Professional Documents
Culture Documents
أدهل الكتاب من الاراسات االستشراقية ،فعلينا أن نعر دوافع دهذه قبل أن نتعر ما دهي أدهاا
احلركة .فاوافع دهذه احلركة يف باايته دهي دافع ديين ودافع استعماري ودافع علمي أي يشتغلون يف
الاراسات االستشراقية حلب االطالع على حضارة األمة اإلسالمية وثقفاهتا ولغاهتا .ولكن اآلن
سنركز مبحثنا يف دافع ديين فقط ،ألنه دهو الذي جيعل جل مفكري أدهل الكتاب أن يارس اإلسالم.
الدافع الديين:
فأدهل الكتاب الذين يشتغلون يف الاراسات االستشراقية ،يف البااية كانوا قا عرفوا ما كان يتمتع به
بالد اإلسالم من احلضارة والثقافة مما تركته الفتوحات اإلسالمية األوىل مث احلروب الصليبية مث
الفتوحات العثمانية يف أورواب ( .)1ويف ذالك الوقت ،كانت دعوة اإلسالم قوية ،فيخافون دهؤالء
رجال الكنيسة أن يتأثر ذالك يف دينهم وجمتمعهم .بل يرون أن اإلسالم دين ال جيوز االنتشار خوفا
من غلبة اإلسالم على دينهم .فيهمهم أن يارسوا اإلسالم ثقافته وحضارته وعقائاه ولغته متهياا لغزوه
ثقافيا وفكراي بعا أن خسروا يف حماربته ودهجومه عسكراي.
فبعا أن نعر ما دهو دافع أساسي للحركة االستشراقية من قبل مفكري أدهل الكتاب ،ميكننا أن
نلخص أدهاافهم فيما يلي:
فهذا جولا تسيهر ودهو مستشرق يهودي باأ كتابه -مذادهب التفسري اإلسالمي -ابلتشكيك يف
أعظم دعامة لإلسالم ودهي كتاب هللا -القرآن -فقال" :ال يوجا كتاب تشريعي اعرتفت به طائفة
موحى به يقام نصه يف أقام عصور تااوله مثل دهذه الصورة
دينية اعرتافاً عقاايً على أنه نص منزل أو ً
من االضطراابت وعام الثبات كما جنا يف القرآن"(.)2
وأما التشكيك يف النيب صلى هللا عليه وسلم فقا وجاان "فيليب حيت" ودهو مفكر مسيحي لبناين
الذي قا نفى كل معجزات الرسول صلى هللا عليه وسلم ما عاا القرآن ( )3مع أن القرآن واحلايث
قا أكاا وجود معجزة أخرى للنيب صلى هللا عليه وسلم كانشقاق القمر ،واإلسراء واملعراج ،وغري
ذالك.
فياعون أن احلضارة اإلسالمية منقولة عن حضرة الرومان ومل يكن للمسلمني إبااع فكري وال ابتكار
حضاري .بل يرى كارل بروكلمان أبن القرآن الكرمي مستما من اليهودية والنصرانية وكيفه حمما تكييفا
خاصا حلاجات شعبه الاينية (.)4
وبث روح الشك يف كل ما بني أيايهم من قيم وعقياة ليسهل على االستعمار تشايا وطأته عليهم
ونشر ثقافته احلضارية فيما بينهم.
تبشريي يف دراستهم العلمية ،فهم رجال الاين فأخذو يهافون إىل تشويه مسعة ودهنالك دها
اإلسالم يف نفوس رواد ثقافتهم من املسلمني إلدخال الودهن إىل العقياة اإلسالمية والتشكيك يف يف
الرتاث اإلسالمي واحلضارة اإلسالمية.
ال يقصا منها إال البحث والتمحيص ،فتجلو هلم بعض احلقائق اخلفية عنهم .ومع أهنم ال يسلمون
من األخطاء ولكنهم أقلها خطرا من الفئات املذكورة إذ سرعان ما يرجعون إىل احلق حني تبني هلم.
ومن أمثاهلم "توماس أرنولا" حني أنصف املسلمني يف كتابه "الاعوة إىل اإلسالم" (.)5
الوسائل لتحقيق تلك األهداف:
أي الوسائل اليت سلكودها لنشر أحباثهم وأفكاردهم .وسنذكردها على سبيل املثال ودهي كاآليت:
مثل كتاب "اتريخ العرب" لفيليب حيت و"الاراسات اإلسالمية" جلولا تسيهر.
فتزاول تلك املؤسسات التبشريية أعماال إنسانية كاملستشفيات واملاارس وغري ذالك (.)6
وقا جاء يف كتاب "التبشري واالستعمار" أدهم الواثئق التارخيية عن نشاط املبشرين ما يلي" :يعلن
املبشرون أهنم استغلوا الصحافة املصرية على األخص للتعبري عن األراء املسيحية.)7( ".....
.1السنة وكانتها يف التشريع اإلسالمي ،للاكتور مصطفى السباعي ،ص ،187 :املكتب
اإلسالمي ،دمشق – سوراي و بريوت – لبنان ،ط :الثالثة ،سنة 1402 :ه – 1982م.
.2مذادهب التفسري اإلسالمي جلولاتسيهر برتمجة الاكتور عبا احلليم النجار ،ص ،4 :السنة
احملماية ،الرايض – اململكة العربية السعودية ،سنة 1374 :دهـ.
.3افرتاءات فيليب حيت وكارل بروكلمان على التاريخ اإلسالمي ،لعبا الكرمي علي ابز ،ص:
،45رسائل جامعية ،جاة – اململكة العربية السعودية ،ط :األوىل ،سنة1403 :ه –
1983م.
.4املصار السابق.
.5االستشراق واملستشرقون ما هلم وما عليهم ،للاكتور مصطفى السباعي ،ص ،32:املكتب
اإلسالمي ،دمشق – سوراي.
.6التبشري واالستعمار يف البالد العربية ،للاكتورين مصطفى خالاي وعمر فروخ ،ص،188 :
املكتبة العلمية ،بريوت – لبنان ،سنة1372 :ه – 1953م.
.7املصار السابق ،نقال عن كتاب االستشراق واملستشرقني ص.35 :