Professional Documents
Culture Documents
ويمكن ُتعريف ُدراسة ُاملخطوط ُبأّنُا«ُ :بحثٌ ٌيف ٌترمجة ٌامللؤف ٌ معرفة ٌمسائل ٌاملخطوطٌ
معارفهٌافرئيسيةٌمقارن ًةٌ نقدً ا»ٌ.
فـ«البحث»ُمعروفُ،وفيهُ:معنىُبذلُاجلهدُيفُاملوضوعُاملرادُالكتابةُفيهُواستثارتهُ،و«ترمجةُ
املؤلف»ُ:أيُسريةُمؤلفُاملخطوطُالعلميةُ،و«مسائلُاملخطوطُومعارفه»ُهيُ:أهمُماُذكرُ
املؤ ِّلفُيفُاملخطوطُمنُمفرداتُعلميةُ،وماُمتيزُبهُاملخطوطُ،و«املقارنةُوالنقد»ُبيانُألهمُ
مناهجُالدراسةُ،ولكنهاُليستُكلُمناهجُالدراسةُ،فقدُتكونُكذلكُرشحُاُوتفسريُاُ،وذلكُ
فيامُخيصُاملصطلحاتُواملفاهيمُمثلُُ،والدراسةُتشتملُعىلُهذاُوذاكُيفُالغالبُ.
والدارسُللمخطوطُهوُالذيُيقومُهبذاُالبحثُ،ووفقاُلعنارصُالدراسةُ–التيُسنذكرهاُ-
فالدُارسُ :باحثُ ُومؤ ِّلفُ ،يعدُّ ُكتابا ُحول ُاملخطوط ُالذي ُحيققهُ ،ولذا ُفإنُ ُالدراسةُ
باختصار«ُ:هيٌكتابٌبنيٌيديٌكتاب»ُ.
الدراسةُبنيُيديُالتحقيقُمنُاألمهيةُبمكانُ،ذلكُألّناُجتيلُحماسنُاملخطوطُوتربزُمميزاتهُ،
وتقومُعملُمؤلفُاملخطوطُ،وتنبهُعىلُاألوهامُواألخطاءُالتيُوقعُفيهاُ،فكمُمنُخمطوطُ ُِّ
ملُتُعرفُقيمتهُإلُ ُمنُخللُدراسةُاملح ُِّققُ،ويفُاملقابلُكمُمنُخمطوطُذهبتُهبجتهُ ،وقلُُ
النتفاعُمنهُخللوهُمنُدراسةُتقربهُللقارئُ،وتعرفُالناسُبهُ.
1
وألجلُذلكُفإينُأقولُ:إنٌٌأعظمٌماٌيقدمهٌاملحقٌقٌمللؤفٌ ٌاملخطوطٌهوٌدراسةٌعلميةٌعنهٌ عنٌ
ُّ
إننيُأحثُاجلامعاتُواملؤسساتُالعلميةُعىلُتوجيهُالباحثنيُيفُاملراحلُ حمتوىٌاملخطوطُ،و
املختلفةُإىلُدراسةُوحتقيقُالرتاثُ،برشطُاختيارُاملخطوطُاملناسبُللمرحلةُ،فإن ُالدراسةُ
والتحقيقُتشتملُعىلُاهلدفنيُالرئيسنيُمنُرسائلُالدراساتُالعلياُ،ومهاُُ:
«-1البحثُوالتأليف»ُُ.
-2و«تصحيحُالنصوصُوحتقيقها»ُ.
وهاتانُمهارتانُعزيزتان؛ُحيتاجهامُطالبُالعلمُوالباحثُيفُالعلومُالرشعيةُ،ولُيتحققانُ
يفُ«البحثُالتكمييل»ُ،أوُ«الرسالة» ُاخلاليةُمنُحتقيقُاملخطوطاتُ،أوُيفُحتقيق ُاملخطوطُ
املجردُمنُالدراسةُ.
ُوغاف ًٌباٌماٌتكونٌافدراسةٌقائمةٌعىلٌعنرصينٌأساسينيٌٌ:
األولُ:دراسةُاملؤ ُِّلفُُ.
والثاينُ:دراسةُاملخطوطُُ.
وحتتُكلُعنرصُنقاطُمهمةُسنأيتُعىلُذكرهاُبالتفصيلُ:
لًٌ:دراسةٌامللؤف .
أ ٌ
ونعنيُهبا«ُ:ترمجةُاملؤلف»ُ،وختتلفُعنارصُترمجةُاملؤلفُمنُمؤلفُآلخرُ،بحسبُشهرتهُ
وتوفرُمصادرُترمجتهُ،وبحسبُالدراساتُالسابقةُاملعتنيةُبسريتهُ.
2
فقدُيُكتفىُأحيانُاُبـُ«تذكرةُباملؤلف» ُإذاُكانُمنُالشهرةُبحيثُإنهُلُخيفىُ،وإذاُكانتُ
الدراساتُعنهُكثريةُ،أوُكانُممنُترجمُنفسهُ،كاإلمامُأمحدُوالبخاريُوالطحاويُواجلوينيُ
والغزايلُوالقرطبيُوالذهبيُوابنُتيميةُوابنُحجرُوالسيوطيُ،إلُُأنُُيرومُالدارسُحتقيقُ
يشءُيفُحياته؛ُإماُإثباتُزيادةُوقفُعليهاُ،أوُتصحيحُخطأُيفُالرتمجةُجرىُعليهُالناسُ،أوُ
حتقيقُمفيدُيفُمسريتهُالعلميةُ،أوُبيانُملغلقُملُيسبقُإليهُ.
ٍ
بصورةُماُيفُسريةُومهامُكانُذلكُ–ترمجةُأوُتذكرةُُ-فإنُُعنارصهاُمخسةُ،لُبدُمنُحتقيقهاُ
املؤلفُ:
-1اسمهُ،وفيهُ:ذكرُنسبهُوكنيتهُوأصلهُوحمتدهُ.
-2مولدهُووفاتهُ،وفيهُ:تعريجُعىلُنشأتهُوموطنهُ.
-3شيوخهُ،وفيهُ:بيانُرحلتهُوطلبهُللعلمُ.
-4تلميذهُ،وفيهُ:بيانُأثرهُيفُالعلومُومؤلفاتهُفيهاُ.
-5مكانتهُ،وفيهُ:ذكرُالتعديلُوالتجريحُ،والثناءُوالقدحُُ.
وكلُذلكُيذكرهُالدارسُحمققاُ،مم ِّيزاُبنيُصحيحهُوضعيفهُ،ناسباُالنقولتُإىلُمصادرهاُ،
ويفرقُبينهاُوبنيُماُخلصهُواستنبطهُمنهاُُ.
وأمُاُنسخُالرتمجةُمنُمصدرُواحدُ–بعجرهاُوبجرهاُ–ُفليسُمنُالدراسةُيفُيشءُ.
3
وقدُيزيدُبعضُالباحثني«ُ:دراسةٌاحلافةٌالجتامعيةٌ افسياسيةٌ القتصادية» ُلزمانُاملؤلفُ،
وهذاُ–يفُنظريُ-فضلُوزيادةُ،إنُأتىُبهُالدارسُفحسنُ،وإلُفلُغضاضةُبرتكهُ،لكنُمماُ
يكرهُللدارسُاإلطالةُيفُهذاُاجلانبُ،كيُلُخيرجُبالدراسةُإىلُاجلانبُالتارخييُالوصفيُ.
وفيامُييلُنموذجانُلدراسةُاملؤلفنيُأقدمهامُللدارسنيُمعُبيانُمربرُكلُنقطةُمنُنقاطُالرتمجةُ
ليقارنُبينهامُ:
األولُ:دراسةُحياةُمؤلفُكتاب«ُ:فضائلُالقرآن»ُ ،وهوُاحلافظُاملستغفريُ(تُ،)432:
حيثُجاءتُالدراسةُيفُالقسمُالذيُخصصُلدراسةُاملؤلفُعىلُالنحوُالتايلُُ:
-1أرستهُ(واملربرُلذلكُ:أنُاملؤلفُمنُأرسةُعلميةُعريقةُيفُبلدهُوملُيكنُأولُالناهبنيُهباُ
ولُآخرهم)ُ.
-2اسمهُونسبهُ(وفيهُبينتُمعاينُاألنسابُالتيُتذكرُيفُترمجتهُ،ومنُاستحقهاُمنُأجدادهُ
أولُُ،وهيُ:املستغفريُ،النسفيُ،النخشبيُ،املطوعيُ،اجللب)ُ.
-4رحلتهُيفُطلبُالعلمُ(وفيهُحررت ُاألمصارُالتيُدخلهاُ،معتمداُعىلُمعرفةُشيوخهُ
وتاريخُروايتهُعنهمُ،وبينتُفيهُبطلنُاحلديثُاملنسوبُإليهُاملسمىُ:احلديثُاحلسنُ،ألنُ
واضعهُيزعمُأنُاملستغفريُسمعهُيفُمرصُ،يفُحنيُأنُاملستغفريُملُيبلغُبغدادُأصلُُ،وهذاُ
املبحثُاستنبطتهُوملُأسبقُإليه)ُ.
-5شيوخه ُ(وفيه ُاقترصت ُعىل ُأهم ُشيوخه ُوأعلهم ُسندا ُوأكثرهم ُروايةُ ،ومن ُأرادُ
استقصاءهمُأحلتهُإىلُفهرسهمُالذيُوضعتهُآخرُالكتاب)ُ.
-6ثناءُالعلامءُعليهُ(وفيهُذكرُتوثيقهُعنُالعلامءُوالنقاد)ُ.
4
-7ماُأُخذُعليهُ(وفيهُذكرتُجانباُانتقدُفيهُاملؤلفُ،وهوُرواية ُاحلديثُالضعيفُبإسنادهُ
دونُأنُيبنيُذلكُ،ويفُهذاُاملبحثُأنصفتهُ،فذكرتُقولُاملنتقدُثمُاعتذرتُعنُاملصنفُ،
واستكملتُلهُالعذرُبأنُبينتُدرجةُكلُحديثُوروايةُيفُكتابه)ُ.
-8مذهبهُيفُاإلجازةُ(وهذاُمبحثُأحلقتهُيفُالرتمجةُألنهُيتعلقُباملخطوطُمنُجهتنيُ:األوىلُ
جهة ُاملؤلف ُحيث ُكان ُله ُمذهب ُخاص ُفيهاُ ،وجهة ُالكتاب ُأيضا ُحيث ُإنه ُروى ُفيهُ
باإلجازةُ،فاحتجناُلتفصيلُالقولُيفُهذهُاملسألةُ،وسواءُأحلقتهاُبدراسةُاملؤلفُأوُدراسةُ
الكتاب)ُ.
-10كلمُاملستغفريُيفُالرجالُ(والذيُدعاينُلذكرُهذاُالعنوانُأمرانُ:بيانُمكانتهُيفُاجلرحُ
والتعديلُ،حيثُإنهُممنُيعتمدُقولهُيفُاجلرحُوالتعديلُ،ويفُهذاُبيانُملكانتهُالعلميةُ،والثاينُ
استكاملُالعذرُلهُيفُاملبحثُالذيُذكرتُبعضُمآخذُالعلامءُعليه)ُ.
-11مؤلفاتهُ(وفيهاُكذلكُبيانُحمررُعنُالكتبُاملنسوبةُإليهُوهوُمنهاُبراء)ُ.
فهذه ُعنارص ُترمجة ُاملستغفري ُأوجب ُبعضُ ُعنارصها ُخصوصيتُه ُهباُ ،فل ُتصلح ُلغريهُ،
وذكرتُالرتمجةُيفُأولُكتابُحققتهُلهُ،وهوُ«فضائلُالقرآن»ُ،وملُأعدُالرتمجةُيفُحتقيقُ
«دلئل ُالنبوة» ُول ُيف ُ«طب ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم» ُوأحلت ُللموضع ُاألول ُطلبُاُ
للختصارُ.
الثاينُ:دراسةُحياةُمؤ ُِّلفُكتاب«ُ:قيدُاألوابدُمنُالفوائدُوالعوائدُوالزوائد»ُوهوُ:عبدامللكُ
العصاميُ(تُ،)1111:وبنيُوفاةُهذاُاملؤلفُواملؤلفُاألولُنحوُ 679ُ:سنةُ،وهيُفرتةُ
زمنيةُطويلةُ،ختتلفُفيهاُمصادرُالرتاجمُوعنارصهاُ،ولذاُاخرتتُهذهُالرتمجةُنموذجُاُآخرُ:
جاءتُعنارصُترمجةُعبدامللكُالعصاميُعىلُالنحوُالتايلُ:
5
-1مقدمةُ(ذكرتُفيهاُمصادرُالرتمجةُ،حيثُإنُمصادرُترمجةُاملتأخرينُمنُأهلُالقرنُالثاينُ
عرشُقليلةُ،فأحصيتُاملصادرُالتيُعدتُإليهاُومنهاُاملطبوعُواملخطوط)ُ.
-2اسمهُونسبهُ(وبينتُفيهاُسببُالنسبة)ُ.
-3ولدتهُووفاتهُ(ملُأزدُعىلُذكرُالتاريخُ،حيثُإننيُملُأقفُعىلُيشءُمنُأخبارُنشأته)ُ.
-4شيوخهُ(وقدُقسمتهمُإىلُقسمنيُ،شيوخُذكرهمُيفُالكتابُالذيُحققتهُ،وشيوخُذكرهمُ
يفُغريهُمنُكتبه)ُُ.
-5ثناءُالعلامءُعليهُ.
-6مؤلفاتهُ(وفيهُحررتُأسامءُمؤلفاتهُوميزتُماُنسبُخطأُإليهُوهوُجلدهُالذيُيشرتكُ
معهُيفُالسمُوالنسب)ُ.
-7شعرهُوأدبهُ(ومربرُذكرُذلكُأنُاملصنفُأديبُذواقةُ،ولهُعنايةُبالبلغةُالقرآنية)ُ.
-8عائلةُاملصنفُ(وجدتُأنُاملؤلفُينتميُإىلُأرسةُعلميةُعريقةُ،تبدأُبالشيخُأيبُإسحاقُ
الشريازيُ–فيامُقيلُ-وتنتهيُإليه)ُ.
وملُأذكرُيفُالرتمجةُ:تلميذهُ،إذُملُأجدُذكراُهلمُ.
فانظرُكيفُاختلفتُعنارصُالرتمجةُمنُمؤلفُآلخرُُ.
ُخطواتٌبِناءٌ«دراسةٌامللؤف »ٌ:
الطريقةُاملقرتحةُلتفريعُمباحثُترمجةُاملؤلفنيُتتلخصُيفُثلثُخطواتُ:
اخلطوةُاألوىلُ:قراءةُسريةُاملؤ ِّلفُيفُمصادرُعدةُ،والرتكيزُعىلُنقاطُالقوةُوالضعفُفيهاُ.
6
اخلطوةُالثانيةُ:تطبيقُمفرداتُالرتمجةُعىلُالعنارصُاخلمسةُالتيُذكرناهاُآنفاُ،فيذكرُأمامُكلُ
عنرصُمنُالعنارصُاخلمسةُماُقدُيندرجُحتتهُمماُوقفُعليهُ،ويكتبُاإلحالةُإىلُاملصدرُكيُ
لُينساهاُمعُتقادمُالعهدُُ.
اخلطوةُالثالثةُ:صياغةُالرتمجةُبأسلوبُمناسبُ،وترتيبُمتناسقُ،معُاملحافظةُعىلُطابعُ
التحقيقُوالتوثيقُ.
ثان ًياٌ:دراسةٌاملخطوطٌ.
وهذاُالشقُهوُلُبابُالدراسةُ،والغايةُمنهاُ ،وخيتلفُمنُكتابُآلخرُ،والقاعدةُيفُذلكُ
تتلخصُيفُدراسةُثلثةُأمورُُ:
األولُ:مسائلُاملخطوطُ.
الثاينُ:قيمةُاملخطوطُ.
الثالثُ:توثيقُاملخطوطُ.
أما ٌمسائل ٌاملخطوطُ :فهو ُجواب ُما ُيسميه ُبعضهم ُ«مشكلة ُالبحث» ُ–وهو ُمصطلحُ
أكاديميُلُأجدُغضاضةُيفُاستعاملهُلكثرةُدُورهُعىلُاأللسنة–ُفأريدُبمسائلُاملخطوطُ:بيانُ
مسائلهُالتيُحررها ُ-وتكونُيفُالغالبُهيُالسببُالباعثُللمحققُللعتناءُباملخطوطُ-
وقدُيكونُفيهاُمسألةُكربىُهيُأساسُاملخطوطُفلُبأسُبعقدُمبحثُهلاُعىلُحيالهُ،يناقشُ
فيهُهذهُاملسألةُويقارنُبنيُقولُاملؤلفُوقولُغريهُ،ويرجحُ،ولوُرجحُغريُرأيُاملؤلفُفلُ
ضريُيفُذلكُ،ولُيشنيُذلكُحتقيقه-ُ،ولُيقالُ:املحققُيفُوادُواملصنفُيفُوادُآخرُ،-
ويكتفيُهبذهُالدراسةُالسابقةُعنُالتعليقُيفُأثناءُاملخطوطُ،بلُحييلُيفُاهلامشُإىلُالدراسةُ،
ويف ُمسائل ُاملخطوط ُيدرس ُمفاهيم ُومصطلحات ُاملخطوطُ ،وذلك ُمن ُاألمهية ُبمكانُ،
ويبنيُموافقتهاُأوُخمالفتهاُللشائعُاملعروفُ.
7
أماٌقيمةٌاملخطوطٌ:فبيانُمكانتهُيفُالعلمُالذيُينتميُإليهُ،وماُفيهُمنُإضافاتُ،وأثرهُعىلُ
منُجاءُبعدهُ،وقدُحيتاجُيفُذلكُإىلُالتعريجُعىلُالعلمُاألصلُالذيُينتميُإليهُاملخطوطُ،
وبيانُمصادرهُومنهجُاملؤلفُفيهُ.
أما ٌتوثيق ٌاملخطوطُ :فاملقصود ُمنها ُصيانتهُ ،وضبطهُ ،وحترير ُبطاقتهُ ،فيذكر ُفيهُ :اسمُ
املخطوطُ ،وناسخه ُوتارخيه ُوخطه ُومسطرتهُ ،وعدد ُورقه ُومصدرهُ ،وما ُإىل ُذلكُ ،مماُ
يستحبُكثريُمنُاملحققنيُختمهُبصورُمنُاألصولُاملعتمدةُ.
وأهمُذلكُ:أسانيدُالنسخةُوسامعاهتاُ،التيُهيُنُسبُهذهُالنسخةُ،ثمُاملفاضلةُالدقيقةُبنيُ
النسخُواألصولُاملعتمدةُ،فيقدمُماُحقهُالتقديمُ،ويؤخرُماُحقهُالتأخريُ،فليسُكلُنسخةُ
هلاُقيمةُ،وكمُمنُنسخةُمزورةُ،وأخرىُحمرفةُعديمةُالفائدةُ.
ويفُحتقيقُهذهُاألمورُالثلثةُحيتاجُاملحققُإىلُعقدُمباحثُكثريةُليستويُجوانبهاُ،واجلزآنُ
األولنُمنُهذهُالدراسةُلُيقومُهبام ُإلُ ُخمتصُيفُالعلمُالذيُينتميُإليهُاملخطوطُ ،وأماُ
القتصارُيفُدراسةُاملخطوطُعىلُعنارصُبعينهاُمنُقبيلُ:حتقيقُعنوانُالكتابُ،ونسبتهُملؤلفهُ
ووصفُالنسخُاخلطيةُوماُشابه ُذلكُ،دونُالتعريجُعىلُماُذكرناُ،فتلكٌدراسةٌمنٌملٌيكنٌ
منٌأهلٌالختصاصٌ.
خطواتٌبناءٌدراسةٌاملخطوطٌ:
يمكنُتلخيصُخطواتُبناءُدراسةُاملخطوطُيفُثلثُخطواتُ:
فذاٌكانٌبعضٌاملحققنيٌجيعلٌافدراسةٌآخرٌمراحلٌحتقيقٌاملخطوطٌ.
8
مماُيظنُاملحققُأنهُحيتاجُإىلُإبرازُ-يفُقصاصاتُمنُ
ُُّ اخلطوةٌافثانيةُ:تقييدُأهمُماُوقفُعليهُ-
الورقُيدونُفيهاُاسمُاملسألةُ،ورأيُاملؤلفُفيهاُ،ومنُهذاُالقبيلُتقييدُاملصادرُواملواردُ،
ُِّ
واهلناتُالتيُيظنُاملحققُللوهلةُاألوىلُأنُفيهاُماُفيهاُ.
افتقسيمٌافعلميٌفعنارصٌافدراسةٌ:
هذهُمسألةُيُسألُعنهاُكثريُاُ،وهيُكيفُأقسمُالدراسةُإىلُعنارصُ،وماُهوُاملستحب؟ُهلُ
األفضلُتقسيمهاُإىلُ:أبوابُأمُفصولُأمُماذا؟ُ
واجلوابُ :أنُ ُتقسيم ُعنارص ُالدراسة ُمن ُاملحسنات ُاجلاملية ُللبحثُ ،وهي ُمن ُذوقياتُ
الباحثُ،واألمرُفيهاُواسعُجداُ،ولوُقسمُالكتابُكلهُإىلُقسمنيُ:القسمُاألولُالدراسةُ،
والقسمُالثاينُ:النصُاملحققُفحسنُ،ولوُتركهُبدونُتقسيمُفلُضريُ،ويكتفيُبالعنوانُيفُ
أعىلُالصفحةُ.
ولكنُهذاُالتقسيمُقدُخيضعُلضوابطُمعينةُبحسبُاجلهةُالتيُتقدمُهلاُالدراسةُوالتحقيقُ،
ُمعيناُ،منُهذهُ
فمثلُُ:الدراساتُاملقدمةُإىلُجامعاتُومؤسساتُعلميةُقدُتفرضُتقسيامُ ُ
اجلهات ُمن ُيشرتط ُتقسيم ُالدراسة ُإىل ُأبوابُ ،ثم ُفصولُ ،ثم ُمباحثُ ،وذلك ُيف ُمرحلةُ
الدكتوراهُ،وأماُيفُمرحلةُاملاجستريُفيكتفونُبالتقسيمُإىلُفصولُثمُمباحثُ،واألمرُيفُذلكُ
واسعُ.
وهذانُنموذجانُخمتلفانُمنُنامذجُالدراساتُ،للعتبارُهبامُومقارنتهامُببعضهامُالبعضُ،
حيثُإنُكلُكتابُيفرضُنمطهُاخلاصُبهُمنُالدراساتُ:
9
األولُ :دراسة ُأعددهتاُبني ُيدي ُحتقيق ُكتاب ُ«معرفة ُعلوم ُاحلديث ُوكمية ُأجناسه» ُأليبُ
عبداهللُاحلاكمُ(تُ،)405:جاءتُالدراسةُعىلُالنحوُالتايلُ:
-1احلاكمُأولُمنُصنفُيفُعلومُاحلديثُ(حاولتُإثباتُذلكُبمعطياتُعلمية)ُ
-2بنيُاحلاكمُوالرامهرمزيُ(قارنتُبنيُمعرفةُعلومُاحلديثُواملحدثُالفاصل)ُ
-3بنيُاحلاكمُوابنُالصلحُ(بينتُفيهُاعتامدُابنُالصلحُالكبريُعىلُكتابُاحلاكمُ،واألنواعُ
التيُيفُاملعرفةُوليستُيفُاملقدمةُوالتيُيفُاملقدمةُوليستُيفُاملعرفة)ُ.
-4شهرةُالكتابُبنيُالناسُ(بينتُفيهُمكانةُهذاُالكتاب)ُ.
-5مصادرُاحلاكمُيفُاملعرفةُ.
-6تعليقاتُاحلفاظُعىلُاملعرفةُ(فذكرتُحاشيةُالساجيُوابنُالصلح)ُ.
-7ثمُاألصولُاملعتمدة(ُ،وبينتُأنُالطبعةُهذهُمقابلةُعىلُُ4رواياتُخمتلفةُ،وهيُروايةُابنُ
خلفُاألديبُ،والثغريُ،والبحرييُ،واألردستاين)ُ.
-8روايةُابنُخلفُالشريازيُعنُاحلاكمُ(وتكلمتُفيهاُعنُنسخهاُوفاضلتُبينها) ُثمُُ
باقيُالرواياتُ،ثمُعرفتُبرموزُالكتابُ،وختمتُبصورُاألصولُ،فكانتُالدراسةُيفُُ106
صفحاتُ.
ومن ُالدراسة ُالفهارس ُالتي ُأعددهتا ُللكتابُ ،وهيُ :فهرس ُاآلياتُ ،ثم ُاألحاديثُ ،ثمُ
شيوخُاملصنفُ،ثمُفهرسُالثقاتُالذينُذكرهمُاملصنفُ،وهذاُبمثابةُكتابُ:ثقاتُاحلاكمُ،
ثمُفهرسُالرواةُالذينُملُخيرجواُيفُالصحيحُوملُيسقطواُ،ثمُفهرسُجامعُ.
10
النموذجُالثاينُ :دراسة ُأعددهتا ُبني ُيدي ُحتقيق ُكتاب«ُ :طب ُالنبي ُصىل ُاهلل ُعليه ُوسلم»ُ
للمستغفري ُ(ت-ُ )432:ولحظ ُالفرق ُبني ُالدراستني ُلختلف ُاملوضعنيُ ،واختلفُ
أمهيتهامُ.-
-1مقدمةُيفُتعريفُعلمُالطبُ(ذكرتُفيهاُتعريفُالطبُوالطبيبُوأصولُاملداواة)ُ.
ُ-2الطبُالنبويُ(عرفتُبهُوبينتُحكمهُ،وكيفيةُالستفادةُمنهُ،وأصولُالطبُالنبوي)ُ.
-3التعريف ُباملخطوطُ ،وفيهُ :اسم ُاملخطوطُ ،تاريخ ُنسخهُ ،الناسخُ ،إسناد ُالنسخةُ،
مصدرهاُ،ثمُاملنهجُيفُالتحقيقُ.
-4تنبيهُ:حولُبراءةُاملصنفُمنُرسالةُطبعةُقديامُباسم«ُ:طبُالنبيُصىلُاهللُعليهُوسلمُ،
املنسوبُإىلُرسولُاهللُصىلُاهللُعليهُوسلمُ،املستخرجُمنُأحاديثهُبحذفُاألسانيد»ُ.
بعدٌ:
إذا ُقررنا ُأنُ ُالدراسة ُهي ُ«كتاب ٌبني ٌيدي ٌكتاب» ُفإن ُبعض ُالدراسات ُيمكن ُطباعتهاُ
وتقديمهاُللقراءُمنُدونُحتقيقُالنصُاملخطوطُ،لكنُحينهاُيكونُعنوانُالبحثُ:دراسةُ
عنُخمطوطُكذاُوكذاُوعنُمؤلفهُ،وليسُ:دراسةُوحتقيق!.
11