You are on page 1of 4

‫احملور الثاين‪ :‬األدهاا الاينية للمفكرين من أدهل الكتاب‪:‬‬

‫أدهل الكتاب من الاراسات االستشراقية‪ ،‬فعلينا أن نعر دوافع دهذه‬ ‫قبل أن نتعر ما دهي أدهاا‬
‫احلركة‪ .‬فاوافع دهذه احلركة يف باايته دهي دافع ديين ودافع استعماري ودافع علمي أي يشتغلون يف‬
‫الاراسات االستشراقية حلب االطالع على حضارة األمة اإلسالمية وثقفاهتا ولغاهتا‪ .‬ولكن اآلن‬
‫سنركز مبحثنا يف دافع ديين فقط‪ ،‬ألنه دهو الذي جيعل جل مفكري أدهل الكتاب أن يارس اإلسالم‪.‬‬

‫الدافع الديين‪:‬‬

‫فأدهل الكتاب الذين يشتغلون يف الاراسات االستشراقية‪ ،‬يف البااية كانوا قا عرفوا ما كان يتمتع به‬
‫بالد اإلسالم من احلضارة والثقافة مما تركته الفتوحات اإلسالمية األوىل مث احلروب الصليبية مث‬
‫الفتوحات العثمانية يف أورواب (‪ .)1‬ويف ذالك الوقت‪ ،‬كانت دعوة اإلسالم قوية‪ ،‬فيخافون دهؤالء‬
‫رجال الكنيسة أن يتأثر ذالك يف دينهم وجمتمعهم‪ .‬بل يرون أن اإلسالم دين ال جيوز االنتشار خوفا‬
‫من غلبة اإلسالم على دينهم‪ .‬فيهمهم أن يارسوا اإلسالم ثقافته وحضارته وعقائاه ولغته متهياا لغزوه‬
‫ثقافيا وفكراي بعا أن خسروا يف حماربته ودهجومه عسكراي‪.‬‬

‫أهداف املفكرين من أهلل الكتاب من الدراسات االستشراقية‪:‬‬

‫فبعا أن نعر ما دهو دافع أساسي للحركة االستشراقية من قبل مفكري أدهل الكتاب‪ ،‬ميكننا أن‬
‫نلخص أدهاافهم فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تشكيك املسلمني بقرآهنم ونبيهم وشريعتهم‪.‬‬

‫فهذا جولا تسيهر ودهو مستشرق يهودي باأ كتابه ‪ -‬مذادهب التفسري اإلسالمي ‪ -‬ابلتشكيك يف‬
‫أعظم دعامة لإلسالم ودهي كتاب هللا ‪ -‬القرآن ‪ -‬فقال‪" :‬ال يوجا كتاب تشريعي اعرتفت به طائفة‬
‫موحى به يقام نصه يف أقام عصور تااوله مثل دهذه الصورة‬
‫دينية اعرتافاً عقاايً على أنه نص منزل أو ً‬
‫من االضطراابت وعام الثبات كما جنا يف القرآن"(‪.)2‬‬
‫وأما التشكيك يف النيب صلى هللا عليه وسلم فقا وجاان "فيليب حيت" ودهو مفكر مسيحي لبناين‬
‫الذي قا نفى كل معجزات الرسول صلى هللا عليه وسلم ما عاا القرآن (‪ )3‬مع أن القرآن واحلايث‬
‫قا أكاا وجود معجزة أخرى للنيب صلى هللا عليه وسلم كانشقاق القمر‪ ،‬واإلسراء واملعراج‪ ،‬وغري‬
‫ذالك‪.‬‬

‫ب‪ .‬تشكيك املسلمني بقيمة تراثهم احلضاري‪.‬‬

‫فياعون أن احلضارة اإلسالمية منقولة عن حضرة الرومان ومل يكن للمسلمني إبااع فكري وال ابتكار‬
‫حضاري‪ .‬بل يرى كارل بروكلمان أبن القرآن الكرمي مستما من اليهودية والنصرانية وكيفه حمما تكييفا‬
‫خاصا حلاجات شعبه الاينية (‪.)4‬‬

‫ت‪ .‬إضعا ثقة املسمني برتاثهم‪.‬‬

‫وبث روح الشك يف كل ما بني أيايهم من قيم وعقياة ليسهل على االستعمار تشايا وطأته عليهم‬
‫ونشر ثقافته احلضارية فيما بينهم‪.‬‬

‫ث‪ .‬دها تبشريي‬

‫تبشريي يف دراستهم العلمية‪ ،‬فهم رجال الاين فأخذو يهافون إىل تشويه مسعة‬ ‫ودهنالك دها‬
‫اإلسالم يف نفوس رواد ثقافتهم من املسلمني إلدخال الودهن إىل العقياة اإلسالمية والتشكيك يف يف‬
‫الرتاث اإلسالمي واحلضارة اإلسالمية‪.‬‬

‫ج‪ .‬دها علمي خالص‪.‬‬

‫ال يقصا منها إال البحث والتمحيص‪ ،‬فتجلو هلم بعض احلقائق اخلفية عنهم‪ .‬ومع أهنم ال يسلمون‬
‫من األخطاء ولكنهم أقلها خطرا من الفئات املذكورة إذ سرعان ما يرجعون إىل احلق حني تبني هلم‪.‬‬
‫ومن أمثاهلم "توماس أرنولا" حني أنصف املسلمني يف كتابه "الاعوة إىل اإلسالم" (‪.)5‬‬
‫الوسائل لتحقيق تلك األهداف‪:‬‬

‫أي الوسائل اليت سلكودها لنشر أحباثهم وأفكاردهم‪ .‬وسنذكردها على سبيل املثال ودهي كاآليت‪:‬‬

‫‪ .1‬أتليف الكتب يف موضوعات خمتلفة عن اإلسالم واجتادهاته ورسوله وقرآنه‪.‬‬

‫مثل كتاب "اتريخ العرب" لفيليب حيت و"الاراسات اإلسالمية" جلولا تسيهر‪.‬‬

‫‪ .2‬إصاار اجملاالت اخلاصة ببحوثهم حول اإلسالم وبالده وشعوبه‪.‬‬


‫‪ .3‬إرساليات التبشري إىل العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫فتزاول تلك املؤسسات التبشريية أعماال إنسانية كاملستشفيات واملاارس وغري ذالك (‪.)6‬‬

‫‪ .4‬إلقاء احملاضرات يف اجلامعات واجلمعيات العلمية‪.‬‬


‫‪ .5‬مقالت يف الصحف احمللية عنادهم بل شراء عاد من الصحف احمللية يف بالد املسلمني‪.‬‬

‫وقا جاء يف كتاب "التبشري واالستعمار" أدهم الواثئق التارخيية عن نشاط املبشرين ما يلي‪" :‬يعلن‬
‫املبشرون أهنم استغلوا الصحافة املصرية على األخص للتعبري عن األراء املسيحية‪.)7( ".....‬‬

‫‪ .6‬عقا املؤمترات إلحكام خططهم يف احلقيقة‪ ،‬ولبحوث عامة يف الظادهر‪.‬‬


‫الئحة املصادر واملراجع‬

‫‪ .1‬السنة وكانتها يف التشريع اإلسالمي‪ ،‬للاكتور مصطفى السباعي‪ ،‬ص‪ ،187 :‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬دمشق – سوراي و بريوت – لبنان‪ ،‬ط‪ :‬الثالثة‪ ،‬سنة ‪1402 :‬ه – ‪1982‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬مذادهب التفسري اإلسالمي جلولاتسيهر برتمجة الاكتور عبا احلليم النجار‪ ،‬ص‪ ،4 :‬السنة‬
‫احملماية‪ ،‬الرايض – اململكة العربية السعودية‪ ،‬سنة ‪1374 :‬دهـ‪.‬‬
‫‪ .3‬افرتاءات فيليب حيت وكارل بروكلمان على التاريخ اإلسالمي‪ ،‬لعبا الكرمي علي ابز‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ ،45‬رسائل جامعية‪ ،‬جاة – اململكة العربية السعودية‪ ،‬ط‪ :‬األوىل‪ ،‬سنة‪1403 :‬ه –‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ .4‬املصار السابق‪.‬‬
‫‪ .5‬االستشراق واملستشرقون ما هلم وما عليهم‪ ،‬للاكتور مصطفى السباعي‪ ،‬ص‪ ،32:‬املكتب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬دمشق – سوراي‪.‬‬
‫‪ .6‬التبشري واالستعمار يف البالد العربية‪ ،‬للاكتورين مصطفى خالاي وعمر فروخ‪ ،‬ص‪،188 :‬‬
‫املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬سنة‪1372 :‬ه – ‪1953‬م‪.‬‬
‫‪ .7‬املصار السابق‪ ،‬نقال عن كتاب االستشراق واملستشرقني ص‪.35 :‬‬

You might also like