You are on page 1of 27

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة القادسية‬
‫كلية التربية‬
‫قسم التاريخ‬

‫السيطرة البويهية والسلجوقية على العراق من‬


‫‪334‬هـ‪ 656 -‬هـ دراستها ومقارنتها‬
‫بحث تقدم به الطالب ‪:‬‬
‫رونق أركان خشان‬ ‫فهد ناظم عبد‬
‫وهو جزء من متطلبات نيل شهادة البكالوريوس في قسم التاريخ‬
‫بأشراف ‪:‬‬
‫د‪ .‬علي رؤوف المالكي‬

‫‪2018‬م‬ ‫‪1439‬هـ‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫بسم هللا خير االسماء وله الفضل واالالء والمضئ والحمدهلل بارئ النسيم ودافع النقم ومخرج‬
‫النور من الظلم والصالت والسالم على اشرف الخلق محمد النبي الطاهر االمين وعلى‬
‫اهل بيته االحرار االطهار المنتجبين‪...‬وبعد فلعل الباحث في ميدان البحث االسالمي‬
‫للتاريخ البد علي ه ان يخوض غمار التجربة المعرفية الفكرية واالطالع على سير االولين‬
‫ممن اضافو وغيروا اتجاهات التدوين ومناهج االستزادة العلميه ‪,‬والحقيقة ان المطلع على‬
‫مؤسسات الدولة العربية االسالمية لمختلف العصور منذ قيام دولة المدينة في عهد الرسول‬
‫<ص> وحتى قبام الدولة العباس ية من انها تتشارك في صفات ومميزات جعلتها قاعدة‬

‫ومن الدوافع التي جعلتني اختار البحث في االحتالل البويهي والسلجوقي للعراق هو معرفة‬
‫كيفية االحتالل وطرق تدخل هاتين القوتين في شؤن الخالفة العربية االسالمية في العهد‬
‫العباسي كما ان من اهم االسباب التي جعلتني ادقق البحث في هذا الموضوع هو التغيير‬
‫الذي ط ار على الخالفة العربية االسالمية وادى الى ضعفها وانحالل النظم االدارية فيجب‬
‫ان نطلع بصورة دقيقة حول االحتالل البويهي والسلجوقي للعراق والهيمنة على اركان‬
‫الخالفة العباسية ‪.‬‬

‫يقسم هذا البحث على ثالث مباحث اساسية تطرقت في المبحث االول على السيطرة‬
‫البويهية واهم الخلفاء العباسيين خالل فترة التسلط البويهي كذلك اهم السالطين البويهيين‬
‫في هذه الفترة اما المبحث الثاني فقد تطرقت الى اصل وموطن السالجقة وكيفية احتاللهم‬
‫للعراق وما الطرق واالساليب التي استخدموها واهم الخلفاء العباسيين واقوى سالطين‬
‫السالجقة اما في المبحث الثالث فقد تطرقت الى النضم االداريه والماليه في العهد البويهي‬
‫والسلجوقي‪.‬‬
‫وقد اعتمد في هذا البحث على مجموعه من المصادرالتي اغنت البحث واضافة اليه‬
‫الرصانه العلميه مثل كتاب (المنتضم )البن الجوزي وكتاب (الكامل في التاريخ )البن‬
‫االثير و(موسوعةالمعارف الشيعيه) لالمين حسن‪2001‬م وكتاب (تاريخ الدوله العباسيه)‬
‫المين نوري وكتاب (تاريخ االمم االسالميه) للحضري بك محمد وغيرها من المصادر‬
‫الثانويه‪.‬اما عن اهم المعوقات التي واجهتني في انجاز هذا البحث كان اهمها التباين في‬
‫النقل االخباري ب ين المصادر والمباحث في نقل اخبار السالطين البويهيين والسالجقه‬
‫والنتضم االداريه في عهديهما وقله الوقت الممنوح النجاز البحث‪ .‬راجيا من هللا ان اكون‬
‫قد وفقت في انجاز البحث بصورته الالئقه وان ينال رضى هللا ورضاكم‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫السيطرة البويهية ‪:‬‬
‫وهم بني بويه من ساللة الديلم ( جنوب بحر الخرز) يرجعون في نسبهم الى ملوك‬
‫الساسانيين أستمدوا أسمهم من أبو شجاع بويه الذي أستطاع ثالث من أبنائه األستيالء‬
‫على السلطة في العراق وفارس وهم علي والحسن وأحمد حكموا العراق مدة مائة وثالثة‬
‫عشر سنة (‪ .)1‬دحل معز الدولة الى بغداد سنة ‪ 334‬وطرد األتراك وخلع خليفة المستكفي‬
‫باهلل ولقب أخاه ابا الحسن علياً بعماد الدولة وأخاه أبا الحسن بركن الدولة وكتب القابهم‬
‫على الدراهم والدنانير (‪.)2‬‬

‫اما الخلفاء العباسيين خالل التسلط البويهي‪:‬‬

‫‪ - 1‬المطيع هلل (‪ : )363 -334‬حمورابي القاسم الفضل بن المقتدر باهلل بويع بالخالفة‬
‫من خالل معز الدولة وخلع المستكفي وسمل عينه ولقب بالمطيع هلل ‪ .‬وضعف امر‬
‫الخالفة‪.‬‬

‫ابن األثير عز الدين الحسن ( المتوفي ‪ 360 :‬ه) الكامل في التاريخ ‪ ,‬تح ‪ :‬عمر عبد السالم‬ ‫(‪)1‬‬

‫ترمذي ‪ ,‬بيروت دار الكتب العربي ‪ ,‬لبنان ‪1417 ,‬ه – ‪ 1997‬م ‪ ,‬جـ‪ ,7‬ص‪.229‬‬

‫السامرائي ‪ ,‬خليل ابراهيم ‪ ,‬الدولة األسالمية ‪ ,‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ,‬العراق ‪ ,‬الموصل ‪,‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ , )1988 – 1408‬جـ ‪ , 1‬ص‪.133‬‬


‫جداً ولم يكن للخليفة امر والنهي وال وزير انما يذكر اسمه على األقطاع فقط وأن موارد‬
‫الدولة ترجع الى معز الدولة ‪ .‬كان بني بويه وهم من الديلم تشيع شديد فكانوا يرون أن‬
‫بني العباس قد أغتصبوا األمر من العلويين وقام معز الدولة على تحويل الخالفة الى‬
‫العلويين (‪ . )3‬نشبت الحرب بين معز الدولة وناصر الدولة بن حمدان وأنتصر معز الدولة‬
‫وأستولى على الري والجبل وتولى معز الدولة بالد طبرستان وفي عام ‪ 338‬حدثت فتنة‬
‫بين الشيعة والسنة ونهب الكرخ وقتل عدد كبير من الناس لذلك عهد معز الدولة اآلتية‬
‫الى المنصور األمر من بعده وتعرض العراق الى زالزل كثيرة وهدمت األبنية (‪.)4‬‬

‫‪ -2‬الطائع هلل ( ‪ : )381 – 363‬هو أبو بكر عبد هللا بن المطيع الذي لقب بالشيخ الفاضل‬
‫(‪ . )5‬وخالل فترة حكمه هدمت الشخصية العربية من خالل أقدام قناخسروا عضد الدولة‬
‫بن ركن الدولة على أسقاط اسم الخليفة من منابر من بغداد ولم يخطب ألحد من‬

‫(‪ )3‬ابن األثير البداية والنهاية ‪ ،‬تح ‪ :‬ظاهر الزاوي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬مكتبة العلمية ‪ ,‬لبنان ‪-1399‬‬
‫‪ , 1771‬جـ ‪ , 15‬ص‪.166‬‬

‫(‪ )4‬الخضري بك ‪ ,‬محمد ‪ ،‬محاضرات تاريخ األمم األسالمية ‪ ,‬تح ‪ :‬محمد العثماني ‪ ,‬دار احباء‬
‫الكتب ‪ 1206 ,‬ه – ‪ 1986‬م ‪ ,‬ص‪.325‬‬
‫خلفاء بني العباس وهذا يعني الخالفة العباسية وأزالة سيادتها في الدولة وأراد البويهين‬
‫من ذلك معرفة رد العالم األسالمي على ألغاء الخالفة ولكن أضطراب األوضاع على‬
‫عهد الدولة في العراق وأنسحابه الى شيراز وعودة معز الدولة الى الحكم وعاد الخالفة‬
‫بين الخليفة وبهاء الدين ( احمد بن قناخسروا ) الذي تميز بسفك الدماء وأسمه يذكر مع‬
‫الخليفة في خطب يوم الجمعة وكان عهد الدولة أول حاكم بويهي جهل على هذا األمتياز‬
‫وجعلها سنة من بعده (‪.)6‬‬

‫‪ -3‬القادر باهلل (‪ : )422 -381‬هو ابو العباس أحمد بن اسحاق بن المقتدر وكان له دور‬
‫كبير في تحجيم السلطة البويهية وأخفاقها من خالل مواقفه الحاسمة ضدهم وتميز عهده‬
‫بقوة الخالفة العباسية من جهة وضعف وأنحالل سلطة بويهية وأن اخطر سالح استخدمه‬
‫(‪.)7‬‬
‫لذلك هو اعادة ثقت الشعب بالخالفة من خالل تقصي أخبار الشعب ومجالس العامة‬

‫(‪)6‬‬
‫جمال الدين ‪ ،‬محمد ‪ ,‬تاريخ الحضارة األسالمية ‪ ,‬مصر ‪ ,‬دار الفكر العربي ‪ ,‬ص‪.57‬‬
‫(‪ )7‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم في تاريخ الملوك ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.47‬‬

‫واألطالع على أحوالهم وأصدر اهم القرارات بتعيين ولي عهد دون علم وتدخل البويهين‬
‫ورف ض المصادقة على قرار أصدره بهاء الدولة في شيراز يتولي ابي احمد الحسن بن‬
‫موسى في القضاء والحج والمظالم ووقفت الى جانب الجيش الذي تردد في قبول امارة‬
‫جالل الدولة الذي توالها ‪ 416‬قاصد الخليفة امر بألغاء هذه األمارة واقام الخطبة البي‬
‫كاليجار بن سلطان الدولة من أجل تصعيد التنافس بين أفراد األسرة البويهية (‪.)8‬‬

‫تضيق دائرة المناخ الطائفي الذي كان للبويهين يد في توسعه ومنع محاور المذهبيه ونبذ‬
‫المناظرة فيها وأدى الى توجيهات اسالمية موحدة كان لها األثر في أضعاف سلطة بويهية‬
‫واعطاء الخالفة عمرا ً جديدا ً وأخضع الديالمة وقضى على وجودهم (‪.)9‬‬

‫‪ -4‬القائم بأمر هللا ( ‪ :)467 -422‬هو أبو جعفر عبد هللا بن القادر باهللا سار على نهج‬
‫أبيه في العدل واألهتمام بالرعية ووضع حد لتجاوزات حكام البويهين خاصة جالل الدين‬
‫الذي تعرضت بغداد في عهد فتن طائفية وأحد الخلفاء امر ارسال البالد (‪.)10‬‬

‫ابن األثير‪ ,‬الكامل في تاريخ ‪ ,‬جـ ‪ , 9‬ص‪.182‬‬ ‫(‪)8‬‬

‫ابن خلدون‪ ,‬عبد الرحمن بن محمد ( المتوفي ‪ 808 :‬هـ) ‪,‬كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر‪,‬‬ ‫(‪)9‬‬

‫تح ‪ :‬خليل ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دار الفكر ‪1408( ,‬هـ ‪1988 -‬م) ‪ ,‬جـ‪, 4‬ص‪.474‬‬
‫ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.68 -67‬‬ ‫(‪)10‬‬

‫تأزمت العالقة بينهم عندما رفض منح الخليفة لقب ملك الملوك بجالل الدولة ومنعه من‬
‫التدخل في جباية أموال الجوالي التي تعد حقا ً خاص للخالفة لذلك أدعى ألمر الخالفة‬
‫(‪.)11‬‬

‫قويت شوكة الخالفة وفرضت هيبتها على السلطة البويهية وتزايد نفوذها بتدابير الخليفة‬
‫الذي أمتنع من أستقبال الحاكم ابي كاليجار البويهي عندما دخل بغداد كان أمر الخليفة‬
‫الرحيم أبعاد ابي حارث البساسيري وهذا ابرز مقدمي األتراك في األمارة البويهية الذي‬
‫أثار الشغب في بغداد فأمتثل ألوامر الخليفة وهكذا أكدت الخالفة العباسية صالبة موقفها‬
‫اما األحتالل (‪.)12‬‬
‫(‪ )11‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم في تاريخ الملوك واألم ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.116‬‬

‫(‪ )21‬ابن الوردي ‪ ,‬عمر بن مظفر ( المتوفي ‪ , )749 :‬تاريخ ابن الوردي ‪ ,‬لبنان ‪ ,‬دار الكتب العلمية‬
‫‪ 1417 ,‬هـ ‪ 1996 -‬م ‪ ,‬ط ‪ ,‬ص‪.496‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫موطن السالجقة وأصلهم‬
‫كانت سهول التركستان الموطن األصلي األول للسالجقة ‪ ,‬ونظرا ً ألحترافهم الرعي‬
‫فكانوا ينتقلون من مكان آلخر ‪ ،‬فيصيفون في بالد البلغار ‪ ,‬ويشتون في سهول التركستان‬
‫(‪. )1‬هم مجموعة من قبائل األتراك المعروفة باسم األغوز ( الغز ) (‪.)2‬‬

‫وجدهم األعلى تقاق ( دقاق ) (‪ .)3‬كان مقدم األتراك الغز (‪ .)4‬وتولى أبنه سلجوق –‬
‫تسمية السالجقة تعود أليه – هذه المكانة وأسند له ملك الترك منصب قائد الجيش (‪.)5‬‬
‫فلما أحس سلجوق بنية الملك هاجر بجماعته ‪ ,‬وسار صوب بالد المسلمين غربا ً وأقام‬
‫بنواحي بخارى وأعتنق األسالم (‪ .)6‬بدأت هذه الهجرة في حدود عام ‪ 345‬هـ ‪ 956 /‬م ‪,‬‬
‫وذلك بعد أن كون سلجوق لقبيلته كيانا ً ‪ ,‬فعال شأنها بفضل سعيه ونشاطه (‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬المقريزي ‪ :‬تقي الدين أحمد بن علي ‪ ,‬السلوك لمعرفة دول الملوك ‪ ,‬القاهرة ‪ , 1956 ,‬جـ ‪, 1‬‬
‫ص‪ – 30‬ابن خلدون ‪. 3 / 5 ,‬‬

‫(‪ )2‬األوغوز خففت هذه التسمية فصارت ( الغز)‪.‬‬

‫(‪ )3‬دقاق تعني القوس من الحديد – أبن األثير ‪ :‬عز الدين ابي الحسن علي بن أبي الكرم محمد ابن‬
‫عبد الكريم ‪ ,‬الكامل في التاريخ ‪ ,‬بيروت لبنان ‪ 1385 / 1975 ,‬هـ ‪ ,‬جـ ‪ , 9‬ص ‪.473‬‬
‫(‪ )4‬ابن األثير ‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ ‪ , 9‬ص ‪.473‬‬

‫(‪ )5‬صالح رمضان حسن ‪ ،‬مقاومة الخالفة العباسية للنفوذ السلجوقي ‪ ,‬رسالة ماجستير غير منشورة‬
‫‪ ,‬كلية اآلداب جامعة الموصل ‪1987 ,‬م ‪ ,‬ص‪.26‬‬

‫(‪ )6‬المقريزي ‪ ،‬السلوك ‪ ,‬جـ‪ ,1‬ص‪.31‬‬

‫(‪ )7‬ابن األثير‪ ,‬الكامل ص‪474‬‬

‫األحتالل السلجوقي للعراق ‪:‬‬


‫بدأ تبادل الوفود والرسائل بين السالجقة والخالفة العباسية حتى عام ‪ 447‬هـ ‪1055 /‬م‬
‫وقد أرسل السلطان طغرل بك وفدا ً في هذا العام – قبيل دخوله بغداد يحمل رسالة يبالغ‬
‫فيها بأظهار الوالء والطا عة للخالفة العباسية ويعد األتراك في بغداد – أحد عناصر‬
‫الجيش البويهي باألحسان (‪.)1‬‬

‫ويهذه الدبلوماسية الجيدة استطاع السالجقة كسب الخليفة الى جانبهم وكانوا ماهرين في‬
‫ذلك (‪.)2‬‬
‫وفي الوقت الذي سيطر فيه السالجقة على األقاليم الجنوبية والوسطى من أيران فضالً‬
‫عن اقاليم الجبال لم يبق بيد البويهيين اال العراق الذي كان ينوء بجمله من جراء السيطرة‬
‫البويهية ولم يفلح امراء البويهيين بتجاوز خالفاتهم فأتاحوا بذلك فرصة مالئمة للسالجقة‬
‫أن يسيطروا على أمالك البويهيين بيسر هذا فضالً عن تسلط العنصر التركي في الجيش‬
‫البويهي الذي صار صاحب النفوذ الكبير فسيطر على أمور الدولة وتدخل في تعيين امراء‬
‫بني بويه وبذلك حاول السلطان السلجوقي كسب مودتهم من أجل التمهيد للسيطرة على‬
‫العراق(‪.)3‬‬
‫(‪ )1‬ابن أثير ‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ ‪ , 1‬ص‪.610 -609‬‬
‫(‪)2‬‬
‫صالح رمضان حسن ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية للنفوذ السلجوقي ص‪.42‬‬

‫(‪ )3‬ابن أثير‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ ‪ , 1‬ص‪.565 -564‬‬

‫وقد قام أحد قواد الدليم العسكريين (فوالذ) وهو صاحب قلعة أصطخر باألستيالء على‬
‫مدينة شيراز وقطع خطبة السلطان السلجوقي طغرل بك وأقام خطبة الملك الرحيم آخر‬
‫حكام البويهين في بغداد (‪.)4‬‬

‫فحفزت هذه الحادثة السلطان طغرل بك على قطع دابر البويهيين في اقليم فارس والعراق‬
‫فتهيأ لغزوا العراق(‪.)5‬‬

‫وقد وجد الوزير أبو القاسم علي بن المسلمة الملقب ( رئيس الرؤساء) في مراسلة السلطان‬
‫السلجوقي مخرجا ً له لكسب رضى من يرى فيه صاحب القوى العاليه (‪ .)6‬والقائد‬
‫البساسيري يرى ان قدوم السالجقة الى العراق معناه زوال نفوذه فدخل في صراع شديد‬
‫مع الوزير ابن المسلمة كما راسل الفاطميين في مصر وتعهد بالتعاون معهم ضد الخالفة‬
‫العباسية (‪.)7‬‬

‫بعد أن أصبحت كل الظروف مهيأة لدخول السالجقة بغداد تحرك السلطان طغرل بك‬
‫عام ‪ 447‬هـ ‪ 1055 /‬م الى أن وصل حلوان – وطريق حلوان هو الطريق السهل الذي‬
‫يوصل بشكل سريع الى قلب العراق(‪ .)8‬فخاف الناس من هذا الغازي الجديد وتهيأة الجيش‬
‫تحسبا ً لما سيستجد من أمور(‪.)9‬‬
‫(‪ )4‬ابن األثير ‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ‪ , 9‬ص‪.605‬‬

‫(‪ )5‬حسين أمين ‪ :‬تاريخ العراق في العصر السلجوقي ‪ ,‬منشورات المكتبة األهلية مطبعة األرشاد ‪,‬‬
‫بغداد ‪ 1965‬م ‪ ,‬ص‪.58‬‬

‫(‪ )6‬ابن األثير‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ‪ ,9‬ص‪.607 – 806‬‬

‫(‪ )7‬صالح رمضان حسن ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية ‪ ,‬ص‪.43‬‬

‫(‪ )8‬المصدر نفسه ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية ‪ ,‬ص‪.44‬‬

‫(‪ )9‬ابن الجوزي ‪ ,‬ابو الفرج عبد الرحمن ‪ ,‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪ ,‬المطبعة العثمانية ‪,‬‬
‫حيدر اباد ‪ ,‬الهند ‪ ,‬الركن ‪1358‬هـ ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.164‬‬

‫برزت المهارة السياسية لطغرل بك من خالل ماأعده من تدبير لدخول بغداد دون أحداث‬
‫ضجه أو مواجهة صعاب من قبل المعارضين وذلك بطمأنة الخليفة العباسي وتهدئة الرأي‬
‫العام وأصحاب النفوذ بخدعه ‪ ,‬حيث أرسل وفدا ً الى ديوان الخالفة يحمل رسالة تتضمن‬
‫الدعاء والثناء وأن القصد بقدومه التبرك بزيارة بغداد وبعدها يذهب الى الحج والعمل‬
‫على تعمير ا لطريق المؤدي الى الديار المقدسة ومن ثم مقاتلة أهل الشام والقضاء على‬
‫النفوذ الفاطمي في مصر (‪.)1‬‬

‫نجح هذا األسلوب في تهدئة النفوس وأنخدعت الخالفة العباسية فيه كذلك على أمل‬
‫األستعانة بهم من أجل القضاء على الخصوم في مصر وبالد الشام واليمن وبعض مناطق‬
‫أفريفيا (‪ . )2‬لذلك أمر الخليفة القائم بأمر هللا بأن يذكر اسم السلطان السلجوقي طغرل بك‬
‫ولن يكون لقبه ( السلطان ركن الدوله ابا طالب طغرل بك محمد بن ميكائيل يمين امير‬
‫المؤمنين) (‪ . )3‬على أن يذكر بعد أسمه اسم الملك الرحيم ابي نصر بن أبي كاليجار‬
‫سلطان الدولة البويهية (‪.)4‬‬
‫(‪ )1‬ابن األثير ‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ‪ , 9‬ص‪.609‬‬

‫(‪ )2‬محمد جمال الدين سرور ‪ :‬تاريخ الحضارة األسالمية في الشرق ‪ ,‬القاهرة ‪ , 1965‬النفوذ‬
‫الفاطمي ‪ .‬ص‪.102‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حسنين عبد المنعم ‪ ,‬الدولة السلجوقية ‪ ,‬مكتبة األنجلوا المصرية‪ ,‬القاهرة ‪1975‬م‪ ,‬ص‪.39‬‬

‫(‪ )4‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.164‬‬

‫ال آخر الى الخليفة العباسي يسنأذنه في دخول بغداد فأذن له ‪ ,‬وما‬‫بعث طغرل بك رسو ً‬
‫أن وصل سلطان السالجقة وجيشه الى النهروان حتى خرج ألستقبالهم وفد برئاسة الوزير‬
‫( رئيس الرؤساء) وضم الوفد كبار موظفي الدولة من قضاة ونقباء‪ .‬فلما علم طغرل بك‬
‫بقدوم الوفد ارسل الى أ ستقباله األمراء ووزيره ابا نصر محمد بن منصور الكندري وهو‬
‫أول وزراء آل سلجوق (‪ .)1‬ولما التقى رئيس الرؤساء بطغرل بك أبلغه رسالة الخليفة (‬
‫واستحلفه له وللملك الرحيم وألمراء األجناد فأجابه)(‪.)2‬‬

‫ثم واصل طغرل بك سيره الى أن دخل بغداد قي يوم األثنين ‪ 25‬رمضان من عام ‪447‬‬
‫هـ ‪ 1055 /‬م في موكب ضخم ونزل بباب الشماسية ‪ ,‬ووصل اليه قريش بن بدران‬
‫صاحب الموصل ‪ ,‬وكان في طاعته (‪.)3‬‬

‫فأستقبل أروع أستقبال ‪ .‬وأعترف الخليفة به سلطانا ً على جميع المناطق التي تحت يديه‬
‫ولكن طغرل بك لم يهدأ له بال قبل أن يباشر بتنفيذ وتحقيق األهداف األخرى التي جاء‬
‫من أجلها الى بغداد األن ماأنجز في الوصول الى مركز الشرعية وأعالن الخطبة له كان‬
‫فرصه مناسبة دفعته للألنفراد بالسلطة دون منافس وذلك بأزاحة الوجود السياسي‬
‫للبويهيين كليا ً (‪.)4‬‬
‫ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.164‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫حسين أمين ‪ ,‬تاريخ العراق ‪ ,‬ص‪.60‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫عبد المنعم ‪ ,‬سالجقة ايران ‪ ,‬العراق ‪ ,‬ص‪.39‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫(‪ )4‬المصدر نفسه ص ‪.39‬‬

‫حسم طغرل بك على التخلص من الملك الرحيم‪ ,‬غير بما يترتب على ذلك من أحراج‬
‫للخليفة العباسي‪ ,‬فقبض عليه وأرسله أسي اًر الى الري ‪ ,‬وسجن في قلعه طبرك الى أن توفي‬
‫عام ‪ 450‬هـ ‪ 1058 /‬م ورافق دخول الجيش السلجوقي بغداد‪ ,‬استياء الشعب من تصرفات‬
‫جيش األحتالل ‪ ,‬حيث وقع أصطدام بين الشعب وجند األحتالل بسبب مارافق ذلك من‬
‫أسراف في أرتكاب الفواحش األنفالت رجال الجيش السلجوقي فنهبوا األسواق والبيوت‬
‫وأحدثوا جرائم كثيرة(‪.)1‬‬

‫وقد أثا رت هذه األعمال الهمجية ردود فعل عارمة من الغضب بين اوساط الشعب ‪,‬‬
‫فهاجموا عسكر السالجقة ووقع قتال بين الطرفين ‪ ,‬وقد استاء الخليفة العباسي من هذه‬
‫األعمال السنيعه‪ ,‬وأرسل الى السلطان السلجوقي يبلغه استياءه وأن اآلمال فيه خابت‪.‬‬
‫وبذلك زالت السلطة البويهية وقامت بدالً منها سلطة أجنبية أخرى لم تختلف كثي اًر عن‬
‫األولى وقد استقبلها الشعب بثورة عارمة (‪ .)2‬ومن أهم سالطين السالجقة األقوياء‪:‬‬
‫‪ -1‬السلطان طغرل بك ( األول ) ‪ 455 – 447‬هـ ‪1063 – 1055 /‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬السلطان عضد الدين ألب أرسالن‪ 465 – 455 ,‬هـ ‪ 1072 – 1063 /‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬جالل الدين ابو الفتح ملكشاه ‪ 485 – 465‬ه‪ 1092 -1072 /‬م وبعد وفاة ملكشاه‬
‫ولي أبنه ( بركيا روق) الذي بدأت في عهده المنازعات والحروب الداخلية مع أخوته‬
‫وأعمامه‪ ,‬مما أدى الى تفكيك الدولة وأصبحت عاجزة عن صد غارات الطامعين أمثال‬
‫قبائل الغزو والقرة خطاي ‪ ,‬كما هزمت جيوشها أمام ملوك خوارزم‪ .‬وذلك في فترة عرفت‬
‫بعصر األثابكيات السلجوقية(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬ابن الجوزي ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.65‬‬

‫(‪ )2‬ابن األثير‪ ,‬الكامل ‪ ,‬ص‪.613‬‬

‫(‪ )3‬صالح رمضان حسن ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية ‪ ,‬ص‪.46‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫السالجقة من الناحية األدارية‬

‫من ناحية األدارية ‪ :‬لم يدر البويهين البالد أدارة حكيمة لمصلحة العامة من أجل خدمة‬
‫أغراضهم الشخصية مما صدى بالسلطة المركزية في بغداد الى أتخاذ اجراءات عامة‬
‫لمعالجة موقفهم وتمثلت تلك األجراءات بسياسة المهادرات والتنظيمات وبقيت الدولة‬
‫البويهية اقليمية مثلت الري والجبال وبالد فارس واألحواز والعراق فقط ‪ .‬ولم يهتموا بفكرة‬
‫الجهاد التي تند المسلمين الى السلطة (‪.)1‬‬

‫من ناحية فكرية ‪ -:‬كان هناك أختالف عنصري بين األجناد حيث كانوا يتألفون من ديلم‬
‫وأتراك وبين العنصرين غيرة ومنافسات فكان بينهم نزاع شديد يعود بالضرر على الناس‬
‫حيث تقف حركة التجارة لخوف الناس على أموالهم وقد كانت هذه المنازعات تؤدي سنة‬
‫‪ 335‬الى خلع معز الدولة بيد الديلم أنفسهم ولما أروا تقدم األتراك ثاروا به وساعد معز‬
‫الدولة على األنتصار بقوة الديلم وأمر بتوبيخ الديلم وأطالق األتراك أطالقات زائدة على‬
‫واسط والبصرة فأخربوا البالد ونهبوا األموال وصار ضرهم أكبر من نفعهم (‪.)2‬‬

‫أمين فوزي ‪ ,‬يحيى ‪ ,‬تاريخ الدولة العباسية ‪ ,‬دار الفكر ‪ ,‬مصر ‪ ,‬جـ ‪ ,2‬ص‪.37‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الحضري بك محمد ‪ ,‬تاريخ األمم األسالمية ‪ ,‬ص‪.382‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫استعان البويهيون بوزراء معظمهم من القدس وقربوا إليهم بعض الرجال وأوصلهم الى‬
‫الو ازرة قاموا بأنتهاك حرمة القضاء والمؤسسات األخرى ذات العالقة بالعقيدة األسالمية‬
‫وقام معز الدولة احمد بن بويه بتضمين منصب قاضي القضاة بمبلغ قدره مائتان درهم‬
‫سنوياً وتعهد المتضمن أبو العباس عبد هللا بن أبي الشوارب بأرسال هذا الميلغ سنوياً الى‬
‫خزينة معز الدولة(‪.)1‬‬

‫قام البويهين بفرض ضريبة العشر على المنتوجات وعلى المواد الغذائية وبعض األعمال‬
‫الحرة وضريبة الملح وبسبب ثورة الشعب على هذه الساسة أضطر حاكم بويهي بألغاء‬
‫هذه الضرائب‪ .‬قام حسن بن بويه بأحتالل الري ودخل في تحالفات محلية مع أمرائها‬
‫وأستطاع فرض نظرية على حرجان وطبرستان وأعترفت به حاكماً عليها وأقليم الجبال‬
‫مقابل اموال قليلة (‪.)2‬‬

‫الظاهري ‪ ,‬ثغري ‪ ,‬بردي ( المتوفي ‪ 874 :‬هـ) ‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪ ,‬دار الكتب ‪ ,‬مصر جـ ‪, 3‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص‪.328‬‬

‫أبن األثير ‪ ,‬كامل في تاريخ ‪ ,‬جـ ‪ , 9‬ص‪.46‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ان الخليفة العباسي منع من التصرف بأموال الدولة وتحديد راتب معين له وأستيالء امير األمراء على‬
‫مواريث المال لعهد البويهين مثالً خصص معز الدولة البويهي للخليفة العباسي المستكفي باهلل كل يوم‬
‫خمسة اآلف درهم وبعد خلع الخ ليفة خفض الى ألفي درهم وكذلك أنقلب السلطة الى الوزراء وكتاب‬
‫األمير البويهي دون وزراء وكتاب الخليفة ويذكر أسم األمير بعد أسم الخليفة في صالة الجمعة وضرب‬
‫الطبول على أيواهم خالل أوقات الصالة وطلب األمراء البويهين أن تضرب القابهم وأسمائهم على‬
‫العملة النقدية وع دم مشاركة الخلفاء وأخذ رأيهم في القضايا ذات العالقة بسيادة الخليفة فكان األمراء‬
‫البويهين يعقدون المعاهدات صلح دون علم الخليفة وتوقيعه على تلك المعاهدات (‪ .)1‬واألمراء أساءوا‬
‫التصرف بخزانة الدولة وعائداتها المالية كما صارت أموال النواحي والواليات تحمل على خزائن األمراء‬
‫فيأمرون بها وينهون فيها وأضطراب على الحالتين المالية واألدارية فأن الضرائب عامل أضافي زاد‬
‫في سوء األحوال األدارية(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬األمين حسن ‪ ،‬موسوعة المعارف الشيعية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دار التعارف للمطبوعات ‪ ,‬لبنان (‪1422‬هـ‪-‬‬
‫‪2001‬م)‪.‬‬

‫(‪ )2‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم في تاريخ األمم والملوك ‪ ,‬جـ ‪ ,6‬ص‪.357‬‬

‫امر الخليفة القائم بأمر هللا أن يذكر اسم السلطان السلجوقي في طغرل بك في الخطبة‬
‫وأن يكون لقبه السلطان ركن الدولة اي طالب طغرل بك بن محمد بن ميكائيل امير‬
‫المؤمنين وعلى أن يذكر اسم الملك الرحيم ابي نهر بن أبي كاليجار سلطان الدولة البويهية‬
‫لذلك طلب طغرل بك من خليفة العباسي دخول بغداد فدخلها ووصل جيشه الى النهروان‬
‫وخرج ألستقبالهم وفد برئاسة الوزير ( رئيس الرؤساء) وهم الوفد كبار الموظفين الدولة من‬
‫قضاة ونقباء أرسل طغرل بك األمراء والوزراء ومنهم وزيره ابا نصر محمد بن منصور‬
‫الكندري وهو أول وزراء آل سلجوق وأعترف خليفة ب طغرل بك سلطاناً على جميع‬
‫المناطق التي تحت يديه(‪.)1‬‬

‫بدأ السلطان الب ارسالن بالسيطرة على حلب وشمالي الشام لكي يحمي ظهره من الخطر‬
‫الفاطمي قبل التوغل في أرض الروم شماالً وكانت تحت حكم الدولة المرداسية أميرها‬
‫م حمود بن مرداس الكالبي الذي أعلن والءه للدولة العباسية وخطب بأسم الخليفة العباسي‬
‫القائم بأمر هللا والسلطان السلجوقي(‪.)2‬‬

‫ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.164‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫ابن األثير ‪ ,‬الكامل في التاريخ ‪ ,‬جـ ‪ ,10‬ص‪.64 -63‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫ارسل الخليفة العباسي الى محمود بن مرداس الخلع مع نقيب النقباء طراد بن محمد الزيني‬
‫ولم يكتفي السلطان الب إرسالن باألستيالء على حلب أفتتح مدينة الرملة وبيت المقدس‬
‫وقصد مدينة دمشق وحاصرها وحرب أعمالها وقطع المؤن عنها وسيطر على بالد الشام‬
‫وأتجه الى بالد األرض جورجيا وأجزاء مجاورة من بالد الروم وكان أهلها يكثرون من‬
‫الغاراة على أقليم أذربيجان حتى أصبحوا مصدر قلق لسكانه فقرر وضع حد لغاراتهم وضع‬
‫يده على بالدهم ألنها كانت النوافذ التي تطل على ممتلكات الدولة البيزنطينية (‪.)3‬‬

‫استمر السالطين السالجقة يتطلعون الى المجهول على تأييد المعنوي من الخليفة وأن‬
‫سلطان الب ارسالن لم يزر بغداد بل كان يكلف وفد للذهاب الى بغداد ويلتمس من خليفة‬
‫العباسي تسميته بالولد المؤيد على ذلك الخليفة ولقبه بقباء الدين عهد الدولة وفوضه امر‬
‫البالد والعباد والدولة ولقبه بملك المشرق والمغرب (‪.)4‬‬

‫حسنين عبد النعيم ‪ ,‬سالجقة ايران والعراق ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دار الكتاب اللبناني (‪1403‬ه – ‪1983‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫م) ‪ ,‬ص‪.54 -53‬‬

‫ابن األثير ‪ ,‬كامل في تاريخ ‪ ,‬ج‪ ,10‬ص‪.35‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫بدأ السالجقة تدخلهم في شؤون البالد والتصرف بأمورها ومواردها المالية وسيطروا على‬
‫عائدات البصرة واألحواز وأخذ سلطان السلجوقي يسرف في بناء دار كبيرة فخرب الدور‬
‫والمحال واألسواق بالجانب الشرقي في بغداد‪ .‬وأستمر عبث الجيش السلجوقي وفسادهُ في‬
‫استباحة حرمات الناس والنزول في دورهم واألعتداء على كرامتهم (‪.)5‬‬

‫أصبحت موارد العراق المالية واألقتصادية تحت سيطرة السالجقة فأصدر طغرل بك أوامره‬
‫بجعل الموارد الى خزينته بدالً في خزينة الدولة وضمن واسط بمائتي الف دينار ضمن‬
‫بغداد البي الفتح المظفر بن الحسين ثالث سنين بأربع مئة الف دينار وعقد ضمان بغداد‬
‫على أبي سعيد القايني بمئة وخمسين الف دينار وعقد واسط على أبي جعفر بن طلب‬
‫بمئتي الف دينار وأن هدف سالطين السالجقة ممثليهم األداري في العراق ( العميد) أو‬
‫العسكري ( الشحنة) العمل على جباية أكبر قدر من المال وقد وصف نظام الملك جرائم‬
‫من أجل الحصول على دينار واحد (‪.)6‬‬
‫حسن صالح رمضان ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية للنفوذ السلجوقي ‪ ,‬الموصل ‪ ,‬دار الكتب ‪,‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫العراق ‪ ,1987 ,‬ص‪.48‬‬

‫ابن األثير ‪ ,‬الكامل في التاريخ ‪ ,‬جـ ‪ , 10‬ص‪.36 -35‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫الخاتمة‬
‫نحمد الباري سبحانه وتعالى الذي وفقنا لما قدمنا فنصنع قطارتنا األخيرة بعد المشوار الذي‬
‫خضناه بين التفكير والعقل في البحث الذي بعنوان ( السيطرة البويهية والسلجوقية على‬
‫العراق ‪334‬هـ ‪ 656 -‬ه دراستها ومقارنتها) الذي تضمن طريقة التدخل الخارجي في‬
‫الخالفة العربية األسالمية المتضمنة بالبويهين والسالجقة وكيفية تدخلهم والسيطرة على‬
‫اركان الخالفة في المبحث األول تطرقنا الى التدخل واألحتالل البويهي في العراق خالل‬
‫الخالفة العباسية وأهم القادة والسالطين البويهيين وكذلك الخلفاء العباسيين الذين عاصروهم‬
‫في تلك الفترة أما المبحث الثاني فتطرقنا الى أصل السالجقة وموطنهم وكذلك األحتالل‬
‫السلجوقي من العراق وطريقة تدخلهم وأهم القادة األقوياء من السالجقة وكذلك الخلفاء‬
‫الذين عاصروهم اما في المبحث الثالث فتطرقنا الى النظم األدارية والمالية للبويهيين‬
‫والسالجقة في الخالفة العربية األسالمية‪ .‬لتقديم ماقدمنا كانت رحلة ممتعة وجاهدة لألرتفاع‬
‫لد رجات الفكر والعقل ولم يكن هذا بالجزء القليل والنستطيع ندعي فيه العمال ولكن لنا‬
‫عذرنا في عاصرة جهدنا وتأمل من هللا أن ينال قبولكم وان يلقي األستحسان منكم وصلي‬
‫اللهم وسلم تسليماً كثي ار على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫المصادر ‪:‬‬
‫‪ -1‬ابن أثير ‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ ‪ , 1‬ص‪.610 -609‬‬

‫‪ -2‬ابن األثير ‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ‪ , 9‬ص‪.609‬‬

‫‪ -3‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.164‬‬

‫‪ -4‬ابن الجوزي ‪ ,‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪ -5‬ابن الجوزي ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.65‬‬

‫‪ -6‬األمين حسن ‪ ،‬موسوعة المعارف الشيعية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دار التعارف للمطبوعات ‪ ,‬لبنان‬
‫(‪1422‬هـ‪2001 -‬م)‪.‬‬

‫‪ -7‬الظاهري ‪ ,‬ثغري ‪ ,‬بردي ( المتوفي ‪ 874 :‬هـ) ‪ ،‬النجوم الزاهرة ‪ ,‬دار الكتب ‪ ,‬مصر جـ ‪, 3‬‬
‫ص‪.328‬‬

‫‪ -8‬المقريزي ‪ :‬تقي الدين أحمد بن علي ‪ ,‬السلوك لمعرفة دول الملوك ‪ ,‬القاهرة ‪ , 1956 ,‬جـ ‪1‬‬
‫‪ ,‬ص‪ – 30‬ابن خلدون ‪. 3 / 5 ,‬‬

‫‪ -9‬أمين فوزي ‪ ,‬يحيى ‪ ,‬تاريخ الدولة العباسية ‪ ,‬دار الفكر ‪ ,‬مصر ‪ ,‬جـ ‪ ,2‬ص‪.37‬‬

‫‪ -10‬ابن األثير ‪ ,‬الكامل في التاريخ ‪ ,‬جـ ‪ ,10‬ص‪.64 -63‬‬


‫‪ -11‬أبن األثير ‪ ,‬كامل في تاريخ ‪ ,‬جـ ‪ , 9‬ص‪.46‬‬

‫‪ -12‬ابن األثير‪ ,‬الكامل ‪ ,‬ص‪.613‬‬

‫‪ -13‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم في تاريخ األمم والملوك ‪ ,‬جـ ‪ ,6‬ص‪.357‬‬

‫‪ -14‬األوغوز خففت هذه التسمية فصارت ( الغز)‪.‬‬

‫‪ -15‬الحضري بك محمد ‪ ,‬تاريخ األمم األسالمية ‪ ,‬ص‪.382‬‬

‫‪ -16‬حسين أمين ‪ ,‬تاريخ العراق ‪ ,‬ص‪.60‬‬

‫‪ -17‬صالح رمضان حسن ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية للنفوذ السلجوقي ص‪.42‬‬

‫‪ -18‬محمد جمال الدين سرور ‪ :‬تاريخ الحضارة األسالمية في الشرق ‪ ,‬القاهرة ‪ , 1965‬النفوذ‬
‫الفاطمي ‪ .‬ص‪.102‬‬

‫‪ -19‬ابن الوردي ‪ ,‬عمر بن مظفر ( المتوفي ‪ , )749 :‬تاريخ ابن الوردي ‪ ,‬لبنان ‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ 1417 ,‬هـ ‪ 1996 -‬م ‪ ,‬ط ‪ ,‬ص‪.496‬‬

‫‪ -20‬ابن أثير‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ ‪ , 1‬ص‪.565 -564‬‬

‫‪ -21‬حسنين عبد المنعم ‪ ,‬الدولة السلجوقية ‪ ,‬مكتبة األنجلوا المصرية‪ ,‬القاهرة ‪1975‬م‪,‬‬
‫ص‪.39‬‬

‫‪ -22‬حسنين عبد النعيم ‪ ,‬سالجقة ايران والعراق ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دار الكتاب اللبناني (‪1403‬ه –‬
‫‪ 1983‬م) ‪ ,‬ص‪.54 -53‬‬

‫‪ -23‬حسنين عبد النعيم ‪ ,‬سالجقة ايران والعراق ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دار الكتاب اللبناني (‪1403‬ه –‬
‫‪ 1983‬م) ‪ ,‬ص‪.54 -53‬‬
‫‪ -24‬دقاق تعني القوس من الحديد – أبن األثير ‪ :‬عز الدين ابي الحسن علي بن أبي الكرم‬
‫محمد ابن عبد الكريم ‪ ,‬الكامل في التاريخ ‪ ,‬بيروت لبنان ‪ 1385 / 1975 ,‬هـ ‪ ,‬جـ ‪ , 9‬ص‬
‫‪.473‬‬

‫‪ -25‬صالح رمضان حسن ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية ‪ ,‬ص‪.46‬‬

‫‪ -26‬عبد المنعم ‪ ,‬سالجقة ايران ‪ ,‬العراق ‪ ,‬ص‪.39‬‬

‫‪ -28‬ابن األثير ‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ ‪ , 9‬ص ‪.473‬‬

‫‪ -29‬ابن األثير ‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ‪ , 9‬ص‪.605‬‬

‫‪ -30‬ابن األثير ‪ ,‬كامل في تاريخ ‪ ,‬ج‪ ,10‬ص‪.35‬‬

‫‪ -31‬ابن األثير ‪ ,‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫‪ -32‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.164‬‬

‫‪ -33‬المصدر نفسه ص ‪.39‬‬

‫‪ -34‬حسن صالح رمضان ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية للنفوذ السلجوقي ‪ ,‬الموصل ‪ ,‬دار الكتب ‪,‬‬
‫العراق ‪ ,1987 ,‬ص‪.48‬‬

‫‪ -35‬حسين أمين ‪ :‬تاريخ العراق في العصر السلجوقي ‪ ,‬منشورات المكتبة األهلية مطبعة‬
‫األرشاد ‪ ,‬بغداد ‪ 1965‬م ‪ ,‬ص‪.58‬‬

‫‪ -36‬صالح رمضان حسن ‪ ،‬مقاومة الخالفة العباسية للنفوذ السلجوقي ‪ ,‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة ‪ ,‬كلية اآلداب جامعة الموصل ‪1987 ,‬م ‪ ,‬ص‪.26‬‬

‫‪ -37‬ابن األثير ‪ ,‬الكامل في التاريخ ‪ ,‬جـ ‪ , 10‬ص‪.36 -35‬‬

‫‪ -38‬ابن األثير‪ ,‬الكامل ‪ ,‬جـ‪ ,9‬ص‪.607 – 806‬‬


‫‪ -39‬المقريزي ‪ ،‬السلوك ‪ ,‬جـ‪ ,1‬ص‪.31‬‬

‫‪ -40‬ابن األثير‪ ,‬الكامل ص‪.474‬‬

‫‪ -41‬صالح رمضان حسن ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية ‪ ,‬ص‪.43‬‬

‫‪ -42‬المصدر نفسه ‪ ,‬مقاومة الخالفة العباسية ‪ ,‬ص‪.44‬‬

‫‪ -43‬ابن الجوزي ‪ ,‬ابو الفرج عبد الرحمن ‪ ,‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪ ,‬المطبعة العثمانية‬
‫‪ ,‬حيدر اباد ‪ ,‬الهند ‪ ,‬الركن ‪1358‬هـ ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.164‬‬

‫‪ -44‬ابن األثير عز الدين الحسن ( المتوفي ‪ 360 :‬ه) الكامل في التاريخ ‪ ,‬تح ‪ :‬عمر عبد‬
‫السالم ترمذي ‪ ,‬بيروت دار الكتب العربي ‪ ,‬لبنان ‪1417 ,‬ه – ‪ 1997‬م ‪ ,‬جـ‪ ,7‬ص‪.229‬‬

‫‪ -45‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم في تاريخ الملوك واألم ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.116‬‬

‫‪ -46‬السامرائي ‪ ,‬خليل ابراهيم ‪ ,‬الدولة األسالمية ‪ ,‬دار الكتب للطباعة والنشر‪ ,‬العراق ‪ ,‬الموصل‬
‫‪ , )1988 – 1408 ,‬جـ ‪ , 1‬ص‪.133‬‬

‫‪ -47‬ابن األثير البداية والنهاية ‪ ،‬تح ‪ :‬ظاهر الزاوي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬مكتبة العلمية ‪ ,‬لبنان ‪-1399‬‬
‫‪ , 1771‬جـ ‪ , 15‬ص‪.166‬‬

‫‪ -48‬الخضري بك ‪ ,‬محمد ‪ ،‬محاضرات تاريخ األمم األسالمية ‪ ,‬تح ‪ :‬محمد العثماني ‪ ,‬دار احباء‬
‫الكتب ‪ 1206 ,‬ه – ‪ 1986‬م ‪ ,‬ص‪.325‬‬

‫‪ -49‬جمال الدين ‪ ،‬محمد ‪ ,‬تاريخ الحضارة األسالمية ‪ ,‬مصر ‪ ,‬دار الفكر العربي ‪ ,‬ص‪.57‬‬

‫‪ -50‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم في تاريخ الملوك ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.47‬‬

‫‪ -51‬ابن األثير‪ ,‬الكامل في تاريخ ‪ ,‬جـ ‪ , 9‬ص‪.182‬‬


‫‪ -52‬ابن خلدون‪ ,‬عبد الرحمن بن محمد ( المتوفي ‪ 808 :‬هـ) ‪,‬كتاب العبر وديوان المبتدأ‬
‫والخبر‪ ,‬تح ‪ :‬خليل ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دار الفكر ‪1408( ,‬هـ ‪1988 -‬م) ‪ ,‬جـ‪, 4‬ص‪.474‬‬

‫‪ -53‬ابن الجوزي ‪ ,‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪ ,‬جـ ‪ , 8‬ص‪.68 -67‬‬

You might also like