You are on page 1of 65

‫جامعة امحد درايعية أدرار‬

‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم القانون اخلاص‬

‫احكام شركة ادلسامهة البسيطة‬


‫يف القانون التجاري اجلزائري‬
‫مذكرة ماسرت يف ختصص‪ :‬قانون أعمال‬
‫إشراف االستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبني ‪:‬‬
‫حبماوي الشريف‬ ‫­ كموف أضبد‬
‫­ أڤوجيل يوسف‬
‫جلنة ادلناقشة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫اللقب واإلسم‬ ‫الرقم‬

‫رئيساً‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫أ‪.‬د بن شريف سليماف‬ ‫‪10‬‬

‫مقرراً ومشرفاً‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬حبماوي الشريف‬ ‫‪10‬‬

‫مناقشاً‬ ‫أستاذ ؿباضر (ب)‬ ‫د‪ .‬جريفيلي دمحم‬ ‫‪10‬‬

‫اؼبوسم اعبامعي ‪2023-2022:‬‬


‫شكش ٔ عشفاٌ‬

‫احلًذ هلل عهى حسٍ تٕفٍمّ إلمتاو ْزا انعًم َشجٕا أٌ جيعهّ يف يٍضاٌ حسُاتُا تفضهّ ‪ٔ ،‬صهى‬

‫انهٓى عهى سٍذَا حمًذ َٕس األتذاٌ ٔضٍائٓا ٔطة انمهٕب ٔدٔائٓا أحة خهك اهلل إىل اهلل‪.‬‬

‫شكش يٕصٕل إىل انٕانذٌٍ انكشميني حفظًٓا اهلل ٔسعاًْا ٔأعطاًْا يٍ اخلري يا ٌتًُاِ‪.‬‬

‫عشفاٌ ٔإلشاس يُا تأَُا لذ أجنضَا ْزا انعًم ادلتٕاضع تذعى كثري ٔإسٓاو سهٍى ٔتٕجٍّ سذٌذ يٍ‬

‫أستارَا ادلششف « أ‪ .‬د حبًأي انششٌف « فهّ يُا أمسى عثاساخ انشكش ٔانتمذٌش‬

‫ٔانعشفاٌ اجلًٍم ٔانزي يُحُا انكثري يٍ ٔلتّ ٔتٕجٍٓاتّ َٔصائحّ فأسال اهلل انعهً انعظٍى أٌ‬

‫جياصٌّ خري اجلضا‪..‬‬

‫كًا َتمذو خبانص انشكش اجلضٌم ٔااليتُاٌ إىل كم يٍ األساتزج ٔطهثح نذفعح ‪2023/2022‬‬

‫ٔعًال لسى احلمٕق‬

‫إىل كم يٍ عهًُا حشفا ٔكم يٍ ساعذَا تانذعا‪ٔ .‬نٕ تانكهًح انطٍثح ‪.‬‬

‫إىل كم يٍ ساْى يف أجناص ْزا انعًم يٍ لشٌة أٔ تعٍذ سائهني انعهً انمذٌش أٌ ٌٕفمُا إىل‬

‫اخلري ٔانُجاح ‪.‬‬


‫االْذا‪.‬‬
‫احلًذ هلل انزي ٔفمُا إلمتاو ْزا انعًم ادلتٕاضع ٌٔسش نُا كم عسش‬

‫اْذي ْزا انعًم اىل يٍ شجعًُ عهى ادلثاتشج طٕال عًشي اىل انشجم األتشص يف‬

‫حٍاتً " ٔانذي انعضٌض سمحّ اهلل"‬

‫اىل يٍ تٓا اعهٕ ‪ٔ ،‬عهٍٓا استكض اىل انمهة ادلعطا‪ٔ" .‬انذتً انغانٍح " اطال اهلل يف‬

‫عًشْا‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اىل كم يٍ تزل جٓذا يف يساعذتً ٔكإَا سُذا يل اخٕاًَ ٔاخٕاتً ٔصٔجتً انعضٌضج‬

‫اىل أتُا‪ٔ .‬تُاتً حفظٓى انشمحاٌ‬

‫اىل صذٌمً انعضٌض "ٌٕسف أڤوجيل " سفٍك انذسب ٔصيٍم انذساسح‬

‫إىل كم يٍ عهًُا حشفا ٔكم يٍ ساعذَا تانذعا‪ٔ .‬نٕ تانكهًح انطٍثح ‪.‬‬

‫إىل كم يٍ ساْى يف أجناص ْزا انعًم يٍ لشٌة أٔ تعٍذ سائهني انعهً انمذٌش أٌ‬

‫ٌٕفمُا إىل اخلري ٔانُجاح ‪.‬‬

‫أمحذ‬
‫االْا‪.‬‬
‫اْذي مثشج ْذا انعايم ادلتٕاضع اىل‪:‬‬

‫اىل يٍ امحم امسّ تكم فخش ‪ ،‬يفتاح انُجاح ٔسيض انعطا‪.‬‬

‫" اتً انعضٌض " اطال اهلل يف عًشج‬

‫اىل يٍ محهتًُ ُُْٔا عهى ٍْٔ ‪ٔ ،‬اعاَتًُ حبثٓا َٔصائحٓا ٔاَاسخ دستً‬

‫"ايً انغانٍح" أطال اهلل يف عًشْا‬

‫جضاكى اهلل خري اجلضا‪.‬‬

‫اىل يٍ ْى لذٔتً اخٕاًَ ٔاخٕاتً‬

‫امتىن نكى دٔاو انصحح ٔانعافٍح ٔ سذد اهلل خطاكى‬

‫اىل صذٌمً انعضٌض ٔسفٍك انذسب ٔصيٍم انذساسح " أمحذ كًٌٕ"‬

‫اىل كم يٍ ساعذًَ ٔاعاًَُ تذعائّ‬

‫شكشا جضٌال‬

‫ٌٕسف‬
‫ادلقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫عرفت اعبزائر عدة تغَتات يف ـبتلف اجملاالت‪ ،‬لذلك ابت من اؼبؤكد تغيَت اؼبنظومة القانونية ككل‬
‫سباشيا مع ىذه التغيَتات من جهة‪ ،‬ومع التعديل الدستوري ‪ 2020‬من جهة اثنية‪ ،‬فكاف من بُت ىذه‬
‫التعديالت إصدار القانوف التجاري مواكبة ؽبذه التغيَتات االقتصادية وظهور ما يسمى ابؼبؤسسات الناشئة‪،‬‬
‫ومنو كاف ىناؾ شكل جديد من أشكاؿ الشركات التجارية‪ ،‬يطلق عليو اسم شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬ىذا‬
‫النوع يتشابو نوعا ما مع شركات اؼبسامهة اليت كانت معروفة يف القانوف التجاري السابق مع بعض االختالفات‬
‫اعبوىرية فيما بينهما‪ ،‬وأكثر من ذلك وجود ما يسمى بشركة اؼبسامهة البسيطة ذات الشخص الوحيد‪.‬‬

‫تعترب شركة اؼبسامهة البسيطة نوع من أنواع "شركات األمواؿ"‪ ،‬إذ نظمها اؼبشرع اعبزائري من خالؿ‬
‫مقتضيات قانونية مهمة‪ ،‬حيث أخضع اؼبشرع الشركة اعبديدة ؼبقتضيات القسم الثاٍل عشر من القانوف رقم‬
‫‪ 09-22‬واؼبتضمن القانوف التجاري وذلك من خالؿ اؼبواد ‪ 715‬مكرر ‪ 133‬إىل ‪ 715‬مكرر ‪ 143‬من‬
‫ىذا القانوف‪.‬‬

‫وعلى ىذا األساس جاء اؼبشرع أبحكاـ جديدة وأحكاـ أخرى أحاؿ من خالؽبا إىل القواعد اؼبتعلقة‬
‫بشركة اؼبسامهة‪ ،‬خاصة ما يتعلق إبدارة الشركة‪ .‬وىذا ما تضمنتو اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ ،135‬حيث نص على‬
‫أنو ال تطبق القواعد العامة اؼبتعلقة بشركات اؼبسامهة على شركة اؼبسامهة البسيطة إال إذا كانت موافقة‬
‫لألحكاـ اؼبنصوص عليها يف القسم الثاٍل عشر اؼبتعلق بشركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬دبعٌت أف ىناؾ أوجو تشابو‬
‫واختالؼ بُت النوعُت من الشركتُت من خالؿ أحكاـ قانونية جديدة زبص شركة اؼبسامهة البسيطة‪ .‬وأخرى‬
‫بقيت كما ىي تنطبق على شركة اؼبسامهة وعلى شركة اؼبسامهة البسيطة‪.‬‬

‫وما جيب التنويو إليو ىو أف اؼبشرع اعبزائري قد اقتبس ىذا النوع من شركة اؼبسامهة البسيطة من اؼبنظومة‬
‫التارخيية للمشرع الفرنسي من خالؿ القانوف ‪ 1-94‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬يونيو ‪ ،1994‬كإطار قانوٍل ينظم‬
‫لشركة األسهم البسيطة يف فرنسا والذي عرؼ تعديالت بعد ذلك دبوجب قوانُت الحقة‪.‬‬

‫ويرجع السبب يف إنشاء ىذا النوع من الشركات بفرنسا إىل تقرير اؼبركز الوطٍت الفرنسي ألرابب العمل‬
‫الذي لفت االنتباه إىل حاجيات اؼبؤسسات الصناعية الفرنسية الكربى اليت تسعى إىل البحث عن إطار قانوٍل‬
‫يسمح ؽبا بتطوير التعاوف بُت اؼبقاوالت‪ ،‬فبا نتج عن ىذا الوضع سببا يف نشوء ظاىرتُت‪ ،‬األوىل تسمى‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫"التهرب القانوٍل" اليت دبوجبها تتهرب غالبية الشركات الفرنسية واألجنبية من قواعد مدونة التجارة الفرنسية‬
‫لسنة ‪ 1966‬وتلجأ إىل دوؿ توجد هبا التنظيمات اؼبستقلة قانونية مرنة للشركات كلوكسمبورغ وىولندا‪ ،‬والثانية‬
‫تنعت بػ"اتفاقات اؼبسامهُت" عن النظاـ األساسي‪.‬‬

‫وذبدر اإلشارة إىل أف مبدأ ظهور الشركات التجارية بصفة عامة وشركة اؼبسامهة البسيطة بصفة خاصة‪،‬‬
‫إىل اؼببدأ القدَل الذي كاف يقوـ بُت أفراد العائلة وعالقة الدـ‪ ،‬ولكن مع التطورات اغبالية اليت توالت يف تعديل‬
‫وتطور قانوف الشركات‪ ،‬وأصبح الوضع أماـ أتسيس وخلق ىذا النوع من الشركات بسبب تزايد التبادؿ‬
‫الرأظبايل والتجاري‪ ،‬وبدأ الوضع بظهور شركات األمواؿ وابلضبط ابلقرف السابع عشر كاف تفوؽ يف ربقيق‬
‫مصاحل االستعمار والرقي ابؼبضاربة اليت كانت تسود يف ؾباؿ فبارسة العملية التجارية فبا كاف كنتاج ػبلق ىذا‬
‫النوع من الشركات‪.‬‬

‫وعليو فإف شركة اؼبسامهة البسيطة كنواة اقتصادية مهمة من خالؿ مرونتها وبساطتها لتحقق اؽبدؼ من‬
‫وراء إحداثها‪ ،‬إذ جعل منها آلية للتعاوف والتقارب فيما بُت الشركات‪.‬‬

‫وتعود أسباب اختياران ؽبذا اؼبوضوع ذاتية نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -‬الرغبة يف تسليط الضوء على أحكاـ شركة اؼبسامهة البسيطة يف القانوف التجاري اعبزائري ؼبا لو من‬
‫صلة مباشرة يف ؾباؿ قانوف األعماؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبيل واالىتماـ ؼبثل ىذه اؼبوضوعات اؼبتعلقة ابجملاؿ االقتصادي ؼبا ؽبذا اجملاؿ من أمهية ابلغة يف‬
‫التنمية وربقيق القاعدة االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة يف دراسة موضوع أحكاـ شركة اؼبسامهة البسيطة يف التشريع اعبزائري ‪ .‬وىو من اؼبواضيع اليت‬
‫لقيت انشغاؿ واىتماـ فقهاء القانوف الدويل ‪.‬‬

‫أما األسباب اؼبوضوعية فتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬سبثل أحكاـ شركة اؼبسامهة ضمانة قانونية ؽبا وضوابط خاصة‪ ،‬فبا يستوجب دراستها واالحاطة هبا‬
‫ابعتبارىا جزء ال يتجزأ من البناء القانوٍل لشركة اؼبسامهة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬اف موضوع أحكاـ شركة اؼبسامهة كغَته من اؼبواضيع مل يتم التعمق بصفة كافية يف البحث‬
‫والدراسات القانونية اعبزائرية حيث مل يتم التطرؽ بصفة شاملة ومعمقة كبحث كامل مستقل بذاتو‬
‫وامنا ًب معاعبتو بصفة سطحية ابلنظر اىل حجمو القانوٍل‪.‬‬
‫‪ -‬أحكاـ شركة اؼبسامهة البسيطة من اؼبواضيع الرائدة واعبديدة يف اعبزائر نظرا لتزايد اؼبتغَتات اليت‬
‫ربيط بتنفيذ عقود األعماؿ الدولية وتفاقم احتمالية أتثَتىا اؼبباشر على ىذا النوع من العقود ‪.‬‬
‫‪ -‬الوقوؼ من خالؿ دراسة ىذا اؼبوضوع على الدور الفعاؿ الذي تلعبو شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫غبماية العالقات التعاقدية ‪.‬‬

‫ما ذبدر اإلشارة اليو أف موضوع الدراسة اعتمد على تسمية أحكاـ شركة اؼبسامهة البسيطة يف القانوف‬
‫التجاري يف حُت أف الدراسات السابقة تطرقت اىل تعريف الشركة وذكر أحكامها ؼبواكبة مراحل تطورىا ‪.‬‬

‫اف عدـ توفر الدراسات السابقة حوؿ ىذه الدراسة قد سبب لنا عائقا كبَتا يف ىذا البحث اؼبتواضع‬
‫فبالرغم من أمهيتو اال أنو مل حيظى ابلقدر الكايف والالزـ من الدراسة والبحث فموضوع شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫ًب التطرؽ اليو كفرع يف بعص اؼبراجع والبحوث والدراسات نذكر منها مثال‪:‬‬

‫‪-1‬دراسة الدكتوراه بن عنًت ليلى يف كتاهبا اؼبعنوف ( اؼببسط يف الشركات التجارية) ‪ ،‬ط‪ ،1‬بيت األفكار ‪،‬‬
‫اعبزائر ‪ 2003 ،‬يف اؼببحث الثاٍل من الفصل الرابع بعنواف ‪ :‬أحكاـ شركة اؼبسامهة البسيطة ‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسة قباة طباع يف كتاهبا اؼبعنوف ( اعبديد يف قانوف الشركات اعبزائرية )‪ ،‬اإليداع القانوٍل السداسي‬
‫األوؿ‪ ، 2023 ،‬دار بلقيس ‪ ،‬اعبزائر ‪ 2023 ،‬حيث تطرقت للموضوع يف الفصل الثالث ربت عنواف‬
‫التقسيم القانوٍل للشركات التجارية طبقا آلخر تعديل ‪.‬‬

‫كما أف ال زبلوا أية دراسة من صعوابت تواجو الباحث‪ ،‬ومن بُت الصعوابت اليت واجهتنا إلعداد ىذه‬
‫الدراسية نذكر ما يلي‪:‬‬

‫موضوعها مل حيظى بدراسات قانونية متخصصة معمقة ومتكاملة يف اعبزائر ‪ ،‬حيث أف اؼبراجع العامة‬
‫اليت تناولتها لت تتطرؽ لو كبحث مستقل بذاتو وامنا اكتفت فقط ابلتعرض لو بصفة عامة وـبتصرة افتقدت‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫يف أغلبها لطابع التجديد واالؼباـ لذا كاف من الصعب اغبصوؿ على معلومات لإلحاطة بكافة عناصر‬
‫اؼبوضوع‪.‬‬

‫ومن خالؿ ما سبق تربز األمهية النظرية ؼبوضوع الدراسة اليت عملت على إقامة توازف بُت حاجياهتا‪ ،‬يف‬
‫ضرورة ضباية الشركاء اؼبكونُت ؽبا بصفة خاصة واالقتصاد الوطٍت بصفة عامة‪.‬‬

‫أما األمهية العملية تربز يف كوف شركة اؼبسامهة البسطة ليست فقط آلية ػبدمة الشركاء فقط‪ ،‬بل آلية‬
‫ػبدمة االستثمار بصفة عامة واالقتصاد الوطٍت بصفة خاصة‪ ،‬وىذا ما يتمثل يف ؿباربة ىجرة الشركات إىل‬
‫الدوؿ األخرى‪.‬‬

‫كما هتدؼ ىذه الدراسة إىل ربديد اإلطار اؼبفاىيمي والقانوٍل لشركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬من خالؿ بياف‬
‫اؼبقصود بشركة اؼبسامهة البسيطة يف التشريع اعبزائري والوقوؼ على طبيعتها القانونية وربديد اإلطار القانوٍل‬
‫ؽبا‪ ،‬إضافة إىل بياف النظاـ القانوٍل الذي زبضع لو شركة اؼبسامهة البسيطة يف القانوف التجاري اعبزائري اغبايل‪.‬‬

‫ومنو فإف اؼبشرع اعبزائري سعى ابألساس إىل خلق شركة اؼبسامهة البسيطة لضماف وربفيز على إنشائها‬
‫وتعزيز الًتسانة التشريعية لقانوف األعماؿ‪ ،‬وابلتايل اؼبسامهة يف تشجيع االستثمار الداخلي واػبارجي‪ ،‬كما‬
‫ىدؼ اؼبشرع من خالؽبا إىل اؼبسامهة يف ربقيق توازف بُت األشخاص اؼبعنوية كمقابل لألشخاص الطبيعية يف‬
‫إنشاء الشركات‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق ذكره ديكن تناوؿ دراسة اؼبوضوع وفق اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬

‫­ ما مدى فعالية األحكام القانونية الناظمة لشركة ادلسامهة البسيطة الواردة يف القانون ‪90-22‬‬
‫يف الدفع بتحسني مناخ األعمال من خالل تسهيل وتيسري إجراءات انشاء مؤسسات انشئة؟‬

‫وتندرج ربت ىذه اإلشكالية الرئيسة صبلة من التساؤالت الفرعية كباوؿ اإلجابة عليها‪ ،‬واليت نلخصها يف‬
‫األتية‪:‬‬

‫­ ما مفهوـ شركة اؼبسامهة البسيطة؟‪.‬‬


‫­ ىل شركة اؼبسامهة البسيطة تعترب نوع من أنواع شركة اؼبسامهة اـ اهنا شركة مستقلة بذاهتا؟‪.‬‬
‫­ ما ىي الطبيعة القانونية لشركة اؼبسامهة البسيطة؟‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫­ ما ىي اآلليات اليت ديكن من خالؽبا أتسيس شركة اؼبسامهة البسيطة؟‪.‬‬

‫ولدراسة ذلك فإنو ستتم معاعبة ىذا اؼبوضوع وفق منهج يقوـ على احملطات اليت مرت على التشريع‬
‫اعبزائري من خالؿ خلق ترسانة قانونية متعلقة ابلشركات التجارية على وجو عاـ وشركات اؼبسامهة البسيطة‬
‫على وجو خاص‪ ،‬إذ أنو ًب تقرير إتباع اؼبنهج التحليلي لفهم اؼبقتضيات القانونية اػباصة هبذه الشركة‪ ،‬والذي‬
‫سيمكننا من تفكيك النصوص وفهم مضامينها‪.‬‬

‫كما ًب االستعانة ابؼبنهج اؼبقارف كلما اقتضت اغباجة اىل ذلك ‪.‬‬

‫وسعيا ؼبراعاة التسلسل اؼبنطقي والقانوٍل لألفكار ولإلجابة عن إشكالية حبثنا ارأتينا اىل تقسم ىذه‬
‫الدراسة اىل فصلُت ‪:‬‬

‫تطرقنا يف الفصل األوؿ إىل‪ :‬إطار اؼبفاىيمي لشركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬وقمنا بتقسيمو اىل مبحثُت ‪ ،‬جاء‬
‫اؼببحث األوؿ ربت عنواف‪ :‬اؼببحث األوؿ‪ :‬ماىية شركة اؼبسامهة البسيطة وقسم اىل مطالبُت‪ ،‬اما اؼببحث الثاٍل‬
‫فيحمل عنواف الطبيعة القانونية لشركة اؼبسامهة البسيطة وقد تضمن مطلبُت‪.‬‬

‫اما يف الفصل الثاٍل فقد انقشنا فيو‪ :‬ضوابط أتسيس وإدارة شركة اؼبسامهة البسيطة وقسمناه إىل‬
‫مبحثُت‪ ،‬عاجل اؼببحث األوؿ ‪ :‬أتسيس شركة اؼبسامهة البسيطة والذي فصلناه اىل مطلبُت‪ ،‬اما اؼببحث الثاٍل‬
‫تناولنا فيو إدارة وتسيَت شركة اؼبسامهة البسيطة ‪ ،‬وقد تضمن مطلبُت‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬


‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مقدمة الفصل األول‪:‬‬

‫مل يعرؼ التشريع التجاري اعبزائري ما يسمى بشركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬إال بعد صدور القانوف ‪09-22‬‬
‫اؼبعدؿ للقانوف التجاري‪ ،‬فبالرغم من أف ىذا النوع من الشركات كاف معروفا يف التشريع التجاري الفرنسي‪ ،‬إال أف‬
‫أغلب التشريعات مل تعتمده إال حديثا‪.‬‬

‫وما دييز ىذه الشركة ىو تطور أحكامها لكوهنا حديثة النشأة نسبيا‪ ،‬إذ أف أغلب الشركات مل تتبٌت شكل‬
‫شركة اؼبسامهة البسيطة إال حديثا‪ ،‬وىذا ما يدفعنا إىل البحث يف مفهومها وما دييزىا عن شركة اؼبسامهة من جهة‪،‬‬
‫وبياف طبيعتها القانونية من جهة أخرى‪ ،‬تبعا للتقسيم التايل‪:‬‬

‫­ ادلبحث األول‪ :‬ماهية شركة ادلسامهة البسيطة‬


‫­ ادلبحث الثاين‪ :‬الطبيعة القانونية لشركة ادلسامهة البسيطة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ادلبحث األول‪ :‬ماهية شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫تعد شركة اؼبسامهة البسيطة شركة مستحدثة وجديدة يف القانوف التجاري اعبزائري دبوجب القانوف رقم‬
‫‪ 09-22‬اؼبعدؿ واؼبتمم ألحكاـ األمر رقم ‪ 59-07‬اؼبتضمن القانوف التجاري‪ ،‬أما ابلنسبة للتشريعات األخرى‬
‫فهي قددية كالتشريع الفرنسي والذي تبناىا دبوجب قانوف ‪ 03‬جانفي ‪1994‬ـ اؼبعدؿ واؼبتمم‪.1‬‬

‫ادلطلب األول‪ :‬مفهوم شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫تتميز شركة اؼبسامهة البسيطة بطابع خاص عدا كوهنا من شركات األمواؿ فهي كذلك زبضع لنظاـ‬
‫استثنائي‪ ،‬إذ حيكمها االعتبار اؼبايل مثلها مثل شركة التوصية ابألسهم والشركة ذات اؼبسؤولية احملدودة‪ ،‬إذ ذبمع‬
‫شركة اؼبسامهة البسيطة بُت اؼبعيار الشخصي واؼبايل يف آف واحد ما جيعلها زبضع لنظاـ مزدوج من حيث القواعد‬
‫اليت ربكمها وابلتايل فهي ذبمع بُت خصائص شركة األمواؿ وشركة األشخاص‪.2‬‬

‫وؼبواكبة التطور االقتصادي وااللتحاؽ ابألمم اؼبتطورة قبد أف اؼبشرع اعبزائري أقر بضرورة دعم اؼبؤسسات‬
‫الناشئة‪ ،‬وىي نوع جديد من الشركات التجارية وخص هبا دوف غَتىا من الشركات ويتجلى ذلك يف الشركة‬
‫اؼبسامهة البسيطة رغم قدمها لدى التشريع الفرنسي والغاية من كل ذلك ىو دعم اؼبواىب واؼبخًتعُت واؼببتكرين‬
‫ودعم مشاريعهم وضبايتهم‪ ،‬حيث قبد تراجع دبوجب أحكامها عن الفكرة النظامية لشركات األمواؿ‪ ،‬حبيث بعد‬
‫صدور القانوف رقم ‪ 09-22‬اؼبعدؿ للقانوف التجاري‪ ،‬كرس اؼبشرع دبوجب ىذا التعديل إمكانية أتسيس ىذا‬
‫النوع من الشركة من قبل عدة أشخاص (طبيعيُت كانوا أو معنويُت)‪ ،‬وىو تطبيق لنظرية العقد‪ ،‬كما ديكن أف‬
‫تؤسس الشركة اؼبسامهة البسيطة من قبل شخص واحد وتصبح دبسمى آخر أال وىي شركة اؼبسامهة البسيطة ذات‬
‫الشخص الوحيد وىو تكريس لفكرة الشركة نظاـ‪.3‬‬

‫ولتعريف شركة اؼبسامهة البسيطة أكثر سنقوـ بذلك من خالؿ تعريفها تشريعيا وفقهيا وقضائيا‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬بن عنًت ليلى‪ ،‬اؼببسط يف قانوف الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بيت األفكار‪ ،‬اعبزائر‪ ،2023 ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬قباة طباع‪ ،‬اعبديد يف قانوف الشركات التجارية وفقا لألحكاـ اؼبعدلة‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬اعبزائر‪ ،2023 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬قباة طباع‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪8‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫نظرا العتبار شركة اؼبسامهة البسيطة شكل من أشكاؿ الشركات التجارية اغبديثة وابػبصوص يف التشريعات‬
‫اليت مل تتبناىا إال حديثا‪ ،‬فإف اػبوض يف تعريفها يُعد أمرا مهما وإف كاف يف نفس الوقت أمرا صعبا نظرا للتطور‬
‫اغباصل يف أحكاـ ىذا النوع‪ .‬فقد كاف اؼبشرع الفرنسي ُخيضعها لألحكاـ اؼبنصوص عليها ضمن القواعد اؼبطبقة‬
‫على الشركات ذات اؼبسؤولية احملدودة‪ ،‬إال أنو َع َدؿ عن ذلك إبخضاعها للقواعد اػباصة بشركة اؼبسامهة‪،1‬‬
‫ابستثناء األحكاـ اػباصة برأس اؼباؿ وتصرفات الشركاء مثل عدد األصوات واإلدارة وصبعيات اؼبسامهُت‪.‬‬

‫وما هبمنا يف ىذا اؼبقاـ ىو معرفة موقف اؼبشرع اعبزائري من ىذه الشركة ‪ ،‬ؼبقارنتها مع ما أتخذ بو بعض‬
‫التشريعات اؼبقارنة من حيث تعريفها وخصائصها‪ .‬وىو ما سنفصلو فيما يلي‪:‬‬

‫كما عرفها اؼبشرع اعبزائري بنص اؼبادة ‪ 715‬مكرر‪ 133‬أبف‪" :‬شركة اؼبسامهة البسيطة ىي الشركة اليت‬
‫ينقسم رأظباؽبا إىل أسهم وتتكوف من شركاء ال يتحملوف اػبسائر إال يف حدود ما قدموا من حصص‪.‬‬

‫ديكن أف تؤسس شركة اؼبسامهة البسيطة من طرؼ شخص واحد أو عدة أشخاص طبيعيُت و‪/‬أو معنويُت‪.‬‬

‫إذا كانت شركة اؼبسامهة البسيطة ال تضم إال شخصا واحدا‪ ،‬فإهنا تُسمى شركة اؼبسامهة البسيطة ذات‬
‫الشخص الوحيد‪.‬‬

‫تنشأ شركة اؼبسامهة البسيطة حصراي من طرؼ الشركات اغباصلة على عالمة مؤسسة انشئة"‪.‬‬

‫ومن خالؿ ىذا النص يتضح أف اؼبشرع يف حقيقة اغباؿ مل يُعرؼ شركة اؼبسامهة البسيطة وإمنا حاوؿ‬
‫تعريفها من خالؿ ذكر خصائصها‪ ،‬وىو اذباه سليم‪ ،‬خاصة وأف الفقو مل جيتمع على تعريف واحد ؽبذا النوع من‬
‫الشركات لكونو يتسم ابغبداثة والتطور كما ذكران آنفا‪ ،‬غَت أف ما يالحظ حوؿ ىذا النص أف اؼبشرع اعبزائري‬

‫‪1‬‬
‫‪- Article L227-1 du troisième alinéa de l'article Modifié par LOI n°2019-744 du 19 juillet 2019 - art.‬‬
‫‪27 : « Dans la mesure où elles sont compatibles avec les dispositions particulières prévues par le présent‬‬
‫‪chapitre, les règles concernant les sociétés anonymes, à l'exception de l'article L. 224-2, du second alinéa‬‬
‫‪de l'article L. 225-14, des articles L. 225-17 à L. 225-102-2, L. 225-103 à L. 225-126, L. 225-243, du I‬‬
‫‪de l'article L. 233-8 et du troisième alinéa de l'article L. 236-6, sont applicables à la société par actions‬‬
‫‪simplifiée…».‬‬

‫‪9‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ربط أتسيس ىذه الشركة بفئة خاصة وىي اؼبؤسسات الناشئة‪ ،‬رغم أف اؼبشرع اؼبغريب أجاز أتسيسها فقط ابلنسبة‬
‫للشركات اليت ال يقل رأظباؽبا عن مليوٍل درىم‪ .‬على أال يقل عددىا عن اثنُت‪.1‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬خصائص شركة ادلسامهة البسيطة‪:‬‬

‫تشبو شركة اؼبسامهة البسيطة إىل حد ما شركة اؼبسامهة‪.‬ء كوف رأظباؽبا مقسم إىل أسهم‪ ،‬وإف كانت أوجو‬
‫االختالؼ ىي أيضا متعددة‪ .‬فبا جيعل من شركة اؼبسامهة البسيطة زبتلف من حيث اػبصائص عن شركة اؼبسامهة‪.‬‬
‫وىو ما سنسعى إىل توضيحو‪.‬‬

‫ويظهر الفرؽ جليا بُت شركة اؼبسامهة البسيطة وشركة اؼبسامهة التقليدية من خالؿ األركاف اليت تقوـ عليها‬
‫كل شركة‪ ،‬وإف كاف األمر ىو نفسو فيما خيص األركاف اؼبوضوعية العامة واألركاف الشكلية‪ ،‬إال أف وجو‬
‫االختالؼ يكمن يف األركاف اؼبوضوعية اػباصة‪.‬‬

‫أ‪ -‬مسؤولية ادلسامهني مسؤولية حمدودة بقدر مسامهاهتم‪:‬‬

‫ال يتحمل اؼبسامهُت يف شركة اؼبسامهة البسيطة اؼبسؤولية عن ديوف الشركة أو حقوؽ الغَت إال يف حدود‬
‫اؼبسامهات اؼبقدمة كحصة يف الشركة‪ .‬أي أهنا تقوـ على االعتبار اؼبايل مثلها مثل شركات األمواؿ األخرى‪ ،‬وىذا‬
‫ما نصت عليو اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 133‬يف فقرهتا األوىل أبف اؼبسامهُت ال يتحملوف اػبسائر إال يف حدود ما‬
‫قدموا من حصص‪ ،‬غَت أف اؼبسامهة يف الشركة ديكن أف تكوف بفكرة ما ويف ىذه اغبالة تكوف مسؤولية اؼبساىم يف‬
‫حدود ما أتفق عليو يف القانوف األساسي‪.‬‬

‫ب‪ -‬سهولة وبساطة أتسيس شركة ادلسامهة البسيطة‪:‬‬

‫خبالؼ شركة اؼبسامهة اليت سبتاز بصرامة إجراءات أتسيسها وتعقدىا‪ ،‬فإف شركة اؼبسامهة البسيطة تتميز‬
‫بسهولة أتسيسها من جهة‪ ،‬وببساطة تسيَتىا من جبهة أخرى‪ .‬رغم أهنا من شركات األمواؿ‪ ،‬سواء من حيث‬
‫عدد الشركاء‪ ،‬أو من حيث رأس ماؽبا‪ ،‬أو حىت يف إدارهتا‪ ،‬حيث اذبو اؼبشرع إىل إضفاء طابع مرف يف أتسيسها‬
‫وتسيَتىا بغرض ترؾ ىامش أكثر اتساعا فبا ىو عليو اغباؿ يف شركة اؼبسامهة التقليدية‪ ،‬وىذا بغرض اغبد من‬
‫العراقيل اليت تواجو الشركات يف توسيع األعماؿ واؼبشاريع أكثر‪.‬‬

‫‪ -1‬اؼبادتُت‪ 425‬و‪ 426‬من القانوف رقم ‪ 17-95‬اؼبتعلق بشركات اؼبسامهة اؼبغريب اؼبعدؿ واؼبتمم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ج‪ -‬الطابع العقدي لشركة ادلسامهة البسيطة‪:‬‬

‫فبا استقر عليو الفقو والقضاء وحىت القانوف أف الطبيعة القانونية لعقد شركة اؼبسامهة واليت تقوـ على‬
‫االعتبار اؼبايل سبيل لكوهنا نظاـ أكثر منها عقدا‪ ،‬وذلك لتدخل التشريع يف كل مرحلة من مراحل حياهتا بدءا من‬
‫أتسيسها إىل غاية انقضائها‪ ،‬غَت أف اؼبشرع قرر الًتاجع عن كثَت من ىذه األحكاـ لصاحل إرادة األطراؼ ورغبتهم‬
‫فيما يتعلق بشركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬ليًتؾ اجملاؿ التفاؽ اؼبؤسسُت حوؿ أىم اؼبسائل اؼبتصلة بتأسيسها وإدارهتا‪،‬‬
‫حيث أجاز ؽبم ربديد رأظباؽبا حبرية‪ ،‬كما مل يضع أي شرط فيما خيص عدد اؼبسامهُت‪.‬‬

‫د‪ -‬حرية حتديد رأمسال الشركة‪:‬‬

‫نالحظ أف قانوف ‪ 4‬أغسطس ‪ 2008‬اؼبعدؿ للقانوف التجاري الفرنسي خفف من متطلبات اغبد األدٌل‬
‫لرأس اؼباؿ والسماح ابؼبسامهات بعمل‪ ،‬ودبوجب أحكاـ القانوف السابق الذكر أصبح إبمكاف شركة اؼبسامهة‬
‫البسيطة إصدار أسهم انذبة عن مسامهات بعمل على النحو احملدد يف اؼبادة ‪ 2-1843‬من القانوف اؼبدٍل‬
‫الفرنسي دوف أف تدخل ىذه األسهم يف تكوين رأس ماؽبا‪ ،1‬وىو ما سار عليو كذلك اؼبشرع اعبزائري‪ ،‬والذي‬
‫ترؾ كيفيات تقدير قيمتها وما يقابلها من أرابح للقانوف األساسي للشركة‪ ،2‬على أف ال تكوف ىذه األسهم قابلة‬
‫للتصرؼ‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل رفع جزء ىاـ من القيود يف حالة تقدَل حصص عينية‪ ،‬إذ أجاز اؼبشرع اعبزائري تقدير‬
‫اغبصص العينية دوف اللجوء إىل مندوب اغبصص ؼبعُت من طرؼ احملكمة‪ ،3‬كما ىو معموؿ بو يف كل الشركات‬
‫التجارية‪ .‬وال يكوف ذلك إال إبصباع الشركاء‪ ،‬ابإلضافة إىل شرط آخر وىو أال تتجاوز قيمة اغبصص العينية‬
‫صبيعها واليت مل يتم تقييمها مسبقا نصف رأس ماؿ الشركة‪ ،4‬ويسري نفس اغبكم على شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫ذات الشخص الوحيد‪ ،‬وىو نفس ما ذىب إليو اؼبشرع الفرنسي‪ ،‬على أف تكوف مسؤولية اؼبسامهُت عن تقييم‬
‫اؼبسامهات العينية يف حالة عدـ تعيُت مندوب اغبصص‪ ،‬وكذا يف حالة وجود اختالؼ بُت تقدير اؼبسامهُت وتقدير‬
‫مندوب اغبصص‪ .‬تضامنية وؼبدة طبس (‪ )5‬سنوات على القيمة اؼبمنوحة للمسامهات العينية خالؿ أتسيس‬
‫‪1‬‬
‫‪- Article L227-1 du quatrième alinéa du code de commerce français.‬‬
‫‪ -2‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 140‬من القانوف التجاري اعبزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬أعفى اؼبشرع اعبزائري شركة اؼبسامهة البسيطة من تطبيق أحكاـ اؼبواد ‪ 594‬فقرة أوىل‪ ،‬و‪ 601‬فقرة أوىل‪ ،‬و‪ 607‬و‪ 610‬و‪ 619‬من القانوف‬
‫التجاري‪ ،‬واليت تتحدث عن إلزامية تقدير اغبصة العينية من طرؼ مندوب اغبصص اؼبعُت من طرؼ احملكمة بناء على طلب اؼبؤسسُت أو أحدىم‪.‬‬
‫‪ -4‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 141‬من القانوف التجاري اعبزائري‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الشركة‪ ،1‬وىو كذلك نفس اغبكم الذي قرره اؼبشرع الفرنسي‪ ،‬وكأف اؼبشرع اعبزائري وكعادتو اعتمد على نقل‬
‫األحكاـ التشريعية اليت توصل إليها طيلة مراحل تطور ىذه الشركة‪ ,‬أي أنو أخذ ىذه النصوص عن طريق النقل‬
‫مع التخلي عن بعض اؼبواد اؼبفصلة‪.‬‬

‫وابلرغم من التسهيالت اؼبقدمة لشركات اؼبسامهة البسيطة إال أنو ال جيوز ؽبا التأسيس عن طريق اللجوء‬
‫العلٍت لالدخار‪ ،‬كما دينع تداوؿ أسهمها يف سوؽ منظم‪ ،‬فبا يشَت بوضوح إىل الطبيعة اؼبغلقة ؽبذه الشركة‪.2‬‬

‫وإبعفاء اؼبشرع اعبزائري شركة اؼبسامهة البسيطة من أحكاـ اؼبادة ‪ 549‬فقرة أوىل‪ ،‬واليت تتحدث عن اغبد‬
‫األدٌل اؼبطلوب لتأسيس شركة مسامهة وىو مبلغ ‪ 5‬ماليُت دينار جزائري يف حالة اللجوء لالدخار العاـ‪ .‬ومليوف‬
‫دينار يف اغبالة اؼبخالفة‪ .‬فإف ربديد رأظباؿ شركة اؼبسامهة البسيطة حيدد يف قانوهنا األساسي‪ 3‬بكل حرية‪ ،‬ودوف‬
‫أف يكوف ىناؾ حد أدٌل‪.‬‬

‫غَت أف اؼبشرع تدخل مرة اثنية دبنع أتسيس شركة اؼبسامهة البسيطة عن طريق اللجوء العلٍت لالدخار‪ ،‬كما‬
‫ُحيظر عنها طرح أسهمها يف البورصة‪ ،4‬وىو يُعد أوؿ قيد على أتسيس ىذه الشركة رغم أنو يف النصوص السابقة‬
‫خلصها من العديد من القيود اؼبطبقة على شركة اؼبسامهة‪ ،‬ولعل لذلك مربراتو‪ ،‬خاصة وأنو حصر إنشاءىا على‬
‫الشركات اليت ربمل عالمة مؤسسة انشئة دوف غَتىا‪.‬‬

‫ويعد رأس اؼباؿ من أىم األساسيات اليت ترتكز علها الشركة من جهة‪ ،‬وىي من جهة أخرى سبثل ضمانة‬
‫للدائنُت يف اسًتداد حقوقهم‪ ,‬ولذلك اشًتط اؼبشرع الفرنسي أف ال يقل رأظباؿ شركة اؼبسامهة اؼببسطة عن‬
‫‪ 37000‬يورو‪ ،‬قبل أف يًتاجع عن ذلك بقانوف ‪ 4‬أغسطس ‪ 2008‬ويًتؾ حرية ربديده يف القانوف األساسي‬
‫للمسامهُت‪.5‬‬

‫‪ -1‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 142‬من القانوف التجاري اعبزائري‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Jean-Bernard Blaise, op.cit, p 885.‬‬
‫‪ -3‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 138‬من القانوف التجاري اؼبستحدثة ابلقانوف ‪ ،09-22‬ىذات األخَت نص صراحة يف اؼبادة ‪ 715‬مكر ‪ 134‬على أنو من‬
‫خصائص شركة اؼبسامهة البسيطة عدـ اشًتاط حد أدٌل لرأظباؽبا عند اإلنشاء‪..‬‬
‫‪ -4‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 138‬من القانوف التجاري اؼبستحدثة ابلقانوف ‪.09-22‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- George Ripert, Réné Roblot, Les sociétés commerciales, Tome 1, volume 2, 19éme édition, L.G.D.J,‬‬
‫‪Paris, 2009, p 632.‬‬

‫‪12‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ـ‪ -‬عدم اشرتاط حد أدىن للمسامهني يف الشركة‪:‬‬

‫ما دييز شركة اؼبسامهة البسيطة ىو أنو ال يُشًتط لتأسيسها عدد معُت من الشركاء‪ .‬وىو أمر غَت معهود يف‬
‫شركة اؼبسامهة‪ ،‬خاصة وأف اؼبشرع اعتمد على كثَت من النصوص اؼبنظمة ؽبذه األخَتة كإطار قانوٍل لشركة‬
‫اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬غَت أف اؼبشرع مل يكتفي عند ىذا اغبد بل أجاز أف أتسس بشريك واحد فقط‪ ،‬وتسمى يف ىذه‬
‫اغبالة بشركة اؼبسامهة البسيطة ذات الشخص الوحيد‪ ،1‬وإف كاف اؼبشرع الفرنسي قد توصل إىل ذلك عرب مراحل‬
‫متعددة سبثل مراحل تطور ىذه الشركة منذ أف اعتمدىا سنة ‪ ،1994‬وما يالحظ ىنا أف اؼبشرع استورد ىذا النوع‬
‫من الشركات من التجربة الفرنسية واليت سبخض عنها عرب العديد من احملطات مثلت مراحل تطور ىذه الشركة‪.‬‬

‫فقد أجاز اؼبشرع اعبزائري أف تتأسس شركة اؼبسامهة البسيطة دبسامهُت اثنُت‪ ،‬وىذا خالفا لشركة اؼبسامهة‬
‫اليت جيب أال يقل عدد اؼبسامهُت فها عن سبعة‪ ,‬غَت أف اؼبشرع ذىب إىل أكثر من ذلك ابلسماح ألف تضم شركة‬
‫اؼبسامهة البسيطة مسامها واحدا‪ ،‬واليت أظباىا "شركة اؼبسامهة البسيطة ذات الشخص الوحيد"‪.2‬‬

‫ويالحظ أف اؼبشرع الفرنسي عند استحداثو ؽبذا النوع اعبديد من الشركات يف ‪ 3‬يناير ‪ 1994‬مل يكن‬
‫يقصد أف ربل ؿبل شركة اؼبسامهة‪ ،‬وإمنا كاف يقصد فقط توفَت إطار مناسب للتعاوف بُت الشركات الكبَتة ابقًتاح‬
‫صيغة شركة جد مرنة ديكن أف تزود الشركات أبداة تعاوف مل تكن متوفرة‪ ،3‬مع ذبنب اآلاثر اؼبًتتبة عن طرؽ‬
‫وأساليب فباثلة تؤثر على شخصيتا اؼبعنوية كاالندماج مثال‪.‬‬

‫وقد كاف يف بداية األمر صبيع مسامهي شركة اؼبسامهة البسيطة أشخاصا اعتباريُت فقط‪ ،4‬إذ كانت ذبمع‬
‫بُت شركات ذات حجم معُت إىل غاية صدور قانوف ‪ 12‬يوليو ‪ 1999‬بشأف االبتكار والبحث‪ ،‬أين أدخلت‬

‫‪ -1‬ىذه اػباصية أوردىا اؼبشرع اعبزائري يف اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 134‬من القانوف التجاري اؼبستحدثة ابلقانوف رقم ‪ ،09-22‬واليت أكدت عدـ اشًتاط‬
‫حد أدٌل للشركاء‪ ،‬بينما أجازت اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 133‬أتسيس شركة مسامهة بسيطة من طرؼ شخص واحد أو عدة اشخاص طبيعيُت أو معنويُت‪.‬‬
‫‪ -2‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 133‬من القانوف التجاري اعبزائري‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- George Ripert, Réné Roblot, op.cit, p 701.‬‬
‫‪ -4‬وابلرغم من أف اؼبشرع اؼبغريب كاف سباقا يف تبٍت شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬إال أنو اقتبس من القانوف الفرنسي القدَل والذي نص على أف شركة اؼبسامهة‬
‫البسيطة تنشأ بُت شركتُت أو أكثر‪ ،‬أي أف القانوف اؼبغريب دينع األشخاص الطبيعية من أف يكونوا مسامهُت فيها‪ ،‬كما دينع أتسيسها بشخص واحد‪ ،‬أي‬
‫أنو اعتمد على النص الفرنسي القدَل دوف مراعاة لتطور أحكامو فيما بعد‪.‬‬
‫السيد يوسف اؼباموٍل‪ ،‬شركة اؼبسامهة اؼببسطة يف التشريع اؼبغريب‪،‬‬
‫‪https://drive.google.com/file/d/1dT_k_R8FzXB05fkUsnmB4lYuHqWY9AR2/view, consulté le 21:54‬‬
‫‪06/06/2022.‬‬

‫‪13‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تعديالت عميقة على شركة اؼبسامهة البسيطة‪ .‬وىو ما ظبح ؽبا بتطور كبَت على حساب شركة اؼبسامهة‪ ,‬واليت‬
‫أصبح من اؼبمكن إنشاؤىا أبي شخص طبيعي أو معنوي‪ .‬بل ديكن أف تتكوف حىت من شخص واحد‪.1‬‬

‫وفضال عن ذلك فإف اؼبشرعُت اعبزائري والفرنسي مل ُحيددا عددا أقصى ؼبسامهي شركة اؼبسامهة البسيطة‪،‬‬
‫ولكن نظرا لالعتبار الشخصي للمسامهُت فيها فإف عددىم سيكوف قليال ابلضرورة‪.2‬‬

‫إال أف اؼبشرع اعبزائري حصر إنشاء ىذا النوع من الشركات فقط للشركات اغباصلة على عالمة "مؤسسة‬
‫انشئة"‪ ،‬أي أف ىذه األخَتة ستأخذ شكل شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬واليت سنفصل يف أساس اختيارىا لذلك أدانه‪.‬‬

‫و‪ -‬حتديد الغرض من أتسيس شركة ادلسامهة البسيطة‪:‬‬

‫كانت نشأة شركة اؼبسامهة البسيطة يف فرنسا تتم فقط بُت شركتُت كبَتتُت أو أكثر كوسيلة للتعاوف فيما‬
‫بينها‪ٍ ،‬ب بعد ذلك تطورت لتشمل األشخاص الطبيعية‪ .‬من أجل دعم اؼبشاريع االبتكارية واإلبداعية‪ ،‬رغم أف‬
‫اؼبشرع اعبزائري جعل أتسيسها حكرا على الشركات اليت ربمل عالمة "مؤسسة انشئة"‪ ،‬أي أف ىذا النوع من‬
‫الشركات ال ديكن إنشاؤه إال بعد تفحص اؼبشاريع اؼببتكرة وترقيتها يف النظم اػباصة ابؼبؤسسات الناشئة‪ ،‬وأيٌب‬
‫ىذا تكريسا لالىتماـ اؼبتزايد للدولة والذي يظهر من خالؿ تعديل اسم وزارة اؼبؤسسات الصغَتة واؼبتوسطة إىل‬
‫وزارة اؼبؤسسات الصغَتة واؼبؤسسات الناشئة واقتصاد اؼبعرفة‪.3‬‬

‫ادلطلب الثاين‪ :‬دتييز شركة ادلسامهة عن شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫لقد عرؼ نظاـ شركة اؼبسامهة تطورا يف التشريع اعبزائري اقتداء ابلتشريعات اؼبقارنة‪ ،‬فبعد تبنيو شركة‬
‫اؼبسامهة ذات نظاـ ؾبلس اإلدارة كنوع أوؿ يف القانوف التجاري دبوجب األمر ‪ ،59-75‬تبٌت مشرعنا شركة‬
‫اؼبسامهة ذات نظاـ ؾبلس اؼبديرين وؾبلس اؼبراقبة من خالؿ اؼبرسوـ التشريعي ‪ ،08-93‬ليتبٌت مؤخرا شكال‬
‫جديدا يتمثل يف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،4‬ابإلضافة إىل ذلك قبد شركة اؼبسامهة اؼببسطة‪ ،5‬اليت تبنتها التشريعات‬
‫اؼبقارنة ونذكر التشريع الفرنسي والتشريع اؼبغريب والتشريع السعودي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Article L227-1 du code de commerce français.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jean-Bernard Blaise, DROIT DES AFFAIRES, LGDJ Lextenso édition, 8éme édition, Paris, p 883.‬‬
‫‪ -3‬ـبانشة آمنة‪ ،‬اؼبؤسسات الناشئة يف اعبزائر ‪ -‬اإلطار اؼبفاىيمي والقانوٍل‪ ،‬ؾبلة صوت القانوف‪ ،‬اجمللد الثامن‪ ،‬العدد ‪ ،2021 ،01‬ص ‪.782‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- (SAS) Société par actions simplifiée.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- (SA) Société anonyme.‬‬

‫‪14‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مظاهر ومميزات شركة ادلسامهة‬

‫لقد عرؼ اؼبشرع اعبزائري شركة اؼبسامهة يف اؼبادة ‪ 592‬من القانوف التجاري‪ 1‬أبهنا الشركة اليت ينقسم‬
‫رأظباؽبا إىل أسهم تتكوف من شركاء ال يتحملوف اػبسائر إال بقدر ما ًب تقدديو من حصص‪ .‬وال ديكن أف يقل‬
‫عدد الشركاء عن ‪ 7‬سبعة‪ .‬كما تدخل اؼبشرع بتحديد رأظباؿ ىذا النوع من الشركات دبقدار ‪ 5‬طبسة مليوف‬
‫دينار جزائري على األقل إذا ما كاف أتسيسها عن طريق االكتتاب العاـ أي ابللجوء العلٍت لالدخار و‪ 1‬مليوف‬
‫دينار إذا ما عبأت إىل االكتتاب الفوري‪ ،‬أي دوف اللجوء العلٍت لالدخار‪.2‬‬

‫إذف فشركة اؼبسامهة‪ .‬ىي شركة تقوـ على االعتبار اؼبايل‪ ،‬ألف العربة دبا يقدمو كل شريك من حصة مالية‬
‫تتمثل يف السهم القابل للتداوؿ‪ .‬وكذلك فإف الشريك ال يتحمل مسؤولية ما قد ينجر للشركة من ظروؼ مالية إال‬
‫يف حدود ما قدمو من حصة للدخوؿ كشريك فيها‪.3‬‬

‫ويف ىذا قبد أف اؼبشرع اعبزائري قد ساير الطرح الذي ذىب إليو اؼبشرع الفرنسي‪ ،‬وىذا على اعتبار أف‬
‫مشرعنا أخذ نظاـ الشركات التجارية عموما وشركة اؼبسامهة خصوصا من النظاـ القانوٍل الفرنسي للشركات‪ ،‬وىذا‬
‫ما سنراه أيضا ابلنسبة لشركة اؼبسامهة البسيطة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬مظاهر ومميزات شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫ًب إنشاء شركة اؼبسامهة اؼببسطة يف التشريع الفرنسي دبوجب القانوف رقم ‪ 01-94‬الصادر يف ‪ 03‬يناير‬
‫‪ٍ 1994‬ب تعديلو ابلقانوف رقم ‪ 587-99‬الصادر يف ‪ 21‬جويلية ‪ 1999‬ليتدارؾ بعض النقص وبتجنب ما‬
‫غبقو من انتقادات فقهية‪ ،‬فنص على شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬وىذا ليجعل ىذه األخَتة يف متناوؿ األشخاص‬
‫الطبيعيُت‪ ,‬ابإلضافة وينص ىذا القانوف فإنو ديكن أتسيس شركة مسامهة بسيطة ذات الشخص الوحيد‪ ،‬يشار إليو‬

‫‪ -1‬اؼبرسوـ التشريعي رقم ‪ 08-93‬اؼبؤرخ يف ‪ 25‬أفريل ‪ 1993‬اؼبعدؿ واؼبتمم لألمر ‪ 59-75‬اؼبؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬اؼبتضمن القانوف‬
‫التجاري‪ ،‬اعبريدة الرظبية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬اؼبؤرخ يف ‪ 27‬أفريل ‪.1993‬‬
‫‪ -2‬اؼبادة ‪ 594‬فقرة ‪ 1‬من القانوف التجاري اعبزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر البقَتات‪ ،‬دروس يف القانوف التجاري اعبزائري ‪ -‬الشركات التجارية‪ ،‬ألقيت على طلبة السنة الثالثة ليسانس‪ ،‬اؼبدرسة الوطنية لإلدارة‪،‬‬
‫اعبزائر‪ ،2004-2003 ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪15‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ابسم اؼبساىم الوحيد‪ ،1‬وىذا الشيء الذي تبناه مشرعنا يف آخر تعديل لو للقانوف التجاري يف مضموف اؼبواد‬
‫‪ 715‬مكرر ‪ 133‬و‪ 134‬من القانوف ‪ 09-22‬السالف الذكر‪.2‬‬

‫لقد عرؼ اؼبشرع اعبزائري شركة اؼبسامهة البسيطة من خالؿ اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 133‬على أهنا الشركة اليت‬
‫ينقسم رأظباؽبا إىل أسهم وتتكوف من شركاء ال يتحملوف اػبسائر إال يف حدود ما قدموا من حصص‪ .‬وديكن أف‬
‫تؤسس من طرؼ عدة أشخاص طبيعيُت و‪/‬أو معنويُت أو من طرؼ شخص واحد‪ .‬يف ىذه اغبالة األخَتة تسمى‬
‫"شركة اؼبسامهة البسيطة ذات الشخص الوحيد"‪ .‬وينشأ ىذا الشكل من الشركات حصراي من طرؼ الشركات‬
‫اغباصلة على عالمة "مؤسسة انشئة"‪ .‬وتقريبا نفس الشيء قبده عند اؼبشرع الفرنسي فيما خيص تعريف شركة‬
‫اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬وىذا عندما عرفها على أهنا شركة تنشأ من طرؼ شخص أو عدة أشخاص ال يتحملوف‬
‫اػبسائر إال يف حدود ما سامهوا بو من حصصهم‪.3‬‬

‫أما على مستوى الفقو‪ ،4‬قبد أبف شركة اؼبسامهة البسيطة (‪ )SAS‬ىي شركة تتكوف من شركاء ال يتحملوف‬
‫اػبسائر إال يف حدود ما قدموا من حصص‪ ،‬وىو نوع من الشركات اليت تقوـ على مرونة كبَتة يف تشغيلها‪ ،‬ألف‬
‫القانوف يًتؾ اغبرية للشركاء لتحديد قواعد تسيَتىا وتنظيمها‪ ،‬إهنا شركة ذبارية ال ديكنها أف تلجأ إىل االدخار‬
‫العاـ‪ ,‬وأيضا ال ديكن إدراجها يف البورصة خبالؼ شركة اؼبسامهة اؼببسطة (‪.)SA‬‬

‫من خالؿ التعريفُت‪ ،‬فإف شركة اؼبسامهة تقوـ على االعتبار اؼبايل مثلها مثل شركة اؼبسامهة‪ ،‬على اعتبار أف‬
‫رأظباؽبا عبارة عن أسهم‪ ،‬ىذا األخَت ىو سند قابل للتداوؿ تصدره شركة اؼبسامهة كتمثيل عبزء من رأظباؽبا‪ ،5‬أو‬

‫‪1‬‬
‫‪- (SASU) Société par actions simplifiée à associé unique. Laetitia tomasini,‬‬
‫‪https://creg.ac-versailles.fr/IMG/pdf/La société par actions simplifiée.pdf.p 1et 2. 29/5/2022. 15:00.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- La société par actions simplifiée est une société commerciale définie par les articles: L227-1 – L227-20‬‬
‫‪du code de commerce français numéro 99-587.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Article L227-1 alinéa 1 code de commerce français :" Une société par actions simplifiée peut être‬‬
‫‪instituée par une ou plusieurs personnes qui ne supportent les pertes qu'a concurrence de leur apports".‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Margaux Dalon, https://www.legalstart.fr/fiches-pratiques/sas/#ancre2 ,02/06/2022.16:42: "la SAS est‬‬
‫‪une société par action simplifiée. La SAS est un type de société offrant une grande souplesse de‬‬
‫‪fonctionnement puisque la loi laisse la liberté aux associés d’en définir les règles de fonctionnement. Il‬‬
‫‪s’agit d’une société commerciale qui ne peut pas faire appel à l’épargne publique. Par conséquent, elle ne‬‬
‫‪peut pas être cotée en bourse contrairement à la société anonyme (SA)".‬‬
‫‪ -5‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 40‬من القانوف التجاري اعبزائري‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ىو ما ديثل حق الشريك يف الشركة أو ىو عبارة عن حصة يف رأظباؿ الشركة‪ .1‬كما أف مسؤولية الشريك ؿبدودة‪،‬‬
‫حيث ال يسأؿ فيها إال بقدر ما ديلكو من أسهم أو حصص كما نص على ذلك اؼبشرعاف اعبزائري والفرنسي‪.‬‬

‫كما أف شركة اؼبسامهة البسيطة تتيح للشخص الطبيعي أو اؼبعنوي اغبرية‪ ،‬حيث من اؼبمكن لو إنشاء شركة‬
‫دبفرده تتمثل يف شركة مسامهة فردية (‪ )SASU‬أو يف إطار عدة شركاء أو شركات‪ ،‬دبعٌت مع أشخاص طبيعيُت‬
‫أو معنويُت‪ .‬ابإلضافة أف شركة اؼبسامهة البسيطة سبنح قدر كبَت من اغبرية للشركاء‪ 2‬يف ربديد قواعد تنظيم وعمل‬
‫وتسيَت وإدارة الشركة من خالؿ قانوهنا األساسي‪.‬‬

‫وأكثر من ذلك تركت جل التشريعات اؼبقارنة والتشريع اعبزائري اغبرية يف إنشاء ىذا النوع من الشركات‬
‫دببالغ حيددىا الشركاء ومل يتدخل اؼبشرع يف ربديد ذلك‪ ،3‬حيث ديكن إنشاء شركة األسهم البسيطة من (يورو‬
‫واحد) من رأس اؼباؿ ومع مساىم واحد‪ ،4‬وىذا على العكس فبا فعل مع شركة اؼبسامهة عندما تدخل بتحديد‬
‫رأظباؽبا وىو ‪ 5‬مليوف دينار جزائري على األقل و‪ 1‬مليوف دينار على األقل يف حالة أخرى مثلو مثل نظَته اؼبشرع‬
‫الفرنسي‪ .5‬كما يشَت مشرعنا إىل أنو ديكن أف تكوف اؼبقدمات عبارة عن حصة من عمل‪ ،‬ولكن يشًتط أال‬
‫تدخل ىذه اغبصة يف أتسيس رأظباؿ شركة اؼبسامهة البسيطة غَت أهنا تدخل يف إطار تقاسم األرابح واػبسائر‪،‬‬
‫وكل ىذا وغَته يتم تنظيمو ضمن القانوف األساسي للشركة‪.‬‬

‫وىنا نشَت أنو يف شركات األمواؿ وخصوصا شركة اؼبسامهة ال جيوز للشريك فيها تقدَل حصة ابلعمل ألنو‬
‫يتحمل اػبسارة يف حدود حصتو‪ ،‬ولكن جيوز يف شركات األشخاص وابألخص شركات التضامن للشريك تقدَل‬
‫عملو كحصة للشركة ألنو يسأؿ عن ديوهنا مسؤولية مطلقة‪ .6‬فهنا كأف اؼبشرع مزج ويف ىذه النقطة ابلذات بُت‬
‫االعتبار اؼبايل والشخصي يف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬على اعتبار أف اغبصة من عمل تدخل يف إطار شركات‬

‫‪ -1‬عبد القادر البقَتات‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Donald davy, https://www.gide-venture.fr/best_practice/top-5-des-raisons-pour-adopter-la-societe-‬‬
‫‪par-actions-simplifiee/ 29/5/2022. 16:20.‬‬
‫‪ -3‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 134‬من القانوف التجاري اعبزائري رقم ‪ 09-22‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬ىند بلخَت‪ ،‬اؼبؤسسات الناشئة كأداة للولوج إىل اقتصاد اؼبعرفة‪ :‬قراءة قانونية‪ ،‬ؾبلة القانوف الدويل والتنمية‪ ،‬جامعة مستغاًل‪ ،‬اجمللد ‪ ،9‬العدد ‪،2‬‬
‫ديسمرب ‪ ،2021‬ص ‪.222‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Art. L224-2 alinéa 1:" Le capital social doit être de 37 000 € au moins".‬‬
‫‪ -6‬عمار عمورة‪ ،‬الوجيز يف شرح القانوف التجاري اعبزائري‪ ،‬األعماؿ التجارية ‪ -‬التاجر ‪ -‬الشركات التجارية‪ ،‬دار اؼبعرفة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪.156‬‬

‫‪17‬‬
‫إطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫األشخاص القائمة على االعتبار الشخصي‪ ،‬وىذا ما يفرؽ كذلك بُت شركة اؼبسامهة وشركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫رغم ما بينهما من تقارب‪.‬‬

‫ونشَت ىنا أيضا إىل أف ىناؾ من التشريعات اؼبقارنة من تبنت شكال آخر شبيها إىل حد ما بشركة اؼبسامهة‬
‫البسيطة‪ ،‬يسمى شركة اؼبسامهة اؼببسطة‪ ،‬والذي تبناه خصوصا اؼبشرع الفرنسي يف القانوف ‪ 01-94‬السالف‬
‫الذكر‪ ،‬وىذا قبل تبنيو شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ,‬كما اقتدى بو يف ذلك اؼبشرع اؼبغريب دبوجب القسم اػبامس من‬
‫القانوف رقم ‪ 17-95‬اؼبتعلق بشركات اؼبسامهة الصادر بتنفيذه الظهَت الشريف رقم ‪ 1.96.124‬صادر يف ‪30‬‬
‫أوت ‪ ،1996‬اؼبنشور ابعبريدة الرظبية عدد ‪ 4422‬الصادر بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪ .1996‬فهذا النوع من‬
‫الشركات يتم أتسيسها من طر ؼ أشخاص معنوية فقط‪ ،‬أي من شركتُت أو عدة شركات من أجل إنشاء شركة‬
‫مشًتكة بينهما أو بينهم أو من أجل تكوين شركة أـ ؽبما أو ؽبم‪ .2‬ومن شروط ىذا النوع من الشركات أف يكوف‬
‫اؼبساىم أو الشريك عبارة عن شخص معنوي يف شكل شركة وأف يكوف رأظباؿ الشركات اؼبؤسسة لشركات‬
‫اؼبسامهة اؼببسطة ال يقل عن اؼببلغ الذي حيدده اؼبشرع‪ ،3‬وأال يقل العدد عن شخصُت معنويُت‪ ،‬لكن اؼبشرع‬
‫الفرنسي مل حيدد نوع الشخصُت أو األشخاص اللذاف أو الذين سيؤسسوف شركة اؼبسامهة اؼببسطة‪ ,‬بل اكتفى‬
‫بكلمة شريكُت أو عدة شركاء‪ ،4‬ومنو نستشف أنو ديكن أف يكوف الشريكاف أو الشركاء طبيعي أو معنوي‪ ،‬وىذا‬
‫لفتح اجملاؿ أماـ اعبميع لتأسيس ىذا النوع من الشركات‪ .‬ففي ىذا النوع من الشركات مل تنص التشريعات اليت‬
‫تبنتها على شركة اؼبسامهة اؼببسطة ذات الشخص الوحيد‪ ،‬وىذا على العكس فبا جاء بو نظاـ شركة اؼبسامهة‬
‫البسيطة‪ .‬كما ألزمت التشريعات اليت تبنت ىذا النوع من الشركات أال تلجأ ىذه األخَتة إىل التأسيس عن طريق‬
‫االكتتاب العاـ‪ ،‬أي دينع عليها اللجوء العلٍت لالدخار‪ ،‬وىذا ما يشكل نقطة تالؽ وتشابو بُت شركة اؼبسامهة‬
‫البسيطة وشركة اؼبسامهة اؼببسطة‪ ,‬فهنا يكوف االكتتاب ضيقا يقتصر على مؤسسي الشركة فقط‪.‬‬

‫‪ -1‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 140‬من القانوف التجاري اعبزائري ‪ 09-22‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬اؼبادة ‪ 425‬من قانوف شركات اؼبسامهة اؼبغريب رقم ‪ 17-95‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬اؼبشرع اؼبغريب حدد اغبد األدٌل لرأظباؿ الشركة اليت تكوف عضوا يف شركة اؼبسامهة اؼببسطة فيما ال يقل عن مليوٍل درىم‪ ،‬اؼبادة ‪ 426‬من قانوف‬
‫شركات اؼبسامهة اؼبغريب اؼبذكور أعاله‪ ،‬واؼبشرع الفرنسي فقد حدد اغبد األدٌل لرأظباؿ شركة األسهم اؼببسطة فيما ال يقل عن ‪ 300‬أورو‪ ،‬وذلك‬
‫دبقتضى اؼبادة (‪ )L224-2, Alinéa 2‬من القانوف التجاري الفرنسي ‪ 01-94‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Art, L 225-1: "La société anonyme est la société dont le capital est divisé en actions et qui est‬‬
‫‪constituée entre des associés qui ne supportent les pertes qu'à concurrence de leurs apports. Elle est‬‬
‫‪constituée entre deux associés ou plus".‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ادلبحث الثاين‪ :‬الطبيعة القانونية لشركة ادلسامهة البسيطة‬

‫استحدث اؼبشرع اعبزائري شكال جديدا من الشركات التجارية دبوجب القانوف رقم ‪ 122-90‬اؼبعدؿ‬
‫واؼبتمم للقانوف التجاري وىي شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬واليت تنشأ حصراي من طرؼ الشركات اغباصلة على‬
‫عالمة مؤسسة انشئة‪ ،2‬وذلك يف إطار سعيو لتنويع القاعدة اإلنتاجية لالقتصاد الوطٍت ودعم االبتكار‬
‫وتشجيع رواد األعماؿ‪.‬‬

‫وقد خص اؼبشرع شركة اؼبسامهة البسيطة بع ّدة خصائص أثرت على طبيعتها القانونية بُت شركات‬
‫األشخاص وشركات األمواؿ‪ ،‬فمن اؼبعلوـ أف أساس تصنيف الشركات عموما يتم وفقا لغلبة كال من االعتبار‬
‫اؼبايل أو الشخصي فيها‪ ،‬وتفاوت نسبة أتثَت كل منهما‪ ،‬فشركات األشخاص تقوـ على االعتبار الشخصي‬
‫للشركاء‪ ،‬فَتاعى فيها الصفات الشخصية والثقة اؼبتبادلة بُت الشركاء لنجاح الشركة‪ ،‬أما شركات األمواؿ فإهنا‬
‫تقوـ على االعتبار اؼبايل والعربة فيها ابألمواؿ اليت يقدمها الشريك‪.‬‬

‫ادلطلب األول‪ :‬مظاهر االعتبار ادلايل يف شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫يقصد ابالعتبار اؼبايل يف الشركات التجارية‪ ،‬أف العربة تكوف فيها ابألمواؿ اليت يقدمها الشريك بصرؼ‬
‫النظر عن شخصية الشريك وصفاتو الذاتية‪ ،‬فال تتأثر الشركة دبوت الشريك أو انسحابو أو فقد أىليتو‪.3‬‬

‫وابستقراء أحكاـ شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬قبد أف مظاىر االعتبار اؼبايل فيها تتجلى يف عدة جوانب‪،‬‬
‫فاؼبشرع اعبزائري أحاؿ يف تنظيم شركة اؼبسامهة البسيطة إىل أحكاـ شركة اؼبسامهة‪ ،‬إال ما استثٍت منها بنص‬

‫‪ -1‬القانوف رقم ‪ 09-22‬اؼبؤرخ يف ‪ 05‬ماي ‪ 2022‬يعدؿ ويتمم األمر رقم ‪ 59-75‬اؼبؤرخ يف ‪ 26‬سبتمرب ‪ 1975‬واؼبتضمن القانوف التجاري‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر عدد ‪ 32‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪.2022‬‬
‫‪ -2‬تعرؼ اؼبؤسسة الناشئة أبهنا‪" :‬كل مؤسسة عرفت منو قوي وسريع‪ ،‬وهتتم بتقدَل فكرة جديدة مبتكرة ابستخداـ أحدث التكنولوجيات يف ظل‬
‫ظروؼ تتميز بدرجة عالية من اؼبخاطرة وعدـ القُت‪ ،‬وذبٍت أرابح كبَتة يف حالة قباحها‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬ضبروش نور اؽبدى‪ ،‬اؼبؤسسات الناشئة بُت آليات الدعم والواقع يف اعبزائر‪ ،‬ؾبلة قضااي معرفية‪ ،‬اجمللد ‪ ،02‬العدد ‪ ،02‬جامعة زايف عاشور‬
‫اعبلفة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -3‬إلياس نصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬اعبزء السابع‪ ،‬أتسيس الشركة اؼبغفلة‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،2008 ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫قانوٍل‪ ،1‬وابعتبار أف شركة اؼبسامهة ىي النموذج األمثل لشركات األمواؿ فهي تتكوف أساسا هبدؼ ذبميع‬
‫رؤوس األمواؿ‪ ،‬وبغض النظر عن االعتبار الشخصي للمسامهُت‪ ،2‬فإف ذلك يعترب أيضا من أىم مظاىر‬
‫خص هبا اؼبشرع ىذه شركة‪،‬‬
‫االعتبار اؼبايل يف الشركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬يضاؼ إىل ذلك األحكاـ اليت ّ‬
‫ابألخص تلك اؼبتعلقة بتكوين رأس ماؿ الشركة‪ ،‬واألحكاـ اؼبتعلقة ابؼبسامهُت يف الشركة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األحكام ادلتعلقة بتكوين رأس مال شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫وتتمثل أساسا يف ضرورة أف يكوف رأظباؿ شركة اؼبسامهة البسيطة مقسما إىل أسهم‪ ،‬وأف تكوف ىذه‬
‫األسهم قابلة للتداوؿ‪.‬‬

‫‪ )1‬تقسيم رأمساله شركة ادلسامهة البسيطة إىل أسهم‪:‬‬

‫تعترب خاصية تقسيم رأظباؿ الشركة إىل أسهم من أىم خصائص شركات األمواؿ‪ ،‬وعلى رأسهم شركة‬
‫اؼبسامهة‪ ،3‬والدالة على بروز االعتبار اؼبايل يف الشركة‪ ،‬واغبقيقة أف تسمية "اؼبسامهة" يف حد ذاهتا مستمدة‬
‫أساسا من ىذه اػباصية ابلتحديد‪ ،4‬وما يًتتب عنها من نتائج قانونية ىامو‪.‬‬

‫وقد جاء يف نص اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 01/133‬من القانوف ‪ 09-22‬أف شركة اؼبسامهة البسيطة ىي‬
‫ويعرؼ‬
‫شركة ينقسم رأظباؽبا إىل أسهم‪ ،‬كأىم مظهر من مظاىر االعتبار اؼبايل الذي يربز يف ىذه الشركة ّ‬
‫السهم أبنّو‪" :‬حق اؼبساىم يف رأس ماؿ الشركة يقابلو حصة الشريك يف شركة األشخاص كما أنّو يعترب الصك‬

‫‪ -1‬جاء يف اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 135‬من القانوف ‪ 09-22‬على أنو‪" :‬ابستثناء األحكاـ اؼبنصوص عليها يف اؼبواد ‪( 597‬الفقرة األوىل) و‪601‬‬
‫(الفقرة األوىل) و‪ 607‬و‪ 610‬و‪ 619‬و‪ 715‬مكرر ‪ 15‬من ىذا القانوف‪ ،‬تطبق على شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬األحكاـ اؼبتعلقة بشركات‬
‫اؼبسامهة‪ ،‬ما مل تتعارض مع األحكاـ اؼبنصوص عليها يف ىذا القسم"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- G. Ripert, R. Roblot, par Germain. (M), Traite élémentaire de droit commercial, T 01, LGDJ,‬‬
‫‪16ème éd., paris 1996.p 771.‬‬
‫‪ -3‬إلياس نصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -4‬انتقد جانب من الفقو اعبزائري اؼبشرع اعبزائري يف تسمية شركة اؼبسامهة على أساس أهنا غَت دقيقة ألهنا توحي وكأهنا الشركة الوحيدة اليت‬
‫ينقسم رأظباؽبا إىل أسهم‪ ،‬يف حُت أف ىناؾ شركات أخرى ينقص رأظباؽبا إىل أسهم أيضا مثل الشركة ذات اؼبسؤولية احملدودة وشركة التوصية‬
‫أبسهم‪ ،‬وعليو فشركات اؼبسامهة تشمل يف األساس ثالث شركات وىي شركة التوصية أبسهم والشركة ذات اؼبسؤولية احملدودة وشركة اؼبسامهة‪ ،‬لذلك‬
‫فإف التسمية الصحيحة ىي شركة خفية االسم أو الشركة اؼبغفلة‪ ،‬على غرار ما ظبتها بعض التشريعات العربية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الذي ديثل ىذا اغبق ويثبتو"‪ ،1‬كما يشًتط أف تكوف القيمة االظبية لألسهم متساوية‪ ،‬وأف تكوف غَت قابلة‬
‫للتجزئة‪ ،‬وإف كاف جيوز أف يشًتؾ يف ملكيتو أكثر من شخص كما يف حالة األسهم اؼبشاعة‪.2‬‬

‫يضاؼ إىل ذلك أف ربرير رأظباؿ شركة اؼبسامهة البسيطة يتم وفقا للكيفية اليت حيرر هبا رأظباؿ شركة‬
‫اؼبسامهة العادية‪ ،‬وىذا ما يستنتج من نص اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 135‬ؽ‪.‬ت‪ ،‬حبيث تدفع اغبصص العينية‬
‫كاملة أما األسهم النقدية فتدفع عند االكتتاب بنسبة الربع (¼) على األقل من قيمتها االظبية على أف يتم‬
‫الوفاء ابلباقي مرة واحدة أو عدة مرات بناء على قرار من ؾبلس اإلدارة أو ؾبلس اؼبديرين حسب اغبالة‪ ،‬يف‬
‫أجل ال ديكن أف يتجاوز طبس (‪ )05‬سنوات ابتداء من اتريخ تسجيل الشركة يف السجل التجاري‪ ،3‬وإف‬
‫كاف اؼبشرع احتفظ بذات اإلجراءات ابلنسبة لكيفية ربرير رأظباؿ شركة اؼبسامهة البسيطة فبا يظهر ظبات‬
‫الطابع اؼبايل يف الشركة‪ ،‬إال أنو زبلى على نظامي التسيَت (النظاـ الكالسيكي والنظاـ اغبديث) اؼبعتمد‬
‫لالختيار بينهما يف شركة اؼبسامهة‪ ،‬وجعل إدارة شركة اؼبسامهة البسيطة سبارس من قبل الرئيس أو القائم ابإلدارة‬
‫اؼبعُت يف قانوهنا األساسي كمدير أو مدير عاـ مفوض‪ ،‬حبيث ديارس صبيع الصالحيات اؼبمنوحة جمللس اإلدارة‬
‫ورئيسو يف شركة اؼبسامهة العادية‪ ،4‬وابلتايل فإ ّف اؼبدير أو اؼبدير العاـ اؼبفوض ىو الذي يتخذ القرار يف كيفية‬
‫وفاء ابقي القيمة االظبية لألسهم النقدية‪.‬‬

‫‪ )2‬قابلية األسهم يف شركة ادلسامهة البسيطة للتداول‪:‬‬

‫تعترب مكنة قابلية األسهم للتداوؿ ابلطرؽ التجارية‪ ،‬أىم خاصية لألسهم اليت سبثل الداللة القوية‬
‫لالعتبار اؼبايل يف الشركة‪ ،‬وأىم ما ديتاز بو السهم يف شركات األمواؿ عن اغبصة يف شركات األشخاص اليت ال‬
‫جيوز للشريك فيها أف يتصرؼ حبصتو كقاعدة عامة إال دبوافقة صبيع الشركاء‪ ،5‬فقابلية األسهم للتداوؿ تعٍت‬
‫أنّو جيوز لكل مساىم أف ينقل ملكية صبيع أسهمو أو جزء منها للغَت أو ألحد اؼبسامهُت بعوض أو بغَت‬
‫عوض‪ ،‬فللسهم كامل اغبرية يف االنتقاؿ وىذا ىو معٌت التداوؿ‪ ،‬خبالؼ اغبصة يف شركات األشخاص واليت‬

‫‪ -1‬عزيز العكيلي‪ ،‬الوسيط يف الشركات التجارية‪ ،‬دراسة فقهية قضائية مقارنة يف األحكاـ العامة واػباصة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع عماف‪،‬‬
‫األردف‪ ،2008 ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪ -2‬جاء يف اؼبادة ‪ 2/679‬ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج‪" :‬وسبثل الشركاء اؼبالكُت لألسهم اؼبشاعة يف اعبمعيات العامة بواحد منهم أو بوكيل وحيد‪."...‬‬
‫‪ -3‬أنظر اؼبادة ‪ 596‬ؽ‪ .‬ت‪ .‬ج‪.‬‬
‫‪ -4‬انظر اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 136‬من القانوف ‪.09-22‬‬
‫‪ -5‬عزيز العكيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.230‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ال تتمتع هبذه اغبرية يف إحالتها‪ ،1‬وىذه اؼبكنة ىي من اػبصائص اعبوىرية يف شركات اؼبسامهة‪ ،‬بل إ ّف التداوؿ‬
‫ىو اؼبعيار األكثر قبوال للتفرقة بُت شركات األشخاص وشركات األمواؿ‪ ،‬وحق التنازؿ عن السهم وتداولو ىو‬
‫من اغبقوؽ اؼبتعلقة ابلنظاـ العاـ واليت ال جيوز حرماف اؼبساىم منو‪ ،2‬ولعل ىذا ىو ما دفع اؼبشرع اعبزائري إىل‬
‫تعريف السهم هبذه اػباصية يف اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 40‬ؽ ت واليت نصت أبف السهم ىم سند قابل للتداوؿ‬
‫تصدره شركة اؼبسامهة كتمثيل عبزء من رأظباؽبا‪.‬‬

‫وقياسا على ذلك يف شركة اؼبسامهة البسيطة فقد جاءت اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 140‬من القانوف ‪-22‬‬
‫‪ 09‬لتأكد على خاصية التداوؿ‪ ،‬فقضت أبنّو ديكن للشركة أف تصدر أسهم غَت قابلة للتصرؼ فيها انذبة عن‬
‫تقدَل عمل‪ ،‬ودبفهوـ اؼبخالفة لنص اؼبادة فإف ابقي األسهم اؼبكونة لرأس اؼباؿ وابلتحديد األسهم اؼبالية تكوف‬
‫قابلة للتصرؼ فيها بكل أنواع التصرفات كما ديكن التنازؿ عنها للغَت‪ ،‬من دوف أف يكوف لذلك أثر على‬
‫حياة الشركة‪ ،‬ودبا أ ّف للمساىم اغبرية التامة مبدئيا يف التنازؿ عن أسهمو للغَت دبقابل أو بدونو ويف أي وقت‬
‫من حياة الشركة‪ ،‬وحىت إذا أفلس الشريك اؼبساىم ال يًتتب على ذلك أي أثر على حياة الشركة كما سلف‬
‫تويف تنتقل أسهمو إىل ورثتو دوف اغباجة إىل موافقة ابقي اؼبسامهُت‪ ،‬فإننا‬
‫البياف‪ ،‬يضاؼ إىل ذلك أنو إذا ّ‬
‫نستنتج أ ّف شركة اؼبسامهة البسيطة بتبنيها ىذه اػبصيصة فإ ّهنا تقًتب أكثر من شركات األمواؿ‪ ،‬وقد درج الفقو‬
‫والقضاء‪ 3‬على اعتبار التداوؿ معيارا للتفرقة بُت شركات األشخاص وشركات األمواؿ لدرجة اعتبار أف شركة‬
‫اؼبسامهة اليت ينص قانوهنا األساسي على أ ّف أسهمها غَت قابلة للتداوؿ مطلقا فإ ّهنا تفقد صفتها كشركة‬
‫مسامهة وتعترب شركة أشخاص تكونت بصفة غَت قانونية‪ ،‬كما تعترب شركة األشخاص أبهنا شركة مسامهة إذ‬
‫تضمن قانوهنا أو عقدىا أبف حصص الشركاء فيها قابلة للتداوؿ دوف قيد أو شرط فتعترب بذلك شركة مسامهة‬
‫أتسست بصورة غَت قانونية‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- G. Ripert, R. Roblot ،Encyclopédie juridique de droit commercial, t1, Dalloz ,1995, p 06.‬‬
‫‪ -2‬ضبد هللا دمحم ضبد هللا‪ ،‬مدى حرية اؼبساىم يف التصرؼ يف أسهمو‪ ،‬دراسة مقارنة بُت القانوف اؼبصري والفرنسي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- cass.com 22 oct. 1969 cite par Philipe merle, droit commercial, sociétés Commerciales, 5eme‬‬
‫‪édition, Dalloz, paris, 2005, p 837.‬‬
‫‪ -4‬خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬حرية تداوؿ األسهم يف شركات اؼبسامهة يف التشريع اعبزائري‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 31‬العدد ‪ ،02‬جامعة‬
‫األخوة منتوري قسنطينة ‪ ،01‬جواف ‪ ،2020‬ص ‪.128‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫واعبدير ابلذكر أف اؼبشرع الفرنسي قد ظبح للمسامهُت يف شركة اؼبسامهة البسيطة منع تداوؿ األسهم يف‬
‫القانوف األساسي للشركة ولكن شريطة أال يتجاوز ىذا اؼبنع م ّدة عشر سنوات‪ ،1‬وىو ما يفسر دبا ال يدع ؾباال‬
‫للشك حرص اؼبشرع الفرنسي على أتكيد الطبيعة اؼبالية للشركة‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬األحكام ادلتعلقة ابدلسامهني يف شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫وتتمثل أساسا يف اؼبسؤولية احملدودة للمسامهُت ويف عدـ ربديد اغبد األقصى لعدد اؼبسامهُت‪:‬‬

‫‪ )1‬ادلسؤولية احملدودة للمساهم يف شركة ادلسامهة البسيطة‪:‬‬

‫ال يكوف اؼبساىم يف شركة اؼبسامهة العادية مسؤوال عن ديوف الشركة إالّ يف حدود قيمة أسهمو ولذلك‬
‫ال جيوز مطالبتو دبا يزيد عن ىذه القيمة مهما بلغت ديوف الشركة ذباه الغَت‪ ،‬وكانت أمواؽبا وموجوداهتا غَت‬
‫كافية لوفاء ىذه الديوف‪ ،‬وذلك خالفا ؼبا ىو عليو األمر ابلنسبة لشركة التضامن النموذج األمثل لشركات‬
‫األشخاص واليت من أىم فبيزاهتا اؼبسؤولية التضامنية والغَت ؿبدودة للشركاء‪.2‬‬

‫وابلنسبة لشركة اؼبسامهة البسيطة فقد جاء يف نص اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 33‬من القانوف ‪ 09-22‬أبف‬
‫الشركاء يف شركة اؼبسامهة البسيطة ال يتحملوف اػبسائر إال يف حدود ما ق ّدموا من حصص‪ ،‬وذلك ما يؤكد‬
‫طابعها اؼبايل‪ ،‬ذلك أ ّف خاصية ربديد مسؤولية الشريك بقيمة اغبصص اؼبقدمة منو‪ ،‬ىي من أىم خصائص‬
‫شركات األمواؿ‪ ،‬أي الشركات ؿبدودة اؼبخاطر‪ ،3‬وهبذه اػباصية أتكد أف شركات اؼبسامهة البسيطة تقًتب‬
‫أكثر وأكثر من شركات األمواؿ‪.‬‬

‫لكن مع ذلك فإنّو ذبدر اإلشارة إىل أنّو وإف كاف ال حيق لدائٍت الشركة مطالبة الشركاء أبمواؽبم‬
‫الشخصية والتنفيذ عليها‪ ،‬فإنّو وتطبيقا لنص اؼبادة ‪ 549‬ؽ‪.‬ت‪ ،‬يكوف الشركاء الذين تعهدوا ابسم الشركة‬
‫وغبساهبا متضامنُت من غَت ربديد يف أمواؽبم‪ ،‬خالؿ فًتة التأسيس وقبل قيد الشركة يف السجل التجاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Article L227-13: "Les statuts de la société peuvent prévoir l'inaliénabilité des actions pour une‬‬
‫‪durée n'excédant pas dix ans".‬‬
‫‪ -2‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -3‬بوخرص عبد العزيز‪ ،‬أتثَت القانوف ‪ 15-20‬على طبيعة الشركة ذات اؼبسؤولية احملدودة‪ ،‬ؾبلة األستاذ الباحث‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جامعة دمحم‬
‫بوضياؼ اؼبسيلة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2017 ،‬ص ‪.632‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫نص على أ ّف رأظباؿ شركة‬
‫واؼبالحظ يف ىذا اإلطار أف اؼبشرع اعبزائري ‪-‬وعلى غرار نظَته الفرنسي‪ّ -‬‬
‫اؼبسامهة البسيطة حي ّد د بكل حرية على العكس شركة اؼبسامهة‪ ،2‬وىذا النص جيد مربره ابلنظر لطبيعة أعماؿ‬
‫اؼبؤسسات الناشئة كنمط اقتصادي جديد لتحقيق التنمية واليت عادة ال ربتاج إىل رأس ماؿ كبَت من جهة‪،‬‬
‫وكوهنا موجهة إىل فئة الشباب حاملي األفكار من أجل تشجيعهم ودعمهم‪ ،‬ووضع أعماؽبم ضمن إطار قانوٍل‬
‫منظم من جهة اثنية‪.‬‬

‫ىذا وذبدر اإلشارة إىل أنّو وابلرغم من أ ّف هنج تقليل الضماف العاـ اؼبمنوح للدائنُت خاصة مع اؼبسؤولية‬
‫احملدودة للشركاء وخطر الرجوع ابؼبسؤولية الشخصية على الشركاء اؼبسَتين‪ ،‬وتعريض اؼبسَت للمتابعة بسبب‬
‫‪3‬‬
‫يشك‬
‫العجز يف أصوؿ الشركة ‪ ،‬وابلرغم أيضا من أ ّف السماح بتقدَل رأس ماؿ شركة أقل من حاجاهتا اؼبتوقعة ّ‬
‫ؿ خطأ يف التسيَت‪ ،4‬فإ ّف األمر ال يطرح البتو ابلنسبة للمؤسسات الناشئة على اعتبار أ ّهنا وحسب اؼبرسوـ‬
‫التنفيذي ‪ 245-20‬اؼبتضمن إنشاء عبنة وطنية ؼبنح عالمة "مؤسسة انشئة مشروع مبتكر‪ ،‬حاضنة أعماؿ"‬
‫وربديد مهامها وشكلها وسَتىا‪ ،5‬يفرض أف تكوف اؼبؤسسات الناشئة ؿبتضنة من قبل ىيئات قانونية تسمى‬
‫"حاضنات األعماؿ"‪ 6‬دورىا مرافقة ىذه اؼبؤسسات اؼببدعة والناشئة واؼبقاولُت اعبدد‪ ،‬وتوفَت ؽبم كل وسائل‬
‫الدعم الالزمة واؼبختلفة‪ ،‬سواء ما تعلق منها دبجاؿ اإليواء أو التكوين وتقدَل االستشارة والتمويل‪ ،‬لتخطي‬

‫‪ -1‬نصت اؼبادة ‪ 594‬ؽ‪.‬ت على أنو "ال تتمتع الشركة ابلشخصية اؼبعنوية إال من اتريخ قيدىا يف السجل التجاري‪ ،‬وقبل إسباـ ىذا اإلجراء يكوف‬
‫األشخاص الذين تعهدوا ابسم الشركة وغبساهبا متضامنُت ومن غَت ربديد أمواؽبم‪ ،‬إال إذا قبلت الشركة‪ ،‬بعد أتسيسها بصفة قانونية أف أتخذ على‬
‫عاتقها التعهدات اؼبتخذة‪.‬‬
‫فتعترب التعهدات دبثابة تعهدات الشركة منذ أتسيسها"‪.‬‬
‫‪ -2‬اؼبادة ‪ L227-1‬من القانوف التجاري الفرنسي اؼبعدؿ ابلقانوف رقم ‪.744-2019‬‬
‫‪ -3‬جاء يف اؼبادة ‪ 1/594‬ؽ‪.‬ت أنو‪" :‬جيب أف يكوف رأظباؿ شركة اؼبسامهة دبقدار ‪ 5‬ماليُت دينار جزائري على األقل‪ ،‬إذا ما عبأت الشركة علنية‬
‫االدخار‪ ،‬ومليوف دينار على األقل يف حالة اؼبخالفة"‪.‬‬
‫‪ -4‬وىي اؼبسألة اليت ًب انتقاد اؼبشرع على أساسها ابلنسبة للشركة ذات اؼبسؤولية احملدود اليت ألغى فيها اؼبشرع ربديد قيمة رأس اؼباؿ مع اؼبسؤولية‬
‫احملدودة للشركاء‪ ،‬أنظر بوخرص عبد العزيز‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.633-632‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Com. 23 November 1999, RJDA 2000, n 457; Aix-en Provence, 16mai 2001, RJDA 2002, n‬‬
‫‪416.‬‬
‫‪ -6‬اؼبرسوـ التنفيذي ‪ 254/20‬اؼبؤرخ يف ‪ 2020/09/15‬اؼبتضمن إنشاء عبنة وطنية ؼبنح عالمة "مؤسسة انشئة‪ ،‬مشروع مبتكر‪ ،‬حاضنة‬
‫أعماؿ" وربديد مهامها وشكلها وسَتىا‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،55‬الصادرة بتاريخ ‪.2021/09/21‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أعباء ومراحل التأسيس واالنطالؽ‪ ،‬كما تقوـ بعمليات تسويق ونشر منتجات ىذه اؼبؤسسات‪ ،‬ويف مقابل‬
‫التزاـ حاضنات األعماؿ بذلك فإ ّهنا تستفيد أيضا من تدابَت الدعم واؼبساعدة اؼبالية اليت ت وفرىا الدولة‪.1‬‬

‫‪ )2‬عدم حتديد احلد األقصى لعدد ادلسامهني‪:‬‬

‫ابستقراء الفقرة الثانية من نص اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 133‬من القانوف ‪ 09-22‬يتضح أف اؼبشرع‬


‫اعبزائري مل يضع حد أدٌل لعدد الشركاء يف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬خالفا لشركة اؼبسامهة العادية اليت يشًتط‬
‫لتأسيسها سبعة شركاء مؤسسُت على األقل‪ ،‬بل إنّو ظبح أف تتكوف الشركة من قبل شخص واحد وذلك‬
‫خروجا عن القواعد العامة للشركات التجارية اليت تعترب الشركة عقدا تطبيقا للنظرية التعاقدية يف نشأهتا‪ ،‬فأجاز‬
‫إنشاء شركة اؼبسامهة البسيطة من طرؼ شخصا واحدا سواء كاف طبيعيا أو معنواي وتسمى يف ىذه اغبالة ب‬
‫"شركة اؼبسامهة البسيطة ذات الشخص الوحيد"‪ ،2‬كما ىو الشأف ابلنسبة للشركة ذات اؼبسؤولية احملدودة‪،‬‬
‫واليت ظبح اؼبشرع بتأسيسها من طرؼ شخص واحد وتسمى يف ىذه اغبالة "ابؼبؤسسة ذات الشخص الوحيد‬
‫وذات اؼبسؤولية احملدودة"‪.3‬‬

‫فإهنما يتفقاف يف‬


‫ولئن كانتا شركيت اؼبسامهة البسيطة واؼبسامهة العادية خيتلفاف يف اغبد األدٌل للشركاء ّ‬
‫اغبد األقصى لعدد الشركاء‪ ،‬حيث ـ يضع اؼبشرع حد أقصى لكالمها وتركها مفتوحة وابلتايل ديكنها أف‬
‫تستوعب أي عدد كاف من اؼبسامهُت‪ ،‬وىو ما يعترب داللة على أف العربة فيهما لقيمة األسهم اؼبقدمة وليس‬
‫للشركاء‪ ،‬ما يشكل تعزيزا واضحا لالعتبار اؼبايل يف الشركة‪ ،‬ذلك أ ّف عدـ ربديد اغبد األقصى داللة على‬
‫غياب االعتبار الشخصي وىو ما اتفق عليو فقها‪ ،4‬ودبفهوـ اؼبخالفة يقاس يف ىذه اؼبسألة ابلذات ما ذىب‬
‫إليو اؼبشرع اعبزائري يف شركة اؼبسؤولية احملدودة عندما ع ّدؿ القانوف التجاري سنة ‪2015‬ـ‪ 5‬وظل ؿبتفظا من‬

‫‪ -1‬اؼبادة ‪ 21‬من اؼبرسوـ التنفيذي ‪ ،254/20‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬اؼبادة ‪ 25‬من نفس اؼبرجع‪.‬‬
‫‪ -3‬انظر اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 3/133‬من القانوف رقم ‪.09-22‬‬
‫‪ -4‬انظر اؼبادة ‪ 564‬من األمر ‪ 27-96‬اؼبؤرخ يف ‪ ،1996/12/09‬ج‪.‬ر عدد ‪ 77‬اؼبؤرخة يف ‪ ،1996/12/ 11‬اؼبعدؿ واؼبتمم لألمر ‪-75‬‬
‫‪ 59-75‬اؼبتضمن القانوف التجاري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -5‬علي طالؿ ىادي‪ ،‬االعتبار الشخصي وأثره ابلنسبة لتأسيس وتداوؿ األسهم واغبصص يف شركات األمواؿ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.104‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خاللو دببدأ ؿبدودية عدد الشركاء من خالؿ ربديد اغبد األقصى للشركاء ب ‪ 50‬شريكا‪ ،1‬يف ؿباولة منو‬
‫إلعطاء ىذا النوع من الشركات الصبغة العائلية تعزيزا للطابع الشخصي فيها‪.‬‬

‫ادلطلب الثاين‪ :‬مظاهر االعتبار الشخصي يف شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫يعرؼ االعتبار الشخصي أبنّو ؾبموعة العوامل الشخصية واألخالقية اليت ذبعل من أحد الطرفُت ؿبل‬
‫ّ‬
‫ثقة الطرؼ اآلخر فيقبل على التعاقد معو‪ ،2‬ويف الشركات التجارية يعٍت االعتبار الشخصي أف العربة تكوف‬
‫للشريك يف الشركة‪ ،‬ابلنظر إىل شخصيتو وصفاتو الذاتية‪ ،‬أو بناء على الثقة اؼبتبادلة بُت الشركاء فتكوف الشركة‬
‫التجارية هبذا اؼبعٌت شركة أشخاص‪.‬‬

‫وابلرغم من تعدد اػبصائص اليت تدؿ على غلبة االعتبار اؼبايل يف شركة اؼبسامهة البسيطة واقًتاب الشركة‬
‫من شركات األمواؿ‪ ،‬إال أنّو يف اؼبقابل نص اؼبشرع على العديد من االستثناءات واألحكاـ اػباصة اليت تربز‬
‫االعتبار الشخصي يف الشركة سواء من خالؿ األحكاـ اؼبتعلقة بتكوين رأس ماؿ الشركة‪ ،‬أو األحكاـ اؼبتعلقة‬
‫بتسيَتىا وتنظيمها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األحكام ادلتعلقة بتكوين رأس مال شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫أجاز اؼبشرع تقدَل حصة عمل يف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬وقصر أتسيسها على االكتتاب اؼبغلق مع‬
‫منع طرح أسهمها يف البورصة‪ ،‬وىو ما يعترب خروجا عن القواعد العامة لشركة اؼبسامهة البسيطة‪.‬‬

‫‪ )1‬جواز تقدًن احلصة بعمل يف تكوين رأمسال‪:‬‬

‫أبهنا ما يتعهد بو الشريك من زبصيص لكل أو عبزء من نشاطو أو أعمالو لصاحل‬


‫تعرؼ اغبصة بعمل ّ‬
‫ّ‬
‫الشركة‪ ،‬ووضع خربتو ومعارفو اؼبهنية ربت تصرفها‪ ،‬ويشًتط يف العمل أف يكوف فنيا وليس يدواي وإال اعترب‬
‫ؾبرد عمل يشًتؾ يف الربح‪ ،3‬وؼبا كانت اغبصة بعمل تتميز خبصائص جعلتها غَت مقبولة يف شركات األمواؿ‬

‫‪ -1‬القانوف رقم ‪ 02-15‬اؼبؤرخ يف ‪ 20‬ديسمرب ‪ ، 1915‬يعدؿ ويتمم األمر رقم ‪ 59-75‬اؼبؤرخ يف ‪ 26‬ديسمرب ‪ 1975‬واؼبتضمن القانوف‬
‫التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ، 71‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬ديسمرب ‪.2015‬‬
‫‪ -2‬نصت اؼبادة ‪ 590‬ؽ‪.‬ت على أنو "ال يسوغ أف يتجاوز عدد الشركاء يف الشركة ذات اؼبسؤولية احملدودة طبسُت شريكا‪."...‬‬
‫‪ -3‬قرماف عبد الرضباف السيد‪ ،‬العقود وعمليات البنوؾ‪ ،‬طبقا لألنظمة القانونية ابؼبملكة العربية السعودية‪ ،‬مكتبة الشقري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.256‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أل ّهنا ال تدخل يف تقدير رأس اؼباؿ‪ ،‬ألنو يفًتض أف يكوف صاحب اغبصة بعمل مسؤوال عن ديوف الشركة ذباه‬
‫الغَت مسؤولية غَت ؿبدودة‪ ،‬إال أف الغَت جيد نفسو غَت قادر على التنفيذ على صاحب اغبصة بعمل ال يف‬
‫حصتو وال يف ذمتو اػباصة‪ ،‬وابلتايل فحصة العمل ال سبثّل ضماان حقيقيا للدائنُت‪ ،‬لعدـ إمكانية اغبجز أو‬
‫التنفيذ عليها‪ ،‬ما يع ّد مساسا دببدأ اؼبساواة بُت اؼبسامهُت‪ ،1‬يضاؼ إىل ذلك أف إيفاء اغبصص يف شركات‬
‫األمواؿ جيب أف يكوف كامال عند أتسيس الشركة‪ ،‬وىو أمر غَت فبكن ابلنسبة غبصة العمل‪ ،‬كوهنا من‬
‫االلتزامات اؼبستمرة واليت ال ديكن تقدديها دفعة واحدة‪ ،‬إضافة إىل سبيزىا ابلطابع الشخصي على اعتبار أ ّف‬
‫مقدمها ىو الوحيد اؼبطلوب للقياـ هبا‪ ،‬األمر الذي يفسر عدـ قابليتها للتنازؿ‪.2‬‬

‫على أف اؼبشرع اعبزائري نص يف اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 140‬من القانوف ‪ 09-22‬على إمكانية تقدَل‬
‫اغبصة بعمل يف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬ابلرغم من كوهنا حصة غَت قابلة للتداوؿ أو التصرؼ فيها وال تدخل‬
‫يف أتسيس رأظباؿ الشركة‪ ،‬غَت أهنا تدخل يف تقاسم األرابح وصايف األصوؿ واػبسائر ويتم ربديد كيفيات‬
‫حصتو وما زبولو من أرابح ضمن قانوهنا األساسي‪.‬‬
‫تقدير ّ‬

‫وإمكانية اإلسهاـ حبصة بعمل يف شركة اؼبسامهة البسيطة يبعدىا عن دائرة شركات األمواؿ لتقًتب أكثر‬
‫من شركات األشخاص‪ ،‬ذلك أف اغبصة بعمل ىي من أىم ظبات شركات األشخاص القائمة على االعتبار‬
‫الشخصي على النحو السالف بيانو‪.‬‬

‫‪ )2‬قصر أتسيس شركة ادلسامهة البسيطة على االكتتاب ادلغلق ومنع طرح أسهمها يف البورصة‪:‬‬

‫أيخذ االكتتاب يف شركة اؼبسامهة العادية نوعاف أساسياف تناوؽبا اؼبشرع يف القسم الثاٍل اؼبتعلق بتأسيس‬
‫شركة اؼبسامهة فهو إما اكتتاب عاـ عن طريق اللجوء العلٍت لالدخار‪ ،3‬وإما اكتتاب خاص بدوف اللجوء العلٍت‬
‫لالدخار‪.4‬‬

‫‪ -1‬إبراىيم سيد أضبد‪ ،‬العقود والشركات التجارية‪ ،‬دار اعبامعة اعبديدة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -2‬اؼبرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ -3‬بلعيساوي دمحم الطاىر‪ ،‬الشركات التجارية "النظرية العامة وشركات األشخاص" اعبزء األوؿ‪ ،‬دار العلوـ للنشر والتوزيع‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫اعبزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -4‬اؼبواد من ‪ 594‬إىل ‪ 604‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫يتم عرضو على اعبمهور‪،‬‬
‫ويعرؼ االكتتاب العاـ (اللجوء لالدخار العلٍت) أبنّو ذلك االكتتاب الذي ّ‬
‫أي دعوة أشخاص غَت ؿبددين سلفا إىل االكتتاب ابألسهم‪ ،2‬وتتحقق عمومية االكتتاب إذا كانت الدعوة‬
‫موجهة إىل صبهور عاـ غَت ؿبدد أبظباء أو دبهنة‪ ،‬كما تتحقق إذا وجهت الدعوة إىل من يتسم بصفة معينة‬
‫كأف يكوف من أبناء منطقة أو والية معينة أو مهن كربى كشركات التأمُت أو شركات اإلسكاف‪ ،3‬وىو ما‬
‫يظهر مبدئيا أف االكتتاب العاـ تنتفي فيو مظاىر االعتبار الشخصي طاؼبا أف ىناؾ حريّة يف االكتتاب دوف‬
‫مراعاة لشخصية اؼبكتتب أو لصفاتو‪.‬‬

‫أما االكتتاب اػباص (بدوف اللجوء لالدخار العلٍت) فيتحقق عندما يقتصر االشًتاؾ يف رأظباؿ الشركة‬
‫على اؼبؤسسُت فقط أو فيما بينهم وبُت أشخاص حيددوهنم مسبقا‪ ،‬دوف أو يكوف ىذا االشًتاؾ عاما موجها‬
‫للجمهور‪ ،4‬وىو ما يظهر أ ّف االكتتاب اػباص يقوـ على فكرة االعتبار الشخصي بشكل كلي وحبت من‬
‫خالؿ طبيعة اؼبسامهُت فيو‪ ،‬فعادة ما يتم بُت مؤسسُت تربط بينهم عالقات شخصية كعالقات القرىب‬
‫والصداقة‪ ،‬فيتقاظبوف فيما بينهم االشًتاؾ يف رأس اؼباؿ‪ ،‬ويف األسهم اؼبمثلة لو كما لو كاف اؼبؤسسوف من أفراد‬
‫عائلة واحدة أو ذبمعهم روابط شخصية أو اجتماعية تدفعهم إىل ضرورة حصر االكتتاب على األسهم فيما‬
‫بينهم‪ ،‬أو بُت اؼبؤسسُت وأشخاص خيتاروهنم العتبارات شخصية فيهم ليكونوا شركاؤىم يف الشركة‪ 5‬يكوف‬
‫سببها ردبا ظبعتهم التجارية أو ؼبالءهتم اؼبالية كما ىو اغباؿ يف البنوؾ واؼبؤسسات اؼبالية‪.6‬‬

‫‪ -1‬اؼبواد من ‪ 605‬إىل ‪ 609‬ؽ‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬


‫‪ -2‬يعرؼ االكتتاب أبنو عقد قانوٍل يلتزـ دبوجبو شخص لالنضماـ إىل شركة اؼبسامهة بتقدَل مبلغ نقدي أو ماؿ عيٍت يساوي القيمة االظبية‬
‫لألسهم‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪G. Ripert par R. Roblot, Droit commercial, T. 1, les sociétés commerciales, L.D.G.J., 13ème‬‬
‫‪éd.,1989, n°1060, p 789.‬‬
‫‪ -3‬إلياس انصيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪ -4‬زينة غاًل عبد اعببار الصفار‪ ،‬االكتتاب اؼبغلق أبسهم شركة اؼبسامهة اػباصة‪ ،‬جامعة تكريت للعلوـ القانونية السياسية‪ ،‬العراؽ‪ ،‬العدد ‪،2‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -5‬علي طالؿ ىادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ -6‬علي طالؿ اؽبادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.128‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ووفقا ؽبذا الطرح فإف اؼبشرع اعبزائري بنصو يف اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 139‬من القانوف ‪ 09-22‬على أ ّف‬
‫شركة اؼبسامهة البسيطة حيظر أتسيسها ابللجوء العلٍت لالدخار أو طرح أسهمها يف البورصة‪ ،1‬يكوف قد حصر‬
‫أتسيسها على االكتتاب اػباص أي بدوف اللجوء العلٍت لالدخار‪ ،‬وىو األمر الذي يربز قيامها على االعتبار‬
‫الشخصي للمسامهُت فيها‪ ،‬وابعتبار أهنا شركة موجهة حصرا للمؤسسات الناشئة كما سبق الذكر يف إطار‬
‫تشجيع القطاع اػباص واؼبؤسسات الصغَتة واؼبتوسطة للدور الذي تلعبو يف ؾباؿ تنويع اؽبياكل االقتصادية‪،‬‬
‫فإف ىدؼ اؼبشرع من منع أتسيسها ابللجوء العلٍت لالكتتاب وطرح أسهمها يف البورصة ىو ضباية رأظباؿ‬
‫الشركة والسعي لرفع مستواه من جهة‪ ،‬ومن جهة اثنية اػبوؼ من فقداف اؼبؤسسُت السيطرة والرقابة عليها‪.2‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬األحكام ادلتعلقة بتسيري وتنظيم شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫خص اؼبشرع مسائل تنظيم وإدارة شركة اؼبسامهة البسيطة أبحكاـ عكست وبشكل واضح مظاىر‬ ‫ّ‬
‫االعتبار الشخصي يف الشركة‪ ،‬سبثلت يف ترؾ اغبرية للمؤسسُت يف ربديد كيفية تنظيمها وسَتىا‪ ،‬واشًتاط‬
‫إصباع اؼبسامهُت يف ازباذ القرارات اؽبامة‪.‬‬

‫‪ )1‬ترك احلرية للمؤسسني يف حتديد كيفية تنظيم وسري شركة ادلسامهة البسيطة‪:‬‬

‫من اؼبتفق عليو أف الطبيعة القانونية لشركة اؼبسامهة العادية واليت تقوـ على االعتبار اؼبايل سبيل لكوهنا‬
‫نظاـ أكثر منها عقد‪ ،‬ذلك أف مبدأ سلطاف اإلرادة الذي حيكم العقود ال جيد ؾباال واسعا يف تنظيمها بتدخل‬
‫اؼبشرع بنصوص قانونية آمرة يف صبيع مراحل حياهتا‪ ،‬وقد ترتب على ىذا التدخل تضاءؿ الصفة التعاقدية يف‬
‫شركة اؼبسامهة‪ ،‬وأصبحت نظاما قانونيا تسوده إرادة اؼبشرع ال إرادة اؼبتعاقدين‪.3‬‬

‫وابستقراء أحكاـ شركة اؼبسامهة البسيطة يالحظ أف اؼبشرع زبلى يف اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 134‬من‬
‫القانوف ‪ 09-22‬على الطابع النظامي واآلمر الذي تتميز بو شركة اؼبسامهة العادية لصاحل الطابع العقدي‬

‫‪ -1‬نصت اؼبادة ‪ 83‬من األمر رقم ‪ 11/03‬اؼبتعلق ابلنقد والفرض اؼبؤرخ يف ‪ 27‬أوت ‪ 2003‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،52‬اؼبعدؿ واؼبتمم‪" ،‬جيب أف تؤسس‬
‫البنوؾ واؼبؤسسات اؼبالية اػباضعة للقانوف اعبزائري‪ ،‬يف شكل شركات مسامهة‪."...‬‬
‫وتعترب البنوؾ واؼبؤسسات اؼبالية شركات مسامهة تؤسس دوف اللجوء العلٍت لالدخار ألف ليس فيها دعوة للجمهور من أجل االكتتاب لتكوين رأس‬
‫اؼباؿ‪ ،‬ورأظباؽبا يتكوف من مسامهات اؼبؤسسُت‪.‬‬
‫‪ -2‬وىو نفس اغبكم يف اؼبادة ‪ L227-2‬من القانوف التجاري الفرنسي اؼبعدؿ واؼبتمم ابلقانوف رقم ‪.2019-744‬‬
‫‪ -3‬ظريفة موساوي‪ ،‬عن خصوصيات شركة اؼبسامهة البسيطة‪ :‬دراسة مقارنة ابلقانوف الفرنسي‪ ،‬اجمللة النقدية للقانوف والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة تيزي‬
‫وزو‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬اجمللد ‪ ،17‬العدد ‪ ،01‬ص ‪.874‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫واالتفاقي‪ ،‬من خالؿ فسح اجملاؿ التفاؽ اؼبؤسسُت حوؿ أىم اؼبسائل اؼبتصلة بتنظيمها وسَتىا يف القانوف‬
‫األساسي للشركة‪ ،‬وىذه اػباصية ىي من أىم فبيزات شركات األشخاص‪ ،‬إضافة إىل ذلك فقد أعطى اؼبشرع‬
‫اعبزائري للشركاء يف شركة اؼبسامهة البسيطة إمكانية أتطَت عمل رئيس شركة اؼبسامهة البسيطة أو القائم إبدارهتا‬
‫من خالؿ ربديد القرارات اؽبامة للشركة يف القانوف األساسي وإخضاعها لًتخيص أويل من طرفهم‪ ،1‬وقد‬
‫ذىب اؼبشرع الفرنسي إىل أبعد من ذلك من خالؿ نصو يف اؼبادة ‪ L227-6-03‬على إمكانية أف يتفق‬
‫الشركاء يف القانوف األساسي على ذبريد القائم ابإلدارة يف شركة اؼبسامهة البسيطة من بعض صالحياتو اؼبخولة‬
‫لو قانوان‪ ،‬ومنحها لشخص أخر من الغَت‪.2‬‬

‫جيس دوف إرادهتم اػباصة يف القانوف‬


‫وعليو فإ ّف ترؾ اجملاؿ للمؤسسُت يف شركة اؼبسامهة البسيطة ّ‬
‫األساسي‪ ،‬ومنحهم إمكانية توسيع نطاؽ القانوف األساسي ليشمل اؼبساحات اليت تركها اؼبشرع للحرية‬
‫التعاقدية‪ ،‬أي ؼبا تقتضي بو إرادة الشركاء‪ ،‬كل ذلك يضفي عليها الطابع العقدي وخيرجها من الطابع النظامي‬
‫الذي تتميز بو شركة اؼبسامهة العادية‪ ،‬ما جيعل شركة اؼبسامهة البسيطة تقًتب أكثر من شركات األشخاص‪.‬‬

‫‪ )2‬اشرتاط إمجاع ادلسامهني يف اختاذ القرارات اذلامة‪:‬‬

‫من اؼبقرر عموما أف صبعية الشركاء (‪ )Assemblée des Associés‬ىي اؽبيئة الفاصلة يف كل ما‬
‫خيص تنظيم وتسيَت أو تقرير مصَت الشركات التجارية‪ ،‬وتؤخذ القرارات داخل اعبمعيات بصيغة العمل‬
‫اعبماعي فال يكوف ألي عضو أف يتصرؼ منفردا يف أمور الشركة‪ ،3‬والنصاب اؼبطلوب للتداوؿ من أجل‬
‫التصويت داخل اعبمعية ىو الذي يعكس طبيعة الشركة إذا كانت شركة أمواؿ أو أشخاص‪.‬‬

‫فإذا كاف النصاب اؼبطلوب يف اعبمعيات العامة العادية وغَت العادية لشركة اؼبسامهة العادية مرتبط‬
‫بنسب معينة لعدد األسهم اليت ؽبا اغبق يف التصويت‪ ،‬وىو األمر اؼبنطقي والنتاج الطبيعي ؼببدأ االعتبار اؼبايل‬

‫‪ -1‬دمحم فريد العريٍت والسيد الفقي‪ ،‬القانوف التجاري‪ ،‬األعماؿ التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪،‬‬
‫‪ ،2003‬البند ‪ ،228‬ص ‪.432‬‬
‫‪ -2‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 137‬من القانوف ‪.09-22‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Article L227-6-03: "Modifié par Loi n°2003-706 du 1 août 2003 - art. 118 () JORF 2 août‬‬
‫‪2003... Les statuts peuvent prévoir les conditions dans lesquelles une ou plusieurs personnes autres‬‬
‫‪que le président, portant le titre de directeur général ou de directeur général délégué, peuvent exercer‬‬
‫‪les pouvoirs confiés à ce dernier par le présent article".‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الذي تقوـ عليو شركة اؼبسامهة‪ ،1‬فإنو يف شركة اؼبسامهة البسيطة ووفقا لنص اؼبواد ‪ 715‬مكرر ‪ 2137‬و‪715‬‬
‫مكرر ‪ 3141‬من القانوف ‪ 09-22‬قد تقرر أف القرارات اليت تكوف من اختصاص صبعية الشركاء تصدر‬
‫ابحًتاـ قاعدة اإلصباع‪.‬‬

‫تدؿ على أمرين‪:‬‬


‫واغبقيقة أف قاعدة اإلصباع اؼبقررة يف شركة اؼبسامهة البسيطة ّ‬

‫‪ -‬على الطابع العقدي الذي دييز شركة اؼبسامهة البسيطة عن شركة اؼبسامهة العادية على اعتبار أف نظاـ‬
‫اإلصباع ىو اؼبعموؿ بو يف العقود كأصل عاـ‪ ،‬وجيعلها تقًتب من شركة التضامن كأىم منوذج لشركات‬
‫األشخاص وتتجاوب مع أىم مقوـ لشركة التضامن‪ ،‬أال وىو اغبرية العقدية أو التعاقدية للشركاء‪ ،‬يف تنظيم‬
‫ىيكل الشركة وسَتىا‪.‬‬

‫‪ -‬كما تدؿ قاعدة اإلصباع بدوف شك على غلبة االعتبار الشخصي للشريك يف شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫وخروجا واضحا عن االعتبار اؼبايل ما جيعل الشركة مرة أخرى تقًتب من شركات األشخاص‪.4‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم شوقي شاىُت‪ ،‬الشركات اؼبشًتكة ‪ -‬طبيعتها وأحكامها‪ ،‬بدوف دار نشر‪ ،‬بدوف سنة نشر‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪ -2‬جاء يف اؼبادة ‪ 675‬ؽ‪.‬ت أف اعبمعية العامة العادية ال يصح تداوؽبا إال إذا حاز عدد اؼبسامهُت اغباضرين أو اؼبمثلُت على األقل على ربع‬
‫األسهم اليت ؽبا اغبق يف التصويت‪ ،‬وتبّت اعبمعية يف القرارات أبغلبية األصوات اؼبعرب عنها‪ ،‬ونفس الشيء ابلنسبة للجمعية العامة غَت عادية حيث‬
‫نصت اؼبادة ‪ 674‬ؽ‪.‬ت على أف مداولتها ال تصح إذا كاف عدد اؼبسامهُت اغباضرين أو اؼبمثلُت ديلكوف على األقل النصف من عدد األسهم يف‬
‫الدعوة األوىل وعلى ربع األسهم ذات اغبق يف التصويت يف الدعوة الثانية‪.‬‬
‫‪ -3‬نصت اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 137‬من القانوف ‪" :19-22‬تتحدد القرارات اليت جيب أف تتخذ صباعيا من طرؼ اؼبسامهُت يف القانوف األساسي‪.‬‬
‫غَت أف قرارات اعبمعية العامة العادية والغَت عادية اؼبتعلقة بزايدة واستهالؾ وزبفيض رأس اؼباؿ واإلدماج واالنفصاؿ وحل الشركة وربويلها إىل شكل‬
‫آخر وتعيُت ؿبافظي اغبساابت واغبساابت السنوية واألرابح‪ ،‬جيب أف تتخذ صباعيا من طرؼ اؼبسامهُت وفقا للكيفيات احملددة يف القانوف‬
‫األساسي"‪.‬‬
‫‪ -4‬مفتاح بوجالؿ‪ ،‬أثر االعتبار الشخصي وأبعاد النطاؽ التعاقدي يف شركة التضامن‪ :‬دراسة مقارنة بُت التشريعُت القطري والفرنسي‪ ،‬ؾبلة كلية‬
‫القانوف الكويتية العاؼبية‪ ،‬السنة الثامنة‪ ،‬العدد ‪ ،1‬العدد التسلسلي ‪ ،29‬رجب ‪ -‬شعباف ‪ 1441‬ىػ ‪ -‬مارس ‪ 2020‬ـ‪ ،‬ص ‪.191‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة‬


‫البسيطة‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫مقدمة الفصل الثاين‪:‬‬

‫أحدث اؼبشرع اعبزائري يف سنة ‪ 2022‬تعديالت يف القانوف التجاري يف كتاب الشركات حيث أضاؼ‬
‫تضمن ‪ 12‬مادة من خالؿ القانوف ‪ 9/22‬وىو حيتوي على نوع جديد من الشركات حيمل‬
‫ّ‬ ‫قسم اثٍل عشر الذي‬
‫اسم شركات اؼبسامهة البسيطة‪.‬‬

‫فشركة اؼبسامهة البسيطة ىي منط جديد معموؿ بو يف عديد دوؿ العامل وتعد اؼبملكة السعودية اثٍل الدوؿ‬
‫العربية بعد اؼبملكة اؼبغربية يف تبنيها ىذا النوع من الشركات‪ ،‬فنجد الوالايت اؼبتحدة األمريكية أقرت هبذا الشكل‬
‫من الشركات يف عاـ ‪2017‬ـ‪ ،‬ويف التشريع الفرنسي بداية ابلقانوف رقم ‪ 1/94‬اؼبؤرخ يف جانفي ‪،1994‬‬
‫وأثبتت ىذه الدوؿ أف ىذا النوع من الشركات قد أعطى دفعا للمؤسسات ويناسب ذلك الشركات الصغَتة‬
‫واؼبتوسطة دبزااي ومرونة عالية‪.‬‬

‫تصنف شركة اؼبسامهة البسيطة ضمن شركات األمواؿ اعتمادا على ؾبموعة من اؼبعطيات نستنتجها من‬
‫القانوف اؼبنظم ؽبا‪ ،‬والدليل على تسميتها شركة اؼبسامهة والتطبيق عليها أغلبية نصوص شركة اؼبسامهة‪ ،‬وأصبح‬
‫حاليا القانوف التجاري حيتوي على نوعُت من شركة اؼبسامهة األوىل شركة اؼبسامهة ‪ société par action‬ىي‬
‫شركة ذات طبيعة معقدة يف أتسيسها وإدارهتا ورقابتها والنصاب واألغلبية لصحة االجتماعات الزباذ القرارات‪،‬‬
‫والثانية شركة اؼبسامهة البسيطة‬

‫ونظرا لالختالؼ البُت بُت ـبتلف الشركات التجارية من حيث طبيعتها وحجم مشاريعها اليت تقوـ عليها‬
‫ومصادر سبويلها جعل اؼبشرع خيصص لكل شكل من أشكاؿ ىذه الشركات صبلة من القواعد اليت تنظم أتسيسها‬
‫وإدارهتا وتسيَت أمورىا‪ .‬واغبكمة من فرض شروط معينة لكل شركة ىو ضماف أتسيس مشاريع زبدـ االقتصاد‬
‫الوطٍت وربفظ االدخار العاـ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ادلبحث األول‪ :‬أتسيس شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫ابلرجوع إىل القواعد العامة للشركات التجارية‪ ،‬قبد أنو لتأسيس شركة البد من توفر شروط موضوعية عامة‬
‫وخاصة وشروط شكلية‪ ،‬وىذا ربت طائلة البطالف‪ ،‬وىنا سنكتفي وعلى وجو اإلجياز ابلشروط اؼبوضوعية اػباصة‬
‫مع التطرؽ لطريقة التأسيس والشروط الشكلية‪.‬‬

‫ادلطلب األول‪ :‬الشروط ادلوضوعية اخلاصة‬

‫ونكتفي ىنا ابغبديث عن الشركاء يف شركة اؼبسامهة البسيطة واغبصص أو رأظباؽبا‪ ،‬ألف ىذا ما دييز ىذا‬
‫الشكل من الشركات من غَته من األشكاؿ األخرى اؼبألوفة يف النظاـ القانوٍل للشركات التجارية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشركاء‬

‫إف األصل يف تكوين شركة اؼبسامهة أف تؤسس من شركاء ال ديكن أف يقل عدد الشركاء فيها عن سبعة‬
‫(‪ ،)07‬لكن يف شركة اؼبسامهة البسيطة ديكن أف تؤسس بشخص واحد‪ ،‬وابلتايل نكوف أماـ شركة مسامهة ذات‬
‫الشخص الوحيد‪ ،‬وىذه األخَتة تشبو ما يسمى ابؼبؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات اؼبسؤولية احملدودة‪ .‬إال أف‬
‫اؼبشرع اعبزائري مل يشر إىل اغبد األقصى للشركاء وىذا على غرار ما فعل اؼبشرع الفرنسي‪ .‬ودبقارنة ذلك بشركة‬
‫اؼبسؤولية احملدودة فقد حدد مشرعنا اغبد األقصى للشركاء يف ىذه األخَت خبمسُت شريكا‪ ،‬وىذا دبوجب اؼبادة‬
‫‪ 590‬من القانوف رقم ‪ ,20-15‬فهنا وكأف التشريع اعبزائري والتشريعات اؼبقارنة تركت اغبرية لألشخاص يف‬
‫أتسيس شركة اؼبسامهة البسيطة دبا يشاءوف من عدد بدء من شريك واحد إىل غاية أكثر من طبسُت شريكا‪.‬‬

‫وذبدر اإلشارة إىل أف الشريك ىنا ال يكتسب صفة التاجر وتعترب مسؤوليتو ؿبدودة عند اؼبساءلة على‬
‫ديوف الشركة يف حدود ما ًب تقدديو للشركة من أمواؿ‪.‬‬

‫أما عن أىلية الشركاء والذي يثار يف كل أنواع الشركات عند أتسيسها وشركة اؼبسامهة البسيطة بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬على اعتبار أهنا ذبمع بُت الطابع الشخصي واؼبايل من جهة‪ ،‬والطابع التعاقدي والتنظيمي من جهة اثنية‪،‬‬
‫واغبرية اؼبطلقة يف أتسيسها من جهة اثلثة‪ ،‬ودبا أف اؼبشرع التجاري وابلنسبة للشركات التجارية مل يعاجل ىذا األمر‪،‬‬
‫ىنا نعود آلراء الفقو يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬حيث ودبا أف الشريك يف شركة اؼبسامهة البسيطة ال يتحلى بصفة التاجر وأف‬
‫مسؤوليتو ؿبدودة فهنا ال أبس ابلشريك أف يكوف عضوا هبذه الشركة حىت وإف كاف قاصرا مرشدا ( ‪Mineur‬‬

‫‪34‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ )émancipé‬أو كاف قاصرا غَت مرشد (‪ ،)Mineur non émancipé‬كل ىذا وغَته يف ؾباؿ األىلية‬
‫ال يوجد ما دينع الشخص من الوصوؿ إىل شركة التوصية البسيطة ليكوف شريكا فيها‪ .‬لكن يف حالة أتسيس شركة‬
‫من ابلغ موضوع ربت اغبماية ىناؾ من يرى أنو أمر غَت عملي على اإلطالؽ‪ ،1‬خصوصا شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫ذات الشخص الوحيد‪ ،‬ألف ىذا األخَت سوؼ ديارس سلطات الرئيس ويتخذ القرارات‪ .2‬ففي مثل ىذه اغبالة‬
‫على الويل أو الوصي االستعانة دبدير أجنيب يعينو القائم ابلوالية أو الوصاية‪.3‬‬

‫ونشَت أيضا إىل أف اؼبشرع اعبزائري ودبوجب تعديل القانوف التجاري رقم ‪ 09-22‬أصبحت الشركة الفردية‬
‫غَت مقتصرة على شركات ذات اؼبسؤولية احملدودة‪ ،‬بل مشل ذلك أيضا شركة اؼبسامهة البسيطة بسبب نظاـ‬
‫اؼبسؤولية احملدودة وعدد الشركاء ومرونتها‪ ،‬وىذا ما مل يتوفر يف بقية الشركات التجارية‪ ،‬فشركات التضامن تتطلب‬
‫يف الشركاء اؼبسؤولية الشخصية والتضامنية واؼبطلقة‪ ،‬كما أنو ال ديكن إنشاء شركات التوصية البسيطة أو ابألسهم‬
‫من شخص واحد وىذا ألف ىذا النوع من الشركات يوجب نوعُت من الشركاء متضامنُت وموصُت‪ ،‬واستحالة‬
‫تكوين شركات مسامهة من شخص واحد وىذا لكرب حجم شركات اؼبسامهة ورأظباؽبا ونظامها اؼبعقد‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬احلصص أو رأس ادلال‬

‫يف القانوف التجاري اعبزائري وعلى غراره القانوف التجاري الفرنسي‪ ،‬أنو مل يتم ربديد ال اغبد األدٌل وال اغبد‬
‫األقصى لرأس اؼباؿ الذي من خالؿ ديكن أتسيس الشركة‪ ،‬وىذا ابلفعل ما حدث مع شركة اؼبسامهة البسيطة‪،‬‬
‫حيث تركت اغبرية للشركاء يف ربديده عن طريق قانوهنا األساسي‪ ،‬وأف رأظباؽبا قد يتكوف من حصص نقدية‬
‫(مبلغا من النقود) و‪/‬أو حصص عينية (كل ماؿ مقدـ من غَت النقود يكوف عبارة عن عقار أو منقوؿ)‪ ،‬فعلى‬
‫اؼبسامهُت يف شركة اؼبسامهة البسيطة تقدَل اؼبقدمات النقدية يف اليوـ الذي تؤسس فيو ويتم ربريرىا دبا ال يقل عن‬
‫نصف مبلغها‪ ،‬مع مراعاة اإلفراج عن الفائض يف غضوف طبس سنوات من يوـ قيد الشركة يف السجل التجاري‪،4‬‬

‫‪ -1‬ليلى بلحاسل منزلة‪ ،‬ميزات اؼبؤسسة ذات الشخص الواحد وذات اؼبسؤولية احملدودة ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬ابن خلدوف للتوزيع والنشر‪ ،‬وىراف‪،2006 ،‬‬
‫ص ‪.65‬‬
‫‪ -2‬اؼبادة ‪ 715‬مكر ‪ 136‬فقرة ‪ 2‬من القانوف التجاري ‪.09-22‬‬
‫‪ -3‬ليلى بلحاسل‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- https://www.studocu.com/fr/document/kedge-business-school/droit-des-societes/cours-5-la-sas/3546356, p.3.‬‬
‫‪03/06/2022 . 16 :35.‬‬

‫‪35‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫إال أف ىذا الشرط مل يورده اؼبشرع اعبزائري يف التعديل األخَت للقانوف التجاري ‪ 09-22‬فيما خيص شركة اؼبسامهة‬
‫البسيطة‪.‬‬

‫وابلنسبة للحصص العينية‪ ،‬فإنو ربتاج إىل تقييم‪ ،‬وىذا األمر موكل إىل مندوب اغبصص اؼبعُت من طرؼ‬
‫الشركاء‪ ،‬وٍل حالة إصباعهم على عدـ إلزامية اللجوء إىل مندوب اغبصص فيكوف ؽبم ذلك دبوجب القانوف بشرط‬
‫أف تكوف اغبصص العينية قيمتها ال تتجاوز نصف رأظباؿ الشركة‪ ،‬وىذا دبوجب اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 141‬من‬
‫القانوف ‪.109-22‬‬

‫أما عن اغبصة من عمل‪ ،‬فإنو ديكن تقدديها يف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬وىذا ديثل خروجا عن القاعدة اليت‬
‫ترى أف العمل ال ديكن تقدديو كحصة يف شركات األمواؿ وكاف كذلك ابلنسبة لشركات اؼبسؤولية احملدودة ولكنو‬
‫عدؿ عن ذلك دبوجب القانوف ‪ ،20-15‬ونفس األمر ابلنسبة للمشرع الفرنسي‪ ،‬وىذا حسنا فعال‪ ،‬آلف ىذا‬
‫النوع من الشركات ُوِج َد الحتواء اؼبؤسسات الناشئة القائمة على الفكرة اإلبداعية واؼبعرفة التكنولوجية والرقمية‬
‫واؼبعلومات اليت ؽبا دور يف اقتصاد اؼبعرفة‪ .‬لكن ال جيب أف يدخل ىذا النوع من اغبصص يف تكوين رأظباؽبا‪ ،‬فهي‬
‫فعال تدخل يف مسامهات اؼبسامهُت ألهنا مرتبطة ابلشخص وليس ابؼباؿ‪ ،‬غَت أهنا تدخل يف تقاسم األرابح‬
‫واػبسائر وصايف األصوؿ‪ ،‬وكل ىذا يتم تنظيمو من خالؿ القانوف األساسي للشركة‪.‬‬

‫ولكن ديكن اإلشارة أف اليوـ ىذا النوع من اغبصص خيلق لنا اؼباؿ‪ ،‬على اعتبار أف الفكرة أو اؼبعلومة أو‬
‫اؼبعرفة ربل لنا الكثَت من اؼبشاكل ويف ـبتلف اجملاالت‪ ،‬وىي كذلك مصدر ال يستهاف بو يف خلق الثروة يفوؽ‬
‫اؼبصادر االقتصادية التقليدية اؼبعروفة يف االقتصاد التقليدي‪ ،‬فالعامل انتقل من االقتصاد اؼبادي التقليدي إىل‬
‫االقتصاد القائم على اؼبعرفة‪.‬‬

‫ونشَت أيضا إىل أف شركة اؼبسامهة البسيطة تتكوف من أسهم حيظر يف تكوينها اللجوء لالدخار العاـ كما ال‬
‫ديكنها اللجوء للبورصة لطرح أسهمها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Par dérogation au premier alinéa de l'article L. 225-14, "les futurs associés peuvent décider à‬‬
‫‪l'unanimité que le recours à un commissaire aux apports ne sera pas obligatoire, lorsque la- valeur‬‬
‫‪d'aucun apport en nature n'excède un montant fixé par décret et si la valeur totale de l'ensemble des‬‬
‫‪apports en nature non soumis à l'évaluation d'un commissaire aux apports n'excède pas la moitié du‬‬
‫‪capital".‬‬

‫‪36‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ديكن أتسيس شركات اؼبسامهة عن طريق دعوة اعبمهور لالكتتاب العاـ (كل شخص ال ينتمي للشركة) من‬
‫أجل االشًتاؾ يف أسهم الشركة‪ ،1‬بينما ال ديكن ذلك يف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬فليس ؽبا اغبق يف دعوة اعبمهور‬
‫العاـ لالشًتاؾ يف ذلك‪ ،‬وابلتايل فهي تعترب شركة مغلقة أو مغفلة لعدـ توفر أية مكنة قانونية لطرح أسهمها‬
‫لالكتتاب العاـ اؼبباشر‪ ،‬حيث ال يستطيع أي شخص من غَت الشركاء شراء أسهم ىذه الشركة‪ ,‬وابلتايل فإف‬
‫أمواؽبا تعد أمواال خاصة ابلشركاء فقط‪ ،‬ؽبذا ىنا ديكن تطبيق القواعد اؼبتعلقة بشركة اؼبسامهة اليت تؤسس دوف‬
‫اللجوء العلٍت لالدخار من حيث اآللية وإجراءاهتا‪ ،2‬مع مراعاة خصوصية شركة اؼبسامهة البسيطة يف ىذا اعبانب‪.3‬‬
‫وىناؾ من يعزو اؼبنع من اللجوء العلٍت لالدخار إىل اغبرية التعاقدية اؼبمنوحة للشركاء وضباية صباعة اؼبدخرين وإىل‬
‫االعتبار الشخصي الذي يطبع عالقة الشركاء‪ ،‬وابلتايل ىناؾ وسيلتاف للتمويل تعتمدمها ىذه الشركة كبديل عن‬
‫اغبظر القانوٍل من الدعوة لالكتتاب يتمثالف يف التمويل الذاٌب والتمويل عن طريق القروض‪.‬‬

‫ادلطلب الثاين‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫ابلنسبة للشروط الشكلية‪ ،‬ومهما كاف شكل الشركة التجارية‪ ،‬يستلزـ الرجوع لألحكاـ العامة يف القانوف‬
‫التجاري‪ ،‬ويتمثل األمر يف ربرير القانوف األساسي والشهر‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القانون األساسي‬

‫القانوف األساسي ضروري وإلزاـ قانوٍل يف كل أنواع الشركات‪ ،4‬وابػبصوص شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬على‬
‫اعتبار اغبرية اؼبطلقة اليت تتميز هبا‪ ،‬وابلتايل كل ما مل ينص عليو اؼبشرع ىنا ترؾ الرأي فيو للشركاء ويتم تدوينو يف‬
‫القانوف األساسي‪.‬‬

‫فاػبطوة األوىل يف أتسيس شركة اؼبسامهة البسيطة تتمثل يف صياغة القانوف األساسي‪ ،‬وىذه تعد خطوة‬
‫حاظبة‪ ،‬فمن خالؽبا يتم ربديد صبيع إجراءات العمل اػباصة ابلشركة‪ ،‬لذا من الضروري أف أيخذ الشركاء الوقت‬
‫الكايف عند صياغة النظاـ األساسي اػباص بشركتهم للتأكد من أف البنود القانونية تنسجم مع بعضها البعض‪،‬‬
‫وأنو ال يوجد تضارب بُت القواعد اؼبختلفة‪ ،‬وأهنا تنسجم مع أحكاـ القانوف اػباص هبذا النوع من الشركات‪،‬‬

‫‪ -1‬القسم الثاٍل‪ ،‬الفقرة األوىل‪ ،‬اؼبواد من ‪ 595‬إىل ‪ 604‬من القانوف التجاري اعبزائري‪.‬‬
‫‪ -2‬القسم الثاٍل‪ ،‬الفقرة الثانية‪ ،‬اؼبواد من ‪ 605‬إىل ‪ 609‬من نفس القانوف‪.‬‬
‫‪ -3‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 135‬من القانوف التجاري اعبديد ‪.09-22‬‬
‫‪ -4‬اؼبادة ‪ 546‬من القانوف التجاري اعبزائري‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ويتضمن القانوف األساسي‪ ،‬على وجو اػبصوص‪ .‬العناصر التالية‪ :1‬أظباء اؼبسامهُت‪ ,‬الشكل القانوٍل‪ ،‬غرض‬
‫الشركة‪ ،‬اسم الشركة‪ ،‬حياة الشركة‪ ،‬اؼبسامهات اؼبقدمة (مسامهة يف الصناعة‪ ،‬مسامهة نقدية‪ ،‬مسامهة عينية)‪،‬‬
‫مقدار رأس اؼباؿ‪ ،‬القيمة االظبية لألسهم‪ ،‬عدد األسهم اؼبكتتب هبا من قبل اؼبسامهُت‪ ،‬اتريخ إغالؽ السنة اؼبالية‪.‬‬
‫وجيب أف تذكر ىذه البنود أيضا‪ :‬الشروط اليت ربكم اغبقوؽ وااللتزامات اؼبرتبطة ابألسهم‪ ,‬شروط إدارة الشركة‪،‬‬
‫واؼبديرين وتعيينهم وحقوقهم ومكافآهتم‪ ،‬إجراءات زبصيص وتوزيع أرابح الشركة‪ ,‬اإلجراءات اؼبنظمة لالحتياطي‬
‫القانوٍل وتشكيل االحتياطيات النظامية‪ ،‬اإلجراءات اليت ربكم القرارات اعبماعية‪ ،‬وتلك اليت تنظم االجتماعات‬
‫العامة الشروط اليت ربكم الصعوابت اليت قد تواجهها الشركة‪ ،‬تعيُت ؿبافظ حساابت الشركة‪ ،‬والقواعد اليت ربكم‬
‫انتهاء الشركة والتصفية احملتملة‪.‬‬

‫وبتم أيضا اإلمضاء وجواب على وثيقة القانوف األساسي من طرؼ كل الشركاء شخصيا أو عن طريق من‬
‫ديثلهم دبوجب وكالة خاصة‪.2‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬الشهر‬

‫تعترب الشركة مهما كاف شكلها شخصا معنواي دبجرد تكوينها‪ ،‬ولكن كي تكوف ؽبا آاثر يف مواجهة الغَت‬
‫البد من استيفاء إجراءات الشهر‪ ،‬وىذا دبوجب اؼبادة ‪ 548‬من القانوف التجاري‪ ،‬اليت تنص على أنو جيب إيداع‬
‫العقود التأسيسية والعقود اؼبعدلة للشركات التجارية لدى اؼبركز الوطٍت للسجل التجاري‪ ،‬فهذا وغَته يتيح للغَت‬
‫دراية دبيالد الشركة ومعرفة بنظامها قبل التعامل معها‪ .3‬وتتمثل إجراءات الشهر يف‪ :‬إيداع ملخص العقد‬
‫التأسيسي للشركة يف السجل التجاري قصد قيده‪ ،‬نشر ملخص العقد التأسيسي للشركة يف النشرة الرظبية‬
‫لإلعالانت القانونية‪ .‬نشر ذات اؼبلخص يف جريدة وطنية يومية‪ ،4‬ابإلضافة إىل التصريح لدى مصاحل الضرائب‬
‫والصندوؽ الوطٍت للضماف االجتماعي‪ ،‬أي القياـ بكل اإلجراءات الالحقة لتحرير وإمضاء القانوف األساسي‪،5‬‬
‫وينص اؼبشرع الفرنسي يف اؼبادة ‪ L.227-1‬الفقرة األخَتة من القانوف التجاري على أنو ديكن اإلعفاء من‬

‫‪1‬‬
‫‪- Margaux Dalon, Op.cit.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-https://www.studocu.com/fr/document/kedge-business-school/droit-des-societes/cours-5-la-‬‬
‫‪sas/3546356, op. cit.‬‬
‫‪ -3‬اندية فوضيل‪ ،‬أحكاـ الشركة طبقا للقانوف التجاري اعبزائري ‪ -‬شركات األشخاص‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-https://www.studocu.com/fr/document/kedge-business-school/droit-des-societes/cours-5-la-‬‬
‫‪sas/3546356, op. cit.t.p.4.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Mohamed Salah, Les sociétés commerciales, tome1, édition Edik, Oran, 2005, pp 84-100.‬‬

‫‪38‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫اإلدراج يف اعبريدة الرظبية لإلعالانت اؼبدنية والتجارية‪ ،‬وىذا دبوجب مرسوـ يف ؾبلس الدولة‪ ،1‬أما عن مشرعنا فلم‬
‫ينص على مسألة الشهر ابلنسبة لشركات اؼبسامهة ومنو يتم الرجوع للقواعد العامة‪ ،‬خصوصا اؼبادة ‪ 548‬ذباري‬
‫واؼبادة ‪ 14‬من القانوف رقم ‪ 08-04‬اؼبتعلق بشروط فبارسة األنشطة التجارية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- "La société par actions simplifiée dont l'associé unique, personne physique, assume personnellement la‬‬
‫‪présidence est soumise à des formalités de publicité allégées déterminées par décret en Conseil d'Etat. Ce‬‬
‫‪décret prévoit les conditions de dispense d'insertion au Bulletin officiel des annonces civiles et‬‬
‫‪commerciales".‬‬
‫‪ -2‬اعبريدة الرظبية‪ ،‬العدد ‪ ،52‬اؼبؤرخ يف ‪ 18‬أوت ‪ ،2004‬اؼبعدؿ واؼبتمم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين ‪:‬‬

‫ادلبحث الثاين‪ :‬إدارة وتسيري شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫ديكننا القوؿ أبف شركة اؼبسامهة البسيطة ذبمع أثناء حياهتا بُت ما ىو نظامي وما ىو عقدي‪ ،‬بشكل ال‬
‫ديكن من خاللو االستغناء عن أحدمها أو تناولو دبفرده دوف أف تكوف الدراسة قاصرة‪ ،‬فعالقة ىذين الطابعُت‬
‫ىي عالقة تكامل‪ ،‬فما مل ينظمو اؼبشرع يف األحكاـ اػباصة هبذه الشركة يرجع فيو األمر إىل األنظمة األساسية‬
‫لتسده وتكمل النقص اغباصل يف التشريع‪ ،‬وما فرض اؼبشرع ضرورة احًتامو فال ديكن للشركاء االتفاؽ على‬
‫ـبالفتو‪ ،‬ينبغي التأكيد على أف حياة شركة اؼبسامهة البسيطة يعرؼ فيها الطابع النظامي تراجعا كبَتا لصاحل‬
‫الطابع التعاقدي الذي انؿ فيها اغبظ األوفر‪ ،‬خصوصا عندما يتعلق األمر بتسيَت الشركة‪ ،1‬خصوصا عندما‬
‫يتعلق األمر بتسيَت الشركة وىو ما ديكن مالحظتو من خالؿ الفقرة األوىل من اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 137‬من‬
‫القانوف ‪ 09-22‬اليت تنص على أنو‪" :‬ربدد القرارات اليت جيب أف تتخذ صباعيا من طرؼ اؼبسامهُت يف‬
‫القانوف األساسي للشركة"‪.‬‬

‫وىذا عكس ما ىو متعارؼ عليو يف شركة اؼبسامهة اليت يطغى عليها الطابع النظامي حىت أثناء حياهتا‪،‬‬
‫حبيث تسيطر الشركة على إرادات الشركاء وتصبح مسَتة بفكرة األغلبية اليت تتجاوز بشكل كبَت ميكانيزمات‬
‫واليات الفك رة الكالسيكية للعقد‪.‬‬

‫ويرجح الفقو القانوٍل علة ىذا الًتاجع الذي يعرفو الطابع النظامي لصاحل الطابع التعاقدي ىو رغبة‬
‫اؼبشرع يف ذبنب الشكليات الصارمة واإلجراءات اؼبعقدة اليت هتيمن على تنظيم وتسيَت الشركات‪ ،‬وخاصة منها‬
‫شركة اؼبسامهة‪ ،‬لذا قد اقتدى من اؼبشرع الفرنسي يف وضع أمر تسيَت وتنظيم شركة اؼبسامهة البسيطة ربت‬
‫تصرؼ اغبرية التعاقدية للشركاء مع فرضو لبعض القيود اليت تكبح نسيبا ىذه اغبرية‪ ،‬بناءا على ذلك سوؼ‬
‫يتم التطرؽ إىل كيفية تنظيم السلطات داخل شركة اؼبسامهة البسيطة ونقصد ابلتحديد سلطيت اإلدارة والرقابة‬
‫ابعتبارمها أىم السلطات اليت من شأهنا أف تضمن الفاعلية للشركة‪.2‬‬

‫ويقوـ نظاـ الشركات عموما‪ ،‬وشركة اؼبسامهة البسيطة على وجو اػبصوص‪ ،‬على نوعُت من السلطات‪،‬‬
‫سلطة اإلدارة وسلطة التسيَت اليت تعترب احملرؾ األساسي لعجلة نشاط الشركة‪.‬‬

‫‪ -1‬عالؿ فايل‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬اعبزء األوؿ‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة اؼبعارؼ اعبديدة‪ ،‬الرابط‪ ،2016 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -2‬فؤاد معالؿ‪ ،‬شرح القانوف التجاري اعبديد‪ ،‬اعبزء الثاٍل‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط‪ ،2009 ،‬ص ‪.195‬‬

‫‪40‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين ‪:‬‬

‫ادلطلب األول‪ :‬أجهزة التسيري‬

‫يلعب الطابع اؼبختلط دورا جوىراي وجد ابرز يف تنظيم السلطات داخل شركة اؼبسامهة البسيطة‪،‬‬
‫ويتفاوت أتثَت العنصرين اؼبشكلُت لو (أي عنصر الطابع النظامي وعنصر الطابع التعاقدي) حسب كل سلطة‬
‫على حدة‪.‬‬

‫ويقوـ النظاـ القانوٍل للشركات عموما‪ ،‬ولشركة اؼبسامهة البسيطة على وجو اػبصوص‪ ،‬على نوعُت من‬
‫السلطات‪ ،‬سلطة اإلدارة والتسيَت اليت تعترب احملرؾ األساسي لعجلة نشاط الشركة عن طريق إدارة شؤوهنا‬
‫اإلدارية واؼبالية واالجتماعية وكذا السياسية على اؼبستوى الوطٍت والدويل‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حرية اختاذ القرارات بصفة مجاعية كأصل‬

‫تنص الفقرة األوىل من اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 137‬من القانوف رقم ‪ 09-22‬السالف الذكر على أنو‪:‬‬
‫"ربدد القرارات اليت جيب أف تتخذ صباعيا من طرؼ اؼبسامهُت يف القانوف األساسي للشركة"‪.‬‬

‫إذف القاعدة العامة بشأف القرارات اعبماعية ىي مبدأ اغبرية التعاقدية يف ربديدىا دبقتضى القانوف‬
‫األساسي للشركة وفق ما ًب االتفاؽ عليو كل من اؼبشرع اعبزائري ونظَته الفرنسي الذي نص يف أحكاـ اؼبادة‬
‫‪ L.227-9‬من التقنُت التجاري الفرنسي على أنو‪" :‬حيدد يف القانوف األساسي للشركة القرارات اليت جيب أف‬
‫يتخذىا الشركاء صباعيا وفق الشروط واألشكاؿ اليت يقدموهنا"‪.2‬‬

‫مبدئيا تشكل اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 137‬من القانوف رقم ‪ 09-22‬اؼبذكور أعاله يف فقرهتا األوىل اإلطار‬
‫القانوٍل الذي تنتظم من خاللو ىذه القرارات اعبماعية‪ ،‬فنجدىا تضع مبدأ عاما يتعلق حبرية الشركاء يف ربديد‬
‫القرارات اليت يروف وجوب ازباذىا صباعيا‪ ،‬أما الفقرة الثانية حددت استثناءات ربد من ىذه اغبرية‪ ،‬حيث‬
‫فرضت ضرورة ازباذ بعض القرارات صباعيا‪.‬‬

‫‪ -1‬أضبد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط يف الشركات واجملموعات ذات النفع االقتصادي‪ ،‬اعبزء ‪ ،4‬مطبعة اؼبعارؼ اعبديدة‪ ،‬الرابط‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Voir Art., L.227-9 du code de commerce français modifié par la loi n°2008-776 du 4 aout 2008‬‬
‫‪de modernisation de l’économie, JORF n°181 du 5 aout 2008, art.59, www.legifrance.gouv.fr.‬‬

‫‪41‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين ‪:‬‬

‫لكن بتعميق البحث يف ىذه النقطة قبد أف القرارات اعبماعية ال تقتصر على ىذه اؼبادة فقط‪ ،‬بل‬
‫توجد شبة قرارات أخرى متفرقة‪ ،‬إحداىا منصوص عليها يف األحكاـ اػباصة بشركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬وبعضها‬
‫األخر موزع على قانوف الشركات وقانوف االلتزامات والعقود‪ ،‬ابعتبار ىذين األخَتين دبثابة الشريعة العامة اليت‬
‫ربكم شركة اؼبسامهة البسيطة يف حالة وجود مبدأ اؼبالئمة‪.1‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬التنظيم القانوين للقرارات ادلتخذة بصفة مجاعية كاستثناء‬

‫ابلرجوع إىل الفقرة الثانية من اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 137‬من القانوف رقم ‪ 09-22‬اؼبعدؿ واؼبتمم للقانوف‬
‫التجاري فنجدىا تستثٍت بعض القرارات اعبماعية من اػبضوع للتحديد اإلتفاقي من طرؼ الشركاء فتنص على‬
‫أنو‪" :‬غَت أف قرارات اعبمعية العامة العادية وغَت العادية اؼبتعلقة بزايدة وإستهالؾ وزبفيض الرأظباؿ واإلدماج‬
‫واالنفصاؿ وحل الشركة وربويلها إىل شكل آخر وتعيُت ؿبافظي اغبساابت واغبساابت السنوية واألرابح‪ ،‬جيب‬
‫أف تتخذ صباعيا من طرؼ اؼبسامهُت وفقا للكيفيات احملددة يف القانوف األساسي للشركة"‪.‬‬

‫قبد أف اؼبشرع اعبزائري اكتفى بتحديد القرارات الواجب ازباذىا صباعيا دوف ربديد األغلبية اؼبتطلبة‪ ،‬فبا‬
‫يستنتج أف اؼبشرع قد ترؾ اغبرية للشركاء يف ربديدىا‪.‬‬

‫حيث أف ىذه األغلبية قد تكوف إما أغلبية بسيطة‪ ،‬واليت تتعلق ابلقرارات اػباصة ابلسَت العادي‬
‫للشركة‪ ،‬وذلك من قبيل منح ترخيص لعملية معينة كالبيع أو القرض أو الكفالة‪ ،‬أو اؼبصادقة على اغبساابت‬
‫السنوية وغَتىا‪ ،‬أو أغلبية بنسب خاصة أو مؤىلة‪ ،‬كأغلبية الثلثُت أو أغلبية ثالث أرابع أو غَتىا‪ ،‬وتفرض‬
‫ىذه األغلبية عادة ازباذ قرارات استثنائية تؤثر على مسار الشركة‪ ،‬ومرد ذلك أف الشركاء قد يروف أحياان أف‬
‫األغلبية البسيطة ال تكفي إللزامهم صبيعا فَتغبوف يف اغبصوؿ على موافقة الكل على القرار اعبماعي اؼبزمع‬
‫ازباذه من أجل فبارسة رقابة فعالة على سَت الشركة‪.2‬‬

‫‪ -1‬خالد أحربيل‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬


‫‪ -2‬ليلى فتح‪ ،‬شركة اؼبسامهة اؼببسطة يف التشريع اؼبغريب واؼبقارف‪ ،‬دكتوراه يف القانوف اػباص‪ ،‬جامعة اغبسن الثاٍل عُت الشق‪ ،‬كلية العلوـ القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2006-2005 ،‬ص ‪.276‬‬

‫‪42‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين ‪:‬‬

‫ويرى أحد الفقهاء الفرنسيُت‪ ،‬أنو ال يوجد ىناؾ ما دينع الشركاء من أف يفرضوا دبقتضى النظاـ‬
‫األساسي إمكانية ازباذ بعض القرارات بواسطة أقلية كالقرار اؼبتعلق بعزؿ أحد اؼبسَتين مثال‪ ،‬عالوة أنو من‬
‫اؼبستساغ منح أحدىم حق (الفيتو) أو النقض أو االعًتاض أو اغبق يف تنفيذ القرار‪.1‬‬

‫حيث يستلزـ اؼبشرع اعبزائري طبقا للفقرة السابقة أف تتخذ القرارات اؼبعنية صباعيا من طرؼ اؼبسامهُت‬
‫مع وجوب استشارة اعبميع واؼبالحظ اعتمد اؼبشرع مصطلح "اؼبسامهُت" بدؿ كلمة "الشركاء" اليت وردت يف‬
‫صياغة اؼبادة ‪ L.227-9‬من القانوف التجاري الفرنسي‪.2‬‬

‫ادلطلب الثاين‪ :‬أجهزة اإلدارة‬

‫ككل الشركات التجارية عموما وشركة اؼبسامهة خصوصا‪ ،‬ربتاج شركة اؼبسامهة البسيطة إىل إدارة لتسيَت‬
‫شؤوهنا وسبثيلها أماـ اعبهات الرظبية والغَت رظبية‪ ،‬ورغم اغبرية اؼبمنوحة ؽبذا النوع من الشركات إال أف اؼبشرع‬
‫اعبزائري نظم ىذه اؼبسألة إبجياز شديد من خالؿ مادتُت فقط يف التعديل األخَت للقانوف التجاري‪ ،‬اؼبادة‬
‫‪ 715‬مكرر ‪ 136‬و‪ 715‬مكرر ‪ 137‬وترؾ التفاصيل يف ذلك للشركاء يف القانوف األساسي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رئيس شركة ادلسامهة البسيطة‬

‫حيث نص على وجوب تعيُت شخص واحد يتمثل يف رئيس شركة اؼبسامهة البسيطة ويدوف ذلك يف‬
‫قانوهنا األساسي‪ ،‬ولكن دوف تفاصيل أخرى‪ ،‬لذلك يشَت بعض فقهاء القانوف أف الرئيس ديكن أف يكوف أحد‬
‫اؼبسامهُت كما ديكن أف يكوف من الغَت‪ ،‬وقد يكوف شخصا طبيعيا أو معنواي‪ .3‬أما ابلنسبة لشركة اؼبسامهة‬
‫البسيطة ذات الشخص الوحيد‪ ،‬فإف ىذا األخَت ديارس سلطات الرئيس‪ .‬وأف ىذا األخَت لو صالحيات ؾبلس‬

‫‪1‬‬
‫‪- Pierre-louis Perin, l’organisation des pouvoirs dans la société par action simplifiée, Joly, édition‬‬
‫‪2000, Pratique des affaires, P.287.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art., L.227-9 du code commerce français dispose que: "Toutefois, les attributions dévolues aux‬‬
‫‪assemblées générales extraordinaires et ordinaires des sociétés anonymes, en matière d’augmentation,‬‬
‫‪d’amortissement ou de réduction de capital, de fusion, de scission, de dissolution, de transformation‬‬
‫‪en une société d’une autre forme, de nomination de commissaires aux comptes, de comptes annuels‬‬
‫‪et de bénéfices sont, dans les conditions prévues par les statuts, exercées collectivement par les‬‬
‫‪associés".‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- http546356, op. cit.p.4.‬‬

‫‪43‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين ‪:‬‬

‫اإلدارة أو رئيسو‪ ،1‬ىنا وكأف اؼبشرع حييلنا إىل سلطات رئيس ؾبلس اإلدارة يف شركة اؼبسامهة دوف إمهاؿ‬
‫ػبصوصيات شركة اؼبسامهة البسيطة‪.2‬‬

‫ومنو جيب أف يكوف ألي شركة مسامهة بسيطة رئيس يضمن اإلدارة اليومية للشركة‪ .‬إهنا اؽبيئة اإلدارية‬
‫الوحيدة اليت يفرضها القانوف بشكل إلزامي يف ىذه الشركة‪ .‬وابلنسبة للباقي‪ ،‬يتمتع الشركاء حبرية تنظيم اإلدارة‬
‫كما حيلو ؽبم يف القانوف األساسي للشركة كطريقة التعيُت ومدة اؼبنصب واؼبكافأة وإهناء اؼبنصب‪...‬‬

‫إف رئيس ؾبلس اإلدارة ىو اؼبسؤوؿ الوحيد الذي جيب أف سبتلكو شركة مسامهة البسيطة‪ ،‬حيث يتم‬
‫تعيينو وعزلو دبوجب الشروط اؼبنصوص علها يف القانوف األساسي‪ ،‬كما أف نظامو القانوٍل واالجتماعي جيد‬
‫مصدره يف قانوف العمل‪ ،‬من حيث اغبقوؽ وااللتزامات واألجرة‪ ,‬واؼبكافآت‪ ,‬والتأمُت االجتماعي‪ ،‬والعطل‪.‬‬

‫وأف رئيس ؾبلس اإلدارة ىو اؼبسؤوؿ عن اإلدارة العامة للشركة‪ ,‬فهو اؼبمثل القانوٍل للشركة أماـ الغَت‪،‬‬
‫ـبوؿ أبوسع‬
‫وابلتايل يتمتع بسلطة عامة يف التمثيل فيما يتعلق دبواجهة الغَت‪ .‬على ىذا النحو‪ ،‬فإنو ّ‬
‫الصالحيات للتصرؼ يف صبيع الظروؼ نيابة عن الشركة يف حدود غرض الشركة‪ ،‬دبعٌت آخر‪ ،‬يتمتع رئيس‬
‫ؾبلس اإلدارة بسلطة إلزاـ الشركة جبميع اإلجراءات اليت تقع ضمن نطاؽ غرض الشركة‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬إذا ًب‬
‫ازباذ إجراء خارج الغرض اؼبؤسسي من قبل رئيس ؾبلس اإلدارة‪ ،‬فستظل الشركة ملزمة هبذا القانوف ما مل يثبت‬
‫أف الطرؼ الثالث كاف على علم أبف الفعل ذباوز غرض الشركة أو ال ديكنو ذباىلو نظرا للظروؼ‪ ،3‬وأنو من‬
‫اؼبمكن تعديل السلطات اؼبخولة للرئيس يف القوانُت األساسية‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ من خالؿ النص على أنو ال‬
‫ديكنو سبرير األفعاؿ اليت تلزـ الشركة دببلغ يتجاوز مبلغًا معينا‪ ،‬ولكن ىذه التعديالت القانونية لن يكوف ؽبا أي‬
‫أتثَت فيما يتعلق ابذباه الغَت‪ ،‬إذا ذباوز رئيس ؾبلس اإلدارة الصالحيات اؼبخولة لو دبوجب القانوف أو إذا قاـ‬
‫بعمل يتجاوز الغرض اؼبؤسسي للشركة‪ ،‬فإف الفعل الذي توصل إليو لن يكوف ابطالً أو الغياً‪.‬‬

‫‪ -1‬اؼبادة ‪ 715‬مكرر ‪ 136‬فقرة ‪ 1‬من القانوف التجاري ‪.09-22‬‬


‫‪ -2‬عدا اؼبادتُت ‪ 610‬و‪ 619‬ديكن تطبيق اؼبواد األخرى من القسم الثالث‪ ،‬القسم الفرعي األوؿ‪ ،‬اؼبتعلق دبجلس اإلدارة‪ ،‬القانوف التجاري‬
‫اعبزائري‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Aricle, L. 227-6 code de commerce français.‬‬

‫‪44‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين ‪:‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬اذليئات الرقابية‬

‫تكوف الرقابة يف شركة اؼبسامهة البسيطة من طرؼ صبعيات اؼبسامهُت من جهة‪ ,‬إذا كانت الشركة‬
‫متعددة الشركاء‪ ،‬ومن طرؼ ؿبافظ اغبساابت من جهة اثنية‪.‬‬

‫‪ )1‬مجعيات ادلسامهني‪:‬‬

‫جيتمع الشركاء فيما يسدى ابالجتماعات العامة هتدؼ ىذه االجتماعات إىل صبع شركاء الشركة من‬
‫أجل ازباذ قرارات معينة‪ ,‬إف القوانُت األساسية ىي اليت ربدد القرارات اليت جيب أف يتخذىا الشركاء بشكل‬
‫صباعي‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬ينص القانوف التجاري على وجوب ازباذ قرارات معينة من قبل ؾبتمع الشركاء‪ ،‬ىذه‬
‫القرارات ىي كما يلي‪ :‬زايدة رأس اؼباؿ أو استهالكو أو زبفيضو‪ ،‬اندماج الشركة أو انفصاؽبا أو ربويلها إىل‬
‫شكل آخر أو حلها‪ ،‬وتعيُت ؿبافظي اغبساابت والقرارات اؼبتعلقة ابغبساابت واألرابح السنوية‪ ،‬فهنا نشَت إىل‬
‫أف اعبمعية العامة العادية تتمتع بسلطات واسعة‪ ،‬فيحق ؽبا ازباذ صبيع القرارات اليت تتعلق إبدارة الشركة‬
‫ابستثناء صالحية تعديل القانوف األساسي‪ ،‬الذي ىو اختصاص حصري للجمعية العامة غَت العادية‪ ،‬فاؼبشرع‬
‫يشَت إىل أف ازباذ القرارات يكوف صباعيا من طرؼ اؼبسامهُت‪ ،‬وأما عن كيفيات ذلك واإلجراءات اؼبتخذة‬
‫فًتؾ اغبرية واػبيار يف ذلك للشركاء‪ ،‬مع ربديد ذلك يف القانوف األساسي‪ ،‬كما حييلنا اؼبشرع يف ذلك ألحكاـ‬
‫شركة اؼبسامهة فيما يتعلق جبمعيات اؼبسامهُت‪.‬‬

‫‪ )2‬حمافظ احلساابت‪:‬‬

‫مندوب اغبساابت يتم تعيينو من طر صبعيات اؼبسامهُت يف شركة اؼبسامهة البسيطة متعددة الشركاء ومن‬
‫طرؼ الشخص الوحيد يف شركة اؼبسامهة البسيطة ذات الشخص الوحيد‪ ،‬ويدوف ذلك يف القانوف األساسي‬
‫للشركة‪ ,‬ولكن ىذا التعيُت اختياري دبوجب اؼبادة ‪ 7 15‬مكرر ‪ 141‬من التعديل ‪ ،09-22‬حيث ديكن‬
‫وابإلصباع أف يقرر الشركاء عدـ إلزامية اللجوء إىل مندوب اغبصص يف حالة ما إذا كانت اغبصص العينية‬
‫اؼبقدمة وغَت اؼبقيمة ال تتجاوز قيمتها نصف رأس ماؿ الشركة‪ ،‬ونفس الشيء يقاؿ ابلنسبة للشخص الوحيد‬
‫يف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬وابلرجوع إىل القانوف الذي ينظم مهنة ؿبافظ اغبساابت قبده يضطلع دبهمة‬
‫شهادتو أبف اغبساابت السنوية منتظمة وصحيحة‪ ،‬يفحص صحة اغبساابت السنوية ومدى مطابقتها‬
‫للمعلومات اؼبوجودة يف تقارير التسيَت‪ ،‬كما أنو يديل بكل نقص قد يكتشفو ولو أتثَت على حياة الشركة‪ ،‬كما‬

‫‪45‬‬
‫ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬ ‫الفصل الثاين ‪:‬‬

‫ديكنو حضور االجتماعات إذا كاف يف اؼبداوالت بند يتعلق حبساب النتائج وموازنة السنة اؼبنصرمة‪ ،1‬لكن‬
‫يفهم من فحوى اؼبادة اؼبتعلقة بتعيُت ؿبافظ اغبساابت يف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬أف ذلك يكوف ضروراي‬
‫وواجبا إذا ما كانت الشركة موسعة وتضم عمالة كبَتة وؽبا رأس ماؿ كبَت واغبصة العينية اؼبقدمة ؽبا تتجاوز‬
‫قيمتها نصف رأظباؽبا‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار عمورة‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص ‪.204‬‬

‫‪46‬‬
‫اػباسبة‬
‫اخلادتة‬

‫اخلادتة‪:‬‬

‫من خالؿ ما سبق ديكن القوؿ على أف شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬شكلت ربوال جديدا يف التشريع‬
‫اعبزائري من خالؿ النص عليها ألوؿ مرة يف سنة ‪.2002‬‬

‫فالقراءة األولية للمواد القانونية اؼبتعلقة بشركة اؼبسامهة البسيطة والوقوؼ على خصوصية التنظيم القانوٍل‬
‫الذي حظيت بو ىذه الشركة يبقى أف اؼبشرع اعبزائري يف منت القانوف الذي كرس ىذا النوع من الشركات مل‬
‫يوفق يف ضبط التسمية القانونية ؽبذه الشركة فجاء القسم اؼبخصص ؽبا ربت عنواف "شركة اؼبسامهة البسيطة"‬
‫يف صياغة القانوف ابللغة العربية يف حُت أكد على تسميتها بشركة اؼبسامهة اؼببسطة يف الًتصبة ابللغة الفرنسية‬
‫وىي التسمية األكثر دقة ما يفرض على اؼبشرع تبنيها يف النص ابللغة العربية‪.‬‬

‫يضاؼ إىل ذلك أف اؼبشرع مل يشر إىل تسمية اؼبساىم الوحيد يف منت الفقرة اليت منحت إمكانية‬
‫أتسيس شركة اؼبسامهة البسيطة لشخص واحد رغم أنو عاد الستخداـ التسمية اؼبذكورة يف نصو على فبارسة‬
‫سلطات الرئيس يف حالة شركة اؼبسامهة البسيطة ذات الشخص الوحيد‪.‬‬

‫وعليو فإف شركة اؼبسامهة البسيطة كنواة اقتصادية مهمة من خالؿ مرونتها وبساطتها إذ جعل منها آلية‬
‫للتعاوف والتقارب بُت اؼبؤسسات الناشئة‪.‬‬

‫ومن أىم النتائج اليت توصلت إليها يف ىذه الدراسة جاءت كالتايل‪:‬‬

‫‪ -1‬شركة اؼبسامهة البسيطة ال تعترب شكال جديدا من شركات األمواؿ بل ىي إحدى أنواع شركة‬
‫اؼبسامهة‪ ،‬بدليل أنو أدرجها يف الفصل الثالث اؼبعنوف بػ "شركات اؼبسامهة"‪ .‬ليتممو ابلقسم الثاٍل‬
‫عشر ربت عنواف " شركات اؼبسامهة البسيطة " من الباب األوؿ من الكتاب اػبامس من القانوف‬
‫التجاري ‪ ،‬ومل خيصص ؽبا فصل مستقال‪.‬‬
‫‪ -2‬اؼبواد القانونية اؼبنظمة لشركة اؼبسامهة البسيطة قليلة جدا مقارنة ابألشكاؿ األخرى من الشركات‪،‬‬
‫فمعظم اؼبسائل ًب السكوت عنها أو إحالتها إىل أحكاـ شركة اؼبسامهة‪.‬‬
‫‪ -3‬شركة اؼبسامهة البسيطة ذبمع ما بُت اغبرية التعاقدية للشركاء ومسؤوليتهم احملدودة‪ ،‬إذ أهنا تعد أألوؿ‬
‫شركة سبنح لشركائها رغم مسؤوليتهم احملدودة أكرب قدر من االستقاللية يف تنظيمها وأتسيسها‬

‫‪48‬‬
‫اخلادتة‬

‫وإدارهتا‪ ،‬حيث سامهت ىذه اؼبرونة يف إحياء الطابع التعاقدي للشركة من جديد بعد أف طغت فكرة‬
‫الشركة نظاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬شركة اؼبسامهة البسيطة ال تقوـ على ذبميع رأس اؼباؿ‪ ،‬ىذا خيلق صعوابت كبَتة يف اغبصوؿ على‬
‫مصادر األمواؿ لتسيَت شؤوهنا وتسديد ديوهنا‪.‬‬
‫‪ -5‬مل يضع اؼبشرع حدا أدٌل لرأظباؽبا وترؾ ذلك للشركاء ربديده‪.‬‬
‫‪ -6‬منح للشركاء ابلشركة حرية واسعة يف تنظيم اإلدارة والتسيَت‪.‬‬
‫‪ -7‬اؼبشرع أغفل نقاطا ىامة زبص ربوؿ الشركة وحاالت انتهائها وزايدة رأظباؽبا وخفضو‪ ...‬والذي ترؾ‬
‫فيو اغبرية للشركاء من خالؿ القانوف األساسي للشركة‪.‬‬
‫‪ -8‬ظبح اؼبشرع بتأسيس شركة اؼبسامهة البسيطة بُت الشركات اغباصلة على عالمة "اؼبؤسسة الناشئة"‬
‫فقط دوف الشركات التجارية األخرى‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫قائمة ادلراجع‬

‫قائم ـ ـ ـ ـ ـة ادلراج ـ ـ ـ ـ ـع‬


‫قائمة ادلراجع‬
‫قائمة ادلراجع‪:‬‬
‫النصوص التنظيمية والتشريعية‬
‫‪ .1‬األمر ‪ 59-75‬اؼبؤرخ يف ‪ 1975/09/26‬اؼبتضمن القانوف التجاري اؼبعدؿ واؼبتمم‬
‫‪ .2‬القانوف رقم ‪ 09-22‬اؼبؤرخ يف ‪ 05‬ماي ‪ 2022‬يعدؿ ويتمم األمر رقم ‪ 59-75‬اؼبؤرخ يف ‪26‬‬
‫سبتمرب ‪ 1975‬واؼبتضمن القانوف التجاري‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 32‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪.2022‬‬
‫‪ .3‬القانوف ‪ 16-20‬اؼبتضمن قانوف اؼبالية لسنة ‪ ،2021‬ج ر عدد ‪ 83‬الصادرة يف ‪ 31‬ديسمرب‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ .4‬قانوف رقم ‪ 02-17‬اؼبؤرخ يف ‪ 2017/01/10‬اؼبتضمن القانوف التوجهي لتطوير اؼبؤسسات‬
‫الصغَتة واؼبتوسطة‪ ،‬ج ر العدد ‪.02‬‬
‫‪ .5‬اؼبرسوـ التنفيذي رقم ‪ 330-20‬اؼبصادر يف ‪ 2020/11/22‬يعدؿ ويتمم اؼبرسوـ‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،200-98‬اؼبتضمن إحداث صندوؽ الكفالة اؼبشًتكة لضماف أخطار‬
‫القروض اؼبمنوح إايىا الشباب ذو اؼبشاريع وربديد قانونو األساسي‪ ،‬ج ر العدد ‪70‬‬
‫‪ .6‬اؼبرسوـ التنفيذي رقم ‪ 329.20‬بعدؿ ويتمم اؼبرسوـ التنفيذي رقم ‪ 296-96‬اؼبؤرخ يف ‪8‬‬
‫سبتمرب ‪ ،1996‬اؼبتضمن انشاء الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب وربديد قانوهنا األساسي‬
‫وبغَت اظبها ج ر عدد ‪ 70‬الصادر يف ‪ 25‬نوفمرب ‪2020‬‬
‫‪ .7‬اؼبرسوـ التنفيذي رقم ‪ 254 - 20‬الصادر يف ‪ 2020/09/15‬الذي يتضمن إنشاء عبنة‬
‫وطنية ؼبنح عالمة "مؤسسة انشئة" و"مشروع مبتكر" و"حاضنة أعماؿ"‪ ،‬وربديد مهامها‬
‫وتشكيلتها وسَتىا‪.‬ج ر عدد ‪.55‬‬
‫‪ .8‬اؼبرسوـ التنفيذي رقم ‪ 244-20‬يسند إىل الوزير اؼبنتخب لدى الوزير األوؿ اؼبكلف‬
‫ابؼبؤسسات اؼبصغرة سلطة الوصاية على صندوؽ الكفالة اؼبشًتكة لضماف أخطار القروض‬
‫اؼبمنوح إايىا الشباب ذو اؼبشاريع ‪ ،‬ج ر عدد ‪ 52‬الصادرة يف ‪ 02‬سبتمرب ‪2020‬‬
‫‪ .9‬القرار اؼبؤرخ يف ‪ 2‬نوفمرب ‪ 2020‬اؼبتضمن تعيُت أعضاء اللجنة الوطنية ؼبنح عالمة "مؤسسة‬
‫انئشة" و"مشروع مبتكر وحاضنة أعماؿ – ج الرظبية‪ ،‬عدد ‪.70‬‬

‫‪51‬‬
‫قائمة ادلراجع‬
‫الكتب‬
‫‪ .10‬إبراىيم سيد أضبد‪ ،‬العقود والشركات التجارية‪ ،‬دار اعبامعة اعبديدة‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ .11‬أضبد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط يف الشركات واجملموعات ذات النفع االقتصادي‪ ،‬اعبزء ‪ ،4‬مطبعة‬
‫اؼبعارؼ اعبديدة‪ ،‬الرابط‪.2013 ،‬‬
‫‪ .12‬إلياس نصيف‪ ،‬موسوعة الشركات التجارية‪ ،‬اعبزء السابع‪ ،‬أتسيس الشركة اؼبغفلة‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات اغبليب‬
‫اغبقوقية‪.2008 ،‬‬
‫‪ .13‬بلعيساوي دمحم الطاىر‪ ،‬الشركات التجارية "النظرية العامة وشركات األشخاص" اعبزء األوؿ‪ ،‬دار العلوـ‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬دوف طبعة‪ ،‬عنابة‪ ،‬اعبزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .14‬بن عنًت ليلى‪ ،‬اؼببسط يف قانوف الشركات التجارية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بيت األفكار‪ ،‬اعبزائر‪.2023 ،‬‬
‫‪ .15‬ضبد هللا دمحم ضبد هللا‪ ،‬مدى حرية اؼبساىم يف التصرؼ يف أسهمو‪ ،‬دراسة مقارنة بُت القانوف اؼبصري‬
‫والفرنسي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.1999 ،‬‬
‫‪ .16‬السيد يوسف اؼباموٍل‪ ،‬شركة اؼبسامهة اؼببسطة يف التشريع اؼبغريب‪،‬‬
‫‪ .17‬عزيز العكيلي‪ ،‬الوسيط يف الشركات التجارية‪ ،‬دراسة فقهية قضائية مقارنة يف األحكاـ العامة واػباصة‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع عماف‪ ،‬األردف‪.2008 ،‬‬
‫‪ .18‬عالؿ فايل‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬اعبزء األوؿ‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة اؼبعارؼ اعبديدة‪ ،‬الرابط‪.2016 ،‬‬
‫‪ .19‬علي طالؿ ىادي‪ ،‬االعتبار الشخصي وأثره ابلنسبة لتأسيس وتداوؿ األسهم واغبصص يف شركات‬
‫األمواؿ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاىرة‪.2012 ،‬‬
‫‪ .20‬عمار عمورة‪ ،‬الوجيز يف شرح القانوف التجاري اعبزائري‪ ،‬األعماؿ التجارية ‪ -‬التاجر ‪ -‬الشركات‬
‫التجارية‪ ،‬دار اؼبعرفة‪ ،‬اعبزائر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .21‬فؤاد معالؿ‪ ،‬شرح القانوف التجاري اعبديد‪ ،‬اعبزء الثاٍل‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ .22‬قرماف عبد الرضباف السيد‪ ،‬العقود وعمليات البنوؾ‪ ،‬طبقا لألنظمة القانونية ابؼبملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫مكتبة الشقري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬السعودية‪.2010 ،‬‬

‫‪52‬‬
‫قائمة ادلراجع‬
‫‪ .23‬ليلى بلحاسل منزلة‪ ،‬ميزات اؼبؤسسة ذات الشخص الواحد وذات اؼبسؤولية احملدودة ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬ابن‬
‫خلدوف للتوزيع والنشر‪ ،‬وىراف‪.2006 ،‬‬
‫‪ .24‬دمحم شوقي شاىُت‪ ،‬الشركات اؼبشًتكة ‪ -‬طبيعتها وأحكامها‪ ،‬بدوف دار نشر‪ ،‬بدوف سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .25‬دمحم فريد العريٍت والسيد الفقي‪ ،‬القانوف التجاري‪ ،‬األعماؿ التجارية‪ ،‬التجار‪ ،‬الشركات التجارية‪،‬‬
‫منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪ ،2003 ،‬البند ‪.228‬‬
‫‪ .26‬اندية فوضيل‪ ،‬أحكاـ الشركة طبقا للقانوف التجاري اعبزائري ‪ -‬شركات األشخاص‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬اعبزائر‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ .27‬قباة طباع‪ ،‬اعبديد يف قانوف الشركات التجارية وفقا لألحكاـ اؼبعدلة‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬اعبزائر‪.2023 ،‬‬
‫الرسائل وادلذكرات‬
‫‪ .28‬عبد القادر البقَتات‪ ،‬دروس يف القانوف التجاري اعبزائري ‪ -‬الشركات التجارية‪ ،‬ألقيت على طلبة السنة‬
‫الثالثة ليسانس‪ ،‬اؼبدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬اعبزائر‪.2004-2003 ،‬‬
‫‪ .29‬ليلى فتح‪ ،‬شركة اؼبسامهة اؼببسطة يف التشريع اؼبغريب واؼبقارف‪ ،‬دكتوراه يف القانوف اػباص‪ ،‬جامعة اغبسن‬
‫الثاٍل عُت الشق‪ ،‬كلية العلوـ القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الدار البيضاء‪.2006-2005 ،‬‬
‫اجملالت‬
‫‪ .30‬بوخرص عبد العزيز‪ ،‬أتثَت القانوف ‪ 15-20‬على طبيعة الشركة ذات اؼبسؤولية احملدودة‪ ،‬ؾبلة األستاذ‬
‫الباحث‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جامعة دمحم بوضياؼ اؼبسيلة‪ ،‬اعبزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ .31‬ضبروش نور اؽبدى‪ ،‬اؼبؤسسات الناشئة بُت آليات الدعم والواقع يف اعبزائر‪ ،‬ؾبلة قضااي معرفية‪ ،‬اجمللد‬
‫‪ ،02‬العدد ‪ ،02‬جامعة زايف عاشور اعبلفة‪ ،‬اعبزائر‪ ،2022 ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ .32‬خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬حرية تداوؿ األسهم يف شركات اؼبسامهة يف التشريع اعبزائري‪ ،‬ؾبلة العلوـ اإلنسانية‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ، 31‬العدد ‪ ،02‬جامعة األخوة منتوري قسنطينة ‪ ،01‬جواف ‪.2020‬‬
‫‪ .33‬زينة غاًل عبد اعببار الصفار‪ ،‬االكتتاب اؼبغلق أبسهم شركة اؼبسامهة اػباصة‪ ،‬جامعة تكريت للعلوـ‬
‫القانونية السياسية‪ ،‬العراؽ‪ ،‬العدد ‪.2002 ،2‬‬
‫‪ .34‬ظريفة موساوي‪ ،‬عن خصوصيات شركة اؼبسامهة البسيطة‪ :‬دراسة مقارنة ابلقانوف الفرنسي‪ ،‬اجمللة النقدية‬
‫للقانوف والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬اعبزائر‪ ،‬اجمللد ‪ ،17‬العدد ‪.01‬‬

‫‪53‬‬
‫قائمة ادلراجع‬
‫ اجمللد‬،‫ ؾبلة صوت القانوف‬،‫ اإلطار اؼبفاىيمي والقانوٍل‬- ‫ اؼبؤسسات الناشئة يف اعبزائر‬،‫ ـبانشة آمنة‬.35
.2021 ،01 ‫ العدد‬،‫الثامن‬
‫ دراسة مقارنة بُت‬:‫ أثر االعتبار الشخصي وأبعاد النطاؽ التعاقدي يف شركة التضامن‬،‫ مفتاح بوجالؿ‬.36
‫ العدد التسلسلي‬،1 ‫ العدد‬،‫ السنة الثامنة‬،‫ ؾبلة كلية القانوف الكويتية العاؼبية‬،‫التشريعُت القطري والفرنسي‬
.2020 ‫ مارس‬- ‫ ىػ‬1441 ‫ شعباف‬- ‫ رجب‬،29
‫ ؾبلة القانوف الدويل‬،‫ قراءة قانونية‬:‫ اؼبؤسسات الناشئة كأداة للولوج إىل اقتصاد اؼبعرفة‬،‫ ىند بلخَت‬.37
.2021 ‫ ديسمرب‬،2 ‫ العدد‬،9 ‫ اجمللد‬،‫ جامعة مستغاًل‬،‫والتنمية‬
‫ادلراجع األجنبية‬
38. G. Ripert par R. Roblot, Droit commercial, T. 1, les sociétés
commerciales, L.D.G.J., 13ème éd.,1989, n°1060.
39. Philipe merle, droit commercial, sociétés Commerciales, 5eme
édition, Dalloz, paris, 2005, p 837.
40. RJDA 2000, n 457; Aix-en Provence, 16mai 2001, RJDA 2002, n
416.
41. Donald davy, https://www.gide-venture.fr/best_practice/top-5-des-
raisons-pour-adopter-la-societe-par-actions-simplifiee/ 29/5/2022.
16:20.
42. G. Ripert, R. Roblot, par Germain. (M), Traite élémentaire de droit
commercial, T 01, LGDJ, 16ème éd., paris 1996.
43. G. Ripert, R. Roblot ،Encyclopédie juridique de droit commercial,
t1, Dalloz ,1995.
44. George Ripert, Réné Roblot, Les sociétés commerciales, Tome 1,
volume 2, 19éme édition, L.G.D.J, Paris, 2009.
45. https://www.studocu.com/fr/document/kedge-business-school/droit-
des-societes/cours-5-la-sas/3546356, p.3. 03/06/2022 . 16 :35.

54
‫قائمة ادلراجع‬
46. Jean-Bernard Blaise, DROIT DES AFFAIRES, LGDJ Lextenso
édition, 8éme édition, Paris.
47. Margaux Dalon, https://www.legalstart.fr/fiches-pratiques/sas/#ancre2
48. Mohamed Salah, Les sociétés commerciales, tome1, édition Edik,
Oran, 2005.
49. Pierre-louis Perin, l’organisation des pouvoirs dans la société par
action simplifiée, Joly, édition 2000, Pratique des affaires.

55
‫ملخص‪:‬قائمة ادلراجع‬
‫تبٌت اؼبشرع اعبزائري نػوع جديػد مػن الشػركات التجاريػة يف القػانوف التجػاري وذلػك دبوجػب القػانوف رقػم‬

‫فهرس احملتوايت‬ ‫‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ملخص‪:‬ادلراجع‬
‫قائمة‬
‫فهرس احملتوايت‪:‬‬
‫تشكرات‬
‫إىداء‬
‫الفهرس‬
‫‪1-5‬‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار ادلفاهيمي لشركة ادلسامهة البسيطة‬


‫‪07‬‬ ‫مقدمة الفصل األول‬
‫‪08‬‬ ‫ادلبحث األول‪:‬‬
‫‪08‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ‪ :‬مفهوـ شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬تعريف شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاٍل‪ :‬خصائص شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪14‬‬ ‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬سبييز شركة اؼبسامهة عن شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬مظاىر وفبيزات شركة اؼبسامهة‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاٍل‪ :‬مظاىر وفبيزات شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪19‬‬ ‫ادلبحث الثاين‪ :‬الطبيعة القانونية لشركة ادلسامهة البسيطة‬
‫‪19‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ‪ :‬مظاىر االعتبار اؼبايل يف شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬األحكاـ اؼبتعلقة بتكوين رأس ماؿ شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاٍل‪ :‬األحكاـ اؼبتعلقة ابؼبسامهُت يف شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪25‬‬ ‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬مظاىر االعتبار الشخصي يف شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬األحكاـ اؼبتعلقة بتكوين رأس ماؿ شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاٍل‪ :‬األحكاـ اؼبتعلقة بتسيَت وتنظيم شركة اؼبسامهة البسيطة‬

‫‪57‬‬
‫ملخص‪:‬راجع‬
‫قائمة ادل‬

‫الفصل الثاين‪ :‬ضوابط أتسيس وإدارة شركة ادلسامهة البسيطة‬


‫‪32‬‬ ‫مقدمة الفصل الثاين‬
‫‪33‬‬ ‫ادلبحث األول‪ :‬أتسيس شركة ادلسامهة البسيطة‬
‫‪33‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ‪ :‬الشروط اؼبوضوعية اػباصة‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬الشركاء‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع الثاٍل‪ :‬اغبصص أو رأس اؼباؿ‬
‫‪36‬‬ ‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬الشروط الشكلية‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬القانوف األساسي‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاٍل‪ :‬الشهر‬
‫‪39‬‬ ‫ادلبحث الثاين‪ :‬إدارة وتسيري شركة ادلسامهة البسيطة‬
‫‪40‬‬ ‫اؼبطلب األوؿ‪ :‬أجهزة التسيَت‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬حرية ازباذ القرارات بصفة صباعية كأصل‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثاٍل‪ :‬التنظيم القانوٍل للقرارات اؼبتخذة بصفة صباعية كاستثناء‬
‫‪42‬‬ ‫اؼبطلب الثاٍل‪ :‬أجهزة اإلدارة‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬رئيس شركة اؼبسامهة البسيطة‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع الثاٍل‪ :‬اؽبيئات الرقابية‬
‫‪47‬‬ ‫خادتة‬
‫‪50‬‬ ‫قائمة ادلراجع‬

‫‪58‬‬
‫قائمة ادلراجع‬
‫ملخص‪:‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫تبٌت اؼبشػرع اعبزائػري نػوع جديػد مػن الشػركات التجاريػة يف القػانوف التجػاري وذلػك دبوجػب القػانوف رقػم‬
‫‪ 9-22‬اؼبػػؤرخ يف ‪ 5‬مػػايو ‪ 2222‬وظبػػاه "بشػػركة اؼبسػػامهة البسػػيطة"‪ .‬ذبسػيدا ؼبطابقػػة اإلصػػالحات االقتصػػادية‬
‫اؼبقػػررة مػػن طػػرؼ الدولػػة مػػع توجههػػا السياس ػػي واالقتصػػادي اؼبعتمػػد لتحسػػُت من ػػاخ االعمػػاؿ بفضػػل عص ػرنة‬
‫القواعػػد اؼبتعلقػػة ابلشػػركات التجاريػػة دبػػا يكػػرس الشػػفافية يف تسػػيَتىا والتصػػدي لإلج ػراءات اؼبعقػػدة مػػن خػػالؿ‬
‫ؿباولة إضفاء البساطة واؼبرونة عليها ومالئمة للمؤسسات الناشئة دبوجب الفانوف رقم ‪.9-22‬‬
‫ويهػػدؼ ىػػذه البحػػث اىل دراسػػة النظػػاـ القػػانوف لتأسػػيس شػػركة اؼبسػػامهة البسػػيطة وذلػػك بتبيػػاف قصػػد‬
‫اؼبشػػرع مػػن ادراج ىػػذا النػػوع اعبديػػد ضػػمن الشػػركات التجاريػػة ومػػن خػػالؿ ابػراز ميػزات وخاصػػيات ىػػذه الشػػركة‬
‫وشروط أتسيسها ‪.‬‬
‫الكلمات ادلفتاحية‪ :‬شركة اؼبسامهة البسيطة‪ ،‬أتسيس الشركة‪ ،‬اؼبؤسسة الناشئة‪ ،‬شركة اؼبسامهة‪.‬‬
‫‪Summary:‬‬
‫‪The Algerian legislator adopted a new type of commercial company in‬‬
‫‪the commercial law, pursuant to Law No. 9-22 of May 5, 2022, and called it‬‬
‫‪the “simple joint stock company.” Embodying the conformity of the‬‬
‫‪economic reforms decided by the state with its approved political and‬‬
‫‪economic orientation to improve the business climate thanks to the‬‬
‫‪modernization of the rules related to commercial companies, in order to‬‬
‫‪establish transparency in their conduct and to address complex procedures by‬‬
‫‪trying to give them simplicity, flexibility and appropriateness for the‬‬
‫‪emerging enterprises under Law No. 22-9.‬‬
‫‪This research aims to study the legal system for the establishment of the‬‬
‫‪simple shareholding company, by showing the legislator's intention to include‬‬
‫‪this new type within the commercial companies, and by highlighting the‬‬
‫‪features and characteristics of this company and the conditions for its‬‬
‫‪establishment.‬‬
‫‪Keywords: simple joint-stock company, company establishment, start-‬‬
‫‪up, joint-stock company .‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫تبٌت اؼبشرع اعبزائري نوع جديد مػن الشػركات التجاريػة يف القػانوف التجػاري وذلػك دبوجػب القػانوف رقػم‬
‫‪ 9-22‬اؼبؤرخ يف ‪ 5‬مايو ‪ 2022‬وظباه "بشركة اؼبسامهة البسيطة"‪ .‬ذبسيدا ؼبطابقػة اإلصػالحات االقتصػادية‬
‫‪59‬‬

You might also like