ‪42 .............................‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬القيود المتعمقة بالنشاطات المستثناة مف االستثمار فييا بحرية ‪42 .....‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬النشاطات المقننة ‪43 ...................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬النشاطات المحتكرة والممنوعة ‪48 ......................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬القيود المتعمقة بالمعامالت اإلدارية الخاصة بإنشاء االستثمارات ‪50 ...‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية المقيدة لممستثمر في إطار القانوف رقـ ‪50 .. 09-16‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات المقيدة لممستثمر في إطار القوانيف ذات الصمة باالستثمار ‪54‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القيود الواردة عمى مرحمة انجاز االستثمار وتصفيتو ‪59 ..............‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬القيود المتعمقة بإنجاز االستثمار ‪59 ..................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬فرض التزامات وواجبات عمى المستثمر ‪59 .............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إضفاء الصيغة العقابية عمى عدـ احتراـ االلتزامات والواجبات ‪63 .......‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬القيود المتعمقة بتصفية االستثمار‪65 .................................‬‬

‫الفرع األوؿ‪ :‬حؽ الشفعة ‪65 ........................................................‬‬

‫‪85‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة عمى الصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ ‪68 .........................‬‬

‫خاتمة‪70 ......................................................................... :‬‬

‫قائمة المراجع ‪74 ...................................................................‬‬

‫‪84‬‬ ‫فيرس المحتويات‬

‫‪86‬‬
‫ممخص‬

:‫بالمغة العربية‬
‫حظي موضوع حرية االستثمار باىتماـ كبير مف طرؼ أشخاص القانوف الدولي وىو‬
‫ما انعكس عمى سياسات الدوؿ بخصوص ىذه المسألة مف بينيا الدولة الجزائرية التي‬
‫سعت منذ اتجاىيا نحو اإلصالحات االقتصادية إلى محاولة تكريس ودسترة حرية‬
‫االستثمار في إطار قانوني حد مف نطاؽ تطبيؽ ىذه الحرية بما يتناسب وتوجيات‬
‫السياسية واالقتصادية التي تيدؼ إلى تطوير ىذا القطاع بطريقة تحد مف التدخالت‬
‫األجنبية بشكؿ ماس بالسيادة الوطنية بتقريرىا حؽ الشفعة وتنظيـ قواعد الممكية ونقؿ‬
.‫األمواؿ‬

.‫ القانوف الجزائري‬،‫ حرية االستثمار‬،‫ االستثمار‬،‫ دسترة‬،‫ دستور‬:‫الكممات المفتاحية‬


In english:
The issue of investment freedom has received considerable attention from the people of
international law, which has been reflected in the policies of state on this issue,
including the Algerian state, that has worked since the economic reforms to devote and
Constitutionality the freedom of investment in a legal framework, that balance between
the application of this freedom and the political and economic orientations of the state
in this sector, in a way that drastically limits foreign interference to national sovereignty
by deciding on its right of Pre-emption and regulating property rules, and
transformation of funds.
Keywords: constitution, constitutionlity, investment, freedom of investment, Algerian
law

En Français :
La question de la liberté d'investissement a reçu une attention considérable de la part du
peuple du droit international, ce qui a été reflété dans les politiques des États sur cette
question, y compris l'État algérien, qui cherche depuis lors à orienter les réformes
économiques pour tenter de consacrer et Constitutionnalité la liberté d'investissement
dans un cadre juridique limitant le champ d'application de cette liberté en rapport avec
les tendances politiques et économiques visaient à développer le secteur de manière à
restreindre sévèrement l'ingérence étrangère dans la souveraineté nationale en décidant
du droit de préemption, de la réglementation des règles de propriété et du transfert de
fonds.
Mots-clés: constitution, constitutionnalité, investissement, liberté d'investissement, droit
algérien

You might also like