Professional Documents
Culture Documents
" قل اعملوا فسٌرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق هللا العظٌم
الهً ال ٌطٌب اللٌل إال بشكرك وال ٌطٌب النهار إال بطاعتك وال تطٌب اللحظات
إال بذكرك ،وال تطٌب اآلخرة إال بعفوك وال تطٌب لجنة إال برؤٌتك هللا جل
جالله
أهدي هذا البحث المتواضع راجٌا من المولى عز وجل أن ٌجد القبول والنجاح
خطة البحث :
مقدمة
الفصل األول :جزاء اإلخالل بأركان التأسٌس المتعلقة بالشركات التجارٌة فً التشرٌع
الجزائري
المطلب األول :البطالن بالمؤسس على تخلف أركان موضوعٌة عامة فً عقد الشركة
المطلب الثانً :البطالن المؤسس على أركان موضوعٌة خاصة فً عقد الشركة
المطلب األول :مقدار الغرامة فً حالة النص علٌها بالنسبة للشخص الطبٌعً
المطلب الثانً :مقدار الغرامة فً حالة عدم النص علٌها بالنسبة للشخص الطبٌعً
الخاتمة
مقدمة:
إن الشركة التجارٌة كفكرة لٌست ولٌدة الٌوم ،ولكنها قدٌمة قدم هذا العالم بدأها اإلنسان األول
فً صورة تعاونه مع أفراد أسرته كما تمثلت فً تعاون األسر والعشائر مع بعضها وهذا ٌعنً
أن الشركة بصورتها الحالٌة هً نتاج تطور الفكر اإلنسانً على مر العصور ،وقد اعتبرت
الشركة كنظام قانونً منذ العصور الوسطى عندما زاد النشاط التجاري فً الجمهورٌات
االٌطالٌة حٌث ظهر ما ٌسمى بالشركات العامة ٌحكمها قانون مستقل عن الشركاء وٌقوم على
فكرة المصلحة المشتركة للشركاء التً ٌعتبر نواة فكرة الشخصٌة المعنوٌة التً تتمتع بها
الشركات التجارٌة حالٌا ،فقد أدى التطور الصناعً والتكنولوجً إلى توسٌع الحٌاة
االقتصادٌة وتعد المنشات االقتصادٌة وتطورها وتعاظم المنافسة فٌما بٌنها فانتشرت الشركات
التجارٌة بشكل لم ٌسبق له مثٌل وألصبحت لهذه الكٌانات االقتصادٌة لها من اإلمكانٌات
والقدرات ما ٌفوق إمكانٌات األفراد فً التأثٌر على الحٌاة االقتصادٌة واالجتماعٌة فاعترفت
التشرٌعات المختلفة للشركات التجارٌة بالشخصٌة المعنوٌة ومن بٌنهم المشرع الجزائري
لتمكٌنها من مباشرة كل النشاطات االقتصادٌة التً أنشأت من أجلها .فالشركة قد ٌنتج عنه
وجود شخص معنوي قانونً مستقل له ذمة مالٌة ونظام قانونً ٌكون قابل لالنحالل أو
االنقضاء غٌر أن هذا العقد لٌس كغٌره من سائر العقود إذ ٌترتب نشوء عنه شخص معنوي
ٌستمتع بكٌان ذاتً وٌعٌش حٌاة مستقلة عن تلك الذي ٌعٌشها الذٌن اشتركوا فً إبرام العقد
الذي أدى إلى مٌالده ،حٌث عرفت المادة 416من القانون المدنً الجزائري الشركة ( على
أنها عقد بمقتضاه ٌلتزم شخصان طبٌعٌان أو إعتبارٌان أو أكثر بالمساهمة فً نشاط مشترك
تقدٌم حصة من عمل أو مال أو نقد بهدف اقتسام الربح الذي ٌنتج أو بلوغ هدف اقتصادي ذي
منفعة مشتركة كما ٌتحملون الخسائر التً قد تنجز عن ذلك )
ولكً تنشأ الشركة نشأة صحٌحة متمتعة بكل آثارها القانونٌة ٌجب أن تجتمع أركان
موضوعٌة وأخرى تشكٌلة على اعتبار أن الشركات التجارٌة من المواضٌع التً اشترطت
فٌها المشرع لصحتها إن تكون فً شكل معٌن ورتب على مخافتها جزاءات ال سٌما أنه ٌنتج
عن تكوٌنها كٌان قانونً جدٌد مستقل عن شخصٌة األطراف المكونة له ،حٌث تعتبر
الشركات التجارٌة أكثر األشخاص المعنوٌة وجودا بالخصوص فً المجتمع الجزائري فً ظل
الحركة االقتصادٌة واالجتماعٌة وبالتالً فكما بإمكانها تحقً فوائد للمجتمع ولألفراد ،فإن
أ
بعضها قد ٌقع فً األخطاء وقد ٌرتكب أفعاال تلحق أضرارا تفوق الكثٌر من الضرر الذي
ٌحدثه الشخص الطبٌعً نظرا لما ٌتمتع به الشخص المعنوي من إمكانٌات ووسائل .
لذا تتضح أهمٌة اختٌارنا لموضوع الجزاءات الموقعة على الشركات التجارٌة فً
التشرٌع الجزائري هو ذلك الدور البارز للشركات التجارٌة فً عملٌة البناء االقتصادي
وتحقٌق التنمٌة االقتصادٌة .كما أنها أصبحت تلعب دورا هائال فً الحٌاة االجتماعٌة
واالقتصادٌة وتنفٌذ المشارٌع ذات الدور الحٌوي مما ٌفرض على المشرع أن ٌكرس جمٌع
جهوده وإمكانٌاته لتنظٌم المجال.
ومن أهم األسباب الذاتٌة التً دفعتنا الختٌار الموضوع هو ذلك الشغف الكبٌر بمجال
األعمال بصفة عامة وموضوع الشركات التجارٌة بصفة خاصة .وباألخص إن البحث فً هذا
الموضوع ٌمنح الشخص معرفة قٌمة تشجعه للتعمق أكثر فً هذا الموضوع
أما األسباب الموضوعٌة الختٌار هذا الموضوع فهً كون التشرٌعات المختلفة اعترفت
للشركات التجارٌة بالشخصٌة المعنوٌة وما ٌتبعها من التصرفات القانونٌة التً ٌعترف بها
األفراد مثل حق التعاقد والتملك والتقاضً وغٌرها من الحقوق كما أنها من أكثر الكٌانات
االقتصادٌة التً تعب دورا بارزا فً التأثٌر على الحٌاة االقتصادٌة واالجتماعٌة كما إن
الموضوع عمٌق وٌتسم بالدقة ،مما ٌلزم المشرع على تفعٌل آلٌاته وجهوده وأحكامه الخاصة
بالشركات التجارٌة كشخص معنوي .
إن البحث والتعمق فً هذا الموضوع الذي ٌعد من المواضٌع التً تثٌر العدٌد من
المشاكل واجهته بعض الصعوبات وهً مالحظة وجود بعض النقائص والثغرات تضمنها
التشرٌع الجزائري مقارنة بالتشرٌعات األخرى
اإلشكالية:
فٌما تتمثل الجزاءات التً تم تكرٌسها من المشرع الجزائري فً تنظٌمه ألحكام الشركات
التجارٌة كشخص معنوي ؟
-أما اإلشكالٌات الفرعٌة فهً كاآلتً:
-ما هو جزاء اإلخالل بالقواعد الشكلٌة والموضوعٌة لتكوٌن الشركة التجارٌة ؟
-ما هً العقوبات األصلٌة والتكمٌلٌة والعقوبات األخرى الموقعة على الشركات
التجارٌة؟
ب
-ولإلجابة على هذه اإلشكالٌة واإلحاطة بكافة جوانب هذا الموضوع فقد تم اعتماد
المنهج الوصفً التحلٌلً من خالل تتبع الحاالت التً أجاز فٌها المشرع بطالن عقد
الشركة ،من ناحٌة والعقوبات التً توصل المشرع لتطبٌقها والمتعلقة بالمسؤولٌة
الجزائٌة للشركات التجارٌة كشخص معنوي .
-وفقا لذلك فقد تقسٌم الموضوع إلى فصلٌن ،الفصل األول تم التطرق فٌه إلى إجراء
اإلخالل بأركان التأسٌس المتعلقة بالشركات التجارٌة فً التشرٌع الجزائري والذي
تضمن مبحثٌن تناولنا فً المبحث األول جزاء مخالفة األركان الموضوعٌة المتعلقة
بالشركة التجارٌة والمبحث الثانً تناولنا فٌه جزاء مخالفة األركان الشكلٌة المتعلقة
بالشركة التجارٌة .ثم أفردنا الدراسة فً الفصل الثانً إلى الجزاءات المتعلقة بجرائم
الشركات التجارٌة فً التشرٌع الجزائري ،وتم تقسٌم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث ،
تناولنا فً المبحث األول عقوبة الغرامة الموقعة على الشركة التجارٌة ،والمبحث
الثانً تناولنا فً العقوبات التكمٌلٌة والمبحث الثالث تناولنا فً أنواع أخرى من
العقوبات الموقعة على الشركات التجارٌة ،ثم أختم الدراسة بخاتمة أخصها للنتائج
المتوصل إلٌها من هذا البحث .
ج
المتعمقة بالشركات التجارية في التشريع الفصل األول :جزاء اإلخالل بأركان التأسيس
الجزائري.
لقد عرفت نظرية بطبلف الشركات التجارية تطو اًر عمد إلى إبعاد النظرية العامة ،ؿلبطبلف مف
التطبيؽ في ىذا الحقؿ ،لكف ليس إلى درجة االنفصاؿ .ولغرض الوصوؿ إلى نظرة صحيحة
ؿقانوف الشركات التجارية والتي لمموضوع يجب أف نتصور وجود مجموعة مف القواعد الخاصة
الحكـ بالبطبلف ؼالقانوف التجاري ومف جيتو تدخؿ المشرع في وقت مبكر بغرض استبعاد
يتطمب العديد مف شكميات التأسيس وقد تدخمت التعديبلت في الكثير مف الحاالت لمحد مف صرامة
قد يؤدي تخمؼ ركف مف أركاف الشركة؛ سواء أكاف الركف موضوعيا أو ركف خاصا أو ركنا
شكميا إلى ترتيب جزاء وىو البطبلف وىذا األخير يتغير تبعا لتغير الركف المتخمؼ حيث قد يكوف
ميما كاف نوعو فانو يؤدي إلى زواؿ العقد ،وما يترتب عميو مف آثار وذلؾ بأثر رجعي غير أف
الطبيعة الخاصة لعقد الشركة تفرض عدـ تطبيؽ ىذه القاعدة بصفة مطمقة بالنظر لآلثار الخطيرة
التي قد تنجـ عف ىذا البطبلف ،إذ ال يستطيع مف إلغاء وجود الشخص المعنوي في الفترة السابقة
عميو ،وىذا ما أدى بالفقو والقضاء في كؿ مف فرنسا ومصر إلى تضييؽ األثر الرجعي لمبطبلف
()1
بمعيساوي محمد الطاىر ،الشركات التجارية –النظرية العامة وشركات األشخاص -ج ،1دار العموـ لمنشر والتوزيع،الجزائر،
،2014ص.127
4
()1
تقسيـ ىذا الفصؿ إلى وعميو مف األحسف تـ وذلؾ عف طريؽ خمؽ نظرية الشركة الفعمية.
مبحثيف:
المبحث األوؿ :جزاء مخالفة األركاف الموضوعية المتعمقة بالشركة التجارية .
()1
نادية فوضيؿ ،أحكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري (شركات األشخاص) ،دار رحومة لمطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر ،2002 ،ص.45
5
المبحث األول جزاء مخالفة األركان الموضوعية المتعمقة بالشركة التجارية:
يحدث بطبلف الشركات باعتبارىا عقدا مف اختبلؿ أحد األركاف الموضوعية العامة لمعقد ،فقد
يحدث البطبلف الشركة لعيب في الرضا و نقص األىمية ،كما قد يحدث لعدـ مشروعية المحؿ
()1
والسبب.
ويقوـ عقد الشركة عمى أركاف موضوعية خاصة تميزه عف باقي العقود المسماة األخرى,
ويترتب عمى تخمفيا أف تكوف الشركة باطمة ,فقد ينجـ البطبلف لتخمؼ ركف التعدد وقد تبطؿ
الشركة لعدـ التزاـ الشركاء بتقديـ الحصص الموعود بيا ،أو انتفاء نية االشتراؾ و تقسيـ األرباح
()2
والخسائر.
المطمب األوؿ :البطبلف المؤسس عمى تخمؼ أركاف موضوعية عامة فى عقد الشركة.
المطمب الثاني :البطبلف المؤسس عمى تخمؼ أركاف موضوعية خاصة فى عقد الشركة.
()1
بمعيساوي محمد الطاىر ،المرجع السابؽ ،ص.132
()2
نفس المرجع ،ص.135
6
المطمب األول :البطالن المؤسس عمى تخمف أركان موضوعية عامة فى عقد الشركة .
اذا أصيب رضا احد الشركاء بعيب مف العيوب ،كالغمط أو اإلكراه أو التدليس أو االستغبلؿ
أو كاف الشريؾ قاص ار أو ناقص أىمية لعتو أو سفو أو غفمة فإف الجزاء المترتب عف ىذا العيب
ىو البطبلف الذي يسري في حقو فحسب دوف سائر الشركاء ،أي أف البطبلف النسبي يقتصر
()1
عمى الشريؾ الذي شاب رضاه عيب مف العيوب أو الشريؾ القاصر أو ناقص األىمية.
ويسقط حؽ الشريؾ في طمب البطبلف إذا أجاز العقد؛ سواء كانت اإلجارة صريحة أو ضمنية .
كما يسقط حقو أيضا ،اذا لـ يتمسؾ بو خبلؿ مدة عشر سنوات ،تبدأ مف يوـ كشؼ العيب ،كما
ال يجوز التمسؾ بالبطبلف بعد فوات مدة خمسة عشرة سنة مف تاريخ إبراـ العقد ،ومتى قضي
لمشريؾ بالبطبلف فإف القواعد العامة ،تقضي بإرجاع حالة المتعاقديف إلى الحالة التي ما كانت
عميو قبؿ التعاقد ،حيث يسترد الشريؾ حقو ،وما يبلحظ ىنا أنو إذا قضي بالبطبلف لمشريؾ في
شركة األمواؿ ليس نفسو األمر بالنسبة لشركة األشخاص ،ففي شركة األشخاص وبما أنيا تقوـ
عمى االعتبار الشخصي وبخروج الشريؾ منيا يؤدي إلى حؿ الشركة وتصفيتيا إال إذا نص في
العقد التأسيسي لمشركة عمى غير ذلؾ ،أما اذا كنا بصدد شركات األمواؿ فيذه الشركة ال تقوـ
عمى االعتبار الشخصي ,وبالتالي خروج الشريؾ ال يؤثر عمى باقي الشركاء بسبب البطبلف الذي
قد تـ لمصمحتو ،أما اذا كاف العيب قد شاب رضا كافة المؤسسيف ،في مثؿ ىذه الشركات فاف
()1
عباس حممي المنزالوي ،القانوف التجاري (الشركات التجارية) ،الطبعة الثانية ،ديواف المطبوعات الجامعية،الجزائر ،1988 ،ص
.19
7
(ال يحصؿ بطبلف شركة أو عقد معدؿ لمقانوف األساسي بنص صريح في ىذا القانوف و القانوف
الذي يسري عمى بطبلف العقود وفيما يتعمؽ بالشركات ذات المسؤولية المحدودة أو شركات
المساىمة ،فإف البطبلف ال يحصؿ مف عيب في القبوؿ وال مف فقد األىمية ،ما لـ يشمؿ ىذا الفقد
()1
كافة الشركاء المؤسسيف.
-عقد الشركة كغيره مف العقود البد أف يكوف لو محؿ معيف وممكف ومشروع ،ومحؿ عقد
الشركة ىو الغرض الذي تيدؼ الشركة لتحقيقو وىو تنفيذ المشروع االقتصادي الذي تكونت مف
أجمو ،لذا يتعيف أف يكوف ىذا الغرض مشروعا وممكنا واال كانت باطمة ،فالشركة التي تتأسس
لغرض غير مشروع كاإلتجار بالمخدرات أو لتزوير النقود ،تعتبر باطمة لمخالفة الشركة لمنظاـ
العاـ واآلداب العامة ،كما تعد الشركة باطمة اذا كاف غرضيا مزاولة أعماؿ حرميا المشرع عمى
مثميا كما لو تأسست شركة ذات مسؤولية محدودة لمزاولة أعماؿ التأميف أو أعماؿ البنوؾ ألف
،غير أف محؿ عقد الشركة بيذا المشرع حرـ عمى غير الشركة المساىمة مزاولة ىذه األعماؿ
المعنى ال يمكف أف يتحقؽ إال إذا أسيـ كؿ شريؾ بحصتو مف الماؿ أو عمؿ القتساـ ما ينشأ عف
مشروع الشركة مف ربح أو خسارة ،لذا يتعيف أف يكوف مشروعا كما لو قدـ احد الشركاء حصتو
ىي عممو في الشركة ،غير أف ىذا العمؿ عبارة عف نفوذ الشريؾ أو ما يتمتع بو مف نفقة مالية،
إذ يعد ذلؾ مف استغبلؿ النفوذ وىو أمر غير مشروع لمخالفتو النظاـ العاـ ،األمر الذي يترتب
عميو بطبلف الشركة وعمى العكس؛ فقد يكوف محؿ التزاـ الشريؾ مشروعا وممكنا ،ولكف يمحقو
()1
نادية فوضيؿ ،أحكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري (شركات األشخاص) ،المرجع السابؽ ،ص.48
8
البطبلف اذا كاف غرض الشركة غير مشروع ،وعمى العكس فقد يكوف محؿ التزاـ الشريؾ مشروعا
،أما سبب عقد الشركة ىو وممكنا والكف يمحقو البطبلف اذا كاف غرض الشركة غير مشروع
الباعث الدافع إلى التعاقد ،ويتمثؿ في رغبة كؿ شريؾ في المساىمة مع الشركاء اآلخريف في
تحقيؽ الغرض الذي تكونت الشركة مف أجبو لتحقيؽ الربح ،وىو وبيذا المعنى يختمط بمحؿ العقد
فيتعيف أف يكوف مشروعا ،واف السبب في عقد الشركة ىو دائما رغبة الشركاء في تحقيؽ األرباح،
رد بعضيـ عمى ذلؾ بأف الرغبة في الحصوؿ عمى ربح ليست ولذا يكوف دائما مشروعا ،و
مشروعة في كؿ األحواؿ ،إذ ترتبط مشروعية الرغبة في تحقيؽ الربح بمشروعية العمؿ أو مصدر
()1
الربح ،فمتى كاف غرض الشركة ،أو محميا غير مشروع فإف سببيا اآلخر يكوف غير مشروع.
-إف كوف موضوع عقد الشركة أو سببو غير مشروع أي مخالؼ لمنظاـ العاـ واآلداب العامة
كأف يكوف مثبل تجارة مخدرات أو أسمحة ،فإف الجزاء المترتب ىنا ىو البطبلف المطمؽ الذي يحؽ
لكؿ ذي مصمحة التمسؾ بو سواء مف الغير أو مف الشركاء ،كما يجوز لممحكمة أف تقضي بو مف
تمقاء نفسيا ،وال يزوؿ ىذا النوع مف البطبلف باإلجازة ،وتسقط دعوى البطبلف بمضي 15سنة مف
مثؿ ىذه وقت إبراـ العقد ،كما يؤدي ىذا النوع مف البطبلف إلى زواؿ العقد بأثر رجعي ،وفي
الحالة إذا لـ يقدـ أحد الشركاء حصتو فيو ليس ممزـ ا بتقديميا أما إذا قدموا الشركاء حصصيـ
فقد ثار خبلؼ حوؿ استردادىا حيث ذىب أصحاب الرأي األوؿ إلى القوؿ أنو ال يجوز مطالبة
الشركاء في حالة البطبلف المطمؽ ،بينما ذىب الرأي الثاني إلى أنو مف حؽ الشركاء استرجاع
حصصيـ ومطالبة المدير ألف ىذا األخير ليس مف حقو االستبلء عمييا مف دوف حؽ قانوني،
كما،أنو ساىـ في العـ ؿ عمى غير المشروع ،وىذا الرأي األخير ىو الرأي الراجح كما ثار خبلؼ
()1
نادية فضيؿ ،شركات األمواؿ في القانوف الجزائري ،ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر العاصمة ،2003 ،ص.102
9
ثاني حوؿ اآلثار المترتبة عف بطبلف عقد الشركة تجاه الغير حيث يرى جانب مف الفقو أف بطبلف
أما الرأي الثاني فيرى التمييز بيف ما إذا ما كاف ىذا الغير حسف النية وسيء النية ،فإذا كاف
سيء النية ،أي أنو يعمـ بموضوع الشركة أو سببيا فإذا كاف غير مشروع جاز التمسؾ في
مواجوتو بالبطبلف.
أما إذا كاف حسف النية فبل يجوز ذلؾ بؿ يحؽ لمغير أف يطالب الشركاء بتنفيذ العقد الذي تـ
بينيـ ،طالما كاف ىذا العقد ال يستند بدوره إلى سبب غير مشروع.
()1
المطمب الثاني :البطالن المؤسس عمى تخمف أركان موضوعية خاصة فى عقد الشركة:
يحدث البطبلف بسبب عدـ اكتماؿ النصاب القانوني لعدد الشركاء أو زيادة عدد الشركاء ،أو
بسبب انتفاء نية المشاركة وتقسيـ األرباح و الخسائر ،ألف ىذه النية ىي التي تميز عقد الشركة
عف العقود األخرى ،واذا انتفت ىذه النية لـ تكف بصدد عقد الشركة ،وبالتالي يكوف العقد باطبل
()2
بطبلنا مطمؽ وىذا ما قضت بو المادة 426مف القانوف المدني الجزائري.
416مف القانوف المدني الجزائري، إف ما تمميو فكرة العقد ىو التعدد ،وحسب نص المادة
فإنو يشترط أف يتـ عقد الشركة بيف شخصيف أو أكثر وىذا خبلؼ لمتشريعات األنجموساكسونية،
()1
نادية فوضيؿ ،أحكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري (شركات األشخاص) ،مرجع سابؽ ،ص.48
()2
عبد القادر البقيرات ،مبادئ القانوف التجاري ،ط ،2ديواف المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2012 ،ص96
10
التجاري الجزائري ،والتي تعترؼ بما يعرؼ بشركة الشخص الواحد ،Société Unipersonnel
وىي الشركة التي تنشأ نتيجة تجمع أسيـ شركة المساىمة أو الحصص االجتماعية ،في الشركة
ذات المسؤولية المحدودة فتبقى ىذه الشركة قائمة وتبقى ذمة الشريؾ مستقمة عف ذمة الشركة.
()1
وعمى ذلؾ يمزـ لصحة عقد الشركة أف يوجد فييا أكثر مف شخص كما ىو الحاؿ في شركة
التضامف مف دوف تحديد الحد األقصى ،وتشترط المادة 592مف القانوف التجاري الجزائري؛ أف ال
يقؿ عدد الشركاء في شركة المساىمة عف 7شركاء مف غير تحديد الحد األقصى ،بينما المادة
590مف القانوف ذاتو فقد اشترطت أف ال يزيد عدد الشركاء في الشركة ذات المسؤولية المحدودة
3شركاء، عف 20شريكاً واشترط القانوف أف ال يقؿ عدد المساىميف في التوصية باألسيـ عف
إف الحصص (المساىمات) التي يقدميا الشركاء لبلشتراؾ في الشركات التجارية تمثؿ الضماف
العاـ لممتعامميف مع ىذا الكياف الجديد ،و رأسماؿ اؿشركة ىو عبارة عف الحصص التي يتعيد
الشركاء بتقديميا ،وبالتالي تخمفيا يستتبع بطبلف الشركة لتخمؼ أحد أركانيا ،حيث يتعيف عف
المتخمؼ عف تقديـ الحصة التي وعد بيا؛ إما أف يتـ تعويضيا بأخرى أو تكوف الشركة باطمة
أوال :الحصص النقدية :فقد تكوف الحصة مبمغا مف النقود ،يقدميا الشريؾ كحصة في
()1
أبو زيد رضواف ،الشركات التجارية في القانوف الكويتي المقارف ،ط،1دار الفكر العربي.مصر ،1978 ،ص.43
)(2
Geirge Ropert- Réne Roblot, Traité élémentaire de droit commercial, Tom2,
édition Econmica,Paris ,1961 , p7.
()3
بمعيساوي محمد الطاىر ،المرجع السابؽ ،ص.136
11
الشركة وىو الوضع الغالب ،ومف مجموعة الحصص النقدية يتكوف رأس ماؿ الشركة والشريؾ في
ىذه الحالة دفع حصتو النقدية التي تعيد بيا في المواعيد المتفؽ عمييا.
()1
متى كافت حصص اؿشركاء ممكية أو حؽ منفعة أو حؽ عيني آخر؛ فإف ضماف الحصص
اليالكة أو استحقاقيا أو إثباتيا أو إشابتيا بعيب أو نقص يخضع ألحكاـ البيع أما إذا كانت مجرد
االنتفاع بالماؿ فأحكاـ اإليجار ىي التي تنطبؽ عمى ذلؾ ،كأف يتعيد الشريؾ بتقديـ سيارتو أو
سكنو أو عبلمة تجارية ،أو ديف في ذمة الغير ،وتقدـ ىذه الحصص إما عؿ ى وجو التمميؾ وفي
ىذه الحالة فإنيا تخرج عف ممكية صاحبيا نيائيا ،وتركف إلى ممكية الشركة.
()2
ولمشريؾ الحؽ في التعيد بدؿ تقديـ حصة عينية أو نقدية أو بتقديـ أداء عمؿ يحقؽ بمقتضاه
لمشركة فائدة مادية كاألبحاث العممية والخبرات الفنية ،وفي ذلؾ يقرر القانوف المدني الجزائري في
المادة 420منو عمى أف الشريؾ يقدـ حصة تتمثؿ في جيد يبذلو وتنتفع بو الشركة ،وحتى يعتبر
العمؿ حصة لمشريؾ في الشركة وجب أف يكوف ذا شأف جدي في نجاح الشركة وذو أىمية خاصة
فمتى كانت حصة الشريؾ عمبل معيناً ،التزـ بتخصيص ىذا العمؿ لفائدة الشركة وحدىا بما
قد ترتبو مزاولة العمؿ لشخص أو لحساب شركة منافسة مف التنافي ومبدأ التعاوف الذي تفترضو
()1
محمد فريد العريني ،الشركات التجارية ،دار المطبوعات الجامعية ،االسكندرية ،2002،ص.34
()2
محمد فريد العريني ،نفس المرجع ،ص.36
()3
نادية فوضيؿ،أحكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري ،مرجع سابؽ ،ص.37
12
نية االشتراؾ.
()1
وىي ركف جوىري يستشؼ مف جوىر العقد ذاتو وينصب عمى الحالة النفسية التي دفعت
الشخص لمتعاقد.
()2
تعرؼ نية المشاركة عمى أنيا رغبة إرادية تدفع الشركاء إلى التعاقد عف طريؽ التعاوف
اإليجابي لتحقيؽ ىدؼ الشركة فالشركة ال تنشئ إال بيف أفراد يرغب كؿ منيـ في إنشاءىا مع
االرادية اآلخر فيي حالة إرادية تختمؼ عف الشيوع كما سبؽ وأف فصمنا ذلؾ ،والى جانب الرغبة
نجد أف نية المشاركة واإلشراؼ والرقابة وىذا التعاوف ىو الذي يفرض في عقد الشركة المساواة بيف
ي الحصص وتنظيـ إدارة الشركة ويقصد بالمساواة المراكز القانونية فميس بينيـ
الشركاء في تقد ـ
تابع وال متبوع وال رئيس وال مرؤوس ،وال يعمؿ أحدىـ لحساب اآلخر ،وانما يتساوى الجميع لتحقيؽ
اليدؼ المنشود مف إنشاء الشخص المعنوي المسمى الشركة ،وىذه ىي المساواة التي تتيح لنا
إف ركف اقتساـ األرباح والخسائر يعد ركنا جوىريا في عقد الشركة يتمثؿ في جني األرباح عف
بالشركة أو طريؽ استغبلؿ المشروع وقبوؿ كؿ شريؾ تحمؿ جزء مف الخسائر التي قد تحدؽ
الشركاء نتيجة سوء استغبلؿ المشروع أو عدـ تحقيقو لمربح والربح ىو القيـ المالية التي يمكف
()1
محمد فريد العريني ،المرجع السابؽ ،ص.40
()2
أحمد عبد المطيؼ غطاشة ،الشركات التجارية ،دراسة تحميمية ،دار صفاء لمنشر والتوزيع ،عماف ،1999 ،ص.32
13
إضافتيا إلى ذمـ الشركاء وىو ما يعرؼ بالربح اإليجابي.
()1
إذا تخمؼ أحد األركاف الموضوعية الخاصة في عقد الشركة فإف الجزاء المترتب عمى ذلؾ
انعداـ وجود الشركة نظ اًر لفقدانيا المقومات واألسس التي تقوـ عمييا الشركة كي تخمِّؼ شخصاً
واذا تخمؼ ركف "تعدد الشركاء" كأف تقوـ شركة عمى رجؿ واحد فتعتبر ىذه الشركة غير
موجودة في نظر القانوف الجزائري باستثناء الشركة ذات المسؤولية المحدودة؛ التي أجاز القانوف أف
الشركة التجارية تقوـ عمى رجؿ واحد واذا تخمّؼ ركف نية المشاركة الذي يعد العمود الفقري لقياـ
ألف ىذه النية ىي التي تميز عقد الشركة عف عقود أخرى ،إذف مشكؿ البطبلف في ىذا المجاؿ ال
يثار ألف الشركة تكوف منعدمة في نظر القانوف ،واف كاف يظير البطبلف فقط في ركف اقتساـ
األرباح والخسائر ،واذا تخمؼ ىذا الركف يحتوي العقد عمى شرط األسد ،والذي غرضو منح أحد
الشركاء الحصوؿ عمى الربح أو إعفائو مف الخسائر في ىذه الحالة يحؽ لكؿ ذي مصمحة أف
الجزائري في المادة تخضع عقود الشركات عموما إلى الكتابة ،وىو ما أكد عميو المشرع
1/418مف القانوف المدني الجزائري ،وبيذا يكوف المشرع قد خرج عف مبدأ حرية اإلثبات التي
وقد يكوف الباعث وراء ىذا بحث المشرع عف حث الشركاء عمى التفكير مسبقاً قبؿ اإلقداـ
()1
نادية فوضيؿ ،مرجع سابؽ ،ص.40
()2
نادية فوضيؿ ،نفس المرجع ،ص.50
14
عمى تكويف شركة لمدة طويمة وقد ينبني عمييا تعريض ثرواتيـ وسمعتيـ لمخطر.
()1
إضافة إلى الشروط الموضوعية العامة والخاصة بعقد الشركة فيجب لقياـ عقد الشركة توافر
شروط شكمية أخرى متمثمة في كتابة عقد الشركة وكذا نشر ىذا العقد وشيره.
()2
تعتبر الكتابة الزمة النعقاد الصحيح لعقد الشركة فيي ليست مجرد دليؿ إثبات ،إذ التبلزـ
418عمى أنو (يجب اف يكوف عقد الشركة وقد نص التقنيف المدني الجزائري في المادة
مكتوباً واال كاف باطبل وكذلؾ يكوف باطبل كؿ ما يدخؿ عميو مف تعديبلت إذا لـ يكف ليا نفس
الشكؿ الذي يكتسبو ذلؾ العقد) ،وىي تقابؿ نص المادة 508مف التقنيف المدني المصري ،وىما
توجباف إبطاؿ العقد إف لـ يكف مكتوبا ويترتب عمى ذلؾ أف عقد الشركة ال بد أف يبرـ مكتوباً
أكانت الشركة مدنية أـ تجارية ،أياً كاف رأس ماليا وعدد شركائيا فالكتابة شرط صحة ،وتيسر
إثبات وتخمفيما يرتب جزاء قانوني يتمثؿ في بطبلف العقد ،إف الكتابة تيـ الغير الذي يتعامؿ مع
الشركة بقدر ما تيـ الشركاء أنفسيـ ،لما في الكتابة مف لفت نظر وتنبيو لممتعاقد ،ولما ىو مقدـ
عميو وبالتالي زيادة الدقة في تحديد نطاقو وآثاره ،أما بالنسبة لمغير فبل وجود لمعقد مالـ يتـ
()1
سميحة القميوبي ،الشركات التجارية ،ط ،4دار النيضة العربية ،مصر ،2008 ،ص.55
)(2
Geirge Ropert- Réne Roblot-, op-cit- p 783.
15
اإلمضاء الذي ىو جزء مف الكتابة ،وكؿ تغير في بنود العقد أو زيادة أو نقصاف في رأس الماؿ
أو النشاط أو العنواف أو كؿ ما يتعمؽ بالشركة ال بد أف يقع مكتوباً ويمحؽ بالعقد التأسيسي وكؿ
تعرض العقد لمبطبلف ،ويتخذ عقد الشركة شكبل رسمياً صاد اًر عف جية ذات سمطة
مخالفة لذلؾ ّ
واختصاص في ىذا المجاؿ وعادةً ما يحرره الموثؽ ويؤشر عميو وحتى تتمتع الشركة بالشخصية
والفقو مختمؼ حوؿ تبياف الحكمة التي مف أجميا شرعت الكتابة في عقد الشركة .فمف قاؿ بأف
الحكمة في ذلؾ ترجع إلى رغبة المشرع في لفت نظر الشركاء إلى أىمية العماؿ الذي يقدموف
عميو،ومف قاؿ أف األساس الحقيقي الشتراط الكتابة يتبمور في كوف عقد الشركة ينفرد عف غيره مف
العقود بخمؽ شخص معنوي يتمتع بكياف ذاتي ويحيا حياة مستقمة عف تمؾ التي يحياىا األشخاص
الذيف ساىموا في خمقو ،وماداـ األمر كذلؾ فبل مفر مف أف يكوف ليذا الشخص المعنوي دستور
مكتوب يستطيع الغير أف يطمع عميو قبؿ الدخوؿ معو في معامبلت قانونية.
()2
غير أف الكتابة تكوف عرفية أو رسمية ...واف كاف المشرع لـ يبيف نوعية الكتابة الواجبة في
الشركة المدنية واقتصر عمى ضرورة كتابتيا فقط ،فإف الشركة التجارية ال بد مف إفراغيا في
545ؽ .ت الذي يقضي الشكؿ الرسمي واال كانت باطمة ،ىذا ما يستخمص مف نص المادة
بضرورة إثبات الشركة بعقد رسمي واال كانت باطمة وبمفيوـ المخالفة أف الكتابة الرسمية الزمة ،بؿ
اف قانوف السجؿ التجاري الصادر لسنة 1990يؤكد عمى أف ىاتو الرسمية الزمة ألنو يشترط أف
2/6مف القانوف المذكور تتـ ىذه الكتابة بواسطة الموثؽ وليس المؤسسيف وذلؾ حسب المادة
()1
عمي فيبللي ،االلتزامات :النظرية العامة لمعقد ،المؤسسة الوطنية لمفنوف المطبعية ،الجزائر ،2001 ،ص.244
()2
أكثـ أميف الخولي ،الموجز في القانوف التجاري ،ج ،1دار النيضة العربية .القاىرة ،1970 ،ص.417
16
يحرر الموثؽ عقد الشركات التجارية حسب األشكاؿ القانونية المطموبة بعد إستفاء الشكميات
التأسيسية ،أما المادة 9مف نفس القانوف تقتضي بما يمي (تنشأ بعقد رئيسي يحرر لدى الموثؽ
مسؤولية الشركات التجارية التي تتـ بالصفة القانونية الخاصة بشركة المساىمة والشركة ذات
محدودة وشركة التضامف) ،وعمى كؿ فإف عقد الشركة غير المكتوب ال يجوز إثباتو باألدلة التي
تعادؿ الكتابة أو تزيد منيا قوة ،وىذه القاعدة عامة وسارية عمى عقود الشركات المدنية والتجارية
()1
عمى حد سواء.
إذا كاف العقد يمزـ المتعاقديف دوف غيرىما فإنو يسري كذلؾ في حؽ الغير فبل يحؽ لمغير
تجاىؿ التصرفات القانونية التي تتـ بيف المتعاقديف إذ يمكف االحتجاج بيا في مواجية الغير ،إال
أنو في بعض الحاالت يحوؿ إغفاؿ الشير دوف ترتب أي أثر لمعقد.
()2
ألزـ المشرع التجاري ضرورة شير عقد الشركة ونشره ،ورتب عمى ذلؾ جزاء ،يتمثؿ في
بطبلف الشركة.
عمى ما يميؾ " يجب أف تودع العقود نصت المادة 548مف القانوف التجاري الجزائري
التأسيسي ػػة والعقود المعدلة لمشركات التجارية لدى المركز الوطن ػ ػ ػػي لمسجؿ التجاري وتنشر حسب
األوض ػػاع الخاصة بكؿ شكؿ مف أشكاؿ الشركات واال كانت باطمة".
إف إشيار عقد الشركة إعبلـ الغير بوجود الشخص المعنوي الذي سيقوـ عمى االستغبلؿ
التجاري ،وعميو يقع عمى مؤسسي الشركات التزاـ تحت طائمة المسؤولية المدنية والتجارية ،وحتى
()1
نادية فوضيؿ ،احكاـ الشركات طبقا لمقانوف التجاري الجزائري ،اؿمرجع سابؽ ،ص.43-42
()2
عمي فيبللي ،مرجع سابؽ ،ص.244
17
،ويتـ النشر حسب المادة 3/4مف الجزائية في حاؿ مخالفة القواعد الممزمة لئلشيار القانوني
بمأموري المركز الوطني لمسجؿ التجاري ،مف طرؼ مأموري السجؿ التجاري حيث جاء فييا:
«يسجؿ مأمور السجؿ التجاري كؿ عقد رسمي يتضمف إنشاء شركات أو يؤشر عمى وضعيا
القانوني كعقود تأسيس الشركات وتغييرىا وتحويميا وحمّيا وجميع العقود الرسمية التي تعالج
1
الوضع القانوني لممحبلت التجارية ،يقوـ بكؿ نشر قانوني".
والشير ضروري وذلؾ قصد إعبلـ الغير بوجود شخص قانوني معنوي مستقؿ سيقوـ
،فمكي تنشأ باستغبلؿ تجاري في حقؿ معيف ،ومدتو ومدى مسؤولية الشركاء فيو عف التزاماتو
الشخصية المعنوية لمشركة يجب أف تقيد في السجؿ التجاري وبعد ىذا يتـ نشرىا في النشرة
70/92 1/3مف المرسوـ التنفيذي BOALحيث نصت المادة الرسمية لئلعبلنات القانونية
المؤرخ في 17فبراير 1992والمتعمؽ بالنشرة الرسمية لئلعبلنات القانونية "تحتوي عمى النشرة
الرسمية لئلعبلنات القانونية عمى عقود تأسيس الشركات والتغيرات والتعديبلت والعمميات التي
تشمؿ رأسماليا ورىوف الحيازة وتأجير التسيير وبيع المحؿ التجاري" ،و يجب أف يتضمف اإلشيار
المعمومات الرئيسة التي ينص عمييا العقد التأسيسي وخاصة التي ليا عبلقة بالغير ،فالشير بيذا
المعنى يعمف عف ميبلد الشخصية المعنوية وكذا يعمـ الغير بيذه الشخصية الجديدة في الحقؿ
التجاري ،ولما كانت عقد الشركة وشيرتيا ىي إجراءات معقدة وصعبة ،وجب أف يقوـ بيا ذو
االختصاص كالموثقيف ،إف المشرع شدد في مسألة الشير وكتابة عقد الشركة وذلؾ حماية لمغير
1
المادة 3/4مف المرسوـ التنفيذي رقـ 69/92المؤرخ في 18فبراير 1992المتضمف القانوف األساسي الخاص بمأموري المركز
الوطني لمسجؿ التجاري.
18
ولمشركاء أنفسيـ ،فاألصؿ في الشركات أنيا تنشأ بعقود رسمية إال ما استثني منيا بنص مثؿ
شركة المحاصة.
()1
()1
بمعيساوي محمد الطاىر ،نفس المرجع ،ص.102-101
19
الفصل الثاني :الجزاءات المتعمقة بجرائم الشركات التجارية في التشريع الجزائري.
-إف موضوع المسؤولية الجزائية لمشركات التجارية لمشركات التجارية كشخص معنوي مف
الموضوعات التي كانت قد أثارت وال زالت تثير الكثير مف النقاش ،حيث كاف التشريع اإلنجميزي
مف أقدـ التشريعات التي أخذت بيذه المسؤولية ،حتى وفي بعض الدوؿ العربية ،كاف ىناؾ مف
التشريعات مف كاف ليا السبؽ أيضا في تقرير ىذه المسؤولية ،عمى غرار القانوف المبناني الذي
1943وقد حصرت كؿ تمؾ يعود زمف تكريسو لممسؤولية الجزائية لؤلشخاص المعنوية لسنة
التشريعات نطاؽ ىذه المسؤولية في أنواع معينة مف األشخاص المعنوية أبرزىـ الشركات التجارية،
كما لـ تتأخر غالبية باقي التشريعات في األخذ بيذا المبدأ أيضاً ،منيا التشريع الجزائري الذي
تبنى صراحة في سنة 2004مبدأ المسؤولية الجزائية لؤلشخاص المعنوية في قانوف العقوبات
حيث قاـ بوضع طائفة مف العقوبات التي تتناسب وطبيعة مرتكبيا ،سواء تمؾ الماسة بالذمة
المالية أو بنشاط حياتو ،أو ماسة بسمعتو أو بغيرىا مف حقوقو ،فقد خصص المشرع الجزائري عند
لمعقوبات التي توقع عمى األشخاص المعنوية ،وذلؾ في المواد 18مكرر 3مف قانوف العقوبات،
وبذلؾ يكوف قد نيج نفس نيج المشرع الفرنسي في تقسيمو ليذه العقوبات ،بأف ميز بيف عقوبات
الجنايات والجنح مف ناحية ،وعقوبات المخمفات مف ناحية أخرى إال أنو اختمؼ عنو بأنو جعؿ
عقوبة الغرامة ىي العقوبة األصمية الوحيدة التي يمكف الحكـ بيا عمى الشركات التجارية .فييا
جعؿ باقي العقوبات األخرى ،عقوبات تكميمية بالنسبة لمشخص المعنوي ،إثر التعديؿ الذي مس
20
العقوبات.
()1
المبحث الثالث :العقوبات الماسة ببعض الحقوؽ األخرى الموقعة عمى الشركات التجارية.
)(1
Bernard Bouloc, Hritini Matsopoulo, Droit pénal général et procédure, édition
sireif-Paris,17 e édition,2009 ,p482.
21
المبحث األول :العقوبة األصمية (الغرامة)الموقعة عمى الشركات التجارية
يعد الماؿ أىـ أىداؼ الشركات التجارية وأخطر وسائميا الرتكاب أنشطتيا الجنائية ،مف خبلؿ
المجوء إلى وسائؿ الغش والتدليس لتحقيؽ الربح ،لذلؾ حؽ أف يكوف ىذا الماؿ محبل لمعقاب،
وكانت عقوبة الغرامة إلى جانب عقوبة المصادرة كعقوبة مالية مف أنسب العقوبات المناسبة
المطمب األوؿ :مقدار الغرامة في حالة النص عمييا بالنسبة لمشخص الطبيعي
المطمب الثاني :مقدار الغرامة في حالة عدـ النص عمييا بالنسبة لمشخص الطبيعي
المطمب األول :مقدار الغرامة في حالة النص عميها بالنسبة لمشخص الطبيعي.
وفقا ؿلمادة 18مكرر المعدلة بالقانوف :23-06العقوبات التي تطبؽ عمى الشخص المعنوي
)1إلى خمس ( )5مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة .1الغرامة التي تساوي مف مرة (
()1
أحمد محمد قائد مقبؿ ،المسؤولية الجنائية لمشخص المعنوي :دراسة مقارنة ،الطبعة األولى ،دار النيضة العربية ،القاىرة،
،2005ص.404
22
-حؿ الشخص المعنوي
-المنع مف مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مينية أو اجتماعية بشكؿ مباشر أو غير مباشر ،نيائيا
-الوضع تحت الحراسة القضائية لمدة ال تتجاوز خمس ( )5سنوات ،وتنصب الحراسة عمى
()1
ممارسة النشاط الذي أدى إلى الجريمة أو الذي ارتكبت الجريمة بمناسبتو.
حسب المادة 18مكرر 1مضافة بالقانوف :15-04العقوبات التي تطبؽ عمى الشخص
الغرامة التي تساوي مف مرة واحدة ( )1إلى خمس ( )5مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة
()2
كما يمكف الحكـ بمصادرة الشيء الذي استعمؿ في ارتكاب الجريمة أو نتج عنيا.
-يتبيف مف نص المادة 18مكرر مف قانوف العقوبات أنو في الجنايات والجنح ،حدد المشرع
الجزائري مقدار الغرامة التي تطبؽ عمى الشركات التجارية كشخص معنوي بمرة ( )1إلى خمس
( )5مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي في القانوف الذي يعاقب عمى الجريمة
()1
القانوف 06-23المؤرخ في 20ديسمبر 2006المعدؿ والمتمـ لقانوف العقوبات ،ج ر رقـ 84المؤرخة في .2006-12-24
()2
أحمد لعور ونبيؿ صقر ،قانوف العقوبات نصاً وتطبيقاً ،دار اليدى ،الجزائر ،2007 ،ص.26
23
ومؤد ى ذلؾ ،أنو إذا ارتكبت الشركة التجارية عمى سبيؿ المثاؿ جريمة النصب المنصوص
والمعاقب عمييا بالمادة 372مف قانوف العقوبات فإف الحد األدنى لعقوبة الغرامة يكوف
100.000دج فيما يكوف الحد األقصى 500.000دج ذلؾ أف الحد األقصى لعقوبة الغرامة
المقررة لمشخص الطبيعي عند ارتكابو ىذه الجريمة ىو 100.000دج ،وىو ما يعني أف الغرامة
التي توقع عمى الشركة التجارية في جريمة النصب تتراوح بيف 100.000دج إلى 500.000دج
500.000دج،فيما 100.000دج كما ال يجوز أف تزيد عف فبل يجوز أف تنزؿ الغرامة عف
يتبيف مف نص المادة 18مكرر 1مف قانوف العقوبات أف المشرع الجزائري قد حدد أيضا مقدار
)5مرات الغرامة التي تطبؽ عمى الشركات التجارية كشخص معنوي في المخالفات بمرة إلى (
الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي في القانوف الذي يعاقب عمى الجريمة ،عمى جانب
آخر بالنسبة لمغرامة المقررة لممخ الفات ,يتبيف أف قانوف العقوبات الجزائري في قسمو الخاص لـ
يتضمف أية جريمة ذات وصؼ مخالفة ،مما يمكف أف يسأؿ جزئيا عنيا الشخص المعنوي.
()1
المطمب الثاني :مقدار الغرامة في حالة عدم النص عميها بالنسبة لمشخص الطبيعي:
عندما ال ينص القانوف عمى عقوبة الغرامة بالنسبة لؤلشخاص الطبيعييف سواء في الجنايات
أو الجنح ،وقامت المسؤولية الجزائية لمشخص المعنوي طبقا ألحكاـ المادة 51مكرر ،فإف الحد
األقصى لمغرامة المحتسب لتطبيؽ النسبة القانونية المقررة لمعقوبة فيما يخص الشخص المعنوي
يكوف كاآلتي:
()1محمد حزيط ،المسؤولية الجزائية لمشركات التجارية في القانوف الجزائري والقانوف المقارف ،دار رحومة لمطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر ،2013 ،ص.318
24
2.000.000 -دج عندما تكوف الجناية معاقبا عمييا باإلعداـ أو بالسجف المؤبد.
()1
500.000 -دج بالنسبة لمجنحة.
-يعاقب بالحبس مف سنة إلى خمس سنوات وبغرامة ال تقؿ عف قيمة الشيؾ أو عيف قيمة
النقص في الرصيد:
-كؿ مف أصدر بسوء نية شيكا ال يقابمو رصيد قائـ وقابؿ لمصرؼ أو كاف الرصيد أقؿ مف
قيمة الشيؾ أو قاـ بسحب الرصيد كمو أو بعضو ،بعد إصدار الشيؾ أو وضع المسحوب عميو مف
الصرؼ.
-كؿ مف قبؿ أو أظير شيكاً صاد ار في الظروؼ المشار إلييا في الفقرة السابقة مع عممو
مف صرفو.
-كؿ مف قبؿ أو أظير شيكاً صاد ار في الظروؼ المشار إلييا في الفقرة السابقة مع عممو
بذلؾ.
-كؿ مف أصدر أو قبؿ أو أظير شيكا واشترط عدـ تقديمو فو اًر بؿ جعمو كضماف.
()1
أحمد لعور ونبيؿ صقر ،مرجع سابؽ ،ص.26
25
والمادة 375مف نفس القانوف :يعاقب بالحبس مف سنة إلى عشر سنوات وبغرامة ال تقؿ عف
وىو ما يعني أف المشرع الجزائري لـ يحدد في جريمة إصدار شيؾ بدوف رصيد ،الحد
األقصى المقرر لمشخص الطبيعي العتماده عند تحديد مقدار الغرامة التي تطبؽ عمى الشركات
التجارية كشخص معنوي ،وأماـ ىذا الفراغ القانوني يرى الدكتور أحسف بوسقيعة بأنو ليس ىناؾ
في ىذه الحالة إال اعتبار قيمة الشيؾ حداً أقصى لمغرامة ،أما عندما يكوف فيو رصيد ولكف غير
كافي لتسديد قيمة الشيؾ ،فميس ىناؾ إال األخذ بقيمة النقص في الرصيد العتباره حد أقصى
لمغرامة ،وعميو توقع عمى الشركة كشخص معنوي غرامة تساوي مف ( )1إلى ( )5مرات الشيؾ أو
نظ اًر إلى أف تبييض األمواؿ قد يتـ بدرجة أساسية بتوريط أشخاص معنوية فيو كالمؤسسات
المالية أو الشركات أو مكاتب االستيراد والتصدير أو غيرىا مف األشخاص المعنوية ،فقد نص
قانوف العقوبات عمى عقوبات توقع عمى الشخص المعنوي إلى جانب عقوبات األشخاص
الطبيعييف وقد أوردت المادة 389مكرر 7العقوبات وىي:
غرامة مالية ال تقؿ عف أربعة أضعاؼ الحد األقصى لمغرامة الواردة في المادتيف 389مكرر
()1
األمر رقـ 156-66المؤرخ في 08يونيو ،1966المتضمف قانوف العقوبات ،ج ر عدد 49ليوـ .1966-06-11
()2
محمد حزيط ،مرجع سابؽ ،ص.322
()3
منصور رحماني ،القانوف الجنائي لمماؿ واألعماؿ ،الجزء األوؿ ،دار العموـ ،عنابة ،2012 ،ص.55
26
ثالثا :جرائم الصرف
-10 والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ منو والى الخارج المتمـ والمعدؿ باألمر
" يعتبر الشخص المعنوي الخاضع لمقانوف الخاص دوف المس ػػاس بالمسؤولية الجزائية لممثميو
الشرعييف ،مسؤوال عف المخالفة المنصوص عمييا في المادتيف األولى والثانية مف ىذا األمر و
)04مرات عف قيمة محؿ المخالفة أو محاولة -غرامة ال يمكف أف تقؿ عمى أربع (
()1
المخالفة.
25-91 حسب المادة 138مف قانوف الرسـ عمى األعماؿ الصادر بموجب القانوف رقـ
«عندما ترتكب المخالفة مف قبؿ الشركة أو شخص معنوي آخر خاضع لمقانوف الخاص
يصدر الحكـ بعقوبات الحبس المستحقة ،والعقوبات الثانوية التابعة ليا ضد القائميف باإلدارة أو
الممثميف الشرعييف القانونييف لمشركة ،ويصدر الحكـ بالغرامات الجزائية المستحقة في آف واحد ضد
()1
األمر 22-96المؤرخ في 1996/07/09المتعمؽ بقمع مخالفة التشريع والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ مف
والى الخارج ،المتمـ والمعدؿ باألمر رقـ 03-10المؤرخ في 2010/08/26واألمر رقـ 03-10المؤرخ في
،2001/08/26ج ر 50عدد .2005
27
القائميف باإلدارة أو الممثميف الشرعييف أو القانونييف ،وضد الشخص االعتباري وكذلؾ األمر
()1
بالنسبة لمغرامات الجبائية القابمة لمتطبيؽ».
وىي الجرائـ التي قرر ليا القانوف الجزائري بالنسبة لمشركات التجارية كشخص معنوي مقدار
177مكرر 1منو مقدار محدد مف الغرامة ال حد أدنى فيو وال حد أقصى ،إذ حددت المادة
عقوبة الغرامة بالنسبة لمشخص المعنوي بخمس ( )5مرات الحد األقصى لمغرامة المقرر لمشخص
177منو ،فإذا كانت المتابعة قد تمت مف أجؿ جناية الطبيعي المنصوص عميو في المادة
المشاركة في جمعية األشرار لئلعداد الرتكاب جنايات التي عقوبة الغرامة فييا بالنسبة لمشخص
500.000دج إلى 177فقرة 1مف قانوف العقوبات ىي مف الطبيعي طبقا لممادة
)5مرات 1.000.000دج فإف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشركات كشخص معنوي تكوف خمس (
الحد األقصى أي 5.000.000دج ،واذا كانت المتابعة قد تمت مف أجؿ جنحة االشتراؾ في
جمعية األشرار لئلعداد الرتكاب جنح التي عقوبة الغرامة فييا بالنسبة لمشخص الطبيعي مف
2.500.000دج، 1000.000دج إلى 500.000دج فإف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشركة ىي
واذا كانت المتابعة قد تمت مف أجؿ جناية تنظيـ أو قيادة جمعية األشرار التي عقوبة الغرامة فييا
1.000.000دج إلى 5.000.000دج فإف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشخص الطبيعي ىي مف
()1
القانوف 25-91المؤرخ في 1991/12/18المتضمف قانوف المالية لسنة ،1992ج ر عدد 65لسنة 1991المعدؿ والمتمـ.
()2
محمد حزيط ،مرجع سابؽ ،ص.323
28
ثانيا :جرائم المخدرات
بالوقاية مف المخدرات والمؤثرات العقمية وقمع االستعماؿ واإلتجار الغير مشروعيف ،عمى ما يمي:
بغض النظر عف العقوبات المنصوص عمييا بالنسبة لمشخص الطبيعي ،يعاقب الشخص
المعنوي الذي يرتكب جريمة أو أكثر مف الجرائـ المنصوص عمييا في المواد مف 13إلى 17مف
ىذا القانوف بغرامة تعادؿ خمس ( )5مرات الغرامة المقررة لمشخص الطبيعي.
18إلى 21مف ىذا القانوف، و في حالة ارتكاب الجرائـ المنصوص عمييا في المواد مف
)5 و في جميع الحاالت يتـ الحكـ بحؿ المؤسسة أو غمقيا مؤقتا لمدة ال تفوؽ خمس (
سنوات.
()1
ثالثا:جرائم التهريب
عمى ما يمي:
" يعاقب الشخص المعنوي في حالة ارتكابو إحدى الجرائـ المنصوص عمييا في ىذا األمر
بغرامة قيمتيا ثبلثة أضعاؼ الحد األقصى لمغرامة التي يتعرض ليا الشخص الطبيعي الذي
يرتكب نفس األفعاؿ ،و في حالة ما إذا كانت العقوبة المقررة لمشخص الطبيعي ىي السجف المؤبد
()1
القانوف 18-04المؤرخ في 2004/12/25المتعمؽ بالوقاية مف المخدرات والمؤثرات العقمية وقمع االستعماؿ واإلتجار غير
الشرعييف بيا ،ج ر عدد 83لسنة .2004
29
50.000.000دج و يعاقب الشخص المعنوي الذي ارتكب نفس األفعاؿ بغرامة تتراوح بيف
()1
250.000.000دج.
وىي الجرائـ التي قرر ليا المشرع الجزائري بالنسبة لمشركات التجارية مقدار محدد ،فإذا تمت
متابعة الشركة التجارية كشخص معنوي بجنحة الدخوؿ في منظومة معموماتية أو البقاء فييا طبقا
لنص المادة 394مكرر مف قانوف العقوبات التي تكوف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشخص الطبيعي
فييا ىي مف 50.000دج إلى 100.000دج فإف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشركة كشخص
واذا كانت المتابعة قد تمت مف أجؿ جنحة المساس بمنظومة معموماتية طبقاً لنص المادة
500.000دج إلى 394مكرر ،1التي عقوبة الغرامة فييا بالنسبة لمشخص الطبيعي ىي مف
)5مرات الحد األقصى أي 2.000.000دج فإف عقوبة الغرامة بالنسبة لمشركة تكوف (
10.000.000دج.
()2
()1
األمر رقـ 06-05المؤرخ في 2005/08/23المتعمؽ بمكافحة التيريب ،ج رعدد 11سنة .2005
()2
محمد حزيط ،مرجع سابؽ ،ص.326
30
10.000دج) إلى خمسيف ألؼ دينار «يعاقب بغرامة مالية مف عشرة آالؼ دينار (
(50.000دج) ،كؿ شخص طبيعي أو معنوي يمارس نشاطا صناعيا أو تجاريا أو حرفيا ،أو أي
نشاط آخر ،قاـ برمي أو بإىماؿ النفايات المنزلية أو ما شابييا ،أو رفض استعماؿ نظاـ جمع
النفايات وفرزىا ،الموضوع تحت تصرفو مف طرؼ الييئات المعينة في المادة 32مف ىذا القانوف.
()1
القانوف 19-01المؤرخ في 2001/12/12المتعمؽ بتسيير النفايات ومراقبتيا وازالتيا ،ج ر عدد 77بديسمبر لسنة .2001
31
المبحث الثاني :العقوبات التكميمية
لقد اضفى المشرع الجزائري اثر التعديؿ اؿ اجري عمى المادة 18مكرر مف قانوف العقوبات
عمى ماكانت توصؼ باالعقوبات االخرى المنصوص عمييا في البند 2مف المادة 18مكرر.
()1
نص المشرع الجزائري عمى عقوبة المصادرة كإحدى العقوبات التكميمية التي توقع عمى
الشركات التجارية كشخص معنوي الرتكابيا إحدى الجنايات أو الجنح المنصوص عمييا في قانوف
18مكرر مف قانوف العقوبات التي تسأؿ عنيا الشركات التجارية جزائيا ،إذ تضمنتيا المادة
العقوبات الجزائري كإحدى العقوبات التكميمية التي توقع إحداىا أو أكثر إلى جانب عقوبة الغرامة
عمى الشخص المعنوي في الجنايات والجنح المنصوص عمييا في قانوف العقوبات أيضا عمى
إمكانية توقيع عقوبة المصادرة في المخالفات ويكوف محميا حينئذ األشياء التي استعممت في
ارتكاب الجريمة أو نتجت عنيا ،وحدد المشرع الجزائري موضوع المصادرة بالنسبة لمشخص
32
طبقا لممادة 18مكرر 1مف نفس القانوف أيضا ،بأف تنصب إما عمى الشيء الذي استعمؿ في
ارتكاب الجريمة أو نتج عنيا ،فيما تسكت النصوص المذكورة عف إدراج األشياء التي كانت معدة
الستعماليا في ارتكاب الجريمة بالنسبة لمشخص المعنوي ،عمى خبلؼ المشرع الفرنسي الذي لـ
يقصر محؿ المصادرة بالنسبة لمشخص المعنوي في المادة 39-131مف قانوف العقوبات الفرنسي
عمى األشياء التي استعممت في ارتكاب الجريمة أو التي نتجت عنيا ،وانما تضمنت أيضا حتى
وىو ما يثير اإلشكاؿ بشأف ما إذا كانت إرادة المشرع الجزائري قد اتجيت إلى استبعاد األشياء
التي كانت معدة الستعماليا في ارتكاب الجريمة .مف األشياء التي تكوف محؿ مصادرة بالنسبة
لمشخص المعنوي ،وقصر محؿ عقوبة المصادرة فقط عمى األشياء التي استعممت فعبل في
ارتكاب الجريمة؟
إف ىذا اإلشكاؿ قد ال يثار إذا ما كاف الشخص الطبيعي الذي ارتكب الجريمة لحساب الشركة
قد تمت متابعتو وادانتو أيضا عف نفس الجريمة التي تمت متابعة الشركة كشخص معنوي عنو ا،
إذ أف المصادرة في ىذه الخالة تشمؿ أيضا األشياء التي كانت معدة لبلستعماؿ في ارتكاب
15مكرر 1مف قانوف العقوبات الجريمة ،إذا ما كانت الجريمة المرتكبة جناية لكوف المادة
المتعمقة بالعقوبات التكميمية المقررة لمشخص الطبيعي في حالة اإلدانة الرتكاب جناية ،تجعؿ
عقوبة المصادرة وجوبية بالنسبة لؤلشياء التي استعممت أو كانت تستعمؿ في تنفيذ الجريمة لكف
ىذا اإلشكاؿ ال يجد الحؿ في القانوف الجزائري إذا كانت المتابعة مف أجؿ جنحة ولـ يتـ متابعة
الشخص الطبيعي الذي ارتكب الجريمة لحسابيا لسبب مف األسباب ،كما في حالة عدـ التمكف مف
()1
محمد حزيط ،مرجع سابؽ ،ص.349
33
التوصؿ إلى تحديده ،كما نص القانوف الجزائري لمعقوبات عمى عقوبة المصادرة في المخالفات
ارتكاب الجريمة أو نتج عنيا ،وتضمنت ذلؾ المادة 18مكرر 1مف قانوف العقوبات حتى واف لـ
يذكر العقوبات التكميمية في نص المادة المذكورة التي تضمنت العقوبات المقررة لمشخص المعنوي
في المخالفات فإنو ال خبلؼ حوؿ كوف المصادرة عقوبة تكميمية حتى واف لـ يذكرىا النص بيذه
الصفة.
()1
إف المشرع الجزائري قد حدد موضوع المصادرة بالنسبة لجريمة تبييض األمواؿ المنصوص
عمييا في المادتيف 389مكرر 1و 389مكرر 2مف قانوف العقوبات بنص خاص ىو المادة
389مكرر 1و 389مكرر 2مف قانوف العقوبات ،وتشمؿ الممتمكات والعائدات التي تـ تبييضيا
وكذا الوسائؿ والمعدات التي استعممت في ارتكاب الجريمة ،وقد جعؿ عقوبة مصادرة تمؾ األشياء
بالنسبة ليذه الجريمة عقوبة تكميمية وجوبية ،مما يستخمص منو أف المشرع الجزائري بالنسبة
،أما لجريمة تبييض األمواؿ قد جعؿ عقوبة المصادرة إما تنصب عمى الشيء ذاتو أو قيمتو
المصادرة بالنسبة لجرائـ المساس بأنظمة المعالجة اآللية لممعطيات ،إذ تقرر بموجب المادة 394
مكرر 6مف قانوف العقوبات مصادرة األجيزة والبرامج والوسائؿ المستعممة في ارتكاب الجريمة مع
،أما في جرائـ مراعاة حقوؽ الغير ح سب النية ،وىي عقوبة تكميمية وجوبية وليست اختيارية
مخالفة التشريع والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ ،وحركة رؤوس األمواؿ مف والى الخارج ،إثر التعديؿ
الذي أجري عمى المادة 5مف األمر المذكور ،بموجب األمر رقـ ،03-10المؤرخ في 26أوت
()1
أحسف بوسقيعة ،الوجيز في القانوف الجزائي العاـ ،دار ىومة ،الجزائر ،الطبعة التاسعة ،2009 ،ص .305
34
2010؛ إذ كانت المصادرة تنصب عمى محؿ الجنحة ،ووسائؿ النقؿ المستعممة في الغش أما
التعديؿ الجديد لنص المادة 5المذكور فقد جعؿ المصادرة تنصب عمى محؿ الجنحة إذ كانت
المصادرة تنصب عمى محؿ الجنحة ،ووسائؿ النقؿ المستعممة في الغش أما التعديؿ الجديد لنص
المادة 5المذكور فقد جعؿ المصادرة تنصب عمى محؿ الجنحة وجميع الوسائؿ المستعممة في
الغش ،فيما قررت المادة 5أيضا مف األمر المذكور توقيع عقوبة مالية تقوـ مقاـ المصادرة
()1
وتساوي قيمة األشياء المراد مصادرتيا ،إذا لـ يتـ حجزىا أو لـ يقدميا الشخص المعنوي.
يقصد بحؿ الشخص المعنوي؛ منعو مف االستمرار في ممارسة نشاطو وىذا يقتضي أف ال
يستمر ىذا النشاط حتى ولو كاف تحت اسـ آخر أو مع مديريف أو أعضاء مجمس إدارة أو
مسيريف آخريف ،ويترتب عمى ذلؾ تصفية أموالو مع المحافظة عمى حقوؽ الغير حسب النية ،وال
شؾ أف عقوبة الحؿ تعتبر مف أشد أنواع العقوبات التي توقع عمى األشخاص المعنوية لذا جعميا
المشرع الجزائري جوازية صراحة في نص المادة 18مكرر مف قانوف العقوبات ،المحددة لمعقوبات
177مكرر 1و المادة 389 عمى األشخاص المعنوية كقاعدة عامة وأكدىا في نص المادتيف
مكرر 7الخاصتيف بجريمتي تكويف جمعية األشرار وجريمة تبييض األمواؿ عمى التوالي ،بينما
استبعدىا عمى إطبلقيا مف مفيوـ المادة 18مكرر 1والمادة 394مكرر 4وىو ما يفرض عمينا
التساؤؿ فإذا كانت األسباب الستبعادىا في المخالفات يمكف أف نجد لو مبرر في عدـ خطورتيا،
سنقؼ مف دوف شؾ ببل جواب عند البح ث عف أسباب حصر جريمة المساس بأنظمة المعالجة
()1
عمر سالـ ،المسؤولية الجنائية لؤلشخاص المعنوية وفقا لقانوف العقوبات الفرنسي الجديد ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،الطبعة
األولى ،1995 ،ص.58
35
لممعطيات في عقوبة الغرامة ال غير ،دوف باقي العقوبات بما فييا الحؿ رغـ خطورتيا ،وعمى
خبلؼ المشرع الجزائري الذي لـ يتطرؽ إلى مضموف ىذه العقوبة وقواعد تطبيقيا جاءت المادة
131/39مف قانوف العقوبات الفرنسي لمنص عمى حالتيف يجوز فييما لمقاضي الحكـ بالحؿ مع
تحديد ماىية الجريمة التي يجوز فييا ذلؾ ،إذا أنشئ الشخص المعنوي الرتكاب الوقائع اإلجرامية
5سنوات مع إحالة لممحكمة المختصة إلجراء عمى أف تكوف جناية أو عقوبتيا الحبس لمدة
تصفيتو.
()1
وبالنسبة لتطبيقاتيا في القوانيف الخاصة ،فإف المشرع الجزائري استبعد تطبيؽ عقوبة الحؿ في
جرائـ الصرؼ طبقاً لنص المادة 5مف األمر 22-96المؤرخ في يوليو 1996المتعمؽ بقمع
مخالفة التشريع والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ مف والى الخارج ،كما استبعد
06-05 أيضا تطبيؽ عقوبتيا بالنسبة لجرائـ التيريب المنصوص والمعاقب عمييا في األمر رقـ
19منو ،فيما المؤرخ في 23أوت ،2005المتعمؽ بالتيريب عمى النحو ما تضمنتو المادة
أوجبت المادة 25مف القانوف رقـ 18-04المؤرخ في 25ديسمبر 2004المتعمؽ بالوقاية مف
المخدرات العقمية ،وقمع االستعماؿ واإلتجار غير المشروعيف ،بالنسبة لجرائـ المخدرات فيما عدا
جنحة حيازة أو استيبلؾ منيا ،أف يتـ الحكـ بحؿ المؤسسة أو غمقيا مؤقتا لمدة ال تفوؽ خمس
( )5سنوات.
()2
()1
أحسف بوسقيعة ،الوجيز في القانوف الجنائي العاـ ،دار ىومة ،الجزائر ،الطبعة الثانية ،2004 ،ص .261
()2
محمد حزيط ،مرجع سابؽ ،ص .354
36
المطمب الثاني :العقوبات الماسة بنشاط الشركة وسمعتها.
18مكرر مف نص المشرع الجزائري عمى عقوبة غمؽ المؤسسة أو أحد فروعيا في المادة
قانوف العقوبات كإحدى أنواع العقوبات التكميمية التي تطبؽ عمى الشركات التجارية كشخص
معنوي بسبب ارتكابيا إحدى الجنايات أو الجنح المنصوص عمييا في قانوف العقوبات التي تسأؿ
مدتيا بخـ س
حدد ّ
عنيا الشركات التجارية جزائيا ،وىي عقوبة مؤقتة في القانوف الجزائري ،بحيث ّ
سنوات عمى األكثر ،كما حدد مجاؿ تطبيقيا في الجنح والجنايات التي تسأؿ عنيا جزائيا
الشركات التجارية كشخص معنوي ،أما في مادة المخالفات ،فقد استبعد المشرع تطبيقيا عمييا كمية
عمى نحو ما نصت عميو المادة 18مكرر 1مف قانوف العقوبات ،فيما استبعد تطبيقيا أيضا ضد
389مكرر مف الشركات التجارية بالنسبة لجرائـ تبييض األمواؿ عمى نحو ما تضمنتو المادة
5سنوات قانوف العقوبات التي أجازت فقط توقيع عقوبة المنع مف مزاولة النشاط لمدة ال تتجاوز
أو حؿ الشخص االعتباري ،وبالنسبة لجرائـ المساس بأنظمة المعالجة اآللية لممعطيات فإف
394مكرر 6مف قانوف المشرع الجزائري قد خص عقوبة الغمؽ بنص خاص ،ىو المادة
العقوبات ،وجعؿ عقوبة الغمؽ إجبارية ضد الشركات التجارية كشخص معنوي ،وتطبؽ عمى
المحؿ أو مكاف االستغبلؿ بشرط أف تكوف الجريمة قد ارتكبت بعمـ مالكيا دوف أف يحدد المشرع
المدة القصوى ليذا الغمؽ ،أما بالنسبة لتطبيقاتيا فيما يتعمؽ بالجرائـ المنصوص والمعاقب عمييا
بالقوانيف الخاصة ،فإف المشرع الجزائري قد استبعد تطبيقيا أيضا عمى الشركات التجارية كشخص
معنوي عند ارتكاب جرائـ الصرؼ خرقاً لؤلمر رقـ 22-96المؤرخ في 9يوليو 1996المتعمؽ
37
بقمع مخالفة التنظيـ والتسريع الخاصيف بالصرؼ وحركة رؤوس األمواؿ مف والى الخارج المعدؿ
والمتمـ .كما لـ يدرجيا ضمف العقوبات المطبقة عمى الشخص المعنوي فيما يتعمؽ بجرائـ التيريب
وانما كاف قد نص عمييا في المادة 19منو كعقوبة تكميمية في مواجية الشخص الطبيعي مرتكب
إحدى جرائـ التيريب تمؾ ،وفي جرائـ الفساد المنصوص عمييا في القانوف رقـ 01-06المؤرخ
في 20فبراير 2006المتعمؽ بالوقاية مف الفساد ومكافحتو ،تطبؽ عقوبة الغمؽ كعقوبة تكميمية
وفقا لمقواعد المقررة في المواد 18مكرر و 51مكرر مف قانوف العقوبات أما في جرائـ المخدرات
13إلى 21مف القانوف رقـ 18-04المؤرخ في 25ديسمبر المنصوص عمييا بالمواد مف
مر المشروعيف ،فإف عقوبة الغمؽ تطبؽ إلزاميا عمى الشركات التجارية كشخص معنوي إذا لـ يؤ
25منو كما يمي "وفي جميع الحاالت ،يتـ بحميا ،إذا نصت عمى ذلؾ الفقرة األخيرة مف المادة
ويعني نشر حكـ باإلدانة ،إعبلنو واذاعتو بحيث يصؿ إلى عمـ عدد ٍ
كاؼ مف الناس بأية
واف نشر الحكـ يتـ إما بتعميقو عمى الجدراف في األماكف التي يحددىا الحكـ ذاتو ،أو بنشره
في جريدة يومية أو مجمة أو عدد مف الصحؼ المكتوبة أو عف طريؽ واحدة أو أكثر مف محطات
()1
أحمد محمد قائد مقبؿ ،مرجع سابؽ ،ص .401
()2
أحمد محمد قائد مقبؿ ،مرجع سابؽ ،ص .424
38
اإلذاعة والتمفزيوف ويتعيف عمى الجية التي عيد إلييا بالنشر أف تقوـ بو دوف معارضة.
()1
يقصد بيذه العقوبة بالنسبة لمشركات التجارية ،الحيمولة بينيا وبيف ممارسة نشاطيا التجاري أو
الصناعي ،متى كاف سموكيا اإلجرامي بمثؿ خروجاً عف أصوؿ العمؿ التجاري أو انتياكا لواجباتيا
ويترتب عمى الحكـ بيذه العقوبة ،حرماف الشركة المحكوـ عمييا مف مزاولة نشاطيا التجاري أو
الصناعي ،خشية أف ترتكب عف طريقو أو مناسبتو جرائـ أخرى ومف ثـ فإف في مباشرتيا لو
مضرة خطورة إجرامية تيدد المجتمع فأريد القضاء عمى ىذه الخطورة بمنعيا مف االستمرار في ىذا
العمؿ.
()2
،131فقرة 2مف قانوف أوردت المادة 18مكرر قانوف العقوبات المقابمة لنص المادة
اؿرنسي عقوبة المنع مف ممارسة نشاط ميني أو اجتماعي في الجنايات والجنح ،إال أنو
اؿعقوبات ف
وكباقي العقوبات أفردىا لجريمتي تكويف جمعية أشرار وتبييض األمواؿ دوف باقي الجرائـ األخرى ،
إال أف المبلحظ عند استقراء ىذه النصوص غياب التنسيؽ بيف القاعدة العامة والنصوص الخاصة
بالجرائـ محؿ المساءلة إذ جاءت نص المادة 177مكرر 1بصيغة اإللزاـ بالحكـ لمدة 5سنوات
مع التوسع في مجاؿ تحديد النشاط الذي أدى إلى الجريمة أو الذي ارتكبت الجريمة لمناسبتو،
عمى خبلؼ نص المادة 389مكرر 7تركت المجاؿ مفتوح إلعماؿ السمطة التقديرية لمقاضي عند
الحكـ بيا لمدة ال تتجاوز 05سنوات دوف تحديد مجاؿ النشاط عمى عكس ما اتجو لو التشريع
()1
عمر سالـ ،مرجع سابؽ ،ص.74
()2نفس المرجع ،ص.401
39
الفرنسي في تعريفو لمفيوـ النشاط الميني أو اإلجنماعي في المادة 131-28منو.
()1
مكرر مف قانوف العقوبات ،أف المشرع الجزائري قد جعؿ عقوبة إذ جاء نص المادة 18
المنع مف ممارسة النشاط إما أف تكوف عقوبة نيائية ،إما أف تكوف عقوبة مؤقتة ال تتجاوز مدتيا
خمس ( )5سنوات إما أف تمس نشاط واحد فقط مف أنشطة الشركة المنصوص عمييا في قانونيا
األساسي واما أف تمس عدة أنشطة ،إذا ما كاف موضوع نشاطيما يشمؿ عمى عدة أنشطة ،وىذا
الخطر إما أف يكوف مباش اًر ،أو غير مباشر ،يشمؿ النشاط الذي وقعت الجريمة بسببو أو
بمناسبتو.
وعند تفحص نصوص القسـ الخاص مف قانوف العقوبات ،نجد أف المشرع الجزائري قد نص
عمييا كعقوبة اختيارية يمكف لمقاضي توقيعيا عمى الشركات التجارية في جرائـ تبييض األمواؿ
المنصوص عمييا بالمادتيف 389مكرر 1و 389مكرر 2مف قانوف العقوبات ،وذلؾ عمى نحو
()2
ما نصت عميو المادة 389مكرر 7مف قانوف العقوبات.
( )1شريؼ سيد كامؿ ،المسؤولية الجنائية لؤلشخاص االعتبارية ،طبعة أولى ،دار النيضة العربية ،القاىرة ،1997 ،ص.143-142
()2محمد حزيط ،مرجع سابؽ ،ص.359
()3
محمد حزيط ،مرجع سابؽ ،ص.362
40
المطمب األول :اإلقصاء من الصفقات العمومية:
عرفت المادة 16مكرر 2مف قانوف العقوبات الجزائري ىذا الجزاء بأنو" :يترتب عمى عقوبة
اإلقصاء مف الصفقات العمومية منع المحكوـ عميو مف المشاركة بصفة مباشرة أو غير مباشرة في
34-131مف قانوف العقوبات الفرنسي الجديد جزاء آية صفقة عمومية" ،فيما عرفت المادة
"تشمؿ المنع مف المشاركة مباشرة أو بطريؽ غير مباشر ،في أية صفقة تبرـ مع الدولة أو
مؤسساتيا المحتكرة أو المراقبة مف طرؼ الدولة أو الجماعات اإلقميمية أو أحد تجمعاتيا" ،وعميو
فإف الشركة التجارية التي تخضع ليذه العقوبة ،تحرـ مف المشاركة في جميع األسواؽ العامة التي
يستفاد مف نص المادة 2مف قانوف الصفقات العمومية المتضمف بالمرسوـ الرئاسي رقـ -10
236المؤرخ في 7أكتوبر 2010الذي ألغى المرسوـ الرئاسي رقـ 250 -02المؤرخ في 24
جويمية 2002وح ّؿ محمو ،أف ىذا القانوف يطبؽ عمى الصفقات التي تبرميا اإلدارات والمؤسسات
العمومية التالية:
االقتصادي واالجتماعي.
-الواليات والبمديات.
()1
شريؼ سيد كامؿ ،مرجع سابؽ ،ص 41.146
41
-المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري كالديواف الوطني لمخدمات االجتماعية
والمستشفيات.
-مراكز البحث والتنمية والمؤسسات العمومية ذات الطابع العممي والتكنموجي ،والمؤسسات
العمومية ذات الطابع العممي والثقافي والميني ،كالجامعات ومعاىد التعميـ العالي.
-المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ،كدواويف الترقية والتسيير العقاري،
والمؤسسات العمومية االقتصادية ،كشركة كوسيدار .وذلؾ عندما تكمؼ ىاتو المؤسسات بإنجاز
،يستوي أف تكوف الصفقة متعمقة عممية ممونة كميا أو جزئيا بمساىمة مؤقتة نيائية مف الدولة
بإنجاز أشغاؿ أو تقديـ خدمات أو مواد معينة أو اقتناء لوازـ أو إنجاز دراسات وسواء كانت
الصفقة منصبة عمى أعماؿ عقارية أو منقولة .ويمتنع عمى الشركة المحكوـ عمييا كذلؾ االقتراب
مف الصفقة التي يكوف أحد أطرافيا شخص مف أشخاص القانوف العاـ سواء بصفة مباشرة أو غير
مباشرة ،وىذا يعني أنو ال يجوز التعاقد مع الباطف مع شخص معنوي خاص آخر ،تعاقد مباشرة
18 -وتضمنت عقوبة اإلقصاء مف الصفقات العمومية بالنسبة لمشخص المعنوي المادة
مكرر مف قانوف العقوبات ،وجعميا المشرع الجزائري كعقوبة تكميمية توقع عمى الشركات التجارية
كشخص معنوي في الجرائـ ذات وصؼ جناية أو جنحة ،واستبعدىا في مواد المخالفات .فقد
تضمنتيا المادة 18مكرر مف قانوف العقوبات كعقوبة تكميمية مف بيف أنواع أخرى مف العقوبات
التكميمية التي تصدر إحداىا أو أكثر ضد الشخص المعنوي إلى جانب عقوبة الغرامة في
)(1
Stefani.G. Levasseur. G. et Bouloc, Droit pénal géneral, édition dollaz – 11e
édition,Paris , 2007, p408.
42
الجنايات والجنح التي تسأؿ عنيا الشركات التجارية كشخص معنوي جزئيا المنصوص عمييا في
18مكرر مف قانوف العقوبات الجزائري مدة ىذه العقوبة قانوف العقوبات ،وحددت ىذه المادة
بخمس سنوات عمى األكثر فيما قرر المشرع الجزائري بالنسبة لجرائـ تكويف جمعية األشرار أف
تكوف العقوبة لمدة 5سنوات ال أكثر وال أقؿ ،فيما استبعدت العقوبة في جرائـ تبييض األمواؿ طبقا
لنص المادة 389مكرر 7مف قانوف العقوبات ،وجرائـ المساس بأنظمة المعالجة اآللية لممعطيات
طبقا لنص المادة 394مكرر 4مف قانوف العقوبات .وفي القوانيف الخاصة استبعد المشرع
تطبيقيا عمى الشركات التجارية كشخص معنوي والتي تقوـ مسؤوليتو عف ارتكاب إحدى جرائـ
كشخص معنوي التيريب ،كما استبعد المشرع أيضا تطبيؽ ىذه العقوبة عمى الشركات التجارية
22-96 عف جرائـ المخدرات ،أما في جرائـ الصرؼ المنصوص والمعاقب عمييا باألمر رقـ
المؤرخ في 09يوليو ،1996المتعمؽ بقمع مخالفة التشريع والتنظيـ الخاصيف بالصرؼ وحركة
رؤوس األمواؿ مف والى الخارج المعدؿ والمتمـ فإف المشرع الجزائري قد جعؿ ىذه العقوبة مف
العقوبات الجوازية لمدة ال تتجاوز 05سنوات بالنسبة لجرائـ الصرؼ التي تقوـ مسؤولية الشركات
التجارية كشخص معنوي عنيا عمى نحو ما نصت عميو المادة 5مف األمر المذكور.
()1
حددت المادة 18مكرر مف قانوف العقوبات الجزائري نطاؽ تطبيؽ عقوبة الوضع تحت
الحراسة القضائية كعقوبة تعميمية مف بيف أنواع أخرى مف العقوبات التكميمية التي تطبؽ إحداىا أو
)(1
Phelippe Delebecque-Les sanctions de l'article 131, revue des sociétés, paris, 1993,
p350.
43
أكثر إلى جانب عقوبة الغرامة عمى الشخص المعنوي بالنسبة لمجرائـ ذات وصؼ جناية أو جنحة
التي تسأؿ عنيا جزائيا الشركات التجارية ،فيما استبعدت في مادة المخمفات ،بأف جعؿ المشرع
الجزائري ىذه العقوبة مؤقتة ،فبل تزيد مدتيا عمى خمس سنوات وتنصب الحراسة عمى ممارسة
،إال أنو ما يبلحظ بالنسبة أدى إلى الجريمة أو الذي ارتكبت الجريمة بمناسبتيا
النشاط الذي ّ
لمقانوف الجزائري أنو لـ يتطرؽ كمية إلى إجراءات تطبيؽ عقوبة الوضع تحت الحراسة القضائية
اإلجراءات.
()1
()1
محمد حزيط ،مرجع سابؽ ،ص.368
44
-الخاتمة :
-وفً األخٌر ٌتضح لنا مما سبق ذكره خالل عرضنا لهذا البحث أنه لكً تنشأ الشركة
نشأة صحٌحة متمتعة بكل آثارها القانونٌة ٌ ،جب أن تجتمع شروط موضوعٌة عامة
وشروط أخرى شكلٌة على اعتبر أن الشركات التجارٌة من المواضٌع التً إشترط فٌها
المشرع لكً تكون صحٌحة أن تكون فً شكل معٌن ،وإال كانت خاضعة للبطالن الذي
ٌعد ضرورة من أجل منع تعسف طرف على آخر أو وجود عقود ال تستجٌب بما أقره
المجتمع من أدآب ونظام عام ،وحتى ال ٌسعى كل طرف إلى تحقٌق مصالح ذاتٌة دون
مراعاة أدنى التزام وحتى ٌكون الجمٌع سواسٌه أمام القواعد القانونٌة جاز لكل طرف
تجاوز فً استعمال حقه بطرق ٌحددها القانون وأكبر عقاب المتعاقدٌن وهو األبطال فهو
-ومن ناحٌة أخرى فقد وضع التشرٌع الجزائري نظاما خاصا بالعقوبات المطبقة على
الشركات التجارٌة كشخص معنوي ،حٌث تعد خطوة مهمة فً مواجهة األخطار التً
أصبحت تمثله الكٌانات المعنوٌة فً الوقت الحاضر ومواجهة الجرائم التً ترتكب
باستعمال وسائلها ولحسابها من قبل هٌئات إدارتها وممثلٌها ولذلك فقد وقع علٌه المشرع
عقوبات أصلٌة وتتمثل فً الغرامة وأخرى تكمٌلٌة تتمثل فً المصادرة والحل باإلضافة
-إال أن المالحظة وجود بعض الثغرات والنقائص التً تضمنها التشرٌع الجزائري مقارنة
* -التشرٌع الجزائري ال ٌتضمن نصوص خاصة تطبق على الشركات التً ال تتمتع
ٌجعل المجال ملًء باإلشكالٌات القانونٌة التً تواجه الشركاء والغٌر أو القضاء فً حل
-الشركات التجارٌة ال تسأل جزئٌا كشخص معنوي فً القانون التجاري الجزائري عن
* -قانون العقوبات الجزائري رغم أنه تضمن العقوبة المقررة للجرٌمة ذات وصف
مخالفة بالنسبة للشخص المعنوي ال ٌسأله جزائٌا ،على الرغم من المخالفات التً تتسبب
- -وبناءا على هذه الثغرات وجب عل المشرع إعادة التمعن والتعمق فً النصوص
اإلهداء
خطة البحث
أ مقدمة
4 الفصل األول :جزاء اإلخالل بأركان التأسٌس المتعلقة بالشركات التجارٌة فً التشرٌع
الجزائري
6 المبحث األول :جزاء مخالفة األركان الموضوعٌة المتعلقة بالشركة التجارٌة
7 المطلب األول :البطالن المؤسس على تخلف أركان موضوعٌة عامة فً عقد الشركة
7 الفرع األول :البطالن المؤسس على عٌوب الرضا
8 الفرع الثانً :البطالن المؤسس على عدم مشروعٌة المحل أو السبب
10 المطلب الثانً :البطالن المؤسس على تخلف أركان موضوعٌة خاصة فً عقد الشركة
10 الفرع األول :تعدد الشركاء
11 الفرع الثانً :تقدٌم الحصص
13 الفرع الثالث :نٌة المشاركة
13 الفرع الرابع :اقتسام األرباح والخسائر
14 المبحث الثانً :جزاء مخالفة األركان الشكلٌة للشركة التجارٌة
15 المطلب األول :البطالن المؤسس على تخلف الكتابة
17 المطلب الثانً :البطالن المؤسس على تخلف الشهر
20 الفصل الثانً :الجزاءات المتعلقة بجرائم الشركات التجارٌة فً التشرٌع الجزائري
22 المبحث األول :العقوبة األصلٌة ( الغرامة ) الموقعة على الشركات التجارٌة
22 المطلب األول :مقدار الغرامة فً حالة النص علٌها بالنسبة للشخص الطبٌعً
24 المطلب الثانً :مقدار الغرامة فً حالة عدم النص علٌها بالنسبة للشخص الطبٌعً
25 الفرع األول :مقدار الغرامة المقررة لبعض الجرائم المتعلقة باألموال
28 الفرع الثانً :الغرامة المقررة لبعض الجرائم ذات الخطورة الخاصة
30 الفرع الثالث :الغرامة المقررة لبعض الجرائم الحدٌثة
32 المبحث الثانً :العقوبات التكمٌلٌة
32 المطلب األول :العقوبات الماسة بوجود الشركة والذمة المالٌة لها
32 الفرع األول :المصادرة
35 الفرع الثانً :الحل
37 المطلب الثانً :العقوبات الماسة بنشاط الشركة وسمعتها
37 الفرع األول :غلق المؤسسة أو أحد فروعها
38 الفرع الثانً :نشر وتعلٌق الحكم باإلدانة
39 الفرع الثالث :المنع من ممارسة نشاط مهنً أو اجتماعً
40 المبحث الثالث :العقوبات الماسة ببعض الحقوق األخرى
41 المطلب األول :اإلقصاء من الصفقات العمومٌة
43 المطلب الثانً :الوضع تحت الحراسة القضائٌة
الخاتمة
قائمة المراجع
الملخص :
لقد كرس المشرع لجزائري جمٌع جهوده لتنظٌم مجال الشركات التجارٌة انطالقا من
تكوٌنها ،رغبة منه لفرض استقرار فً المراكز القانونٌة لألطراف ،ومواجهة األخطار
التً تترتب على نشاط هذه الكٌانات المعنوٌة ،ولكً تنشأ الشركة الصحٌحة وجب توافر
عدة أركان ٌبنى علٌها عقد الشركة وإال كان خاضعا للبطالن الذي ٌتأسس على مخالفة
إحدى األركان الخاصة بتكوٌن الشركة التجارٌة سواء كان ركن موضوعٌا أو شكلٌا حٌث
ٌتغٌر هذا الجزاء تبعا لتغٌر كل ركن متخلف ،حٌث قد ٌكون بطالنا مطلق وقد ٌكون
بطالن نسبً وقد ٌكون بطالن من نوع خاص ونظرا لألهمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة
للشركات التجارٌة خاصة مع مٌالد الشركات المتعددة الجنسٌات ،وخاصة بعد احتكارها
لرؤوس األموال وأمام تلك المخاطر حاول المشرع الجزائري مكافحة جرائم هذه الشركات
حٌث أخضعها إلى طائفة من العقوبات تعدٌله لقانون العقوبات بموجب القانون رقم 15-04
الصادر فً 2004/11/10حٌث جعل من عقوبة الغرامة عقوبة األصلٌة فٌما جعل باقً
العقوبات األخرى عقوبات تكمٌلٌة بالنسبة للشخص المعنوي اثر التعدٌل الذي مس قانون
العقوبات ،وذلك سعٌا من المشرع نحو حث الشركاء على التفكٌر مسبقا قبل اإلقدام على
تكوٌن شركة لمدة طوٌلة تترتب علٌها تعرٌض ثرواتهم وسمعتهم للخطر