You are on page 1of 16

‫َ ّ‬

‫العالمة أبي العباس القباب يف العصر املريني‬


‫(ت‪778 :‬ه)‬
‫اياد خلف خليل‬
‫أ‪.‬د رعد محيد توفيق‬
‫اجلامعة العراقية كلية العلوم اإلسالمية‬
‫قسم العقيدة والفكر االسالمي‬
‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫ملخص البحث‬
‫يهدف هذا البحث إلى التعريف بالعصر المريني الذي عاش فيه االمام أبي العباس أحمد ال َقّباب الفاسي الجذامي‪ ،‬وذلك بعرض الحالة‬
‫السياسية واالقتصادية واالجتماعيات والفكرية والثقافية‪ ،‬كونه عاش في العصر الذهبي للدولة المرينية‪ ،‬وعايش عشرة من سالطينهم من أبرزهم‬
‫اثنان هما أبي الحسن المريني‪ ،‬وأبي عنان المريني‪.‬‬
‫‪Research summary‬‬
‫‪This research aims to introduce the Marinid era in which Imam Abu al-Abbas Ahmad al-Qubab al-Fassi al-‬‬
‫‪Judhami lived, by presenting the political, economic, social, intellectual and cultural situation, as he lived‬‬
‫‪in the golden age of the Marinid state, and ived with ten of their sultans, the two most prominent of whom‬‬
‫‪are Abu al-Hasan al-Marini, and Abu Anan al-Marini.‬‬
‫املقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين‪.‬هذا البحث الموسوم (العالمة‬
‫أبو العباس ال َقّباب في العصر المريني‪ ،‬ت‪778:‬ه) يتناول الفترة التي عاشها اإلمام في العهد المريني‪ ،‬الذين حكموا المغرب لما يقارب‬
‫الثالثة قرون (‪592‬ه‪869-‬ه)‪ ،‬حيث عايش ال َقّباب عشرة من سالطينهم وكان مقرباً منهم وباألخص السلطان أبي الحسن المريني وأبنه‬
‫من بعده السلطان أبو عنان‪ ،‬واشتمل البحث على تعريف موجز للقباب‪ ،‬واستعراض للمغرب عموماً ولمدينة فاس خصوصاً من جميع‬
‫النواحي السياسية واالقتصادية واالجتماعية والفكرية والثقافية‪ ،‬من حيث النظام السياسي والقضائي‪ ،‬ونوعية السكان والعمران‪ ،‬من مكونات‬
‫ومنشئات‪ ،‬والزراعة والصناعة والتجارة‪ ،‬وكذلك من ازدهار للحالة الفكرية والثقافية التي رعاها السالطين وشاركوا فيها‪ .‬ثم خاتمة بينت فيها‬
‫أهم ما توصلت فيه عن مزايا العصر المريني في زمن العالمة أبي العباس ال َقّباب‪.‬‬
‫التمهيد التعريف بأبي العباس ال َقبّاب والعصر املريين‪:‬‬
‫امي(‪.)3‬‬
‫بالقباب‪:‬اسمه ونسبه‪ :‬أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن(‪.)1‬كنيته‪ :‬يكنى بأبو العباس(‪ .)2‬لقبه‪ :‬يلقب بالقباب و" الجذ ِ‬
‫أوالً‪ :‬التعريف َ ّ‬
‫َُ ّ‬
‫والدته ووفاته‪ :‬ولد سنة (‪724‬ه)(‪ ،)4‬وتوفي سنة (‪778‬ه)(‪.)5‬‬
‫ثانياً‪ :‬عصره‪:‬‬
‫ولد اإلمام أبي العباس القباب رحمه هللا في نهاية الربع األول من القرن الثامن الهجـري في مدينـة فـاس وبها نشأ وقبر بين(‪724‬ه‪-‬‬
‫األمازيغية البربرية (‪ ،)7‬وبنو مرين‬ ‫‪778‬ه)‪ ،‬وهو العصر الذهبي ثم بداية الوهن لدولة بني مـريـن‪ ،‬والمرينيون ينحدرون مـن قبيلـة الزناتة‬
‫(‪)6‬‬

‫أعلى قبائل زناته حسباً وأشرفها نسباً وأعزها كرماً وأقواها ديناً(‪ ، )8‬وهي مـن أقـدم القبائل الليبيـة التـي هـاجر معظم افرادها نـحـو تـونس‬
‫والجزائر(‪ ،)9‬وما زال لهم بقايا إلى اليـوم في ليبيا‪ ،‬ولكنهم اختلفوا في أصلهم‪ ،‬فأغلب المؤرخين على أن أصلهم من عرب مضر‪ ،‬وأن نسبهم‬
‫‪ ،‬ونود اإلشارة هنا عن انتشار ظاهرة االنتساب إلى األصل العربي لدى مؤسسي الدول في‬ ‫(‪)10‬‬
‫يجتمـع مـع نـسب رسـول هللا ﷺ في مضر‬
‫المغرب العربي لتبرير صحة خالفتهم(‪ ،)11‬ورجح ابن خلدون (ت‪808 :‬هـ) أن أصلهم برابرة (أمازيغي)‪ ،‬ورد بعد بحث لـه طويل على من‬
‫قال بأنه عربي(‪ ،)12‬والبعض رفـع نـسبهم إلى أمير المؤمنين عـلـي بـن أبي طالـب (األشراف)(‪ ،)13‬وهذا أضعف اآلراء وأوهنهـا‪.‬قامت دولة‬
‫بني مرين في المغرب األقصى وعاصمتها فاس بعد سقوط الدولة الموحدية ألسباب عسكرية واقتصادية متعـددة ومنها موقعة العقاب‬
‫(‪)14‬‬

‫المؤلمة سنة (‪609‬هـ‪ 1212 /‬م)‪ ،‬والتي انهزم فيهـا الموحدين في األندلس على يدي النصارى وهي أول وهن دخل على الدولة الموحدية‪،‬‬
‫ففقدت هيبتها وسيطرتها على األندلس(‪ ،)15‬فقامت على انقاضها في ضفتي المغرب واألندلس أربع دول(‪:)16‬‬
‫بنو عبد الواد (بني زيان) في المغرب األوسط (الجزائر) عاصمتهم تلمسان‪.‬‬ ‫•‬
‫الدولة الحفصية في المغرب األدنى عاصمتهم تونس‪ ،‬وهي فرع لدولة الموحدين وامتداد لها‪.‬‬ ‫•‬
‫بنو األحمر في األندلس عاصمتهم غرناطة‪ ،‬وهي أخر ما تبقى للمسلمين في أسبانيا‪.‬‬ ‫•‬
‫(‪614-592‬هـ)‪ ،‬المغرب األقصى‬ ‫(‪)17‬‬
‫بنو مرين في المغرب األقصى عاصمتهم فاس‪ .‬دخل المرينيون تحت قيادة األمير عبد الحق المريني‬ ‫•‬
‫واستطاعوا السيطرة على معظم بواديها‪ ،‬وهزموا الموحدين في وادي نكور قرب فاس‪ ،‬واستولى بنو مرين على أسالبهم ودوابهم ومتاعهم بل‬
‫وحتى ثيابهم وفروا وهم عرايا يسترون أنفسهم بورق نبات (المشعلة) حتى لقد سميت هذه الموقعة بيوم أو موقعة المشعلة‪ ،‬بل سمى هذا‬
‫العام بعام المشعلة عام (‪613‬ه)(‪ ،)18‬واستمر بنو مرين بالتوسع في أرجاء المغرب فانتزعوا مكناسة وفاس وأتخذوا من فاس عاصمة لهم‪،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫(‪685-656‬هـ)‪،‬‬ ‫‪،‬على عهد السلطان يعقوب بن عبد الحق‬
‫(‪)20‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫وسال ورباط الفتح ودرعة وسجلماسة وسائر بالد المغرب‪ ،‬ثم مراكش‬
‫ثم إخضاع بالد السوس ودرعة(‪ ،)21‬وهزيمة بني زيان‪ ،‬واستمرت اإلنتصارات للمرينيين حتى تمكنوا من استأصال شأفة الموحدين وضعضة‬
‫كيانهم‪ ،‬وهكذا وبعد نزاع أستمر لنصف قرن تقريباً‪ ،‬سيطر المرينيون على المغرب فاستحق معه أبي الحسن علي بن عثمان أن يتوج نفسه‬
‫سلطانا على المغرب‪ ،‬ويلقب بالمنصور‪ .‬ومرت دولتهم عبر ثالث مراحل عهـد التأسيس وأستمر لمدة خمسين عاماً حيث نظموا فيه جيش‬
‫قوي لالحتفاظ بالمناطق التي يسيطرون عليها ولم يكن لهم فكر أو اهداف دينية لدولتهم كمن سبقوهم كالمرابطين أو الموحدين‪ ،‬ومرحلة‬
‫القوة واالزدهار الذي بلغت فيـه أوجهـا‪ ،‬ورغبـت الممالك والـدول في كسب ودهـا‪ ،‬وخاضت عدة معارك واستولت بها على وهران وتلمسان‪،‬‬
‫واستغرق ما يقارب القرن (‪668‬ه ‪760 -‬هـ)‪ ،‬وبرز أربعة ملوك‪ :‬أبو يوسف يعقوب بـن عبـد الحـق‪ ،‬وابنـه أبـو يعقوب يوسف‪ ،‬وأبو الحسن‬
‫علي بـن عـثـمان بـن يعقوب‪ ،‬وابنـه أبـو عـنـان‪ ،‬وخاللـه واجهت الدولة في فاس عدة مشاكل‪ ،‬تغلب على معظمها مؤقتا‪ ،‬وتوسعت حتى‬
‫سيطرت على تونس ضد الحفصيين‪ ،‬وقد استطاع السلطان أبو الحسن تحقيق وحدة المغرب العربي كامالً إذ امتدت سلطته إلى مسراتة‬
‫شرقا وحدود مالي جنوبا؛ إال أنها تفككت بسبب ثورة قبائل عرب بني هالل بالمغرب األوسط‪ ،‬وانقالب ابنه أبي عنان في فاس عليه‪ .‬وعهد‬
‫الضعف واالنهيار الذي بدأ بمقتل أبي عنان خنقا على يد وزيـره حسن بن عمر الفودودي(‪ ،)22‬تبعها ضعف شخصية الملـوك حيث كان‬
‫أغلبهم دون سن الرشـد ولم يبلغـوا الحلم وليس لهم تجربة‪ ،‬فأصبحت السلطة بيد وزرائهـم وحجـابهم‪ ،‬فضال عن فقدان هيبة الدولة ونفوذهـا‪،‬‬
‫وانكمـاشـها داخل حدودها بالمغرب األقصى‪ ،‬مما عجل بسقوطها قيام السلطان عبـد الحـق ابن عثمان(‪ ،)23‬بقتل وزراءه من بني وطاس‪،‬‬
‫وأتخاده حكومـة من اليهود‪ ،‬تجاوزت كل الحدود‪ ،‬فثار الناس ضده وتمكنوا من القبض عليه وقتلـه صبيحة يوم الجمعة ‪ 27‬من رمضان‬
‫لتحل محلها دولة بني وطاس‪.‬عاصر القباب في فاس من أمراء‬ ‫(‪)24‬‬
‫سنة ‪ 869‬هـ‪ 23 /‬مايو ‪1465‬م‪ ،‬فكانت نهـايـة حقبة دولة بني مرين‬
‫المرينيين عـشرة(‪ ،)25‬حيث عاش جزءا من قمة العظمة‪ ،‬وجزءاً من بداية الضعف وهم‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو سعيد عثمان بن يعقوب بن عبد الحق‪731 - 710( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو الحسن علي بن عثمان بن يعقوب‪752 - 731( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .3‬أبو عنان فارس بن علي بن عثمان‪759 - 752( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .4‬أبو بكر السعيد بن فارسبن علي‪ ،‬بويع وهو طفل (‪760 - 759‬هـ)‪ ،‬وهي بداية مرحلة الضعف في بني مرين(‪.)26‬‬
‫‪ .5‬أبو سالم إبراهيم بن أبي الحسن علي‪ 762 - 760( ،‬هـ) وفي إبانه تولى القباب وظيفة السفارة‪ ،‬حيث أرسله إلى غرناطة سفي ار سنة‬
‫(‪762‬ه)(‪.)27‬‬
‫‪ .6‬أبو عمر تاشفين بن أبي الحسن علي‪763 - 762( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .7‬أبو زيان األول محمد بن أبي عبدالرحمن بن أبي الحسن‪767 - 763( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .8‬أبو فارس عبد العزيـز بـن أبي الحسن علي‪774 - 767( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .9‬أبو زيان الثاني محمد بن عبد العزيز بن أبي الحسن‪776 - 774( ،‬هـ)‪.‬‬
‫‪ .10‬أبو العباس أحمد بن أبي سالم بن أبي الحسن‪ 786 - 776( ،‬هـ) وفي إبانه توفي القباب رحمه هللا‪.‬‬
‫اوالً‪ :‬احلالة السياسية‪:‬‬
‫وتتكون السلطة السياسية في الدولة المرينية من ثالثة أنواع‪:‬‬
‫أ‪ .‬السلطة التنفيذية ‪ :‬ويمثلها الملوك ونوابهم مـن العمــال‪ ،‬واتسمت بحكـم فـردي وراثي يتم بعقد البيعة داخل فاس‪ ،‬أو خارجها‪ ،‬ولقب األول‬
‫منهم باألمير‪ ،‬ثم بأمير المسلمين‪ ،‬وبالسلطان‪ ،‬وكان ذلك أول مـا اشـتـهر لقب السلطان بالمغرب(‪ ،)28‬ويباشر السالطين تنفيذ الحكـم بأنفسهم‪،‬‬
‫أو من ينوب عنهم من الوزراء أو الفقهاء الموثوقين‪ ،‬فيجلسون في مجالس تختلـف أسماؤها باختالف قضاياها؛ مثل‪( :‬مجلـس الفصل)‬
‫ويسمى أيضا (مجلـس المظالم) للقضاء‪ ،‬و(مجلس أهل الشورى) لقضايا الدولة‪ ،‬و(مجلس العرض) لقضايا المال‪ ،‬في إطار سلطة عليا‬
‫تحت رئاسة السلطان نفسه تتشكل من الوزير‪ ،‬وصاحب الشرطة‪ ،‬وصاحب األشغال‪ ،‬وصاحب العالمة(‪.)29‬‬
‫ب‪ .‬السلطة العسكرية‪ :‬ويمثلها جيش تحت قيادة أفـراد مـن األسرة المالكة‪ ،‬أو من الموالين لها؛ بل كثي ار ما يقوده أحد أنجال السلطان(‪،)30‬‬
‫ويتكون من ثالثة فرق(‪:)31‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫‪ . 1‬القوات البرية المتكونة من جند نظامي يضم قبائـل الزناتـة ومـنـهـم بنـو مـرين‪ ،‬وقبائل عرب بني هالل وغيرها مثل بني جابر وبني زغبة‬
‫وبني سفيان وبني عامر‪ ،‬واألندلسيون(‪.)32‬‬
‫‪ .2‬الحرس السلطاني الذي يالزم العاصمة فاس‪ ،‬وال يخرج منها إال رفقة السلطان‪ ،‬ويتكون من ثالث فئات‪ :‬األغزاز األكراد(‪ ،)33‬واألعالج‬
‫المسيحيين‪ ،‬والسود األفارقة(‪.)34‬‬
‫‪ .3‬قوات األسطول البحري المتكونـة مـن قبائـل الزناتة‪ ،‬وعـرب بـنـي هـالل‪ ،‬باإلضافة إلى اللفيف األجنبي المتكون منه الحرس الخاص‬
‫السابق‪ ،‬وكانت مراكزه بسبتة وسال وطنجة وبادس ووهران وقابس وبجاية‪ ،‬وبلغ المرينيون في عهد السلطان أبي حسن منتهى قوتهم‬
‫البحرية(‪ . )35‬والمالحظ في سياسة بني مرين العسكرية هو‪ ،‬استبعادهم لقبيلتي صنهاجة ومصمودة األمازيغيتين وتهميشها إلى حد ما(‪)36‬؛‬
‫ولعل ذلك لسبب وجيـه‪ ،‬ألنهم يشكلون الخطـورة على وجود الدولة نفسها؛ فالصنهاجة هم أصل المرابطين‪ ،‬والمصامدة أصل الموحدين‪،‬‬
‫غير أنهـم يـتم االستعانة بهـم كمتطوعين ومساندين‪ ،‬كما فعل السلطان يعقوب بـن عبـد الحـق حـيـنـما عـبر إلى األندلس في المرة الرابعة‪ ،‬فقد‬
‫استعان بـ((ثالثة عشر ألفا من المصامدة‪ ،‬وثمانية آالف من برابرة المغرب كلهم متطوع بالجهاد))(‪.)37‬‬
‫ج‪ .‬السلطة القضائية ‪ :‬القضاء في عهد بني مرين يتمتع باستقاللية تامـة ويتولى رئاسته العليا السلطان نفسه‪ ،‬وكلمة القاضي كانت نافذة‬
‫في الجميع‪ ،‬فإذا حدث تدخل في اختصاصات القضاء فإن ذلك سيؤدي إمـا إلى استقالة القاضي‪ ،‬أو عزل المتدخل‪ ،‬أو حتى االنقالب‬
‫على السلطان نفسه؛ فعندما وقـع الشجار بين القاضي أبي الحسن الصغير الـزرويلي (‪719‬هـ) والـوزيـر ابـن يـعقـوب الوطاسي‪ ،‬بسبب تعقب‬
‫هذا األخير لحكم القاضي‪ ،‬كاد ذلك يؤدي إلى االنقالب على السلطان أبي الربيع لوال أنه عزل الوزير‪ ،‬بعـد أن أعـدم أعوانـه الـذين تدخلوا‬
‫ضد القاضي(‪ ،)38‬ويتكون القضاء في عصر بني مرين مما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬قاضي القضاة‪ :‬ويسمى قاضي الجـماعـة(‪ :)39‬يعين في العاصمة فـاس وفي المـدن الكبرى‪ ،‬وسلطته تقتصر على مدينتـه وضواحيها فقـط‪،‬‬
‫ومـن مـهـامـه تعيين أو عزل القضاة المرتبطين بمدينته‪ ،‬وليس له سلطة على بقية القضاة في المدن األخرى؛ فهم مستقلون‪ ،‬وال يمتـاز عـنـهـم‬
‫بشيء سوى كونه قاضياً للعاصمة‪ ،‬ومستشا اًر للخليفة‪ ،‬وإماماً للصالة في أيام الجمعة واألعياد‪.‬‬
‫‪ .2‬قاضي المدينة ‪ :‬ومهمته النظر والفصل في الجرائم المدنية وكل ما يتعلق بحفظ األمن في البالد‪ ،‬فهو بمنزلة قاضي الجنايات(‪.)40‬‬
‫‪ .3‬قاضي العساكر‪ :‬وهو خاص بقضايا الجيش ويتنقل معه(‪ ،)41‬فهو بمنزلة المحكمـة العسكرية‪.‬‬
‫‪ .4‬قاضي األحكام‪ :‬وهو من مساعدي القاضي‪ ،‬ومهامه الفـصل في القضايا البسيطة‪ ،‬وال يبث في القضايا الكبرى(‪.)42‬‬
‫‪ .5‬صاحب الصالة‪ :‬وهي مهمة قد ترجع إلى القاضي‪ ،‬وأحيانا قد تكـون مستقلة‪ ،‬ومهمتـه حمل الناس على المحافظة على الصلوات ومعاقبة‬
‫المتخلفين عنهـا(‪ ،)43‬فهو بمنزلـة هيئـة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ .6‬العدالة‪ :‬وهي وظيفة قضائية ويسمى من يمارسها عدال‪ ،‬مهمته صياغة الوثائق التـي يطلبها المتقاضون‪ ،‬ثم يقرر القاضي صحتها(‪.)44‬‬
‫والواضح في السلطة القضائية في الدولة المرينية أن كثير من القـضـاة هـم مـن قبائل البربر األمازيغ(‪ ،)45‬وقد يكون لجبر خواطر عن‬
‫استبعادهم من السلطة العسكرية كما سبق‪ ،‬وكانت األحكام تصدر وفق المذهب المالكي(‪.)46‬‬
‫ثانياً‪ :‬احلالة اإلجتماعية واإلقتصادية‪.‬‬
‫أ‪ .‬الحالة االجتماعية‪:‬‬
‫ال يمكن الفصل بين الحالة االجتماعية والحالة السياسية فهما مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً وكالهما إنعكاس لألخرى‪ ،‬وإلستكشاف أهم المعالم‬
‫التي ميزت المجتمع المريني في عـصـر الشارح القبـاب‪ ،‬ال بد من معرفة السكان نوعاً وكماً‪ ،‬والمنشئات االجتماعية والعمرانية (اإلنسان‬
‫والعمران) ومن ثم مقومات اقتصادها‪.‬‬
‫‪ .1‬السكان‪ :‬أما بالنسبة الى السكان فلقد كانت فاس عاصمة الدولة المرينية ملتقى القبائل واألقوام بأجناسهم ولغاتهم المختلفة‪ ،‬كما هو حال‬
‫أغلب العواصم‪ ،‬فكانت تغص بالساكنين ولقد وصف ابن خلدون (ت ‪808‬ه) ـ وهو شاهد على العصر ‪ -‬سكان المغرب في عهد بني‬
‫مرين بقوله‪« :‬غص المغرب بساكنه من أمـم ال يحصيهم إال خالقهم»(‪)47‬؛ وهذا دليل على كثرة السكان في مدن المغرب عامة‪ ،‬وفي مدينـة‬
‫فـاس العاصمة خاصة‪ ،‬وظل عدد السكان ثابتـاً تقريباً رغم هذا النمو‪ ،‬بسبب تعرض البالد للمجاعات الكبرى واألوبئة الفتاكة بصفة دورية‬
‫‪ ،‬فتقضي عـلى الكثير مـن أهلهـا؛ مثـل المجاعة الكبرى التي استمرت من سنة (‪637-619‬هـ)(‪ ،)48‬والطاعون الجارف الذي أخلى البالد‬
‫وأفنى العباد في السنة األخيرة مـن عـهـد أبي الحسن(‪752‬ه)ـ(‪ )49‬؛ ثم تتبعها سنوات الخير والرخاء فيتضاعف عدد السكان‪ ،‬ويتحقق نوع‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫من التوازن في عددهم‪ ،‬وكانوا على نوعين في عهد بني مرين‪ ،‬األول‪ :‬السكان المستقرون‪ ،‬وهم غالبيـة سـكـان المـدن الكبرى مثـل فـاس‬
‫ومراكش ومكناس وباقي المدن الكبرى‪ ،‬وكذا الهضاب والسهول الداخلية‪ ،‬إذ كانت تعيش القبائل المستوطنة قديما فيها حياة االستقرار‪،‬‬
‫تغذيهم بين حين وأخر ظـاهرة هجـرة سكان البادية إلى المدن‪ ،‬وأبرزها هجرة بني مرين من المغرب الشرقي نحو مدينـة فاس وناحيتها(‪،)50‬‬
‫والثاني‪ :‬والرحل المتنقلـون‪ ،‬وهـذا يمثلـه التنقالت السكانية الهائلة سعياً وراء الماء والخصوبة والمراعي والتي عرف بها عصر الدولة المرينية‬
‫في جنوب المغرب وشرقه؛ ما بين سوس والساقية الحمراء من جهة‪ ،‬وما بين تافياللت ومدينة تازة والناظور من جهة أخرى(‪)51‬وتتشكل هذه‬
‫الساكنة من أربعـة عـنـاصر‪ :‬العـرب‪ ،‬واألمازيغ (البربر) ويشكالن الغالبية العظمى للسكان‪ ،‬إضافة إلى الجاليتين اليهودية‪ ،‬والمسيحية‪.‬‬
‫‪ )1‬العرب؛ فأغلبهم استقروا في السهول األطلسية التـي كـانـت مـن أخـصـب مناطق المغرب زراعياً‪ ،‬فكانوا هم أغلبية وانصهرت القبائل البربرية‬
‫التي تمثل األقلية في السهول في بوتقة العرب بحكم االحتكاك االجتماعي‪ ،‬فتعرب لسانها‪ ،‬كقبائـل الدكالة وقبائل هوارة في سوس على‬
‫سبيل المثال(‪.)52‬‬
‫قل النفوذ العـربي فتمسكوا بلغتهم‪ ،‬ال بغـضـا في‬
‫‪ )2‬البربر؛ على نقيض العرب تماما؛ فأغلبهم قـد اتجهوا واستقروا إلى جبال األطلس حيث َ‬
‫العربيـة وأهلها‪ ،‬وإنمـا لقلة احتكاكهم بالعرب‪ ،‬فكانوا أغلبيـة فيها‪ ،‬وتمثل القبائل العربية في الجبـال األقليـة وبـحكـم االحتكاك االجتماعـي‬
‫انصهرت في بوتقتهم فتمرغ لسانها(‪ ، )53‬كقبائل هاللة العربية في سوس والقبائل العربيـة التي استوطنت حاحة على سبيل المثال(‪.)54‬‬
‫وهكذا أصبح المغاربة (عرب وأمازيغ) متداخلون‪ ،‬فتزاوجوا وتناسلوا‪ ،‬فاختلطت الدماء فيما بينهم؛ وارتووا جميعا من معين واحد هو‬
‫اإلسالم‪ ،‬فاندمجوا بشكل فريد‪ ،‬بحيث تعـذر بعـدهـا الفـرز بين ما هو عربي وما هو أمازيغي؛ ولم يسجل لنا التاريخ في أي فترة من فت ارته‬
‫حربا أو نزاعا نشب بين عرب وامازيغ المغرب(‪ ،)55‬أو غير ذلك يدل على تعصب قبلي أو حقد طائفي‪ ،‬أو عداوة إثنية‪ ،‬فقد أقبل األمازيغيون‬
‫بعد الفتح اإلسالمي على اإلسالم بشغف لبساطة اإلسالم ووضوحه‪ ،‬ومخاطبته الشعور والعقل‪ ،‬وفتحوا قلوبهم إلخوانهم في الدين فعايشوهم‪،‬‬
‫واتجهوا إلى لغة اإلسالم العربية فتعلموها لفهم هذا الدين والتعرف على مبادئه‪ ،‬لبلوغ غايتهم‪ ،‬معتبرين ذلك جزءا من دينهم‪.‬‬
‫‪ )3‬الجالية اليهودية؛ فقد استفادت من ظاهرة التسامح التي انتشرت بشكل بارز لدى ملـوك بني مرين؛ األمر الذي دفع بعناصر كثيرة مـن‬
‫يهـود األندلس بالهجرة الى المغرب‪ ،‬حيث سمحوا لهم بفتح المتاجر والمصانع وممارسة طقوسهم الدينية بحرية وتعايشوا مع المسلمين وأمنوا‬
‫لهم الحماية(‪ ،)56‬وأبرزها هجرة سنة (‪794‬هـ‪1391 -‬م)‪ ،‬ومن بينهم كثير من األحبـار‪ ،‬ف ار اًر مـن االضطهاد الصليبي‪ ،‬فنالوا من االمتيازات‬
‫مالم ينالوا مثله من قبل في المغرب‪ ،‬وكان لهم تأثير كبير على الحياة االقتصادية(‪ ،)57‬لعملهم في المفاصل المهمة‪ ،‬ومنها استعمالهم من‬
‫قبل الملوك ‪ :‬يوسف وسليم ان وعبد الحق الثاني في بعض الخدمات‪ ،‬وقد تفاحشت فيهم ظاهرة اإلنحراف ‪ ،‬ففي سنة (‪736‬ه) على عهد‬
‫أبي الحسن المريني وبعد أن سيطروا عـلى الـذهب وصياغته‪ ،‬فأغلب الصاغة في دور السكة (العملة) منهم؛ إذ لهـم الخبرة الكافيـة في‬
‫الصنعة‪ ،‬ويحتفظون بأسرارها‪ ،‬وأقاموا لها سوقاً ألنفسهم(‪ ،)58‬وكان أحبارهم يحثونهم على غش المسلمين ويقولون لهم في مجالس الوعض‪:‬‬
‫إن نبي العرب قال ألمته‪( :‬من غشنا فليس منـا)(‪ ، )59‬فإن غشـشتـم فـلـستـم مـنهم‪ ،‬وإن لم تغشوا فأنتم منهم‪ ،‬ولما استفحل أمرهم‪ ،‬وانفضح‬
‫غشهم وخداعهم‪ ،‬واشتكى النـاس من ضررهم نكل بهم أبو الحسن شر تنكيل‪ ،‬فأصدر أم اًر بإبعادهم عن الخدمة وتحديد وضعهم في المجتمع‬
‫وكان خبث ومكر اليهود المعهود يثير حفيظة األغلبية المسلمة‪ ،‬فيرفعون‬ ‫المغربي ومنعهم من االشتغال بالصياغة والصرف والقرض(‪.)60‬‬
‫الشكاوى إلى السلطات‪ ،‬وال يلجأون إلى االصطدام بهم أو االنتقـام مـنـهـم إال حينما ال تتدخل الدولة وتفق مكتوفة األيدي(‪ ،)61‬كما حدث في‬
‫ومَث َل اليهود القشة التي قصمت‬‫َ‬ ‫أواخر عهد الدولة المرينية اذ القوا إضطهاداً شديداً وقتل عدد منهم وأُجبر أخرون على اإلسالم(‪.)62‬‬
‫ظهر دولة بني مرين فأدت إلى نهايتها‪ ،‬وذلك حين قام آخر ملوكهم عبد الحق بن عثمان بإيعاز من اليهود‪ ،‬بقتـل وز ارئـه مـن بنـي وطـاس‪،‬‬
‫وأتخذ لنفسه حكومة من اليهود‪ ،‬تجاوزت كل الحدود في الظلم‪ ،‬حتى اعتـدى حاجبـه اليهودي على امرأة شريفة من فاس بالضرب واإلهانة‪،‬‬
‫أبلغ في اهانتها‪َ ،‬وسمع اهل فاس َذلِك فأعظموه‪ ،‬فكان ذلك‬ ‫َّسول و َ‬
‫وجعلت تتوسل َبرُسول هللا فاستشاط اليهودي غيظا من َسماع ذكر الرُ‬
‫ِ‬
‫مبر ار لإلجهـاز عـلى دولتـه سنة (‪869‬ه)‪ ،‬بثورة سكان فاس عليه بزعامة خطيب القرويين اْلَفقيه أبي َفارس عبد اْل َع ِزيز بن ُم َ‬
‫وسى الورياكلي‬
‫(ت‪880:‬ه)‪ ،‬بعد أن أبادوا اليهود في مالحهم(‪.)63‬‬
‫‪ )4‬الجالية النصرانية؛ فأصل تواجدها بالمغرب يمتد إلى ما قبل دولة بني مرين‪ ،‬وعاش كثير منهم من مختلف البالد األوربية منذ عهد‬
‫الموحدين على وجه الخصوص(‪)64‬؛ حيث ُسمح لهم ببناء كنيسة في مراكش باسم (نوتردام)(‪ ،)65‬ثم تكاثرت جاليتهم في العهد المريني‬
‫بمختلف مدن المغرب‪ ،‬وقد سبق أنهم ضمن عناصر الحرس السلطاني الخاص في جيش بني مرين‪ ،‬فأصبح خطرهم في الداخل أعظم من‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫خطر النصارى الخارجي المتمثل بالممالك النصرانية ‪ ،‬وخير دليل على ذلك ثورة األسبان بسال سنة (‪658‬ه) على عهد يعقوب بن عبد‬
‫الحق(‪ ،)66‬وكان تدخلهم السافر في شؤون الدولة يؤدي الى استفزاز مشاعر األغلبيـة المسلمة‪ ،‬ومن ثم االنتقام منهم بالقتل كـلـما تـفـاقـم‬
‫خطرهم فيضطر ملوك وقادة بني مرين لحمايتهم باستعمال القوة‪ ،‬كما وقع في عهد األمير عامر أبي ثابت سنة (‪807‬ه)‪ ،‬عندما قام قائد‬
‫حامية مراكش بقتل النصارى وأستولى على أموالهم‪ ،‬فتدخل أبو ثابت وقتله والمئات من أتباعه وعلقت رؤوسهم على أبواب مراكش(‪.)67‬‬
‫ويالحظ حرص المرينيون على استمالة معظم العناصر المتساكنة من عرب وبربر ومن يهود ونصارى وال يتعاملون بالعنصرية أو ضربهم‬
‫فيما بينهم‪ ،‬ونجحوا في اخضاع العرب تارًة بالقوة وتارًة بالسياسة بالتشاور والتعاون مع شيوخهم وتعيينهم بمناصب سامية(‪ ،)68‬وكذلك يالحظ‬
‫أن التسامح الديني هو األصل السائد في تعامـل األغلبيـة المسلمة في عهـد بنـي مـريـن مـع الجـاليتين اليهودية والنصرانية‪ ،‬ما دامت الجالية‬
‫عند حدودها‪ ،‬فإذا اعتدت واستطالت وتجاوزت حدها‪ ،‬فإن المسلم بطبعه يرفض المذلة والهوان فيتم اإلنتقام منهم‪.‬‬
‫‪ .2‬العمران وبناء المدن‪ :‬حرصت الدولة المرينية على تنشيط الحركة العمرانية وتشجيعها في كافة أنحاء البالد خاصة بعد انتقال المرينيون‬
‫من طور البداوة إلى أبهة الحضارة والدولة‪ ،‬وأولت اهتماماً بالغاً بالمؤسسات االجتماعية ذات النفع العام؛ من المدن والقناطر واألسـوار‬
‫والمساجد والمدارس والمارستانات (المستشفيات)‪ ،‬ورصـدت اوقافاً لتموينها‪ .‬وقد ساهمت هذه المؤسسات في تعزيز التكافل االجتماعي بين‬
‫الساكنة‪ ،‬والذي كان له األثـر الكبير في استقرار الدولة‪ ،‬وكان يعقوب المنصور من أهم بناة الدولة الذي بنى مدينة فاس الجديدة والمنصورة‬
‫وأنشأ المدارس األولى في الدولة(‪ ، )69‬وتكاثرت في عهد أبي سعيد وكذلك استمر البناء في عهد أوجها وقوتها أيام أبي الحسن وأبي عنان‪،‬‬
‫وكانوا في فن البناء أحسن مثال للنقل عن الفن األندلسي األصيل بعد أن بلغ ذروته في عصر بني األحمر(‪ .)70‬وقد بنى المرينيون مباني‬
‫كثيرة‪ ،‬فشهدت ف ترة حكمهم تأسيس العديد من المدن أهمها‪ :‬قلعة كرسيف‪ ،‬وقصبة العرائش‪ ،‬وقصبة مكناس‪ ،‬والمدينة البيضاء في فـاس‪،‬‬
‫ومدينـة بـالجزيرة الخضراء باألندلس‪ ،‬وقصبة تطـوان‪ ،‬ومدينـة المنصورة حـول تلمسان‪ ،‬دبدو(‪ .)71‬کما بنوا ما تنتعش المدن مـن األسوار‬
‫لحماية المدن‪ ،‬والقنوات وا لسقايات لتزويدها بالماء‪ ،‬والقناطر لتيسير التنقالت‪ ،‬واألسواق لتوفير البضائع‪ ،‬والمساجد للعبادة‪ ،‬والمدارس‬
‫للتعليم(‪. )72‬وتم إنشاء الحمـامـات العظيمـة‪ ،‬والمستشفيات (المارستانات) للمرضى والمجانين والجذامي والحمقى والعميان‪ ،‬ومختلف األمراض‪،‬‬
‫فجهزوهم بكل مـا يحتاجون إليه من األغذية والفواكه واألدوية‪ ، ،‬وكلفوا األطباء بتفقد أحوالهم ومداراتهم ومداواتهم‪ ،‬وخصصوا لهم المرتبات‪،‬‬
‫وكانـت هذه المارستانات غنية جداً‪ ،‬ومكتفية ذاتياً لها أوقاف كثيرة‪ ،‬وخصصوا من أموال جزية اليهود مبلغاً معلوما يأخذونه كل شهر للفقراء‬
‫واالجراء‪ ،‬ولم تكد تخلو مدينة منها‪ ،‬وأول من بـدأ بإنشائها في جنوب المغرب هـو الـسلطان يعقـوب بـن يـوسـف المنصور وتبعه يوسف‬
‫واعتنى أبي الحسن بتجهيزها وتسيير امورها‪ ،‬وجعلوا من عاشوراء مناسبة لختان األيتام وكسوتهم واإلحسان إليهم بالمال والطعام‪ ،‬وبنـوا‬
‫الزوايـا والربط في الفلوات وأوقفـوا األوقاف إلطعـام عـابـري السبل والغربـاء والمحتاجين ‪ .‬ومما امتاز به ّ‬
‫فن البناء في العصر المريني "‬ ‫(‪)73‬‬

‫استعمال اآلجر والحجر غير المنحوت والنقش على الخشب والجبس واألدهان البديعة والشماسيات الملونة والنحاس المموه وترصيع المنارات‬
‫بالزليج‪ ،‬كما شمل الزخرف الثريات والمصنوعات الجلدية والخزفية وغيرها "(‪.)74‬‬
‫أ‪ -‬الحالة االقتصادية‪ :‬شهدت األوضاع االقتصادية صعودا وهبوطا نظ ار لطول فترة ُملك بني مرين فقد اختلفت األوضاع االقتصادية باختالف‬
‫عهد ملوكها؛ ودائماً ما تصاحب فترة التقدم السياسي فترة ازدهار ملموس في الحياة االقتصادية(‪ ،)75‬وعصر القباب كان عصر القوة‬
‫والعظمـة والرخاء االقتصادي‪ .‬وكانت بداية االزدهار االقتصادي مع تولي السلطان يعقوب المريني فقيل ان السنة التي بويع فيها يعقوب‬
‫المنصور أي سنة (‪656‬ه)‪ ،‬لزمام الحكم بيعت صفحة القمح بستة دراهم والكبش بخمسة دراهم والشابل وحدة بقيراط‪ ،‬أما القطاني فما لها‬
‫الن َعم وتوالي الخصب واإلقبال والبركات ما ال يوصف وال يقوم‬
‫َس ْوم وال يوجد من يشتريها ورأى الناس في تلك السنوات من الدعة ووفور ّ‬
‫أحد بشكره(‪ ،)76‬ومما ال شك فيه أن أسعار المواد الغذائية األساسية‪ ،‬تعكس المقياس الحقيقي ألثمان المعيشة والرخاء‪ ،‬والرخاء يومئذ كان‬
‫يعني كثرة العرض بسبب اإلنتاج الوافر‪ ،‬وانخفضت قيمة العملة على عهد السلطان يوسف بالنسبة للسابق‪ ،‬إذ بيعت صفحة القمح بعشرين‬
‫درهما يرافقه ارتفاع دخل الفرد كلما ارتفع معه انتاج المواد األساسية(‪ .)77‬وتتألف موارد الخزينة المرينية من‪ :‬الزكاة‪ ،‬الخراج‪ ،‬المكوس‪،‬‬
‫الجزية‪ ،‬الصادرات‪ ،‬األعشار‪ ،‬خمس الغنائم‪ ،‬خمس المعادن‪ ،‬وضرائب أخرى‪ ،‬وهذه الموارد هي تقريبا نفس الموارد التي تتشكل منها‬
‫ميزانيات كثير من الدول اإلسالمية المعاصرة في ذلك الوقت(‪ ،)78‬وتجمع هذه الموارد عن طريق الجباية‪ ،‬وكان لها ديوان خاص يطلق‬
‫عليه ديوان الخراج‪ ،‬يختار لشؤون حساباته أقدر الكتاب وأضبطهم‪ ،‬وللمحافظة على أسرار الدولة المالية ولصيانة لمواردها دأب بعض‬
‫ملوك بني مرين تنحية األعاجم وأهل الذمة عن الصرف في الذهب والفضة واألموال(‪ .)79‬جعل بنو مرين كل إقلـيـم وحـدة اقتصادية مستقلة‪،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫في شبه الالمركزية‪ ،‬وجعلوها جميعا تحت إشراف الوزير المختص أو صاحب األشغال‪ ،‬وكانت الالمركزية تظهر بشكل واضح في بعض‬
‫المناطق في الجنوب‪ ،‬حيث تمتعت باستقالل ذاتي على حساب المركز‪ ،‬وكان لذلك أث اًر سيئاً ومن أسباب نهاية الدولة وعوامل خرابها كما‬
‫حصل بالنسبة للموحدين(‪ ، )80‬وكما تنوعت موارد الخزينة تنوعت كذلك أوجه اإلنفاق؛ فشملت‪ :‬الرواتب‪ ،‬ونفقات الجيش‪ ،‬والعطايا‪ ،‬والبناء‬
‫والتعمير(‪.)81‬واهتم المرينيون بالزراعة فوزعوا األراضي على المزارعين وبنوا النواعير(‪ ،)82‬وتعتبر الزراعة من مصادر الدخل الرئيسية للدولة‬
‫فقد كان المغرب األقصى في القرنين السابع والثامن الهجري مجتمعا زراعيا على الغالب ويعتمد سكانه اعتمادا كبي ار على الزراعة وقد‬
‫ازدهرت الزراعة في بني مرين بفضل ما تمتع به المغرب األقصى من مؤهالت الزراعة مثل جودة التربة وتنوع المناخ ووفرة المياه لوفرة‬
‫األنهار في المغرب األقصى‪ ،‬باإلضافة الى الغابات التي كانت مصد ار لألخشاب المستخدمة في صناعة السفن وساعدت الغابات مع‬
‫الزراعة على وفرة الثروة الحيوانية والداجنة (الدواجن واألسماك)(‪ ،)83‬ولذلك ازدهرت الزراعة وكثرت المحاصيل الزراعية وكذلك الخضر‬
‫والفاكهة مثل‪ :‬الكتان والقطن وقصب السكر والقمح والغالل والزيتون واألشجار المثمرة(‪ .)84‬وشهدت الصناعة بدورها ازدها اًر ونمواً كبيرا‪،‬‬
‫ونشطت مراكزها‪ ،‬وتعددت أغراضها خاصة وأن دولة الموحدين تركت وراءها صناعة مزدهرة في المغرب‪ ،‬وجاء بنو مرين فازدهرت في‬
‫عهدهم وتطورت الصناعة مع اتساع العمران وتوفر المواد الخام ثم ظهرت مؤسسات نقابية لكل فرقة من الصناع يرأسها نقابيون يدافعون‬
‫عن حقوق الصناع والعمال يختارونهم من بينهم ويسمون (األمناء) ‪ ،‬ومن أهم الصناعات التي ازدهرت بعهدهم‪ :‬الصناعة الزراعية تبعاً‬
‫(‪)85‬‬

‫إلزدهار النشاط الفالحي‪ ،‬ـفصنعت معـاصر الزيتون‪ ،‬ونواعير الري التي كثرت على عهد أبي عنـان‪ ،‬ومصافي السكر بحيث وجد في‬
‫مراكش على سبيل المثال أربعون معمال لتصفية السكر‪ ،‬والرحى أو الطاحونات التي تطحن بجريان الماء‪ ،‬حيث وجد في فاس وحدها نحو‬
‫ستمائة طاحونة ‪ ،‬كما بنيت مراسي الصيد‪ ،‬وكان يتوافر نحو مائة نوع من السمك في مصيدة سبته مع غ ازرة المرجان فيها ‪ ،‬وأيضاً‬
‫(‪)87‬‬ ‫(‪)86‬‬

‫ازدهرت الصناعات الحربية نظ ار لكثرة حروبهم‪ ،‬ففي عهد يعقوب بنوا دا ار لصناعة السفن في سبتة وسال(‪ ،)88‬ويروى أنهم كانوا روادا في‬
‫استخدام البارود؛ بـل لعلهم من أوائل من استعمله المدافع التي استخدمت في ضرب األسوار وتحطيمها‪ ،‬قال ابن خلدون في العبر متعجبا‪:‬‬
‫" وهندام النفط القاذف بحصى الحديد ينبعث من خزانه أمـام النار الموقدة في البارود بطبيعة غريبة ترد األفعال إلى قـدرة باريهـا "(‪ ،)89‬وذلك‬
‫في فـتـح سجلماسة وطرد بني عبد الواد منها سنة(‪ 673‬ه)‪ ،‬كما اشتهرت سبتة بصناعة النحاس كصناعة الشمعدانات والجفان والمحابر‬
‫لكثرة الصناع والعمال المهرة جداً(‪ ،)90‬وتطورت صناعة النسيج والصوف وانتشرت الثياب المشغولة من الصوف والبسط وصناعة الورق‪،‬‬
‫وكان للعناية الكبيرة بالكتب دو اًر هاماً في تطور صناعة التجليد وازدهار الصناعات الجلدية والصباغة(‪ ،)91‬والصناعات الفخارية وصناعة‬
‫الزجاج‪ .‬وعلى الصعيد التجاري كان للموانئ المرينية دو اًر هاماً في االستيراد والتصدير ‪ ،‬خاصة مينائي سال وسبتة(‪ )92‬الذي كان يتعامل‬
‫مع البضائع التجارية من وإلى دول المشرق ومصر وأوربا من جهة‪ ،‬وبالد السودان الغربي واألوسط(بالد أفريقيا)‪ ،‬وجنوب الصحراء الكبرى‬
‫من جهة أخرى(‪ ،)93‬وساهمت المراسي المرينية بدور مهم وفعال في حركة التجارة الداخلية والخارجية مثل‪ :‬مراسي‪ :‬أنفا (الدار البيضاء)‪،‬‬
‫وأصيال‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وغساسة‪ ،‬وسجلماسة‪ ،‬التي يعبر منها التجار إلى السودان بالملح والودع والنحاس ويعودون بالذهب‪ ،‬وكانت سجلماسة‬
‫متج ار عظيها للذهب المستورد من السودان باعتبارها منطقـة عبـور(‪ .)94‬وكان يتم عن طريق هذه المراسي تصدير الصوف والخرفان والخيل‬
‫‪ ،‬واستيراد األقمشة من اإلسكندرية وتونس والعراق والشام والجزيرة الخضراء واألثواب من العراق‬ ‫(‪)95‬‬
‫والجلود واألحزمة والقطن والشمع‬
‫واألندلس والذهب من السودان والفضة من جزيرة سردينيا واالندلس(‪ )96‬ولعبت الفنادق واألسواق والحوانيت دو اًر هاماً في تسهيل وفي التجارة‬
‫وفي اقتصاد المغرب فشيدت فنادق صغيرة على طول طرق التجارة تسهر على خدمة المسافرين وتحافظ على متاعهم وبمسافات ثابتة تقدر‬
‫باثني عشر ميالً(‪ ،)97‬وذكر صاحب اختصار األخبار(‪ )98‬أن في سبتة وحدها ثالثمائة وستون فندقاً حسب ما استفاض على السنة الناس‪،‬‬
‫ومئة وأربعة وسبعون سوقاً‪ ،‬وأربعة وعشرون ألفاً من الحوانيت‪ .‬وحرص المرينيون على تأمين المواصالت بين مدن الدولة واعداد فرق‬
‫لحمايتها‪ ،‬واحترام االتفاقات التجارية مع دول الجوار وحماية خطوط المالحة وتأمين سالمة النقل البحري واحترام التجار من كافة‬
‫البلدان(‪.)99‬وكان لالنتعاش االقتصادي (الزراعي والصناعي والتجاري) بالغ األثر في تقدم الدولة المرينية‪ ،‬والعمليات التجارية تتم إما عن‬
‫طريق مبادلة البضائع التجارية فيما بينها حسب قيمها‪ ،‬وإما عن طريق أخذ العملة المتعامل بها مقابل البضائع حسب ثمنها‪ ،‬وهذا يحتاج‬
‫إلى ضرب السكة (العملة)‪ ،‬وكانت السكة المستعملة في الدولة المرينية تصنع من الذهب والفضة(‪ ،)100‬وتعتبر السكة وجه الدولة اإلقتصادى‬
‫الرتباط القوة الشرائية بها وألنها هي التي تحافظ على استقرار اإلقتصاد وتوازنه‪ ،‬ووعى بنو مـرين هذا األمر‪ ،‬فبنـوا دو اًر لضرب العملة في‬
‫ُخضعت هذه الدور للمراقبة الصارمة‪ ،‬فيعاقب من غش‪،‬‬ ‫المدن الكبرى‪ ،‬مثل فـاس وسبتة ومكناس ومراكش وسال وتلمسان وسجلماسة ‪ ،‬وأ ِ‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫كما فعل السلطان أبو فارس عبد العزيز في عصر القباب حين أصـدر أم ار بمنع التعامل بالد ارهم الزائفة‪ ،‬وبمعاقبة من خالف في ذلك‪،‬‬
‫وكذلك فعـل أبـو عنان قبله(‪ )101‬وأتخذ بنو مرين أمانة لكل دار سك نقود‪ ،‬ويعتبر السلطان أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق أول من اهتم‬
‫بإنشاء دا ار لسك العملة المرينية وأعاد الدينار الموحدي الى شكله قبل دولتهم‪ ،‬وارتفعت القيمة الشرائية لدينار الذهب المريني وكان يساوى‬
‫ستين درهما‪ ،‬واستعمل الى جانبه الدرهم‪ ،‬وعمالت أصغر تصنع من النحاس(‪.)102‬‬
‫ثالثاً‪ -‬الحالة الفكرية والعلمية‪.‬‬
‫استمرت الحالة العلمية والفكرية تقدمها إلى األمام في ظل الدولة المرينية بفضل حصاد قرنين من الحركة العلمية والفكرية والثقافية للمرابطين‬
‫والموحدين وفرار الكثير من المسلمين وعلمائهم من األندلس الى المغرب األقصى بعلمهم وثقافتهم بحكم جو االستقرار الذي فرضه المرينيون‬
‫على بالدهم اضافة الى الهجرة من الشرق حيث تابع العلماء نشاطهم الثقافي في مدارس المغرب األقصى في فاس ومراكش وسبتة وطنجة‬
‫وتلمسان وغيرها‪ ،‬وعمل بنو مرين من جانبهم على االنطالق بخطوات أوسع في المجاالت العلمية والفكرية والثقافية‪ .‬وساعد على ذلك أن‬
‫سالطينهم لم يبنوا دولتهم على فكر أو فقه ديني معين فلم تقيد الحرية المذهبية‪ ،‬ولم يفرق بين العلماء واحتضنوهم في مجالسهم على‬
‫اختالف مستوياتهم‪ ،‬فشهد عصرهم بالمغرب األقصى وجود أكبر حركة ثقافية وعلمية وفكرية شهدتها البالد طوال تاريخها اإلسالمي(‪.)103‬‬
‫وبرزت فاس – مدينة القباب‪ -‬متفوقة في ميدان الحضارة وسطع نجمها في عالم الفكر والثقافة والفنون‪ ،‬وأكثرها اشعاعاً على جميع مدن‬
‫المغرب(‪ ، )104‬حتى قال فيها صاحب المعجب‪( :‬ومدينة فاس هذه هي حاضرة المغرب في وقتنا هذا‪ ،‬وموضع العلم منه؛ اجتمع فيها علم‬
‫بع ْي ِث‬
‫القيروان وعلم قرطبة؛ إذ كانت قرطبة حاضرة األندلس‪ ،‬كما كانت القيروان حاضرة المغرب‪ .‬فلما اضطرب أمر القيروان ‪-‬كما ذكرنا‪َ -‬‬
‫ار من الفتنة؛ فنزل‬‫العرب فيها‪ ،‬واضطرب أمر قرطبة ‪ ،....‬رحل من هذه وهذه من كان فيهما من العلماء والفضالء من كل طبقة؛ فرًا‬
‫أكثرهم مدينة فاس؛ فهي اليوم على غاية الحضارة‪ ،...... ،‬ولغتهم أفصح اللغات في ذلك اإلقليم‪ .‬وما زلت أسمع المشايخ يدعونها بغداد‬
‫جهات)(‪ ،)105‬وقال عنها صاحب األنيس المطرب‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫معايش‪ ،‬وأخصب‬ ‫افق‪ ،‬وأوسع‬
‫َ‬ ‫المغرب وما أظن في الدنيا مدينة كمدينة فاس‪ ،‬أكثر مر َ‬
‫(ولم تزل مدينة فاس من حين أسست دار فقه وعلم ودين وهي قاعدة بالد المغرب وقطرها ومركزها)(‪ ،)106‬وقال في موضع أخر‪( :‬فهي‬
‫في القديم والجديد دار علم وفقه وحديث ‪،‬وعربية وفقهاؤها الفقهاء الذين يقتدي بهم جميع فقهاء المغرب)(‪ )107‬ومما ساهم في الحركة العلمية‬
‫والثقافية في هذا العصر‪ ،‬رعاية وتشجيع ورعاية سالطين بني مرين لها‪ ،‬وكانوا يقدمون لذلك أجل الخدمات مما ال يقوم به إال أجل العلماء‪.‬‬
‫فكان الواحد منهم يكب في نشأته على تحصيل العلم والدراسة حتى يصير من رجالها المعدودين وال يمنعه من ذلك قيود الملك وأدوات‬
‫الرياسة فقد كان السلطان أبو سعيد عثمان بن يعقوب المنصور من أهل العلم‪ ،‬وكان أخوه األمير أبو مالك ممن لهم اليد الطولي في األدب‬
‫والشعر‪ ،‬وكان السلطان أبو الحسن بن أبي سعيد من كبار العلماء‪ ،‬وأكثر من مجالسة ومحادثة العلماء واألدباء‪ ،‬وكان شديد اإللف لهم‪،‬‬
‫ال يصبر على مفارقتهم‪ ،‬وكان أخوه األمير أبو علي كان محباً للعلم‪ ،‬مولعاً بأهله‪ ،‬وله معرفة بالبالغة واللسان وملكة في نظم الشعر‪ ،‬أما‬
‫السلطان أبو عنان ابن أبي الحسن فكان فقيهاً يناظر العلماء الجلة‪ ،‬عارفاً بأصول الدين والمنطق‪ ،‬وله بصر في علمي العربية والحساب‪،‬‬
‫وكان حافظاً للقرآن عارفاً بناسخه ومنسوخه‪ ،‬حافظاً للحديث عارفاً برجاله‪ ،‬كاتباً بليغاً‪ ،‬شاع اًر مجيداً‪ ،‬له أبيات شعرية حسنة تورد في محلها‪.‬‬
‫وكذلك كان السلطان أبي العباس أحمد بن أبي سالم بن أبي الحسن وولده أبي فارس عبد العزيز(‪ .)108‬تمثلت رعاية السالطين ببناء الكثير‬
‫من المساجد للعبادة ولتدريس مختلف العلوم الشرعية وكان يخصص فيها كراسي للعلماء للتدريس فيها(‪ ،)109‬باإلضافة الى المدارس العديدة‬
‫التي بنيت في جميع ارجاء المغرب وخصوصاً في زمن السلطان أبي سعيد والسلطان أبي الحسن ثم السلطان أبي عنان(‪ )110‬مثل‪ :‬مدرسة‬
‫الحلفائيين بفاس سنة (‪679‬هـ)‪ ،‬ومدرسة البيضاء أو فـاس الجديد سنة (‪721‬ه) والتي كان صاحبنا القباب يدرس فيها كتاب التهذيب‬
‫للبرادعي(‪ ،)111‬ومدرسة الصهريج بـفـاس سـنة (‪721‬ه)‪ ،‬ومدرسة العطارين بفـاس سنة (‪723‬ه)‪ ،‬ومدرسة السبعيين بفاس للقراءات‪،‬‬
‫ومدرسة الطالعـة بـسـال سـنة (‪733‬هـ)‪ ،‬ومدرسة الرخام (المصباحية) بفاس جوف جامع القرويين‪ ،‬والمدرسة البوعنانيـة بـفـاس اكتمل بنائها‬
‫وكذلك الخزانات والمكتبات العديـدة التي تم انشأوها وزودوها بالكتب وأوقفوا لها‬ ‫(‪)112‬‬
‫سنة (‪757‬ه) وهي أشهر وأجمل مدارس بني مرين‬
‫‪ ،‬وتقديم المرتبات والمساعدات الماليـة للعلماء والفقهـاء واألدباء والمؤلفين والمدرسين والخطاطين وطلبة العلم‪ ،‬وبالترحاب‬ ‫األوقاف‬
‫(‪)113‬‬

‫بالعلماء عامة‪ ،‬وبالقادمين من خارج المغرب بصفة خاصة؛ وتشجيعهم على بذل ما لديهم من العلوم‪ ،‬دفعا للحركة العلمية والثقافية بالبالد‪،‬‬
‫وحثهم عـل ى التأليف وعلى التدريس‪ ،‬متحملـيـن مـا يتطلبـه مـن التكاليف‪ ،‬موفرين لذلك ما يكفيه من أموال األوقاف واألحباس والجزية(‪،)114‬‬
‫ومنها المجالس والكراسي العلمية التي أنشأوها‪ ،‬وخصصوا لها رواتب مالية‪ ،‬فقد قامت مجالس علمية كثيرة(‪ ،)115‬تتكون من شخصيات‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫شيخي القباب‬ ‫فقهية وفكرية وأدبية‪ ،‬كالمجلس العلمي الذي أقامه كل من السلطانين أبي الحسن وأبي عنان‪ ،‬وكان اآلبلي(‪ )116‬والسطي‬
‫(‪)117‬‬

‫من جلساء أبي الحسن(‪ ،)118‬كما كان القباب مـن مالزمي المجلس العلمي ألبي عنان(‪ .)119‬أما الكراسي العلمية‪ ،‬في جامع القرويين وغيره؛‬
‫فهي تبتـدئ دروسها بعد صالة الفجر بقليل‪ ،‬وتنتهي بعـد شروق الشمس بساعة‪ ،‬وصيفا تبدأ الدروس بعد منتصف الليل‪ ،‬إلى ما بعد الساعة‬
‫الواحدة والنصف صباحا؛ وكـل كـرسـي خـاص بمـادة معينة كالعلوم الشرعية والفقهية والروحية واللغة العربية وغيرها وال يتولى هذه المهمة‬
‫إال العلماء المتضلعين واألساتذة المتخصصين الذين يتقاضون أجور عالية(‪ ،)120‬وكان يتم تدريس المدونة‪ ،‬وتهذيب البرادعي‪ ،‬وصحيح‬
‫مسلم‪ ،‬وكان لآلبلي شيخ القباب كرسي في هذه الكراسي‪ ،‬وكذلك كرسي لشيخه العبدوسي في الفقه والتفسير وعلوم اللغة(‪ ،)121‬ويحضر‬
‫مجلسه الفقهـاء والصلحاء وحفـاظ المدونة والمدرسـون وطلبة العلم(‪)122‬؛ قال تلميذه ابن قنفذ (ت‪809 :‬هـ)‪(( :‬كان لـه مجـلـس في الفقه لم‬
‫يكن لغيره في زمانه‪ ،‬والزمته في درس المدونة والرسالة بمدينة فاس مدة ثمان سـنين))(‪.)123‬أما بالنسبة للعلوم المنتشرة في العهد المريني‬
‫فإنها تدخل ضمن ثالثة علوم‪ ،‬هي‪ :‬العلـوم الـشرعية‪ ،‬والعلوم اللغوية‪ ،‬والعلـوم الكونية(‪ ،)124‬وقد ازدادت المؤلفات لكـثـرة العـلـماء ورعاية‬
‫الدولة وكثرة المؤسسات العلمية الناشرة (المساجد‪ ،‬والمدارس‪ ،‬والخزانات والمكتبات)‪ ،‬والمراد هنا بالعلوم الشرعية‪ :‬القرآن وعلومه‪ ،‬والحديث‬
‫وعلومه‪ ،‬والفقـه وأصـوله‪ ،‬والتوحيد والتصوف‪ ،‬وما يتبعها‪ ،‬وتختص العلوم اللغوية‪ :‬بالنحو‪ ،‬والبالغة‪ ،‬والصرف‪ ،‬والعروض‪ ،‬واألدب‪ ،‬والشعر‪،‬‬
‫أما العلوم اإلنسانية( الكونية) فهي تشمل‪ :‬التاريخ‪ ،‬والجغرافية‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬والمنطق‪ ،‬والطب‪ ،‬والفلك‪ ،‬وبرز وبرع في هذه العلوم العديد‬
‫من العلماء وكان من ثمرته المئات من المؤلفات وفي جميع اإلختصاصات(‪.)125‬‬
‫اخلالصة‪:‬‬
‫نرى أن أبـي الـعبـاس القبـاب عـاش بالعهد المريني المتطور في جميع المجـاالت العلمية والشرعية واألدبية‪ ،‬للدور البارز والفاعل للدولة‬
‫المرينية ‪ ،‬ومشاركة سالطينها في المجالس العلمية‪ ،‬وبنـائهم المساجد والمدارس وتأسيس الخزانات وتشجيع العلماء‪ ،‬ومساعدة طلبـة العلـم‪،‬‬
‫واغداق العطايا‪ ،‬وبسبب دورهم هذا ورعايتهم السامية للعلم والعلماء‪ ،‬سجل التاريخ لصالحهم العديد من العلماء البارزين في العلوم الشرعية‪،‬‬
‫ومنهم الشاطبي تلميذ القباب‪ ،‬وكذلك ظهور أشهر رواد الفكر االجتماعي اإلنساني حتى اآلن وهو ابن خلدون(‪ ،)126‬وأشهر رحالة وهو ابن‬
‫بطوطة(‪ ،)127‬مع أحد أبرز الشخصيات الرياضية في التاريخ العالمي وهو ابن البناء(‪.)128‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الديباج المذهب في معرفة اعيان المذهب‪ :‬ابن فرحون المالكي(ت‪799:‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد األحمدي أبو النور‪ ،‬مكتبة دار التراث‪،‬‬
‫مصر‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪2020 ،2‬م‪187/1 ،‬؛ وبيوتات فاس الكبرى‪ :‬إسماعيل بن األحمر (ت‪807:‬هـ)‪ ،‬دار المنصور للطباعة والوراقة‪ ،‬المغرب‪-‬‬
‫الرباط‪1972 ،‬م‪ ،‬ص‪17‬؛ وا لدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة‪ :‬شهاب الدين أحمد بن علي الشهير بأبن حجر العسقالني(ت‪852:‬هـ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد عبد المعيد ضان‪ ،‬مجلس دائرة المعارف العثمانية‪ ،‬الهند‪ -‬حيدر اباد‪ ،‬ط‪1392 ،2‬هـ‪1972 -‬م‪279/1،‬؛ وجذوة اإلقتباس في‬
‫ذكر من حل من األعالم مدينة فاس‪ :‬أحمد بن القاضي المكناسي (ت‪1025:‬هـ)‪ ،‬دار المنصور للطباعة والوراقة‪ ،‬المغرب‪ -‬الرباط‪1973 ،‬م‪،‬‬
‫‪.123/1‬‬
‫ينظر‪ :‬الديباج المذهب‪ :‬ابن فرحون‪187/1 ،‬؛ واإلحاطة في اخبار غرناطة‪ :‬لسان الدين الخطيب (ت‪776:‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫لبنان‪ -‬بيروت‪1424 ،‬ه‪ ،‬ص‪187‬؛ وشرف الطالب في أسنى المطالب‪ :‬ابي العباس احمد بن حسن الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطيني‬
‫(ت‪810:‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز صغير دخان‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬السعودية‪ -‬الرياض‪ ،‬ص‪31‬؛ وبيوتات فاس الكبرى‪ :‬أبن األحمر‪ ،‬ص‪17‬‬
‫نفس المصادر والصفحات‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬سلوة األنفاس ومحادثة األكياس بمن اقبر من العلماء والصلحاء بفاس‪ :‬محمد بن جعفر بن ادريس الكتاني (ت‪1345 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫عبد هللا الكامل الكتاني‪ ،‬حمزة بن محمد الطيب الكتاني‪ ،‬محمد حمزة بن علي الكتاني‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬المغرب‪ -‬الدار البيضاء‪244 / 3 ،‬‬
‫ذكره تلميذه أبن قنفذ في كتبه الثالثة‪( .‬ينظر‪ :‬أنـس الفقير وعـز الحقير‪ ،‬تصحيح‪ :‬محمد الفاسي‪ ،‬ادولف فور‪ ،‬مطبعة اكدال‪ ،‬المغرب‪-‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫الرباط‪ ،‬ص ‪78‬؛ والوفيات‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل نويهض‪ ،‬دار األفاق الجديدة‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1403 ،4‬ه‪1983-‬م‪ ،‬ص ‪372‬؛ وشرف‬
‫الطالب‪ ،‬ص‪)31‬؛ وجذوة االقتباس‪ :‬أبن القاضي‪( 124 /1 ،‬وقال إن وفاته كانت ‪778‬هـ أو‪779‬هـ)؛ والفكر السامي في تاريخ الفكر‬
‫اإلسالمي‪ :‬محمد الحجوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪1416 ،‬هـ‪1995 -‬م‪.291 /2 ،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫يتصل نسب البرابرة عند المؤرخين بقبيلتي (البتر) وهم أهل بـداوة وترحال‪ ،‬و(البرانس) وهـم أهـل حضارة واستقرار‪ ،‬وقبائل (زناتة) هـي مـن‬ ‫(‪)6‬‬

‫(البتر)‪ .‬ينظـر‪ :‬الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية‪ :‬علي أبن أبي زرع الفاسي (ت‪726 :‬ه)‪ ،‬دار المنصور للوراقة والطباعة‪ ،‬المغرب‪-‬‬
‫الرباط‪ ،‬د‪.‬ط‪1392 ،‬ه‪1972-‬م ‪ ،‬ص‪14‬؛ و ِ‬
‫الع َبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن خلدون (ت‪ 808 :‬هـ)‪ ،‬ضبط ومراجعة‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪1401 ،‬ه‪1981-‬م‪/6 ،‬‬
‫‪128‬؛ واالستقصا ألخبار دول المغرب األقصى‪ :‬شهاب الدين أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري (ت‪1315 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬جعفر‬
‫الناصري‪ ،‬محمد الناصري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬المغرب‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬د‪.‬ت‪1953 ،‬م‪.121 /1 ،‬‬
‫أطلق الرومان على سكان شمال إفريقيـا اسـم (البربر) و(الموريين)‪ ،‬في حين كـان اليونان يسمونهم «اللوبيين»‪ ،‬بينما أطلق الحسن الو ازن‬ ‫(‪)7‬‬

‫المعروف بليون اإلفريقي اسم (األمازيغ) على خمسة شعوب هي‪ :‬صنهاجة ومصمودة وزنانة وهوارة وغــارة‪ .‬ينظر‪ :‬وصف إفريقيا‪ :‬الحسن‬
‫بن محمد الوزان الفاسي (ليون األفريقي) (ت‪957 :‬ه)‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد حجي‪ ،‬محمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪1983‬م‪38-36/1 ،‬؛ واالستقصا‪ :‬الناصري ‪.121/1‬‬

‫ينظـر‪ :‬الذخيرة السنية‪ :‬ابن أبي زرع‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫ينظر‪ :‬العبر‪ :‬ابن خلدون‪.6-4/7،‬‬ ‫(‪)9‬‬

‫(‪ )10‬ينظر‪ :‬الذخيرة السنية‪ :‬ابن أبي زرع الفاسي‪ ،‬ص‪14‬؛ وروضة النسرين في دولة بني مرين‪ :‬إسماعيل بن األحمر (ت‪807 :‬ه)‪ ،‬المطبعة‬
‫الملكية‪ ،‬المغرب‪ -‬الرباط‪1382 ،‬ه‪1962-‬م‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫(‪)11‬ينظر‪ :‬العبر‪ :‬ابن خلدون‪.6 /7،‬‬
‫المصدر نفسه‪.6-4/7،‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫ينظر‪ :‬روضة النسرين‪ :‬ابن األحمر‪ ،‬ص‪.9‬‬ ‫(‪)13‬‬

‫(‪ )14‬بكسر العين‪ ،‬باألندلس بين جيان وقلعة رباح‪ ،‬كانت في هذا الموضع وقيعة عظيمة وهزيمة على المسلمين شنيعة في منتصف صفر‬
‫من سنة تسع وستمائة‪ .‬ينظر‪ :‬الروض المعطار فـي خـبر األقطـار‪ :‬أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن عبد المنعم ال ِحميرى (ت‪900 :‬هـ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬مؤسسة ناصر للثقافة‪ ،‬لبنان – بيروت‪1981،‬م‪.416 /1 ،‬‬
‫ينظـر‪ :‬الذخيرة السنية‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص‪51‬؛ والعبر‪ :‬أبن خلدون‪.224/7 ،‬‬ ‫(‪)15‬‬

‫ينظر‪ :‬موسوعة تاريخ المغرب العربي‪ :‬عبد الفتاح مقلد الغنيمي‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬مصر‪ -‬القاهرة‪1414 ،‬ه‪1994-‬م‪.15/5 ،‬‬ ‫(‪)16‬‬

‫عبد الحق المريني‪ :‬هو األمير أبو محمد‪ ،‬عبد الحق بن محيو بن أبي بكر بن حمامة المريني‪ ،‬وهو ابو الملوك من بني مرين‪ ،‬واليه‬ ‫(‪)17‬‬

‫ينسبون وهو أمير بن أمير الى جده ر مرين‪ ،‬دخل المغرب من الصحراء‪ ،‬مع بني مرين سنة(‪610‬ه)‪ ،‬كان مشهو ار في قومه بالتقى والفضل‬
‫والدين‪ ،‬والصالح والورع والعفاف‪ ،‬والعدل‪ ،‬معظما في بنى مرين مطاعا فيهم يقفون عند أمره‪ ،‬مات مقتوالً سنة (‪614‬ه) في معركة ضد‬
‫بني رياح‪ .‬ينظر‪ :‬األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس‪ :‬على ابن أبي زرع الفاسي (ت‪726:‬ه)‪،‬‬
‫دار المنصور للطباعة والوراقة‪ ،‬المغرب‪ -‬الرباط‪ ،‬د‪.‬ط‪1972 ،‬م‪ ،‬ص ‪285-284‬؛ والذخيرة السنية‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص‪31-30‬؛ وروضة‬
‫النسرين‪ :‬ابن األحمر‪ ،‬ص‪15-14‬؛ األستقصا‪ :‬الناصري‪.8 ،5/3 ،‬‬
‫ينظـر‪ :‬الذخيرة السنية أبن أبي زرع‪ ،‬ص‪28‬؛ واألنيس المطرب‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص ‪273-272‬؛ واألستقصا‪ :‬الناصري‪.6/3 ،‬‬ ‫(‪)18‬‬

‫ينظر‪ :‬األنيس المطرب‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص ‪404 ،307-306‬؛ واألستقصا‪ :‬الناصري‪19-15/3 ،‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬والمغرب‬ ‫(‪)19‬‬

‫عبر التاريخ‪ :‬إبراهيم حركات‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬المغرب‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‪.18-17‬‬
‫(‪ )20‬يعقوب بن عبد الحق‪ :‬هو السلطان يعقوب بن عبد الحق بن محيو بن أبي بكر بن حمامة الزناتي المريني‪ ،‬هو سادس ملوك بني مرين‪،‬‬
‫بويع له بالخالفة سنة (‪656‬ه)‪ ،‬كان صواماً قواماً‪ ،‬فارساً‪ ،‬لم يهزم له جيش ولم تكسر له راية‪ ،‬معظماً للعلماء مقرباً لهم‪ ،‬توفي سنة(‪685‬ه)‪.‬‬
‫ينظـر‪ :‬الذخيرة السنية أبن أبي زرع‪ ،‬ص‪85‬؛ واألنيس المطرب‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص ‪299-197‬؛ وروضة النسرين‪ :‬ابن األحمر‪ ،‬ص‪-17‬‬
‫‪.1 9‬‬
‫ينظر‪ :‬األستقصا‪ :‬الناصري‪.27/3 ،‬‬ ‫(‪)21‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫الحسن بن عمر الفودودي‪ :‬من وزراء الدولة المرينية في المغرب األقصى‪ .‬كان بفاس‪ ،‬وزي ار للسلطان أبي عنان‪ ،‬ولم يكن على والء‬ ‫(‪)22‬‬

‫مع ولي العهد أبي زيان محمد بن أبي عنان‪ .‬ومرض السلطان‪ ،‬فخشي الحسن أن يصير الملك إلى أبي زيان‪ ،‬فاستحضر طفال في الخامسة‬
‫من عمره‪ ،‬من أبناء السلطان‪ ،‬اسمه أبو بكر‪ ،‬وأجبر أبو زيان على البيعة ألخيه أبي بكر‪ ،‬فبايع‪ ،‬وقتل في إحدى حجر القصر‪ ،‬وبايع الحسن‬
‫أبا بكر الطفل‪ ،‬وانفرد بإدارة شؤون الدولة أخر سنة ‪ 759‬هـ‪ ،‬وطارد أبناء السطان اآلخرين‪ ،‬قتل سنة (‪761‬ه)‪ .‬ينظر‪ :‬األعالم‪ :‬خير الدين‬
‫بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ،‬الزركلي الدمشقي‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪2002 ،15‬م‪.208/2 ،‬‬
‫عبد الحق بن عثمان‪ :‬هو عبد الحق بن عثمان بن أحمد‪ ،‬أبو محمد المريني‪ :‬آخر ملوك بني مرين‪ ،‬من بني عبد الحق بالمغرب‪ ،‬وهو‬ ‫(‪)23‬‬

‫أطول ملوك بني مرين مدة ولي بفاس بعد وفاة أبيه سنة (‪ 823‬ه)ـ وترك التصرف في الملك إلى وزرائه وحجابه‪ ،‬وكان ممن ولي و ازرته‬
‫يحيى بن زيان الوطاسي وقتل ظلما سنة (‪853‬ه)‪ ،‬وبعد أن تولى الو ازرة يحيى بن يحيى بن زيان الوطاسي‪ ،‬واستبد هذا باألمر وأشرك معه‬
‫أقاربه‪ ،‬فراع السلطان استحواذ الوطاسيين على أمور الدولة‪ ،‬فنكل بهم‪ ،‬وقتل أكثر من كان منهم بمدينة فاس سنة (‪866‬ه) ‪ ،‬فاستوزر من‬
‫اعتز بهما يهود فاس وتحكموا في األشراف والفقهاء‪ .‬وضرب أحدهما امرأة فاستغاثت‪ ،‬فثار الناس وأعملوا القتل في اليهود‪،‬‬ ‫بعدهم يهوديين‪ّ ،‬‬
‫ونادوا بخلع السلطان وولوا عليهم الشريف أبا عبد هللا الحفيد‪ .‬وكان السلطان خارج المدينة‪ ،‬فانتزعوا منه خاتم الملك بعد عودته وأركبوه بغال‬
‫وطافوا به‪ ،‬وأمر الحفيد بضرب عنقه‪ ،‬فقتل سنة (‪869‬ه)‪ .‬وبمهلكه انقرضت دولة بني مرين في المغرب‪ .‬ينظر‪ :‬األستقصا‪ :‬الناصري‪،‬‬
‫‪100-99/4‬؛ واألعالم‪ :‬الزركلي‪.281/3 ،‬‬
‫ينظر‪ :‬االستقصا‪ :‬الناصري‪100-99/4 ،‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪ ،‬ص ‪.76-75‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫ينظر‪ :‬روضة النسرين‪ :‬ابن األحمر‪ ،‬ص‪.34-23‬‬ ‫(‪)25‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫(‪)26‬‬

‫ينظر‪ :‬اإلحاطة في اخبار غرناطة‪ :‬لسان الدين الخطيب‪ ،‬ص‪72/1‬؛ وشرف الطالب‪ :‬ابن قنفذ‪ ،‬ص‪31‬؛ والدرر الكامنة‪ :‬أبن حجر‪،‬‬ ‫(‪)27‬‬

‫‪.279/1‬‬
‫ينظر‪ :‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني (ت‪1999:‬م)‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬المغرب‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪1420 ،3‬ه‪-‬‬ ‫(‪)28‬‬

‫‪2000‬م‪ ،‬ص‪81‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.118-117 /2 ،‬‬


‫ينظر‪ :‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ ،‬ص ‪.84-81‬‬ ‫(‪)29‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.136 /2 ،‬‬ ‫(‪)30‬‬

‫ينظر اإلشارة لهذه الفرق الثالثة‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪136-133 /2 ،‬‬ ‫(‪)31‬‬

‫ينظر‪ :‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني‪ ،‬ص‪99‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.133 /2 ،‬‬ ‫(‪)32‬‬

‫أي‪ :‬األكراد الذين دخلوا شمال إفريقيا على عهد الموحدين‪ .‬ينظر‪ :‬الحافظ ابن رشيد السبتي وجهوده في خدمة السنة النبوية المطهرة‪:‬‬ ‫(‪)33‬‬

‫عبد ا للطيف محمد الجيالني‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‪1419 ،‬ه‪ ،‬ص‪ .62‬سماهم‬
‫المنوني باألغزاز االتراك‪ .‬ينظر‪ :‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫ذكر المنوني في كتابه ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬أن الحرس السلطاني يتكون من الوصفان‪ ،‬واألعالج‪ ،‬والعدويون‪ ،‬والروم القشتاليون‪.‬‬ ‫(‪)34‬‬

‫ينظر‪ :‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني‪ ،‬ص‪99‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.133 /2 ،‬‬
‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.137/2 ،‬‬ ‫(‪)35‬‬

‫المصدر نفسه‪.138/2 ،‬‬ ‫(‪)36‬‬

‫ينظر‪ :‬االستقصا‪ :‬الناصري‪.60/3،‬‬ ‫(‪)37‬‬

‫ينظر‪ :‬النبوغ المغربي في األدب العربي‪ :‬عبد هللا كنون‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1975 -1395 ،3‬م‪190 /1 ،‬؛‬ ‫(‪)38‬‬

‫والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.128/2 ،‬‬


‫ينظر‪ :‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ :‬أحمد بن محمد المقري التلمساني (ت‪1041 :‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬احسان عباس‪ ،‬دار صادر‪،‬‬ ‫(‪)39‬‬

‫لبنان‪ -‬بيروت‪1388 ،‬ه‪1968-‬م‪385 / 5 ،218 /1 ،‬؛ وورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني‪ ،‬ص‪81‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪:‬‬
‫حركات‪.128/2 ،‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫ينظر‪ :‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫(‪)40‬‬

‫(‪ )36‬نظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.127/2 ،‬‬


‫ينظر‪ :‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫(‪)42‬‬

‫ينظر‪ :‬فيض العباب وافاضة القداح في الحركة السعيدة الى قسنطينة والزاب‪ :‬أبن الحاج النميري (ت‪753:‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ابن‬ ‫(‪)43‬‬

‫شقرون‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪1990 ،‬م‪ ،‬ص‪28‬؛ وورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني‪ ،‬ص‪91‬؛ والمغرب عبر‬
‫التاريخ‪ :‬حركات‪.128/2 ،‬‬
‫ينظر‪ :‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني‪ ،‬ص‪89‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.128/2 ،‬‬ ‫(‪)44‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.127/2 ،‬‬ ‫(‪)45‬‬

‫ينظر‪ :‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني‪ ،‬ص‪.89‬‬ ‫(‪)46‬‬

‫ينظر‪ :‬العبر‪ :‬ابن خلدون‪.133/6 ،‬‬ ‫(‪)47‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.12/2 ،‬‬ ‫(‪)48‬‬

‫ينظر‪ :‬النبوغ المغربي‪ :‬كنون‪.178/1 ،‬‬ ‫(‪)49‬‬

‫ينظر‪ :‬األنيس المطرب أبن أبي زرع‪ ،‬ص ‪283‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.144/2 ،‬‬ ‫(‪)50‬‬

‫ينظر‪ :‬الذخيرة السنية‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص ‪26 – 25‬؛ واألنيس المطرب‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص‪.282‬‬ ‫(‪)51‬‬

‫ينظـر‪ :‬تـاريخ إفريقيـا الشمالية‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المغرب األقصى من البدء الى الفتح اإلسالمي‪ :‬شارل أنـدري جوليان (ت‪1991:‬م)‪،‬‬ ‫(‪)52‬‬

‫تعريب‪ :‬محمد مزالي‪ ،‬البشير بن سالمه‪ ،‬مؤسسة توالت الثقافية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬د‪.‬ط‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪54‬؛ والمغـرب عـبـر التاريخ‪ :‬حركـات‪،144 /2 ،‬‬
‫‪.146‬‬
‫أطلق عليهم ابن خلدون في تاريخه‪( ،‬العرب المستعجمة)‪ ،‬وتبعه في ذلك الحسن الوزان في وصف إفريقيا‪ .‬ينظر‪ :‬العبر‪ :‬ابن خلدون‪،‬‬ ‫(‪)53‬‬

‫‪3/6‬؛ ووصف إفريقيا‪ :‬الحسن الوزان‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫ينظر‪ :‬تـاريخ إفريقيـا الشمالية‪ :‬جوليان‪ ،‬ص‪54‬؛ المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.146/2 ،‬‬ ‫(‪)54‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.144/2 ،‬‬ ‫(‪)55‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪ ،‬ص‪.112-111‬‬ ‫(‪)56‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.112‬‬ ‫(‪)57‬‬

‫الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة‪ :‬أبي الحسن علي ابن يوسف الحكيم (توفي بعد‪776‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين مؤنس‪ ،‬دار الشروق‪،‬‬ ‫(‪)58‬‬

‫مصر‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪1406 ،2‬ه‪1986-‬م‪ ،‬ص ‪.138-137‬‬


‫(‪ )59‬صحيح مسلم‪ ،‬باب قول النبي (صلى هللا عليه وسلم)‪( :‬من غشنا فليس منا)‪ ،‬حديث رقم (‪.98/1 ،)43‬‬
‫ينظر‪ :‬الدوحة المشتبكة‪ :‬أبي الحسن الحكيم‪ ،‬ص‪.137‬‬ ‫(‪)60‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.86/2 ،‬‬ ‫(‪)61‬‬

‫المصدر نفسه‪.113/2 ،‬‬ ‫(‪)62‬‬

‫ينظر‪ :‬االستقصا‪ :‬الناصري‪.99-98/4 ،‬‬ ‫(‪)63‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.98/2 ،‬‬ ‫(‪)64‬‬

‫المصدر نفسه‪.112/2 ،‬‬ ‫(‪)65‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.98/2 ،‬‬ ‫(‪)66‬‬

‫المصدر نفسه‪.112/2 ،‬‬ ‫(‪)67‬‬

‫المصدر نفسه‪.86/2 ،‬‬ ‫(‪)68‬‬

‫ينظر‪ :‬الذخيرة السنية‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص‪90‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.98/2 ،‬‬ ‫(‪)69‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.98/2 ،‬‬ ‫(‪)70‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫المصدر نفسه‪.153/2 ،‬‬ ‫(‪)71‬‬

‫ينظر‪ :‬نفح الطيب‪ :‬المقري التلمساني‪214/6 ،‬؛ والذخيرة السنية‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص‪90‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪-155/2 ،‬‬ ‫(‪)72‬‬

‫‪.162‬‬
‫ينظر‪ :‬الذخيرة السنية‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص‪90‬؛ ووصف أفريقيا‪ :‬الوزان‪ ،‬ص‪230-227‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪-160/2 ،‬‬ ‫(‪)73‬‬

‫‪.161‬‬
‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.152/2 ،‬‬ ‫(‪)74‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪.150/2 :‬‬ ‫(‪)75‬‬

‫ينظر‪ :‬الذخيرة السنية‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص‪90‬؛ واألنيس المطرب‪ :‬ابن أبي زرع‪ ،‬ص‪.302‬‬ ‫(‪)76‬‬

‫(‪)77‬ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.150/2 ،‬‬


‫ينظر‪ :‬ورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪119‬؛ وموسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.284/5 ،‬‬ ‫(‪)78‬‬

‫ينظر‪ :‬الدوحة المشتبكة‪ :‬أبي الحسن الحكيم‪ ،‬ص‪.137‬‬ ‫(‪)79‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.130/2 ،‬‬ ‫(‪)80‬‬

‫ينظر‪ :‬ورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪.124-123‬‬ ‫(‪)81‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.148‬‬ ‫(‪)82‬‬

‫ينظر‪ :‬موسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.285/5 ،‬‬ ‫(‪)83‬‬

‫ينظر‪ :‬ورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪.148‬‬ ‫(‪)84‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.147‬‬ ‫(‪)85‬‬

‫ذكر صاحب المعجب‪ ،‬أن عددها نحو من ثالثمائة طاحونة تطحن بالماء‪ .‬ينظر‪ :‬المعجب في تلخيص أخبار المغرب‪ :‬محيي الدين‬ ‫(‪)86‬‬

‫عبد الواحد بن علي التميمي المراكشي (ت‪647 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬صالح الدين الهواري‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪ -‬صيدا‪1426 ،‬هـ ‪2006 -‬م‪،‬‬
‫ص‪257‬؛ وصبح االعشى‪ :‬أبي العباس احمد القلقشندي (ت‪821:‬ه)‪ ،‬المطبعة األميرية‪ ،‬مصر‪ -‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪1333 ،‬ه‪1915 -‬م‪،‬‬
‫‪155/5‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.151/2 ،‬‬
‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.151/2 ،‬‬ ‫(‪)87‬‬

‫المصدر نفسه‪.137/2 ،‬‬ ‫(‪)88‬‬

‫ينظر‪ :‬العبر‪ :‬ابن خلدون‪249/7 ،‬؛ واالستقصا‪ :‬الناصري‪.36/3 ،‬‬ ‫(‪)89‬‬

‫ينظر‪ :‬وصف أفريقيا‪ :‬الوزان‪ ،‬ص‪.117‬‬ ‫(‪)90‬‬

‫ينظر‪ :‬موسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.287-286/5 ،‬‬ ‫(‪)91‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.99/2 ،‬‬ ‫(‪)92‬‬

‫ينظر‪ :‬موسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.288-287/5 ،‬‬ ‫(‪)93‬‬

‫ينظر‪ :‬ورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪145‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.150/2 ،‬‬ ‫(‪)94‬‬

‫(‪ .)95‬ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.150/2 ،‬‬


‫ينظر‪ :‬ورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪.145‬‬ ‫(‪)96‬‬

‫ينظر‪ :‬موسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.283/5 ،‬‬ ‫(‪)97‬‬

‫ينظر‪ :‬اختصار األخبار عما كان بثغر سبتة من سني اآلثار‪ :‬محمد بن القاسم األنصاري السبتي(ت‪894:‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الوهاب بن‬ ‫(‪)98‬‬

‫منصور‪ ،‬المغرب‪ -‬الرباط‪ ،‬ط‪1403 ،2‬ه‪1983 -‬م‪ ،‬ص‪.38 ،36‬‬


‫ينظر‪ :‬موسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.287/5 ،‬‬ ‫(‪)99‬‬

‫المرجع نفسه‪.289/5 ،‬‬ ‫(‪)100‬‬

‫ينظر‪ :‬الدوحة المشتبكة‪ :‬أبي الحسن الحكيم‪ ،‬ص‪140‬؛ وورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫(‪)101‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫ينظر‪ :‬موسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.289/5 ،‬‬ ‫(‪)102‬‬

‫ينظر‪ :‬النبوغ المغربي‪ :‬كنون‪184 /1 ،‬؛ وموسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.174/5 ،‬‬ ‫(‪)103‬‬

‫ينظر‪ :‬موسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.174/5 ،‬‬ ‫(‪)104‬‬

‫ينظر‪ :‬المعجب‪ :‬المراكشي‪ ،‬ص‪.257-256‬‬ ‫(‪)105‬‬

‫ينظر‪ :‬األنيس المطرب‪ :‬ابن أبي زرع‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫(‪)106‬‬

‫ينظر‪ :‬األنيس المطرب‪ :‬ابن أبي زرع‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫(‪)107‬‬

‫ينظر‪ :‬النبوغ المغربي‪ :‬كنون‪.184 /1 ،‬‬ ‫(‪)108‬‬

‫ينظر‪ :‬فاس في عهد بني مرين‪ :‬روجيه لو تورنو(ت‪1971:‬م)‪ ،‬ترجمة‪ :‬نقوال زيادة‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪1967 ،‬م‪،‬‬ ‫(‪)109‬‬

‫ص‪191-190‬؛ ورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪239 ،123 ،51‬؛ واالستقصا‪ :‬الناصري‪175/3 ،‬والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪158-155/2 ،‬؛‬
‫وموسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.279-276،278/5 ،‬‬
‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪ .152/2 ،‬وموسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.278-277/5 ،‬‬ ‫(‪)110‬‬

‫ينظر‪ :‬سلوة األنفاس‪ :‬الكتاني‪ ،304/3 ،‬وورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫(‪)111‬‬

‫ينظر‪ :‬الذخيرة السنية‪ :‬أبن أبي زرع‪ ،‬ص ‪91-90‬؛ واألنيس المطـرب لـه أيـضـا‪ ،‬ص‪ ،412‬ووصف إفريقيا‪ :‬الوزان‪ ،‬ص ‪227-225‬؛‬ ‫(‪)112‬‬

‫والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪158-155/2 ،‬؛ واالستقصا‪ :‬الناصري‪176-175/3 ،‬؛ وموسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.178/5 ،‬‬
‫(‪ )113‬ينظر‪ :‬النبوغ المغربي‪ :‬كنون‪186-185 /1 ،‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪ .156/2 ،‬وموسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪،178/5 ،‬‬
‫‪.277-276‬‬
‫ينظر‪ :‬النبوغ المغربي‪ :‬كنون‪189-188 /1 ،‬؛ وورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪239 ،123 ،51‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪-155/2 ،‬‬ ‫(‪)114‬‬

‫‪162 ،158‬؛ وموسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.179-177/5 ،‬‬


‫(‪ )115‬ينظر‪ :‬ورقات‪ :‬المنوني‪ ،‬ص‪239 ،123 ،51‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪160/2 ،‬؛ وموسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪-177/5 ،‬‬
‫محمد بن إبراهيم بن أحمد العبدري التلمساني ‪:‬عرف باآلبلي (بمد األلف وكسر الباء) ِ‬
‫اإلمام العالمة العمدة‬ ‫اآلبلى‪ :‬أبو عبد هللا َّ‬ ‫(‪)116‬‬

‫المحصل الفقيه‪ ،‬سمع عن أعالم كثر‪ ،‬ورحل للمشرق ولقي أعالماً وأخذ عنهم‪ ،‬كان أبوه قائدا بتلمسان‪ ،‬وأمه بنت قاضيها‪ ،‬ولد سنة (‪681‬هـ)؛‬
‫مهر في العلوم العقلية واآللية حتى فاق أقرانه‪ ،‬أخـذ بفـاس عن أبي العباس ابن البناء العددي‪ ،‬ثم تصدي للتدريس فانثال عليه الطلبة‬
‫واجتمعوا‪ ،‬وقربه السلطان أبو عنان وق أر عليه‪ ،‬وممن أخذ عنه ابن خلدون‪ ،‬والقباب‪ ،‬توفي سنة (‪757‬ه)‪ .‬ينظر‪ :‬الدرر الكامنة‪ :‬ابن حجر‪،‬‬
‫‪ 14-13/5‬؛ وشجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪ :‬محمد بن محمد مخلوف‪ ،‬تعليق‪ :‬عبد المجيد خيالي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪-‬‬
‫بيروت‪1424 ،‬ه‪2003-‬م‪319/1 ،‬؛ والفكر السامي‪ :‬الحجوي‪.285-284/2 ،‬‬
‫السطي‪ :‬أبو عبد هللا محمد بن سليمان‪ ،‬كبير مشيخة فاس‪ ،‬وأحد أعالمها مشاركة وإتقانا وحفظا وضبطا‪ ،‬كان السطي خزانة المذهب‪،‬‬ ‫(‪)117‬‬

‫له شرح على المدونة‪ ،‬وشروح وتعاليق غيرها‪ ،‬أخذ العلم عن كثير من علماء عصره‪ ،‬وعنه القباب وأبن خلدون‪ ،‬وغير واحد‪ ،‬مات غريقا مع‬
‫من غرق من الفضالء بسواحل بجايـة (‪750‬ه)‪ .‬ينظر‪ :‬نيل االبتهاج بتطريز الديباج‪ :‬أحمد بابا التنبكتي (ت‪1036:‬هـ)‪ ،‬تقديم عبد الحميد‬
‫عبد هللا الهرامة‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬ليبيا‪ -‬طرابلس‪ ،‬ط‪2000 ،2‬م‪ ،‬ص‪108‬؛ وشجرة النور‪ :‬محمد مخلوف‪318/1 ،‬؛ والفكر السامي‪ :‬الحجوي‪،‬‬
‫‪.288/2‬‬
‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.120/2 ،‬‬ ‫(‪)118‬‬

‫ينظر‪ :‬جامع القرويين المسجد والجامعة بمدينة فاس‪ :‬عبد الهادي التاري (ت‪2015 :‬م)‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬المغرب‪ -‬الرباط‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫(‪)119‬‬

‫‪.497/2‬‬
‫ينظر‪ :‬وصف أفريقيا‪ :‬الوزان‪ ،‬ص‪.224‬‬ ‫(‪)120‬‬

‫ينظر‪ :‬النبوغ المغربي‪ :‬كنون‪.192-191 /1 ،‬‬ ‫(‪)121‬‬

‫ينظر‪ :‬أنس الفقير‪ :‬أبن قنفد‪ ،‬ص‪.25‬‬ ‫(‪)122‬‬

‫ينظر‪ :‬الوفيات أبن قنفذ‪ ،‬ص‪.370 - 369‬‬ ‫(‪)123‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫ينظر‪ :‬النبوغ المغربي‪ :‬كنون‪.189 /1 ،‬‬ ‫(‪)124‬‬

‫ينظر‪ :‬النبوغ المغربي‪ :‬كنون‪201-189 /1 ،‬؛ والمغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪.178-169/2 ،‬‬ ‫(‪)125‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪177/2 ،‬؛ والنبوغ المغربي‪ :‬كنون‪ .197 /1 ،‬وموسوعة تاريخ المغرب‪ :‬الغنيمي‪.281/5 ،‬‬ ‫(‪)126‬‬

‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪182-181 ،178/2 ،‬؛ والنبوغ المغربي‪ :‬كنون‪213-212 ،198 /1 ،‬؛ وموسوعة تاريخ‬ ‫(‪)127‬‬

‫المغرب‪ :‬الغنيمي‪.281/5 ،‬‬


‫ينظر‪ :‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬حركات‪184-183/2 ،‬؛ والنبوغ المغربي‪ :‬كنون‪.213 ،194 /1 ،‬‬ ‫(‪)128‬‬

‫املصادر‬
‫اإلحاطة في اخبار غرناطة‪ :‬محمد بن عبد هللا بن سعيد السلماني اللوشي األصل‪ ،‬الغرناطي األندلسي‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬الشهير بلسان الدين‬ ‫‪)1‬‬
‫ابن الخطيب (ت ‪776‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ )2‬اختصار األخبار‪ ،‬عما كان بثغر سبتة من سني اآلثار‪ ،‬محمد بن القاسم بن محمد بن أحمد بن عبد الملك األنصاري المحتد السبتي‬
‫(المتوفى‪ :‬بعد ‪825‬هـ)‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد الوهاب بن منصور‪ ،‬الناشر‪ :‬الرباط‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1403 ،‬هـ‪1983-‬م‬
‫االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى‪ :‬شهاب الدين أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد الناصري (ت‪1315 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬جعفر الناصري‪،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫محمد الناصري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬المغرب‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬د‪ .‬ت‪1953 ،‬م‪.‬‬
‫االعالم‪ :‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ،‬الزركلي الدمشقي (ت ‪ 1396‬هـ)‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة عشر‬ ‫‪)4‬‬
‫أنس الفقير وعز الحقير ابن قنفذ القسنطيني‪ ،‬ابي العباس احمد الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطيني‪ ،‬المركز الجامعي للبحث العلمي‪،‬‬ ‫‪)5‬‬
‫األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس‪ :‬على ابن أبي زرع الفاسي (ت‪726:‬ه)‪ ،‬دار المنصور‬ ‫‪)6‬‬
‫للطباعة والوراقة‪ ،‬المغرب‪ -‬الرباط‪ ،‬د‪ .‬ط‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫تـاريخ إفريقيـا الشمالية‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المغرب األقصى من البدء الى الفتح اإلسالمي‪ :‬شارل أنـدري جوليان (ت‪1991:‬م)‪ ،‬تعريب‪ :‬محمد‬ ‫‪)7‬‬
‫مزالي‪ ،‬البشير بن سالمه‪ ،‬مؤسسة توالت الثقافية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬د‪ .‬ط‪2011 ،‬م‪.‬‬
‫جامع القرويين المسجد والجامعة بمدينة فاس‪ :‬عبد الهادي التاري (ت‪2015 :‬م)‪ ،‬دار نشر المعرفة‪ ،‬المغرب‪ -‬الرباط‪ ،‬ط‪.2‬‬ ‫‪)8‬‬
‫جذوة اإلقتباس في ذكر من حل من األعالم مدينة فاس‪ :‬أحمد بن القاضي المكناسي (ت‪1025:‬هـ)‪ ،‬دار المنصور للطباعة والوراقة‪،‬‬ ‫‪)9‬‬
‫المغرب‪ -‬الرباط‪1973 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )10‬الحافظ ابن رشيد السبتي وجهوده في خدمة السنة النبوية المطهرة‪ :‬عبد اللطيف محمد الجيالني‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‪1419 ،‬ه‪.‬‬
‫‪ )11‬الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة‪ :‬شهاب الدين‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد الشهير بابن حجر العسقالني‬
‫(ت ‪ 852‬هـ)‪ ،‬دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن – الهند‪.‬‬
‫‪ )12‬الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة‪ :‬أبي الحسن علي ابن يوسف الحكيم (توفي بعد‪776‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين مؤنس‪ ،‬دار الشروق‪،‬‬
‫مصر‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪1406 ،2‬ه‪1986-‬م‪.‬‬
‫‪ )13‬الديباج المذهب في معرفة اعيان المذهب‪ :‬ابن فرحون المالكي(ت‪799:‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد األحمدي أبو النور‪ ،‬مكتبة دار التراث‪ ،‬مصر‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪2020 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ )14‬الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية‪ :‬علي أبن أبي زرع الفاسي (ت‪726 :‬ه)‪ ،‬دار المنصور للوراقة والطباعة‪ ،‬المغرب‪ -‬الرباط‪ ،‬د‪ .‬ط‪،‬‬
‫‪ )15‬الروض المعطار في خبر األقطار‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن عبد المنعم ال ِحميرى (ت ‪900‬هـ) المحقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬مؤسسة‬
‫ناصر للثقافة ‪ -‬بيروت ‪ -‬طبع على مطابع دار السراج الطبعة‪ :‬الثانية‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )16‬روضة النسرين في دولة بني مرين‪ ،‬إسماعيل بن األحمر‪ ،‬المطبعة الملكية – الرباط‪1917 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )17‬سلوة األنفاس ومحادثة األكياس بمن أقبر من العلما ء والصلحاء بفاس‪ ،‬تأليف‪ :‬الشريف أبو عبد هللا محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬عبد هللا الكامل الكتاني وحمزة بن محمد الطيب الكتاني ومحمد حمزة بن علي الكتاني‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ -‬سنة‬
‫‪ )18‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪ :‬محمد بن محمد مخلوف‪ ،‬تعليق‪ :‬عبد المجيد خيالي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪1424 ،‬ه‪-‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫العالمة أبي العباس ال َقبّاب يف العصر املريين (ت‪778 :‬ه)‬ ‫‪‬‬
‫‪ )19‬شرف الطالب في أسنى المطالب‪ ،‬أحمد بن حسن الشهير بابن قنفذ القسطنطيني أبو العباس‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز صغير دخان‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشد‪ ،‬لبنان‪-‬بيروت‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )20‬صبح االعشى‪ :‬أبي العباس احمد القلقشندي (ت‪821:‬ه)‪ ،‬المطبعة األميرية‪ ،‬مصر‪ -‬القاهرة‪ ،‬د‪ .‬ط‪1333 ،‬ه‪1915 -‬م‪.‬‬
‫‪ )21‬صحيح مسلم‪( ،‬المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم)‪ ،‬المؤلف‪ :‬مسلم بن الحجاج أبو الحسن‬
‫القشيري النيسابوري (المتوفى‪261 :‬هـ)‪ ،‬دار الجيل لبنان‪ -‬بيروت (مصورة من الطبعة التركية المطبوعة في إستانبول سنة ‪ 1334‬هـ)‪.‬‬
‫‪ )22‬العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪ :‬عبد الرحمن بن خلدون (ت‪ 808 :‬هـ)‪ ،‬ضبط‬
‫ومراجعة خليل شحادة‪ ،‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪1401 ،‬ه‪1981-‬م‪.‬‬
‫‪ )23‬فاس في عهد بني مرين‪ :‬روجيه لو تورنو(ت‪1971:‬م)‪ ،‬ترجمة‪ :‬نقوال زيادة‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪ ،‬د‪ .‬ط‪1967 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )24‬فيض العباب وافاضة القداح في الحركة السعيدة الى قسنطينة والزاب‪ :‬أبن الحاج النميري (ت‪753:‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ابن شقرون‪ ،‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬لبنان‪ -‬بيروت‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )25‬الكتاب‪ ،‬عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالوالء‪ ،‬أبو بشر‪ ،‬الملقب سيبويه (المتوفى‪180 :‬هـ)‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ 1408 ،‬هـ‪1988-‬م‬
‫‪ )26‬المعجب في تلخيص أخبار المغرب‪ :‬محيي الدين عبد الواحد بن علي التميمي المراكشي (ت‪647 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬صالح الدين الهواري‪،‬‬
‫المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت‪ -‬صيدا‪1426 ،‬هـ ‪2006 -‬م‪.‬‬
‫‪ )27‬المغرب عبر التاريخ‪ :‬إبراهيم حركات‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬المغرب‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ )28‬موسوعة تاريخ المغرب العربي‪ :‬عبد الفتاح مقلد الغنيمي‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬مصر‪ -‬القاهرة‪1414 ،‬ه‪1994-‬م‪.‬‬
‫‪ )29‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني (ت ‪1041‬هـ) إحسان عباس‪ ،‬دار صادر‪ -‬بيروت‬
‫‪ )30‬نيل االبتهاج بتطريز الديباج‪ :‬أحمد بابا التنبكتي (ت‪1036:‬هـ)‪ ،‬تقديم عبد الحميد عبد هللا الهرامة‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬ليبيا‪ -‬طرابلس‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪ )31‬وبيوتات فاس الكبرى‪ :‬إسماعيل بن األحمر (ت‪807:‬هـ)‪ ،‬دار المنصور للطباعة والوراقة‪ ،‬المغرب‪ -‬الرباط‪1972 ،‬م‪.‬‬
‫‪ )32‬ورقات عن حضارة المرينيين‪ :‬محمد المنوني (ت‪1999:‬م)‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬المغرب‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬ط‪1420 ،3‬ه‪2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ )33‬وصف إفريقيا‪ :‬الحسن بن محمد الوزان الفاسي (ليون األفريقي) (ت‪957 :‬ه)‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد حجي‪ ،‬محمد األخضر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬
‫لبنان‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1983 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ )34‬الوفيات‪( ،‬معجم زمني للصحابة وأعالم المحدثين والفقهاء والمؤلفين)‪ ،‬أبو العباس أحمد بن حسن بن الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطيني‬
‫(المتوفى‪810 :‬هـ)‪ ،‬المحقق‪ :‬عادل نويهض‪ ،‬الناشر‪ :‬دار اآلفاق الجديدة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪ 1403 ،‬هـ‪1983-‬م‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪‬‬

You might also like