‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأة مدرسة المدينة المنورة‬
‫المطلب األول‪ :‬نبذة تاريخية عن مدرسة المدينة المنورة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة المدرسة التاريخية في المدینة المنورة‬
‫‪:‬المبحث الثاني‬
‫‪:‬المطلب األول‬
‫‪:‬المطلب الثاني‬
‫الخاتمة‬
 ‫املقدمة‪:‬‬
‫تعد مدرسة املدينة التاريخية أو مدرسة‪ ‬الحجاز‪ ‬من كبرى املدارس التاريخية بل املدرسة‬
‫األولى في التاريخ؛ فقد عظم االهتمام اإلسالمي بهذه املدرسة‪ ،‬ولعل السبب في ذلك أن‬
‫املدينة كانت عاصمة الرسول والخلفاء من بعده ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬ومركز تجمع‬
‫الصحابة والبلد األساسي للدين الجديد صاحب الدولة والفتوح‪ ،‬فأكثر كتاب السيرة‬
‫مغاز كان النبي ‪-‬‬
‫األولين كانوا من أهل املدينة؛ ألن أكثر أحداث السيرة من تشريع مدني و ِ‬
‫‪1‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فيها‪ ،‬وكان من حوله أصحابه‪ ،‬وهم أعرف الناس بتلك األخبار‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫فعندما جاء اإلسالم‪ ،‬وقامت الدولة العربية‪ ،‬ومست الحاجة إلى معرفة سيرة الرسول ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪-‬العربي وأحواله واستقصاء السنة‪ ،‬توفر رجال على جمع أخبار‬
‫السيرة وتدوينها‪ ،‬فكان ذلك بد اشتغال العرب في اإلسالم بالتاريخ‪ ،‬على أن التاريخ لم‬
‫فرعا من فروع علم الحديث‪ ،‬فلذلك ارتبطت مدرسة املدينة‬ ‫يخرج يومئذ عن كونه ً‬
‫التاريخية منذ نشأتها بدراسة مغازي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ،-‬ومن ثم يكون اصطالح‬
‫ً‬
‫مدرسة املغازي مرادفا ملصطلح املدرسة التاريخية األولى في املدينة‪.2‬‬

‫املبحث األول‪ :‬نشأة مدرسة املدينة املنورة‬

‫املطلب األول‪ :‬نبذة تاريخية عن مدرسة املدينة املنورة‬

‫‪ 1‬شاكر مصطفى‪ ،‬التاريخ العربي والمؤرخون‪ ،‬ص ‪ ، 149‬وللمزيد انظر عبد العليم عبد الرحمن خضر‪ ،‬المسلمون وكتابة التاريخ‪ ،‬ص‪،83‬‬
‫ورسالة سابقة عروة بن الزبير فقهيًا‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ 22‬فتحية النبرواى‪ ،‬علم التاريخ دراسة في مناهج البحث‪ ،‬ص‪ ،91‬و هرنشو‪ ،‬علم التاريخ‪ ،‬ص‪.53‬‬
 ‫املدرسة الغياثية‪ .‬أو مدرسة مدينة املنورة وهي من املدارس الدينية والتي عرفت فيما‬
‫بعد باسم املدارس البنجالية أو املدارس البنغالية‪ ،‬تشير هذه املدارس إلى املدارس التي‬
‫شيدت في الحجاز خالل القرنين الرابع عشر والخامس عشر من قبل سالطين البنغال‪،‬‬
‫حيث أنها جزء من تاريخ التفاعالت بين سلطنة البنغال وشريفية مكة كما يمكن العثور‬
‫‪.‬على سرد لهذه التفاعالت في طريق مكة أو تاريخ مكة‬
‫أسس السلطان غياث الدين أعظم شاه معهدين في مدينتي مكة واملدينة خالل فترة حكمه‬
‫في البنغال من ‪ 1390‬إلى ‪ .1411‬تقع هذه املدرسة في مكة املكرمة بالقرب من بوابة أم‬
‫هاني للمسجد الحرام‪ ،‬كما بدأ بناءها في رمضان ‪ 1411‬م واكتمل عام ‪ 1412‬م‪ .‬عمل‬
‫العالم العربي املعاصر تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي في املدرسة الغياثية كمدرس‬
‫للفقه املالكي وعمل فيها معلمون آخرون من بينهم جمال الدين قرشي وشهاب الدين‬
‫صغاني ومحي الدين فاسي وأبو الحسن الحسكفي وعائلة شيبي‪ .‬منهج هذه املؤسسة‬
‫يدرس الفقه من جميع املذاهب املختلفة‪ .‬تقع املدرسة الغياثية في املدينة املنورة بالقرب‬
‫ً‬
‫من باب السالم باملسجد النبوي‪ .‬كما أن السلطان كان قد طلب أمواال لشراء عقارات‬
‫إلنشاء وصيانة كال املعهدين في مكة املكرمة واملدينة النبوية وأرسل الكثير من املال‬
‫إلصالح تيار عرفات‪ .‬لكن قرر شريف مكة حسن بن عجالن استخدام األموال التي‬
‫ً‬
‫قدمها السلطان ملشروع آخر بدال منه‪ُ .‬يقال بأن املدارس الدينية هي أفضل املؤسسات في‬
‫املنطقة خالل هذه الفترة‪.3‬‬

‫كان سلطان البنغال الالحق جالل الدين محمد شاه على عالقة طيبة مع شريف مكة‬
‫بركات بن حسن كما أنه أرسل له الهدايا وأردية الشرف‪ ،‬وحصل السلطان على إذن من‬

‫‪Abdul Karim (2012). "Ghiyasia Madrasa". In Islam, Sirajul; Miah, Sajahan; Khanam, Mahfuza; Ahmed, Sabbir 3‬‬
‫‪(eds.). Banglapedia: the National Encyclopedia of Bangladesh‬‬
 ‫الشريف ليبني مدرسة في مدينة مكة املكرمة‪ .‬كما ُيقال ً‬
‫أيضا أنه شيد مدرسة في املدينة‬
‫املنورة بين عامي ‪ 1428‬و ‪' 1431‬‬
‫‪54‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬نشأة املدرسة التاريخية في املدینة املنورة‬

‫كان لثقافة العرب والهتمامهم الفكري اثرا في توجیه الحركة الفكریة في العالم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ولعل من ابرز مظاهر اتجاهاتهم الثقافیة والفكریة اهتمامهم بالجوانب‬
‫اإلنسانیة أي كل ما یتعلق باإلنسان وتصرفاته ‪ ،‬وملا كان التاریخ من ابرز فروع‬
‫املعرفة أو العلم الذي من خالله تظهر اإلنسانیة على حقیقتها فقد خص بنصیب كبیر‬
‫اضافة إلى ذلك فهناك كانت عوامل أساسیة أخرى دفعتهم إلى االهتمام من االهتمام ‪،‬‬
‫‪ ‬به ومنها دعوة القرآن الكریم إلى االهتمام بأحوال املاضین ‪ ،‬ومنها مكانة الرسول‬
‫بین الناس لذلك كان التاريخ من أوائل العلوم التي اهتموا بها فتدارسوه ‪ ‬والصحابة‬
‫‪.‬ورووا أخباره واهتموا بتدقیقه‬
‫أن املتتبع لبدایات تدوین التاریخ العربي یمكن أن یقر أن الدور الحقیقي للعرب في‬
‫التدوین بدء بتدوین القرآن الكریم ‪ ،‬فعملیة جمع آیات القرآن الكریم شكلت أهم خطوة‬
‫قامبها العرب املسلمین وكانت أعظم دلیل على بدایة التدوین وبعد أن اطمأن املسلمون‬
‫على كتاب اهللا بدءوا یوجهون اهتماماتهم نحو تدوین أحادیث الرسول سیما وان القرآن‬
‫الكریم نجده قد نص على أن أقوال الرسول موحى بها وان سیرتهمثل یقتدون به وهنا‬
‫نجد دافعا مباشرا لدراسة أقوال الرسول وأفعاله لقد كانت أحادیث الرسول احد‬
‫عوامل تدوین التاریخ آذ عني املسلمین بجمع األحادیث النبویة لیفسروا بها القرآن‬

‫‪4‬‬
‫‪MA Taher (2012). "Jalaluddin Muhammad Shah". In Islam, Sirajul; Miah, Sajahan; Khanam, Mahfuza; Ahmed,‬‬
‫‪Sabbir (eds.). Banglapedia: the National Encyclopedia of Bangladesh (Online ed.). Dhaka, Bangladesh:‬‬
‫‪Banglapedia Trust, Asiatic Society of Bangladesh. ISBN 984-32-0576-6. OCLC 52727562. Retrieved 5 December‬‬
‫‪2020.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪Siddiq, Mohammad Yusuf (2015). Epigraphy and Islamic Culture: Inscriptions of the Early Muslim Rulers of‬‬
‫‪Bengal (1205-1494). Routledge.‬‬
‫الكریم ویستنبطوا منها أحكام الدین ‪ ،‬وكان من هذه األحادیث جملة وافرة تتعلق بحیاة‬
‫النبي والصحابة فجمعت فیما جمعت وكانت أساس السیرة واملغازي فیما بعد ‪.‬‬
‫ولعل من أهم األسباب التي دفعت العرب املسلمین الى تدوین التاریخ هو االهتمام‬
‫بتتبع حیاة الرسول ‪ ‬وغزواته وحدیثة وما جرى فیها من وقائع‪ ،‬ذلك أن ظهور الرسول‬
‫‪ ‬كان أعظم حدث في تاریخ العرب املسلمین ومن أعظم الحوادث في التاریخ‬
‫اإلنساني ‪ ،‬فقد بشر بدین جدید ووحد كلمة العرب وأخرجهم من الظلمات إلى النور‬
‫ومن‬
‫عبادة األصنام وعبادة العباد إلى عبادة رب العباد ووحد كلمة العرب وجعلهم ینصهرون‬
‫في بوتقة واحدة ‪ ،‬وبذلك نجد املسلمین قد اهتموا بأقوال الرسول ‪ ‬وأفعاله لالقتداء‬
‫واالهتداء بها امتثاال ملا أمر اهللا تعالى عباده بأتباع رسوله واالقتداء به وذلك بقوله‬
‫تعالى‬