Professional Documents
Culture Documents
عرض وتحليل
يعرض المقال بالتحليل لكتاب أدوات $تحقيق النصوص لعصام الشنطي ،وهو أول
كتاب يعتني ببيان المراجع المتخصصة في التراث العربي التي يحتاجها محقق
النصوص العربية ،واألدوات $التي يستعين بها في أثناء صنعة التحقيق .وقد بناه مؤلفه
على ترتيب مبتكر حاول فيه أن يربط بين المصادر والخطوات المنهجية لتحقيق
وقسمها إلى فصول (أو حقول كما أسماها)
النصوص التراثيةَّ $،
**********************
يأتي الكتاب المعروض خطوة جديدة مضيئة في مجال التأليف المتخصص في
التعريف بالكتب المرجعية $للتراث العربي عامة ،وتحقيق النُّصوص المخطوطة منها
مبحث فري ٌد لم يُسبق إلى إفراده بمؤلَّف – فيما أعلم -سوى بحث
ٌ خاصة .وهو
لطيف ألستاذنا $الدكتور عبد الستار الحلوجي .3وقد يقترب $منه كتاب «الموجز في
مراجع التراجم $والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم» 4للدكتور محمودالطَّ ِ
ناحي
–رحمه اهلل تعالى ، -ال بحكم وضعه ،وإنما بحكم مادته ومبناه ،وتميُّز مؤلِّفه
تعرض بعضها للمراجع
واشتغاله $بالتَّحقيقَّ .أما مؤلفات علم تحقيق النصوص فقد َّ
ِّ
للمحقق.5 المـُ ْعينة
سقت و ُكثِّفت
والكتب المرجعية –في اصطالح المكتبيين -هي الكتب الشاملة $التي نُ ِّ
عينًا ،ال يهدف وال يساعد عاد ًة على القراءةورتِّبت ترتيبًا منطقيًّا ُم َّ
المعلومات فيهاُ ،
المتصلة من أولها إلى آخرها ،وإنما يرجع القارئ إليها $،ويستشيرها $الباحث عند
الحاجة إلى معلومة أو معلومات $معيَّنة ،بسهولة ويسر ،وال تتأثر $وحداتها $بحذف
بعضها لعدم تتابعها ،وهي تقابل $باإلنجليزية (َّ .)Reference booksأما المصادر فهي
في نظرهم جميع الكتب وأوعية المعلومات األخرى $،سواء أكانت تحمل صفة
المراجع أو لم تكن ،ويقابلها (.6)Reference sources
وهذا االصطالح مغاير للمتعارف عليه في مجال الدراسات «األكاديمية ،»$ال سيما
س ِّوي بينهما-
التاريخية ،التي تتمايز فيها المصادر والمراجع – وإن كان البعض يُ َ
على أساس المباشرة والوساطة في تقديم المعلومات المتصلة بالموضوع ،فالمصادر
-ويفضِّل البعض (المراجع األصلية) -هي تلك المؤلفات أو النصوص التي تُ ُّ
عد
كون مادة البحث األساسية ،فالكتب
أقدم مادة عن موضوع ما ،والتي تصلح أن تُ ِّ
المعاصرة أو القريبة $من العصر الذي يُدرس أحواله ،سواء الدينية $أو التاريخية أو
عد مصادر ،وكذلك مؤلفات الشخص الذي يُدرس أو يُترجم $له ،أو األدبية $،تُ ُّ
النصوص األدبية $للشاعر أو األديب المدروس...إلخ.
َّأما المراجع (أو المراجع الثانوية) فإنَّها ما عدا ذلك من المؤلفات الثانوية $أو
المساعدة التي يُلجأ إليها استكماالً $للمعلومات حول موضوع البحث ،أو للحصول
على معلومات إضافية ألغراض المقارنة والربط والتحليل .أو هي الدراسات $الحديثة
التي عالجت الموضوع أو ما يتصل به من موضوعات ،عن طريق استيعاب $المادة
األصلية من مصادر ومراجع متعددة $،وأخرجتها $في ثوب آخر جديد .7$فصفة
أساسا $على درجة الصلة بين ما في الكتاب من
المصدرية والمرجعية للكتاب $تقوم ً
أدب وبين الموضوع الذي هو محل البحث ،فإذا كانت الصلة مباشرة $أو أساسية$
فهو (مصدر) ،وإن كانت غير مباشرة أو فرعية فهو (مرجع).8
هذا مع التنبيه إلى أن االستعمال االصطالحي إلحدى $الكلمات ال يمنع بالضرورة أن
تستعمل الكلمة في معناها اللغوي العام ،السيما وأن التحديد التطبيقي الدقيق لهما
متعذرا بسبب التداخل بينهما ،فالنسبية قائمة ،كما أن
ً قد يكون في بعض األحيان
بعض المجاالت $لم تصل بعد إلى $االستقرار االصطالحي ،فقد تستعمل كلمة مرجع
جميعا ،من قبيل االحتفاظ $للكلمة االصطالحية بمعناها اللغوي أو
لتعبر عن المعنيين ً
شبه اللغوي ،الذي يكون عادة أوسع شموالً وأكثر مرونة من االستعمال$
االصطالحي9.
وبهذا يتبين الفارق بين مدلوالت $المصطلحين في مجالي الدراسات المكتبية
كل
والدراسات (األكاديمية ،)$الذي يمكن أن نوجزه ببيان صفة (المرجعية) $في ٍّ
منهما ،فالمرجعية $في الدراسات المكتبية تعتمد على صفات ذاتية $توجد في الكتاب
نفسه ،فالكتاب $مرجع إذا توافرت له هذه الصفات $،وإال فإنه مصدر ،بينما صفة
المصدرية والمرجعية في الدراسات األخرى $تعتمد على درجة الصلة بين ما في
الكتاب $من أدب وبين موضوع معين ،وهي تدرس فيها دراسة ترتبط باألساس الذي
بُنى عليه التمييز بينهما ،بينما في الدراسات $المكتبية ترتبط باألساس $الذي يميزها عن
بقية مواد المكتبة وكتبها ،وهو مقدار ما فيها من طبيعة تنظيمية خاصة وسمات
مرجعية معينة ،جعلتها تمكن الباحث والقارئ من الحصول على ما فيها من معلومات$
أساسا
في سرعة ودقة .فدراسة المؤرخ –مثالً -للكتب المرجعية $هي دراسة تهتم ً
بالمادة التاريخية التي تحتويها هذه الكتب ،من حيث صلتها بالموضوعات المعالجة$،
أساسا بالسمات $الخاصة
وطبيعة هذه الصلة صدقًا ودقةً ،بينما الدراسة $المكتبية تهتم ً
لهذه الكتب ،والطبيعة التنظيمية ...إلخ.10
ُّ
يعد «علم المراجع» من العلوم المعاونة $على بناء المعرفة وتأصيلها ،وهو أحد فروع
علوم المكتبات ،الذى يُعنى –كما أشرنا $-بدراسة طائفة من المواد بالمكتبة تمتلك
صفات متميزة ،تجعلها ذات أهمية خاصة في تأدية $المكتبات $للوظائف المنوطة بها.
كما تتميز بعدد من العمليات $المكتبية واإلجراءات $الفنية والمالية ،وبعض المهمات
اإلدارية $،فتوضع موادها عادة في مكان متميز بالمكتبة لسهولة االطالع واالستخدام$،
وقد يُشرف عليها قسم خاص ،ويُكلَّف بها ذوو مؤهالت خاصة ،كما أن أكثر
موادها ال يُسمح بإعارته خارج المكتبة.11
ولم يَلق هذا العلم بع ُد االهتمام الكافي في دراساتنا ،وفي الوعي الثقافي $العام ،رغم
تدريسه في أقسام المكتبات $وصدور عدد من المؤلفات $فيه ،تنوعت في هدفها
ومنهجها ومادتها ،وجاءت أغلبها تطبيقية تعريفية $،بينما ن ُدرت المؤلفات التأصيلية
عرفة بها ،فبينما التزم
للعلم .12وقد تنوعت التأليفات العربية الدارسة للمراجع والمـُ ِّ
بعضها بالمنهج المكتبي الذي يعتمد على التعريف بالمراجع $،وبيان نشأتها $وتطورها،
وتقسيمها إلى فئات موضوعية أو شكلية أو وظيفية ...إلخ ،مع توضيح سماتها$،
وتقديم نماذج تُدرس دراسة فردية ،13بينما جاء بعضها أقرب إلى التعريف
بالمصادر بمعناها «األكاديمي ،»$منها إلى الكتب المرجعية .كما تنوعت إلى تأليفات
عامة لم تتقيد بتخصصات معرفية ُمعيَّنة ،ومنها ما اقتصر على مجاالتُ $معيَّنة .ومن
هذه األخيرة مؤلفات اقتصرت على التعريف $بكتب التراث $العربي $،والتي تفاوتت
بدورها بين العموم والخصوص ،واإليجاز واإلسهاب $،وااللتزام بمنهجية التقسيم
والتناول ،والتعريف $والتقويم ...إلخ.
عرض لمقدمة $الكتاب $ومنهجه
أشار المؤلف أنه بنى كتابه على ترتيب مبتكر حاول $فيه أن يربط بين المصادر14
وقسمها إلى فصول (أو حقول كما
والخطوات المنهجية لتحقيق النصوص التراثيةَّ $،
أسماها) ،15وهذه ميزة ثانية للكتاب ،بعد ميزة الريادة $التأليفية.
وقد نبَّه المؤلف الفاضل في مقدمة $كتابه إلى ما يراه من سلبيات بعض الكتب المؤلَّفة
في علم المراجع ،ال سيما مراجع التراث العربي ،فذكر منها غياب منهجية الترتيب
المالئمة لغرض التأليف واحتياجات $الباحثين ،أو االكتفاء بأساليب الترتيب التقليدية$.
كما أشار إلى $انشغال $كثير منها باستيفاء المراجع وعنواناتها ومؤلِّفيها ،مع عدم
العناية $بعرضها وتحليلها ،والكشف عن طريقة تأليفها $وسبل استعمالها واالنتفاع بها،
مما أوصلها إلى $صورة القوائم أو األدلة التي تعرض فيها المراجع بشكل ُمَن ِّفر ،ال
حيوية فيه وال فائدة -حسب تعبيره.-
وتزداد الفائدة بتأكيد ما ذكرنا من أنواع التأليف ومناهجه في مجال المراجع،
وكيف أنها $تتنوع حسب الغاية وطبيعة التناول $،فمنها العام والخاص ،ومنها ما يُعنى$
بالعرض والتحليل والتقييم ،وما يُعنى بالحصر واالستيعاب $،وهي القوائم
مما صدر كان تعري ًفا
كثيرا َّ
الببليوجرافية ،ول ُك ٍّل منهجه وفائدته $.مع مالحظة أن ً
بالمصادر – بمعناها «األكاديمي ، -»$ولم تقتصر على المراجع – بمعناها المكتبي$-
.
ومن الجدير بالذكرَّ $
أن أصل هذا الكتاب $محاضرات َّ
أعدها المؤلف منذ سنوات إثر
تكليفه بتدريس مادة« :أدوات تحقيق النصوص -المصادر العامة ،16»$لطلبة
الدراسات العليا بقسم «علم المخطوطات وتحقيق النصوص» ،التابع لـ «معهد
المخطوطات العربية» و«معهد $البحوث والدراسات العربية »$بـ«جامعة $الدول
قررة،
ب منهج وساعات دراسية ُم َّ حس َ دراسي َّ
ُأعد ْ ّ$ العربية .17»$فهو إذن كتاب
تخصصا للباحثين $،مع التأكيد
ُّ ونحن نستأذن المؤلف الكريم $أن يُشفعه بشقيق أكثر
على ريادة الكتاب في بابه وتميُّزه في منهجه ومادته ،شأنُه $شأن المحاوالت الرائدة
التي تستقي شرفها وتتبوء مكانتها من َّأوليتها وبِكريَّتها $،ثم َّ
مما تحتويه من فكر
ومنهج.
مهَّد المؤلف لكتابه $بعد مقدمته $الموجزة بمدخل مفيد ،أبان فيه عن أهمية التراث
جميعا ،وأشار فيه إلى اللغط الدائر $بين ما اصطُلح عليه بـ «األصالة
بالنسبة لألمم ً
والمعاصرة» ،وضرب له مثالً لطي ًفا بشجرة عريقة أهملها أصحابها دون رعاية ،فلم
ير بعضهم حالًّ سوى اجتثاثها من جذورها ،وزرع شجرة غريبة عن تربتها وبيئتها،
وفروعا ،-وتطعيمها
ً –جذورا
ً بينما رأى فريق آخر أن الحل في رعاية الشجرة
بالجديد دون أن تخشاه .وهو اقتباس موظَّف من اآلية $الكريمة { :ألم تر كيف
ضرب اهلل مثالً كلمة طيبة كشجرة طيبة [ }...إبراهيم.]24 $:
وأوجز المؤلف اإلشارة $في تمهيده إلى المقصود من تحقيق النصوص وأدواته ،ثم نبَّه
َّ
المحققة المعتمدة إلى ُح ْزمة من المالحظات المفيدة ،وهي :ضرورة تحري الطبعات
َّعرف إلى $المرجع أوالّ قبل التعامل $معه
لكتب التراث $ومراجعه $،وضرورة الت ُّ
الع ِجل ،وقراءة واستخدامه $،لمعرفة غايته وحدوده ومنهجه ،وذلك عبر ُّ
التصفح َ
مقدمته ،والنظر في قائمة محتوياته َّ
وكشافاته $،ليسهل بعد ذلك التعامل معه كلما
اُحتيج للرجوع إليه.
وأخيرا أشار إلى كثرة المصادر المندرجة تحت كل حقل $،وأنَّه تحاشى $اإلكثار
ً
والتطويل فاكتفى منها بأهمها ،وذكر أنَّه مطمئن إلى أنها ستسلمهم إلى غيرها من
عرفة ،وأن يُلحق
المراجع .ولعله كان مناسبًا أن يستطرد قليالً في كم المراجع المـُ َّ
بكل حقل قائمة ببليوجرافية بالمراجع لمن أراد االستزادة ،وإن كان أحال $في
(المصادر والمراجع) $إلى $جملة من كتب المراجع التي اعتنت بشيء من ذلك$.
تقسيم الكتاب$
قسم المؤلف المراجع المعروضة في كتابه على سبعة حقول:
َّ
وأشار قبل إيراد هذه المراجع إلى توافر عدد من المحاوالت الببليوجرافية ،بعضها
عموما التراثي $منها والحديث ،وبعضها محصور بمكان أو زمانيُعنى بالمطبوعات ً
للنشر .ورأى أالَّ يَفتح أمام الباحثين أبوابًا $كثيرة ،ليس في الطاقة الرجوع إليها ً
جميعا
وإنما يُكتفى $بأهمها .وإن كان يمكن القول إنَّه على المـُ ِّ
حقق أن يبذل غاية الجهد
وعما إذا كان
ويستفرغ كامل الوسع في البحث والتحري عن حاجة الكتاب للنشرَّ ،
الكتاب $المزمع تحقيقه سبق طبعه َّ
محق ًقا أو ال ،كما فعل في جمع النسخ الخطية،
كثيرا في وذلك َّ
أن تراثنا لم يعد يحتمل الخطأ والتجريب والتكرار $.ومما يساعد ً
ذلك – وغيره من الحقول -البحث في قواعد البيانات( $باإلنترنت) ،21$وبالمكتبات$
ومما ُينَبَّه إليه أيضا االهتمام بالرسائل $الجامعية واإلفادة منها ،وقد
ومراكز األبحاثِّ .
صدرت بعض الببليوجرافيات وقواعد البيانات $المـُساعدة.
الحقل الثالث :توثيق العُنوان
ِّ
بالمحقق إلى حقل توثيق العُنوان ،وفيه يشير إلى مرجعين$ المؤلف بعد ذلك
ُ وينتقل
هامين ،هما كشف الظنون عن أسامي $الكتب والفنون لحاجي خليفة ،وإيضاح
ضا فوائد المكنون في الذيل $على كشف الظنون ،إلسماعيل البغداديَّ .
وعد َد فيه أي ً
جيدة ُم ْعينة لمستخدم الكتابين $.وتجدر اإلشارة إلى توافر َّ
كشافات لكشف الظنون
ولذيله إيضاح المكنون ،وإلى توافر ذيول أخرى للكشف مطبوعة ومخطوطة .كما
فصلها الدكتور
ؤصلة للتثبت من صحة العنوانَّ ،
توجد مراجع أخرى $وإجراءات ُم َّ
حاتم العوني $في كتابه القيم« $:العنوان الصحيح للكتاب».22
الحقل الرابع :ترجمة المؤلف وتوثيق العنوان إليه
ثم تناول المؤلف في الحقل الرابع مراجع ترجمة المؤلف وتوثيق العنوان إليه،
الوفَيات الثالثة البن
وتعرض فيها لسبعة مراجع ،خمسة منها تراثية $،وهي كتب َ َّ
َخلِّكان وابن شاكر ال ُك ْتبِيَّ $
والص َفدي ،وكتاب سير أعالم النبالء َّ
للذ َهبي $،وثالثة
حديثة هي هدية العارفين إلى $أسماء المؤلِّفين وآثار المصنِّفين للبغدادي $،واألعالم
للز ِر ْكلي ،ومعجم المؤلَّفين ل َك َّحالة ،وربما كان األخيرين أحقا بالتقديم $بناء على
ِّ
منهج ترتيب الكتاب ،فهما من المصادر الهادية لكتب التراجم $التفصيلية ،إال أنَّه
أرجأهما متابعة $لترتيبه الزمني للمراجع.
ِّ
المحقق إضافة عدد أكبر من كتب التراجم $،مع التنبه إلى أن ومن الضروري للباحث
ترجمة المؤلف وتوثيق العنوان إليه قد يكون له مظا ّن أخرى غير كتب التراجم .وال
قسمها إلى
بأس أن نشير هنا في عُجالة إلى أهم فئات كتب التراجم ،التي يمكن أن نُ ِّ
تخصصة .فمن
فئتين رئيسين :كتب التراجم العامة ،وكتب التراجم $المـُقيّدة أو المـُ ّ
أمثلة الكتب العامة :كتب الوفيات المذكورة وكتاب الذهبي $،وغيرها.
ومن أنواع كتب التراجم $المتخصصة :المـُقيَّدة بزمان $كتراجم $القرون ،ولعل من
أوئلها :الدرر الكامنة $في أعيان المائة الثامنة $البن $حجر العسقالني $.ومنها :المـُقيَّدة
بمكان كتاريخ دمشق البن عساكر وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ،وموسوعة أعالم
َّخصص الدِّيني$
المقيَّدة بفئة يجمعها جامع ،قد يكون الت ُّ
المغرب بأغلب كتبها .ومنهاُ :
والزهاد $،والفقهاء واألطباء ،والقضاة
أو العلمي أو المهني كالصحابة والتابعينُّ $
الع َقدي كطبقات المعتزلة ألحمد بن يحيى بن المرتضى $،أو ُّ
والشعراء ،أو المذهب َ
المذهب الفقهي $كطبقات الشافعية $الكبرى للسبكي ،وقد يكون سمة أو سمات معيَّنة
عمرون والوصايا» ألبي حاتم السجستاني ،والبرصان والعرجان$
ككتاب «المـُ ِّ
والعميان والحوالن للجاحظ ،وقد يجمع بين أكثر من سمة ككتاب $جذوة المقتبس
للح َميدي ،وغير ذلك من أنواع كتب التراجم $المتخصصة.
في ذكر والة األندلس ُ
ضا :تراجم $عامة
ضا نوع مهم وهو تراجم المؤلفين ،23وهي نوعان أي ً
ومن ذلك أي ً
ككتاب ابن أنجب الساعدي المطبوع حديثًا بعناية $أستاذنا $الدكتور أحمد شوقي
كحالة، بنبين « ُّ
الدر الثمين في أخبار المصنِّفين» ،ومعجم المؤلفين لعمر رضا َّ
وتراجم $خاصة بمؤلفي المذاهب ككتاب تاج التراجم في من صنف من الحنفية البن
قُطلوبغا ،أو مقيَّدة بمكان ككتاب العُمر في المـُصنَّفات والمؤلِّفين التونسيين لحسن
ُحسنى عبد الوهَّاب ،ومعجم المؤلفيين العراقيين $لكوركيس عواد ،وهذا النوع من
الكتب مفيدة في أحيان كثيرة لتوثيق المؤلِّف والعنوان والنسبة ً
جميعا.
ضا أنواع أخرى $من المؤلفات مثل :كتب التاريخ والحوليات
ومن مظان التراجم $أي ً
والرحالت ،وكتب الببليوجرافيات والمشيخات واألنساب ،وكتب توثيق األسماء
وتدقيقها ككتاب اإلكمال البن ماكوال وغيره ،وبعض المعاجم $العامة $والمتخصصة
كتاج العروس ومعجم البلدان ،وكذلك المؤلفات $التراثية الشبيهة $بدوائر المعارف
المتوسعة وغيرها.24
ِّ وكتب الشروح
هذا فضالً عن الثقافة العامة واالطالع الواعي على المكتبة اإلسالمية $،والتي ال
موضوعا
ً حد ،والواجب على الباحث التسديد $والمقاربة بالرجوع إلى أقربها$ يحـُ ُّدها ٌّ
ومنهجا واستيعابًا وزمنًا ...إلخ .ومن ذلك الرجوع إلى كتب العلم( $بتخصصه العام
ً
والدقيق) الذي يتناوله الكتاب $المـُ َّ
حقق ،في جميع مراحل $التحقيق سواء ضبط النَّص،
أو تخريجه والتعليق عليه ،وذلك للوصول به إلى ما أراده عليه مؤلفه ،ولالحتراز عن
يسر االنتفاع
يحتاحه.ومما يُ ِّ
ّ خطأ النُّساخ أو سوء القراءة $،ثم إلى إضاءة النص بما
كشافات الكتب ،وكتب الموارد والمصادر ،وسؤال أرباب $االطالع بهذه الوسيلة َّ
السالم هارون – رحمه اهلل- ِ
الواسع من أهل العلم وال ُك ْتبيين ،وقد ذكر العالمة $عبد ّ
أن من وسائل $معرفة العنوان وقوف المحقق على طائفة منسوبة من نصوص الكتاب$
ضمنة في كتاب آخر.25
ُم َّ
حقق في ضبطه لألعالم الواردة في النص للم ِّ
ومن المراجع والمصادر الضرورية ُ
المـُ َّ
حقق :كتب األنساب $،وكتب ضبط األسماء والرواة وتوثيقها $،وبيان المتفق
والمفترق ،والمؤتلف والمختلف ،والمختلف والمشتبه ،وال ُكنى $واأللقاب،
والتصحيف والتحريف ...إلخ ،ومنها مؤلفات $تراثية وأخرى معاصرة من المفيد
الرجوع إليها$.
العناية $بضبط المـُ ْشكل ،ال سيما األعالم والكتب ،وتحري الدقة فيها.34
نتوجه بالشكر والتقدير $لألستاذ المؤلف على كتابه الرائد،
وهو ما يستوجب أن َّ
محاضرا وكاتبًا ،مفي ًدا للعلم
ً سائلين اهلل أن َي ْنسأ في عمره مواصالً عطائه العلمي،
وطلبته.
قائمة المصادر
أحمد شلبي /كيف تكتب بحثًا أو رسالة – .ط – .24القاهرة :مكتبة النهضة المصرية.1997 ،
أحمد محمد الشامي /المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات؛ سيد حسب اهلل - .
ﺑﺮﻭﻛﻠﻤﺎﻥ ،ﻛﺎﺭﻝ /ﺫﻳﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ :ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .ﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﺣﺴﻦ
ـ ـ ـ ـ /في تحقيق النص – .ط – .1بيروت :دار الغرب اإلسالمي.2004 ،
الثاني عشر للهجرة :دراسة مرجعية تحليلية -.إشراف سعد محمد الهجرسي ،حامد زيان غانم-.
القاهرة :د .الحلوجي -.2004 ،أطروحة دكتوراه ،جامع القاهرة ،كلية اآلداب.
رمضان عبد الـتَّواب /مناهج تحقيق التراث بين القدماء والمـُ ْح َدثين – .ط - .1القاهرة :مكتبة
الخانجي.1986 ،
روبر ،جيوفري /المخطوطات اإلسالمية في العالم؛ ترجمة وتحقيق عبد الستار الحلوجى - .لندن:
.1977
سعود عبد اهلل الحزيمي /الدليل الشامل لمراجع العرب :ببليوجرافية حصرية بما صدر من األوعية
دراسة لتغطيتها وتنظيمها -.إشراف سعد محمد الهجرسي -.القاهرة :س .خليل -.1987 ،أطروحة
ماجستير ،جامع القاهرة ،كلية اآلداب.
عبد الجبار عبد الرحمن /المدخل إلى المراجع العربية العامة – .البصرة :جامعة البصرة.1990 ،
عبد الحي الكتاني /تاريخ المكتبات اإلسالمية ومن ألَّف في الكتب /ضبط وتعليق أحمد شوقي بنبين،
الجليند – .القاهرة :مركز الدراسات والبحوث اإلسالمية -.1998 ،ص ص.93 -9
ـ ـ ـ ـ /مدخل لدراسة المراجع – .القاهرة :دار الثقافة للطباعة والنشر[ ،د.ت].
ـ ـ ـ ـ /نحو علم مخطوطات عربي - .القاهرة :دار القاهرة للنشر.2004 ،
عبد السالم هارون /تحقيق النصوص ونشرها – .ط – .5القاهرة :مكتبة السنة.1989 ،
عبد العزيز األهواني /كتب برامج العلماء في األندلس -.مجلة معهد المخطوطات العربية ،مج ،1ج
الش ْن ِطي /أدوات تحقيق النصوص :المصادر العامة – .ط – . 1اإلسماعيلية :مكتبة اإلمام
عصام محمد َّ
البخارى.2007 ،
محمد رضوان الداية /المكتبة العربية ومنهج البحث - .دمشق :دار الفكر.1999 ،
محمد المنوني /المصادر الدفينة في تاريخ المغرب .في :قبس من عطاء المخطوط المغربي – .ط- .1
ص ص .133-121
محمود محمد الطناحي /الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم -.ط-.1
تدوين النصوص .في :مجلة معهد المخطوطات العربية -.مج ،)2005( 49ص ص.66-35
ُموفَّق بن عبد اهلل بن عبد القادر /توثيق النصوص وضبطها عند المحدثين – .مكة :المكتبة المكية،
[د.ت].
ناجي معروف؛ بشار عواد معروف /مشيخة النَّعال البغدادي .تخريج $رشيد الدين المنذري (ت 643
تحرير جورج عطية؛ ترجمة عبد الستار الحلوجي - .الصفاة :المجلس الوطني للثقافة والفنون
واآلداب( – .2003 ،سلسلة عالم المعرفة؛ ع -.)297ص ص.106 -81
يوسف المرعشلي /معجم المعاجم والمشيخات والفهارس والبرامج واالثبات – .الرياض :مكتبة
الرشد.2002 ،