You are on page 1of 55

‫إهـــداء‬

‫بسم هللا الرحمن الرحٌم‬

‫" قل اعملوا فسٌرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق هللا العظٌم‬

‫الهً ال ٌطٌب اللٌل إال بشكرك وال ٌطٌب النهار إال بطاعتك وال تطٌب اللحظات‬

‫إال بذكرك ‪ ،‬وال تطٌب اآلخرة إال بعفوك وال تطٌب لجنة إال برؤٌتك هللا جل‬

‫جالله‬

‫إلى من علمتنً النجاح والصبر" أمً "‬

‫إلى النور الذي ٌنٌر لً درب النجاح " أبً "‬

‫إلى جدي وجدتً وكل عائلتً‬

‫إلى أصدقائً وصدٌقاتً األعزاء‬

‫إلى أستاذتً الموقرة " سالم أمٌنة "‬

‫إلى كل من علمنً حرفا وساعدنً طوال مسٌرتً الدراسٌة‬

‫أهدي هذا البحث المتواضع راجٌا من المولى عز وجل أن ٌجد القبول والنجاح‬
‫خطة البحث ‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫الفصل األول ‪:‬جزاء اإلخالل بأركان التأسٌس المتعلقة بالشركات التجارٌة فً التشرٌع‬

‫الجزائري‬

‫المبحث األول ‪ :‬جزاء مخالفة األركان الموضوعٌة المتعلقة بالشركة التجارٌة‬

‫المطلب األول ‪ :‬البطالن بالمؤسس على تخلف أركان موضوعٌة عامة فً عقد الشركة‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬البطالن المؤسس على أركان موضوعٌة خاصة فً عقد الشركة‬

‫المبحث الثانً ‪:‬جزاء مخالفة األركان الشكلٌة المتعلقة بالشركة التجارٌة‬

‫المطلب األول ‪ :‬البطالن المؤسس على تخلف الكتابة‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬البطالن المؤسس على تخلف الشهر‬

‫الفصل الثانً ‪ :‬الجزاءات المتعلقة بجرائم الشركات التجارٌة فً التشرٌع الجزائري‬

‫المبحث األول ‪ :‬العقوبة األصلٌة ( الغرامة ) الموقعة على الشركة التجارٌة‬

‫المطلب األول ‪ :‬مقدار الغرامة فً حالة النص علٌها بالنسبة للشخص الطبٌعً‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬مقدار الغرامة فً حالة عدم النص علٌها بالنسبة للشخص الطبٌعً‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مقدار الغرامة المقررة لبعض الجرائم‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬العقوبات التكمٌلٌة الموقعة على الشركة التجارٌة‬

‫المطلب األول‪ :‬العقوبات الماسة بوجود الشركة والذمة المالٌة لها‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬العقوبات الماسة بنشاط الشركة وسمعتها‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬العقوبات الماسة ببعض الحقوق األخرى‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلقصاء من الصفقات العمومٌة‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬الوضع تحت الحراسة القضائٌة‬

‫الخاتمة‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن الشركة التجارٌة كفكرة لٌست ولٌدة الٌوم ‪ ،‬ولكنها قدٌمة قدم هذا العالم بدأها اإلنسان األول‬
‫فً صورة تعاونه مع أفراد أسرته كما تمثلت فً تعاون األسر والعشائر مع بعضها وهذا ٌعنً‬
‫أن الشركة بصورتها الحالٌة هً نتاج تطور الفكر اإلنسانً على مر العصور ‪ ،‬وقد اعتبرت‬
‫الشركة كنظام قانونً منذ العصور الوسطى عندما زاد النشاط التجاري فً الجمهورٌات‬
‫االٌطالٌة حٌث ظهر ما ٌسمى بالشركات العامة ٌحكمها قانون مستقل عن الشركاء وٌقوم على‬
‫فكرة المصلحة المشتركة للشركاء التً ٌعتبر نواة فكرة الشخصٌة المعنوٌة التً تتمتع بها‬
‫الشركات التجارٌة حالٌا ‪ ،‬فقد أدى التطور الصناعً والتكنولوجً إلى توسٌع الحٌاة‬
‫االقتصادٌة وتعد المنشات االقتصادٌة وتطورها وتعاظم المنافسة فٌما بٌنها فانتشرت الشركات‬
‫التجارٌة بشكل لم ٌسبق له مثٌل وألصبحت لهذه الكٌانات االقتصادٌة لها من اإلمكانٌات‬
‫والقدرات ما ٌفوق إمكانٌات األفراد فً التأثٌر على الحٌاة االقتصادٌة واالجتماعٌة فاعترفت‬
‫التشرٌعات المختلفة للشركات التجارٌة بالشخصٌة المعنوٌة ومن بٌنهم المشرع الجزائري‬
‫لتمكٌنها من مباشرة كل النشاطات االقتصادٌة التً أنشأت من أجلها ‪ .‬فالشركة قد ٌنتج عنه‬
‫وجود شخص معنوي قانونً مستقل له ذمة مالٌة ونظام قانونً ٌكون قابل لالنحالل أو‬
‫االنقضاء غٌر أن هذا العقد لٌس كغٌره من سائر العقود إذ ٌترتب نشوء عنه شخص معنوي‬
‫ٌستمتع بكٌان ذاتً وٌعٌش حٌاة مستقلة عن تلك الذي ٌعٌشها الذٌن اشتركوا فً إبرام العقد‬
‫الذي أدى إلى مٌالده ‪ ،‬حٌث عرفت المادة ‪ 416‬من القانون المدنً الجزائري الشركة ( على‬
‫أنها عقد بمقتضاه ٌلتزم شخصان طبٌعٌان أو إعتبارٌان أو أكثر بالمساهمة فً نشاط مشترك‬
‫تقدٌم حصة من عمل أو مال أو نقد بهدف اقتسام الربح الذي ٌنتج أو بلوغ هدف اقتصادي ذي‬
‫منفعة مشتركة كما ٌتحملون الخسائر التً قد تنجز عن ذلك )‬
‫ولكً تنشأ الشركة نشأة صحٌحة متمتعة بكل آثارها القانونٌة ٌجب أن تجتمع أركان‬
‫موضوعٌة وأخرى تشكٌلة على اعتبار أن الشركات التجارٌة من المواضٌع التً اشترطت‬
‫فٌها المشرع لصحتها إن تكون فً شكل معٌن ورتب على مخافتها جزاءات ال سٌما أنه ٌنتج‬
‫عن تكوٌنها كٌان قانونً جدٌد مستقل عن شخصٌة األطراف المكونة له ‪ ،‬حٌث تعتبر‬
‫الشركات التجارٌة أكثر األشخاص المعنوٌة وجودا بالخصوص فً المجتمع الجزائري فً ظل‬
‫الحركة االقتصادٌة واالجتماعٌة وبالتالً فكما بإمكانها تحقً فوائد للمجتمع ولألفراد ‪ ،‬فإن‬

‫‌أ‬
‫بعضها قد ٌقع فً األخطاء وقد ٌرتكب أفعاال تلحق أضرارا تفوق الكثٌر من الضرر الذي‬
‫ٌحدثه الشخص الطبٌعً نظرا لما ٌتمتع به الشخص المعنوي من إمكانٌات ووسائل ‪.‬‬
‫لذا تتضح أهمٌة اختٌارنا لموضوع الجزاءات الموقعة على الشركات التجارٌة فً‬
‫التشرٌع الجزائري هو ذلك الدور البارز للشركات التجارٌة فً عملٌة البناء االقتصادي‬
‫وتحقٌق التنمٌة االقتصادٌة ‪ .‬كما أنها أصبحت تلعب دورا هائال فً الحٌاة االجتماعٌة‬
‫واالقتصادٌة وتنفٌذ المشارٌع ذات الدور الحٌوي مما ٌفرض على المشرع أن ٌكرس جمٌع‬
‫جهوده وإمكانٌاته لتنظٌم المجال‪.‬‬
‫ومن أهم األسباب الذاتٌة التً دفعتنا الختٌار الموضوع هو ذلك الشغف الكبٌر بمجال‬
‫األعمال بصفة عامة وموضوع الشركات التجارٌة بصفة خاصة‪ .‬وباألخص إن البحث فً هذا‬
‫الموضوع ٌمنح الشخص معرفة قٌمة تشجعه للتعمق أكثر فً هذا الموضوع‬
‫أما األسباب الموضوعٌة الختٌار هذا الموضوع فهً كون التشرٌعات المختلفة اعترفت‬
‫للشركات التجارٌة بالشخصٌة المعنوٌة وما ٌتبعها من التصرفات القانونٌة التً ٌعترف بها‬
‫األفراد مثل حق التعاقد والتملك والتقاضً وغٌرها من الحقوق كما أنها من أكثر الكٌانات‬
‫االقتصادٌة التً تعب دورا بارزا فً التأثٌر على الحٌاة االقتصادٌة واالجتماعٌة كما إن‬
‫الموضوع عمٌق وٌتسم بالدقة ‪ ،‬مما ٌلزم المشرع على تفعٌل آلٌاته وجهوده وأحكامه الخاصة‬
‫بالشركات التجارٌة كشخص معنوي ‪.‬‬
‫إن البحث والتعمق فً هذا الموضوع الذي ٌعد من المواضٌع التً تثٌر العدٌد من‬
‫المشاكل واجهته بعض الصعوبات وهً مالحظة وجود بعض النقائص والثغرات تضمنها‬
‫التشرٌع الجزائري مقارنة بالتشرٌعات األخرى‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫فٌما تتمثل الجزاءات التً تم تكرٌسها من المشرع الجزائري فً تنظٌمه ألحكام الشركات‬
‫التجارٌة كشخص معنوي ؟‬
‫‪ -‬أما اإلشكالٌات الفرعٌة فهً كاآلتً‪:‬‬
‫‪ -‬ما هو جزاء اإلخالل بالقواعد الشكلٌة والموضوعٌة لتكوٌن الشركة التجارٌة ؟‬
‫‪ -‬ما هً العقوبات األصلٌة والتكمٌلٌة والعقوبات األخرى الموقعة على الشركات‬
‫التجارٌة؟‬

‫‌ب‬
‫‪ -‬ولإلجابة على هذه اإلشكالٌة واإلحاطة بكافة جوانب هذا الموضوع فقد تم اعتماد‬
‫المنهج الوصفً التحلٌلً من خالل تتبع الحاالت التً أجاز فٌها المشرع بطالن عقد‬
‫الشركة ‪ ،‬من ناحٌة والعقوبات التً توصل المشرع لتطبٌقها والمتعلقة بالمسؤولٌة‬
‫الجزائٌة للشركات التجارٌة كشخص معنوي ‪.‬‬
‫‪ -‬وفقا لذلك فقد تقسٌم الموضوع إلى فصلٌن ‪ ،‬الفصل األول تم التطرق فٌه إلى إجراء‬
‫اإلخالل بأركان التأسٌس المتعلقة بالشركات التجارٌة فً التشرٌع الجزائري والذي‬
‫تضمن مبحثٌن تناولنا فً المبحث األول جزاء مخالفة األركان الموضوعٌة المتعلقة‬
‫بالشركة التجارٌة والمبحث الثانً تناولنا فٌه جزاء مخالفة األركان الشكلٌة المتعلقة‬
‫بالشركة التجارٌة ‪ .‬ثم أفردنا الدراسة فً الفصل الثانً إلى الجزاءات المتعلقة بجرائم‬
‫الشركات التجارٌة فً التشرٌع الجزائري ‪ ،‬وتم تقسٌم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث ‪،‬‬
‫تناولنا فً المبحث األول عقوبة الغرامة الموقعة على الشركة التجارٌة ‪ ،‬والمبحث‬
‫الثانً تناولنا فً العقوبات التكمٌلٌة والمبحث الثالث تناولنا فً أنواع أخرى من‬
‫العقوبات الموقعة على الشركات التجارٌة ‪ ،‬ثم أختم الدراسة بخاتمة أخصها للنتائج‬
‫المتوصل إلٌها من هذا البحث ‪.‬‬

‫‌ج‬
‫المتعمقة بالشركات التجارية في التشريع‬ ‫الفصل األول‪ :‬جزاء اإلخالل بأركان التأسيس‬

‫الجزائري‪.‬‬

‫لقد عرفت نظرية بطبلف الشركات التجارية تطو اًر عمد إلى إبعاد النظرية العامة‪ ،‬ؿلبطبلف مف‬

‫التطبيؽ في ىذا الحقؿ‪ ،‬لكف ليس إلى درجة االنفصاؿ‪ .‬ولغرض الوصوؿ إلى نظرة صحيحة‬

‫ؿقانوف الشركات التجارية والتي‬ ‫لمموضوع يجب أف نتصور وجود مجموعة مف القواعد الخاصة‬

‫تعدؿ في القواعد العامة‪.‬‬

‫الحكـ بالبطبلف ؼالقانوف التجاري‬ ‫ومف جيتو تدخؿ المشرع في وقت مبكر بغرض استبعاد‬

‫يتطمب العديد مف شكميات التأسيس وقد تدخمت التعديبلت في الكثير مف الحاالت لمحد مف صرامة‬

‫نظرية البطبلف‪‬ )1(.‬‬

‫قد يؤدي تخمؼ ركف مف أركاف الشركة؛ سواء أكاف الركف موضوعيا أو ركف خاصا أو ركنا‬

‫شكميا إلى ترتيب جزاء وىو البطبلف وىذا األخير يتغير تبعا لتغير الركف المتخمؼ حيث قد يكوف‬

‫نسبي‪ ،‬كما قد يكوف البطبلف مف نوع خاص ‪ ،‬واألصؿ أف البطبلف‬


‫ا‬ ‫بطبلف‬
‫ا‬ ‫مطمؽ وقد يكوف‬
‫ا‬ ‫بطبلف‬
‫ا‬

‫ميما كاف نوعو فانو يؤدي إلى زواؿ العقد‪ ،‬وما يترتب عميو مف آثار وذلؾ بأثر رجعي غير أف‬

‫الطبيعة الخاصة لعقد الشركة تفرض عدـ تطبيؽ ىذه القاعدة بصفة مطمقة بالنظر لآلثار الخطيرة‬

‫التي قد تنجـ عف ىذا البطبلف‪ ،‬إذ ال يستطيع مف إلغاء وجود الشخص المعنوي في الفترة السابقة‬

‫عميو‪ ،‬وىذا ما أدى بالفقو والقضاء في كؿ مف فرنسا ومصر إلى تضييؽ األثر الرجعي لمبطبلف‬

‫(‪)1‬‬
‫بمعيساوي محمد الطاىر‪ ،‬الشركات التجارية –النظرية العامة وشركات األشخاص‪ -‬ج‪ ،1‬دار العموـ لمنشر والتوزيع‪،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.127‬‬

‫‪4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تقسيـ ىذا الفصؿ إلى‬ ‫وعميو مف األحسف تـ‬ ‫وذلؾ عف طريؽ خمؽ نظرية الشركة الفعمية‪.‬‬

‫مبحثيف‪:‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬جزاء مخالفة األركاف الموضوعية المتعمقة بالشركة التجارية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬جزاء مخالفة األركاف الشكمية المتعمقة بالشركة التجارية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬أحكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري (شركات األشخاص)‪ ،‬دار رحومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.45‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول جزاء مخالفة األركان الموضوعية المتعمقة بالشركة التجارية‪:‬‬

‫يحدث بطبلف الشركات باعتبارىا عقدا مف اختبلؿ أحد األركاف الموضوعية العامة لمعقد‪ ،‬فقد‬

‫يحدث البطبلف الشركة لعيب في الرضا و نقص األىمية‪ ،‬كما قد يحدث لعدـ مشروعية المحؿ‬

‫(‪)1‬‬
‫والسبب‪.‬‬

‫ويقوـ عقد الشركة عمى أركاف موضوعية خاصة تميزه عف باقي العقود المسماة األخرى‪,‬‬

‫ويترتب عمى تخمفيا أف تكوف الشركة باطمة‪ ,‬فقد ينجـ البطبلف لتخمؼ ركف التعدد وقد تبطؿ‬

‫الشركة لعدـ التزاـ الشركاء بتقديـ الحصص الموعود بيا‪ ،‬أو انتفاء نية االشتراؾ و تقسيـ األرباح‬

‫(‪)2‬‬
‫والخسائر‪.‬‬

‫‪-‬وفقا لذلؾ لقد قمت بتقسيـ ىذا المبحث إلى مطمبيف‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬البطبلف المؤسس عمى تخمؼ أركاف موضوعية عامة فى عقد الشركة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬البطبلف المؤسس عمى تخمؼ أركاف موضوعية خاصة فى عقد الشركة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫بمعيساوي محمد الطاىر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.135‬‬

‫‪6‬‬
‫المطمب األول‪ :‬البطالن المؤسس عمى تخمف أركان موضوعية عامة فى عقد الشركة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬البطالن المؤسس عمى عيوب الرضا‪:‬‬

‫اذا أصيب رضا احد الشركاء بعيب مف العيوب‪ ،‬كالغمط أو اإلكراه أو التدليس أو االستغبلؿ‬

‫أو كاف الشريؾ قاص ار أو ناقص أىمية لعتو أو سفو أو غفمة فإف الجزاء المترتب عف ىذا العيب‬

‫ىو البطبلف الذي يسري في حقو فحسب دوف سائر الشركاء‪ ،‬أي أف البطبلف النسبي يقتصر‬

‫(‪)1‬‬
‫عمى الشريؾ الذي شاب رضاه عيب مف العيوب أو الشريؾ القاصر أو ناقص األىمية‪.‬‬

‫ويسقط حؽ الشريؾ في طمب البطبلف إذا أجاز العقد؛ سواء كانت اإلجارة صريحة أو ضمنية ‪.‬‬

‫كما يسقط حقو أيضا‪ ،‬اذا لـ يتمسؾ بو خبلؿ مدة عشر سنوات‪ ،‬تبدأ مف يوـ كشؼ العيب‪ ،‬كما‬

‫ال يجوز التمسؾ بالبطبلف بعد فوات مدة خمسة عشرة سنة مف تاريخ إبراـ العقد‪ ،‬ومتى قضي‬

‫لمشريؾ بالبطبلف فإف القواعد العامة‪ ،‬تقضي بإرجاع حالة المتعاقديف إلى الحالة التي ما كانت‬

‫عميو قبؿ التعاقد‪ ،‬حيث يسترد الشريؾ حقو ‪،‬وما يبلحظ ىنا أنو إذا قضي بالبطبلف لمشريؾ في‬

‫شركة األمواؿ ليس نفسو األمر بالنسبة لشركة األشخاص ‪ ،‬ففي شركة األشخاص وبما أنيا تقوـ‬

‫عمى االعتبار الشخصي وبخروج الشريؾ منيا يؤدي إلى حؿ الشركة وتصفيتيا إال إذا نص في‬

‫العقد التأسيسي لمشركة عمى غير ذلؾ ‪ ،‬أما اذا كنا بصدد شركات األمواؿ فيذه الشركة ال تقوـ‬

‫عمى االعتبار الشخصي‪ ,‬وبالتالي خروج الشريؾ ال يؤثر عمى باقي الشركاء بسبب البطبلف الذي‬

‫قد تـ لمصمحتو‪ ،‬أما اذا كاف العيب قد شاب رضا كافة المؤسسيف‪ ،‬في مثؿ ىذه الشركات فاف‬

‫شرت إليو المادة ‪ 733‬مف القانوف التجاري‬


‫ىذا يؤدي حتما إلى بطبلف الشركة برمتيا‪ ،‬وىذا ما أ ا‬

‫(‪)1‬‬
‫عباس حممي المنزالوي‪ ،‬القانوف التجاري (الشركات التجارية)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪ ،1988 ،‬ص‬
‫‪.19‬‬

‫‪7‬‬
‫(ال يحصؿ بطبلف شركة أو عقد معدؿ لمقانوف األساسي بنص صريح في ىذا القانوف و القانوف‬

‫الذي يسري عمى بطبلف العقود وفيما يتعمؽ بالشركات ذات المسؤولية المحدودة أو شركات‬

‫المساىمة‪ ،‬فإف البطبلف ال يحصؿ مف عيب في القبوؿ وال مف فقد األىمية‪ ،‬ما لـ يشمؿ ىذا الفقد‬

‫(‪)1‬‬
‫كافة الشركاء المؤسسيف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البطالن المؤسس عمى عدم مشروعية المحل أو السبب‪:‬‬

‫‪-‬عقد الشركة كغيره مف العقود البد أف يكوف لو محؿ معيف وممكف ومشروع‪ ،‬ومحؿ عقد‬

‫الشركة ىو الغرض الذي تيدؼ الشركة لتحقيقو وىو تنفيذ المشروع االقتصادي الذي تكونت مف‬

‫أجمو‪ ،‬لذا يتعيف أف يكوف ىذا الغرض مشروعا وممكنا واال كانت باطمة‪ ،‬فالشركة التي تتأسس‬

‫لغرض غير مشروع كاإلتجار بالمخدرات أو لتزوير النقود‪ ،‬تعتبر باطمة لمخالفة الشركة لمنظاـ‬

‫العاـ واآلداب العامة‪ ،‬كما تعد الشركة باطمة اذا كاف غرضيا مزاولة أعماؿ حرميا المشرع عمى‬

‫مثميا كما لو تأسست شركة ذات مسؤولية محدودة لمزاولة أعماؿ التأميف أو أعماؿ البنوؾ ألف‬

‫‪ ،‬غير أف محؿ عقد الشركة بيذا‬ ‫المشرع حرـ عمى غير الشركة المساىمة مزاولة ىذه األعماؿ‬

‫المعنى ال يمكف أف يتحقؽ إال إذا أسيـ كؿ شريؾ بحصتو مف الماؿ أو عمؿ القتساـ ما ينشأ عف‬

‫مشروع الشركة مف ربح أو خسارة‪ ،‬لذا يتعيف أف يكوف مشروعا كما لو قدـ احد الشركاء حصتو‬

‫ىي عممو في الشركة‪ ،‬غير أف ىذا العمؿ عبارة عف نفوذ الشريؾ أو ما يتمتع بو مف نفقة مالية‪،‬‬

‫إذ يعد ذلؾ مف استغبلؿ النفوذ وىو أمر غير مشروع لمخالفتو النظاـ العاـ‪ ،‬األمر الذي يترتب‬

‫عميو بطبلف الشركة وعمى العكس؛ فقد يكوف محؿ التزاـ الشريؾ مشروعا وممكنا‪ ،‬ولكف يمحقو‬

‫(‪)1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬أحكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري (شركات األشخاص)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫‪8‬‬
‫البطبلف اذا كاف غرض الشركة غير مشروع ‪ ،‬وعمى العكس فقد يكوف محؿ التزاـ الشريؾ مشروعا‬

‫‪ ،‬أما سبب عقد الشركة ىو‬ ‫وممكنا والكف يمحقو البطبلف اذا كاف غرض الشركة غير مشروع‬

‫الباعث الدافع إلى التعاقد‪ ،‬ويتمثؿ في رغبة كؿ شريؾ في المساىمة مع الشركاء اآلخريف في‬

‫تحقيؽ الغرض الذي تكونت الشركة مف أجبو لتحقيؽ الربح‪ ،‬وىو وبيذا المعنى يختمط بمحؿ العقد‬

‫فيتعيف أف يكوف مشروعا ‪،‬واف السبب في عقد الشركة ىو دائما رغبة الشركاء في تحقيؽ األرباح‪،‬‬

‫رد بعضيـ عمى ذلؾ بأف الرغبة في الحصوؿ عمى ربح ليست‬ ‫ولذا يكوف دائما مشروعا‪ ،‬و‬

‫مشروعة في كؿ األحواؿ‪ ،‬إذ ترتبط مشروعية الرغبة في تحقيؽ الربح بمشروعية العمؿ أو مصدر‬

‫(‪)1‬‬
‫الربح‪ ،‬فمتى كاف غرض الشركة‪ ،‬أو محميا غير مشروع فإف سببيا اآلخر يكوف غير مشروع‪.‬‬

‫‪-‬إف كوف موضوع عقد الشركة أو سببو غير مشروع أي مخالؼ لمنظاـ العاـ واآلداب العامة‬

‫كأف يكوف مثبل تجارة مخدرات أو أسمحة‪ ،‬فإف الجزاء المترتب ىنا ىو البطبلف المطمؽ الذي يحؽ‬

‫لكؿ ذي مصمحة التمسؾ بو سواء مف الغير أو مف الشركاء‪ ،‬كما يجوز لممحكمة أف تقضي بو مف‬

‫تمقاء نفسيا‪ ،‬وال يزوؿ ىذا النوع مف البطبلف باإلجازة‪ ،‬وتسقط دعوى البطبلف بمضي ‪ 15‬سنة مف‬

‫مثؿ ىذه‬ ‫وقت إبراـ العقد‪ ،‬كما يؤدي ىذا النوع مف البطبلف إلى زواؿ العقد بأثر رجعي‪ ،‬وفي‬

‫الحالة إذا لـ يقدـ أحد الشركاء حصتو فيو ليس ممزـ ا بتقديميا أما إذا قدموا الشركاء حصصيـ‬

‫فقد ثار خبلؼ حوؿ استردادىا حيث ذىب أصحاب الرأي األوؿ إلى القوؿ أنو ال يجوز مطالبة‬

‫الشركاء في حالة البطبلف المطمؽ‪ ،‬بينما ذىب الرأي الثاني إلى أنو مف حؽ الشركاء استرجاع‬

‫حصصيـ ومطالبة المدير ألف ىذا األخير ليس مف حقو االستبلء عمييا مف دوف حؽ قانوني‪،‬‬

‫كما‪،‬أنو ساىـ في العـ ؿ عمى غير المشروع ‪ ،‬وىذا الرأي األخير ىو الرأي الراجح كما ثار خبلؼ‬

‫(‪)1‬‬
‫نادية فضيؿ‪ ،‬شركات األمواؿ في القانوف الجزائري‪ ،‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر العاصمة‪ ،2003 ،‬ص‪.102‬‬

‫‪9‬‬
‫ثاني حوؿ اآلثار المترتبة عف بطبلف عقد الشركة تجاه الغير حيث يرى جانب مف الفقو أف بطبلف‬

‫جميع التصرفات مع الغير‪.‬‬

‫أما الرأي الثاني فيرى التمييز بيف ما إذا ما كاف ىذا الغير حسف النية وسيء النية‪ ،‬فإذا كاف‬

‫سيء النية‪ ،‬أي أنو يعمـ بموضوع الشركة أو سببيا فإذا كاف غير مشروع جاز التمسؾ في‬

‫مواجوتو بالبطبلف‪.‬‬

‫أما إذا كاف حسف النية فبل يجوز ذلؾ بؿ يحؽ لمغير أف يطالب الشركاء بتنفيذ العقد الذي تـ‬

‫بينيـ‪ ،‬طالما كاف ىذا العقد ال يستند بدوره إلى سبب غير مشروع‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬البطالن المؤسس عمى تخمف أركان موضوعية خاصة فى عقد الشركة‪:‬‬

‫يحدث البطبلف بسبب عدـ اكتماؿ النصاب القانوني لعدد الشركاء أو زيادة عدد الشركاء‪ ،‬أو‬

‫بسبب انتفاء نية المشاركة وتقسيـ األرباح و الخسائر ‪ ،‬ألف ىذه النية ىي التي تميز عقد الشركة‬

‫عف العقود األخرى‪ ،‬واذا انتفت ىذه النية لـ تكف بصدد عقد الشركة‪ ،‬وبالتالي يكوف العقد باطبل‬

‫(‪)2‬‬
‫بطبلنا مطمؽ وىذا ما قضت بو المادة ‪ 426‬مف القانوف المدني الجزائري‪.‬‬

‫و عميو سيتـ تقسيـ ىذا المطمب الى أربعة فروع كالتالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعدد الشركاء‪.‬‬

‫‪ 416‬مف القانوف المدني الجزائري‪،‬‬ ‫إف ما تمميو فكرة العقد ىو التعدد ‪ ،‬وحسب نص المادة‬

‫فإنو يشترط أف يتـ عقد الشركة بيف شخصيف أو أكثر وىذا خبلؼ لمتشريعات األنجموساكسونية‪،‬‬

‫وكذا بالنسبة لممشرع الجزائري بموجب األمر ‪ 27/96‬المؤرخ في ‪ 1996/12/9‬المتضمف القانوف‬

‫(‪)1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬أحكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري (شركات األشخاص)‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عبد القادر البقيرات‪ ،‬مبادئ القانوف التجاري‪ ،‬ط‪ ،2‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪96‬‬

‫‪10‬‬
‫التجاري الجزائري‪ ،‬والتي تعترؼ بما يعرؼ بشركة الشخص الواحد ‪،Société Unipersonnel‬‬

‫وىي الشركة التي تنشأ نتيجة تجمع أسيـ شركة المساىمة أو الحصص االجتماعية‪ ،‬في الشركة‬

‫ذات المسؤولية المحدودة فتبقى ىذه الشركة قائمة وتبقى ذمة الشريؾ مستقمة عف ذمة الشركة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وعمى ذلؾ يمزـ لصحة عقد الشركة أف يوجد فييا أكثر مف شخص كما ىو الحاؿ في شركة‬

‫التضامف مف دوف تحديد الحد األقصى‪ ،‬وتشترط المادة ‪ 592‬مف القانوف التجاري الجزائري؛ أف ال‬

‫يقؿ عدد الشركاء في شركة المساىمة عف ‪ 7‬شركاء مف غير تحديد الحد األقصى‪ ،‬بينما المادة‬

‫‪ 590‬مف القانوف ذاتو فقد اشترطت أف ال يزيد عدد الشركاء في الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬

‫‪ 3‬شركاء‪،‬‬ ‫عف ‪ 20‬شريكاً واشترط القانوف أف ال يقؿ عدد المساىميف في التوصية باألسيـ عف‬

‫ويسمى الشركاء في فترة التأسيس بالمؤسسيف‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقديم الحصص‬

‫إف الحصص (المساىمات) التي يقدميا الشركاء لبلشتراؾ في الشركات التجارية تمثؿ الضماف‬

‫العاـ لممتعامميف مع ىذا الكياف الجديد ‪ ،‬و رأسماؿ اؿشركة ىو عبارة عف الحصص التي يتعيد‬

‫الشركاء بتقديميا‪ ،‬وبالتالي تخمفيا يستتبع بطبلف الشركة لتخمؼ أحد أركانيا‪ ،‬حيث يتعيف عف‬

‫المتخمؼ عف تقديـ الحصة التي وعد بيا؛ إما أف يتـ تعويضيا بأخرى أو تكوف الشركة باطمة‬

‫لتخمؼ ىذا الركف‪.‬‬


‫(‪)3‬‬

‫أوال‪ :‬الحصص النقدية‪ :‬فقد تكوف الحصة مبمغا مف النقود ‪ ،‬يقدميا الشريؾ كحصة في‬

‫(‪)1‬‬
‫أبو زيد رضواف‪ ،‬الشركات التجارية في القانوف الكويتي المقارف‪ ،‬ط‪،1‬دار الفكر العربي‪.‬مصر‪ ،1978 ،‬ص‪.43‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Geirge Ropert- Réne Roblot, Traité élémentaire de droit commercial, Tom2,‬‬
‫‪édition Econmica,Paris ,1961 , p7.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بمعيساوي محمد الطاىر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.136‬‬

‫‪11‬‬
‫الشركة وىو الوضع الغالب‪ ،‬ومف مجموعة الحصص النقدية يتكوف رأس ماؿ الشركة والشريؾ في‬

‫ىذه الحالة دفع حصتو النقدية التي تعيد بيا في المواعيد المتفؽ عمييا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحصص المعنوية‪:‬‬

‫متى كافت حصص اؿشركاء ممكية أو حؽ منفعة أو حؽ عيني آخر؛ فإف ضماف الحصص‬

‫اليالكة أو استحقاقيا أو إثباتيا أو إشابتيا بعيب أو نقص يخضع ألحكاـ البيع أما إذا كانت مجرد‬

‫االنتفاع بالماؿ فأحكاـ اإليجار ىي التي تنطبؽ عمى ذلؾ‪ ،‬كأف يتعيد الشريؾ بتقديـ سيارتو أو‬

‫سكنو أو عبلمة تجارية‪ ،‬أو ديف في ذمة الغير‪ ،‬وتقدـ ىذه الحصص إما عؿ ى وجو التمميؾ وفي‬

‫ىذه الحالة فإنيا تخرج عف ممكية صاحبيا نيائيا‪ ،‬وتركف إلى ممكية الشركة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحصص بالعمل‬

‫ولمشريؾ الحؽ في التعيد بدؿ تقديـ حصة عينية أو نقدية أو بتقديـ أداء عمؿ يحقؽ بمقتضاه‬

‫لمشركة فائدة مادية كاألبحاث العممية والخبرات الفنية ‪،‬وفي ذلؾ يقرر القانوف المدني الجزائري في‬

‫المادة ‪ 420‬منو عمى أف الشريؾ يقدـ حصة تتمثؿ في جيد يبذلو وتنتفع بو الشركة‪ ،‬وحتى يعتبر‬

‫العمؿ حصة لمشريؾ في الشركة وجب أف يكوف ذا شأف جدي في نجاح الشركة وذو أىمية خاصة‬

‫فيو‪ ،‬ويقصد بالعمؿ في ىذا الباب العمؿ الفني‪.‬‬


‫(‪)3‬‬

‫فمتى كانت حصة الشريؾ عمبل معيناً‪ ،‬التزـ بتخصيص ىذا العمؿ لفائدة الشركة وحدىا بما‬

‫قد ترتبو مزاولة العمؿ لشخص أو لحساب شركة منافسة مف التنافي ومبدأ التعاوف الذي تفترضو‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،2002،‬ص‪.34‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نادية فوضيؿ‪،‬أحكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.37‬‬

‫‪12‬‬
‫نية االشتراؾ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نية المشاركة‬

‫وىي ركف جوىري يستشؼ مف جوىر العقد ذاتو وينصب عمى الحالة النفسية التي دفعت‬

‫الشخص لمتعاقد‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫تعرؼ نية المشاركة عمى أنيا رغبة إرادية تدفع الشركاء إلى التعاقد عف طريؽ التعاوف‬

‫اإليجابي لتحقيؽ ىدؼ الشركة فالشركة ال تنشئ إال بيف أفراد يرغب كؿ منيـ في إنشاءىا مع‬

‫االرادية‬ ‫اآلخر فيي حالة إرادية تختمؼ عف الشيوع كما سبؽ وأف فصمنا ذلؾ‪ ،‬والى جانب الرغبة‬

‫نجد أف نية المشاركة واإلشراؼ والرقابة وىذا التعاوف ىو الذي يفرض في عقد الشركة المساواة بيف‬

‫ي الحصص وتنظيـ إدارة الشركة ويقصد بالمساواة المراكز القانونية فميس بينيـ‬
‫الشركاء في تقد ـ‬

‫تابع وال متبوع وال رئيس وال مرؤوس‪ ،‬وال يعمؿ أحدىـ لحساب اآلخر‪ ،‬وانما يتساوى الجميع لتحقيؽ‬

‫اليدؼ المنشود مف إنشاء الشخص المعنوي المسمى الشركة‪ ،‬وىذه ىي المساواة التي تتيح لنا‬

‫التمييز بيف عقد الشركة وعقد العمؿ مع االشتراؾ في األرباح‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اقتسام األرباح والخسائر‬

‫إف ركف اقتساـ األرباح والخسائر يعد ركنا جوىريا في عقد الشركة يتمثؿ في جني األرباح عف‬

‫بالشركة أو‬ ‫طريؽ استغبلؿ المشروع وقبوؿ كؿ شريؾ تحمؿ جزء مف الخسائر التي قد تحدؽ‬

‫الشركاء نتيجة سوء استغبلؿ المشروع أو عدـ تحقيقو لمربح والربح ىو القيـ المالية التي يمكف‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد فريد العريني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أحمد عبد المطيؼ غطاشة‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دراسة تحميمية‪ ،‬دار صفاء لمنشر والتوزيع‪ ،‬عماف‪ ،1999 ،‬ص‪.32‬‬

‫‪13‬‬
‫إضافتيا إلى ذمـ الشركاء وىو ما يعرؼ بالربح اإليجابي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫إذا تخمؼ أحد األركاف الموضوعية الخاصة في عقد الشركة فإف الجزاء المترتب عمى ذلؾ‬

‫انعداـ وجود الشركة نظ اًر لفقدانيا المقومات واألسس التي تقوـ عمييا الشركة كي تخمِّؼ شخصاً‬

‫معنوياً يتمتع بكياف مستقؿ‪.‬‬

‫واذا تخمؼ ركف "تعدد الشركاء" كأف تقوـ شركة عمى رجؿ واحد فتعتبر ىذه الشركة غير‬

‫موجودة في نظر القانوف الجزائري باستثناء الشركة ذات المسؤولية المحدودة؛ التي أجاز القانوف أف‬

‫الشركة التجارية‬ ‫تقوـ عمى رجؿ واحد واذا تخمّؼ ركف نية المشاركة الذي يعد العمود الفقري لقياـ‬

‫ألف ىذه النية ىي التي تميز عقد الشركة عف عقود أخرى‪ ،‬إذف مشكؿ البطبلف في ىذا المجاؿ ال‬

‫يثار ألف الشركة تكوف منعدمة في نظر القانوف‪ ،‬واف كاف يظير البطبلف فقط في ركف اقتساـ‬

‫األرباح والخسائر‪ ،‬واذا تخمؼ ىذا الركف يحتوي العقد عمى شرط األسد‪ ،‬والذي غرضو منح أحد‬

‫الشركاء الحصوؿ عمى الربح أو إعفائو مف الخسائر في ىذه الحالة يحؽ لكؿ ذي مصمحة أف‬

‫يتمسؾ بالبطبلف بؿ يجوز لممحكمة أف تقضي بو مف تمقاء نفسيا‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬جزاء مخالفة األركان الشكمية لمشركة التجارية‪.‬‬

‫الجزائري في المادة‬ ‫تخضع عقود الشركات عموما إلى الكتابة‪ ،‬وىو ما أكد عميو المشرع‬

‫‪ 1/418‬مف القانوف المدني الجزائري‪ ،‬وبيذا يكوف المشرع قد خرج عف مبدأ حرية اإلثبات التي‬

‫تقوـ عميو الحياة التجارية‪.‬‬

‫وقد يكوف الباعث وراء ىذا بحث المشرع عف حث الشركاء عمى التفكير مسبقاً قبؿ اإلقداـ‬

‫(‪)1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫‪14‬‬
‫عمى تكويف شركة لمدة طويمة وقد ينبني عمييا تعريض ثرواتيـ وسمعتيـ لمخطر‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫إضافة إلى الشروط الموضوعية العامة والخاصة بعقد الشركة فيجب لقياـ عقد الشركة توافر‬

‫شروط شكمية أخرى متمثمة في كتابة عقد الشركة وكذا نشر ىذا العقد وشيره‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وعميو فإنني قمت بتقسيـ ىذا المبحث إلى‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬البطبلف المؤسس عمى تخمؼ الكتابة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬البطبلف المؤسس عمى تخمؼ الشير‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬البطالن المؤسس عمى تخمف الكتابة‬

‫تعتبر الكتابة الزمة النعقاد الصحيح لعقد الشركة فيي ليست مجرد دليؿ إثبات‪ ،‬إذ التبلزـ‬

‫واضح بيف السند ودليؿ إثبات الوقائع المتضمنة فيو كتابة‪.‬‬

‫‪ 418‬عمى أنو (يجب اف يكوف عقد الشركة‬ ‫وقد نص التقنيف المدني الجزائري في المادة‬

‫مكتوباً واال كاف باطبل وكذلؾ يكوف باطبل كؿ ما يدخؿ عميو مف تعديبلت إذا لـ يكف ليا نفس‬

‫الشكؿ الذي يكتسبو ذلؾ العقد)‪ ،‬وىي تقابؿ نص المادة ‪ 508‬مف التقنيف المدني المصري‪ ،‬وىما‬

‫توجباف إبطاؿ العقد إف لـ يكف مكتوبا ويترتب عمى ذلؾ أف عقد الشركة ال بد أف يبرـ مكتوباً‬

‫أكانت الشركة مدنية أـ تجارية‪ ،‬أياً كاف رأس ماليا وعدد شركائيا فالكتابة شرط صحة‪ ،‬وتيسر‬

‫إثبات وتخمفيما يرتب جزاء قانوني يتمثؿ في بطبلف العقد‪ ،‬إف الكتابة تيـ الغير الذي يتعامؿ مع‬

‫الشركة بقدر ما تيـ الشركاء أنفسيـ‪ ،‬لما في الكتابة مف لفت نظر وتنبيو لممتعاقد‪ ،‬ولما ىو مقدـ‬

‫عميو وبالتالي زيادة الدقة في تحديد نطاقو وآثاره‪ ،‬أما بالنسبة لمغير فبل وجود لمعقد مالـ يتـ‬

‫(‪)1‬‬
‫سميحة القميوبي‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬ط‪ ،4‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.55‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Geirge Ropert- Réne Roblot-, op-cit- p 783.‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلمضاء الذي ىو جزء مف الكتابة ‪ ،‬وكؿ تغير في بنود العقد أو زيادة أو نقصاف في رأس الماؿ‬

‫أو النشاط أو العنواف أو كؿ ما يتعمؽ بالشركة ال بد أف يقع مكتوباً ويمحؽ بالعقد التأسيسي وكؿ‬

‫تعرض العقد لمبطبلف ‪،‬ويتخذ عقد الشركة شكبل رسمياً صاد اًر عف جية ذات سمطة‬
‫مخالفة لذلؾ ّ‬

‫واختصاص في ىذا المجاؿ وعادةً ما يحرره الموثؽ ويؤشر عميو وحتى تتمتع الشركة بالشخصية‬

‫المعنوية ال بد مف تسجيميا أو قيدىا في السجؿ التجاري‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫والفقو مختمؼ حوؿ تبياف الحكمة التي مف أجميا شرعت الكتابة في عقد الشركة‪ .‬فمف قاؿ بأف‬

‫الحكمة في ذلؾ ترجع إلى رغبة المشرع في لفت نظر الشركاء إلى أىمية العماؿ الذي يقدموف‬

‫عميو‪،‬ومف قاؿ أف األساس الحقيقي الشتراط الكتابة يتبمور في كوف عقد الشركة ينفرد عف غيره مف‬

‫العقود بخمؽ شخص معنوي يتمتع بكياف ذاتي ويحيا حياة مستقمة عف تمؾ التي يحياىا األشخاص‬

‫الذيف ساىموا في خمقو‪ ،‬وماداـ األمر كذلؾ فبل مفر مف أف يكوف ليذا الشخص المعنوي دستور‬

‫مكتوب يستطيع الغير أف يطمع عميو قبؿ الدخوؿ معو في معامبلت قانونية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫غير أف الكتابة تكوف عرفية أو رسمية‪ ...‬واف كاف المشرع لـ يبيف نوعية الكتابة الواجبة في‬

‫الشركة المدنية واقتصر عمى ضرورة كتابتيا فقط‪ ،‬فإف الشركة التجارية ال بد مف إفراغيا في‬

‫‪ 545‬ؽ‪ .‬ت الذي يقضي‬ ‫الشكؿ الرسمي واال كانت باطمة‪ ،‬ىذا ما يستخمص مف نص المادة‬

‫بضرورة إثبات الشركة بعقد رسمي واال كانت باطمة وبمفيوـ المخالفة أف الكتابة الرسمية الزمة ‪،‬بؿ‬

‫اف قانوف السجؿ التجاري الصادر لسنة ‪ 1990‬يؤكد عمى أف ىاتو الرسمية الزمة ألنو يشترط أف‬

‫‪ 2/6‬مف القانوف المذكور‬ ‫تتـ ىذه الكتابة بواسطة الموثؽ وليس المؤسسيف وذلؾ حسب المادة‬

‫(‪)1‬‬
‫عمي فيبللي‪ ،‬االلتزامات‪ :‬النظرية العامة لمعقد‪ ،‬المؤسسة الوطنية لمفنوف المطبعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.244‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أكثـ أميف الخولي‪ ،‬الموجز في القانوف التجاري‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النيضة العربية‪ .‬القاىرة‪ ،1970 ،‬ص‪.417‬‬

‫‪16‬‬
‫يحرر الموثؽ عقد الشركات التجارية حسب األشكاؿ القانونية المطموبة بعد إستفاء الشكميات‬

‫التأسيسية ‪،‬أما المادة ‪ 9‬مف نفس القانوف تقتضي بما يمي (تنشأ بعقد رئيسي يحرر لدى الموثؽ‬

‫مسؤولية‬ ‫الشركات التجارية التي تتـ بالصفة القانونية الخاصة بشركة المساىمة والشركة ذات‬

‫محدودة وشركة التضامف) ‪ ،‬وعمى كؿ فإف عقد الشركة غير المكتوب ال يجوز إثباتو باألدلة التي‬

‫تعادؿ الكتابة أو تزيد منيا قوة ‪ ،‬وىذه القاعدة عامة وسارية عمى عقود الشركات المدنية والتجارية‬

‫(‪)1‬‬
‫عمى حد سواء‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬البطالن المؤسس عمى تخمف الشهر‪:‬‬

‫إذا كاف العقد يمزـ المتعاقديف دوف غيرىما فإنو يسري كذلؾ في حؽ الغير فبل يحؽ لمغير‬

‫تجاىؿ التصرفات القانونية التي تتـ بيف المتعاقديف إذ يمكف االحتجاج بيا في مواجية الغير‪ ،‬إال‬

‫أنو في بعض الحاالت يحوؿ إغفاؿ الشير دوف ترتب أي أثر لمعقد‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ألزـ المشرع التجاري ضرورة شير عقد الشركة ونشره‪ ،‬ورتب عمى ذلؾ جزاء‪ ،‬يتمثؿ في‬

‫بطبلف الشركة‪.‬‬

‫عمى ما يميؾ " يجب أف تودع العقود‬ ‫نصت المادة ‪ 548‬مف القانوف التجاري الجزائري‬

‫التأسيسي ػػة والعقود المعدلة لمشركات التجارية لدى المركز الوطن ػ ػ ػػي لمسجؿ التجاري وتنشر حسب‬

‫األوض ػػاع الخاصة بكؿ شكؿ مف أشكاؿ الشركات واال كانت باطمة"‪.‬‬

‫إف إشيار عقد الشركة إعبلـ الغير بوجود الشخص المعنوي الذي سيقوـ عمى االستغبلؿ‬

‫التجاري‪ ،‬وعميو يقع عمى مؤسسي الشركات التزاـ تحت طائمة المسؤولية المدنية والتجارية‪ ،‬وحتى‬

‫(‪)1‬‬
‫نادية فوضيؿ‪ ،‬احكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري‪ ،‬اؿمرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.43-42‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عمي فيبللي‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.244‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ،‬ويتـ النشر حسب المادة ‪ 3/4‬مف‬ ‫الجزائية في حاؿ مخالفة القواعد الممزمة لئلشيار القانوني‬

‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 69/92‬المؤرخ في ‪ 18‬فبراير ‪ 1992‬والمتضمف القانوف األساسي الخاص‬

‫بمأموري المركز الوطني لمسجؿ التجاري‪ ،‬مف طرؼ مأموري السجؿ التجاري حيث جاء فييا‪:‬‬

‫«يسجؿ مأمور السجؿ التجاري كؿ عقد رسمي يتضمف إنشاء شركات أو يؤشر عمى وضعيا‬

‫القانوني كعقود تأسيس الشركات وتغييرىا وتحويميا وحمّيا وجميع العقود الرسمية التي تعالج‬

‫‪1‬‬
‫الوضع القانوني لممحبلت التجارية‪ ،‬يقوـ بكؿ نشر قانوني"‪.‬‬

‫والشير ضروري وذلؾ قصد إعبلـ الغير بوجود شخص قانوني معنوي مستقؿ سيقوـ‬

‫‪ ،‬فمكي تنشأ‬ ‫باستغبلؿ تجاري في حقؿ معيف‪ ،‬ومدتو ومدى مسؤولية الشركاء فيو عف التزاماتو‬

‫الشخصية المعنوية لمشركة يجب أف تقيد في السجؿ التجاري وبعد ىذا يتـ نشرىا في النشرة‬

‫‪70/92‬‬ ‫‪ 1/3‬مف المرسوـ التنفيذي‬ ‫‪ BOAL‬حيث نصت المادة‬ ‫الرسمية لئلعبلنات القانونية‬

‫المؤرخ في ‪ 17‬فبراير ‪ 1992‬والمتعمؽ بالنشرة الرسمية لئلعبلنات القانونية "تحتوي عمى النشرة‬

‫الرسمية لئلعبلنات القانونية عمى عقود تأسيس الشركات والتغيرات والتعديبلت والعمميات التي‬

‫تشمؿ رأسماليا ورىوف الحيازة وتأجير التسيير وبيع المحؿ التجاري" ‪،‬و يجب أف يتضمف اإلشيار‬

‫المعمومات الرئيسة التي ينص عمييا العقد التأسيسي وخاصة التي ليا عبلقة بالغير ‪،‬فالشير بيذا‬

‫المعنى يعمف عف ميبلد الشخصية المعنوية وكذا يعمـ الغير بيذه الشخصية الجديدة في الحقؿ‬

‫التجاري‪ ،‬ولما كانت عقد الشركة وشيرتيا ىي إجراءات معقدة وصعبة‪ ،‬وجب أف يقوـ بيا ذو‬

‫االختصاص كالموثقيف ‪،‬إف المشرع شدد في مسألة الشير وكتابة عقد الشركة وذلؾ حماية لمغير‬

‫‪1‬‬
‫المادة‪ 3/4‬مف المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 69/92‬المؤرخ في ‪ 18‬فبراير ‪ 1992‬المتضمف القانوف األساسي الخاص بمأموري المركز‬
‫الوطني لمسجؿ التجاري‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ولمشركاء أنفسيـ‪ ،‬فاألصؿ في الشركات أنيا تنشأ بعقود رسمية إال ما استثني منيا بنص مثؿ‬

‫شركة المحاصة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫بمعيساوي محمد الطاىر‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.102-101‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الجزاءات المتعمقة بجرائم الشركات التجارية في التشريع الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬إف موضوع المسؤولية الجزائية لمشركات التجارية لمشركات التجارية كشخص معنوي مف‬

‫الموضوعات التي كانت قد أثارت وال زالت تثير الكثير مف النقاش‪ ،‬حيث كاف التشريع اإلنجميزي‬

‫مف أقدـ التشريعات التي أخذت بيذه المسؤولية‪ ،‬حتى وفي بعض الدوؿ العربية‪ ،‬كاف ىناؾ مف‬

‫التشريعات مف كاف ليا السبؽ أيضا في تقرير ىذه المسؤولية‪ ،‬عمى غرار القانوف المبناني الذي‬

‫‪ 1943‬وقد حصرت كؿ تمؾ‬ ‫يعود زمف تكريسو لممسؤولية الجزائية لؤلشخاص المعنوية لسنة‬

‫التشريعات نطاؽ ىذه المسؤولية في أنواع معينة مف األشخاص المعنوية أبرزىـ الشركات التجارية‪،‬‬

‫كما لـ تتأخر غالبية باقي التشريعات في األخذ بيذا المبدأ أيضاً‪ ،‬منيا التشريع الجزائري الذي‬

‫تبنى صراحة في سنة ‪ 2004‬مبدأ المسؤولية الجزائية لؤلشخاص المعنوية في قانوف العقوبات‬

‫حيث قاـ بوضع طائفة مف العقوبات التي تتناسب وطبيعة مرتكبيا‪ ،‬سواء تمؾ الماسة بالذمة‬

‫المالية أو بنشاط حياتو‪ ،‬أو ماسة بسمعتو أو بغيرىا مف حقوقو‪ ،‬فقد خصص المشرع الجزائري عند‬

‫‪ 15-04‬الصادر في ‪ 2004/11/10‬بابا مستقبل‬ ‫تعديؿ قانوف العقوبات بموجب القانوف رقـ‬

‫لمعقوبات التي توقع عمى األشخاص المعنوية‪ ،‬وذلؾ في المواد ‪ 18‬مكرر ‪ 3‬مف قانوف العقوبات‪،‬‬

‫وبذلؾ يكوف قد نيج نفس نيج المشرع الفرنسي في تقسيمو ليذه العقوبات‪ ،‬بأف ميز بيف عقوبات‬

‫الجنايات والجنح مف ناحية‪ ،‬وعقوبات المخمفات مف ناحية أخرى إال أنو اختمؼ عنو بأنو جعؿ‬

‫عقوبة الغرامة ىي العقوبة األصمية الوحيدة التي يمكف الحكـ بيا عمى الشركات التجارية‪ .‬فييا‬

‫جعؿ باقي العقوبات األخرى‪ ،‬عقوبات تكميمية بالنسبة لمشخص المعنوي‪ ،‬إثر التعديؿ الذي مس‬

‫‪ 22-06‬المؤرخ في ‪ 2006-12-20‬والمعدؿ والمتمـ لقانوف‬ ‫قانوف العقوبات بموجب القانوف‬

‫‪20‬‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-‬وعميو فإنني قمت بتقسيـ ىذا الفصؿ إلى ثبلثة مباحث‪.‬‬

‫المبحث األوؿ‪ :‬العقوبة األصمية (الغرامة) الموقعة عمى الشركات التجارية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العقوبات التكميمية الموقعة عمى الشركات التجارية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬العقوبات الماسة ببعض الحقوؽ األخرى الموقعة عمى الشركات التجارية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Bernard Bouloc, Hritini Matsopoulo, Droit pénal général et procédure, édition‬‬
‫‪sireif-Paris,17 e édition,2009 ,p482.‬‬
‫‪21‬‬
‫المبحث األول‪ :‬العقوبة األصمية (الغرامة)الموقعة عمى الشركات التجارية‬

‫يعد الماؿ أىـ أىداؼ الشركات التجارية وأخطر وسائميا الرتكاب أنشطتيا الجنائية‪ ،‬مف خبلؿ‬

‫المجوء إلى وسائؿ الغش والتدليس لتحقيؽ الربح‪ ،‬لذلؾ حؽ أف يكوف ىذا الماؿ محبل لمعقاب‪،‬‬

‫وكانت عقوبة الغرامة إلى جانب عقوبة المصادرة كعقوبة مالية مف أنسب العقوبات المناسبة‬

‫لطبيعة الشركات التجارية كشخص معنوي‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫وفي ىذا المبحث سنتطرؽ إلى الغرامة المالية وذلؾ في‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬مقدار الغرامة في حالة النص عمييا بالنسبة لمشخص الطبيعي‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مقدار الغرامة في حالة عدـ النص عمييا بالنسبة لمشخص الطبيعي‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مقدار الغرامة المقررة لبعض الجرائـ‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مقدار الغرامة في حالة النص عميها بالنسبة لمشخص الطبيعي‪.‬‬

‫وفقا ؿلمادة ‪ 18‬مكرر المعدلة بالقانوف ‪ :23-06‬العقوبات التي تطبؽ عمى الشخص المعنوي‬

‫في مواد الجنايات والجنح ىي‪:‬‬

‫‪ )1‬إلى خمس ( ‪ )5‬مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة‬ ‫‪ .1‬الغرامة التي تساوي مف مرة (‬

‫لمشخص الطبيعي في القانوف الذي يعاقب عمى الجريمة‪.‬‬

‫‪ .2‬واحدة أو أكثر مف العقوبات التكميمية اآلتية ‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أحمد محمد قائد مقبؿ‪ ،‬المسؤولية الجنائية لمشخص المعنوي‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.404‬‬

‫‪22‬‬
‫‪-‬حؿ الشخص المعنوي‬

‫‪-‬غمؽ المؤسسة أو فرع مف فروعيا لمدة ال تتجاوز خمس ( ‪ )5‬سنوات‬

‫‪-‬اإلقصاء مف الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز خمس ( ‪ )5‬سنوات‬

‫‪-‬المنع مف مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مينية أو اجتماعية بشكؿ مباشر أو غير مباشر‪ ،‬نيائيا‬

‫أو لمدة ال تتجاوز خمس ( ‪ )5‬سنوات‬

‫‪-‬مصادرة الشيء الذي استعمؿ في ارتكاب الجريمة أو نتج عنيا‬

‫‪-‬نشر وتعميؽ حكـ اإلدانة‬

‫‪ -‬الوضع تحت الحراسة القضائية لمدة ال تتجاوز خمس ( ‪ )5‬سنوات‪ ،‬وتنصب الحراسة عمى‬

‫(‪)1‬‬
‫ممارسة النشاط الذي أدى إلى الجريمة أو الذي ارتكبت الجريمة بمناسبتو‪.‬‬

‫حسب المادة ‪ 18‬مكرر ‪ 1‬مضافة بالقانوف ‪ :15-04‬العقوبات التي تطبؽ عمى الشخص‬

‫المعنوي في المخالفات ىي‪:‬‬

‫الغرامة التي تساوي مف مرة واحدة ( ‪ )1‬إلى خمس ( ‪ )5‬مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة‬

‫لمشخص الطبيعي في القانوف الذي يعاقب عمى الجريمة‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫كما يمكف الحكـ بمصادرة الشيء الذي استعمؿ في ارتكاب الجريمة أو نتج عنيا‪.‬‬

‫‪-‬يتبيف مف نص المادة ‪ 18‬مكرر مف قانوف العقوبات أنو في الجنايات والجنح‪ ،‬حدد المشرع‬

‫الجزائري مقدار الغرامة التي تطبؽ عمى الشركات التجارية كشخص معنوي بمرة ( ‪ )1‬إلى خمس‬

‫(‪ )5‬مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي في القانوف الذي يعاقب عمى الجريمة‬

‫(‪)1‬‬
‫القانوف ‪ 06-23‬المؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ 2006‬المعدؿ والمتمـ لقانوف العقوبات‪ ،‬ج ر رقـ ‪ 84‬المؤرخة في ‪.2006-12-24‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أحمد لعور ونبيؿ صقر‪ ،‬قانوف العقوبات نصاً وتطبيقاً‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.26‬‬

‫‪23‬‬
‫ومؤد ى ذلؾ‪ ،‬أنو إذا ارتكبت الشركة التجارية عمى سبيؿ المثاؿ جريمة النصب المنصوص‬

‫والمعاقب عمييا بالمادة ‪ 372‬مف قانوف العقوبات فإف الحد األدنى لعقوبة الغرامة يكوف‬

‫‪ 100.000‬دج فيما يكوف الحد األقصى ‪ 500.000‬دج ذلؾ أف الحد األقصى لعقوبة الغرامة‬

‫المقررة لمشخص الطبيعي عند ارتكابو ىذه الجريمة ىو ‪ 100.000‬دج‪ ،‬وىو ما يعني أف الغرامة‬

‫التي توقع عمى الشركة التجارية في جريمة النصب تتراوح بيف ‪ 100.000‬دج إلى ‪500.000‬دج‬

‫‪ 500.000‬دج‪،‬فيما‬ ‫‪100.000‬دج كما ال يجوز أف تزيد عف‬ ‫فبل يجوز أف تنزؿ الغرامة عف‬

‫يتبيف مف نص المادة ‪ 18‬مكرر ‪ 1‬مف قانوف العقوبات أف المشرع الجزائري قد حدد أيضا مقدار‬

‫‪ )5‬مرات‬ ‫الغرامة التي تطبؽ عمى الشركات التجارية كشخص معنوي في المخالفات بمرة إلى (‬

‫الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي في القانوف الذي يعاقب عمى الجريمة‪ ،‬عمى جانب‬

‫آخر بالنسبة لمغرامة المقررة لممخ الفات‪ ,‬يتبيف أف قانوف العقوبات الجزائري في قسمو الخاص لـ‬

‫يتضمف أية جريمة ذات وصؼ مخالفة‪ ،‬مما يمكف أف يسأؿ جزئيا عنيا الشخص المعنوي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬مقدار الغرامة في حالة عدم النص عميها بالنسبة لمشخص الطبيعي‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 18‬مكرر ‪ 2‬اؿمضافة بالقانوف ‪:23-06‬‬

‫عندما ال ينص القانوف عمى عقوبة الغرامة بالنسبة لؤلشخاص الطبيعييف سواء في الجنايات‬

‫أو الجنح‪ ،‬وقامت المسؤولية الجزائية لمشخص المعنوي طبقا ألحكاـ المادة ‪ 51‬مكرر‪ ،‬فإف الحد‬

‫األقصى لمغرامة المحتسب لتطبيؽ النسبة القانونية المقررة لمعقوبة فيما يخص الشخص المعنوي‬

‫يكوف كاآلتي‪:‬‬

‫(‪)1‬محمد حزيط‪ ،‬المسؤولية الجزائية لمشركات التجارية في القانوف الجزائري والقانوف المقارف‪ ،‬دار رحومة لمطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.318‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ 2.000.000 -‬دج عندما تكوف الجناية معاقبا عمييا باإلعداـ أو بالسجف المؤبد‪.‬‬

‫‪ 1.000.000 -‬دج عندما تكوف الجناية معاقبا عمييا بالسجف المؤقت‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ 500.000 -‬دج بالنسبة لمجنحة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مقدار الغرامة المقررة لبعض الجرائم‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬الغرامة المقررة لبعض الجرائم المتعمقة باألموال‬

‫أوال‪ :‬جنحة إصدار شيك بدون رصيد‬

‫المادة ‪ 374‬مف األمر رقـ ‪ 165.66‬المؤرخ في ‪8‬يونيو‪ 1966‬المتضمف قانوف العقوبات‪:‬‬

‫‪-‬يعاقب بالحبس مف سنة إلى خمس سنوات وبغرامة ال تقؿ عف قيمة الشيؾ أو عيف قيمة‬

‫النقص في الرصيد‪:‬‬

‫‪-‬كؿ مف أصدر بسوء نية شيكا ال يقابمو رصيد قائـ وقابؿ لمصرؼ أو كاف الرصيد أقؿ مف‬

‫قيمة الشيؾ أو قاـ بسحب الرصيد كمو أو بعضو‪ ،‬بعد إصدار الشيؾ أو وضع المسحوب عميو مف‬

‫الصرؼ‪.‬‬

‫‪-‬كؿ مف قبؿ أو أظير شيكاً صاد ار في الظروؼ المشار إلييا في الفقرة السابقة مع عممو‬

‫مف صرفو‪.‬‬

‫‪-‬كؿ مف قبؿ أو أظير شيكاً صاد ار في الظروؼ المشار إلييا في الفقرة السابقة مع عممو‬

‫بذلؾ‪.‬‬

‫‪-‬كؿ مف أصدر أو قبؿ أو أظير شيكا واشترط عدـ تقديمو فو اًر بؿ جعمو كضماف‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أحمد لعور ونبيؿ صقر‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.26‬‬

‫‪25‬‬
‫والمادة ‪ 375‬مف نفس القانوف‪ :‬يعاقب بالحبس مف سنة إلى عشر سنوات وبغرامة ال تقؿ عف‬

‫قيمة الشؾ أو عف قيمة النقص في الرصيد‪:‬‬

‫‪-‬كؿ مف زور أو زيؼ شيكاً‪.‬‬


‫‪-‬كؿ مف قبؿ استبلـ شيؾ مزور أو مزيؼ مع عممو بذلؾ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وىو ما يعني أف المشرع الجزائري لـ يحدد في جريمة إصدار شيؾ بدوف رصيد‪ ،‬الحد‬

‫األقصى المقرر لمشخص الطبيعي العتماده عند تحديد مقدار الغرامة التي تطبؽ عمى الشركات‬

‫التجارية كشخص معنوي‪ ،‬وأماـ ىذا الفراغ القانوني يرى الدكتور أحسف بوسقيعة بأنو ليس ىناؾ‬

‫في ىذه الحالة إال اعتبار قيمة الشيؾ حداً أقصى لمغرامة ‪ ،‬أما عندما يكوف فيو رصيد ولكف غير‬

‫كافي لتسديد قيمة الشيؾ‪ ،‬فميس ىناؾ إال األخذ بقيمة النقص في الرصيد العتباره حد أقصى‬

‫لمغرامة‪ ،‬وعميو توقع عمى الشركة كشخص معنوي غرامة تساوي مف ( ‪ )1‬إلى (‪ )5‬مرات الشيؾ أو‬

‫النقص في الرصيد حسب الحالة‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬جريمة تبيض األموال‬

‫نظ اًر إلى أف تبييض األمواؿ قد يتـ بدرجة أساسية بتوريط أشخاص معنوية فيو كالمؤسسات‬
‫المالية أو الشركات أو مكاتب االستيراد والتصدير أو غيرىا مف األشخاص المعنوية‪ ،‬فقد نص‬
‫قانوف العقوبات عمى عقوبات توقع عمى الشخص المعنوي إلى جانب عقوبات األشخاص‬
‫الطبيعييف وقد أوردت المادة ‪ 389‬مكرر ‪ 7‬العقوبات وىي‪:‬‬
‫غرامة مالية ال تقؿ عف أربعة أضعاؼ الحد األقصى لمغرامة الواردة في المادتيف ‪ 389‬مكرر‬

‫‪1‬و‪ 389‬مكرر ‪.2‬‬


‫(‪)3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫األمر رقـ ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 08‬يونيو ‪ ،1966‬المتضمف قانوف العقوبات‪ ،‬ج ر عدد ‪ 49‬ليوـ ‪.1966-06-11‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد حزيط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.322‬‬
‫(‪)3‬‬
‫منصور رحماني‪ ،‬القانوف الجنائي لمماؿ واألعماؿ‪ ،‬الجزء األوؿ‪ ،‬دار العموـ‪ ،‬عنابة‪ ،2012 ،‬ص‪.55‬‬

‫‪26‬‬
‫ثالثا‪ :‬جرائم الصرف‬

‫نصت المادة ‪ 5‬مف األمر ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 1996/07/09‬المتعمؽ بقمع مخالفة التشريع‬

‫‪-10‬‬ ‫والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ منو والى الخارج المتمـ والمعدؿ باألمر‬

‫‪ 03‬المؤرخ في ‪ 2010/08/26‬عمى ما يمي‪:‬‬

‫" يعتبر الشخص المعنوي الخاضع لمقانوف الخاص دوف المس ػػاس بالمسؤولية الجزائية لممثميو‬

‫الشرعييف‪ ،‬مسؤوال عف المخالفة المنصوص عمييا في المادتيف األولى والثانية مف ىذا األمر و‬

‫المرتكبة لحسابو‪ ،‬مف قبؿ أجيزتو أو ممثميو الشرعييف"‪.‬‬

‫يتعرض لمعقوبات التالية‪:‬‬

‫‪ )04‬مرات عف قيمة محؿ المخالفة أو محاولة‬ ‫‪-‬غرامة ال يمكف أف تقؿ عمى أربع (‬

‫(‪)1‬‬
‫المخالفة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬جريمة الغش الضريبي‬

‫‪25-91‬‬ ‫حسب المادة ‪ 138‬مف قانوف الرسـ عمى األعماؿ الصادر بموجب القانوف رقـ‬

‫المؤرخ في ‪ 1991-12-18‬المتضمف قانوف المالية لسنة ‪ ،1992‬نصت عمى ما يمي‪:‬‬

‫«عندما ترتكب المخالفة مف قبؿ الشركة أو شخص معنوي آخر خاضع لمقانوف الخاص‬

‫يصدر الحكـ بعقوبات الحبس المستحقة‪ ،‬والعقوبات الثانوية التابعة ليا ضد القائميف باإلدارة أو‬

‫الممثميف الشرعييف القانونييف لمشركة‪ ،‬ويصدر الحكـ بالغرامات الجزائية المستحقة في آف واحد ضد‬

‫(‪)1‬‬
‫األمر ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 1996/07/09‬المتعمؽ بقمع مخالفة التشريع والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ مف‬
‫والى الخارج‪ ،‬المتمـ والمعدؿ باألمر رقـ ‪ 03-10‬المؤرخ في ‪ 2010/08/26‬واألمر رقـ ‪ 03-10‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2001/08/26‬ج ر‪ 50‬عدد ‪.2005‬‬

‫‪27‬‬
‫القائميف باإلدارة أو الممثميف الشرعييف أو القانونييف‪ ،‬وضد الشخص االعتباري وكذلؾ األمر‬

‫(‪)1‬‬
‫بالنسبة لمغرامات الجبائية القابمة لمتطبيؽ»‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الغرامة المقررة لبعض الجرائم ذات الخطورة الخاصة‬

‫أوال‪ :‬جرائم تكوين جمعيات األشرار‬

‫وىي الجرائـ التي قرر ليا القانوف الجزائري بالنسبة لمشركات التجارية كشخص معنوي مقدار‬

‫‪ 177‬مكرر ‪ 1‬منو مقدار‬ ‫محدد مف الغرامة ال حد أدنى فيو وال حد أقصى‪ ،‬إذ حددت المادة‬

‫عقوبة الغرامة بالنسبة لمشخص المعنوي بخمس ( ‪ )5‬مرات الحد األقصى لمغرامة المقرر لمشخص‬

‫‪ 177‬منو ‪ ،‬فإذا كانت المتابعة قد تمت مف أجؿ جناية‬ ‫الطبيعي المنصوص عميو في المادة‬

‫المشاركة في جمعية األشرار لئلعداد الرتكاب جنايات التي عقوبة الغرامة فييا بالنسبة لمشخص‬

‫‪500.000‬دج إلى‬ ‫‪ 177‬فقرة ‪ 1‬مف قانوف العقوبات ىي مف‬ ‫الطبيعي طبقا لممادة‬

‫‪ )5‬مرات‬ ‫‪1.000.000‬دج فإف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشركات كشخص معنوي تكوف خمس (‬

‫الحد األقصى أي ‪5.000.000‬دج‪ ،‬واذا كانت المتابعة قد تمت مف أجؿ جنحة االشتراؾ في‬

‫جمعية األشرار لئلعداد الرتكاب جنح التي عقوبة الغرامة فييا بالنسبة لمشخص الطبيعي مف‬

‫‪2.500.000‬دج‪،‬‬ ‫‪ 1000.000‬دج إلى ‪500.000‬دج فإف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشركة ىي‬

‫واذا كانت المتابعة قد تمت مف أجؿ جناية تنظيـ أو قيادة جمعية األشرار التي عقوبة الغرامة فييا‬

‫‪1.000.000‬دج إلى ‪ 5.000.000‬دج فإف عقوبة الغرامة‬ ‫بالنسبة لمشخص الطبيعي ىي مف‬

‫لمشركات التجارية تكوف ‪25.000.000‬دج‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫القانوف‪ 25-91‬المؤرخ في ‪ 1991/12/18‬المتضمف قانوف المالية لسنة ‪ ،1992‬ج ر عدد ‪ 65‬لسنة ‪ 1991‬المعدؿ والمتمـ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد حزيط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.323‬‬

‫‪28‬‬
‫ثانيا‪ :‬جرائم المخدرات‬

‫نصت المادة ‪ 25‬مف قانوف القانوف رقـ ‪ 18-04‬المؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ ،2004‬والمتعمؽ‬

‫بالوقاية مف المخدرات والمؤثرات العقمية وقمع االستعماؿ واإلتجار الغير مشروعيف‪ ،‬عمى ما يمي‪:‬‬

‫بغض النظر عف العقوبات المنصوص عمييا بالنسبة لمشخص الطبيعي‪ ،‬يعاقب الشخص‬

‫المعنوي الذي يرتكب جريمة أو أكثر مف الجرائـ المنصوص عمييا في المواد مف ‪ 13‬إلى ‪ 17‬مف‬

‫ىذا القانوف بغرامة تعادؿ خمس (‪ )5‬مرات الغرامة المقررة لمشخص الطبيعي‪.‬‬

‫‪ 18‬إلى ‪ 21‬مف ىذا القانوف‪،‬‬ ‫و في حالة ارتكاب الجرائـ المنصوص عمييا في المواد مف‬

‫يعاقب الشخص المعنوي ب غرامة تتراوح مف ‪ 50.000.000‬دج إلى ‪ 250.000.000‬دج‪.‬‬

‫‪)5‬‬ ‫و في جميع الحاالت يتـ الحكـ بحؿ المؤسسة أو غمقيا مؤقتا لمدة ال تفوؽ خمس (‬

‫سنوات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ثالثا‪:‬جرائم التهريب‬

‫نصت المادة ‪ 24‬مف األمر ‪ 05.06‬المؤرخ في ‪ 23‬أوت ‪ 2005‬المتعمؽ بمكافحة التيريب‬

‫عمى ما يمي‪:‬‬

‫" يعاقب الشخص المعنوي في حالة ارتكابو إحدى الجرائـ المنصوص عمييا في ىذا األمر‬

‫بغرامة قيمتيا ثبلثة أضعاؼ الحد األقصى لمغرامة التي يتعرض ليا الشخص الطبيعي الذي‬

‫يرتكب نفس األفعاؿ‪ ،‬و في حالة ما إذا كانت العقوبة المقررة لمشخص الطبيعي ىي السجف المؤبد‬

‫(‪)1‬‬
‫القانوف ‪ 18-04‬المؤرخ في ‪ 2004/12/25‬المتعمؽ بالوقاية مف المخدرات والمؤثرات العقمية وقمع االستعماؿ واإلتجار غير‬
‫الشرعييف بيا‪ ،‬ج ر عدد ‪ 83‬لسنة ‪.2004‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ 50.000.000‬دج و‬ ‫يعاقب الشخص المعنوي الذي ارتكب نفس األفعاؿ بغرامة تتراوح بيف‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ 250.000.000‬دج‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الغرامة المقررة لبعض الجرائم الحديثة‬

‫أوال‪ :‬جرائم المساس باألنظمة المعالجة اآللية لممعطيات‬

‫وىي الجرائـ التي قرر ليا المشرع الجزائري بالنسبة لمشركات التجارية مقدار محدد‪ ،‬فإذا تمت‬

‫متابعة الشركة التجارية كشخص معنوي بجنحة الدخوؿ في منظومة معموماتية أو البقاء فييا طبقا‬

‫لنص المادة ‪ 394‬مكرر مف قانوف العقوبات التي تكوف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشخص الطبيعي‬

‫فييا ىي مف ‪50.000‬دج إلى ‪ 100.000‬دج فإف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشركة كشخص‬

‫معنوي تكوف (‪ )5‬مرات الحد األقصى أي ‪500.000‬دج‪.‬‬

‫واذا كانت المتابعة قد تمت مف أجؿ جنحة المساس بمنظومة معموماتية طبقاً لنص المادة‬

‫‪500.000‬دج إلى‬ ‫‪ 394‬مكرر ‪ ،1‬التي عقوبة الغرامة فييا بالنسبة لمشخص الطبيعي ىي مف‬

‫‪ )5‬مرات الحد األقصى أي‬ ‫‪2.000.000‬دج فإف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشركة تكوف (‬

‫‪10.000.000‬دج‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجرائم الماسة بالبيئة‬

‫نصت المادة ‪ 56‬مف القانوف رقـ ‪ 19 -01‬المؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬المتعمؽ بتسيير‬

‫النفايات ومراقبتيا وازالتيا عمى ما يمي‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫األمر رقـ ‪ 06-05‬المؤرخ في ‪ 2005/08/23‬المتعمؽ بمكافحة التيريب‪ ،‬ج رعدد ‪ 11‬سنة ‪.2005‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد حزيط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.326‬‬

‫‪30‬‬
‫‪10.000‬دج) إلى خمسيف ألؼ دينار‬ ‫«يعاقب بغرامة مالية مف عشرة آالؼ دينار (‬

‫(‪50.000‬دج)‪ ،‬كؿ شخص طبيعي أو معنوي يمارس نشاطا صناعيا أو تجاريا أو حرفيا‪ ،‬أو أي‬

‫نشاط آخر‪ ،‬قاـ برمي أو بإىماؿ النفايات المنزلية أو ما شابييا‪ ،‬أو رفض استعماؿ نظاـ جمع‬

‫النفايات وفرزىا‪ ،‬الموضوع تحت تصرفو مف طرؼ الييئات المعينة في المادة ‪ 32‬مف ىذا القانوف‪.‬‬

‫في حالة العودة تضاعؼ الغرامة»‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫القانوف‪ 19-01‬المؤرخ في ‪ 2001/12/12‬المتعمؽ بتسيير النفايات ومراقبتيا وازالتيا‪ ،‬ج ر عدد ‪ 77‬بديسمبر لسنة ‪.2001‬‬

‫‪31‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬العقوبات التكميمية‬

‫لقد اضفى المشرع الجزائري اثر التعديؿ اؿ اجري عمى المادة ‪18‬مكرر مف قانوف العقوبات‬

‫في سنة ‪ 2006‬بموجب القانوف ‪ 23/06‬المؤرخ في ‪20‬ديسمبر ‪ 2006‬وصؼ العقوبات التكميمية‬

‫عمى ماكانت توصؼ باالعقوبات االخرى المنصوص عمييا في البند ‪ 2‬مف المادة‪ 18‬مكرر‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وسنتطرؽ ليذه العقوبات التكميمية في ىذا المبحث الذي قسـ إلى‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪ :‬العقوبات الماسة بوجود الشركة و الذمة المالية ليا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العقوبات الماسة بنشاط الشركة وسمعتيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬العقوبات الماسة بوجود الشركة و الذمة المالية لها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الم صادرة‬

‫نص المشرع الجزائري عمى عقوبة المصادرة كإحدى العقوبات التكميمية التي توقع عمى‬

‫الشركات التجارية كشخص معنوي الرتكابيا إحدى الجنايات أو الجنح المنصوص عمييا في قانوف‬

‫‪ 18‬مكرر مف قانوف‬ ‫العقوبات التي تسأؿ عنيا الشركات التجارية جزائيا‪ ،‬إذ تضمنتيا المادة‬

‫العقوبات الجزائري كإحدى العقوبات التكميمية التي توقع إحداىا أو أكثر إلى جانب عقوبة الغرامة‬

‫عمى الشخص المعنوي في الجنايات والجنح المنصوص عمييا في قانوف العقوبات أيضا عمى‬

‫إمكانية توقيع عقوبة المصادرة في المخالفات ويكوف محميا حينئذ األشياء التي استعممت في‬

‫ارتكاب الجريمة أو نتجت عنيا ‪،‬وحدد المشرع الجزائري موضوع المصادرة بالنسبة لمشخص‬

‫ؽ لممادة ‪ 18‬مكرر مف قانوف العقوبات أو في المخالفات‬


‫المعنوي‪ ،‬سواء في الجنايات والجنح طب ا‬

‫(‪)1‬احسف بوسقيعة ‪.‬الوجيز في القانوف الجنائي العاـ‪.‬الطبعة الحادية عشر‪.‬دار ىومة‪.‬الجزائر‪.2012.‬ص‪304‬‬

‫‪32‬‬
‫طبقا لممادة ‪ 18‬مكرر ‪ 1‬مف نفس القانوف أيضا‪ ،‬بأف تنصب إما عمى الشيء الذي استعمؿ في‬

‫ارتكاب الجريمة أو نتج عنيا‪ ،‬فيما تسكت النصوص المذكورة عف إدراج األشياء التي كانت معدة‬

‫الستعماليا في ارتكاب الجريمة بالنسبة لمشخص المعنوي‪ ،‬عمى خبلؼ المشرع الفرنسي الذي لـ‬

‫يقصر محؿ المصادرة بالنسبة لمشخص المعنوي في المادة ‪ 39-131‬مف قانوف العقوبات الفرنسي‬

‫عمى األشياء التي استعممت في ارتكاب الجريمة أو التي نتجت عنيا‪ ،‬وانما تضمنت أيضا حتى‬

‫األشياء التي كانت معدة الستعماليا في ارتكاب الجريمة‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫وىو ما يثير اإلشكاؿ بشأف ما إذا كانت إرادة المشرع الجزائري قد اتجيت إلى استبعاد األشياء‬

‫التي كانت معدة الستعماليا في ارتكاب الجريمة ‪ .‬مف األشياء التي تكوف محؿ مصادرة بالنسبة‬

‫لمشخص المعنوي‪ ،‬وقصر محؿ عقوبة المصادرة فقط عمى األشياء التي استعممت فعبل في‬

‫ارتكاب الجريمة؟‬

‫إف ىذا اإلشكاؿ قد ال يثار إذا ما كاف الشخص الطبيعي الذي ارتكب الجريمة لحساب الشركة‬

‫قد تمت متابعتو وادانتو أيضا عف نفس الجريمة التي تمت متابعة الشركة كشخص معنوي عنو ا‪،‬‬

‫إذ أف المصادرة في ىذه الخالة تشمؿ أيضا األشياء التي كانت معدة لبلستعماؿ في ارتكاب‬

‫‪ 15‬مكرر ‪ 1‬مف قانوف العقوبات‬ ‫الجريمة‪ ،‬إذا ما كانت الجريمة المرتكبة جناية لكوف المادة‬

‫المتعمقة بالعقوبات التكميمية المقررة لمشخص الطبيعي في حالة اإلدانة الرتكاب جناية‪ ،‬تجعؿ‬

‫عقوبة المصادرة وجوبية بالنسبة لؤلشياء التي استعممت أو كانت تستعمؿ في تنفيذ الجريمة لكف‬

‫ىذا اإلشكاؿ ال يجد الحؿ في القانوف الجزائري إذا كانت المتابعة مف أجؿ جنحة ولـ يتـ متابعة‬

‫الشخص الطبيعي الذي ارتكب الجريمة لحسابيا لسبب مف األسباب‪ ،‬كما في حالة عدـ التمكف مف‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد حزيط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.349‬‬

‫‪33‬‬
‫التوصؿ إلى تحديده ‪ ،‬كما نص القانوف الجزائري لمعقوبات عمى عقوبة المصادرة في المخالفات‬

‫إما الشيء الذي استعمؿ في‬


‫كعقوبة تكميمية جوازية ضد الشخص المعنوي يكوف موضوعيا ّ‬

‫ارتكاب الجريمة أو نتج عنيا‪ ،‬وتضمنت ذلؾ المادة ‪ 18‬مكرر ‪ 1‬مف قانوف العقوبات حتى واف لـ‬

‫يذكر العقوبات التكميمية في نص المادة المذكورة التي تضمنت العقوبات المقررة لمشخص المعنوي‬

‫في المخالفات فإنو ال خبلؼ حوؿ كوف المصادرة عقوبة تكميمية حتى واف لـ يذكرىا النص بيذه‬

‫الصفة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫إف المشرع الجزائري قد حدد موضوع المصادرة بالنسبة لجريمة تبييض األمواؿ المنصوص‬

‫عمييا في المادتيف ‪ 389‬مكرر ‪ 1‬و‪ 389‬مكرر ‪ 2‬مف قانوف العقوبات بنص خاص ىو المادة‬

‫‪ 389‬مكرر ‪ 1‬و‪ 389‬مكرر‪ 2‬مف قانوف العقوبات ‪ ،‬وتشمؿ الممتمكات والعائدات التي تـ تبييضيا‬

‫وكذا الوسائؿ والمعدات التي استعممت في ارتكاب الجريمة‪ ،‬وقد جعؿ عقوبة مصادرة تمؾ األشياء‬

‫بالنسبة ليذه الجريمة عقوبة تكميمية وجوبية‪ ،‬مما يستخمص منو أف المشرع الجزائري بالنسبة‬

‫‪ ،‬أما‬ ‫لجريمة تبييض األمواؿ قد جعؿ عقوبة المصادرة إما تنصب عمى الشيء ذاتو أو قيمتو‬

‫المصادرة بالنسبة لجرائـ المساس بأنظمة المعالجة اآللية لممعطيات‪ ،‬إذ تقرر بموجب المادة ‪394‬‬

‫مكرر‪ 6‬مف قانوف العقوبات مصادرة األجيزة والبرامج والوسائؿ المستعممة في ارتكاب الجريمة مع‬

‫‪ ،‬أما في جرائـ‬ ‫مراعاة حقوؽ الغير ح سب النية‪ ،‬وىي عقوبة تكميمية وجوبية وليست اختيارية‬

‫الصرؼ المنصوص والمعاقب عمييا باألمر ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 09‬يوليو ‪ 1996‬المتعمؽ بقمع‬

‫مخالفة التشريع والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ‪ ،‬وحركة رؤوس األمواؿ مف والى الخارج‪ ،‬إثر التعديؿ‬

‫الذي أجري عمى المادة ‪ 5‬مف األمر المذكور‪ ،‬بموجب األمر رقـ ‪ ،03-10‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت‬

‫(‪)1‬‬
‫أحسف بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانوف الجزائي العاـ‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة التاسعة‪ ،2009 ،‬ص ‪.305‬‬

‫‪34‬‬
‫‪2010‬؛ إذ كانت المصادرة تنصب عمى محؿ الجنحة‪ ،‬ووسائؿ النقؿ المستعممة في الغش أما‬

‫التعديؿ الجديد لنص المادة ‪ 5‬المذكور فقد جعؿ المصادرة تنصب عمى محؿ الجنحة إذ كانت‬

‫المصادرة تنصب عمى محؿ الجنحة‪ ،‬ووسائؿ النقؿ المستعممة في الغش أما التعديؿ الجديد لنص‬

‫المادة ‪ 5‬المذكور فقد جعؿ المصادرة تنصب عمى محؿ الجنحة وجميع الوسائؿ المستعممة في‬

‫الغش‪ ،‬فيما قررت المادة ‪ 5‬أيضا مف األمر المذكور توقيع عقوبة مالية تقوـ مقاـ المصادرة‬

‫(‪)1‬‬
‫وتساوي قيمة األشياء المراد مصادرتيا‪ ،‬إذا لـ يتـ حجزىا أو لـ يقدميا الشخص المعنوي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحـــــــــــــــــــــــــل‪.‬‬

‫يقصد بحؿ الشخص المعنوي؛ منعو مف االستمرار في ممارسة نشاطو وىذا يقتضي أف ال‬

‫يستمر ىذا النشاط حتى ولو كاف تحت اسـ آخر أو مع مديريف أو أعضاء مجمس إدارة أو‬

‫مسيريف آخريف‪ ،‬ويترتب عمى ذلؾ تصفية أموالو مع المحافظة عمى حقوؽ الغير حسب النية ‪ ،‬وال‬

‫شؾ أف عقوبة الحؿ تعتبر مف أشد أنواع العقوبات التي توقع عمى األشخاص المعنوية لذا جعميا‬

‫المشرع الجزائري جوازية صراحة في نص المادة ‪ 18‬مكرر مف قانوف العقوبات ‪ ،‬المحددة لمعقوبات‬

‫‪ 177‬مكرر ‪ 1‬و المادة ‪389‬‬ ‫عمى األشخاص المعنوية كقاعدة عامة وأكدىا في نص المادتيف‬

‫مكرر ‪ 7‬الخاصتيف بجريمتي تكويف جمعية األشرار وجريمة تبييض األمواؿ عمى التوالي‪ ،‬بينما‬

‫استبعدىا عمى إطبلقيا مف مفيوـ المادة ‪ 18‬مكرر ‪ 1‬والمادة ‪ 394‬مكرر ‪ 4‬وىو ما يفرض عمينا‬

‫التساؤؿ فإذا كانت األسباب الستبعادىا في المخالفات يمكف أف نجد لو مبرر في عدـ خطورتيا‪،‬‬

‫سنقؼ مف دوف شؾ ببل جواب عند البح ث عف أسباب حصر جريمة المساس بأنظمة المعالجة‬

‫(‪)1‬‬
‫عمر سالـ‪ ،‬المسؤولية الجنائية لؤلشخاص المعنوية وفقا لقانوف العقوبات الفرنسي الجديد‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،1995 ،‬ص‪.58‬‬

‫‪35‬‬
‫لممعطيات في عقوبة الغرامة ال غير‪ ،‬دوف باقي العقوبات بما فييا الحؿ رغـ خطورتيا‪ ،‬وعمى‬

‫خبلؼ المشرع الجزائري الذي لـ يتطرؽ إلى مضموف ىذه العقوبة وقواعد تطبيقيا جاءت المادة‬

‫‪ 131/39‬مف قانوف العقوبات الفرنسي لمنص عمى حالتيف يجوز فييما لمقاضي الحكـ بالحؿ مع‬

‫تحديد ماىية الجريمة التي يجوز فييا ذلؾ‪ ،‬إذا أنشئ الشخص المعنوي الرتكاب الوقائع اإلجرامية‬

‫‪ 5‬سنوات مع إحالة لممحكمة المختصة إلجراء‬ ‫عمى أف تكوف جناية أو عقوبتيا الحبس لمدة‬

‫تصفيتو‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وبالنسبة لتطبيقاتيا في القوانيف الخاصة‪ ،‬فإف المشرع الجزائري استبعد تطبيؽ عقوبة الحؿ في‬

‫جرائـ الصرؼ طبقاً لنص المادة ‪ 5‬مف األمر ‪ 22-96‬المؤرخ في يوليو ‪ 1996‬المتعمؽ بقمع‬

‫مخالفة التشريع والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ مف والى الخارج‪ ،‬كما استبعد‬

‫‪06-05‬‬ ‫أيضا تطبيؽ عقوبتيا بالنسبة لجرائـ التيريب المنصوص والمعاقب عمييا في األمر رقـ‬

‫‪ 19‬منو‪ ،‬فيما‬ ‫المؤرخ في ‪ 23‬أوت ‪ ،2005‬المتعمؽ بالتيريب عمى النحو ما تضمنتو المادة‬

‫أوجبت المادة ‪ 25‬مف القانوف رقـ ‪ 18-04‬المؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر ‪ 2004‬المتعمؽ بالوقاية مف‬

‫المخدرات العقمية‪ ،‬وقمع االستعماؿ واإلتجار غير المشروعيف‪ ،‬بالنسبة لجرائـ المخدرات فيما عدا‬

‫جنحة حيازة أو استيبلؾ منيا‪ ،‬أف يتـ الحكـ بحؿ المؤسسة أو غمقيا مؤقتا لمدة ال تفوؽ خمس‬

‫(‪ )5‬سنوات‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أحسف بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانوف الجنائي العاـ‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2004 ،‬ص ‪.261‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محمد حزيط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.354‬‬

‫‪36‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬العقوبات الماسة بنشاط الشركة وسمعتها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬غمق المؤسسة أو أحد فروعها‪.‬‬

‫‪ 18‬مكرر مف‬ ‫نص المشرع الجزائري عمى عقوبة غمؽ المؤسسة أو أحد فروعيا في المادة‬

‫قانوف العقوبات كإحدى أنواع العقوبات التكميمية التي تطبؽ عمى الشركات التجارية كشخص‬

‫معنوي بسبب ارتكابيا إحدى الجنايات أو الجنح المنصوص عمييا في قانوف العقوبات التي تسأؿ‬

‫مدتيا بخـ س‬
‫حدد ّ‬
‫عنيا الشركات التجارية جزائيا‪ ،‬وىي عقوبة مؤقتة في القانوف الجزائري‪ ،‬بحيث ّ‬

‫سنوات عمى األكثر‪ ،‬كما حدد مجاؿ تطبيقيا في الجنح والجنايات التي تسأؿ عنيا جزائيا‬

‫الشركات التجارية كشخص معنوي‪ ،‬أما في مادة المخالفات‪ ،‬فقد استبعد المشرع تطبيقيا عمييا كمية‬

‫عمى نحو ما نصت عميو المادة ‪ 18‬مكرر ‪ 1‬مف قانوف العقوبات ‪ ،‬فيما استبعد تطبيقيا أيضا ضد‬

‫‪ 389‬مكرر مف‬ ‫الشركات التجارية بالنسبة لجرائـ تبييض األمواؿ عمى نحو ما تضمنتو المادة‬

‫‪ 5‬سنوات‬ ‫قانوف العقوبات التي أجازت فقط توقيع عقوبة المنع مف مزاولة النشاط لمدة ال تتجاوز‬

‫أو حؿ الشخص االعتباري ‪ ،‬وبالنسبة لجرائـ المساس بأنظمة المعالجة اآللية لممعطيات فإف‬

‫‪ 394‬مكرر ‪ 6‬مف قانوف‬ ‫المشرع الجزائري قد خص عقوبة الغمؽ بنص خاص‪ ،‬ىو المادة‬

‫العقوبات‪ ،‬وجعؿ عقوبة الغمؽ إجبارية ضد الشركات التجارية كشخص معنوي‪ ،‬وتطبؽ عمى‬

‫المحؿ أو مكاف االستغبلؿ بشرط أف تكوف الجريمة قد ارتكبت بعمـ مالكيا دوف أف يحدد المشرع‬

‫المدة القصوى ليذا الغمؽ ‪ ،‬أما بالنسبة لتطبيقاتيا فيما يتعمؽ بالجرائـ المنصوص والمعاقب عمييا‬

‫بالقوانيف الخاصة‪ ،‬فإف المشرع الجزائري قد استبعد تطبيقيا أيضا عمى الشركات التجارية كشخص‬

‫معنوي عند ارتكاب جرائـ الصرؼ خرقاً لؤلمر رقـ ‪ 22-96‬المؤرخ في ‪ 9‬يوليو ‪ 1996‬المتعمؽ‬

‫‪37‬‬
‫بقمع مخالفة التنظيـ والتسريع الخاصيف بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ مف والى الخارج المعدؿ‬

‫والمتمـ‪ .‬كما لـ يدرجيا ضمف العقوبات المطبقة عمى الشخص المعنوي فيما يتعمؽ بجرائـ التيريب‬

‫المنصوص عمييا باألمر رقـ ‪ 06 -05‬المؤرخ في ‪ 23‬أوت ‪ 2005‬المتعمؽ بمكافحة التيريب‪،‬‬

‫وانما كاف قد نص عمييا في المادة ‪ 19‬منو كعقوبة تكميمية في مواجية الشخص الطبيعي مرتكب‬

‫إحدى جرائـ التيريب تمؾ ‪ ،‬وفي جرائـ الفساد المنصوص عمييا في القانوف رقـ ‪ 01-06‬المؤرخ‬

‫في ‪ 20‬فبراير ‪ 2006‬المتعمؽ بالوقاية مف الفساد ومكافحتو‪ ،‬تطبؽ عقوبة الغمؽ كعقوبة تكميمية‬

‫وفقا لمقواعد المقررة في المواد ‪ 18‬مكرر و ‪ 51‬مكرر مف قانوف العقوبات أما في جرائـ المخدرات‬

‫‪ 13‬إلى ‪ 21‬مف القانوف رقـ ‪ 18-04‬المؤرخ في ‪ 25‬ديسمبر‬ ‫المنصوص عمييا بالمواد مف‬

‫‪ 2004‬المتعمؽ بالوقاية مف المخدرات والمؤثرات العقمية وقمع االستعماؿ واإلتجار غير‬

‫مر‬ ‫المشروعيف‪ ،‬فإف عقوبة الغمؽ تطبؽ إلزاميا عمى الشركات التجارية كشخص معنوي إذا لـ يؤ‬

‫‪ 25‬منو كما يمي "وفي جميع الحاالت‪ ،‬يتـ‬ ‫بحميا‪ ،‬إذا نصت عمى ذلؾ الفقرة األخيرة مف المادة‬

‫الحكـ بحؿ المؤسسة أو غمقيا مؤقتا لمدة ال تفوؽ خمس (‪ )5‬سنوات"‪.‬‬


‫(‪)1‬ا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نشر وتعميق الحكم باإلدانة‪.‬‬

‫ويعني نشر حكـ باإلدانة‪ ،‬إعبلنو واذاعتو بحيث يصؿ إلى عمـ عدد ٍ‬
‫كاؼ مف الناس بأية‬

‫وسيمة اتصاؿ سمعية أو مرئية‪.‬‬


‫(‪)2‬‬

‫واف نشر الحكـ يتـ إما بتعميقو عمى الجدراف في األماكف التي يحددىا الحكـ ذاتو‪ ،‬أو بنشره‬

‫في جريدة يومية أو مجمة أو عدد مف الصحؼ المكتوبة أو عف طريؽ واحدة أو أكثر مف محطات‬

‫(‪)1‬‬
‫أحمد محمد قائد مقبؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.401‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أحمد محمد قائد مقبؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.424‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلذاعة والتمفزيوف ويتعيف عمى الجية التي عيد إلييا بالنشر أف تقوـ بو دوف معارضة‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المنع من ممارسة نشاط مهني أو اجتماعي‪.‬‬

‫يقصد بيذه العقوبة بالنسبة لمشركات التجارية‪ ،‬الحيمولة بينيا وبيف ممارسة نشاطيا التجاري أو‬

‫الصناعي‪ ،‬متى كاف سموكيا اإلجرامي بمثؿ خروجاً عف أصوؿ العمؿ التجاري أو انتياكا لواجباتيا‬

‫ويترتب عمى الحكـ بيذه العقوبة‪ ،‬حرماف الشركة المحكوـ عمييا مف مزاولة نشاطيا التجاري أو‬

‫الصناعي‪ ،‬خشية أف ترتكب عف طريقو أو مناسبتو جرائـ أخرى ومف ثـ فإف في مباشرتيا لو‬

‫مضرة خطورة إجرامية تيدد المجتمع فأريد القضاء عمى ىذه الخطورة بمنعيا مف االستمرار في ىذا‬

‫العمؿ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ ،131‬فقرة ‪ 2‬مف قانوف‬ ‫أوردت المادة ‪ 18‬مكرر قانوف العقوبات المقابمة لنص المادة‬

‫اؿرنسي عقوبة المنع مف ممارسة نشاط ميني أو اجتماعي في الجنايات والجنح‪ ،‬إال أنو‬
‫اؿعقوبات ف‬

‫وكباقي العقوبات أفردىا لجريمتي تكويف جمعية أشرار وتبييض األمواؿ دوف باقي الجرائـ األخرى ‪،‬‬

‫إال أف المبلحظ عند استقراء ىذه النصوص غياب التنسيؽ بيف القاعدة العامة والنصوص الخاصة‬

‫بالجرائـ محؿ المساءلة إذ جاءت نص المادة ‪ 177‬مكرر ‪ 1‬بصيغة اإللزاـ بالحكـ لمدة ‪ 5‬سنوات‬

‫مع التوسع في مجاؿ تحديد النشاط الذي أدى إلى الجريمة أو الذي ارتكبت الجريمة لمناسبتو‪،‬‬

‫عمى خبلؼ نص المادة ‪ 389‬مكرر ‪ 7‬تركت المجاؿ مفتوح إلعماؿ السمطة التقديرية لمقاضي عند‬

‫الحكـ بيا لمدة ال تتجاوز ‪ 05‬سنوات دوف تحديد مجاؿ النشاط عمى عكس ما اتجو لو التشريع‬

‫(‪)1‬‬
‫عمر سالـ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫(‪)2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.401‬‬

‫‪39‬‬
‫الفرنسي في تعريفو لمفيوـ النشاط الميني أو اإلجنماعي في المادة ‪ 131-28‬منو‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫مكرر مف قانوف العقوبات‪ ،‬أف المشرع الجزائري قد جعؿ عقوبة‬ ‫إذ جاء نص المادة ‪18‬‬

‫المنع مف ممارسة النشاط إما أف تكوف عقوبة نيائية‪ ،‬إما أف تكوف عقوبة مؤقتة ال تتجاوز مدتيا‬

‫خمس (‪ )5‬سنوات إما أف تمس نشاط واحد فقط مف أنشطة الشركة المنصوص عمييا في قانونيا‬

‫األساسي واما أف تمس عدة أنشطة‪ ،‬إذا ما كاف موضوع نشاطيما يشمؿ عمى عدة أنشطة‪ ،‬وىذا‬

‫الخطر إما أف يكوف مباش اًر‪ ،‬أو غير مباشر‪ ،‬يشمؿ النشاط الذي وقعت الجريمة بسببو أو‬

‫بمناسبتو‪.‬‬

‫وعند تفحص نصوص القسـ الخاص مف قانوف العقوبات‪ ،‬نجد أف المشرع الجزائري قد نص‬

‫عمييا كعقوبة اختيارية يمكف لمقاضي توقيعيا عمى الشركات التجارية في جرائـ تبييض األمواؿ‬

‫المنصوص عمييا بالمادتيف ‪ 389‬مكرر ‪ 1‬و‪ 389‬مكرر ‪ 2‬مف قانوف العقوبات‪ ،‬وذلؾ عمى نحو‬

‫(‪)2‬‬
‫ما نصت عميو المادة ‪ 389‬مكرر ‪ 7‬مف قانوف العقوبات‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬العقوبات الماسة ببعض الحقوق األخرى‪.‬‬


‫باإلضافة إلى األنواع السابقة مف العقوبات التي تطبؽ عمى الشركات التجارية‪ ،‬فإف ىناؾ‬
‫عقوبات أخرى عمد المشرع الجزائري إلى وضعيا كإحدى العقوبات التكميمية التي توقع عمييا‬
‫(‪)3‬‬
‫أيضا‪ ،‬منيا عقوبة اإلقصاء مف الصفقات العمومية وعقوبة الوضع تحت الحراسة‪.‬‬
‫ولذلؾ سوؼ نتطرؽ إلى ىذه العقوبات مف خبلؿ تقسيمنا ليذا المبحث إلى‪:‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬اإلقصاء مف الصفقات العمومية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الوضع تحت الحراسة القضائية‪.‬‬

‫(‪ )1‬شريؼ سيد كامؿ‪ ،‬المسؤولية الجنائية لؤلشخاص االعتبارية‪ ،‬طبعة أولى‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،1997 ،‬ص‪.143-142‬‬
‫(‪)2‬محمد حزيط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.359‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد حزيط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.362‬‬

‫‪40‬‬
‫المطمب األول‪ :‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‪:‬‬

‫عرفت المادة ‪ 16‬مكرر ‪ 2‬مف قانوف العقوبات الجزائري ىذا الجزاء بأنو‪" :‬يترتب عمى عقوبة‬

‫اإلقصاء مف الصفقات العمومية منع المحكوـ عميو مف المشاركة بصفة مباشرة أو غير مباشرة في‬

‫‪ 34-131‬مف قانوف العقوبات الفرنسي الجديد جزاء‬ ‫آية صفقة عمومية"‪ ،‬فيما عرفت المادة‬

‫اإلقصاء مف الصفقات العمومية بأنيا‪:‬‬

‫"تشمؿ المنع مف المشاركة مباشرة أو بطريؽ غير مباشر‪ ،‬في أية صفقة تبرـ مع الدولة أو‬

‫مؤسساىا العامة أو الجماعات اإلقميمية وتجمعاتيا ومؤسساتيا العمومية وكذلؾ مف طرؼ‬

‫مؤسساتيا المحتكرة أو المراقبة مف طرؼ الدولة أو الجماعات اإلقميمية أو أحد تجمعاتيا" ‪ ،‬وعميو‬

‫فإف الشركة التجارية التي تخضع ليذه العقوبة‪ ،‬تحرـ مف المشاركة في جميع األسواؽ العامة التي‬

‫تدار بواسطة شخص معنوي عاـ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫يستفاد مف نص المادة ‪ 2‬مف قانوف الصفقات العمومية المتضمف بالمرسوـ الرئاسي رقـ ‪-10‬‬

‫‪ 236‬المؤرخ في ‪ 7‬أكتوبر ‪ 2010‬الذي ألغى المرسوـ الرئاسي رقـ ‪ 250 -02‬المؤرخ في ‪24‬‬

‫جويمية ‪ 2002‬وح ّؿ محمو‪ ،‬أف ىذا القانوف يطبؽ عمى الصفقات التي تبرميا اإلدارات والمؤسسات‬

‫العمومية التالية‪:‬‬

‫‪-‬اإلدارات العمومية كرئاسة الجميورية ورئاسة الحكومة والو ازرات‪.‬‬

‫‪-‬الييئات الوطنية المستقمة كالمجمس الدستوري ومجمس المحاسبة والمجمس الوطني‬

‫االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪-‬الواليات والبمديات‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫شريؼ سيد كامؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪41.146‬‬

‫‪41‬‬
‫‪-‬المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري كالديواف الوطني لمخدمات االجتماعية‬

‫والمستشفيات‪.‬‬

‫‪-‬مراكز البحث والتنمية والمؤسسات العمومية ذات الطابع العممي والتكنموجي‪ ،‬والمؤسسات‬

‫العمومية ذات الطابع العممي والثقافي والميني‪ ،‬كالجامعات ومعاىد التعميـ العالي‪.‬‬

‫‪-‬المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬كدواويف الترقية والتسيير العقاري‪،‬‬

‫والمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬كشركة كوسيدار‪ .‬وذلؾ عندما تكمؼ ىاتو المؤسسات بإنجاز‬

‫‪ ،‬يستوي أف تكوف الصفقة متعمقة‬ ‫عممية ممونة كميا أو جزئيا بمساىمة مؤقتة نيائية مف الدولة‬

‫بإنجاز أشغاؿ أو تقديـ خدمات أو مواد معينة أو اقتناء لوازـ أو إنجاز دراسات وسواء كانت‬

‫الصفقة منصبة عمى أعماؿ عقارية أو منقولة‪ .‬ويمتنع عمى الشركة المحكوـ عمييا كذلؾ االقتراب‬

‫مف الصفقة التي يكوف أحد أطرافيا شخص مف أشخاص القانوف العاـ سواء بصفة مباشرة أو غير‬

‫مباشرة‪ ،‬وىذا يعني أنو ال يجوز التعاقد مع الباطف مع شخص معنوي خاص آخر‪ ،‬تعاقد مباشرة‬

‫مف الشخص المعنوي العاـ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪-‬وتضمنت عقوبة اإلقصاء مف الصفقات العمومية بالنسبة لمشخص المعنوي المادة‬

‫مكرر مف قانوف العقوبات‪ ،‬وجعميا المشرع الجزائري كعقوبة تكميمية توقع عمى الشركات التجارية‬

‫كشخص معنوي في الجرائـ ذات وصؼ جناية أو جنحة‪ ،‬واستبعدىا في مواد المخالفات‪ .‬فقد‬

‫تضمنتيا المادة ‪ 18‬مكرر مف قانوف العقوبات كعقوبة تكميمية مف بيف أنواع أخرى مف العقوبات‬

‫التكميمية التي تصدر إحداىا أو أكثر ضد الشخص المعنوي إلى جانب عقوبة الغرامة في‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Stefani.G. Levasseur. G. et Bouloc, Droit pénal géneral, édition dollaz – 11e‬‬
‫‪édition,Paris , 2007, p408.‬‬
‫‪42‬‬
‫الجنايات والجنح التي تسأؿ عنيا الشركات التجارية كشخص معنوي جزئيا المنصوص عمييا في‬

‫‪ 18‬مكرر مف قانوف العقوبات الجزائري مدة ىذه العقوبة‬ ‫قانوف العقوبات‪ ،‬وحددت ىذه المادة‬

‫بخمس سنوات عمى األكثر فيما قرر المشرع الجزائري بالنسبة لجرائـ تكويف جمعية األشرار أف‬

‫تكوف العقوبة لمدة ‪ 5‬سنوات ال أكثر وال أقؿ‪ ،‬فيما استبعدت العقوبة في جرائـ تبييض األمواؿ طبقا‬

‫لنص المادة ‪ 389‬مكرر ‪ 7‬مف قانوف العقوبات‪ ،‬وجرائـ المساس بأنظمة المعالجة اآللية لممعطيات‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 394‬مكرر ‪ 4‬مف قانوف العقوبات‪ .‬وفي القوانيف الخاصة استبعد المشرع‬

‫تطبيقيا عمى الشركات التجارية كشخص معنوي والتي تقوـ مسؤوليتو عف ارتكاب إحدى جرائـ‬

‫التيريب المنصوص عمييا في األمر رقـ ‪ 06-05‬المؤرخ في ‪ 23‬أوت ‪ ،2005‬المتعمؽ بمكافحة‬

‫كشخص معنوي‬ ‫التيريب ‪ ،‬كما استبعد المشرع أيضا تطبيؽ ىذه العقوبة عمى الشركات التجارية‬

‫‪22-96‬‬ ‫عف جرائـ المخدرات ‪ ،‬أما في جرائـ الصرؼ المنصوص والمعاقب عمييا باألمر رقـ‬

‫المؤرخ في ‪ 09‬يوليو ‪ ،1996‬المتعمؽ بقمع مخالفة التشريع والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ وحركة‬

‫رؤوس األمواؿ مف والى الخارج المعدؿ والمتمـ فإف المشرع الجزائري قد جعؿ ىذه العقوبة مف‬

‫العقوبات الجوازية لمدة ال تتجاوز ‪ 05‬سنوات بالنسبة لجرائـ الصرؼ التي تقوـ مسؤولية الشركات‬

‫التجارية كشخص معنوي عنيا عمى نحو ما نصت عميو المادة ‪ 5‬مف األمر المذكور‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الوضع تحت الحراسة القضائية‪:‬‬

‫حددت المادة ‪ 18‬مكرر مف قانوف العقوبات الجزائري نطاؽ تطبيؽ عقوبة الوضع تحت‬

‫الحراسة القضائية كعقوبة تعميمية مف بيف أنواع أخرى مف العقوبات التكميمية التي تطبؽ إحداىا أو‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Phelippe Delebecque-Les sanctions de l'article 131, revue des sociétés, paris, 1993,‬‬
‫‪p350.‬‬
‫‪43‬‬
‫أكثر إلى جانب عقوبة الغرامة عمى الشخص المعنوي بالنسبة لمجرائـ ذات وصؼ جناية أو جنحة‬

‫التي تسأؿ عنيا جزائيا الشركات التجارية‪ ،‬فيما استبعدت في مادة المخمفات‪ ،‬بأف جعؿ المشرع‬

‫الجزائري ىذه العقوبة مؤقتة‪ ،‬فبل تزيد مدتيا عمى خمس سنوات وتنصب الحراسة عمى ممارسة‬

‫‪ ،‬إال أنو ما يبلحظ بالنسبة‬ ‫أدى إلى الجريمة أو الذي ارتكبت الجريمة بمناسبتيا‬
‫النشاط الذي ّ‬

‫لمقانوف الجزائري أنو لـ يتطرؽ كمية إلى إجراءات تطبيؽ عقوبة الوضع تحت الحراسة القضائية‬

‫تطرؽ بالتفصيؿ إلى ىذه‬


‫بالنسبة لمشخص المعنوي عمى خبلؼ القانوف الفرنسي الذي ّ‬

‫اإلجراءات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد حزيط‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.368‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬الخاتمة ‪:‬‬
‫‪ -‬وفً األخٌر ٌتضح لنا مما سبق ذكره خالل عرضنا لهذا البحث أنه لكً تنشأ الشركة‬

‫نشأة صحٌحة متمتعة بكل آثارها القانونٌة ‪ٌ ،‬جب أن تجتمع شروط موضوعٌة عامة‬

‫وشروط أخرى شكلٌة على اعتبر أن الشركات التجارٌة من المواضٌع التً إشترط فٌها‬

‫المشرع لكً تكون صحٌحة أن تكون فً شكل معٌن ‪ ،‬وإال كانت خاضعة للبطالن الذي‬

‫ٌعد ضرورة من أجل منع تعسف طرف على آخر أو وجود عقود ال تستجٌب بما أقره‬

‫المجتمع من أدآب ونظام عام ‪ ،‬وحتى ال ٌسعى كل طرف إلى تحقٌق مصالح ذاتٌة دون‬

‫مراعاة أدنى التزام وحتى ٌكون الجمٌع سواسٌه أمام القواعد القانونٌة جاز لكل طرف‬

‫تجاوز فً استعمال حقه بطرق ٌحددها القانون وأكبر عقاب المتعاقدٌن وهو األبطال فهو‬

‫اإلدارة التً ٌردع بها المخالفون ‪.‬‬

‫‪ -‬ومن ناحٌة أخرى فقد وضع التشرٌع الجزائري نظاما خاصا بالعقوبات المطبقة على‬

‫الشركات التجارٌة كشخص معنوي ‪ ،‬حٌث تعد خطوة مهمة فً مواجهة األخطار التً‬

‫أصبحت تمثله الكٌانات المعنوٌة فً الوقت الحاضر ومواجهة الجرائم التً ترتكب‬

‫باستعمال وسائلها ولحسابها من قبل هٌئات إدارتها وممثلٌها ولذلك فقد وقع علٌه المشرع‬

‫عقوبات أصلٌة وتتمثل فً الغرامة وأخرى تكمٌلٌة تتمثل فً المصادرة والحل باإلضافة‬

‫إلى عقوبات أخرى ماسة ببعض الحقوق ‪.‬‬

‫‪ -‬إال أن المالحظة وجود بعض الثغرات والنقائص التً تضمنها التشرٌع الجزائري مقارنة‬

‫ببعض التشرٌعات األجنبٌة ‪.‬‬

‫‪ -‬ومن أهم النقائص التً تضمنها التشرٌع الجزائري ‪:‬‬

‫‪ * -‬التشرٌع الجزائري ال ٌتضمن نصوص خاصة تطبق على الشركات التً ال تتمتع‬

‫بالشخصٌة المعنوٌة كما هو الحال فً التشرٌع الفرنسً ‪ ،‬والمقصود هو شركة المحاصة‬


‫‪ ،‬والمالحظة هو غٌاب نصوص خاصة تخص بطالن هذا النوع من الشركات وهو ما‬

‫ٌجعل المجال ملًء باإلشكالٌات القانونٌة التً تواجه الشركاء والغٌر أو القضاء فً حل‬

‫مختلف المنازعات التً تطرأ أمامهم‬

‫‪ -‬الشركات التجارٌة ال تسأل جزئٌا كشخص معنوي فً القانون التجاري الجزائري عن‬

‫جرائم الشركات المنصوص علٌها فً المواد ‪ 800‬إلى ‪ 840‬قانون تجاري ‪.‬‬

‫‪ * -‬قانون العقوبات الجزائري رغم أنه تضمن العقوبة المقررة للجرٌمة ذات وصف‬

‫مخالفة بالنسبة للشخص المعنوي ال ٌسأله جزائٌا ‪ ،‬على الرغم من المخالفات التً تتسبب‬

‫الشركات التجارٌة فً وقوعها بكثرة فً الوقت الحاضر‬

‫‪ - -‬وبناءا على هذه الثغرات وجب عل المشرع إعادة التمعن والتعمق فً النصوص‬

‫القانونٌة المنظمة لهذا الموضوع‬


‫قائمة المراجع‬
‫أوال ‪ :‬انُظىص انتشرَعُت‬
‫‪ )1‬انقاَىٌ ‪ 06-23‬انًؤرخ فٍ ‪ 20‬دَسًبر ‪ 2006‬انًعذل وانًتًى نقاَىٌ انعقىباث ج‪.‬ر رقى ‪ 84‬فٍ‬
‫‪2006/12/24‬‬
‫‪ )2‬األير رقى ‪ 156-66‬انًؤرخ فٍ ‪َ 8‬ىَُى ‪ 1966‬انًتضًٍ قاَىٌ انعقىباث ج‪.‬ر عذد ‪ 49‬نُىو ‪11‬‬
‫جىاٌ ‪1966‬‬
‫‪ )3‬األير رقى ‪ 22-96‬انًؤرخ فٍ ‪ 1996-07-09‬انًتعهق بقًع يخانفت انتشرَع وانتُظُى انخاطٍُ‬
‫بانظرف وحركت رؤوش انًىال يٍ انخارج ج‪.‬ر عذد ‪ 43‬نسُت ‪ 1996‬انًعذل وانًتًى باألير رقى ‪-03‬‬
‫‪ 01‬انًؤرخ فٍ ‪ 2003/02/19‬ج‪.‬ر عذد ‪ 12‬نسُت ‪ 2003‬واألير رقى ‪ 03-10‬انًؤرخ فٍ ‪2010-08-26‬‬
‫ج‪.‬ر عذد ‪ 50‬نسُت ‪2010‬‬
‫‪ )4‬األير رقى ‪ 25-91‬انًؤرخ فٍ ‪ 1991/12/18‬انًتضًٍ قاَىٌ انًانُت نسُت ‪ 1992‬ج‪.‬ر عذد ‪ 65‬نسُت‬
‫‪ 1991‬انًعذل وانًتًى‬
‫‪ -‬انقاَىٌ رقى ‪ 18-04‬انًؤرخ فٍ ‪ 2004/12/25‬انًتعهق بانىقاَت يٍ انًخذراث وانًؤثراث انعقهُت وقًع‬
‫االستعًال واالتجار غُر انشرعٍُُ بها ج‪.‬ر عذد ‪ 83‬نسُت ‪2004‬‬
‫‪ )5‬انقاَىٌ ‪ 18-04‬انًؤرخ فٍ ‪ 2004/12/25‬انًتعهق بانىقاَت يٍ انًخذراث وانًؤثراث وقًع االستعًال‬
‫واالتجار غُر انشرعٍُُ بها ج‪.‬ر عذد ‪ 83‬نسُت ‪2004‬‬
‫‪ )6‬األير ‪ 06-05‬انًؤرخ فٍ ‪ 2005/08/23‬انًتعهق بًكافحت انتجرَب ج‪.‬ر عذد ‪ 11‬نسُت ‪2005‬‬
‫‪ )7‬انقاَىٌ رقى ‪ 19-01‬انًؤرخ فٍ ‪ 2001/12/12‬انًتعهق بتسُُر انُفاَاث ويراقبتها وإزانتها ج‪.‬ر عذد‬
‫‪ 77‬بذَسًبر نسُت ‪2001‬‬
‫ثاَُا ‪ :‬انكتب ‪.‬‬
‫أ) بانهغت انعربُت‬
‫‪ )1‬أبى زَذ رضىاٌ ‪ -‬انشركاث انتجارَت فٍ انقاَىٌ انكىَتٍ انًقارٌ ‪ -‬انطبعت األونً ‪ -‬دار انفكر انعربٍ‬
‫‪ -‬يظر ‪1978-‬‬
‫‪ )2‬أحسٍ بىسقُعت ‪ -‬انىجُسة فٍ انقاَىٌ انجسائٍ انعاو ‪ -‬انطبعت انتاسعت ‪ -‬دار هىيت ‪ -‬انجسائر ‪2009 -‬‬
‫‪ )3‬أحسٍ بىسقُعت انىجُسة فٍ انقاَىٌ انجُائٍ انعاو ‪ -‬انطبعت انثاَُت ‪ -‬دار هىيت ‪.‬انجسائر ‪2004 .‬‬
‫‪ )4‬أحسٍ بىسقُعت ‪ -‬انىجُسة فٍ انقاَىٌ انجُائٍ انعاو ‪ -‬انطبعت انحادَت عشر ‪ -‬دار هىيت ‪ -‬انجسائر‬
‫‪2012.‬‬
‫‪ )5‬أحًذ عبذ انهطُف غطاشت ‪ -‬انشركاث انتجارَت ‪ -‬دراست تحهُهُت ‪ -‬دار طفاء نهُشر وانتىزَع ‪ .‬عًاٌ‬
‫‪1999‬‬
‫‪ )6‬أحًذ نعىر وَبُم طقر ‪ -‬قاَىٌ انعقىباث َظا وتطبُق ‪ -‬دار انهذي ‪ -‬انجسائر ‪2007 -‬‬
‫‪ )7‬أحًذ قائذ يقبم ‪ -‬انًسؤونُت انجُائُت نهشخض نًعُىٌ ‪ -‬دراست يقارَت ‪ -‬انطبعت األونً ‪ -‬دار انُهضت‬
‫انعربُت ‪ -‬انقاهرة ‪2005 -‬‬
‫‪ )8‬أكتى أيٍُ انخىنٍ ‪ -‬انًىجس فٍ انقاَىٌ انتجارٌ ‪ -‬انجسء األول ‪ -‬دار انُهضت انعربُت ‪ -‬انقاهرة ‪-‬‬
‫‪1970‬‬
‫‪ )9‬بهعُساوٌ يحًذ انطاهر ‪ -‬انشركاث انتجارَت ‪ -‬انُظرَت انعايت وشركاث األشخاص ‪ -‬انجسء األول ‪-‬‬
‫دار انعهىو نهُشر وانتىزَع ‪ -‬عُابت ‪ -‬انجسائر ‪2014.‬‬
‫‪ )10‬سًُحت انقهُىبٍ ‪ -‬انشركاث انتجارَت ‪ -‬انطبعت انرابعت ‪ -‬دار انُهظت انعربُت ‪ .‬يظر‪2008 -‬‬
‫‪ )11‬شرَف سُذ كايم ‪ -‬انًسؤونُت انجُائُت نألشخاص االعتبارَت ‪ -‬انطبعت األونً ‪ .‬دار انُهضت انعربُت ‪.‬‬
‫انقاهرة ‪1997 -‬‬
‫‪ )12‬عباش حهًٍ انًُسالوٌ ‪ -‬انقاَىٌ انتجارٌ ( انشركاث انتجارَت ) انطبعت انثاَُت ‪ -‬دَىاٌ انًطبىعاث‬
‫انجايعُت ‪ -‬انجسائر ‪1988‬‬
‫‪ )13‬عبذ انقادر انبقُراث ‪ .‬يبادئ انقاَىٌ انتجارٌ انجسائرٌ ‪ .‬انطبعت انثاَُت ‪ -‬دَىاٌ انًطبىعاث‬
‫انجايعُت ‪ -‬انجسائر ‪2012.‬‬
‫‪ )14‬عهٍ انفُالنٍ ‪ .‬االنتساياث انعايت نهعقذ ‪ -‬انًؤسست انىطُُت نهفُىٌ انًطبعُت ‪.‬انجسائر‪2001 -‬‬
‫‪ )15‬عًر سانى ‪ -‬انًسؤونُت انجُائُت نألشخاص انًعُىَت وفقا نقاَىٌ انعقىباث انفرَسٍ انجذَذ ‪ .‬دار‬
‫انُهضت انعربُت ‪ .‬انطبعت األونً ‪ -‬انقاهرة ‪1995-‬‬
‫‪ )16‬يحًذ حسَظ ‪ -‬انًسؤونُت انجسائُت نهشركاث انتجارَت فٍ انقاَىٌ انجسائٍ وانقاَىٌ انًقارٌ ‪ -‬دار‬
‫هىيت نهطباعت وانُشر و انتىزَع ‪ -‬انجسائر ‪2013-‬‬
‫‪ )17‬يحًذ فرَذ انعرٍَُ ‪ -‬انشركاث انتجارَت ‪ -‬دار انًطبىعاث انجايعُت ‪ -‬اإلسكُذرَت ‪2002 -‬‬
‫‪ )18‬يُظىر رحًاٍَ ‪ -‬انقاَىٌ انجُائٍ نهًال واألعًال ‪ -‬انجسء األول دار انعهىو ‪ -‬عُابت ‪ -‬انجسائر‬
‫‪2012.‬‬
‫‪َ )19‬ادَت فىضُم ‪ -‬أحكاو انشركاث طبقا نهقاَىٌ انتجارٌ ( شركاث األشخاص ) دار هىيت نهطباعت‬
‫وانُشر وانتىزَع ‪ -‬انجسائر ‪2003-‬‬
‫‪– bernard bouloc – haritini matsopoulou .droit pénal et général procédure )1‬‬
‫‪pénal .17 édition .édition Sirey .paris 2009 .‬‬
‫‪George Ropert – rêne roblot . traité élémentaire de droit commercial. tome )2‬‬
‫‪2 . édition Economica – paris .1961.‬‬
Stefami . G . levasseur G et bouloc – droit pénal général . 11 édition – )3
édition dalloz . Paris 2007 .
Philippe delebecque . les sanctions de larticle 131 revue . des societes – )4
paris . 1993 .
‫الفهرس‬

‫اإلهداء‬
‫خطة البحث‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬جزاء اإلخالل بأركان التأسٌس المتعلقة بالشركات التجارٌة فً التشرٌع‬
‫الجزائري‬
‫‪6‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬جزاء مخالفة األركان الموضوعٌة المتعلقة بالشركة التجارٌة‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬البطالن المؤسس على تخلف أركان موضوعٌة عامة فً عقد الشركة‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬البطالن المؤسس على عٌوب الرضا‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع الثانً ‪ :‬البطالن المؤسس على عدم مشروعٌة المحل أو السبب‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬البطالن المؤسس على تخلف أركان موضوعٌة خاصة فً عقد الشركة‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعدد الشركاء‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثانً ‪ :‬تقدٌم الحصص‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬نٌة المشاركة‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬اقتسام األرباح والخسائر‬
‫‪14‬‬ ‫المبحث الثانً ‪ :‬جزاء مخالفة األركان الشكلٌة للشركة التجارٌة‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬البطالن المؤسس على تخلف الكتابة‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬البطالن المؤسس على تخلف الشهر‬
‫‪20‬‬ ‫الفصل الثانً ‪ :‬الجزاءات المتعلقة بجرائم الشركات التجارٌة فً التشرٌع الجزائري‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬العقوبة األصلٌة ( الغرامة ) الموقعة على الشركات التجارٌة‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬مقدار الغرامة فً حالة النص علٌها بالنسبة للشخص الطبٌعً‬
‫‪24‬‬ ‫المطلب الثانً‪ :‬مقدار الغرامة فً حالة عدم النص علٌها بالنسبة للشخص الطبٌعً‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬مقدار الغرامة المقررة لبعض الجرائم المتعلقة باألموال‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثانً ‪ :‬الغرامة المقررة لبعض الجرائم ذات الخطورة الخاصة‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬الغرامة المقررة لبعض الجرائم الحدٌثة‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث الثانً ‪ :‬العقوبات التكمٌلٌة‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬العقوبات الماسة بوجود الشركة والذمة المالٌة لها‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬المصادرة‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثانً ‪ :‬الحل‬
‫‪37‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬العقوبات الماسة بنشاط الشركة وسمعتها‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬غلق المؤسسة أو أحد فروعها‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثانً ‪ :‬نشر وتعلٌق الحكم باإلدانة‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬المنع من ممارسة نشاط مهنً أو اجتماعً‬
‫‪40‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬العقوبات الماسة ببعض الحقوق األخرى‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬اإلقصاء من الصفقات العمومٌة‬
‫‪43‬‬ ‫المطلب الثانً ‪ :‬الوضع تحت الحراسة القضائٌة‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫الملخص ‪:‬‬

‫لقد كرس المشرع لجزائري جمٌع جهوده لتنظٌم مجال الشركات التجارٌة انطالقا من‬

‫تكوٌنها ‪ ،‬رغبة منه لفرض استقرار فً المراكز القانونٌة لألطراف ‪ ،‬ومواجهة األخطار‬

‫التً تترتب على نشاط هذه الكٌانات المعنوٌة ‪ ،‬ولكً تنشأ الشركة الصحٌحة وجب توافر‬

‫عدة أركان ٌبنى علٌها عقد الشركة وإال كان خاضعا للبطالن الذي ٌتأسس على مخالفة‬

‫إحدى األركان الخاصة بتكوٌن الشركة التجارٌة سواء كان ركن موضوعٌا أو شكلٌا حٌث‬

‫ٌتغٌر هذا الجزاء تبعا لتغٌر كل ركن متخلف ‪ ،‬حٌث قد ٌكون بطالنا مطلق وقد ٌكون‬

‫بطالن نسبً وقد ٌكون بطالن من نوع خاص ونظرا لألهمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة‬

‫للشركات التجارٌة خاصة مع مٌالد الشركات المتعددة الجنسٌات ‪ ،‬وخاصة بعد احتكارها‬

‫لرؤوس األموال وأمام تلك المخاطر حاول المشرع الجزائري مكافحة جرائم هذه الشركات‬

‫حٌث أخضعها إلى طائفة من العقوبات تعدٌله لقانون العقوبات بموجب القانون رقم ‪15-04‬‬

‫الصادر فً ‪ 2004/11/10‬حٌث جعل من عقوبة الغرامة عقوبة األصلٌة فٌما جعل باقً‬

‫العقوبات األخرى عقوبات تكمٌلٌة بالنسبة للشخص المعنوي اثر التعدٌل الذي مس قانون‬

‫‪ 2006-12-20‬المعدل والمتمم لقانون‬ ‫‪ 22-06‬المؤرخ فً‬ ‫العقوبات بموجب القانون‬

‫العقوبات ‪ ،‬وذلك سعٌا من المشرع نحو حث الشركاء على التفكٌر مسبقا قبل اإلقدام على‬

‫تكوٌن شركة لمدة طوٌلة تترتب علٌها تعرٌض ثرواتهم وسمعتهم للخطر‬

You might also like