You are on page 1of 26

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬
‫كلية الشريعة ‪ -‬قسم الثقافة اإلسالمية‬

‫احلركة النسوية وآاثرها يف اجملمتع اإلساليم‬

‫إعداد‬

‫إيكو سوريا الدين قمر الدين‬

‫إشراف‬

‫الدكتور عبد اهلل الزايدي‬

‫العام اجلامعي ‪1436/1437‬ه‬

‫‪0‬‬
‫‪F‬‬
‫المقدمة‬

‫احلمد هلل والص''الة والس''الم على رس''ول اهلل وعلى آل'ه وأص'حابه ومن س''ار على هنج'ه‬
‫واقتدى أثره إىل يوم القيامة‪ '،‬أما بعد‪.‬‬

‫فمن ''ذ أن ع ''رف أع ''داء اإلس ''الم دور املرأة املس ''لمة يف بن ''اء األجي ''ال واس ''تقرار اجملتم ''ع املس ''لم‬
‫وارتقائ''ه‪ ،‬ب''ذلوا جه''ودهم يف إغ''راء األم''ة واملرأة املس''لمة خاص''ة بدعاي''ة خادع''ة باس''م "حتري''ر‬
‫املرأة"‪ ،‬زعم ''ا منهم أن الش ''ريعة اإلس ''المية ظلمته ''ا وأهانته 'ا' من خالل س ''لب حقوقه ''ا وص ''د‬
‫حرييتها‪.‬‬
‫لقد استمرت هذه الدعاية سنوات طويلة يف اجملتمع اإلس''المي‪ ،‬ف''اغرتت املرأة املس''لمة‬
‫وتأثرت هبا حيث تسعى إىل مطالبة حقوقها غافلة عن واجباهتا‪ ،‬فتوجهت إىل احلرية املزعوم''ة‬
‫ح''ىت وص''لت إىل خمالف ''ة فطرهتا وانس''الخ بعض مع''اين ال''دين والش''رف والفض ''يلة‪ ،‬ب''ل ن ''ادت‬
‫بعض ''ها هبذا الش ''عار وأخ ''ذت تنش ''ره بني أبن ''اء أمته ''ا من خالل مراك ''ز التوجي ''ه واإلرش ''اد يف‬
‫خمتلف امليادين السياسية والرتبوية' والفكرية‪ .‬وملا تبلورت هذه الفكرة حرك''ة نس''وية‪ ،‬اس''تغلها‬
‫أع ''داء اإلس ''الم وجعله ''ا س ''الحا للقض ''اء على ال ''بيت' املس ''لم ال ''ذي ه ''و أس ''اس البن ''اء الثق ''ايف‬
‫واحلض''اري لألم''ة اإلس''المية من خالل اتفاق''ات دولي''ة ألزمته''ا هيئ''ة األمم املتح''دة على مجي''ع‬
‫أعضائها‪'.‬‬
‫فانطالق''ا من ه''ذا كل''ه‪ ،‬أح''اول أن أحبث يف موض''وع "الحركة النسوية وآثارها في‬
‫المجتمع اإلسالمي"‪ ،‬وذل''ك من أج''ل جتلي''ة اآلث''ار املرتتب''ة على وج''ود ه''ذه احلرك''ة يف وس''ط‬
‫اجملتمع املسلم‪ ،‬سواء كانت هذه اآلثار إجيابية أم سلبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أهمية الموضوع وأسباب اختياره‪:‬‬

‫تتلخص أمهية هذا املوضوع' وسبب اختيار الباحث له يف النقاط التالية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعد هذه الدراسة حماول''ة إس''هام يف توعي'ة' اجملتم'ع املس'لم عم''ا حييطه'ا من القض''ايا املعاص'رة من‬
‫خالل بيان حقيقة احلركة النسوية' وخمخطاهتا وآثارها‪.‬‬
‫‪ -2‬إن هذه الدراسة حث أيضا لك'ل من أبن'اء اجملتم'ع املس'لم على مزي'د من االهتم'ام هبذه القض'ية'‬
‫وأخذ املوقف الفعال والقرار اإلجيايب حنو آثار هذه احلركة‪.‬‬

‫أهداف الموضوع‪:‬‬

‫‪ -1‬استجالء حقيقة احلركة النسوية‪'.‬‬


‫‪ -2‬تتبع جذور احلركة النسوية ونشأهتا وتطورها‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان آثار احلركة النسوية' يف اجملتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫لقد تعددت الدراسات يف عدد من البحوث والرسائل العلمية واجملالت احملكمة ح''ول‬
‫املرأة املسلمة يف ش'ىت ج''وانب حياهتا‪ ،‬باإلض''افة إىل كتاب''ة بعض املؤلفني والن''دوات واملؤمترات‬
‫واحملاضرات العلمية حول حماولة أعداء اإلسالم يف خلخلة كياهنا‪ ،‬مما ساهم يف إثراء املكتب''ات'‬
‫العلمية ح'ول موض'وع قض'ايا املرأة‪ .‬وعن'د تتب'ع الب'احث الدراس'ات واملؤلف'ات' ح'ول موض'وع‬
‫احلركة النسوية وآثارها يف اجملتمع اإلسالمي يف املظان املختلفة واحملتملة‪ ،‬توصل إىل أبرز هذه‬
‫الدراسات وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬النسوية اإلسالمية ودورها في التنمية السياسية في فلسطين‪:‬‬
‫من إع' ''داد الب' ''احث‪ :‬خل' ''ود رش' ''اد املص' ''ري‪ ،‬وه' ''و حبث مق' ''دم للحص' ''ول على دراج ''ة‬
‫املاجس' ''تري يف دراس' ''ات املرأة بكلي' ''ة الدراس' ''ات العلي' ''ا يف جامع' ''ة النج' ''اح الوطني' ''ة يف ن' ''ابلس‬
‫فلس' ''طني‪ ،‬ع' ''ام ‪2014‬م‪ ،‬وع' ''دد ص' ''فحاهتا ‪ 138‬ص' ''فحة‪ .‬ولق' ''د تض' ''من ه' ''ذا البحث دور‬

‫‪2‬‬
‫احلرك' ''ة النس ' ''وية اإلس ' ''المية يف إثب' ''ات وج' ''ود اإلس' ''الميات على الص ' ''عيد السياس ' 'ي' ب' ''أرض‬
‫فلس ''طني‪ ،‬كم ''ا تط ''رق إىل عالق ''ة ك ''ل من النس ''وية' العلماني ''ة والنس ''وية' اإلس ''المية' ب ''اختالف‬
‫مرجعيتهما‪.‬‬
‫ويتف' ''ق ه' ''ذا البحث م' ''ع دراس' ''ة "النس' ''وية اإلس' ''المية' ودوره' ''ا يف التنمي' ''ة السياس' ''ية' يف‬
‫فلس''طني" من حيث‪ :‬بي''ان حقيق''ة احلرك''ة النس''وية' وأثره''ا يف اجملتم''ع من اجملتمع''ات اإلس''المية‪'.‬‬
‫وخيتل'ف معه''ا يف‪ :‬حص'رها يف اجملال السياس'ي' وحتدي'دها اجملتم''ع الفلس''طيين‪ ،‬وأم'ا ه'ذا البحث‬
‫فيحاول تناول أثر هذه احلرك''ة يف مجي''ع ن'واحي احلي'اة‪ ،‬كم''ا تن'اول أثره''ا يف اجملتم'ع اإلس'المي'‬
‫على وجه العموم‪.‬‬
‫‪ -2‬الحركة النسوية وخلخلة المجتمعات اإلسالمية –المجتمع المصري أنموذجا‪:-‬‬
‫من إع''داد جمموع''ة من الب''احثني‪ :‬د‪ .‬خال''د قطب واهليثم زعف''ان وحمم''د فخ''ري ومايس''ه‬
‫م ''رزوق وحمم ''د ش ''اكر الش ''ريف‪ ،‬وه ''و حبث ض ''من سلس ''لة احلرك ''ة النس ''وية يف الع ''امل الع ''ريب‬
‫مبجل''ة البي''ان‪ '،‬ع''ام ‪1427‬ه‪2006/‬م‪ ،‬وع''دد ص''فحاهتا ‪ 295‬ص''فحة‪ .‬ه''ذا البحث يتن''اول‬
‫حماول''ة ت''أثري احلرك''ة النس''وية' يف خلخل''ة إح''دى اجملتمع''ات اإلس''المية وه''و اجملتم''ع املص''ري من‬
‫خالل النش''اطات املكثف''ة في''ه‪ ،‬حيث متكن من تغ''ريات' س''ريعة يف نس''اء جمتمعه''ا س''واء ك''انت‬
‫يف اجملال النظري أم التطبيقي‪ '،‬كما تدرس دور التمويل األجنيب وأجندة هذه احلركة‪.‬‬
‫ويتف ''ق ه ''ذا البحث م ''ع دراس ''ة "احلرك ''ة النس ''وية وخلخل ''ة اجملتمع ''ات اإلس ''المية"' من‬
‫حيث‪ :‬بي ''ان حقيق ''ة احلرك ''ة النس ''وية وفعالياهتا يف مص ''ر من خالل املنظم ''ات احلكومي ''ة وغ ''ري‬
‫احلكومي''ة يف ت''أثري جمتمعه''ا‪ .‬وخيتل''ف معه''ا يف‪ :‬حص''رها يف اجملتم''ع املص''ري‪ ،‬وأم''ا ه''ذا البحث‬
‫فيح ''اول تن ''اول أث ''ر ه ''ذه احلرك ''ة يف اجملتم ''ع اإلس ''المي' على وج ''ه العم ''وم في ''دخل يف ض ''منه‬
‫اجملتمع املصري وغريه من اجملتمعات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬الحركة النسوية في اليمن –تاريخها وواقعها‪:-‬‬
‫من إع''داد الب''احث‪ :‬أن''ور قاس''م اخلض''ري‪ ،‬وه''و حبث ض''من سلس''لة احلرك''ة النس''وية' يف‬
‫الع ''امل الع ''ريب مبجل ''ة البي ''ان‪ '،‬ع ''ام ‪1428‬ه‪2007/‬م‪ ،‬وع ''دد ص ''فحاهتا ‪ 254‬ص ''فحة‪ .‬ه ''ذا‬

‫‪3‬‬
‫البحث يهدف إىل تتبع نشأة احلركة النسوية يف اليمن وأه'دافها واس'رتاتيجياهتا وم'دى تأثريه'ا‬
‫يف اجملتمع اليمين‪ ،‬كما يبني حماولة جماهبة هذه احلركة والسبل املقرتحة هلا‪.‬‬
‫ويتف ''ق ه ''ذا البحث م ''ع دراس ''ة "احلرك ''ة النس ''وية وخلخل ''ة اجملتمع ''ات اإلس ''المية"' من‬
‫حيث‪ :‬بي''ان نش''أة احلرك''ة النس''وية وتطوره''ا ومكتس''باهتا وآثاره''ا يف اجملتم''ع اليم''ين‪ .‬وخيتل''ف‬
‫معه ''ا يف‪ :‬حص ''رها يف اجملتم ''ع اليم ''ين‪ ،‬وأم ''ا ه ''ذا البحث فيح ''اول تن ''اول أث ''ر ه ''ذه احلرك ''ة يف‬
‫اجملتم ''ع اإلس ''المي على وج ''ه العم ''وم في ''دخل يف ض ''منه اجملتم ''ع اليم ''ين وغ ''ريه من اجملتمع ''ات‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫يقتض''يي إع''داد ه''ذا البحث اس''تخدام املنهج التك''املي' ال''ذي ي''ربز في''ه املنهج الوص''في‬
‫واملنهج االس''تقرائي' عن''د الكالم عن حقيق''ة احلرك''ة النس''وية‪ '،‬واملنهج' التحليلي عن''د بي''ان آث''ار‬
‫هذه احلركة‪ .‬أما ما يتعلق باجلانب الفين للبحث‪ ،‬فهو وفق اآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬كتابة اآليات وفق الرسم العثماين للمصحف وعزوها إىل سورها مع ذكر رقم اآلية‪.‬‬
‫‪ -2‬ختريج األح' ''اديث من أمه' ''ات كتب مت' ''ون' احلديث م' ''ع بي' ''ان احلكم عليه' ''ا فيم' ''ا مل خيرج يف‬
‫الصحيحني أو أحدمها‪.‬‬
‫‪ -3‬الرتمجة باألعالم الوارد ذكرها يف البحث‪.‬‬
‫‪ -4‬التعريف باملصطلحات والكلمات األجنبية الوارد ذكرها يف البحث‪.‬‬
‫‪ -5‬توثيق النصوص' املنقولة' وعزها إىل مصادرها‪.‬‬
‫‪ -6‬العناية' بقواعد اللغة العربية واإلمالء وعالمات الرتقيم وفقا للمنهجية املتبعة يف كتاب''ة البح''وث‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ -7‬وضع الفهارس املتنوعة' اليت تسهل القراء يف الوصول إىل بغيته‪.‬‬

‫تقسيمات البحث‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫يتك ''ون ه ''ذا البحث من مقدم ''ة‪ ،‬ومخس ''ة مب ''احث‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وفه ''ارس‪ .‬ه ''ذا‪ ،‬وك ''انت‬
‫موضوعات البحث كاآليت‪:‬‬
‫املقدمة‪ ،‬وتشمل على‪:‬‬
‫‪ -‬أمهية املوضوع وأسباب اختياره‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف املوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬منهج البحث‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيمات البحث‪.‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬التعريف باحلركة النسوية‪.‬‬


‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم احلركة النسوية‪'.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬نشأة احلركة النسوية' العاملية وتطورها‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬األسس الفكرية للحركة النسوية العاملية‪'.‬‬
‫املطلب الرابع ‪ :‬أهداف احلركة النسوية العاملية‪'.‬‬
‫املطلب اخلامس ‪ :‬اجتاهات احلركة النسوية العاملية‪'.‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬احلركة النسوية' وآثارها يف اجملتمع اإلسالمي‪'.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬عوامل ظهور احلركة النسوية يف اجملتمع اإلسالمي‪'.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬مظاهر احلركة النسوية يف اجملتمع اإلسالمي‪'.‬‬
‫املبحث الثالث' ‪ :‬جماهبة احلركة النسوية يف اجملتمع اإلسالمي‪'.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬اجملال الفكري النظري‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬اجملال العملي‪.‬‬
‫اخلامتة‪ ،‬وهي عبارة عن نتائج البحث والتوصيات‪.‬‬
‫الفهارس‪ ،‬وتشمل على‪:‬‬
‫‪ -‬فهرس اآليات القرآنية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فهرس األحاديث النبوية' واآلثار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فهرس األعالم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فهرس املصطلحات والكلمات األجنبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فهرس املصادر واملراجع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فهرس املوضوعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التعريف بالحركة النسوية‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الحركة النسوية‬

‫يع ''د مص ''طلح "احلرك ''ة النس ''وية"' مص ''طلحا فضفاض ''ا رغم ش ''يوعه واس ''تخدامه أكادميي ''ا‬
‫وإعالميا' وأدبيا‪ ،1‬ولذلك من الص'عب ج'دا الوق'وف على تعري'ف ج'امع م'انع هلا‪ .‬والس'بب' يف‬
‫ذل' ''ك راج ' ''ع إىل تع' ''دد تي' ''ارات ه' ''ذه احلرك' ''ة واجتاهاهتا –س' ''يأيت بياهنا ب' ''إذن اهلل يف املطلب‬
‫اخلامس‪ ،-‬وأيض''ا تطوره''ا الت''ارخيي املرتب''ط مبقوالهتا وأطروحاهتا ومفاهيمه''ا‪ .‬فلك''ل تي''ار من‬
‫تي''ارات احلرك''ة النس''وية‪ ،‬ولك''ل اجتاه من اجتاهاهتا‪ ،‬ولك''ل مرحل''ة من مراح''ل تطوره''ا مفه''وم‬
‫خ ' ' ''اص هلا خيتل ' ' ''ف بعض ' ' ''ها عن بعض‪ .‬وم ' ' ''ع ه ' ' ''ذه الص ' ' ''عوبة‪ '،‬حناول استقص ' ' ''اء بعض ه ' ''ذه‬
‫التعريفات للوصول إىل صياغة مفهوم عام هلا‪.‬‬
‫ع''رف معجم "أكس''فورد" احلرك''ة النس''وية بأهنا احلرك''ة ال''يت (ت''دافع حق''وق املرأة على‬
‫أس ''اس املس ''اواة بني اجلنس ''ني)‪ .2‬وذك ''ر معجم "ك ''امربدج للفلس ''فة" أهنا احلرك ''ة القائم ''ة على‬

‫‪ 1‬الحركة النسوية في اليمن ألنور قاسم الخضري (ص ‪.)13‬‬


‫‪ 2‬انظ‪6‬ر ‪ ،http://www.oxforddictionaries.com/definition/english/feminism‬وهي ترجم‪6‬ة من اللف‪6‬ظ األص‪6‬لي اإلنجل‪6‬يزي (‬
‫‪.)the advocacy of women’s rights on the ground of the equality of the sexes‬‬

‫‪6‬‬
‫(الفلس'فة الرافض'ة لرب'ط اخلربة اإلنس'انية' خبربة الرج'ل)‪ .3‬أم'ا معجم "ويبس'تري" فعرفه'ا بتعري'ف‬
‫أك''ثر مشولية‪ ،‬وهي تع''ين احلرك''ة ال''يت تق''وم على (النظري''ة ال''يت تن''ادي مبس''اواة اجلنس''ني سياس''يا‬
‫واقتصاديا واجتماعيا‪[ ،‬وتسعى من خالل] نشاط منظم لتحقيق حقوق املرأة ومصاحلها)‪.2‬‬
‫فمن خالل ه''ذه التعريف''ات‪ ،‬نالح''ظ أن احلرك''ة النس''وية' يف أص''لها عب''ارة عن فلس''فة أو‬
‫نظري''ة غربي''ة تس''عى إىل ال''دفاع عن حق''وق املرأة السياس''ية واالقتص''ادية واالجتماعي 'ة' وغريه 'ا'‬
‫من ج ''وانب حياهتا بع ''د حك ''ر الرج ''ال عليه ''ا‪ .‬فه ''ذه احلرك ''ة حتاول أن ت ''رد االعتب ''ار' للم ''رأة‬
‫ودوره'ا املتجاه'ل بع'د ذل'ك التمي'يز اجلنس'ي ال'ذي ع'انت من'ه قرون'ا ع'دة بس'بب النظ'رة الدني'ة‬
‫إليها اليت كرستها الثقافات الغربية القدمية عن طريق العمل اجلماعي املنظم‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نشأة الحركة النسوية العالمية وتطورها‬

‫لقد أشرنا سابقا إىل أن ظهور احلركة النسوية' إمنا تعكس خربة املرأة الغربية يف مواجهة‬
‫قض''ايا فكري''ة ومش''كالت ثقافي''ة ع''انت منه''ا ط''وال عص''ور خالي''ة‪ .‬تنطل''ق احلرك''ة النس''وية' من‬
‫مسلمة أساسية وهي أن النظام االجتماعي الذي كان سائدا خالل القرون الس''ابقة من ت''اريخ‬
‫احلض''ارة الغربي''ة ه''و النظ''ام ال''ذكوري ال''ذي يك''رس اهليمن''ة الذكوري''ة ويثبت دني''ة املرأة‪ ،‬ح''ىت‬
‫أن كلمة إنسان خاصة للرجل دون املرأة‪ ،‬وكانت املرأة جنسا آخر‪ .‬فمن هنا ظهرت احلركة‬
‫النس ''وية' ل ''رتفض مركزي ''ة العق ''ل ال ''ذكوري أي التفس ''ري ال ''ذكوري الواح ''د والوحي ''د املط ''روح‬
‫للحض ''ارة‪ ،‬وتؤك ''د أن املرأة ليس ''ت جنس ''ا آخ ''ر أو أدىن من البش ''ر ب ''ل مها جانب ''ان جوهري ''ان‬
‫للوج' ''ود البش' ''ري حيث يتكام' ''ل كالمها يف س' ''ائر ج' ''وانب' احلض' ''ارة اإلنس' ''انية' خبصائص' ''هما‬
‫ومساهتما ودورمها‪.3‬‬
‫إن ب''ذرة احلرك''ة النس''وية تنبت' م''ع الث''ورة الفرنس''ية يف هناي''ة الق''رن الث''امن عش''ر‪ ،‬حيث‬
‫شاركت املرأة بقوة يف هذه الثورة اليت ن'ادت باحلري'ة واإلخ'اء واملس'اواة‪ .‬وم'ع ذل'ك‪ ،‬م'ازالت‬
‫املرأة يف املعان''اة للحص''ول على حقوقه''ا السياس''ية واالقتص''ادية' والقانوني'ة' واملدني''ة‪ '،‬وذل''ك ألن‬
‫‪ 1‬معجم ك‪6‬امبردج‪ 6‬للفلس‪6‬فة لروب‪6‬رت أودي‪ ،‬ص ‪ ،305‬وهي ترجم‪6‬ة من اللف‪6‬ظ األص‪6‬لي اإلنجل‪6‬يزي ( ‪a discussion of philosophical‬‬
‫‪.)concerns that refuses to identity the human experience with the male experience‬‬
‫‪ 2‬انظر ‪ ،http://www.merriam-webster.com/dictionary/feminism‬وهي ترجمة من اللفظ األصلي اإلنجليزي‬
‫( ‪the theory of the political, economic, and social equality of the sexes...organized activity on behalf of‬‬
‫‪.)women's rights and interests‬‬
‫‪ 3‬انظر أنثوية العلم لليندا جين شيفرد‪ ،‬ترجمة يمنى‪ 6‬طريف الخولي ( ص ‪.)15-11‬‬

‫‪7‬‬
‫الفك''ر والثقاف''ة الغربي''ة مل تكن على اس''تعداد لقب''ول مش''اركة املرأة يف جماالت احلي''اة املختلف''ة‪،‬‬
‫واستمر هذا الوضع حىت بداية القرن العشرين عند حدوث احلرب العاملية' األوىل والثانية'‪.1‬‬
‫ولقد أحدثت احلرب العاملية يف أوائل القرن العشرين تغريات' رهيب''ة للنس''يج االجتم''اعي‬
‫يف الغ''رب‪ ،‬حيث فق''دت أوروب''ا يف احلربني ح''وايل ‪ 70‬ملي''ون قتي''ل وأك''ثر من ‪ 200‬ملي''ون‬
‫جريح مما أجربت املرأة للخروج إىل العمل وحتمل املسؤوليات كان الرجال يقومون' هبا‪ .‬فهي''أ‬
‫هذا الوضع قبول اجملتمع ملشاركة املرأة يف بعض اجلزئيات من نواحي احلياة االجتماعية‪.2‬‬
‫ومما أثر على بلورة احلركة النسوية‪ '،‬شيوع عدد من األفك''ار واملذاهب' يف احلي''اة الغربي''ة‬
‫منه ' ' ''ا‪ :‬العلمانية‪ ،3‬والعقالنية'‪ ،4‬واملادية‪ ،5‬والنفعية'‪ 6‬وغريه ' ' ''ا من املذاهب‪ .‬ويف ه ' ' ''ذا اإلط ' ''ار‪،‬‬
‫نش''أت احلرك''ة النس''وية كحرك''ة مس''تقلة ن''ادت املثالي''ة املطلق''ة واملس''اواة' الكامل''ة بني الرج''ل‬
‫واملرأة وإلغ' ' ' ''اء الفروق' ' ' ''ات بينهم' ' ' ''ا على أي أس' ' ' ''اس ك' ' ' ''ان‪ ،‬جس' ' ' ''ديا (بيولوجي' ' ' ''ا) أم نفس' ' ''يا‬
‫(فيس''يولوجيا) أم عقلي''ا (س''يكولوجيا)‪ .‬مث أك''د نش''وء هيئ''ة األمم املتح''دة وج''ود ه''ذه احلرك''ة‬
‫واس''تقالليتها‪ '،‬حيث أص''درت دس''تورها وميثاقه''ا على مب''دأ املس''اواة بني الن''اس وع''دم التفرق''ة‬
‫بسبب اجلنس وجعلتها قيمة قامت عليها حضارة بشرية‪.7‬‬
‫فانطالق''ا من هن''ا‪ ،‬ب''دأت احلرك''ة النس''وية تأخ''ذ بع''دا عاملي''ا وص''يغة أممي''ة‪ ،‬ال س''يما بع''د‬
‫إنش ''اء هيئ ''ة األمم املتح ''دة "جلن ''ة مرك ''ز املرأة" س ''نة ‪1946‬م‪ ،‬لتك ''ون أداة من أدوات العوملة‬
‫ال ''يت تس ''عى إىل ف ''رض مف ''اهيم احلرك ''ة النس ''وية' على مجي ''ع الش ''عوب‪ .‬ومن أج ''ل جناح ف ''رض‬

‫‪ 1‬راج‪6‬ع النس‪6‬وية اإلس‪6‬المية ودوره‪6‬ا في التنمي‪6‬ة الساس‪6‬ية في فلس‪6‬طين لخل‪6‬ود رش‪6‬اد المص‪6‬ري (ص ‪ ،)19-18‬نقال عن قص‪6‬ة الفلس‪6‬فة لوي‪6‬ل‬
‫دورانت (ص ‪.)102‬‬
‫‪ 2‬انظر المرجع السابق (ص ‪.)20-19‬‬
‫‪ 3‬العلمانية (‪)secularism‬هي مذهب يراد به فصل الدين عن الحياة كلها وإبعاده عنها‪ ،‬أو هي إقامة الحي‪6‬اة على غ‪6‬ير دين إم‪6‬ا بإبع‪6‬اده قه‪6‬را‬
‫ومحاربته أو بالسماح به وبضده من اإللحاد أو حصر ال‪66‬دين في الحي‪66‬اة الفردي‪66‬ة بعي‪66‬دا عن حكم المجتم‪66‬ع وإص‪66‬الح ش‪66‬ؤونه‪ .‬انظ‪66‬ر الم‪66‬ذاهب‬
‫الفكرية المعاصرة لغالب بن علي العواجي (ص ‪.)2/683‬‬
‫‪ 4‬العقالنية (‪ )rationalism‬هي مذهب فكري يزعم أنه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق االستدالل العقلي بدون‬
‫االس‪6‬تناد إلى ال‪6‬وحي اإللهي أو التجرب‪6‬ة البش‪6‬رية وك‪6‬ذلك ي‪6‬رى إخض‪6‬اع ك‪6‬ل ش‪6‬يء في الوج‪6‬ود للعق‪6‬ل إلثبات‪6‬ه أو نفي‪6‬ه أو تحدي‪6‬د خصائص‪6‬ه‪.‬‬
‫الموسوعة الميسرة في األديان والمذاهب واألحزاب المعاصرة لندوة العالمية للشباب اإلسالمي (ص ‪.)2/796‬‬
‫‪ 5‬المادية (‪ 6)materialism‬نسبة إلى المادة‪ ،‬وهي الموجود الذي يدرك بإحدى الحواس مم‪6‬ا يخض‪6‬ع لتجرب‪6‬ة اإلنس‪6‬ان ومالحظت‪6‬ه‪ ،‬فال ي‪6‬ؤمن‬
‫ه‪66‬ذا الم‪66‬ذهب الغيب وك‪66‬ل م‪66‬ا ال ي‪66‬دخل في دائ‪66‬رة الح‪66‬واس‪ .‬انظ‪66‬ر الموس‪66‬وعة الميس‪66‬رة في األدي‪66‬ان والم‪66‬ذاهب واألح‪66‬زاب المعاص‪66‬رة (ص‬
‫‪.)2/1082‬‬
‫‪ 6‬النفعية (‪ )hedonism‬هي مذهب أخالقي اجتماعي ال ديني يجعل من نفع الفرد والمجتمع‪ 6‬مقياسا للس‪6‬لوك‪ ،‬وأن الس‪6‬عادة الحقيقي‪6‬ة هي ال‪6‬تي‬
‫يشعر بها اإلنسان نتيجة إلشباع دوافع‪6‬ه الطبيعي‪6‬ة وغرائ‪6‬زه الحس‪6‬ية دون التقي‪6‬د ب‪6‬دين أو خل‪6‬ق ق‪6‬ويم‪ .‬راج‪6‬ع الموس‪6‬وعة المفص‪6‬لة في الف‪6‬رق‬
‫واألديان والملل والمذاهب والحركات القديمة والمعاص‪6‬رة لمكتب‪ 6‬التبي‪6‬ان (ص ‪ ،)975‬ومجل‪6‬ة البي‪6‬ان الع‪6‬دد ‪ 43‬ربي‪6‬ع األول ‪1412‬هـ (ص‬
‫‪.)55‬‬
‫‪ 7‬انظر الحركة النسوية في اليمن (ص ‪.)27-23‬‬

‫‪8‬‬
‫الفك''ر النس''وي ونش''ر احلرك''ة النس''وية على مس''توى الع''امل والع''امل اإلس''المي خاص''ة‪ ،‬عق''دت‬
‫املؤمترات والندوات اليت من أمهها‪:‬‬
‫‪-1‬املؤمتر العاملي' سنة ‪1975‬م يف املكسيك حتت عنوان' "املساواة والتنمي'ة' والس''لم"‪ .‬ومت يف ه''ذه‬
‫املؤمتر اعتم ' ''اد أول خط ' ''ة عاملي ' ''ة متعلق ' ''ة بوض ' ''ع املرأة على املس ' ''توى احلك ' ''ومي' وغ ' ''ري‬
‫احلكومي' يف اجملاالت السياسية واالجتماعية' والتدريب' والعمل على محاية األسرة‪.‬‬
‫‪-2‬م''ؤمتر "القض''اء على كاف''ة أش''كال التمي''يز ض''د املرأة" أو "س''يداو‪ "1‬ع''ام ‪1979‬م ال''ذي خ''رج‬
‫باتفاقية ملزمة قانونيا للدول املوقعة عليها هبذا الشأن‪'.‬‬
‫‪-3‬املؤمتر الثاين لـ"املساواة' والتنمية والسلم" عام ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪-4‬املؤمتر الثالث لـ"املساواة' والتنمية والس'لم" ع'ام ‪1985‬م يف كيني'ا‪ ،‬ومت االتف'اق' على م'ا يس'مى‬
‫باسرتاتيجيات نريويب للنهوض باملرأة‪.‬‬
‫‪-5‬املؤمتر الع''املي' املع''ين ب''املرأة ع''ام ‪1995‬م يف بكني عاص''مة الص''ني‪ ،‬وق''د أظه''ر املؤمتر عب''ارة (‬
‫‪ )sexual orientation‬اليت تفيد حرية احلياة غري النمطية مثل مصطلح الش'ذوذ اجلنس'ي‬
‫كحق من حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪-6‬املؤمتر العاملي' عام ‪2000‬م يف نيويورك بالواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وأعلن في''ه بيان''ا يس''اوي‬
‫"املتزوجني الشواذ بالتقليديني"‪.‬‬
‫‪-7‬املؤمتر العاملي' عام ‪2005‬م يف نيويورك أيضا‪.2‬‬

‫‪ 1‬س‪66‬يداو ( ‪ICEDAW: International Convention on Elimination of All Forms of Discrimination Againts‬‬


‫‪ 6)Woman‬هي معاه‪6‬دة دولي‪6‬ة تم اعتماده‪6‬ا في‪18 ‬ديس‪6‬مبر‪1979 ‬م‪ ‬من قبل‪ ‬الجمعي‪6‬ة العام‪6‬ة لألمم المتح‪6‬دة‪ ‬وتم عرض‪6‬ها للتوقي‪6‬ع والتص‪6‬ديق‬
‫واالنضمام بالقرار ‪ 34/180‬في ‪ 18‬ديسمبر ‪1979‬م‪ .‬وتوصف بأنها‪ ‬وثيقة حقوق‪ ‬دولية‪ ‬للنساء‪ ،‬ودخلت حيز التنفي‪66‬ذ في ‪ 3‬س‪66‬بتمبر ‪1981‬م‪.‬‬
‫انظ‪66666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666666‬ر‬
‫‪https://en.wikipedia.org/wiki/Convention_on_the_Elimination_of_All_Forms_of_Discrimination_Agains‬‬
‫‪.t_Women‬‬
‫‪ 2‬راجع الحركة النسوية في اليمن (ص ‪ ،)25-24‬العدوان على المرأة في المؤتمرات‪ 6‬الدولية لفؤاد عبد الكريم (ص ‪.)52‬‬

‫‪9‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬األسس الفكرية للحركة النسوية العالمية‬

‫إن احلرك ''ة النس ''وية' ليس ''ت واح ''دة يف أسس ''ها الفكري ''ة‪ ،‬فهي ختتل ''ف ب ''اختالف تياراهتا‬
‫واجتاهاهتا –س' ''يأيت بي' ''ان ه' ''ذه التي' ''ارات واالجتاه' ''ات ب' ''إذن اهلل يف املطلب اخلامس‪ .-‬ولكن‪،‬‬
‫هناك قدر مشرتك بني هذه التي''ارات واالجتاه''ات املختلف''ة‪ ،‬حيث ال ميكن رفض ه''ذه األس''س‬
‫أو عدم اإلقرار هبا لكوهنا هي األجزاء املكونة هلذه احلركة واملميزة هلا عن غريها‪.‬‬
‫وفيما يلي تفصيل هذه األسس وتوضيحها‪:‬‬
‫األساس األول ‪ :‬تحرير المرأة‬
‫تنتطلق احلرك'ة النس'وية ومجي'ع فعالياهتا من ه'ذا املب'دأ' األساس'ي‪ '.‬ولق'د رفعت من'ذ بداي'ة‬
‫ظهوره''ا ش''عار ال''دفاع عن املرأة بقص''د حتريره''ا من القي''ود االجتماعي''ة أوال مث القي''ود الديني 'ة'‬
‫أخريا‪ .‬وذلك ألهنا تزعم أن اجملتمع اإلنساين –سواء كانت ديني''ا أم ال ديني'ا‪ -‬جمتم'ع بط'ريكي‬
‫أبوي ذكوري‪ ،‬حيث يسيطر الرجل على كافة مناشط احلياة وختضع املرأة حتت سيطرته‪.‬‬
‫وبن' ''اء على ذل' ''ك‪ ،‬حتاول احلرك' ''ة النس' ''وية' أن خترج املرأة من ه' ''ذه القي' ''ود إىل احلري' ''ة‬
‫املطلق ''ة‪ ،‬تل ''ك احلري ''ة ال ''يت ال يك ''ون ألي خمل ''وق س ''لطان عليه ''ا‪ ،‬ب ''ل ليس للخ ''الق ع ''ز وج ''ل‬

‫‪10‬‬
‫س''لطان على تل'ك "املرأة اجلدي''دة"‪ ،1‬فهي س''يدة نفس''ها تفع''ل م''ا تش'اء‪ .‬ومن أج'ل حتقي'ق ه'ذا‬
‫األس ''اس يف اجملال التط ''بيقي‪ '،‬ت ''رفض ه ''ذه احلرك ''ة نظ ''ام األس ''رة التقلي ''دي‪ ،‬حيث جيع ''ل ه ''ذا‬
‫النظ ''ام األس ''رة حتت رعاي ''ة ال ''زوج واألم جمرد رب ''ة ال''بيت‪ '،‬وتب''دهلا جبع''ل األس ''رة مش ''رتكة بني‬
‫الزوجني على أساس التكافؤ' واملساواة يف احلقوق والواجبات‪.‬‬
‫األساس الثاني ‪ :‬المساواة بين الجنسين‬
‫يع' ''رف املتتب' ''ع لنش' ''أة احلرك' ''ة النس' ''وية' وتطوره' ''ا أهنا حتاول القض' ''اء على ك' ''ل أش ''كال‬
‫التمي ''يز املنب ''ين على اجلنس يف مجي ''ع جماالت احلي ''اة‪ ،‬سياس ''ية ك ''انت ‪-‬املس ''اواة' يف االنتخاب ''ات‬
‫واملشاركة يف السلطة‪ ،-‬أم اجتماعية ‪-‬املساواة' يف العطاء االجتم'اعي واألح'وال الشخص'ية‪،-‬‬
‫أم اقتص' ''ادية ‪-‬املس ' ''اواة يف ف' ''رص العم ' ''ل واألج' ''ور‪ .-‬وت' ''رى أن (املرأة إذ تط ' ''الب حبقه' ''ا يف‬
‫املس''اواة‪ ،‬ال تط''الب املن عليه''ا بامتي''از م''ا‪ ،‬ب''ل هي تط''الب باس''رتداد ح''ق متأص''ل يف كينونته''ا‬
‫البشرية‪ ،‬سلب منها ضمن صريورة تارخيية ونظم سياسية واجتماعية واستبدادية)‪.2‬‬
‫ولذلك‪ ،‬يتكرر خطاب احلركة النسوية' القول بــ(ضرورة االلتزام بتطبيق مبادئها‪ ،‬وذلك‬
‫بالعم''ل على اح''رتام حق''وق اإلنس''ان واحلري''ات العام''ة والشخص''ية وإلغ''اء ك''ل الق''وانني املبني''ة‬
‫على أس''اس التمي''يز بني اجلنس''ني والقض''اء على ك''ل مظ''اهر الال مس''اواة واالض''طهاد العس''ف‬
‫ال''يت تع''اين منه''ا املرأة)‪ ،3‬س''واء ك''ان ه''ذا التط''بيق باالقتن''اع وال''وعي' يف املمارس''ة أم ب''الفرض‬
‫قانونا‪.‬‬

‫‪ 1‬المرأة الجديدة (‪ )new woman‬مصطلح صكته أول م‪6‬رة الروائي‪6‬ة "س‪6‬ارة جران‪6‬د" ع‪6‬ام ‪1894‬م‪ ،‬لتعطي إحساس‪6‬ا ب‪6‬أن الم‪6‬رأة ال تخض‪6‬ع‬
‫للهيمنة الذكورية كما كانت حالها قبل‪ .‬انظر الحركة النسوية وخلخل‪6‬ة المجتمع‪6‬ات‪ 6‬اإلس‪6‬المية لمجموع‪6‬ة من الب‪6‬احثين‪ ،‬تحري‪6‬ر الهيثم زعف‪6‬ان‬
‫(ص ‪.)11‬‬
‫‪ 2‬مش‪66‬روع الحرك‪66‬ة النس‪66‬وية اليس‪66‬ارية ب‪66‬المغرب لعب‪66‬د ال‪66‬رحمن محم‪66‬ود العم‪66‬راني (ص ‪ ،)12‬نقال عن ورق‪6‬ة موجه‪66‬ة إلى لجن‪66‬ة التنس‪66‬يق‪ 6‬بين‬
‫األحزاب بمناسبة انعقاد اليوم الدراسي حول اإلصالحات السياسية‪ ،‬جريدة "‪ 8‬مارس" عدد ‪/57‬مارس ‪1992‬م (ص ‪.)5‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق (ص ‪ ،)13‬نقال عن مقال هكذا تتحدث المواثيق الدولية‪ ،‬جريدة "‪ 8‬مارس" عدد ‪/25‬يناير ‪1986‬م‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أهداف الحركة النسوية العالمية‬

‫تنطل''ق أه''داف احلرك''ة النس''وية من األس''س الفكري''ة ال''يت تبنته''ا خالل موج''ات بلورهتا‬
‫ومراح''ل تطوره''ا‪ .‬ول''ذلك‪ ،‬جند أن أه''دافها ت''رتكز ح'ول حتقي'ق احلري'ة الكامل''ة للم'رأة وتط'بيق‬
‫املساواة املثالية' بني اجلنسني‪.‬‬
‫أم ''ا تفص ''يل ه ''ذه األه ''داف‪ ،‬فتس ''عى احلرك ''ة النس ''وية' من خالل جهوده ''ا املبذول ''ة إىل‬
‫حتقيق األمور اآلتية‪ '،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تعزيز االعتقاد بعدم وجود فروق بني الرجال والنساء يف اخلصائص العقلي''ة والنفس''ية‪ '،‬وحتاول‬
‫احلركة النسوية' لتحقيق هذا اهلدف إعادة صياغة اللغة من خالل فرض كلمات جدي'دة‬
‫ومصطلحات حديثة توحي عدم وجود التمييز بني اجلنسني‪ ،‬مثل مصطلح "اجلندر"‪.1‬‬

‫‪ 1‬الجندر (‪)gender‬هي عبارة عن شعور اإلنسان بنفسه كذكر أو أنثى وإن ك‪6‬ان جنس‪6‬ه يخ‪6‬الف ذل‪6‬ك‪ .‬وتح‪6‬دد ه‪6‬ذا الش‪6‬عور وتحكمه‪6‬ا عوام‪6‬ل‬
‫مختلفة من اقتص‪6‬ادية واجتماعي‪6‬ة وثقافي‪6‬ة وسياس‪6‬ية وبيئي‪6‬ة وهي قابل‪6‬ة للتغي‪6‬ير‪ 6‬حس‪6‬ب تغ‪6‬ير العوام‪6‬ل الس‪6‬ابقة‪ ،‬بخالف الجنس ال‪6‬ذي تح‪6‬ددها‬
‫وتحكمها الوالدة وال يقبل التغيير‪ .‬راجع الجندر والجنس لنارا قاسم قادر (ص ‪ ،)10-8‬والن‪66‬وع االجتم‪66‬اعي لـ"مفت‪66‬اح" للمب‪66‬ادرة الفلس‪66‬طينية‬
‫لتعميق‪ 6‬الحوار العالمي والدمقراطية (ص ‪.)9‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -2‬املن''اداة' بالع''داء بني اجلنس''ني واحلرب ض''د الرج''ال‪ ،‬ومل تكن ه''ذا اهلدف جمرد ج''دل لفظي أو‬
‫تبادل شعارات بل وصلت إىل املمارسة الواقعية بص''ورها املختلف'ة‪ ،‬مث'ل رفض''ها لألس'رة‬
‫وال ''زواج لكوهنا ت ''ربر اهليمن ''ة الش ''يطانية للرج ''ال على النس ''اء مث ال ''دعوة إىل ال ''زواج من‬
‫نفس اجلنس (الش'ذوذ اجلنس'ي‪/‬الس'حاق)' والتش'جيع علي'ه باعتب'اره' ش'كال مالئم'ا حمتمال‬
‫للخروج عن سيطرة الرجال األعداء‪.‬‬
‫‪ -3‬دعم املرأة للحصول على احلرية املطلقة يف شىت جماالت احلياة‪.‬‬
‫‪ -4‬تأكي''د ملكي''ة املرأة جلس''دها‪ ،‬وه''ذا اهلدف يقتض'ي' أم''ورا ع''دة منه''ا رفض األموم'ة' واإلجناب‪،‬‬
‫والتربج الشديد والتعري‪ ،‬وتسهيل موانع احلمل وإباحة اإلجهاض‪.1‬‬
‫من خالل هذه األهداف‪ ،‬تصبح احلرك'ة النس'وية' ‪-‬ش'يئا فش'يئا‪ -‬س'الحا للم'رأة يف ش'ىت‬
‫بقع' ' ' ''ة األرض لالنس' ' ' ''الخ من ال' ' ' ''دين‪ ،‬وأداة الختاذ طبيع' ' ' 'ة' املرأة إهلا جدي' ' ' ''دا ب' ' ' ''دال عن اآلهلة‬
‫التقليدية اليت جتعل الرجال مركزا للسلطة‪.‬‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬اتجاهات الحركة النسوية العالمية‬

‫لق'د ذكرن''ا س''ابقا‪ ،‬أن للحرك''ة النس''وية اجتاه'ات خمتلف''ة وتي''ارات متنوع''ة‪ .‬وذل''ك راج''ع‬
‫الختالف آراهن وتباين مطالبهن يف كل موج من جوجات ه''ذه احلرك''ة‪ ،‬وأيض''ا تع''دد املنش'أ'‬
‫واألوض ''اع االجتماعي ''ة واالقتص ''ادية والسياس ''ية' الس ''ائدة والثقاف ''ة والتقالي ''د املتع ''ارف عليه ''ا‪.‬‬
‫لكن ميكن القول بأن كل اجتاه من اجتاهات احلركة النسوية‪ '،‬وكل تي'ار من تياراهتا عب'ارة عن‬
‫اسرتاتيجية خاصة ملواجهة تلك التغريات' الوضعية‪.‬‬
‫ومن أبرز هذه االجتاهات والتيارات هي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التيار النسوي الليبرالي‬
‫ينتس''ب ه''ذا التي''ار النس''وي إىل خ''ط الث''ورة الفرنس''ية وامتدادات 'ه' الفكري''ة‪ ،‬ويس''تند إىل‬
‫مب ''ادئ ه ''ذه الث ''ورة وهي احلري ''ة واملس ''اواة واألخ ''وة للمطالب ''ة حبق ''وق املرأة مس ''اوية حلق ''وق‬

‫‪ 1‬راج‪66‬ع الحرك‪66‬ة النس‪66‬وية في اليمن (ص ‪ ،)32-30‬ماهي‪66‬ة وأه‪66‬داف الحرك‪66‬ة النس‪66‬وية ألحم‪66‬د إب‪66‬راهيم خض‪66‬ر‪ ،‬موق‪66‬ع األلوك‪66‬ة الثقافي‪66‬ة‬
‫‪/http://www.alukah.net/culture/0/53861‬‬

‫‪13‬‬
‫الرج''ل يف خمتل''ف جماالت احلي''اة السياس''ية واالجتماعية‪ .2‬وينطل''ق التي''ار النس''وي اللي''ربايل من‬
‫املب ''ادئ الفلس ''فية الليربالي ''ة يف فهمه ''ا لطبيع ''ة املرأة‪ ،‬وهي مب ''دأ الفردي ''ة ومب ''دأ احلري ''ة ومب ''دأ‬
‫العقالني ''ة‪ ،‬حيث يقب ''ل الث ''ورات على األدي ''ان والقيم واألخالق التقليدي ''ة –الفردي ''ة واحلري ''ة‪-‬‬
‫وجيعل العقل معيارا يرشد اإلنسان إىل القيم واألخالق البديلة –العقالنية‪.2'-‬‬
‫ويعم ''ل املنتم ''ون' إلي ''ه من أج ''ل أن ي ''وفر النظ ''ام الق ''ائم نفس الف ''رص واحلق ''وق للنس ''اء‬
‫والرجال من خالل الرتكيز على الرتبية' وتغيري القوانني املميزة بني اجلنسني‪ .‬ولذلك‪ ،‬يطلق أية‬
‫حرك''ة نس''وية تس''عى من أج''ل حتس''ني وض''ع املرأة يف جمال التعليم والعم''ل والص''حة واحلماي''ة‬
‫القانونية واحلضور يف مناشط احلياة املختلفة واملشاركة السياسية بأهنا حركة نسوية ليربالية‪.3‬‬
‫وق ''د انتق ''د ه ''ذا التي ''ار النس ''وي لرتك ''يزه على اجلوانب الس ''طحية للتح ''يز للرج ''ل وع ''دم‬
‫قيام ''ه بتفكي ''ك ال ''رتاكيب' األيديولوجي' 'ة' العمي ''ق ال ''يت ختض ''ع النس ''اء للرج ''ال‪ ،‬كم ''ا أن ''ه متهم‬
‫باحنيازه لنساء الطبقة الوسطى البيضاء وجتاهله االحتياجات اخلاصة باألقليات‪.4‬‬
‫الثاني ‪ :‬التيار النسوي االشتراكي‬
‫يعتق'د ه'ذا التي'ار النس'وي أن قم'ع املرأة وقهره'ا ب'دأ م'ع ظه'ور امللكي'ة' اخلاص'ة‪ ،‬ويعت'رب‬
‫أن عملي' ''ة اإلرث ال' ''يت تس' ''ببت' يف قي' ''ام عالق' ''ات غ' ''ري متوازن' ''ة‪ '،‬جتس ' ''دت يف توزي' ''ع امله' ''ام‬
‫واألعمال على أساس من التمييز اجلنسي‪ ،‬فأصبح الرجل مالكا واملرأة تابعة مملوكة‪.5‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬يدعو التيار النسوي االشرتاكي' إىل إش''اعة املرأة لكوهنا ليس''ت ملك''ا‬
‫خاصا للف''رد‪ ،‬وك'ذلك يط''الب باملس''ؤولية الوالدي''ة املش'رتكة' وتط'وير خمتل''ف أش'كال املش'اركة‬
‫باإلنتاج اجلماعي وتقومي العمل املنزيل اقتصاديا وتقييم مسامهة النساء يف صنع احلضارة‪.6‬‬

‫الثالث ‪ :‬التيار النسوي الراديكالي‬

‫‪ 1‬انظ‪666666666‬ر تي‪666666666‬ارات الحرك‪666666666‬ة النس‪666666666‬وية وم‪666666666‬ذاهبها لنادي‪666666666‬ة ليلى عيس‪666666666‬اوي‪ ،‬موق‪666666666‬ع الح‪666666666‬وار المتم‪666666666‬دن‬
‫‪.http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=1065‬‬
‫‪ 2‬انظر الحركة النسوية في اليمن (ص ‪.)36-35‬‬
‫‪ 3‬راجع المرجع السابق (ص ‪ ،)36‬وتيارات الحركة النسوية ومذاهبها‪.‬‬
‫‪ 4‬انظر النسوية من الراديكالية حتى اإلسالمية ألحمد عمرو (ص ‪ ،)145‬نقال عن النسوية وما بعد النسوية لسارة جامبل (ص ‪.)394‬‬
‫‪ 5‬راجع المرجع السابق‪ ،‬والحركة النسوية (ص ‪.)36‬‬
‫‪ 6‬راج‪66‬ع الحرك‪66‬ة النس‪66‬وية (ص ‪ ،)37‬والموج‪66‬ات النس‪66‬وية في الفك‪66‬ر النس‪666‬وي الغ‪666‬ربي لمي‪666‬ة الرح‪666‬بي‪ ،‬موق‪66‬ع حرك‪66‬ة مص‪66‬ر المدني‪66‬ة‬
‫‪.http://www.civicegypt.org/?p=27463‬‬

‫‪14‬‬
‫ه''ذا التي''ار النس''وي ذو نزع''ة متطرف''ة‪ ،‬حيث تتس''م بع''دم الواقعي 'ة' والبع''د عن الت''درج‬
‫واالحني ''از املف ''رط للم ''رأة دون النظ ''ر إىل الس ''ياق االجتم ''اعي أو املص ''احل العام ''ة‪ .‬ول ''ذلك‪ ،‬ال‬
‫يعتق''د أن حتري''ر املرأة وحتقي''ق املس''اواة بني اجلنس''ني ي''أيت عن طري''ق إنش''اء منظم''ات وهياك''ل‬
‫مؤسسية كما فعل بذلك التيار الليربايل أو التيار االشرتاكي‪.1‬‬

‫يعت' ' ''رب التي' ' ''ار النس' ' ''وي الراديك' ' ''ايل أن الس' ' ''لطة الذكوري' ' ''ة واألبوي ' ' 'ة' هي أص ' ''ل البن ' ''اء‬
‫االجتم''اعي للتمي''يز اجلنس''ي‪ '،‬وي''رى أن ه''ذا النظ''ام ال ميكن إص''الحه‪ ،‬ول''ذلك حياول القض''اء‬
‫عليه ويسعى إىل استئصاله' وكل ما يكرسه سواء كان دينيا أم تقليديا أم قانونيا‪.2‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الحركة النسوية وآثارها في المجتمع اإلسالمي‬

‫المطلب األول ‪ :‬عوامل ظهور الحركة النسوية في المجتمع اإلسالمي‬

‫مرت احلركة النسوية يف اجملتمع اإلسالمي' عدة مراحل حىت تبلورت يف حركة منظمة‬
‫ومقنن ''ة‪ .‬ولق ''د س ''اعدت يف ظهوره ''ا وانتش ''ارها عوام ''ل خمتلف ''ة‪ ،‬س ''واء ك ''انت ه ''ذه العوام ''ل‬
‫داخلية أم خارجية‪ .‬ولعل من أبرز هذه العوامل ما يلي‪:‬‬

‫األول ‪ :‬الغرب‬
‫لق''د ذكرن''ا س''ابقا أن ج''ذور احلرك''ة النس''وية' ظه''رت ونش''أت يف الغ''رب بس''بب معان''اة‬
‫املرأة أنواع ' 'ا' خمتلف' ''ة من االض' ''طهاد والظلم‪ .‬ح' ''اولت املرأة الغربي' ''ة رف' ''ع ش' ''عارات احلري' ''ة هلا‬
‫واستمرت يف اكتساب احلقوق والرفعة إىل أن أخ'ذت منط'ا جدي'دا يف ش'كل حرك'ات منظم'ة‬
‫‪ 1‬راجع المرجع السابق‪ ،‬و النسوية اإلسالمية ودورها في التنمية الساسية في فلسطين (ص‪.)24‬‬
‫‪ 2‬راجع المرجع السابق‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تبنتها' بعض املؤسسات‪ '.‬جنحت هذه ال''دعوات وانتش''رت ه''ذه احلرك''ة اجلدي''دة يف معظم بالد‬
‫الغ' ''رب‪ ،‬ذك' ''ر قاس' ''م أمني ه' ''ذه الظ' ''اهرة ق' ''ائال (فال تك' ''اد ختل' ''و عاص' ''مة من عواص ''م أورب ''ا‬
‫وأمريكا من مجعية للنساء‪ ،‬مهها أن تطالب حبقوق املرأة من نيل بعض حقوقها)‪.1‬‬
‫ومن ''ذ بداي ''ة الق ''رن العش ''رين‪ ،‬أص ''بحت املرأة حمورا أساس ''يا من حماور عم ''ل التجمع ''ات‬
‫والفعاليات' االجتماعية يف الع'امل‪ ،‬ول'دى كث''ري من اجلمعي''ات واملنظم'ات ال''يت ترف'ع ل''واء احلري''ة‬
‫واملساواة وحقوق اإلنسان‪ .2‬مث بدأ الغرب ‪-‬يف التسعينات' امليالدية‪ -‬يكثفون اجلهود والق'وى‬
‫من أج ''ل نق ''ل التص ''ورات واألفك ''ار الغربي ''ة –ومن ض ''منها فك ''رة حتري ''ر املرأة واملس ''اواة بني‬
‫اجلنس''ني ال''يت تبنته''ا احلرك''ة النس''وية‪ '-‬من خ''ري الكالم التنظ''ريي إىل خ''ري التنفي''ذ العملي‪ ،‬ومن‬
‫األطر الثقافية واألخالقية واالجتماعية اخلاصة بالغرب إىل النط''اق الع''املي الع''ام –خاص''ة الع''امل‬
‫اإلس ''المي‪ ،-‬إمعان ''ا يف حماول ''ة عوملة األمنوذج الغ ''ريب وفرض ''ه وحمو التن ''وع الثق ''ايف واحلض ''اري‬
‫واستبدال' القيم الدينية‪ ،‬وعادات الشعوب وتقاليدها بقيم أخرى عاملية –غربية‪.3-‬‬

‫الثاني ‪ :‬المستغربون‬
‫لق''د جنح الغ''رب يف نش''ر احلرك''ة النس''وية وف''رض أفكاره''ا يف اجملتم''ع اإلس''المي جناح''ا‬
‫باهرا‪ ،‬حيث اقتنع بعض اإلسالميني فسلكوا مسلكها يف قضايا املرأة‪.‬‬
‫ان ''دفع ه ''ؤالء اإلس ''الميون' إىل تقلي ''د الغ ''رب يف ه ''ذه القض ''ية' منبه ''رين هبا ب ''زعمهم أن‬
‫املرأة الغربي ''ة حبركته ''ا النس ''وية ق ''د س ''امهت مس ''امهة فعال ''ة يف حتقي ''ق إجنازات رائع ''ة يف مي ''ادين‬
‫العلم واملدني' ''ة‪ '.‬ول' ''ذا‪ ،‬ت' ''ابعوا الغ' ''رب فيم' ''ا ألْ َف' ''وه من أفك' ''ار حترر النس' ''اء ونظم املس ''اواة' بني‬
‫اجلنس ''ني‪ .‬ولق ''دد ك ''ان ل ''دى بعض ''هم حس ''ن الني ''ة‪ ،‬وال ي ''روم إال حتس ''ني أح ''وال نس ''اء بالده‪،‬‬
‫وآخرون ق'د كف''روا ب''الواقع اجلام''د ال'ذي تعيش''ه اجملتمع'ات اإلس''المية وعمل''وا على زوال ه''ذه‬
‫اجملتمعات التقليدية من جذورها ليغرسوا عليها بذورا غربية‪.4‬‬

‫‪ 1‬تحرير المرأة (ص ‪.)142-141‬‬


‫‪ 2‬انظر العدوان على المرأة في المؤتمرات الدولية (ص ‪.)47‬‬
‫‪ 3‬انظر المرجع السابق (ص ‪.)48-47‬‬
‫‪ 4‬انظر المؤامرة على المرأة المسلمة للسيد أحمد فرج (ص ‪.)11-10‬‬

‫‪16‬‬
‫ومن أجل الدفاع عن فكرة احلركة النس'وية‪ ،‬واج'ه ه'ؤالء املغ'رتون' النص'وص الش'رعية‬
‫ال ''يت ت ''دحض ب ''اطلهم وتع ''ارض دع ''وهتم‪ ،‬إم ''ا برده ''ا مطلق ''ا أو بتأويله ''ا على غ ''ري مراده ''ا أو‬
‫حتري ''ف معناه ''ا أو الطعن يف ص ''حتها أو ض ''رب بعض ''ها ببعض‪ ،‬وك ''ل ذل ''ك ن ''ابع من تق ''دمي‬
‫عق ''وهلم على النص ''وص' الش ''رعية وتب ''نيهم لنتيج ''ة املس ''ألة' قب ''ل حبثه ''ا‪ ،‬وقب ''ل ه ''ذا وذاك ت ''أثرهم‬
‫ب ''الفكر الغ ''ريب املس ''تورد‪ ،‬فظل ''وا منج ''ذبني لتص ''ورات املن ''اهج الغربي ''ة ال ''يت تلقوه ''ا من خالل‬
‫الدراسة أو االبتعاث' إىل ديار الغرب فوقعوا يف االضطراب واخللل والتناقض'‪.1‬‬
‫وهك''ذا ش''عر املس''تغربون' ال''ذين يس''مون أنفس''هم أص''حاب الفك''ر املس''تنري‪ '،‬أو املدرس''ة‬
‫اإلص ''الحية‪ ،‬أو العص ''رانيني بـ ـــ(أن حتري ''ر العق ''ل املس ''لم ه ''و الس ''بيل ال ''ذي ال س ''بيل غ ''ريه إىل‬
‫التحرر الكامل واألصيل للمرأة وحترير الرجل معها)‪ .2‬وهبذا‪ ،‬وافقوا الغرب يف قضية املرأة‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬الواقع االجتماعي وقابلية التأثر بالفكرة‬

‫س' ''بق أن ذكرن' ''ا‪ ،‬أن للغ' ''رب وجه' ''ة نظ' ''ر يف ت' ''ربير نش' ''وء احلرك' ''ة النس' ''وية وظه' ''ور‬
‫أفكاره''ا وآرائه''ا وس''ط جمتمع''اهتم‪ .‬وإذا ك''ان للغ''رب م''ربرات يف انتش''ار ه''ذه احلرك''ة‪ ،‬س''واء‬
‫كانت هذه املربرات' مقبولة أم غري مقبولة‪ ،‬فما هو املربر لظهورها يف اجملتم'ع اإلس'المي ال'ذي‬
‫أغناه' اهلل بنظم اإلسالم' وأعز هبا املرأة يف الدنيا واآلخرة؟‪.‬‬

‫ق ''ال ال ''دكتور مص ''طفى الس ''باعي' مبين ''ا حال ''ة املرأة بع ''د جميء اإلس ''الم (انطل ''ق ص ''وت‬
‫الس' ''ماء على لس' ''ان حمم' ''د ص' ''لى اهلل علي' ''ه وس' ''لم يض' ''ع امليزان احلق لكرام' ''ة املرأة‪ ،‬ويعطيه' ''ا‬
‫حقوقه''ا كامل''ة غ''ري منقوص''ة‪ ،‬ويرف''ع عن كاهله''ا وزر اإلهان''ات ال''يت حلقت هبا ع''رب الت''اريخ‪،‬‬
‫وال ''يت ص ''نعتها أه ''واء األمم‪ ،‬يعلن إنس ''انيتها الكامل ''ة‪ ،‬وأهليته ''ا احلقوقي ''ة التام ''ة‪ ،‬ويص ''وهنا عن‬
‫عبث الشهوات' وفتنة االستمتاع' هبا استمتاعا جنسيا حيوانيا‪ '،‬وجيعلها عنص''را فع''اال يف هنوض‬
‫اجملتمعات ومتاسكها وسالمتها)'‪.3‬‬

‫‪ 1‬انظر تحرير المرأة عند العصرانيين لعادل الحمد (ص ‪.)12‬‬


‫‪ 2‬تحرير المرأة في عصر الرسالة لعبد الحليم أبو شقة (ص ‪.)43‬‬
‫‪ 3‬المرأة بين الفقه والقانون لمصطفى السباعي ‪ ،‬ص (‪.)25‬‬

‫‪17‬‬
‫نعم‪ ،‬إن ' ''ه ال م ' ''ربر لنش ' ''وء احلرك ' ''ة النس ' ''وية وانتش ' ''ار أفكاره ' ''ا وش ' ''يوعها' يف اجملتم' ''ع‬
‫اإلس ''المي‪ ،‬وذل ''ك ألن اإلس ''الم' مببادئ ''ه الرباني ''ة ق ''د نق ''ل املرأة من مس ''تنقعات الظلم إىل أعال‬
‫عليني‪ ،‬بل قفز هبا من العدم إىل الوجود‪ ،‬ومن الشك يف إنسانيتها' ومن منتهى املهان''ة إىل أعال‬
‫الكرام ''ة‪ ،‬ومن فق ''دان األهلي ''ة إىل كام ''ل األهلي ''ة‪ ،‬وه ''ذا مل يكن معروف ''ا ل ''دى أي ش ''ريعة من‬
‫الشرائع السابقة وال لدى أمة من األمم الغابرة‪.1‬‬

‫ولكن ق ''د حص ''ل ذل ''ك ش ''ئنا أم أبين ''ا‪ ،‬فم ''ا هي أس ''باب ذل ''ك؟ إن أعظم أس ''باب ت ''أثر‬
‫بعض املسلمني هبذه الفكرة اهلدامة إمنا يعود إىل‪:‬‬

‫‪ -1‬جهل معظم املسلمني بدينهم وما حيويه من مشولية كاملة وخرية‪.‬‬


‫‪ -2‬جهلهم حبقيق ''ة م ''ا حتمل ''ه ه ''ذه الفك ''رة اهلدام ''ة من ب ''ؤس وش ''قاء ودم ''ار أخالقي واقتص ''ادي‬
‫واجتماعي وديين‪.‬‬
‫‪ -3‬رغبتهم يف االنفالت' والتحلل من كل القيم واألخالق والعادات احلسنة والفضائل‪.‬‬
‫‪ -4‬الضعف النفسي' ال'ذي أص'اب املس'لمني بس'بب الض'غوط الش'ديدة ال'يت يتعرض'ون هلا باس'تمرار‬
‫من قبل أعداء اإلسالم بشىت وسائلها العنيفة' واللطيفة‪.‬‬
‫‪ -5‬انبهارهم باحلضارة الغربية‪.‬‬
‫أقصيَت كل الدراسات –إال القلي'ل‪-‬‬ ‫‪ -6‬تأخر بعض بلدان املسلمني يف مناهجهم التعليمية حيث ِ‬
‫اليت تبصر املسلم مبا يبيته له الغرب ومن وافقهم من أبناء األمة‪.2‬‬

‫مظاهر دعوة تحرير المرأة وصورها في العالم اإلسالمي‬


‫إن مظاهر دعوة حترير املرأة يف العامل اإلس''المي مش''اهدة وملموس''ة‪ .‬ولق''د طغت ه''ذه‬
‫املظاهر إىل أن امتدت لتش'مل نطاق'ا واس''عا من ج''وانب احلي'اة املختلف''ة‪ ،‬س''واء ك''انت ج'وانب‬

‫‪ 1‬انظر حركة تحرير المرأة في ميزان اإلسالم لعماد محمد عمارة‪ ،‬ص (‪.)152‬‬
‫‪ 2‬انظر المذاهب الفكرية المعاصرة لغالب علي عواجي‪ ،‬ص (‪.)70-67‬‬

‫‪18‬‬
‫فكرية‪ ،‬أم تشريعية‪ ،‬أم تطبيقية‪ '.‬ونعرض يف هذا احملور بعضا من ه'ذه مظ'اهر‪ ،‬ومن أبرزه'ا م'ا‬
‫يلي‪:‬‬

‫األول ‪ :‬في المجال‪ 6‬الفكري‬

‫الدعوة إلى نبذ العفة ومحاربة الفضيلة‬ ‫أ‪-‬‬

‫إن من أخط''ر م''ا ت''رمي إلي''ه حرك''ة حتري''ر املرأة يف الع''امل اإلس''المي ه''و كس''ر ح''اجز‬
‫الع' ''رض والعف' ''ة واخلل' ''ق ال' ''ذي حيمي املرأة املس' ''لمة من الس' ''قوط واالهني' ''ار‪ .‬فهن' ''اك حماوالت‬
‫ض ''خمة ون ''داءات متواص ''لة من خالل وس ''ائل اإلعالم بش ''ىت أنواعه ''ا‪ '،‬واملس ''رح‪ ،‬والقص' 'ص'‬
‫هتدف إىل حتطيم هذا احلاجز حىت تسقط املرأة وتتحطم األمومة مما ي''ؤدي إىل انفالت' األس''رة‬
‫وحتللها‪.1‬‬

‫دعت ه ''ذه احلرك ''ة املرأة املس ''لمة إىل اخلروج من بيته ''ا وممارس ''ة الس ''فور واالختالط‬
‫بني اجلنس ''ني ب ''دعوى أن يف ذل ''ك ليس داعي ''ا إىل الفس ''اد‪ .‬ق ''ال رفاع ''ة الطهط ''اوي (إن ن ''وع‬
‫اللخبط''ة بالنس''بة لعف''ة النس''اء ال ي''أيت من كش''فهن أو س''رتهن‪ ،‬ب''ل منش''أ ذل''ك الرتبي 'ة' اجلي''دة‬
‫واخلسيس' ''ة‪ ،‬والتع ' ''ود على حمب' ''ة واح' ''د دون غ ' ''ريه‪ ،‬وع' ''دم التش' ''ريك يف احملب ' ''ة وااللتئ' ''ام بني‬
‫ال ''زوجني)‪ .2‬ويف قض''ية س''فور املرأة‪ ،‬ق''ال قاس''م أمني (إن حج''اب املرأة بوض ''عه الس ''ائد ليس‬
‫من اإلسالم‪ '،‬وأن الدعوة إىل السفور ليس فيها خروج على الدين أو خمالفة لقواعده)'‪.3‬‬

‫ومل يكتف دعاة هذه الفكرة بتل'ك ال'دعوة العلني'ة إىل خ'روج املرأة املس'لمة وممارس'تها‬
‫الس ''فور واالختالط‪ ،‬ب ''ل ن ''ادوا إىل ممارس ''ة احلري ''ة اجلنس ''ية واإلباحي ''ة مبس ''ميات مغري ''ة مث ''ل‬
‫"الثقاف' ''ة اجلنس' ''ية" وجعلوه' ''ا مسة من مسات التحض' ''ر‪ .‬ق' ''ال س' ''المة ص' ''ربي (إن من عالم ''ات‬
‫التحضر أن يعرف الرجل وأن تع''رف املرأة ال''رقص الغ''ريب وأن ميارس''ه بالفع''ل‪ ...‬ويق''ول آخ'ر‬
‫منهم طبعا‪ :‬العفة والبكارة وأمثال هذه املفاهيم إمنا هي من عالمات التأخر)‪.4‬‬
‫‪ 1‬انظر حركة تحرير المرأة في ميزان اإلسالم ألنور الجندي‪ ،‬ص (‪.)5‬‬
‫‪ 2‬حرك‪66‬ة تحري‪66‬ر الم‪66‬رأة في م‪66‬يزان اإلس‪66‬الم‪ ،‬ص (‪ )33‬نقال عن تخليص اإلبري‪66‬ز إلى تلخيص ب‪66‬اريز لرفاع‪66‬ة الطهط‪66‬اوي‪ ،‬ص (‪ ،)304‬ط‬
‫‪1958‬م‪ ،‬وزارة الثقافة المصرية‪.‬‬
‫‪ 3‬تحرير المرأة‪ ،‬ص (‪.)11‬‬
‫‪ 4‬حركة تحرير المرأة في ميزان اإلسالم‪ ،‬ص (‪ )201-200‬نقال عن مسألة السفور والحجاب لعبد الودود شلبي‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪19‬‬
‫ووص' ''ل احلال هبذه ال' ''دعوة إىل رفض املرأة املس' ''لمة ال' ''زواج كنظ' ''ام يف بن' ''اء األس ''رة‪،‬‬
‫وإيثارها للعالقة املؤقتة' بني الرجل واملرأة على السكن واإلقامة املستمرة‪.‬‬

‫إثارة الشبهات حول قضايا المرأة في الشريعة‬ ‫ب‪-‬‬

‫م''ا من قض''ية أث''ارت ج''دال واس''عا مث''ل قض''ية األحك''ام اخلاص''ة ب''املرأة يف اإلس''الم‪ '،‬ب''ل‬
‫وم''ا ح'ورب اإلس''الم من قب''ل أعدئ''ه مثلم''ا ح''ورب بقض''ايا املرأة‪ .‬ول''ذلك‪ ،‬ح'اول دع''اة حتري''ر‬
‫املرأة يف إث''ارة الش''بهات حوهلا بغي''ة تش''ويه ص''ورة اإلس''الم واملس''لمني‪ .‬ومن مث اس''تطاعوا' أن‬
‫يص''لوا من خالل ذل''ك إىل الق''ول ب''أن' ال''دين اإلس''المي يظلم املرأة ومل ي''راع حقوقه''ا‪ ،‬فض''ال‬
‫عن رفع مكانتها ومساواهتا بالرجال‪.‬‬

‫أم ''ا القض ''ايا ال ''يت يتناوهلا دع ''اة حتري ''ر املرأة ويث ''ريون' الش ''بهات حوهلا بني حني وأخ ''ر‬
‫فترتكز غالبا يف األمور اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬قضية املرياث‪ ،‬وتعترب هذه القضية من أهم قضايا املرأة اليت يلفت أنظار ه''ؤالء ال''دعاة‪ .‬ف'دائما‬
‫ما ترفع أصوات هؤالء بوجوب املساواة بني الرجل واملرأة يف املرياث مدعني أن اإلس''الم'‬
‫قد وضع من شأن' املرأة حني جعلها على النصف من حق الرجل يف املرياث‪ '،‬وه''ذا يش''ري‬
‫إىل ج''ور اإلس''الم' يف ح''ق املرأة‪ .‬ق''ال جاس''تون ف''بيت (إن دور املرأة يف اجملتم''ع اإلس''المي‬
‫على ج''انب كب''ري من الض''آلة‪ ،‬وأن ض''آلة مرتبته''ا ك''انت أم''را مس''لما ب''ه يف مجي''ع مظ''اهر‬
‫احلياة‪ ،‬حىت إنه يف مسألة املرياث مل يكن نصيبها' إال نصف نصيب' الرج'ل)‪ .1‬وعل'ل نص'ر‬
‫أب'و زي'د ه'ذا التقس'يم ب'أن رس'الة اإلس'الم' ج'اءت يف وقت ك'انت املرأة ال ت'رث في'ه ش'يئا‬
‫بل تورث‪ ،‬فأراد اإلسالم' أن يدفع وضع املرأة إىل األمام شيئا فشيئا طالب''ا منه''ا بع''د ذل''ك‬
‫حني تس ''تقر األم ''ور مبس ''اواة املرأة بالرج ''ل‪ ،‬ف ''دور اإلس ''الم' أن ''ه ح ''رك الوض ''ع ودفع ''ه إىل‬
‫األمام وجيب على املسلم أن يستكمل هذا الدور فتعطى املرأة مثل الرجل‪.2‬‬

‫‪ 1‬شبهات حول قضايا المرأة المسلمة والرد عليها لعبد الحميد عيد عوض‪ ،‬ص (‪ )1‬نقال عن مفتريات‪ 6‬اليونسكو‪ 6‬على اإلسالم لمحم‪6‬د عب‪6‬د هللا‬
‫السمان‪ ،‬ص (‪ ،)56‬دار االعتصام‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر المرجع السابق‪ ،‬ص (‪ ،)2‬نقال عن المرأة في اإلسالم لعبد المجيد صبح‪ ،‬ص (‪ ،)120‬مؤسسة النور‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -2‬قضية الشهادة‪ ،‬والشبهات اليت تثار حول هذه القضية' هي كوهنا من األدلة على ظلم اإلسالم'‬
‫للم''رأة وع''دم املس''اواة' بينه''ا وبني الرج''ل‪ ،‬وتس''اءل أح''د منهم عن ق''در الش''ريعة يف ه''ذه‬
‫القضية' قائال "أتكون' شهادة األستاذة الدكتورة فالنة نصف شهادة بواب عمارهتا؟"‪.1‬‬
‫‪ -3‬قضية تعدد الزوجات‪ ،‬وادعى دعاة حترير املرأة بأن التعدد نظام بدائي ينتقص' من مكانة املرأة‬
‫لص''احل الرج''ل‪ ،‬ق''ال قاس''م أمني (ال أرى تع''دد الزوج''ات إال حيل''ة ش''رعية لقض''اء ش''هوة‬
‫هبيمية‪ ،‬وهو عالمة تدل على فس'اد األخالق واختالل احلواس وش'ره يف طلب اللذائ'ذ)‪.2‬‬
‫وزعم ع ''ادل أمحد س ''ركيس أن التع ''دد (ه ''و أح ''د االحنالل اخللقي بني النس ''اء‪ ،‬ألن جمرد‬
‫ارتباط الرجل بأكثر من زوجة ي''دفع كال منهن إىل طري''ق اخليان''ة‪ ،‬ألن املرأة تعت''رب اتص''ال‬
‫زوجها بامرأة أخرى خيانة هلا‪ ،‬ولو بارك اجملتمع هذه اخليانة ومنحه''ا مظه'را ش'رعيا فإهنا‬
‫جتد التربير لإلقدام على خيانته أنتقاما منه)‪.3‬‬
‫‪ -4‬قض''ية القوام''ة‪ '،‬وه''ذه ش''بهة أخ''رى أثاره''ا دع''اة حتري''ر املرأة حيث زعم''وا أن مب''دأ القوام''ة يف‬
‫الش ''ريعة اإلس ''المية' إهان ''ة للم ''رأة وتزكي ''ة للرج ''ل‪ ،‬وب ''ه يتع ''اىل الرج ''ل على املرأة يف ك ''ل‬
‫ص ''غرية وكب ''رية‪ ،‬فال ح ''ول هلا وال ق ''وة أم ''ام إرادت ''ه وجربوت ''ه‪ ،‬وه ''ذا ليس من الع ''دل يف‬
‫شيء‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬في المجال‪ 6‬التشريعي‬

‫منع تعدد الزوجات‬ ‫أ‪-‬‬

‫ق ''ام دع ''اة حتري ''ر املرأة حبمالت مرك ''زة بغي ''ة محل احلكوم ''ات اإلس ''المية على إص ''دار‬
‫تشريع مينع تعدد الزوجات أو يقيده تقييدا يشبه إلغاءه‪.‬‬

‫ففي مص''ر‪ ،‬وج''دت مقرتح''ات تتض''من تض''من تقيي''د تع''دد الزوج''ات قض''ائيا بقي''دين‬
‫ومها العدال''ة بني الزوج''ات والق''درة على اإلنف''اق‪ .4‬ولق''د ص''در يف ت''ونس ق''انون مبن''ع التع''دد‬
‫‪ 1‬انظر المرجع السابق‪ ،‬ص (‪.)5‬‬
‫‪ 2‬تحرير المرأة‪ ،‬ص (‪.)92‬‬
‫‪ 3‬شبهات حول قضايا الم‪6‬رأة المس‪6‬لمة وال‪6‬رد عليه‪6‬ا‪ ،‬ص (‪ ،)29‬نقال عن ال‪6‬زواج وتط‪6‬ور المجتم‪6‬ع‪ 6‬لع‪6‬ادل أحم‪6‬د س‪6‬ركيس‪ ،‬ص (‪ ،)204‬دار‬
‫الكتاب العربي‪.‬‬
‫‪ 4‬ج‪66‬اءت ه‪66‬ذه المقترح‪66‬ات ض‪66‬من المش‪66‬روع المش‪66‬تمل على أحك‪66‬ام األح‪66‬وال الشخص‪66‬ية في اللجن‪66‬ة ال‪66‬تي ألفت في أكت‪66‬وبر ‪1926‬م‪ ،‬وتك‪66‬ونت‬
‫مقترحات‪ 6‬تقييد تعدد الزوجات من ثالث مواد‪ ،‬وهي (‪ )1‬ال يجوز لمتزوج أن يعقد زواجه ب‪66‬أخرى وال ألح‪66‬د أن يت‪66‬ولى عق‪6‬د ه‪66‬ذا ال‪6‬زواج أو‬

‫‪21‬‬
‫متام ''ا وف ''رض عقوب ''ة على من ي ''تزوج أك ''ثر من واح ''دة‪ .‬وق ''د أص ''در ال ''رئيس الث ''اين جلمهوري ''ة‬
‫باكس''تان الس''يد أي''وب خ''ان قانون''ا في''ه قي''ود ش''ديدة ج''دا لل''زواج ب''أكثر من واح''دة‪ ،‬منه''ا أن‬
‫يع''رض ذل''ك على جملس ع''ائلي‪ ،‬وأن ي''دفع مبلغ''ا ض''خما من املال‪ ،‬إىل غ''ري ذل''ك من القي''ود‪.‬‬
‫أما يف سورية‪ ،‬فقد جاء يف قانون األحوال الشخصية الذي صدر بتاريخ ‪17/9/1953‬م م''ا‬
‫يلي يف ب''اب األهلي''ة (وه''ذا كم''ا ن''رى تقيي''د التع''دد بقي''د واح''د‪ ،‬وه''و ق''درة املتزوج بواح''دة‬
‫على اإلنفاق على الزوجة األخرى‪ ،‬وإن للقاضي أن ال ي'أذن هبذا العق'د إذا حتق'ق ع'دم الق'درة‬
‫املالية)‪ '،‬ومن تعدد وال يسجله يف احملكمة الشرعية تعرض للعقوبات املالية‪.1‬‬

‫تقييد الطالق‬ ‫ب‪-‬‬

‫لق''د ط''البت املؤمترات النس''ائية بتقيي''د الطالق وع''دم وقوع''ه إال أم''ام القاض''ي‪ ،‬وذل''ك‬
‫ألن وض''ع الطالق حتت س''لطة القاض''ي أدعى إىل تض''ييق دائرت''ه وأدىن إىل احملافظ''ة على نظ''ام‬
‫الزواج‪.‬‬
‫ونتيج''ة تل''ك املطالب''ات‪ ،‬تع''ددت ق''وانني األح''وال الشخص''ية ال''يت تتض''من قض''ية تقيي''د‬
‫الطالق‪ .‬ومن أهم ه ''ذه الق ''وانني الق ''انون' الص ''ادر يف مص ''ر س ''نة ‪1943‬م ال ''ذي س ''اعد على‬
‫نش''ره وزارة الش''ؤون االجتماعي''ة‪ .‬ق''ال أب''و زه''رة (أم''ا تقيي''د الطالق فك''ان أساس''ه أن الطالق‬
‫ال يك ''ون إال ب''إذن القاض ''ي‪ ،‬ومن يطل ''ق بغ''ري إذن القاض''ي املختص حيكم علي ''ه ب ''احلبس ثالث ''ة‬
‫أشهر أو بغرامة مائة جنية‪ ...‬وكان ذلك عمال جليال أنقذ به األسرة اإلسالمية)'‪.2‬‬
‫أم ''ا يف ت ''ونس‪ ،‬فق ''د قي ''دت احملكم ''ة الطالق بقي ''ود ذكره ''ا مجال العطيفي' (ويف تنظيم‬
‫الطالق‪ ،‬جند أن الق ' ''انون' التونيس ' ''ي ينص على أن الطالق ال يق ' ''ع إال ل ' ''دى احملكم ' ''ة‪ ،‬وعن ' ''د‬
‫احلكم بالطالق يقرر القاضي ما تتمتع به الزوجة من الغرامات املالية لتع''ويض الض''رر احلاص''ل‬
‫هلا أو ما قد تدفعه هي للزوج من التعويضات)'‪.3‬‬
‫يسجله إال بإذن من القاضي الشرعي الذي في دائرة اختصاصه مكان الزوج‪ )2( ،‬ال يأذن القاضي بزواج م‪6‬تزوج‪ 6‬إال بع‪6‬د التح‪66‬ري وظه‪6‬ور‬
‫القدرة على القي‪6‬ام بحس‪6‬ن المعاش‪6‬رة واإلنف‪6‬اق على أك‪6‬ثر ممن في عص‪6‬مته ومن تجب نفقتهم‪ 6‬علي‪6‬ه من أص‪6‬وله وفروع‪6‬ه‪ )3( ،‬ال تس‪6‬مع عن‪6‬د‬
‫اإلنكار أمام القضاء دعوى زوجية بعد العمل به‪6‬ذا الق‪6‬انون إال إذا ك‪6‬انت ثابت‪6‬ة بورق‪6‬ة رس‪6‬مية‪ .‬انظ‪6‬ر الم‪6‬ؤامرة على الم‪6‬رأة المس‪6‬لمة‪ ،‬ص (‬
‫‪.)188‬‬
‫‪ 1‬انظر المرأة بين الفقه والقانون‪ ،‬ص (‪.)110-108‬‬
‫‪ 2‬حركة تحرير الم‪6‬رأة في م‪6‬يزان اإلس‪6‬الم‪ ،‬ص (‪ )314‬نقال عن تنظيم األس‪6‬رة وتنظيم النس‪6‬ل لمحم‪6‬د أب‪6‬و زه‪6‬رة‪ ،‬ص (‪ ،)31-30‬دار الفك‪6‬ر‬
‫العربي‪.‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص (‪ )315‬نقال من آراء في الشرعية وفي الحرية لجمال العطيفي‪ ،‬ص (‪ ،)375‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الثالث‪ : 6‬في المجال‪ 6‬التطبيقي‬

‫االختالط‬ ‫أ‪-‬‬

‫إن من أب ''رز مظ ''اهر دع ''وة حتري ''ر املرأة ال ''يت تش ''اهد يف اجملتم ''ع اإلس ''المي' ه ''و خ ''روج‬
‫املرأة املس ''لمة من بيته ''ا لتش ''ارك الرج ''ال يف أعم ''اهلم جنب ''ا إىل جنب‪ ،‬س ''واء ك ''انت دارس ''ة أم‬
‫مدرس''ة يف فص''ول الدراس''ة املختلط''ة‪ ،‬أو ممثل''ة يف املس''رح الس''ينمائي‪ ،‬أو مغني''ة‪ ،‬أو مذيع''ة يف‬
‫وسائل اإلعالم املختلفة‪ ،‬أو موظفة وعاملة يف مكتب معني‪ ،‬سافرة فاتنة بصورهتا وصوهتا‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬لق ' ''د اختلطت النس ' ''اء بالرج ' ''ال يف معظم البالد اإلس ' ''المية' حبج ' ''ة زمال' ''ة التعليم‬
‫والعم ''ل‪ .‬وأدى ه ''ذا االختالط إىل فنت وأخط ''ار ديني ''ة واجتماعي ''ة‪ ،‬منه ''ا التج ''رأ على اخلل ''وة‬
‫احملرم''ة‪ ،‬وانتش''ار التح''رش اجلنس''ي‪ ،‬وارتف''اع مع''دالت اجلرمية بني النس''اء‪ ،‬وك''ثرة اإلجه''اض‪،‬‬
‫وارتف''اع مع''دالت البطال''ة بني ال''ذكور‪ ،‬فض''ال عن تقص''ريها يف رعاي''ة أهله''ا وبيته''ا مما يس''بب‬
‫احنالل األسرة واحلياة' الزوجية‪.‬‬
‫التبرج‬ ‫ب‪-‬‬
‫يعت''رب ت''ربج املرأة املس''لمة أم''ام الرج''ال األج''انب من جناح دع''وة حتري''ر املرأة يف الع''امل‬
‫اإلس ''المي‪ ،‬حيث افتنت كث ''ري من املرأة املس ''لمة هبذا األم ''ر‪ .‬فال ت ''رى املرأة املس ''لمة بأس ''ا وال‬
‫تس ''تحيي يف إظه ''ار حماس ''نها ومجاهلا أم ''ام الرج ''ال األج ''انب‪ ،‬م ''ع أن ''ه يث ''ري الش ''هوة‪ ،‬ويوق ''ع يف‬
‫الفتن''ة‪ '.‬وليس األم''ر بغ''ريب‪ ،‬وذل''ك لك''ثرة العوام''ل ال''يت س''امهت يف ش''يوع ه''ذه الظ''اهرة من‬
‫خ ''روج املرأة من بيته ''ا ملزامحة الرج ''ال يف أعم ''اهلم‪ ،‬ال س ''يما إذا ط ''الب عمله ''ا مبظه ''ر احلس ''ن‬
‫واجلم' ''ال بني ي' ''دي الن' ''اس ك' ''املمثالت واملغني' ''ات واملذيعات واملض' ''يفات' وغ' ''ريهن من أن ''واع'‬
‫املهن‪.‬‬
‫ووصل األمر يف بعض البالد اإلسالمية' إىل صورة مل يسبق هلا مثيل من قبل‪ .‬ف''امتألت‬
‫الطرق ''ات واألس ''واق' التجاري ''ة‪ ،‬واحلدائق العام ''ة‪ ،‬واجلامع ''ات‪ ،‬ب ''ل وح ''ىت املس ''اجد واملص ''ليات'‬
‫هبذا املظهر بش'ىت أس''اليبها مث'ل ارت'داء املرأة املس'لمة املالبس' الض'يقة' املخل''ة الفاض'حة م''ا تظه'ر‬
‫ش''يئا من ب''دهنا‪ ،‬أو تب''دي زينته''ا‪ .‬وأيض''ا‪ ،‬تث''ين املرأة يف مش''يتها وتبخرته''ا وترفله''ا وتكس''رها‬
‫أمام الرجال األجانب وغريها من املظاهر‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫السفر من دون محرم‬ ‫ت‪-‬‬
‫اكتش' ' ''فت يف الس ' ''نوات' األخ ' ''رية بع ' ''د كثاف' ' ''ة محالت دع' ' ''وة حتري ' ''ر املرأة يف الع ' ''امل‬
‫اإلسالمي وتوفر األعمال واملهن للمرأة املسلمة خارج البيت' ظ''اهرة س''فر املرأة من دون حمرم‬
‫هلا باختالف أغراضها وأهدافها‪ ،‬سواء كان هذا السفر داخلي أم خارجي‪ .‬بل أصبحت هذه‬
‫الظ''اهرة أم''را طبيعي''ا‪ ،‬ألن املرأة املس''لمة الي''وم مث''ل الرج''ل‪ ،‬فهي متعلم''ة وناش''طة يف دراس''تها‬
‫وعملها اللذان قد يتطلبان منها أحيانا السفر حلضور بعض املؤمترات والندوات‪'.‬‬

‫وهللا أعلم‪ ،‬وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫المراجع‬
‫‪ -1‬حتري''ر املرأة عن''د العص''رانيني‪ ،‬ع''ادل احلم''د‪ ،‬ط‪1432 '،1‬ه‪2011/‬م‪ ،‬ال''درر الس''نية للنش''ر‪-‬‬
‫الظهران‪.‬‬
‫‪ -2‬حترير املرأة يف عصر الرسالة لعبد احلليم أبو شقة‪ ،‬ط‪1432 ،7‬ه‪2011/‬م‪ ،‬دار القلم للنشر‬
‫والتوزيع‪-‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -3‬حترير املرأة‪ ،‬قاسم أمني‪1976 ،‬م‪ ،‬مؤسسة العربية للدراسات والنشر‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -4‬حركة حترير املرأة يف ميزان اإلسالم‪ '،‬أنور اجلندي‪ ،‬دار األنصار‪.‬‬
‫‪ -5‬حرك ''ة حتري ''ر املرأة يف م ''يزان اإلس ''الم‪ '،‬عم ''اد حمم ''د عم ''ارة‪ ،‬ط‪1424 ' '،1‬ه‪2003/‬م‪ ،‬دار‬
‫اليقني للنشر والتوزيع‪-‬املنصورة‪.‬‬
‫‪ -6‬شبهات حول قضايا املرأة املسلمة والرد عليها‪ ،‬عبد احلميد عيد عوض‪www.alukah.net ،‬‬

‫‪ -7‬الع ''دوان على املرأة يف املؤمترات الدولي ''ة‪ ،‬ف ''ؤاد عب''د الك''رمي‪ ،‬ط‪1426 ' ،1‬ه‪2005/‬م‪ ،‬جمل ''ة‬
‫البيان‪'.‬‬
‫‪ -8‬املذاهب الفكري''ة املعاص''رة‪ ،‬غ''الب علي ع''واجي‪ ،‬ط‪1427 '،1‬ه‪2006/‬م‪ ،‬املكتب''ة العص''رية‬
‫الذهبية‪'-‬جدة‪.‬‬
‫‪ -9‬املرأة بني الفقه والق'انون‪ '،‬مص'طفى الس'باعي‪ ،‬ط‪1404 '،6‬ه‪1984/‬م‪ ،‬املكتب اإلس'المي‪-‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪ -10‬املؤامرة' على املرأة املس' ' ' ''لمة‪ ،‬الس ' ' ''يد أمحد ف ' ' ''رج‪ ،‬ط‪1407 ' ' ' ' '،2‬ه‪1986/‬م‪ ،‬دار الوف' ' ''اء‪-‬‬
‫املنصورة‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like