You are on page 1of 28

‫المجلد ‪ /32‬العدد ‪ ( 10‬جويلية ‪ ،)3130‬ص ‪661 -622‬‬ ‫الصراط‬

‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬


‫‪The Palestinian Issue in Ibraheem Al-Ajlouni Articles‬‬
‫*‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫الجامعة األردنية‪ ،‬كلية اآلداب‪Yousef_abdoo@yahoo.com ،‬‬
‫تاريخ النشر‪2021/07/31 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2021/03/03 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2020/09/18 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫هتدؼ ىذه الدراسة إىل قراءة القضية الفلسطينية يف مقاالت الكاتب األستاذ إبراىيم‬
‫العجلوين‪ ،‬وىو من أبرز ادلفكرين والكتّاب األردنيُت‪ ،‬الذين اعتنوا وساعلوا يف توعية اجملتمع العريب‬
‫واإلسالمي ٓتطر الهييونية وسلططاهتا اذلدامة‪ ،‬وفضح خداعيم وأالعيبيم اليت هتدؼ إىل طمس‬
‫اذلوية الثقافة العربية ‪.‬‬
‫ٖتاوؿ ىذه الدراسة معاجلة القضية الفلسطينية يف مقاالت العجلوين‪ ،‬واليت تعترب من أىم‬
‫القضايا العربية واإلسالمية يف األدب العريب ادلعاصر‪ ،‬واألديب العريب وبالرمم من بعده عن أرض‬
‫فلسطُت‪ ،‬إال أنو يقع عليو الواجب بالدفاع عنيا قبل الفلسطينيُت ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬ادلقاالت؛ القضية الفلسطينية؛ ابراىيم العجلوين؛ اخلطر الهييوين ‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪This study aims to read the Palestinian issue in the articles of‬‬
‫‪Ibraheem Al-Ajlouni, who is one of the most prominent Jordanian thinkers‬‬
‫‪and writers, who took care and contributed to educate Arab and the Islamic‬‬
‫‪community about the danger of Zionism and its destructive plans. Exposing‬‬
‫‪their deceit, this most importantly aimed to obliterate the identity of Arab‬‬
‫‪culture.‬‬
‫_______________‬
‫*‬
‫المؤلف المرسل‬

‫‪633‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫‪The study attempted to highlight the spotlight on the Palestinian issue‬‬
‫‪in Al-Ajlouni articles, which is considered one of the most important Arab‬‬
‫‪and Islamic issues in contemporary Arab literature, and Arab writer, despite‬‬
‫‪his distance from the land of Palestine, he has a duty to defend it before the‬‬
‫‪Palestinians.‬‬
‫‪Keywords: articles; Palestinian issue; Ibraheem Al- Ajlouni; The Zionism‬‬
‫‪danger.‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫تقوـ فكرة الدراسة على ثالثة زلاور أساسية‪ :‬إبراىيم العجلوين‪ ،‬القضية الفلسطينية‪ ،‬ادلقالة‪،‬‬
‫شلا يسمح لنا معرفة واستخالص عناصرىا‪ ،‬فكأف ادلطلوب ىو‪ :‬دراسة القضية الفلسطينية دراسة‬
‫أدبية‪ ،‬على ضوء ما ورد يف مقاالت إبراىيم العجلوين؛ والعجلوين أديب ومفكر وطٍت وقومي‪ ،‬يؤمن‬
‫بالوحدة العربية واإلسالمية‪ ،‬السالح الوحيد يف وجو الكياف الهييوين‪ .‬والقضية الفلسطينية يف‬
‫معتقد العجلوين ليست قضية وطنية أو قومية أو دينية أو تارؼلية بل ىي كل ذلك وأكثر ‪.‬‬
‫وادلقالة – وشىت الفنوف‪ -‬رسالة يف احلياة‪ ،‬وغلب على األديب أف يبلغيا ويوصليا بكل أمانة‬
‫وصدؽ ‪.‬‬
‫وهبذه احملاور الثالثة‪ ،‬سنغوص يف أعماؽ مقاالت العجلوين‪ ،‬ونكشف عن أبعاد القضية‬
‫الفلسطينية‪ ،‬واخلطر الذي ييددىا‪ ،‬بل ييدد األمة العربية‪ ،‬من ادلؤامرة الهييونية‪ ،‬اليت هتدؼ إىل‬
‫طمس الثقافة واذلوية واجلغرافيا‪ ،‬للوصوؿ إىل مآرهبم وسلططاهتم اجملرمة ‪.‬‬
‫ويف ىذه الدراسة رصدنا القضية الفلسطينية يف مقاالت العجلوين من عدة مطالب وىي‪:‬‬
‫ادلطلب األوؿ‪ :‬العجلوين ‪ ...‬العاشق واحملب ذلذه األرض الطيبة ‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬تأريخ القضية الفلسطينية ‪.‬‬
‫ادلطلب الثالث‪ :‬الييود بُت القدمي واحلديث ‪.‬‬
‫ادلطلب الرابع‪ :‬كشف ادلخططات ادلعادية‪.‬‬
‫ادلطلب اخلامس‪ :‬الشعب ادلختار‪ ،‬واذليكل ادلزعوـ ‪.‬‬
‫ادلطلب السادس‪ :‬الوحدة بُت األشقاء األردنيُت والفلسطينيُت‪ ،‬وزلاربة الفتنة ‪.‬‬

‫‪634‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫ادلطلب السابع‪ :‬األسرى الفلسطينيوف‪ ...‬والسالـ الييودي ‪.‬‬
‫ادلطلب الثامن‪ :‬قضية التطبيع مع الغاصب احملتل ‪.‬‬
‫ادلطلب التاسع‪ :‬العبث يف ادلناىج الدراسية خلدمة مهاحليم ‪.‬‬
‫ادلطلب العاشر‪ :‬أشكاؿ ادلقاومة ‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها‪:‬‬
‫اخلطاب األديب ّتميع أشكالو وأجناسو يسيم يف تقريب وجيات النظر وإيضاح احلقائق‬
‫وتوجيو الناس صوب الوجية اليت يرتضييا صاحب اخلطاب‪ ،‬وادلقالة من األجناس األدبية اليت‬
‫تستخدـ كشكل من أشكاؿ التعبَت والتواصل يسيم من خالذلا ادلرسل إىل ٖتقيق أىدافو‬
‫ومقاصده‪ ،‬ومن األمراض اليت ٖتمليا ادلقالة مرض التوعية واالرشاد‪ ،‬وييدؼ صاحبيا إىل توجيو‬
‫النهائح والتعليمات واإلرشادات لفئة من الناس ودعوهتم للقياـ بعمل معُت أو تركو أو اٗتاذ موقف‬
‫أو تنفيذ أمر بغية اإلقناع والتأثَت ‪.‬‬
‫فتتمثل مشكلة الدراسة يف التعرؼ على القضية الفلسطينية وأبعادىا ادلستم ّدة من الواقع كما‬
‫ظيرت يف مقاالت األستاذ إبراىيم العجلوين‪ .‬وما ىي احملاور اليت ناقشيا العجلوين فيما يتعلق‬
‫بالقضية الفلسطينية يف مقاالتو ؟ وكيف أسيمت ىذه ادلقاالت يف تأريخ القضية الفلسطينية ؟ وما‬
‫ى ي أىم وأبرز أشكاؿ ادلقاومة يف الدفاع عن ىذه القضية ؟ وما ىي األساليب واألالعيب‬
‫ادلستخدمة من قبل الييود يف طمس القضية الفلسطينية ؟‬
‫وفن ادلقالة كغَته من الفنوف األدبية اليت انتشر يف اآلونة األخَتة نتيجة لعدة عوامل برزت‬
‫جليا يف الهحافة والبعثات الطالبية‪ ،‬باإلضافة إىل الطباعة وكذا الًت‪ٚ‬تة ‪ .‬وترجع أعليتو إىل أهنا‬
‫وسيلة من وسائل نشر الثقافة‪ ،‬ومعاجلة ادلشكالت السياسية واالجتماعية والفكرية‪ ،‬والتنبيو واإلثارة‬
‫لقضايا الفكر واالجتماع‪ ،‬وتعبَت عن حرية الرأي‪ ،‬من ألواف اإلبداع األديب ‪.‬‬

‫‪635‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫فتكمن أعلية ىذه الدراسة يف التعرؼ على تاريخ القضية الفلسطينية‪ .‬وكذلك إثارة الوعي‬
‫على أىم ما يدور حوؿ ىذه القضيم من هتديدات وسلاوؼ‪ ،‬والتعرؼ على العدو الييودي حق‬
‫ادلعرفة وعلى أدواتو وأمراضو وحيلو؛ حىت نستطيع التعامل معو‪ ،‬وزلاولة رلاهبتم بنفس السالح الذي‬
‫يستخدمونو ‪.‬‬
‫وما ؽليز فن ادلقالة من بُت الفنوف األخرى أنو أكثر األجناس األدبية انفتاحا على مَته من‬
‫الفنوف‪ ،‬وتداخال معيا‪ ،‬وأيضا ال ؼلفى مدى إسياـ ادلقالة يف إثراء احلياة األدبية والثقافية والفكرية‬
‫يف األردف ومعظم البلداف العربية ‪ .‬فيدفت ىذه الدراسة إىل‪ :‬تعزيز ثقافة الفيم والعقل عند العرب‬
‫كما سيظير عند مقاالت العجلوين‪ ،‬الكشف عن أساليب الييود القائمة على اخلداع واحليلة يف‬
‫مقاالت العجلوين‪ ،‬والرد على مطاعنيم‪ ،‬إظيار مدى تالعب الييود يف احلقائق يف سبيل ٖتقيق‬
‫مزاعميم ‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫مل يقف الباحث على أي رسالة أو دراسة تتناوؿ موضوع‪( :‬القضية الفلسطينية يف مقاالت‬
‫العجلوين)‪ ،‬وىو ادلوضوع الذي تنتهب ىذه الدراسة دلعاجلتيا‪ ،‬إذ كاف موضوعا يتناوؿ واحدة من‬
‫أوضح القضايا االجتماعية والفكرية يف مقاالتو‪ ،‬وعلى ىذا فإف الباحث سيفيد من بعض ادلراجع‬
‫اليت تتهل هبذا ادلوضوع سواء من قريب أو من بعيد‪ ،‬ومن تلك ادلراجع‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة يوسف زلمد عبده (‪ )2020‬بالمة احلجاج يف مقاالت إبراىيم العجلوين‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬اجلامعة األردنية‪ ،‬عماف – األردف ‪.‬‬
‫تناولت ىذه األطروحة ذكر أنواع ادلقالة واآلليات احلجاجية ادلستعملة يف مقاالت إبراىيم العجلوين‪،‬‬
‫وأوضحت مدى رؤية وثقافة العجلوين الواسعة‪ ،‬وصلاعة أساليبو شلا كاف ذلا دور يف االقناع واالمتاع ‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة رنا الناشف (‪ )2019‬مقاالت "وحي االفاؽ" إلبراىيم العجلوين‪ :‬دراسة موضوعية‬
‫وفنية‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬اجلامعة األردنية‪ ،‬عماف – األردف ‪.‬‬

‫‪636‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫تناولت ىذه الرسالة دراسة (مقاالت "وحي االفاؽ" إلبراىيم العجلوين‪ :‬دراسة موضوعية‬
‫وفنية) من ناحية موضوعية‪ ،‬ذكرت أنواع ادلقالة وتوقفت عند ادلقالة األدبية النقدية‪ ،‬وادلقالة‬
‫السياسية‪ ،‬وادلقالة الدينية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والفكرية‪ ،‬والفلسفية‪ ،‬وأوضحت مدى رؤية وثقافة‬
‫وخههت الفهل الثاين لدراسة ادلقاالت (وحي االفاؽ) على ادلستوى اللغوي‬ ‫العجلوين الواسعة‪ّ ،‬‬
‫والفٍت‪ ،‬حيث بيّنت الباحثة أبرز ظواىر األسلوبية الفنية‪ ،‬شلا كاف ذلا دور يف اإلقناع واإلمتاع ‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة مالك العموش (‪ )2008‬إبراىيم العجلوين أديبا‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬اجلامعة اذلامشية‪،‬‬
‫عماف – األردف ‪ .‬تناوؿ فيو الباحث "فن ادلقالة عند العجلوين"‪ ،‬من خالؿ كتابو الشذرات‬
‫(‪. )1999/1998‬‬
‫العالمة اجلزائرية البشَت‬
‫‪ -‬دراسة سليمة ىالة ( ‪ ) 2016‬القضية الفلسطينية يف كتابات ّ‬
‫االبراىيمي‪ ،‬رللة دراسات وأْتاث‪ ،‬العدد ‪ ،23‬جواف السنة الثامنة‪ ،‬اجلزائر ‪ .‬سلّط الباحث الضوء‬
‫عن ادلكانة اليت احتلتيا فلسطُت يف كتابات اإلبراىيمي ‪.‬‬
‫أما منهج البحث‪ :‬فاقتضت طبيعة الدراسة االعتماد على ادلنيج الوصفي التحليلي‪ ،‬ألنو‬
‫األنسب ذلذا النوع من البحوث من حيث وصف الظاىرة والقضية ادلطروحة‪ ،‬ويتضمن ذلك‬
‫(إيهاؿ األفكار‪ ،‬والتأثَت يف قناعات ادلخاطبُت‪ ،‬ودفعيم إىل تبٍت فكرة ما بكل وسيلة مقنعة)‬
‫وٖتليل الشواىد من مقاالت العجلوين فيما يتعلق يف (القضية الفلسطينية) ‪.‬‬

‫‪637‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫المطلب األول‪ :‬العجلوني ‪ ...‬العاشق والمحب لهذه األرض الطيبة‪:‬‬
‫يع ّد الكاتب وادلفكر األردين األستاذ إبراىيم العجلوين من األدباء الذين ساعلوا يف توعية‬
‫اجملتمع العريب واألردين بوجو اخلهوص يف خطر الهييونية وسلططاهتا اذلدامة‪ ،‬وٕتلّی اىتمامو بقضية‬
‫فلسطُت من خالؿ مقاالتو اليت کاف ينشرىا يف الهحف واجملالت‪ ،‬فيقوؿ يف إحدى مقاالتو‬
‫موضحاً فلسفة الكياف الييودي لألمة العربية واإلسالمية‪" :‬إف إسرائيل لن تنسحب من أرض عربية‬
‫إال إذا ضمنت‪ ،‬يف ادلقابل‪ ،‬امتداداً حقيقياً يف الوعي والوجداف العربيُت‪ ،‬وإال إذا رجحت كفة ما‬
‫يعود علييا من ىذا االنسحاب بكفة ما يظن أنو خسراف ذلا ورجوع عن اطماعيا‪ ،‬إهنا قد تسحب‬
‫من األرض ‪ ،‬ولكن ذلك ال يعدو أف يكوف توطئة لالمتداد يف االنساف‪ .‬األرض‪ ،‬إذف!! يف ادلنطق‬
‫االسرائيلي‪ ،‬مقابل االنساف"(‪. )1‬‬
‫أشغل العجلوين قلمو يف خدمة قضايا األمة‪ ،‬وجعل على رأسيا قضيتيا احملورية‪ :‬قضية أوىل‬
‫القبلتُت‪ ،‬قضية فلسطُت‪ ،‬اليت خهيا بادلزيد من الرعاية واالىتماـ فيو يعيش فييا‪ ،‬وتعيش فيو‪،‬‬
‫يدافع عنيا تارة ويؤرخ ذلا تارة أخرى‪ ،‬ويكشف زيف وخداع الييود مرة‪ ،‬ويذكر أساليب التسلل‬
‫اإلسرائيلي للمجتمعات العربية مرة أخرى ػلرض العرب وادلسلمُت على الذود عن حياضيا‪ ،‬ويدعو‬
‫العرب من ادلسلمُت وادلسيحيُت‪ ،‬أف ينيضوا بواجبيم ضلوىا‪ ،‬وال يتخاذلوا عن نهرهتا بكل ما‬
‫يستطيعوف‪ ،‬فيقوؿ‪" :‬إف ‪ٙ‬تة دورا تارؼليا منتظرا للمسيحيُت العرب على اختالؼ مرجعياهتم‬
‫وكنائسيم‪ ،‬وأف القدس تطالبيم ٓتطاب موحد صريح الداللة يف شأهنا‪٘ ،‬تاما كما تطالب ادلسلمُت‬
‫بذلك على اختالؼ بلداهنم‪ ،‬ومذاىبيم‪ ،‬وٖتالفاهتم"(‪. )2‬‬
‫فعالقة العجلوين ٔتجتمعو ال نفيميا بأهنا اطلراط ٔتشاكل اجملتمع‪ ،‬بل نفيميا إحساسا‬
‫صادقا مفعما باحلب والرمبة يف تطور رلتمعو‪ ،‬وعالقة تفاعلية يتأثر باجملتمع وأحداثو ويتأثر بالوسط‬
‫االجتماعي ويتفاعل معو شلا يزيد انتماؤه وإحساسو ‪.‬‬
‫"فاألديب يعيش بالضرورة يف رلتمع معُت‪ ،‬وال ؽلكن إلنساف أف يعيش معلقاً يف الفراغ خارج‬
‫حدود الزماف وادلكاف‪ ،‬وضلن نعرؼ أف كل رلتمع من اجملتمعات ليس رلرد كتلة صماء جامدة‪،‬‬
‫ولكن كل رلتمع يعيش حركة نشيطة حية ومتطورة"(‪. )3‬‬

‫‪638‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫لذلك شغلت القضية فكر العجلوين ومثّلت اجلزء األكرب واألكثر يف كتبو ومقاالتو‪ ،‬فما زاؿ‬
‫عاكفا على ٖتليل الفكر اإلسرائيلي ومرجعياتو وخططو وجذوره‪ ،‬ويفضح ادلمارسات الهييونية يف‬
‫حق األمة العربية والشعب الفلسطيٍت‪ ،‬ويكشف تزويرىم وتالعبيم يف ادلعاىدات واالتفاقيات‬
‫معيم‪.‬‬
‫فكتب العجلوين عن قضية فلسطُت رلموعة من ادلقاالت اليت تعد وثيقة تارؼلية للقضية؛ ألنو‬
‫بينيا وبُت األردف يف وقت من األوقات‪ ،‬وبأي شكل من األشكاؿ ‪.‬‬
‫ففلسطُت يف معتقد العجلوين ليست قضية وطنية أو قومية أو دينية أو تارؼلية بل ىي كل‬
‫ذلك وأكثر ‪.‬‬
‫تفتحت عينا العجلوين على زلنة أىل فلسطُت‪ ،‬فيو من مواليد الهريح يف زلافظة إربد يف‬
‫التاسع من أيلوؿ عاـ ‪ٙ‬تانية وأربعُت وتسعمائة وألف(‪. )4‬‬
‫فيو ابن بيئة أدبية ودينية زلافظة‪ ،‬ومنتمية وطنياً وقومياً‪ ،‬ج ّده من حفظة القرآف الكرمي وعمل‬
‫خطيبا وإماماً جلامع القرية‪ ،‬وكاف ميتماً يف مسائل الفقيو وادلدح النبوي وأما أبوه كاف يعمل جندياً‬
‫يف اجليش األردين يف القيادة العامة للقوات ادلسلحة(‪. )5‬‬
‫وتش ّكل كتابات العجلوين "استجابتو الداخلية دلا غلري يف خارجو ويدور من حولو‪ ،‬عن‬
‫انفعاالتو وتأمالتو وخواطره‪ ،‬عن آالمو وآمالو‪ ،‬عن آراءه الذاتية يف احلياة واجملتمع"(‪. )6‬‬
‫فما ماب شوؽ فلسطُت يوماً عن وجداف العجلوين‪ ،‬فيو يكوى من بعده عن معشوقتو اليت‬
‫لطادلا ‪ٛ‬تل ذلا من احلب والهدؽ وادلودة و"ذكريات تتواىل وحلم يتجدد بأف تكوف يل ‪ٙ‬تة ركعتاف ‪.‬‬
‫لكن القدس بعيدة أبعد شلا نتهور ‪ .‬وىي تزداد كل يوـ بعدا ‪ .‬واحسب اننا سنودع احلياة قبل أف‬
‫نستقبل وجييا الشريف"(‪. )7‬‬

‫‪639‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تأريخ القضية الفلسطينية‪:‬‬
‫قاـ العجلوين بتأريخ القضية الفلسطينية يف أكثر من مقالة‪ ،‬بعناوين سلتلفة ىدفت إىل أرشفة‬
‫وتثبيت تاريخ ىذه القضية‪ ،‬ومن ذلك مقالتو بعنواف‪( :‬حزيراف واعتبار ذوي األبهار) وجاء فييا‪:‬‬
‫"‪ ...‬لقد كاف يف اإلمكاف‪ ،‬وبقدرات العرب الذاتية عشية الرابع حزيراف لعاـ ‪ 1967‬أف نأخذ‬
‫٘تزؽ ادلودات‪ ،‬وضعف‬ ‫الوقائع مسارا سلتلفا‪ ،‬لوال ما كاف من مكر ادلاكرين ومدر الغادرين‪ ،‬و ّ‬
‫اإلرادات ‪ .‬وىي أسباب تراخى الزمن هبا‪ ،‬وألقت ّتراهنا‪ ،‬وتركم صدأ السنُت علييا‪ ،‬وما كاف ؽلكن‬
‫زواذلا من أيسر سبيل"(‪. )8‬‬
‫يناقش العجلوين يف ىذا ادلقالة أسباب ونتائج حرب ‪ 1967‬بُت العرب من ناحية والعدو‬
‫الهييوين من ناحية أخرى‪ ،‬وأ ّكد من خالؿ مقالتو على أننا "لو كنا انتبينا قبل حزيراف ْتزيراف‪ ،‬أو‬
‫نسقنا جيودنا لعاـ واحد‪ ،‬على األقل‪ ،‬قبلو‪ ،‬لكانت النتائج مَت النتائج‪ ،‬وكاف ادلشيد السياسي‬‫كنا ّ‬
‫يف ادلشرؽ العريب‪ ،‬على مَت ما ىو عليو اليوـ‪ ،‬مدعاة لألمل وموطنا لالعتبار"(‪ .)9‬فيو يدعو يف ىذه‬
‫ادلقالة إىل االستعداد والتخطيط ادلناسب‪ ،‬دلواجية العدو الهييوين الغاشم‪ ،‬وبالذات أف عدونا ال‬
‫ؼلطو أي خطوة إال بعد دراسة وٗتطيط ‪.‬‬
‫وشخص العجلوين حاؿ األمة العربية واإلسالمية عند ادلواجية واحلرب‪ ،‬بأهنا تعمل بنظاـ‬
‫ّ‬
‫الفزعات؛ أي على مَت ترتيب وتنظيم واستعداد مسبق‪" ،‬وأننا ضلتشد يف اللحظات األخَتة قبل‬
‫ادلواجية‪ ،‬وأف احتشادنا مالبا ما يكوف إعالميا‪ ،‬ال عمليا واقعيا"(‪. )10‬‬
‫ولكننا صلد يف ادلقابل عند العدو االسرائيلي‪ ،‬استعدادا مناسبا للحدث وادلوقف‪ ،‬سلططا لو‬
‫من سنُت طواؿ‪" ،‬مث ال صلدىم معنيُت بشيء من اإلعالف عن ذلك‪ ،‬إال أف يكوف ٗتويفا لنا أو‬
‫توىينا من عزائمنا‪ ،‬أو إظيارا لبالغ حَتهتم واضطراهبم وخوفيم ادلزعوـ من البحر العريب احمليط هبم‬
‫من كل مكاف"(‪. )11‬‬

‫‪640‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫ويف مقالة لو بعنواف‪( :‬صفحة من تاريخ قدسنا العربية اإلسالمية) يؤرخ ألىم العلماء‬
‫وادلشيورين يف أواخر القرف اخلامس اذلجري‪ ،‬ويف ذلك يقوؿ‪ " :‬كانت القدس أواخر القرف اخلامس‬
‫اذلجري ميوى أفئدة العلماء والتجار وادلتهوفة‪ ،‬وكاف من علمائيا ادلشيورين الشيخ القاضي ػلِت‬
‫بن ادلفرج‪ ،‬واإلماـ الزاىد نهر بن إبراىيم النابلسي ادلقدسي‪ ،‬وأبو ادلعايل رللي ابن ‪ٚ‬تيع القرشي‬
‫ادلخزومي‪ ،‬والشيخ أبو بكر زلمد بن الوليد الطرطوشي"(‪. )12‬‬
‫ويف مقالة أخرى بعنواف‪( :‬فلسطُت عاـ ‪ :1938‬صورة من ادلازين)‪ ،‬يستعرض مقالة مشيورة‬
‫لألديب ادلهري‪ :‬إبراىيم عبد القادر ادلازين بعنواف‪ :‬فلسطُت ال تقير‪ ،‬يف عدد أكتوبر‪ ،‬من رللة‬
‫الرسالة عاـ ‪ ،1938‬يهف فييا ثورة فلسطُت عاـ ‪ ،1938‬وشلا جاء فييا‪" :‬إف فلسطُت مل يعد‬
‫يف اإلمكاف قيرىا وإرماميا على قبوؿ ما تقبل‪ ،‬ولقد استفزىا إىل ىذه الثورة اجمليدة ظلم أريد هبا‪،‬‬
‫وال مثيل لو يف التاريخ"(‪. )13‬‬
‫ويعلق العجلوين متسائال‪" :‬ماذا لو مد اهلل يف عمر ادلازين لَتسم صورة فلسطُت عاـ‬
‫تغَت من احلقائق الفلسطينية يف ىذه األعواـ ؟؟‬
‫‪ ،2000‬أيكوف شيء قد ّ‬
‫تغَت‪ ،‬أـ تكوف القضية قد نقلت من حاؿ إىل حاؿ‪ ،‬وقد حلق‬ ‫أيكوف الشعب نفسو قد ّ‬
‫جوىرىا تغيَت‪ ،‬أو تغَتت بأظلوذجا الثائر األحواؿ ؟"(‪. )14‬‬
‫ولكنو بعد ىذا التساؤؿ‪ ،‬وىذا التفكر‪ ،‬غليب القارئ بقولو‪" :‬لقد تبدلت األشكاؿ‪ ،‬ال‬
‫ريب‪ ،‬واٗتذ الهراع أبعادا جديدة ‪ .‬لكن جوىر قضية فلسطُت ظل كما ىو وأظلوذج الفلسطيٍت‬
‫اجملاىد ظل كما ىو‪ ،‬وإف كاف يلزـ إلدراؾ ذلك‪ ،‬اليوـ‪ ،‬وعي عميق سديد وبهر حديد ‪...‬‬
‫أجل وإف فلسطُت ‪ -‬على الرمم من كل شيء‪ -‬ال ؽلكن قيرىا‪ ،‬أو إرماميا على ما ال تريد"(‪. )15‬‬
‫ندرؾ يف ىذه ادلقالة أف العمل األديب أكثر صدقا من كتب التاريخ؛ ألف التاريخ يكتبو‬
‫ادلنتهروف فقط‪ ،‬وسيكتبونو كما ؼلدـ سلططاهتم وأىدافيم‪ ،‬لذلك صلد أف العمل األديب بوجو عاـ‪،‬‬
‫أكثر صدقا من ُكتب التاريخ‪.‬‬
‫فاألدب كاف وال زاؿ صورة حقيقية حلياة البشر يف زمن معُت‪ ،‬بعيدا عن رللدات التاريخ‪،‬‬
‫وسقطات ادلؤرخُت الكربى ‪.‬‬

‫‪641‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫ويف مقالة أخرى بعنواف‪( :‬فهل ال ينسى من اجلياد الفلسطيٍت) يؤرخ لشخهية مقدسية‬
‫نابلسية‪ ،‬دافعت بكل بسالة عن القضية الفلسطينية‪ ،‬وىو األستاذ‪ :‬زلمد علي الطاىر "منذ أف‬
‫كتب يف جريدة (فىت العرب) البَتوتية عاـ ‪ 1914‬إىل أف توفاه اهلل سنة ‪ 1974‬يف بَتوت‪ ،‬يكتب‬
‫عز نظَتىا‪ ،‬ويدفع عن أمتو وشعبو ودينو‪ ،‬ويقيم أظلوذجا للرجولة ما أشد حاجتنا اليوـ‬ ‫صحائف رلد ّ‬
‫إىل تنوره‪ ،‬و٘تثل معطياتو‪ ،‬وتقدؽلو إىل األجياؿ أف ٘تيد هبا أحوالنا ادلعجبات"(‪. )16‬‬
‫ويقوؿ‪" :‬لقد كاف زلمد علي الطاىر منافحا على العروبة مدافعا عن قضاياىا‪ ،‬وكاف جلريدتو‬
‫(الش ورى) دور بارز يف التهدي لعدد كبَت من الهحف الييودية يف مهر‪ ،‬مثل جريدة (االٖتاد‬
‫االسرائيلي) اليت صدرت عاـ ‪ ،1924‬ورللة اسرائيل اليت أصدىا إلربت موصَتي سنة ‪،1920‬‬
‫وجريدة (صوت الييودي) ومَتىا‪. )17(" ...‬‬
‫فتثبيت الشخهيات الوطنية‪ ،‬وٗتليد رموز ادلقاومة‪ ،‬وأرشفة األحداث الوقائع‪ ،‬وتدوين األمساء‬
‫واألماكن ادليدمة اليت ُى ّجر أىليا قسرا من أجل بناء ادلستوطنات‪ ،‬واألسرى األبطاؿ‪ ،‬بسبب‬
‫مقاومتيم االحتالؿ‪ ،‬يُعد واجبا تارؼليا على األدباء العربيُت قبل الفلسطينيُت ‪.‬‬
‫"فأرض ادلعركة ال تقتهر على أرض فلسطُت وحدىا‪ ،‬ورٔتا كانت قضية ادلثقف داخل‬
‫األرض احملتلة أكثر وضوحاً وأقل تعقيدا من ادلثقف خارج األرض‪ ،‬وذلك ألنو يتبُت عدوه بهورة‬
‫أكثر وضوحاً‪ ،‬وحُت يتلقى الطعنة فيو يعرؼ اليد اليت توجييا‪ ،‬أما ادلثقف خارج األرض فحركتو‬
‫أكثر التواء و أقل مباشرة"(‪. )18‬‬
‫ومن أجل ذلك البد أف ننظر ألدب القضية الفلسطينية بأنو سالح مقاومة وليس رلرد مكاف‬
‫أو حدث أو شخهيات‪" ،‬ولو كانت القضية قضية أشخاص الكتفينا بكلمة تشجيع نوجييا لكل‬
‫مثقف داخل األرض احملتلة‪ ،‬وبالشد على يده وبإظيار تقديرنا لعملو ‪ .‬ولكن القضية ليست قضية‬
‫أشخاص بل قضية ثورة وقضية مهَت وىذا ما يفرض على كل من يدعي أو يزعم أنو مثقف أف‬
‫يضع قضية الذات يف مرتبة ثانوية‪ ،‬وأف ػلاوؿ أف يكوف أميناً للثورة"(‪. )19‬‬

‫‪642‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫معُت‪ ،‬فتارة يؤرخ‬
‫مل ػلدد العجلوين شكل السجل التارؼلي حوؿ القضية الفلسطينية بشكل ّ‬
‫للقضية سياسيا‪ ،‬وتارة يؤرخ لشخهيات القضية‪ ،‬ونراه يف مواضع أخرى يؤرخ للقضية الفلسطينية‬
‫أدبيا‪ ،‬ففي مقالة لو بعنواف‪( :‬قرف اجلياد الفلسطيٍت) يذكر أف "الشاعر الكبَت خليل مطراف قد زار‬
‫فلسطُت مستيل الثالثينيات‪ ،‬فكتب قهيدة لو عن طولكرـ وأىليا‪ ،‬يقوؿ‪:‬‬
‫الغراء يف األمم‬‫نفديك بادلاؿ واألرواح يا وطنا شاعت مآثره ّ‬
‫ما تسْت ِدمو هبم من ٍ‬
‫رفعة يَ ُدِـ‬ ‫فاسلم ِ‬
‫وعّز بأبناء مطارفة‬
‫ُ‬
‫باحلزـ والعزـ يف حل ومرٖتل َوفّوؾ ما يقتضيو الرعي للذمم‬
‫األج ِم"(‪. )20‬‬
‫من يستبيحك واآلساد رابضة إف الثعالب ال تدنو من َ‬
‫ويف ادلقابل صلد االحتالؿ الهييوين‪ ،‬يفعل ما يف وسعو من أجل طمس اذلوية الفلسطينية‪،‬‬
‫وتغييب القضية عن عقوؿ وأذىاف أبنائيا ‪-‬وكل العرب وادلسلمُت أبناؤىا‪ ،-‬فإف كتابة ادلقاالت‪،‬‬
‫والروايات‪ ،‬والقهص القهَتة‪ ،‬واألشعار من أجل تأريخ النكبة وادلقاومة وكشف أالعيبيم‪ ،‬يظل‬
‫السالح القوي أماـ خبث ومكر االحتالؿ الغاشم ‪.‬‬
‫فالبد من العناية واالىتماـ هبذه اآلداب وتبٍت مبدعييا‪ ،‬ألف األدب الفلسطيٍت لو ميمة نبيلة‬
‫تكمن يف ادلقاومة والدفاع والهمود‪ ،‬أماـ عدو انتيك كل معاين اإلنسانية واألخالؽ والضمَت‪.‬‬
‫فكل أديب يريد أف يكتب عن القضية الفلسطينية البد أف يكوف على يقُت بأنو جزء من قضية ال‬
‫تناـ وال تستسلم وال تعرؼ الراحة‪ ،‬جزء من قضية تزداد أبعادىا حدة وأمل مع مر السنوات‪" ،‬فكلما‬
‫عمق إحساس األديب بواقعو‪ ،‬كلما اتسع رلاؿ رؤيتو‪ ،‬وأصبح بالتايل أقدر على ادلساعلة يف الثورة‬
‫وااللتحاـ هبا"(‪ )21‬فليذا تعترب ميمة من يكتب يف األدب الفلسطيٍت سلتلفة عن كل آداب العامل؛‬
‫ألهنا سالح معركة خالدة وحامسة بُت البقاء وعدمو‪ ،‬من أجل اإلبقاء على القضية حية‪ ،‬ولتعريف‬
‫األجياؿ اجلديدة هبا‪ ،‬ومن أجل إذكاء نَتاف القضية يف القلوب‪ ،‬كي ال تنطفئ ويُهبح االحتالؿ‬
‫فعال عاديا‪ ،‬ويُهبح احملتل الغاصب جارا وصديقا ‪.‬‬

‫‪643‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اليهود بين القديم والحديث‪:‬‬
‫ٖت ّدث العجلوين عن الوجود الييودي يف مقاالتو‪ ،‬من حيث أهنم أصحاب دين يف العامل‪،‬‬
‫فَتى أنو "مقبوؿ‪ ،‬ومنظور إليو ٔتنظار اإلنسانية‪ ،‬وضلن ادلسلمُت نؤمن بكرامة اإلنساف من حيث ىو‬
‫إنساف‪ ،‬بل إف لنا ٕتربة تارؼلية مع الييود تؤكد أهنم عاشوا بُت ظيرانينا‪ ،‬وكانوا جزءا من‬
‫رلتمعنا"(‪ )22‬ولكن احلديث عن الوجود الهييوين فمسألة أخرى سلتلفة ‪ .‬وىي زلمولة يف أصليا‬
‫وفهليا على معٌت االقتحاـ ادلدجج "ادلرفوض" لعادلنا العريب اإلسالمي يف حلظة ضعف تارؼلية أما‬
‫دلاذا كاف ىذا االقتحاـ مرفوضاً‪ ،‬فألف منطق احلياة يرفضو‪ ،‬حىت لدى الكائنات الدنيا"(‪. )23‬‬
‫والعجلوين يرفض الوجود واالقتحاـ الييودي لبالدنا ويرى فييا استغالال لثروات األمة العربية‬
‫واإلسالمية‪ ،‬واستغالال للضعف الذي خيّم وأطبق على األمة ‪.‬‬
‫ويف مقالة أخرى عاجل عالقة الييود مع ادلسلمُت القدامى وبالذات عن مشاىَتىم من‬
‫الفالسفة والقادة وادلفكرين فيقوؿ " كاف موسى بن ميموف الفيلسوؼ الييودي األشير صديقا‬
‫للقاضي الفاضل وطبيبا خاصا للناصر صالح الدين األيويب‪ ،‬وشيدت الدولة األيوبية عددا من‬
‫الوزراء وادلتنفذين الييود ‪ .‬وكاف للييود حضور مشيود يف حواضر االسالـ كليا‪ ،‬السيما األندلس‬
‫ومدائنيا‪ ،‬لكن ذلك كلو كاف وضلن مالكوف ألمورنا‪ ،‬قادروف علييا‪ ،‬مَت ميزومُت‪ ،‬وال مسلوبُت‪،‬‬
‫وال ذاىلُت"(‪. )24‬‬
‫فالييود عاشوا يف اجملتمعات العربية واإلسالمية‪ ،‬وكاف ذلم حظ وافر يف وظائف الدولة‬
‫وأعماذلا‪ ،‬يف الوقت الذي كانت السيادة والقوة للمسلمُت‪ ،‬وكاف ذلم حضور يف عمر الدولة‬
‫اإلسالمية على مر العهور‪ ،‬ومل يكن ىناؾ أي مشكلة يف احلوار‪" ،‬وكنا ضلن الساعُت إليو‪ٕ ،‬تاوزا‬
‫لكل اختالؼ بُت بٍت البشر"(‪. )25‬‬
‫والييود القدامى انبيروا واندىشوا بالعقل اإلسالمي والعريب على مر العهور وقد كاف "ييود‬
‫األندلس تالمذة يف مدارس الفكر واالعتقاد االسالمية "(‪. )26‬‬
‫ويرصد العجلوين صورا كثَتة يف مقاالت متعددة يُظير فييا مدى تأثر وانبيار الييود القدامى‬
‫البالؾ متخهها يف تراث الغزايل‪ ،‬وقد‬
‫بالعقل والفكر العريب اإلسالمي‪ ،‬ومن ذلك‪" :‬كاف اسحق ّ‬

‫‪644‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫نقل كتبو ( مقاصد الفالسفة‪ ،‬وهتافت الفالسفة‪ ،‬ميزاف العمل‪ ،‬ادلنقذ من الضالؿ) إىل العربية‪ ،‬وكاف‬
‫للغزايل تأثَته البالغ أيضا يف موسى بن ضلماف‪ ،‬وىلل بن مشوئل‪ ،‬ولفي بن جرسوف الذين ألّفوا على‬
‫التوايل كتبيم‪ ( :‬شريعة االنساف‪ ،‬وجزاء الروح‪ ،‬واجلياد يف سبيل اهلل )"(‪. )27‬‬
‫ويقوؿ يف موضع آخر‪" :‬أما ضلاة الييود فقد انتيجوا هنج النحاة العرب‪ ،‬على ضلو مل ٗترج‬
‫فيو‪ ،‬مثال مهطلحات كتاب اللمع البن جناح الييودي‪ ،‬عن أف تكوف انعكاسا آليا لكتاب‬
‫سيبويو"(‪. )28‬‬
‫و"تأثر سبينوزا يف نقد التوراة بكتاب (الفهل يف ادللل والنحل) البن حزـ االندلسي‪ ،‬ويونس‬
‫بن ميموف الذي تتلمذ على ابن رشد وظل ثالثة عشر عاماً يقرأ كتبو"(‪. )29‬‬
‫لن يسعنا ادلقاـ ىنا يف تتبع أشكاؿ التأثر الييودي بالعرب القدامى‪ ،‬والتلمذة على علماء‬
‫االسالـ فقيا وكالما ولغة وفلسفة وأدبا وشعرا‪ ،‬ولكن ما يعنينا ىنا "أف الييود يف عيدىم ذاؾ كانوا‬
‫مبيورين بالعقل اإلسالمي‪ ،‬وإننا لن نعدـ من كاف يستشعر منيم ما يستشعره بعضنا اليوـ من عجز‬
‫أماـ تطور العلوـ يف إسرائيل وبلوميا مرحلة متقدمة ‪ .‬وىو أمر يظيرنا على أف ثبات احلاؿ من‬
‫احملاؿ‪ ،‬وعلى أف األياـ دوؿ‪ ،‬وعلى أف ما نراه اليوـ بعيدا قد يكوف يف متناوؿ العزمات واإلرادات‬
‫القوية بعد حُت ‪.‬على أننا أمة ال يهلح آخرىا إال ٔتا صلح بو اوذلا"(‪.)30‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬كشف المخططات المعادية‪:‬‬
‫سعى ادلشروع الهييوين إىل "إلغاء ذاكرتنا التارؼلية ‪ٚ‬تلة وتفهيال‪ ...‬ويف تدبَت أف يكوف‬
‫وعينا سائال يأخذ أشكاؿ األواين اليت يهبّونو فييا يف هتيئتنا‪ ،‬آخر ادلطاؼ‪ ،‬لكل ما كاف خطّط لو‬
‫حكماء صييوف منذ عشرات السنُت"(‪ .)31‬فأدرؾ العجلوين حجم اخلطر اإلسرائيلي على القضية‬
‫الفلسطينية من ناحية‪ ،‬وعلى األمة العربية من ناحية أخرى‪ ،‬فأحس بواجبو ٕتاه ىذه القضية‬
‫ادلقدسة فرأى أهنم "يف ضوء االرهتانات واالضطربات اليت تكتنفيم مَت قادرين وحدىم على ٖتديد‬
‫موحد‪ ،‬وإىل موقف‬
‫خياراهتم ادلقدسة اليت يريدوف‪ ،‬وأهنم يف حاجة ملحة إىل موقف عريب إسالمي ّ‬
‫أردين على وجو اخلهوص"(‪. )32‬‬

‫‪645‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫فسارع إىل فضح ادلمارسات اإلسرائيلية‪ ،‬وكشف ادلؤامرة اليت يدبّرىا االستعمار الغريب للعرب‪،‬‬
‫بث مسوميم من خالؿ توزيع الكتب‬ ‫وينفذىا الهياينة يف أرض فلسطُت‪ ،‬اليت ىدفت إىل ّ‬
‫وادلؤلفات مدركاً أف "اإلسرائيليُت يراىنوف على ضعف أساليبنا الًتبوية فييا‪ ،‬أو على إمكاف أف‬
‫يتسللوا من خالذلا إىل عقوؿ أبنائنا الغضة ووجداناهتم ادلرىفة‪ ،‬توطئة لنشوء جيل زلايد‪ ،‬ال يعلم من‬
‫الهراع العريب ا ٍإلسرائيلي شيئاً"(‪. )33‬‬
‫مل ينفك االحتالؿ الهييوين ومنذ أوائل نشأة كيانو عن تزييف احلقائق‪ ،‬اليت تعرب عن‬
‫االرتباط ادلعنوي وادلادي للفلسطينيُت بأرضيم وتارؼليم‪ ،‬ويف سبيل ذلك وظّف كل امكانياتو‪،‬‬
‫وحرفو لهاحل مزاعمو‪ ،‬و‪ٚ‬تيع الدراسات احلديثة حوؿ الييودية‪ ،‬حىت‬ ‫وتدخل يف النظاـ التعليمي ّ‬
‫يومنا ىذا‪ٖ ،‬تمل العالمات اليت ال ٗتطئيا العُت‪ ،‬الدالة على أصليا‪ :‬اخلداع‪ ،‬رلاالت اعتذارية أو‬
‫عدوانية ‪.‬‬
‫واعتمدوا على كثَت من اخلداع والكذب يف تع ّدييم على حقوؽ الشعب الفلسطيٍت‪ ،‬وأعليا‬
‫احتالؿ الفكر واإلنساف من خالؿ وضع منياج تعليم اسرائيلي الروح وادلفردات وادلضامُت على‬
‫العرب ‪ ،48‬وشرقي مدينة القدس بعد احتالذلا عاـ ‪ ،67‬يف زلاولة من الكياف الغاشم وعلى رأسيا‬
‫وزارة ادلعارؼ وبلدية االحتالؿ يف القدس‪ ،‬للتهدي للرواية الفلسطينية وفرض الرواية االسرائيلية‬
‫مكاهنا‪ ،‬بأساليب سلتلفة ووفق سياسة الًتميب والًتىيب اليت تتبعيا ‪.‬‬
‫فما زالت زلاوالت الييود يف تغيَت احلقائق وتزييفيا‪ ،‬وذلك من خالؿ "إقناع واضعي ادلناىج‬
‫ادلدرسية العربية‪ ،‬وال سيما الًتبويُت الفلسطينيُت‪ ،‬بضرورة كتابة تاريخ سلتلف للهراع اإلسرائيلي‬
‫العريب"(‪ ، )34‬حىت يستطيعوا فرض الرواية االسرائيلية من خالؿ فرض ادلنياج التعليمي والًتبوي‬
‫االسرائيلي والذي ػلمل يف طياتو‪ ،‬مشروع تزوير التاريخ وتغيَت ادلفاىيم وهتويد اجلغرافيا واحليّز‬
‫الفلسطيٍت‪ ،‬اضافة للمسميات وادلهطلحات العربية والفلسطينية اخلاصة هبذه ادلدينة‪ ،‬وطمس اذلوية‬
‫العربية ذلا‪ ،‬بغرض خلق أجياؿ يدينوف للكياف االسرائيلي بالوالء‪ ،‬ويتن ّكروف لشعبيم وأمتيم‪ ،‬ال بل‬
‫يف احملهلة فرضا للسيادة االسرائيلية فلى األراضي والقضية الفلسطينية ‪.‬‬

‫‪646‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫وشلا زاد على العجلوين األوجاع واآلالـ أف ىذا اجليل من العرب جاىل باالستعمار وأالعيبو‬
‫وجاىل بإسرائيل وال ؽللك اخلربة يف قتاذلا‪ ،‬وباإلضافة إىل أنو يفتقد إىل القومية والعاطفة الوطنية‪،‬‬
‫وجاىل باحلياة‪ ،‬وإىل جانب كونو جيالً يف سن الغامرة وٖتقيق الذات؛ لذلك شلا وصفنا بو أحد‬
‫القادة اإلسرائيليُت أننا‪" ،‬عرب ىذا اجليل‪ ،‬أمة ال تقرأ‪ ،‬وإف أكثر ما يكوف ذلك صحة‪ ،‬إظلا يكوف‬
‫إزاء االتفاقيات وادلعاىدات اليت سوؼ تتحمل مستحقاهتا أو عقابيليا األجياؿ القادمة من أبنائنا‬
‫وأحفادنا"(‪. )35‬‬
‫ومن أوؿ القضايا برأي األمَت شكيب أرسالف يف ٗتلّف وتأخر ادلسلمُت عن مَتىم‪ ،‬بل‬
‫جعليا من أعظم أسباب تأخر ادلسلمُت‪ ،‬ىي‪" :‬اجليل‪ ،‬الذي غلعل فييم من ال ؽليّز بُت اخلمر‬
‫اخلَ ّل‪ ،‬وكذلك العلم الناقص‪ ،‬الذي ىو أشد خطرا من اجليل؛ ألف اجلاىل إذا قيّض اهلل لو مرشدا‬
‫عادلا أطاعو ومل يتفلسف عليو‪ ،‬فأما صاحب العلم الناقص فيو ال يدري وال يقتنع بأنو ال‬
‫يدري"(‪. )36‬‬
‫ويرى العجلوين "أف صراعنا مع الهييونية طويل ومستمر‪ ،‬وىو لن ينتيي يف جيلنا ىذا أو يف‬
‫جيل قادـ‪ ،‬فال أقل من معرفة كيف يفكر ىؤالء الناس‪ ،‬وكيف يدبروف وكيف يقرروف‪ ،‬وال أقل من‬
‫ٕتاوز الظن والتخمُت يف شأهنم"(‪ .)37‬فاىتماـ اإلسرائيليُت ونظرهتم الشاملة‪ ،‬ومراىنتيا الدائمة على‬
‫االحتماالت كليا وقريبيا وبعيدىا وشلكنيا أمكنيا ال "تعقد صلحاً هنائياً حقيقياً مع أي طرؼ من‬
‫األطراؼ إال إذا اطمأنت اىل توافر الشروط األمنية التالية‪ :‬تدمَت البنية العسكرية العربية تدمَتا‬
‫كامال‪ ،‬وإحياء الفنت الطائفية وضماف استمرارىا‪ ،‬وخلق طلب ثقافية عربية مالئمة للشرؽ األوسط‬
‫اجلديد القادـ‪ ،‬ودفع ىذه النخب للسيطرة على الدوائر األكادؽلية واإلعالمية يف العامل العريب‪،‬‬
‫األكثر أعلية جعل االسالـ صورة فولكلورية وأيقونة تراثية على ضلو يكوف معو مائبا حاضرا يف آف‬
‫واحد"(‪. )38‬‬
‫فعمل العجلوين على "تبسيط واقع الهراع العريب اإلسرائيلي أماـ القارئ العادي مَت ادلثقف‪،‬‬
‫خدمة للرؤية اليت يريد لسائر قومو أف يعرفوىا"(‪ . )39‬فالهييونية "تتعامل مع العرب بهفة أهنم أمة‬
‫واحدة‪ ،‬ويتعامل العرب مع اسرائيل بهفة أهنم سلتارات وحارات"(‪. )40‬‬

‫‪647‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫وتسعى ادلخططات الهييونية إىل خلق إنساف عريب خاضع ومغيب عن اذلوية والقضية‪،‬‬
‫يتماشى مع مشروعيم االستيطاين‪ ،‬وال تكمن أىدافيم يف ٖتويليم إىل مواطنُت اسرائيليُت‪ ،‬وإظلا‬
‫ٖتويليم إىل "رلموعة سلتلفة ومشوىة العادات والقيم واللغة والثقافة"(‪. )41‬‬
‫ويف الوقت الذي تسعى اسرائيل جاىدة حذرة يف خدمة سلططاهتا وأىدافيا‪ ،‬وتتابع ْترص‬
‫قل‪ ،‬ومن ذلك أهنا" تضع‬ ‫واىتماـ‪ ،‬كل شاردة وواردة وال تستثٍت يف ذلك أي عنهر ميما صغر أو ّ‬
‫يف حساهبا مشايخ قم والنجف األشرؼ‪ ،‬وقدرات باكستاف النووية‪ ، ...‬وتدريبات الشبيبة السورية‪،‬‬
‫ومظاىرات الطلبة ادلهرين‪ ،‬وأخر تهرػلات مسلمي اجلزائر‪ ،‬واخر مقالة ذلذا الكاتب أو ذاؾ‪،‬‬
‫وعدد ادلهلُت يف مساجد القدس‪ ،‬وعند اجملالت العروبية واإلسالمية يف األردف‪ ،‬ومستوى األفالـ‬
‫السينمائية اليت تعرض يف العواصم العربية"(‪. )42‬‬
‫يف ادلقابل صلد العرب ما زالوا يتعاملوف مع القضية الفلسطينية بكل ىدوء ودـ بارد ‪ ،‬وكأ ّف‬
‫األمر ال ييميم وال يعنينيم‪ ،‬وكأنو "ال علم لنا بشيء من ذلك أبدا‪ ،‬وهنرع إىل موتنا ادلبجل على‬
‫ضلو مريزي"(‪. )43‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬الشعب المختار‪ ،‬والهيكل المزعوم‪:‬‬
‫عمل العجلوين على توضيح ومناقشة قضية الشعب ادلختار‪ ،‬فذكر يف مقاالتو‪" :‬إف زلاولة‬
‫اثبات الشعب الييودي وتفوقو على حساب العقل وادلنطق السليم والتحدث يف ىوس وجنوف عن‬
‫عظمة األمة الييودية‪ ،‬ىي الوجو اآلخر دلا نلمسو يف أيامنا ىذه لدى زعامات اسرائيل من مرور‬
‫وعنجيية وتناس حلقائق التاريخ‪ ، ...‬وأف احلق ؽلتلك قوتو الذاتية الكفيلة بدحر كل األباطيل"(‪. )44‬‬
‫إف فكرة شعب اهلل ادلختار مفيوـ سياسي زلض ابتكره الييود لتشجيع وحض الييود على‬
‫السعي الدؤوب للسيطرة على العامل ‪ ،‬وىذا ادلفيوـ أحد األسس الدينية التلمودية اليت يعتربىا الييود‬
‫دستورا ذلم يف احلياة(‪ .)45‬واحلق أف األمم ال تتفاضل بأشكاذلا وأبداهنا‪ ،‬ولكنيا تتمايز وتتفاضل‬
‫بفكرىا وأخالقيا ونتاجيا ‪.‬‬

‫‪648‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫وما زاؿ العجلوين عامال رلتيدا يف كشف مكر وخديعة األساليب وادلخططات واحملاوالت‬
‫الييودية‪ ،‬دلهادرة ادلسجد األقهى ٖتت حجة ْتثيم عن أنقاض ىيكل سليماف‪ ،‬فيم "ال ؼلطوف‬
‫خطوة‪ ،‬وال يتخذوف قرارا‪ ،‬وال يهرحوف بشيء أبدا‪ ،‬إال يتدبروا ذلك كلو‪ ،‬ويقلبوه على وجوىو‬
‫كليا"(‪ ،)46‬فلذلك "أعدت إسرائيل خطة دلهادرة أجزاء من ساحة ادلسجد األقهى‪ ،‬وذلك توطئة‬
‫بعدئذ من ْتثيا عن أنقاض ىيكل سليماف الذي ثبت لدى الباحثُت أنو كاف حلماً‬‫ٍ‬ ‫دلا سيكوف‬
‫ييوديا"(‪. )47‬‬
‫فالييود ما ٕتمعوا من كل شتات العامل ْتثا عن أرض أو بلد ‪" ،‬وإظلا جاؤوا لعقيدة صييونية‪،‬‬
‫ونبوءة توراتية يسعوف لتحقيقيا‪ ،‬والسيطرة على القدس‪ ،‬واليت أمسوىا‪ :‬أرض ادليعاد‪ ،‬وبعدىا ييدموف‬
‫ادلسجد األقهى ويبنوف ىيكليم ادلزعوـ‪ ،‬وبعد ىذا البناء ينتظروف خروج مسيحيم ادلنتظر‪ ،‬وػلكم‬
‫فييم بالشريعة الييودية"(‪.)48‬‬
‫فقضية بناء اذليكل مل يعد حلما كما ذكره العجلوين قبل عشرين عاما‪ ،‬بل إف الهياينة قد‬
‫سعوا ٓتطوات عملية ماكرة لتحقيق بناء اذليكل‪ ،‬ومن ذلك العمل على هتويد القدس وتغيَت معادليا‪،‬‬
‫وىدـ ادلعامل العربية واإلسالمية‪ ،‬وبناء ادلستوطنات واآلثار الييودية‪ ،‬وأعماؿ احلفر ادلستمرة؛ ٘تييدا‬
‫لبناء اذليكل ادلزعوـ‪" ،‬على أف نتائج البحث واحلفر تذىب يف إتاه مضاد لرمبات احلادلُت‪ ،‬وتؤكد‬
‫طروء العربانيُت على أرض كنعاف وعلى عاصمة فلسطُت العربية أورسامل"(‪.)49‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬الوحدة بين األشقاء األردنيين والفلسطينيين‪ ،‬ومحاربة الفتنة‪:‬‬
‫مل يفرؽ العجلوين يوما بُت األردين والفلسطيٍت بأي شكل من األشكاؿ على األرض‬
‫يفرؽ بُت ىذين‬
‫األردنية‪ ،‬وىذا دأب األدباء وادلفكرين‪ ،‬ونستذكر ىنا أف ناصر الدين األسد مل ّ‬
‫البلدين الشقيقُت‪ ،‬وعناوين مؤلفاتو خَت شاىد ودليل على ذلك‪ ،‬نذكر منيا‪ :‬االٕتاىات األدبية‬
‫احلديثة يف فلسطُت واألردف‪ ،‬وكتاب الشعر احلديث يف األردف وفلسطُت‪ ،‬ونالحظ أف فكرة اإلصرار‬
‫على اجلمع بُت أدب الضفتُت ( األردف وفلسطُت )" ‪ٚ‬تع يدؿ على رؤية فنية‪ ،‬وموضوعية ترى ‪ٙ‬تة‬
‫تشاهبا كبَتا بُت ظروؼ ىذا األدب وزلدداتو وإتاىات مبدعيو"(‪ ،)50‬فيم ال يفهلوف يف حاؿ من‬

‫‪649‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫األحواؿ بُت البلدين‪ ،‬وذلك ما دأب ادلفكروف واألدباء على ادماـ وتشارؾ الضفتُت حىت يف حياهتم‬
‫اليومية‪.‬‬
‫ففي مقالة لو بعنواف‪ :‬من ىو األردين؟ يقوؿ‪" :‬ىو كل فلسطيٍت‪ ،‬بالتحديد‪ ،‬شلن ىجروا من‬
‫ديارىم‪ ،‬وألقوا رحاذلم شرؽ النير‪ ،‬وبنوا‪ ،‬ومكثوا‪ ،‬وعملوا‪ ،‬وصابروا‪ ،‬ورابطوا‪ ،‬بل كل فلسطيٍت يف‬
‫األرض ػلب أف يرود ىذا احلمى‪ ،‬وأف يستوطنو وػليا فيو"(‪. )51‬‬
‫فنراه ىنا ال ؽليّز بُت األردين والفلسطيٍت يف األردف‪ ،‬وال يفهل بينيما يف أي حاؿ من‬
‫األحواؿ ‪.‬‬
‫شغل مشروع الوحدة الوطنية حيّزا كبَتا يف مقاالت العجلوين‪ ،‬وش ّكلت عنده ‪ٛ‬تال ثقيال يف‬
‫ظل اذلجمات اليت تدعو إىل الفتنة والفرقة بُت األشقاء ويف مقالتو ادلسماة (ىذه األمانة الكربى)‬
‫يقوؿ‪" :‬ال ػلق ألولئك الذي ؼلوضوف يف حديث" األردنيُت والفلسطينيُت" من وراء البحار‪ ،‬أف‬
‫يرمسوا لوجداننا الوطٍت ادلوحد مساره‪ ،‬وال أف يزوروا بامسو خطاباً‪ ،‬وأف ؼلولوا أنفسيم حق التشادؽ‬
‫ٔتا يريد وما ال يريد!! إهنم أنأى اخللق عن واقعنا اإلنساين ‪ ،‬بل ىم يف مطاء شلا يزين ىذا الواقع من‬
‫مكارـ األخالؽ اليت إظلا بعث رسولنا الكرمي زلمد صلى اهلل عليو وسلم ليتمميا‪ ،‬ويف عماية مظلمة‬
‫عما يوحد أبناء ىذه البالد من عقائد اإلسالـ وقيم العروبة"(‪. )52‬‬
‫ّ‬
‫ويؤكد يف مقالة أخرى أف الوحدة الوطنية يف األردف "أشد قوة من أف يغمزىا مامزوف أو‬
‫ينقض مزذلا الناكثوف‪ ،‬وىي أمانة يف أعناقنا‪ ،‬وعيد ميثاؽ نسأؿ عنو يوـ التالؽ‪ ،‬فليكن ذلك‬
‫معلوما ألولئك الغاوين جنود إبليس أ‪ٚ‬تعُت"(‪. )53‬‬
‫فاألردنيوف من كافة األصوؿ وادلنابت أسرة صغَتة متحابة‪ ،‬فال ؽلكن ألحد شق وحدهتما‬
‫بفعل ادلهاىرة والنسب بُت الشعبُت األردين والفلسطيٍت‪ ،‬وبفعل العالقات ادلشًتكة والتاريخ ادلشًتؾ‬
‫والدـ الواحد ادلشًتؾ "فمن حقنا أف ندفع الفتنة ونَتاهنا عن حياتنا وحياة أبنائنا يف ىذا البلد العريب‬
‫األمُت‪ ،‬وأف ال نًتؾ حملاريكيا ومثَتييا أف يدخلوا هبا علينا من أبواهبا اليت يعرفوف‪ ،‬أو أف ؼلدعونا ٔتا‬
‫يرفلوف بو من ثياب الناسكُت أو مسوح العلماء أو اخلرباء ادلختهُت"(‪. )54‬‬

‫‪650‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫ومن الهور الوحدة العربية " صلده يدافع عن حق شيدائنا األردنيُت يف بقاء رفاهتم على‬
‫(‪)55‬‬
‫األرض اليت اختاروىا موط ٍن ذلم‪ ،‬مؤكداً يف ذلك على معاين القومية" ‪ّ ،‬‬
‫وبُت ذلك يف مقالة لو‬
‫بعنواف‪( :‬ليبق شيداؤنا حيث يرقدوف بسالـ ) يقوؿ‪" :‬ما مسعناه عن نية ‪ -‬ال منطق فييا ػ لنقل‬
‫رفات الشيداء االردنيُت الذين سقطوا على أرض فلسطُت الغالية إىل أضرحة ذلم‪ ،‬ستقاـ يف عماف‬
‫أو يف مَتىا من ادلدف‪ ،‬أمر يبعث على الدىشة‪ ،‬ويثَت ‪ٚ‬تلة من التساؤالت ‪ .‬ذلك أف عماف ليست‬
‫أوىل هبؤالء الشيداء األبرار من القدس وسائر مدف فلسطُت ‪ .‬إهنم ما يزالوف يف موطنيم‪ ،‬وعلى‬
‫الثرى الذي رواه جدودىم بدمائيم‪ ،‬وال ينبغي ألحد من اخللق أف يذىب يف االجتياد يف ىذه‬
‫ادلسألة وراء ما استقر ورسخ من تقاليد ىذه األمة مع شيدائيا"(‪. )56‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬األسرى الفلسطينيون‪ ...‬والسالم اليهودي‪:‬‬
‫مل يغفل العجلوين يف مقاالتو عن الشباب الفلسطيٍت األسرى يف سجوف االحتالؿ‪ ،‬وما‬
‫يذوقونو من ويالت وعذابات‪" ،‬الذين عهبت أعينيم‪ ،‬وكبّلت أيدييم‪ ،‬وسيقوا زمرا إىل معتقالت‬
‫ادلدجج‪ ،‬ىؤالء ال مَتىم‪ ،‬ىم الذين يفًتض هبم صنع سالـ األجياؿ‪ ،‬والدفاع‬
‫السالـ اإلسرائيلي ّ‬
‫عنو‪ ،‬وضماف استمراره"(‪. )57‬‬
‫فال ػلق ألي شخص كاف‪ ،‬وٖتت أي مسمى وصفة‪ ،‬أف يتكلم باسم ىؤالء األسرى؛‬
‫وحدىم من يدرؾ معٌت السالـ ‪ ،‬ووحدىم من يشعر هبذا ادلعٌت‪" ،‬وىؤالء‪ ،‬قبل مَتىم ىم الذين‬
‫ينبغي أف يذوقوا طعم السالـ‪ ،‬ويستشعروا معانيو‪ ،‬ويتفيأوا ظاللو‪ ،‬إذا كاف ىذا السالـ صادقا‪،‬‬
‫فالسالـ الذي ال يعرفو ىؤالء ىم اسم على مَت مسمى‪ ،‬أو ىو أي شيء شلكن‪ ،‬إال السالـ"(‪. )58‬‬
‫ويرى العجلوين أنو لن يكوف ىناؾ سالـ حقيقي من وجية نظره مع اإلسرائيليُت إال بتقدمي‬
‫"احلقوؽ الفلسطينية والعربية‪ ،‬وىي حقوؽ تارؼلية ال ؽلكن القفز عنيا بالقرارات الغامضة القابلة‬
‫لشىت التأويالت"(‪. )59‬‬
‫"من أجل ىذا كلو نؤمن أنو ما مل يتوفر للعرب قوة رادعة ذات شأف‪ ،‬فإهنم لن يقدروا ال‬
‫على حرب وال على سالـ ‪ .‬وأوؿ ذلك أف يوحدوا صفوفيم‪ ،‬وأف يسَتوا خلف راية واحدة"(‪. )60‬‬

‫‪651‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫يفيم العجلوين أف السالـ مع أي قوة أو طرؼ آخر نقبلو‪ ،‬ونسعى إليو بقوة وعزـ‪ ،‬بل ىو‬
‫مطلب وماية لكل سكاف األرض‪ ،‬ولنا يف ادلاضي اجلميل‪ ،‬خَت شاىد ومثل‪" ،‬فلقد عقدت دولة‬
‫اإلسالـ األوىل أكثر من صلح ‪ ،‬فلم يًتتب على ذلك أف طولب ادلسلموف بالتنازؿ عن عقائدىم‬
‫أو ألزموا ثقافة السالـ من أي نوع أو مناىج سالـ ػو اقتهاد سالـ؛ بل ظلوا ىم ادلسلمُت الذين‬
‫عرفيم التاريخ"(‪. )61‬‬
‫أما السالـ الذي تسعى إليو إسرائيل وادلشروع الهييوين‪ ،‬فيو مرفوض ‪ٚ‬تلة وتفهيال‪،‬‬
‫فالسالـ من وجية نظرىم خطة خبيثة دلهادرة البالد والعباد‪ ،‬فيي "أعدت (توكيدا منيا لرمبتيا يف‬
‫السالـ مع العرب) خطة دلهادرة أجزاء من ساحة ادلسجد األقهى"(‪ . )62‬فمعاىدة السالـ اليت‬
‫يدعوف إلييا‪ ،‬ما ىي إال كذب وخداع من ضمن مسلسل اخلداع والدجل‪ ،‬فيم يسعوف إىل سالـ‬
‫ػلقق األمن لدولتيم‪ ،‬وػلقق أىدافيم وسلططاهتم ادلخفية‪" ،‬السالـ مع الفلسطينيُت ىو الطريق‬
‫ألمن إسرائيل‪ ،‬وٖتقيق األىداؼ اإلسرائيلية"(‪. )63‬‬
‫لذلك جوىر ادلوضوع أف "التحالف اخلفي‪/‬ادلعلن بُت اللويب الهييوين يف الكونغرس األمريكي‪ ،‬وبُت‬
‫الليكود اإلسرائيلي‪ ،‬يسعى إىل نسف ما يسمى بعملية السالـ فيما يسمونو الشرؽ األوسط‪،‬‬
‫ونسميو ادلشرؽ العريب"(‪. )64‬‬
‫المطلب الثامن‪ :‬قضية التطبيع مع الغاصب المحتل‪:‬‬
‫ومن القضايا اليت شغلت عقل ادلفكر العريب‪ ،‬وباتت موضعاً مؤرقاً وشائكاً ال يغوص يف موره‬
‫إال من لديو اخلربة وادلعرفة الكافية يف تناوؿ ىذه ادلوضوعات الشائكة واحلذرة حىت يستطيع أف‬
‫يقتحم ممار ادلوضوع‪ ،‬قضية التطبيع الذي أفرد ذلا مقالة خاصة باسم مسألة التطبيع ‪.‬‬
‫ولكن العجلوين مل ؼلض يف مفيوـ التطبيع من حيث تعريفو بألفاظ قطعية الداللة‪ ،‬وإظلا رسم‬
‫يكوف‬
‫خطوطا عريضة ٘تس ادلوضوع بهلو‪ ،‬ووصف من يقوـ بالتطبيع من العدو الهييوين بأنو " ّ‬
‫حربا على أمتو ودينيا وأخالقيا‪ ،‬ومن ػلتكم إىل مرجعية مفيومية واعتقادية خارج ادلسار احلي‬
‫لوجودىا‪ ،‬ىو بالضرورة مارؽ يف التطبيع مع أعدائيا‪ ،‬سواء أكانوا منظورين أـ مَت منظورين"(‪. )65‬‬

‫‪652‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫عدو للعرب وادلسلمُت‪ ،‬والتطبيع معيا مرفوض ّتميع أشكالو‪ ،‬مادامت إسرائيل‬ ‫الهييونية ّ‬
‫مغتهبة ألرض فلسطُت‪ ،‬ومادامت هتدد مهَت أمتنا‪ ،‬وتعمل على تدمَت البالد والعباد‪ ،‬فال ؽلكن‬
‫التطبيع معيا ٖتت الذرائع اليت تقدـ بُت احلُت واآلخر ما مل تعد األرض ألصحاهبا‪ ،‬كي تعود إىل‬
‫حالتيا الطبيعية‪" ،‬وىي اجتيادات تعود بالتطبيع إىل معٌت "الطبيعة" أي إىل أف تعود األمور إىل‬
‫طبيعتيا أو إىل سابق عيدىا أو إىل أحواذلا الطبيعية اليت عرفتيا أزماناً وأزماناً "(‪. )66‬‬
‫فإذا كاف والبد من التطبيع أي أف تعود األمور إىل طبيعتيا أو إىل سابق عيدىا أو إىل‬
‫أحواذلا الطبيعية اليت عرفتيا‪ ،‬فاألوىل أف يكوف "التطبيع العريب العريب ىو أوؿ ما نريده‪ ،‬اليوـ قبل‬
‫مد‪ ،‬وما نسعى إليو حىت يكوف لنا مكاف ٖتت مشس ىذا الزماف‪ ،‬وكل زماف عودة ‪ٚ‬تيع الالجئُت‬
‫وإقامة الدولة الفلسطينية‪ ،‬أما التطبيع فيو ما نريده بيننا ضلن‪ ،‬أبناء العرب‪ ،‬وبيننا أنفسنا"(‪. )67‬‬
‫فاألوىل فينا ضلن العرب وادلسلمُت أف نتّحد مع بعضنا‪ ،‬وتتظافر جيودنا ضد عدو اإلنسانية‪،‬‬
‫دو واحد‪ ،‬فألجل لذلك البد أف نتهاحل فيما بيننا‬ ‫الذي ال ؽليّز بُت بلد ومَته‪ ،‬فنحن يف نظره ع ّ‬
‫أوال‪ ،‬وتتشابك أيدينا‪ ،‬ونتفق أف الهييونية عدو لكل العرب وادلسلمُت ‪.‬‬
‫المطلب التاسع‪ :‬العبث في المناهج الدراسية لخدمة مصالحهم‪:‬‬
‫ح ّذر العجلوين يف مقاالت متعددة عن قضية خطَتة تتعلق يف كل بيت عريب‪ ،‬والبد من‬
‫االنتباه "إىل أف مناىج األكادؽليات العربية قاطبة ال تكاد ٗترج قيد أظللة عن تلك ادلناىج‬
‫الغربية"(‪ )68‬والعجلوين ىنا ينادي باالستفادة من ادلناىج الغربية ‪ ،‬إال أف "ادلثقف العريب مدعو‬
‫لالستفادة من ٕتارهبم وزلاوالهتم ومناىجيم ولكنو ال يستطيع االستسالـ لثقافتيم وتبنييا"(‪. )69‬‬
‫لكن الييود يفيموف جيدا‪ ،‬ويدركوف كيف تدار اللعبة‪ ،‬ويعلموف أف احلكم العسكري بكافة‬
‫بنوده‪ ،‬واجليش ٔتختلف أسلحتو‪ ،‬ال يستطيعاف وحدعلا ٖتقيق كافة أىداؼ احلركة الهييونية‪،‬‬
‫فالبد إذف من طريقة أخرى تعتمد على "االقناع ادلستند إىل العقل‪ ،‬وادلنطق‪ ،‬لتعمل إىل جانب تلك‬
‫الوسائل‪ ،‬لذلك وضعت إسرائيل ذلا سياسة تعليمية تنبع من تعاليم احلركة الهييونية"(‪. )70‬‬

‫‪653‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫فلذلك "إذا صعب علييم أف غلربوا الدوؿ العربية احمليطة على تغيَت مناىجيا الدراسية على‬
‫ضلو "تتموضع" فيو إسرائيل يف وعي ووجداف األجياؿ اجلديدة‪ ،‬فإهنم‪ ،‬وألكثر من سبب‪ ،‬سيقوموف‬
‫بادلساومة الشديدة على ذلك‪ ،‬أو على شيء يرضييم منو‪ ،‬وسيُسخروف دوائر أكادؽلية‪ ،‬مربية‬
‫وشرقية‪ ،‬وأقالماً‪ ،‬أوروبية وأمريكية و(عربية!) لكي يتم إخراج ذلك يف إطار من العقالنية وادلوضوعية‬
‫وادلستقبلية اليت يتطلبيا ‪ٚ‬تيعا الشرؽ األوسط اجلديد"(‪. )71‬‬
‫المطلب العاشر‪ :‬أشكال المقاومة‪:‬‬
‫أ ّكد العجلوين يف مقاالتو أف أشكاؿ ادلقاومة سلتلفة ومتنوعة‪ ،‬فمنيا ما يكوف بالسالح‪،‬‬
‫ومنيا ما يكوف بالسياسة‪ ،‬وأخرى تكوف باإلعالـ ادلمنيج؛ فادلقاومة يف معناىا الواسع "ادلقاومة‬
‫على سبيل الرفض‪ ،‬وعلى صعيد التمسك الهلب باجلذور وادلواقف"(‪ )72‬فال تقل أعلية الكلمة عن‬
‫أعلية السالح والبندقية‪" ،‬من أجل ذلك صار لزاماً البحث يف إقامة درس خاص للمفاوضُت العرب‬
‫يف "علم الداللة" ويف كيفية التفاوض‪ ،‬ويف تر‪ٚ‬تة االتفاقيات والتحقق من تطابق معانييا يف أذىاننا‬
‫وأذىاف اإلسرائيليُت يف آف"(‪ ،)73‬وبالذات مع العدو الهييوين الذي يعتمد على اسًتاتيجية‬
‫التحوط واحلذر من أف ؼلدعونا‬
‫التالعب والكذب واخلداع يف ‪ٚ‬تيع أفعالو واتفاقياتو‪ ،‬فالبد من ّ‬
‫ٔتعسوؿ الكالـ‪ ،‬وىي ميمة صعبة ال بد من التهدي ذلا ‪.‬‬
‫وادلطلع على االتفاقيات وادلعاىدات بُت العرب والييود‪ ،‬يالحظ أف‪ٚ" :‬تيع اتفاقيات السالـ‬
‫القائمة ‪-‬أو ادلعطلة‪ -‬بيننا وبُت إسرائيل ىي ذلك النوع الذي يشتمل يف داخلو على أسباب‬
‫انتقاضو‪ ،‬وإف فييا بنودا تشبو أف تكوف ألغاما مؤقتة – وعلى مراحل – لنسفيا ‪ٚ‬تلة وتفهيال ‪.‬‬
‫ناىيك فييا ألعابا لغوية ملتبسة الدالالت‪ ،‬متحولة ادلعاين ما بُت اجتماع واجتماع‪ ،‬أو االسًتاحة‬
‫القهَتة ما بُت جلسة تفاوض وأخرى"(‪. )74‬‬
‫وىذا ما يتكأ ويعتمد عليو فكر العدو الهييوين‪ ،‬بأننا ال نقرأ وال هنتم ببنود االتفاقيات‬
‫وادلعاىدات‪ ،‬بأننا "عرب ىذا اجليل‪ ،‬أمة ال تقرأ‪ ،‬وإف أكثر ما يكوف ذلك صحة‪ ،‬إظلا يكوف إزاء‬
‫االتفاقيات وادلعاىدات اليت سوؼ تتحمل مستحقاهتا أو عقابيليا األجياؿ القادمة من أبنائنا‬
‫وأحفادنا"(‪. )75‬‬

‫‪654‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫وتفادياً ألي مشكلة رٔتا نقع فييا وألخذ احليطة واحلذر كاف لزاما على ادلفاوضُت العرب أف‬
‫يكونوا على دراية تامة يف ادللف السياسي‪ ،‬وبالذات ما ؼلص علم الداللة وعلم الًت‪ٚ‬تة‪ ،‬والتحقق‬
‫من صحة وتطابق ادلعاين بيننا وبينيم ‪.‬‬
‫ونادى العجلوين يف أحد مقاالتو "بتأسيس ‪ٚ‬تعية عربية منو‪ٚ ،‬تعية عربية متخههة يف‬
‫دراسات التوراة والتلمود وبإحياء ذلك الفرع من الدراسات الدينية ادلقارنة اليت اىتم هبا أسالفنا‬
‫العظاـ مثل ابن تيمية وابن حزـ والشيرستاين‪ ،‬وباستكماؿ ما بدأه بعض أعالمنا يف األزمنة احلديثة‬
‫مثل زلمد عبد اهلل دراز والعقاد ومَتعلا‪ ،‬فكل ذلك‪ ،‬رلتمعا‪ ،‬كفيل بإنارة مساحة كبَتة من اخللفية‬
‫اليت يهدر عنيا اإلسرائيليوف فيما يًتكوف ويدعوف ويربموف وينقضوف‪ ،‬وىو جدير باىتمامنا إف كنا‬
‫قلقُت حقاً على مستقبل أوالدنا وأحفادنا"(‪.)76‬‬
‫الفكرة تقاتل بالفكرة‪ ،‬ومن ىذا ادلنطلق‪ ،‬وحىت نتعرؼ على عدونا معرفة دقيقة بتارؼلو‪،‬‬
‫وعقائده‪ ،‬ومشاكلو‪ ،‬وأحزابو‪ ،‬نادى العجلوين "بتدريس مادة (اجملتمع الييودي) يف ادلعاىد وادلدارس‬
‫العربية"(‪. )77‬‬
‫بل نادى كذلك يف موطن آخر "بتوجيو اىتماـ طلبة الدراسات العليا إىل قضايا بعينيا يف‬
‫التاريخ الييودي ‪ ،‬وإىل ادلرتكزات النفسية اليت تعطي للقرار العسكري االسرائيلي مربراتو عند اعدائنا‬
‫ومن يظاىروهنم‪ ،‬وإىل ما شابو ذلك من أْتاث"(‪.)78‬‬

‫‪655‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫األديب لو عُت تكشف الغطاء عن روح األمة‪ ،‬ويد تربط بُت أجزاء شخهيتيا‪ ،‬وىذا ال‬
‫يتحقق إال بتوفر أدباء ناضجُت مسؤولُت واعيُت لقضايا أمتيم ومؤمنُت ٔتعاجلتيا ‪.‬‬
‫والكاتب وادلفكر األردين األستاذ إبراىيم العجلوين من األدباء الذين ساعلوا يف توعية اجملتمع‬
‫العريب واألردين بوجو اخلهوص يف خطر الهييونية وسلططاهتا اذلدامة‪ ،‬وٕتلّی اىتمامو بقضية‬
‫فلسطُت من خالؿ مقاالتو ومؤلفاتو التی کاف ينشرىا فی الهحف واجملالت‪ ،‬فش ّكلت مقاالتو‬
‫"استج ابتو داخلية دلا غلري يف خارجو ويدور من حولو‪ ،‬عن انفعاالتو وتأمالتو وخواطره‪ ،‬عن آالمو‬
‫وآمالو‪ ،‬عن آراءه الذاتية يف احلياة واجملتمع"(‪. )79‬‬
‫ومثّلت القضية اجلزء األكرب واألكثر يف مقاالت العجلوين‪ ،‬وما زاؿ عاكفا على ٖتليل الفكر‬
‫اإلسرائيلي ومرجعياتو وخططو وجذوره‪ ،‬ويفضح ادلمارسات الهييونية يف حق األمة العربية والشعب‬
‫الفلسطيٍت‪ ،‬ويكشف تزويرىم وتالعبيم يف ادلعاىدات واالتفاقيات معيم ‪.‬‬
‫فأعمل قلمو يف خدمة ىذه القضية ادلقدسة‪ :‬قضية فلسطُت‪ ،‬فمن ناحية يكشف عن حبو‬
‫وشوقو وذكرياتو ذلذه األرض الطيبة‪ ،‬ومن ناحية أخرى يدعو إىل الوحدة بُت األشقاء األردنيُت‬
‫والفلسطينيُت‪ ،‬وزلاربة كل دعوة من شأهنا شق الهف وإثارة الفتنة‪ ،‬وتوحيد الكلمة بُت ادلسلمُت‬
‫وادلسيحيُت ضد العدوىم االسرائيلي‪ ،‬ونراه يعمل جاىدا على تأريخ القضية الفلسطينية‪ ،‬وأرشفة‬
‫أىم األحداث والشخهيات واألماكن‪ ،‬ومل يبخل قلمو يف فضح اخلداع وادلمارسات اإلسرائيلية يف‬
‫حق الشعب الفلسطيٍت‪ ،‬وكشف ادلؤامرة اليت يدبّرىا االستعمار الغريب لألمة العربية واإلسالمية‬
‫سواء‪ ،‬ودعا العرب إىل معرفة كيف يفكر الكياف الهييوين‪ ،‬وكيف يدبروف وكيف يقرروف من خالؿ‬
‫تأسيس ادلعاىد اليت تعٌت بالثقافة الييودية‪ ،‬تدريسيا يف ادلدارس وادلعاىد واجلامعات‪ ،‬وتشجيع طلبة‬
‫احلساسة‪ ،‬وتعلّم التلمود وما ػلويو‬
‫الدراسات العليا بالبحث يف قضاياىم وتارؼليم وأىم أفكارىم ّ‬
‫من أفكار وتعاليم ‪.‬‬

‫‪656‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬
‫وبُت العجلوين أف األسرى الفلسطينيُت ىم وحدىم من يقبلوف بالسالـ أو يرفضونو‪ ،‬والسالـ‬
‫ّ‬
‫الذي ال يكوف فيو اسًتجاع حلقوؽ الفلسطينيُت فيو مَت سالـ‪ ،‬وناقش مسألة التطبيع مع العدو‬
‫وفرؽ بُت الوجود الييودي الذين‬ ‫االسرائيلي من كذا ناحية واذليكل ادلزعوـ‪ ،‬والشعب ادلختار‪ّ ،‬‬
‫يعيشوف فيو على األرض العربية هبدوء وسالـ‪ ،‬وبُت الوجود الهييوين ادلدجج ادلرفوض لعادلنا العريب‬
‫اإلسالمي يف حلظة ضعف تارؼلية‪ ،‬ورصد العجلوين يف أكثر من موضع‪ ،‬مدى تأثر وانبيار الييود‬
‫القدامى بالعقل والفكر العريب اإلسالمي‪ ،‬فالييود عاشوا يف اجملتمعات العربية واإلسالمية‪ ،‬وكانوا ذلم‬
‫حظ وافر يف وظائف الدولة وأعماذلا‪ ،‬يف الوقت الذي كانت السيادة والقوة للمسلمُت‪ ،‬وكاف ذلم‬
‫حضور يف عمر الدولة اإلسالمية على مر العهور‪ ،‬وكشف مؤامرة العبث يف ادلناىج ادلدرسية‬
‫لطمس اذلوية الفلسطينية‪ ،‬ويدرؾ العجلوين‪ ،‬أف قادة الييود يعلموف أف احلكم العسكري ببنوده‬
‫كافة‪ ،‬واجليش ٔتختلف أسلحتو‪ ،‬ال يستطيعاف وحدعلا ٖتقيق أىداؼ احلركة الهييونية‪ ،‬فالبد إذف‬
‫من طريقة أخرى تعتمد على االقناع ادلستند إىل العقل‪ ،‬وادلنطق‪ ،‬لتعمل إىل جانب تلك الوسائل‪،‬‬
‫لذلك وضعت إسرائيل ذلا سياسة تعليمية تنبع من تعاليم احلركة الهييونية‪ .‬وبعد ‪...‬‬
‫ىي زلاولة متواضعة الستخراج ىذه الدرر من أعماقيا‪ ،‬وبياهنا للناس بهورة واضحة جالية ‪...‬‬
‫ىو جيد متواضع لضم مشاركيت دلشاركات األدباء وادلفكرين من قبلي ذلذه القضية ادلقدسة ‪...‬‬
‫واهلل ويل التوفيق ‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫__________________‬

‫‪ 1‬الشذرات‪ ،‬ابراىيم العجلوين‪ ،‬عماف‪ ،2000 ،‬ج ‪3‬‬


‫‪ 2‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.455‬‬
‫‪ 3‬بدر‪ ،‬عبد احملسن طو ( ‪ )1980‬حوؿ األديب والواقع ‪ ،‬ط‪ ، 2‬د‪.‬ف ‪ ،‬ص‪. 7‬‬
‫‪ 4‬العموش ‪ ،‬مالك ( ‪ ) 2008‬ابراىيم العجلوين أديبا ‪ ،‬رسالة ماجستَت ‪ ،‬اجلامعة اذلامشية ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ 5‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬
‫‪ 6‬األسد ‪ ،‬ناصر الدين (‪ )2008‬االٕتاىات األدبية احلديثة يف فلسطُت واألردف ‪ ،‬دار الفتح ‪ ،‬عماف – األردف‪ ،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪ 7‬الشذرات ج‪ ، 1‬ص ‪.186‬‬
‫‪ 8‬العجلوين ‪ ،‬ابراىيم ( ‪ )2000‬الشذرات ‪ ،‬د‪ .‬ف ‪ ،‬عماف ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪. 349‬‬

‫‪657‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬

‫‪ 9‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 349‬‬


‫‪ 10‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 349‬‬
‫‪ 11‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 349‬‬
‫‪ 12‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 429‬‬
‫‪ 13‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 433‬‬
‫‪ 14‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 433‬‬
‫‪ 15‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 433‬‬
‫‪ 16‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 434‬‬
‫‪ 17‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 434‬‬
‫‪ 18‬بدر‪ ،‬عبد احملسن طو ( ‪ )1980‬حوؿ األديب والواقع ‪ ،‬ط‪ ، 2‬د‪.‬ف ‪ ،‬ص‪. 80‬‬
‫‪ 19‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪ 20‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 438‬‬
‫‪ 21‬حوؿ األديب والواقع ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ 22‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.475‬‬
‫‪ 23‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.475‬‬
‫‪ 24‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.107‬‬
‫‪ 25‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.108‬‬
‫‪ 26‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.116‬‬
‫‪ 27‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.116‬‬
‫‪ 28‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 117‬‬
‫‪ 29‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 118‬‬
‫‪ 30‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 117‬‬
‫‪ 31‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 483‬‬
‫‪ 32‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 454‬‬
‫‪ 33‬الشذرات ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪.442‬‬
‫‪ 34‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 448‬‬
‫‪ 35‬الشذرات ‪ ،‬ج‪ ، 3‬ص ‪.480‬‬
‫‪ 36‬أرسالف ‪ ،‬شكيب ( ‪ ) 2015‬دلاذا تأخر ادلسلموف ؟ ودلاذا تقدـ مَتىم ؟ ‪،‬وزارة الثقافة والفنوف والًتاث ‪ ،‬دولة قطر ‪ ،‬العدد ‪ ، 87‬رللة‬
‫الدوحة ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬
‫‪ 37‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 100‬‬
‫‪ 38‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.102‬‬
‫‪ 39‬العموش ‪ ،‬مالك ( ‪ ) 2008‬إبراىيم العجلوين أديبا ‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ 40‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.101‬‬

‫‪658‬‬
‫القضية الفلسطينية في مقاالت إبراهيم العجلوني‬

‫‪41‬‬
‫الوعي ‪ ،‬منتدى العودة الشبايب بديل ‪ /‬ادلركز الفلسطيٍت دلهادر حقوؽ ادلواطنة‬
‫كي ّ‬ ‫عوض ‪ ،‬يامسُت ( ‪ )2019‬الفلسطينيوف وسياسات ّ‬
‫والالجئُت ‪ ،‬رللة الكًتونية ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬
‫‪ 42‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.102‬‬
‫‪ 43‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.103‬‬
‫‪ 44‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.105‬‬
‫‪ 45‬انظر ‪ :‬كتاب األساطَت ادلؤسسة للسياسة االسرائيلية ‪ ،‬روجيو جارودي ‪.‬‬
‫‪ 46‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 103‬‬
‫‪ 47‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 446‬‬
‫‪ 48‬العجالف ‪ ،‬ابراىيم بن صاحل ( ‪ ) 2010‬عقيدة اذليكل ‪ ،‬شبكة األلوكة ‪ ،‬بإشراؼ الدكتور ‪ :‬سعد بن عبداهلل احلميّد ‪.‬‬
‫‪ 49‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 447‬‬
‫‪ 50‬خليل ‪ ،‬ابراىيم ( ‪ )2006‬معامل الشعر احلديث يف فلسطُت واألردف ‪ ،‬دار رلدالوي ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬عماف – األردف ‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪ 51‬الشذرات ج‪ ، 1‬ص ‪. 196‬‬
‫‪ 52‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 214‬‬
‫‪ 53‬الشذرات ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 225‬‬
‫‪ 54‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 217‬‬
‫‪ 55‬العموش ‪ ،‬مالك ( ‪ ) 2008‬إبراىيم العجلوين أديبا ‪ ،‬رسالة ماجستَت ‪ ،‬اجلامعة اذلامشية ‪،‬عماف – األردف ‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ 56‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 198‬‬
‫‪ 57‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.113‬‬
‫‪ 58‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ 59‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.128‬‬
‫‪ 60‬لشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.98‬‬
‫‪ 61‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 472‬‬
‫‪ 62‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.446‬‬
‫‪ 63‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.497‬‬
‫‪ 64‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.452‬‬
‫‪ 65‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.106‬‬
‫‪ 66‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.115‬‬
‫‪ 67‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.473‬‬
‫‪ 68‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 122‬‬
‫‪ 69‬بدر‪ ،‬عبد احملسن طو ( ‪ )1980‬حوؿ األديب والواقع ‪ ،‬ط‪ ، 2‬د‪.‬ف ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 70‬عبد اجمليد ‪ ،‬ردينة ( ‪ )2012‬سياسة اسرائيل التعليمية ٕتاه العرب يف فلسطُت احملتلة ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار ادلأموف للنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف – األردف‪،‬‬
‫ص ‪. 266‬‬
‫‪ 71‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 449‬‬

‫‪659‬‬
‫د‪ .‬يوسف محمد عبد اهلل عبده‬

‫‪ 72‬كنفاين‪ ،‬مساف ( ‪ ) 1968‬األدب الفلسطيٍت ادلقاوـ ‪ٖ ،‬تت االحتالؿ ‪ ، 1968-1948‬ط ‪ ،1‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية ‪ ،‬بَتوت‪،‬‬
‫ص ‪. 10‬‬
‫‪ 73‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.479‬‬
‫‪ 74‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.479‬‬
‫‪ 75‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.480‬‬
‫‪ 76‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.469‬‬
‫‪ 77‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 78‬الشذرات ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 79‬األسد ‪ ،‬ناصر الدين (‪ )2008‬االٕتاىات األدبية احلديثة يف فلسطُت واألردف ‪ ،‬دار الفتح ‪ ،‬عماف – األردف ‪ ،‬ص ‪. 79‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -01‬ابراىيم العجلوين‪ ،‬الشذرات‪ ،‬عماف ‪ ،‬د‪ .‬ف ‪.2000 ،‬‬
‫‪ -02‬ابراىيم خليل‪ ،‬معامل الشعر احلديث يف فلسطُت واألردف‪ ،‬دار رلدالوي‪ ،‬عماف – األردف‪ ،‬ط‪. 2006 ،1.‬‬
‫أمُت الرػلاين ‪ ،‬القوميات‪ ،‬دار الرػلاين ‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ط ‪. 1956 ،4‬‬
‫‪ -03‬العجالف‪ ،‬ابراىيم بن صاحل‪ ،‬عقيدة اذليكل‪ ،‬بإشراؼ د‪ .‬سعد بن عبد اهلل احلميّد‪ ،‬شبكة األلوكة‪2010 ،‬‬
‫ردينة عبد اجمليد‪ ،‬سياسة اسرائيل التعليمية ٕتاه العرب يف فلسطُت احملتلة‪ ،‬دار ادلأموف للنشر والتوزيع‪ ،‬عماف األردف‪ ،‬ط‪،1.‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪ -04‬عبد احملسن طو بدر‪ ،‬حوؿ األديب والواقع ‪ ،‬ط‪( ،2.‬د‪.‬ف‪. 1980 ،).‬‬
‫‪ -05‬مساف كنفاين ‪ ،‬األدب الفلسطيٍت ادلقاوـ ٖتت االحتالؿ ‪ ،1968-1948‬مؤسسة الدراسات الفلسطينية‪،‬‬
‫بَتوت‪ ،‬ط‪. 1968 ،1.‬‬
‫‪ -06‬زلمود أمُت العامل‪ ،‬الثقافة والثورة‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬بَتوت‪. 1970 ،‬‬
‫‪ -07‬ناصر الدين األسد‪ ،‬االٕتاىات األدبية احلديثة يف فلسطُت واألردف‪ ،‬دار الفتح‪ ،‬عماف – األردف ‪ ،‬ط‪2008 ،1.‬‬
‫‪ -08‬شكيب أرسالف‪ ،‬دلاذا تأخر ادلسلموف ؟ ودلاذا تقدـ مَتىم ؟‪ ،‬رللة الدوحة‪ ،‬ع‪ ،87 .‬وزارة الثقافة والفنوف والًتاث‪،‬‬
‫‪ -09‬دولة ؽ مالك العموش‪ ،‬ابراىيم العجلوين أديبا‪ ،‬رسالة ماجستَت‪ ،‬اجلامعة اذلامشية‪ ،‬األردف‪. 2008 ،‬طر‪2015 ،‬‬
‫الوعي‪ ،‬نشرة خاصة تهدر عن‪ :‬منتدى العودة الشبايب بديل ‪ /‬ادلركز‬
‫كي ّ‬ ‫‪ -10‬يامسُت عوض‪ ،‬الفلسطينيوف وسياسات ّ‬
‫الفلسطيٍت دلهادر حقوؽ ادلواطنة والالجئُت ‪ ،‬رللة الكًتونية ‪. 2019 ،‬‬
‫‪http://www.badil.org/phocadownload/badilnew/publications/magazine.pdf‬‬

‫‪660‬‬

You might also like