You are on page 1of 333

‫أبحاث‬

‫في الكتاب العربي المخطوط‬

‫تنسيق‬
‫عبد العزيز الساوري‬

‫الجزء الرابع‬

‫‪1‬‬
Tél :+212 537 77 15 16 ‫ ﻣﻄﺒﻌــﮥ دار اﻟﻤﻨــﺎﻫــﻞ‬: ‫اﻟﻄﺒﺎﻋﮥ‬
Email : contact.idam@minculture.gov.ma
‫الفهرس‬

‫المجيزون من علماء الصحراء الشيخ العارف سيدي المصطفى ماء العينين‬


‫(ت‪9191‬م) أنموذ ًجا‬
‫محمد علي أمسكين ‪5 ........................................‬‬

‫قواعد االستنباط عن ابن الفرس الغرناطي (ت‪715‬هـ) من خالل كتابه‬


‫أحكام القرآن‬
‫عبد اإلله الصالح‪9 ...........................................‬‬

‫‪Las formulas de tratamiento de las epístolas‬‬


‫‪cancillerescas andalusíes de IBN ‛AMĪRA Almajzumi.‬‬
‫ظاهر مطر الشمري ‪51 ........................................‬‬

‫المغرب‪123 ......................‬‬ ‫المحور الخامس مصاحف‬


‫المصحف الشريف من التشكيل إلى الشكل >المتطلبات الفنية والتقنية‬
‫لطباعة المصحف األثري< المصحف المحمدي أنموذجا‬
‫محمد الصالحي ‪125 ........................................‬‬
‫التراث ‪199 ........................‬‬ ‫المحور السادس تحقيـق‬
‫عناية المسملين بتحقيق النصوص‬
‫عبد العزيز فارح ‪151 ........................................‬‬

‫‪3‬‬
‫المدرسة المغربية في تحقيق التراث المغربي األندلسي أعالم خالدة‬
‫ومناهج رائدة‬
‫جمال القديم‪111 ...........................................‬‬

‫الكتاب المخطوط بالمغرب‪ ،‬لمحات من تاريخ تحقيقه ومناهجه‬


‫المهدي السعيدي ‪121 .......................................‬‬

‫محققة ‪299 .........................‬‬ ‫المحور السابع نصوص‬


‫زوائــد الحــافس األســتاذ أبــي جعفــر أحمــد بــن إبــراهيم بــن الزبيــر ال قفــي‬
‫الغرناطي (ت‪517‬هـ) علـى كتـاب طبقـات األمـم ألبـي القاسـم نـاعد بـن‬
‫أحمد الطليطلي (ت‪264‬هـ)‬
‫رضوان الحصري ‪321 .......................................‬‬

‫‪9‬‬
‫المجيزون من علماء الصحراء‬
‫الشيخ العارف سيدي المصطفى ماء العينين (ت‪9191‬م) أنموذ ًجا‬

‫محمد علي أمسكين‬

‫الحمد هلل وكفى وسالم على عباده الذين اصطفى‪.‬‬


‫الصقق الحبيق ا الشقيل العقارع العالمقة‬‫المسندين بهذا ُّ‬ ‫من العلماء ُ‬
‫الشهير بماء العينينا صقاب التصقانيا الكثيقرة والمالفقاف الفريقدةا فقي‬
‫الصحراوية المغربيةا واشتهر الشيل بمكتبتقه‬‫جمي مجاالف المعرفة بال ِّديار ّ‬
‫العظيمققة التققي مققه اصققيتها القطققر الصققحراوي ّ‬
‫والسوسققيى وبققاقي مكتبققاف‬
‫(‪)1‬‬
‫المغرب‪.‬‬
‫ومحبيها أينما بل وارتحل ببققاع‬ ‫كل ُمريديه وطلبته ُ‬‫وكان الفقيه يجيز ّ‬
‫اإلسقالم بققانواع اإلجققازةا فققي الحققديث والبيققان والتصققوعا منهققا‪ :‬جازتققه‬
‫للكتققانينا بيققث اكققر الققدكتور يوسققا الكتققاني جازتققه لصققحيح البخققاري‬
‫أوردها في كتابه‪ :‬مدرسة اإلمام البخاري بقالمغرب‪ .‬وهقي كقايتي‪> :‬فقاقول‬
‫أوري صحيح البخاري أنا يُوسا عن والقدي الشقيل بفظقه’اهلل عقن الشقيل‬
‫عبدالحي الكتانيا عن الشيل العارع محمد مصطفى ماء العينين الشنجيطي‬

‫(‪ )1‬ينظر بحثنا المطبوع بعنوان‪ :‬مكتبة الشقيل مقاء العينقين بقين الماضقي والحاضقر ضقمن‬
‫أعمالا مناهج تحقيق المخطقوط الشقرعي المغربقي الندلسقيا دار الخزانقة الزهريقة‬
‫للدراساف والنشر القاهرة (ص‪.)522:‬‬

‫‪5‬‬
‫دفين تزنيت ربمقه’اهلل عقن أبيقه الشقيل محمقد فاضقل (‪ )...‬عقن الحقاف‬
‫(‪)1‬‬
‫السيوطي لى اإلمام البخاري ربمه اهلل<‪.‬‬
‫مريديقها‬ ‫ومن اإلجازاف أيضا التي أجاز بها الشيل ماء العينين بعق‬
‫جازة في التصوع بمكة المكرمة‪.‬‬
‫واإلجقققازة التقققي بقققين أيقققدينا أجقققاز بهقققا الشقققيل العقققالم الشقققريا‬
‫عبد’السالم’بن أبمد العلمي المشيشي المغربي القاطن بمكةا بيث أجقازه‬
‫في الوراد‪.‬‬
‫واإلجازة من ثالث ورقافا في كل ورقة مابين‪ 22‬و‪ 25‬سطراا وفي‬
‫كل سطر ما بين ‪ 8‬كلماف لى ‪ 12‬كلماف‪.‬‬
‫كاتب اإلجازة‪ :‬كتبت من قبل الشيل ماء العينين ‪ 19‬جمقاد الولقى‬
‫عام ‪1312‬ها بخط مغربي صحراوي مقروء‪.‬بقولقه‪ :‬ككويتبقه عبيقد ربقه مقاء‬
‫العينين’بن شيخه الشيل محمقد فاضقل’بقن مقامين رفقر’اهلل لهقم وللمسقلمين‬
‫آمين<‬
‫ناســـخ اإلجـــازة‪ :‬هقققو أبمقققد’بقققن الشقققمج الحقققاجي الشقققنقيطي‬
‫(ف‪1392‬ه)ا(‪ )2‬أبققد تالمققذة الشققيل مققاء العينققين المشققهورينا صققاب‬
‫كتاب‪ :‬ال ّنفحة البمدية في بيان الَوقاف المحمديةا جاء اكره في اإلجازة‬
‫بقوله‪ :‬كعبيد ربه أبمد’بن الشمج خديمه<‪.‬‬

‫(‪ )1‬يوسا الكتانيا مدرسة اإلمام البخاري بالمغرب (ص‪.)322 :‬‬


‫(‪ )2‬عبد’الحفي الفاسيا معجم الشيوخ (ص‪.)91:‬‬

‫‪6‬‬
‫واإلجازة جقاءف بطلق مقن المريقد عبقد’السقالما بيقث أثنقى عليقه‬
‫الشيل ماء العينين بما هو أهلها فققال فقي مقدمقة اإلجقازة‪ :‬كهقذا و نقي أيقه‬
‫الهمقاما العالمقة‬
‫الكويت (‪ )...‬ن شاء’اهلل لما تفضل علقي بققدوم السقيد ُ‬
‫السقني َعلقم العقالما‬ ‫السقري ُّ‬‫السقني ّ‬
‫الشقريا ر‬ ‫البحر ال احبرا ّ‬
‫الفهقام ر‬ ‫العالم َ‬
‫الم ا‬
‫شيشققي‬ ‫بالشققرياا عبققد’السققالم’بققن أبمققد العلمققي َ‬
‫الموسققوم فققي النققام ّ‬
‫المغربيا المشرقي الشامي اليمني طل منقي أن أُجيقزه وأُ َبلِّقي بريقزه بمقا‬
‫أمكنني من الوراد فقلت لما لمراده علمت<‪.‬‬
‫كما مدبه بابياف جاء فيها‪:‬‬
‫فقفوتهقققا مقققن طيبقققة َمققق مكقققة‬ ‫وأجققققازه قققققوم ُسققققراة عققققدلت‬
‫صقققار علقققى أق َطابهقققا كال َفلكقققة‬ ‫وأَ َجزتققققققه بدجققققققازة َدوراتهققققققا‬
‫موضوعها‪ :‬أما مضمون اإلجازةا فهقو كمقا اكقرف آنفقاا فقي الوراد‬
‫بقوله‪ :‬كفقد أجزته وهلل الحمدا لحسن طويته وطهارة سريرتها فيما بيده مقن‬
‫الوراد أن يعطيه لمن شاء ويفيده لمن أراد من جمي العبادا ونسقال’اهلل أن‬
‫ينفعه وينف َ على يَديه<‪.‬‬
‫واشتملت جازته على تذكير ُمريده بالفضائل والخصال التي يج أن‬
‫يتحلى بها المريد‪ .‬منها‪ :‬السقخاء والضقيافة والتواضق ا ثقم شقرع فقي تبيقان‬
‫للمريققد مققن الاكققار التققي يجق المداومققة عليهققا منهققا قولققه‪ :‬كوممققا‬
‫الق اورد ُ‬
‫أوصيك على مالزمته من الوراد م ما عندكا مائتان من يا بي يا قيوم<‪.‬‬
‫للمريقد فقي‬
‫وعلى هذا النهج سار الشيل ماء العينقين فقي تبقين الق اورد ُ‬
‫سائر اإلجازة‪ .‬الذي يتبن من خاللها مد اهتمام علماء الصحراء باإلجقازة‬

‫‪1‬‬
‫والسققندا فققي نقققل معققارفهم وعلققومهما واهتبققالهم بهققا فققي سققائر أبققوالهم‬
‫ّ‬
‫وربالتهم العلميةا وما هذه القالة ال نفثه مصدور في هذا المجال‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪8‬‬
‫قواعد االستنباط عن ابن الفرس الغرناطي (ت‪795‬هـ)‬
‫من خالل كتابه أحكام القرآن‬

‫عبد اإلله الصالح‬


‫باحث في القراءات‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وأفضل الصالة وأزكى التسليم‪ ،‬علقى سقيدنا‬


‫محمد وآله وصحبه ومن تبعهم لى يوم الدين‪.‬‬
‫وبعـد‪ :‬فقدن كتققاب اهلل أصقل العلقوم النافعققة؛ لقذا كقان أعققز مقا يطلبققه‬
‫البابثون‪ ،‬وأشرع ما يتنقافج فيقه المتنافسقون‪ ،‬وخيقر مقا تصقرع ليقه همقم‬
‫العلماء الربانيين‪ ،‬وللمكانة التي بظي بها كتاب اهلل فقي قلقوب المسقلمين‪،‬‬
‫عني العلماء بخدمته من جمي جوانبقه‪ ،‬ووجوهقه‪ ،‬منهقا العمقل علقى فهمقه‪،‬‬
‫واالستنباط منه‪.‬‬
‫علم باضر بقوة بالغرب اإلسقالمي منقذ بدايقة فجقر‬‫و ن علم التفسير ٌ‬
‫ففسققر المسققلمون الفققاتحون ‪ -‬وعلققى رأسققهم‬
‫اإلسققالم مق أول الفتوبققاف‪ ،‬ر‬
‫آياف القرآن الكريم مشافهة‪ ،‬و ن وجدوا عناء فقي القك فقي‬‫العلماء منهم ‪ -‬ا‬
‫بداية المر؛ لعدم اعتياد أهل المغرب على اللسان العربي‪ ،‬فابتاجوا لتحقيق‬
‫أهل البلد العربي َة‪ ،‬وبعدها يسقتوعبون أبكقام‬
‫هذا المقصد لى وقت ُليفهموا َ‬
‫القرآن وأسراره‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫فعملية التفسير كانت في البداية ممارسة وتعليما في بلقاف التفسقير‪،‬‬
‫ثم بعدها انتقلت لى مربلة التاليا‪ ،‬فظهر مفسرون كبار برعوا في التفسير‪،‬‬
‫وأضافوا ضافة نوعية لهذا العلم‪ ،‬وخدموا القرآن الكريم‪ ،‬وتركوا أثقرهم فقي‬
‫هذا ال اعلم المبارك‪ ،‬خاصقة فيمقا يتعلقق بتقدوين ققوانين التفسقير وضقوابطه‪،‬‬
‫آراء َمن سبقهم من العلماء‪ ،‬ويصوروها الصيارة التقي‬
‫واستطاعوا أن يبلوروا َ‬
‫وتخصصهم‪ ،‬م تفرد كل وابد منهم بدتقان جان معين ما‬ ‫ُّ‬ ‫منهجهم‬
‫َ‬ ‫تناس‬
‫اللغة أو البكام أو القراءاف‪ ،‬فظهرف مجموعة من االتجاهقاف التفسقيرية‪،‬‬
‫منها االتجاه الفقهي‪.‬‬
‫وتفسير ابن الفرس يصنا ضمن التفاسقير المهتمقة باالتجقاه الفقهقي‪،‬‬
‫فيكون امتدادا لالتجاه التفسيري الفقهقي فقي المدرسقة الندلسقية المالكيقة‪،‬‬
‫وقققد اهققتم فققي تفسققيره بكيققاف البكققام مسققتنبطا منهققا الصققول‪ ،‬والفوائققد‬
‫المتنوعة‪ ،‬والفروع الفقهية‪ ،‬مستعينا بالصول المرعية عند العلماء؛ القتناعقه‬
‫بان كتاب اهلل أصل كل معلوم‪.‬‬
‫و ني أود في هذا البحث المتواض تسليط الضوء على هذه الشخصية‬
‫العلمية المتميزة‪ ،‬وعنونته‪:‬‬
‫بقق>قواعد االستنباط عن ابن الفرس الغرنـاطي (ت‪715‬ه) مـن خـالل‬
‫كتابه أحكام القرآن<‬
‫أبتغي بذلك‪:‬‬
‫‪ ‬التعريا بابن الفرس‪ ،‬وتفسيره‪ ،‬ومنهجه فيه في االستنباط‪.‬‬
‫القواعد‪ ،‬وكيفية استثماره لها في االستنباط‪.‬‬ ‫‪ ‬الوقوع على بع‬
‫هذا‪ :‬وقد جعلت هذا البحث في مقدمة‪ ،‬ومبحثين‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫التعريف بابن الفرس‪ ،‬وبكتابه >أحكام القرآن<‬
‫أوال‪ :‬التعريف بابن الفرس(‪.)1‬‬
‫‪ )1‬اسمه ونسبه وكنيته‪ :‬هو عبد المنعم بن محمد بن عبد الربيم بن‬
‫محمد بن الفرج بن خلا بن سعيد بن هشقام النصقاري الخزرجقي ‪ -‬مقن‬
‫ولد سعيد بن سعد بن عبادة ‪ -‬الغرناطي المالكي‪ ،‬المتفنن في علوم كثيقرة‪،‬‬
‫الفقيه النحوي المفسر الشاعر‪ ،‬يعرع بابن الفرس‪ ،‬ويكنى أبا محمد‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫أبا عبد اهلل‪.‬‬
‫‪ )2‬مولــدو ونشـ نه‪ :‬ولققد أبققو محمققد بغرناطققة سققنة (‪529‬ه)‪ ،‬وقيققل‪:‬‬
‫(‪525‬ه)‪ ،‬في بيت علم وصالح وديانة‪ ،‬ونشا في بيئقة علميقة بظقي بسقببها‬

‫(‪ )1‬مصادر ترجمته‪ :‬التكملقة لوفيقاف النقلقة للمنقذري (‪)929/1‬ا التكملقة لكتقاب الصقلة‬
‫(‪)128-121/3‬ا وتحفققة القققادم كالهمققا البققن البققار (ص‪)118-119‬ا ورايققاف‬
‫المبرزين وراياف المميزين البقن سقعيد (ص‪)199-198‬ا والقذيل والتكملقة لكتقابي‬
‫الموصققول والصققلة للمراكشققي (‪)52-96/3‬ا صققلة الصققلة لبققي جعفققر الغرنققاطي‬
‫(‪ )196-199/3‬وتاريل اإلسالم (‪)1115/12‬ا وسير أعالم النبالء كالهمقا للقذهبي‬
‫(‪)365-369/21‬ا والققوافي بالوفيققاف للصققفدي (‪)159-151/19‬ا واإلباطققة فققي‬
‫أخبار ررناطة البن الخطي (‪)919-915/3‬ا والمرقبة العليقا فقيمن يسقتحق القضقاء‬
‫والفتيا لبي الحسن المالقي (ص‪)112‬ا والقديباج المقذه فقي معرفقة أعيقان علمقاء‬
‫المذه البن فربون (‪)135-133/2‬ا والبلغة فقي تقراجم أئمقة النحقو واللغقة لبقي‬
‫طققاهر الفيروزآبققادي (ص‪)192‬ا ورايققة النهايققة فققي طبقققاف القققراء البققن الجققزري‬
‫(‪) 911/1‬ا وبغية الوعاة في طبقاف اللغويين والنحاة للسقيوطي (‪)116/2‬ا وطبققاف‬
‫المفسققرين للققداوودي (‪)365-362/1‬ا وشققجرة النققور الزكيققة فققي طبقققاف المالكيققة‬
‫لمخلوع (‪)218/1‬ا واإلعالم بمقن بقل بمقراكأ وأرمقاف مقن العقالم للمراكشقي‬
‫(‪.)385-382/8‬‬

‫‪11‬‬
‫بالعناية الفائقة من والده وجده؛ بيته عريقق فقي العلقم والنباهقة‪ ،‬ولقه ولبيقه‬
‫وجده رواية ودرايقة وجاللقة‪ ،‬كقان كقل وابقد مقنهم فقيهقا مشقاورا‪ ،‬وعالمقا‬
‫متفننا(‪ ،)1‬وكان له تحقق بالعلوم على تفاريقها‪ ،‬وأخذ في كل فقن منهقا‪ ،‬ولقه‬
‫تقدم فقي بفق الفققه وبصقر بالمسقائل مق المشقاركة فقي صقناعة الحقديث‬
‫والعكققوع عليهققا‪ ،‬وتميققز فققي أبنققاء عصققره بالقيققام علققي الققرأي والشققفوع‬
‫علققيهم(‪ ،)2‬وكققان يحضققر التققدريج واإللقققاء عنققد أبيققه فققداا تكلققم أنصققت‬
‫الحاضرون لجودة ما ينصه و تقانه واستيفائه لجميق مقا يجق أن يقذكر فقي‬
‫الوقت(‪.)3‬‬
‫‪ )3‬طلبــه للعلــم ورحالتــه‪ :‬درس الحققديث‪ ،‬والفقققه‪ ،‬وأصققوله‪ ،‬وعلققم‬
‫الكالم على أبيه‪ ،‬ودرس القرآن برواية ناف على جده‪ ،‬وأسمعاه ممقن أمكقن‬
‫يتاف لقه سقماعه مقنهم(‪،)4‬‬
‫سماعه ياه من شيوخ زمانه‪ ،‬واستجازا له من لم ّ‬
‫ولم يكتا بالخذ من منبعهم الصافي‪ ،‬بل طفق يجوب أرض الندلج بحثا‬
‫عن رجاالتها المتميزين في العلم‪ ،‬رواية ودراية‪ ،‬فسم ببلنسية مقن خطيبهقا‬
‫أبي عامر محمد بن الفرج المعروع بابن شرويه‪ ،‬وبدث عنه(‪ ،)5‬وسم أبقا‬
‫الوليد بن بقوة وأبا محمد بن أيوب وأبا الوليد بن الدباغ‪ ،‬وأجقاز لقه طائفقة‬
‫كبيرة من أعيانهم(‪ ،)6‬تال بالسب علقى أبقي الحسقن بقن هقذيل‪ ،‬وسقم ريقر‬

‫(‪ )1‬التكملة لكتاب الصلة (‪.)128/3‬‬


‫(‪ )2‬التكملة لكتاب الصلة (‪.)121/3‬‬
‫(‪ )3‬التكملة لكتاب الصلة (‪.)128/3‬‬
‫(‪ )4‬الذيل والتكملة (‪.)96/3‬‬
‫(‪ )5‬التكملة للمنذري (‪.)929/1‬‬
‫(‪ )6‬التكملة لكتاب الصلة (‪.)121/3‬‬

‫‪12‬‬
‫القك‪ ،‬وبحققرع نققاف علققى أبققي بكقر بققن الخلققوع(‪ ،)1‬وأجققازه عامققة علمققاء‬
‫الندلج‪ ،‬كما أجقازه مقن سقبتة القاضقي عيقاض‪ ،‬ومقن المشقرأ أبقو طقاهر‬
‫السلفي‪ ،‬وريرهم‪.‬‬
‫وكان فقيها بافظا مبرزا و ليه كانقت الربلقة فقي وقتقه(‪)2‬؛ ولقي القضقاء فقي‬
‫بجيان‪ ،‬ثم بغرناطة‪ ،‬ثم عزل عنها‪ ،‬ثم‬
‫جزيرة شقر‪ ،‬ثم بمدينة وادي آش‪ ،‬ثم ّ‬
‫وليها مرة أخر بظهير من المنصور‪ ،‬وجعل ليه النظر في الحسبة والشرطة‪،‬‬
‫ورير الك‪ ،‬فقام بذلك أبسن قيام‪ ،‬وبمدف سيرته‪ ،‬وشكر عدله(‪.)3‬‬
‫‪ )9‬شيوخه‪ :‬ن مرتبته العلمية التي وصل ليها تنم عقن كثقرة شقيوخه‬
‫في فنون مختلفة‪ ،‬وفعال فقد قرأ على جلة من علمقاء عصقره‪ ،‬وأجقازه مقنهم‬
‫طائفة كبيرة‪ ،‬قد اكرنا مجموعة منهم في الفقرة السابقة مقا يغنقي عقن عقادة‬
‫اكرهم أو اكر الكثرة الكاثرة التي أخذ عنهم واستجازهم‪.‬‬
‫‪ )5‬تالميذو‪ :‬ررقم تقلقده لمنصق القضقاء‪ ،‬واشقتغاله بالحسقبة ‪-‬كمقا‬
‫نص على الك المترجمون له‪ -‬لم يشغله الك عن العطاء العلمقي‪ ،‬والعنايقة‬
‫به‪ ،‬وباهله‪ ،‬فانتص للتدريج والتاليا‪ ،‬وتحلق عليه عدد مقن طلبقة العلقم؛‬
‫لوجود ضالتهم عنده؛ بيث كان متمكنا من العلقوم المتنوعقة‪ ،‬وتخقرج علقى‬
‫يديه عدد كبير من التالميذ‪ ،‬يقول المراكشقي فقي القذيل والتكملقة(‪ :)4‬كرو‬
‫عنه ابنه أبو يحيقى عبقد القربمن‪ ،‬وأبقو أبمقد جعفقر بقن أبقي الحسقين بقن‬

‫(‪ )1‬الذيل والتكملة (‪.)96/3‬‬


‫(‪ )2‬تحفة القادم (ص‪.)119‬‬
‫(‪ )3‬صلة الصلة مطبوع آخر كتاب الصلة البن بشكوال (‪.)195/3‬‬
‫(‪ )4‬صلة الصلة (‪.)195/3‬‬

‫‪13‬‬
‫زعرور‪ ،‬وأبو سحاأ ابن عبد اهلل بن قسوم‪ ...،‬وأبو الربي بن سقالم‪ ،‬وأبقو‬
‫سليمان بن بوط اهلل‪ ،‬وأبو عبد اهلل التجيبي‪.<...‬‬
‫ويقول أبو جعفر بن الزبير في صلة الصلة(‪ :)1‬كبدث عنه الحاف أبو محمد‬
‫عبد اهلل بن الحسن القرطبي‪ ،‬وأبو علي الرندي‪ ...،‬والجماء الغفير<‪.‬‬
‫‪ )6‬مكانته العلمية وثنـاء العلمـاء عليـه‪ :‬لققد تبقوأ ابقن الفقرس مكانقة‬
‫علمية سقامقة فقي علقوم شقتى‪ ،‬وبظقي بقذلك لعنايقة أسقرته بقه منقذ صقباه‪،‬‬
‫باإلضافة لى أخذه عن عدد من الشيوخ‪ ،‬والقذكاء القذي ببقاه اهلل بقه‪ ،‬وققد‬
‫أثنى عليه بع تالمذته‪ ،‬ومن ترجم له‪ ،‬فمن الك قول ابن البار‪ :‬كسمعت‬
‫أبا الربي بن سالم يقول‪ :‬سمعت أبا بكر بن الجد ‪ -‬وناهيك بقه مقن شقاهد‬
‫في هذا الباب ‪ -‬يقول رير مرة‪ :‬ما أعلم بالندلج أبف لمذه مالك مقن‬
‫عبد المنعم بن الفرس بعد أبي عبد اهلل بن زرقون<(‪.)2‬‬
‫وقال عنه صاب صلة الصلة(‪ :)3‬ككقان فقيهقا بافظقا جلقيال‪ ،‬عارفقا بقالنحو‬
‫علي الصيت<‪.‬‬ ‫والدب واللغة‪ ،‬كاتبا بارعا‪ ،‬شاعرا مطبوعا‪ ،‬شهير الذكر‪ّ ،‬‬
‫‪ )1‬آثارو العلمية‪ :‬ألا تواليقا كثيقرة منهقا‪ :‬ككتقاب البكقام<‪ ،‬ألفقه‬
‫وهققو ابققن خمسققة وعشققرين سققنة‪ ،‬واختصققر كالبكققام السققلطانية<‪ ،‬وكتققاب‬
‫كالنس < لبي عبيقد القاسقم بقن سقالم‪ ،‬وكناسقل الققرآن ومنسقوخه< البقن‬
‫شاهين‪ ،‬وكتقاب كالمحتسق < البقن جنقي‪ ،‬وألقا كتابقا فقي المسقائل التقي‬
‫اختلا فيها النحويون من أهل البصرة والكوفة‪ ،‬وكتابا في كصناعة الجدل<‪،‬‬

‫(‪ )1‬صلة الصلة (‪.)195/3‬‬


‫(‪ )2‬التكملة لكتاب الصلة (‪.)128-121/3‬‬
‫(‪ )3‬صلة الصلة (‪.)195/3‬‬

‫‪19‬‬
‫ورد على ابن الغرسية في رسقالته فقي تفضقيل العجقم علقى العقرب‪ ،‬وكتق‬
‫بخطه كثيرا من كت العربية واللغة والدب والط ‪ ،‬ورير الك(‪.)1‬‬
‫‪ )8‬وفاته‪ :‬توفي من مرض أصابه آخر عمقره‪ ،‬صقالة العصقر مقن يقوم‬
‫البد الراب من جماد ايخرة سقنة (‪591‬ه)‪ ،‬ودفقن خقارج بقاب البيقرة‪،‬‬
‫وبضر جنازته بشر كثير‪ ،‬وكسر الناس نعشه وتقاسموه(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬التعريف بكتابه >أحكام القرآن<‬
‫يعد كتاب ابن الفرس أبسن ما ألا فقي أبكقام الققرآن‪ ،‬وققد بظقي‬
‫بهذه المكانة؛ الستفراره فيه خيرة وقته‪ ،‬بيث ألفه فقي وققت الفتقوة والققوة‬
‫والنشاط‪ ،‬وقد أثنى عليه ثلة من العلماء‪ ،‬فققال صقاب القذيل والتكملقة(‪:)3‬‬
‫كوله مصنفاف كثيرة ومختصراف نبيلة ونظقم ونثقر‪ ...،‬ومقن أجلهقا‪ :‬مصقنفه‬
‫كأبكام القرآن<‪ ،‬فدنه أجل ما أُلا في بابه‪ ،‬وهو القذي ققال فيقه الناققد أبقو‬
‫الربي بن سالم‪ :‬وهو كتاب بسن مفيد جمعه في ريعان الشبيبتين مقن طلبقه‬
‫وسنه‪ ،‬فللنشاط الالزم عن الك أثره في بسقن ترتيبقه وتهذيبقه<‪ ،‬وققال ابقن‬
‫البققار‪ :‬كمققن أبسققن مققا وضقق فققي الققك قققد رأيتققه ورويتققه عققن بعقق‬
‫أصحابه<(‪ ،)4‬وقال لسان الدين ابن الخطي كألّفه وهو ابن خمسقة وعشقرين‬
‫عاما‪ ،‬فاستوفى ووفّى(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬التكملة لكتاب الصلة (‪.)128-121/3‬‬


‫(‪ )2‬التكملة لكتاب الصلة (‪.)128/3‬‬
‫(‪.)96/3( )3‬‬
‫(‪ )4‬التكملة لكتاب الصلة (‪.)121/3‬‬
‫(‪ )5‬اإلباطة (‪.)916/3‬‬

‫‪15‬‬
‫وللتعريا بهذا الكتاب أكتفي باإلشارة السريعة لى منهجه من جهاف‬
‫متعددة‪:‬‬
‫ـام للكتــاب‪ :‬بيققث بَق رقين أهدافققه الكبققر التققي يققروم‬
‫أوال‪ :‬المــنهج العـ ك‬
‫تحقي َقها‪ ،‬ورسم المنهج العام في مقدمة كتابه‪ ،‬فجاء كالتالي‪:‬‬
‫المستنبط لهبكام من النص القرآني أن يجعل أولى أولوياته‬ ‫َ‬ ‫‪ .1‬و رج َه‬
‫قبققل معرفققة أي أمققر آخققر التعققرع علققى المنسققوخ مققن المحكققم فققي القققرآن‬
‫الكريم‪ ،‬ثم بعد معرفته لذلك يشرع في عملية االستنباط‪ ،‬فبين الجواب عقن‬
‫ساال مضمن في كالمه‪ ،‬وهو‪ :‬ما هو المر الذي ينبغقي أن يبقدأ بقه المفسقر‬
‫المجتهققد الققذي يريققد التعققرع علققى أفعققال المكلفققين بققين اشققتغاله بكيققاف‬
‫البكام؟‬
‫قال‪ :‬كوبعد‪ ،‬فدنه لما كان كتاب اهلل تعالى الصل لكل معلوم‪ ،‬وجق‬
‫على من اتصا بصفاف المجتهدين‪ ،‬وأراد تعرع أفعال المكلفقين‪ ،‬أن يبقدأ‬
‫أوال‪ ،‬فيعرع المنسوخ منه من المحكم‪ ،‬فداا عرع الك‪ ،‬أخقذ فقي اسقتنباط‬
‫البكام منه<(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬سبب ت ليف الكتاب‪ :‬الذي دفعه لقى تقاليا هقذا العلقق النفقيج‬
‫اهتباله المبكر بمعرفة البكام الشرعية‪ ،‬وتمنيه أن يوجد كتقاب يجمق هقذه‬
‫البكام‪ ،‬ويكون مرجعا سهال لطالبيها‪ ،‬فبدأ بقاالطالع علقى كقل مقا وقعقت‬
‫عليه عينه من كت التفسير وكت أبكام القرآن‪ ،‬فلم تشا رليله‪ ،‬ولم يجقد‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)33/1‬‬

‫‪16‬‬
‫فيها مبتغاه‪ ،‬كونها ال تهتم بمكخقذ البكقام مقن اللفقاق القرآنيقة القذي هقو‬
‫معتمد صاببنا في أبكامه‪.‬‬
‫فكمل ما ر َف َل عنه سابقوه ممقن‬‫فجاء كتابه س ًّدا للفراغ الذي ظهر له‪ ،‬ر‬
‫ألفوا في أبكام القرآن‪ ،‬فقال عن الك كله‪ :‬كو ني لما تشقوفت فقي عنفقوان‬
‫الطل ‪ ،‬ومبدأ التعلم لى معرفة البكقام الشقرعية‪ ،‬تاققت القنفج لقى هقذه‬
‫الطريقة‪ ،‬فنظرف في كت أبكام القرآن المالفة في الك‪ ،‬فلم أجد فيهقا مقا‬
‫يَشفي نَه َم َة متعطأ‪ ،‬وال يقر عين طال ؛ لنقي وجقدتها قلقيال مقا نُبقه فيهقا‬
‫على مكخذ بكم من ألفاق الكتاب ال في اليسير النقزر‪ ،‬وأَ َجقل مقن اشقتغل‬
‫بذلك أبو الحسن كياه ربمه اهلل‪ ،‬فدنه سلك في الك الغقرض المقراد‪ ،‬لكنقه‬
‫ألم به لمام الطير يحسو الثمقاد‪ ،‬ولمقا رأيقت المقر كقذلك عنيقت بالبحقث‬
‫عن الك‪ ،‬وطل المسائل التي تستند لقى شقيء مقن أدلقة الكتقاب العزيقز‪،‬‬
‫فاجتم من الك كثير‪ ،‬فرأيت أن أجمعها فقي كتقاب؛ ليسقهل علقى الطالق‬
‫معرفتها<(‪.)1‬‬
‫ُ‬
‫‪ .3‬أسباب الخالف‪ ،‬مع اإلشارة إلى فائدة معرفته في المسائل الفقهية‬
‫بين العلماء‪ :‬بين أن أسباب اختالع العلماء في المسالة الوابدة ققد يكقون‬
‫ناتجا عن تعارض أدلة البكام‪ ،‬أو يكون ناتجقا عقن ابتماالتهقا‪ ،‬كمقا بقين‬
‫مسلك المجتهد عند تعارض الدلة‪ ،‬أو ابتماالتها؛ ليكون طال العلم على‬
‫بصيرة من أمره فقال‪ :‬ك‪ ...‬وال شك أنه اا أخذ الك‪ ،‬علم من البكقام مقا‬
‫تعارضت فيه أدلة الكتاب‪ ،‬وابتماالته‪ ،‬ووجد من السنة القواردة عقن النبقي‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)39/1‬‬

‫‪11‬‬
‫‘ ما يعارض معنى الكتاب أيضا‪ ،‬فيج أن ينظر في أقو الدلة‪ ،‬وأظهر‬
‫االبتماالف‪ ،‬فداا سلك هذه السبيل‪ ،‬أمكن أن يسدد ويوفق‪ ،‬وكثيرا ما يوجد‬
‫من الدلة واالبتماالف ما يكقون أققو عنقد ققوم‪ ،‬وأضقعا عنقد آخقرين‪،‬‬
‫وبحس الك يق اختالع العلماء في المسالة الوابدة<(‪.)1‬‬
‫كما امتاز الكتاب أيضا بذكر مواطن الخقالع واالتفقاأ بقين الفقهقاء؛‬
‫ليقا الفقيه على بقيقة‪ ،‬وهي‪ :‬أنهم لم يختلفوا عن هقو ‪ ،‬و نمقا لتعقارض‬
‫الدلة‪ ،‬واالبتماالف التي تحتملهقا النصقوص الشقرعية‪ ،‬مق االطقالع علقى‬
‫معرفة أدلة كل مذه ‪.‬‬
‫وبهذا المنهج أزال اإلشكال الذي يطرأ على بع العققول الضقعيفة‪،‬‬
‫وهو كيا ساغ للمجتهد أن يفتقي بققولين أو أكثقر فقي مسقالة وابقدة‪ ،‬وفقي‬
‫وقت وابد أبيانا؟‬
‫ض من اختالع لهل العلم في شيء من الك اكرتقه؛‬ ‫فقال‪ :‬كوما َع َر َ‬
‫ليعرع الناظر في كتابي ما ات اف َق عليه من البكام‪ ،‬ومقا ُ‬
‫اختلاقا فيقه‪ ،‬وهقذه‬
‫بد فوائد معرفة الخالع‪ ،‬والفائدة العظمى في معرفته أن يعرع اإلنسقان‬
‫منها أدلة الشرع وابتماالته‪ ،‬فدن أهل العلم ما اختلفوا في شيء ال عن أدلة‬
‫تعارضت‪ ،‬وابتماالف تخالفت‪ ،‬فقوي عند أبدهم دليقل وابتمقال لقم يققو‬
‫عند ايخر؛ ولهذا كان الشافعي يقول بالقولين في الساال عن مسالة وابقدة‬
‫في بال وابدة‪ ،‬ومالك و ن كان لم يقل مثل هذا‪ ،‬فكثيرا ما كان يقول قوال‬
‫في مسالة‪ ،‬ثم يقول قوال آخر في المسالة بعينها‪ ،‬وكقذلك أبقو بنيفقة وريقره‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)39-33/1‬‬

‫‪18‬‬
‫من العلماء‪ ،‬فداا انحصر لك خالع العلماء في مسالة‪ ،‬علمت أن ابتماالف‬
‫الشريعة منحصرة؛ لنه لو كان هناك ابتمال له قوة لقيل به<(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهجه في االستنباط‪ :‬جعل اإلمام ابن الفرس كتقاب اهلل تعقالى‬
‫مصدرا لالستنباط‪ ،‬وأكتفي هنا باإلشارة السريعة لى استنباطه علقى مسقتو‬
‫الصول‪ ،‬وعلى مستو الفوائد الحديثية‪ ،‬وعلى مستو الفروع الفقهية‪.‬‬
‫‪ -1‬اســتنباطه القواعــد األنــولية‪ :‬جعققل كتققاب اهلل مصققدرا السققتنباط‬
‫الصول والقواعد‪:‬‬
‫{‪   ‬‬
‫‪‬‬ ‫كسد الذرائع‪ :‬من الك قوله عند تفسيره لقوله تعالى‬
‫‪ :)2(}    ‬كنهي عقن الققرب‪ ،‬وجعلقه كنايقة عقن‬
‫الكل؛ لن المعنى في ايية وال تقرباها باكقل‪ ،‬ققال بعضقهم‪ :‬ن اهلل تعقالى‬
‫لما أراد النهي عن أكل الشجرة نهى عنه بلف يقتضي الكل وما يقدعو ليقه‬
‫وهو القرب‪ .‬وهذا أصل جيد في سد الذرائ <(‪.)3‬‬
‫{‪   ‬‬ ‫واالجتهاد‪ :‬أشار ليه عنقد تفسقيره لقولقه تعقالى‬
‫‪ :)4(}   ‬كال يعلقققم ال باالجتهقققاد‪ ،‬فهقققو دليقققل علقققى جقققواز‬
‫االجتهاد<(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)35-39/1‬‬


‫(‪ )2‬البقرة‪.35 :‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)58/1‬‬
‫(‪ )4‬البقرة‪.68 :‬‬
‫(‪ )5‬أبكام القرآن (‪.)11/1‬‬

‫‪19‬‬
‫{‪    ‬‬ ‫واألمــــر‪ :‬فعنققققد شققققربه لقولققققه تعققققالى‬
‫‪ )1(}‬قال‪ :‬كاستدل به بعضهم علقى أن المقر اا تعقر عقن الققرائن‬
‫محمول على الوجوب؛ لن الذم علق على تقرك المقر مطلققا‪ ،‬وهقو مقذه‬
‫الفقهاء<(‪.)2‬‬
‫ورير الك من القواعد‪.‬‬
‫‪ -2‬اســتنباطه الفوائــد الحدي يــة‪ :‬كمققا جعققل كتققاب اهلل أيضققا مصققدرا‬
‫الستنباط الفقه والصقول جعلقه أيضقا مصقدرا السقتنباط الفوائقد الحديثيقة‪،‬‬
‫واعتمققد فققي الققك علققى اللفق القرآنققي(‪ )3‬كعادتققه‪ ،‬وعلققى السققنة النبويققة(‪،)4‬‬
‫وريرهما‪.‬‬
‫‪ -3‬استنباطه لألحكام‪ :‬اعتمد في هذا المنهج على قواعد ستاتي فقي‬
‫المبحث الثاني‪.‬‬

‫(‪ )1‬العراع‪.11 :‬‬


‫(‪ )2‬أبكام القرآن (‪.)91/3‬‬
‫(‪ )3‬كقوله أثناء تفسيره قوله تعالى‪{ :‬يومئذ تحدث أخبارها}‪ :‬كانتزع بعضهم من هذه اييقة‬
‫أن‪ :‬بدثنا وأخبرنا سواءا وهو قول مالك وريرها خالفا لمن فرأ بينهما وقال‪ :‬أخبرنا‬
‫يجوز أن يقال في المسموع على العالم من رير لفظها وبقدثنا ال يققال ال فيمقا سقم‬
‫من لف العالما وهو قول ابن وه <‪ .‬أبكام القرآن (‪.)629/3‬‬
‫(‪ )4‬و من اعتماده على اللف القرآني والسنة مسالة رواية الحديث بالمعنىا هل تجوز أوال؟‬
‫فاستنبط من قوله تعالى‪{ :‬فبدل الذين ظلموا قوال‪ :} ...‬كيدل على أنه ال يجوز تغيير‬
‫القوال المنصوص عليهاا وياخذ من هذا أنه ال تجوز قراءة القرآن بالفارسقية وريرهقا‬
‫من اللسن؛ خالفا لبي بنيفةا وكذلك نققل بقديث الرسقول عليقه السقالم بقالمعنى‬
‫يمكن أن يتعلق في المن منه بهذه ايية‪ .‬وقد روي أن النبي ‘ قال‪ :‬كربم اهلل امرءا‬
‫سم مقالتي هذه فاداها كما سمعها<‪ .‬أبكام القرآن (‪.)66/3‬‬

‫‪22‬‬
‫ثال ا‪ :‬منهجه في تفسير اآليات‪ ،‬وتقرير المسائل الفقهية‪:‬‬
‫‪ .1‬رتب آيات األحكام حسب ترتيب سور المصـحف سقورة سقورة‪،‬‬
‫مبتدئا بالفاتحة‪ ،‬ومنتهيا بالناس‪ ،‬وأول ما يبدأ به اكر اسم السورة‪ ،‬و ن وجد‬
‫لها اسمين(‪ )1‬أو أكثر(‪ )2‬نبه على الك‪ ،‬ثم يذكر هل هي مكية‪ ،‬أو مدنية؟ ثقم‬
‫يذكر أقوال العلماء ن كان فيها خالع(‪ ،)3‬ثم يبين ما فيها من أبكام‪ ،‬ونسل‬
‫من عدمه‪ ،‬فدن لم يكن فيها أبكام وال نسل نبه على الك(‪ ،)4‬و ن كان فيهقا‬
‫أبكام فقط‪ ،‬أشار لى الك(‪ ،)5‬و ن كان فيها أبكام ونسل أشقار لقى القك‬
‫أيضا(‪ ،)6‬كما يتعرض تارة لذكر فضل السورة(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬كما فعل في سورة آل عمران بعد ما اكر اسمها الول قال‪ :‬كواسمها في التوراة طيبةا‬
‫كذا اكر بعضهم<‪ .‬أبكام القرآن (‪.)5/2‬‬
‫(‪ )2‬كما فعل في سقورة التوبقة فققال‪ :‬كولهقذه السقورة أسقماءا ققال بذيفقة‪ :‬تسقمى سقورة‬
‫التوبةا وقال ابن عباس‪ :‬تسمى الفاضققحةا وتسمى أيضا الحافرة؛ لنهقا بفقرف عقن‬
‫قلوب المنافقينا وقال بذيفة أيضا‪ :‬هي سورة العذابا وقال ابن عمقر‪ :‬كنقا نقدعوها‬
‫المقشقشةا وقال ابن زيد‪ :‬كانت تسمى المبعثرةا ويقال لها أيضا‪ :‬المثيرةا ويققال لهقا‬
‫البحوث<‪ .‬أبكام القرآن (‪.)113/3‬‬
‫(‪ )3‬كما فعل في سورة الحديد‪ :‬كاختلا فيهاا فقال الجمهور‪ :‬نها مدنيةا وقال قوم‪ :‬نهقا‬
‫مكية<‪ .‬أبكام القرآن (‪.)522/3‬‬
‫(‪ )4‬كمققا فعققل فققي سققورة النمققل فقققال‪ :‬كولققيج فيهققا أبكققام وال نسققل<‪ .‬أبكققام القققرآن‬
‫(‪.)929/3‬‬
‫(‪ )5‬كما فعل في سورة الروم فقال‪ :‬كوفيها من البكام<‪ .‬أبكام القرآن (‪.)912/3‬‬
‫(‪ )6‬كما فعل في سورة القصص فقال‪ :‬كوفيها مواض من البكام والنسل<‪ .‬أبكام القرآن‬
‫(‪.)925/3‬‬
‫(‪ )7‬كما فعل في سورة أ فقال‪ :‬كوروي عنه عليه الصالة والسالم أنه قال‪ :‬من قرأ سورة أ‬
‫هون اهلل تعالى عليه الموف وسكراته<‪ .‬أبكام القرآن (‪.)955/3‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ .2‬طريقة عرضـه آلي األحكـام‪ :‬يبقدأ بقذكر اييقة أو اييقاف المقراد‬
‫شربها‪ ،‬ثم يقذكر اخقتالع العلمقاء فيهقا‪ ،‬هقل هقي منسقوخة أو محكمقة ن‬
‫وجد‪ ،‬و ال اقتصر على اكر الحكم أو البكام المستنبطة منها‪ ،‬ثم يذكر آراء‬
‫الفقهاء المختلفة فيهقا‪ ،‬وأسقباب اخقتالفهم‪ ،‬وأوجقه اسقتداللهم‪ ،‬ثقم ينقاقأ‬
‫الك‪ ،‬م اكر أسباب النزول ن وجد‪.‬‬
‫‪ .3‬اهتم ك ي ًرا بتقرير المسائل الفقهية وترجيحها وفق مقذه اإلمقام‬
‫مالك‪ ،‬وأصحابه‪ ،‬باعتباره مالكي المذه ‪ ،‬م التحلي باإلنصاع‪ ،‬والتقادب‬
‫بقادب العلمقاء مق المخقالا‪ ،‬يتجلقى القك فقي عقدم اسقتعمال العنقا مق‬
‫المخالا‪ ،‬والتلطا في العبارة(‪.)1‬‬
‫‪ .4‬عدم تعصبه لمذهبه مع ردو على القول المجانـب للصـواب‪ :‬ررقم‬
‫كونه مالكيا‪ ،‬ال أنه لم يكقن متعصقبا لقه‪ ،‬بقل كقان بابثقا عقن الحقق‪ ،‬فمتقى‬
‫بدا له في رأي ما عمل به‪ ،‬ودافق عنقه‪ ،‬ورد علقى المخقالا و ن كقان مقام‬
‫مذهبه مالكقا ربمقه اهلل‪ ،‬وصقرح أبيانقا بقان هقذا القرأي المخقالا مجانق‬
‫للصواب(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬كما فعل عنقد تفسقيره قولقه تعقالى‪ :‬كوأتمقوا الحقج والعمقرة هلل‪[< ...‬البققرة‪- 196 :‬‬
‫‪ ]223‬كاخققتالع العلمققاء فققي الفضققل فققي الحققجا هققل اإلفققرادا وهققو قققول مالققك‬
‫وأصحابها أو التمت ا أو القرانا أو ال يقال في أبد من هقذه الققوال نقه أفضقل مقن‬
‫ايخرا فهذه أربعة أقوالا ثم قال‪ :‬والصح من جهة الخبر عقن النبقي ‘ أنقه أفقردا‬
‫ويعضده تاويل من اإلتمام في ايية على أنه اإلفراد<‪ .‬أبكام القرآن (‪.)231-232/1‬‬
‫(‪ )2‬كما فعل في رده قول اإلمام مالك بقين تعرضقه لمسقالةا هقل الحامقل تحقي أم ال؟‬
‫أثناء تفسيره لقوله تعالى‪{ :‬والمطلقاف يتربصن‪[ }...‬البقرة‪ ]299-228 :‬فقال‪... :‬‬
‫والظاهر من هذه اييقة أن اهلل تعقالى جعقل اييقة بقراءة للقربم مقن الحمقلا ولهقذا’=‬

‫‪22‬‬
‫رابعا‪ :‬منهجه في اختياراته‪ :‬ن ابن الفرس من العلماء المبرزين الذين‬
‫يذمون التقليد‪ ،‬ويدعون لالجتهاد؛ ولذلك من تتب كالمه في كتابه يلمج منه‬
‫تدخله في كثير من المراف عند تقرير مسالة؛ الختيار رأي معين علقى آخقر‪،‬‬
‫معتمدا على مجموعة من الضوابط‪ ،‬يمكن جمال بعضها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬اعتمادو على تفسير القـرآن بـالقرآن‪ :‬مقن القك قولقه أثنقاء تفسقيره‬
‫لقولققه تعققالى {‪ :)1(}    ‬كهققذا تقريقق‬
‫وتوبيل‪ ،‬ومعنى قوله تعالى {‪ :} ‬تتركون‪ ،‬كما ققال تعقالى‬
‫{‪.)3(<)2(}  ‬‬

‫{‪‬‬ ‫‪ )2‬اعتمادو على السـنة النبويـة‪ :‬عنقد تفسقير قولقه تعقالى‪:‬‬


‫‪ )4(}‬استدل بالسنة النبوية لترجيح القط من الكقوع وقطق اليمقين‪،‬‬
‫قال‪ :‬كاليد عند العرب من الصاب لى المنك ‪ ،‬وبحس الك اختلا في‬
‫القط من أين يكون‪ ،‬فالجمهور على أنقه مقن الكقوع‪ ،‬خالفقا لمقن ققال مقن‬
‫الصاب أو من المرفق أو اإلبط؛ لن اليد و ن كان يق على الك كله‪ ،‬فقدن‬

‫= قال جماعقة مقن أهقل العلقم‪ :‬ن الحامقل ال تحقي ا و ن القدم القذي تقراه ال يعقد‬
‫بيضا؛ خالفا لقول مالك وأصحابه من أنه بي ال رواية عن ابن القاسم في ككتاب‬
‫محمققد< أخققذ منهققا اللخمققي أن الققدم علققى الحمققل لققيج بحققي <‪ .‬أبكققام القققرآن‬
‫(‪.)319/1‬‬
‫(‪ )1‬البقرة‪.99 :‬‬
‫(‪ )2‬التوبة‪.61 :‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪)65/1‬‬
‫(‪ )4‬المائدة‪.92 :‬‬

‫‪23‬‬
‫فعل النبي ‘ أزال الك االبتمال وبين القط من الكوع‪ ...،‬و اا قلنا‪ :‬نه‬
‫يقط من الكوع‪ ،‬فباي يد يبدأ اليمنى أو اليسر ؟ فذه الجمهقور لقى أنقه‬
‫يبققدأ بققاليمنى‪ ،‬واه ق بعضققهم لققى أن االبتققداء باليسققر ‪ ،‬واييققة محتملققة‬
‫للقولين‪ ،‬ال أنه قد جاء عن النبي ‘ في الك ما بين المراد بذلك‪ ،‬والك‬
‫أنه عليه الصالة والسالم ابتدأ بالقط باليمنى(‪.)1‬‬
‫‪ )3‬اعتمادو على القراءات القرآنيـة‪ :‬ممقا يقدل علقى القك فعقل النبقي‬
‫عليه الصالة والسالم في المثال السابق‪ ،‬بترجيحه لقط اليد اليمنى للسقارأ‬
‫على اليسر بقراءة {فاقطعوا أيمانهما}(‪ ،)2‬قال‪ :‬كوالقك أنقه عليقه الصقالة‬
‫والسالم ابتدأ في القط باليمنى‪ ،‬ويزيد هذا وضوبا قراءة من قرأ {فاقطعوا‬
‫أيمانهما}(‪.)3‬‬
‫‪ )4‬اعتمادو على تقديم الشرع على العقل‪ :‬من الك قولقه فقي تفسقيره‬
‫قوله تعقالى‪ :)4(}     { :‬كوققوع رؤيقة‬
‫الباري تعالى مما يستند فيه لى الشرع‪ ،‬فاما العقل فال مجقال لقه فقي القك‪،‬‬
‫لكنه يعطي مكان الرؤيقة‪ ،‬فامقا القطق بوقوعهقا فدنمقا القك يسقتند فيقه لقى‬
‫الشرع<(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪)919-918/2‬‬


‫(‪ )2‬قراءة ابن مسعودا وهي قراءة شااة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)919/2‬‬
‫(‪ )4‬النعام‪.129 :‬‬
‫(‪ )5‬أبكام القرآن (‪.)13/3‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ )5‬اعتمادو على اإلجماع‪ :‬مما يدل على الك قوله أثناء تفسقيره قولقه‬
‫تعالى {‪ :)1(}    ‬كوفي هذه ايية بجة‬
‫لمن ير من المعتزلة أن من كان على معصية فليج له أن يحتس في رفق‬
‫المعاصي‪ ،‬والحق أن له أن يحتس ‪ ،‬والمسقتند فقي القك اإلجمقاع‪ ،‬واييقة‬
‫نمققا وردف علققى التمققام والكمققال‪ ،‬ومققا هققو الكمققل والفضققل والمنققدوب‬
‫ليه<(‪.)2‬‬
‫{‪‬‬ ‫‪ )6‬اعتمادو على القياس‪ :‬من الك قوله عند تفسقيره قولقه تعقالى‬
‫‪ :)3(}...    ‬كتضمنت هذه ايية أن خفاء الصقدقاف‬
‫مطلقا أفضل‪ ،‬واختلا هل المراد بها الفرض أم التطوع؟ أم جميعا؟‪ ،‬فذه‬
‫الجمهور لى أن المراد بها التطوع‪ ،‬وقال ابن عباس‪ :‬صدقة التطوع في السر‬
‫أفضل من صدقة العالنية بسبعين ضعفا‪ ،‬وصدقة الفريضة في العالنية أفضل‬
‫من السر بخمسة وعشرين ضعفا‪ ،‬وعلى هذا القياس تجري جميق الفقرائ‬
‫والنوافل<(‪.)4‬‬
‫‪ )7‬اعتمادو على عمل أهل المدينة‪ :‬من الك قولقه عنقد تفسقيره قولقه‬
‫تعالى‪ )5(}...        { :‬وقد اختلا في‬
‫أمره تعالى بالوضوء عند القيام لقى الصقالة‪ ،‬هقل هقو مخصقوص بمقن كقان‬

‫(‪ )1‬البقرة‪.99 :‬‬


‫(‪ )2‬أبكام القرآن (‪.)65/1‬‬
‫(‪ )3‬البقرة‪.211 :‬‬
‫(‪ )4‬أبكام القرآن (‪.)392/1‬‬
‫(‪ )5‬المائدة‪.21 :‬‬

‫‪25‬‬
‫على رير طهارة‪ ،‬أو عام لمن كان على طهارة‪ ،‬أو على ريقر طهقارة؟ فقذه‬
‫قوم لى أنه مخصوص بمن كان على ريقر طهقارة‪ ،‬واختلفقوا بعقد القك فقي‬
‫تاويل ايية‪ ،‬فقيل‪ :‬المامورون بذلك المحدثون خاصة؛ كانقه ققال تعقالى اا‬
‫قمتم لى الصالة وقد أبدثتم‪ ،‬و لى هذا اه الشافعي‪ ،‬وقيقل‪ :‬المقامورون‬
‫بذلك القائمون من النوم‪ ،‬والمعنى‪ :‬اا قمتم لقى الصقالة وققد نمقتم‪ ،‬وهقو‬
‫قول زيد بن أسلم‪ ،‬وهو مذه جمي أهل المدينقة‪ ،‬وهقذا الققول أولقى مقن‬
‫الول‪ ،‬لن اإلبداث مذكور بعد هذا‪ ،‬فارنى الك عن اكره هنا‪ ،‬وأما النوم‬
‫فلم يق له اكر‪ ،‬وليج بحدث‪ ،‬و نما هقو سقب للحقدث علقى الصقح فقي‬
‫الك‪ ،‬فحمل الكالم علقى زيقادة فائقدة أولقى مقن بملقه علقى التكقرار بغيقر‬
‫فائدة<(‪.)1‬‬
‫‪ )8‬اعتمادو على قواعـد متعلقـة بالنسـخ‪ :‬ومنهقا قاعقدة‪ :‬ك اا تعقارض‬
‫النسل والتخصيص فالقول بالتخصيص أولى<‪ ،‬وهي أولى القواعد التقي بقدأ‬
‫بها المالا كتابه‪ ،‬ووظفها في تفسيره‪.‬‬
‫{‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫مـــن تطبيقاتهـــا قولقققه أثنقققاء تفسقققيره لقولقققه تعقققالى‬
‫‪ :)2(}...‬كواختلا في هذه النفقة ما هي؟ قيل‪ :‬هقي الزكقاة‪ ،‬وقيقل‪:‬‬
‫هي نفقة الرجل على أهله‪ ،‬وقيل‪ :‬هي كل نفقة‪ ،‬وهذا هو الصحيح‪ ...،‬وقول‬
‫من قال‪ :‬ن هذه ايية وكل آية تضقمنت النفققة فقي الققرآن منسقوخة بالزكقاة‬
‫رير صحيح؛ لن الك ليج بنسل‪ ،‬و نما هو تخصيص<(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)355-359/2‬‬


‫(‪ )2‬البقرة‪.22 :‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)38-31/1‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ )9‬اعتمادو على اإلعراب‪ :‬من الك قولقه أثنقاء تفسقيره لقولقه تعقالى‪:‬‬
‫{‪ :)1(}  ‬اختلا في قراءتها فقرأها قوم بالنصق ‪،‬‬
‫وقرأها قوم بالجر‪ ،‬وقرأها قوم في رير السب بالرف ‪ ،‬وبحسق هقذا اختلقا‬
‫الصحابة ومن بعدهم‪ ،‬ثم اكر المعنى على قراءة النصق والرفق ‪ ،‬ثقم ققال‪:‬‬
‫كوأما القراءة بالخف فعلى العطا على رؤوسكم‪ ،‬واختلا في الذين رأوا‬
‫الك‪ ،‬فمنهم من بمل ايية على ظاهرهقا‪ ،‬فقرأ أن القرجلين يمسقحان وال‬
‫يغسالن‪ ،‬وأن المسح فرضهما؛ خالفا لققول الجمهقور القذي اكرنقاه‪ ،‬وممقن‬
‫لم يروا‬ ‫رو عنه الك ابن عباس‪ ...‬وأكثر من قرأ {‪ }‬بالخف‬
‫المسققح علققى الققرجلين‪ ،‬بققل رأوا أن فرضققها الغسققل كمققا يققاتي علققى قققراءة‬
‫النص <‪ ،‬ثم قال‪ :‬كوعندي في قراءة الخف وجه آخر لم أر أبدا من أهل‬
‫العلم تكلم عليه‪ ،‬وهو أن يكون التقدير وجمي أرجلاكقم‪ ،‬أو نحقو القك مقن‬
‫الكقالم ممققا يكقون منصققوبا معطوفقا علققى أيقديكم‪ ،‬ثققم بقذع الققك‪ ،‬وبقققي‬
‫المضاع ليه على جره لما في قوة الكالم من الداللة عليه<(‪.)2‬‬
‫‪ )11‬اعتمادو على قواعد متعلقة ب سباب النزول‪ :‬اا تعددف المروياف‬
‫{‪ ‬‬ ‫في سب النزول اقتصر على الصحيح‪ ،‬كما في قوله تعقالى‬
‫‪ :)3(}   ‬كنزلققت فققي عمققرة القضققاء عققام‬
‫الحديبية‪ ،‬أو نزلت بينما سال الكفار النبي عليه الصالة والسالم هل يقاتقل‬

‫(‪ )1‬المائدة‪.21 :‬‬


‫(‪ )2‬أبكام القرآن (‪.)319-313/2‬‬
‫(‪ )3‬البقرة‪.193 :‬‬

‫‪21‬‬
‫فه ُّموا بالهجوم عليه وقتل مقن‬
‫في الشهر الحرام؟‪ ،‬فاخبرهم أنه ال يقاتل فيه‪َ ،‬‬
‫معه بين طمعوا أنه ال يداف فيه‪ ،‬والقول الول أكثر<(‪.)1‬‬
‫هققذه هققي أبققرز المققور التققي أردف أن أقققا عنققدها فققي التعريققا‬
‫بالمالا‪ ،‬وبكتابه؛ لنتقل لقى المبحقث الثقاني؛ لبقين فيقه بعق السقج‬
‫والقوانين التي وظفها مامنا ابن الفرس الستنباط البكام الفرعية من اللف‬
‫القرآني‪ ،‬ومد اهتمامه بذلك‪.‬‬

‫المبحث ال اني‪:‬‬
‫قواعد استنباط األحكام عند ابن الفرس‬
‫المقصود بقواعد االستنباط؛ أصول التفسير عند المفسرين التقي هقي‪:‬‬
‫كهي الضوابط والكلياف التي ُتلتزم كي يُ َت َو رصل بها لقى المعنقى المقراد مقن‬
‫كالم اهلل تعالى<(‪ ،)2‬أو هي‪ :‬كالبكام الكلية التي يتوصل بها لقى اسقتنباط‬
‫معاني القرآن العظيم‪ ،‬ومعرفة كيفية االستفادة منها<(‪.)3‬‬
‫وقد ركز ابن الفرس على آي الققرآن الكقريم فقي اسقتنباطه لهبكقام‪،‬‬
‫جاعال قواعد التفسير وأصول الفقه عمدته في الك‪ ،‬مما يقدل علقى امتالكقه‬
‫مدارك قواعد التفسير‪ ،‬وأصول الفقه‪.‬‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)262/1‬‬


‫(‪ )2‬قواعققد التققرجيح المتعلقققة بققالنص عنققد ابققن عاشققور فققي تفسققيره التحريققر والتنققوير‬
‫(ص‪.)122‬‬
‫(‪ )3‬قواعد التفسير جمعا ودراسة (‪.)32/1‬‬

‫‪28‬‬
‫وقد ركزف في هذا البحث على القواعقد المتعلققة بمبحقث اللفقاق‪،‬‬
‫باعتبار أن اللف القرآني هو المر الذي ركز عليه ابقن الفقرس أكثقر مقن أي‬
‫شيء آخر‪ ،‬وتتجلى هذه القواعد فيما يلي‪:‬‬
‫القاعدة األولى‪ :‬تخصيص عموم القرآن بالقرآن‪.‬‬
‫قال ابن جزي (ف ‪191‬ه)‪ :‬كالتخصيص هو خراج بعق مقا يتناولقه‬
‫العموم قبل تقرر بكمه<‪ ،‬ثم قال‪ :‬كوتحرزنا بهذا القيد من النسل‪ ،‬لنه بحد‬
‫تقرر الحكم الول<(‪.)1‬‬
‫{‪  ‬‬ ‫من تطبيقاتهـا قولـه عنقد تفسقيره قولقه تعقالى‪:‬‬
‫‪ :)2(}  ‬كأولها عام‪ ،‬وآخرها خاص‪ ،‬والك أنقه عقم أولهقا‬
‫كل مطلقة مدخول بها‪ ،‬رجعية كانت أو بائنة‪ ،‬ثم خص في آخرهقا الرجعيقة‪،‬‬
‫فقال تعالى‪ ،)3(}        { :‬وهذا‬
‫ال يكون ال في الرجعي<(‪.)4‬‬
‫القاعدة ال انيـة‪ :‬تخصـيص عمـوم القـرآن بالسـنة‪ .‬أو تخصـيص القـرآن‬
‫بخبر اآلحاد‪.‬‬
‫هذه القاعدة من القواعد المختلقا فيهقا‪ ،‬وققد اعتمقدها ابقن الفقرس‪،‬‬
‫وعمل بها‪ ،‬ونص عليها فقال‪ :‬كوقد جاءف أخبار آباد تقتضقي التخصقيص‪،‬‬

‫(‪ )1‬تقري الوصول لى علم الصول (ص‪.)158‬‬


‫(‪ )2‬البقرة‪.22 :‬‬
‫(‪ )3‬البقرة‪.22 :‬‬
‫(‪ )4‬أبكام القرآن (‪.)322/1‬‬

‫‪29‬‬
‫وفقي هقذا التخصقيص خقالع بقين الصقوليين‪ ،‬والمختقار جقواز تخصقيص‬
‫عموم القرآن بخبر الوابد<(‪.)1‬‬
‫من تطبيقاتها قوله عند تفسيره قوله تعالى‪ } { :‬كلف أيضا‬
‫يعم الحرائر‪ ،‬واإلماء‪ ،‬فكان يجق علقى ققول مقن يققول بقالعموم أن يكقون‬
‫تربص اإلماء كتربص الحرائر ثالثة قروء‪ ،‬ولكنه قد جقاء عقن النبقي ‘ مقا‬
‫خصصهن من عموم ايية‪ ،‬وهو قوله ‘‪ :‬كطقالأ المقة تطليقتقان‪ ،‬وقُر ُؤ َهقا‬
‫بيضتان< ‪.‬‬
‫(‪)3( )2‬‬

‫القاعدة ال ال ة‪ :‬العام يبقى بعمومه حتى يرد ما يخصصه(‪.)4‬‬


‫وقققد وظققا ابققن الفققرس هققذه القاعققدة كثيققرا فققي اسققتنباط البكققام‬
‫الفرعية‪.‬‬
‫والعام هو‪ :‬كاللف الموضوع لمعنى كلي‪ ،‬بشرط شقمول الحكقم لكقل‬
‫فرد من أفراده<(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)132/1‬‬


‫(‪ )2‬اكر ابن الفرس الحديث بهذا اللف ا وأبال فقي تخريجقه علقى اإلمقام الترمقذي وأبقي‬
‫داودا أما أبو داود فاخرجه في سننه بنفج اللف ا أول كتاب الطالأا بقاب فقي سقنة‬
‫طالأ العبدا برقم ‪)512/3( 2189‬ا أما عند الترمذي فاخرجه في سننه بلف كطالأ‬
‫المة تطليقتانا وعدتها بيضتان<ا أول أبواب الطالأ واللعانا باب ما جاء أن طالأ‬
‫المة تطليقتانا برقم ‪.)919/2( 1182‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)323-322/1‬‬
‫(‪ )4‬صيغة القاعدة ماخواة من كتاب كقواعد التفسير عند مفسري الغقرب اإلسقالمي خقالل‬
‫القرن السادس الهجري< (ص‪.)991‬‬
‫(‪ )5‬تقري الوصول لى علم الصول (ص‪.)158‬‬

‫‪32‬‬
‫‪‬‬ ‫{‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫مــن تطبيقاتهــا قولــه عنققد تفسققيره قولققه تعققالى‪:‬‬
‫‪ ،)1(}    ‬مستنبطا منها فرعا يدخل تحت هذه ايية‪،‬‬
‫وهو‪ :‬هل ستر العورة واج في الخالء والمه سواء‪ ،‬أو ال؟‪.‬‬
‫كواختلا هل يج على اإلنسان ستر عورته فقي الخقالء كمقا يجق‬
‫في المه؟‪ ،‬فلم يوجبه الجمهور‪ ،‬ورأوا أن المن مقن الكشقا نمقا هقو مقن‬
‫أجل الناس‪ ،‬و اا لم يكونوا جاز‪ ،‬واه قوم لى أنه يج ‪ ،‬ومن بجتهم ما‬
‫يقتضققيه قولققه تعققالى‪ ،)2(} { :‬وسققائر اييققاف نزلققت بسققتر‬
‫العورة‪ ،‬والك على العموم بتى يدل دليل على التخصيص<(‪.)3‬‬
‫القاعدة الرابعة‪ :‬العبرة بعموم اللفس ال بخصوص السبب‪.‬‬
‫هذه من القواعد التي اعتمدها كثيرا في تفسيره‪ ،‬فنجقده فقي كثيقر مقن‬
‫البققايين يققذكر سققب النققزول‪ ،‬ثققم يشققير لققى أن العبققرة بعمققوم اييققة ال‬
‫بخصوص سببها‪.‬‬
‫{‪    ‬‬ ‫من تطبيقات ذلك قوله في قوله تعالى‪:‬‬
‫‪> ،)4(}        ‬اختلا في المشقار لقيهم‬
‫في اييقة‪ ،‬فقيقل‪ :‬النصقار القذين كقانوا يقااون المصقلين ببيقت المققدس‪،‬‬
‫ويطربون فيه القذار‪ ،‬وقيل‪ :‬الروم الذين أعانوا بخقت نصقر علقى تخريق‬

‫(‪ )1‬العراع‪.29 :‬‬


‫(‪ )2‬العراع‪.25 :‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)99/3‬‬
‫(‪ )4‬البقرة‪.113 :‬‬

‫‪31‬‬
‫بيت المقدس‪ ،‬وقيل‪ :‬كفار قريأ بين صدوا رسقول اهلل ‘ عقن المسقجد‬
‫الحرام‪ ،‬وهذه ايية و ن كانت خرجقت علقى اكقر مسقجد مخصقوص‪ ،‬فدنهقا‬
‫تعم جمي المساجد على مشهور القول في هذا<(‪.)1‬‬
‫القاعدة الخامسة‪ :‬داللة النص‪.‬‬
‫ويطلققق علققى الققنص ثققالث اصققطالباف كمققا قققال اإلمققام القرافققي‬
‫(ف‪686‬هق)‪ :‬كوالنص فيه ثالث اصطالباف‪ ،‬قيل‪ :‬ما دل على معنقى قطعقا‬
‫وال يحتمل ريره قطعا‪ ،‬كاسماء العداد‪ ،‬وقيل‪ :‬ما دل على معنقى قطعقا و ن‬
‫ابتمل ريره‪ ،‬كصيغ الجموع في العموم‪ ،‬فدنها تدل على أققل الجمق قطعقا‪،‬‬
‫وتحتمل االستغراأ‪ ،‬وقيل‪ :‬مقا دل علقى معنقى كيقا مقا كقان‪ ،‬وهقو رالق‬
‫استعمال الفقهاء<(‪.)2‬‬
‫وأمثل لكالم ابن الفرس باإلطالأ باالصطالح الثاني‪.‬‬
‫{‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫ومن تطبيقاته قوله في تفسير قوله تعالى‪:‬‬
‫‪           ‬‬

‫‪ ،) 3( } ‬عام في كل بالغ عاقل‪ ،‬مسلم أو‬ ‫‪  ‬‬

‫نصراني‪ ،‬ال أنه اختلا في العبد‪ ،‬هل هو مخصص من هذا اللف ‪ ،‬أم ال؟‪.‬‬
‫فذه ابن مسعود وعمر بن عبد العزيز ومن قال بقولهما‪ :‬لى أنه رير‬
‫مخصص من لف ايية‪ ،‬وأن بده في القذع ثمانون جلدة ‪ -‬كمقا نقص فقي‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)96/1‬‬


‫(‪ )2‬شرح تنقيح الفصول (‪.)36/1‬‬
‫(‪ )3‬النور‪.29 :‬‬

‫‪32‬‬
‫ايية ‪ ،-‬وبه قال الوزاعي‪ ،‬واه الجمهور لقى أنقه مخصقص منهقا بقولقه‬
‫تعقققققالى‪ ،)1(}      { :‬وأن بقققققده‬
‫نصا بد الحر أربعون<(‪.)2‬‬
‫القاعدة السادسة‪ :‬األمر المطلق هل يدل على الفور أم ال؟‪.‬‬
‫اختلا الصوليون في هذه القاعقدة‪ ،‬وابقن الفقرس مق الفريقق القذي‬
‫يقول بان المر المطلق يدل على الفور(‪ ،)3‬واستدل على العمل بهذه القاعدة‬
‫عند تفسير قوله تعالى‪ ،)4(}  { :‬فقد قال‪ :‬كقال المهدوي‪:‬‬
‫هذا دليل على أن المر على الفور‪ ،‬وهو مقذه أكثقر الفقهقاء‪ ،‬ويقدل علقى‬
‫صحة الك أنه استقصرهم بقين لقم يبقادروا لقى فعقل مقا أمقرهم بقه فققال‪:‬‬
‫{‪.)5(}    ‬‬

‫ومن تطبيقاتها كذلك قوله‪ :‬واختلا في الحج‪ :‬هل هو على الفقور أم‬
‫على التراخي؟ على قولين‪ :‬لمالك ما يدل على كال القولين‪ ،‬لكن الذي عليه‬
‫رؤساء المذه ‪ ،‬والمنصوص عن مالك‪ ،‬أنه على الفور‪ ،‬ال يجوز تاخيره ال‬
‫من عذر‪.‬‬
‫ومن بجة بعضهم في أنه على الفور‪ ،‬أن الوامر عندهم علقى الفقور‪،‬‬

‫(‪ )1‬النساء‪.25 :‬‬


‫(‪ )2‬أبكام القرآن (‪.)336/3‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)383/2‬‬
‫(‪ )4‬البقرة‪.61 :‬‬
‫(‪ )5‬البقرة‪.12 :‬‬

‫‪33‬‬
‫{‪ ‬‬ ‫ققققالوا‪ :‬فكقققذلك اإليجقققاب المطلقققق‪ ،‬يعنقققون أن قولقققه تعقققالى‪:‬‬
‫يجاب مطلق‪ ،‬فهو على الفور كالمر<(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪}‬‬
‫القاعدة السابعة‪ :‬األمر بالشيء نهي عن ضدو‪.‬‬
‫وهذه القاعدة مختلا فيها بين الصوليين كذلك‪ ،‬وابن الفقرس ممقن‬
‫يقول بها‪.‬‬
‫{‪‬‬ ‫ومن تطبيقاتها اكره لفرع فقهي يندرج تحت قوله تعالى‪:‬‬
‫منهي عنه؛ فداا طلقها فيه‪ ،‬هل يق أو‬ ‫‪ ،)3(}‬فدن الطالأ في الحي‬
‫ال؟‬
‫قققال‪ :‬كفققداا ثبققت أن طققالأ الحققائ منهققي عنققه باييققة؛ لن المققر‬
‫بالشيء نهي عن ضده‪ ،‬وأن الطالأ ينبغي أن يوقق اا وقق فقي ُطهقر‪ ،‬فقدن‬
‫أوق أبد الطالأ في الحي ‪ ،‬فهو الزم يعت ّد به؛ خالفا البن عليقة وبعق‬
‫أهل الظاهر في قولهم‪ :‬نه ال ينفذ‪ ،‬وق على خقالع مقا أمقر اهلل تعقالى بقه‪،‬‬
‫والصحيح أنه يعتد به؛ لهدلة القوية في الك<(‪.)4‬‬
‫القاعدة ال امنة‪ :‬األمر إذا تعرى عن القرائن محمول على الوجوب(‪.)5‬‬
‫اعتمققد علققى هققذه القاعققدة كثيققرا فققي االسققتنباط‪ ،‬وهققي مققن القواعققد‬
‫الموجودة والمبثوثة بكثرة في تفسيره‪.‬‬

‫(‪ )1‬آل عمران‪.91 :‬‬


‫(‪ )2‬أبكام القرآن (‪.)33/2‬‬
‫(‪ )3‬الطالأ‪.21 :‬‬
‫(‪ )4‬أبكام القرآن (‪.)512/3‬‬
‫(‪ )5‬أبكام القرآن (‪.)91/3‬‬

‫‪39‬‬
‫مــن تطبيقاتهــا قولققه عنققد قولققه تعققالى‪ ،)1(} { :‬قققال‪:‬‬
‫كوالكالم في سائر هذا اللف من البكقام كقالكالم فقي الصقالة‪ ،‬ثقم ققال‪:‬‬
‫وهذا المر في هذه ايية ونحوها‪ ،‬فالصالة والزكاة أمر وجوب‪ ،‬وققد تسقوغ‬
‫الحجة لمن ير وجقوب صقالة الجنقازة‪ ،‬ووجقوب زكقاة الفطقر‪ ،‬ويقر أن‬
‫وجوبهما بالقرآن‪ ،‬ال بالسنة الخاصة<(‪.)2‬‬
‫القاعدة التاسعة‪ :‬األمر ال يقتضي التكرار‪.‬‬
‫هذه القاعدة كذلك مختلا فيها بين الصقوليين‪ ،‬وابقن الفقرس يققول‬
‫فيها بعدم التكرار‪.‬‬
‫{‪‬‬ ‫مــــن تطبيقاتهــــا قولققققه عنققققد تفسققققيره قولققققه تعققققالى‪:‬‬
‫‪> ،)3(}‬وبالمسققحة الوابققدة يققق المس قح المققامور بققه‪ ،‬ويسقققط‬
‫الفقققرض‪ ،‬ال سقققيما وققققد رجقققح بقققذاأ الصقققوليين أن المقققر ال يقتضقققي‬
‫التكرار<(‪.)4‬‬
‫القاعدة العاشرة‪ :‬النهي يقتضي فساد المنهي عنه‪.‬‬
‫مــن تطبيقاتهــا قولققه‪ :‬واختلفققوا اا َو اطق َئ ‪ -‬أي‪ :‬المعتكققا ‪ -‬ناسققيا‪،‬‬
‫فذه مالك لى أنه يبطل اعتكافه‪ ،‬واه الشافعي لى أنه ال يبطل‪ ،‬وبجة‬

‫(‪ )1‬البقرة‪.92 :‬‬


‫(‪ )2‬أبكام القرآن (‪.)69/1‬‬
‫(‪ )3‬المائدة‪.21 :‬‬
‫(‪ )4‬أبكام القرآن (‪.)311/2‬‬

‫‪35‬‬
‫مالك عموم قوله تعالى‪ ،)1(} { :‬والنهي يقتضي فسقاد المنهقي‬
‫عنه‪ ،‬كذا قال عبد الوهاب‪ ،‬وهذا أصل يختلا فيه أهل الصول كثيرا<(‪.)2‬‬
‫القاعدة الحادية عشر‪ :‬حمل المطلق على المقيد(‪.)3‬‬
‫المطلق‪ :‬هو الكلي الذي لقم يدخلقه تقيقد‪ ،‬والمقيقد‪ :‬هقو القذي دخلقه‬
‫تعيين‪ ،‬ولو من بع الوجوه‪ ،‬كالشرط والصفة ورير الك‪.‬‬
‫وخطاب الشرع بالنسبة لإلطالأ والتقييد فيه تفصيل‪ ،‬فقدن ورد مطلققا‬
‫مقيدا له ُبمل على طالقه‪ ،‬و ن ورد مقيدا ال مطلق له بمل على تقييده‪،‬‬
‫ال ّ‬
‫و ن ورد مطلقا في موض ومقيدا في آخر‪ ،‬فدن الك ينقسم لى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ -‬متفق الحكم والسب ‪ ،‬فهذا يحمل فيه المطلق على المقيد‪.‬‬
‫‪ -‬متحد الحكم مختلا السب ‪ ،‬فاختلا هل يحمل فيه المطلق علقى‬
‫المقيد أم ال؟‬
‫‪ -‬مختلا الحكم متحد السب ‪ ،‬فاختلا فيه أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬مختلا الحكم مختلا السب ‪ ،‬فال يحمل فيه المطلق على المقيد‬
‫جماعا<(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬البقرة‪.186 :‬‬


‫(‪ )2‬أبكام القرآن (‪.)211/1‬‬
‫(‪ )3‬صيغة القاعدة ماخواة من كتاب كقواعد التفسير عند مفسري الغقرب اإلسقالمي خقالل‬
‫القرن السادس الهجري< (ص‪.)958‬‬
‫(‪ )4‬تقري الوصول لى علم الصول (ص‪.)161‬‬

‫‪36‬‬
‫من تطبيقاتها في اتفاأ الحكم والسب قوله عند تفسيره قولقه تعقالى‪:‬‬
‫{‪ :)1(}       ‬كبققققرم اهلل تعققققالى‬
‫في هذه ايية الدم جملة من رير تقييد‪ ،‬وقيد القك فقي سقورة النعقام فققال‬
‫تعالى‪ ،)2(}  { :‬فيوج رد المطلق على المقيقد علقى أصقح‬
‫القوال<(‪.)3‬‬
‫القاعدة ال انية عشر‪ :‬إضافة األحكام الشرعية إلى األعيان‪ ،‬هل هي من‬
‫قبيل النص‪ ،‬أو من قبيل المجمل؟‪.‬‬
‫اكر الصوليون هذه القاعدة‪ ،‬واختلفوا فقي كونهقا مجملقة‪ ،‬أو ليسقت‬
‫بمجملة‪ ،‬وبناء على الك اختلفوا في تفسير بع النصوص(‪.)4‬‬
‫مــن تطبيقاتهــا قولــه‪> :‬وقققد اختلققا الصققوليون فققي قولققه تعققالى‪:‬‬
‫{‪ )5(}  ‬هل هو نص صريح أم مجمل؟‪.‬‬
‫فققذه قققوم مققن القدريققة لققى أنققه مجمققل؛ لن العيققان ال تتصققا‬
‫بالتحريم‪ ،‬و نما يتصا بذلك ما يتعلق بهقا مقن الفعقال‪ ،‬والقك الفعقل فقي‬
‫هذه ايية ال يُدر ما هو؟ هل النظر‪ ،‬أو المضاجعة‪ ،‬أو القوطئ‪ ،‬فقال يقدر‬
‫أي الك برم؟ ولوال تبيينها بغيرها لما علم المراد منها‪.‬‬

‫(‪ )1‬البقرة‪.112 :‬‬


‫(‪ )2‬النعام‪.195 :‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)195/1‬‬
‫(‪ )4‬تنظر هذه القاعدة في كمفتاح الوصول لى بناء الفروع علقى الصقول< (ص‪)52-99‬ا‬
‫اختلا فيهاا هل هي من قبيل اإلجمال أو ال؟‪.‬‬
‫فقد اكرها ضمن المسائل التي ُ‬
‫(‪ )5‬النساء‪.23 :‬‬

‫‪31‬‬
‫واه الكثر لى أن هذا نص‪ ،‬لكنه ليج بنص بالوض ‪ ،‬ولكنه نقص‬
‫بالعرع؛ لن السماء قسمان‪ :‬وضعية‪ ،‬وعرفية‪.‬‬
‫والوضعية‪ :‬هي التي وضعت لشيء ما‪ ،‬وال تق على ريره‪.‬‬
‫والعرفية‪ :‬التي خصصت ببع موضوعها‪ ،‬أو نقلت عنه لقى سقواه‪،‬‬
‫فصققارف فيمققا خصصققت بققه‪ ،‬أو نقلققت ليققه أعققرع وأشققهر‪ ،‬وهققذه تلحققق‬
‫الب َن العرب‪ ،‬ومارس اللغقة‪ ،‬واطلق‬‫بالوضعية بعرع االستعمال فيها‪ ،‬ومن َ‬
‫على عرع أهلها‪ ،‬علم أنه ال يستراب في أن من قال‪ :‬برمقت عليقك القدار‪،‬‬
‫نمققا يريققد الققدخول فيهققا خاصققة‪ ،‬أو الطعققام‪ ،‬نمققا يريققد الكققل خاصققة‪ ،‬أو‬
‫النساء‪ ،‬نمقا يريقد الجمقاع‪ ،‬وهقذا صقريح عنقدهم مقطقوع بقه فكيقا يكقون‬
‫مجمال؟<(‪.)1‬‬
‫القاعدة ال ال ة عشر‪ :‬داللة االقتضاء‪.‬‬
‫داللة االقتضاء هي‪ :‬كأن يدل لف بااللتزام على معنى رير مذكور‪ ،‬م‬
‫أنه مقصود بالصالة‪ ،‬وال يستقل المعنى ‪ -‬أي ال يستقيم ‪ -‬ال بقه؛ لتوققا‬
‫صقدقه أو صققحته عقققال أو شققرعا عليقه‪ ،‬و ن كققان اللفق ال يقتضققيه وضققعا‪،‬‬
‫وسميت داللة االقتضاء‪ :‬لن المعنى يقتضيها ال اللف <(‪.)2‬‬
‫وقد عبر ابن الفرس عن هقذه القاعقدة بلحقن الخطقاب أيضقا‪ ،‬وعرفقه‬
‫بقوله‪ :‬كوهو ضمير ال يتم الكالم ال به؛ لن سياأ الكالم يدل عليه<(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)129-123/2‬‬


‫(‪ )2‬نشر البنود على مراقي السعود (‪.)92/1‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)186/1‬‬

‫‪38‬‬
‫{‪  ‬‬ ‫مــن تطبيقاتهــا قولققه عنققد تفسققيره قولققه تعققالى‪:‬‬
‫‪ :)1(}     ‬كالتقدير في هذه اييقة‪ ،‬فمقن كقان مقنكم‬
‫مريضا‪ ،‬أو به أا مقن رأسقه‪ ،‬ففعقل شقيئا ممقا يمنق منقه فقي الحقج‪ ،‬وفقي‬
‫العمرة‪ ،‬ثم بقذع القك اعتمقادا علقى فهقم المخاطق ‪ ،‬وهقذا هقو المسقمى‬
‫بلحن الخطاب<(‪.)2‬‬

‫القاعدة الرابعة عشر‪ :‬داللة اإليماء‪.‬‬


‫وهي‪ :‬كأن يقرن الوصا بحكم لو لم يكن الوصا علة لذلك الحكم‬
‫عابه الفطن بمقاصد الكالم<(‪.)3‬‬
‫{‪  ‬‬ ‫مــن تطبيقاتهــا قولــه عنققد تفسققيره قولققه تعققالى‪:‬‬
‫‪ )4(}   ‬فبعد ما اكر اختالع العلماء في سب نزول ايية‬
‫قال‪ :‬كوقوله‪ }{ :‬لف جام لشياء تااي؛ لنه دم وقذر ومنقتن‪ ،‬ومقن‬
‫سبيل البول‪ ،‬كذا قال المفسرون‪ .‬واكر الصفة على ما اكره قبل الحكم تنبيه‬
‫على أن تلك الصفة علة لذلك الحكم‪ ،‬و اا كان الك علقة فهقم منقه تحقريم‬
‫الماتي؛ لنها الا فيه دائما<(‪.)5‬‬
‫ّ‬ ‫اإلتيان في رير‬

‫(‪ )1‬البقرة‪.195 :‬‬


‫(‪ )2‬أبكام القرآن (‪.)292/1‬‬
‫(‪ )3‬نشر البنود على مراقي السعود (‪.)99/1‬‬
‫(‪ )4‬البقرة‪.222 :‬‬
‫(‪ )5‬أبكام القرآن (‪.)289-288/1‬‬

‫‪39‬‬
‫القاعدة الخامسة عشر‪ :‬داللة اإلشارة‪.‬‬
‫وتسمى عنقد الصقوليين أيضقا بداللقة االقتضقاء التلقويحي(‪ ،)1‬وهقي‪:‬‬
‫ك شارة اللف لمعنى ليج مقصودا منه بالصل‪ ،‬بل بالتب ‪ ،‬مق أنقه لقم تقدع‬
‫ليه ضرورة؛ لصحة االقتصار على المذكور دون تقديره<(‪.)2‬‬

‫{‪    ‬‬ ‫من تطبيقاتها قوله عند تفسير قوله تعالى‪:‬‬
‫‪             ‬‬

‫‪ :)3(}   ‬كبجة لفقهاء المصار‪ ،‬ومن اه مذهبهم‬


‫في هذه المسالة؛ لنه تعالى أباح الجماع والكل والشرب لى طلوع الفجر‪،‬‬
‫ومن وطئ لى طلوع الفجر فال يمكنه أن يغتسل ال بعد طلوع الفجر‪ ،‬فقد‬
‫بقي ُجنُبا لى أن دخل عليه النهار‪ ،‬ولوال أن هذا جائز لما أباح اهلل له‬
‫ولح رر َمه عند آخر جزء من الليل بمقدار ما‬
‫الجماع لى وقت طلوع الفجر‪َ ،‬‬
‫يتس للغسل‪.‬‬
‫والقدليل القققائم مقن هققذه اييققة هقو الققذي يسقميه الصققوليون شقارة‬
‫اللف ‪ ،‬ويعنون به ما يتس له اللف من رير قصد ليه<(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬يصال السالك لى أصول مذه اإلمام مالك (ص‪.)151‬‬


‫(‪ )2‬نشر البنود على مراقي السعود (‪.)93/1‬‬
‫(‪ )3‬البقرة‪.186 :‬‬
‫(‪ )4‬أبكام القرآن (‪.)212/1‬‬

‫‪92‬‬
‫القاعدة السادسة عشر‪ :‬يجب حمل معنى اآلية على الغالب فـي أسـلوب‬
‫القرآن ومعهود االستعمال(‪.)1‬‬
‫اا تنازع المفسقرون فقي تفسقير آيقة‪ ،‬أو جملقة مقن كتقاب اهلل‪ ،‬فقاولى‬
‫القوال بالصواب‪ ،‬هو القول الذي يوافق استعمال القرآن ومعهقوده فقي ريقر‬
‫موض النزاع‪ ،‬سواء كان الك في اللفاق المفردة‪ ،‬أو التراكي ‪.‬‬
‫قال ابن القيم‪ :‬كللقرآن عرع خاص ومعان معهقودة ال يناسقبه تفسقيره‬
‫بغيرهققا‪ ،‬وال يجققوز تفسققيره بغيققر عرفققه والمعهققود مققن معانيققه‪ ...‬فققال يجققوز‬
‫تفسققيره بغيرهقا مققن المعققاني التققي ال تليققق بققه‪ ...‬لققى أن قققال‪ :‬فتققدبرر هققذه‬
‫القاعدة‪ ،‬ولتكن منك على بال؛ فدنك تنتف بها فقي معرفقة ضقعا كثيقر مقن‬
‫أقوال المفسرين وزيفها‪ ،‬وتقط أنها ليست مراد المتكلم تعالى بكالمه<(‪.)2‬‬
‫{‪  ‬‬ ‫من تطبيقاتها قوله عند تفسقيره قولقه تعقالى‪:‬‬
‫‪ :)3(}      ‬كاختلا في البدن ما هي؟‪ ،‬فقيقل‪ :‬هقي‬
‫ما أشعر من بل وبقر‪ ،‬قاله عطاء‪ ،‬وريره‪ ،‬سقميت بقذلك؛ لنهقا تبقدن؛ أي‪:‬‬
‫تسمن‪ ،‬وقيل‪ :‬بل هذا اسم خاص باإلبقل‪ ،‬وال تكقون البقدن ال منهقا‪ ،‬وهقو‬
‫قول مالك‪ ،‬وهو أظهر؛ لن عرع هذا اللف أن يكون لإلبل(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬تنظر صيغة القاعدة م التصرع فيها وشقربها فقي‪ :‬كقواعقد التقرجيح المتعلققة بقالنص‬
‫عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير< (ص‪.)199‬‬
‫(‪ )2‬التفسير القيم (ص‪.)218‬‬
‫(‪ )3‬الحج‪.39 :‬‬
‫(‪ )4‬أبكام القرآن (‪.)329-328/3‬‬

‫‪91‬‬
‫القاعدة السـابعة عشـر‪ :‬ال يجـوز العـدول عـن الإـاهر إال بـدليل يجـب‬
‫الرجوع إليه(‪.)1‬‬
‫هذه القاعدة مطردة عند ابن الفرس‪ ،‬وقد عبر عنها بعبقاراف مختلفقة‪،‬‬
‫ماداها وابد‪ ،‬كقوله‪ :‬كخروج عن ظاهر القرآن<(‪ ،)2‬وقوله‪ :‬ك نه خقروج عقن‬
‫الظاهر بغير دليل<(‪ ،)3‬لى رير الك من العباراف التي تدل على عنايته بهذا‬
‫الصل‪.‬‬
‫والظاهر‪ :‬كهو المتردد بين ابتمالين فاكثر هو في أبدهما أرجح<(‪.)4‬‬
‫{‪   ‬‬ ‫من تطبيقاتها قوله أثناء تفسيره قوله تعقالى‪:‬‬
‫‪ ،)5(}     ‬فقققد اكققر فققي هققذه اييققة‬
‫بكم مقدار المتعة‪ ،‬واختالع العلماء في القك فققال‪ :‬واختلقا النقاس فقي‬
‫مقدار المتعة‪ ،‬فقال ابن عمر‪ :‬أدنى ما يجزي فقي المتعقة ثالثقون درهمقا‪ ،‬أو‬
‫شبهها‪ ،‬وققال ابقن بجيقرة‪ :‬علقى صقاب القديون ثالثقة دنقانير‪ ،‬وققال ابقن‬
‫عباس‪ :‬أرفعها خادم‪ ،‬ثم كسوة‪ ،‬ثم نفقة‪ ،‬وقال عطاء‪ :‬من أوسط القك درع‪،‬‬
‫وخمار‪ ،‬وملحفة‪ ،‬وقال أصحاب القرأي وريقرهم‪ :‬متعقة الرجقل القذي يطلقق‬
‫قبل الدخول‪ ،‬والفرض نصا مهر مثلها ال رير‪.‬‬

‫(‪ )1‬صيغة هذه القاعدة ماخواة من كتاب كقواعقد التفسقير عنقد مفسقري الغقرب اإلسقالمي‬
‫خالل القرن السادس الهجري (ص‪.)385‬‬
‫(‪ )2‬أبكام القرآن (‪.)318/1‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)239/1‬‬
‫(‪ )4‬شرح تنقيح الفصول (ص‪.)31‬‬
‫(‪ )5‬البقرة‪.239 :‬‬

‫‪92‬‬
‫وهذه كلها أقوال ال يعضدها أصل‪ ،‬والذي تعضده ظواهر ايي أنقه ال‬
‫قدر لها‪ ،‬وأنها على قدر عسر الرجل ويسره‪.‬‬
‫{‪    ‬‬ ‫والدليل علقى القك قولقه تعقالى‪:‬‬
‫التحديقققد‪ ،‬وهقققو مقققذه مالقققك‬ ‫‪ }‬فهقققذا أققققو دليقققل علقققى رفققق‬
‫ربمه اهلل<(‪.)1‬‬

‫القاعــدة ال امنــة عشــر‪ :‬كــل تفســير غيــر م ـ خوذ مــن داللــة ألفــاا اآليــة‬
‫وسياقها فهو رد على قائله‪.‬‬
‫أي‪ :‬كل تفسير خرج بمعاني كتاب اهلل عما تدل عليه ألفاظقه وسقياقه‪،‬‬
‫ولم يدل اللف على هقذا المعنقى بقاي نقوع مقن أنقواع الداللقة‪ :‬مطابققة‪ ،‬أو‬
‫تضمنا‪ ،‬أو التزاما‪ ،‬أو مفهوما موافققا‪ ،‬أو مفهومقا مخالفققا‪ ،‬فهقو مقردود علقى‬
‫قائله‪.‬‬
‫والمقصود بداللة‪> :‬اللف هي ما ينصرع ليه اللفق فقي القذهن‪ ،‬مقن‬
‫معنى مدرك‪ ،‬أو محسوس<(‪.)2‬‬
‫وقد اهتم ابن الفرس بهذه القاعدة اهتماما كبيرا‪.‬‬
‫ومن تطبيقاتها هل اسم المنافق يطلقق علقى الزنقديق‪ ،‬أو ال؟ وبالتقالي‬
‫هل الزنديق يستتاب أو ال؟‪.‬‬

‫(‪ )1‬أبكام القرآن (‪.)362-359/1‬‬


‫(‪ )2‬صيغة هذه القاعدة م شربها من كتاب كقواعد الترجيح عند المفسرين< (ص‪.)399‬‬

‫‪93‬‬
‫قققال ابققن الفققرس مبينققا الخققالع الققوارد فققي الققك بققين الفقهققاء‪ ،‬مق‬
‫بيققان ماخققذ الحكققم عنققد كققل فريققق‪ ،‬وبيققان المققذه الصققحيح‪ ،‬والمققذه‬
‫الضعيا في المسالة‪ :‬كقوله تعالى في صفة المنافقين و ظهارهم اإليمان مق‬
‫{‪         ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫سقققرارهم الكفقققر‬
‫المفسرين لهذه ايية‪ :‬عدم المر بقتلهم يدل علقى‬ ‫‪ ،)1(}‬قال بع‬
‫جواز استتابة الزنديق؛ لن اهلل تعالى لم يامر بقتلهم‪ ،‬و ليقه اهق الشقافعي‪،‬‬
‫وأصقحاب القرأي‪ ،‬والطبقري‪ ،‬وأبققو بنيفقة فقي أبققد قوليقه‪ ،‬وهقذا اسققتدالل‬
‫ضعيا؛ لن ايية ال تدل عليه بلف ‪ ،‬وال بمفهوم لف ‪ ،‬وراية ما فيهقا عقدم‬
‫المر‪ ،‬وكعدم المر ليج بحكم يقتضي بكما<(‪.)2‬‬
‫وقال الشافعي وأصحابه‪ :‬نما من رسول اهلل ‘ من قتقل المنقافقين‬
‫مقا كقانوا يُظ اهقرون مقن اإليمقان بالسققنتهم؛ لن مقا يُظ اهرونقه يَ ُجق ّ مقا قبلققه‪،‬‬
‫كالكافر ال يصلي‪ ،‬فمن قال‪ :‬ن عقوبة الزنادقة أشد من عقوبقة الكقافر‪ ،‬فققد‬
‫خالا معنى الكتاب والسنة‪ ،‬وجعل شهادة الشهود على الزنديق فوأ شهادة‬
‫{‪     ‬‬ ‫اهلل تعالى على المنافقين‪ ،‬ققال تعقالى‪:‬‬
‫‪.)3(}  ‬‬
‫وأما مالك وأصحابه فيقولون‪ :‬نه ال ُتق َبل للزنديق توبة‪ ،‬ويُق َتل‪ ،‬وققال‬
‫مالك ربمه اهلل تعالى‪ :‬النفاأ في عهد رسول اهلل ‘ هو الزندقة فينا اليوم‪،‬‬
‫ُفيق َتل الزنديق اا ُشهد عليه بها دون استتابة؛ لنه ال يُظ اهر ما يسقتتاب منقه‪،‬‬

‫(‪ )1‬البقرة‪ :‬من ‪ 28‬لى ‪.16‬‬


‫(‪ )2‬هذه قاعدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬المنافقون‪ :‬من ‪ 21‬لى ‪.21‬‬

‫‪99‬‬
‫و نما كا رسول اهلل ‘ عن المنافقين؛ ليسن الحكقم لمتقه أن الحقاكم ال‬
‫يحكم بعلمه؛ ا لم يشهد على المنافقين‪.‬‬
‫قال سماعيل القاضي‪ :‬لم يشهد على عبد اهلل بن أبي ال زيد بن أرقم‬
‫وبده‪ ،‬وال على الجالس بن سويد ال عمير بن سعد ربيبه‪ ،‬ولو شقهد علقى‬
‫أبد منهم رجالن بكفره ونفاقه لقتل‪.‬‬
‫المفسرين‪ :‬وليج في ققول عبقد اهلل بقن أبقي {‪ ‬‬ ‫قال بع‬
‫‪ )1(}     ‬صققريح كفققر‪ ،‬و نمققا يُف َهقم مققن‬
‫قوته الكفر‪ ،‬وهذا أقو من االعتذار عنه بقانفراد زيقد بالشقهادة عليقه‪ ،‬وفقي‬
‫هذا َوهم من وجهين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن داللة المفهوم من اللف كداللة صريح اللف فيما يوجبقه‬
‫من الحكم(‪.)2‬‬
‫وال اني‪ :‬أن اهلل تعالى قد شهد على قائل الك بالكفر‪ ،‬فلو شقهد عنقد‬
‫رسول اهلل ‘ به على عبد اهلل بن أبي شاهدان لقتله<(‪.)3‬‬

‫خاتـمـة‬
‫وفققي خاتمققة هققذا البحققث المتواض ق أقققول‪ :‬لقققد أسققفر البحققث عققن‬
‫مجموعة من النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬مفسروا الغرب اإلسالمي قاموا بخدمة كالم اهلل سبحانه وتعالى منقذ‬
‫دخولققه لققى بالدهققم‪ ،‬فاجتهققدوا فققي خدمتققه قققراء‪ ،‬وتدريسققا‪ ،‬وتفسققيرا‪،‬‬

‫(‪ )1‬المنافقون‪.28 :‬‬


‫(‪ )2‬هذه قاعدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أبكام القرآن (‪.)92-38/1‬‬

‫‪95‬‬
‫واسققتنباطا لهبكققام الشققرعية منققه‪ ،‬بنققاء علققى أصققول وقواعققد سققاهموا فققي‬
‫تاسيسها وتوظيفها؛ بغية الحفاق على نقائه وصفائه‪ ،‬و ظهار شموليته لكل ما‬
‫يحدث من الحوادث‪.‬‬
‫‪ ‬شخصية ابن الفرس تحظى بمكانة عالية‪ ،‬فهو عالم‪ ،‬مفسقر‪ ،‬شقاعر‪،‬‬
‫فقيه‪ ،‬أصولي‪ ،‬ناقد‪.‬‬
‫‪َ ‬تن رز َل تفسيره منزلقة عاليقة عنقد العلمقاء‪ ،‬فقاعتنوا بقه‪ ،‬واجتهقدوا فقي‬
‫االهتمام به‪.‬‬
‫‪َ ‬ت رفر َد تفسيره عن ريره بوضوح منهجه العام‪ ،‬فلم يُسبق لى الك‪.‬‬
‫‪ ‬تجلت فرادة تفسيره في اهتمامه الكبير ببيان مكخذ البكقام‪ ،‬بيقث‬
‫ربط البكام الفقهية بالنص القرآني‪ ،‬ووظا قواعد وأصوال لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪ ‬جعل كتاب اهلل تعالى مصدرا للعلوم كلها؛ لقذا اسقتنبط منقه الفقروع‬
‫الفقهية‪ ،‬والقواعد والصول المرعية عند العلماء‪ ،‬والفوائد العلمية في فنقون‬
‫العلم‪ ،‬كعلم الحديث‪.‬‬
‫‪ ‬اعتمد في اختياراته على أصول متنوعة‪ ،‬كالعمل المدني‪.‬‬
‫‪ ‬اهتم بالنسل اهتماما بالغا؛ بيث جعله أول شيء ينبغي للمجتهد أن‬
‫يبدأ به‪.‬‬
‫‪ ‬اهتم بتخريج الفروع على الصول‪ ،‬مما يصلح أن يصنا فقي كتق‬
‫التخريج بهذا االعتبار‪.‬‬
‫‪ ‬اهتم بذكر مواطن االتفاأ واالختالع في الفروع بقين العلمقاء‪ ،‬مق‬
‫اكر أسباب الخالع بينهم‪ ،‬وفوائد معرفتها‪ ،‬مما يسوغ لنا تصنيفه فقي كتق‬
‫الخالع اا نظرنا ليه من هذه الزاوية‪.‬‬
‫‪ ‬اهتم باسباب النزول‪ ،‬ورجح بع الفروع بناء على قواعده‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ ‬تمكنه في العلوم المتنوعة جعله شخصية بارزة‪ ،‬يرف التقليقد‪ ،‬وال‬
‫يتعصق لمذهبققه المققالكي‪ ،‬بققل يبحققث عققن الحققق‪ ،‬ويققربط الفققرع بدليلققه ال‬
‫بقائله‪ ،‬ويرد على المخالا‪ ،‬ويرجح قوال على آخر‪.‬‬
‫‪ ‬ن مثل هذا البحث المختصر ال يمكن أن يستوع جميق القواعقد‬
‫التي استثمرها ابن الفرس في االستنباط؛ فلذلك انتقيت نمااج مقن القواعقد‬
‫المنضوية تحت مبحث اللفاق‪ ،‬تماشيا مق مبقدأ المالقا القذي بنقى كتابقه‬
‫على بيان مكخذ البكام من اللفاق القرآنية‪.‬‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬


‫‪ ‬القرآن الكريم برواية ورش من طريق األزرق‪.‬‬
‫‪ .1‬اإلباطة في أخبار ررناطة‪ ،‬لبي عبد اهلل محمد بن عبد اهلل لسقان القدين‬
‫ابن الخطي (ف‪116‬ه)‪ ،‬دار الكن العلمية‪ ،‬ط‪1929 ،1‬ه‪.‬‬
‫‪ .2‬أبكقام الققرآن‪ ،‬لبقي محمققد عبقد المقنعم بقن عبققد القربيم ابقن الفققرس‬
‫(ف‪591‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬ج‪ 1‬طه بن علي بوسريح‪ ،‬ج‪ 2‬منجية بنقت الهقادي‬
‫النفققوي السققوايحي‪ ،‬ج‪ 3‬صققالح الققدين بوعفيققا‪ ،‬دار ابققن بققزم‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1921‬ه‪2226/‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬يصال السالك لقى أصقول مقذه اإلمقام مالقك‪ ،‬لبقي عبقد اهلل محمقد‬
‫يحيى بن محمد المختار الوالتي (ف‪1332‬ه)‪ ،‬علق عليه‪ :‬مراد بوضاية‪،‬‬
‫دار ابن بزم‪ ،‬ط‪1921 ،1‬ه‪2226/‬م‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ .9‬التكملققة لكتققاب الصققلة‪ ،‬لبققي عبققد اهلل محمققد بققن عبققد اهلل ابققن البققار‬
‫(ف‪658‬ه)‪ ،‬تحقيققققق‪ :‬عبققققد السققققالم الهققققراس‪ ،‬دار الفكر‪/‬بيققققروف‪،‬‬
‫‪1915‬ه‪1995/‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬التكملة لوفياف النقلة‪ ،‬لبي محمد عبد العظيم بن عبد الققوي المنقذري‬
‫(ف‪656‬ه)‪ ،‬تحقيقققق‪ :‬بشقققار عقققواد معقققروع‪ ،‬ماسسقققة الرسقققالة‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪1921‬ه‪1981/‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬التفسققير القققيم‪ ،‬لبققي عبققد اهلل محمققد بققن أبققي بكققر ابققن قققيم الجوزيققة‬
‫(ف‪151‬ه)‪ ،‬تحقيققق‪ :‬مكتبققة الدراسققاف والبحققوث العربيققة واإلسققالمية‬
‫بدشراع براهيم رمضان‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪/‬بيروف‪ ،‬ط‪1992 ،1‬ه‪.‬‬
‫‪ .1‬تقري الوصول لى علم الصقول‪ ،‬لبقي القاسقم محمقد بقن أبمقد ابقن‬
‫جزي (ف‪191‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد بسن سماعيل‪ ،‬دار الكتق العلميقة‪،‬‬
‫ط‪1929 ،1‬ه‪2223/‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬الديباج المذه في معرفة أعيان علماء المذه ‪ ،‬لبي سقحاأ بقراهيم‬
‫بن علي ابن فربون (ف‪199‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمقد البمقدي أبقو النقور‪،‬‬
‫دار التراث للطب والنشر‪ /‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .9‬الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة‪ ،‬لبي عبد اهلل محمد بن محمد‬
‫المراكشي (ف‪123‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬بسان عباس‪ ،‬ومحمد بنشقريفة‪ ،‬وبشقار‬
‫عواد معروع‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪2212 ،1‬م‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ .12‬راياف المبرزين وراياف المميقزين‪ ،‬لبقي الحسقن علقي بقن موسقى بقن‬
‫سعيد الندلسي (ف‪685‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد رضوان الدايقة‪ ،‬دار طقالس‬
‫للدراساف والترجمة والنشر‪/‬دمشق‪ ،‬ط‪1921 ،1‬ه‪1981/‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬سنن أبي داود‪ ،‬لبي داود سليمان بن الشعث السجستاني (ف‪215‬ه)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬شعي الرناؤوط‪ ،‬دار الرسالة العالمية‪ ،‬ط‪1932 ،1‬ه‪2229/‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬سنن الترمذي (الجام الكبير)‪ ،‬لبي عيسى محمقد بقن عيسقى الترمقذي‬
‫(ف‪219‬ه)‪ ،‬تحقيقققق‪ :‬بشقققار عقققواد معقققروع‪ ،‬دار الغقققرب اإلسقققالمي‪،‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬شجرة النور الزكية في طبقاف المالكية‪ ،‬لبي عبد اهلل محمقد بقن محمقد‬
‫ابققن مخلققوع (ف‪1362‬ه)‪ ،‬تعليققق‪ :‬عبققد المجيققد خيققالي‪ ،‬دار الكت ق‬
‫العلمية‪ ،‬ط‪1929 ،1‬ه‪2223/‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول فقي الصقول‪ ،‬لبقي العبقاس‬
‫أبمد بن دريج القرافي (ف‪689‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه عبقد القرؤوع سقعد‪،‬‬
‫شركة الطباعة الفنية المتحدة‪ ،‬ط‪1393 ،1‬ه‪1913/‬م‪.‬‬
‫‪ .15‬صلة الصلة م كتاب الصلة البن بشكوال‪ ،‬لبي جعفر أبمد بن براهيم‬
‫الغرناطي (ف‪128‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬شريا أبو العالء العدوي‪ ،‬مكتبة الثقافقة‬
‫الدينية‪/‬القاهرة‪ ،‬ط‪1929 ،1‬ه‪2228/‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬طبقاف المفسرين‪ ،‬لبي عبد اهلل محمد بن علقي القداوودي (ف‪995‬ه)‪،‬‬
‫دار الكت العلمية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ .11‬قواعد التقرجيح المتعلققة بقالنص عنقد ابقن عاشقور فقي تفسقيره التحريقر‬
‫والتنققوير ‪ -‬دراسققة تاصققيلية تطبيقيققة‪ ،‬لعبيققر بنققت عبققد اهلل النعققيم‪ ،‬دار‬
‫التدمرية‪/‬الرياض‪ ،‬ط‪1936 ،1‬ه‪2215/‬م‪.‬‬
‫‪ .18‬قواعد الترجيح عند المفسرين ‪ -‬دراسة نظرية تطبيقية‪ ،‬لحسين بقن علقي‬
‫الحربي‪ ،‬دار القاسم‪/‬الرياض‪ ،‬ط‪1911 ،1‬ه‪1996/‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬قواعققد التفسققير عنققد مفسققري الغققرب اإلسققالمي خققالل القققرن السققادس‬
‫الهجقققري‪ ،‬لمسقققعود الركيتقققي‪ ،‬منشقققوراف وزارة الوققققاع والشقققاون‬
‫اإلسالمية‪ -‬المغرب‪1933 ،‬ه‪2212/‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬قواعد التفسير جمعقا ودراسقة‪ ،‬لخالقد بقن عثمقان السقبت‪ ،‬دار العثمقان‪،‬‬
‫ط‪1921 ،1‬ه‪.‬‬
‫‪ .21‬مفتاح الوصول لى بناء الفروع على الصول‪ ،‬لبقي عبقد اهلل محمقد بقن‬
‫أبمققد الحسققني التلمسققاني (ف‪111‬ه)‪ ،‬تحقيققق‪ :‬محمققد علققي فركققوس‪،‬‬
‫ماسسة الريان للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪1998/1919 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬نشر البنود على مراقي السعودا لبي محمد عبد اهلل بن بقراهيم العلقوي‬
‫الشنقيطي (ف‪1235‬ه)ا مطبعة فضالة‪/‬المغرب‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪52‬‬
Las formulas de tratamiento de las epístolas
cancillerescas andalusíes de IBN ‛AMĪRA
Almajzumi.
Trabajo hecho por Dr. Zaher Matar Alshammari

‫ ظاهر مطر الشمري‬.‫د‬


‫الكويت‬

VIDA Y OBRA DEL SECRETARIO DE


CANCILLERÍA Y LITERATO ANDALUSÍ ABŪ
L-MUṬARRIF IBN ‛AMĪRA AL-MAJZŪMI DE
ALCIRA

INTRODUCCIÓN-BIOGRAFÍA

IBN ‛AMĪRA, ABU L-MUṬARRIF: Abu l-Muṭarrif Aḥmad


ben ‛Abd Allah ben Muḥammad ben Alḥusayn/Alḥasan ben
Aḥmad/Muḥammad ben ‛Amīra Almajzūmī. (Alcira, Ramadán 582=
15 noviembre-14 diciembre 1186-Túnez, 20 ḍu l-hiŷŷa 658=26
noviembre 1260), el literato e historiador valenciano cuando el
imperio Almohade empezó a contar sus días soltó las riendas de su
carrera política que arrancó en al-Andalus pasando por el Magreb y en
Túnez fue el punto final. Ocupó varios cargos y todos le sirvieron a
ser uno de la clase elite y tener contacto personal con los gobernantes
tanto en el levante español como en el norte de África, secretario, cadí
y consejero y por supuesto destacó en su carrera literaria epistológrafo
pionero y poeta de gran calidad.

51
El apellido de nuestro autor fue un dilema que formó dos bandos
que intentaron tratar dicho dilema, uno en defensa de la pureza de sus
raíces y otro en contra, primeramente fue la confusión con el apellido
¨‛Umāyra¨, un conocido linaje bereber de un papel importante en la
caída del califato Omeya, tal linaje fue asentado en el levante andalusí
y concretamente en Játiva. Allí no termina el dilema sino otro
problema relacionado con su cadena onomástica no saber claramente
el nombre de su abuelo (al-Ḥusayn/al-Ḥasan) y lo mismo pasa con su
tatarabuelo (Aḥmad/Muḥammad) pero el verdadero problema de sus
raíces consiste en lo que el medico setabense Abu Isḥaq Ibrahim ben
Muḥammad Ibn al-Ḥaŷŷ según los defensores de Ibn ‛Amīra, Ibn al-
haŷŷ inventó la historia de que el padre o abuelo de nuestro autor era
un expósito judío recogido por un hombre de los ‛Amīra de Alcira, e
insiste en sus raíces judías. Ibn al-Ṭawwaḥ dice lo siguiente:
No descarto que este cuento desde sus fundamentos es una mera
invención por parte de Ibn al-Ḥaŷŷ, tal vez fue por motivos de envidia
u odio entre los dos.1
Pero Ibn al-Abbar, discípulo y amigo de Ibn ‛Amīra, en su
Mu‛yam lo remonta al general legendario árabe Jalid ben Al-Walíd y
dice al respecto:
La casa de los Banu ‛Amīra al-Majzumi en Alcira (yazirat
šuqar) es la de nuestro maestro el cadí y secretario Abu l-muṭarrif -
¡Dios le conceda larga vida!2
En otra ocasión Ibn al-Abbar envió a Ibn ‛Amīra felicitaciones
por el nacimiento de su hijo Abu l-Qāsim que contuvo un verso que
habla del tema:
Bien venido para el hijo mas altivo * Zaid de los Jalid ben al-
Walīd.3
Abū ‛Uzman Sa‛īd ben Ḥakam al-Quraší, gobernador de
Menorca entonces envió una carta a Ibn ‛Amīra en la cual una frase
que dice lo siguiente:

1
Abd al-Waḥid IBN AL-ṬAWWAḤ, Sabk al-Maqal, p. 97.
2
IBN AL-ABBAR, Mu‛ŷam aṣḥab al-Ṣadafī, p. 163.
3
IBN AL-ṬAWWAḤ, Sabk al-Maqal, p.91.

52
Aún los monumentos de tronos permanecen entre nosotros, y las
raíces qurašies nos unen.1
J. Ribera (Disertaciones, II, 212) dice que nuestro autor
pertenece al noble linaje árabe de los majzumies que estaba muy bien
representado entre las tribus mas numerosas de la región valenciana
(E. Terés, 86, nº 6).
Otro tema de debatir fue su masqaṭ alra’s o patria chica, la
mayoría de los autores árabes están de acuerdo de que su nacimiento
fue en aquel pueblo de la provincia de Valencia, Algubrīni (m.
714=1314-15) por ejemplo se contradice en sus versiones en cuanto a
este tema al decir una vez que nació en Alcira y otra en la misma
capital valenciana, que probablemente tiene sus raíces en el Ḏayl de
Ibn ‛Abd al-Mālik y mas tarde Ibn al-Jaṭíb en la Iḥata, que
coincidieron en las dos versiones diciendo los dos: ”su nacimiento
tuvo lugar en Alcira, aunque también se dice que fue en Valencia”, al-
Zarkali, al-Bustani, Kaḥḥala e Ibn Zaydan lo ubican con total
seguridad en (Šaqura) segura de la sierra un pueblo de la actual
provincia de Jaén.
No solamente el lugar de su nacimiento fue un tema de discutir
sino también el día de su nacimiento tampoco estuvo bien fijado
porque faltó la unanimidad del cual, algunos dicen que fue en
Ramadán del año 582 (=15 noviembre – 14 diciembre 1186), al-
Maqqari lo tilda en Ramadán del 580 (=6 diciembre 1184- 4 enero
1185).
En cuanto a su familia nos llegó alguna información de ellos y a
través de su correspondencia personal (M. Ben cherifa, Abū l-
Muṭarrif, 52-62). Podemos encabezar tal información por su padre
Abū Muḥammad ‛Abd Allah que a su vez llegó a ser nombrado wazir
(visir = primer ministro) y alfaquí así tal como lo denominó el
gobernador de Menorca Ibn ‛Uṯman al-Qūraši, el padre de Ibn ‛Amīra
era amigo del tradicionista Abu l-Rabí` ben Sulayman ben Musa ben
Salim al-Kala‛í que fue el primer maestro que Ibn ‛Amīra tuvo en
Valencia. Otra noticia que hemos conseguido es la del cautiverio de su
hermano en Alcira a raíz de la conquista cristiana (639-1242) y que su
salvación de la muerte fue a raíz de suplicas y ruegos escritos desde

1
Mmss escurialenses, nº 520 p. 41.

53
Rabat a un amigo poderoso señor que conservó buenas relaciones con
los cristianos que sirvió de mediador para salvarla. De su hermana
también sabemos que murió en Orihuela cuando huía con sus hijos
pequeños de Alcira recién conquistada entonces y desde Bujía Ibn
‛Amīra envió una carta a su amigo el raís de Menorca, Sa‛íd ben
Ḥakam a desplazar a sus dos sobrinos desde Orihuela a Bujía y
finalmente fue un deseo concedido de su amigo gobernador que a raíz
de eso le envió una carta de agradecimiento.
El ultimo dato familiar que tenemos son sus dos hijos; el mayor,
que consiguió a ser un literato de calidad y un alfaquí, se llamaba Abu
l-Qasim, nació en Alcira en el año (629=1231), el otro que nació
cuando su padre ya era el cadí de Rabat, se llamaba Abd Allah, este
murió antes que su hermano.
Abu l-Rabi‛ Sulayman ben Musa Salím al-Kala‛í, el celebre
tradicionista, historiador y poeta (Murcia 565=1170- batalla de el Puig
cerca de Valencia, 634=1237) que dejó varios escritos, él fue el primer
maestro de Ibn ‛Amīra y le concedió la licencia Iŷaza para enseñar sus
obras y entre los dos hubo un intercambio de abundante
correspondencia epistolar tanto en prosa como en verso. A la muerte
de su maestro le dedicó un poema fúnebre conservado en el Rawḍ al-
Mi‛tar de Al-Ḥimyari. Sus otros maestros mas importantes fueron, en
Valencia, Abū l-Ḥasan Aḥmad ben Harún ben Waŷib al-Qaysí
(m.637=1239-40) cadí y director de la oración en la Aljama de la
misma ciudad, en Játiva, Abū ‛Umar Aḥmad ben ‛Át al-Šaṭibi, que le
instruyó el Muwatta` (el allanado) de Malik antes de caer mártir en
Las Navas de Tolosa (609=1212; en Denia, Abū Muḥammad ‛Abd
Allah ben Ḥawṭ-Allah al-Ansari al-Ẓahirí que enseñaba el kitab de
Sibawayhi y el kitab el mustasfa de al-Gazāli; en Valenica, Abū ‛Abd
Allah Muḥammad ben Nuḥ al-Gafiqi (m. 608=1212), que impartió
Ḥadiz ; en Valencia y Játiva, el cadí Abū l-Jaṭṭab Aḥmad ben Waŷib
(m. 614=1217), en Sevilla, el ilustre gramático Abū ‛Ali ‛Umar ben
Muḥammad al-Azdi al-Šalawbin (m. 645=1247), y en Murcia, su
amigo Abū Bakr ‛Aziz ben Jaṭṭab (m. 636=1239) que fue el que
enseño a Ibn ‛Amīra las ciencias especulativas (teología dogmática,
lógica, filosofía y medicina) siendo el mismo que lo orientó a estudiar
kitab al-Mustaṣfa de al-Gazāli y del mismo modo a estudiar el difícil
kitab al-Talqiḥat de al-Suhrawardi, tanto un libro como otro son obras
sobre los fundamentos del derecho.

59
La época en la que Ibn ‛Amīra recibió su información intelectual
fue sin duda en la parte oriental de al-Andalus en una ruta que parte
desde Valencia hasta Murcia, y también por Alcira, Játiva y Denia,
donde aprendió primero la tradición, el derecho y las bellas artes, y
segundo las ciencias especulativas (al-‛Aqliyat o al-Ma‛qulat). En
cuanto a su estancia en Oriente no existe un indicio de la certeza de
esta noticia y menos todavía que tuvo una iŷaza o licencia para
enseñar libros orientales.
La fama de Ibn ‛Amīra le atrajo un número elevado de
discípulos tanto en cantidad como en calidad sin haberse dedicado
especialmente al magisterio, al respeto podemos citar unos ejemplos
de los mas famosos así como su hijo Abū l-Qasim; su amigo Ibn al-
Abbar; Abū Bakr Muḥammad ben ‛Abd Allah ben Dawūd ben Jaṭṭab
al-Gafiqi (686=1278), autor de un epistolario propio y fue secretario
del primer sultán nazari (v. Ibn al-Jatíb, Iḥata, II, 96; lamḥa, 54/38);
Abu Isḥaq Ibrahim al-Balafiqi (m.661=1262), autor del resumen
(muqtaḍab) de la obra Tuḥfat al-Qadim (el tesoro del que llega) de
Ibn al-Abbar, que era nieto del carismático sufí almeriense del mismo
nombre y apellido; Abu ‛Abd Allah Muhammad ben Abu Bakr al-
Tilmisani al-Barri (m. 681=1282).
Ibn ‛Amīra tuvo una serie de cargos muy importantes sobre
todo en las cortes en el levante de al-Andalus y también en el norte de
África, a él se le encargó el servicio en diferentes cortes como
secretario del estado (katib) y cadí en ambos lados del mediterráneo.
Ibn ‛Amīra empezó su carrera como katib entre los años (607-
608=1210-12) en Valencia cuando estaba la ciudad bajo el mando
almohade con el sayyid Abū ‛Abd Allah Muḥammad ben Abū Ḥafs,
aproximadamente en el año (617=1220) se encontraba en Sevilla
sirviendo otros valíes almohades de tareas del mismo estilo, en
(620=1223-4) sirviendo el sayyid Abū Zayd que es el ultimo
gobernador almohade pero esta vez en Valencia, en el año (626=1228-
9) con el nuevo gobernador de Valencia Zayyan ben Mardaníš que
sublevó contra los almohades, dos años después lo abandona para
dirigirse al nuevo caudillo Ibn Húd que pretendía unificar el territorio
andalusí dividido por los reinos de los taifas. Allí Ibn ‛Amīra lo
encontramos como secretario del raís de Alcira su tierra natal entre
628 y 630 = 1232-3, según al-Gubrini mas tarde fue cadí de Játiva
entre los años 630 y 633 = 1235-6, y de Orihuela, en el año 633 bajó

55
para Murcia para realizar una colaboración con su amigo y maestro
‛Aziz ben Jaṭṭab para administrar a la ciudad en nombre de Ibn Hūd,
en el año 634 el cual le encargó un viaje de inspección en algunos
distritos del sureste de al-Andalus a causa de algunas quejas de los
súbditos para evaluar el servicio del los gobernantes de algunos
pueblos así como Baza, Purchena, los dos Vélez, etc., y de este modo
decidir quien sigue y quien destituye 1 . Este tipo de viajes de
inspección se considera una especie de la política de Ibn Hūd, un año
antes de morir que a través de los cuales incita a los gobernantes a ser
justos con los ciudadanos y trabajar para el bien de ellos. 2 Y mientras
viajaba desde Almería a Purchena envió una carta a su amigo Ībn al-
Ŷannān hablando de aquella zona como estuvo repartida entre hambre
y miedo a raíz de duras y continúas batallas que sufría al-Andalus y le
dice lo siguiente:
Y llegué a ella por el camino de su campo que estaba lleno de
lodo, y un viaje hacia ella es indeseable.
Y cuando iba a salir a Baza escribió una epístola a su amigo al-
‛Ūṣbī explicándole la falta de la seguridad en los caminos de esta zona
y que los forasteros los evitan por miedo de los cristianos:
Yo si Dios quiere ahora salgo de Baza, dicen que en sus caminos
está el infiel. Y cuando murió Ibn Hūd en el año 635 le heredó su hijo
al-Waṯiq, pues a este se reveló contra él Ibn Jaṭṭab, tales escenas y
sucesos Ibn ‛Amīra las presenció en persona y fue quien escribió la
carta de juramento de vasallaje a Ibn Jaṭṭab. En el 636 ‛Aziz ben Jaṭṭab
se proclama gobernador de Murcia 3 , pero las circunstancias de
aquellos momentos eran difíciles, y por falta de conocimientos de la
guerra fue derrotado por los cristianos fue uno de los motivos de ser
odiado por la masa y acercó a su fin4, la población se reveló contra Ibn
Jaṭṭab y lo encarcelaron hasta ejecutarlo en 18 de Ramaḍan 636,
entonces Zayyan Ibn Mardaníš el ex gobernador de Valencia lo
nombraron gobernador de la ciudad, fue en el año 636=1239, el nuevo
gobernador manda a Ibn ‛Amīra a seguir en su cargo pero Ibn ‛Amīra

1
La epístola nº 23 trata el viaje de inspección de Ībn‛Amīra.
2
IBN ‛AḎARI, al-Bayan al-Mugrib, t. IV, p.385. véase el testimonio de Ībn Hūd a
su hermano en Nafḥ al-Tīb t. X, p.261.
3
IBN JADŪN, al-‛Ibar t.4, p.365. IBN SA‛ĪD, Ijtiṣar al-Qidḥ, p.146.
4
IBN AL-JAṬĪB, A‛mal al-A‛lam. p. 275.

56
se encontraba triste y decepcionado y sobre todo sintiéndose en
peligro decide embarcarse a Ceuta pasando por Granada.
A Salé llegó Ibn ‛Amīra después de haber partido de Ceuta
dónde pudo contactar con el entorno de al-Rašīd el décimo califa
almohade (630-40=1232-42) convirtiéndose en su compañero de viaje
de vuelta a Marrakech y durante un tiempo pero breve le sirvió como
secretario, al este de Marrakech en la localidad de Agmat-Haylana fue
nombrado cadí y mas tarde de Rabat-Salé, en el tiempo del reinado de
al-Mu’tāḍid Ibn ‛Amīra después de haber ejercido como cadí de
Mequinez se une a una caravana para ir a Ceuta disgustado de la
política de los últimos almohades, tal caravana fue saqueada por
miembros benimerines que le robaron todas sus pertenencias, sus
libros incluidos. Después de una corta estancia en protección de su
amigo Ibn Jallāṣ gobernador de la ciudad del estrecho embarca para
Ifriqiya y allí se junta con un numeroso grupo de andalusíes
refugiados, entre los que despuntaba su amigo Ibn al-Abbār. En Bujía
se pone al servicio del príncipe hafṣī Abū Yaḥya ben Abū Zakarīyā’
(m.647=1249), y luego en Túnez. La situación personal de Ibn ‛Amīra
se mejora con diferencia en esta ciudad tanto que llegó a ser nombrado
cadí de Gabes y, después, de Lorbeus (al-Urbus), también en aquella
época ejerció de cadí de Constantina pero sin precisar la fecha, la
carrera de nuestro autor concluye después de ser reclamado por el
califa al-Mustānṣir bi-Allah (g.645-75=1249-77), permaneció en la
corte de dicho califa sirviendo de consejero y contertulio hasta su
muerte, Ibn ‛Amīra falleció en Túnez el día 20 de ḏu l- ḥiŷŷa del año
658 (=26 noviembre 1260), pero algunos autores posteriores
mantienen otras versiones en cuanto a la fecha de su muerte, es el caso
de Ibn al-Jaṭīb que lo fecha en el año (656=18 diciembre 1258), y Abū
Ya’far ben al-Zubayr al 650 o poco después.
La parte más importante para nosotros de la vida de nuestro
autor es su producción literaria, Ibn ‛Amīra perteneció al siglo XIII en
el que se veía con claridad que ya no quedaba mucho de la vida de al-
Andalus, por lo tanto parte de su mejor producción literaria consiste
en la añoranza de la ciudades que tanto amaba Ibn ‛Amīra como el
caso de Valencia o Mallorca, Ibn ‛Amīra no tiene mucha producción
literaria aunque fue uno de los mas celebres, Ibn ‛Abd al-Malik dice:
fue uno de los mejores poetas y en prosa fue su celebre persona, y su
único que los tiempos no pudieron engendrar otro. Y en cuanto a su

51
escasa producción pues se debería a que se dedicó al mundo de la
política, y de su poca producción tenemos información de las
siguientes obras:
1- Iqtiḍāb nabīl fī ṯawrat al-Murīdīn (Noble compendio,
que trata la revuelta de los novicios (sufies). Es un resumen de la
historia de Ibn Ṣāḥib al-Ṣalāt (m. dp.600=1203) hoy perdida, cuando
se reveló el maestro sufi Abū l-Qasim Ibn Qasi y sus seguidores
contra los almorávides en el Algarve en el año 539 (=1144).

2- Jutbas (Sermones). No se sabe con certeza si existe un


volumen que recoge sus sermones. Ibn ‛Abd al-Malik lo menciona dos
veces en el Ḏayl, I/I, 170-1 (wa la-hu fuṣūl wa‛ẓīya ‛ala ṭariqat al
Imam Abū l-Faraŷ Ibn al-Ŷawzī = tiene textos exhortativos al estilo
del ímam Abū l-Faraŷ Ibn al-Ŷawzī) y 170-1 (wa la-hu maŷālis
wa‛ẓīya kana yaṣna‛u-ha li-l-wa‛iẓ al-faḍil al-ṣaliḥ Abū Muḥammad
Ibn ‛Ali Ibn Juraṣ = tenía sesiones de admonición que celebraba (al
modo) del virtuoso y santo munidor Abū Muḥammad Ibn ‛Ali Ibn
Juraṣ) una homilía que se ha conservado en el Ḏayl es la que tiene
como objeto la expulsión de Adán del paraíso; I/I, 170.

3- Ta’līf fī ka’īnat Mayūrqa wa-tagāllub al-Rūm ‛alay-ha


(Composición sobre la caída y toma de Mallorca por los cristianos).
La obra es una risala o epístola en prosa rimada compuesta a
petición de un amigo de Ibn ‛Amira, fue escrita entre el año 628
(=1230) que es la fecha de la conquista cristiana de Mallorca, y el 658
(=1260), el año de fallecimiento del autor, es decir el periodo de los
últimos treinta años de su vida, que repartió entre el levante de al-
Andalus y el el-Magreb (Marruecos e Ifriqiya), y trata de la historia
de la Mallorca musulmana desde 606 (=1209) hasta el final, con
especial hincapié en las causas y fases de su caída.
La obra completa ha sido editada recientemente por Muhammad
b. M‛ammar, Taríj Mayurqa, Orán: Manšurat Majbar Majtutat al-
Hadara al-Islamiya fí Šamal Ifriqiya-Yami’at Wahran, 2006; Beirut:
Dar al-Kutub al-‘Ilmiya, 2007, y acaba de publicarse también una
traducción al español por Nicolás Roser Nebot y Guillermo Rosselló

58
Bordoy, bajo el titulo de Ibn ‛Amira al-Majzumi, kitab Taríj Mayurqa.
Crónica árabe de la conquista de Mallorca, Mallorca, 2009
El códice, un unicum de 126 folios, fue descubierto por su
editor, el profesor de la universidad de Orán Muhammad b. M‛ammar,
en el año 2001. Se encuentra en la Jizanat Zawiyat Sidi Ibn al-Āmas,
en la ciudad de Tinduf (Areglia), y lleva el titulo de Tarīj Mayūrqa,
aunque la obra abraca solamente los primeros 26 folios (55pp.),
conteniendo los otros cien diversas cartas de Ibn ‛Amīra. El
manuscrito lleva el titulo y el nombre completo del autor en el primer
folio, recto y vuelto, pero no consta quien fue el copista, ni tampoco
hay indicaciones del lugar no la fecha en que se copió. La tinta es
negra, la letra magrebí clara, y su estado de conservación bueno,
careciendo el texto de faltas o errores.
Ibn ‛Amīra comienza la obra con la declaración siguiente: Haḏa
ḏikr min jabar Myūrqa wa-tagāllub al-Rūm ‘alay-ha (Éste es un relato
de la historia de la toma de Mallorca por los cristianos). La primera
frase es una coincidencia grosso modo con el verdadero titulo de la
obra (Ta`líf fi ka’inat Myurqa wa-tagallub al-rum ‘alay-ha), que lo
manifiestan Ibn ‛Abd al-Malik, Ibn al-Jaṭíb, Ibn al-Qadi, Ibn Farhun y
al-Maqqari (nafḥ, I, 314) por lo tanto la obra no refleja toda la historia
completa de la Mallorca musulmana sino es una descripción de la
fase en la que los cristianos la conquistan en concreto.
La obra una vez alcanzada y puesta entre nuestras manos
después de largo tiempo de tareas de edición y traducción y sobre todo
después de encontrarla no debemos de tratarla como un libro de
historia sino tal como la calificó el mismísimo autor de risala
(=epístola), y aún mas identificada (saŷ’) prosa rimada.

4- La poesía: Ibn al-Jatíb lo llama segundo Badi’ al-Zaman


(= la maravilla del siglo) y eso se debe a que la mejor producción
literaria de nuestro autor es la que escribió en prosa, pero Ibn ‛Amīra
compuso poemas de un estilo muy elegante que trataron temas
panegírico, elegíacos, sapienciales, eróticos, descriptivos, etc. Según
Ibn ‛Abd al-Malik, Ibn ‛Amīra tuvo debilidad por las bellas artes que
supo utilizarlas y manejarlas hasta que fue considerado uno de los
poetas mas grandes en su momento. En una afirmación de Ibn al-Jaṭīb,

59
Ibn ‛Amīra fue mejor prosista que poeta. En La Iḥata se registran
algunos ejemplos:
1) Un poema de carácter autobiográfico sobre las ciencias de la
secretaría y del cadiazgo interpretado de Ibn al-Jaṭīb como una
tāwriya bi-l-‛ulum o pieza de doble sentido.
2) Una risala de Ibn ‛Amīra va encabezada por un dístico con
tāwriya, en el que enseña su maestría en la poesía también en la
utilización de la figura Ŷinas al-tamm (= paranomasia perfecta)
cuando acaba los dos versos con una misma palabra.
3) Ibn al-Jaṭīb opina que el dístico siguiente lo compuso para
encabezar una epístola suya:
Acaso recibo de tu cara, la superficie
De cuyo papel es un jardín adornado
A maravilla con trazos negros y blancos
En ella se habla de deberes
Que convendría cumplir
Mas los unos son estrechos y los otros anchos.
En el libro Kitāb al-Siḥr wa al-Ši‛r de Ibn al-Jaṭīb hay una pieza
erótica de tres versos que ha sido traducida por J. M. Continente, y en
el Rawḍ al-Mi‛tar de al-Himyari dos tercetos sobre Alcira. Con
anterioridad E. Terés pasó al español dos versos “recordando a la
ciudad de Valencia perdida, tomada por los cristianos por Jaime I el
conquistador” (“Textos poéticos árabes sobre Valencia”, 295).
Valencia no era más que un Paraíso
Lleno de hermosura
Por el cual corrían los ríos.
Sus atardeceres estaban perfumados
Por el aroma de los narcisos,
Y sus árboles se embalsamaban con su céfiro.
4- Rasa’il (epístolas).

62
La mayor parte de las epístolas de Ibn ‛Amīra se encuentran en
la biblioteca general de Rabat, pues se trata de copias recogidas en dos
libros que parece que fueron recogidos por el literato Abū ‛Abd Allah
Muḥammad ben ‛Ali ben Hani’ al-Lajmī al-Sabtī (muerto 733) bajo
titulo ¨būgiat al-musṭārif wa guniyat al-mutaṭarrif, min kalam īmam
al-kitabah Ibn ‛Amīra Abi al-Muṭarrif 1 ¨. El primer libro contiene
ciento sesenta páginas, truncadas por el comienzo y por el final, le
falta la vocalización, existen unas erratas, y el copista parece que no es
el mismo que copió los dos tomos del segundo libro. Los dos tomos
del segundo libro tienen la letra bonita con falta de la vocalización, los
textos truncados tanto en el comienzo como en el final, contiene
ciento ochenta y cuatro páginas, en cuanto al segundo tomo pues tiene
la letra poco visible que hace que sea de lectura difícil, los textos
truncados por el comienzo y por el final y parece ser que el copista es
anterior a los de los libros anteriores pues tiene pocas erratas y el
numero de las páginas es doscientos cincuenta y ocho2.
El profesor de la universidad de Alqunaiṭrah doctor Aḥmad
‛Azzaoui publicó en 2008 un libro bajo titulo ¨Rasaíl Ibn cAmīra al-
Diwanīyah, al-Qarn al-Sabi‛ Hiŷri¨ algo así, Las epístolas
cancillerescas de Ibn ‛Amīra del siglo séptimo de la hégira, en el cual
recoge la correspondencia cancilleresca de Ibn ‛Amīra, en al-Andalus,
Marruecos y en Túnez.
Dentro de la producción epistolar de Ibn ‛Amīra hay tres
grandes ramas de epístolas, son las siguientes:
1) La cancilleresca que comprende cuatro tipos3:
a- El primer tipo son aquellas que van dirigidas a los
reyes, jefes, gobernantes, etc., hemos conseguido diecisiete cartas.
b- El segundo tipo, las que dirige a los reyes, jefes,
gobernantes en ocasiones oficiales, hay treinta cartas de este genero.
c- El tercer tipo son la (Bay‛a), o sea, juramento de
fidelidad, Ibn ‛Amīra escribió ocho cartas de (Bay‛a).

1
IBN AL-JAṬĪB, Iḥaṭa, t. 1, p.173.
2
AḤMAD ‛AZZAOUI, Rasa´il Ibn ‛Amīra, p. 5.
3
Vease, La correspondecia oficial de Ibn ‛Amīra al-Majzūmī relativa a al-Andalus
(s.XIII) Tesis doctoral, Zaher M.Alshammari.

61
d- El cuarto y último género de la epístola de Ibn ‛Amīra
son las que escribió en sentido de decretos o promesas, nos han
llegado cuatro en calidad de decreto y ocho de promesas.
2) las Ijwanīyat, o Amistosas, parece ser que este género
literario goza de ser una parte de la vida de nuestro autor porque hoy
en día tenemos una cantidad de epístolas Ijwanīyat muchísimo mas
que las cancillerescas, por que él donde quiera que fuera hacía
amistades y aparte de ser amable con sus amigos y conocidos, procura
mantener sus amistades. La vida de Ibn ‛Amīra está llena de amigos
notables con los que se relacionaba mandándoles cartas de este
género, amigos tan conocidos como al-kala‛i, Ibn al-Abbār, Ibn al-
Ŷannan, al-Ru‛āyni,,,etc., también las utilizó para servir a la gente y
para conseguirles sus necesidades en la mayoría de los casos.
3) Waṣiyat o Testamentos: es el género de la epístolas mas
conservados de la correspondencia de Ibn ‛Amīra por que tenemos a
nuestro alcance cuarenta cartas, la mayoría de ellas fueron dirigidas a
gobernantes o personas notables de parte de asilos andalusíes de las
diferentes clases sociales para asentarlos en alguna ciudad o para
ayudar a un necesitado, Ibn Šarífa dice que no ha conocido un caso
como el de Ibn ‛Amīra en la historia de la literatura árabe que ha
utilizado su prestigio y su pluma en la ayuda de los necesitados, cosa
fue reconocida y agradecida por sus contemporáneos 1.
4) Al-ṯana’ wa al-shukr, que quiere decir alabanzas y
agradecimientos: varias cartas envió Ibn ‛Amīra en las que agradece
los favores de las personas buenas pero la mayoría de este género de
estas cartas fueron dedicadas al sabio noble y gobernador de Menorca
Sa‛íd ben Ḥakam al-Qūraši que en su momento fue famoso por su
bondad y extender a sus manos a sus obsequios tanto a los próximos
como los lejanos2.
5) Al-Tahānī o Las felicitaciones, nuestro autor tuvo una
especial atención en cuánto a mantener el afecto vivo porque siembre
que hay una oportunidad de una felicitación no la echa en perder.
Existen cartas de este tipo de Ibn ‛Amīra que dirigió a algún amigo
por nombrarlo visir para el califa almohade al-Mu‛tāḍid, otra para

IBN ŠARĪFA, Abū l-Muṭarrif, p. 192.


1
2
IBN SA‛ĪD, Ijtiṣar alqidḥ, p. 28.

62
algunos por conseguir altos cargos en la corte del mismo califa. Una
de las más famosas fue la que escribió por el motivo de la salida de
Muḥammad Ibn Hūd de la prisión en tierras cristianas, de la misma
hemos hecho una traducción de algunas frases: fa hani’an la-hu šamlu
bi-intiẓami-hi tantaẓim al-umur, wa yataḍa’af al-iṭṭila‛ wa al-ẓuhur,
wa ya na’ma al-anam, wa bušra al-ayyam, bi-waqtihi al-afḍal, wa
Yaumi-hi al-aggar al-muḥaŷŷal. (Felicitaciones por volverse a reunir
que por eso los asuntos se regularizan, y se multiplica la elevación y la
aparición, pero que dicha para los humanos, y una nueva buena de los
días, en su mejor momento, y su día único).
6) Al-ta’azi o las condolencias: nos ha llegado un partido de este
género de las cartas de nuestro autor, en las cuales deja un aire de
alfaquí y las comienza manifestando la tragedia por el difunto y
mencionar sus virtudes y luego pasa a orar y pedir clemencia por él y
las concluye con unos versos. A veces sus condolencias las pinta por
la asignación del difunto y al mismo tiempo añade recomendaciones y
consejos, es el caso de la carta que escribió por la muerte de su amigo
el gobernador de Játiva el general Abū l-Ḥasan ben ‛Īsa. Hay una carta
muy especial por ser una innovación en este tipo de cartas de
condolencias es la que dedicó a la muerte del emīr Hafṣī Zakarīyā’,
por que se considera una nueva corriente porque en la misma carta de
condolencia la mitad de ellas son felicitaciones, por ejemplo: māta al-
maiytu li-yaḥya alḥáy (el muerto ha muerto para que el vivo viva) o
māta al-maliku fal-yaḥya al-maliku (el rey ha muerto, y que viva el
rey)
7) Al‛itāb o Amonestación, Ibn ‛Amīra es como los famosos de
todos los tiempos siempre tiene enemigos, envidiosos y calumniadores
que enturbian las relaciones amistosas entre él y sus queridos y a
continuación se hace la ruptura, en este momento el autor envía una
carta reprochadora por si causa en ellos una actitud conciliante.
Algunas de las cartas de reproche de Ibn ‛Amīra llevan alusiones del
campo de la jurisprudencia y de la lingüística y eso quizá porque
escribe a hombres de la jurisprudencia y el cadiazgo. La mayoría de
las epístolas de reproche de él giran alrededor de la tardanza en
responderle o no responder, tenemos un ejemplo de ellas dirigida a
algunos en Rabat: wa kutb-ika al-lati ‛awwadtanīha, wa kuntu a‛iddu
al-nafs bi-ha wa umanni-ha (y tus cartas que me has acostumbrado a
recibirlas, y estaba dándole esperanzas al alma de recibirlas)

63
8) Al-Šakwā o La queja, nuestro autor ha utilizado este campo
para expresar su šakwā por alejarse de su país o alejarse de sus seres
queridos como sus hermanos por ejemplo o la mala suerte y la
inestabilidad de la situación.
9) Al-Hiŷa’ o La sátira, parece ser que nuestro autor es de una
pluma castiza y de una moral superior por que hemos encontrado de
este tipo muy pocas epístolas.
10) Al-Waṣf o la descripción, este género o característica Ibn
‛Amīra lo ha utilizado mucho en sus cartas, hay dos tipos de Al-Waṣf
en sus cartas:
a- Describe la elocuencia de los escritores o secretarios, las
cartas y los poemas.
b- Descripción de las excursiones y los viajes.
Al primer tipo nuestro autor siempre les responde con mucha
maestría y elocuencia adornando sus cartas con metáforas
describiendo las cartas recibidas como perlas, jardines, agua dulce,
flores, magia, la juventud, etc. En una carta encontramos a Ibn ‛Amīra
aprovechando de una carta para expresar su opinión en cuanto al
elocuencia cuando describió la elocuencia de un escritor diciendo que
la elocuencia ante todo es un don. En cuanto al segundo el autor por
haber viajado mucho tanto en al-Andalus como fuera. Por tierra firmes
como por los mares y por lo tanto ha escrito todo lo que anotar en sus
viajes en cartas que envió a sus amigos, dichas cartas a parte de su
valor geográfico y histórico su valor literato es de primer grado, en las
cuales describe los viajes, los caminos, las ciudades, los habitantes y
los monumentos, aquí ofrezco una traducción de un par de frases
describiendo Constantina: wa qaṣanṭīna madínatu-n ‛ātīqah, wa
‛aqílatun fī qaṣa‛īrī alqayaṣīrī ‛arīqah (Constantina es una ciudad
antigua, y en los palacios de los cesares una mujer veterana).
11) Al-Algāz wa al-Aḥaŷi o Abertijo y las adivinanzas: Ibn
‛Amīra ha utilizado este tipo de cartas pero el primero utilizarlo en la
literatura fue al-Ḥarīrī que enamoró a todos que vinieron después. Ibn
‛Amīra nos ha heredado un buen número de cartas de este tipo y quizá
escribió este tipo de cartas siguiendo el paso de sus contemporáneos
que vieron como un deporte del pensamiento y de la literatura.

69
El historiador de Bujía al-Gubrini dijo a comienzos del siglo
XIV dijo de la obra de los secretarios no he visto nada que me guste
tanto como los escritos del alfaquí Abū l-Muṭarrif, en mi opinión son
superiores a los de cualquier otro, y en su ‛Unwān dice que la escritura
de Ibn ‛Amīra es una escritura ciencia-literata mientras que la
escritura de los de mas se limitan a un tipo de literatura, y su escritura
reúne tanto la de los sabios como los literatos, y la escritura de los de
mas se limitan a la escritura de los literatos, por eso él fue destacado
entre todos y ha superado a los demás (‛Unwān, 179-180). La prosa de
Ibn ‛Amīra tuvo todo el reconocimiento por su calidad a parte de él el
creador de la prosa cancilleresca almohade en tiempos de ‛Abd al-
Mu’min, el primer califa almohade. Tanto dominio y conocimiento de
la lengua que el autor presume de dicha ventaja impone requisitos
extraordinarios en sus epístola, es el caso por ejemplo la carta que
envió al gobernador de Játiva Abū l-Ḥasan ben ‛Isa, donde solo
utilizaba palabras que contenían las letras sín y šin, o la que envió al
califa de Túnez al-Mustānṣir bi-Allah con la letra Dal (d), o la que
redactó para el califa almohade al-Rašīd con palabras sin la ra’ (r), o la
que escribió a base de palabras con nun (n) para sus amigos Ibn al-
Ŷannan y Abū l-Ḥasan al-Ru‛aini.
Ibn ‛Amira dedica cuatro epístolas a Valencia por haber caído
en manos de los cristianos, una de ellas fue dirigida a Ibn al-Abbar y
otra a Abū l-‛Abbas o Abū Ya‛far Ibn Umayya. Ibn al-Jaṭīb ofrece una
epístola en su Iḥaṭa la cual fue compuesta en un texto en forma de
tāwriya (e.d., con palabras de doble sentido) muy conocido, que ha
sido calificado de extraordinario (badī‛) (Iḥaṭa, I, 176); está también
en el Ḏayl (I/1, 156) y en el Nafḥ (I, 307; IV, 506-7), y de él tenemos
una traducción que ofreció Velazquez Basanta:
¡Por Dios! ¿Qué sintaxis (dirección) seguiremos, o qué escrito
(acta) confirmaremos o borraremos? La raíz (el fundamento) y la
desinencia (el ornamento) han sido suprimidas; el pronombre relativo
(el parentesco) y el de referencia (el clientelismo) han desaparecido;
se han prolongado el capítulo de la admiración (el estupor), y el
complemento circunstancial (el estado) del miserable no recela del
cambio (de ser transitorio); la marca del nominativo (la elevación) ha
desaparecido; la integridad (el bienestar) del plural (la comunidad
musulmana) se ha perdido; el verbo defectivo (el enfermo) ha
contagiado el regular (el sano), y el que recela (el cristiano) ha

65
llevado a la ruina al elocuente (al árabe); la lengua castellana (la
comunidad extranjera) no tiene declinación (se niega a marcharse), y
su fijo (su aumento) está libre de apócope (merma); se han dejado las
reglas de la comunidad (los dogmas de la religión), y hemos llegado a
ser plural de pequeño numero (la parte menor de la población); ha
aparecido la señal del genitivo (la humillación), y ha venido la
aposición (la sustitución) del todo (los musulmanes) por la parte (los
cristianos).
Otra risala muy interesante que Ibn ‛Amīra compuso para
felicitar al califa al-Mustānṣir bi-Allah por la cometida agua corriente
en la Mezquita Aljama de Túnez, dicha risala la ha conservado el
historiador Ibn ‛Abd al-Malik, (Ḏayl, I/1, 145-6).
Ibn ‛Amīra escribió un texto sobre el Muṣḥaf al-Imam (el códice
originario), es un texto breve, que fue redactado con ocasiones del
referido viaje del califa al-Rašīd desde Salé a Marrakech en el año
637 (=1239-40) acompañado por Ibn ‛Amīra, el tema del texto es el
nombre del ejemplar del Corán personal del segundo califa íntegro
“‛Uṯmān ben ‛Affan” que en el momento de matarlo su sangre salpicó
a algunas páginas del códice, tal ejemplar que legó a las manos de
Mu‛awiyah emír de el Šam (Damasco) y primo del califa asesinado
que luego el ejemplar se paso de los omeyas orientales a los
occidentales que finalmente cayó en manos de los almohades que le
dieron un respeto de un sumo grado, ellos a su vez lo llevaron consigo
en todos sus desplazamientos. El texto de Ibn ‛Amīra levantó un
interés especial en Ibn ‛Abd al-Malik que lo amplió con noticias de al-
Razi, Ibn Ḥayyan, Ibn Baškuwal, Abū l-Ḥasan al-Ru‛ayni y Yaḥya
ben Aḥmed ben ‛Atīq.
El egipcio historiador y literato del siglo XV, Ahmad al-
Qalqašandi (m. 821= 1418) ha incluido un buen número de cartas de
Ibn ‛Amīra en Subh al-a’ša (Alba del ciego).

6- Kitab al-Tanbihat ‛alá ma fí l-Tibyan min al tamwihat (Libro


de advertencias, sobre las opiniones falsas contenidas en La
exposición clara). Que refuta o contradice el Kitab al-Tibyan fí ‘ilm
al-bayan al-mutli‛ ‛ala Ī‛ŷaz al-Qur’án (Libro de la demostración
sobre la elocuencia, que pone de manifiesto la inimitabilidad del

66
Alcorán), de su contemporáneo oriental Abū Muḥammad cAbd al-
Waḥid ben ‛Abd al-Karīm al-Zamalkani.

7- Ta‛qīb kitab al-Ma‛alim fi uṣúl al-fiqh (Comentario del libro


de las principales características de los fundamentos del derecho). Es
una obra que hoy está perdida y se trata de una glosa del kitab al-
Ma’alim (Libro de las principales características) del célebre teólogo y
exegeta Fajr al-Dīn ben al-Jaṭīb al-Razi. (M. 606=1209).
Tanto Ibn al-Jaṭīb en su Iḥaṭa (I, 178) como Ibn ‛Abd al-Malik
en el Ḏayl (I/I, 177) concluyen la escasa relación de obras de Ibn
‛Amīra del modo siguiente: “tenía otros comentarios y tratados” (ila
gayr ḏalika min al-ta‛alíq wa-l-maqalat).

En el escorial hay un manuscrito bajo número 296 que algunos


autores afirman que pertenece a Ibn ‛Amīra, como Derenbourg
(manuscrits, I, 182-3, nº 296), Isma‛il Baša al-Bagdadi (Hadiya, I, 96,
e Iḍaḥ, I, 326), Kaḥḥala (Mu’yam, I, 186), al-Zirkili (A’lam,I, 159), H.
Monés (El, III, 726-7) y A. Cano (Indización, II, 81, nº 107); pero en
realidad no es una refutación de una obra de Ibn ‛Amīra sino de un
autor andalusí del siglo V (=XI) llamado Abu Jātim en la cual discute
las diferentes opiniones sobre las poesías de Imru’ al-Qays y de al-
Nābigah al-Ḏubyani, con un señor que coincide con nuestro autor en
el (kuniah, = sobrenombre) “Abū l-Muṭarrif”, un articulo muy
importante de Melchor M. Antuña (Notas sobre dos mss escurialenses
mal catalogados) en la revista al-Andalus demostró que no es una
obra de nuestro autor.
Ibn ‛Amīra encabezando a los autores de su época dejaron un
legado epistolar tan importante y sembraron un terreno fructífero de
epístolas y se convirtieron para los autores de épocas más tardías entre
tantos Ibn al-Jaṭīb en un ejemplo directo y vivo que su huella e
influencia llegó mas tarde de lo que se cree, pues hasta la época de los
Sa‛díes en el al-Magreb que se percibe por ejemplo en la obra ‛Abd
al-‛Aziz al-Faštali entre otros.

61
Formulas de tratamiento

Las epístolas cancillerescas de Ibn ‛Amīra las escribió en prosa


rimada que están llenas de ornamentos literarios que destacan su
producción tanto como las de mas epístolas suyas, pero el objetivo de
nuestro estudio en este trabajo es la traducción de las formulas de
tratamiento que hemos encontrado en su etapa andalusí como canciller
que el profesor Dr. Aḥmad ‛Azzawi editó y publicó en su libro antes
mencionado, dichas formulas fueron dirigidas a diferentes categorías
religiosas y políticas e incluso algunas fueron dirigidas a Dios y al
profeta Muḥammad1. A continuación ofrezco una lista de las formulas
de tratamientos usadas en las epístolas según el orden de las cartas en
árabe y su traducción.

1- Referidas a Dios:

Numero de la La traducción La formula


epístola
1, 28 Dios inmenso ‫هللا العظيم‬
2, 4, 5, 8, 11, 13, 15, Dios Altísimo ‫هللا تعالى‬
16, 17, 18, 19, 20, 21,
32, 33 22, 23, 24, 26,
2, 3, 4, 10, 12, 14, 18, Dios, ensalzado sea ‫هللا انها‬
20, 22, 27, 29
2, 4, 5, 6, 11, 13, 21 Dios, bendito y alabado ‫هللا عز وجل‬
sea
10, 12, 25, 29 Dios nuestro ‫اللهم‬
2, 12, 29 Señor de los mundos ‫رب العالمين‬
30 Señor que es digno de ‫الولي الهميد‬
alabanza
12, 20 Todopoderoso ‫هلالج لج‬
25 Tú que eres la suma ‫أرحم الراحمين‬
misericordia

1
‛AZZĀWĪ, Aḥmad, Rasā’il Ibn ‛Amīra al-dīwānīya al-qarn al-sābic al-ḥiŷrī,
Rabat 2008.

68
2- Formulas referidas al profeta Muḥammad:

Numero de la Traducción Formula


epístola
1 Nuestro señor Mahoma, ‫ايد ا دمحم ني‬
Su profeta elegido y Su ‫المصطفى وراول‬
santo mensajero ‫الكريم‬
2, 30 Y de pedir Su bendición ‫الصالة على ايد ا‬
para nuestro señor ‫دمحم راول‬
Mahoma
10, 28 Su noble mensajero ‫دمحم راول الكريم‬
Mahoma
10 Su profeta, la paz sea ‫ني علي السالم‬
con él
12 Nuestro señor Mahoma ‫ايد ا دمحم‬
12,29 El mensajero de Dios, ‫راول هللا صلى هللا علي‬
que Él bendiga y salve ‫السالم‬
12 Nuestro Profeta sobre el ‫نينا علي افضل الصالة‬
cual desciendan las ‫والسالم‬
mejores bendiciones
12 El Señor de los ‫ايد المرالين‬
mensajeros
22 Nuestro noble señor ‫ايد ا دمحم الكريم‬
Mahoma
25 Mahoma es su siervo y ‫دمحم عنده و راول‬
su profeta
25 Al mensajero de Dios la ‫راول هللا صلوات هللا علي‬
paz, las bendiciones de ‫واالم‬
Dios sean sobre él
27 Dios bendiga a nuestro ‫صلى هللا على ايد ا دمحم‬
señor Mahoma, su ‫راول‬
mensajero
11 Sello de los profetas ‫خاتم األ نيا‬

69
3- Formulas referidas a otros profetas:

Numero de Traducción Formula


epístola
12 Y Abraham fue el que ‫إبراهيم الذي وفّى‬
cumplió

4- Formulas dirigidas a los califas ortodoxos:

Numero de Traducción Formula


epístola
10 los Califas Ortodoxos ‫الخلفا الراشدون‬

4.1- Formulas dirigidas al califa Abū Bakr:

Numero de Traducción Formula


epístola
10 Su compañero y su ‫صاحن و حنين‬
amigo
27 Su compañero y sucesor ‫صاحن و خليفت المعلومة‬
de reconocida clemencia ‫رأفت أبو بكر‬
Abū Bakr
29 El que extirpó la ‫مستأصل الرده‬
apostasía

4.2- Formulas dirigidas al califa ‛Umar:

Numero de Traducción Formula


epístola
10 El más fuerte en ‫القوي في اظهار الدين‬
manifestar la religión
27 c
Umar, el que fue fuerte ‫القوي في ذات هللا عمر‬
para la causa de Dios
29 El que narraba los ‫المهدث باألمور يراها قلن‬
acontecimientos que ‫اابقا و عين تاليا‬

12
primero veía con su
corazón y después con
sus ojos
29 El que pregonó desde el ‫المنادي على المننر‬
almimbar

4.3- Formulas dirigidas al califa Ùzmān:

Numero de Traducción Formula


epístola
12 Aquél a quien se le ‫الذي بشره بالجن على بلوى‬
anunció el paraíso con ‫تصين‬
una desgracia que le
alcanzó
21 c
Uṯmān el más sincero ‫األصدق حيا عثمان‬
en su modestia
29 El que se esforzaba ‫المتهجد‬
mientras sus ojos
pasaban la noche
desdeñando al desvelo
29 El cual le fue augurado ‫المنشر‬

4.4- Formulas dirigidas al califa ‛Alī:

Numero de Traducción Formula


epístola
10 Aquel que sobrecogió el ‫الذي راع قلب‬
corazón del politeísmo
‫الشرك‬
27 [cAlī] el más decidido ‫اقضاهم علي‬
29 El león que desjarretó a ً ‫للكفر ذئابا‬
ِ ُ َّ‫الل‬
‫يث الذي َعفَّ َر‬
lobos agresores y a ً‫عاديةً وكالبا ً عاوية‬
perros ladradores de la
infidelidad

11
5- Formulas referidas a los califas abasíes:

Numero de Traducción Formula


epístola
10 El califa el imām al- ‫الخليفة المستنصر باهلل أمير‬
Mustanṣir bi-Allāh, ‫المؤمنين‬
comendador de los
creyentes
12 El príncipe de los ‫أمير المؤمنين و خليفة رب‬
creyentes y califa del ‫العالمين‬
Señor de los mundos
12 Nuestro amo y señor el ‫ايد ا و موال ا الخليفة اإلمام‬
califa e imām al- ‫المستنصر باهلل أبي جعفر‬
Muntaṣir bi-Allāh Abū ‫أمير المؤمنين‬
Ŷacfar, el príncipe de los
creyentes
13 El califa e imām Abasí, ‫الخليفة اإلمام العنااي أمير‬
el Príncipe de los ‫المؤمنين‬
creyentes

6- Formulas referidas al-Mahdī ben Tūmart:

Numero de Traducción Formula


epístola
1, 29, 30 El imām infalible, el ‫اإلمام المعصوم المهدي‬
reconocido Mahdī ‫المعلوم‬
4 El mensaje de al-Mahdī ‫الدعوة المهدية‬
27 Imam al-Mahdī ‫اإلمام المهدي‬

12
7- Formulas referidas al califa almohade al-Mustanṣir:

Numero de Traducción Formula


epístola
1 A su Alteza el imām ‫الهضرة االمامية العلية‬
1 Nuestro señor y dueño el ‫حضرة ايد ا وموال ا‬
califa e imām al- )‫الخليفة (اإلمام‬
Mustanṣir bi-Allah
1 Su excelsa persona ‫مقامها األعلى‬
1 [Vuestra] nobilísima y ‫المقام األشرف األعلى‬
excelsa persona
1 Tu excelsa persona ‫المقام العلي‬
1 [Vuestra] noble persona ‫المقام الكريم‬
1 Su Alteza de ‫المقام الناهر األ وار‬
deslumbrantes luces

8- Formulas referidas a los califas almohades:

Numero de Traducción Formula


epístola
1 Los bien guiados califas ‫الخلفا الراشدين‬
que [nos] conducen a Su ‫المرشدين‬
verdadera empresa y a
Su camino recto
2 su excelencia nuestro ‫الهضرة االمامية العلية‬
señor y soberano que ha ‫حضرة الخليفة المرتضى‬
sido escogido como ‫أمير المؤمنين‬
califa al-Murtaḍa, el
príncipe de los
creyentes
, 43 la excelsa alteza del ‫المقام االمامي المأمو ي‬
imām al-Ma’mūn
72 El califa, el imām, el ‫الخليفة االمام أمير المؤمنين‬
príncipe de los ‫الرشيد باهلل‬
creyentes al-Rašīd bi-
Allāh
2 Su altísima morada ‫مثابتها العليا‬
2 Su alteza nobilísima ‫المقام األشرف‬

13
2 Su alteza serenísima ‫المقام العلي‬
2 Su alteza serenísima ‫مقام األعلى‬

9- Formulas referidas al príncipe Ibn Hūd:

Numero de Traducción Formula


epístola
10, 12 El príncipe de los ‫أمير المسلمين‬
musulmanes
10 El representante del ‫ولي أمير المؤمنين وظهيره‬
príncipe de los creyentes
y su ayudante
10 Su príncipe ‫أميرهم‬
10 Bis la serenísima Alteza del ‫المقام العلي الناصري‬
[califa] al-Nāṣir al- ‫المتوكلي‬
Mutawakkil
10 Bis Su feliz mensaje ‫دعوت السعيدة‬
11, 14, 18, 21 Su Alteza serenísima al- ‫المقام العلي المجاهدي‬
Muŷāhid al-Mutawakkil ‫المتوكلي‬
11 La causa de al-Muŷāhid ‫األمر المجاهدي المتوكلي‬
al-Mutawakkil
11 Su Alteza al-Muŷāhid ‫المقام المجاهدي المتوكلي‬
al-Mutawakkil
11, 14, 18 la alteza serenísima de ‫المقام العلي المتوكلي‬
al-Mutawakkil
12 ‫مجاهد الدين‬
12 ‫المقام الكريم‬
12 ‫مجاهد الدين ايف أمير‬
‫المؤمنين‬
13, 14, 24 ‫المقام العلي‬
13 ‫ظر األعلى‬
13 ‫اصر الدعوة العليّة‬
13 ‫اإلمارة السنيّة‬
13, 18, 23 ‫المقام العلي الكريم‬
14 ‫المقام األميري‬

19
16 ‫النركات المتوكلية‬
16 ‫المهل األعلى‬
18 ‫الهضرة العليّة‬
20 ‫المثابة العليّة المتوكليّة‬
21 ‫يُمن الدولة‬
21 ‫اليد العليا‬
23 ‫النظر الكريم‬

10- Formulas referidas a Ibn Hūd (hijo):

Numero de Traducción Formula


epístolas
10 heredero después de él y ‫والية عهده و القيام بامره‬
encargado de sus )‫من بعده (ابن هود‬
asuntos
10 Heredero del trono del ‫ولي عهد أمير المسلمين‬
príncipe de los
musulmanes
10 Su heredero ‫ولي عهده‬
12 Abū Bakr Muḥammad ‫أبو بكر دمحم بن مجاهد الدين‬
ben Muŷāhid al-Dīn, ‫سيف أمير المؤمنين على‬
Sayf Amīr al-Mu’minīn, ‫أن يكون ولي عهدهم‬
para que sea el heredero
del trono
12 al-Wāziq bi-Allāh al- ‫الواثق باهلل المعتصم ب‬
Muctaṣim

11- Formulas referidas al príncipe ḥafṣī de Tunez:

Numero de Traducción Formula


epístola
28 El príncipe excelso y ‫ مالذ‬،‫األمير المعظم المؤيد‬
apoyado, el refugio de la ‫ أبي‬،‫الملة وثِمال أهل القنلة‬
religión, y el socorro de َ ‫زكريا أيدَّ هللا‬
‫أمرها‬

15
la gente que se vuelve
hacia la alquibla, Abū
Zakarīyā’‒Dios apoye su
causa
28 Nuestro protector el ‫موال ا األمير األج ِّل مالذ‬
príncipe más grande, el ‫األ ام وجمال األيام أبي‬
refugio del género ‫زكريا‬
humano y ornato de los
días Abū Zakarīyā’
28 Esa feliz morada ‫المثابة السعيدة‬
28 Esa bendita morada ‫المثابة المناركة‬
28 Su Alteza serenísima ‫المقام األعلى‬
29 El príncipe sublime y ‫األمير األج ُّل المنارك ال ُهمام‬
bendito, el héroe, el ‫األفضل المؤيّد السّعيد‬
preferido, el apoyado, el ‫ظم األانى‬ َّ ‫الموفَّق المع‬
feliz, el afortunado, el ‫األشرف األطهر األعلى‬
excelso, el más elevado, ‫األطول األكمل أبو زكريا‬
el más noble, el más
casto, el más sublime, el
más alto, el más
perfecto, Abū Zakarīyā’
29 El príncipe Abū ُ‫األمير أبي زكريا أعلى هللا‬
ِ
Zakarīyā’ –Dios eleve su ‫مقا َم‬
posición
29 El príncipe más excelso, ‫األمير األج َّل المنارك‬
el bendito, el más feliz, ‫األاعد األطهر المؤيّد‬
el más casto, el apoyado, ‫السامي ال ُمقام الكريم ابن‬
el de posición más ‫الكرام أبا زكريا‬
elevada, el noble hijo de
nobles, Abū Zakarīyā’
30 Su alteza excelsa y ‫ظمة‬ّ ‫الهضرة العلية المع‬
grandiosa, bendita, ‫المناركة الساميّة السَّنيّة‬
sublime y elevada, ‫حضرة موال ا األمير األج ّل‬
nuestro señor y dueño el ‫ال ُهمام المؤيّد األاعد األعلى‬
príncipe más ilustre, ‫المنارك األطهر األطول‬
magnánimo, el apoyado,
‫األشرف األفضل األانَي‬
felicísimo, elevadísimo,
bendito, castísimo, ‫أبو زكريا‬
altísimo, honradísimo,
virtuosísimo y sublime
Abū Zakarīyā’

16
30 El príncipe ilustre y ‫األمير األج ّل ال ُهمام المؤيّد‬
magnánimo, apoyado, y ‫المنارك أبي زكريا‬
bendito Abū Zakarīyā’
30 Su Señoría el colmo de ‫الهضْرة السابغة ال ِنّعم‬
las gracias
31 A su Alteza real ‫الهضرة العلية‬

12- Formulas referidas a las órdenes del Califa o del


Majzen:

Numero de Traducciones Formula


epístola
1 Esta Noble Puerta ‫الناب الكريم‬
1 La suprema decisión ‫األمر العلي‬
4 La caravana feliz ‫الركاب السعيد‬
5 El Consejo Supremo ‫المجلس االعلى‬
5 El salón del sultán ‫اإليوان السلطا ي‬
19 Esta noble dinastía ‫الدولة العليّة‬
16 El encargado alto y sabio ‫المهل العلي العلمي‬
16 La Noble Puerta ‫الناب الكريم‬
16 El Lugar más Alto ‫المهل االعلى‬
16 La Noble Excelencia ‫الجناب الكريم‬
11 Mi muy alto y magnifico ‫ايدي المعظم االعلى‬
señor
11 Vuestra posición en una ‫مقامكم كريما‬
situación noble
11 Vuestra majestad ‫جاللكم‬
11 La Residencia Altísima ‫المثابة العليا‬
18, 21 Su Alteza sublime (al- ‫المقام العلي (المجاهدي‬
hid al-Mutawakkil)āMuŷ )‫المتوكلي‬
18, 23 Su Noble Alteza ‫المقام العلي الكريم‬
18 Su Alteza Serenísima al- ‫المقام العلي المتوكلي‬
Mutawakkil
20 La elevada dignidad de ‫المثابة العليّة المجاهديّة‬
al-Muŷāhid al- ‫المتوكليّة‬
Mutawakkil
21 La mano sublime ‫اليد العليا‬

11
23 Esa Noble supervisión ‫النظر الكريم‬
24 Su Alteza serenísima ‫المقام العلي‬
28 Su alteza el príncipe más ‫حضرة األمير االجل‬
grande
28 Nuestro protector el ‫موال ا األمير االجل‬
príncipe más grande
28 del príncipe excelso y ‫األميرالمعظم‬
apoyado
28 Esa feliz morada ‫المثابة السعيدة‬
28 Esa Noble Alteza ‫المقام األشرف‬
28 Su Alteza serenísima ‫المقام السعيد‬
28 Esa bendita morada ‫المثابة المناركة‬
28 El jeque más grande ‫الشيخ األجل‬
28 Su Alteza serenísima ‫المقام األعلى‬

13- Referidas a un Magnate de la Corte:

Numero de Traducción Formula


epístola
12 El glorioso ministerio ‫الديوان العزيز الننوي‬
profético
11 La alfombra noble ‫النساط االشرف‬

14- Referidas a un gobernador:

Numero de Traducción Formula


epístola
18 Su Alteza serenísima ‫الهضرة العليّة‬
25 Aquel que es el príncipe ‫األمير األجل المنارك‬
excelso, bendito, feliz, ،‫السعيد المؤيَّد األفضل‬
apoyado [por Dios],
‫ والخا ِشع‬،‫الطاهر اللُناب‬
virtuoso, puro de
corazón, humilde, ‫ واإلمام‬،‫األواب‬ ّ ‫ال ُمنيب‬
arrepentido y penitente, ‫ والغَمام‬،‫األرشد األهدى‬
el Imām más ortodoxo y ‫ ايّد‬،‫األجود األجدى‬
َ
el mejor encaminado, la ‫ وعصمة الد يا‬،‫المسلمين‬

18
nube más lluviosa y ‫ وقُدْوة أوليا هللا‬،‫والدين‬
fructífera, el señor de los ‫المتّقين‬
musulmanes, y la
defensa del mundo y de
la religión, el ejemplo de
los amigos y temedores
de Dios
28 El príncipe más grande ‫حضرة األمير األجل‬
28 El arraez Abū al-Ḥaŷŷāŷ ‫الرئيس أبي الهجاج بن اعد‬
Ibn Sacad
28 Su corte excelsa ‫ادي االعلى‬
29 Este Sultán cuya alteza ‫علوه‬
َّ ُ‫السلطان أدام هللا‬
Dios prolongue
31 Feliz situación ‫مقامها السعيد‬

15- Referidas a los funcionarios del estado:

Numero de Traducción Formula


epístola
1 Su siervo e hijo de su ‫عندها وابن عندها‬
siervo
1, 31 Este siervo ‫العند‬
23 el jefe de la ronda ‫مهتسب الليل‬
nocturna

16- Referidas a un cadí:

Numero de Traducción Formula


epístola
23 El juez de paz ‫المسدد‬
24 juez Abū cAbd Alllāh ‫قاضيهم أبي عندهللا‬
ben Abī l-Ḥasan
17-

19
18- Referidas a un rey o una reina cristiano/a:

Numero de Traducción Formula


epístola
1, 15 El rey de Aragón ‫صاحب أرغون‬
8, 15 El rey de Aragón ‫ملك أرغون‬
15 El aragonés ‫األرغو ي‬
32 El rey más excelso, el ‫الملك األجل األعز األكرم‬
más poderoso, el más ‫األرفع األكمل دون فرا ده‬
honrado, el más elevado,
el más perfecto, Don
Fernando
33 La reina venerable, ‫الرينة المنجلة المنرورة‬
piadosa y sublime ‫السنية فلنقيرة‬
Berenguela

19- Referidas a otro personaje cristiano:

Numero de Traducción Formula


epístola
1 Blasco Artal ‫أفالاك أرطال‬
3 El maldito Gil Garcés ‫اللعين جيل كرايس‬
3 El maldito hijo del ‫اللعين ولد الغادر‬
traidor
8, 9 El caudillo ‫الزعيم‬

82
1. FUENTES ÁRABES:

AL-‛ABDARĪ, Abū ‛Abd Allāh, Riḥlat al‛cAbdarī, ed. Muḥammad


al-Fāsī, Rabat,
1968.
‛AZĀWĪ, Aḥmad, Rasā’il Ibn ‛Amīra al-dīwānīya al-qarn al-
sābic al-ḥiŷrī, Rabat 2008.
‛AZĀWĪ, Aḥmad, Rasā’il muwaḥḥidīya. Maŷmūca ŷadīda, 2 vols.,
Casablanca,
1995.
AL-BALAFĪQĪ, Abū Isḥāq, al-Muqtaḍab min Kitāb Tuḥfat al-
qādim (resumen de
la Tuḥfat al-qādim de Ibn al-Abbār), ed. Ibrāhīm al-Abyārī, El Cairo-
Beirut, 1989.
AL-ḎAHABĪ, Siyar aclām al-nubalā’, Beirut 1983-1985, 23 vols.
AL-GUBRĪNĪ, ‛Unwān al-dirāya fī man ‛urifa mina l-‛ulamā’ fī
l-mi’a al-sābica
bi-Biŷāya, ed. ‛Ādil Nuwayhiḍ, Beirut, 1969.
AL-ḤIMYARĪ, Abū ‛Abd Allāh Ibn ‛Abd al-Muncim, Kitāb al-
Rawḍ al-micṭār fī
jabar al-aqṭār, ed. Iḥsān ‛Abbās, Beirut, 19751, 19802.
IBN AL-ABBĀR AL-QUḌĀ‛Ī, Abū ‛Abd Allāh, Mu‛ŷam fī aṣḥāb
al-qāḍī alimām
Abī ‛Alī al-Ṣadafī, ed. F. Codera, BAH, 4, Madrid, 1885.

81
— ed. Ibrāhīm al-Abyārī, El Cairo-Beirut, 1989.
IBN AL-ABBĀR AL-QUḌĀ‛Ī, Abū ‛Abd Allāh, al-Ḥulla al-
siyarā’, ed. Ḥusayn
Mu’nis, El Cairo 1963-1964, 2 vols.
IBN AL-ABBĀR AL-QUḌĀ‛Ī, Abū ‛Abd Allāh, Tuḥfat al-qādim, ed.
Iḥsān
‛Abbās, Beirut, 1986.
IBN AL-ABBĀR AL-QUḌĀ‛Ī, Abū ‛Abd Allāh, al-Muqtaḍab, ¿???
IBN AL-ABBĀR AL-QUḌĀ‛Ī, Abū ‛Abd Allāh, Takmila li-kitāb
al-Ṣila, ed.
‛Abd al-Salām al-Harrās, Casablanca s. d. 64
IBN ‛ABD AL-MALIK AL-MARRĀKUŠĪ, al-Ḏayl wa-l-takmila li-
kitābay l-
Mawṣūl wa-l-Ṣila, vol. I (2 partes), ed. Muḥammad b. Šarīfa, Beirut,
[1971]; vols. IV (final), V (2 partes) y VI, ed. Iḥsān ‛Abbās, Beirut,
[1964], [1965] y 1973; vol. VIII (2 partes), ed. Ibn Šarīfa, Rabat,
1984.
IBN ABĪ ZARc, Rawḍ al-qirṭās, Rabat 1973.
IBN ‛AMĪRA AL-MAHZŪMĪ, Crónica de la conquista de Mallorca,
Palma 2009.
IBN AL-AṮĪR, al-Kāmil fī l-Ta’rīj, El Cairo 1301 = 1883, 6
vols.
IBN AL-AṮĪR, Annales du Magreb et de l’Espagne, trad.
francesa de E. Fagnan, Argel 1898 y 1901.

82
IBN FARḤŪN AL-MĀLIKĪ, al-Dībāŷ al-muḏhab fī ma‛rifat a‛yān
‛ulamā’ almaḏhab,
ed. Muḥammad al-Aḥmadī Abū l-Nūr, 2 vols., El Cairo, s. f.
— ed. El Cairo, 1972, 2 vols.
— ed. Beirut, s.f. (y al margen, BĀBĀ, A., Nayl al-ibtihāŷ).
— ed. Ma’mūn b. Muḥyī l-Dīn al-Ŷannān, Beirut, 1996.
IBN GĀLIB, Farḥat al-Anfus, ¿??
IBN ḤAŶAR AL-‛ASQALĀNĪ, Lisān al-mīzān, ed. ‛Abd al-Fattāḥ
Abū Gadda,
10 vols., Beirut, 2002.
IBN ‛IḎĀRĪ, al-Bayān al-mugrib, tomo IV [almohades], ed.
Muḥammad Ibrāhīm
al-Kattānī y otros, Beirut-Casablanca, 1985.
IBN IDRĪS, Ṣafwān, Zād al-musāfir, ed. ‛A. Q. Maḥdād, Beirut,
1939; reimp.
1980.
IBN JALDŪN, Kitāb al-cIbar (Ta’rīj), Beirut 1988 (2ª ed.).
IBN JALĪL, Ijtiṣār al-Qidḥ al-mu‛allà fī ta’rīj al-muḥallà,
ed. I. al-Abyārī, El
Cairo-Beirut, 19802 (19591).
IBN JALLIKĀN, Wafayāt al-a‛yān, Beirut 1968.
IBN AL-JAṬĪB, Lisān al-Dīn, al-Lamḥa al-badrīya fī l-Dawla al-
Naṣrīya, Beirut
1978.

83
IBN AL-JAṬĪB, Lisān al-Dīn, Kitāb A‛māl al-a‛lām fī man būyica
qabla l-iḥtilām
min mulūk al-Islām, parte II, ed. E. Lévi-Provençal, Histoire de l’
Espagne musulmane, Beirut, 1956 (Rabat, 1934).
— parte III, ed. A. M. al-‛Abbādī y M. I. al-Kattānī, Ta’rīj al-
Magrib alc
arabī fī l-‛aṣr al-wasīṭ, Casablanca, 1964.
— parte III, tr. esp. Rafaela Castrillo, Historia medieval islámica del
Norte de África y Sicilia, Madrid, 1983.
IBN AL-JAṬĪB, Lisān al-Dīn, al-Iḥāṭa fī ajbār Garnāṭa, ed. M. cA.
A. ‛Inān, 4
vols., El Cairo, 1973-7.
— ed. Rafī‛ al-‛Aẓm, 2 vols., El Cairo, 1319 (=1901-2).
— ed. de nuevos fragmentos ‛Abd al-Salām Šaqqūr, Tetuán, 1988.
— ed. Yūsuf ‛Alī Ṭawīl, 4 vols., Beirut, 2003.
IBN AL-JAṬĪB, Lisān al-Dīn, Kitāb al-siḥr wa-l-šicr, ed. y tr. J. M.
Continente
Ferrer, Madrid, 1981.
— ed. Muḥammad Kamāl Šabāna e Ibrāhīm Muḥammad Ḥasan al-
Ŷamal, El Cairo, s. f.
— ed. Muḥammad Fu’ād Manṣūr, Beirut, 1998.
— trad. española de J. M. CONTINENTE FERRER, Libro de la
magia y de la poesía, Madrid, 1981.
IBN AL-MURĀBIṬ, Muḥammad, Kitāb al-Zawāhir al-fikar,
¿???

89
IBN AL-QĀḌĪ, Ŷaḏwat al-iqtibās, 2 vols., Rabat, 1973-4.
IBN ṢĀḤIB AL-ṢALĀT, AL-Mann bi-l-imāma,ed. ‛Abd al-Hādī al-
Tāzī, Beirut
1987 (3ª ed.).
IBN SA‛ĪD, al-Mugrib fī ḥulà l-Magrib, ed. Šawqī Ḍayf, 2 vols.,
El Cairo, 1953-
1955.
— ed. Jalīl al-Manṣūr, Beirut, 1997.
IBN SA‛ĪD, Qidḥ: vid. IBN JALĪL, Ijtiṣār al-Qidḥ al-mu‛allà…
IBN SIMĀK al-‛ĀMILĪ, al-Ḥulal al-Mawšīya, Rabat 1979.
IBN AL-ṬAWWĀḤ, ‛Abd al-Wāḥid, Sabk al-maqāl li-fakk al-
‛uqāl, ed.
Muḥammad Mas‛ūd Ŷibrān, Beirut, 1995.
AL-IDRĪSĪ, Nuzhat al-muštāq, Beirut: ‛Ālam al-kutub, 1989, 2 vols.
AL-MAQQARĪ, Azhār ar-riyāḍ fī ajbār ‛Iyāḍ, ed. Sa‛īd Aḥmad
A‛rāb,
Muḥammad b. Tāwīt y otros, 5 vols., Rabat, 1978-80.
— ed. El Cairo, 1358-61=1939-42.
AL-MAQQARĪ, Nafḥ al-ṭīb min guṣn al-Andalus al-raṭīb wa-ḏikr
wazīri-hā Lisān
al-Dīn Ibn al-Jaṭīb, ed. Iḥsān ‛Abbās, 8 vols., Beirut, 19682.
— ed. R. Dozy, Analectes, Amsterdam, 1967.
— ed. M. cA. cInān, Beirut, 1968. 66
— ed. Muḥammad Qiṭṭa al-‛Adawī, 4 vols., Būlāq, 1279=1862.

85
— ed. Muḥammad al-Biqā‛ī, 11 vols., Beirut, 1986.
— ed. Y. ‛Alī Ṭawīl y M. Qāsim Ṭawīl, 11 vols., Beirut, 1995-8.
— tr. ingl. parcial de Pascual de Gayangos, Mohammedan dynasties in
Spain, 2 vols., Londres 1840.
AL-MARRĀKUŠĪ, ‛Abd al-Wāḥid, al-Mu‛ŷib fī taljīṣ ajbār al-
Magrib, ed.
Muḥammad Sa‛īd al-‛Aryān y Muḥammad al-‛Arabī al-‛Alamī,
Casablanca, 1978.
AL-NĀṢIRĪ, Istiqṣā’ li-ajbār duwal al-Magrib al-Aqsà,
Casablanca 1954-1965.
AL-QALQAŠANDĪ, Ṣubḥ al-a‛šà fī ṣinā‛at al-inšā’, 14 vols., El
Cairo, 1331-
8=1913-9.
AL-ṢAFADĪ, al-Wāfī bi-l-wafayāt, diversos editores, Wiesbaden,
desde 1962.
AL-ŠARĪF, Abū l-Qāsim, Raf‛ al-ḥuŷub al-mastūra ‛an maḥāsin
al-maqṣūra, ed.
Muḥammad al-Ḥaŷwī, 4 vols., al-Muḥammadīya: Maṭba‛at Faḍāla,
1997.
— El Cairo: Imprenta al-Sa‛āda, 1344=1925.
AL-ŠIHĀB AL-JAFĀŶĪ, Rayḥānat al-alibbā wa-zahrat al-ḥayāt
al-dunyā, (ed.
electrónica al-Warraq).
AL-SUYŪṬĪ, Bugyat al-wucāt, ed. Muḥammad Abū l-Faḍl Ibrāhīm, 2
vols., El

86
Cairo, 1964.
— ed. A. Nāŷī al-Ŷamālī y M. Amīn al-Jāriŷī, rev. A. b. al-Amīn al-
Šinqiṭī,
El Cairo, 1326=1909.
AL-TIŶĀNĪ, Riḥla, ed. Ḥasan Ḥusnī ‛Abd al-Wahhāb, Libia-Túnez,
1981.
AL-‛UMARĪ, Masālik = AL-‛UMARĪ, Masālik al-abṣār fī
mamālik al-amṣār, ed.
F. Sezgin, Fráncfort, 1988.
— ed. Aḥmad Zakī, El Cairo, 1342=1924.
YĀQŪT AL-ḤAMAWĪ en el Mu‛ŷam al-buldān, ed. Farīd ‛Abd al-
‛Azīz alŶundī,
Beirut 1990, 7 vols.__

Bibliografía en árabe y en lenguas occidentales:

AL-BAGDĀDĪ, Ismācīl Bāšā, Īḍāḥ al-maknūn fī l-ḏayl calà Kašf al-


Ẓunūn can asāmī l-kutub wa-l-funūn, 2 vols., Beirut, 1992 (facs. ed.
Estambul, 1945).
AL-SHAMMARI, Zaher, La corespondecia oficial de Ibn ‛Amīra al-
Majzūmī relativa a al-Andalus (s.XIII) Tesis doctoral. Cadiz 2014.
IBN ŠARĪFA, Abū l-Muṭarrif = BENCHERIFA, M., Abū l-Muṭarrif
Aḥmad b. cAmīra al-Majzūmī: ḥayātu-hu wa-āṯāru-hu, Rabat, 1966.
BENCHERIFA, M. “Relaciones entre Ibn al-Abbār e Ibn ‛Amīra de
Alcira”, apud VVAA, Ibn al-Abbār, 87-98.

81
BROCKELMANN, C., Geschichte der arabischen Litteratur, 2 vols.
y 3 suplementos, Leiden, 1943 (I), 1949 (II), 1937 (SI), 1938
(SII), 1942 (SIII).
BRUNSCHVIG, R., La Berbérie orientale sous les Ḥafṣides des
origines à la fin du XVe siècle, 2 vols., París, 1940-7.
BUSTĀNĪ, B., Dā’irat al-macārif, 11 vols., Beirut, 1876-1900.
CASTILLA BRAZALES, J., “Los Banū ‛Amīra de Murcia”, EOBA,
V, 61 (º3).
CODERA ZAIDÍN, F., Misión histórica en la Argelia y Tunez,
Madrid, 1982, 109-13.
CODERA ZAIDÍN, F., “Los manuscritos árabes de Aben Amira y
Aben Bassam en la Biblioteca de la Real Academia de la
Historia” BRAH, 14 (marzo 1889).
CONTINENTE FERRER, J. M., Libro de la magia y de la poesía,
Madrid, 1981.
DERENBOURG, H.; RENAUD, H.P.J. y LÉVI-PROVENÇAL, E.,
Les manuscrits arabes de l’Escurial, 3 vols., París, 1884,
1903-41, 1928.
GONZÁLEZ PALENCIA, Á., Historia de la literatura arábigo-
española, Barcelona, 1928.
— ed. Madrid-Barcelona, 1945.
— tr. H. Mones, Ta’rīj al-fikr al-andalusī, El Cairo, 1955.
ḤĀŶŶĪ JALĪFA, M. b. cA. A., Kašf al-ẓunūn can asāmī l-kutub wa-l-
funūn, 4 vols., ed. G. Flügel, Leipzig, 1835-58.
— ed. Wikālat al-Macārif, 2 vols., Estambul, 1941 y 1943; y
reimpr. posteriores.

88
— 3 vols., ed. Beirut, 1993.
IBN IBRĀHĪM, al-cAbbās, al-Iclām bi-man ḥalla Marrākuš wa-
Agmāt min al-aclām, ed. cAbd al-Wahhāb Ibn Manṣūr, 10
vols., Rabat, 1974-83.
IBN MANSŪR, Aclām al-Magrib al-carabī, 6 vols., Rabat, 1979-98.
ZAYDĀN, cAbd al-Raḥmān, Ittiḥāf aclām al-nās bi-ŷamāl ajbār
ḥāḍirat Miknās, ed. cAbd al-Hādī al-Tāzī, 5 vols., Casablanca,
19902.
KAḤḤĀLA, cUmar Riḍā, Mucŷam al-mu’allifīn. Tarāŷim muṣannifī l-
kutub al-carabīya, 15 vols., Damasco, 1957-61.
— ed. Beirut, 1993.
MAJLŪF, M. b. M., Šaŷarat al-nūr al-zakīya fī ṭabaqāt al-mālikīya,
Beirut, 1930.
— 2 vols., El Cairo, 1931.
— 2 vols., El Cairo, 1950-2.
— (con al-Tatimma), Beirut: Dār al-Fikr, s.f.
MARTINEZ ANTUÑA, M., “Notas sobre dos mss. Escurialenses
malcatalogados”,
AA, VI (1974), 271-97.
MOLINA LOPEZ, E., “Dos importantes privilegios a los emigrados
andalusíes en el Norte de África en el siglo XIII, contenidos e
el kitāb al-Zawāhir al-fikar de Muhammad b. al-Murābiṭ”,
CHI, IX (1978-9), 5- 28.
MOLINA LOPEZ, E., “La Wizāra ‛Isamiya” de Orihuela, el mas
prestigioso centro político y cultural de al-Andalus en el siglo
XIII”, ACUA, I (1979) 65-77.

89
MOLINA OPEZ, E., “Ibn ‛Amīra e Ib al-Ŷannān, fuentes para la
historia de al-Andalus en el siglo XIII”, ACUA,II (1980) 57-
73.
MOLINA LOPEZ, E., “El<Kitāb lubāb al-albāb>, una nueva fuente
para la historia del Occidente musulmán”.A2JCAI, 365-76.
MOLINA LOPEZ, E., “El gobierno independiente de Menorca y sus
relaciones con al-Andalus e Ifrīqiya” RM, LXIII (1982), 5-88.
MONÉS, H., “Ibn Amīra”, EL2 ¿? ed. Fr., III, 726-7
NYKL, A.R., Hispano-Arabic poetry and its relations with the Old
Provençal troubadours, Baltimore, 1946; reimp. 1986.
BOIGUES, F., Ensayo bio-bibliográfico sobre los historiadores y
geógrafos arábigo-españoles, Amsterdam, 1972 (reimpr. de
Madrid, 1898).
RUBIERA MATA, M. J., “La corte literaria de Ibn Sa‛īd de Menorca
(s.XIII)” RM, LXXV (1984), 105-38.
TALBI, M., “Les contacts culturels entre l’Ifrīqiya hafside (1239-
1596) et sultanat nasride d’Espagne (1230-1492)”, A2CHT,
63-90.
TERÉS, E., "Textos poéticos árabes sobre Valencia", AA, XXX
(1965), 291-307.
VELÁZQUEZ BASANTA, F. N., “Abu (l-) muṭarrif Aḥmad Ibn
‛Amīra, epistológrafo y poeta valenciano del siglo XIII a
través de la Iḥaṭa de Ibn al-Jaṭīb”, HPJBV, I, 393-408.

ZBISS, Slimane-Mostafa, “Brilante carrière en Tunisie de deux


grands savants valenciens: Abû al-Mutarrif Ibn Amîra et

92
‫‪Muhammad Ibn al-Abbâr”, apud VVAA, Ibn al-‛abbār, 99-106‬‬
‫’‪AL-ZIRIKLĪ, al-Aclām, qāmūs tarāŷim li-ašhar al-riŷāl wa-l-nisā‬‬
‫‪min al-carab wa-mutacribīn wa-l-mustašriqīn, 8 vols., ed.‬‬
‫‪Beirut, 19805; y reimpresiones posteriores.‬‬
‫—‬ ‫‪13 vols., Beirut, 1969-19703.‬‬

‫‪Bibliografía en Árabe.‬‬

‫‪1‬ق ابن البارا محمد’بن عبداهلل القضاعي البلنسي‪:‬‬


‫ق التكملة لكتاب الصلةا دار المعرفة‪.‬‬
‫‪1963‬ا ‪1985‬‬ ‫ق الحلة السيراء‪ .‬القاهرة‬
‫‪1983‬‬ ‫ق المقتض في تحفة القادم‪ .‬طا‬
‫‪2‬ق ابن أبي زرعا ابو الحسن علي‪:‬‬
‫ق النيج المطرب بروض القرطاس (الرباط ‪.)1913‬‬
‫‪3‬ق ابن الثيرا أبو الحسن عز الدين‪:‬‬
‫ق الكامل في التاريلا دار الكتاب العربي ق بيروف‪.‬‬
‫‪9‬ق ابن خطّابا أبو بكر محمد المرسي‪:‬‬
‫ق فصل الخطاب في ترسيل أبي بكر’بن خطّاب‬
‫(خ‪ .‬ح‪5625 /.‬ا خ‪ .‬ع‪/.‬د‪)3181 .‬‬

‫‪91‬‬
‫‪5‬ق ابن الخطي ا لسان الدين أبو عبداهلل محمد‪:‬‬
‫ق اعمال االعالم فيمن بوي قبل االبتالم من ملوك االسقالما الجقزء‬
‫‪2‬ا الرباط ‪.1939‬‬
‫ق كتاب اإلباطة في أخبار ررناطة‪ .‬القاهرة ‪1912‬ق ‪.1919‬‬
‫ق اللمحة البدرية في الدولة النصريةا بيروف ‪1911‬ق‪.1918‬‬
‫‪6‬ق ابن خلدونا أبو زيد عبدالربمن‪:‬‬
‫ق كتاب العبرو ديوان المبتدأ والخبرا بيروف ‪.1968‬‬
‫‪1‬ق ابن الزبيرا أبمد الجياني‪:‬‬
‫ق صلة الصلةا المحمدية ‪1993‬ق ‪.1995‬‬
‫‪8‬ق ابن مخلوعا محمد‪:‬‬
‫الزكية في طبقاف المالكيةا دار الفكر‪.‬‬
‫ق شجرة النور ّ‬
‫‪9‬ق ابن صاب الصالةا عبدالملك‪:‬‬
‫المن باإلمامة‪ .‬بيروف ‪.1968‬‬
‫ق كتاب ّ‬
‫‪12‬ق ابن المرابط المرادي‪:‬‬
‫مصقورة‬
‫ّ‬ ‫ق زواهر الفكر وجواهر الفقرا مخطقوط االسقكوريالا نسقخة‬
‫على شريط بالخزانة العامة بالرباط رقم ‪.1119‬‬

‫‪92‬‬
‫‪11‬ق البن عبد’الملك المراكشي‪:‬‬
‫ق الذيل والتكملة (لكتابي الموصقول والصقلة) السقفر الولا بيقروف‬
‫(د‪ .‬ف)ا السفر السادسا بيروف (د‪ .‬ف)‪.‬‬
‫‪12‬ق ابن عميرة البلنسيا ابو المطرع‪:‬‬
‫ق رسائل ابن عميرةا ثالث قط مخطوطة‪( .‬الخزانقة العامقة بالربقاط‪:‬‬
‫د‪( 5922 /‬مصور) وهي قطعة من السفر الول‪.‬‬
‫ق النسختان ك‪232 /‬ا ك‪ 233 /‬قطعتان من السفر الثاني‪.‬‬
‫ق تاريل ميورقةا تندوع ‪.2221‬‬
‫العباس‪:‬‬
‫‪13‬ق ابن عذاري المراكشيا ابو ّ‬
‫‪1998‬‬ ‫ق البيان المغرب في أخبار االندلج والمغرب‪ .‬ج‪1/‬ا بيروف‬
‫ج‪3 /‬‬ ‫ق البيقان المغقرب باختصقار أخبقار ملقوك النقدلج والمغقربا‬
‫تطوان ‪.1963‬‬
‫ق البيان المغرب في أخبار النقدلج والمغقرب (قسقم الموبقدين) ط‬
‫‪.1985‬‬
‫‪19‬ق ابن رازي المكناسي‪:‬‬
‫ق الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتونا الرباط ‪.1952‬‬

‫‪93‬‬
‫‪15‬ق ابن رال ا محمد ابن أيوب‪:‬‬
‫ق فربة النفج (منشور في مجلة معهد المخطوطاف العربيةا المجلد‬
‫الولا الجزء الثانيا سنة ‪.)1955‬‬
‫‪16‬ق ابن قنفذا’بن الخطي القسنطيني‪:‬‬
‫ق الفارسية في مبادئ الدولة الحفصيةا تونج ‪.1968‬‬
‫‪11‬ق ابن سعيد الغرناطي (المغربي)‪:‬‬
‫ق بسط الرض في الطول والعرضا بيروف ‪.1912‬‬
‫ق اختصار القدح المعلّى في التاريل المحلّىا بيروف ‪.1982‬‬
‫ق كتاب الجغرافياا بيروف ‪.1912‬‬
‫ق المغرب في بلى المغربا القاهرة ‪.1969‬‬
‫‪18‬ق اإلدريسيا الشريا‪:‬‬
‫ق نزهة المشتاأ في اختراأ ايفاأا ط ‪.1989‬‬
‫‪19‬ق الحمويا ياقوف‪:‬‬
‫ق معجم البلدان م‪.9 /‬‬
‫‪22‬ق الحميريا محمد’بن عبداهلل’بن عبدالمنعم‪:‬‬
‫ق الروض المعطار في خبر القطار‪ .‬بيروف ‪.1982‬‬

‫‪99‬‬
‫‪21‬ق الزركشيا محمد’بن براهيم‪:‬‬
‫ق تاريل الدولتين الموبدية والحفصيةا تونج ‪.1966‬‬
‫‪22‬ق المقريا (التلمسانيا أبمد’بن محمد)‪:‬‬
‫ق أزهار الرياض في أخبار عياضا المحمدية ‪1918‬ق ‪.1982‬‬
‫ق نفح الطي في رصن الندلج الرطي ا بيروف ‪.1968‬‬
‫‪23‬ق الغبريني البجائيا (ف’‪:)119‬‬
‫ق صبح االعشى في صناعة اإلنشاءا ط‪ .‬االميريةا القاهرة‪.‬‬
‫‪29‬ق القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪25‬ق ابن شريفةا محمد‪:‬‬
‫المطرع ابن عميرةا بياته وآثارها الرباط ‪.1966‬‬
‫ّ‬ ‫ق أبو‬
‫‪26‬ق ع ّزاويا أبمد‪:‬‬
‫ق رسائل ابن عميرة الديوانية القرن الساب الهجريا القنيطرة ‪.2228‬‬
‫ق رسائل موبديةا ج ‪1‬ا ‪ 2‬الدار البيضاء ‪1995‬ق ‪.2221‬‬
‫ق الغرب اإلسالمي خالل القرنين ‪1‬ا ‪ 8‬هجري ج ‪ 1‬الرباط ‪.2226‬‬
‫‪21‬ق عنانا محمد عبداهلل‪:‬‬
‫ق ق عصققر المققرابطين والموبققدين فققي المغققرب واالنققدلجا القققاهرة‬
‫‪.1969‬‬

‫‪95‬‬
‫‪28‬ق البستانيا فااد افرام‪:‬‬
‫ق دائرة المعارع ج ‪ 3‬المطبعة الكاثوليكيةا بيروف‪.‬‬
‫‪29‬ق ابن بشكوالا أبو القاسم خلا’بن عبدالملك‪:‬‬
‫ق الصلةا ط القاهرة ‪.1955‬‬
‫‪32‬ق بالنثياا رونثالث‪:‬‬
‫ق تاريل الفكر اإلسالميا ترجمة بسين مانج‪.‬‬
‫‪31‬ق التجانيا أبو محمد عبداهلل محمد‪:‬‬
‫ق ربلة التجانيا المطبعة الرسمية تونج ‪.1958‬‬
‫‪32‬ق التعارجيا عباس’بن براهيم‪:‬‬
‫ق اإلعالم بمن بل بمراكأ وأرماف من العالما فاس ‪.1936‬‬
‫‪33‬ق التهانوي‪:‬‬
‫ق كشاع اصطالباف الفنون‪.‬‬
‫‪39‬ق الثعالبي‪:‬‬
‫ق ثمار القلوبا ط القاهرة ‪ 1326‬هجري‪.‬‬
‫‪35‬ق الجرجانيا عبدالقاهر‪:‬‬
‫ق دالئل اإلعجازا ط مصر ‪.1991‬‬
‫ق أسرار البالرةا ط مصر ‪.1991‬‬

‫‪96‬‬
‫‪36‬ق ابن بجر العسقالنيا شهاب الدين أبمد’بن علي‪:‬‬
‫ق لسان الميزانا ط بيدر اباد ‪ 1329‬هجري‪.‬‬
‫‪31‬ق ابن بزم‪:‬‬
‫ق الدرر الكامنةا ط بيدر اباد ‪ 1398‬هجري‪.‬‬
‫ق جمهرة أنساب العربا دار المعارع مصر‪.‬‬
‫ق التقري لحد المنطقا ط بيروف ‪.1959‬‬
‫‪38‬ق الحميدي‪:‬‬
‫ق جذوة المقتبجا ط القاهرة ‪.1952‬‬
‫‪39‬ق الحميري‪:‬‬
‫ق الروض المعطارا ط لجنة التاليا والترجمة والنشرا مصر‪.‬‬
‫‪92‬ق ابن خلكان‪:‬‬
‫ق وفياف العيان ط القاهرة ‪ 1299‬هجري‪.‬‬
‫‪91‬ق ابن خلدونا عبدالربمن‪:‬‬
‫ق العبرا نشر دار الكتاب اللبناني‬
‫ق التعريا بابن خلدون وربلته رربا وشرقاا تحقيق محمد’بن تاويقت‬
‫الطنجيا القاهرة ‪.1951‬‬

‫‪91‬‬
‫‪92‬ق ابن خلدونا يحيى‪:‬‬
‫ق ق بغيققة الققرواد فققي أخبققار بنققي عبققدالواد وأيققام أبققي بمققو الشققامخة‬
‫الطوادا ط الجزائر ‪.1923‬‬
‫‪93‬ق ابن خفاجةا أبو سحاأ براهيم‪:‬‬
‫ق ديوان ابن خفاجةا تحقيق د‪ .‬مصطفى رازيا االسكندرية ‪.1962‬‬
‫‪99‬ق الخشنيا محمد’بن الحارث‪:‬‬
‫ق قضاة قرطبة وعلماء افريقيةا ط مصر ‪ 1312‬هجري‪.‬‬
‫‪95‬ق ابن خيرا ابو بكر محمد’بن خير اإلشبيلي‪:‬‬
‫ق فهرسة ابن خيرا ط بيروف ‪.1963‬‬
‫‪96‬ق ابن دبيةا أبو الخطاب السبتي‪:‬‬
‫ققق المطققرب فققي أشققعار أهققل المغققربا تحقيققق بققراهيم البيققاري‬
‫وآخرونا دار العلم للجمي ا بيروف ‪.1955‬‬
‫‪91‬ق ابن أبي دينارا أبو عبداهلل محمد’بن أبي القاسم الرعيني‪:‬‬
‫ق المانج في أخبار فريقية وتونجا تونج ‪.1961‬‬
‫‪98‬ق الرافعيا مصطفى صادأ‪:‬‬
‫ق تاريل آداب العربا الطبعة الثانية‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪99‬ق الرعيني أبو الحسن علي‪:‬‬
‫ق برنامج شيوخ الرعيني ط دمشق ‪.1962‬‬
‫‪52‬ق ابن رشيقا أبو علي الحسن‪:‬‬
‫ق العمدةا مطبعة السعادةا مصر ‪.1955‬‬
‫‪51‬ق ابن الزبيرا أبو جعفر أبمد‪:‬‬
‫ق صلة الصلةا ط الرباط ‪.1938‬‬
‫‪52‬ق الزركشيا أبو عبداهلل محمد’بن براهيم اللالاي‪:‬‬
‫ق تاريل الدولتين الموبدية والحفصيةا تونج ‪ 1289‬هجري‪.‬‬
‫‪53‬ق زيدانا جورجي‪:‬‬
‫ق تاريل آداب اللغة العربيةا مطبعة الهاللا مصر ‪.1922‬‬
‫‪59‬ق ابن زيدانا موالي عبدالربمن‪:‬‬
‫ق ق تحققاع أعققالم النققاس بجمققال أخبققار باضققرة مكنققاسا المطبعققة‬
‫الوطنيةا الرباط ‪.1931‬‬
‫‪55‬ق السيوطيا جالل الدين عبد الربمن‪:‬‬
‫ق بغية الوعاة في طبقاف اللغويين والنحاةا دار الفكر ‪.1918‬‬
‫‪56‬ق الشريا السبتيا أبو القاسم محمد’بن أبمد‪:‬‬
‫ق رف الحج المستورةا مطبعة السعادةا مصر ‪ 1399‬هجري‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪51‬ق صفوانا أبو بحر ابن دريج التجيبي‪:‬‬
‫ق زاد المسافرا ط بيروف ‪.1939‬‬
‫‪58‬ق الضبيا أبو جعفر أبمد’بن يحيى’بن أبمد’بن عميرة‪:‬‬
‫ق بغية الملتمج في تاريل رجال أهل الندلجا دار الكتاب العربقيا‬
‫القاهرة ‪.1961‬‬
‫‪59‬ق عباسا بسان‪:‬‬
‫ق تاريل الدب االندلسيا دار الفكر العربي ‪.1998‬‬
‫‪62‬ق العمريا شهاب الدين ابمد’بن يحيى’بن فضل’اهلل القرشي‪:‬‬
‫ق مسالك البصار في ممالك المصارا المجم الثقافي ‪ 1923‬هق‪.‬‬
‫‪61‬ق ابن رازيا أبمد’بن محمد’بن رازي العثماني المكناسي‪:‬‬
‫ق الروض الهتقون فقي أخبقار مكناسقة الزيتقونا مكتبقة الثقافقة الدينيقة‬
‫‪.2221‬‬
‫‪62‬ق الغزاليا أبو بامد‪:‬‬
‫ق المستصفىا دار الكت العلمية ‪.1993‬‬
‫‪63‬ق ابن الفرضيا أبو الوليد عبداهلل‪:‬‬
‫تاريل العلماء والرواة للعلم بالندلجا القاهرة ‪.1959‬‬

‫‪122‬‬
‫‪69‬ق ابن القاضيا أبمد’بن محمد المكناسي‪:‬‬
‫قق جققذوة االقتبققاس فققي اكققر مققن بققل مققن العلمققاء مدينققة فققاسا دار‬
‫المنصور ‪.1913‬‬
‫‪65‬ق القلقشنديا أبو العباس أبمد’بن محمد‪:‬‬
‫ق صبح العشى في كتابة اإلنشاءا دار الكت المصرية‪.‬‬
‫‪66‬ق ابن مريما أبو عبداهلل محمد’بن أبمد‪:‬‬
‫ق البستان في اكر الولياء والعلماء بتلمسانا الجزائر ‪.1928‬‬
‫‪61‬ق الناصريا أبو العباس أبمد‪:‬‬
‫‪1991‬‬ ‫ق االستقصا لخبار دول المغرب القصىا دار الكتاب‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪121‬‬
122
‫المحور الخامس‬
‫مصاحف المغرب‬

‫‪123‬‬
129
‫المصحف الشريف من التشكيل إلى الشكل‬
‫>المتطلبات الفنية والتقنية لطباعة المصحف األثري<‬
‫المصحف المحمدي أنموذجا‬

‫محمد الصالحي‬
‫باحث في التراث المخطوط‬

‫اللوان سر من أسرار’اهلل تعالى وآية من آياتها ونعمة جعلهقا سقبحانه‬


‫مرتبطة بالعين واإلبصارا تاثر في النفجا باملة لجمالية أودعها’اهلل في كل‬
‫لون من اللوانا صبغة’اهلل ومن أبسن من’اهلل صبغة‪.‬‬
‫ولقد عرض القرآن الكريم مجموعة من اييقاف إلعقالء قيمقة اللقونا‬
‫ورسم الصور الجمالية التي ترمقز ليهقا بعق اللقوانا وكقان أول اللقوان‬
‫التي اكرها ورف من شانها اللون الصفر الفاق ا فذكر أن سرور اإلبصار ال‬
‫واعتبقر اللقون السقود‬
‫يتم ال على ما تق عليه العقين مقن نصقاعة ورونققا ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫أشرع اللوانا على اعتبار أنه اختير لكتابة المصابا‪.‬‬
‫ويحدثنا التاريل في رواية للسمعانيا عن يحيى’بن أكتم أنهم تذاكروا‬
‫اللوان في مجلج الرشيد فقال بعضهم‪ :‬أبسنها البياض لون النهقارا وققال‬

‫(‪ )1‬صبح العشى ‪.963/2‬‬

‫‪125‬‬
‫آخرون‪ :‬أبسنها الخضرة لون الجنةا وققال آخقرون‪ :‬أبسقنها لقون القذه ا‬
‫ومحمد’بن الحسن ساكتا فقال له الرشيد‪ :‬لم ال تتكلم؟ فاراد رف السواد‬
‫فقال‪ :‬لو كان نبغ أحسن من السواد لكتبت به كتب’اهلل المنزلةا فاستحسن‬
‫الرشيد قوله ووصقله مقن بيقنهم‪ )1(.‬و لقى هقذا المعنقى أشقار ابقن عبقد’كقان‬
‫الشاعر ا قال‪:‬‬
‫ـم دنيـ جن واجــ نب‬
‫ـي اإللــه وعلـ ب‬
‫وحـ ب‬ ‫لــم مــا تــــرى‬
‫المــداد بــه مت بع م‬
‫ب‬ ‫إن‬
‫مــا تــم شــيء مــن كتابــة كات ــ نب‬ ‫وحسـن رونـق مائـه‬
‫م‬ ‫المـداد‬
‫م‬ ‫لوال‬
‫ولكــان شــاه مد أمــرون كالغائــــ نب‬ ‫ور لعالـــــم‬
‫ولمـــا تبينـــت األمــــ م‬
‫وقققد اسققتانج بع ق البققابثين الشققناقطة بداللققة اللققوان المصققحفية‬
‫فاسقطوها على عناوين كتبهما من الك ما قام به العالمة ولد بوناا صاب‬
‫االبمرار على ألفية ابن مالك ودرر ابقن بقريا وعرفقاف ولقد فتقىا نقاظم‬
‫االبمرار على ابن عاشر في الفقه المالكي‪.‬‬
‫وممن استوبى من الك أيضقا الشقيل الحسقن ولقد زيقن ال ُقنقاني فقي‬
‫االبمرار أو الطرة على المية الفعالا والشقيل الحضقرمي بُحقرأ صقاب‬
‫االخضرارا الذي استدرك فيه على منظومة الشيل ولقد القزين المتققدما ثقم‬
‫مي’بقن الحسقن المسقتدرك الثالقث علقى ابمقرار الشقيل القنقانيا ولقك أن‬
‫تسميه باالصفرار بتى يتم القصد ويحقق‪.‬‬
‫وقبلهم كان أبو عبد’اهلل البشاري (ف’‪382‬هق) استخدم نفقج اللقوان‬
‫ليميز معالم خرائطه المبتكرةا كي يسهل على الناس فهم مضمونهاا كفحرر‬

‫(‪ )1‬أدب اإلمالء واالستمالء لبي سعيد عبد’الكقريم’بقن محمقد السقمعاني ص‪ 198 :‬دار‬
‫الكت العلمية بيروفا دون تاريل‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫طرقها المعروفة بالحمرةا وجعل رمالها الذهبية بالصقفرةا ومياههقا المالحقة‬
‫بالخضرةا وأنهارها المعروفة بالزرققةا وجبالهقا المشقهورة بقالغبرةا ليققرب‬
‫الوصا لى الفهاما ويقا عليه الخاص والعام<(‪.)1‬‬
‫ولعل من أهم ما تسعى ليقه هقذه الدراسقةا رفق اللثقام علقى جانق‬
‫مسكوف عنها تخلت عنقه الكتابقاف اإلسقالمية المعاصقرةا ولقم تسقتوع‬
‫ماهيتقققه دراسقققاف المستشقققرقين والبقققالوررافيين القققذين تنقققاولوه بالتحليقققل‬
‫والدراسةا(‪ )2‬ويتعلق المر بالتشوير اللوني في الكتابة المصحفية القذي لقم‬
‫يلق متسعا من المتابعة والتنظيرا ولقم يلقق أيضقا العنايقة ااتهقا التقي لقيتهقا‬
‫الجوان الخر مما له صقلة بعلقوم المصقحاا باسقتثناء كتقاب السقتاا‬
‫موالي محمد الطاهريا(‪ )3‬الذي يعتبر في نظقري أول عمقل متكامقل سقعى‬
‫لققى رصققد فاعليققة اللققون فققي المصققابا الشققريفة والتامققل فققي مققا أصققله‬
‫القدمونا والبحقث الققويم لهسقتاا بسقن بميتقوا القذي عنونقه بقالترميز‬
‫اللقققوني فقققي المصقققابا الشقققريفة بقققين اصقققطالباف السقققلا ودعقققو‬
‫( ‪)4‬‬
‫التجديد‪.‬‬

‫(‪ )1‬بسن التقاسيم في معرفة القاليم ص‪.9 :‬‬


‫(‪ )2‬المققدخل لققى علققم المخطقققوطا لفرانسقققوا ديقققروش‪ .‬ص‪ -196 :‬النققققط الحمققراء‬
‫والخضقراء والصفقراء والزرققاء؛ تامققالف في ضبقط بعق المصابقا‪.‬‬
‫المبكرةا لهستاا ياسين دوتون‪ .‬مجلة الدراساف القرآنيةا جامعة لندن ‪.1999‬‬
‫(‪ )3‬استعمال اللقوان في اصطقالبقاف ضبقط المصابقا عنقد علمقاء الندلج والمغربا‬
‫بين التاصيل الفقهي والتطبيق المنهجي‪.‬‬
‫(‪ )4‬مداخلة شارك بها في ندوة طباعقة الققرآن الكقريم ونشقرها المنظمقة مقن طقرع مجمق‬
‫الملك فهد لطباعة المصحا بالمدينة المنورةا ‪ 21 -25‬نونبر ‪.2219‬‬

‫‪121‬‬
‫ولهذا االعتبارا رأيت أن تكون هذه الدراسة صورة مقن صقور توثيقق‬
‫الظاهرةا بقصد تعميق فهمنا للغقة اللقوان فقي المصقابا ققديما وبقديثاا‬
‫وقد أطرتها بعنوان يعكج جانبا من اهتمام المعنيين بعلوم القرآنا مستوبى‬
‫مقن ثالثيققة اإلهمقال واإلعجققام والهجققاءا باعتبقارهم مققن أهقم مفققاهيم علققم‬
‫الضبط والنقطا م بمولته لمعنى لطيا ال يخفى‪.‬‬
‫والذي مهد لقي الطريقق للحقديث عقن لغقة اللقوان وعالقتهقا بقالنص‬
‫القرآنققيا هققو مققا راكمتققه أمهققاف الكتقق والمصققادر التققي أسسققت لهققذا‬
‫الموضوعا من قبيل ما تحدث عنه ابن النقديم ككتقاب الخليقل فقي القنقطا‬
‫وابن النباري وأبي باتم السجسقتاني والقدينوري وابقن مجاهقد فقي القنقط‬
‫والشكلا(‪ )1‬ومن قبيل ما تحقق به السبق فقي الغقرب اإلسقالمي مق اإلمقام‬
‫الغازي’بن ققيج القرطبقي (ف’‪199‬هققق)ا صقاب كتقاب كهجقاء السقنة<؛‬
‫باعتباره أول من ألا من المغاربة في علم المصقاباا و َب َكقم’بقن عمقران‬
‫القرطبي في ك ُد ررة الالقط< وأبي عمرو الداني في كالمقن في رسم مصابا‬
‫المح َكققم فققي نَقققط المصققابا< ثققم تلميققذه ابققن نجققاحا‬
‫أهققل المصققار< وك ُ‬
‫(ف‪996‬هق) مالا كالترتيل في رسم التنزيل< وايلقه كأصقول الضقبط<ا ثقم‬
‫جاء أبو عبد’اهلل محمد’بن محمد’بن براهيم الخقراز الشريشقي نزيقل فقاسا‬
‫(ف’‪ 118‬هقق) فقنظم كمقورد الظمقكن<ا واليقه فقي الضقبط بققكعمدة البيققان<‬
‫ومحمد’بن سليمان القيسي في كالميمونقة الفريقدة< فقي ضقبط المصقاباا‬
‫وتلميذه أبقو وكيقل ميمقون الفخقار فقي أرجوزتيقه‪ :‬كالقدرة الجليقة فقي نققط‬
‫العلقي< وريقر القك‬
‫ّ‬ ‫وي في نقط المصقحا‬ ‫الر ّ‬‫المصابا العلية< وكالمورد ر‬

‫(‪ )1‬الفهرست ص‪.53 :‬‬

‫‪128‬‬
‫من شراح أراجيز الشيل الخراز والقيسي والفخار كابي عبد’اهلل المجاصقيا‬
‫وابن أجطاا والتجيبيا والشوشاويا وابن عاشرا وابن القاضي وريرهم‪.‬‬
‫عققالوة علققى مققا راكمتققه هققذه المصققادر مققن رشققاداف بققول مققواطن‬
‫ودالالف استخدام اللوان في المصحا الشرياا فقدن هنقاك عقدة بحقوث‬
‫عالجت الموضوع بشكل عام أو بشكل عرضيا مقن مثقل؛ اللقون ودالالتقه‬
‫في القرآن الكريما لهستااة نجاح عبد’الربمن المرازقة؛ تناولت فيه مفهوم‬
‫اللون ومدلوالته وصفاتها ودالالته في القرآنا كما تطرقت لى وسائل نققل‬
‫(‪)1‬‬
‫اللققون فققي القققرآن الكققريما جماليققة التشققكيل اللققوني فققي القققرآن الكققريم‬
‫للققدكتورة ابتسققام مرهققون الصققفارا(‪ )2‬اللققوان وداللتهققا فقي القققرآن الكققريم‬
‫للققدكتور سققليمان’بققن علققي’بققن عققامر الشققعيليا(‪ )3‬أبكققام اللققون فققي الفقققه‬
‫(‪)4‬‬
‫اإلسالميا لوليد محمود قاري‪.‬‬
‫بيد أن ما يعنينا هنا هو الصنا الذي يارخ لظاهرة الرمز والداللة فقي‬
‫الكتابة المصحفيةا وعليه سنبني هذه الدراسةا ومن أهم الكت التي ألفقت‬
‫في هذا الصنا‪:‬‬

‫(‪ )1‬رسالة جامعيةا قسم اللغة العربية وآدابها جامعة ماتة‪.‬‬


‫(‪ )2‬منشوراف عالم الكت الحديثة بالردن‪.‬‬
‫(‪ )3‬جامعة السلطان قابوسا مجلة جامعقة الشارقققة للعلققوم الشرعيققة اإلنسانيققةا المجلقد‬
‫الراب ا العدد الثالثا السنة ‪.2228‬‬
‫(‪ )4‬رسالقة جامعيقة مقن جامعقة محمققد’بقن سعققود اإلسالميققةا وهققي فققي خمسققة عشققر‬
‫فصققالا توزعققت بققين ثالثققة أبققوابا الول فققي أبكققام اللققون فققي العبققاداف والثققاني‬
‫لبكام اللون في رير العبادافا والخيرفي البكقام الطبيقة الخاصققة بقاللون‪ -‬ينظقر‬
‫كتاب استعمال اللوان في اصطالباف ضبط المصابا ص‪.1‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ -‬كتققاب اسققتعمال اللققوان فققي اصققطالباف ضققبط المصققابا عنققد‬
‫علماء الندلج والمغربا بين التاصيل الفقهي والتطبيق المنهجيا للدكتور‬
‫موالي محمد اإلدريسي الطاهريا عضو هياة التقدريج بكليقة الشقريعة فقي‬
‫أكاديرا وكانت الدراسة السابقة في أبكام اللون في الفقه اإلسقالمي‪ -‬كمقا‬
‫(‪)1‬‬
‫يقول الستاا الطاهري‪ -‬هي الباعث الرئيج وراء ظهور كتابه هذا‪.‬‬
‫‪ -‬النقط الحمراء والخضراء والصقفراء والزرققاء؛ تقامالف فقي ضقبط‬
‫بعق المصققابا المبكققرة (الثريققة)ا لهسققتاا ياسققين دوتققون مققن جامعققة‬
‫دنبرها وهي دراسة مطولة نشرف في جزأين فقي مجلقة الدراسقاف القرآنيقة‬
‫اللندنيققةا الصققادرة عققن مركققز الدراسققاف الشققرقية التققاب لكليققة الدراسققاف‬
‫الشرقية والفريقية بجامعة لنقدن‪.1999‬والدراسقة نشقرف باللغقة اإلنجليزيقة‬
‫تحت عنوان‪:‬‬
‫‪Red Dots، Green Dots، Yellow Dots and Blue: Some‬‬
‫‪Reflections on the Vocalisation of Early Qur'anic Manuscripts-‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Yasin Dutton‬‬ ‫‪.‬‬
‫الملونقة أثنقاء كتابقة‬
‫تطرأ فيه صاببه لقى الغايقة مقن توظيقا القنقط ّ‬
‫المصابا في العصور القديمة‪ .‬وبس البابثا فدن البابثين في الغقرب‬
‫(‪)3‬‬
‫يجهلون بتقى اينا الغقرض مقن اسقتعمال تلقك القنقط؛ ولقذلك بقاول‬

‫(‪ )1‬صقدرف الطبعقة الولى منقه سنققة ‪ 2229‬عققن مطبعققة النجققاح الجديققدة فققققي القدار‬
‫البيضاء‪.‬‬
‫(‪Vol. 1, No. 1 (1999), pp. 115-140 )2‬ا ‪Journal of Qur'anicStudies‬‬
‫(‪ )3‬ياكد هذا القول ما اه ليه المستشقرأ الفرنسي فرانسقوا ديقروشا وهققو يتحقدث’=‬

‫‪112‬‬
‫دراسققة ٲنققواع االختالفققاف المشققار ٳليهققا وٲهميتهققا فققي فهققم تققاريل كتابققة‬
‫المصحا‪.‬‬
‫ويتناول القسم الول عرضا للدراساف السابقة عن هذا الموضوع فقي‬
‫المصادر الوروبية والعربية على السواءا ويلي الك درس تفصقيلي لنقواع‬
‫االختالفاف التي تظهر في ٲرب عشرة (من بين بد وعشرين) قطعةا من‬
‫مخطوطاف في مكتبة البودليان في ٲكسفورد‪.‬‬
‫ٲما في القسم الخير من هذا البحثا الذي ظهر في العدد التالي مقن‬
‫المجلة نفسهاا فدنه شقمل تحلقيال عامقا لنقواع االخقتالعا وتقييمقا للقطق‬
‫السب الباقية‪.‬‬
‫‪ -‬اللون وفن الخقط فقي المصقابا المبكقرة (الثريقة)ا للمسقتعرب‬
‫الفرنسي فرانسوا ديروشا الستاا بالمدرسة التطبيقية للدراساف العليقا فقي‬
‫باريج ‪.EPHE‬‬
‫‪François Déroche ;" Coran ;Coleur et Calligraphie‬‬
‫‪ -‬المدة وهجاء المصابا في العصور القديمةا للكات نفسه‪.‬‬
‫‪François Déroche. Inks and page setting in early Qur‬‬
‫‪anic manuscripts.‬‬
‫‪-‬الخط والزخرفة في المصقحا الزرأ للمستشقرأ جقورج أالن مقن‬
‫جامعة يدنبرة بسكتلندا‪.‬‬

‫= عقن النقققط فقي المصابقا العثمانيقة يققول‪ :‬كوما تقزال السبقاب االبتمالية لهققذا‬
‫النوع من التصقرع رامضقة لى اين‪ - .‬المدخقل لى علقم المخطوط بالحقرع العربي‬
‫ص‪.196 :‬‬

‫‪111‬‬
‫‪Calligraphy، Colour and Light in the Blue Qur'an /‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪Alain George‬‬ ‫‪.‬‬
‫نشر في مجلة الدراسقاف القرآنيقةا مركقز الدراسقاف الشقرقية جامعقة‬
‫لندنا تناول فيه كاتبقه المواصقفاف الماديقة التقي تميقز المصقحا الزرأا‬
‫وأبعاد الصفحافا واكر صفتين مميقزتين همقا اللقون الزرأ القداكن للقرأ‬
‫وتقنيققة التققذهي ا كمققا أبققال علققى مرجقق يحققوي تفاصققيل الوصققفاف‬
‫المستعملةا ورجح كون اللوان المستخدمة هي من أصول نباتيقةا ثقم أورد‬
‫بع المثلة لذلك م بع التفصيل في مكوناتهقاا واكقر مرابقل الكتابقة‬
‫بدءا بدعداد الصفحة وتسطيرها ثم رسم الحروع وتحديدها بخقط دقيقق ثقم‬
‫أعمققال التققذهي وضققم الصققفحاف فققي ملزمققة جامعققة أسققلوب التخطققيط‬
‫والتزيين‪.‬‬
‫كمققا اهققتم الكات ق بققدبراز التشققابه ودرجققة تققاثر المصققحا الزرأ‬
‫بالحضارة البيزنطيةا وأنه مستوبى مما درجت عليه الكتاباف في الناجيقل‬
‫القديمةا كما تاثر بكتاباف مقدسة لحضاراف أخر في آسياا مستدال بذكر‬
‫أمثلة لذلك وتشابه أسلوب الزخرفة والتذهي في المصحا م نسل قديمة‬
‫مققن اإلنجيققلا مققن بيققث توظيققا التققذهي واللققون الفضققي م ق الخلفيققة‬
‫الزرقاءا كذا التاثر بالحضقارة البيزنطيقة فقي الفتقرة العباسقيةا بيقث كانقت‬
‫الكتاباف السلطانية تعكج هذا السلوب‪ .‬بتى على المستو الرمزي للون‬

‫(‪Journal of Qur'anic Studies. Vol. 11, No. 1 (2009), pp. 75-125. )1‬‬

‫‪112‬‬
‫واإلضاءةا ياكد تاثر المصحا بكتاباف مقدسة سقابقةا مثقل رمزيقة اللقون‬
‫الزرأ الداكن للظلمقافا واللقون القذهبي المضقيء للنقورا ممقثال بقبع‬
‫ايياف لذلك في مقابل صورة المسيح المضيئة على خلفية زرققاء داكنقة أو‬
‫صورة بواا المذهبة‪.‬‬
‫األلوان بين منابع الطبيعة والوظيفة العلمية‬
‫تققذه طبيعققة اإلنسققان لققى مققنح اللققوان دالالف محققددة تختلققا‬
‫باختالع الثقافقاف والجنقاسا لكقل لقون معنقى ولغقة تقاثر فقي اإلنسقانا‬
‫فباإلضافة لقى أنهقا مقن اختيقار القذوأا فدنهقا أيضقا تكقون باملقة لقإلرث‬
‫الوظقائا لققى‬ ‫الثققافيا باعتبقاره ماسسقا لثقافقاف الشقعوبا تقادي بعق‬
‫جان ق الوظققائا التعبيريققة والتعبديققةا فققاالبمرار رمققز العققار عنققد العققرب‬
‫القدامىا ورمز التضحية عنقد آخقرينا والسقود رمقز الشقرع والوققار عنقد‬
‫بع الطوائا الدينيةا وال اقزمري المعتمد في كتابة الناجيلا مرتبط رمزيا‬
‫بلون الدم العذري لقد المسقيحا واللقون الخضقر رمقز للسقلم عنقد أققوام‬
‫رمز للطهارة والنقاءا {وما ارأ‬ ‫وداللة على الشام عند آخرينا كما البي‬
‫لكقققم فقققي الرض مختلفقققا ألوانقققها ن فقققي القققك ييقققة لققققوم يقققذكرون}‬
‫(النحققل‪{ )13:‬ومققن آياتققه خلققق السققمواف والرض واخققتالع ألسققنتكم‬
‫وألوانكم ن في الك يياف للعالمين}(‪( )1‬الروم‪.)22:‬‬

‫(‪ )1‬بقققراءة الفتقققح والكسقققر لالمققها الفققتح ققققراءة الجمهققورا والكسقققر روايققة بفققص عققن‬
‫ناف ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫وكان المناطقة ينظرون لى اللوان ضمن مبابقث الجقوهر والجقواهر‬
‫كاللوانا وأصولها قيل السواد والبياضا وقيل الحمرة والخضقرة والصقفرة‬
‫(‪)1‬‬
‫أيضاا والبواقي بالتركي ‪.‬‬
‫وير الجقاب أن اللقوان كلهقا هقي السقواد والبيقاضا واالخقتالع‬
‫علققى درجققة المققزاج‪ ..‬وزعمققوا أن اللققون فققي الحقيقققة نمققا هققو البيققاض‬
‫والسوادا وبكموا في المقالة الولى بالقوة للسواد على البياضا ا كانقت‬
‫اللوان كلها كلما اشتدف قربت من السواد وبعدف من البيقاضا فقال تقزال‬
‫كذلك لى أن تصير سوادا<(‪ )2‬وهو ما اه ليقه بعق علمقاء التفسقير مقن‬
‫بعده كالفخر الرازي في التفسير الكبيقرا والطقاهر ابقن عاشقور فقي التحريقر‬
‫(‪)3‬‬
‫والتنوير‪.‬‬
‫وتعتبر اللوان مقن وجهقة نظقر العالمقة اللوسقي مقن عائلقة وابقدةا‬
‫الصل فيها خمسة؛ السواد والبياض والحمرة والصفرة ثقم الخضقرةا فهقذه‬
‫الخمسققة ألققوان بسققيطةا والبققواقي تحصققل بالتركيقق مققن هققذه الخمسققة‬
‫(‪)4‬‬
‫بالمشاهدة< ‪ .‬منها ما ياكد به اللون السود وهقي اثنتقان وعشقرون كلمقةا‬
‫ومنها ما ياكد به اللون البمرا وهي سب عشرة كلمةا ومنهقا مقا ياكقد بقه‬
‫الخضر ويشتمل على ثالث كلمافا كما تم بصر ما ياكد به البي فقي‬

‫(‪ )1‬شرح عقائد النسفي لسعد الدين التفتزاني في ص‪.189 :‬‬


‫(‪ )2‬كتاب الحيوانا باب الضواء واللوان‪.‬‬
‫(‪ )3‬التحرير والتنوير‪.118/19 -322/22‬‬
‫(‪ )4‬رسالة اللقوان ص‪.18 :‬‬

‫‪119‬‬
‫ثمانيةا وما ياكقد بقه الصقفر فقي ثالثقةا ومنهقا ماكقداف ال تخقتص بلقون‬
‫وابد والتي تصلح أن تكون تاكيدا لجمي اللوان<(‪.)1‬‬
‫ولقد اهتم العلماء والبابثون بدراسة اللوان وبيان أثرها علقى القنفج‬
‫البشريةا فاصبح اللون في ظل التقنيقاف العلميقة الحديثقة علمقا ينبنقي علقى‬
‫أصول ومبابثا تمدنا بتقنياف متطورة لقياس درجة شقدة اللقون وصقفائه؛‬
‫وقبل الك كان العلماء القدماء قد تناولوه من مختلقا النقوابي كقل بسق‬
‫مجال اهتمامها وأفردوه بالتصنيا والدراسةا وأبرزهم الفقارابي وابقن بقزم‬
‫(‪)2‬‬
‫الندلسي اللذان ألفا رسالة في الموضوع سماها كل منهما رسالة اللقوان ا‬
‫والحسققين’بققن علققي النر َمققري المتققوفى سققنة ‪385‬هقققا صققاب الملم ق فققي‬
‫مسمياف اللوانا كما نظم أبو الحسن علي ابن العز الحنفقي (‪192-131‬هقق)‬
‫أرجوزة في تاكيد اللوانا وهي في أربعة عشقر بيتقاا وهقي المنظومقة التقي‬
‫شربها الشيل محمود شكري اللوسي (‪1392 -1212‬هق)‪ )3(.‬وكان مصدر‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسه في أماكن متفرقة‪.‬‬


‫(‪ )2‬ظهرف رسالة ابن بزم بتحقيق جماعيا عن نادي الرياض الدبيا كتقاب الشهر العدد‬
‫الثامن ‪ -1919‬شارك فقي تحقيقهقا كقل مقن عبقد’القربمن’بقن عقيقل ويحيقى محمققود‬
‫ساعاتقي؛ ومحبوب عبيد طقها الستقاا بقسم الفيزيققاء كليقة العلقوم جامعقة الريقاضا‬
‫ولقد بقاول المشقتغلون عليهقا بقراز مقد سهققام ابققن بقزم فقي القضايققا العلميققةا‬
‫ومقارنتهقا بما يحمله العلم في تقنياف اللقوانا والرسالقة أدمجهقا ابن بزم في البقاب‬
‫ما قبل الخير من كتابقه الفصل فقي الملل والهواء والنحل ‪ 211/5‬دار الجيل‪.‬‬
‫(‪ )3‬الرسالقة تقم نشقرهقا في جزأيقن في مجلقة المجمق العلمقي العقربققي بدمشققق العقددان‬
‫الثالث والراب سنة ‪1921‬م‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫النبقاف‬ ‫الببار الملونة في العصور القديمقةا مقن مشقتقاف الرض وبعق‬
‫ومن الحيوانا وكان الخطاطون هقم مقن يتقولى تحضقير الببقار بانفسقهم؛‬
‫فمن تمازج نباف اللقك بالشقم المقذاب لحشقرة البقق المقرقط يسقتخرجون‬
‫اللون البمرا واللون الصفر من الزعفران وقشور الجوز والرمانا ويصقن‬
‫الخضر من خليط الزنجبار بالزعفرانا أما الزرأ فمن عصارة نباف النيلقة‬
‫أو الصبر‪ .‬ولمحمد’بن ميمون الحميري المراكشقي (كقان بقيقد الحيقاة سقنة‬
‫‪ 699‬هق) كتاب الزهار في عمل الببارا أورد فيه أرب عشرة ومائة وصفة‬
‫لصققناعة المققدة‪ )1(.‬ولمعاصققره القللوسققي الندلسققي (‪ )121 -621‬رسققالة‬
‫بديعة في كيفية تحضير المدة والببارا سماها تحا الخقواص فقي طُقرع‬
‫الخواصا(‪ )2‬قدم فيه بد وعشرين طريقة السقتخالص المقدة السقوداءا‬
‫وخمج عشرة تركيبة بالنسبة لهببار الملونة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصدران جديقدان عن صناعة المخطقوط بول فنون تركي المقدادا بقراهيم شبققوحا‬
‫ضمن أعمال نقدوة؛ دراسقة المخطوطقاف اإلسالميققة بقين عتبققاراف المقادة والبشقرا‬
‫ماسسة الفرقان للتراث اإلسالميا لندن ‪ .1991‬ص‪ -21 :‬نتقاج الكتقاب المخطقوط‬
‫بققالمغربا للققدكتور الققوافي النققوبيا مجلققة كأسققيناك< العقققدد السققاب سققنة ‪.2212‬‬
‫ص‪.59’:‬‬
‫(‪ )2‬ظهرف عن مكتبة االسكندريةا بتحقيق بسام أبمد مختار العبادي‪.‬‬

‫‪116‬‬
111
‫مصحف مضبوط باأللوان‪ ،‬ي تي فيه الناسخ عقب مجموعة من اآليات‬
‫بما يناسبها من أحكام الرســم والفرش‪ ،‬يعود تاريخـه إلـى العصـرالمريني‪،‬‬
‫حبس على جامع األندلس في فاس‪ ،‬خزانة القرويين تحت رقم ‪.755‬‬

‫‪118‬‬
‫نفحة من الجزء السابع من ربعة الخليفة المرتضى الموحدي‬
‫مكتبة بيرتيش لندن‬

‫‪119‬‬
‫نفحات من ربعة أبي الحسن المريني‬
‫المتحف المقدسي بالمسجد األقصى‪ ،‬رقم‪:‬م‪/‬ش‪01/‬‬

‫‪122‬‬
‫نفحتان من الجزء األول من ربعة أبي زيان محمد’بن أبي حمو موسى‬
‫الزياني سلطان المغرب األوسط نسخت بخط يدو في تلمسان سنة ‪719‬هـ‬

‫نفحة مختارة من مصحف األمير عبد’اهلل الغالب السعدي سنة ‪157‬هــ‬


‫مكتبة بيرتيش لندن رقم‪97161 :‬‬

‫‪121‬‬
‫اإلرهانات الممهدة لإهور المصحف المحمدي األثري‬
‫تردد فقهاء الشريعة زاء طب القرآن الكريم أول ظهقور الطباعقةا وققد‬
‫ال نجد مبررا مقنعا لتلك المقاومة والقرف اللقذان أبقداهما هقاالء الفقهقاء‬
‫لمدة طويلةا رير أنه ال نستبعد أن يكون هذا االقتناع له عالقة باصطالباف‬
‫الضبطا التي تعذر على المطاب أول ظهورها توظيا ألوانها كمقا جقر بقه‬
‫العمل في كتابة المصابا القديمةا معتبرين أن الترميقز اللقوني مصقدر مقن‬
‫مصادر قوة النصا و ن االستغناء عنه يمج مباشرة بجقوهر الضقبط والقنقط‬
‫المعهودين في المصابا منذ زمن الصحابة والتابعين‪.‬‬
‫وتعود بنا أقدم مبادرة اقترابية لطب المصحا باللوان الماثورةا م‬
‫الشيل علي الضقباع شقيل الققراء وعمقوم المققارئ بمصقر (‪)1883 -1382‬‬
‫الذي ير بان‪ :‬كعلماء الضقبط كقانوا يلحققون هقذه البقرع بمقراء بققدر‬
‫بروع الكتابة الصليةا ولكن تعسر الك في المطاب فاكتفي بتصغيرها في‬
‫الداللة على المقصقود<(‪ .)1‬ونفقج العبقارة بتغييقر وزيقادة طفيفقةا ُايقل بهقا‬
‫مصحا المدينة المنورةا مستدركا أن ك لحاأ هذه البرع بالحمرة متيسقر‬
‫اينا ولو ضبطت المصابا بالحمرة والصقفرة والخضقرةا وفقق التفصقيل‬
‫المعروع في علقم الضقبط لكقان لقذلك سقلا صقحيح مقبقول<(‪ .)2‬ثقم مقن‬

‫(‪ )1‬ايل مصحا ورش عن ناف بخط الشيل محمد’بن علي’بن خلا الحسيني المصقريا‬
‫الذي طبعته الحكومة المصرية سنة ‪1393‬هقق باعتنقاء الشقيل علقي ابقن محمقد الضقباع‬
‫ربمه اهلل‪.‬‬
‫(‪ )2‬مصحا المدينة المنورةا برواية ورش عن ناف ا مجم الملك فهد لطباعة المصقحا‬
‫الشريا‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫بعققدهم الشققيل أبققو عبققد’التققواب عبققد’المجيققد ريققاشا وهققو مققن كبققار‬
‫المتخصصين في علوم القرآن بالجزائرا الذي أبان عن مثل هقذا مقن خقالل‬
‫ما ايل به مصحفه الصادر عن دار ابن الحفصي برواية بفصا يقول‪ :‬ككان‬
‫أملنا أن نقدم المصحا لقرائه الكرام بالوانه الثالثة التقي اسقتعملها أسقالفنا‬
‫في ضبط كتاب اهللا وهي الخضر أو الالزورد والصفر والبمرا وبما أن‬
‫تنفيذ تلك اللوان يحتاج لى قوة آلة الطب ا فايالف القديمة تققل جودتهقا‬
‫فتتزبزح اللوان عن محالهقاا وهقذا القذي ال نريقدها ضقافة لقى تكقاليا‬
‫الطب ا من أجل الك قمنا بجم اللوان الثالثة الملحقة من طرع الضقباط‬
‫في لون وابقدا مخقالا للقون مقا أثبقت مقن طقرع كتبقة القوبي رضقي’اهلل‬
‫عنهم‪.‬‬
‫الفكرة نفسها سقاقها القدكتور أبمقد خالقد شقكريا بقين اعتبقر هقو‬
‫ايخر أن المصابا كانت تضقبط ققديما بقاللوانا وتوققا الكتقاب علقى‬
‫هذا الصني منذ ظهور الطباعةا بيث كان مقن المتعقذر علقى المطقاب أول‬
‫ظهورها تلقوين الحقروعا فاصقبحت كلهقا بلقون وابقد موافقق للقون مقداد‬
‫المصحا م تصقغير الحقروع الملحققةا وبمقا أن المطقاب اين أصقبحت‬
‫تملققك القققدرة علققى تلققوين الحققروع والحركققافا وأصققبح القققائمون علققى‬
‫طباعققة المصققابا يتفننققون فققي تلققوين بعق الحققروع مققن بققاب الزخرفققة‬
‫وجذب االنتباها أو من باب التنبيه علقى بعق أوجقه الققراءةا فقاولى مقن‬
‫هققذا أن يعققاد بالضققبط لققى الصققلا ويعققود تلققوين الحققروع الملحقققةا‬
‫والحركاف والنقاط والهمزافا باللون البمر كما عليه المر سقابقاا وققد‬

‫‪123‬‬
‫يجد الناس في هذا المقر ررابقة فقي أولقها ولكقنهم مق الوققت سقيعتادون‬
‫عليه ويتعارفونه‪.)1(»..‬‬

‫ومما دعا لى ضرورة التفكير في طب المصحا المحمدي المضبوط‬


‫باللوان والعمل على خراجه لى الوجودا بعقد أن كقان عبقارة عقن مقتقرح‬
‫وواق مامولا تفشي المصابا الملونة على أوس نطاأا وما نتج عنها من‬
‫خلط وتلفيقا يخالا اصطالباف النقط والضبط على مقا جقر بقه العمقل‬
‫(‪)2‬‬
‫عند السلاا وما نصت عليه أمهاف كت علوم القرآن‪.‬‬
‫وكانققت دولققة تشققاد مققن بققواكير الققدول التققي عملققت علققى طب ق أول‬
‫مصحا أثري مضبوط باللوانا علقى طريققة مقا يسقمى بالفاكسقيميلا فقي‬
‫بدود الثمانيناف من الققرن الحقاليا بعنايقة المحسقن الكقاميرونيا الحقاج‬
‫بسن أنو مدرما وهو برواية ورش عن ناف من طريق الزرأ‪.‬‬
‫يقول في شانه أستاانا الدكتور التهامي الراجي الهاشقمي‪ :‬ككتق هقذا‬
‫المصققحا الجميققلا المكتققوب باربعققة ألققوانا او التسققفير النيقققا كتبققت‬
‫الهمزة فيه باللون الصفرا وهذا هو المنهج الذي اتبعه السقلا رضقوان’اهلل‬
‫علققيهم فققي رسققم الهمققزةا أمققا الحركققاف علققى الحققروع فاثبتققت فققي هققذا‬
‫المصققحا بققالبمرا تطبيقققا لمققا درج عليققه التققابعون ربمهققم اهللا ونظققرا‬

‫كلماف التنزيلا ص‪263 :‬‬ ‫(‪ )1‬الترجيح والتعليل لرسم وضبط بع‬
‫(‪ )2‬تنظر دراسة الدكتور بسن بميتوا بول الترميز اللوني في المصحا الشريا (مصقدر‬
‫سابق)‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الرتفاع ثمن هذا المصحاا فدنه قليقل ال يكقاد المقرء يعثقر عليقه ال بشقق‬
‫النفج<(‪.)1‬‬
‫وفي قري منه بسنوافا ظهقر بطريققة الفاكسقيميلي أيضقاا مصقحا‬
‫السلطان أبمد المنصور الذهبيا عن بقد دور النشقر فقي سقبانيا بعنايقة‬
‫البروفيسور ‪ Don Jose Manel RuizAsencio‬الستاا بجامعة بلد الوليد‬
‫بدسبانيا‪.‬‬
‫وفي سقنة ‪ 2226‬وبقنفج الطريققةا عملقت وزارة الوققاع والشقاون‬
‫اإلسالمية المغربيةا على طب جزء من ربعة السلطان أبي الحسن المرينقيا‬
‫المحفوق أصلها بالمتحا اإلسالمي بالقدس الشريا‪.‬‬
‫رير أن هقذا النقوع مقن المصقابا لقم يكقن موضق التنفيقذ بالطباعقة‬
‫الحديثةا ال م ماسسقة محمقد السقادس لنشقر المصقحا الشقرياا التقي‬
‫بولته من المستو الفردي لى مستو ماسساتي سوع يوبد المرجعية في‬
‫ضبط هقذا النقوع مقن المصقاباا خاصقة وأنقه بظقي بعنايقة فنيقة وعلميقة‬
‫بدشراع ثلة من كبار العلماء المتخصصين في مجال علوم القرآن‪..‬‬

‫(‪ )1‬دعوة الحق عدد ‪ 269‬ماي أبريل ‪ 1988‬ص‪.225 :‬‬

‫‪125‬‬
‫(مصحا المنصور الذهبي مطبوع بطريقة الفاكسيميل في سبانيا)‬

‫من المصحف المدني إلى المصحف المحمدي‬

‫‪126‬‬
‫شققاء القققدر أن يققوزع المصققحا الشققريا فققي عهققد السققلطان محمققد‬
‫السادس أكثر من ريره ممن تعاقبوا على بكم المغقربا ا ال يكقاد مسقجد‬
‫فققي المققدن والبققوادي يخلققو منققها كمققا بظيققت بعقق الققدول اإلفريقيققة‬
‫والوروبية بحصة وافرة منه‪.‬‬
‫ومن مظاهر العناية بالمصحا الشريا في عهدها ما قامقت بقه وزارة‬
‫الوقققاع والشققاون اإلسققالمية مققن عققادة طبق ترجمققة القققرآن الكققريم لققى‬
‫الفرنسية واإلنجليزيةا و عادة تصوير مصحا أبي الحسن المرينيا بطريققة‬
‫الفاكسيميل سنة ‪1926‬هقا وكذلك طب المصحا المحمدي علقى أنصقاع‬
‫البزاب برواية ورش عن ناف ا سنة ‪1935‬هقا بقالخط المغربقي المجقوهر‬
‫بقلم الستاا محمد المعلمينا وزخرفة الفنان علي الداهية‪.‬‬
‫ومن مظاهر بواعث النهضة المعرفية التي شهدها المغقرب فقي ايونقة‬
‫الخيرةا بداث جائزة محمقد السقادس للخقط المغربقي سقنة ‪ 2221‬ومقن‬
‫بعدها جائزة محمد السادس للزخرفقة سقنة‪2219‬ا وهقذا مقن شقانه أن يمقد‬
‫الحركة الخطية والزخرفية بدماء جديدةا يلتقي فيها الرافدين لتغذية الصناعة‬
‫المصققحفية وبعثهققا مققن جديققدا جريققا علققى االبتفققاق بمنطققق االسققتمرارية‬
‫والحفاق على جان من الهوية الثقافية‪.‬‬
‫كما عملقت ماسسقة محمقد السقادس لنشقر المصقحا الشقريا علقى‬
‫نجاز مصحا مسب ا برواية ورش عقن مقام المدينقة نقاف مقن طريقق أبقي‬
‫يعقوب الزرأا بالوان الضبط المقاثورةا والقذي تطمقح القوزارة أن يكقون‬
‫الول في البالد اإلسالميةا من بيث خطه وكتابته وضبطه باللوان الماثورة‬

‫‪121‬‬
‫عققن السققلاا ممققا ظلققت تكت ق بققه المصققابا والربعققاف فققي المغققرب‬
‫منذ صدر اإلسالما على طريقة الصحابة والتقابعينا القذين وضقعوا أصقول‬
‫الرسم والضبط وعد اييا وميزوا فيما بينها بالوان اصطالبيةا ظل العمل‬
‫عليهققا فققي كتابققة المصققابا لققى قريق مققن عصققرنا و لققى ظهققور الطباعققة‬
‫(‪)1‬‬
‫العصرية<‪.‬‬
‫وقال الدكتور عبد’الهادي بميتوا عضو الهيئة العلمية لماسسة محمد‬
‫السادس لنشر المصحا الشريا في مققال لقه‪ :‬كأن ألقوان الضقبط المقاثورة‬
‫هي اللوان الربعة المسقتعملة عنقد السقلا فقي كتابقة المصقابا الشقريفة‬
‫ونقطها وضبطهاا وهي السوادا وهو الصل الذي يكت بقه القنص القرآنقي‬
‫كما رسمه به الصحابة من كتاب المصحا اإلماما الذي كتبه زيد’بن ثابقت‬
‫ومن معه لعثمان’بن عفانا ويكت به نقط الحروع تبعا لنقط النص به كمقا‬
‫نقطه بذلك من نقطه من التابعينا ثم الحمرة والصفرة والخضرة‪.‬‬
‫و ن الققذي توختققه الماسسققة مققن اقترابهققا علققى الققوزارة نجققاز هققذا‬
‫المصحاا أن يكون من جهة بياء للطريقة المغربية الثريقة المثلقىا ااف‬
‫الطاب المغربي على الطراز المدني الماثورا القذي اسقتمر عليقه العمقل فقي‬
‫المصابا المغربية لى قري من عهدناا ومن جهقة ثانيقةا ليكقون بقد‬
‫مكثر الريادة والسبق لبالدنا على البلدان العربية واإلسقالمية التقي تحلقى بهقا‬
‫عهد أميقر المقومنينا وتكلقل بهقا سقعي الماسسقة الناشقئةا ليكقون بقد‬
‫العمال العلمية المغربية التي قدمها جاللته من خالل الماسسة المختصقةا‬

‫(‪ )1‬رهاصاف المصحا الرسمي في المغربا ص‪16 :‬‬

‫‪128‬‬
‫خدمة لكتاب’اهلل و رناء لحقل علومه وشئون المصحا الشريا اي شقرفها‬
‫بالقيام بالعناية به والسهر عليه<(‪ .)1‬جريا على االبتفاق بمنطق االسقتمرارية‬
‫والحفاق على الهوية الثقافية‪.‬‬
‫والمصحا المحمدي المسب في طبعتقه هقذه يعقززا مقا بقاف عليقه‬
‫السلا الصالح في كتابة المصحا الشرياا ويكون بذلك قد أهد للعالم‬
‫اإلسققالمي تحفققة رائعققة؛ خاصققة وأننققا ال نكققاد نسققم مققن يتحققدث عققن‬
‫المصحا بهذا الشكلا اختير لكتابته سبعة خطاطين شباب مهرةا استغرقوا‬
‫في كتابتقه قرابقة ثالثقة أشقهرا وهقم بسق تقرتيبهم فقي كتابقة المصقحا‪:‬‬
‫عبد’الربيم كولين من الدار البيضاءا عبد’العزيز مجيق مقن سقيدي بنقورا‬
‫عمر َأدال من ميدلتا رشيد زرطقا مقن خنيفقرةا عبقد’المجيقد العقرج مقن‬
‫تازةا عبد’العزيز الدورمي من المحمدية ثم عبد’الصمد محفقاض مقن القدار‬
‫البيضاءا سخروا كفاءتهم العالية من أجل خراج هذا المصحا على أكمقل‬
‫وجققه ممكققنا وبدشققراع هيئققة علميققة عليققاا مققن شققيوخ علققم القققراءاف‬
‫بالمغربا وتتكقون هقذه الهيئقة مقن السقادة السقاتيذا لحسقن الربمقونيا‬
‫عبد’الهادي بميتوا مصطفى البحياوي ومحمد’بن الشريا السحابي‪.‬‬
‫أما الزخرفة فتولى أمرها الفنان علي الداهية الخطاط بالديوان الملكقي‬
‫والمعالجة الفنية لهستاا محمد أوينايتا أستاا مادة النفوررافياا شعبة فن‬
‫الخط العربي باكاديمية الفنون التقليدية التابعة لماسسة مسجد الحسن الثاني‬
‫بالدار البيضاء‪.‬‬

‫(‪ )1‬جريدة التجديد المغربية ليوم ‪.2213 – 21 -11‬‬

‫‪129‬‬
‫أما دخال التعديالف الخيرةا بعد خضاعها للمراجعة والتمحقيصا‬
‫وكذا دراج عناوين السور ومفاتيحهاا وأسماء البزاب ومواطن النصقاع‬
‫والربققاع والثمققان وعالماتهققاا وفهققارس السققورا وريرهققا مققن اللمسققاف‬
‫الخيرةا فهي من أصع مرابل تصفيا المصحاا تتطل الدقة ودرجقة‬
‫عالية من الصبر والتركيزا وقد تولت معالجته المهندسة هبة الزموري‪.‬‬
‫وبققذلك تكققون ماسسققة محمققد السققادس لنشققر المصققحا الشققرياا‬
‫بازف قص السبق في براز هذا العمل العلميا مسقاهمة منهقا فقي خدمقة‬
‫كتاب اهللا و رناء للحفاق عليه بدبياء سنة كتابته علقى مقا جقر بقه العمقل‬
‫عند السلا من الصحابة والتابعين‪ .‬وقد اتخذ مجلقج دارة هقذه الماسسقة‬
‫في دورته الرابعة المنعقدة يوم االثنين‪ 32‬أبريل ‪2212‬ا ققرارا بطبق عشقرة‬
‫(‪)1‬‬
‫آيع نسخة من هذا المصحا في البدايةا وتوزيعه على المساجد‪.‬‬

‫المتطلبات الفنية والتقنية لطباعة المصحف األثري‬

‫(‪ )1‬جريدة التجديد بتاريل ‪12‬رشت ‪.2213‬‬

‫‪132‬‬
‫يمر المصحا المخطوطا بعقد مراجعتقه بعقدة مرابقل مقن التوريقق؛‬
‫أولها يسقند لقى فنقان مخقتص فقي التقزيين والزخرفقةا يققوم بتقزيين طقاره‬
‫وتحلية هوامشه بما يوافقها من الزخارع واللوان‪ .‬وقد كانقت الزخرفقة فقي‬
‫البداية مجرد منمنماف منتظمةا ثم تطورف لقى أشقكال هندسقية ووبقداف‬
‫زخرفيققة لهققا أصققول وقواعققدا وقققد تفققنن المزخرفققون المغاربققة فققي تحليققة‬
‫التراجم التي تمه الصفحاف الولى والخيرة من المصحاا م ما يتخللها‬
‫من فواصل تشير لى مواطن العد والسجداف والبزاب وأجزائهاا وفق مقا‬
‫يناسبها من ألوان أكثر ما يظهر عليها التاثير المغربي‪.‬‬

‫المعالجة التقنية واإلعداد للطباعة‬


‫تققاتي هققذه المربلققة بعققد تمققام الخطققاط والمزخققرع كتابققة صققفحاف‬
‫المصحا وزخرفتها يدويا على الوراأا باستعمال المدة السوداء والملونة‬
‫والقالم القصبية‪.‬‬
‫ولمققا كانققت عمليققة الطباعققة بتقنيققة الوفسققيت تسققتلزم نسققخا رقميققة‬
‫بمواصققفاف معينققة تتققيح جققراء أي تعققديالف البقققة؛ سققواء علققى مسققتو‬
‫اللوان المستخدمة في الضبطا أو على مستو السواد المستخدم في النص‬
‫ااته لتعديله عند الضرورةا فدن الخطوة المواليقة هقي جقراء مسقح ضقوئيا‬
‫بجودة عالية على كل الصفحاف المخطوطقةا بعقد هقذا نحصقل علقى نسقل‬
‫رقمية هي بمثابة المادة الخام لبدء مرابل معالجة رقمية دقيقةا تسقتغرأ ققق‬
‫في الغال قق أضعاع ما أخذته عمليقة الكتابقة نفسقها؛ والقك نظقرا لسقببين‬
‫رئيسين‪:‬‬
‫َ‬

‫‪131‬‬
‫أولهمققا‪ :‬كققون الطباعققة المصققحفية تتطل ق مواصققفاف جققودة معينققةا‬
‫آخرهمققا‪ :‬تعققدد التعققديالف بتعققدد عمليققاف التصققحيح التققي أجرتهققا الهيققاة‬
‫العلمية المكلفة بالتصحيحافا وقد يستلزم المقر أبيانقا العقودة لقى نقطقة‬
‫الصاا ر بتكليا أبد الخطاطين عادة نسل بع الصفحافا فتعقاد كقل‬
‫المرابل الالبقةا بدءا بالمسح الضوئي‪..‬‬

‫المعالجة الفنية‬
‫بعد ما يكون الخطاطون والمزخرفون قد أنهقوا عملهقما تقاتي مرابقل‬
‫أخر ا منها ما هو تقني مح كعملية المسح الضوئيا ومنها ما يجم بين‬
‫الطاب التقني والفني؛ والقك كلقه قبقل البقدء الفعلقي لعمليقة الطباعقة علقى‬
‫الورأ النهائي‪.‬ويمكن جمال هذه المرابل فيما يلي‪:‬‬
‫المسح الضوئي لعمل الخطاطين والمزخرفينا تنقيقة النسقخة الرقميقة‬
‫من الشوائ ا توبيد لون السوادا تصحيح اللقوان ثقم فصقلها فقي طبققاف‬
‫‪ Couches‬لتسهيل عمليقة الطباعقة فيمقا بعقد‪..‬ثقم تحويقل أطقر الصقفحاف‬
‫واللوبققاف الزخرفيققة وعالمققاف البققزاب والنصققاع والربققاع والثمققان‬
‫والسجدافا من نظام النقط ‪ matriciel‬لى نظام المتجهاف ‪.Vectoriel‬‬

‫تنقية النسخة الرقمية من الشوائب‬


‫ويقصد بالشوائ هنا التي تتخلل سواء بياض الورقة نفسقها أو ألقوان‬
‫المدة المستخدمةا وهناك نوعان من الشقوائ ا شقوائ ال يمكقن تفاديهقا‬

‫‪132‬‬
‫بحالا وهي التي ترج للطبيعة الفيزيائية لمادة الورقة والمقدة المسقتعملةا‬
‫وكيفية تفاعلها م الضقوء ومقادة القورأ‪ ..‬وهنقاك شقوائ يمكقن تفاديهقاا‬
‫وهي التي تكون من قبيل ما يق من الخطاط أثناء الكتابةا من بق بسقيطةا‬
‫أو قطراف دقيقة قد تطال بياض الورقةا أو ما ينشا عن التصحيح بالمحو أو‬
‫ريره‪..‬‬
‫المعالجة الفنية للحروف وعالمات الضبط الملونة‬
‫مبدئيا الينبغي للتقنقي أن يتقدخل فقي صقميم الحقرعا والقك بتغييقر‬
‫شكله أو بجمها لن الك تقدخل فقي مهمقة الخطقاطا كمقا أن الخطقاطين‬
‫بدورهم ال يحبذون الكا بقل يرونقه تطقاوال علقى دورهقما ريقر أن الواقق‬
‫العملي يجعل هذا المر أبيانا ضرورة البد منهاا شريطة أن يكون المتدخل‬
‫بدوره خطاطاا أو على القل اا دراية كافية بالخصائص الفنية للخط المراد‬
‫تعديله‪.‬‬
‫وهذه بع المثلة للحاالف التي يتحتم فيهقا هقذا التقدخل مقا قصقد‬
‫التعديلا أو بغرض التصحيح‪.‬‬

‫التدخالت لغرض التعديل‬


‫ويقصد بها ما كان من قبيل تقويم اعوجاج في بقرع كقاللا عقادةا‬
‫أو تشذي برع متضخم بسب سيالن مدادا ونحو الك‪..‬‬
‫وجدير باإلشارة هنا لى أن هذا النوع مقن التشقوهاف فقي الحقرع ال‬
‫ينشا بالضقرورة عقن تقصقيرا أو ضقعا فقي عمقل الخطقاطا بقل مقرده فقي‬

‫‪133‬‬
‫الغالق لققى بجققم الكتابققةا وطبيعققة الخطققوط الدقيقققةا مقارنققة مق الخققط‬
‫الجليا مما يجعل التحكم في الحرع أقل سالسة من التحكم فيها في بال‬
‫الكتابة بالخط الجليا كمقا أن مقا يبقدو تشقوها كبيقرا بقالحرع فقي النسقخة‬
‫الرقميققة علققى الشاشققةا نجققده يكققاد ال يققر بققالعين المجققردة علققى الورقققة‬
‫الصلية‪.‬‬

‫التدخالت لغرض التصحيح‬


‫ويقصد بهقا مقا يكقون عقق جلسقاف المراجعقة والتصقحيح مقن قبقل‬
‫العلماءا كتحريك ألا محذوفة من مكانهاا أو زيادة عالمة ضبط لم تكت‬
‫أصالا أو تحريك همز لفصله عن الحقرع أو لصققه بقها بقل وتغييقر شقكل‬
‫برع ليوافق المرسوم مقا صقح مقن أصقول الضقبط و ن تعقارض مق معيقار‬
‫الجمال عند الخطاطا لى رير الك‪..‬‬

‫معالجة األلوان االنطالحية‬


‫اا أخذنا مثال اللون السود (الصورة‪ :‬أ)ا فدن سواده قبقل المعالجقة‬
‫لققيج متجانسققاا أو بعبققارة أدأ لققيج سققوادا أصققالا و نمققا هققو عبققارة عققن‬
‫مجموعة نقاط ملونة موزعة عشوائيا على مسابة تبدو بدورها بيضقاء للعقين‬
‫المجردةا والك مما يحول دون تمام الدققة فقي عمليقة فصقل اللقوان التقي‬
‫تتطلبها عملية الطباعة بتقنية الوفستا وبالتالي تعذر بلوغ الجودة المطلوبة‬
‫في طباعة المصحا ما لم تتم معالجتها بدقة‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الصورة‪:‬أ (مقارنة عينة من المصحف األثري قبـل وبعـد المعالجـة الرقميـة)‬
‫== قبل معالجة اللون‬
‫نقطة لها قيمة رقمية مستقلة‪.‬‬

‫خلفية بيضاء تتكون من مجموعة نققط‬


‫عشوائية من اللقوان الفاتحقةا بحيقث‬
‫كل نقطة لها قيمة رقمية مستقلة‬

‫سققواد متكققون مققن مجموعققة نقققط‬


‫خقققط رمقققادي نقققاتج عقققن تسقققطير‬
‫‪ pixel‬عشققوائية منققاللوان الداكنققةا‬
‫الورقة‬
‫بحيث كقل نقطقة منهقا لهقا قيمةرقميقة‬
‫مستقلة‪.‬رقميةمستقلة‪.‬‬

‫خلفيققة بيضققاء متجانسققةا بحيثكققل‬


‫== بعد معالجة اللون‬
‫النقط فيها لها قيمة رقمية موبدة‪.‬‬

‫سواد متجقانجا بيقث أن كقل‬


‫الققنقط لهققا قيمةرقميققة موبققدةا‬
‫مققق اختفقققاء التقققدرج و الخقققط‬
‫الرمادي‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ضافة لى ماسلا فدنه يتم أيضا في هذه المربلة محو كل العالمقاف‬
‫والرقققاما التققي يضققعها الخطققاط (انظققر الصققورة‪ :‬ب)ا والققك بتققى يققتم‬
‫تعويضها في مربلة البقة بالشقكال الزخرفيقة النهائيقة التقي تقتم معالجتهقا‬
‫بققدورها بشققكل مسققتقلا بعققد تسققلمها مققن الفنققان المكلققا بدنجققاز أعمققال‬
‫الزخرفة‪.‬‬
‫الشكل‪ :‬ب (إزالة األرقام والمعالم المؤقتة)‬

‫معالجة الهمزات وعالمات الضبط‬


‫لققى جانق عالمققاف الضققبط بققاللون البمققر فققدن الهمققزاف الملونققة‬
‫أخذف النصي الكبر من بيث وققت المعالجقةا والقك سقواء مقن بيقث‬

‫‪136‬‬
‫ألوانهقاا أو أشقكالهاا أو المسقافة التقي تفصقلها عقن بروفهقاا ولمقا كانققت‬
‫معالجة هقذه الهمقزاف تطقرح كثيقرا مقن المشقاكل التقنيقة مقن بيقث تقرميم‬
‫شكلهاا وفصل ألوانها التي تمتزج أبيانا م الحروع في بال اتصالها بهاا‬
‫كان من الالزم عادة كتابة جمي الهمزاف في المصحاا مما ييسر بالتقالي‬
‫توبيدهاا ثم تعديلها تبعا لتوجيهاف اللجنة العلمية ثر كل عملية تصحيح‪.‬‬

‫م ـال لتداخـل األلـوان‬

‫بعد المعالجة‬ ‫قبل المعالجة‬


‫تمازج نفرة الهمز مع سواد األلف‪ .‬اختفقاء التداخقلا م نققاء اللققوان‬
‫مــع تخلــل الســواد لحمــرة عالمــات‬
‫الضبط‪..‬‬

‫‪131‬‬
‫م ال لعالمة همز خضراء قبل وبعد المعالجة‬

‫بعد المعالجة‬ ‫قبل المعالجة‬


‫من بيث الشكل‪ :‬بواع متموجة بافة تامة اإلستدارة‪.‬‬
‫قياس القطر موبد في كل المصحا‬ ‫رير تامة اإلستدارة‪.‬‬
‫مققن بيققث قيققاس القطققر‪ :‬مقققداره بمقدار‪ 52 :‬نقطة‪.‬‬
‫يتفاوف من دائرة لى أخر ‪ ...‬لققون أخضققر متجققانج بقيمققة موبققدة‬
‫مققن بيققث اللققون‪ :‬متققدرج وريققر (انإر الجدول التفصيلي لأللوان)‬
‫متجانج‬

‫‪138‬‬
‫جدول تفصيلي لأللوان المستخدمة فـي المصـحف الملـون مـع بيـان مكانهـا‬
‫وقيمها الرقمية‬

‫‪ CMJN‬القيمة الرقمية حسب‬ ‫مكانه من المصحف‬ ‫اللون‬


‫نإام‬
‫(‪(C:00/M:00/J:00/N:100‬‬ ‫كتابة النص القرآني‬ ‫السود‬
‫(‪(C:00/M:00/J:00/N:00‬‬ ‫لون خلفية الكتابة (قبل‬ ‫البي‬
‫الطباعة)‬
‫)‪(C:00/M:/122J:/122N:9‬‬ ‫كتابة اإلمالة وهمزة‬ ‫البمر‬
‫التسهيل‬
‫)‪(C:/122M:00/J:/122N:9‬‬ ‫كتابة همزاف الوصل‬ ‫الخضر‬
‫)‪(C:00/M:00/J:/122N:)9‬‬ ‫كتابة همزاف القط‬ ‫الصفر‬

‫جدول يبين األدوات والبرمجيات المستعملة في معالجة مصحف األلوان‬

‫اإلستعمال‬ ‫التجهيزات والبرمجيات‬


‫جهاز سكانير من الحجم الكبيرا فئة‪ A3‬المســـح الضـــوئي لصـــفحات‬
‫المصـــــــحف‪ ،‬واللوحـــــــات‬
‫الزخرفية‬

‫‪139‬‬
‫بواسي معدة لعمال الجرافيك ومعالجة معالجقققققة النسقققققل الرقميقققققة‬
‫الصققورا مجهققزة ببطاقققاف جرافيققك عاليققة للصفحاف وأعمال الزخرفة‬
‫الداءا وشاشقاف واسقعة عاليقة الدققة بمققا‬
‫يكفي للعمل على التفاصيل الدقيقة‪.‬‬
‫لقوح جرافيقك )‪ )Tablette graphique‬للعمققققققل بسالسققققققة علققققققى‬
‫التفاصيلا وتشذي (تقرتيأ)‬
‫الحرع عند اللزوم‪.‬‬
‫الجققققراء طبعققققاف تجريبيققققةا‬ ‫طابعة ليقزرا فئة‪A3‬‬
‫مراقبققققة الجققققودةا وتسققققجيل‬
‫مالبظاف وتصحيحاف السادة‬
‫العلماء‪.‬‬
‫معالجقققققة النسقققققل الرقميقققققة‬ ‫برمجية فوتوشوب (‪)Photoshop‬‬
‫للصفحاف وأعمال الزخرفة‬
‫معالجة العناصر الزخرفية بعقد‬ ‫برمجية ليستراتور (‪)illustrator‬‬
‫تحويلها لى نظام المتجهاف‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫المعالجة التقنية والفنية للزخارف‬
‫‪la‬‬ ‫تخض أعمال الزخرفة بدورها لمعالجة خاصقة يصقطلح عليهقا ب‬
‫‪ vectorisation‬وتعني التحويل لى نظام المتجهافا فبعد المسح الضوئي‬
‫الذي ال يستغرأ عدا بض لحظافا نحصل بشكل آلقي علقى صقور رقميقة‬
‫مطابقة لهصل بنظام النقطا ولما كان هذا النظام ال يقوفر الجقودة أو الدققة‬
‫المنشودة في الطباعة المصحفيةا كان البقد مقن‬
‫عادة رسم الزخارع من جديد بكل تفاصقيلهاا والقك بتقى نحصقل‬
‫على نسقل رقميقة بنظقام المتجهقافا ممقا يقوفر أيضقا كثيقرا مقن المميقزاف‬
‫الخر ا من بيث سهولة جراء التعديالف المختلفةا سواء علقى مسقتو‬
‫اللونا أو الشكلا أو اإلدماج داخل الصفحة‪..‬‬
‫نماذج من الزخارف قبل وبعد معالجتهـا وتحويلهـا لنإـام المتجهـات‬
‫(‪)le mode vectoriel‬‬

‫نورة مكبرة لجزء من عنصر زخرفي لتوضيح الفرق بين النإامين‬

‫‪191‬‬
‫قبل المعالجة‬
‫ظاااااام الااااانق ‪ Matriciel‬كلماااااا‬
‫اقتربنااا ماان التفاصاايل‪ ،‬ظهاارت‬
‫مربعاااات صاااغيرة‪ ،‬ماااا يعااارف‬
‫بظاااهرة ‪ ،la pixelisation‬ممااا‬
‫يعطاااي ا طناعاااا ضااانابيا ياااوحي‬
‫بردا ة الصورة‪.‬‬

‫بعد المعالجة‬
‫ظااام المتجهااات‪ Vectoriel‬مهمااا‬
‫اقتربنااااا ماااان التفاصاااايل‪ ،‬فاااا ن‬
‫الجاااودة ال تتاااأثر وال تظهااار أي‬
‫مربعات‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪ .1‬أدب اإلمالء واالستمالءا لبي سعيد عبد’الكريم السمعانيا دار الكت‬
‫العلمية بيروفا دون تاريل‪.‬‬
‫‪ .2‬أبسن التقاسيم لى معرفقة الققاليما للمقدسقي البشقاريا تحقيقق؛ دي‬
‫رويها الطبعة الثانية ليدن ‪.1926‬‬

‫‪ .3‬استعمال اللوان في اصطالباف ضبط المصابا عند علمقاء النقدلج‬


‫والمغربا بقين التاصقيل الفقهقي والتطبيقق المنهجقيا للقدكتور مقوالي‬

‫‪193‬‬
‫محمققد اإلدريسققي الطققاهريا الطبعققة الولققى ‪2229‬ا مطبعققة النجققاح‬
‫الجديدة الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ .9‬تققاريل المصققحا الشققريا بققالمغربا محمققد المنققونيا مجلققة معهققد‬
‫المخطوطاف العربية العدد‪ 15:‬السنة ‪.1969‬‬

‫‪ .5‬تققاريل المكتبققاف اإلسققالمية ومققن ألققا فققي الكت ق للشققيل عبققد’الحققي‬


‫الكتانيا ضبط وتعليق‪ :‬أبمد شوقي بنبينا وعبد القادر سعودا الطبعقة‬
‫الولى ‪2229‬ا المطبعة والوراقة الوطنية مراكأ‪.‬‬
‫‪ .6‬تققاريل خققزائن الكتق بققالمغرب للققدكتور أبمققد شققوقي بنبققينا ترجمققة‬
‫مصققطفى الطققوبي الطبعققة الولققى ‪2223‬ا المطبعققة والوراقققة الوطنيققة‬
‫مراكأ‪.‬‬
‫‪ .1‬تحفققة الخققواص فققي ظققرع الخققواصا فققي صققنعة المققدة والصققباغ‬
‫والدهققانا لبققي بكققر محمققد’بققن محمققد القللوسققي الندلسققيا تحقيققق‬
‫بسام أبمد مختار العباديا مكتبة اإلسكندرية ‪.2221‬‬

‫‪ .8‬الترجيح والتعليل لرسم وضقبط بعق كلمقاف التنزيقلا للقدكتور أبمقد‬


‫خالد شكريا منشور بمجلة معهد اإلمام الشقاطبي للدراسقاف القرآنيقةا‬
‫العدد الثالث ‪.1928‬‬

‫‪ .9‬خطوط المصابا عند المشارقة والمغاربةا من القرن الراب لى العاشر‬


‫الهجققريا الققدكتور محمققد’بققن سققعيد شققريفيا الشققركة الوطنيققة للنشققر‬
‫والتوزي الجزائرا الطبعة الولى ‪.1982‬‬

‫‪199‬‬
‫‪ .12‬دليل الحيران على مورد الظمكن في فنقي الرسقم والضقبط للمقاررني دار‬
‫الكت العلمية بيروفا الطبعة الولى ‪.1995‬‬

‫‪ .11‬ايل مقورد الظمقكن فقي فقن ضقبط مرسقوم الققرآنا لإلمقام أبقي عبقد’اهلل‬
‫الشريشققي الخققرازا تحقيققق السققتاا مصققطفى البحيققاويا سلسققلة علققوم‬
‫المصحاا منشوراف ماسسة محمد السادس لنشر المصحا الشرياا‬
‫الطبعة الولى ‪.2213‬‬

‫‪ .12‬ربلة المصحا الشريا من الجريقد لقى التجليقدا بسقن قاسقم بقبأ‬


‫البياتيا دار القلم بيروفا الطبعة الولى ‪.1993‬‬

‫‪ .13‬رسالة في تاكيد اللوانا بسبما نطق به العرب العرباء في قديم الزمانا‬


‫مجلة المجم العلمي العربي دمشقا العددان ‪ 9-3‬سنة ‪.1921‬‬

‫‪ .19‬عمققدة الكتققاب وعققدة اوي اللبققاب فققي صققفة الخققط والقققالم والمققداد‬
‫والليق والحبر والصقباغ وآلقة التجليقدا للمعقز’بقن بقاديج الصقنهاجيا‬
‫تحقيق وتقديم نجي مايل الهرويا منشوراف مجم البحوث اإلسالمية‬
‫يرانا الطبعة الولى ‪.1929‬‬

‫‪ .15‬فققتح المغيققث بشققرح ألفيققة الحققديث لشققمج الققدين السققخاويا دراسققة‬


‫وتحقيق عبد’الكريم’بن الخضير ومحمد’بن عبد’اهلل آل فهيقدا مكتبقة دار‬
‫المنهج للنشر والتوزي الرياض‪.‬‬
‫‪ .16‬الفهرست البن النديما دار نشر المعرفة بيروفا دون تاريل‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫‪ .11‬القققراءاف بدفريقيققة مققن القققتح لققى منتصققا القققرن الخققامج الهجققريا‬
‫الدكتورة هند شلبيا الدار العربية للكتابا الطبعة الولى ‪.1983‬‬

‫‪ .18‬صبح العشى في صناعة اإلنشاا أبمقد’بقن علقي القلقشقنديا المطبعقة‬


‫الميرية القاهرةا دون تاريل‪.‬‬
‫‪ .19‬الطراز فقي شقرح ضقبط الخقرازا لبقي عبقد’اهلل التنسقيا تحقيقق أبمقد‬
‫شرشققالا منشققوراف مجم ق الملققك فهققد لطباعققة المصققحا الشققريا‬
‫بالمدينة المنورةا الطبعة الولى ‪.2222‬‬

‫‪ .22‬كتاب النقط لبي عمرو الدانيا تحقيق محمد أبمد دهمقانا دار الفكقر‬
‫دمشقا الطبعة الثانية ‪.1983‬‬

‫‪ .21‬كتابققة المصققحا الشققريا عنققد الخطققاطين العثمققانيينا دراسققة تاريخيققة‬


‫فنيةا الدكتور دهام محمد بنأا مجلة البحوث والدراسقاف القرآنيقةا‬
‫العدد الساب ا السنة الرابعة‪.‬‬
‫‪ .22‬المقن فقي معرفقة مرسقوم أهقل المصقارا لبقي عمقرو القدانيا تحقيقق‬
‫محمد أبمد دهمانا دار الفكر دمشقا الطبعة الثانية ‪.1983‬‬

‫‪ .23‬نشرة ماسسة محمد السادس لنشر المصحا الشريا‪.‬‬


‫‪ .29‬المدخل لى علم المخطوط بالحرع العربيا فرانسقوا ديقروشا ترجمقة‬
‫أيمن فااد سيدا الطبعة الثانية ‪ 2212‬ماسسة الفرقان للتقراث اإلسقالمي‬
‫لندن‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫‪ .25‬مصحا المدينة المنقورةا بروايقة ورش عقن نقاف ا مجمق الملقك فهقد‬
‫لطباعة المصحا الشريا بالمدينة المنورة طبعة ‪.1932‬‬
‫‪ .26‬مصحا شريا بعناية الشيل علي’بن محمد الضباع‪.‬‬
‫‪ .21‬المحكم في نقط المصقحا لبقي عمقرو القدانيا تحقيقق القدكتور عقزة‬
‫بسنا دار الفكر المعاصر بيروفا الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ .28‬المسند الصحيح الحسن في مكثر ومحاسن موالنا الحسقنا لمحمقد ابقن‬
‫مرزوأ الخطي ا دراسة وتحقيق ماريا خيسوس بيغراا الشقركة الوطنيقة‬
‫للنشر والتوزي الجزائر ‪.1981‬‬

‫‪ .29‬الوراقققة وصققناعة الكتابققة ببي ق الزيققافا الطبعققة الولققى ‪1992‬ا دار‬


‫الحمراء للطباعة والنشر بيروف‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪191‬‬
198
‫المحور السادس‬
‫تحقيـق التراث‬

‫‪199‬‬
152
‫عناية المسملين بتحقيق النصوص‬

‫د‪.‬عبد العزيز فارح‬


‫جامعة محمد األول كلية اآلداب وجدة‬

‫يدرك القارئ لتاريل نقل الخبر عند المسقلمين أنهقم كقانوا يحرصقون‬
‫على التدقيق والضبط والتحريا وأن هذا المر ازداد أكثر بينما تعلق بنققل‬
‫تحملقه‬
‫الحديث النبويا فمنذ فجر الرواية كان عليهم أن يتثبتوا ويدققوا في ّ‬
‫ونقله وروايتها فوضعوا شيئا فشيئا ما يضبط القنص ويوثققه سقواء اعتمقدف‬
‫فققي نقلققه الروايققة الشققفوية أم المكتوبققةا وتفننققوا فققي بيققان قققوانين الكتابققة‬
‫وضقققوابطهاا ومعالجقققة عوارضقققها مقققن أخطقققاء كقققالتحريا أو القققنقص أو‬
‫الطمج‪...‬ووردف عقنهم ألفقاق ومصقطلحاف هقي اللفقاق والمصقطلحاف‬
‫نفسققها المسققتعملة عنققد أهققل التحقيققق المعاصققرين كالنسققخة والتصققحيح‬
‫والمقابلة والعرض واللحق والصل‪...‬‬
‫فدل كقل القك علقى أنقه كقان لهقم فضقل السقبق فقي ميقدان التحقيقق‬
‫والتدقيقا وأن ما وضعوه وما كانوا عليه عمليا هو القذي جعلقه المعاصقرون‬
‫من مستشرقين وريقرهم منطلققا وأساسقا لتحقيقق المخطوطقاف العربيقة بعقد‬
‫عصر النهضة الوربيةا ولم يكن بهذا علم التحقيق علما جديدا مبتكرا جقاء‬
‫به المستشرقونا وهي بقيقة ناصعة أكدها رير وابدا مقنهم العالمقة أبمقد‬
‫شاكر المصري قائال‪ :‬كرر الناس ما رأوا من تقان مطبوعاف المستشقرقينا‬

‫‪151‬‬
‫فظنوا أن هذه اخطة اخترعوهاا وصناعة ابتكروهاا ال على مثال سبقا لقيج‬
‫لهم فيها من سلاا ووق في وهمهم أن ليج أبمد من المسلمين بمستطي‬
‫أن ياتي بمثل ما أتواا بَله أن يَ ُب ّزهما ال أن يكقون تقليقدا واتباعقاا ورابقوا‬
‫يثقون بقالجنبيا ويقز َد ُرون ابقن ققومهم وديقنهما فقال يعهقدون لقه بجالئقل‬
‫العمال وعظيمهاا بل دائما‪ :‬المستشرقون! المستشرقون!! ويلققى الجنبقي‬
‫منهم كل عون وتاييد‪ .)1(<...‬وقال بعد الك فقي موضق آخقر ملخصقا كلقم‬
‫يكن هاالء الجان مبتكري قواعد التصقحيحا و نمقا سقبقهم ليهقا علمقاء‬
‫اإلسالم المتقدمونا وكتبوا فيها فصوال نفيسقة<(‪ .)2‬ولكنقه مق القك يلفقت‬
‫االنتباه لى أنه يحسن بالمرء المنصا أن يعترع لهاالء بجهودهم في مجال‬
‫وم َعاا’اهلل أن أبخج أبدا بقها أو أنكر‬
‫تحقيق التراث والتعريا به فقال‪ :‬ك َ‬
‫ما للمستشرقين من جهقد مشقكور فقي بيقاء آثارنقا الخالقدةا ونشقر مفقاخر‬
‫أئمتنا العظماء‪...‬ولكنني رجل أريد أن أض المور مواضعها وأن أقر الحق‬
‫في نصابها وأريد أن أعرع الفضل لصاببها في بدود مقا أسقد لينقا مقن‬
‫فضلا ثم ال أجاوز به بدها وال أعلو به عن مستواه<(‪.)3‬‬

‫عناية المحدثين بالضبط والتحقيق‬


‫عرع عن المسقلمين عامقة وأهقل الحقديث خاصقةا عنقايتهم الكبيقرة‬
‫بالسنة النبويةا درأوا عنها ما يشوب نقلها من أخطقاء ناتجقة عقن العقوارض‬

‫(‪ )1‬تصحيح الكت ا ص ‪.19‬‬


‫(‪ )2‬المرج نفسها ص ‪.15‬‬
‫(‪ )3‬المرج نفسها ص ‪.13‬‬

‫‪152‬‬
‫البشرية‪ .‬وبينما كتبوها في صحا أو أملَوها كقانوا يحرصقون علقى التثبقت‬
‫والتدقيقا بصل هذا منذ وققت مبكقر جقدا وعقدد مقن الصقحابة علقى قيقد‬
‫الحياةا يملون الحقديث علقى تالمقذتهم مقن التقابعينا ويوصقونهم بقذلك‪.‬‬
‫وأصبح هذا عند التقابعين شقرطا مقن شقروط روايقة الحقديث مقن الكتقابا‬
‫وسببا في أن يرقى ما كت لى رتبة المصدر الذي يطمقان ليقه ويعتمقد فقي‬
‫الروايةا و ال فدن من كت ولم يصحح عرضا على الشقيل أو بمقابلقة كتابقه‬
‫باصل شيخه فال قيمة لما كت ا و اا رو منه لم يعتمدا وفي هذا نصوص‬
‫كثيرة منقولة عن هاالء منها‪:‬‬
‫‪ -‬عن هشام’بن عروة قال‪ :‬قال لي أبي‪:‬أكتبت؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬نعما قال‬
‫كعارضت؟ قلت‪ :‬الا قال‪ :‬فلم تكت (‪ .)1‬وفي رواية‪ :‬قال‪ :‬قابلت؟ قلقت‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الا قال‪ :‬لم تكت يا بني ا وعن أفلح’بن بسام قال‪ :‬كنت عنقد القعنبقيا‬
‫وكتبت عنه فقال لي‪ :‬كتبت؟ قلتا نعم قال‪ :‬عارضت؟ قلت‪ :‬ال ققال‪ :‬لقم‬
‫(‪)3‬‬
‫تصن شيئا< ‪.‬‬
‫لهققذا بققرص أهققل الحققديث كققل الحققرص علققى معارضققة كتابققاتهم‬
‫وتصحيحهاا وكان الك يتم بطريقتين‪ :‬ما أن يصحح الطال بنفسه مستعينا‬
‫باصحابها و ما أن يصحح بمساعدة الشيل(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬المحققدث الفاصققل بققين الققراوي والققواعي للرامهرمققزيا ص ‪599‬ا والجققام لخققالأ‬
‫الراوي وآداب السام للخطي ا ج ‪1‬ا ص ‪.928‬‬
‫(‪ )2‬المحدث الفاصقل ص ‪ 599‬وأنظقر أيضقا اإللمقاع للقاضقي عيقاضا ص ‪-159-158‬‬
‫‪.162‬‬
‫(‪ )3‬الكفاية في علم الرواية للخطي البغدادي تحقيقق أبقي سقحاأ بقراهيم القدمياطيا ج‬
‫‪2‬ا ص ‪.129‬‬
‫(‪ )4‬دراساف في الحديث النبوي وتاريل تدوينه للدكتور محمد مصقطفى العظمقيا ج ‪2‬ا‬
‫ص ‪.365‬‬

‫‪153‬‬
‫ثم أصبح شرط التصحيح والمقابلة بعد الفراغ من الكتابة سق ّنة واجبقة‬
‫متبعة عند أهل العلم كافةا ولم يعد مقتصرا على أهل الحديث خاصة‪.‬‬
‫ومما وضعوه‪-‬جميعا عالمة على التصحيح والمقابلقة‪ -‬القداراف بقين‬
‫كل بديثين أو بين كل فقرتين تفصل بينهما وتميز‪ .‬تكون في بدايقة الكتابقة‬
‫رفالا فداا عارض الكات فكل بقديث يفقرغ مقن عرضقه يقنقط فقي القدارة‬
‫التي تليه نقطة أو يخط في وسطها خطا‪.‬‬
‫وفصلوا الكالم عن مقابلة الطالق كتابقه باصقل شقيخها أو بفقرع ققد‬
‫ر‬
‫قوبل باصل القك الشقيل و ن أفضقل المعارضقة أن يعقارض الطالق بنفسقه‬
‫وجوز بعضهم أن تكقون علقى يقدي ريقره اا كقان ثققة‬
‫كتابه بكتاب الشيلا َ‬
‫موثوقا بضبطه‪.‬‬

‫مؤلفات المحدثين في الضبط والتحقيق‬


‫التحقيق تدقيق وضبط و بكام وتصقحيح كقذا عنقد أهقل اللغقةا وققد‬
‫أضفت هذه المعاني اللغوية ظاللها على المعنى االصطالبي القرائج عنقدنا‬
‫في عصرناا ا يتحر المحقق الك كله بعد جمق النسقل الخطيقة وترتيبهقا‬
‫ونسل المخطوط ومقابلة ما نسل بما في النسل الخر ‪ .‬والمثلة التي تبين‬
‫الك في تراثنا كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -‬تقييد المهمل وتمييـز المشـكل تقاليا الحقاف أبقي علقي الغسقاني‬
‫الجيققاني (‪998 -921‬هققق) عنققي فيققه بالتنبيققه علققى الوهققام الواقعققة فققي‬

‫‪159‬‬
‫الصققحيحين(‪)1‬ا وبققالكالم عققن شققيوخ البخققاري المهملققينا وبققالكالم عققن‬
‫اللقابا كل القك تقدقيقا وضقبطا وبيانقا لهوهقام الحمقل فيهقا علقى نقلقة‬
‫الكتابين وبيقان الصقواب فقي القك ممقا يقنم عقن ققدرة أبقي علقي الغسقاني‬
‫وبراعتققه فققي علققوم الحققديث وخاصققة علققم العلققلا وعلققم الرجققالا وعلققم‬
‫النسابا وعن قدرة على الحف والتمييز والوقوع على مكقامن الوهقاما‬
‫فلله دره من محقق مدقق كبير‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب مشارق األنـوار علـى نـحاح اآلثـار لإلمـام الكبيـر القاضـي‬
‫عياض السبتي‬
‫كذا سماه القاضي عياض نفسه(‪)2‬ا وجعله في ضقبط وتققويم اللفقاق‬
‫المتقاربة والمتشابهةا والتنبيه على مواضق الوهقاما والتصقحيفاف وضقبط‬
‫أسماء الرجالا وتفسير رري الحديث والك مما في الموطا والصحيحينا‬
‫وبتعبيققر السققتاا السققيد أبمققد صقققر موضققوعه تحقيققق نصققوص الموطققا‬
‫والصحيحين(‪ )3‬والكتاب بذلك جام لمواضقي متعقددة(‪)4‬ا ولقيج مقصقورا‬
‫على موضوع وابدا مما يجعله في مقدمة الكت الخادمقة لهصقول الثالثقة‬
‫المشهورة‪ .‬وقد دفعقه لقى وضق هقذا التقاليا مقا البظقه مقن بقال بعق‬

‫(‪ )1‬انظر كتاب التنبيه على الوهام الواقعة في المسند الصحيح للبخقاري تقاليا أبقي علقي‬
‫الغساني تحقيق محمد أبو الفضلا ص ‪.21‬‬
‫(‪ )2‬كما في مقدمة مشارأ النوار ‪ 1/1‬وكتاب االلماع ص ‪ 168‬وكذا سماه ولده محمد في‬
‫كتابه الذي خصه للتعريا بابيه‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإللماع للقاضي عياضا مقدمة المحققا ص‪.11 :‬‬
‫(‪ )4‬انظر كتاب مشارأ النوار للقاضي عياض تحقيق البلعمشي أبمد يكن ج ‪ 1‬ص ‪.32‬‬

‫‪155‬‬
‫المحدثين في زمانه ممن تساهلوا في السماع واإلسماعا أو عنوا بالرواية من‬
‫رير أن يعرفوا الخطا من الصوابا والرواية من أصول ريقر مصقححة المقر‬
‫الققذي أد لققى وقققوع التصققحيا والققوهم فققي بعق الروايققاف لهباديققث‬
‫دواوين اإلسالم المشقهورة (‪ .)1‬فكقان مقن الواجق علقى العلمقاء العقارفين‬
‫بهذا الشان أن يقوموا بدصالح ما فسقد والتنبيقه علقى التصقحيفاف والوهقام‬
‫الواقعة في المتون والسانيد‪.‬‬
‫وقد أشار القاضي عياض لى جهود من سقبقه فقي أداء هقذا الواجق‬
‫مققنهم اإلمققام الكبيققر أبققو الحسققن الققدار قطنققي (ف‪358‬هققق) فققي تصققحيا‬
‫المحدثين كوأكثره مما لقيج فقي هقذه الصقول الثالثقةا ومقنهم اإلمقام أبقو‬
‫سققليمان بمققد الخطققابي (ف‪388‬هققق) وكتاب قه عبققارة عققن جققزء لطيققا ريققر‬
‫مستوع ا ومنهم الحقاف الكبيقر مقام أهقل الحقديث فقي النقدلج وشقيل‬
‫القاضققي عيققاض أبققو علققي الغسققاني (ف‪998‬ه)فققي كتابققه المشققهور كتقييققد‬
‫المهمل< لكنه لم يتعرض لوهام المتون‪.‬‬
‫ومما زاد من أهمية الكتاب سهولة تناوله واإلفادة منه لسهولة الطريققة‬
‫التي اختارها القاضي عياض في تنظيم مادة كتابها وقد شقرح بنفسقه منهجقه‬
‫فقال‪ :‬رأيت ترتي تلك الكلمقافا علقى بقروع المعجقما أيسقر للنقاظرا‬
‫وأقرب للطال ا فداا وقا قارئ كتقاب منهقا علقى كلمقة مشقكلة‪ .‬أو لفظقة‬
‫مهملةا فزع لقى الحقرع القذي فقي أولهقا ن كقان صقحيحاا و ن كقان مقن‬
‫بروع الزوائد أو العلقل تركقه وطلق الصقحيحا و ن أشقكل وكقان مهمقال‬
‫طل صورته في سائر البواب التي تشبهها بتى يق عليه هنالك‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر مشارأ النوار ج‪1:‬ا ص‪.23 -22-21 :‬‬

‫‪156‬‬
‫فبدأف بحرع اللاا وختمت بالياءا علقى ترتيق بقروع المعجقم‬
‫عندناا ورتبت ثاني الكلمةا وثالثها من الك الحرعا على القك الترتيق ا‬
‫رربة في التسهيل للرار والتقري ا وبقدأف فقي أول كقل بقرع باللفقاق‬
‫الواقعة في المتونا المطابقة لبابه‪ .‬على الترتيق المضقمونا فتولينقا تققان‬
‫ضبطهاا بحيث ال يلحقها تصحيا يظلمهاا وال يبقى بها همال يبهمها‪.‬‬
‫تلقي علماء المقة كتقاب مشقارأ النقوار بقالقبول واالستحسقانا بقل‬
‫باإلعجاب الكبير بتى ن اإلمام أبو عمر’بن الصالح لم يتمالك نفسه بينما‬
‫قرأه مبديا عجابه به فقال‪:‬‬
‫ومن عج كون المشقارأ بقالغرب‬ ‫مشقققارأ أنقققوار تبققق ّدف بسقققبته‬
‫ونقل منه الناس كثيرا كما عند الحاف ابن بجر في فتح الباري‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب اإللماع إلـى معرفـة أنـول الروايـة وتقييـد السـماع للقاضقي‬
‫عياض أيضا مكانة كتاب اإللماع‪:‬‬
‫كتاب اإللماع من أوائل كت علم المصطلح التي نحقت نحقو التقريقر‬
‫و طالأ البكاما وبيان القواعدا وتقنين القوانينا من ريقر أن تققا عنقد‬
‫مجققرد نقققل القققوال عققن الققرواد الوائققل بالسققانيد و ن اختلفققت أبيانققا‬
‫وتعارضتا كما نالب الك في كت الحاكم النيسابوريا والخطي وابن‬
‫عبد’البر‪...‬‬
‫لقد أفاد القاضي عياض من جهود سابقيها ونققل أققوالهم والنصقوص‬
‫ورجقح مقا‬
‫الكثيرة التي بفظوها في كتبهما وأبسن تبويبها والتنسيق بينهاا ّ‬
‫كان يراه راجحا أو مال ليها ودف ما رآه ين ّد عن المقذه الققوي المتقينا‬

‫‪151‬‬
‫نه يشكل امتدادا طبيعيا لعصر النضقج واالزدهقار فقي بركقة التصقنيا فقي‬
‫علوم الحديثا والتي ستعرع اروتهقا وكمالهقا عنقد اإلمقام أبقي عمقرو’بقن‬
‫الصالح تحريرا وتصقنيفاا والحقاف القذهبي تطبيققاا وخاتمقة الحفقاق ابقن‬
‫بجر تكميال وتفريعاا واإلمام السيوطي بسطا وشربا‪.‬‬
‫لقد باز كتقاب اإللمقاع شقهرة واسقعة وبظقي بدقبقال كبيقرا واهتمقام‬
‫واس مشرقا ومغرباا كوظل مشرعا يستقي منه المالفون في علوم الحديثا‬
‫وممن انتف به وصرح أنه قلده‪ :‬أو عمرو’بن الصالحا ولكنه كقان فقي أكثقر‬
‫البيان يذكر قوله وال يصرح باسمها وال يشير ليه‪ .‬وكذلك استقى منه كل‬
‫المالفين الذين داروا في فلك مقدمة ابن الصالحا وجعلوها كعبقة يطوفقون‬
‫بهاا ويوجهون ليه وجوه أبحاثهم كالعراقي والزركشي والبقاعي وابن بجقر‬
‫والسخاوي والسيوطي والبلقيني وابن جماعة وريرهم‪.)1(<...‬‬

‫موضوع كتاب اإللماع‪:‬‬


‫هو من أشهر كت أصول الحديث وقوانينه سواء نققل مكتوبقا أو عقن‬
‫طريق الرواية الشفويةا بل ن كتاب اإللماع هو من أعظقم وأشقهر المصقادر‬
‫في مسالتين اثنتين رئيستين ومسائل أخر متفرعة عنها وخادمة لها‪.‬‬
‫المسالة الولى‪ :‬طرأ التحمل والداء أي طرأ نقل الحديث النبقوي‬
‫ووجوه أخذه وسماعها ثم أدائه وروايتقه والقك كالسقماع مقن لفق الشقيلا‬
‫والقراءة على الشيلا والمناولةا والكتابةا واإلجازة‪...‬‬

‫(‪ )1‬اإللماعا مقدمة المحقق السيد أبمد صقرص ‪.32‬‬

‫‪158‬‬
‫المسققالة الثانيققة‪ :‬ضققوابط كتابققة الحققديث النبققوي وقوانينهققا كالتقييققد‬
‫بالكتابة والمقابلة والتصحيح والشكل والضبطا وكالتخريج في الحواشي أو‬
‫اللحق إللحاأ النقص أو الساقط سهوا أثناء الكتابةا والتصحيح والتمقري‬
‫والتضبي ا وطقرأ لغقاء المكقرر أو ريقر المررقوب فيقها و صقالح الخطقا‬
‫وتقويم اللحن‪.‬‬
‫ضبط الكتابة وأصول التحقيق عند القاضي عياض‪:‬‬
‫يعد كتاب اإللماع من أهم المصادر منذ زمن تاليفه لى يومنا هذا فقي‬
‫بيان آلياف رواية الخبر ونقله وكتابتها وصيانة الك سواء نقل شفاها أو نقل‬
‫كتابةا والك بتحقيق النص والتحقري فقي قبقول الصقحا والكتق وكيفيقة‬
‫التوثق منها دفعا للخطا العمد أو رير العمد‪.‬‬
‫‪ -‬كتابة السنة أمر دعت ليه الحاجة‪:‬‬
‫هذه مسالة تكلم فيها العلماء قديما وبديثا تحت عنوان كتابة العلم أو‬
‫تدوينها وقد خاض فيها المستشرقون وتالمذتهم لتاكيد تقاخر التقدوين زهقاء‬
‫قرن من الزمان أو أكثر ليثبتوا أنها كانت ضائعة مهملة طيلة هذه الفترة‪.‬‬
‫نقل القاضي عياض أخبارا عقن الصقحابة القذين كتق بعضقهم السقنة‬
‫النبوية في بياة النبي ‘ وبدانه ورضاها أو أجاز الكا ونققل أخبقارا عقن‬
‫آخرين امتنعوا عن الكتابة عمال بالنهي الذي نقلوه عن النبي ‘ا ثم ققال‪:‬‬
‫كالحال اليوم داعية للكتابة النتشار الطرأا وطول السانيدا وقلقة الحفق ا‬

‫‪159‬‬
‫وكلل الفهام<(‪ .)1‬وقد أفاد أيضا أن كاالتفاأ واإلجماع قد وق علقى القك‬
‫من جمي مشايل العلم وأئمته وناقليه<(‪.)2‬‬
‫‪ -‬النقط والشكل متعينان فيما يشكل ويشتبه‪:‬‬
‫تنقط النصوص وتشكل دفعا لاللتباس والتصحيا والتحرياا ودفعقا‬
‫للخالع الفقهيا وقد نص بع العلماء على نقط وشكل ما يشكل فقالوا‪:‬‬
‫ك نما يُشق َك ُل مقا يُشق اك ُل<ا وققال آخقرون بوجقوب شقكل مقا أشقكل ومقا ال‬
‫يُشكل‪ .‬وهو الرأي الذي مال ليه القاضي عياض وصوبه فققال‪ :‬كوهقذا هقو‬
‫يميز ما أشقكل‬
‫الصوابا ال سيما للمبتدئ ورير المتبحر في العلما فدنه ال ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫مما ال يشكلا وال صواب وجه اإلعراب للكلمة من خطده< ‪.‬‬
‫‪ -‬استدراكات وتعليقات التيجيني على كتاب الذيل والتكملة البـن‬
‫السقفران الخقامج والسقادس منقها بلققغ‬
‫عبـد’الملـك المراكشـي (ت‪510‬ه)‪ِّ .‬‬
‫مجموع تلك التعليقاف بس ما أفادنا به الدكتور محمد المنتصر الريسقوني‬
‫‪ 393‬تعليق‪.‬‬
‫وهذه التعليقاف هي عبارة عن التوثيق والضبط والتصحيح فيما يتعلقق‬
‫باسماء العالم خاصةا م زياداف في التراجما واعتراضاف واسقتدراكاف‬
‫وبيقان لوهققام ممققا يققنم عققن سققعة فقي العلققم ومقققدرة علققى النقققد والتع ّقق‬
‫واالستدراكا بتى ن المحقق المدقق الستاا بسان عباس قد أعج بها‬

‫(‪ )1‬اإللماعا ص‪.199 :‬‬


‫(‪ )2‬اإللماعا ص‪.196 :‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسها ص‪.152 :‬‬

‫‪162‬‬
‫وع ّدها خير معين على التحقيق فقال‪ :‬كوالحق أن للتجيبي فضال كبيقرا علقى‬
‫هذا الكتابا فلوال دقته في الضقبطا لكقان هقذا العمقل فقي هقذا الكتقاب‪-‬‬
‫وأكثققره سققرد لهسققماء‪ -‬مظنققة الخطققا الكثيققر<ا الققك أن مققن عمققل محقققق‬
‫الكتاب ضبط أسماء العالم والماكن وريرهاا وشقرح شقاراف المالقاا‬
‫والتعليق على ما اه ليها وتفصيل المجمل‪ ...‬وهذا ممقا ققام بقه اإلمقام‬
‫التجيبقي هنا‪.‬‬
‫ومن الكتب المؤلفة في المس لة عند المعانرين أذكر نماذج منها‪:‬‬
‫‪ -‬توثيق النصوص وضبطها عند المحدثين تاليا القدكتور موفقق’بقن‬
‫عبد’اهلل’بن عبد’القادر الستاا بجامعة أم القر بمكة المكرمة‪.‬‬
‫موضققوع هققذا الكتققاب فققي بيققان كجهققود علمققاء الحققديث فققي توثيققق‬
‫النصوص وضبطها وليعرع دورهم الكبير في وض قواعد التحقيققا وأنهقم‬
‫هقم السققابقون فققي هقذا المضققمار وأن قواعققدهم التقي وضققعوها فققي تحقيققق‬
‫النصوص وتوثيقها هي القواعد التي سار عليها المالفقون فقي كافقة الفنقونا‬
‫وألتزم بها النساخ للكت قديما وبديثا<(‪.)1‬‬
‫وقد أشار المالا لى نمااج منقولة عن علماء الحديث تبقين طقرقهم‬
‫ومناهجهم فقي توثيقق النصقوص وتحقيقهقا كضقوابط كتابقة الحقديث وجمق‬
‫النسل ووسائل التثبت في صحة ونسبة الكتاب لى صاببها وبع الرمقوز‬
‫والمصطلحاف التي يستعملها النساخ ورير الك مما يبرز كالجهقود العظيمقة‬
‫التي يذلها أهل الحديث خالل فتقرة زمنيقة طويلقةا تربقو علقى عشقرة ققرون‬

‫(‪ )1‬توثيق النصوص وضبطها للدكتور موفق’بن عبد’اهللا ص ‪.1‬‬

‫‪161‬‬
‫سعوا فيها سعيا مشكورا من أجل العناية بحقديث رسقول’اهلل ‘ا والتوثقق‬
‫مقن صقحة النصققوص وسقالمتها مققن التزويقر أو االنتحققالا ووضقعوا لققذلك‬
‫قواعد نظرية وعملية تتميز بالدقة والموضوعية التامة<(‪ )1‬والكتاب مطبوع في‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 338‬صفحة ‪.‬‬
‫‪ -‬تصـحيح الكتــب وضــع الفهــارس المعجمـة وكيفيــة ضــبط الكتــاب‬
‫وسبق المسلمين اإلفرنجة في ذلكا لهستاا أبمد شاكر‪.‬‬
‫هذا الكتاب عبارة عن رسالة صغيرة مفيدة من تاليا الشيل المشارك‬
‫أبمد محمد شاكر المصقري (ف’‪1958‬م) صقاب المالفقاف والتحقيققاف‬
‫الماتعة القيمة لعدد من الكت العظيمة كتفسير الطبري ومسند اإلمقام أبمقد‬
‫وجام الترمذي والمحلى البن بزم والشعر والشقعراء البقن قتيبقة والكامقل‬
‫في الدب البن المبرد‪...‬‬
‫أما هذه الرسالة فموضوعها بيان وجوه من الضبط والتدقيق والتحقيقق‬
‫في النقل والرواية والداء ومعالجة ما يعرض للكات من سهو وسقبق قلقما‬
‫وما يق في الكتاب من سقط وتحريا وزيادةا والحرص على صحة القنص‬
‫وتعققدد طرقققه ونسققخه وتصقققحيحهاا والعنايققة بوضقق الحواشققي والطقققرر‬
‫والتعليقققافا وصققن الفهققارس والمعققاجما ومراعققاة الترتي ق وفققق معيققار‬
‫محددا ورير الك ممقا يثبقت سقبق المسقلمين فقي هقذه المقورا ووضقعهم‬
‫لجملة من قوانين الكتابة وضوابط التحقيقا طورف م الققرون والعصقورا‬
‫بما فيه عصرنا م المستشرقين وريرهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرج نفسها ص ‪.12‬‬


‫(‪ )2‬صدر الكتاب عن المكتبة المكيةا بمكة في طبعته الولىا عام ‪1919‬هق‪1993-‬م‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫والرسالة رنية بالنصوص والدلة المنقولة من المصادر المتنوعة تثبت‬
‫وقوع الك من القدامى‪.‬‬
‫والرسالة في ااف الوقت تنبيه لى صعوبة تصقحيح الكتق وضقخامة‬
‫الكات أو الناسلا وتنبيه كللمصححين الررار< بسب جنايتهم على كتق‬
‫العلم و قدامهم على نشرها م مقا وقق فيهقا مقن أخطقاء وتحريفقاف بسقب‬
‫سوء قراءة المخطوطا وقلة العناية بما يتطلبه نشر الكتقاب وتحقيققه تحقيققا‬
‫جيدا مفيدا‪.‬‬
‫والرسالة تتضمن أيضا ما كان الشيل أبمد شاكر ققد كتبقه فقي مقدمقة‬
‫تحقيقه لجام الترمذيا بيث أشار لى ما يطل من محققي الكتق عنايقة‬
‫بجم النسل الخطية الجقود للكتقاب المقراد تحقيققها ومقن تبقاع للقواعقد‬
‫والضققوابط المطلوبققة فققي نسققل المخطققوطا وخدمققة الققنصا واإلبققاالف‬
‫والتوثيقا وصن الفهارس والمفقاتيحا وريقر القك ممقا يررق الققارئ فقي‬
‫الكتاب ويساعده على فهم ما فيه‪.‬‬
‫وقد طبعت هذه الرسالة المفيدة بعناية الشيل عبد’الفتاح أبو رقدة مق‬
‫ضافاف وتعليقاف نفيسة منه كعادته في مالفاته وتحقيقاته(‪.)1‬‬
‫‪ -‬مجالس علماء الحديث لتحقيق كتب الحديث‬
‫يتعلق المر بتحقيقق جمقاعي فقي مجقالج علميقة لصقح كتقاب بعقد‬
‫القرآن الكريم وهو الجام الصحيح لإلمام البخقاري بالطريققة التقي يسقلكها‬

‫(‪ )1‬طبعت هذه الرسالة في دار الجيل بالقاهرةا عام ‪1915‬هق‪1995-‬ما في طبعة ثانية‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫المحققون المعاصرونا فقد كان لعلمائنا فضل السبق في هقذاا وفقي تنزيقل‬
‫المسائل النظرية المتعلقة بضبط الكتابا والتدقيق في محتقواها وتحريقر مقا‬
‫يحتاج لى التحريرا إلخراج نسخة يطمقئن ليهقا الققارئ فقي أققرب صقورة‬
‫تركها المالاا و ليك تفصيل الك‪:‬‬
‫‪ -‬مجلس أبي الحسن الشاري لتحقيق نحيح البخاري‬
‫سققبق اإللمققاع لققى أنققه لتحقيققق نققص معققين البققد مققن جم ق نسققخه‬
‫المخطوطققة وترتيبهققا بسق أفضققليتهاا ثققم المقابلققة بينهققاا والوقققوع علققى‬
‫الفققروأ واالختالفققاف بينهققا وتصققحيحها لالنتهققاء فققي الخيققر لققى نسققخة‬
‫مصححة مدققة محققة(‪.)1‬‬
‫وقد شهدف مدينة سبتة أيام عزها وازدهار العلقم بهقا مجقالج علميقة‬
‫كثيرة إلسماع الحديث وريرها من الك مجلج أبي الحسن على’بقن محمقد‬
‫الشاري الحاف المحدث فخر سبتة وعالمها الذي أبياها العلم بها المتوفي‬
‫بمالقققة سققنة ‪699‬هقققا وقققد أخبرنققا القاضققي علققي’بققن محمققد الرعينققي‬
‫(ف’‪666‬هق) هذا المجلج الذي كان يعققد بالمسقجد العظقم بسقبتة فققال‪:‬‬
‫كقرأف عليه بالجام العظم بسبتة كتاب الجام الصحيح في أصلي العتيقق‬
‫منه بخط أبي الوليد رواية أبي ار القذي بخقط أبيقه ربمهمقا اهللا وبمعانقاة‬

‫(‪ )1‬انظققر للتوس ق فققي علققم التحقيققق وآلياتققه كتققاب تحقيققق النصققوص ونشققرها لهسققتاا‬
‫عبد’السالم هقارونا وكتقاب دراسقاف فقي علقم المخطوطقاف والبحقث البيبليوررافيقة‬
‫لبمد شوقي بنينا وكتاب قواعقد تحقيقق المخطوطقاف وترجمتهقا لقريجيج بالشقير‬
‫وكتاب محاضراف في تحقيق النصقوص لهقالل نقاجي وكتقاب مقنهج البحقث وتحقيقق‬
‫النصوص ليحي الجبوري‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫أبققي بكققر وتصققحيحها وأبضققر بققين القققراءة أصققوال عتيقققة منهققا أصققل‬
‫الصيلي(‪)1‬ا وأصل أبي القاسم’بن ورد والقابسي وريرهما(‪.)2‬‬
‫فتامل قوله‪ :‬في أصلي العتيق منه يخط أبي الوليقد وقولقه‪ :‬روايقة أبقي‬
‫ار عن أبيقه وقولقه‪ :‬وبمعانقاة أبقي بكقر وتصقحيحها وقولقه‪ :‬وأبضقر بقين‬
‫القراءة أصوال عتيقة‪.‬‬
‫ففيها ما يطل من المحققق مقن اعتمقاد النسقخة الما أو التقي كتبهقا‬
‫عالم أو قرئت على عالما ومن نَس ال المخطوط م وجوب التقاني والتقدقيق‬
‫والتثبت أو ما عبر عنه بالمعاناةا ومن المقابلة بعد الفراغ من النسل باعتماد‬
‫النسققل الخطيققة الخققر للكتققابا وكلمققا كانققت نفيسققة كققان الققك أفضققل‬
‫وأبلىا للوقوع على االختالفاف الموجودةا ولتصحيح الوهاما واالنتهاء‬
‫لى نسخة محققةا وهذا هو عين علم تحقيق المخطوطاف المعاصر‪.‬‬
‫ولذلك فدنه يحق لنا أن نفتخر بما قام به أبو الحسن الشقاري فنسقمي‬
‫نسخته من الصحيح بنسقخة الشقاري لصقحيح البخقاري علقى رقرار النسقخة‬
‫اليونينية ايتي اكرها قريبا‪ .‬ومن المعلوم عند أهل التحقيق وفهرسة خقزائن‬
‫المخطوطاف أن النسخة النادرة تسمى نادرة العتباراف كثيرة منها‪:‬‬

‫(‪ )1‬برنامج شيوخ الرعيني تحقيق براهيم شبوحا ص ‪.15‬‬


‫(‪ )2‬هو اإلمام أبو محمد عبد’اهلل’بن براهيم محدث كبير مشهور من مدينة أصيلة بقالمغرب‬
‫من علماء القرن الراب الهجقريا ربقل لقى النقدلج ثقم لقى المشقرأ ولققي الكبقار‬
‫كايجري وأبي زيد المروزي وعنه أخذ الصحيح مرتين بمكة وببغداد‪ .‬وعنقه أخقذ أبقو‬
‫الحسن الدارقطي بالمشرأا وخلق ال يحصى بالمغرب والنقدلجا وروايتقه للصقحيح‬
‫مشهورة‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ -‬أن تكون نسخة منقولة من أصول صحيحة‬
‫‪ -‬أن تكون نسخة خزائية أي كتبت برسم سلطان أو قائد أو عالم‬
‫‪ -‬أن تكون مقروءة على العلماء أو معتمدة في التقدريج أو تققرأ فقي‬
‫المجالج العلمية‬
‫‪ -‬أن تكون عليها طقرر وبقواش وتعليققاف العلمقاء وريقر القك ممقا‬
‫يسميه بعضهم بخوارج النص‪ :‬ولعل كل هذا أو معظمه ممقا امتقاز بقه عمقل‬
‫أبي الحسن الشاري في نسخته لصحيح البخاري‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس شمس الدين اليونيني الدمشقي لتحقيق نحيح البخاري‬
‫هذا مثال آخقر علقى عنايقة العلمقاء المسقلمين بتحقيقق كتقاب الجقام‬
‫الصحيح تحقيقا دقيقا تراعى فيه متطلباف التحقيقا وهو يتعلق بابد علمقاء‬
‫الحققديث بدمشققق وهققو الحققاف أبققو الحسققن علققي’بققن محمققد شققرع الققدين‬
‫(‪)1‬‬
‫البعلبكي المتوفى فقي رمضقان عقام ‪121‬هقق كقان صقاب ربلقة وأصقول‬
‫وكت ا عني بالحديث وضبطها عارفا بقوانين الروايقة واللفقاق والرجقالا‬
‫كثيققر االهتمققام بصققحيح البخققاري ضققبطا وتصققحيحا ومقابلققة علققى الصققول‬
‫الصحيحةا بتى ن تلميذه الحاف القذهبي اكقر أنقه قابلقه فقي سقنة وابقدة‬
‫بد عشر مرة‪.‬‬
‫وقد عقد الحاف اليونيني بدمشقق مجقالج لتحقيقق الجقام الصقحيح‬
‫بلغت وابدا وسبعين مجلسا بحضرة ابن مالك النحوي المعروع وبحضقرة‬

‫(‪ )1‬انظققر ترجمتققه فققي تققذكرة الحفققاق للققذهبي ‪ 282/9‬والققدرر الكامنققة البققن بجققر ‪98/3‬‬
‫وشذراف الذه البن العماد ‪.9-3/6‬‬

‫‪166‬‬
‫كجماعققة مققن الفضققالء<ا وأبضققر منققه أصققوال معتمققدة قققدمها لهققم قصققد‬
‫المقابلةا فكان يقرأ عليهم الصحيح وابقن مالقك يصقحح الوهقاما ويضقبط‬
‫اللفاق من جهة العربية والتوجيه والتصحيح‪ .‬وققد نققل اإلمقام القسقطالني‬
‫عن ابن مالك ما يعطي صقورة عقن تلقك المجقالج اليونينيقة‪ :‬كسقمعت مقا‬
‫تضققمنه هققذا المجلققد مققن صققحيح البخققاري رضققي’اهلل عنققه بقققراءة سققيدنا<‬
‫كالشيل اإلمام العقالم الحقاف المقتقن شقرع القدين أبقي الحسقين علقي’بقن‬
‫محمد بن< كأبمد اليونيني رضي’اهلل عنه وعن سلفها وكان السماع بحضرة‬
‫جماعة من الفضالء< كوناظرين في نسل معتمد عليهاا فكلمقا مقر بهقم لفق‬
‫او شكال بينت فيه الصواب< كوضبطته على ما اقتضاه علمي بالعربيةا وما‬
‫افتقر لى بسقط عبقارة و قامقة داللقة< كأخقرف أمقره لقى جقزء اسقتوفى فيقه‬
‫الكالم مما يحتاج ليه من نظير وشاهدا ليكون< كاالنتفاع به عامقاا والبيقان‬
‫تاماا ن شاء’اهلل تعالى‪ .‬وكتبه محمد’بقن عبقد’اهلل< كابقن مالقكا بامقدا هلل‬
‫تعالى<‪.‬‬
‫وهذا مثال ما كتبه الحاف اليونيني في آخر الجزء السقابق اكقرها ممقا‬
‫نقله القسطالني أيضا‪:‬‬
‫كبلغت مقابلة وتصحيحا و سقماعا بقين يقدي شقيخنا شقيل اإلسقالما‬
‫بجة< كالعربا مالك أزمة الدبا اإلمام العالمقة أبقى عبقد’اهلل’بقن مالقك‬
‫الطائي الجياني< كأمد’اهلل تعالى عمره في المجلج الحادي والسبعينا وهقو‬
‫يراعققى قراءتققيا ويالب ق < كنطقققيا فمققا اختققاره ورجحققه وأمققر بدصققالبه‬
‫أصققلحته وصققححت عليققها ومققا اكققر أنققه< كيجققوز فيققه اإلعرابققان أو ثالثققة‬
‫فاعلمت الك على ما أمقر ورجقحا وأنقا أقابقل باصقل< كالحقاف أبقي ارا‬

‫‪161‬‬
‫والحاف أبي محمد الصيليا والحاف أبي القاسقم الدمشققيا< كمقا خقال‬
‫الجزء الثالث عشر والثالثين فدنهما معدومانا وباصل مسموع< كعلى الشيل‬
‫أبي الوقت بقراءة الحاف أبي منصور السمعاني وريقره مقن الحقاف < كوهقو‬
‫وقققا بخانكققاه السميسققاطي‪ .‬وعالمققاف مققا وافقققت أبققاار (هققق) والصققيلي‬
‫(ص)< كوالدمشقي (ش) وأبا الوقت (ق) فيعلم القكا وققد اكقرف القك‬
‫في أول الكتقاب فقي فرخقة لقتعلم الرمقوز‪ .‬كتبقه علقى’بقن محمقد الهاشقمي‬
‫اليونيني عفا’اهلل عنه<‪.‬‬
‫وقد نقل العلماء بعد القك عقن نسقخة اليقونيني نسقخا كثيقرة قابلوهقا‬
‫بهاا وصححوها عليهاا وأسموها فروعاا ا اعتبروا نسخة اليونيني أصقالا‬
‫وقد كانت أصال وبجةا قال القسطالني‪ :‬كولققد وقفقت علقى فقروع مقابلقة‬
‫على هذا الصل الصيلا فرأيت من أجلها الفرع الجليلا الذي لعلقه فقاأ‬
‫أصلها وهو الفرع المنسوب لإلمام المحدث شمج الدين محمد’بقن أبمقد‬
‫المزي الغزوليا وقا التنكزية بباب المحروأ خارج القاهرةا المقابل على‬
‫فرعي وقا مدرسة الحاج مالك وأصل اليونيني المذكور ريقر مقرةا بحيقث‬
‫نه لم يغادر منه شيئا كما قيلا فلهذا اعتمدف في كتابة متن البخاري‪ -‬فقي‬
‫شربي هذا‪ -‬عليها ورجعقت فقي شقكل جميق الحقديث وضقبطه‪ -‬سقنادا‬
‫ومتنا‪ -‬ليها ااكرا جمي ما فيه من الروايافا وما في بواشقيه مقن الفوائقد‬
‫المهماف‪.‬‬
‫وأخيرا‪ :‬هذا ري من في من تاريل التحقيق عند الكتاب والنسقاخ‬
‫المسلمينا وجملة من الضوابط التي تعارفوا عليها بفظا للنصا ودرء لمقا‬

‫‪168‬‬
‫يق في الكتابة من أخطقاء ممقا يلحقهقا مقن تحريفقافا فققد كانقت عنقدهم‬
‫الكلمة مقدسة تصان عن العبقثا وكقان العلقم شقريفا يُ َت َح رم ُقل ويقادي بكقل‬
‫أمانة نقيا نظيفا من رير أن تشوبه شائبة‪.‬‬
‫وكانت جهودهم في الك مظهرا من مظاهر الوعي بكقل القكا ولبنقة‬
‫من اللبناف التي بنقت صقرح مملكقة الكتقابا وعلقم المخطوطقافا وعلقم‬
‫التحقيقققا وعلققم الفهرسققةا يحققدوهم فققي الققك أن اإلنسققان يشققرع بشققرع‬
‫العلما وأن الحضارة مقن المشقترك اإلنسقاني والمقوروث الممقيا يواصقل‬
‫خلفها بنقاء مقا بقدأه سقلفهاا ويقنقح ويعقدل ويُقزيرنا وفقي القك كفليتنقافج‬
‫المتنافسون<‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫‪ -1‬اإللماع لضبط الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض تحقيق السيد أبمقد‬
‫صقرا ط ‪1‬ا ‪1398‬هقق‪1918-‬ما دار التقراث بالققاهرة والمكتبقة العتيققة‬
‫بتونج‪.‬‬
‫‪ -2‬تصحيح الكت وصن الفهقارس المعجمقة وكيفيقة ضقبط الكتقاب وسقبق‬
‫المسققلمين اإلفققرنج فققي الققك للشققيل أبمققد شققاكرا اعتنققى بققه السققتاا‬
‫عبد’الفتاح أبو ردةا ‪1915/2‬هق ‪1995‬ا دار الجيلا بيروف‪.‬‬
‫‪ -3‬التنبيه على الوهام الواقعة في المسند الصحيح تاليا أبي علي الغساني‬
‫الجياني تحقيق محمد أبو الفضل‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫‪ -9‬الجام لخالأ الراوي وآداب السام للخطي البغدادي تحقيقق محمقد‬
‫عجاج الخطي ا ط ‪1912-1‬هق‪1991-‬ما ماسسة الرسالة بيروف‪.‬‬
‫‪ -5‬توثيققق النصققوص وضققبطها عنققد المحققدثين تققاليا الققدكتور موفققق’بققن‬
‫عبد’اهلل’بن عبد’القادر‪-‬المكتبة المكية مكة ‪1919‬هق‪1993-‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬دراساف في الحديث النبقوي وتقاريل تدوينقها للقدكتور محمقد مصقطفى‬
‫العظمي‪.‬‬
‫‪ -1‬شرح القسطالني على صحيح البخاري لإلمام القسطالني‪.‬‬
‫‪ -8‬الكفاية في علم الرواية للخطي البغداديا تحقيق أبي سقحاأ بقراهيم‬
‫الدمياطي‪.‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪112‬‬
‫المدرسة المغربية في تحقيق التراث المغربي األندلسي‬
‫أعالم خالدة ومناهج رائدة‬

‫جمال القديم‬
‫أستاذ باحث بمركز الدراسات واألبحاث‬
‫وإحياء التراث ـ الرابطة المحمدية للعلماء الرباط‬

‫بسم’اهلل الربمن الربيم‬


‫الحمققد هلل رب العققالمينا والصققالة والسققالم علققى خققاتم النبيققاء‬
‫والمرسلينا نبينا محمد وعلى آلقه وصقحبه أجمعقينا ومقن تقبعهم بدبسقان‬
‫لى يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فيعد التراث المغربي الندلسي شقاهدا علقى الحضقارة التقي‬
‫شيدها أسالفنا بالغرب اإلسالميا فلقد ادخر التاريل المشترك بين المغرب‬
‫والنقدلج لهجيقال الالربققة اخقائر مقن التقاليا واإلبقداع والمسقاهمة فققي‬
‫مختلققا ضققروب المعرفققة اإلنسققانيةا و رن قققراءة هققذا التققراث وتحقيقققه‬
‫ومدارسته تصبح في طار التوجه الحضاري واجبقا علميقا نحققق مقن خاللقه‬
‫االطالع على مكوناف ثقافتنا الوطنية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫و رن ثراء هذا التراث ورناءه وخصبه يتجلى في كون ما كت منه كت‬
‫بقراءاف ومناهج متعددةا وبمنظوراف متباينةا وأن ما بقق من هذا التقراث‬
‫كان شيئا رير قليلا وأن مستوياف هذا التحقيق وأساليبه ومناهجقه وطرائققه‬
‫كانت متعددة ومختلفقةا وهقذا االخقتالع مقرده فقي الجملقة لقى اعتبقاراف‬
‫تتعلق بثقافة المح ِّققا وبطبيعة الكتاب المحقرق‪.‬‬
‫وعرع المغرب في ايونة الخيرة اهتماما متزايدا بالدراساف التراثيقة‬
‫التي تعنى بالمخطوط المغربقي الندلسقي تحقيققا ونشقرا ودراسقة وتعريفقاا‬
‫وبرز من خالل الك عدد مقن القرواد فقي هقذا المجقال القذين أخقذوا علقى‬
‫عاتقهم َه رقم التعريقا بهقذا التقراثا ونفق ربقار النسقيان واإلهمقال عنقها‬
‫وصرفوا عنايتهم لى تحقيقه ونشرها أمثال‪ :‬محمد براهيم الكتانيا ومحمد‬
‫الفاسققيا ومحمققد المنققوني وعبققد الوهققاب بنمصققورا وعبققد’اهلل كنققونا‬
‫ومحمد’بن تاويت الطنجيا ومحمد بجيا وسعيد أعقرابا وعبقد السقالم‬
‫الهققراسا وعبققد الهققادي التققازيا وعبققد’اهلل المققرابط التررققي ومحمققد’بققن‬
‫شقققريفة‪ ...‬وريقققرهما ممقققن كقققان لهقققم الثقققر البقققالغ فقققي ظهقققور معقققالم‬
‫كمدرسة مغربية< فقي هقذا المجقال كقان لهقا صقداها بالنسقبة لهجيقال الرتقي‬
‫جاءف بعدها‪.‬‬
‫الرربقة أكيقدة فقي التعريقا بهقذه المدرسقة وعوامقل‬
‫ومن هنقا كانقت ر‬
‫نشاتها وأهم العالم الذين كان لهم سهام كبير في قامقة صقربها العلمقيا‬
‫من خالل ما راكموه من تجارب وخبراف انعكست جلية في مقا نشقروه مقن‬
‫كت التراث المغربي الندلسيا والوقوع على النمااج الرائقدة فقي القكا‬

‫‪112‬‬
‫وتحديد مظقاهر التميقز واإلبقداع فيهقاا وسقيكون الكقالم علقى القك تحقت‬
‫العناصر ايتية‪:‬‬
‫‪ -‬مقدمة للموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الول‪ :‬عوامل ظهور المدرسة المغربية في التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬من أعالم ورواد المدرسة المغربية في التحقيق‬
‫‪ -‬المحور الثالث‪ :‬مناهج مغربية رائدة في التحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬خاتمة البحث‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬عوامل ظهور المدرسة المغربية في التحقيق‪:‬‬


‫لقد أسهمت عدة عوامل في بروز معالم المدرسة المغربية في تحقيقق‬
‫التراثا تجلت كلها في االهتمام بالكتقاب المغربقي الندلسقي المخطقوطا‬
‫ما من بيث فهرسته والتعريا بها و ما من بيث تحقيققه ونشقرها ويمكقن‬
‫بصر أهم العوامل الماثرة في ظهور المدرسة المغربية في التحقيقق فقي مقا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الت ـ ثر بحركــة بعــث التــراث التــي قامــت بالمشــرقا خصوصققا‬
‫بمصرا التي قادها جيل من الرواد أمثال عبد’السالم هارونا وأبمد شاكرا‬
‫وأخيه محمود شاكرا وريرهما بيث كان تواصل كبير بينهم وبين المغاربقة‬
‫في هذا المجالا ما من خالل دراسة بع المغاربة بالكلياف المصريةا أو‬
‫مشاركتهم في الماتمراف والمحافل العلمية المختلفة‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ .2‬ظهور عدد مـن المجـالت التراثيـة التـي تعتنـي بـالتعريف بكتـب‬
‫التراث المغربي األندلسي المخطوطة والتعريف بمضامينها وونف نسخها‪،‬‬
‫وأماكن وجودهاا ومن هذه المجالف(‪:)1‬‬

‫‪ -‬مجلة دعوة الحق‪ :‬تصقدرها وزارة الوققاع والشقاون اإلسقالميةا‬


‫بالرباطا أسسها جاللقة المغفقور محمقد الخقامج سقنة ‪1316‬هقق‪1951 /‬ما‬
‫وهي من أكثر المجالف اهتماما بالمخطوط وقضقاياها وأعالمقها وال زالقت‬
‫تصدر لى يوم الناس هذا‪.‬‬

‫‪ -‬مجلــة البحــث العلمــي‪ :‬كققان يصققدرها المركققز الجققامعي للبحققث‬


‫العلمي بجامعة محمد الخامج بالرباطا وصدر العدد الول منها فقي أبريقل‬
‫سقققنة ‪1969‬ما وتضقققمنت كتابقققاف تراثيقققة تقققدور بقققول التعريقققا بقققبع‬
‫الشخصياف العلميةا أو بع المخطوطاف التاريخية‪.‬‬

‫‪ -‬مجلـة المناهـل‪ :‬تصقدرها وزارة الدولقة المكلفقة بالشقاون الثقافيقة‬


‫(وزارة الثقافة والشباب والرياضة باليا)ا بالرباطا صدر العقدد الول منهقا‬
‫في نونبر سنة ‪1919‬ما واشتملت على عدد من المقاالف والبحاث التراثية‬
‫المهمةا وال زالت مستمرة لى اليوم‪.‬‬

‫‪ .3‬إعادة تنإيم خزائن المخطوطات العامة وفتحها في وجه البـاح ين‪:‬‬


‫مثققل الخزانققة العامققة بتطققوانا والخزانققة العامققة بالربققاط (المكتبققة الوطنيققة‬

‫(‪ )1‬انظر نبذة عن هذه المجالفا كتاب‪ :‬المجقالف الثقافيقة المغربيقة القذاكرة واالمتقدادا‬
‫لهستاا عبد’العزيز الساوري (ص‪18‬ا ‪.)22‬‬

‫‪119‬‬
‫باليققا)ا والخزانققة الحسققنية بالربققاطا وخزانققة ابققن يوسققا بمققراكأ(‪)1‬ا‬
‫وتمكين البابثين من االطالع على الكت المخطوطةا ومعاينتهقاا و خقراج‬
‫عدد من الفهارس الكاشفة لمحتوياف بع الفنون بهاا على سبيل المثقال‪:‬‬
‫فهققرس مخطوطققاف خزانققة القققرويينا الققذي أنجققزه العالمققة محمققد العابققد‬
‫الفاسيا وفهارس الخزانة العامة التقي تسلسقلت بلقاتهقا ابتقداء بمقا وضقعه‬
‫المستشققرأ الفرنسققي ليفققي بروفنسققالا ومققن جققاء بعققدها وال زال رصققيدها‬
‫بحاجة لى جهود إلتمام هذه الفهارس‪.‬‬
‫‪ .9‬ظهور عدد مـن خـزائن الزوايـا والخـزائن الخانـة‪ ،‬واكتشـاف مـا‬
‫تزخر به من نوادر المخطوطات‪ :‬فخزائن الزوايقاا كخزانقة زاويقة تنغملقتا‬
‫وخزانة الزاوية الناصريةا وخزانة الزاوية الحمزيةا والخزائن الخاصةا مثقل‬
‫الخزانة الكتانية لصاببها عبد’الحي الكتانيا وخزانة محمد المقين بقوخبزة‬
‫التطوانيا وخزانة الباشا الكالويا وخزانقة محمقد’بقن الحسقن الحجقويا‬
‫وخزانققة عبققد’الحفققي الفاسققيا وخزانققة عققالل الفاسققيا وخزانققة الحققاج‬
‫محمد’بن الطي الصبيحي بسالا وريرهاا وبعضها آل لقى الخزانقة العامقة‬
‫(المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط باليقا)ا وبعضقها ايخقر مقا زال‬
‫في بوزة ورثة أصحابها‪.‬‬
‫‪ .5‬تصــوير عــدد مــن المخطوطــات المغربيــة األندلســية بــالخزائن‬
‫المغربيــة‪ ،‬وتمكــين البــاح ين مــن االطــالع عليهــا‪ :‬والققك مققا بمبققادرة مققن‬
‫الجهققاف الوصققية علققى هققذه المخطوطققافا أو نتيجققة قيققام بعثققاف تابعققة‬

‫(‪ )1‬انظر تاريل خزائن الكت بالمغربا للدكتور أبمد شوقي بنبين (ص‪.)155‬‬

‫‪115‬‬
‫لماسساف أجنبية تعنى بالمخطوطافا بتصوير عقدد مقن المخطوطقاف مقن‬
‫الخزائن المغربيةا مثل بعثاف معهد المخطوطاف العربية(‪)1‬ا وبعثاف مركقز‬
‫جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبيا فقد كانت هقذه البعثقاف تققوم بتزويقد‬
‫المكتبة التي تحتف بها هذه المخطوطاف بنسخة مصورة على الميكروفيلما‬
‫ممققا أتققاح للبققابثين االطققالع عليهققاا ولفققت االنتبققاه ليهققاا والعمققل علققى‬
‫تحقيقها‪.‬‬
‫‪ .6‬جهود بعض األعالم المغاربة في الكشف عـن نـوادر المخطوطـات‬
‫والتعريف بها‪ :‬ومن هقاالء نقذكر العالمقة محمقد المنقوني ربمقه’اهلل القذي‬
‫كانت أبحاثه ررم طابعها التاريخي ال تخلو من أسماء كثير من المخطوطاف‬
‫المغربية الندلسية النادرةا وكذلك جهقود العالمقة محمقد بقراهيم الكتقاني‬
‫ربمققه’اهلل الققذي كانققت ربالتققه بحثققا عققن كنققوز التققراث داخققل المغققرب‬
‫وخارجه(‪.)2‬‬

‫المحور ال اني‪ :‬من أعالم ورواد المدرسة المغربية في التحقيق‪:‬‬


‫تقدم سرد أسماء بع العالم الذين كان لتحقيقاتهم صد كبير فقي‬
‫المغرب والمشرأا واعتبرف في وقتها نجازا علميا كبيرا في هذا المجقالا‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مدخل لى تاريل نشر التراث العربي لمحمود الطنابي(ص‪133‬ا ‪)186‬ا بيث‬
‫تحدث عن بعضها‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر مقال‪ :‬الستاا محمد براهيم الكتاني ومزاياه في التعريا بالمخطوطقاف المغربيقة‬
‫للدكتور محمد بجي ضمن كتاب العالمة المجاهد محمقد بقراهيم الكتقاني(ص‪)99‬ا‬
‫و(ص‪ )251‬منه‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫وقد تنوعت مجاالف التحقيقق عنقدهما فبعضقهم اخقتص بقالدب كمقا هقو‬
‫الحال بالنسبة لمحمقد الفاسقي القذي اعتنقى بكتق القربالفا ومقنهم مقن‬
‫اخقتص بكتق التققاريل والتقراجم كمققا هققو الحقال بالنسققبة لمققارخ المملكققة‬
‫السققابق عبققد’الوهققاب بنمنصققورا ومققنهم مققن شققارك فققي مختلققا الفنققون‬
‫المعرفيةا كمثل العالمة عبد’اهلل كنونا ومحمد بن تاويت الطنجيا وسعيد‬
‫أعرابا ومحمد’بن شريفةا وريرهما وفيما يلي نقتصر علقى بعق القرواد‬
‫الذين كان لهم سهام متميقز فقي مجقال التحقيققا وتميقزوا بغقزارة نتقاجهم‬
‫وتنوعه‪:‬‬

‫محمد’بن تاويت الطنجي (‪9197 -...‬م‪9012 /‬هـ ‪9152-‬م)(‪.)1‬‬


‫العققالم البحاثققة المحقققق المطل ق ا ولققد بقريققة واد راس بققين طنجققة‬
‫وتطوانا وبها بف القرآن وتعلم مبادئ العلقوما ثقم انتققل لقى طنجقة مق‬
‫والده والزم بع علمائهقاا ثقم ربقل لقى فقاس قاصقدا جقام الققرويينا‬
‫وبعدما تخرج منه ش رد الربال لى القاهرةا بيقث فقتح لنفسقه آفقاأ البحقث‬
‫والمطالعةا وتردد بين القاهرة وتركيا فقي طقار بعثقاف علميقة مقن الجامعقة‬
‫العربيةا فاكسبته هذه التجربة خبرة في مجال المخطوطاف واالطالع عليهاا‬
‫وردا مرجعا متخصصا فيها مق مشقاركة فقي كثيقر مقن العلقوما بتقى جعقل‬
‫مارخ المملكة المربوم عبد’الوهاب بنمنصور يتحسر علقى كوجقوده خقارج‬

‫(‪ )1‬ينظققر التققاليا ونهضققته لعبققد’اهلل الجققراري (ص‪)192‬ا والعققالم للزركلققي(‪)62/6‬ا‬


‫ومعلمة المغرب(‪)1251/6‬ا ومقال بعنوان ترجمة الستاا محمد’بن تاويت الطنجقيا‬
‫لعبد’الصمد العشابا ضمن الكتاب التذكاري لفقيد العلم والتراث محمقد’بقن تاويقت‬
‫الطنجي(ص‪.)31‬‬

‫‪111‬‬
‫الوطن وبرمان الشبيبة المغربية من االنتفاع من طريقته في معالجة النصوص‬
‫وتحقيقها<(‪)1‬ا اسقتقر بتركيقا وبهقا تقوفي ربمقه اهللا وققد تميقزف تحقيقاتقه‬
‫ربمه’اهلل باإلتقان والضبط والتحريرا ومن الكنوز التي نشرها‪:‬‬
‫‪ -‬التعريــف بــابن خلــدون ورحلتــه غربــا وشــرقا‪ ،‬لعبــد’الــرحمن’بــن‬
‫خلدون(ت‪717‬هـ)ا صدر عقن لجنقة التقاليا والترجمقة والنشقر بالققاهرةا‬
‫سنة ‪1951‬م‪.‬‬
‫‪ -‬جذوة المقتبس في ذكـر والة األنـدلسا لبقي عبقد’اهلل محمقد’بقن‬
‫فتوح الحميدي(ف‪988‬هق)ا طب بمطبعة السقعادة بالققاهرةا سقنة ‪1953‬ما‬
‫وأعادف طبعه مكتبة الخانجي‪.‬‬
‫‪ -‬شــفاء الســائل لتهــذيب المســائل‪ ،‬البــن خلــدون أيضــاا طبق فققي‬
‫ستانبول سنة ‪1951‬م‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالم بحدود قواعد اإلسالما للقاضي عياض(ف‪599‬هق)ا نشرته‬
‫وزارة الوقاع والشاون اإلسالمية بالمغربا سنة ‪1969‬ما ثم أعيقد طبعقه‬
‫سنة ‪1981‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيــب المــدار وتقريــب المســالك لمعرفــة أعــالم مــذهب مالــك‬
‫للقاضي عياض(ت‪722‬هـ)ا (الجزء‪)1‬ا ص ردره بمقدمقة مهمقة عقن الكتقاب‬
‫ومالفها وصق َدر عقن وزارة الوققاع والشقاون اإلسقالمية بقالمغربا سقنة‬
‫‪1965‬ما وأعيد طبعة ثانية سنة ‪1983‬م‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مقاله‪ :‬محمد’بن تاويت الطنجيا مشروع رسالة واكريقاف مقن الماضقيا ضقمن‬
‫الكتاب التذكاري عن فقيد العلم والتراث محمد’بن تاويت الطنجي (ص‪.)32‬‬

‫‪118‬‬
‫عبد’اهلل كنون (‪9211-9046‬هـ‪9117 /‬م ‪9171-‬م) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أستاا الجيال العالمة الدي الفقيها ولد بفقاسا وانتققل مق والقده‬


‫وأفراد بيته لى طنجةا وهناك درس وتعلم ونبقغا واشقتغل بالتقالياا وهقو‬
‫ابن ست عشقرة سقنةا عقرع بسقعة االطقالع وجقودة التقالياا لقه مالفقاف‬
‫بافلة سارف بذكرها الركبانا وخاض رمار التحقيق فاخرج عددا من كتق‬
‫التراثا في مختلا الموضوعاف في الحديث والنساب والتاريل وريرهاا‬
‫ومن نمااج الك‪:‬‬
‫‪ -‬األنوار الس ننية في األلفاا السنيةن ألبي القاسم محمد’بـن أحمـد’بـن‬
‫جـزي الغرنـاطي(ت‪529‬هــ)ا بقققه علقى نسقخة أصقلية بالخزانقة الكنونيققة‬
‫وصدر بتطوان ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيــب أحاديــث الشــهاب ألبــي الحســن’بــن عبــد’اهلل’بــن حســين‬
‫الخزرجي القلعيا بققه على نسخة أصلية بالخزانة الكنونيةا ونشر بتطقوان‬
‫سنة ‪1952‬م‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب األربعين الطبية المستخرجة من سـنن ابـن ماجـة وشـرحها‪،‬‬
‫ت ليف عبد’اللطيف البغدادي(ت‪641‬هـ)ا من عمل تلميذه محمد’بن يوسا‬

‫(‪ )1‬ينظر كتاب التاليا ونهضته بالمغربا لعبد’اهلل الجراري (ص‪)391‬ا ومققال‪ :‬السقتاا‬
‫عبقد’اهلل كنققون وآثقارها لعبققد’الصقمد العشققاب(ص‪)931‬ا مجلقة مجمق اللغقة العربيققة‬
‫بدمشققق ع او الحجققة ‪1912‬هققق‪ /‬يوليققوز ‪1992‬ما ونققدوة عبققد’اهلل كنققون بققين التكققريم‬
‫والتقققابين(ص‪)199‬ا وعبقققد اهلل كنقققون العقققالم المصقققلحا للقققدكتور بقققراهيم القققوافي‬
‫(ص‪.)159‬‬

‫‪119‬‬
‫البرزالي(ف‪636‬هقق)ا بقققه علقى نسقخة أصقلية بالخزانقة الكنونيقةا وطبق‬
‫بتطوان سنة ‪1951‬ما وأعيد طبعقه بمصقر سقنة ‪1912‬ما ثقم نشقرته مديريقة‬
‫الشاون اإلسالمية بالرباط سنة‪1919‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تلقين الولد الصغير‪ ،‬ألبي محمد عبد’الحق اإلشبيلي(ت‪779‬هـ)ا‬
‫بققه على نسخة أصلية بالخزانة الكنونيةا وصدر بتطوان سنة ‪1952‬م‪.‬‬
‫‪ -‬كتــاب قواعــد اإلســالم للقاضــي عيــاض(ت‪722‬هـــ)ا بققققه علققى‬
‫نسخة أصلية بالخزانة الكنونيةا ونشر بتطوان سنة ‪1953‬م‪.‬‬
‫‪ -‬رسائل سعدية‪ ،‬نشر معهد موالي الحسن بتطوان سنة ‪1959‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مناهل الصفا في أخبار الملو الشرفا‪ ،‬للمؤرخ األديب عبد’العزيـز‬
‫الفشــتالي(ت‪9109‬هـــ)‪( ،‬مختصــر الجــزء ال ــاني)‪ ،‬نشققر بكليققة ايدابا‬
‫بجامعققة محمققد الخققامجا بالربققاطا وطبق بالمطبعققة المهديقة بتطققوان سققنة‬
‫‪1969‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ديوان مالك غرناطة يوسف ال الث‪ ،‬نشقره بمعهقد مقوالي الحسقن‬
‫بتطوان سنة ‪1958‬ما ثم بمكتبة النجلو المصرية بالقاهرة سنة ‪1965‬م‪.‬‬
‫‪ -‬معجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب‪ ،‬ألبـي بكـر محمـد’بـن‬
‫موسى الحازمي(ت‪772‬هـ)ا نشر بمجمق اللغقة العربيقة بمصقر مقرتين سقنة‬
‫‪1965‬و ‪.1913‬‬
‫‪ -‬أخبــار الصــغار للحــافس أبــي عبــد’اهلل محمــد’بــن مخلــد الــدوري‬
‫العراقي(ت‪009‬هـ)ا نشرته أكاديمية المملكة المغربية سنة ‪1986‬م‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫محمد’بن عبد’الهادي المنوني (‪9241 -...‬هـ‪9111 - 9197 /‬م) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫الفقيه المارخ المطل ا رائد البحث المصدري بقالمغربا رأ النقور‬


‫بمدينة مكناسا وأخذ العلم على مشيختهاا ثم انتقل لى فاس بيث التحق‬
‫بجققام القققرويينا والزم بلقققاف العلققم بهققاا ومجققالج الشققيوخ فققي الفقققه‬
‫والحققديث وريرهققاا وبعققد تخرجققه مققن القققرويين التحققق بالمكتبققة الوطنيققة‬
‫بالربقاطا ثققم الخزانقة الحسققنية فقي القصققر الملكقي العققامرا ممقا مكرنققه مققن‬
‫االطالع على عيون التراث المغربي الندلسي المخطوطا كما قام بربالف‬
‫استكشافية لى مختلا الخزائن العلمية المغربية الخاصة والعامقة بمختلقا‬
‫منققاطق المغققربا فقققد انتقققل لققى وزانا وتققازةا وفققاس ومكنققاس وبققزو‬
‫وتنغملتا بنابية بني ماللا واعتكا في خزانة الزاوية الحمزيةا فوصقا‬
‫محتوياتها بكل دقرةا كما أقام شهرا في خزانة الزاوية الناصرية يحصي كتبها‬
‫ويفهرسققهاا بتققى أصققبح بجققة وعمققدة البققابثين فققي الكت ق والمكتبققاف‬
‫والفهارسا ومعرفة أماكن المخطوطافا وقد أثمرف هذه الجهود طائفة من‬
‫المصنفاف التراثية أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬العلوم واآلداب على عهد الموحدينا طب بتطقوان سقنة ‪1952‬ما‬
‫وأعيد نشره بالوفست سنة ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مإاهر يقإة المغـرب الحـديثا مطبعقة المنيقة بالربقاط ‪1913‬ما‬
‫وطب بدار الغرب اإلسالمي ببيروف سنة ‪1985‬م‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التاليا ونهضقته بقالمغرب(ص‪)261‬ا ومجلقة دعقوة الحققا خقاص عقن الفقيقه‬
‫محمد’بن عبد’الهادي المنونيا العدد ‪312‬ا ‪1923‬هق‪2222/‬م‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ -‬المصادر العربية لتاريخ المغرب‪ ،‬في ثالثة أجزاء‪ ،‬منشوراف كلية‬
‫ايدابا بجامعقققة محمقققد الخقققامج بالربقققاطا صقققدر الجقققزء الول سقققنة‬
‫‪1929‬هق‪1983/‬ما والثاني ‪1912‬هق‪1989-‬ما والثالث ‪1923‬هق‪2222/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬منتخبات من نوادر المخطوطات بالخزانة الحسنية بالرباط‪ ،‬مطبعة‬
‫فضالةا المحمدية ‪1918‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فهــرس الخزانــة الحســنية حســب أرقامهــا علــى الرفــوفا المطبعققة‬
‫الملكيةا الرباطا ‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ -‬دليل مخطوطات دار الكتب النانرية بتامكروت‪ ،‬منشوراف وزارة‬
‫الوقاع والشاون اإلسالمية بالمغربا سنة ‪1985/1925‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ورقات عن الحضارة المغربية في عصر بني مرينا منشوراف كلية‬
‫ايداب والعلوم اإلنسانية بالرباطا مرتين ‪1919‬م و‪1996‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تــاريخ الوراقــة المغربيــةا منشققوراف كليققة ايداب بالربققاط سققنة‬
‫‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ -‬فهرس المخطوطات العربيـة فـي الخزانـة العامـة بالربـاط (المكتبـة‬
‫الكتانيـــة)ا منشقققوراف الخزانقققة العامقققة للكتققق والوثقققائقا بالربقققاطا‬
‫ط‪2222/1999/1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬قــبس مــن عطــاء المخطــوط المغربــيا دار الغققرب اإلسققالميا‬
‫بيروفا ‪1999‬م (‪3‬ج)ا ضقم مجموعقة مقن البحقاث بقول المخطوطقاف‬

‫‪182‬‬
‫المغربيةا والندلسية كان نشرها بمختلا المجالف والقدوريافا المغربيقة‬
‫والمشرقيةا وبعضها ينشر للمرة الولىا كما ضم بع الرسائل المحققة‪.‬‬
‫‪ -‬مدور الكتــب فــي ماضــي المغــربا منشققوراف الخزانققة الحسققنية‬
‫بالرباطا سنة‪2225‬م‪.‬‬
‫ضافة لقى عقدد مقن المققاالف بقول المخطقوط المغربقي وتاريخقها‬
‫(‪)1‬‬
‫خزائن المخطوطاف ‪.‬‬ ‫والتعريا ببع‬
‫ومالفاته ربمه’اهلل رنية بالمعلوماف النادرة عن المخطوطاف المغربية‬
‫الندلسية والتعريا بهاا واكر أماكنهاا مما جعلهقا مصقدرا مهمقا للبقابثين‬
‫في التراث المغربي الندلسي‪.‬‬

‫جي السلوي (‪9240-9029‬هـ‪4110-9140 /‬م)(‪.)2‬‬


‫محمد بح ك‬
‫من أعالم مدينة سال ومارخيها الكبارا أخذ عن أعالمهقا ودرس فقي‬
‫مدارسققهاا وتققدرج فققي التعلققيم بتققى صققار وابققدا مققن علمققاء المغققرب‬
‫المرموقينا استهواه ب التراثا فكان دأبه البحث والقراءة والتاليا فيها‬
‫وتميزف نتاجاته بالغزارة والعمق الفكريا بين ما هو موسوعي وبين ما هو‬
‫صغير الحجما بين ما هو تاريخي وما هو شقرعيا ومقن أعمالقه فقي مجقال‬
‫تحقيق التراث المغربي الندلسي‪:‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مقال‪ :‬محمد المنوني والتراث المخطوطا للدكتور عمر أفقاا مجلقة دعقوة الحقق‬
‫ع‪312‬ا ‪1923‬هق‪2222/‬م (ص‪.)51-52‬‬
‫(‪ )2‬ينظر كتاب التاليا ونهضقته بقالمغربا لعبقد’اهلل الجقراري(ص‪)132‬ا وسقيرته ضقمن‬
‫كتاب‪ :‬محمد بجي مثابرة المربي والبابث(ص‪.)333‬‬

‫‪183‬‬
‫‪ -‬ألف سنة من الوفياتا جم فيه ثالثة كت ‪ :‬شقرع الطالق البقن‬
‫قنفذا ووفياف الونشريسيا ولقط الفرائد البن القاضقيا نشقر دار المغقرب‬
‫للتاليا والترجمة والنشرا الرباطا ‪1916‬م‪.‬‬
‫‪ -‬دوحة الناشر بمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشـر‪،‬‬
‫البــن عســكر الشفشــاونيا نشققر دار المغققرب للتققاليا والترجمققة والنشققرا‬
‫الرباطا ‪1911‬م‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الم اني ألهل القرن الحادي عشر وال اني‪ ،‬لمحمد’بن الطيـب‬
‫القــادري (ت‪9975‬هـــ)ا (باالشققتراك)ا نشققر بالربققاط والققدار البيضققاءا‬
‫‪1911‬م‪1986/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬المعيــار المعــرب والجــامع المغــرب عــن فتــاوى أهــل إفريقيــة‬
‫والمغرب‪ ،‬ألبي العباس الونشريسي(ت‪192‬هـ)ا (باالشقتراك)ا منشقوراف‬
‫وزارة الوقققاع والشققاون اإلسققالمية بققالمغربا ودار الغققرب اإلسققالميا‬
‫بيروفا ‪1981‬م (‪ 13‬جزءا)‪.‬‬
‫‪ -‬فهــرس مخطوطــات الخزانــة الصــبيحية بســال‪ ،‬منشققوراف معهققد‬
‫المخطوطاف العربية الكويتا ‪1926‬هق‪1985/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البيــان والتحصــيل‪ ،‬ألبــي الوليــد محمــد’بــن أحمــد’بــن رشــد‬
‫(ت‪741‬هـ)ا الجقزء الولا والثقامن (باالشقتراك)ا والعاشر(باالشقتراك)ا‬
‫والثققامن عشققرا والتاسقق عشققرا والعشققرون الخاصققان بالفهققارس العامققة‬
‫(باالشققققتراك)ا منشققققوراف دار الغققققرب اإلسققققالميا بيققققروفا ‪1981‬م‬
‫(‪ 22‬جزءا)‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫‪ -‬المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسـوم المدونـة مـن األحكـام‬
‫الشرعيات‪ ،‬ألبي الوليد محمد’بن أحمـد’بـن رشـد(ت‪741‬هــ)ا (ج‪1‬و‪)3‬ا‬
‫منشوراف دار الغرب اإلسالميا بيروفا ‪1989‬م (‪ 3‬أجزاء)‪.‬‬
‫‪ -‬الــذخيرة فــي الفقــه‪ ،‬ألبــي العبــاس أحمــد’بــن إدريــس القرافــي‬
‫(ت‪772‬هـــ)ا (باالشققتراك)ا منشققوراف دار الغققرب اإلسققالميا بيققروفا‬
‫‪1999‬ما (‪ 19‬جزءا)‪.‬‬
‫‪ -‬النــوادر والزيـــادات‪ ،‬البـــن أبـــي زيـــد القيروانـــي (ت‪072‬هــــ)ا‬
‫(باالشتراك)ا منشوراف دار الغرب اإلسالميا بيروف(‪ 15‬جزءا)‪.‬‬
‫وريرها من العمال التي كان لهقا صقد واسق فقي المكتبقة التراثيقة‬
‫المغربية‪.‬‬

‫سعيد أحمد أعراب (‪9242-9001‬هـ‪4110-9141 /‬م)(‪.)1‬‬


‫العالم البحاثة المحققا أصله من قبيلة رمقارة بشقمال المغقربا بهقا‬
‫ولد وأخذ عن علمائها متنقال في الك بين مختلقا قبائلهقاا ثقم انتققل لقى‬
‫مدينة تطوان ودخل المعهد الديني بهاا ثم التحق بالمعهقد العقاليا وتخقرج‬
‫منه سنة(‪1951‬م)ا والتحقق بسقلك التقدريج لقى أن انتدبتقه وزارة التربيقة‬
‫الوطنية بابثا متفررقا لمصقلحة بيقاء التقراثا بطلق مقن وزارة الوققاع‬

‫(‪ )1‬ينظر مقال‪ :‬جهود العالمة الستاا سعيد أعراب في التعريقا بتقراث الريقاا للقدكتور‬
‫توفيق الغلبزوريا مجلة اإلبصارا ع‪(1‬ص‪)5‬ا وكتاب‪ :‬العالمة سعيد أعراب التطواني‬
‫وجهوده في الدراساف الحديثية في المغرب القصى والندلجا بحث ماسقتر للطالبقة‬
‫أمينة كريما بكلية ايداب ببني ماللا شراع د‪ .‬محمد رستم (ص‪.)11-8‬‬

‫‪185‬‬
‫والشاون اإلسالمية سنة ‪1913‬ما فكان القك فرصقة سقانحة لالنقطقاع لقى‬
‫خدمة التراث والبحث في قضاياها وكشا خباياه وأسرارها ومن بركة الك‬
‫على المكتبة التراثية المغربيقةا ظهقور عقدد مقن الموسقوعاف العلميقة التقي‬
‫اشترك في نجازهاا في الحديث وفقهها وتقراجم العقالم التقي ال يسقتغني‬
‫عنها البابث في العلوم الشرعية فضال عن ريرهما ومن الك‪:‬‬
‫‪ -‬التمهيد لما في الموط من المعاني واألسـانيد‪ ،‬للحـافس أبـي عمـر‬
‫يوسف’بن عبد’اهلل’بن عبد’البر القرطبي(ت‪260‬هــ)‪ ،‬الرابق (باالشقتراك)ا‬
‫والخققامجا والسادس(باالشققتراك)ا والتاسقق ا والعاشققرا والثققاني عشققرا‬
‫والرابقق عشققرا والخققامج عشققرا والسققادس عشر(باالشققتراك)ا والسققاب‬
‫عشر(باالشققتراك)ا والثققامن عشققرا والتاس ق عشققرا والوابققد والعشققرونا‬
‫والثققاني والعشققرونا والثالققث والعشققرونا والراب ق والعشققرونا والخققامج‬
‫والعشرونا والسادس والعشرون الخاصان بالفهارس العامة للكتابا وصدر‬
‫الكتاب عن وزارة الوقاع والشاون اإلسالمية بالمغربا على التوالي مقن‬
‫سنة ‪1381‬هق‪1961/‬ما لى سنة ‪1912‬هقق‪1992/‬ما وال زالقت هقذه الطبعقة‬
‫هي المعتمدة لد البابثين(‪.)1‬‬
‫‪ -‬أزهــار الريــاض فــي أخبــار عيــاض‪ ،‬ألحمــد’بــن محمــد المقــري‬
‫التلمساني(ت‪9129‬هــ)‪ :‬الجقزء الرابق باالشقتراك مق محمقد’بقن تاويقتا‬

‫(‪ )1‬وقد صدرف عقدة طبعقاف مسقروقة عقن هقذه الطبعقةا عقن دار الكتق العلميقةا ودار‬
‫الفاروأ الحديثة بمصر وريرهاا ثم صدرف في أواخر العام الماضي(‪2211‬م)ا طبعقة‬
‫بتحقيق الدكتور بشار عوادا عن ماسسة الفرقان للتراث اإلسالمي بلنقدنا يققول فيهقا‬
‫نه اعتمد على آخر برازة لكتاب التمهيدا فداا كان الك صحيحاا وكان النص محققا‬
‫تحقيقا علمياا فال شك أن طبعته هذه ستكون أفضل تحقيق للكتاب‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫والخامج باالشتراك م عبد’السالم الهراسا وصدر الكتقاب عقن صقندوأ‬
‫بياء التراث اإلسالمي المشترك بين المملكة المغربيقة واإلمقاراف العربيقة‬
‫المتحدةا سنة ‪1919-1918‬م (‪ 5‬ج)‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب المـدار وتقريـب المسـالك لمعرفـة أعـالم مـذهب مالـك‪،‬‬
‫للقاضــي عيــاض(ت‪722‬هـــ)‪ :‬الجققزاء السققادسا سققنة ‪1921‬هققق‪1981/‬ما‬
‫والساب سنة ‪1922‬هق‪1982/‬ما والثقامن سقنة ‪1923‬هقق‪1983/‬ما كلهقا عقن‬
‫وزارة الوقاع والشاون اإلسالميةا بالمغرب‪.‬‬
‫‪ -‬البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المسـتخرجة‪،‬‬
‫ألبي الوليد محمد’بن أحمد’بن رشد(‪741‬هـ)ا بقق منفردا الجقزء الثقانيا‬
‫والساب ا والراب عشرا واشترك في نجاز الجزئين التاس عشرا والعشرين‬
‫الخاصققين بالفهققارس العامققةا دار الغققرب اإلسققالميا بيققروفا ‪1981‬م‬
‫(‪22‬جزءا)‪.‬‬
‫‪ -‬المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسـوم المدونـة مـن األحكـام‬
‫الشرعياتا لبي الوليد محمد’بن أبمد’بن رشد(ف‪522‬هقق)ا (الجقزء‪)2‬ا‬
‫منشوراف دار الغرب اإلسالميا بيروفا ‪1928‬هق‪1988 /‬م (‪ 3‬أجزاء)‪.‬‬
‫‪ -‬أحكــام القــرآن الصــغرى‪ ،‬ألبــي بكــر ابــن العربــي(ت‪720‬هـــ)‪،‬‬
‫منشققوراف المنظمققة اإلسققالمية للتربيققة والعلققوم والثقافققة (اإليسيسققكو)ا‬
‫بالرباطا سنة ‪1912‬هق‪1991/‬م‪( .‬جزآن)‪.‬‬
‫‪ -‬نـــلة الصـــلة‪ ،‬لبقققي جعفقققر أبمقققد’بقققن بقققراهيم’بقققن الزبيقققر‬
‫الغرناطي(ف‪128‬هق)ا (باالشتراك م عبد’السقالم الهقراس)ا (‪ 3‬أجقزاء)ا‬

‫‪181‬‬
‫منشققققوراف وزارة الوقققققاع والشققققاون اإلسققققالمية بققققالمغربا سققققنة‬
‫‪1916‬هق‪1995/‬م‪.‬‬

‫محمد’بن شريفة (‪9221- 9072‬هـ‪4197-9104 /‬م)(‪.)1‬‬


‫المارخ البحاثة المحقق الدي المطل ا ولقد بقدقليم العثامنقة بقدقليم‬
‫الجديدةا وبها بف القرآنا وتلقى دراسته الوليةا ثقم انتققل لقى آسقفيا‬
‫ومنها لى مراكأ وتاب دراسته بهاا ثم التحق بالفوج الول بجامعة محمقد‬
‫الخامجا وكان أول من ناقأ بحث دبلوم الدراساف العليا بهقاا ثقم أكمقل‬
‫دراسققته بالقققاهرةا وبصققل منهققا علققى الققدكتوراها ويعتبققر مققن جيققل الققرواد‬
‫الذينا وهبوا بياتهم لخدمة التراث الندلسيا واتجه اهتمامه لى التعريا‬
‫باعالم الدب الندلسي المغمورينا وبناء ترجماتهم من خالل ما توافر من‬
‫آثارهما فكانت تلقك طريققة بديعقة فقي صقناعة الترجمقة تميقز بهقا العالمقة‬
‫محمد’بن شريفة ربمه اهللا ومن آثاره في التحقيق‪:‬‬
‫‪ -‬مذاهب الحكام في نوازل األحكام‪ ،‬للقاضي عياض وولدو محمد‪،‬‬
‫منشوراف دار الغرب اإلسالميا بيروفا ‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب المـدار وتقريـب المسـالك لمعرفـة أعـالم مـذهب مالـك‪،‬‬
‫للقاضي عياض(ت‪722‬هـ)‪( ،‬الجزء الخقامج)ا منشقوراف وزارة الوققاع‬
‫والشاون اإلسالميةا بالمغرب‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬التاليا ونهضته بالمغرب(ص‪.)151‬‬

‫‪188‬‬
‫‪ -‬الــذيل والتكملــة لكتــابي المونــول والصــلة‪ ،‬البــن عب ـد’الملــك‬
‫المراكشــي(ت‪510‬هـــ)‪( ،‬الســفر األول)‪ ،‬دار الثقافققة ‪ -‬بيققروفا والســفر‬
‫ال امن منه‪ :‬مطبوعاف أكاديمية المملكة المغربيةا الطبعة الولى(‪1989‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين األوان والمكان للنصر الموعود به آخر الزمـان‪ ،‬مسـتقرأ مـن‬
‫نحيح السـنة ومحكـم القـرآن‪ ،‬ألبـي جعفـر أحمـد’بـن إبـراهيم’بـن الزبيـر‬
‫الغرناطي(‪517‬هـ)ا دار الغقرب اإلسقالميا بيقروفا سقنة ‪1993‬م وطبعقة‬
‫ثانية سنة ‪2228‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أنساب األخبار وتذكرة األخيار‪ ،‬رحلة المدجن الحاج عبـد’اهلل’بـن‬
‫الصباح(ق‪7‬هـ)ا نشر دار أبي رقراأ بالرباطا سنة ‪2228‬م‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب المرآة في السبع القـراءاتا ألبـي علـي الحسـين’بـن رشـيق‬
‫المرســي (ت‪616‬هـــ)ا منشققوراف وزارة الوقققاع والشققاون اإلسققالميةا‬
‫بالمغربا سنة ‪1938‬هق‪2216/‬م‪.‬‬
‫الدبية‬
‫ر‬ ‫كما صرع همته ربمه’اهلل لى خراج عدد من نوادر النُّصوص‬
‫الندلسية وتراجم أصحابها ونشر ما وقعت عليقه يقده مقن تقراثهم النرثقري أو‬
‫الشعريا م دراساف وافية عنهما وهذا مجال يعتبر فيه العالمة محمقد’بقن‬ ‫ِّ‬
‫شريفة مدرسة قائمةا وسياتي بيان بع معالم الك عنده‪.‬‬
‫هاالء هم جيل الرواد الذين أسقهموا بعطقاءاتهم العلميقة فقي تاسقيج‬
‫المدرسة المغربية في تحقيق التراثا وتثبيت أركانهاا وانعكج القك علقى‬
‫الجيال الالبقة التي تخرجت على أيديهم ا ررست فيها ب هذا التراث‬
‫واالهتبال به فواصلت مسيرته نحو التقدم واالزدهار‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫المحور ال الث‪ :‬مناهج مغربية رائدة في التحقيق‪:‬‬
‫كل العالم المتقدم اكرهم مارسوا عملية التحقيقا ولكن برزف مقن‬ ‫ُّ‬
‫ترسم خطاها مقن‬ ‫بينهم نمااج رائدة بحيث صارف تحقيقاتهم يحتذ بها ويُ ر‬
‫قبل البابثين والدارسين في هذا المجقالا وساقتصقر هنقا علقى علمقين مقن‬
‫هاالء العالم برزا في هذا الميقدان بققوة المقنهج وعمقق التحليقل و ُتل ِّقيقت‬
‫أعمالهما بمزيد من القبول والثناء عليهاا وناخذ بع القضايا المنهجية فقي‬
‫تحقيقاتهما‪:‬‬
‫عمليققة التحقيققق تمق ُّقر بمجموعققة مققن‬
‫أوال البُق رد مققن اإلشققارة لققى أ رن ر‬
‫الخطواف العامةا أهمها بعد اختيار عنوان المخطوط المناس ‪ :‬البحث عن‬
‫نسخه في خزائن المخطوطقافا وجمعهقا والموازنقة بينهقا وتقرجيح بعضقها‬
‫على بع ا ثم ثباف نص المخطوطا وتقديمه في صورة أققرب مقا تكقون‬
‫لى تلك التي تركه عليها مالفها ثم كتابة مقدمة الكتاب التقي يتحقدث فيهقا‬
‫عن الكتاب وعنوانه و ثباف نسبته لمالفه وترجمتها ووصا نسخه لى ريقر‬
‫الك من الخطواف التي ينبغي اقتفاؤها في هذه العملية(‪.)1‬‬

‫أوال‪ :‬من قضايا التحقيق في أعمال العالمة محمد’بن تاويت الطنجي‪:‬‬


‫القضية األولى‪ :‬نفسه في استيفاء البحث عن النسخ‪ ،‬وتفريعها‪:‬‬
‫ال شققك أن البحققث عققن نسققل مخطققوط مقتققرح للتحقيققق يعققد مققن‬
‫المعوقاف التي تعوأ البابث عقن تققديم نقص صقحيح بعيقد عقن الخطقاء‬

‫(‪ )1‬ينظققر تحقيققق النصققوص ونشققرها لعبققد’السققالم هققارون(ص‪)83-92‬ا وقواعققد تحقيققق‬


‫النصققوص و خراجهقققا للعالمققة محمقققد المنققونيا ضقققمن المصققادر العربيقققة لتقققاريل‬
‫المغرب(‪.)398-335/2‬‬

‫‪192‬‬
‫والتصحيفافا وكلما كانت نسل المخطوط قق موضقو اع التحقيقق قق متقوافرة؛‬
‫كان الك أدعى وأرجى لوصقول المحققق لقى رايقة مقن الضقبط واإلتققانا‬
‫والك يتطل جهدا جهيدا واطالعا واسعا في تتب نسل الكتقاب المخطقوط‬
‫بله في بلدان شتىا و ن مما تميز به العالمقة ابقن تاويقت‬
‫في البلد الوابدا َ‬
‫الطنجي هو طول نفسه في هذا المجالا فحينما كان يحقق كتاب كالتعريقا‬
‫بابن خلدون وربلته شرقا ورربا<ا فدنره رجق لقى نحقو أربق عشقرة نسقخة‬
‫(‪)1‬‬
‫مخطوطة مقن الكتقاب ا موزعقة بقين خقزائن أربعقة بلقدان هقي‪ :‬المغقرب‬
‫(الخزانقققة العامقققةا وخزانقققة الققققرويين)ا وتقققونج (خزانقققة بسقققن بسقققني‬
‫عبد’الوهاب)ا ومصقر(دار الكتق المصقريةا والخزانقة الزهريقة)ا وتركيقا‬
‫(مكتبة أبمد الثالث ق التابعة لمتحا طوب قابو سرايا ومكتبة آيا صوفياا‬
‫ومكتبة سليم آرا وهما تابعتان للمكتبة السليمانية)(‪)2‬ا وهذا جهد ال ينوء به‬
‫الهمة من الرجال‪.‬‬
‫ال أولو ر‬

‫القضية ال انية‪ :‬ترتيب النسخ وتصنيفها‬


‫اقتن ابن تاويت ربمه’اهلل بان ابن خلقدون ربمقه’اهلل ككانقت تصقدر‬
‫عنه نسل ( برازاف) من كتابه ما بين الحقين والحقين؛ يهقديها لقى الملقوك‬
‫(‪)3‬‬
‫والققوزراء تققارةا وياخققذها عنققه الطلبققة الدارسققون تققارة أخققر < ‪ ،‬فجعققل‬
‫المحقق نص عينيه الوصول لى النسخة الخيرة التي كتبها بيده وارتضقاها‬

‫(‪ )1‬ينظر وصفه لها في مقدمة الكتاب (ص‪.)39-32‬‬


‫(‪ )2‬ينظر نبذة عن هذه المكتباف كتاب‪ :‬مكتباف المخطوطقاف العربيقة فقي تركيقا للقدكتور‬
‫عزة بسن (ص‪.)99-33‬‬
‫(‪ )3‬مقدمة التعريا بابن خلدون(ص‪.)32‬‬

‫‪191‬‬
‫قبل موتها فجعل يتتب النسل التقي بصقل عليهقاا ويقتفحص الفقروأ بينهقا‬
‫والتعليقاف المتناثرة فقي بواشقيها وهوامشقها مسقتعينا بمقا لديقه مقن أخبقار‬
‫المالا وتقلباته في المصارا كل الك مكنقه مقن أن يقرد هقذه النسقل لقى‬
‫أمهاف ثالث‪:‬‬
‫‪ .1‬أم قديمة الصدور عن المالاا وهي موجزة‪.‬‬
‫‪ .2‬ومتوسطة تزيد قليال عن سابقتهاا وتنقص الكثيقر مقن التفصقيالف‬
‫عن التي تليها‪.‬‬
‫‪ .3‬ثم بديثة العهد بقالمالاا ويمتقد بديثقه فيهقاا وتعديلقه بالزيقادة‬
‫والنقص وريرهما لى ما قبل وفاته بشهور(‪.)1‬‬
‫وعلى ضوء هقذا التقسقيم وصقا النُّسقل ور رتبهقا بسق مقا فيهقا مقن‬
‫كل أصل منها بشقيء مقن ال ِّدقرقة واإلتققانا‬
‫الزياداف والنقصانا وتتب فروع ِّ‬
‫وتوقُّد الذِّهن الرذي عرع به ابن تاويت ربمه اهلل‪.‬‬
‫ونحن نالب اليوم في مقا ينشقر مقن الكتق المحقققة أنقه ققد يعجقز‬
‫المحقققق عققن فققك سققر االخققتالع الكبيققر بققين نسققخهاا فتجققده يتخققبط فققي‬
‫هوامأ التحقيق في اكقر الفقروأ بقين هقذه النسقلا وربمقا اا أعيقاه المقر‬
‫تجاوزها ولم يثبتهاا وال يتفطن لى ابتمقال كقون بقد النسقل الموجقودة‬
‫بين يديه تمثل برازا آخر للكتاب(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬نفسه(ص‪.)31‬‬
‫(‪ )2‬وقد تفطن لمثل الك العالمة سعيد أعراب ربمه اهلل عند تحقيق بع أجقزاء التمهيقد‬
‫البن عبد’البرا فقال في مقدمة الجزء الراب منه(ص ج)‪ :‬كوأول ما يالبق الققارئ’=‬

‫‪192‬‬
‫على أ رن المنهج الذي سلكه ابن تاويت في جم نسل هذا الكتاب لم‬
‫يقتصققر عليققه وبققده بققل اقتفققاه فققي كتققاب آخققر البققن خلققدونا هققو مقدمتققه‬
‫المشهورةا فقد أخذ على عاتقه تحقيقهاا وجمق نسقخهاا وتحقيقق نصقهاا‬
‫وقد بلغ فيقه الغايقة فقي التحقيققا ولمقا أشقرع علقى االنتهقاء منقه اخترمتقه‬
‫المنيةا ولم يكت لهذا التحقيق أن ير النور فقي عقالم المطبوعقافا ولقو‬
‫بصل الك لكان كافيا بنسل كل الطبعاف التي صدرف قبلها أو فقي وقتقها‬
‫فضال عن التي بعدها وبقي هذا الثر مغمورا في وسقط مكتبتقه التقي بيعقت‬
‫بعد وفاتقها ولقم يققدر أبقد أن يصقل ليقه ررقم المحقاوالف المتكقررة مقن‬
‫الغيورين الذين باولوا الوصول لى هقذا العمقل مقن أجقل نققااه و خراجقه‬
‫ونشره(‪)1‬ا وهلل المر من قبل ومن بعد‪.‬‬
‫ونقا في بع الرسائل التي أرسقلها لصقهره العالمقة عبقد’اهلل كنقون‬
‫ربمه’اهلل أيقام مقامقه بتركيقا علقى مالمقح المقنهج القذي سقلكه فقي تحقيقق‬
‫المقدمة بيث يقول‪ :‬ك‪...‬هذا و ني أقدر يدكم الكريمة التي أسديتموها لي‬
‫بدرسال نسخة المقدمةا فلقد كقان اطالعقي عليهقا ضقروريا؛ لنقي أريقد أن‬
‫أكت بحثا في التطوراف التي رمرف بهقا المقدمقة منقذ كتبقت لول مقرة فقي‬
‫تونج لى وفاة صاببهاا فلقد كتبت كما تعلمون في تونجا ووزعقت منهقا‬

‫=’لهذه النسل الخطية؛ اختالع أجزائهاا ثم كثرة الفروأ بينها في الكلماف والجملا‬
‫وما يوجد في بعضها من زياداف؛ تصل أبيانا لى صفحة أو أكثرا وهو أمر ال نجد له‬
‫تفسيراا ال أن المالا الذي عاش م هذا الكتقاب ثالثقين اب رجقة أو تزيقدا ققد ر‬
‫بقور‬
‫كثيرا من عباراتها وأضاع ليه ضافافا ومن الطبيعي أن تختلا نسقخه كمقا تختلقا‬
‫طبعاف الكتاب الوابد في عصرنا اليوم<‪.‬‬
‫(‪ )1‬منهم‪ :‬الدكتور بسان عباسا والدكتور بقراهيم شقبوح‪ .‬الكتقاب التقذكاري عقن فقيقد‬
‫العلم والتراث (ص‪.)56‬‬

‫‪193‬‬
‫نسل كانت الولى من المقدمةا ثم جاء ابن خلدون لى مصقر وجقادل عقن‬
‫رأيه فيهاا ورأ كتبا لم يتح له أن يراها في تونج والمغربا واستفاد منهقا‬
‫في تدعيم رأيه أبيانا‪....‬ومن هنا جاءف زياداف متفاوتة المقدار في نسقل‬
‫المقدمة بس قدم أو بدوث صدورها عن المالاا ومن هنا أيضا وجق‬
‫علي أن أراق هذا االختالع في أكبر عدد من نسقخها المخطوطقة لتحديقد‬
‫زمن هذه الزيادافا وإلدراك مناسباتهاا ولتحديد زمن صدور هقذه النسقخة‬
‫عنها بيث ن كقل مجموعقة منهقا تمثقل بلققة مقن بلققاف هقذه المقدمقةا‬
‫وتاريخا جديدا من تواريل بياتهقاا ولققد وصقلت بتقى اين المخطوطقاف‬
‫التي استفدف منها نحو ‪ 31‬نسخة رير أني لم أجد من بينها ما يمثل النسخة‬
‫الولى التي ألفت في تونج‪...‬‬
‫أما النسل التي اعتمدف عليهقا فقي نشقر القنص فهقي ‪ 11‬سقبعة عشقر‬
‫نسخة من بينها نسخة المالا التي كان يملكهاا والتي كانت تتعقرض لكقل‬
‫ما يطرأ على فكر ابن خلقدون مقن تفكيقر جديقدا بهامشقها بخطقه ضقافاف‬
‫وتعديالف في منتهى الخطورة<(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬من قضايا التحقيق في تجـارب العالمـة محمـد’بـن شـريفة‬
‫رحمه اهلل‪:‬‬
‫القضية األولى‪ :‬فن نياغة التراجم‬
‫اشتغل العالمة محمد’بن شريفة ربمه’اهلل بكت التقراجم الندلسقيةا‬
‫تحقيقا ودراسةا خصوصا المغمورين منهما فانتج العديد من العمال بول‬

‫(‪ )1‬العالمة محمد ابن تاويت الطنجي جوان مقن بياتقه ونمقااج مقن رسقائلها د‪ .‬محمقد‬
‫كنون الحسني ضمن الكتاب التذكاري(ص‪.)126-125‬‬

‫‪199‬‬
‫مجموعققة مققن أعققالم النققدلجا وقققد تميققزف طريقتققه فققي صققناعة ال رتققراجم‬
‫بمنهجه التحليلي الممت الذي يجم بين جماليقة السقلوب ورقزارة المقادة‬
‫العلمية التي يقدمها‪.‬‬
‫ونجققد العالمققة محمققد’بققن شققريفة رسققم لنفسققه خطققة كتابققة التققراجم‬
‫الندلسية عندما قال في أول عمل له ص ردر به تجربته في هذا المجالا وهقو‬
‫أبو المطرع أبمد’بن عميرة المخزومي‪ :‬كوليج من رأيي أن تخضق كتابقة‬
‫السققيرة لققى تخطققيط ثابققتا و نمققا ينبغققي أن تتنققاول السققيرة بسق طبيعققة‬
‫صاببها وطبيعة عصره<(‪.)1‬‬
‫وهذا الذي سار عليه في جل أعماله الترجميةا فدنه كان يصقوغ سقيرة‬
‫الشخصية المترجمة بس تقلباتها في الزمان والمكانا ولذلك نقر بعق‬
‫العناصر تحضر بقوة في بع التراجما وتخفت في أخر ا فمقثال اا كقان‬
‫الحديث عن الشيوخ والتالميذ ال يستاثر كثيقرا باهتمقام القدكتور محمقد’بقن‬
‫شققريفةا وال ياخققذ ال بيققزا ضققيقا مققن الترجمققة فققي بعق العمققال مثققل‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫كابققن مغققاور الشققاطبي< ا وكابققن ل ُ ربققال الشريشققي< ا وكوابققن رشققيق‬
‫المرسي<(‪)4‬ا بيث يكتفقي بسقرد أسقمائهم ومقا أخقذه علقيهم المتقرجم مقن‬
‫العلققوم؛ فققدن هققذا العنصققر نققال بظققا وافيققا مققن الحققديث عنققه فققي ترجمققة‬
‫ابققن عبققد’الملققك المراكشققي فققي تقديمققه للسققفر الثققامن مققن كتققاب الققذيل‬

‫(‪ )1‬أبو المطرع أبمد’بن عميرة المخزومي(ص‪.)328‬‬


‫(‪ )2‬ابن مغاور الشاطبي(ص‪.)19-16‬‬
‫(‪ )3‬ابن لبال الشريشي(ص‪93‬ا ‪.)99-98‬‬
‫(‪ )4‬ابن رشيق المرسي(ص‪.)25-23‬‬

‫‪195‬‬
‫والتكملة(‪)1‬ا بيث استغرأ بديثه عنهم نحو تسقعة وأربعقين صقفحةا لنقه‬
‫استوع اكرهما وكان يقا عند كل شيل بقذكر اسقمها ومكقان أخقذ ابقن‬
‫عبد’الملك عنها والعلوم التي أخذها والكت التي رواها عنها م االستعانة‬
‫بكالم ابقن عبقد’الملقك نفسقه عنقها و اا كقان الشقيل مقن كبقار شقيوخ ابقن‬
‫عبد’الملك الذين تركوا أثرا بارزا في شخصيته فقدن الترجمقة تتمقدد بجلق‬
‫بع أخباره وأطوار بياته كما صقن مق الشقيخين أبقي القاسقم أبمقد’بقن‬
‫محمد البلويا وأبي الحسن الرعينيا وريرهما‪.‬‬
‫ولعل الك يجد تفسيره في كون كتاب القذيل والتكملقة كتقاب تقراجم‬
‫وابن عبد’الملك نفسه يشير بين الحين وايخر في معرض تراجم كتابقه لقى‬
‫معلوماف نادرة عنه وعن شيوخها ضافة لى رنى المقادة العلميقة ورزارتهقا‬
‫وتنوعهققا فققي الكتققاب الققذي يعققد مققن أوس ق كت ق تققراجم علمققاء الغققرب‬
‫اإلسالمي وأروعهاا و اا كان كذلكا فال بد من تفصيل القول فقي شقيوخه‬
‫لمعرفة تاثيرهم ومد بضورهم في هذه الموسوعةا ولقذلك نجقد المحققق‬
‫نفسه تنبه لهذا الغرضا فقال في صدر كالمه عقن شقيوخ ابقن عبقد’الملقك‪:‬‬
‫كوسنذكر فيما يلي هاالء الشيوخ بشيء من التفصيلا لن من شان هقذا أن‬
‫يبرز بيئة ابقن عبقد’الملقك الثقافيقةا ويكشقا عقن مرابقل دراسقته وأطقوار‬
‫تعلمها ويظهر جهوده في سبيل القدرس والتحصقيلا ويصقور مقا كقان عليقه‬
‫لى العلم والمعرفة<(‪.)2‬‬ ‫الرجل من عزم صادأ وسعي دائ‬

‫(‪ )1‬الذيل والتكملة السفر الثامن(‪)59-9/1‬‬


‫(‪ )2‬الذيل والتكملة السفر الثامن (‪.)12/1‬‬

‫‪196‬‬
‫ولم يكن الك ممكنا في مثل التراجم الخر السقابقة القذكرا لنهقا‬
‫مقصورة على مجال الدب والنثر والشعرا وشيوخهم معدودونا كمقا أنهقم‬
‫لم يبلغوا في العلوم والمعارع مبلغ ابن عبد’الملك ربمة’اهلل على الجمي ا‬
‫لذلك نجده يركز الحديث فيها على الوضقاع السياسقية وتقلباتهقاا وعالققة‬
‫هققذه الشخصققياف الدبيققة بققامراء الحكققم بالنققدلج وارتسققامهم فققي ديققوان‬
‫الكتابة لى رير مما له عالقة بالشخصية وأعمالها الدبية‪.‬‬
‫وتتجلى براعة الدكتور محمد’بن شريفة فقي صقيارة التقراجم فقي أمقر‬
‫آخرا وهو كما يقول الدكتور عبقاس اربيلقة قق بفظقه’اهلل ق‪ :‬كعنقدما تعقوزه‬
‫الوسائل الضرورية لبناء الترجمةا تقوده الققرائن وطرققه فقي صقور الحقدس‬
‫والتخمين لى ترميم التراجما بل تراه يرجح بين ققرائن تجمعقت لديقه دون‬
‫كلققل أو ملققل مققن تتبق الجزئيققاف‪ ...‬وبحثققه عققن العالقققاف الممكنققة بققين‬
‫المعلوماف المتناثرة في مصادر متعددا ومقن أزمنقة مختلفقةا والقربط بينهقا‬
‫بتى تصبح وبدة متماسكة<(‪.)1‬‬

‫القضية ال انية‪ :‬النسخة الوحيدة في التحقيق‪:‬‬


‫مققن التجققارب العلميققة التققي خاضققها العالمققة محمققد’بققن شققريفة هققي‬
‫اقتحامه رمار التحقيق على نسل وبيقدةا ومعلقوم أن تحقيقق الكتقاب علقى‬
‫نسخة وبيدة له من المخاطر مقا لقها وتقزداد خطقورة المقر اا كقان القنص‬

‫(‪ )1‬الدكتور محمد’بن شريفة وفن التراجما مجلة كلية ايداب بمراكأ ع‪15‬ا وينظر أيضقا‬
‫مقال‪ :‬طريقة محمد’ بن شريفة فقي تحقيقق التقراثا للقدكتور عقز القدين عمقر موسقىا‬
‫ضمن كتاب تحقيق التراث المغربي الندلسي بصيلة وآفاأ (ص‪.)921‬‬

‫‪191‬‬
‫مليئا بالخطاء والتصحيفاف بسب جهل النساخا أو لحقق النسقخة بتقر فقي‬
‫جوانبهاا أو خرم في وسطهاا ورير الك من المور التي تحول دون خراج‬
‫نص صحيح مضبوطا وتتطل مجهودا مضقاعفا لتقرميم القنصا وهقو نفسقه‬
‫أقققر بهققذه الصققعوباف بققين قققال‪ :‬كممققا ال شققك فيققه أن التحقيققق المثققالي‬
‫للنصوص هو الذي يقوم على أكثر من نسقخةا وأن المحققق المحظقوق هقو‬
‫الذي يق على النسل الصلية أو الجيدةا و اا كان هذا يتحقق في عدد مقن‬
‫الكت التي ترو وتنسل لقيمتها الدينيقة والشقرعية أو فائقدتها التعليميقة أو‬
‫مكانة مالفيها‪...‬فدنه قلما يتحقق في كثيقر مقن العمقال الدبيقة والتاريخيقة‬
‫التي كثيرا ما تنتهي بنهاية عصورهاا ونلحق هقذه الظقاهرة بشقكل بَقيِّن فقي‬
‫التراث الندلسقي والمغربقيا فققد تعقرض هقذا التقراث لكثيقر مقن عقوادي‬
‫الزمنا ولهذا فدن سعادتنا تكون كبيرة وبماستنا تبدو قوية عندما ينتهي لينا‬
‫أثر من هذا التراث القديما فنحرص على خراجه بررم ما قد يكون فيه مقن‬
‫(‪)1‬‬
‫خلل أو نقص أو بتر أو رداءة خط أو جهل ناسل< ‪.‬‬
‫ونظرا لعدد من العمال العلمية التي بققها على نسخة وبيقدةا فققد‬
‫أكسبه الك دربة وخبرة في التعامل م هذا النوع من النصوصا وفقي القك‬
‫يقول ربمه اهلل‪ :‬كوقد واجهت هذه التجربة ق التحقيق على النسخة الفريدة ق‬
‫وعانيت أمرها في نصوص سابقةا وال شك أن الممارسقة والدربقة والخبقرة‬
‫تعين كثيرا في استقامة هذه النصوص<(‪)2‬ا انتهى كالمه‪.‬‬

‫(‪ )1‬بوار م الدكتور محمد’ بن شريفة بول كتابه كابقن مغقاور الشقاطبي<ا أجقراه السقتاا‬
‫عبد’العزيز الساوريا مجلة آفاأ الثقافة والتقراثا ع‪ 11‬رجق ‪ 1916‬دجنبقر ‪1995‬م‬
‫(ص‪.)91‬‬
‫(‪ )2‬بوار م الدكتور محمد’بن شريفة بول كتابه كابن مغاور الشاطبي<ا أجراه السقتاا’=‬

‫‪198‬‬
‫وباإلضافة لى هذه المور التي اكرهاا فدن هناك أمرا آخرا وهو سعة‬
‫االطققالع واإللمققام باسققالي القققوم فققي الكتابققة ومنققابيهم فققي القققولا فقققد‬
‫استطاع بفضل الك كله أن يرمم تلك النصوصا ويقيم أَ َو َدهقا وينققذها مقن‬
‫صفحاف النسيان واإلهمالا ويبعقث فيهقا الحيقاة مقن جديقد ويخرجهقا فقي‬
‫صورة رائقة تسر الناظرينا وتغري القارئين والبابثين‪.‬‬
‫بقيت قضية أخر ينبغي ثارتها في تحقيقاف هذين العلمينا وهي ما‬
‫يتعلق بضبط نص المتن المحقق والتعليقق عليقها وهقي الغايقة السقمى مقن‬
‫عملية التحقيق برمتهقاا فقال شقك أن مقا ميقز العمقال العلميقة لكقل منهمقا‬
‫بلورها درجة كبيرة من الدققة فقي ضقبط نصوصقهاا وهقذا أمقر معلقوم لقد‬
‫المطلعين على ما نشر من تحقيقهما‪.‬‬
‫وأما من بيث التعليق والحواشي فذلك يختلقا مقن عمقل لقى آخقر‬
‫بس طبيعة القنص وبسق نشقاط المحققق أثنقاء عمليقة التحقيقق نفسقهاا‬
‫فمثال كتاب كالتعريا بابن خلدون وربلته شرقا ورربقا<ا تضقمن تعليققاف‬
‫وبواش كثيرة اقتضتها طبيعة النص وما يوفره من مادة علمية رزيرة استدعى‬
‫من محققه ابن تاويت الطنجي أن يقا عندهاا من شقرح الغريق وتعريقا‬
‫العالم والماكنا وتوثيق الققوالا فكانقت تلقك الحواشقي كبمثابقة مقواد‬
‫أشبه ما تكون بهذه المواد المركزة التي نقرؤها في دائرة المعارع< على بد‬
‫تعبيققر الققدكتور محمققد’بققن شققريفة(‪)1‬ا وبلغققت دقتققه فققي التعريققا بالمققاكن‬

‫= عبققد’العزيققز السققاوريا مجلققة آفققاأ الثقافققة والتققراثا ع‪ 11‬رج ق ‪ 1916‬دجنبققر‬


‫‪1995‬م (ص‪.)91‬‬
‫(‪ )1‬ابن تاويت الطنجي والتقراث الخلقدونيا للقدكتور محمقد’بقن شقريفةا ضقمن الكتقاب‬
‫التذكاري(ص‪.)96‬‬

‫‪199‬‬
‫والبلققدان‪ :‬كأن بققاول جهققده أن يجققد للمسققمى وجققودا علققى الخارطققاف‬
‫معرفة بخطوط الطول والعرض<(‪.)1‬‬ ‫الحديثة ر‬
‫ولم نجد مثل هذه التعليقاف في أعمال أخر مثل كجذوة المقتقبج<‬
‫للحميديا والجزء الول من ترتي المقدارك للقاضقي عيقاضا لن طبيعقة‬
‫النص ال تقتضي كثرة التعليقاف والحواشي‪.‬‬
‫وأما العالمة محمد’بن شريفة فسلك مسلكا وسطا سار عليقه فقي جقل‬
‫العمال التي بققهاا وال يعلق ال بينما تدعو الضرورة لذلك من تصقحيح‬
‫لف ق محققرع أو ضققافة كلمققة سققاقطةا أو شققرح رري ق ا وتعيققين مققبهم أو‬
‫تعريا مكانا ورير الكا وفي بعضها يعتمد على ااكرتقه وثقافتقه كمقا هقو‬
‫الحققال فققي تعريققا المققاكن وأسققماء المققدن الندلسققيةا أو شققرح اللفققاق‬
‫العامية أو اللغوية الغريبة‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫كانت هذه جولة قصيرة م بع أعالم المدرسة المغربية في تحقيقق‬
‫التراثا الذين نسجوا خيوطها ورسموا معالمهاا ولئن كان المقام لم يسمح‬
‫بان نستقصي كل أعالم هذه المدرسةا وهم كثرة وافقرةا فققد كقان الغقرض‬
‫ضرب المثلة لبع الذين استطاعوا أن يقدموا نمقااج لقم يُسقبق ليهقا فقي‬
‫ترسقم خطاهقا فقي منقاهج‬
‫صنعة التحقيقا وأصقبحت بعق هقذه العمقال يُ ر‬

‫(‪ )1‬اكريققافا للققدكتور بققراهيم شققبوحا ضققمن الكتققاب التققذكاري(ص‪)85‬ا وشققوامل‬


‫المحققين‪ :‬محمد’بن تاويت الطنجي(ص‪.)11‬‬

‫‪222‬‬
‫تحقيققق المخطوطققافا ممققا يعققد الققك ضققمن خصوصققياف هققذه المدرسققة‬
‫المغربيةا وال شك أن عطاء هذه المدرسة ال زال مستمرا لقى اليقوم يتمثقل‬
‫الك في جيل من الخلا من أساتذة الجامعاف القذين يشقرفون علقى تقاطير‬
‫البابثين والمشتغلين في ميدان التحقيقا وظهور عقدد مقن المراكقز العلميقة‬
‫التي تعنى بدراسة التراث وتحقيقه و ااعته‪.‬‬
‫وما زالت الحاجة ماسة لقى العنايقة بقالمخطوط المغربقي الندلسقيا‬
‫من جوان عدة منها‪:‬‬
‫المفهرس من هذا التراث ال يمثل ال جزءا قليال من‬
‫َ‬ ‫‪ -‬الفهرسةا فدن‬
‫الرصيد المخطوط بمختلا الخزائن المغربيقةا وبالتقالي يبققى هقذا التقراث‬
‫رائبا عن النظار‪.‬‬
‫‪ -‬رياب العناية به مقن بيقث تقوفير جقودة الحفق والتقرميما فهنقاك‬
‫خزائن تحتوي نوادر قل نظيرهاا لكنها عرضة لهرضة وعوادي الزمنا كما‬
‫هو بال مخطوطاف بعق الخقزائن مثقل‪ :‬خزانقة المسقجد العظقم بتقازةا‬
‫وخزانة المسجد العظم بوزانا وخزانة الزاويقة الناصقريةا وخزانقة الزاويقة‬
‫الحمزيةا وريرها‪.‬‬
‫‪ -‬تاطير عملية التحقيققا وريقاب االهتمقام بقه مقن قبقل الماسسقاف‬
‫والهيئاف العلميةا بالمغربا ا العمال المنجقزة فقي القك رالبهقا أعمقال‬
‫فرديةا ال يجم بينها تنسيقا وال منهج موبد‪.‬‬
‫واهلل ولي التوفيقا والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫مصادر البحث ومراجعه‬
‫‪ .1‬ابن رشيق المرسيا بياتقه وآثقارها دراسقة وتحقيقق محمقد’بقن شقريفةا‬
‫منشوراف وزارة الوقاع والشاون اإلسالميةا بالمغربا ط‪1929/1‬هق‪/‬‬
‫‪2228‬م‪.‬‬
‫‪ .2‬ابن ل ُ ربال الشريشيا للدكتور محمد’بن شريفةا مطبعقة النجقاح الجديقدةا‬
‫بالدار البيضاءا ط‪1916/1‬هق‪1996/‬م‪.‬‬
‫‪ .3‬ابن مغاور الشاطبيا بياته وآثقارها للقدكتور محمقد’بقن شقريفةا مطبعقة‬
‫النجاح الجديدةا بالدار البيضاءا ط‪1915/1‬هق‪1999/‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬أبققو المطققرع أبمققد’بققن عميققرة المخزومققيا بياتققه وآثققارها للققدكتور‬
‫محمد’بن شريفةا نشر المركز الجقامعي للبحقث العلمقيا جامعقة محمقد‬
‫الخامجا ط‪1966/1‬م‪.‬‬
‫‪ .5‬الستاا عبد’اهلل كنون وآثارها لعبد’الصمد العشقابا مجلقة مجمق اللغقة‬
‫العربية بدمشقا ع‪ .‬او الحجة ‪1912‬هق‪ /‬يوليوز ‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ .6‬العقققالما لخيقققر القققدين الزركلقققيا دار العلقققم للماليقققين بيقققروفا‬
‫ط‪2225/16‬م‪.‬‬
‫‪ .1‬تاريل خزائن الكت بالمغربا للدكتور أبمد شوقي بنبقينا ترجمقة د‪.‬‬
‫مصطفى طوبيا الخزانة الحسنية بالرباطا ط‪1929/1‬هق‪2223/‬م‪.‬‬
‫‪ .8‬التاليا ونهضته في القرن العشرينا لعبد’اهلل الجراريا مكتبة المعارعا‬
‫الرباطا ط‪1926/1‬هق‪1985/‬م‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫‪ .9‬تحقيق النصوص ونشرهاا لعبد’السالم هقارونا مكتبقة السقنةا الققاهرةا‬
‫ط‪1912/5‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬التعريا بابن خلدون وربلته شرقا ورربقاا لعبقد’القربمن’بقن خلقدونا‬
‫تحقيققق محمققد’بققن تاويققت الطنجققيا الطبعققة التققي أعققادف نشققرها دار‬
‫السويدي للنشر والتوزي أبو ظبيا والماسسة العربية للدراسقاف والنشقر‬
‫بيروفا ط‪2223/1‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬التمهيد لما في الموطا من المعاني والسقانيدا البقن عبقدالبر الندلسقي‬
‫(ف‪963‬ه)ا نشقققر وزارة الوققققاع والشقققاون اإلسقققالمية بقققالمغربا‬
‫طبعة(‪1381‬ه‪1961-‬م)‪.‬‬
‫‪ .12‬جهود العالمة الستاا سعيد أعراب في التعريا بتراث الرياا للدكتور‬
‫توفيققق الغلبققزوريا مجلققة اإلبصققارا ع‪1‬ا ربي ق الول ‪1939‬هققق‪/‬فبرايققر‬
‫‪2213‬م‪.‬‬
‫‪ .13‬بوار م الدكتور محمد’بن شريفة بقول كتابقه كابقن مغقاور الشقاطبي<ا‬
‫أجراه عبد’العزيز السقاوريا مجلقة آفقاأ الثقافقة والتقراثا بقدبيا ع‪11‬‬
‫رج ‪ 1916‬دجنبر ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬الدكتور محمد’بن شريفة وفن التقراجما للقدكتور عبقاس اربيلقةا مجلقة‬
‫كلية ايداب بمراكأ ع‪15‬ا سنة ‪.2222‬‬
‫‪ .15‬الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلةا (السفر الثامن)ا لبي عبد’اهلل‬
‫محمد’بن محمد’بن عبقد’الملقك المراكشقيا تحقيقق محمقد’بقن شقريفةا‬
‫مطبوعاف أكاديمية المملكةا ط‪1989/1‬م‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫‪ .16‬شققوامل المحققققين‪ :‬محمققد’بققن تاويققت الطنجققيا المحقققق المغربققي‬
‫الموسوعيا عداد مركز تحقيق التراثا بدار الكت المصريةا نشقر دار‬
‫الكت والوثائق القومية بالقاهرةا ط‪1926/‬هق‪2225/‬م‪.‬‬
‫‪ .11‬طريقة محمقد’بقن شقريفة فقي تحقيقق التقراثا للقدكتور عقز القدين عمقر‬
‫موسىا ضمن كتاب تحقيق التراث المغربقي الندلسقي بصقيلة وآفقاأا‬
‫منشوراف كلية ايدابا بوجدةا ط‪1991/‬م‪.‬‬
‫‪ .18‬عبققد’اهلل كنققون العققالم المصققلحا للققدكتور بققراهيم الققوافيا نشققر مركققز‬
‫الدراسققاف والبحققاث و بيققاء التققراثا بالرابطققة المحمديققة للعلمققاءا‬
‫بالرباطا ط‪1939/1‬هق‪2213/‬م‪.‬‬
‫‪ .19‬عبققد’اهلل كنققون بققين التكققريم والتابين(مجموعققة بحققوث)ا نشققر جمعيققة‬
‫عبد’اهلل كنون بطنجةا ‪1912‬هق‪1991/‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬العالمققة سققعيد أعققراب التطققواني وجهققوده فققي الدراسققاف الحديثيققة فققي‬
‫المغرب القصقى والنقدلجا بحقث ماسقتر أعدتقه الطالبقة أمينقة كقريما‬
‫بكلية ايداب ببني ماللا شراع د‪ .‬محمد رستم‪.‬‬
‫‪ .21‬قواعققد تحقيققق النصققوص و خراجهققا للعالمققة محمققد المنققونيا ضققمن‬
‫المصادر العربية لتاريل المغقرب الجقزء الثقانيا منشقوراف كليقة ايداب‬
‫والعلققققوم اإلنسققققانية بالربققققاطا سلسققققلة الدراسققققاف البيليوررافيققققةا‬
‫‪1912‬ه‪1989/‬م‪.‬‬
‫‪ .22‬الكتاب التذكاري لفقيد العلقم والتقراث محمقد تاويقت الطنجقيا جامعقة‬
‫عبققد’الملققك السققعديا مدرسققة الملققك فهققد العليققا للترجمققةا طنجققةا‬
‫ط‪1998/1‬م‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫‪ .23‬كتاب العالمة المجاهد محمد براهيم الكتانيا جمق علقي’بقن المنتصقر‬
‫الكتانيا أوميغا للتواصل والنشر والتوزي ا المغربا ط‪2221/1‬م‪.‬‬
‫‪ .29‬المجالف الثقافية المغربية الذاكرة واالمتدادا لعبد’العزيز الساوريا نشر‬
‫وزارة الثقافةا بالمغربا ط‪2219‬م‪.‬‬
‫‪ .25‬مجلقققة دعقققوة الحققققا تصقققدرها وزارة الوققققاع والشقققاون اإلسقققالمية‬
‫بالمغربا عدد خاص عن الفقيه محمد’بقن عبقد’الهقادي المنقونيا رققم‬
‫‪312‬ا ‪1923‬هق‪2222/‬م‪.‬‬
‫‪ .26‬محمد بجي مثابرة المربي والبابث(مجموعة بحوث)ا سلسقلة نقدواف‬
‫تكريمية تابينية أصدرف أعمالها فاطمة الجامعي الحبابيا سنة ‪2229‬م‪.‬‬
‫‪ .21‬مدخل لى تاريل نشر التراث العربيا للدكتور محمود الطنقابيا مكتبقة‬
‫الخانجيا القاهرةا ط‪1925/1‬هق‪1989/‬م‪.‬‬
‫‪ .28‬معلمقة المغققرب(ج‪)6‬ا مقن نتققاج الجمعيقة المغربيققة للتقاليا والترجمققة‬
‫والنشرا نشر مطاب سالا سنة ‪1913‬هق‪1992/‬م‬
‫‪ .29‬مكتباف المخطوطاف العربية في تركياا للدكتور عزة بسقنا نشقر مركقز‬
‫الدراسققاف والبحققاثا و بيققاء التققراث بالرابطققة المحمديققة للعلمققاءا‬
‫بالرباطا ط‪1935/1‬هق‪.2219/‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫‪225‬‬
226
‫الكتاب المخطوط بالمغرب‬
‫لمحات من تاريخ تحقيقه ومناهجه‬

‫ذ‪ .‬المهدي بن محمد السعيدي‬


‫جامعة ابن زهر ‪ -‬أكادير‬

‫مقدمة‬

‫يتناول هذا البحث دراسة جهود البابثين المغاربة في خدمة النصوص‬


‫المخطوطةا عبر التعريقا بهقا وفهرسقتها وتكشقيفهاا وصقوال لقى تحقيقهقا‬
‫ونشرهاا والمرابل التي مقرف بهقا أعمقالهم منقذ الققديما علمقا أن الغقرب‬
‫اإلسالمي مجال الدولة المغربيقة ققديماا والبقروز الحضقاري بقديثاا شقهد‬
‫بركققة علميققة كانققت المخطوطققاف أسققاس نشققاطهاا فظهققرف فققي المققدن‬
‫الكبر ا والحواضر العلميقةا بيقث دكقاكين القوراقين والنسقاخينا القذين‬
‫تفاوتققت جققادتهم فققي ضققبط النصققوص و تقققان النقققلا وبسققن المقابلققة‬
‫والمراجعة‪ .‬كمقا كقان لعلمقاء المراكقز العلميقة وطلبقتهما جهقود بقارزة فقي‬
‫تطوير بركة النساخة العلميقةا المسقتندة لقى مقابلقة النسقل علقى الصقول‬
‫المعتمدةا وبيان رواياتها ن كانتا وتخقريج النصقوصا وضقبط بواشقيها‬
‫بققالتعريا واإليضققاح واإلرنققاءا وقققد انتقلققت هققذه التقاليققد المنهجيققة مققن‬
‫المشرأ لى المغرب في العصور العلمية الولىا وتم تطويرهقا خاصقة فقي‬

‫‪221‬‬
‫الندلج التي كانت دار بديث نشيطةا وانتقلت هذه التقاليد لى المغربا‬
‫وبلغت أوجها م القاضي عياض اليحصبي فقي كتابقه اإللمقاعا القذي صقار‬
‫معتمققد العلمققاء فققي العصققور الالبقققة فاهتققدوا بققه فققي مقابلققة النسققل علققى‬
‫الصولا وضبط النصوصا وتخريجها و لحاأ سققطهاا وتحشقية السقفار‬
‫بالتعريفاف والفوائد والزيادافا وتختص هذه الدراسقة الوليقة بتتبق مسقار‬
‫منققاهج التحقيققق بققالمغرب القصققىا ومرابلققه عبققر التققاريل بتققى العصققر‬
‫الحققديثا و شققارة لققبع المشققتغلين بتحقيققق المخطققوط فققي كققل عصققرا‬
‫ونمققااج مققن أعمققالهما ومققنهجهم فققي المقابلققة والتصققحيحا والققك وفققق‬
‫المرابل التالية‪:‬‬
‫‪ -9‬المرحلة القديمة(‪:)1‬‬
‫برص العلماء على مقابلة نسخهم بالصقولا وتصقحيحها وضقبطهاا‬
‫في مختلا العصور التاريخية المغربيةا خاصقة تلقك التقي شقهدف تاسقيج‬

‫(‪ )1‬لم ينتبه كثير من البابثين المعاصرين لى جهود القدمين فقي التحقيققا ظنقا مقنهم أن‬
‫هذا النهج ابتكار رربي مرتبط باشتغال الوربيين علقى تقراثهما ولقم يعلمقوا أن علمقاء‬
‫المغرب خاصقة المحقدثينا ققد اسقتندوا لقى ضقوابط الروايقة والسقماع لضقبط النسقل‬
‫ومقابلتها على الصول والتعليق عليهاا ومن نمااج هقذه البحقاث القاصقرة فقي دراك‬
‫تراث المغاربة في التحقيقا عمل زاهية عبد الكريم أفاليا التي ظنت أن التحقيق نشا‬
‫أوائل القرن العشرينا وزعمت أن رواده مغاربة درسوا بالزهرا وأنهم نخبة مقن كأسقر‬
‫مغربية لها باع في مجال الثقافة والدب‪...‬وقد ظل نتاجها مرتبطا بالمحاوالف الولى‬
‫للتحقيق المغربيا وهو ال يشكل ال جزءا ضئيال مما بقق بالمغرب‪ »..‬انظقر‪ :‬جهقود‬
‫المغاربة في تحقيق التراث الدبي المغربي والندلسيا ص‪91-96 :‬ا وقارن بما ورد‬
‫عند رمضان عبد التوابا في‪ :‬مناهج تحقيق التراث بين الققدماء والمحقدثينا ص‪12:‬‬
‫وما يعدهاا مكتبة الخانجي القاهرة ‪.1985‬‬

‫‪228‬‬
‫الشخصققية الحضققارية المغربيققةا منققذ عصققر المققرابطين فققي القققرن الخققامج‬
‫للهجقرةا لقى العصقر الحقديثا مقرورا بالموبقدين فقالمرينيين والسققعديين‬
‫فالعلويينا وقد شهدف هذه العصور ظهقور خزانقاف المخطوطقاف الكثيقرة‬
‫فققي الحواضققر والبققواديا ونشققاط الوراقققة وتجققارة الكت ق ا وانتقالهققا مققن‬
‫المشرأ والندلج لى المغربا في قوافقل التجقارة والحقج(‪)1‬ا وفقي هقذه‬
‫المربلة ظهرف أنظار مغربية بول توثيق النصوص والروايقافا خاصقة فقي‬
‫علم الحديث وريره من علوم الشريعة واللغقة والدب والتقاريل‪ ..‬وريرهقاا‬
‫مواكبة لحركة صناعة الكتقابا بفضقل الوراققة والنسقاخةا وتجقارة الكتق‬
‫المزدهرةا التي كانت تعمل على مواكبة تعاطي العلوم والمعقارعا وظهقور‬
‫المالفققاف الجديققدة شققرقا ورربققاا ونقلهققا بسققرعة لققى المغققربا لتمكققين‬
‫الوساط العلمية من االطالع عليهقاا وتقداولها وفهقم مضقامينهاا والتفاعقل‬
‫معها شربا وتعليقا وتلخيصا‪.‬‬
‫لقققد كققان تلقققي العلققوم قبققل القققرن الراب ق للهجققرة عققن الشققيوخ مققن‬
‫المسلمافا فقال يسقتقيم علقم طالق ال بالخقذ عقن الشقيوخا مشقافهة أو‬
‫قراءة للكت عليهما قصد ضبطها مقابلة أو سماعا أو مناولةا ثم تغير المر‬
‫بعد الك فانتشر الخذ عن الصحاا وشقاع االعتمقاد علقى الكتق ا ففشقا‬
‫التصحيا واضقطربت الروايقاف وتقداخلت النصقوصا(‪ )2‬فظهقرف الحاجقة‬

‫(‪ )1‬مسققرد لواقق المخطققوط مققن الققربالف المغربيققة الحجازيققةا محمققد المنققونيا ضققمن‬
‫المخطوطققاف العربيققة فققي الغققرب اإلسققالميا وضققعية المجموعققاف وآفققاأ البحققثا‬
‫ص‪299:‬ا منشوراف ماسسة الملك عبد العزيز آل سعود الدار البيضاء ‪.1992‬‬
‫(‪ )2‬اإلمققام القاضققي عيققاضا مالفققا ومحققققاا عبققاس أربيلققةا ص‪198 :‬ا دار الحققديث‬
‫الكتانيةا طنجة ‪.2219‬‬

‫‪229‬‬
‫الملحة الماسة لوض منهج دقيقا لتالفقي هقذه اإلشقكاالفا وتجقاوز هقذه‬
‫العوائقا وهكذا لم يكن تحقيقق النصقوص كبقدعا وال جديقدا علقى الثقافقة‬
‫العربيققةا فمئ قاف المخطوطققاف المتقنققة اعتن قي بهققا العلم قاءا وقققابلوا بققين‬
‫نسخهاا واستخرجوا من كل الك أصح نسقخة مطابققة جهقد المسقتطاع لمقا‬
‫كتبه المالاا ويكفي أن أشير لى تعليققاف العلمقاء علقى كثيقر مقن النسقل‬
‫ومقابلتهققا بنسقل أخققر ا واإلشققارة لققى فققروأ النسقل فققي بواشقي النسقل‬
‫الخطيةا وعنايتهم الدائمة بخطوط العلماء المتقنة عند المقابلة واالقتبقاسا‬
‫فكققان العلمققاء المتقنققون يحققاولون جهققد اسققتطاعتهم أن يعتمققدوا المصققدر‬
‫المكتوب بخط مالفها أو أن يكون توقيعه عليه للتدليل على صحة النسخةا‬
‫(‪)1‬‬
‫أو تكون النسخة بخط عالم متقن ثقة»‪.‬‬
‫هكذا كان العلماء المسلمون في فجر عصر التدوينا يعتمدون قواعقد‬
‫لضبط النص بنسخه ومقابلتها بل نهم بعد الك برروا هذه القواعد وألفوها‬
‫فيهاا كمقا نجقد عنقد الحسقن بقن عبقد الربمقان الرامهرمقزيا ومحمقد بقن‬
‫عبققد اهلل الحققاكم النيسققابوريا وأبققي نعققيم الصققفهانيا وأبمققد بققن علققي‬
‫الخطي البغداديا ويوسا بن عبد اهلل ابن عبد البرا وابن الصالحا وابن‬
‫دقيققق العيققدا وابققن جماعققةا والسققخاويا والسققيوطي وبققدر الققدين الغققزي‬
‫(‪)2‬‬
‫وريرهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظار في مناهج تحقيق المخطوطاف العربيةا بشار عواد معروعا ص‪13:‬ا منشوراف‬
‫ماسسة الفرقان للتراث اإلسالميا لنقدن ‪ .2216/1938‬ومنقاهج تحقيقق التقراث بقين‬
‫القدماء والمحدثينا رمضان عبد التوابا ص‪ 29:‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬تاصيل قواعد تحقيق النصقوص عنقد العلمقاء العقرب المسقلمينا جهقود المحقدثين =‬

‫‪212‬‬
‫وأسهم علماء المغرب في التقاليا فقي هقذه الضقوابطا ونقذكر مقنهم‬
‫اثنين تمثيال ال بصراا وهما القاضي عياض السبتيا والحسقن بقن مسقعود‬
‫اليوسي‪:‬‬
‫‪ ‬القاضي عياض بن موسى اليحصبي (ف‪599‬هق)‪:‬‬
‫العالمقققة المحقققدث المقققارخ المسقققند الديققق او التقققكليا الغريبقققة‬
‫والمالفاف العجيبةا ومنها كتابه «اإللماع لى معرفقة أصقول الروايقة وتقييقد‬
‫السماع» بناه على ما توصل ليه العلماء بتى عصره في المغرب والندلجا‬
‫من ضوابط التحقيق والتدقيقا وضبط الروايافا والتعامل م المخطوطاف‬
‫نسخا ومقابلةا وتدقيقا وتصحيحاا وتلقيا للحديث خاصة والنصوص عامةا‬
‫وفق ضوابط علميةا وقد كت أستاانا القدكتور عبقاس أربيلقه مققاال ممتعقا‬
‫بول ضوابط التحقيق عند القاضي عياض ربمقه اهللا(‪ )1‬لخقص فيقه أسقج‬
‫منهجققها ونظراتققه فققي تحقيققق النصققوصا فققذكر أوال طققرأ تلقققي الحققديث‬
‫النبوي الشريا التي بددها القاضي عياضا في ثمانيقة أنقواعا بهقا تتحققق‬
‫(‪)2‬‬
‫طرأ تحمل المعرفة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬السماع من لف الشيلا بين يمليا أو يحدث مقن بفظقه أو‬
‫يقرأ من كتابه‪.‬‬

‫= في أصول تدوين النصقوصا محمقود مصقريا مجلقة معهقد المخطوطقاف العربيقةا‬


‫المجلققد ‪99‬ا الجققزآن ‪2-1‬ا ربيقق ايخققر ‪ -‬شققوال ‪ /1926‬مققايو ‪ -‬نققونبر ‪2225‬ا‬
‫ص‪.39:‬‬
‫(‪ )1‬القاضققي عيققاض ونظراتققه فققي مققنهج تحقيققق المخطققوطا عبققاس أربيلقها مجلققة عققالم‬
‫الكت ا مج‪ 26‬ع‪ 1‬رج شعبان ‪1915‬هق‪ /‬يناير‪ -‬فبراير ‪.1995‬‬
‫(‪ )2‬المرج نفسها ص‪.22 :‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬القراءة على الشيلا أو االستماع ليها وقد تكون الققراءة مقن‬
‫كتاب أو بف ‪.‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪ :‬المناولة والك بين يتناول الطال نسخة مصححة بخط الشيلا‬
‫أو كتبت عنها فاقرهاا أو ياتيه الطال بنسقخة صقحيحة مقن روايقة الشقيلا أو‬
‫بجزء من بديثه فيقا عليه الشيل ويعرفه ويحقق جميعه ويجيزه له‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬الكتابةا الك أن الشيل اا كت شيئا من بديثه للطال فقد‬
‫بدثه‪.‬‬
‫‪ -‬خامسها‪ :‬اإلجازةا وهي اإلان للطالق بالمشقافهة أو بالكتابقةا أن‬
‫يتولى رواية الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬سادسا‪ :‬اإلعالم للطال أن هذا الحديث من رواية الشيل‪.‬‬
‫‪ -‬سابعا‪ :‬وصية الشيل بكتبه عند موته أو سفره لرجل‪.‬‬
‫‪ -‬ثامنا‪ :‬الخطا وهو الوقوع على كتاب بخط محدث مشقهور يعقرع‬
‫خطه يصححها و ن لم يلقه وال سقم منقها أو لقيقها ولكقن لقم يسقم منقه‬
‫كتابه هذا فيقال‪ :‬وجدف بخط فالنا وقرأف في كتاب فالن بخطه فما وجد‬
‫(‪)1‬‬
‫بخط المالاا أطلق عليه علماء الحديث بعد عياضا مصطلح وجادة<‪.‬‬
‫كما استعرض الضوابط التي يتحقق بها من صقحة القنص ونسقبته لقى‬
‫مالفها ودقة نقله ونسخها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق النص والمقابلة بين نسخها وعقد لذلك بابا خاصا في كتابقه‬
‫اإللمققاع سققماه «تحقيققق التقييققد والض قبط والسققماع ومققن سق ّقهل فققي الققك‬
‫(‪)2‬‬
‫وشدد»‪.‬‬

‫(‪ )1‬نفسها ص‪.21 :‬‬


‫(‪ )2‬اإللماع لى معرفة أصول الرواية وتقييد السقماعا تحقيقق‪ :‬أبمقد صققرا ص‪ 135:‬دار‬
‫التراث القاهرة والمكتبة العتيقة بتونجا ‪.1912-1389‬‬

‫‪212‬‬
‫‪ -‬جم الصول الخطية والمقابلة بينهماا قال‪:‬‬
‫كوأما مقابلة النسخة باصل السماع ومعارضتها به فمتعينة البقد منهقاا‬
‫وال يحل للمسلم التقي الرواي ُةا ما لم يقابقل باصقل شقيخه أو نسقخة تحققق‬
‫ووثق بمقابلتها بالصلا وتكون مقابلته لذلك م الثقة المامون ما ينظر فيها‬
‫(‪)1‬‬
‫فداا جاء برع مشكل نظر معه بتى يحقق الك‪».‬‬
‫‪ -‬تحديد النسخة الم‪ :‬الك ن من المعتاد أن يجد طال العلقم عقدة‬
‫نسل من كتابا وقد تكون مختلفة الروايافا لذلك نصقح القاضقي عيقاض‬
‫بدراسة النسل وترتيبها واختيار أفضلها لتكون أصال معتمدا وسماها «نسقخة‬
‫(‪)2‬‬
‫أما»‬
‫‪ -‬طريقة المقابلة‪ :‬بيث يدقق القاضي عياض شروط المقابلةا فيصفها‬
‫قائال‪:‬‬
‫«فليقابل نسخته من الصل بنفسها بتقى يكقون علقى ثققة ويققين مقن‬
‫معارضتها بها ومطابقتها لها وال ينخدع في االعتماد على نسل الثقة العارع‬
‫دون مقابلةا نعما وال على نسل نفسقه بيقدها مقا لقم يقابقل ويصقححا فقدن‬
‫(‪)3‬‬
‫الفكر يذه ا والقل يسهوا والنظر يزيغا والقلم يطغى<‪.‬‬
‫‪ -‬تصحيح الخطا وصيانة النص‪ :‬يركز القاضقي عيقاض علقى تصقحيح‬
‫النص والحرص على خلوه من الخطاا ولكن من رير تصقرع فقي مقا وجقد‬

‫(‪ )1‬القاضققي عيققاض ونظراتققه فققي مققنهج تحقيققق المخطققوطا عبققاس أربيلققةا مجلققة عققالم‬
‫الكت ا مج‪ 26‬ع‪1‬ا ص‪.22 :‬‬
‫(‪ )2‬اإللماع لقى معرفقة الروايقة وتقييقد السقماعا القاضقي عيقاضا تحقيقق‪ :‬أبمقد صققرا‬
‫ص‪.162:‬‬
‫(‪ )3‬المصدر نفسه ‪.162-159‬‬

‫‪213‬‬
‫في الصلا فالواج النققل مقن ريقر تصقرعا والحفقاق علقى القنص كمقا‬
‫وجدا ومن باب االبتياط عقدم المبقادرة لقى التصقحيح فققد يكقون الخطقا‬
‫الصحيح بالغل اطا قال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫متوهماا ويكون للعبارة وجه صحيحا فيغير‬
‫كوبماية باب اإلصالح والتغير أولقى لقئال يجسقر علقى القك مقن ال‬
‫يحسنا ويتسلط عليه من ال يعلما وطريق الشياخ أسلم م التبيينا فيذكر‬
‫اللف عند السماع كما وق ا وينبه عليها ويذكر وجه صقوابها مقا مقن جهقة‬
‫العربية أو النقل أو وروده كذلك في بديث آخرا أو يقرؤه علقى الصقوابا‬
‫ثم يقول وق عند شيخنا أو في روايتنا كذاا أو من طريقق فقالن كقذاا وهقو‬
‫(‪)1‬‬
‫أولى<‪.‬‬
‫‪ -‬ضوابط القراءة السليمة للنصا اهتم القاضقي عيقاض بضقبط القنص‬
‫فركز على أمرين اثنين‪ :‬أولهما ضقبط الكلمقاف والحقروع المشقكلة بقالنقط‬
‫والشكل بتى تكون قراءتهما سليمة بينة واضحةا وضقبط أسقماء العقالما‬
‫قال‪:‬‬
‫كأولى الشياء بالضبط أسماء الناسا لنه ال يدخله القياسا وال قبله‬
‫شيء يدل عليها وال بعده شيء يدل عليه<‪ )2(.‬وثانيهما‪ :‬الضرب واإللحاأا‬
‫وعنى به ما قد يق في النص من رلط الناسلا وبقذر القاضقي عيقاض مقن‬
‫محوه أو كشطها ودعا لى تركه والتنصيص عليه بعالمقة التمقري «الضقبة»‬
‫و لحققاأ الصققواب بققه فققي الحاشققيةا قققال فققي بققاب التصققحيح والتمققري‬
‫والتضبي ‪:‬‬

‫(‪ )1‬نفسها ص‪.181-186 :‬‬


‫(‪ )2‬اإللماعا ص‪.159 :‬‬

‫‪219‬‬
‫كأما كتابة ( َص رح) على الحرع فهو استثباف لصحة معناه وروايتقه وال‬
‫يكت (صح) ال على ما هذا سبيلها ما عنقد لحققه أو صقالبها أو تقييقد‬
‫مهملها وشكل مشكلها ليعرع أنه صحيح بهذه السبيلا قد وقا عليه عنقد‬
‫الروايةا واهتبل بتقييدها فدن كان اللفق ريقر صقحيح فقي اللسقان‪ ...‬فهقذا‬
‫الذي جرف عادة أهل التقييد أن يمقدوا عليقه خطقاا أولقه مثقل الصقادا وال‬
‫المعلرقم عليهقاا لقئال يظقن ضقرباا ويسقمونه ضقبةا ويسقمونه‬ ‫يلزأ بالكلمة ُ‬
‫وب ِّرفقت باؤهقاا ليفقرأ‬‫بمق ردتهاا ُ‬
‫تمريضاا وكانها صقاد التصقحيحا كتبقت َ‬
‫(‪)1‬‬
‫بينها وبين ما صح لفظا ومعنى<‪.‬‬
‫‪ -‬بواشي النص‪ :‬اهتم القاضقي عيقاض بالحواشقي وخقدمتها للقنصا‬
‫وعقققد لققذلك بققاب التخققريج واإللحققاأ للققنقصا بيققث يققنص علققى جعققل‬
‫الحاشية اليمنى مجاال لإللحاأ ما سقط من الصل مق اإلشقارة ليقه بخقط‬
‫متصل بموض السقط من النصا كما جعل القاضي عيقاض الحاشقية مكانقا‬
‫لبيان االختالع بين النسلا وللشرح والتفسيرا فقال‪:‬‬
‫كوأما كل مقا يكتق فقي الطقرر والحواشقيا مقن تنبيقه أو تفسقيرا أو‬
‫اختالع ضبطا فال يج أن يخرج ليه [يقصقد خقط اإللحقاأ] فقدن القك‬
‫يققدخل اللققبجا ويحس ق مققن الصققلا وال يخققرج ال لمققا هققو مققن نفققج‬
‫(‪)2‬‬
‫الصل<‪.‬‬
‫وتلخيصا لما سبق نشير لقى البيقاف التقي أنشقاها القاضقي عيقاضا‬
‫وأوردهققا فققي كتابققه اإللمققاعا جم ق فيهققا شققروط الكتققاب المققتقن النسققلا‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسها ص‪.161- 166 :‬‬


‫(‪ )2‬نفسها ص‪162 :‬‬

‫‪215‬‬
‫المسققتوفي ضققوابط المقابلققة والتصققحيحا كامققل اإللحققاأ والتطريققرا فقققال‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(الخفيا)‬
‫مح َكقققم النققققل ُمقققت َقن ال رتقييققق اد‬ ‫كتققاب‬
‫ٌ‬ ‫خيققر مققا يَقتنققي اللبيقق َ‬
‫ُ‬
‫ه فَ َصقققق رح التبققققي بالتسققققويدا‬ ‫خطرقققق ُه عقققققارع نبيقققققل وعانقققققا‬
‫ُ‬
‫ال وال عابقققققه لحقققققاأ المزيققققق اد‬ ‫لقققم يخنقققه تققققان نققققط وشقققكل‬
‫طقققرر صقققففت ببقققي الخقققدودا‬ ‫فكققققان التخققققريج فققققي ُط ررتيققققه‬
‫ويناديققققك نصققققه مققققن بعيقققق اد‬ ‫فيناجيقققك شخصقققه مقققن قريققق‬
‫واختبقققره تجقققده أُنقققج ُ‬
‫المريقققد‬ ‫ققحبنه تجقققده خيقققر جلقققيج‬ ‫فاصق َ‬
‫هكذا جم القاضي عياض في هذه البياف الشروط المطلوبة ليكقون‬
‫الكتاب تاما متقناا وهي‪:‬‬
‫‪ -‬بكام النقل‪.‬‬
‫‪ -‬تقان التقييد‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الناسل عالما متقناا ينسل محبة للعلم وليج لقاء أجر‪.‬‬
‫‪ -‬النسل بصبر وأناة وتدقيق‪.‬‬
‫‪ -‬مراج النسخة وتدقيقها مرارا‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط النقط والشكل‪.‬‬
‫‪ -‬ألحاأ السقط بعد المقابلة والمراجعة‪.‬‬
‫‪ -‬تخريج ما يحتاج لى شرح وبيان‪.‬‬
‫والشقققك أن تقعيقققد القاضقققي عيقققاض لضقققبط النصقققوص ومقابلتهقققا‬
‫يتسقن الوققوع علقى النصقوص التقي نسقخها بنفسقه‬
‫ّ‬ ‫وتحقيقهاا ال يتم ما لم‬

‫(‪ )1‬نفسها ص‪.165 :‬‬

‫‪216‬‬
‫وقابلهاا ففيها يتجلى تطبيقه للقواعد التي رسمها والضقوابط التقي وضقعهاا‬
‫رير أن هذا المر لهسا بعيقد المنقالا لفققدان هقذه النصقوصا(‪ )1‬ونققا‬
‫اين على شارة مهمة تبرز ضبط القاضي عياض لنسخته من صقحيح اإلمقام‬
‫البخاريا والك في كتابه مشارأ النوار بيث يذكر أنه صحح نسخته كعن‬
‫أصققل الصققيلي بخطققها وعارضققها بققه برفققا برفققاا كمققا عارضققها باصققل‬
‫(‪)2‬‬
‫عبدوس الطليطليا وقابل بها مواض شكال من نسخته<‪.‬‬
‫لى القك يشقير أسقتاانا القدكتور عبقاس أربيلقةا فقي دراسقة أخقر‬
‫ممتعة لتكليا القاضي عياضا(‪ )3‬لى اعتماده منهج التحقيق في كتبقها ففقي‬
‫«ترتي المدارك» برص مثال على ضبط العالما فاعتنى خاصقة «بتحديقد‬

‫الساوري جقازة علقى قطعقة مقن صقحيح اإلمقام مسقلما تامقة‬ ‫(‪ )1‬أورد الستاا عبد العزيز ّ‬
‫الضبط واإلتقان مقابلة على نسخة القاضي عياضا وعليها خطقه بمقداد أبمقرا مجيقزا‬
‫لناسخها أبد تالميذه وهو أبو تميم المعز بن منصور ال ُّزهيلقيا وتوجقد بمكتبقة خاصقة‬
‫بالدار البيضاء بالمغربا ومما كت فيهقا بخقط القاضقي عيقاضا قولقه‪« :‬أكمقل ققراءة‬
‫علي في كتابي هقذا سقماعا الفقيقه أبقو تمقيم المعقز بقن منصقور الزهيلقي‬
‫صحيح مسلم ّ‬
‫وفقه اهللا ومعارضته باصليا وأجزته عن شيوخي باسقانيدي المتصقلة‪ ..‬وكتبقت بخقط‬
‫يدي في آخر ثالث رمضان المعظم من سنة تس وثالثين وخمسمائة‪ ».‬انظر جزيء مقن‬
‫فهرسة أبي محمد عبد اهلل الحجري السبتي (ف‪591‬هقق) ققرأه وعلقق عليقه عبقد العزيقز‬
‫الساوريا ص‪33:‬ا هق‪1 :‬ا دار الحديث الكتانيةا طنجة ‪2215-1936‬ا وال شك أن‬
‫هذه النسخة ستمكن المطلق عليهقا مقن اسقتكمال صقورة عمقل التحقيقق عنقد القاضقي‬
‫عياض من خالل نمواج ملموس مقابل على عمله الذي استعرض في كتابه اإللماع‪.‬‬
‫(‪ )2‬قبج من عطاء المخطوط المغربيا محمد المنقونيا ص‪ 88 :‬دار الغقرب اإلسقالميا‬
‫بيروف ‪1999‬ا ومشارأ النوار ‪12-9/1‬ا المكتبة العتيقة تونج ودار التراث الققاهرة‬
‫‪.1918‬‬
‫(‪ )3‬اإلمام القاضي عياضا مالفا ومحققاا دار الحديث الكتانيةا طنجة ‪.2219‬‬

‫‪211‬‬
‫السماء واللقاب والنسقابا بشقكلها وتقييقد مهملهقاا بتقى ال يقق فيهقا‬
‫تصحياا وبتى يامن قارئها مقن التصقحيا<‪ )1( .‬وفقي «مشقارأ النقوار»‬
‫اعتنى بضبط اللفاق تبعقا الخقتالع الروايقافا «بالشقكل بتقى ال يلحقهقا‬
‫تصحياا والتنبيه عليها ن اختلفت رواياتهاا واإلشارة لى الرجقح منهقاا‬
‫والصققواب فيهققا<‪ )2( .‬وفققي « كمققال المعلققم بفوائققد مسققلم» اعتمققد القاضققي‬
‫عياض على معرفته الدقيقة بالموطا لإلمام مالك في تصحيح كثير من أوهقام‬
‫(‪)3‬‬
‫الرواةا كما أن ضبط المصطلحاف أزال عنها الشك‪.‬‬
‫وخالصة القول أن عمل القاضي عياض في التنظير لمقنهج التحقيققا‬
‫أو في تطبيقه في مالفاتها كقان بقارزا واضقحاا بيقث كقان «همقه الول ‪..‬‬
‫القدرة على قراءة النص المخطوطا وقد تجم لديه من نسقل المخطوطقاف‬
‫ما تدعو الحاجة العلمية ليها وسعى لى سماع مقا فيهقا مقن أفقواه أصقحابه‬
‫أوالا فقراءتها قراءة تقوم على تتب النسلا وتوثيقهقا قصقد المقابلقة بينهقاا‬
‫الستخالص الحقيقة التي تنطوي عليهاا اعتمادا على تصقحيح مقا فيهقا مقن‬
‫أسانيدا ثانيا‪ ...‬وتاتي آلية القراءةا لتم ّد ألفاق النص بمقا تحتقاج ليقه مقن‬
‫معرفة بابنيتهاا وضبطها بالشكل الصحيحا وتفسير رريبهقا فقي ضقوء علقوم‬

‫(‪ )1‬المرج نفسها ص‪.16:‬‬


‫(‪ )2‬نفسها ص‪.112:‬‬
‫(‪ )3‬نفسها ص‪ 132-129 :‬ا وانظقر كقذلك مققال‪ :‬شقيء مقن منهجيقة عيقاض فقي دراسقة‬
‫النصا عبد السقالم الهقراسا مجلقة المناهقل أصقدرتها وزارة الشقاون الثقافيقة الربقاط‬
‫المغربا العدد ‪ 19‬عقدد خقاص بالقاضقي عيقاضا ص‪613 :‬ا صقفر ‪ /1921‬دجنبقر‬
‫‪.1982‬‬

‫‪218‬‬
‫اللسان العربيا وما يحمله الداء البياني في تلقك النصقوص مقن المعقانيا‬
‫(‪)1‬‬
‫ويوبي به من دالالف<‪.‬‬
‫وبعققد العمققل الكبيققر للقاضققي عيققاض نقققا علققى نمققواجين لعققالمين‬
‫مغربيينا سارا على النهج الذي سطره هذا المحقق الفذّ ا في كتابه اإللماعا‬
‫والك فقي ضقبط نسقخهما الخطيقة مقن كتقاب الشقفا فقي التعريقا بحققوأ‬
‫المصطفىا ومقابلتهقا علقى الصقول العتيققةا وأشقارا فقي تقييقداتهما علقى‬
‫نسخهما لى الضوابط التي اعتمداهاا وهكذا نذكر‪:‬‬
‫أ‪ -‬يحيى بن أبمد الحميري السقراج وعملقه فقي ضقبط نسقخته مقن‬
‫الشفا للقاضي عياض‪:‬‬
‫وهو عالم أندلسي الصقل فاسقي المولقدا مقن أسقرة علميقة مشقهورة‬
‫توفي سنة ‪ 823‬هقا وصفه ابن القاضي في درة الحجال فقال‪:‬‬
‫الصوفىا المح ّدثا المكثرا الراوية الربالقة‪ ...‬لقه فهرسقة‬
‫كالفقيها ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫وسماع صحيحا وانتهت ليه رياسة الحديث في وقته<‪.‬‬
‫وقال عنه في جذوة االقتباس‪« :‬قلما تجد كتابا في المغرب ليج عليه‬
‫(‪)3‬‬
‫خطها وله فهرسة وسماع عظيما انتهت ليه رواية الحديث ورياسته<‪.‬‬
‫السقراج خطتقه فقي مراجعقة أصقل ابقن فقرج مقن كتقاب الشقفاا‬
‫وبين ّ‬
‫ومقابلة نسخته على هقذا الصقل الصقحيحا وأورد العالمقة محمقد المنقوني‬

‫(‪ )1‬نفسها ص‪.182:‬‬


‫(‪ )2‬درة الحجققال فققي أسققماء الرجققال ‪ /3353‬محم قد البمققد أبققو النققورا دار التققراث‬
‫القاهرةا المكتبة العتيقة تونجا ط‪1‬ا ‪ 1391‬هق ‪ 1911 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬جذوة االقتباسا ص‪ 539 :‬دار المنصور للطباعة والوراقةا الرباط ‪.1913‬‬

‫‪219‬‬
‫وصا هذه الخطة ملحقة بدراسته الضافية بول الشقفاا وفيهقا بيقان الرمقوز‬
‫المستعملةا ونسل العالم الذين قابل نسخته على أصولهما أو الذين قابقل‬
‫عليهم ابن فرجا ويستفاد من هذا النصا أن السراج قابل نسخته مقن الشقفا‬
‫برواية ابن رازيا على نسقخة ابقن فقرجا بروايقة ابقن بكقما مق تضقمنها‬
‫شارف لى رواياف أخر للكتابا وقام السراج بدلحاأ السقط مقن أصقل‬
‫ابن فرج مقن نسقختين قوبلتقا بهقذا الصقلا قبقل ضقياع النصقوص المشقار‬
‫وبين السراج الرموز المستخدمة في نسختها سواء تلك التقي وضقعها‬ ‫ليهاا ّ‬
‫هققوا أو المخرجققة مققن أصققل ابققن فققرجا ضققافة لققى تعقيبققاف أبققي محمققد‬
‫القرطبي على المالاا فقال‪:‬‬
‫«الحمققد هلل بققق بمققدها والصققالة والسققالم الكمققالن علققى سققيدنا‬
‫وموالنا محمد نبيه وعبدها وعلى آله وأزواجه واريته من بعقدها ورضقي اهلل‬
‫عن أصحابه الكراما وعن كل من أتبعهم وسلك مهيعهم واستقام‪ .‬أما بعدا‬
‫فيقول كات هذا يحيى بن أبمد النفزي لطا اهلل بها وأخذ بيده ووفقه لى‬
‫رشده ن كتاب الشفا بتعريا بقوأ المصقطفى ‘ وشقرع وكقرما تقادف‬
‫لى روايته من طريق القاضي الراوية العدل أبي عبد اهلل محمد بن بسن بن‬
‫عطية بن رازي السبتي النصقاري الجقابريا ربمقه اهلل تعقالى ومقن طريقق‬
‫الخطي الزاهد أبي جعفر أبمد بن علي بن بكم القيسي‪.‬‬
‫وأصل كتابي هذا هو على رواية ابن رازي المذكورا ثم قابلته باصقل‬
‫الخطي المحدث أبي عبد اهلل محمد بن عمر بن رشيد الفهريا وهو علقى‬
‫رواياف ريره ممقا يخقالا‬ ‫رواية ابن بكم المذكورا وفيه التنبيه على بع‬

‫‪222‬‬
‫روايقة ابقن بكققما ال أنقه ضققاع مقن هقذا الصققل مقن قبققل الفصقل‪« :‬وأمققا‬
‫الخصال المكتسبة<‪ .‬بنحو سطرينا لى قوله في بديث هنقد بقن أبقي هالقة‬
‫في صفته‪« :‬وهذه الكلمة مقن ريقر القروايتين» وضقاع ‪ -‬أيضقا ‪ -‬مقن قولقه‪:‬‬
‫كفصل‪ :‬وقد عد جماعة من الئمة ومقلدي المة في عجازه وجوها كثيقرة<‬
‫لى آخر الفصلا فقابلت ما ضاع من الصل المذكور من أصل نسقل منقها‬
‫وقوبل به قبل الضياعا ثم من آخر كذلك‪.‬‬
‫فكل ما ثبت في الصل المذكور كتبته في كتابي هذاا وعلمقت عليقه‬
‫بعالمة صورتها هكذا (ش)‪ :‬تنبيها على أنه كذلك فقي أصقل الخطيق ابقن‬
‫رشيدا ال الزياداف التي كانت عنده في الطقرة مكتوبقا بدثرهقا (نـح أنـل‬
‫س ت)‪ :‬فدن تلك الزياداف ثبتت في كتابي هذا في الصل من رير عالمةا‬
‫فلكثرتها تركت العالماف التي بدثرهاا ولني ما عثرف علقى مقا أراد بهمقا‪:‬‬
‫أعني بالسين والتاءا كما لم أعثر على ما أراد بالعالمة التقي صقورتها هكقذا‬
‫(ش) وأما مقا عليقه هكقذا (ط) فالطقاء‪ :‬كنايقة عقن شقيخه أبقي القاسقم بقن‬
‫الطي ‪ .‬وأما ما عليه هكذا (ض) فالضاد كناية عن عياض بن محمقد بفيقد‬
‫المالا ربمه اهللا وما عليه هكذا‪( :‬الش) فلم يثبت في أصل ابن رشيدا‬
‫وما في كتابي هذا مما عليه هكذا (ز)ا فهو مما قيقده الضقابط المحققق أبقو‬
‫عبد اهلل الطرازا عن شيخه المحدث أبي العباس العزفقيا ومقا عليقه هكقذا‬
‫(ع)ا فهو ما قيد من أصل القاضي اإلمام أبي الفضقل عيقاضا بسقبما نبقه‬
‫عليه مقيده علقى ظهقر كتقابي هقذاا ومقا عليقه معلقم (قـر)‪ :‬فهقو ممقا تعقبقه‬

‫‪221‬‬
‫الستاا أبو محمد القرطبي على المالاا ربمة اهلل عليقها ورضقوانه علقى‬
‫جميعهما وما عليه هكذا (نح خ) فهو عن نسخة صقحيحة معتمقد عليهقاا‬
‫(‪)1‬‬
‫والحمد هلل بق بمده<‪.‬‬
‫ب ‪ -‬محمقد بققن علقي الجملققي فققي مقابلقة نسققخته مقن الشققفا باصققل‬
‫المالا القاضي عياض‪:‬‬
‫و لى هذا نضيا شقارة أخقر خاصقة بكتقاب الشقفاا وهقي وصقا‬
‫محمد بن علي الجملي عمله في مقابلة نسخته باصقل المالقا أبقي الفضقل‬
‫عياضا المجزأ على ستة أجزاءا ثم قراءته على شيخها فقال‪:‬‬
‫«تم جميق القديوان بحمقد اهلل وتاييقدها وتوفيققه وتسقديدها علقى يقد‬
‫مقيده لنفسها عبد اهلل الفقير ليها محمد بن علي بن محمد بقن عبقد الغقافر‬
‫الجمليا وفقه اهلل وهداها وأراه مراشده وهداها بامدا هلل ‪ -‬تعقالى ‪ -‬علقى‬
‫آالئها ومصليا على نبيه محمد خاتم أرساله وأكرم أنبيائها وعلى آله وعترتقه‬
‫العالم وأودائها ومسلما عليه وعلقيهم تسقليماا عارضقته ‪ -‬أجمق ‪ -‬علقى‬
‫أصل مالا (كذا) المحدث الحاف ا القاضيا العالمة‪ :‬أبي الفضل عياض‬
‫بن موسى ربمه اهللا المجقزئ علقى سقتة أجقزاءا منهقا ‪ -‬بخطقه ‪ -‬الجقزء‬
‫(بياض)(‪ )2‬معظم الحواشيا وبع المتون من ريقرها وعاينتهقا ق سقتتها ‪-‬‬
‫جهديا وبذلت في (بياض) ليهقاا وتصقحيحه بهقا (بيقاض)ا ولقم آل فقي‬

‫(‪ )1‬قبج من عطاء المخطوط المغربيا محمقد المنقونيا ص‪195-193:‬ا وانظقر فهقرس‬
‫اإلمام الحقاف أبقي زكريقاء يحيقى بقن أبمقد السقراج الفاسقيا تحقيقق نعيمقة بنقيجا‬
‫ص‪ 82:‬وما بعدهاا دار الحديث الكتانيةا طنجة‪.2213 /1939‬‬
‫(‪ )2‬البياضاف في الصل كما اطل عليه الستاا المنوني ونقله في بحث المنوه به آنفا‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫الك بحال (بياض) تصحيحاته و شكال (بيقاض)ا وتخريجاتقها وثبقت فقي‬
‫نظره (بياض) بتى لم يبق عندي منه (بياض) وعلمت على ما لم يثبت فقي‬
‫أصله هكذا‪( :‬ص ص)ا وعلى شكال أو وهم قالقه محمقد الجملقيا وفققه‬
‫اهلل بمنه‪ .‬الحمد هلل الذي هدانا لهذاا ومقا كنقا لنهتقدي لقوال أن هقدانا اهللا‬
‫أكملته ‪ -‬قراءة ‪ -‬على سيدي الخطي ا أبي عبقد اهلل الطنجقاليا أبققى اهلل‬
‫بركتها في مجالسة (كذا) أولها يقوم السقبت الحقادي وعشقرين مقن محقرما‬
‫عام سبعة عشر وسبعمائةا وتوالت كل يوم جلج ال أيام الجم ا لقى يقوم‬
‫(‪)1‬‬
‫الخميج ساب صفر هذاا قاله محمد الجملي<‪.‬‬
‫هكذا نر من خالل يقراد هقاتين الخطتقينا بقرص علمقاء المغقرب‬
‫على تدقيق أصقولهم الخطيقةا بعرضقها ومقابلتهقا علقى الصقول الصقحيحة‬
‫المسندة لى مالفيهقاا محتقرمين فقي الغالق الضقوابط المعتمقدة فقي نسقل‬
‫متحقرين دققة النققل والمقابلقة‬
‫ّ‬ ‫النصا ومقابلتقه وتصقحيحه علقى الصقولا‬
‫واإللحاأ والتخريجا وهي القواعد التي أصلها وأشار ليها القاضقي عيقاض‬
‫في كتابه اإللماع‪.‬‬
‫‪ ‬الحسن بن مسعود اليوسي(ف‪1122‬هق)‪:‬‬
‫ومن القرن الثامن والتاس الهجقريين نصقل لقى الققرن الحقادي عشقر‬
‫بين عاش العالمة المتفننا أبو علي الحسقن بقن مسقعود اليوسقيا ويهمنقا‬
‫هنا يراد ما جاء في كتابه «القانون في أدب العلقم والعقالم والمقتعلم»ا مقن‬
‫نص على ضوابط النسل والمقابلةا التي ضلت رائجة بالمغرب في أوسقاط‬

‫(‪ )1‬قبج من عطاء المخطوط المغربيا محمد المنونيا ص‪.221 :‬‬

‫‪223‬‬
‫العلماء والمتعلمينا منذ عهد القاضي عياض لى أيام المالاا وكتابه هقذا‬
‫لم يكن مخصصا لضوابط النسل والمقابلة والتصحيحا بقل دار بقول آداب‬
‫تعاطي العلم كما يبدو من عنوانها رير أن الحسقن اليوسقي تعقرض فيقه لمقا‬
‫يلزم الطال االلتقزام بقه مقن ضقوابط علميقة عنقد نسقل الكتق ا وضقرورة‬
‫مقابلتها على الصولا وتصحيحها عليهاا ثم تناول ضوابط تقدقيق المقتنا‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬المقابلة والمعارضة على الصول‪ :‬اهقتم اليوسقي بالمقابلقة وجعلهقا‬
‫أساس االنتفاع بالكت ا قال‪:‬‬
‫كااعلققم أن القصققد مققن الكتق ا االسققتفادة بالمراجعققةا واسققتطعام مققا‬
‫فيهاا كمخبر يخبر وشاهد يشهدا فالبد أن تكون صحيحة موثوقا بهقاا و ال‬
‫لم تفدا ويراد بالصقحة أبقد أمقرين‪ :‬الولا أن يوافقق مقا فقي نفقج المقر‬
‫معنى أو لفظا‪ .‬الثانيا أن يوافق ما قاله مالفها فاما الول فيكون بدصالبها‬
‫ن وجد خطئا لفظا أو معنىا و نمقا يكقون بايقدي العلمقاء العقارفين بقذلك‬
‫الفنا فدن كان المالا نفسها فليصلحه بيقث رأ فقي المقتن أو خارجقها‬
‫و ن كان ريرها فدنما يكون صقالبه بتنبيهقه فقي شقرحا يوضق علقى القك‬
‫المتنا أو التعليقا أو في طرة على المحلا بشقرط أن يعقرع خطقها وأنقه‬
‫فقالنا وبشققرط أن يكقون الكققل مققن أهقل العلققما وال يكقون اإلصققالح فققي‬
‫ومن الغلط أيضا على المصلحا ولن القك يكقون تخليطقا أو‬ ‫المتنا ا ال يُ َ‬
‫رفعا للثقةا فال يدري ما قاله المالاا ومقا قالقه ريقرها فالواجق أن يتقرك‬
‫التصنيا كله بحالقها وينبقه علقى مقا فيقه مقن خقارجا ليبققى الكقل معرضقا‬

‫‪229‬‬
‫للنظرا وأما الثانيا فيكون بالمعارضة على أصل صحيح أو أكثرا والبد أن‬
‫تكون المعارضة ممقن هقو أهقلا وكلمقا تكقررف وتعقددف الصقول قويقت‬
‫(‪)1‬‬
‫الثقةا بان هذا هو ما قاله المالا<‪.‬‬
‫‪ ‬تصحيح النص وضبطه‪ :‬استند اليوسي لى ما سبق أن أرساه القاضي‬
‫عياض من قبل في كتابه اإللماعا وريره من علماء الحديث خاصةا قال‪:‬‬
‫ك اا صقحح الكتقاب بالمقابلققةا فليقنقط المعجققما وليشقكل الشققكلا‬
‫ويتفقد مواض التصحياا و ن أد استصالبه لى استعجامها فليكتبه فقي‬
‫الحاشيةا وليكت عليه لفظة بيقانا و ن كقان محقتمال مقن جهقة الشقكل أو‬
‫االعجاما فلينبه في الحاشيةا أو ابتاج لى شقرحا أو تنبيقه علقى فائقدة أو‬
‫تكملققةا أو نحققو الققكا فليجعققل الققك كلققه فققي الحاشققيةا وليكت ق عليققه‬
‫باشيةا أو (ط) أي طرةا وما كان من الك مستغربا أو منكراا وهو صحيح‬
‫في الحاشية أو في المتنا فليكت عليه صحا وليجعلها صقغيرةا ن كانقت‬
‫في المتنا و ن وق ما ال يدريا أصواب أم خطاا فليكت عليه كذاا و ن‬
‫علققم أنققه خطقاا ولققم يكققن مققا يصققلحا فليكت ق فققي الحاشققية صققوابه كققذا‬
‫والمحدثون يضيفون عليه بان يكتبوا كضبا<‪ .‬و ن وقعت زيقادةا فقدن كانقت‬
‫كلمة وابدةا فليضرب عليها بخط يجره عليهاا أو يكت عليها‪ :‬كال<ا و ن‬
‫كان أكثر أو سطر أو سطرينا فليكت علقى أول كلمقة‪ :‬وال أو منقها وعلقى‬
‫آخرها الا أي من هاهنا لى هاهناا أو يضرب علقى الجميق ا و ن تكقررف‬
‫الكلمة سقهواا فليضقرب علقى الثانيقةا لن الولقى صقوابا ال أن تكقون‬

‫(‪ )1‬القانون في أدب العلم والعقالم والمقتعلما تحقيقق‪ :‬بميقد بمقانيا ص‪ 993 :‬مطبعقة‬
‫شالة الرباط الطبعة االولى ‪1998‬م‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫الولى آخر سطرا فليضرب عليهاا بفظا لول السطر ايخقرا مقا لقم تكقن‬
‫التي في آخر السطر مضافا ليهاا فليتركهقا التصقالها بالمضقاعا و ن سققط‬
‫اللحق بفقتح الحقاءا وأشقار‬
‫شيء أخرجه في الحاشية ن ابتملتا ويسمى َ‬
‫ليه من محله بخقط لطيقاا ولقيكن التخقريج لقى جهقة اليمقين ن أمكقنا‬
‫وليكتبه لى أعلى الورقة ن أمكنا ليبقى ما بعده نقيقاا فقدن وجقد تخريجقا‬
‫(‪)1‬‬
‫صح<‪.‬‬
‫آخر جعله فيها ثم يكت على الك ّ‬
‫‪ ‬الحواشققي‪ :‬وقققا العالمققة اليوسققي عنققد الحواشققيا وبققين أهميتهققا‬
‫وطبيعتهاا وما ينبغي أن يحرص طال العلم عليه منهاا فقال‪:‬‬
‫مقر علقى كتقاب يملكقها وال‬ ‫كال باس بكتابة الحواشي والفوائدا كما ّ‬
‫يكت عليه (صح)ا فرقا بينه وبين التخريجا فدن شقاء كتق عليقه باشقيةا‬
‫أو فائدة أو طرة كما مر أوالا ينبغي أن يكت ال الفائقدة المناسقبة للمقتنا‬
‫الذي عليه الحاشيةا كبحث فيه أو تنبيقها أو عقزو ناققل أو منققول عنقها أو‬
‫تحليتققه أو ضققبط بقلققم اللسققانا أو بكايققة تايققد المحققلا أو نحققو الققكا‬
‫وليحاف على البيانا وليحذر الخط الرديءا وكثرة المحو والضربا لقئال‬
‫يظلم الكتابا فيفسد أكثر ممقا يصقلحا وأن الخقط الحسقن يبسقط القنفجا‬
‫وينشط الفهما ويزيد الحق وضوباا وخطقوط العلمقاء تكقون رالبقا رديئقةا‬
‫الشتغالهم عن التصن في الخطا بما هو أهما ريقر أنهقا تكقون سقالمة مقن‬
‫(‪)2‬‬
‫اللحنا متقنة مبينةا فتكون نافعةا و نما البالء م الرداءة والفساد<‪.‬‬

‫(‪ )1‬القانون في أدب العلم والعالم والمتعلما ص‪.939 :‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسها ص‪.991 :‬‬

‫‪226‬‬
‫باللوان مما يقدخل‬ ‫‪ ‬العناية بتصفيا النص وتخطيطها وتمييز بع‬
‫في صنعة النساخ والوراقينا قال‪:‬‬
‫كال باس بكتابة البقواب والفصقول وسقائر التقراجما بلقون بمقرة أو‬
‫صفرة أو خضرةا وكذا كل ما يق في خالل الكالما من تنبيه أو بحثا أو‬
‫ساال أو جوابا أو تنكيت أو فائدة أو لطيفةا أو رجوع أو رج ا أو نحقو‬
‫الكا لنه أزيد في البيانا وفي بسن الكتابا فدن لم يوجقد ريقر الحبقرا‬
‫فلققيغل الخققط ويمططققه أكثققرا لققيعلم الققكا وكققذا بققين المققتن والشققرح أو‬
‫الحاشيةا وال باس بالرمز بقالحمرة أو ريرهقاا علقى مقذاه أو أعقدادا أو‬
‫أسماء رجال أو أقوالا أو نحو الكا ريقر أن مقا لقم يكقن بينقا مقن القكا‬
‫فالبد للمالا أن ينبقه علقى اصقطالبه فيقها فقي صقدر التقاليا أو خاتمتقه‬
‫مثالا و ال فال يجوز الرمزا الذي ال دليل عليها وهذا كما نقولا نقه البقد‬
‫(‪)1‬‬
‫من قرينة للمجازا وللحذع من دليل<‪.‬‬
‫هكذا نر أن العالمة اليوسي لخص ما سبق أن اكره القاضي عيقاض‬
‫في لماعها تلخيصقاا أوجقز القواعقد العامقة للتحقيقق والضقبط فقي مسقائل‬
‫التقيقد بهقا عنقد عزمقه الحصقول علقى نسقخة‬
‫ّ‬ ‫و جراءاف عملية على الطال‬
‫دقيقة موثوقة مقن كتقاب مقاا ولعقل هقذا التلخقيص واإليجقاز يشقير لقى مقا‬
‫صارف عليها ضوابط النسل والمقابلة في عصر المالاا الذي كقان عصقر‬
‫تراج ق كبيققر فققي المسققتوياف العلميققةا خاصققة بعققدما شققهده المغققرب مققن‬
‫انتكاساف سياسية في المربلة مقا بقين دولتقي السقعديين والعلقويينا لكننقا‬

‫(‪ )1‬نفسها ص‪.992 :‬‬

‫‪221‬‬
‫نجد بعد نحو مائتي سنة من وفاة اليوسي عالما مغربيقا آخقرا يحقرص علقى‬
‫تطبيق ضوابط المقابلة والتصحيح والتحقيقا في عمله على القاموسا الك‬
‫هو محمد بن أبمد أكنسوس الوزير (ف ‪1299‬هق) القذي عقاش فقي الققرن‬
‫‪ 13‬للهجرة وهو عالمة مالا في التاريل والدب والفققه والتصقوعا كلفقه‬
‫الوزير في عهد دولة السلطان عبقد الربمقان بقن هشقاما محمقد العربقي بقن‬
‫المختار الجامعي بتصحيح القاموسا فنه بهذه المهمةا وكققام بتصقحيح‬
‫مقققتن الققققاموس ومعارضقققته بعشقققراف النسقققل الصقققحيحةا مققق تهميشقققه‬
‫بالتصحيحافا والفروأ بين النسلا وبتعليقاف عليها قد يناقأ في بعضها‬
‫محمد بن الطي الشرقي في الحاشية‪ ...‬وققد تحقدث المتقرجم عقن عملقه‬
‫هذا في أكثر من رسالة خاط بها هذا الوزيرا بيث يذكر نه عقارض مقتن‬
‫القاموس بخمسين نسقخة معتمقدةا فيهقا النسقخة الكبيقرة التقي كتبهقا أدراأ‬
‫بخطه في سفر وابدا وكان يعاونه في هذا العمل أربعة من نجباء أصحابها‬
‫يجلج معهم من الشروأ لى الزوالا ويتتبعون اللفاق والكلمقاف‪ :‬وابقدة‬
‫وابدةا مدة تزيد على سنتينا بتى تقم التصقحيح وتوابعقه فقي مفتقتح عقام‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 1211‬هق ‪ 1859 /‬م<‪.‬‬
‫وبعد االنتهاء من العمل المطلوب كتق العالمقة أكنسقوس لقى ولقي‬
‫نعمته الوزير الجامعي رسالةا يذكر فيها خبر العمل المضني الذي قام بهقاا‬
‫ونهجه في المقابلة والتصحيحا فقال‪:‬‬
‫«‪ ..‬أمقا بعقدا فلقيعلم الواققا عليقه‪ ..‬أن اهلل ‪ -‬جقل وعقالا بفضققله‬
‫و بسانها وعونه وامتنانه ق قد أكمل مقابلة هذا الكتاب المبقاركا والمبالغقة‬

‫(‪ )1‬قبج من عطاء المخطوط المغربيا محمد المنونيا ص‪.1221:‬‬

‫‪228‬‬
‫في تصحيحها وتخليصه من آثار الغلطا وتنقيحه في مواده و عرابها وتبيقين‬
‫ما يحتاج لى التبيقين مقن عويصقه و ررابقها وتحقري مقا هقو الصقواب عنقد‬
‫اختالع الصول وتعارضهاا ومراجعة مواده أو مواد ريقره ن أمكقن بقذلك‬
‫كشا روامضهاا و ال أثبتنا من النسل في الهقامأ مقا يحتملقه المققاما وال‬
‫تعتريقه العلقل المنافيقة وال السققاما والقك بعقد عقداد المققدور عليقه مققن‬
‫النسققل العديققدة (‪ )52‬القديمققة المعتمققدة والجديققدةا ممققا اكققر بالصققحة‬
‫واشتهرا وظهر عليه من قرائن الك ما ظهقرا مق اجتنقاب القلقق الموجق‬
‫للمللا واعتماد التاني البقالغ فقي اسقتقراء استصقالح الخلقلا عقاكفين فقي‬
‫القدياجير والهققواجرا اائقدين لحققوائم الكسققر عقن ورود المحققاجرا بتققى‬
‫تخلص ‪ -‬بحمد اهلل ‪ -‬خلوص اإلبريزا وتهياف قابليته للترصي والتطريقزا‬
‫وصار واجبا على كل معتن أن يجعله قدوته و مامها وبقا على كل محصقل‬
‫أن ال يلقي ال ليه زمامها فمقن كقان ناققدا بصقيراا وللحقق وليقا ونصقيراا‬
‫ورأ رير هذه النسخة ثم رأ هذه واختبرها ألغي كل ما سقواها واعتبرهقاا‬
‫ولو بلا باكيد اليمانا أنه ال مثل لها فقي هقذا الزمقانا لكقان ‪ -‬ن شقاء‬
‫اهلل بارا فقي قسقمها مجريقا للصقدأ علقى مرتسقمه‪ ...‬ورايقة مقا يققال‪ :‬نقه‬
‫أبسن مظهر ظهر في زمانها وأنه لقو بقذل فيقه كقل متمقول لكقان قلقيال فقي‬
‫(‪)1‬‬
‫أثمانها هذاا ومدة اؤوبنا على تصحيحه تزيد على سنتين<‪.‬‬
‫قال العالمة محمد المنوني معلقا على هقذه الرسقالة وعمقل أكنسقوس‬
‫على القاموس‪:‬‬

‫(‪ )1‬نفسه‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫كمن بسن الح أن هذه النسخة من القاموس المتحدث عنها ال تزال‬
‫بقيد الوجودا بيث تحتف بها المكتبة الملكية بالرباط تحقت رققم ‪8112‬ا‬
‫فققي ثققالث مجلققداف مختلفققة الحجققما وهققي خاليققة مققن أيققة شققارة لقصققة‬
‫تصققحيحها أو التعريققا بهققاا ولكنهققا مهمشققة بخققط المتققرجم أكنسققوس‬
‫المعروعا بالتصحيحاف والفروأ بين النسقل وبعق التعليققافا وفقق مقا‬
‫أشارف له الرسالة اينفة القذكرا كمقا يوجقد علقى أول كقل مقن المجلقداف‬
‫الثالثة ملكية بخط العربي بن المختار الجامعي المقترح لهقذا العمقلا وققد‬
‫كتبت هذه النسخة بخطوط متنوعة ومتفاوتة في الحسقنا ملونقة وخاليقة مقن‬
‫تاريل االنتساخ‪ :‬المجلد الول بخط أبمد بن عبد الكقريم بقن عبقد العزيقز‬
‫بن عبد الرازأ ؟ والثقاني بخقط المقذكور لقى نحقو النصقاا وباقيقه مقتمم‬
‫(‪)1‬‬
‫بخط أكنسوس الذي لم يعلن عن اسمها والثالث مجهول الناسل<‪.‬‬
‫ن هذا النصوص التي سقناها والنمقااج التقي اكرناهقا تشقير بوضقوح‬
‫لى أن علماء المغربا عرفوا تحقيق المخطوطافا بجم النسل والمقابلقة‬
‫بينهاا وتمييز الفروأ واختيار الروايافا وتخريجهاا و لحاأ السقطا ورير‬
‫الك مما يجعل النص سليماا مطابقا لهصل الصحيح المعتمقد ضقافة لقى‬
‫تحشية النصوص بالشروح والتعريفقاف واإليضقاباف التقي توضقح روامضقه‬
‫وتجلي رريبها رير أن هذه المناهج لم تكن على قاعقدة مطقردة موبقدة فقي‬
‫خققراج النصققوصا مبنيققة علققى التنظققيم المحكققما كمققا شققهده عصققر النشققر‬
‫بالطباعة الحديثةا الذي َأه رل م بروز المدنيقة الغربيقةا وتقنياتهقا المتطقورة‬
‫في التعامل م المخطوط تحقيقا ونشرا‪.‬‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسها ص‪.1228 :‬‬

‫‪232‬‬
‫‪ -4‬المرحلة االستعمارية‪:‬‬
‫شهدف هذه المربلة قباال أوربيا على المخطقوط المغربقي و خراجقه‬
‫ونشره باوروبا قبل االستعمار ثم بالمغرب فقي عهقد الحمايقةا وفقق قواعقد‬
‫الفيلولوجيققا الغربيققةا ومققن المعلققوم أن هققذه الحركققة االستشققراقية المهتمققة‬
‫(‪)1‬‬
‫بالتراث المغربي والندلسيا نشاف في أوربا وخاصة فرنسا منذ القديما‬
‫ثقم تطقورف لتواكق الدراسقاف االسقتعمارية الموجهقة مقن قريق أو بعيقد‬
‫لصالح بركة االبتالل الوربي لبالد المغقربا ومقن نافلقة الققول اإلشقارة‬
‫لى أن بركة االستعراب كانت مواكبة للسياساف التوسعية لفرنسا و سبانياا‬
‫وكان المستعربون يعملون تحت مرة الماسسقاف السياسقية وبتوجيقه منهقاا‬
‫سققواء عنققد االسققتعداد والتحضققير لالبققتاللا ومثالققه عمققل البعثققة العلميققة‬
‫الفرنسية بطنجةا أو بعد وقوع المغرب تحت السيطرة االسقتعماريةا بينمقا‬
‫بققل بققه جحفققل مققن المسققتعربين والمستشققرقين اوي الخبققرة والتجربققة فققي‬
‫تققونج والجزائققرا ليتولققوا مهققام مققاثرة فققي ماسسققاف تققدبير السياسققاف‬
‫(‪)2‬‬
‫الهلية‪.‬‬

‫(‪ )1‬االستشراأ الفرنسي والدب العربيا أبمد درويأا ص‪1 :‬ا الهيئقة المصقرية العامقة‬
‫للكتابا القاهرة ‪.1991‬‬
‫(‪ )2‬المستعربون الفرنسيون واإلصالح بشقمال فريقيقا فقي موكق لقوي ماشقويل (‪-1898‬‬
‫‪ )1922‬ومعاصريها آالن مسعوديا ضمن الحركاف اإلصالبية و صالح نظقم الدولقة‬
‫في بلدان المغارب خالل القرنين التاس عشر والعشرينا شراع أوديل موروا ترجمقة‬
‫خالد بن الصغيرا ص‪331-332:‬ا دار أبي رققراأ الربقاط ‪2219‬ا وانظقر الدراسقاف‬
‫العربية في أوروباا محمقود المققدادا سلسقلة عقالم المعرفقةا العقدد ‪161‬ا ص‪28 :‬ا‬
‫نونبر ‪.1992‬‬

‫‪231‬‬
‫وقققد اسققتعان هققاالء بالدراسققاف السققابقة المعتمققدة علققى ربققالف‬
‫الجواسققققيج والتجققققار الوربيققققينا ورجققققال الكنيسققققة واالسققققتعالماف‬
‫االسققتعماريةا وعلققى الدراسققاف المنجققزة بطنجققة وفققي تققونج والجزائققرا‬
‫وعملوا على تحديث أفكارهم وتصوراتهم عبر العمل الميدانيا خاصة بعقد‬
‫تاسيج معهد الدراساف العليا المغربية في المنطقة السلطانية ومعهد فرانكو‬
‫للثقافة العربية في المنطقة الخليفيةا وكانت دراساتهم تهقدع للتعقرع علقى‬
‫المغرب وامتالك معرفة دقيقة عنه عبر تقويم ما جم مقن معلومقاف قديمقةا‬
‫وتحيينهققا بجمقق الوثققائق والمخطوطققاف ودراسققتهاا وتققدوين الروايققاف‬
‫الشفويةا وجمق الخبقار وايداب وتحليلهقاا وكقان الفرنسقيون علقى وجقه‬
‫الخصوص مامنين في عملهم الدراسي بالمغرب بمقولة أورست كونت التي‬
‫صارف بعد االبتالل شعار معهد الدراساف العليقا المغربيقةا وهقي كالعلقم‬
‫(‪)1‬‬
‫سلطان<‪.‬‬
‫وكان من أوائل من دعا لى اعتمقاد المعرفقة فقي االسقتعداد للسقيطرة‬
‫على المغرب الفرنسي رايموند طوماسي فدعا «الفرنسيين لى االستعداد لى‬
‫معرفقة أرض مبراطوريققة المغقرب التققي ال منققاص مقن رزوهققا فقي يققوم مققن‬
‫اليام‪[ ...‬بق]استعمال كل الوسائل لتحقيق هذه الغايقةا ومقن بينهقا سقالح‬
‫العلم الذي يمكقن مقن معرفقة الرض التقي سقتطاها أققدام المسقتعمر‪ .‬نقه‬
‫(‪)2‬‬
‫مقتن بفعالية مساهمة العلماء في فتح الطريق للغزاة بطريقة عملية<‪.‬‬

‫(‪ )1‬البحث الكولونيالي بول المجتم المغاربيا في الفترة االستعماريةا بصيلة وتققويما‬
‫بققراهيم بوطال ق ا ضققمن البحققث فققي تققاريل المغققربا بصققيلة وتقققويما ص‪129:‬ا‬
‫منشوراف كلية ايداب والعلوم اإلنسانيةا الرباط ‪.1989‬‬
‫(‪ )2‬دراساف في علم المخطوطا أبمد شوقي بنبينا ط‪3‬ا ص‪.351 :‬‬

‫‪232‬‬
‫ومن الجدير بالمالبظة انصراع االهتمام لى جوان كثيرة مقن هقذه‬
‫الدراسقاف الوربيقة وأثرهققا فقي دعقم السياسققة االسقتعمارية للمغقربا فققي‬
‫مجاالف التاريل وعلم االجتماع والمعرفقة والثقافقة والمجقالا ريقر أنقه لقم‬
‫يلتفت لقى تحقيقق التقراث المغربقي ونشقره فقي دعقم التوجقه االسقتعماري‬
‫ضمن بركة االستشراأ الفرنسي بقول المغقربا خاصقة أن بركقة دراسقة‬
‫التققراث العربققي اإلسققالمي هققي التققي زودف اإلدارة االسققتعمارية بدارسققين‬
‫متقنققين للغققة العربيققةا واسققعي االطققالع علققى التققراث العربققي اإلسققالمي‬
‫والمغربققي منققه بالخصققوصا ممققا أهلهققم إلنجققاز الدراسققاف المطلوبققةا‬
‫والنهققوض باالستشققاراف الضققرورية إلصققدار القققراراف السياسققية المرتبطققة‬
‫بتدبير الشاون السياسية والهلية بالمغربا ومن هقاالء نقذكر أدولقا فقور‬
‫وليفي بروفنسقال وألفقرد بيقل أوكتقاع وجقورج سقيرافين كقوالنا وخوليقان‬
‫(‪)1‬‬
‫ريبيرا‪ ..‬وريرهم كثير‪.‬‬
‫ولعل سقب تهمقيأ هقذا المجقال ضقافة لقى مجقال ترجمقة الكتق‬
‫والنصوص العربية لى اللغاف الوربيةا هو النظر لقى العملقين باعتبارهمقا‬
‫وسيلة للوصول لى المعلوماف وتقدقيق النصقوص وتقوفير االطقالع عليهقاا‬
‫واالستفادة منها في الدراساف التاريخية والجغرافية واالجتماعية والمعرفيةا‬
‫فالتحقيق ‪ -‬كما الترجمة ‪ -‬وتحويل النص المخطوط لقى مطبقوع لقم يكقن‬
‫هدفا في بد ااتها ولكنه ظل وسيلة لتوفير القنصا القذي سقيدرس ويحلقل‬
‫ويستفاد منه في نارة الظواهر والقضايا التاريخية والثقافية والفكرية الملحة‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر بولهم‪ :‬جهود المستشرقين الفرنسيين في نشر التراث المغربقيا محمقد قاسقميا‬
‫ضمن تحقيق التراث المغربي الندلسيا بصيلة وآفقاأا ص‪211 :‬ا تكريمقا لهسقتاا‬
‫محمد ابن شريفةا منشوراف كلية ايداب والعلوم اإلنسانية وجدة ‪.1991‬‬

‫‪233‬‬
‫نه هاالء المستعربون الوربيون ان بتحقيق ونشر التراث المغربي‬
‫خاصةا اعتمادا على المخطوطاف التي تمكنوا من الحصول عليها سواء في‬
‫(‪)1‬‬
‫الشرأ العربي أو في الجزائر وتونجا أو في المغرب في مربلة البققةا‬
‫وبلققغ الققك اروتققه بتاسققيج الخزانققة العامققة للحمايققة الفرنسققية سققنة ‪1929‬‬
‫بمبادرة من المقيم العام ليوطيا وجمعت فيهقا مخطوطقاف خزانقاف كثيقرة‬
‫من فاس وطنجة والرباط ومكناسا(‪ )2‬ضقافة لقى خزانقة معهقد الدراسقاف‬
‫العليا المغربيةا(‪ )3‬كما اطل المستشقرقون علقى المخطوطقاف المغربيقة فقي‬
‫المكتباف الوربية بالمانيا وهولندا و يطاليا وريرهقاا بعقد فهرسقتها وتيسقير‬
‫الوصول لى النصوص بسهولة عق أعمال جبارة من نحو ما قام به جقورج‬
‫فاجدا في فرنسا وكارل بروكلمان في ألمانيا وريرهما‪.‬‬
‫وبفضققل جهققود هققاالء المستشققرقين والمسققتعربين مققنهم خاصققة رأف‬
‫النور مجموعة من الكت مطبوعة منشورة على نسل خطية مقابلقة ومراجعقة‬
‫وفققق ضققوابط دراسققة النصققوص التققي أرسققتها علققى الخصققوص المدرسققة‬
‫االستشراقية اللمانيةا ولخصها براجستراسر في كتابه «أصول نقد النصوص‬

‫(‪ )1‬من الخزاناف المهمة التي اعتمد عليها المستعربون والمستشرقون عموماا خزانة البعثقة‬
‫العلمية الفرنسية بطنجةا فكانت مستندهم في صدار دراسقاف ونصقوص كثيقرةا انظقر‬
‫بولها‪ :‬البعثة العلميقة الفرنسقية بطنجقة وخزانتهقا الكبقر ا ضقمن‪ :‬دراسقاف فقي علقم‬
‫المخطوط والبحث الببليوررافيا أبمد شوقي بنبينا ص‪355 :‬ا ط‪3‬ا دار أبي رقراأ‬
‫للطباعة والنشر الرباط ‪.2218/1992‬‬
‫(‪ )2()2‬انظر بولها‪ :‬المخطوطقاف المغربيقة‪ :‬مراكزهقاا فهارسقها ولوائحهقا القسقم الولا‬
‫أبمد جالبا مجلة الموردا المجلد ‪ 15‬العدد‪ 2‬سنة ‪1986‬ا ص‪.199:‬‬
‫(‪ )3‬انظر بولها‪ :‬المخطوطاف المغربية‪ :‬مراكزهاا فهارسها ولوائحها القسم الثقانيا أبمقد‬
‫جالبا مجلة الموردا المجلد ‪ 11‬العدد‪ 1‬سنة ‪1988‬ا ص‪.215:‬‬

‫‪239‬‬
‫ونشققر الكت ق » ومققا قققام بققه المسققتعرب الفرنسققي ريجققيج بالشققير وجققان‬
‫سوفاجييه في كتابهما «قواعد تحقيق المخطوطاف العربية وترجمتها<‪ .‬الذي‬
‫برراه كليكون دليل عمل يهتدي به المستعربون عامة والناشئة منهم خاصةا‬
‫ومن أجقل توبيقد مقنهج العمقل المتبق والمصقطلح المسقتعمل فقي تحقيقق‬
‫(‪)1‬‬
‫المخطوطاف العربية ونشر ترجماف لها<‪.‬‬
‫واعتمققققدا فققققي عملهمققققا فيققققه علققققى كمجمققققوعتين‪ :‬الولققققى (المجموعققققة‬
‫العربيقققة) ‪La Collection Arabe‬ا التقققي نشقققرتها رابطقققة ريقققوما‬
‫‪ L' ASSOCIATION GUILLAUME BUDE‬والثانيققة الوثققائق المتعلقققة‬
‫بتقققاريل الحقققروب الصقققليبية (النصقققوص الشقققرقية) التقققي نشقققرها مجمققق‬
‫النققوش وايداب‪.‬‬
‫‪Les Documents relatifs a l ' histoire des Croisades.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪L' ACADEMIE DES INSCRIPTIONS ET BELLES-LETTRES‬‬

‫لقد كانت مالفاف المستشرقين فقي مجقال اإلباطقة بمنقاهج التحقيقق‬


‫وسبله كتتويجا لجهودهم في مجال تاصقيلهم هقذا العلقم ويعقد صقورة مثلقى‬
‫(‪)3‬‬
‫لعملهما الذي بلغ اروته في منتصا القرن العشرين<‪.‬‬
‫وتنوع اشقتغال المسقتعربين بخدمقة النصقوص العربيقة والمخطوطقاف‬
‫المغربيةا بين جم المخطوطاف وفهرستها والتعريا بهاا ونشر اقتباسقاف‬

‫(‪ )1‬قواعد تحقيق المخطوطقاف العربيقة وترجمتهقاا بالشقير وسقوفاجيا ترجمقة‪ :‬محمقود‬
‫مقدادا ص‪19 :‬ا دار الفكر المعاصرا دار الفكرا دمشق ‪.1988‬‬
‫(‪ )2‬المرج نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬المرج نفسها ص‪.19-13:‬‬

‫‪235‬‬
‫أو قطققق مقققن المخطوطقققافا أو تحقيقهقققا ونشقققر مجموعهقققاا أو مراجعقققة‬
‫التحقيقاف ونققد ثغراتهقا وأخطائهقاا أو االعتمقاد علقى النصقوص المحقققة‬
‫لترجمتها لى مختلا اللغاف الوربيةا وخاصة منها اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫وما يهمنا هنا هو اإلشارة لى جهود تحقيق المخطوطاف ونشرها وفق‬
‫المنهج العلمي المعتمد القذي انتهقت ليقه جهقود المستشقرقينا ومقن أبقرز‬
‫(‪)1‬‬
‫المشتغلين بتحقيق الكت المتعلقة بالمغربا نذكر‪:‬‬
‫‪ ‬كريل ورايت ودوزي ودورا المشتركين في تحقيق أجقزاء مقن نفقح‬
‫الطي للمقري‪.‬‬
‫‪ ‬دوسالن بقق الجزء الخاص بالمغرب من تاريل ابن خلدون‪.‬‬
‫‪ ‬أدولا فور الذي نشر كتاب التشوع لى رجال التصوع‪.‬‬
‫‪ ‬ج سيرافين كوالن شارك في نشر البيان المغرب البن عذاري‪.‬‬
‫‪ ‬يفاريست ليفي بروفنصالا نشقر مفقاخر البربقر لمجهقولا والجقزء‬
‫الثالث من البيان المغرب البن عذاري والول والثاني بمشاركة كوالن‪.‬‬
‫‪ ‬سانجينيتيا نشر ربلة ابن بطوطة في ‪ 9‬أجزاء‪.‬‬
‫‪ ‬جون جاك سيديوا نشر جام المبادئ والغاياف في علقم الميققاف‬
‫لبي علي المراكشي‪.‬‬
‫‪ ‬كولدزيهر نشر كتاب أعز ما يطل للمهدي بن تومرف‪.‬‬
‫‪ ‬ي س علوش نشقر الحلقل الموشقية فقي اكقر الخبقار المراكشقيةا‬
‫ودرة الرجال في أسماء الرجال البن القاضي‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر جردا موسعا في‪ :‬جهود المستشرقين الفرنسيين في نشر التقراث المغربقيا محمقد‬
‫قاسميا ضمن تحقيق التراث المغربي الندلسيا بصيلة وآفاأا ص‪.292-283 :‬‬

‫‪236‬‬
‫‪ ‬أوكتاع هوداس نشر نزهة الحادي باخبقار الققرن الحقاديا وتحفقة‬
‫الحكام البن عاصم وقطعة من ترجمان المغرب للژياني‪.‬‬
‫‪ ‬لوسياني نشر توبيد الباري البن تومرف‪.‬‬
‫‪ ‬ألفرد بيل نشر زهر ايس في تاريل مدينة فاس للجزنائي‪.‬‬
‫‪ ‬كارا دو فو نشر فصال عن السطرالب من كتاب الجام للمراكشي‪.‬‬
‫‪ ‬هنري برونو نشر كتاب الوالية لبمد الونشريسي‪.‬‬
‫‪ ‬ميل أمار نشر بجر المحك للفتاو للونشريسي‪.‬‬
‫‪ ‬كرول ومايار بررا نشر المثاني للقادري‪.‬‬
‫‪ ‬تيراس نشر الربلة المسكية في السفارة التركية للتمگروتي‪.‬‬
‫وال يتس المجال هنا لإلباطقة بمقنهج هقاالء كلهقم فقي التعامقل مق‬
‫النصوص العربية المغربيةا والبحث عن نسخها الخطيةا واكر مناهجهم في‬
‫المقابلة والتعليق والتصحيح والتقديم والدراسة والفهرسةا ريقر أن مقنهجهم‬
‫اعتمققد عمومققا علققى جم ق النسققل وال مقابلققة بينهققا و ثبققاف الفققروأ فققي‬
‫الهوامأا ويلخص السقتاا قاسقم السقامرائي نققائص مقنهج المستشقرقينا‬
‫قائال‪:‬‬
‫« ن الفكرة السائدة التقي كانقت عنقد مقن يقود أن يققوم بتحقيقق نقص‬
‫معينا هي أن يقوم بتجمي ما يمكن الحصول عليه من نسل النصا ويعمد‬
‫بعدها لى اختيار أقدم النسل تاريخيا من بينهاا وبعدها للنشرا أو أن يختار‬
‫أية نسخة من بين هذه النسل التي راها أجدر من ريرها فيقوم بمقابلتها على‬
‫النسقل الخققرا ويثبقت اختالفققاف الققنص معهقا فققي التقذييالفا مق بعق‬

‫‪231‬‬
‫قج بقالمزالق الكثيققرةا‬
‫الشقروح والتعليققافا ن هققذه الطريققة فققي الواقق تعق ّ‬
‫الجمةا اا لم يكن المحقق على دراية لغوية واسعة ومعرفة أكيدة‬ ‫والخطاء ّ‬
‫بلغة المالا أوال وبلغقة عصقره ثانيقاا وهقذا مقا نقراه فقي التحقيققاف التقي‬
‫نشرها مستشرقو القرن الساب عشقر والثقامن عشقر بقل وبدايقة الققرن التاسق‬
‫عشرا فدنهم وبالررم من الجهد الهائل الذي بذلوه إلخراج هذه النصقوصا‬
‫فدن البابث المتدرب الفطن ليصاب بالدهشة عندما يالب التفاوف العميق‬
‫(‪)1‬‬
‫بين النص المحقق وبين ما أثبته المحقق في تذييالف النص<‪.‬‬
‫ويكفينا أن نمثل لجهودهم الكثيرةا باعمقال أبقدهم وهقو المسقتعرب‬
‫ليفققي بروفنسققال(‪ )2‬الققذي يمكققن التمثيققل بققه لعمققل الجمقق الغفيققر مققن‬
‫المستعربينا كما نشير لى أن نشر كثيقر مقن هقذه الكتق المحقققة وطبعهقا‬
‫ووصول نسخها لقى مختلقا مراكقز الدراسقاف والبحقاث الوربيقةا فقتح‬
‫المجال للتنقيح بالنقد والتعديلا فصدرف مقاالف مركزة علقى تصقوي مقا‬
‫اختل من هذه النشراف وتعديل ما تخللها من أخطاءا ومن نمااجهقا تقاليا‬
‫الهولندي رينهقارف دوزي بقول الخطقاء القواردة فقي نشقرته كتقاب البيقان‬
‫المغرب البن عذاري(‪ )3‬استنادا على مخطوطة وبيدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬التحقيققق النقققدي للمخطوطققاف فققي الماضققي والحاضققر والمسققتقبلا ص‪16:‬ا مركققز‬
‫دراساف المخطوطاف اإلسالميةا ماسسة الفرقان لندن ‪.2213‬‬
‫(‪ )2‬انظر جهود المستشرقين الفرنسيين في نشقر التقراث المغربقيا محمقد قاسقميا ضقمن‬
‫تحقيق التراث المغربي الندلسيا بصيلة وآفاأا ص‪211 :‬ا‬
‫(‪ )3‬انظر دراسة منهجه والمكخذ على تحقيقاتقه فقي الدراسقاف الدبيقة بقالمغربا عبقد اهلل‬
‫كنون نمواجاا أبمد الشاي ا ص‪ 263 :‬وما بعقدهاا منشقوراف مدرسقة الملقك فهقد‬
‫العليا للترجمة بطنجة ‪.1991‬‬

‫‪238‬‬
‫‪Corrections sur les textes du Bayáno 'l-Mogrib d'Ibn-‬‬
‫)‪Adhári (de Maroc‬‬
‫و اا عدنا لى نمقواج العمقل فقي التحقيقق ونقصقد المسقتعرب ليفقي‬
‫بروفنسققالا خاصققة فققي عملققه علققى كتققاب البيققان المغققرب البققن عققذاري‬
‫المراكشيا نجده يركز على المور التالية‪:‬‬
‫‪ ‬البحث عن النسل المتقوفرة للكتقاب‪ :‬أشقار بروفنسقال وشقريكه فقي‬
‫التحقيق لى أنهما اطلعقا علقى الطبعقة التقي أخرجهقا المسقتعرب الهولنقدي‬
‫رينهارف دوزي سنة ‪ 1851‬اعتمادا على النسقخة الوبيقدة المعروفقة آنقذاك‬
‫والمحفوظة بمكتبة ليدن بهولنداا تحت رقم ‪61‬ا والمتضمنة جقزأين الول‬
‫وبعضا من الثانيا وأضاع ليها دوزي أجزاء من كتاب صلة تاريل الطبقري‬
‫لعريق بققن سققعيد القرطبققيا رربققة منققه فققي رنائققها مخالفققا بققذلك قواعققد‬
‫التحقيق بالحرص على خراج المخطقوط كمقا كتبقه مالفقها ثقم نشقر دوزي‬
‫تصويباف وتصحيحاف على تلك النشرة وطبعهقا سقنة ‪ 1883‬تحصقل عليهقا‬
‫من عادة قراءة الكتاب وبس ا وبقرر ليفقي بروفنسقال قدامقه علقى عقادة‬
‫نشر الكتاب بالعثور على نسختين خطيتين جديدتينا لكل من الجزء الثقاني‬
‫والثالثا مما يمكن من عادة نشر النص محققاا وهكقذا ققرر بوفنسقال مق‬
‫شريكه كوالن اعتماد نشرة دوزي والرمز لها برمز (أ) بقالررم ممقا فيهقا مقن‬
‫خلل بخلط كتاب ابن عذاري بكتاب عري القرطبقيا ثقم قامقا بدلحقاأ مقا‬
‫نقص منها أو سقطا اعتمادا على المخطوطاف التي عثرا عليها والتي تحمل‬
‫(‪)1‬‬
‫رمز (ب)‪.‬‬

‫(‪ )1‬البيان المغرب في أخبار الندلج والمغربا ابن عذاري المراكشيا تحقيق ومراجعقة‬
‫كوالن وبروفنسالا‪V /1‬دار الثقافةا ط‪3‬ا ‪.1983‬‬

‫‪239‬‬
‫‪ ‬وصا النسل‪ :‬برص ليفي بروفنسال على دراج وصا رينهقارف‬
‫دوزي للنسخة الصل التي بنى عليها عملقها فقذكر أنهقا نسقخة مغربيقة مقن‬
‫القرن ‪ 15‬للميالد اقتناها روليوس المستشرأ والسفير الهولندي لما قدم لى‬
‫المغرب فيما بين سنتي ‪ 1622‬و‪ 1629‬والنسخة مبتورة الول وايخرا رير‬
‫أن السققاقط منهققا يسققيرا ويوجققد عنققوان الكتققاب آخققر الجققزء الول وسققط‬
‫المخطوطا واستطاع دوزي التوصل لى اسم المالا انطالقا من النصوص‬
‫التي نقلها عن الصل ابن الخطي في كتابه اإلباطة في أخبار ررناطةا أما‬
‫النسخة الثانية التي تتم نقص الولىا فتميزف بالمقدمة الهامقة التقي عققدها‬
‫ابققن عققذاري لكتابققها وخصصققها لققذكر خطتققه فققي الكتققاب والمصققادر التققي‬
‫اعتمدهاا كما اكر بروفنسال شارة مهمة تضمنتها الجزء الولا وهي وجود‬
‫كتققاب البققن عققذاري بعنققوان البيققان المشققرأ مخصققص لخبققار المشققرأ ال‬
‫(‪)1‬‬
‫يعرع مصيره وال أي خبر عنه‪.‬‬
‫‪ ‬مقابلة النسل وتحديد الفقروأ بينهقا وتقدوينها فقي الهقامأا وهقذا‬
‫واضح في عمل بروفنسال وكوالنا ا برصا على بيان الفروأ بقين النسقل‬
‫والسقط من أي نسخةا وعلى هذا مدار الهوامأ التي وضعاها للنص‪.‬‬
‫‪ ‬التقققديم للققنص بديجققاز ورالبققا مققا يكققون بالفرنسققية أو االسققبانيةا‬
‫يتضمن وصا النسل وعمل المحقق فيهاا وهذا ما قام به بروفنسال للجقزء‬
‫الول‪.‬‬
‫‪ ‬وض فهارس مفيدة منوعة بس طبيعة الكتاب ومضمونها وبينما‬
‫ننظر في كتاب البيقان المغقربا نجقد المحقققين وضقعا لقه ‪ 6‬فهقارس هقي‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسها ص‪.VII :‬‬

‫‪292‬‬
‫أسماء الرجال والنساء وأسقماء المقاكن وأسقماء القبائقل والعشقائر وأسقماء‬
‫المارخين وفهرس الشعار‪.‬‬
‫هكذا عمل بروفنسال في كتاب البيان المغربا وبذل جهدا كبيرا فقي‬
‫خراجها رير أن عمله ظل ناقصا بل مشوهاا وسب الك تبنيه نشرة دوزي‬
‫دون نقد علميا وبال مراجعة على قواعد التحقيق وضوابط النصوصا كما‬
‫بددتها المدرستان اللمانية والفرنسيةا الك أن دوزي عاش في زمن كانت‬
‫فيه تلك القواعد قيد التشكل والنضوجا وهو أواسط القرن ‪ 19‬بينمقا بلغقت‬
‫فققي الثلققث الول مققن القققرن ‪ 22‬درجققة مققن اإلتقققان فققي نشققراف أعققالم‬
‫المستشرقينا قال الستاا بشقار عقواد معقروع القذي أعقاد تحقيقق الكتقاب‬
‫ومراجعته على أصول خطية جديدة تحصلت لجماعة من العلماء مثل محمد‬
‫بن تاويت وعبد القادر زمامة ومحمد الكتاني ومحمد زنيبر والبشير البكوش‬
‫وأبمد بنبين‪:‬‬
‫كنشر المستشقرأ الهولنقدي رينهقاف دوزي الجقزء الول وقسقما مقن‬
‫الجققزء الثققاني الخققاص بالنققدلج لققى سققنة ‪ 381‬هققق والققك فققي السققنواف‬
‫‪1851 -1898‬م معتمدا مخطوطة في ليدن محفوظة في الرقم (‪)91‬ا وطب‬
‫الجزئين بمدينة ليدنا وكت له مقدمة مفصلة بالفرنسيةا ولكنه َبلَط النص‬
‫بنصوص كثيرة من كتاب «صلة تاريل الطبري< لعري بن سقعيد القرطبقيا‬
‫فاساء لى الكتاب ساءة بالغةا في الوقت الذي سعى فيه جاهدا لى تققديم‬
‫مادة أكثر دسقامة وتفصقيالا ولكقن هقذا فقي علقم تحقيقق النصقوص ممقا ال‬
‫يجوز فعلها ثم قام كل من كقوالن وليفقي بروفنسقال فقي عقادة نشقر هقذين‬

‫‪291‬‬
‫الجزأين في لندن فقي السقنواف ‪ 1998-1951‬ما ولكنهقا مقن أسقا أبقيقا‬
‫على الزياداف التي أقحمها دوزي في النص من كتاب عري القرطبيا وال‬
‫سورا هذا الصني ا المخالا لمناهج البحث العلمقيا وتحقيقق‬
‫ندري كيا ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫النصوص<‪.‬‬
‫ويلخص الستاا أبمد الشاي (‪ )2‬قيمقة عمقل بركقة االستشقراأ فقي‬
‫(‪)3‬‬
‫خراج التراث المغربي تحقيقا ونشرا في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬سقققيطرة الخلفيقققة االسقققتعمارية والرؤيقققة االبتالليقققة علقققى عمقققل‬
‫المستشققرقين بققالررم مققن برصققهم علققى الموضققوعية والضققوابط العلميققةا‬
‫وتتجلققى هققذه الخلفيققة فققي اهتمققامهم ‪ -‬خاصققة فققي المرابققل الولققى مققن‬
‫االستعمار ‪ -‬بالمخطوطقاف التقي لهقا عالققة بالتقاريل السياسقيا كالتقاريل‬
‫والتراجم والتصوعا وأرفلوا ريرهقا مقن المجقاالف التقي تجلقي الشخصقية‬
‫المغربية المتكاملة‪.‬‬
‫‪ ‬دف ق التكققوين اللغققوي التققوثيقي المستشققرقينا لققى التركيققز فققي‬
‫أعمالهم علقى المقتنا بدققة المقابلقةا وتمييقز الفقروأ بقين النسقلا وبيقان‬
‫الرالطا ودراسة المخطوط من بيث ورقه ومداده وخطه‪ ...‬ومقابل الك‬
‫لم يعتنوا بالقراءة كثيراا فال توجد عندهم هوامأ للشقرح والتعليقق كولعقل‬

‫(‪ )1‬البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الندلج والمغربا البقن عقذاري المراكشقيا‬
‫تحقيق بشار عواد معروع ومحمود بشار عوادا ‪6/1‬ا دار الغقرب اإلسقالميا بيقروف‬
‫‪.2213 - 1939‬‬
‫(‪ )2‬الستاا البابث بجامعة ابن زهر بكلية ايداب والعلوم اإلنسانية بها‪.‬‬
‫(‪ )3‬الدراساف الدبيةا ص‪.268 :‬‬

‫‪292‬‬
‫السب ‪ ...‬يعود لى أن الكثير من تحقيققاتهم كانقت مجقرد تمهيقد للترجمقة‬
‫(‪)1‬‬
‫لى لغة أوربيةا والترجمة البد لها من نص موثق ومصحح<‪.‬‬
‫‪ ‬تميز مقدماتهم ‪ -‬التي كانت رالبا بالفرنسقية ‪ -‬للنصقوص المحقققة‬
‫باالختصققار الشققديد المركققز علققى التعريققا بالكتققاب واسققتعراض النسققل‬
‫المعتمدة ووصفهاا و ن كان هناك توس فلإللمام بترجمقة المالقا وعصقره‬
‫وموضوع الكتاب‪.‬‬
‫‪ ‬كون عمل المستشرقين عمال تاسيسياا خاصة مق ظهقور الطباعقةا‬
‫وتوفر مكانية نشقر النسقل الكثيقرة للكتقاب المطبقوعا ففتحقوا البقاب لنشقر‬
‫التراث المغربي والتعريا بمخطوطاته و ثارة االنتباه لهميته ورناه‪.‬‬
‫ومهما يكن فدن عمل المستشرقينا كان مسهما في كشا رنى التراث‬
‫المغربي وتنوعها وتعبيره عن الشخصية المغربيقةا وخصوصقيتها الحضقارية‬
‫والدينيةا بتى لد كثير من المغاربة أنفسهما الذين دفعهم تقان الغقربيين‬
‫للعربية وتبحرهم في المعرفة بالمخطوطا لى االهتمام بها وجمعه ودراسته‬
‫وتحقيقها لذلك ليج من الغري أن نجد التنويه بجهود هاالء المستشقرقين‬
‫عند كثير من الدارسين المغاربة مثل محمقد بقن شقريفة ومصقطفى الغقديري‬
‫(‪)2‬‬
‫وريرهم‪.‬‬
‫‪ -0‬المرحلة المعانرة‪:‬‬
‫شققهد النصققا الول مققن القققرن العشققرين قبققال المققارخين والعلمققاء‬

‫(‪ )1‬المرج نفسها ص‪212:‬‬


‫(‪ )2‬جهود المغاربقة فقي تحقيقق التقراث الدبقي المغربقي والندلسقيا زاهيقة عبقد الكقريم‬
‫أفاليا ص‪21:‬ا دار القلم للطباعة والنشر الرباط ‪.2218‬‬

‫‪293‬‬
‫المغاربة على براز التراث المغربي ونشر نفائسقه ونقوادره فقي طقار القدفاع‬
‫عققن الهويققة الوطنيققةا واكتشققاع التققراث التليققدا واتخققااه وسققيلة لتاسققيج‬
‫الثوابت الوطنيةا فانصبت جهودهم على مختلا المجاالف المعرفية الدينية‬
‫والدبية والتاريخية والثقافيةا والك نتيجة أمرين اثنين‪:‬‬
‫‪ ‬دخققول المطبعققة الحجريققة لققى المغققربا(‪ )1‬وعملهققا علققى خققراج‬
‫التراث المغربقي المخطقوطا ومقا دعقت ليقه الحاجقة مقن اختيقار الصقول‬
‫الخطية الجيدةا ومقابلتها وضبطهاا وقام بهذه المهمة علمقاء كبقارا عكفقوا‬
‫على تصحيح النسل وتخريجهقا بتقى تكقون فقي المسقتو المطلقوبا مقن‬
‫السقباأ‬
‫صحة النصا وسالمة النقلا أسوة بما كقان رائجقا فقي المشقرأ ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫للدخول لعصر الطباعةا خاصة في مصر ومطبعقة بقوالأ بهقاا ققال السقتاا‬
‫أبمد شوقي بنبين‪:‬‬
‫كلم يكن الحرص على سالمة النص خاصا ببوالأا بقل نالبظقه فقي‬
‫كثير من المطاب التقي أخقذف علقى عاتقهقا خقراج التقراث مصقححاا مثقل‬

‫(‪ )1‬على يد القاضي محمد الطي بن محمد التملي الروداني سنة ‪1281‬هق وبمبادرة خاصة‬
‫منها بس ما يدل عليه عقد الشراء والتشغيل بينه وبين القباني البائ ا وصقوردف منقه‬
‫المطبعة عندما وصل لى مرسى الصقويرة بقامر مقن المخقزن وبملقت لقى مكنقاس ثقم‬
‫فاسا ولم يتمكن القاضي الروداني من يصالها لى مقصده وهو مدينة تارودانتا انظر‬
‫خالل جزولةا محمد المختقار السوسقي ‪ 121-122/9‬مطبعقة المهديقة تطقوان (د‪.‬ف)‬
‫وقارن بما ورد في كتاب أبمد شوقي بنبينا في الكتاب العربي المخطوطا ص‪162 :‬‬
‫دار أبي رقراأ الرباط‪.2213‬‬
‫(‪ )2‬لمحة تاريخية عن بياء التراث في المغربا محمد بجيا مجلة كلية ايداب بجامعة‬
‫محمققد الخققامج بالربققاطا العققدد‪ 8‬سققنة ‪1983‬ا ص‪9-8:‬ا ومظققاهر يقظققة المغققرب‬
‫الحديث ‪ 212/1‬وتاريل الطباعة في المغربا ص‪.186:‬‬

‫‪299‬‬
‫مطبعة الجوائق فقي تركيقا التقي انشقاها أبمقد فقارس الشقدياأا والمطبعقة‬
‫الحجرية فقي المغقرب التقي نشقرف مجموعقة مقن كتق المغاربقة مصقححة‬
‫(‪)1‬‬
‫ومراجعة في كثير من البيانا من قبل مالفيها<‪.‬‬
‫ويبرز الستاا فوزي عبد الرزاأ وظيفقة المصقححينا التقي لقم تكقن‬
‫مقتصرة على مالبظة الكتاب قبل طبعها واستكشاع ما فيه من أخطاءا بقل‬
‫نهم تجاوزوا الك لى الحقرص علقى يضقاح الغقوام وفقك المشقكالف‬
‫بالتعليق والتهميأا قال‪:‬‬
‫«والهققدع الساسققي مققن التصققحيحا هققو نجققاز نسققل سققليمة مققن‬
‫الخطققاءا لكنهققا عمليققة تقتضققي أيضققا فققي بع ق البيققان ضققافة بع ق‬
‫التوضحياف أو الشروح في الهقوامأ سقعيا وراء تيسقير اسقتعمال الكتقابا‬
‫وال تتجاوز تلك اإلضافاف أبيانا مستو العالماف البسقيطة المقصقود بهقا‬
‫براز عناوين الفصول وأبواب الكتاب أو ايياف القرآنية واالباديث النبويقة‬
‫وريرهاا وتكون التعاليق الهامشية أبيانا على شقكل مالبظقاف ااف أهميقة‬
‫تتعلق بطرح وجهاف نظر دينية متعارضةا أو تقتصر في أبيقان أخقر علقى‬
‫بعق اإلشققاراف ااف الصققبغة اللغويققة وعلققى ضققبط أصققناع مختلفققة مققن‬
‫(‪)2‬‬
‫الخطاء<‪.‬‬

‫(‪ )1‬مطبوعاف بوالأ اللغوية والدبيقة‪ :‬مقاربقة فقي التحقيققا ضقمن تحقيقق المخطوطقاف‬
‫الدبية واللغويةا ص‪.239:‬‬
‫(‪ )2‬مملكقة الكتققابا تققاريل الطباعققة فققي المغققرب (‪ )1912-1865‬فققوزي عبققد الققرزاأا‬
‫تعري خالد بن الصغيرا ص‪ 181-186:‬منشقوراف كليقة ايداب والعلقوم اإلنسقانيةا‬
‫الرباط ‪.1996-1916‬‬

‫‪295‬‬
‫والواق أن تصحيح الكت ومراجعتهاا هو استكمال العالم لمهمته في‬
‫نشر المعرفةا فكثير من الكت نشرف بتوجيقه مقن العلمقاء واقتقراح مقنهما‬
‫و خققراج الكتققاب الجيققد يقتضققي مققنهم اإلشققراع علققى نسققخه وتصققحيحها‬
‫والتعليق عليه وتصحيح ما فيه من أخطاءا ويشير نص مهم ينقل عن الطقاب‬
‫المعروع الطي الزرأ كأنهم طبعوا شرح الشيل التسولي على التحفة مقن‬
‫نسخة مالفه ‪ ....‬والذي أشار ‪ ...‬بطبعه هو القاضي العالمة موالي محمد‬
‫العلققوي ‪ ..‬وأن الققذي كققان يحققرر لققه شققرح الخرشققي والتققاودي هققو الفقيققه‬
‫العالمة قاضي فاس عمقر الرنقدي ‪ ...‬وأنقه هقو القذي جعقل بهامشقها تلقك‬
‫التوقيعاف العجيبة‪.)1(<...‬‬
‫وتبرز رسالة مخزنيقة مقن الحاجق أبمقد بقن موسقى السقماللي لقى‬
‫الفقيهين القاضيين محمد بن محمد وبميقد بنقانيا مارخقة فقي ‪ 29‬رجق‬
‫الفرد ‪ 22( 1312‬يناير ‪)1895‬ا وجود نظام أو قانون داخلي لعمل المطبعة‬
‫الحجريةا يحدد فيما يبدو واجباف وبقوأ المشتغلين بالطباعةا ومقن لهقم‬
‫بهم عالقةا ونعت هذا القانون فقي الوثيققة بالضقابط الماسقجا ويبقدو أنقه‬
‫يحدد تنظيم عمل المطبعة وعمالهقا والققائمين عليهقاا والغالق أنقه تضقمن‬
‫بقققوأ المصققححينا ومققا يحققق لهققم الحصققول عليققه مققن نسققل أو تعققوي‬
‫ماديا خاصة أن الوثيقة تشير لى طل نساخ كتاب شرح اإلبياء المطبقوع‬
‫على الحجرا على وفق ما جرف به العادةا ونص الوثيقة‪:‬‬
‫«محبينققا الرضققيينا الفقيهققين القاضققيينا سققيدي محمققد بققن محمققد‬
‫والسيد بميد بنانيا أمنكم اهللا وسالم عليكم وربمة اهللا عن خير موالنا‬
‫نصره اهللا وبعدا وصل جوابكم عما استفهمتم عنه في شان الضابطا الذي‬

‫(‪ )1‬العالمة محمد بن عبدالسالم الرند ا الصديق الروندةا ص‪.159 – 158 :‬‬

‫‪296‬‬
‫اإلنعام‬
‫َ‬ ‫أسست عليه المطبعة الفاسيةا لطل الكاتبين لنسخة شرح اإلبياءا‬
‫على كل منهما بنسخة منه على العادة في الكا بقان العقادة جقرف بقذلكا‬
‫المقصود هو‬
‫ُ‬ ‫وأطلعنا بجوابكم علم موالنا الشرياا فاجاب دام عاله بقوله‪:‬‬
‫االطالع على الضابط الذي أسسقت عليقه ال العقادةا وعليقه فبينقوا الضقابط‬
‫لنطال بقه علقم موالنقا الشقرياا وعلقى المحبقة والسقالما ‪ 29‬رجق عقام‬
‫(‪)1‬‬
‫‪1312‬ا أبمد بن موسى بن أبمد لطا اهلل به<‪.‬‬
‫والظاهر أن هذا الضقابط الماسقج هقو ريقر الظهيقر المقنظم للمطبعقة‬
‫الذي أصدره السلطان المولى عبد العزيز بعد الك بازيد من سنتينا والقك‬
‫نص‬‫في ‪ 9‬رمضان ‪ 1( 1319‬فبراير ‪ )1891‬والذي نص على ‪ -‬من بين ما ّ‬
‫عليه ‪ -‬على ضرورة مراقبة جودة الكت المطبوعةا بتقى تكقون خاليقة مقن‬
‫الخطا والسقطا باالعتمقاد علقى المصقححين المتقنقينا المجيقدين للفنقون‬
‫موضوع الكت المقدمة للطباعةا ورد في نص الظهير‪:‬‬
‫«ومنها أن يبالغوا فقي تصقحيح أصقله علقى يقد المصقححين العقارفين‬
‫بالفن المطبوع كتابُها بحيث ال يكون في النسل المطبوعة محوا وال بقذع‬
‫(‪)2‬‬
‫في الحروع والكلمافا وال لحن في اللفاق والتراكي <‪.‬‬

‫(‪ )1‬الوثيقة من مكتبة جامعة بنسلفانيا بالوالياف المتحدة المريكيةا ونسختها الرقمية علقى‬
‫الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://hdl.library.upenn.edu/1017/d/medren/9961384913503681‬‬
‫تم النظر فيه يوم ‪2222/26/26‬ا وأشكر الشكر الجزيل الستاا عبد اللطيا السماللي‬
‫الذي نبهني لى هذه الوثيقة‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر نص الظهير في مظاهر يقظة المغرب الحديثا محمد المنونيا ص‪ 311:‬وتحليل‬
‫فوزي عبد الرزاأ له في مملكة الكتقابا تقاريل الطباعقة فقي المغقربا ص‪ 169:‬ومقا‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫وتشير وثيقة مخزنية أخر لى أن تعيقين المصقححينا بقان شقراع‬
‫المخزن على المطبعة الحجريةا كان بدشقراع القاضقي وعلقى ضقمانها ورد‬
‫في رسالة من الحاج أبمد بن موسى السماللي بول طب تقاليا للشقيل‬
‫ماء العينينا مارخة بعام ‪ 1316‬ه‪:‬‬
‫كعلققى أن ال تطب ق ملزمققة مققن مالزمهققا ال بعققد مقابلتهققا بالصققلا‬
‫وتصحيحها على يد المصححا الذي يعينه لك الفقيه القاضي سيدي محمقد‬
‫بن رشيد العراقيا فقد كتبنا له في الك بالكتاب الواصل ليك طيها وأكدنا‬
‫عليققه فققي انتخققاب المصققححا الققذي قققام بققه الوصققا الك قافيا بحيققث ن‬
‫وجدف في نسل الفرع مخالفقة لهصقلا فقي شقيء مقن التصقحياا تكقون‬
‫(‪)1‬‬
‫العهدة على القاضي المذكور<‪.‬‬
‫هكذا يظهر أن اختيار المصححين كان وفق ضوابط علميةا وبدشراع‬
‫القاضي وتعينها وتبعا لذلك تصد لهذه المهمةا طائفة كبيرة من العلمقاءا‬
‫(‪)2‬‬
‫نذكر منهم‪:‬‬
‫‪ ‬عبد اهلل البدراوي وأبمد بلخيقاط الزكقاري وعبقد الملقك العلمقي‬
‫والتهامي گنون الذين قاموا بتصقحيح كتقاب اتحقاع السقادة المتققين بشقرح‬
‫أسرار بياء علوم الدين المنشور سنة ‪ 1322‬في ‪ 13‬جزءا‪.‬‬

‫(‪ )1‬عناية ملوك الدولة العلوية بالخزائن العلمية وتحبيج الكت عليها عبد العزيقز تيالنقيا‬
‫مجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة االوقاع والشاون اإلسالمية بالمغربا عدد ‪929‬‬
‫صفر‪1939‬هق‪ /‬يناير ‪2213‬م ص‪.95:‬‬
‫(‪ )2‬انظر جردا باسقماء المصقححين فقي مظقاهر يقظقة المغقرب الحقديثا محمقد المنقوني‬
‫‪ 281/1‬وما بعدها وفي المطبعة الحجرية بالمغربا فوزي عبد القرزاأا ص‪23:‬ا دار‬
‫النشر المعرفة الرباط ‪.1989‬‬

‫‪298‬‬
‫‪ ‬المهققدي الققوزاني الققذي صققحح أجوبققة ابققن هققالل السجلماسققي‬
‫المنشور سنة ‪ 1312‬في ‪ 212‬ص‪.‬‬
‫صقحح كتقاب الممتق فقي شقرح‬ ‫‪ ‬محمد بن علقي الرقزاوي القذي ّ‬
‫المقن لمحمد بن سعيد الميررتيا المنشور سنة ‪ 1319‬في ‪ 119‬صفحة‪.‬‬
‫‪ ‬أبمد بن الجيالنقي الحسقني القذي صقحح الجوبقة الكبقر لعبقد‬
‫القادر بن علي الفاسي المنشور سنة ‪ 1319‬في ‪ 939‬ص‪.‬‬
‫‪ ‬محمد التهامي بن المدني گنون القذي جمق وصقحح أجوبقة أخيقه‬
‫محمد بن المدني گنون المنشورة عام ‪ 1311‬في ‪ 116‬ص‪.‬‬
‫‪ ‬محمد بن العربي العلوي الذي صحح كتاب أصقول أسقباب الرققي‬
‫الحقيقيا لبمد الصبيحي نشر سنة ‪ 1336‬في ‪ 38‬ص‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الكريم بن العربي بنيج الفاسي صحح كتاب الجقيأ العرمقرم‬
‫الخماسيا في دولة موالنا علي السجلماسيا لمحمقد بقن أبمقد أكنسقوس‬
‫المراكشي سنة ‪ 1336‬في ‪2‬ج‪.‬‬
‫‪ ‬أبمد بن عبد المولى العلمي اليمالبي صحح وقابل زهقر الفنقان‬
‫من بديقة ابن الونان سنة ‪ 1319‬في ج‪.2‬‬
‫‪ ‬التهامي گنون الذي صحح كتاب الشفا للقاضقي عيقاضا المنشقور‬
‫في جزأينا عام ‪1325‬ا ويسوأ السقتاا محمقد المنقوني معلومقاف مفيقدة‬
‫عن عمل المصحح بقوله‪:‬‬
‫«واعتمدف في نشر الكتاب رواية ابن الغازي عن طريق نسقختي كقل‬
‫مققن ابققن فققرج والسققراجا ولققذلك تاخققذ هققذه الطبعققة بعققين االعتبققار تجزئققة‬
‫المالا السداسية للكتابا كما تتناثر بهوامشها شاراف الفروأا نظير واق‬

‫‪299‬‬
‫الصققول المغربيققة المخطوطققة مققن الشققفاءا وقققد ايققل السققفر الول بققنص‬
‫(‪)1‬‬
‫السراج في تفسير شاراف الفروأ<‪.‬‬
‫هكذا توفر بع هذه الطبعاف الحجرية نظراف مختصقرة علقى مقنهج‬
‫الشيوخ العلماء في التعامل م الصول الخطية ومقابلتها وتصحيحهاا ومنها‬
‫كذلك ما ورد في خاتمة كتقاب المحاضقراف لبقي علقي الحسقن اليوسقيا‬
‫المنشور شهر صفر سنة ‪1311‬هق بمطبعة العربي الزرأ من تعليقق الطقاب ا‬
‫ونصه‪:‬‬
‫كجلبنا النسقل الموجقودة فقي هقذا الوققت مقن هقذا الكتقابا وقابلنقا‬
‫بعضها ببع ا وظهر لنا الصحيح من ريرها اعتمدنا على نسقختين عتيقتقين‬
‫عمرهقا اهللا والثانيقة لقبع السقوديينا الولقى‬‫بداهما بخزانقة الققرويين ّ‬
‫اعتمدناها في التصحيحا والثانية فقي الكتابقة لنهقا اشقتملت علقى زيقاداف‬
‫ليست في ريرهاا وم هذا صدرنا للتصحيح العالم العالمة المحقق الدي‬
‫سيدي أبمد بن العباس نف اهلل بها فصحح من الول مقا يسقر اهلل تعقالىا‬
‫ثم وقق لنقا خقالل القك انقطقاعا فصقحح لنقا البقاقي الفقيقه الجقل النبيقل‬
‫البفققل سققيدي محمققد بققن الطالق الحسققي النسققي سققيدي الحققاج عبققد‬
‫(‪)2‬‬
‫السالم اللجائيا أصلح اهلل بال الجمي بمنه وكرمه<‪.‬‬

‫(‪ )1‬قبج من عطاء المخطوط المغربيا محمد المنونيا ص‪.228 :‬‬


‫(‪ )2‬نقال عن‪:‬‬
‫‪Al-YOUSSI; Problèmes de la culture marocaine au 17 siècle; Jacques‬‬
‫;‪Berque; p:109; centre Tariq Ibn Zyad pour les études et la recherche‬‬
‫‪Rabat 2001.‬‬

‫‪252‬‬
‫واستمر هذا العملا م دخول المطبعة السلكية لى المغربا فزادف‬
‫المطبوعافا وتطورف شكال ومضمونان وتوسعت المجاالف التي اهتم بها‬
‫الناشرونا فتجاوزف الفقه وما بواليه من علقوم القدينا لقى كتق التقراث‬
‫التاريخي خاصةا ومن الكت التي نشرف في هذه المربلة‪:‬‬
‫‪ -‬كتققاب الفالبققة لبققي الخيققر الندلسققيا نشققر علققى نفقققة التهققامي‬
‫الناصريا قاضي ورزازافا وطب بالمطبعة الجديدة بفاسا سنة ‪1351‬هقا‬
‫وأشققرع علققى تصققحيحه وضققبطها علققى نسققخة وابققدة سقققيمةا السققتاا‬
‫بالقرويين محمد بن عبد الملك الرسموكيا قال في المقدمة‪:‬‬
‫ككنققت قققد عنيققت بدصققالح تحريفققها و ظهققار صققوابه مققن تصققحيفها‬
‫وتعققديل مققا انحققرع مققن مققزاج عباراتققها بمعالجققاف أخققذتها مققن رضققون‬
‫شاراتها وكتبت على هامشه بع اللفاق المحتاجة الى البيانا ناقال جلها‬
‫من جام ابن البيطار مام العشابينا اا هقو المعقول عليقه فقي هقذا الشقانا‬
‫فهاك نسخة عظيمة فارتنمها فدنها أعظم رنيمةا قلما يسقمح الزمقان بمثلهقاا‬
‫(‪)2‬‬
‫أو تنسل(‪ )1‬أيدي اليام على نولها<‪.‬‬
‫وعلق الناشر على الكتاب وعمل محمد الرسموكي فيه بقوله‪:‬‬
‫كانتهى فهرس الكتقاب بعقون رب الربقابا وهقو كمقا تقري عجيق‬
‫رري ا لوال ما في بع تراكيبه مقن التحريقاا ولقم يوجقد عنقدنا منقه اال‬
‫أصل سقيم قديما وتولى تصحيحه والتعليق عليها وبل مفرداتها و صقالح‬

‫(‪ )1‬تنسلا ولعله مصحا والصواب تنسجا النه المناس لما بعده مقن اكقر النقولا وهقو‬
‫آلة عمل الخيوط للنسيج‪.‬‬
‫(‪ )2‬كتاب في الفالبة لبي الخير الندلسيا كلمة شكر‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫بع أرالطها محمد بن عبد الملك الرسموكي ورفقر اهلل لقه وتقاب عليقها‬
‫(‪)1‬‬
‫وختم له بالحسني تاريل محرم أول عام ‪1358‬هق<‪.‬‬
‫‪ -‬تاريل ابن خلدونا الذي صححه وضبطه السقتااان عقالل الفاسقي‬
‫وعبد العزيز بن دريج العمراويا وصدر مطبوعا بمطبعة النهضة المصريةا‬
‫سنة ‪1355‬هق‪1936/‬ما ونشقره محمقد المهقدي الحبقابيا صقاب المكتبقة‬
‫التجارية الكبر بفاس وتطوانا(‪ )2‬ورد على رالفه‪:‬‬
‫«مصققحح الصققولا ومضققبوط العققالم بعنايققة السققتااين الكبيققرين‬
‫السيدين‪ :‬عالل الفاسي وعبد العزيز بن دريج بالمغربا ومعلقا عليه بقلم‬
‫كات العصقر الكبقرا اميقر البيقان‪ :‬الميقر شقكي أرسقالنا ومقذيال بعقدة‬
‫فهارس مرتبة على بروع الهجاءا عني بوضعها وترتيبها الستاا محمد عبد‬
‫(‪)3‬‬
‫الجواد الصمعيا بدار الكت المصرية<‪.‬‬
‫وأشقار المحققققان فققي مقققدمتها للكتقاب لققى منهجهمققا فققي التصققحيح‬
‫والضققبطا خاصققة مقق االعتمققاد علققى النسققخة المطبوعققة فققي الجققزأين‬
‫لكون الصل المحفوق في خزانقة الققرويين ريقر مشقتمل عليهمقاا ورد فقي‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫(‪ )1‬المصدر نفسها ص‪.26 :‬‬


‫(‪ )2‬نكّل االستعمار الفرنسي بهذا الكتبي الناشر المتميز بعد صدور الكتابا بتهمة التخابر‬
‫م المير شكي أرسالنا فتم نفيه لى الجزائر و رالأ مكتبته بفقاسا انظقر خمسقون‬
‫عاما في القضايا العربيةا محمد علي طاهرا ص‪695:‬ا ماسسقة دار الريحقاني بيقروف‬
‫‪.1918‬‬
‫(‪ )3‬أشكر جزيل الشقكر السقتاا عبقد اللطيقا السقماللي بطنجقةا القذي نبهنقي لقى هقذه‬
‫الطبعةا وزودني بصورة ملونة لغالع الكتابا جزاه اهلل خيرا‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫كالزمن قد أضاع من هذه النسخة سقفرها القذي ابتقدأنا بخدمتقها ولقم‬
‫نستط الحصول على نسخة خطية نرج ليهاا وكل ما وجدناها هقو أجقزاء‬
‫مختلفة ليج من بينها جزء التاريل القديما فكانت مشققتنا بقذلك مضقاعفةا‬
‫وكانت باجتنا الصبر زاء الك قوية‪ .‬رجعنقا لقى نسقخة الطبعقة الولقى ‪-‬‬
‫وهي الملجا الوبيد الذي فررنا منه تم اضطرنا القدر للرجوع اليه‪ -‬فااا هي‬
‫مليئة بالتصحيا عامرة بالتحرياا كثيرة البياضا عظيمة البترا فكان علينا‬
‫أن نصقققلح التصقققحياا ونرجققق التحريقققاا ونمقققال البيقققاضا ونسقققتدرك‬
‫المبتور‪ ...‬وااا لم نظفر بشيء بققنا الموضوع من المصادر الموجودةا ثم‬
‫أشرنا لما يخالفه المالا من النصوص المطل عليها في باشية الكتاب‪ .‬لم‬
‫يكن عملنا مقصورا على التصحيح والعنايةا ولكن عمقال آخقر اضقطلعنا بقه‬
‫أيضاا هو ضبط العالم التاريخية من أسماء وقبائل وبلدان‪ ...‬أمقا اييقاف‬
‫(‪)1‬‬
‫القرآنية فقد ضبطناها وكذلك آي الكتاب المقدس م ترقيمها<‪.‬‬
‫واستدرك الناشر على المصححين في المقابلةا ا عثر في مصر علقى‬
‫نسخة خطية كاملة من تاريل ابن خلدونا فروج الكتاب عليهاا قال‪:‬‬
‫كظفرنققا بعققد الققكا والشققكر هللا بنسققخة كاملققةا محققررة بقلققم شققيل‬
‫المحققينا اإلمام الشنقيطيا في دار الكت الملكية بمصرا فاستدركنا بهقا‬
‫(‪)2‬‬
‫ما فاف الستااين الكبيرين كاتبي هذا التصدير<‪.‬‬

‫(‪ )1‬تاريل ابن خلدون ‪/1‬ز‪ -‬ط‪.‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسها وطريقة تعامل الناشر م الكتاب تبين مفهوما معينا لنشر النصوص كقان‬
‫سققائدا فققي مربلققة سققابقةا يتجلققى فققي تققدخل الناشققر فققي عمققل المحققققينا وقيامققه‬
‫باالستدراك على عملهم في المقابلة دون العودة لقيهما ربمقا لبعقد الشققة فالكتقاب =‬

‫‪253‬‬
‫‪ ‬النهوض للدفاع عقن مقومقاف الهويقة الوطنيقةا والثوابقت الدينيقةا‬
‫وصيانة اإلسالما الذي نهق دهاقنقة الحمايقة الفرنسقية لمحاربتقها عنقدما‬
‫وجهوا سياساتهم االستعمارية كلسد المنافذ و رالقها أمامها باعتباره العنصر‬
‫الموبققد الوبيققد القققادر علققى عرقلققة مسققيرة السياسققة الفرنسققية بققالمغربا‬
‫ّ‬
‫وتقوي مشاريعها الرامية لى استغالل الثرواف الطبيعيةا وتحقيق الغابقاف‬
‫(‪)1‬‬
‫الحضارية والتنصيرية<‪.‬‬
‫نه دعاة الوطنية لقنق السياسقة االسقتعمارية عبقر خدمقة التقراث‬
‫والعمل على نشره وطبعها وقام كثير من علماء المغرب ‪ -‬بسقب شقعورهم‬
‫بالتهديد من االبتالل الجنبي للمغربا وشعورهم الحاد بضرورة التمقاس‬
‫سبل اإلصالح من التراث ‪ -‬قاموا بمجاراة المستشرقين والمسقتعربين مقنهم‬
‫خاصة في أعمالهم في العناية بالتراث المغربيا والتعريا بقه ونشقرها كمقا‬
‫كان يكتبون المقاالف في الجرائد والمجقالف لنشقر القوعي باهميقة التقراث‬
‫المغربي والعناية به ونشرها ونجد أبد هاالء المثقفين المغاربة ينشقر مقالقة‬
‫في مجلة المغقربا(‪ )2‬ينعقي فيهقا علقى الحكومقة االهتمقام بنشقر ترجمقاف‬
‫الكت المغربية دون االهتبال بنشر النصوص الصليةا منددا بهذا اإلهمقال‬
‫المقصودا قال متحدثا عن المخطوطاف المغربية التاريخية‪:‬‬

‫= طب بمصرا ثم ثقال الكتاب بتعليقاف شكي أرسالن التي ماثلقت بجقم الصقلا‬
‫وكان بقها أن تطب على بدة لهميتها المعرفية في الك الزمن‪.‬‬
‫(‪ )1‬المستعربون الفرنسيون واإلصالح بشقمال فريقيقا فقي موكق لقوي ماشقويل (‪-1898‬‬
‫‪ )1922‬ومعاصريها آالن مسعوديا ضمن الحركاف اإلصالبية و صالح نظقم الدولقة‬
‫في بلدان المغارب خالل القرنين التاس عشر والعشرينا شراع أوديل موروا ترجمقة‬
‫خالد بن الصغيرا ص‪.333:‬‬
‫(‪ )2‬ال نعرع لهسا اسم هذا المثقا لنه اكتفى بالرمز السمه بالحرفين‪ :‬ح‪.‬م‪.‬‬

‫‪259‬‬
‫كترجم بعضها لى اللغة الفرنسقيةا وطبعتهقا الحكومقة المغربيقة علقى‬
‫نفقاتهققا فققي سلسققلة الوثققائق المغربيققة ‪ Archives Marocaines‬والوثققائق‬
‫البربرية ‪ Archives Berbères‬ومطبوعاف معهقد القدروس العليقاا وريرهقا‬
‫دون طب الصول العربيةا وال ندري لمقااا! ونحق أن يكقون السقب فقي‬
‫الك قلة االعتمادافا فدن كان كقذلكا فقنحن نرشقد الحكومقة لقى مقوارد‬
‫المال<‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ثم أشار لى ضرورة الحقرص علقى نشقر الكتق العربيقةا مثلمقا يقتم‬
‫الحرص على نشر مترجماتها الفرنسيةا قال‪:‬‬
‫«‪..‬هققذا وال نققدري مققا يمنق بكومتنققا مققن تقسققيم االعتمققاداف التققي‬
‫تخصققص لهققذه الغايققة تقسققيما نسققبيا فيصققرع بعضققه علققى طبق الترجمققاف‬
‫(‪)2‬‬
‫والنصا ايخر على طب الصول العربية<‪.‬‬
‫ثم يذكر أن المساولية الحقيقية تق علقى عقاتق مقالك المخطوطقافا‬
‫من أبناء البيوف العريقة الذين جمعوا لى العلم والدب الوفر الماليا ريقر‬
‫أن الك لم يدفعهم لى االهتمام بتراث البالد ونشرا فقال‪:‬‬
‫«‪..‬ويتحمل علماؤنا وأدباؤنا وأرنياؤنا أصحاب الخزائنا قسطا وافرا‬
‫من المساولية عن هذا االهمقالا فجلهقم يضقم الغنقى لقى العلقم والدبا‬

‫(‪ )1‬المخطوطاف العربية المغربيةا مجلقة المغقربا السقنة الثالثقةا رجق ‪ /1353‬أكتقوبر‬
‫‪1939‬ا ص‪.22 :‬‬
‫(‪ )2‬المخطوطاف العربية المغربيةا مجلة المغربا ص‪.21:‬‬

‫‪255‬‬
‫ولهم مخطوطاف ونفائج في خزائنهما فمقا لهقم ال يتحفونقا ثنيقا بعقد ثنقي‬
‫ببعضهاا ما مطبوعة مجردة أو م ما يمكنهم أن يضيفوا اليهقا مقن التعقاليق‬
‫(‪)1‬‬
‫والشروح<‪.‬‬
‫ويعد العالمة المسند محمد عبد الحي الكتقاني مقن العلمقاء المغاربقة‬
‫الذين كانت لهم عناية كبيرة بالتراث المخطوطا ودراسة بنقوادره ونفائسقها‬
‫وجهود متميزة فريدة في تحصيلهاا وجمعها في خزانته الفريقدةا وكقان لقى‬
‫الك صقاب معرفقة عميققة بقالخط المغربقي والندلسقيا ونسقل الصقول‬
‫بصل عقددا وافقرا منهقاا بتقى صقارف مكتبتقه مقن أضقخم‬ ‫المشهورة التي ّ‬
‫وانفققج الخزانققاف الخاصققة بققالغرب اإلسققالميا قققال عنققه السققتاا محمققد‬
‫المنوني‪:‬‬
‫تميز بخصوصية في عالم الوراقةا وكان هو محمقد عبقد‬ ‫كعالم مغربي ّ‬
‫الحي بن عبد الكبير الكتاني الى الفاسقي (ف ‪ 1382‬هقق ‪ 1992 /‬م)ا فققد‬
‫انفرد في الشمال اإلفريقي بحج وراقي خاصا أكسبه معرفة واسعة بخطوط‬
‫ومحقدثينا‬ ‫العلماء أندلسيين ومغاربيين ومشارقةا مالفين وسقواهما ققدماء ُ‬
‫ال يجققاري فققي الققك بققين أهققل عصققرها ومالفاتققها وكتبققه شققاهدان بققبع‬
‫(‪)2‬‬
‫الك<‪.‬‬
‫وكان للخزانقة الكتانيقة أثقر كبيقر فقي اهتمقام العلمقاء بقالمخطوط فقي‬
‫النصققا الول مققن القققرن العشققرينا بيققث وفققرف للمهتمققين نسققخا نفيسققة‬

‫(‪ )1‬المرج نفسه‪.‬‬


‫(‪ )2‬تاريل الوراقة المغربيةا ص‪.311-316 :‬‬

‫‪256‬‬
‫وأصوال فريدة اعتمدوا عليها فقي تحقيقق النصقوص وطبعهقا ونشقرهاا وفقي‬
‫الكتابققة والتققالياا وتجققاوزف االسققتفادة منهققا المغاربققة لققى المستشققرقين‬
‫(‪)1‬‬
‫والمشارقة‪.‬‬
‫‪ ‬االنفتققاح علققى الحركققة الفكريققة والثقافيققة المشققرقية التققي قطعققت‬
‫أشقواطا فقي العنايقة بقالتراث العربققي اإلسقالميا ونشقره وطباعتقها وكانققت‬
‫أصداء هذه الحركقة النشقيطةا تصقل المغقرب عبقر المنشقوراف؛ مقن كتق‬
‫ومالفافا ومقاالف ودراساف في الجرائد والمجالفا خاصة أنها تناولقت‬
‫بعضا من التراث المغربي والندلسيا فح ّفز الك المغاربة لى االهتمام بها‬
‫والنهققوض لتحقيقققه ونشققرها (‪ )2‬بققل نهققم اتخققذوا عمققل المشققارقة نمواجققا‬
‫يحتذ فقي العنايقة بقالتراث المخطقوط ونشقرها خاصقة المصقريينا ونجقد‬
‫صاب مقال مجلة المغرب يح الخزانة العامة المغربية على ابتقذاء دار‬
‫الكت المصرية في الحرص على نشر المخطوطا قال‪:‬‬
‫كلققو فعلققت الخزانققة العموميققة بالربققاطا مثققل مققا فعلققت دار الكت ق‬
‫المصققرية وطبعققت بعق مققا لققديها مققن المالفققاف التاريخيققةا والمصققنفاف‬

‫(‪ )1‬تاريل المكتبة الكتانيةا لمالكها اإلمام محمقد عبقد الحقج الكتقانيا خالقد بقن محمقد‬
‫المختار البداوي السباعيا دار الحديث الكتانية‪ 12/1‬وما يعدها طنجة ‪.2211/1938‬‬
‫(‪ )2‬اهتمام المشارقة بالتراث المغربي الندلسي المخطوطا يحتاج دراسقة لكونقه موضقوعا‬
‫واسعاا ومن الدراسقاف التقي تعرضقت لقه‪ :‬التقراث المغربقي والندلسقي فقي مالفقاف‬
‫المارخين العراقيينا عبد الوابد دنون طها ضمن التراث المغربي والندلسي؛ التوثيق‬
‫والقراءةص‪ 235:‬كلية ايداب والعلوم اإلنسانية بتطوان ‪1992‬ا وصقدر وشقيكا كتقاب‬
‫في هذا الموضوع هو‪ :‬بيبلوجرافيا الرسائل العلمية في الدراسقاف الندلسقية والمغربيقة‬
‫داخل الجامعاف المصرية منذ نشائها بتى مطل عام ‪2211‬ا لرمضان عبد محمد بدرا‬
‫مكتبة ايداب القاهرة ‪.2219‬‬

‫‪251‬‬
‫العلميققةا والدبيققة المغربيققةا لخققدمت اللغققة العربيققةا والتققاريل المغربققيا‬
‫خققدماف تضققمن لهققا طي ق الققذكر وبسققن الدعايققة فققي العققالمين العربققي‬
‫(‪)1‬‬
‫واالسالميا مثل ما لدار الكت المصريةا ولرجالها ولحكومتها اليوم<‪.‬‬
‫هكذا نشاف بركة جديدة لنشر التراث المغربي و بيائه على اختالع‬
‫أنواعها بقرز خاللهقا محقققون كبقار مثقل عبقد اهلل كنقونا ومحمقد المختقار‬
‫السوسيا ومحمد الفاسيا ومحمد داودا ومحمد المنونيا وعبد العزيز بن‬
‫دريج العمراويا وعالل الفاسيا وعبد القادر الصحراويا ومحمد سعيد‬
‫أعرابا والحسن السائحا ومحمد بن براهيم الكتقانيا ومحمقد الرهقونيا‬
‫وأبمد الشرقاوي قبال‪...‬وريرهم كثير‪.‬‬
‫واستفاد هذا الجيل من تجربة العلمقاء الققدمين فقي مقابلقة الصقول‬
‫الخطيةا وتتب الروايافا وتخريج النصوص والتعليق عليها شقربا و رنقاءا‬
‫كما انفتحوا على التجارب الغربية فقي العنايقة بقالتراث العربقي اإلسقالميا‬
‫عبر أعمال المستشرقينا كما طالعوا أعمال المشارقةا واستلهموا منقاهجهم‬
‫وطبقوهاا فكانت أعمالهم تطلعا بماسقيا للعنايقة بقالتراث المغربقيا ودأبقا‬
‫منهجيا إلبراز قوته العلمية والمعرفيةا وتعبيره الصادأ عقن تميقز الشخصقية‬
‫الفكرية المغربية ونبورها‪..‬‬
‫والجدير بالذكر أن التحقيق كان لد طائفة العلماء في هذه المربلةا‬
‫نهجا أساسيا في التعامل م التراث المغربقي القذي كقان فقي جملتقه الغالبقة‬
‫مخطوطققا ‪ -‬سققواء كققان كتبققا أو وثققائق ‪ -‬يحتققاج لققى قققراءة دقيقققةا ونسققل‬

‫(‪ )1‬المخطوطاف العربية المغربيةا مجلة المغربا ص‪.21:‬‬

‫‪258‬‬
‫لنصوصها وتعليق وتخريجا ووجد هاالء العلمقاء مقارخين وأدبقاء أنفسقهم‬
‫أمام تراث كثير وثري ورنيا ابتاجوا لقى خراجقه مقن صقيغته المخطوطقة‬
‫لقى الطباعقة والنشقرا فاسقتعانوا بمعقارفهم وخبقراتهم فقي الققراءة والضقبط‬
‫والمقابلة والتصحيح والتعليق والمراجعة‪.‬‬
‫ويمثل الستاا عبد اهلل كنقون هقذه المربلقة تمثقيال شقامالا فهقو مقن‬
‫نابية مثقا مغربقي نشقا فقي أسقرة علميقة عريققةا ضقافة لقى كقون ثقافتقه‬
‫موسققوعية شققملت جوانقق العلققوم الدينيققة والتققاريل واالجتمققاع والدب‬
‫والتصوع وريرهاا م االنفتاح على الثقافة العصريةا واالطالع على الفكقر‬
‫الغربققي وخاصققة توجهققه لدراسققة التققراث العربققي اإلسققالمي والمغربققي منققه‬
‫خاصةا ودراسة أعمال المستشرقين ونقدها‪.‬‬
‫أما أعمالقه فقي مجقال التحقيقق فهقي كثيقرة متعقددة شقملت مجقاالف‬
‫الدب والتاريل واللغة والحديث والفقه والنسابا وبلقغ عقددها أزيقد مقن‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 21‬كتابا في المجاالف التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الشعر‪:‬‬
‫‪ -‬ديوان ملك ررناطةا يوسا بن محمد الغني باهلل (يوسا الثالث)‬
‫نشر معهد موالي الحسن ‪.1958‬‬
‫‪ -‬قصققيدة أنجققم السياسققة لبققي عبققد اهلل المققالقيا مجلققة الثقافققة‬

‫(‪ )1‬الدراساف الدبية في المغرب الستاا عبقد اهلل گنقون نمواجقاا أبمقد الشقاي ا ص‪:‬‬
‫‪211‬ا اكرها وبيبلوررافيا شاملة إلنتاج الستاا عبد اهلل گنونا عبد الصقمد العشقابا‬
‫مجلة الموردا المجلد‪ 19‬العدد‪2‬ا سنة ‪1992‬ا صص‪.193-186:‬‬

‫‪259‬‬
‫المغربيقققةا تصقققدرها وزارة الثقافقققةا الربقققاطا العقققدد ‪9‬ا ‪1913/1393‬ا‬
‫صص‪.28 - 1:‬‬
‫‪ -‬قصيدة الواع الندلسي فقي مناقق عائشقة ‪‬ا مجلقة المناهقلا‬
‫وزارة الدولة المكلفة بالشاون الثقافيةا عدد ‪ 6‬السقنة الثالثقة يوليقو ‪1916‬م‬
‫رج ‪1396‬هق‪..‬‬
‫‪ -‬تائية أبي سحاأ اللبيريا مجلقة المناهقلا العقدد ‪ 5‬ربيق الول‬
‫‪ -1396‬مارس ‪1916‬ا صص‪.21-1:‬‬
‫‪ -‬القصيدة الشقراطيسة في مقدح المصقطفى ‘ العقدد ‪18‬ا رمضقان‬
‫‪ -1922‬يوليو‪1982‬ا صص‪.31-13:‬‬
‫‪ -‬المنتخ من شعر ابن زاكورا ماسسقة الجنقرال فرانكقو لهبحقاث‬
‫العربية اإلسبانيةا طنجة ‪.1993‬‬
‫‪ - 4‬التاريخ واألدب‪:‬‬
‫‪ -‬رسائل سعديةا نشر معهد موالي الحسقنا دار الطباعقة المغربيقةا‬
‫تطوانا ‪ 1959‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفا للفشتاليا المطبعة المهديقةا‬
‫‪1389‬هق‪1969/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة ابن أبي الخصال التي نال فيها من كرامقة المقرابطينا مجلقة‬
‫المجم العلمي العربيا ج‪9‬ا م‪35‬ا تشرين الول ‪.1962‬‬

‫‪262‬‬
‫‪ - 0‬علوم اللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -‬شرح العالمة البوري على منظومة ابن كيران في االستعارةا‬
‫‪ -‬شققرح جمققل المجققرادي لميققارةا دار الطباعققة المغربيققة بتطققوان‬
‫‪.1959/1319‬‬
‫‪ -‬رسالة في أبكام االختصاص للشيل عبد السالم بن الحاجا مجم‬
‫اللغة العربية بالقاهرة (ب‪.‬ف)‬
‫‪ -2‬الحديث والفقه‪:‬‬
‫‪ -‬ترتي ق أباديققث الشققهاب لعلققي الخزرجققيا مجلققة لسققان الققدين‬
‫طنجة‪.1952 /1369‬‬
‫‪ -‬كتقققاب الربعقققين الطبيقققة للبغقققداديا وزارة الوققققاع والشقققاون‬
‫اإلسالمية الرباط ‪.1913‬‬
‫في الصالة للمسناويا المطبعة المهدية تطوان‬ ‫‪ -‬رسالة نصرة القب‬
‫‪.1998/1361‬‬
‫‪ -‬النوار السنية في اللفاق السنية البن جزيا مجلقة لسقان القدينا‬
‫‪.1999/1368‬‬
‫‪ -‬قواعد اإلسالم للقاضي عيقاضا نشقر مجلقة لسقان القدينا طنجقة‬
‫‪.1953/1313‬‬
‫‪ -‬تلقين الوليقد الصقغير لعبقد الحقق االشقبيليا مجلقة لسقان القدينا‬
‫طنجةا ‪.1952/1313‬‬

‫‪261‬‬
‫‪ -‬أخبققار الصققغارا لمحمققد بققن مخلققد العطققار الققدوري العراقققيا‬
‫أكاديميةا مجلة أكاديمية المملكة المغربيقةا العقدد ‪ 1921 3‬نقونبر ‪1986‬ا‬
‫صص‪.118-113:‬‬
‫‪ - 7‬األنساب‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب عجالة المبتدي وفضالة المنتهى في النس ا لمحمد بن أبقي‬
‫عثمان الحازمي الحمدانيا مجم اللغة العربيةا القاهرةا ‪.1913/ 1393‬‬
‫‪ -6‬الوراقة‪:‬‬
‫‪-‬التيسير في صناعة التسفير لبكقر بقن ابقراهيم اإلشقبيليا منشقوراف‬
‫معهد الدراساف اإلسالمية بمدريد ‪.1959‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كما يمثل هذه المربلة الستاا العالمقة محمقد المختقار السوسقيا‬
‫الذي ركز عمله ‪ -‬مثل نخبة من مارخي المربلقة الوطنيقة ‪ -‬علقى المنطققة‬
‫التي نشا بها وعاش ردبا من عمقرها وهقي منطققة سقوسا وتميقز بدصقدار‬
‫كت كثيرة تارخ لمنطقته من النابية السياسقية والعلميقة والفكريقة والثقافيقة‬
‫والصوفيةا وخاصة منها موسقوعته المعسقول التقي صقدرف فقي ‪ 22‬جقزءاا‬
‫مبنية على تراجم العلماء والرؤساء والصلحاء الطرقيينا وشحنها بالنصوص‬
‫المخطوطة الكثيرة جداا المتنوعة ما بقين مالفقاف كاملقة وأجقزاء وقطق أو‬
‫ملخصققاف ومختققارافا تضققمنت ربققالف ومققذكراف ودواويققن و جققازاف‬
‫وفهارسا وتراجما وشروح وبواش وتعليققاف ووثقائق مقن ظهقائر وعققود‬

‫(‪ )1‬انظر بوله‪ :‬الرؤية النقدية عند العالمة محمد المختار السوسي بقين التنظيقر والتطبيققا‬
‫آمنة بنت اليزيد الراضيا دار أبو رقراأا الرباط ‪.2219‬‬

‫‪262‬‬
‫واتفاقياف ومعاهدافا استند فيها على مخطوطاف عثقر عليهقا بقان تجوالقه‬
‫المستمر في الخزاناف الخاصة الكثيرة في المنطقةا وعمد لى تصحيح هذه‬
‫النصوص ونشرها مضمنة في كتبها(‪ )1‬التساقها م منهجقه فقي نشقر التقراجم‬
‫والتعريا بالرجاالفا بينما أعد نصوصا أخر للنشر مما اعتمد عليه كثيرا‬
‫في مالفاتها وبالت وفاته دون خراجها مطبوعة بس ما كان ياملا ونشر‬
‫(‪)2‬‬
‫بعضها ابنه المشرع على طب تراثه الستاا عبد الوافي رضى اهلل‪.‬‬
‫ويركز العالمة السوسي في تحقيقاته على مقابلة النسل المتوفرة لقه ن‬
‫تعددفا وتعريا النسل ونسقاخها وزمقن النسقاخة ن تقوفرا ققال فقي آخقر‬
‫كتي مناق البعقيلي‪:‬‬
‫كقوبلت هذه النسخة المخرجة على نسختينا بداهما بخقط بسقنا‬
‫بقلم أبمد بن علي بن محمد النظيفيا وققد فقرغ مقن نسقخها يقوم الجمعقة‬
‫الثامن والعشرين من ربي الثاني عام ‪1153‬هقا والثانية من مجموعة نسخت‬
‫(‪)3‬‬
‫لسيدي مسعود المعدريا لم يذكر ناسخها وال قوف نساخها<‪.‬‬

‫(‪ )1‬لم ينتبه كثير من البابثين لهقذا العمقل التحقيققي عنقد محمقد المختقار السوسقيا فلقم‬
‫يدرجوه ضمن محققي التراث المغربيا يراج مثال‪ :‬جهود المغاربة في تحقيق التقراث‬
‫الدبي المغربي والندلسيا زاهية عبد الكريم أفاليا التي لم تشر مطلقا لى تحقيقاف‬
‫السوسقيا كمقا أرفلققت النصقوص المحققققة المنشقورة بققالمجالف المغربيقة والمشققرقية‬
‫لعالم التحقيق المغربي في أجيالهم المتعددة‪.‬‬
‫(‪ )2‬واصل نجل العالمة السوسي على مد نحو ‪ 92‬سنة نشر تقراث والقده المخطقوط فقي‬
‫نشراف مراجعة مصححةا انظر دليل مالفقاف ومخطوطقاف محمقد المختقار السوسقيا‬
‫عبد الوافي رضى اهللا ط‪2‬ا كوبي النور الرباط ‪1926‬ها ‪2225‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬ص‪35:‬ا نشر عبد الوافي رضى اهللا مطبعة السابل الرباط ‪.1981-1928‬‬

‫‪263‬‬
‫أما خدمة النص فركز فيه العالمة السوسي علقى بيقان الفقروأ المهمقة‬
‫في النسلا وشرح ما يعرض في النص من روام لغوية أو تاريخية وضبط‬
‫أسماء العالما وتصحيح المعلوماف التاريخية أو ضبط الشعارا كل الك‬
‫فقي الهققامأا ثقم ايققل التحقيقق بفهققرس للموضقوعافا وفهققارس لهعققالم‬
‫(‪)1‬‬
‫والماكن والشعار وريرها عن كان الكتاب كبير الحجم‪.‬‬
‫ومن نمااج أعمال المارخ محمد المختار السوسي المطبوعةا نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬وفياف الرسموكي‪.‬‬
‫‪ -‬مناق البعقيلي‪.‬‬
‫‪ -‬أصفى المقوارد فقي تهقذي نظقم الربلقة الحجازيقة للشقيل الوالقدا‬
‫ربلة والده الشيل علي الدرقاوي اإللغي منظومة‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة النوار للحسن بن أبمد التيمكدشتي في ج‪ 6‬من المعسول‪.‬‬
‫‪ -‬الوهداويون لمحمد بن سعيد الميررتي في ج ‪ 12‬من المعسول‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعققة أخبققار سققيدي أبمققد بققن موسققى السققماللي فققي ج مققن‬
‫المعسول‪.‬‬
‫‪ -‬مذكراف محمد بن أبمد المانوزي نشرف في ج ‪ 3‬من المعسول‪.‬‬
‫‪ -‬ربلة التمراوي الحجازية في ج ‪ 11‬من المعسول‪.‬‬
‫‪ -‬الرسالة الفاسية لبمد بن عبقد اهلل المفتقي الگرسقيفي فقي السقجال‬
‫اللغوي والفقهي بين علماء سوس وفاس في‪ 11‬من المعسول‪.‬‬

‫(‪ )1‬التزم العالمة السوسي هذا النهج في كتبه كلهقا تقريبقا مثقل المعسقول وخقالل جزولقةا‬
‫فلتراج ‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫‪ -‬نفحاف الشباب مالا أدبقي تقاريخي لمالقا رودانقي مجهقول فقي‬
‫المعسول’‪.18‬‬
‫ضقافة لقى عشقراف ايالع مققن البيقاف الشقعريةا وآالع الرسققائل‬
‫والمنثوراف المختلفقة مقن وصقايا و جقازافا ووثقائق وعققود وريقرها ممقا‬
‫ابتققاج مع قه محمققد المختققار السوسققيا لققى الضققبط والتصققحيح والتققدقيق‬
‫والمقابلةا فكان التحقيق عنده وسيلة للتاكد من صحة القنصا وكونقه علقى‬
‫الصيغة التي كتبه بها مالفها بتى يكون صالحا لالعتماد عليقه فقي الدراسقة‬
‫والتحليقلا وتكققون النتققائج المسققتخرجة منققه سققليمة صققحيحةا ففققي مجققال‬
‫التاريل أو النقد الدبيا استند السوسي كعلقى أمقرين‪ :‬أولهمقا تاكيقد نسقبة‬
‫النصوص لصحابهاا لن التاريل لقهدب المغربقي وتحليلقه ونققده يسقتلزم‬
‫التاكد من صحة نسبة ايثار لقى أصقحابهاا لتكقون البكقام النقديقة بقول‬
‫الدباء و بداعاتهم دقيقةا تمكن من التمييز بين المجيدين ورير المجيدينا‬
‫ومن بناء تاريل بقيقي لهدب المغربي ونقد أدبي رصقين يثقارهما تجعقل‬
‫كل وابد منهم فقي المرتبقة التقي يسقتحقها‪ .‬فدنقه اا تبقين الخطقا فقي نسقبة‬
‫النصوص لى أصحابهاا فدن جمي ما اسقتنتج منهقا يصقبح ريقر اي قيمقةا‬
‫ويسقط كل ما بني على تلك النصقوص مقن أبكقام‪ .‬وثقاني المقرين ضقبط‬
‫النصوص الدبيةا برصا على يرادها بصورتها الولقى التقي أنشقاها عليهقا‬
‫مبدعوهاا بتصحيح ما يكون فيها من أخطاءا أو ملء بياضاتهاا أو ما لحقها‬
‫(‪)1‬‬
‫من تحريفاف وتصحيفافا بسب النساخ وعبت اليام<‪.‬‬

‫(‪ )1‬الرؤيققة النقديققة عنققد العالمققة محمققد المختققار السوسققيا آمنققة بنققت اليزيققد الراضققيا‬
‫ص‪995:‬ا دار أبي رقراأ الرباط ‪.2219‬‬

‫‪265‬‬
‫لى هذا نشير لى التعاون الذي لقيقه كثيقر مقن المستشقرقين مقن قبقل‬
‫العلماء والبابثين المغاربة المشتغلين بدراسة التراث وتحقيقه و خراجه مقن‬
‫أمثال محمد بن براهيم الكتاني ومحمد الفاسي ومحمد بن تاويقت الطنجقي‬
‫وعبد اهلل كنون ومحمد داود ومحمد المختار السوسقيا وريقرهم سقواء فقي‬
‫قراءة النصوص أو مراجعتها أو المشاركة في تحقيقها و خراجهاا كمقا نشقير‬
‫لى مساعدة نوعية قيمة قدمها العالمان الفقيهان لحسن البونعماني و بقراهيم‬
‫الكونكي للمستمزغ الفرنسقي أرسقين روكقج فقي جمعقه وتحليلقه ودراسقاته‬
‫للمالفاف المازيغية السوسيةا وهذه المساعدة كان لها أثقر كبيقر فقي تققويم‬
‫أعمال الدارسين الوربيين عامةا وهي استمرار لما لقيه أسالفهم الوربيون‬
‫بقل الرياضقي‬
‫من مساعدة مثقفي المغرب وعلمائقه ففقي الققرن ‪71‬ا عنقدما ّ‬
‫جققاكوب روليققوس بققالمغرب سققفيرا لهراضققي المنخفضققة لققد الققبالط‬
‫السعديا كان يكات ويتصل بابي القاسم الحجري أفوققاي صقاب كتقاب‬
‫«ناصر الدين على القوم الكافرين» يسقتعين بقه علقى تحصقيل المخطوطقاف‬
‫(‪)1‬‬
‫وجمعهاا وهي التي صارف بعد الك لى جامعة ليدن‪.‬‬
‫لقد انفتح علماء المغرب علقى مختلقا التقاثيراف والتجقاربا سقواء‬
‫المشققرقية أو االستشققراقيةا بققل نهققم تجققاوزوا االنفتققاح لققى المشققاركة فققي‬

‫(‪ )1‬وقفت على رسالة من أبي القاسم الحجري أفوقاي لى جاكوب روليوسا يحدثه فيهقا‬
‫عن المخطوطاف التي كلفه بجلبها لها و رسالها ليها قال فيهقا‪« :‬وأمقا مقا اكقرف عقن‬
‫النسققخة التققي انتسققخناها مققن الكتققاب المسققمى بالمسققتعينيا فققدني بققذلت جهققدي فققي‬
‫تقانهاا كما سيظهر لك مقن تراجمهقاا ا ترجمقت أكثقر أسقماء مفرداتهقا بالعجميقةا‬
‫ليسهل عليك فهمهاا وفتشت نسخة أخقر زائقدة علقى نسقخة الطبيق ‪ ».‬انظقر صقورة‬
‫للرسالة على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪https://www.goodreads.com/author/show/4453235‬‬

‫‪266‬‬
‫العملا فشاركوا المستعربين تحقيق النصوصا ومن نمااجها اشتراك محمد‬
‫بن تاويت التطواني ومحمد الكتاني م اإلسباني هويسي ميراندا في تحقيقق‬
‫كتاب البيان المغرب البن عذاريا ومحمد عزيمان م خوسي ماريا ميقاس‬
‫بييكروسقققا وجقققورج سقققارتون فقققي تحقيقققق كتقققاب الفالبقققة البقققن بصقققال‬
‫الطليطلققيا(‪ )1‬ولعققل علمققاء المغققرب كققانوا ينطلقققون مققن أن فققي اشققتغال‬
‫الغربيين بخدمة التراث المغربي فائدةا تتمثل في طالعهم على جوان ققد‬
‫ال ينتبه ليها المغاربة بحكم كون الك التراث تراثهم الخاص القري منهما‬
‫وكثيرا ما كان القرب وكانقت اللفقة بجابقاا ضقافة لقى أن علماءنقا كقانوا‬
‫يعرفون أن هناك برية معرفية في اختيار مجاالف الدراسقة والبحقثا القك‬
‫أن كبق رقق البابققث فققي ممارسققة البحققث فققي الميققادين التققي تهققم اختصاصققه‬
‫مضمونا وينبغي أن يكون كقذلكا انطالققا مقن جميق المجتمعقافا وفقي‬
‫اتجاه جمي المجتمعاف الخر ‪ ..‬نه يطور المعرفةا لنقه يمنحهقا فرصقة‬
‫(‪)2‬‬
‫لمالبظة وقائ أشمل وأكثر تنوعا<‪.‬‬
‫كما أن علماء المغربا كانوا مقن خقالل اشقتغالهم بتحقيقق التقراثا‬
‫مجاراة لهوربيينا ومزابمة لهما يرربون في تجقاوز االخقتالل الواقق فقي‬
‫نتاج المعرفقة بقالتراث المغربقيا ا سقيطر الوربيقون علقى هقذا المجقالا‬
‫فصار الغرب مصدر تلك المعرفةا ومنب تقويمها وتاويلهاا(‪ )3‬ومقابل القك‬
‫سعى المغاربة إلعادة التوازن لهقذه المعادلقةا بدقبقالهم علقى دراسقة تقراثهم‬

‫(‪ )1‬صدر عن معهد موالي الحسن بتطوانا في جزأينا سنة ‪.1951‬‬


‫(‪ )2‬كتابة التاريل الوطنيا محمد وقيديا ص‪62:‬ا دار المان الرباط ‪.1992‬‬
‫(‪ )3‬المرج نفسها ص‪.63:‬‬

‫‪261‬‬
‫للتعمق فيها وبذل جهود مضنية ليصبحوا ‪ -‬بعد مدة ‪ -‬الممسقكين بزمامقها‬
‫المتعمقين في اإلباطة بها والرائدين في اكتشاع نقوادره وتحقيقق نفائسقها‬
‫وهذا ما تحقق لهما فاضقطر الغربيقون خاصقة بعقد جقالء االسقتعمارا لقى‬
‫االقتصار على كترجمة المخطوطاف العربيةا واعتنوا بهقا أكثقر مقن عنقايتهم‬
‫بتحقيق نصوصهاا تاركين للمحققين العرب أن يصولوا ويجولوا في ميدانهم‬
‫الصيلا ا ن ميقدان المسقتعربين الكثقر أصقالة هقو الترجمقة<‪ )1(.‬بقل ن‬
‫العقود الخيقرة شقهدف وفقاة كبقار المستشقرقينا وضقمور االهتمقام بثقافقة‬
‫وفكر المغرب عند الفرنسيين خاصةا والوربيين على وجقه العمقوم كبتقى‬
‫ن فرنسا التي كانت لها الريادة لمدة عقود في مجقال الدراسقاف المغربيقةا‬
‫لم تعد تتوفر سنة ‪ 2216‬في الجامعقة ال علقى أسقتاا وابقد متخصقص فقي‬
‫(‪)2‬‬
‫تاريل المغرب اإلسالمي<‪.‬‬
‫تم التخلي عن الدراساف االستشراقية الرصقينةا المبنيقة علقى معرفقة‬
‫دقيقة بالبلدان المدروسةا وبتاريخها ولغتها وثقافتهاا مما ال يمكن تحصيله‬
‫ال بعد عناء وك ّد شديدينا وهو ما لم يعد متوفرا لد الجيال الجديدة من‬
‫البابثين الفرنسيينا الذين فضلوا تخصصاف العلوم السياسقيةا لنهقا تتقيح‬
‫لهما من جهقة االقتصقار فقي أبحقاثهم علقى لغقتهم الفرنسقيةا دون الحاجقة‬
‫لتعلم مضن للغقاف الشقعوب موضق الدراسقةا كمقا تضقمن لهقم مقن جهقة‬

‫(‪ )1‬جهود المستعربين الفرنسيين في نشر التراث المغربيا محمد قاسميا ضقمن‪ :‬تحقيقق‬
‫التراث المغربي الندلسيا بصيلة وآفاأا ص‪.292 :‬‬
‫‪)2( Comment la France a délaissé les études sur le Maghreb; Ruth‬‬
‫‪Grosrichard; le monde 18 septembre 2015:‬‬
‫‪https://www.lemonde.fr/afrique/article/2015/09/18/comment-la-france-a-‬‬
‫‪delaisse-les-etudes-sur-le-maghreb_4762870_3212.html‬‬

‫‪268‬‬
‫ثانيةا فرص االستفادة من التعويضقاف المجزيقة لهنشقطة االستشقارية لقد‬
‫(‪)1‬‬
‫معاهد الدراساف ومراكز التفكير‪.‬‬
‫‪ -2‬المرحلة الجامعية‪:‬‬
‫انطلقت هذه المربلقة بتاسقيج الجامعقة المغربيقةا بعقد االسقتقاللا‬
‫ومن المهم اإلشارة لى أن مقر هذه الجامعقة كقان بمعهقد الدراسقاف العليقا‬
‫المغربيةا الماسج في عهد الحماية وكان من مراكز الدراساف االستعمارية‬
‫بالمغربا كما أن أول عميد للجامعة كان هو الستاا محمقد الفاسقي القذي‬
‫درس بالسققربون بفرنسققاا وكققان لققه سققهام كبيققر فققي التعريققا بمخطوطققاف‬
‫وعلماء مغاربة كثيرينا كما قام بتحقيق نصوص كثيرةا خاصة في مجاالف‬
‫الربالفا وهكذا دخل عمل التحقيق و خراج نصوص المخطوط لى دائرة‬
‫االهتمام الكاديميا فتوالت البحوث في تحقيقق التقراثا وظهقرف أجيقال‬
‫من المحققين الجقامعيين درس كثيقر مقنهم بالجامعقاف المشقرقية فقي مصقر‬
‫وسورياا وقاموا هناك بتقديم رسائل في تحقيق مخطوطاف مغربية‪.‬‬
‫هينقاا بقل الققى‬‫ولم يكن اندراج التحقيق فقي العمقل الجقامعي أمقرا ّ‬
‫معارضة وعداء وسخرية أبيانا كثيرةا ا ابتليت الجامعة المغربية بطائفة من‬
‫الناس يعدون كمقن يهقتم بقالمخطوط تراثيقا متخلفقاا يعقيأ خقارج القزمنا‬
‫ويعققادي االنفتققاح علققى منجققزاف الثقافقة الحديثققةا الا بققل كققان هنققاك مققن‬
‫يعارض قبول قيام الدارس في مربلة الدراساف العليا باختيار مخطوطة مقن‬
‫التراث وتحقيقهاا بدعو أن التحقيق عمل تقني صرعا يخلو من اإلبقداع‬

‫(‪ibid. )1‬‬

‫‪269‬‬
‫واالبتكارا زاعمين أن الجامعاف التي تتيح لطلبتها والمنتسبين ليهقا فرصقة‬
‫الحصقول علقى الشققواهد(‪ )1‬العلميقة العليققا مقن خققالل تحقيقق المخطوطققاف‬
‫(‪)2‬‬
‫تسيء لى سمعتها و لى المعرفة عموما<‪.‬‬
‫هكذا برز بابثون كبار مثل محمد بجي ومحمد الخضر ومحمد بقن‬
‫شريفة وعباس الجراري وعبد الهادي التقازي ومحمقد الكتقاني ومحمقد بقن‬
‫شقرون وعبد اهلل العمرانيا وعبد اهلل المرابط الترري وعالل الغازي وأبمد‬
‫توفيق وعباس أربيله‪ ...‬وريرهم كثيرا وتعد سنواف الستيناف بداية ظهور‬
‫العمال الجامعية في مجقال التحقيققا وال يعنقي هقذا أن الجامعقة أسقهمت‬
‫بفعالية في نشقر التقراث المغربقي المحقققا بققدر مقا يعنقي عمقل البقابثين‬
‫أساتذة وطلبة في رسائلهم وأطاريحهم بنشاط وبيوية في تحقيقق النصقوص‬
‫ودراستهاا ومحاولة تجاوز بطء الجامعة في نشقر أعمقالهما لقى االسقتعانة‬
‫بناشرين آخرين من ماسساف رسمية أو جمعياف أو دور نشر تجارية مغربية‬
‫(‪)3‬‬
‫ومشرقية‪.‬‬

‫(‪ )1‬كذاا ولعله تصحيا من الراقنا لن كاتق القنص السقتاا محمقد بوبمقدي ممقن ال‬
‫ينزل لهذا المستو من الجهل باللغة‪.‬‬
‫(‪ )2‬مالبظققاف عققابرة فققي التحقيقققا ضققمن تحقيققق التققراث المخطققوط والبحققث العلم قي‬
‫االكققاديميا اعققداد عبققد الققربيم الربمققونيا ص‪ .221:‬وانظققر كققذلك رضققوان ابققن‬
‫شقققرونا مققن تحقيقققاف المغاربققة لمخطوطققاف البالرققة والنقققد‪ :‬منققاهج ونمققااجا‬
‫ص‪ 113:‬ا ضمن تحقيق المخطوطقاف الدبيقة اللغويقةا مركقز دراسقاف المخطوطقاف‬
‫اإلسالميةا ماسسة الفرقان لندن‪.2216/1931‬‬
‫(‪ )3‬مققن أبققرز الماسسققاف المسققهمة فققي طباعققة النصققوص المغربققي المحققققة نققذكر وزارة‬
‫الوقققاع والشققاون اإلسققالميةا ووزارة النبققاءا ووزارة الثقافققةا والرابطققة المحمديققة‬
‫للعلمققاءا ضققافة لققى بع ق الجهققاف المسققتقلة مثققل الجمعيققة المغربققي للتققاليا =‬

‫‪212‬‬
‫أسهمت الجامعة المغربية في تنشقيط االهتمقام بقالمخطوط المغربقيا‬
‫عبر العناية بها خاصة في الدراساف العلياا وتمكقين الطلبقة مقن االبتكقاك‬
‫بالنصققوص المخطوطققة فققي بحققوث اإلجققازةا ومققا بعققدها مثققل اسققتكمال‬
‫القدروسا ثققم شقهادة الدراسققاف المعمققةا كمققا فقي رسققائل شقهادة دبلققوم‬
‫الدراساف العليا ودكتوراه الدولة‪.‬‬
‫كما مكن دماج بع العلماء التراثيين الفاطحل البارزينا من اإلفادة‬
‫من خبرتهما واطالعهم على المخطقوط والتعامقل معقها ولعقل مقن أبقرزهم‬
‫العالمة محمد المنوني القذي أرنقى دراسقاف المخطقوط بمسقاهماف نفيسقة‬
‫وكثيققرةا منهققا دراسققاته بققول صققناعة المخطققوط المغربققي ‪ -‬أي الوراقققة ‪-‬‬
‫فجهوده الكبيرة الهامة وجهت اهتمام الجامعيين لى هذا المجالا ومكنقتهم‬
‫من خقوض رمقاره مسقلحين بخبقرة هقذا الخبيقر الفقذا فضقال عقن دراسقاته‬
‫الكثيققرة عققن أنققواع المخطوطققاف وأهميتهققا المعرفيققة خاصققة بعق أنواعهققا‬
‫المهملة كالكناشاف والمقيداف‪.‬‬
‫ولعقل مقن أبققرز دراسقاته المصقادر العربيققة لتقاريل المغقربا(‪ )1‬التققي‬

‫= والترجمة والنشر التي أسسها الستاا محمد بجقيا وجماعقة مقن رفاققه البقابثينا‬
‫والمطبعة الملكية التي كان يشقرع عليهقا السقتاا عبقد الوهقاب بنمصقورا انظقر لمحقة‬
‫تاريخية عن بيقاء التقراث فقي المغقربا محمقد بجقيا مجلقة كليقة ايداب والعلقوم‬
‫اإلنسقانية بالربققاط العققدد‪ 8‬سققنة ‪1983‬ا وجهققود المغاربقة فققي تحقيققق التققراث الدبققي‬
‫المغربي والندلسيا زاهية عبد الكريم أفاليا ص‪.28 :‬‬
‫(‪ )1‬صدر الطبعقة الولقى مقن هقذا المصقدر النفقيج عقن منشقوراف كليقة ايداب والعلقوم‬
‫اإلنسانية بجامعة محمد الخقامج بالربقاط فقي ‪ 3‬أجقزاءا الول ‪ 1983‬والثقاني ‪1989‬‬
‫والثالث ‪ 2222‬ا ثم صدرف الطبعة الثانية ماخرا ومن الغري تغييرها بحذع مقا تعلقق‬
‫بالتحقيق خاصة ما تعلق بحساب الجمل والقلم الفاسي منها؟؟‬

‫‪211‬‬
‫تضمنت جردا دقيقا هاما جدا لمصادر التاريل المغربي منقذ العهقود الولقى‬
‫لإلسالم لى سنة ‪1982‬ا م وصقا دقيقق للمخطوطقاف منهقاا ولمالفيهقا‬
‫وأماكن وجود نسخهاا م تحديد أرقامهاا والجدير بالذكر أن هقذا المالقا‬
‫الذي صدر في ‪ 3‬أجزاء كان في أصله دروسا ألقاهقا العالمقة المنقوني علقى‬
‫طلبة الجامعة المغربية‪.‬‬
‫ومققن المبابققث المهمققة التققي تضققمنها هققذا الكتققابا وتبققرز وصققول‬
‫الجامعة المغربية لى مستو كبير من النضقج فقي بركتهقا النشقيطة لتحقيقق‬
‫المخطوطاف والتعامل معهاا عدة مالبق تتعلق بما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬قواعد تحقيق النصوص و خراجها‪.‬‬
‫‪ ‬عالماف الكتابة في المخطوطاف العربية‪ :‬النقط والشكل و شاراف‬
‫أخر ‪.‬‬
‫‪ ‬لمحة عن تاريل الخط العربي في الغرب اإلسالمي لى القرن ‪.19‬‬
‫ن هققذه المالبققق التققي أعققدف لتلقققى علققى طلبققة الدراسققاف العليققا‬
‫بالجامعةا تشير لى الحاجة الملحة التي شقعر بهقا العالمقة المنقونيا لقد‬
‫الطلبققةا فققي تعققاملهم م ق المخطوطققافا ومققا يلققزم مققن ضققرورة عققدادهم‬
‫لتسجيل رسائلهم الجامعية فقي مجقاالف التقراث المخطقوطا عبقر تعقريفهم‬
‫بالقواعد المضبوطةا والمنقاهج السقديدةا لمقابلقة المخطوطقاف وتقدقيقهاا‬
‫وتجاوز كثير من الهناف والخطاء المنهجية التي كان يالبظها بقان مناقشقة‬
‫الرسققائل والطققاريحا والتققي تققنم عققن نقققص فققي التكققوينا وضققعا فققي‬
‫استيعاب ضوابط التحقيق وقواعدها قال عن الك‪:‬‬

‫‪212‬‬
‫كيصل كثير من طالب الدراساف العليا ‪ -‬فقي نهايقة المطقاع ‪ -‬لقى‬
‫اختيار مخطوط لتحقيقها فيعوز عددا منهم المقنهج القذي ينبغقي اتباعقه فقي‬
‫(‪)1‬‬
‫تحقيق النصوصا التي يق عليها اختيارهم<‪.‬‬
‫ومققن المهققم أن نالب ق هنققا أن العالمققة المنققوني كققان منفتحققا علققى‬
‫تجارب الشرأ والغرب في نظره لى قواعد تحقيق النصوصا وكقان وسقطا‬
‫في االستفادة من أعمال المستشرقينا م مراعاة خصوصياف الثقافة العربية‬
‫اإلسالميةا مما ال يدركه هاالءا كما أنه تجن فققدان المقنهج السقائد فقي‬
‫الك العهد في بالد المغربا قال‪:‬‬
‫«هذه هي القواعد العامة التي ينبغي اتباعها في نشر النصقوصا اتبعنقا‬
‫فيها طريقا سويا لقيج فيقه تقليقد أعمقى للمستشقرقينا ولقيج فيقه الفوضقى‬
‫(‪)2‬‬
‫وفقدان النهج اللذان نجدهما عند الناشرين في بالدنا<‪.‬‬
‫واعتمد العالمة المنوني في تحرير قواعد التحقيق علقى مققال لسقتاا‬
‫صالح الدين المنجدا نشره في مجلة معهقد المخطوطقاف العربيقة الصقادرة‬
‫عققن معهققد المخطوطققاف العربيققةا فققي الجققزء ‪ 2‬مققن المجلققد الول سققنة‬
‫‪ 1955/1315‬رير أنه أرناه بخبرته الطويلة فقي التعامقل مق المخطوطقافا‬
‫وصفا وفهرسة وتحقيقا ونشراا ويظهر الك مثالا مقن خقالل االسقتناد لقى‬
‫جملة مصادر ومراج أخر ا فنجده يشير لى نص نقله عبد السالم هقارون‬
‫عن ابن كثير يتعلق بزيادة ما سقط من القنصا(‪ )3‬كمقا يحيقل علقى الصقالح‬

‫(‪ )1‬المصادر العربية لتاريل المغربا محمد المنوني ‪.335 /2‬‬


‫(‪ )2‬المصدر نفسها ص‪.398 :‬‬
‫(‪ )3‬نفسها ص‪.338:‬‬

‫‪213‬‬
‫الصفدي في مقدمة الوافي بالوفيافا فيما تعلق بتحريقر القنص وفقق الرسقم‬
‫اإلمالئي الحديثا(‪ )1‬ومن اإلشاراف القواردة كقذلك بالقة علقى مخطقوط‬
‫(‪)2‬‬
‫الذيل على كتاب العبر للحسيني محفوظة بمكتبقة عقارع بكمقت بالمدينقةا‬
‫ومعجم الشيوخ البن عساكر مخطوط الظاهرية بدمشققا والخالديقة بالققدس‬
‫الشرياا(‪ )3‬كما خصص فصال آخر لبيان بع خصقائص الكتابقة المغربيقة‬
‫الجمل والقلم الفاسي أو الرقام الغبارية وريقر القك ممقا يعتقرض‬
‫وبساب ّ‬
‫المحقق ويحتاج لى معرفته لصيانة أعماله من الخطا‪.‬‬
‫ن هققذا العمققل يشققير لققى مققا بلغتققه الجامعققة مققن عنايققة بققالمخطوط‬
‫وتحقيقها وتقويم المنهجا وتدقيق القواعدا بيث انتقل أساتذتها لى تقييقد‬
‫هذه الضوابط وطبعها ونشرها و تابتها لعموم البابثينا ليستفيدوا منهقا فقي‬
‫نجاز أعمالهما و عداد رسائلهم وأطقاريحهم للمناقشقة أمقام لجقان العلمقاء‬
‫والساتذة‪.‬‬
‫برص عدد كبير من الجامعيين على ابترم الضوابط العلميةا بل‬ ‫وقد َ‬
‫وسعوا اطالعهما فواكبوا ما كت فقي المشقرأ وفقي الغقرب مقن دراسقاف‬ ‫ّ‬
‫وأبحاثا بول قواعقد التحقيقق وضقوابطها ممقا بقرره بقابثون مرموققونا‬
‫قضوا ردبا طويال من الزمن في معالجة المخطوطاف وتحضقيرها للطباعقةا‬
‫من أمثال عبقد السقالم هقارونا ومحمقود أبمقد شقاكر‪ ...‬ونقتج عقن القك‬
‫خراج أعمال رصينة ودقيقة نذكر منها‪:‬‬

‫(‪ )1‬نفسها ص‪.339 :‬‬


‫(‪ )2‬نفسها ص‪.391:‬‬
‫(‪ )3‬نفسه‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫‪ ‬محمد بن شريفة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬مذاه الحكام في نوازل البكقاما للقاضقي عيقاضا ط‪1‬ا سقنة‬


‫‪1992‬ا ط‪2‬ا سنة ‪.1998‬‬
‫‪ -‬التنبيهاف على ما في التبيان من التمويهافا لبي المطقرع أبمقد‬
‫ابن عميرة المخزومي الندلسيا طا الدار البيضاءا ‪.1991‬‬
‫‪ -‬الزمان والمكانا أبمد بن الزبير الثقافي الغرناطيا الدار البيضاءا‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ -‬مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصرا البقن فركقونا القدار‬
‫البيضاءا ‪.1991‬‬
‫‪ -‬ديققوان عبققد الققربمن بجققيا باالشققتراك م ق بققابثين ايخققرينا‬
‫بيروفا ‪.1991‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬عبد السالم الهراس‪:‬‬
‫‪ -‬التكملة لكتاب الصلةا البن البار الندلسيا دار الفكقر للطباعقةا‬
‫لبنانا ‪1915‬هق‪1995 /‬م‪.‬‬
‫‪ -‬صلة الصلةا البن الزبير الغرناطي(ف‪128‬هق)ا تحقيقق (باالشقتراك‬
‫م سعيد أعراب)ا وزارة الوقاع والشاون اإلسالميةا ‪1913‬هق‪1993 /‬م‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر بول أعماله‪ :‬محمد بن شريفةا سيرة وبيبلوررافياا مصطفى رديري وعبد العزيقز‬
‫الساوريا جامعة محمد الولا ‪ 1995‬ومحمد بن شقريفة وجهقوده فقي تحقيقق تقراث‬
‫الغققرب اإلسققالميا محمققد العينققاوي وبققوعزة عبققد الققرزاأا ضققمن تحقيققق التققراث‬
‫المخطوط والبحث العلمي الكاديميا عداد عبد الربيم الربمونيا ص‪.161:‬‬
‫(‪ )2‬ينظر بول أعماله‪ :‬من آثار الستاا عبد السالم الهراس العلميةا محمد بمانيا جريدة‬
‫المحجة عدد خاص عن الستاا عبد السالم الهراسا العدد ‪ 931‬بتقاريل ‪ 22‬جمقاد‬
‫الثانية ‪ 1936‬موافق ‪ 12‬أبريل ‪ 2215‬ص‪.11-12:‬‬

‫‪215‬‬
‫‪ -‬أزهقققار الريقققاض فقققي أخبقققار عيقققاضا لبقققي عبقققد اهلل المققققري‬
‫(ف‪1291‬ه قق)ا تحقيققق (باالشققتراك م ق سققعيد أعققراب)ا صققندوأ بيققاء‬
‫التراث اإلسالميا الرباط‪1918-1999‬م‪.‬‬
‫‪ -‬ديوان ابقن البقارا القدار التونسقيةا تقونج ‪1985‬ما ونشقرته أيضقا‬
‫وزارة الوقاع والشاون اإلسالميةا المغربا ‪1922‬هق‪1999/‬م‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬محمد بن تاويت الطنجي‪:‬‬
‫‪ -‬التعريا بابن خلقدون وربلتقه رربقا وشقرقاا مطبعقة لجنقة التقاليا‬
‫والترجمة والنشر القاهرة ‪1312‬هق‪1951/‬م‪.‬‬
‫‪ -‬شفاء السائل لتهذي المسائل البن خلدون أيضقاا سقطنبولا نشقر‬
‫عثمان يالشينا ‪.1951‬‬
‫‪ -‬ترتيق المققدارك وتقريق المسققالك لمعرفققة أعققالم مققذه مالققكا‬
‫للقاضي عياضاج‪1‬ا وزارة الوقاع والشاون اإلسالمية الرباطا ‪.1965‬‬
‫‪ -‬جذوة المقتبج في اكر والة الندلج وأسماء رواة الحقديث وأهقل‬
‫الفقه والدبا للحميديا مطبعة المعارعا القاهرة ‪.1953‬‬
‫‪ -‬العققالم بحققدود قواعققد اإلسققالما لبققي الفضققل عيققاضا المطبعققة‬
‫الملكيةا ‪.1969‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬محمد بن تاويت التطواني‪:‬‬
‫‪ -‬البيقققان المغقققرب البقققن عقققذاريا ج‪3‬ا دار الثقافقققة ‪ -‬دار الغقققرب‬
‫االسالمي الطبعة الولى ‪1926‬هق‪1985 /‬م‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر بول نتاجه في مجال التحقيق‪ :‬محمد بن تاويت الطنجي نمواج متميز في تحقيق‬
‫التراثا أعمال الندوة التكريمية التذكرية للعالمقة محمقد بقن تاويقت الطنجقيا محمقد‬
‫الكتانيا مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجةا ‪.1991/1918‬‬
‫(‪ )2‬التراث الدبي واللغوي لمحمد بقن تاويقت التطقوانيا دراسقة تحليليقة نقديقةا أسقماء‬
‫الريسونيا ص‪163:‬ا مكتبة سلمى الثقافيةا تطوان ‪.2211‬‬

‫‪216‬‬
‫‪ -‬بلغة المنية ومقصد اللبي فيمن كان بسبتة في الدولة المرينيقة مقن‬
‫مدرس وأستاا وطبي ا لمالا مجهولا نشر ‪.1969‬‬
‫‪ -‬ديوان أبي الربي سليمان الموبديا بتعاون مق محمقد بقن تاويقت‬
‫الطنجققي ومحمققد بلعبققاس القبققاج وسققعيد أعققرابا منشققوراف كليققة ايداب‬
‫جامعة محمد الخامج الرباط (د‪.‬ف)‬
‫‪ -‬أزهار الرياض في اخبار القاضي عياضا ج‪ 9‬باالشقتراك مق أبمقد‬
‫سعيد أعرابا مطبعة لجنة التاليا والترجمقة والنشقر ‪ -‬الققاهرةا صقندوأ‬
‫بياء التراث اإلسالمي المشترك بقين المملكقة المغربيقةا ودولقة اإلمقاراف‬
‫المتحدة ‪ -‬الرباط (د‪.‬ف)‬
‫لقد توجه رال البابثين لى ضبط القواعد و خراج النصوصا بينمقا‬
‫توجه آخرون لى التخفا مقن هقذه الضقوابط الكاديميقةا فكقانوا يقرون أن‬
‫الجهود المسخرة إلخراج نصوص التراث المغربي محدودة وقليلةا كمقا أن‬
‫العمل العلمي الدقيق يتطل زمنا طويالا مما يبطقئ مسقيرة النشقر و خقراج‬
‫النصوص المهمةا التي تحتاجها بركة البحث العلميا خاصة في مجقاالف‬
‫التاريل والدب وعلوم الدينا لذلك ارتقا هقاالء ضقرورة اإلسقراع بنشقر‬
‫النصوصا م مراعاة الحد الدنى للضوابط العلميقةا فلقيج المقصقود فقي‬
‫نظرهم النشر العلمي الدقيقا ولكن تابة النص مضقبوطا صقحيحاا مققابال‬
‫على عدة نسل ما أمكنا بقول الستاا رضوان بن شقرون عن هذا النهج‪:‬‬
‫كومنهج هو خراجي فقطا ال يعنى بتوثيق وال تققويم وال مقاربقة وال‬
‫مقارنةا وكل هم المحققا فيقه هقو خقراج كتقاب مقا مقن رفقوع النسقيانا‬

‫‪211‬‬
‫ويكون الجهد فيه محصورا في نقل النص بكلماتقه وعبقاراتهن وفققره نققالا‬
‫ووض المتن بين أيدي البابثين والدارسين والقراءا وقد تكقون فيقه بعق‬
‫التعاليق الطفيفة أو اإلشاراف الخفيفة ‪ ...‬و نما فائدته في كشا نص متوك‬
‫(‪)1‬‬
‫ومساعدة الدار س والمحقق على بلوغ المروم<‪.‬‬
‫ومن الذين تزعموا هذا التيار نذكر الستاا محمقد بجقي القذي وجقه‬
‫مجهوداته لنشر بع أمهاف المالفاف المغربية في مجقال التقاريل والفققها‬
‫قال في مقدمة تحقيق كتاب المعيار للونشريسيا مشيرا لى أن قصقده لقيج‬
‫هو التعليق على النص واإلكثار من الحواشي‪:‬‬
‫كتركنا التعليق ال متى دعت الضرورة ليها لننا لم نقصد لى تحقيق‬
‫علمي لكتاب المعيقارا فهقذا يتطلق مجهقودا عظيمقا ووقتقا طقويالا و نمقا‬
‫قصدنا لى تخريجه من خطوط الطباعة الحجريقة العتيققةا التقي عق ّز قراؤهقا‬
‫اليوم في المغربا فابر في المشرأا و خراجه في طباعة بديثقة أنيققةا‬
‫تجعله في متناول الجمي ا بعد أن افتققد فقي أسقواأ الكتق منقذ مقدة ريقر‬
‫(‪)2‬‬
‫قصيرة<‪.‬‬
‫وورد في الطبعة الثانيقة للمحاضقراف لليوسقي التقي بققهقا بمشقاركة‬
‫محمد الشرقاوي قبال‪:‬‬

‫(‪ )1‬تحقيقققاف المغاربققة لمخطوطققاف البالرققة والنقققدا منققاهج ونمققااجا ضققمن تحقيققق‬
‫المخطوطققاف الدبيققة واللغويققةا ص‪168 :‬ا مركققز دراسققاف المخطوطققاف العربيققةا‬
‫ماسسة الفرقانا لندن ‪.2216/1931‬‬
‫(‪ )2‬المعيار المعرب والجام المغرب عن فتاوي أهل فريقية والندلج والمغقربا أبمقد‬
‫بققن يحيققى الونشريسققيا تحقيققق‪ :‬محمققد بجققيا ص‪ :‬كا منشققوراف وزارة الوقققاع‬
‫والشاون اإلسالمية ‪.1981 - 1921‬‬

‫‪218‬‬
‫كطبعت ثانية فقي دار المغقرب للتقاليا والترجمقة والنشقر بالربقاط‪..‬‬
‫بدشراع الدكتور محمد بجي معتمدا فيها الطبعة الفاسقية مق الرجقوع عنقد‬
‫اإلشكال لى مخطوطة المكتبة العامة بالرباط عقدد ‪ 2329‬كا فسق ّدف هقذه‬
‫الطبعة الحاجة العجلى ليهاا ولكن المحاضقراف ظلقت بحاجقة لقى طبعقة‬
‫محققة تحقيققا وثيققا وأمينقاا معقه الهقوامأ والشقروح والتخريجقافا التقي‬
‫تساعد على قراءتها مامونة ومفيدةا والك ما قمنا عليه بنفج طويل في هذه‬
‫(‪)1‬‬
‫الطبعةا التي قضينا في عدادها ثالثين شهرا واصبة دائبة<‪.‬‬
‫هكذا أخرج الستاا بجي نصوصا كثيرةا بتعاون م بابثين وعلمقاء‬
‫أخرينا مثل محمد الخضر ومحمد الشرقاوي قبال ومحمد سعيد أعرابا‬
‫(‪)2‬‬
‫وريققرهما نققذكر منهققا البيققان والتحصققيل البققن رشققد فققي ‪ 22‬مجلققداا‬
‫وموسققوعة أعققالم المغققرب فققي ‪ 12‬أجققزاءا(‪ )3‬والققذخيرة للقرافققي فققي ‪19‬‬

‫(‪ )1‬المحاضراف في اللغة والدبا تحقيق محمقد بجقي ومحمقد الشقرقاوي قبقالا ص‪:‬‬
‫ثا دار الغرب اإلسالمي ط‪2‬ا بيروف ‪.2226‬‬
‫(‪ )2‬االسم الكامل للكتاب هو‪ :‬البيان والتحصيل والشقرح والتوجيقه والتعليقل فقي المسقائل‬
‫المستخرجةا وضمنه‪ :‬المستخرجة من السقمعة المعروفقة بالعتبيقةا طبق بقدار الغقرب‬
‫اإلسالمي ‪ 1988/1928‬في ‪ 12269‬صفحة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ضمت عددا من الكت هي‪ -1 :‬تذكرة المحسنين بوفياف العيان وبقوادث السقنينا‬
‫لعبد الكبير بن المجذوب الفاسي ‪ -2‬شرع الطال في أسقنى المطالق ا لبمقد ابقن‬
‫قنفد القسنطيني ‪ -3‬وفياف الونشريسي لبمد بن يحيى الونشريسيا ‪ -9‬لققط الفرائقد‬
‫مققن لفاظققة بقققق الفوائققدا لبمققد بققن القاضققي ‪ -5‬دوبققة الناشققر لمحاسققن مققن كققان‬
‫بالمغرب من مشايل القرن العاشرا لمحمد بن عساكر الشفشاوني ‪-6‬نشر المثاني لهل‬
‫القرن الحادي عشر والثاني عشرا لمحمد بن الطيق الققادريا ‪ -1‬تقذكرة المحسقنين‬
‫بوفياف العيان وبوادث السنينا لعبد الكبير الفاسيا ‪ -8‬اإلعقالم بمقن ربقر مقن =‬

‫‪219‬‬
‫مجلدا(‪ )1‬وريرها كثيرا وهذا النشراف و ن واجهت انتقاداف كثيرة من بيث‬
‫تخففها من ضقوابط التحقيقق العلمقي الرصقينا ال أنهقا سقدف فرارقا كبيقر‬
‫جراء ندرة النصوص المخطوطة وصقعوبة الوصقول ليهقا واالسقتفادة منهقاا‬
‫كما أن رالبها لم يعد تحقيقه وال نشرها فبقيت معتمقد الدارسقين والبقابثين‬
‫بتى أيامنا هذه‪.‬‬
‫وعلى هذا النهج سار محققون آخرون من أبرزهم الستاا عبد الوهاب‬
‫بنمنصورا في تحقيقاته لكثير من مصادر التاريل المغربي التي صدرف عقن‬
‫المطبعة الملكيةا وعن دار المنصور بالرباطا(‪ )2‬والدكتور عبد الكريم كقريم‬
‫في نشره لكتاب االرتباط بتراجم أعالم الرباطا لمحمد بوجنقدارا مقتصقرا‬

‫= أهل القرن الحادي عشرا لعبد اهلل الفاسيا ‪ -9‬تحاع المطال بوفياف أعالم القرن‬
‫الثالث عشر والراب عشرا لعبد السالم بن عبد القادر بن سودة‪ .‬وبع هذه النصوص‬
‫بققها الستاا بجي باالشتراك م بابثين آخرين‪.‬‬
‫(‪ )1‬بققها باالشتراك م أبمد سعيد أعراب ومحمقد بقوخبزةا وصقدرف عقن دار الغقرب‬
‫اإلسالمي سنة ‪.1999‬‬
‫(‪ )2‬من أبرز النصوص التي نشرهاا نذكر‪ :‬أخبار المهدي بن تومرفا والمقتبج من كتقاب‬
‫النساب في معرفقة الصقحابا لبقي بكقر الصقنهاجي شقهر بالبيقدأا وروضقة ايس‬
‫العاطرة النفاس في اكر من لقيته من أعالم الحضرتين مقراكأ وفقاسا لبقي العبقاس‬
‫المقريا وجذوة االقتباس بمن بل مقن العقالم مدينقة فقاسا البقن القاضقيا ونشقر‬
‫أزاهر البستان فيمن أجازني بالجزائر وتطوانا للعالمة محمد بن زاكورا واإلعالم بمن‬
‫بل مراكأ وأرماف من العالما للعباس بن بقراهيم المراكشقيا واختصقار الخبقار‬
‫بمن كان بسبتة من سني ايثقارا لمحمقد بقن القاسقم النصقاري السقبتي‪ .‬انظقر بولقه‪:‬‬
‫تاريل الحضارة والسلطة بالمغرب مقن خقالل كتابقاف المقارخ عبقد الوهقاب بنمنصقور‬
‫عداد‪ :‬عبد اللطيا شوطاا منشقوراف كليقة ايداب والعلقوم اإلنسقانية بنمسقيك القدار‬
‫البيضاء ‪.2222‬‬

‫‪282‬‬
‫على تصوير النسخة المخطوطقةا ووضق هقوامأ بسقيطة لهقاا مق تعريقا‬
‫مختصر بالمالا والكتاب‪.‬‬
‫على أن من أهقم مقا شقج البقابثين الجقامعيين ومكقنهم مقن خقراج‬
‫النصوص النفيسة بمناهج دقيقة مستوفية للشروط العلميةا عدة أمور منها‪:‬‬
‫‪ ‬االنفتققاح علققى بركققة العنايققة بققالتراث المغربققي والندلسققي لققد‬
‫المستشرقين الوربيينا ودراسة أعمالهم ونقدهاا والتمييز فيها بين التحقيق‬
‫العلمي الرصينا والنشر الضعيا السقيم‪.‬‬
‫‪ ‬اإلقبققال علققى أعمققال التحقيققق التققي يخرجهققا كبققار المحققققين فققي‬
‫المشرأ العربي اإلسالمي من أمثال محقي القدين عبقد الحميقد وسقيد صققر‬
‫وعبد السالم هارون ومحمقود شقاكر وأبمقد شقاكر وعبقد السقتار الحلقوجي‬
‫وكوركيج عواد وناجي عواد وعبد الربمان المعلمي اليمني وصالح القدين‬
‫المنجد وهالل نقاجيا وبشقار عقواد معقروعا وريقرهم وقراءتهقا وتقويمهقا‬
‫وتتب ق الحركققة بققل السققجال النقققدي بققول بعضققها فققي المجققالف العلميققة‬
‫الرصينة‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على أعمال الجيال السابقةا خاصة جيل الحركة الوطنية‬
‫وعهققد الحمايققةا بيققث كققان الجققامعيون يحرصققون علققى االسققتفادة مققن‬
‫خبراتهما واستحضارهم في الندواف واللقاءاف العلميةا وتتبق منشقوراتهم‬
‫من كت ومالفاف ومقاالف ودراساف في المجقالف مثقل الثقافقة المغربيقة‬
‫ودعققوة الحققق والمناهققل بققالمغرب ومجققالف عربيققة رصققينةا مث قل المققورد‬
‫العراقية ومجلة المخطوطاف العربية المصقرية وريرهقا‪ .‬فكقان التفاعقل بقين‬

‫‪281‬‬
‫جيل السابقين الخبراء في التراث ومظانها وبين جيل الشباب المنفتح علقى‬
‫الدراساف الحديثة والمتحفز للعمل بدأب وصبر من أجل خراج النصقوص‬
‫النادرة والنفيسة‪.‬‬
‫‪ ‬توفر المخطوطاف الكثيرة وفتح أبواب الخزاناف والمكتباف العامة‬
‫كالخزانة العامة (المكتبة الوطنية باليا) والوقفية في كل من جامعة القرويين‬
‫بفاسا وزاوية تقامگروف والزاويقة الحمزاويقةا والخزانقاف الخاصقة وعلقى‬
‫رأسققها الخزانققة الحسققنية التققي تضققم أضققخم رصققيد مخطققوط علققى مسققتو‬
‫الغقققرب اإلسقققالميا والخزانقققة الصقققبيحية بسقققال وخزانقققة عقققالل الفاسقققي‬
‫بالرباطا(‪ )1‬وخزانة ابن سودة بفاسا وخزانة عبد اهلل كنقون بطنجقة وخزانقة‬
‫محمد داود بتطوانا ضافة لى ما ضمنه المكتبة الوطنية من خزاناف خاصة‬
‫مثققل خزانققة عبققد الربمققان بققن زيققدان وخزانققة عبققد الحققي الكتققاني وخزانققة‬
‫التهامي الگالوي وخزانة محمد الحجوي وريرها‪.‬‬
‫‪ ‬ظهققور مبققادراف ترمققي لتشققجي صققيانة المخطوطققافا والحفققاق‬
‫عليهاا وتوفير نسخها للبابثين قصد االستفادة منهقاا ومقن هقذه المبقادراف‬
‫بداث جقائزة الحسقن الثقاني للمخطوطقاف منقذ أواخقر السقتينافا والتقي‬
‫مكنت من التعريا بذخائر نفيسة من تراث الغرب اإلسالمي عبقر ‪ 92‬دورة‬
‫خالل ‪ 52‬سنةا اشتغل خاللها عشقراف الخبقراء والعلمقاء علقى المسقتويين‬
‫المركققزي والجهققويا فققي تقققويم المخطوطققاف والتعريققا بهققا وفهرسققتهاا‬
‫والتوصية بنسخها وصيانتها في المكتبة الوطنية لتيسقير االطقالع واالسقتفادة‬

‫(‪ )1‬انظققر مبحققث خققزائن الكت ق فققي الربققاط فققي القققرن العشققرينا فققي الكتققاب العربققي‬
‫المخطوطا أبمد شوقي بنبينا ص‪.299:‬‬

‫‪282‬‬
‫منهاا وكانت هذه الدوراف تتقوج كقل سقنة بمقنح جقوائز سقنية للمشقاركين‬
‫بمخطوطاتهم في بفل تحتضنه مدينة الرباط آخر كل سنة(‪.)1‬‬
‫ن هذه السماف كلهاا وفرف جوا علميا دعمت بركة العناية بالتراث‬
‫المخطققوطا كمققا أن تققوفر الرصققيد المخطققوط وريققره فققي مختلققا جهققاف‬
‫المغربا شقج البقابثين علقى العمقل فقي مجقال التحقيققا والصقبر علقى‬
‫أعماله المضنيةا خاصقة فقي الرسقائل الجامعيقة التقي كانقت تخضق لرقابقة‬
‫علمية بازمة من المشرفين والمناقشين والقراء بعد طبعهاا فتتعرض للتقويم‬
‫والنقققد فققي كققل تلققك المرابققلا ريققر أننققا البققد أن نشققير لققى أن الجامعققة‬
‫المغربيققة اقتصققرف فققي خققدمتها للتققراث علققى جان ق التحقيققق خاصققة فققي‬
‫الدراساف العلياا وعلى رناء مكتباتها بالمصادر والمراج التي يعول عليها‬
‫البابثون في االشتغال على النصقوص المخطوطقةا ولقم تتجقاوز القك لقى‬
‫وض خطقة واضقحة لنشقر التقراثا يقتم التنسقيق بخصوصقها بقين مختلقا‬
‫الكلياف المغربيةا لتالفي تكرار تحقيقق نصقوص معينقةا أو لخدمقة جانق‬
‫معينا أو تندمج في خطة وطنيقة أشقمل لخدمقة الرصقيد الهائقل للمخطقوط‬
‫المغربي خاصةا بجمعه وصيانتها والتوعية باهميتها وتوفيره للبابثينا كما‬
‫أن الجامعققاف لققم تضق خطققة لتملققك المخطوطققاف باقتنائهققا مققن أصققحابها‬
‫الراربين في بيعهاا فال نعرع مكتبة جامعية تملقك مخطوطقاف ال مقا كقان‬
‫من كلية ايداب والعلوم اإلنسانية بجامعقة الخقامجا التقي كقان لهقا رصقيد‬
‫صار ليها من ممتلكاف معهد الدراساف العليا المغربية الماسقج فقي عهقد‬
‫الحماية‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظققر‪ :‬دليققل جققائزة الحسققن الثققاني للمخطوطققافا الققدورة ‪39‬ا نشققر وزارة الثقافققة‬
‫واإلتصالا الرباط ‪.2218‬‬

‫‪283‬‬
‫ولعل سب انصراع الجامعقاف عقن هقذا الجانق يعقود لقى ضقعا‬
‫ميزانيتهاا وقلة ما يرصد للمكتباف القتناء المطبوعافا مما ال يفي كلقه ال‬
‫بشراء مخطوطاف قليلة جداا فبقي البحث عن المخطوطاف وتصويرها مقن‬
‫التعوض من الك بمالزمقة المكتبقاف‬ ‫مهمة الساتذة والطلبة والبابثينا أو ّ‬
‫العامققة والخاصققةا كالوطنيققة والحسققنية وأمثالهققا بالربققاط وفققاس ومققراكأ‬
‫وطنجققة وتطققوانا ممققا جعققل التصققدي لتحقيققق المخطوطققاف مهمققة مكلفققة‬
‫تحتاج نفققاف وتقنقالف عديقدةا دفعقت الكثيقرين لقى االنصقراع عنهقا أو‬
‫االكتفاء بالعمل على المخطقوط مقرة وابقدة أو مقرتين فقي رسقائل القدبلوم‬
‫وأطاريح دكتوراه الدولقةا أو القدكتوراه الجديقدةا وهكقذا البظقت البابثقة‬
‫زاهية عبد الكريم أفاليا أن ‪ 189‬محققا اشتغلوا بالتحقيق خقالل ‪ 61‬سقنة‬
‫(‪ )1991-1936‬لم يحقق ‪ 159‬منهم سو نص وابقدا وتمكقن ‪ 12‬فققط‬
‫من تحقيق تراكم تراوح بين ‪ 5‬و‪ 21‬نصاا (‪ )1‬وهذا يبين أن نسقبة كبيقرة مقن‬
‫المشتغلين بقالتحقيقا لقم تسقتثمر المهقاراف والخبقرة المتاتيقة لهقا إلخقراج‬
‫مخطوطاف جديدةا وهذا راج لى ما سبقت اإلشارة ليه من كون المجال‬
‫صققعبا مملققوءا بالمعانققاةا محتاجققا للصققبر الكثيققرا والمصققابرة المسققتمرةا‬
‫لتجاوز العراقيقل العظيمقةا بقدءا بجمق النسقل ومقرورا بالمقابلقة والنسقلا‬
‫والتصحيح والتخريج والدراسقةا وانتهقاء بوضق الفهقارس ومتابعقة الطباعقة‬
‫والنشرا خاصة أن الجامعة لقم تسق لنشقر النصقوص المحقققةا ولقم تقدعم‬
‫(‪)2‬‬
‫طبعها لتعم بهقا الفائقدةا ال قلقيالا فظقل كثيقر منهقا ببقيج المكتبقافا‬

‫(‪ )1‬جهود المغاربة في تحقيق التراث الدبي المغربي والندلسيا ص‪ 92:‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬تحقيق المخطوطاف بكلية ايداب ظهقر المهقرازا الواقق والفقاأا محمقد دبمقانيا‬
‫ضققمن تحقيققق التققراث المخطققوط والبحققث العلمققي االكققاديميا ص‪93 :‬ا أعمققال =‬

‫‪289‬‬
‫يجابه الرار في االطالع عليه من اإلجراءاف مقا يواجهقه السقاعي لحيقازة‬
‫المخطوط نفسها هذا اا بقيت البحاث في مكتباف الكلياف ولم تطوح بها‬
‫(‪)1‬‬
‫عوادي الزمن لى المجهول‪.‬‬
‫وخالصة القول أن عمل الجامعة المغربية الحثيقث فقي مجقال تحقيقق‬
‫التراث أفضى لى نجاز عمل عظيم في العناية بالمخطوط المغربيا بضبطه‬
‫والتعليق عليه ونشره وفق ضوابط علمية دقيقةا بحيث يمكننقا أن نققول مق‬
‫الدكتور عباس الجراريا أن هذه العمال كلها أفضت لى تكقوين أو بدايقة‬
‫تكققوين «مدرسققة للتحقيققق مرتبطققة بالنصققوص المغربيققة وبالعمققل الجققامعي‬
‫المنص على هذه النصوصا السيما بعد أن فهم بع المتعاطين التحقيق‬
‫أنل مجرد استنساخا وربما وصل لى مجرد تصوير النص ووض فهارس له‬
‫(‪)2‬‬
‫وزعم تحقيقه ودراسته<‪.‬‬

‫= النققدوة الدوليققة ‪ 22-19‬رج ق ‪ 22-21/1932‬يونيققو ‪ 2211‬عققداد عبققد الققربيم‬


‫الربمونيا مختبر البحاث والدراساف المصطلحيةا جامعة سيدي محمد بن عبقد اهلل‬
‫فاس ‪ .2213‬وانظر رضوان ابن شقرونا من تحقيققاف المغاربقة لمخطوطقاف البالرقة‬
‫والنقد‪ :‬مناهج ونمااجا ضمن تحقيق المخطوطاف الدبية واللغويةا ص‪.113:‬‬
‫(‪ )1‬تعقققاني الجامعقققاف المغربيقققة مقققن قصقققور ملحقققوق فقققي تقققدبير محفوظاتهقققا مقققن‬
‫الرسائل والطاريح العلميةا بتقى أضقحى بعضقها ماسسقاف بقال مقاضا بقالررم مقن‬
‫كونها بديثة التاسيجا ويحتاج البابث للعثور على العمال العلمية في بع الكلياف‬
‫لققى االتصققال بالمشققرفين وأعضققاء لجققان المناقشققةا اا أعققوزه الوصققول لققى البابققث‬
‫صاب الرسالةا وهذا مما ياسا لها لن قيمة الجامعة بما تحققه مقن تقراكم معرفقي‬
‫ومنجز علمي‪.‬‬
‫(‪ )2‬جهود الستاا عباس الجقراري فقي تحقيقق النصقوصا السقعيد بنفربقيا ص‪ 55:‬دار‬
‫السالم للطباعة والنشر والتوزي الرباط‪.2213‬‬

‫‪285‬‬
‫‪ -7‬ذيل لهذو المرحلة الجامعية‪:‬‬
‫الشققك أن عمققل السققاتذة الجققامعيين والبققابثين الكققاديميينا منققذ‬
‫سنواف الستين كان رائدا في الرقي بالبحث العلمي في مجال تحقيق التراث‬
‫المخطوطا فدن جيل تالميذ هاالء الرواد الجقامعيينا القذين عملقوا تحقت‬
‫شرافهم في نجاز رسائلهم وأطاريحهم الجامعيقةا اسقتطاعوا الوصقول لقى‬
‫مستو عال في العناية بالمخطوط وتحقيقه و خراج نصقوص نفيسقة جديقدة‬
‫رير معروفةا أو موزعة مفرقةا باسالي ومنقاهج رايقة فقي الدققة والرصقانة‬
‫وابترام الضوابط العلميةا مستفيدين من اطالعهم على المالفاف النظريقةا‬
‫والتحقيققاف التطبيقيققةا وسقجاالف النقققد والمبابثقة التققي كانقت تنشققر فققي‬
‫الجرائققد والمجققالف المغربيققة والعربيققةا أو تشققهدها النققدواف والملتقيققاف‬
‫العلمية في الموضوعا ومن أبرز البابثين في هذه المربلة‪:‬‬
‫‪ ‬الستاا محمد الحجوي القذي بقرز بتحقيقق كتقاب «رفق الحجق‬
‫المستورة عن محاسن المقصورة» لبي القاسم محمد الشقريا السقبتي (ف‬
‫‪ 162‬هققق) وهققو شققرح علققى مقصققورة بققازم القرطققاجنيا بدشققراع السققتاا‬
‫الدكتور أمجد الطرابلسي وصدر مطبوعا في ‪ 9‬أجقزاءا فقي ‪ 1892‬صقفحةا‬
‫ضققمن منشققوراف وزارة الوقققاع والشققاون اإلسققالمية سققنة ‪ 1918‬هققق ‪/‬‬
‫‪1991‬ا واعتمد في خراج هقذا الكتقاب الدبقي المفيقد علقى أربق نسقلا‬
‫وبفضل تميزه نال هذا العمل الجائزة التقديرية في التحقيق سنة ‪.1999‬‬
‫‪ ‬الستاا اليزيد الراضي القذي ققام بصقن دواويقن أدبقاء سوسقيينا‬
‫فبققدأ بققديوان داود الرسققموكي (ف‪ 1389‬هققق‪1969/‬م) فجم ق متفرقققه ولققم‬

‫‪286‬‬
‫شعث مبثوثه من مصادر مختلفة كالكت والوراأ والكنانيأ وريرهقاا فقي‬
‫رسالة دبلوم الدراساف العلياا التقي نوقشقت بكليقة ايداب بجامعقة محمقد‬
‫الخامج بالرباطا سقنة ‪1991‬ا ثقم ث ّنقى بشقعر السقرة الجشقتيمية وشقعراء‬
‫أجيالها خاصة عبد الربمان وابنه أبمقد الجشقتيميانا والقك فقي أطروبقة‬
‫دكتوراه الدولةا التقي نوقشقت سقنة ‪ 2222‬بكليقة ايداب باگقاديرا وصقدر‬
‫جزؤهققا الول سققنة ‪ 2221‬والثققاني سققنة ‪2219‬ا وتميققز عملققه فققي هققذين‬
‫البحثققين بالجهققد الكبيققر لجمقق النصققوصا وترتيبهققا وضققبطها وتحقيقهققا‬
‫والتعليق عليها ودراستهاا كقل القك وفقق مقنهج علمقي رصقينا رام عقادة‬
‫تكوين الشخصية الدبية للشعراء المدروسينا وصناعة دواوينهم التي كانت‬
‫في بكم الضائ المجهقولا وسقاعد السقتاا الراضقي فقي عملقه الخقارأا‬
‫بسه الدبيا وموهبته الشعريةا ومعرفته الواسقعة والدقيققة باللغقة العربيقةا‬ ‫ّ‬
‫والدب العربيا والمغربي منه خاصةا و ضافة لى عمليه االشهاديينا قام‬
‫بتحقيق كتاب الفوائد الجمة في سناد علوم المة لبقي زيقد عبقد الربمقان‬
‫التمنارتي قاضي تارودانتا وشرح أبمد بن محمد العباسقي علقى الجقوهر‬
‫المكنون في الثالثة فنون في البالرة‪.‬‬
‫‪ ‬الستاا عبد العزيز الساوريا رئيج مصلحة المخطوط والمكتباف‬
‫التراثيةا بوزارة الثقافة بالياا درس بالمغرب ثم ربل لى مصقر فاسقتكمل‬
‫بها دراستها ولقي هناك وجالج كبار محققي العصرا وثقافنهم وأخقذ عقنهم‬
‫وأجقققازه بعضقققهما ثقققم عقققاد لقققى المغقققربا فاشقققتغل بقققالتراث المغربقققي‬
‫والندلسيا وتمكن بصقبر ودأب نقادرين مقن التجقول فقي منقاطق المغقرب‬
‫والجزائر وتونجا وعثر في جوالته خاصة في المغرب م القوراأ مصقطفى‬

‫‪281‬‬
‫ناجي على نقوادر المخطوطقاف المغربيقة والندلسقيةا التقي بققق بعضقهاا‬
‫وأمد بابثين آخرين بغيرها ليخرجوها محققة في أبحاثهم الجامعيقة خاصقةا‬
‫كمققا تميققز السققتاا بنفسققه الطويققل فققي تتبق الكتق المحققققةا باالسقتدراك‬
‫والتصققحيح والنقققدا ولققه مقققاالف كثيققرة منشققورة بققالمجالف وسققجالف‬
‫النققدواف العلميققةا ولققه تحقيققق خمققج مخطوطققاف و‪ 12‬رسققائل مخطوطققة‬
‫أخر نشرف بالمجالف المغربية والمشرقيةا ومن أبرز تحقيقاته في مجقال‬
‫المخطوط المغربيا نذكر‪:‬‬
‫‪ o‬جزيء من فهرسة أبي محمد عبد اهلل الحجري الندلسي السقبتيا‬
‫صدر عن دار الحديث الكتانية ‪.2219‬‬
‫‪ o‬محمد بن محمد بن علي الدكالي السقلوي‪( :‬مقن مكثرنقا التاريخيقة‬
‫تققاريل المدرسققة المرينيققة بطالعققة سققال) مجلققة دعققوة الحقققا تصققدرها زارة‬
‫الوقاع والشاون اإلسالمية بالمغربا العدد‪293 :‬ا السنة‪33‬ا ‪1992‬م‪.‬‬
‫هذه نمااج متميقزة مقن المحقققين البقارعين نكتفقي بهقم مثقاال لنخبقة‬
‫أوس ممن استو منهج خراج النصقوص المخطوطقة لقديهما قويمقا دقيققا‬
‫جامعا بين ضوابط التحقيق كمقا بقرزف عنقد علمقاء السقلا المغاربقةا فقي‬
‫نسل المخطوطاف ومقابلتها على الصول الخطيقةا ثقم نمقهقا المستشقرقون‬
‫بتنظيمهم وتنسيقهم المنهجيا ودققها علماء المشرأ وفصلوا قواعقدهاا ثقم‬
‫قققام عليهققا علمققاء المغققرب المعاصققرون مالئمققين لهققا مقق خصوصققياف‬
‫المخطوط المغربي والندلسيا وخصوصياتها الوراقية والخطية والمعرفيقةا‬
‫وبلغ هذا التحسين المنهجي أوجه وقمته فقي الجامعقة المغربيقةا بقين يقدي‬
‫أساتذتها المبرزين في دراسة التراث وتحقيقه وتدقيقه‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن هقذا الجيقل الثقاني مقن البقابثين الجقامعيينا‬
‫انتشروا في مختلقا الجامعقاف المغربيقةا والماسسقاف العلميقة والثقافيقةا‬
‫وأسهموا بفعالية في تكوين و خقراج أجيقال جديقدة مقن البقابثين الشقبابا‬
‫المتحمسين للعمل المضني في التراث المغربقي ومخطوطقها بحثقا وفهرسقة‬
‫وتحقيقاا ودراسة ونشراا مما كان له أثر كبيقر فقي صقدور أعمقال جديقدةا‬
‫تنققافج المحققققون فققي خققراج نفيسققها وفريققدهاا خاصققة بعققد االنفجققار‬
‫المعلوماتي الرقميا والثورة الشبكية التي يسرف لى بد بعيد التواصل بين‬
‫البققابثين شققرقا ورربققاا ومكنققت مققن العثققور علققى نفققائج المخطوطققاف‬
‫ونوادرهاا بعد ققدام كثيقر مقن المكتبقاف العالميقةا علقى رقمنقة أرصقدتها‬
‫المخطوطقققةا ونشقققرها فقققي مواقققق شقققبكيةا ونشقققاط المهتمقققين بتبقققادل‬
‫المخطوطاف من سائر أقطار العالما وكان لهذا أثر عظيم على ظهور نشراف‬
‫جديدة للتراثا تمثقل ثمقار عمقل الجيقال الجديقدة التقي يعقوز بعضقها مقا‬
‫اتصفت به الجيال السابقة من علم دقيق ومعرفة عميقةا وما اتسمت به من‬
‫صبر وأناةا ودأب علقى البحقث والتقدقيقا خاصقة أن كثيقرين اتجهقوا لقى‬
‫النشر التجاري القذي يهقدع للقربح المقالي السقري ا والشقهرة البراققة علقى‬
‫وسائل التواصل الشبكيا المستندة لى كثرة المنشورافا وتعقدد أجزائهقاا‬
‫واالستكثار من النسل المعتمدة في التحقيقا منصقرفين عقن خدمقة التقراث‬
‫أوالا ونشر المعرفة العلمية المدقققةا وفقق أصقول التحقيقق وقواعقد النشقر‬
‫العلمققي للنصققوصا وقققد أرققراهم تققوفر وسققائل البحققث مققن برمجيققاف‬
‫وتطبيقافا ضافة لى الوفرة الكبيرة للمصادر والمراج المصورةا المتابة‬
‫بسهولة على الشبكة العالمية للمعلومافا وهي كلها وسائل تساعد في تيسير‬

‫‪289‬‬
‫العملا لكنها ال تمكن المتصقدي للتحقيقق مقن امقتالك صقنعة التعامقل مق‬
‫المخطوطا ما لم يتسلح بالمعرفة القويمة والصبر والناةا واإلخالص للعلم‬
‫والتراث‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬االستشققراأ الفرنسققي والدب العربققيا أبمققد درويققأا الهيئققة المصققرية‬
‫العامة للكتابا القاهرة ‪.1991‬‬
‫‪ .2‬أصفى الموارد في تهذي نظقم الربلقة الحجازيقة للشقيل الوالقدا محمقد‬
‫المختار السوسيا الرباط ‪.1961/1382‬‬
‫‪ .3‬اإللماع لى معرفة الرواية وتقييد السماعا القاضي عياضا تحقيق‪ :‬أبمد‬
‫صقرا دار التراث القاهرة والمكتبة العتيقة بتونجا ‪.1912-1389‬‬
‫‪ .9‬اإلمققام القاضققي عيققاضا مالفققا ومحققققاا عبققاس أربيلققةا دارالحققديث‬
‫الكتانيةا طنجة ‪.2219‬‬
‫‪ .5‬أنظققار فققي منققاهج تحقيققق المخطوطققاف العربيققةا بشققار عققواد معققروعا‬
‫منشوراف ماسسة الفرقان للتراث اإلسالميا لندن ‪.2216/1938‬‬
‫‪ .6‬البحث الكولونيالي بقول المجتمق المغقاربيا فقي الفتقرة االسقتعماريةا‬
‫بصيلة وتققويما بقراهيم بوطالق ا ضقمن البحقث فقي تقاريل المغقربا‬
‫بصيلة وتققويما ص‪129:‬ا منشقوراف كليقة ايداب والعلقوم اإلنسقانيةا‬
‫الرباط ‪.1989‬‬

‫‪292‬‬
‫‪ .1‬البعثة العلمية الفرنسية بطنجة وخزانتها الكبر ا ضمن‪ :‬دراساف في علم‬
‫المخطوط والبحث الببليوررافيا أبمد شقوقي بنبقينا ص‪355 :‬ا ط‪3‬ا‬
‫دار أبي رقراأ للطباعة والنشر الرباط ‪.2218/1992‬‬
‫‪ .8‬البيان المغرب فقي أخبقار النقدلج والمغقربا ابقن عقذاري المراكشقيا‬
‫تحقيق ومراجعة كوالن وبروفنسالا دار الثقافةا ط‪3‬ا ‪.1983‬‬
‫‪ .9‬البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الندلج والمغربا البن عقذاري‬
‫المراكشيا تحقيق بشار عواد معروع ومحمقود بشقار عقوادا دار الغقرب‬
‫اإلسالميا بيروف ‪.2213 - 1939‬‬
‫‪ .12‬البيان والتحصيل والشرح والتوجيقه والتعليقل فقي المسقائل المسقتخرجةا‬
‫وضمنه‪ :‬المستخرجة من السقمعة المعروفقة بالعتبيقةا طبق بقدار الغقرب‬
‫اإلسالمي ‪ 1988/1928‬في ‪ 12269‬صفحة‪.‬‬
‫‪ .11‬تاريل ابن خلدونا صححه وضبطه الستااان محمد الفاسي وعبد العزيقز‬
‫بققن دريققج العمققراويا وعلققق عليققه شققكي أرسققالنا مطبعققة النهضققة‬
‫المصريةا سنة ‪1355‬هق‪1936/‬ما‬
‫‪ .12‬تققاريل المكتبققة الكتانيققةا لمالكهققا اإلمققام محمققد عبققد الحققج الكتققانيا‬
‫خالد’بن محمد المختار البداوي السباعيا دار الحقديث الكتانيقةا طنجقة‬
‫‪.2211/1938‬‬
‫‪ .13‬تاريل الوراقة المغربيةا صناعة المخطوط المغربي من العصر الوسيط لى‬
‫الفترة المعاصرةا محمد المنونيا كلية ايداب والعلقوم اإلنسقانية الربقاط‬
‫‪.1991‬‬

‫‪291‬‬
‫‪ .19‬تاصيل قواعد تحقيقق النصقوص عنقد العلمقاء العقرب المسقلمينا جهقود‬
‫المحققدثين فققي أصققول تققدوين النصققوصا محمققود مصققريا مجلققة معهققد‬
‫المخطوطاف العربيةا المجلد ‪99‬ا الجقزآن ‪2-1‬ا ربيق ايخقر ‪ -‬شقوال‬
‫‪ /1926‬مايو ‪ -‬نونبر ‪2225‬ا ص‪.39:‬‬
‫‪ .15‬تحقيقاف المغاربة لمخطوطاف البالرقة والنققدا منقاهج ونمقااجا ضقمن‬
‫تحقيققق المخطوطققاف الدبيققة واللغويققةا مركققز دراسققاف المخطوطققاف‬
‫العربيةا ماسسة الفرقانا لندن ‪.2216/1931‬‬
‫‪ .16‬التحقيق النقدي للمخطوطاف فقي الماضقي والحاضقر والمسقتقبلا قاسقم‬
‫السامرائيا مركز دراساف المخطوطاف اإلسالميةا ماسسة الفرقان لنقدن‬
‫‪.2213‬‬
‫‪ .11‬تحقيق المخطوطاف بكلية ايداب ظهر المهرازا الواق والفقاأا محمقد‬
‫دبمانيا ضمن تحقيق التقراث المخطقوط والبحقث العلمقي االكقاديميا‬
‫أعمال الندوة الدولية ‪ 22-19‬رج ‪ 22-21/1932‬يونيقو ‪ 2211‬اعقداد‬
‫عبد الربيم الربمونيا مختبر البحاث والدراساف المصطلحيةا جامعقة‬
‫سيدي محمد بن عبد اهلل فاس ‪.2213‬‬
‫‪ .18‬التققراث الدبققي واللغققوي لمحمققد بققن تاويققت التطققوانيا دراسققة تحليليققة‬
‫نقديةا أسماء الريسونيا مكتبة سلمى الثقافيةا تطوان ‪.2211‬‬
‫‪ .19‬التراث المغربي والندلسي في مالفاف المارخين العراقيينا عبد الوابد‬
‫دنون طقها ضقمن التقراث المغربقي والندلسقيا التوثيقق والققراءةا كليقة‬
‫ايداب والعلوم اإلنسانية بتطوان ‪1992‬‬

‫‪292‬‬
‫‪ .22‬جذوة االقتباسا البن القاضيا دار المنصور للطباعقة والوراققةا الربقاط‬
‫‪.1913‬‬
‫‪ .21‬جهود الستاا عباس الجراري فقي تحقيقق النصقوصا السقعيد بنفربقيا‬
‫دار السالم للطباعة والنشر والتوةزي ا الرباط ‪.2213/1939‬‬
‫‪ .22‬جهود المستشرقين الفرنسيين في نشر التقراث المغربقيا محمقد قاسقميا‬
‫ضمن تحقيق التراث المغربي الندلسيا بصيلة وآفاأا تكريمقا لهسقتاا‬
‫محمققد ابققن شققريفةا منشققوراف كليققة ايداب والعلققوم اإلنسققانية وجققدة‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ .23‬جهود المغاربة في تحقيق التراث الدبي المغربي والندلسيا زاهية عبقد‬
‫الكريم أفاليا دار القلم للطباعة والنشر الرباط ‪.2218‬‬
‫‪ .29‬خالل جزولةا محمد المختارالسوسي مطبعة المهدية تطوان (د‪.‬ف)‬
‫‪ .25‬خمسققون عامققا فققي القضققايا العربيققةا محمققد علققي طققاهرا ماسسققة دار‬
‫الريحاني بيروف‪.1918‬‬
‫‪ .26‬الدراسقاف الدبيققة بققالمغربا عبققد اهلل كنقون نمواجققاا أبمققد الشققاي ا‬
‫منشوراف مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة‪.1991‬‬
‫‪ .21‬الدراساف العربية فقي فرنسقاا محمقود المققدادا سلسقلة عقالم المعرفقةا‬
‫العدد ‪161‬ا نونبر ‪.1992‬‬
‫‪ .28‬دراساف في علم المخطوطا والبحث الببليوررافيا أبمد شوقي بنبقينا‬
‫ط‪.3‬دار أبي رقراأا الرباط‪.2218‬‬

‫‪293‬‬
‫‪ .29‬درة الحجال في أسماء الرجالا تحقيق محمد البمقد أبقو النقورا دار‬
‫التراث القاهرة‪ -‬المكتبة العتيقة تونجا ط‪1‬ا ‪ 1391‬هق ‪ 1911 -‬م‪.‬‬
‫‪ .32‬دليل جائزة الحسن الثاني للمخطوطافا القدورة ‪39‬ا نشقر وزارة الثقافقة‬
‫واإلتصالا الرباط ‪.2218‬‬
‫‪ .31‬دليققل مالفققاف ومخطوطققاف محمققد المختققار السوسققيا عبققد الققوافي‬
‫رضى اهللا ط‪2‬ا كوبي النور الرباط ‪1926‬ها ‪2225‬م‪.‬‬
‫‪ .32‬الرؤية النقدية عند العالمة محمد المختار السوسي بين التنظير والتطبيققا‬
‫آمنة بنت اليزيد الراضيا دار أبورقراأا الرباط ‪.2219‬‬
‫‪ .33‬شيء من مهجية عياض في دراسقة القنصا عبقد السقالم الهقراسا مجلقة‬
‫المناهل أصدرتها وزارة الشاون الثقافية الرباط المغربا العقدد ‪ 19‬عقدد‬
‫خاص بالقاضي عياضا ص‪613 :‬ا صفر ‪ /1921‬دجنبر ‪.1982‬‬
‫‪ .39‬فققي الكتققاب العربققي المخطققوطا أبمققد شققوقي بنبققينا دار أبققي رقققراأ‬
‫الرباط‪.2213‬‬
‫‪ .35‬القاضي عياض ونظراته في منهج تحقيق المخطوطا عباس أربيلةا مجلة‬
‫عالم الكت ا مج‪ 26‬ع‪ 1‬رج ‪ -‬شعبان ‪ 1915‬يناير ‪-‬فبراير‪.1995‬‬
‫‪ .36‬القانون في أدب العلم والعالم والمتعلما تحقيق‪ :‬بميقد بمقانيا مطبعقة‬
‫شالة الرباط الطبعة االولى ‪1998‬م‬
‫‪ .31‬قققبج مققن عطققاء المخطقققوط المغربققيا محمققد المنققونيا دار الغقققرب‬
‫اإلسالميا بيروف ‪1999‬ا‬

‫‪299‬‬
‫‪ .38‬قواعققد تحقيققق المخطوطققاف العربيققة وترجمتهققاا بالشققير وسققوفاجيا‬
‫ترجمة‪ :‬محمود مقدادا دار الفكر المعاصرا دار الفكرا دمشق ‪.1988‬‬
‫‪ .39‬كتاب الفالبقة لبقي الخيقر الندلسقيا صقححه محمقد بقن عبقد الملقك‬
‫الرسموكيا نشر على نفقة التهامي الناصريا قاضقي ورزازافا المطبعقة‬
‫الجديدة بفاسا سنة ‪1351‬هق‪.‬‬
‫‪ .92‬كتابة التاريل الوطنيا محمد وقيديا دارالمان الرباط‪.1992‬‬
‫‪ .91‬لمحة تاريخية عن بياء التراث في المغربا محمقد بجقيا مجلقة كليقة‬
‫ايداب بجامعة محمد الخامج بالرباطا العدد‪ 8‬سنة ‪1983‬ا ص‪.9-8:‬‬
‫‪ .92‬المحاضراف في اللغة والدبا تحقيق محمقد بجقي ومحمقد الشقرقاوي‬
‫قبالا ص‪ :‬ثا دار الغرب اإلسالمي ط‪2‬ا بيروف ‪.2226‬‬
‫‪ .93‬محمد بن تاويت الطنجقي نمقواج فقي تحقيقق التقراثا محمقد الكتقانيا‬
‫الكتاب التذكاري عن فقيد العلم والتقراثا محمقد بقن تاويقت الطنجقيا‬
‫منشوراف مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجةا ‪.1991/1918‬‬
‫‪ .99‬محمد بن شقريفة وجهقوده فقي تحقيقق تقراث الغقرب اإلسقالميا محمقد‬
‫العيناوي وبوعزة عبد الرزاأا ضمن تحقيقق التقراث المخطقوط والبحقث‬
‫العلمي الكاديميا عداد عبد الربيم الربموني‪.‬‬
‫‪ .95‬محمد بن شريفةا سيرة وبيبلوررافياا رديريا مصقطفىا سقاوريا عبقد‬
‫العزيزا جامعة محمد الولاا ‪1995‬‬

‫‪295‬‬
‫‪ .96‬المخطققوط العربققيا منشققوراف ماسسققة عبققد العزيققز آل سققعود الققدار‬
‫البيضاء‪.1993‬‬
‫‪ .91‬المخطوط قاف العربيققة المغربيققةا مجلققة المغققربا السققنة الثالثققةا رج ق‬
‫‪ /1353‬أكتوبر ‪1939‬ا ص‪.22 :‬‬
‫‪ .98‬المخطوطاف المغربية‪ :‬مراكزهاا فهارسها ولوائحها القسقم الولا أبمقد‬
‫جالبا مجلة الموردا المجلد ‪ 15‬العدد‪ 2‬سنة ‪1986‬ا ص‪.199:‬‬
‫‪ .99‬المخطوطاف المغربية‪ :‬مراكزهاا فهارسها ولوائحها القسم الثقانيا أبمقد‬
‫جالبا مجلة الموردا المجلد ‪ 11‬العدد‪ 1‬سنة ‪1988‬ا ص‪.215:‬‬
‫‪ .52‬المستعربون الفرنسيون واإلصالح بشمال فريقياا في موك لوي ماشويل‬
‫(‪ )1922-1898‬ومعاصقققققريها آالن مسقققققعوديا ضقققققمن الحركقققققاف‬
‫اإلصالبيةا و صالح نظم الدولةا فقي بلقدان المغقاربا خقالل الققرنين‬
‫التاس عشر والعشرينا شراع أوديل موروا ترجمقة خالقد بقن الصقغيرا‬
‫دار أبي رقراأ الرباط ‪.2219‬‬
‫‪ .51‬مسرد لواق المخطوط من الربالف المغربية الحجازيةا محمد المنقونيا‬
‫ضمن المخطوطاف العربية في الغقرب اإلسقالميا وضقعية المجموعقاف‬
‫وآفققاأ البحققثا منشققوراف ماسسققة الملققك عبققد العزيققز آل سققعود الققدار‬
‫البيضاء‪.1992‬‬
‫‪ .52‬مشققارأ النققوار علققى صققحاح ايثققارا القاضققي عيققاضا المكتبققة العتيقققة‬
‫تونج ودار التراث القاهرة ‪.1918‬‬

‫‪296‬‬
‫‪ .53‬المصادر العربية لتاريل المغربا محمد المنونيا منشوراف كلية ايداب‬
‫والعلوم اإلنسقانية بجامعقة محمقد الخقامج بالربقاط فقي ‪ 3‬أجقزاءا الول‬
‫‪ 1983‬والثاني ‪ 1989‬والثالث ‪.2222‬‬
‫‪ .59‬مظاهر يقظة المغقرب الحقديثا محمقد المنقونيا دار الغقرب اإلسقالمي‬
‫بيروف وشركة النشر المدارس الدار البيضاءا ط‪2‬ا ‪.1985/1925‬‬
‫‪ .55‬المطبعة الحجرية بالمغربا فوزي عبد الرزاأا دار النشر المعرفة الرباط‬
‫‪.1989‬‬
‫‪ .56‬مطبوعاف بوالأ اللغويقة والدبيقة‪ :‬مقاربقة فقي التحقيققا ضقمن تحقيقق‬
‫المخطوطققاف الدبيققة واللغويققةا مركققز دراسققاف المخطوطققاف العربيققةا‬
‫ماسسة الفرقانا لندن ‪.2216/1931‬‬
‫‪ .51‬المعسققولا محمققد المختققار السوسققيا ‪ 22‬جققزءاا مطبعققة النجققاح الققدار‬
‫البيضاءا مطبعة الشمال اإلفريقي الرباطا مطبعة فضالة المحمدية ‪-1962‬‬
‫‪.1963‬‬
‫‪ .58‬المعيققار المعققرب والجققام المغققرب عققن فتققاوي أهققل فريقيققة والنققدلج‬
‫والمغربا أبمد بن يحيى الونشريسيا تحقيق‪ :‬محمد بجقيا ص‪ :‬كا‬
‫منشوراف وزارة الوقاع والشاون اإلسالمية ‪.1981 - 1921‬‬
‫‪ .59‬من آثقار السقتاا عبقد السقالم الهقراس العلميقةا محمقد بمقانيا جريقدة‬
‫المحجة عدد خاص عن الستاا عبد السالم الهراسا العدد ‪ 931‬بتقاريل‬
‫‪ 22‬جماد الثانية ‪ 1936‬موافق ‪ 12‬أبريل ‪.2215‬‬

‫‪291‬‬
‫ مناهج تحقيق التراث بين القدماء والمحدثينا رمضان عبد التوابا مكتبة‬.62
.1985 ‫الخانجي القاهرة‬
‫ وفياف البعقيليا تحقيق محمد المختار السوسيا نشر عبد الوافي رضقى‬.61
.1981-1928 ‫اهللا مطبعة السابل الرباط‬
62- Al-YOUSSI; Problèmes de la culture Marocaine au 17
siècle; Jacques Berque; centre Tariq Ibn Zyad pour les
études et la recherche; Rabat 2001.
63- Comment la France a délaissé les études sur le Maghreb ;
Ruth Grosrichard; le monde 18 septembre 2015; publié
sur le site: 2219/29/19‫(اطل عليه‬
64- https://www.lemonde.fr/afrique/article/2015/09/18/comm
ent-la-france-a-delaisse-les-etudes-sur-le-
maghreb_4762870_3212.html

298
‫المحور السابع‬
‫نصوص محققة‬

‫‪299‬‬
322
‫زوائد الحافس األستاذ أبي جعفر أحمد’بن إبراهيم’بن‬
‫الزبير ال قفي الغرناطي (ت‪517‬هـ) على كتاب طبقات‬
‫األمم ألبي القاسم ناعد’بن أحمد الطليطلي (ت‪264‬هـ)‬
‫(‪)1‬‬
‫تقديم وتفريغ‬
‫رضوان الحصري‬
‫أستاذ مساعد بجامعة محمد الخامس أبو ظبي‬

‫بسم’اهلل الرحمن الرحيم‬


‫ونلى’اهلل على سيدنا محمد وعلى آله ونحبه وسلم‬

‫مقدمة‬
‫الحمققد هلل الوابقق اد البقق اد فققي أسققمائه وصققفاته وأفعالاققه؛ والصققال ُة‬
‫والسالم على نبيه ورسوله سيدنا محمد وعلى صحبه وجمي آلاه؛ وعلى َمقن‬

‫(‪ )1‬هذا مصطلح جديد من مصطلحاف المخطوط العربيا لم أر من نبه عليقه؛ ولقم يقذكره‬
‫أستاانا الفاضل الدكتور أبمد شوقي بنبين فقي كتابقه الجقام لمصقطلحاف المخطقوط‬
‫العربي فقي طبعتقه الخيقرة المزيقدة؛ وققد اسقتعمل هقذا المصقطلح المحقدث الربقال‬
‫محمد’ بن أبمد ابن شهيد النصاري؛ فدنه قال ربمه اهلل فقي طقرة جقزء مقن الجقزاء‬
‫الحديثية المحفوظة فقي الخزانقة الظاهريقة‪ّ :‬فررقه نسقخا وعرضقا؛ ثقم ققال فقي آخقره‪:‬‬
‫كقرأف جمي ما في هذا الجزء على مخرجه الشيل الفقيه الجليل الثققة الحقاف جمقال‬
‫المحدثين ضياء الدين أبي عبد’اهلل محمد’بقن عبقد’الوابقد المقدسقي صقان اهلل ققدرها‬
‫سفح جبل قاسيون في‬‫وأجزل له ثوابه وأسعده؛ في شهور سنة سب وثالثين وستمائةا َ‬
‫أبد الجمادينا وأظنه الخير؛ كتبه محمد’بن أبمد’بن محمد’بن براهيم’بن شهيد =‬

‫‪321‬‬
‫َتبعهم بدبسان لى يوم سيحاس ُ فيه العبقد’علقى نياتاقه وسقرائراه فَضقال َعقن‬
‫أَعمالاه وأقوالاه‪.‬‬
‫أما بعد؛‬
‫فد رن’اهلل ق َع رز َشانُه ق أَك َر َم هذها الم َة المحمدي َة بقالقرآ ان العظقيما والسقنة ا‬
‫المقرء نَف َسقها‬
‫ُ‬ ‫الجياناي ق أَولى َما َش َغ َل به ا‬
‫ابن ال ُّزبير ر‬ ‫قال ُ‬
‫النبويرة؛ َو ُهما ق كما َ‬
‫وع َم َر ب َات َدبُّراه َوالتفكرا فيه ا َ‬
‫يومه َوأَم َسه(‪.)1‬‬ ‫َ‬
‫در هذه المة ا ق َر َفر’اهلل لنَا َول َ ُهم ق ُمستغنيا باهماا آويا لى‬ ‫ولهذا كا َن َص ُ‬
‫بقديث جقابر’بقن‬ ‫ُ‬ ‫ُركنهماا َري َر ُم رتخذ وليجة امقن ُدوناهمقا؛ َوهقو َمقا يُ َو ِّضقحه‬
‫رضي’اهلل عنه ق أتى النباق ري‬ ‫َ‬ ‫الخطاب ق‬
‫ا‬ ‫عمر’بن‬
‫عبد’اهلل ق رضي’اهلل عنهما ق أن َ‬
‫أصقبت‬
‫ُ‬ ‫رسول اهلل؛ ني‬ ‫َ‬ ‫‘ بكتاب أَ َصابَه امن بع ا أه ال ال اكتابا فقال‪ :‬يا‬
‫وقال‪ :‬ك ُأم َت َه ِّو ُكو َن أَنتم‬‫كتابا بسنا امن بع ا أه ال الكتاب؛ فَ َغ اض َ الن اب ُّي ‘ َ‬
‫نقيقة؛ ال‬‫بيضقاء ر‬ ‫جئقتكم بهقا‬ ‫نفسقي بيق اده ل َققد ُ‬ ‫اب؛ والق اذي ا‬ ‫ابن الخطر ا‬ ‫فيها يا َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َتساَل ُوهم َعقن شقيء فَ ُيخباق ُروكم با َحقق فَ ُت َكق ِّذبُوا بقه اا أو بباطقل فَ ُت َصق ِّدقُوا بقه؛‬
‫اليوم َما َو اسعه ال أَن يَتبعني< ‪.‬‬ ‫وال اذي نفسي بيدهاا لو كا َن ُموسى ًّ‬
‫(‪)2‬‬
‫بيا َ‬
‫=’النصاريا وهو يحمد اهلل ويصلي على نبيه محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيقرا‬
‫دائما سرمدا<‪.‬‬
‫وقال الحاف محمد’بن يوسا البرزالي اإلشبيلي في طرته على الجقزء الخقامج عشقر‬
‫من فوائد أبي القاسم تمام’بن محمد الرازي (نسخة الخزانة الظاهريقة)‪ :‬كفررقه سقماعا‬
‫محمد’بن يوسا البرزالي اإلشبيلي<‪.‬‬
‫(‪ )1‬ك يضاح السبيل من بديث ساال جبريل< (ص‪ -92‬دار التوبيد؛ الرياض)‪.‬‬
‫النظر افقي كتق ا‬
‫(‪ )2‬رواه هكذا ابن أبي شيبة في كالمصنا<؛ كتاب الدبا باب من كراه ّ‬
‫تاب؛ رقم‪.26999 :‬‬ ‫أه ال ال اك ا‬

‫‪322‬‬
‫ثير امقن َ‬
‫الع َجقما‬ ‫ودخل َك ٌ‬
‫َ‬ ‫الفتوح اإلسالمي ُةا‬
‫ُ‬ ‫ل َ اكن ل َ رما َت َتابَعت بع َد َ‬
‫الك‬
‫قرب بعلققومهام القديمقة ا ال اتققي َكققانوا‬ ‫افققي ديق ان’اهلل طوعققا واختيققارا؛ أَفَق ُ‬
‫قادوا العق َ‬
‫ربقيا فَاَخق َذ َ‬
‫منهقا‬ ‫الع ّ‬‫قبل سالمهام بَعدما ُترجمت لى اللسقا ان َ‬ ‫عليها َ‬ ‫عاكفين َ‬‫َ‬
‫العرب َما َوافَ َق دينَهما َوتركوا َريره؛ فَازدادوا بذلك امن الحكمقة ا ال اتقي هقي‬ ‫ُ‬
‫النبي ‘(‪.)1‬‬
‫ضال ُة كل مامنا أَينما َو َج َدها َع َقلَها كما ُروي َعن ّ‬
‫َوقَققد أَلققا برهققا ُن الققدين أبققو الحسققن بققراهيم’بققن عمققر البقققاعي‬
‫البقاب َس رقماه‪ :‬كالققوال القويمقة‬ ‫ا‬ ‫(ف‪885‬هق) قق ربمقه’اهلل ق كتابقا افقي هق َذا‬
‫اف قي ُبكققم النق ق ال ام قن الكت ق القديم قة ا< ؛ اه ق َ في قه ا لققى أَ رن الق َ‬
‫(‪)2‬‬
‫قك سققن ٌة‬
‫مستقيمةٌ‪.‬‬

‫ولققم يَجققد كثيق ٌقر امققن علمققاء اإلسققالم العققالم ا َبرجققاا وال َشق ُ‬
‫قعروا‬
‫با َغض َغ َضقة وهققم ينظقرو َن افققي هققذها العلقوم اا ويَ اميق ُقزون َ‬
‫بقين َجيِّققدها َو َرداي ائهققاا‬
‫زيلها‪.‬‬
‫وه َ‬ ‫بين َملي احها َ‬
‫وسقي امهاا َويَفراقُون َ‬ ‫صحيحها َ‬‫َ‬ ‫بين‬
‫صلُون َ‬ ‫َويَف ا‬

‫قك اكتق ُ‬
‫قاب طبقققاف الم قما الققذي ألفققه القاضققي أبققو القاسققم‬ ‫ومققن الق َ‬
‫صاعد’بن أبمد الطليطلقي؛ وققد كقا َن َر ُجقال متحريقا فقي أمقورها مقن أهقل‬

‫(‪ )1‬رواه من بديث أبي هريرة رضي اهلل عنه‪ :‬الترمذي في كالجام <؛ أبواب العلقما بقاب‬
‫ما جاء في فضل الفقه على العبادةا رقم‪2681 :‬؛ وقال‪ :‬هذا بديث رري ا ال نعرفه‬
‫ال من هقذا الوجقها و بقراهيم’بقن الفضقل المخزومقي يضقعا فقي الحقديث مقن قبقل‬
‫بفظه<؛ وابن ماجة في كالسنن<؛ كتاب الزهدا باب الحكمةا رقم‪.9169 :‬‬
‫(‪ )2‬طب بمكتبة جزيرة الورد بالقاهرة؛ محققا على نسختين؛ وفاف َمن بققه نسقخ ٌة جيقدة‬
‫نسخها أبد تالميذ البقاعي في بياة المالا سنة ‪813‬هققا وهقي مقابلقة علقى الصقل‬
‫كما جاء في آخرها؛ تحتف بها خزانة السكوريال برقم‪.1592 :‬‬

‫‪323‬‬
‫المعرفة والقذكاءا والروايقة والدرايقة؛ ُولقد بالمريقة فقي سقنة ‪922‬؛ وتقوفي‬
‫بطليطلة وهو قاضيها في شوال سنة ‪962‬هق(‪.)1‬‬
‫وكتابه كما قال باجي خليفة صغير الحجما كثير النف (‪.)2‬‬
‫وقال أبو اإلقبال محمد عبد’الحي الكتاني‪ :‬كومن وقا عليقه ينقدهأ‬
‫لسلوب َوض اعها وواسق اطالعقها وبَح اثقه َ‬
‫وجمعقه؛ باعتبقار أنقه بقلقم أهقل‬
‫(‪)3‬‬
‫المئة الخامسة< ‪.‬‬
‫ولذلك كان لكتابه أثر أثير فقي ثلقة ممقن جقاء بعقده؛ وبرصقوا علقى‬
‫تحملققه وروايتققه كمققا اكققر ابققن البققار فققي ترجمققة أبققي محمققد عبققد’اهلل’بققن‬
‫(‪)4‬‬
‫اليح ُصقباي الندلسققي أنققه لمققا ربققل باجققا سققم منققه‬
‫محمققد’بققن مققرزوأ َ‬
‫كتقاب طبققاف المقم؛‬
‫َ‬ ‫السلفي (ف‪516‬هق)‬ ‫باإلسكندرية الحاف ُ أبو الطاهر ِّ‬
‫وبدثه به عن أبي بكر عبد’الباقي’بن محمد الحجاري البلنسي (ف‪522‬هقق)‬
‫عن مالفه أبي القاسم صاعد(‪)5‬؛ ربمهم اهلل‪.‬‬
‫الفقيقه المحقدث الخطيق المققرئ‬
‫ُ‬ ‫وممن اهتبل بكتاب طبقاف المم‬
‫أبو جعفر ابن الزبير المالقي (ف‪128‬هق)؛ كما يدل على الك هذه الوجقادة‬

‫(‪ )1‬أصل ترجمته في الصلة البشكوالية (ص‪.)232‬‬


‫(‪ )2‬ككشا الظنون< (‪.)922/1‬‬
‫(‪ )3‬كالتراتي اإلدارية< (‪.)132/2‬‬
‫(‪ )4‬ولهذا اكره أبو الطاهر السلفي ضمن شيوخها وترجمه ترجمة بسنة فقي كتابقه كمعجقم‬
‫السفر< (ص‪.)153‬‬
‫(‪ )5‬كالتكملة لكتاب الصلة< (‪.)253/2‬‬

‫‪329‬‬
‫التي نحن بسبيل تحقيقها؛ فقد َع َمد ربمه’اهلل لى كتاب أبي القاسم صقاعد‬
‫فَ َسايَره ونقص منه وزاد عليقه؛ وكانقه أراد أن يكقون َع َملقه فيقه كالمسقتخرج‬
‫عليه ا(‪)1‬؛ كما هو معروع في شقان بعق الكتق التقي يققوم بعق العلمقاء‬
‫باالستخراج عليها؛ وهو نمط تمح لهقل الحقديث خاصقة؛ لكنقه انتققل‬
‫ث علوم الحديث؛ و ن كقان هقذا االنتققال‬ ‫لى ريرهم على ررار بع مباب ا‬
‫ريققر مصققحوب ببقققاء المصققطلح المنقققول علققى أصققله فققي االسققتعمال عنققد‬
‫المحدثين؛ كمصطلح الطبقة الذي له معنقى معقروع عنقد المحقدثين؛ لكقن‬
‫لمققا اسققتعمله أبققو القاسققم صققاعد فققي طبقاتققه لققم يقصققد الققك المعنققى‬
‫االصطالبي المعهود‪.‬‬
‫لم يصلنا امن عمل ابن الزبير ربمه’اهلل في طبقاف المم سو فصقل‬
‫يتعلق بباب العلم عند اليونانيين؛ فهل اقتصر صنيعه علقى هقذا الفصقل؛ أم‬
‫َش امل جمي الكتاب؟‬
‫ظاهر ما جاء فقي أول هقذه الوجقادة أن القك شقمل جميق الكتقاب؛‬ ‫ُ‬
‫ونصه من قول أبي الحسن علي الحميري‪ :‬كأَل َفي ُت با َخ ِّط الستا اا الجلي ال أَباي‬
‫ققاف الُمقم لا َصقاعدا‬‫َجعفر’بن ال ُّزبَير ق َر ابمه’اهلل ق َتقييدا َبسنا َسايَ َر فيقه ا طَب ا‬
‫َ‬
‫فاستحسنتها<‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وزاد افي بع ا أَسماء ر َاجالا َها بكاياف وأخباراا‬ ‫منهاا َ‬ ‫فَنَ َق َص َ‬
‫لكنه لما قيدها منقوال مقن خقط صقاببهاا لقم يقذكر منهقا ال الفصقل‬
‫المتعلق بامة اليونانيين؛ فدما أن يكون أصل عمل ابن الزبيقر مقصقورا علقى‬
‫هذا الفصل كما قد يُستشا من ققول الواجقد‪ :‬كتقييقدا بسقنا<؛ فهقو مجقرد‬

‫(‪ )1‬ليج المراد هنا باالستخراج المعنى المصطلح عليه عند المحدثين‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫تقييد؛ ولقيج تصقنيفا أو كتابقا؛ ويَعضقد هقذا االبتمقال خلقو الوجقادة مقن‬
‫الداللة على أنها كتاب له بداية ونهاية‪.‬‬
‫و ما أن يكون عمله عاما لجمي فصول الكتابا ويكقون الواجقد نمقا‬
‫اقتصر على فصل منه فقط لحاجته ليه ربما؛ واهلل أعلم‪.‬‬
‫مثقل هقذا‬
‫وعلى التقديرين كليهمقا لقم أجقد مقن اكقر أن البقن الزبيقر َ‬
‫التقييد الذي ساير فيه طبققاف المقم؛ مقا فقي فصقل وابقد منقها و مقا فقي‬
‫جميق فصققولها ولكققن نسققبته ليققه ثابتققة كمققا سققياتي أثنققاء وصققا النسققخة‬
‫المعتمدة في تحقيقه‪.‬‬
‫ومما يميز هذه الوجادة علقى وجازتهقا أن فيهقا بكايقاف وأخبقارا لقم‬
‫أظفر بها فيما رجعت ليه من مصقادر؛ مقن أجقل القك بقادرف بدخراجهقا؛‬
‫مقققدما لهققاا ومعرفققا بهققاا وبصققاببها؛ علققى طريققق اإليجققاز واالختصققار؛‬
‫سائال’اهلل عز وجل أن ينف بها كما نف باصلها‪.‬‬
‫وصلى’اهلل على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعقين؛ والتقابعين لهقم‬
‫بدبسان لى يوم الدين؛ وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫(‪)1‬‬
‫المعقد األول‪ :‬التعريف الموجز بابن الزبير الغرناطي‬
‫ق وفيه مطال ق‬

‫المطلب األول‪ :‬اسمه ونسبه وكنيته‬


‫هو أبو جعفر أبمد’بن براهيم’بقن الزبيقر’بقن محمقد’بقن بقراهيم’بقن‬
‫الزبير’بن الحسقن’بقن الحسقين ثقم ابقن عاصقم’بقن مسقلم’بقن كعق الثقفقي‬
‫العاصمي الجيانيا من اريقة عقروة’بقن مسقعود عظقيم الققريتينا وصقاب‬
‫عاصم بالعريانا لنه أول من عبقر نهقر قرطبقة‬
‫ٌ‬ ‫رسول’اهلل ‘ا وكان يسمى‬
‫بين يدي اإلمام عبد’الربمان’بن معاوية القداخل لقى النقدلج ربمقه اهلل؛‬
‫بالمسجد الجام من بضرة ررناطة مهقدها’اهلل فقي يقوم االثنقين ثقاني عشقر‬
‫صفر من سنة ثالث وتسعين وستمائة(‪.)2‬‬

‫المطلب ال اني‪ :‬مولدو ووفاته‬


‫توفي ربمه’اهلل قبل طلوع الشمج بيسير يوم الثالثاء الثاني لشهر ربي‬
‫الول سنة ثمان وسقبعمائةا ودفقن عصقر القك اليقوم بخقارج بقاب لبيقرة؛‬
‫ومولده بجيقان فقي آخقر عقام سقبعة وعشقرين وسقتمائة؛ أو أول عقام ثمانيقة‬
‫بعده(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬هذه الترجمة ملخصة من مقدمة تحقيقي لكتقاب ك يضقاح السقبيل مقن بقديث جبريقل<‬
‫البن الزبير (ص‪)26 _15‬؛ م بع الزياداف‪.‬‬
‫(‪ )2‬كالفرائد المروياف في فوائد الثالثياف< (ص‪.)293‬‬
‫(‪ )3‬كالفرائد المروياف في فوائد الثالثياف< (ص‪.)299 -293‬‬

‫‪321‬‬
‫المطلب ال الث‪ :‬شيوخه وتالميذو‬
‫ألا ابن الزبير برنامجا بافال؛ جم فيه شيوخه الذين أخذ عنهم(‪)1‬؛‬
‫واكر كثيرا منهم في كتابه ايخر كصلة الصلة<؛ كما أن من رو عنقه خلقق‬
‫كثير؛ من أجقل القك رأيقت أن أقتصقر علقى مثقال وابقدا فيقه الجمق بقين‬
‫شيوخه وتالميذه؛ وهو جازة بخط ابن الزبير على نسخة من كتقاب التيسقير‬
‫لإلمام الحاف المقرئ أبي عمرو الداني ربمه’اهلل (ف‪999‬هق)؛ تحتف بهقا‬
‫(‪)2‬‬
‫المكتبة الوطنية بالرباط برقم‪2212 :‬ك ‪.‬‬
‫ونصها‪ :‬كيقول أبم ُد’بن براهيم’بن الزبير’بقن محمقد’بقن بقراهيم’بقن‬
‫ال ُّزبيرا ثم اب ان عاصم’بن مسلم الثر َقفي َعفا’اهلل عنه‪َ :‬سق ام َ امقن لف اظقي َجميق َ‬
‫كقي الَن َب ُقه الَن َب ُقل الق َذ اك ُّي‬ ‫ا‬ ‫اك ا‬
‫تاب التيسقيرا هق َذا فقي دولقة وابقدة‪ :‬الطالق ُ ال رز ُّ‬
‫ع‬ ‫النحوي العر ا‬‫ِّ‬ ‫ابن الشي ال الفقيه ا الستا اا المقر ا‬
‫ئ‬ ‫المرج ُّو أَبو الطاهرا محم ُد ُ‬
‫ُ‬
‫س المربققوم ا أَباققي عبققد’اهلل ابق ان يحيققى ابق ان مفققرج الَنصققاري‬ ‫الَو َر اع الم َقق رد ا‬
‫الملا َو َهداه لى ُكل صالحة امن قَول َوعمل‪.‬‬ ‫أبلغ’اهلل فيه ا َ‬
‫(‪)3‬‬
‫َ‬ ‫المالقي‬

‫(‪ )1‬شيوخه يزيدون على المئة كما في كالذيل والتكملة< (‪.)235/1‬‬


‫(‪ )2‬دلني على هذه اإلجازة الستاا خالد السباعي خبير مخطوطاف الخزانة الكتانيةا فجزاه‬
‫اهلل خيرا‪.‬‬
‫(‪ )3‬هو أبو عبد’اهلل محمد’بن يحيى’بن علي’بن مفرج النصاري المالقي؛ قَ َال ابقن الزبيقر‪:‬‬
‫كأَ َقرأ ال ُقرآن والعربيةا ورو َعن أبي َجع َفر الفحاما َوأخذ َع ُنه ال اق َر َاءةا َو َ‬
‫جلج للنراس‬
‫ثم أَد َركته منيته افي ُبق ُدود سقنة سقب‬‫بالجام ال َكباير بعد أبي عبد’اهلل الطنجالي يَ اسيراا ر‬
‫وسققت اما َئة َعققن نَحققو أَربَ اعق َ‬
‫قين سققنة؛ َو َكققا َن سققريا فَاضققالا َش ق اديد االنقبققاض‬ ‫َوخمسققين ا‬
‫َوال رت َعفُّاا على دين وخير<‪ .‬نقله عنه السيوطي في كبغية الوعقاة< (‪)265/1‬؛ وهقو’=‬

‫‪328‬‬
‫ميعه ب َاسبت َة ق َب َرسها’اهلل ق علَى الشي ال‬ ‫قرأف َج َ‬‫َو َب ردث ُته ق َوفر َقه’اهلل ق أَنِّي ُ‬
‫نصقاري‬
‫ّ‬ ‫براهيم ال َ‬ ‫المحدث الفاض ال أَباي عبد’اهلل محم اد’بن عبد’الربم ان’بن‬ ‫ا‬
‫َ‬
‫البلَن اسيا ُعر َاع باب ان َجوبَر ق َر ابمه’اهلل ق؛ َو َبدث اني أَنه قرأَ َج َ‬
‫ميعه ب ُامر اس َقي َة‬ ‫(‪)1‬‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫اضي أبي بكرا اب ان أَباي َجمقر َة َعقن‬ ‫ج مئة علَى ال َق ا‬‫تسعين َوخم ا‬
‫َ‬ ‫سن َة ثان َتي ان َو‬
‫أبيه ا أَبم َد(‪ )3‬ق َس َماعا ق َعن أَبي َعمرو جازة‪.‬‬
‫َوب َغي ار ه َذا امن ط ُُرقي فيه ا‪.‬‬
‫رنقامج راوايقاتايا َومقا‬
‫ُ‬ ‫َوأَجزته ق َوفرقه’اهلل ق َع رام َة َما أَب املُه ام رما َت َض رقمنه بَ‬
‫عنه؛ وعلَى الشر اط المعتبرا‪.‬‬ ‫َش رذ ُ‬

‫= مما فُقد من كتابه كصلة الصلة<؛ وأما ابنه محمد أبو الطاهر فلم أجد له ترجمة فيما‬
‫بحثت‪.‬‬
‫(‪ )1‬ماف ربمه اهلل سنة ‪655‬هق؛ قال ابن عبد’الملقك‪ :‬ككقان مقرئقا مجقوداا بسقن القيقام‬
‫على تيسير ابن الصيرفيا واستظهره في صقغره بفظا‪...‬وكقان يقعقد لإلققراء والترويقة‬
‫لمن سال منه القك بمسقجد سقويقة سقراينة أبقد مسقاجد سقبتة<‪ .‬كالقذيل والتكملقة<‬
‫(السفر السادس‪.)391/‬‬
‫(‪ )2‬هو أبو بكر محمد’بن أبمد’بن عبد’الملك ابن أبي جمرة الزديا من أهل مرسية؛ له‬
‫ترجمة بافلة في كالتكملة< البن البار (‪)83 _19/2‬ا قال في آخرها‪ :‬كتقوفي ربمقه‬
‫اهلل بمرسية مصروفا عن القضاء ضحوة يوم السبت الموفى ثالثين من المحرم سنة تس‬
‫وتسعين وخمسمائة<‪.‬‬
‫(‪ )3‬هو أبقو العبقاس أبمقد’بقن عبقد’الملقك’بقن موسقى’بقن عبقد’الملقكا ابقن أبقي جمقرة‬
‫المرسي؛ ماف سنة ‪533‬هق؛ قال ابن البار‪ :‬كاستجاز له أبوه عبد’الملقك جماعقة مقن‬
‫الجلةا منهم أبو عمر’بن عبقد’البقرا وأبقو عمقرو المققرئ<‪ .‬كالتكملقة لكتقاب الصقلة<‬
‫(‪.)99/1‬‬

‫‪329‬‬
‫وكا َن َس َم ُ ا‬
‫الراوية ا أَبي َ‬
‫(‪)1‬‬
‫عمر ابقن‬ ‫كر باقراءتي يراه علَى الشي ال ر‬ ‫اعه ل َما ُا َ‬
‫ا‬
‫القاضققي أَباققي ال َخ رطق ا‬
‫قاب ابق ان‬ ‫َبققو اط اهلل ا(‪ )2‬قق َر ابمققه’اهلل ق؛ وكققا َن قَق َقرأه علَققى‬
‫داود(‪)5‬ا َعن أَباي َعمرو‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫َواج ا َعن اب ان ُه َذيل ا َعن أَباي َ‬
‫عمر ق َربمه’اهلل ق لَبي الطقاهرا هق َذا َع رامق َة َمقا ُ‬
‫رواها‬ ‫الشيل أَبو َ‬
‫ُ‬ ‫وأجا َز‬
‫الك من ُذ أشهر َت َق رد َمت‪.‬‬
‫الك منه لَه؛ وكا َن َ‬‫ب ُاساالاي َ‬
‫وستين وستمئة‪.‬‬ ‫عشر لربي الثاناي ثَمان‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫وكت َ ه َذا في التاس َ َ‬
‫وسقالمه علقى محمقد نبيِّقه وعبق ادها‬
‫ُ‬ ‫بق َبمق ادها وصقلوا ُته‬
‫والحم ُد هلل ر‬
‫الذين اصطَ َفى<‪.‬‬
‫َ‬ ‫وعلَى عبادا’اهلل‬

‫(‪ )1‬في الصل وهو بخط المجيز ابن الزبير كما تقدم‪ :‬الرواية؛ ولعل الصواب ما أثبت‪.‬‬
‫(‪ )2‬هو أبو عمر عبد’الربمن’بن عبد’اهلل’بن سليمان’بن داود’بن عبد’الربمن’بقن بقوط اهلل‬
‫النصاري الحارثي المالقي؛ توفي في آخر سب وستين وستمئة‪ .‬كرايقة النهايقة< البقن‬
‫الجزري (‪)312/1‬ا كتاريل اإلسالم< للذهبي (‪.)192/15‬‬
‫(‪ )3‬هو أبو الخطاب أبمد’بن محمد’بن عمر’بن محمد’بن واج القيسي البلنسي؛ قال ابن‬
‫البار في آخر ترجمتقه‪ :‬كتقوفي ربمقه اهلل بمقراكأ فقي ربلتقه ليهقا‪ ...‬يقوم االثنقين‬
‫السادس لرج سنة أرب عشرة وستمائة<‪ .‬كالتكملة لكتاب الصلة< (‪.)96/1‬‬
‫(‪ )4‬هو أبو الحسن علي’بن محمد’بن علي’بن هذيل البلنسيا وأصله من أصقيال بالعقدوة؛‬
‫ماف سنة ‪569‬هق؛ قال ابن البار‪ :‬كرو عقن أبقي داود سقليمان’بقن نجقاح المققرئا‬
‫واخقتص بققه وتحققققا والزمقه نحققوا مققن عشقرين سققنة بدانيققة وبلنسقية‪ ...‬وأخققذ عنققه‬
‫القراءاف عرضا؛ وسم منه جل رواياتقه وهقو أثبقت النقاس فيقه وصقارف ليقه أصقوله‬
‫العتيقة في فنون العلم بخطه<‪ .‬كالتكملة لكتاب الصلة< (‪.)221/3‬‬
‫(‪ )5‬هو أبو داود سليمان’بن نجاح؛ سكن دانية وبلنسية؛ رو عقن أبقي عمقرو عثمقان’بقن‬
‫سعيد المقرئا وأكثر عنه وهقو أثبقت النقاس بقها مقاف سقنة ‪996‬هقق‪ .‬كالصقلة< البقن‬
‫بشكوال (ص‪.)222‬‬

‫‪312‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬ثناء العلماء عليه‬
‫قققال لسققان الققدين ابققن الخطيق ‪ :‬ككققان خاتمققة المحققدثينا وصققدور‬
‫العلماء والمقرئينا نسيج وبدها في بسن التعليما والصبر على التسقمي ا‬
‫والمالزمة للتدريجا لم تختل لها م تخطقي الثمقانينا وال لحقتقه سقكمة؛‬
‫كثير الخشوع والخشيةا مسترسل العبرةا صليبا في الحقا شديدا على أهل‬
‫البدعا مالزما للسقنةا جقزالا مهيبقاا معظمقا عنقد الخاصقة والعامقة عقذب‬
‫الفكاهةا طي المجالسةا بلو النقادرةا يُقاثَر عنقه فقي القك بكايقافا ال‬
‫تخل بوقارا وال تحل بجالل منص <(‪.)1‬‬
‫وقققال الدفققوي‪ :‬كالسققتاا أبققو جعفققرا العالمققة المقققرئا المحققدث‬
‫النحويا المارخ الدي ا صاب العلم الذي علمه فيه منشورا والمشتري‬
‫ايخرة بالدنياا يرجو تجارة لن تبورا والساعي في مرضقاة اهللا والقك هقو‬
‫السعي المشقكورا تصقد لالشقتغال عليقه؛ فسقارع طقالب الفضقائل ليقها‬
‫فتخرج به ساداف أنجابا أولو فضائل وآداب؛ ومنهم شقيخنا السقتاا أبقو‬
‫بيانا نخبة جيان وتحفة الزمانا وهو القذي أبققى لقه اكقرا مخلقدا؛ وثنقاء‬
‫على تقادم السنين مجقددا؛ وفيقه يققول شقعرا مقن المسقموع المنققولا مقن‬
‫قصيدة طرزها بمعاليها وزينها بآلليها منها قوله‪:‬‬
‫وأسققتاانا الخيققر الققذي عققم فائققده‬ ‫جقققز ’اهلل خيقققرا شقققيخنا و مامنقققا‬
‫فللغرب فخر أعجقز الشقرأ خالقده‬ ‫لقققد أطلعققت جيققان أوبققد عصققره‬
‫محدثقققه جلقققت وصقققحت مسقققانده‬ ‫مارخققققققققه نحويققققققققه و مامققققققققه‬

‫(‪ )1‬كاإلباطة في أخبار ررناطة< (‪.)12/1‬‬

‫‪311‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و ن آمقققل يعشقققو ليقققه فرائقققده<‬ ‫اا جاهققققل يغشققققاه فهققققو مفيققققده‬

‫المطلب الخامس‪ :‬تصانيفه‬


‫وقفت عليه صريحا من أوضاعه النبيهة ربمه اهلل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫هذا ما‬
‫‪ ‬إجازته ألبي القاسـم محمـد’بـن محمـد’بـن سـهل األزدي الغرنـاطي‬
‫(ت‪501‬هـ)‪ :‬قال الذهبي‪ :‬كورأيت جازته بالسب البن سهلا وقد صقدرها‬
‫بخطبة فائقة الحسن من نشائه<(‪.)2‬‬
‫‪ ‬أمرجوزة في الرد على الشوذية‪ :‬سياتي الحقديث عنهقا ضقمن الكقالم‬
‫على كتابه‪ :‬كردع الجاهل<‪.‬‬
‫بمــن مخــتم بــه ال مقطـ مـر األن بدلمســي مــن األعــالم‪ :‬اكققره ابققن‬
‫‪ ‬اإلعــالم ب‬
‫عبد’الملك(‪.)3‬‬
‫‪ ‬إيضاح السبيل مـن حـديث سـؤال جبريـل‪ :‬صقدر بتحقيققي فقي دار‬
‫التوبيد للنشر بالرياض سنة ‪1939‬هق‪.‬‬
‫ن‬
‫روايات‪ :‬اكره ابن الزبير كما سبق فقي نقص جازتقه لبقي‬ ‫برنام مج ال‬
‫‪ ‬ب‬
‫(‪)4‬‬
‫الطاهرا واكره أيضا ابن عبد’الملكا ووقا عليه ‪.‬‬
‫‪ ‬البرهان في ترتيب سور القرآن‪ :‬صدر بتحقيق محمد شعباني بوزارة‬

‫(‪ )1‬كالنج السافر< (‪.)88/1‬‬


‫(‪ )2‬كتذكرة الحفاق< (‪.)189/9‬‬
‫(‪ )3‬كالذيل والتكملة< (‪.)236/1‬‬
‫(‪ )4‬كالذيل والتكملة< (‪.)236/1‬‬

‫‪312‬‬
‫الوقاع والشاون اإلسالمية ببلدنا سنة ‪1912‬هق؛ كما بققه سعيد الفالح؛‬
‫وطب بدار ابن الجوزي سنة ‪1928‬هق‪.‬‬
‫‪ ‬تعليقة على كتاب سيبويه‪ :‬اكرها الدفوي في كالنج السافر<(‪.)1‬‬
‫‪ ‬تعيين األوان والمكان للنصـر الموعـود بـه آخـر الزمـان مم ْس بـت ْق ب ًرا مـن‬
‫نحيح السنة ومحكم القرآن‪ :‬طب هكذا بتحقيق أستاانا الدكتور محمقد’بقن‬
‫شريفةا بدار الغرب اإلسالمي ببيروف سنة ‪2228‬م؛ وهقي الطبعقة الثانيقة؛‬
‫وسماه لسان الدين ابن الخطيق ‪ :‬كتقاب الزمقان والمكقانا ثقم ققال‪ :‬كوهقو‬
‫وصمةٌا تجاوز’اهلل عنه<(‪.)2‬‬
‫ن‬
‫وإبـداء‬ ‫الشـوذية‬ ‫المجاهـل فـي الـرد علـى‬ ‫‪ ‬بر ْدع الجاهل عن اعتسا ن‬
‫ك‬ ‫ف ب‬
‫غوائلنها ال بخ نف كية‪ :‬كذا سماه ابن عبد’الملقك(‪)3‬؛ واكقره ابقن الخطيق هكقذا‪:‬‬
‫ردع الجاهل عن ارتياب المجاهلا في الرد على الشواية؛ ثقم ققال‪ :‬كوهقو‬
‫(‪)4‬‬
‫كتاب جليل يُن ابي عقن التفقنن واالضقطالع< ‪ .‬ونققل ابقن عبقد’الملقك فقي‬
‫الققول فيقه فقي كتقاب ك َردع‬
‫َ‬ ‫قطت‬
‫موض آخر عن ابن الزبير قولقه‪ :‬كوققد بَ َس ُ‬
‫أصقل‬
‫أوضقح ُت فيقه َ‬ ‫الم َجاهقل<ا وفقي َر َجقز طويقل؛ َ‬ ‫ع َ‬‫الجاهل عن اعتسقا ا‬
‫المس رقمى عنق َد ابق ان أبلَقى‪ :‬التحقيققا وفقي رياقر القكا واهللُ ين َفق ُ‬
‫َ‬ ‫المذه‬
‫َ‬
‫نزوح هذا المذه عن‬ ‫ُ‬ ‫بمنِّه؛ وأُنبِّ ُه هنا على ما يُ َ‬
‫ستشع ُر منه‬ ‫بال َقصد في الك َ‬
‫َسنَن المسلمينا ف امن الك قولُهم بتحليل ال َخمرا وتحليل نكقاح َ‬
‫أكثقر مقن‬

‫(‪ )1‬كالنج السافر< (‪.)89/1‬‬


‫(‪ )2‬كاإلباطة في أخبار ررناطة< (‪.)13/1‬‬
‫(‪ )3‬كالذيل والتكملة< (‪.)236/1‬‬
‫(‪ )4‬كاإلباطة في أخبار ررناطة< (‪.)13/1‬‬

‫‪313‬‬
‫التكقاليا‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫العلمقاء عنق َدهم سق َقطت عنقه‬ ‫أرب ا وأ ّن المكلر َقا اا بلَ َقغ درجق َة‬
‫وعلا َمه َمن َ‬
‫شاه َدهم وجال َ َسهم<(‪.)1‬‬ ‫استفاض َ‬
‫َ‬ ‫وكل الك مما‬‫رعيةا ّ‬ ‫الش ّ‬
‫ر‬
‫‪ ‬سبيل الرشاد في فضل الجهاد‪ :‬اكره مقن تصقانيفه لسقان القدين ابقن‬
‫الخطي (‪.)2‬‬
‫‪ ‬شرح اإلشارة للباجي في األنول‪ :‬اكره من تصانيفه لسان الدين ابن‬
‫الخطي (‪.)3‬‬
‫‪ ‬نلة الصلة‪ :‬وهو أشهر كتبه؛ وصل به كتقاب الصقلة البقن بشقكوال‬
‫ربمه اهلل؛ وقد طب ما وجقد منقه ققديما؛ ثقم أعيقد طبعقه بقوزارة الوققاع‬
‫والشاون اإلسقالمية ببلقدنا سقنة ‪1913‬هقق؛ بتحقيقق عبقد’السقالم الهقراسا‬
‫وسعيد أعراب‪.‬‬
‫معج مم الشيو نخ‪ :‬اكره ابن عبد’الملك(‪)4‬؛ وهو ريقر فهرسقة رواياتقه؛‬
‫‪ ‬ب‬
‫لن ابن عبد’الملك صرح أنه لم يقا على معجم الشيوخا وأنه وقا علقى‬
‫اسقتوفَي ُت اك َقرهم (يعنقي‬
‫برنامج الروايافا ونقل عن ابن الزبير قوله‪ :‬وققد َ‬
‫مشيختي‪ .‬ثم عق عليه بقوله‪ :‬ككذا قالا ولم أقا عليها‬ ‫ا‬
‫شيوخه) في ُجزء َ‬
‫لي‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫المذكورين هنا من برنامج رواياته التي َبع َث بها ّ‬
‫َ‬ ‫هاالء‬ ‫استخرجت‬
‫ُ‬ ‫و ّنما‬
‫ولبني ّياه<(‪.)5‬‬
‫ر‬ ‫محمال في‬

‫(‪ )1‬كالذيل والتكملة< (‪.)919/9‬‬


‫(‪ )2‬كاإلباطة في أخبار ررناطة< (‪.)13/1‬‬
‫(‪ )3‬كاإلباطة في أخبار ررناطة< (‪.)13/1‬‬
‫(‪ )4‬كالذيل والتكملة< (‪.)236/1‬‬
‫(‪ )5‬كالذيل والتكملة< (‪.)235/1‬‬

‫‪319‬‬
‫‪ ‬المقامة القيرانية‪ :‬قال الدفوي في ترجمته‪ :‬كومقامته القيرانية شاهدة‬
‫بلطفققها قاضققية بظرفققها ومعرفتققه بعلققم الققنغم والطققربا ناطقققة بانققه داخققل‬
‫الضرب<(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬لعل القيرانية مصحفة عن القيروانية؛ واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪ ‬مال الت ويل القاطع بـذوي اإللحـاد والتعطيـل فـي توجيـه المتشـابه‬
‫اللفس من آي التنزيل‪ :‬طب بدار الغرب اإلسقالمي ببيقروف سقنة ‪1923‬هققا‬
‫بتحقيق سعيد الفالح؛ كما طب بتحقيق محمقود كامقل أبمقد بقدار النهضقة‬
‫العربية ببيروف‪.‬‬

‫المعقد ال اني‪ :‬التعريف بالوجادة‬


‫ق وفيه مطلبان ق‬

‫المطلب األول‪ :‬شاهد نسبتها إلى ابن الزبير‬


‫كثير من التنابيه واإلفاداف والتعاليق التي ال يقصد بها أن تكون كتابقا‬
‫مستقال؛ ال يحتاج فيها لى كبير عناء من أجل ثباف نسقبتها؛ اا تبقين فقي‬
‫خاللها بطال ُن نسبتها؛ أو اا لم يتبين في أثنائها ما يقدل علقى النسقبةا كقان‬
‫يذكر فيها صاببها كتابا مقن تاليفقه؛ وققد اشقتهر بقين الدارسقين أنقه لقه؛ أو‬
‫يروي عن شيل؛ وقد اكره المترجمون ضمن شيوخه؛ أو رير الك مما يبين‬
‫أن هذه الوجادة أو هذا التعليق أو الك التنبيه هو لفالن أو لفالن‪.‬‬

‫(‪ )1‬كالنج السافر< (‪.)92/1‬‬

‫‪315‬‬
‫لكن عندما ال يكون لدينا ال قولُ الناسل‪ :‬وجدف بخط فالن؛ وليج‬
‫في الموجود مقا يقدل علقى أن الوجقادة لقه أو ليسقت لقه؛ فحينئقذ ال يكقون‬
‫االعتماد في ثباف النسبة ال على الصل الذي هو تصديق القائل في قوله‪:‬‬
‫وجدف بخط فقالن؛ مقا دام الواجقد َعقدال؛ وال ريق أن االشقتغال بقالعلم‬
‫الشققرعي واالعتنققاء بققه مققن الدلققة القويققة علققى العدالققة؛ كمققا فققي الحققديث‬
‫العلم من كل َخلَا عدوله<(‪.)1‬‬
‫المشهور‪ :‬كيحمل هذا َ‬
‫وعلى هذا فدن شاه َد نسبة هذه الزوائد البن الزبير هو قول الناسل في‬
‫قت با َخق ِّط صقاببانا السقتا اا أَبقي الحسق ان علقي الحميقري‬ ‫أول الوجادة‪ :‬كأَل َفي ُ‬
‫قت با َخق ِّط السققتا اا الجليق ال أَباقي َجعفقر’بقن ال ُّزبَيقر قق‬
‫ربمقه’اهلل مقا نَ ُّصقه‪ :‬أَل َفي ُ‬
‫وزاد‬
‫منهقاا َ‬ ‫قاف الُمم لا َصاعدا فَقنَ َق َص َ‬ ‫َر ابمه’اهلل ق َتقييدا َبسنا َسايَ َر فيه ا طَب ا‬
‫َ‬
‫افقي بعق ا أَسققماء ر َاجالا َهققا بكايققاف وأخبققارا؛ فَاس َتحسق ُ‬
‫قنتها فَ َق ريققدتها َمنقققوال‬
‫امنه<‪.‬‬
‫صاببنا ق َر ابمه’اهلل ق ام رما أَل َف ُاه با َخق ِّط‬
‫ُ‬ ‫انتهى َما قَ ريده‬
‫وقولُه في آخرها‪ :‬ك َ‬
‫السفرا صقونا‬ ‫ض افي َع اق ا ه َذا ِّ‬ ‫الستا اا المذكو ارا َو َعلرق ُته أَنا ُهنا افي ه َذا البيا ا‬
‫لَها وعناية به ا<‪.‬‬
‫لكن لم أتبين من هو هذا الناسل؟ لنقه لقم يقنص علقى اسقمه قق كمقا‬
‫هي العادة ق فقي آخقر مقا نسقخه واختصقره مقن كتقاب كاإلباطقة فقي أخبقار‬
‫ررناطة< للسان الدين ابن الخطي ؛ ا ن هذه الوجقادة توجقد بقين سقفرين‬

‫(‪ )1‬روي من طرأ؛ منها من بديث أبي هريرة عنها رواه الطبراني في كمسند الشقاميين<؛‬
‫رقم‪.599 :‬‬

‫‪316‬‬
‫من كتاب اإلباطةا وهو معنى قول الناسل كما تقدم قريبا‪ :‬كفي عقق هقذا‬
‫السفر<‪.‬‬
‫ولم أتبين أيضا من هو صاببه الستاا أبو الحسن علي الحميري؟‬
‫لكن كالهما أعني الناسل وصاببه من أهل ررناطة في الققرن التاسق‬
‫قبل سقوطها بقليلا كما يدل على الك تاريل النسل؛ واهلل أعلم‪.‬‬
‫قال محمد عبد’اهلل عنان محقق كتاب اإلباطة البقن الخطيق ‪ :‬كبعقد‬
‫اختتام السفر الساب من كتقاب كاإلباطقة< علقى هقذا النحقوا أورد الناسقل‬
‫نبذة طويلة استهلها بقوله أن الستاا أبا جعفقر’بقن الزبيقر قيقد بخطقه تقييقدا‬
‫بسنا ساير فيقه طبققاف المقم لصقاعد فقنقص منهقا وزاد فقي بعق أسقماء‬
‫رجالها بكاياف وأخبارا؛ ويدور الحديث في هذه النبذة كلها علقى فالسقفة‬
‫اليونققان أو بكمائهققا الخمسققة بنققدقليج وفيثققارورس وسقققراط وأفالطققون‬
‫وأرسقققطاطاليج وعقققن أخبقققارهم وآرائهقققما ويتنقققاول بصقققفة خاصقققة آراء‬
‫أرسطاطاليج ومالفاته وعالقته باإلسكندر المقدوني؛ وقد رأينا نحن أنقه ال‬
‫محل إليراد هذه النبذةا لنه ال عالقة لها بكتاب اإلباطةا وهي تشغل من‬
‫مخطوط اإلسكوريال (لوباف ‪ 122‬لى ‪.)1(<)125‬‬
‫المطلب ال اني‪ :‬نفة النسخة المعتمدة في التحقيق‬
‫توجد هذه الوجادة بين سفرين من نسخة من كتاب اإلباطة في أخبار‬
‫ررناطقة للسقان القدين ابقن الخطيق ؛ تحققتف بهقا مكتبقة ديقر سقان لققورنزو‬
‫الملكية باإلسكوريال؛ برقم‪.1613 :‬‬

‫(‪ )1‬كاإلباطة في أخبار ررناطة< (‪ -63/3‬الحاشية)‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫وهي منسوخة بخط مغربي أندلسي واضح وجميلا لقم يقذكر الناسقل‬
‫اسمه كما تقدم‪.‬‬
‫تقاريل النسقل فهقو كمقا ققال الناسقل فقي آخقر الكتقاب؛ ونصقه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وأما‬
‫كانتهى من السفر الخير منقه بيقث عقرع بنفسقه وشقيوخه ربمقة’اهلل علقى‬
‫الجمي ؛ قلت‪ :‬وهنا انتهى ما قصدناها وتم بحول’اهلل مقا أردنقاه واسقتوفيناه‬
‫واستلحقناها والك بغرناطة قق أقالهقا’اهلل وصقانهاا وعمقر بالعلمقاء العقالم‬
‫وصالحي اإلسالم عمرانَها ق وبتقاريل أوائقل شقهر ربيق ايخقر عقام خمسقة‬
‫وتسعين وثمانمائة؛ والحمد هلل وسالم على عباده الذين اصطفى<‪.‬‬
‫قال محمد عبد’اهلل عنان معلقا‪ :‬كوفي هذه العبقارة الختاميقة مقا يقدعو‬
‫لى التاملا الك لن تاريل االنتهاء من كتابة المخطوطا وهو ربيق ايخقر‬
‫سنة ‪895‬هقا يوافق مارس سنة ‪1992‬ما وهي فترة مزعجة في تاريل مملكة‬
‫ررناطةا ا كانت الجيوش القشتالية بقيادة الملكين الكقاثوليكيين‪ :‬فرنانقدو‬
‫و يسابيالا تهاجم قواعد الندلج الخيرةا وتسقط هقذه القواعقد تباعقا فقي‬
‫أيدي النصار ؛ وكان مصير ررناطة يهتقز يومئقذ فقي يقد الققدرا وفقي هقذه‬
‫الفترة الحرجة ُكت مخطوط اإلباطةا وتدل عبارة الكات ‪ :‬والك بغرناطقة‬
‫أقالها’اهلل وصانها؛ بما كان يشعر به أهل ررناطة يومئذ من ضروب التوجج‬
‫والجزع على مصقير ررناطقة ومصقايرهما وققد سققطت ررناطقة بالفعقل فقي‬
‫أيدي النصار بعد الك بقليل فقي ينقاير ‪1992‬م؛ وانتهقت بسققوطها دولقة‬
‫اإلسالم في الندلج<(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬كاإلباطة في أخبار ررناطة< (‪.)19/1‬‬

‫‪318‬‬
‫قلت‪ :‬هلل المر من قبل ومن بعد‪.‬‬
‫وبعد؛ فقد قمت بنسل هذه الوجادة؛ وقابلقت المنسقوخ باصقله طلبقا‬
‫للضققبط والسققالمة؛ وميققزف زوائققد ابققن الزبيققر علققى الصققل بوضققعها بققين‬
‫معكوفتين هكذا‪][ :‬؛ وأوضحت تعليقا ما يحتاج لى بيان و يضاح‪.‬‬
‫واهلل سققبحانه أسققال أن يزيققدني مققن العلققم النققاف ا والعمققل الصققالح‬
‫المقبول؛ وأن يغنيني عز شانه وهقو الغنقي مقن فضقله؛ وأن يغفقر لقي انبقي‬
‫و سرافي في أمري؛ نه سقمي قريق ؛ مجيق القدعواف؛ والحمقد هلل رب‬
‫العالمين‪.‬‬

‫الصفحة األولى من النسخة المعتمدة في التحقيق‬

‫‪319‬‬
‫الصفحة األخيرة‬

‫[النص المحقق]‬
‫والسالم علَى رسو ال اهلل‬
‫ُ‬ ‫الحم ُد هلل؛ والصال ُة‬
‫أَل َفي ُت با َخ ِّط صاببانا الستا اا أَبي الحس ان علقي الحميقري(‪ )1‬ربمقه’اهلل‬
‫ما نَ ُّصه‪ :‬أَل َفي ُت با َخ ِّط الستا اا الجلي ال أَباي َجعفر’بن ال ُّزبَير ق َر ابمه’اهلل ق َتقييدا‬
‫وزاد افقي بعق ا أَسقماء‬ ‫منهقاا َ‬ ‫قاف الُمم لا َصاعدا فَنَ َق َص َ‬
‫َبسنا َسايَ َر فيه ا طَب ا‬
‫َ‬
‫حسنتها فَ َق ريدتها َمنقوال امنه‪:‬‬
‫ر َاجالا َها بكاياف وأخبارا؛ فَاس َت ُ‬
‫قال(‪ :)2‬أَعظققم هق ا‬
‫قاالء الفالسققفة ا قققدرا عنق َد‬ ‫اليونَققانايِّين قق َ‬
‫ُ‬ ‫َول َ رمققا َا َكققر أُمققة ُ‬

‫(‪ )1‬كذا في الصلا ولم أتبين من هو‪.‬‬


‫(‪ )2‬القائل هو أبو القاسم صاعد القذي لخقص كالمقه وزاد فيقه ابقن الزبيقر؛ وأصقل كالمقه‬
‫يطل ق مققن كتابققه كطبقققاف المققم< (ص‪21 _ 21‬؛ تحقيققق لققويج شققيعوا المطبعققة‬
‫الكاثوليكية ‪1912‬م)‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫اليونانيين َخمس ٌة‪ :‬أولُّهم َزمانقا بنقدقليجا ثُقم فيثقارورسا ثقم سققراطا ثقم‬
‫ُ‬
‫ا‬
‫هاالء الخمس ُة ُهم المجتمق ُ علَقى اسق اتحقاقاهم‬ ‫أفالطونا ثم أرسطاطاليج؛‬
‫اسم الحكمة ا‪.‬‬
‫َ‬
‫العلماء‬
‫ُ‬ ‫السالم علَى َما َا َك َره‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬فَاَ رما بندقليج فكا َن افي زما ان َ‬
‫داود عليه‬
‫ا‬ ‫افي تواري ال المما؛ وهو أولُ من َت َك ا‬
‫اهرهقا‬
‫شقياء تقق َد ُح ظ ََو ُ‬ ‫لم في بَدء العالَما بااَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الباطنقة ا َتن َت امقي القى‬ ‫ا‬ ‫افي أمرا المعاداا َه َج َره َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫عضقهم ا َوطائفق ٌة مقن َ‬ ‫لذلك بَ ُ‬
‫عليها‪.‬‬
‫وقا َ‬ ‫ابكم اتها َو َتز ُع ُم أَ رن لَه رموزا قَ رل َما يُ ُ‬
‫وكا َن محمد’بن عبد’اهلل’بن َم َس رقرة القرطباقي البقاط اني(‪َ )3‬كلافقا با َفل َسق َف اتها‬
‫َدرابا علَى داراس اتها‪.‬‬
‫ا‬
‫صقفاف اهللا َوأَنرهقا‬ ‫بقين َمعقاناي‬
‫وبندقليج أَولُ َمن اه َ الَقى الجمق ا َ‬
‫ُكلرها ُت َا ِّدي لَى شيء وابد؛ َوأَنره َو ن ُو اص َا باالعلما والجودا َوال ُققدر اة َ‬
‫فلقيج‬
‫تص بهذها السم ااء المختلفةا؛ بَل ُهو الواب ُد بالحقيققةا؛ لَقى‬ ‫(‪)4‬‬
‫هي َم َعاني َتخ ُّ‬‫َ‬
‫(‪ )1‬قال القفطي‪ :‬كوله تصنيا افي َالا َك رأيته افي كت الشيل أبي الفقتح نصقر ابقن بقراهيم‬
‫المقدسي ال ر اتي وقفها َعلَى البيت المقدس الشريا<‪ .‬ك خبار العلماء باخبقار الحكمقاء<‬
‫(ص‪.)19‬‬
‫(‪ )2‬كذا في الصل؛ وهم الباطنية الفرقة المعروفة باإللحاد والزندقة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أبو عبد’اهلل محمد’بن عبد’اهلل’بن مسرة’بن نجيح من أهل قرطبة؛ اتهم بالزندقةا فخرج‬
‫فارا وتردد بالمشرأ مدةا فاشتغل بمالقاة أهل الجدل وأصحاب الكالم والمعتزلةا ثم‬
‫انصرع لى الندلج فاظهر نسكا وورعاا وارتر الناس بظاهره فقاختلفوا ليقه وسقمعوا‬
‫منه؛ ماف سقنة ‪319‬هقق‪ .‬كتقاريل علمقاء النقدلج< البقن الفرضقي (‪)91/2‬؛ "جقذوة‬
‫المقتبج< (ص‪.)62‬‬
‫(‪ )4‬كذا في الصلا والجادة‪ :‬معان‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫العقال ا‬
‫ع البصقري(‪)1‬؛‬ ‫ه َذا المذه ا َا َه َ أَبُو ال ُه َذي ال محم ُد’بن اله َذيلا ُ‬
‫ابن َ‬
‫َو َمن َتابَعه امن المعتزلة ا‪.‬‬
‫امصقر‬
‫داود ب َ‬ ‫صحاب سليما َن’بن َ‬ ‫ا‬ ‫‪َ ‬وأَ رما اف َيثا ُرورس فَاَ َخ َذ الحكم َة امن أَ‬
‫ليهقا امقن بقالدا الشقام اا وكقا َن قَقد أَ َخق َذ الهندسق َة قَقبلَهم َعقن‬ ‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫بين دخلُقوا‬
‫َ‬
‫اسقتخرج باذكائاقه‬
‫َ‬ ‫وعلقم الطربيعقةا؛ َو‬
‫َ‬ ‫المصريِّين؛ فَاَد َخ َل اعن َدهم َ‬
‫علم الهندسقة ا‬
‫اسقتفاد‬
‫َ‬ ‫الع َددايرة؛ َو َا َك َر أَنره‬
‫ا النر َغماا َوأَوقَ َعه َتحت الن ِّ َس ا َ‬ ‫اعل َم الَلحا ان َوتالي ا‬
‫الك امن امشكاة النُّبو اة(‪.)3‬‬‫َ‬
‫فقوأ َعقالَم‬‫فيها بنقدقليجا امقن أَ رن َ‬ ‫قارب َ‬‫َ‬ ‫َولَه افي شا ان ال َم َعادا َم َذا اه ُ‬
‫َ‬ ‫الطبيعة ا َعالَما ُر ًّ‬
‫(‪)4‬‬
‫كيقة‬‫نفقج ال رز ر‬
‫َ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ن‬‫ر‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫قاء‬
‫َََ َ َ‬ ‫ه‬‫ب‬ ‫و‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫قل‬‫ُ‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫د‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫وبانيا‬
‫ا‬
‫الشقهواف‬ ‫ققويم نَف اسقها َو َخلر َصقها امقن‬ ‫قن َت َ‬ ‫شتاأ ليقه اا َوأَ رن ُك رقل نسقان أَب َس َ‬ ‫َت ُ‬
‫ا‬ ‫االعالَما ُّ ا‬ ‫ال َج َس َدانا رية؛ فَقد َص َار أَهال بااَن يَل َح َق ب َ‬
‫الروبانيا َويَطرلق َ علَقى أَ َ‬
‫شقياء‬
‫ج آت ا َيقق ٌة بينئققذ أَر َسققاال؛‬ ‫الشققياء الملقق رذ َة للققنف ا‬
‫َ‬ ‫امققن الحكمققة ا اإلةيهلا؛ َوأَ رن‬
‫ابيقة ا السقم ا ا فَقال يَح َت ُ‬
‫قاج أَن يَ َت َكلر َقا لَهقا‬ ‫الموسيقية ا ايتيقة ا الَقى نَ َ‬ ‫ر‬ ‫َكالَلحا ان‬
‫طَلبا‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد’بن الهذيل’بن عبيد اهلل’بن مكحول أبو الهذيل العالع مولى عبقد’الققيجا شقيل‬
‫المعتزلةا ومصنا الكت في مذاهبهما وهو من أهل البصرة ورد بغدادا وكان خبيث‬
‫القولا فارأ جماع المسلمينا ورد نص كتاب اهلل عز وجقل؛ (ف‪235‬هقق)‪ .‬كتقاريل‬
‫مدينة السالم< (‪.)582/9‬‬
‫(‪ )2‬في الصل‪ :‬دخل‪.‬‬
‫قك مقن مشقكاة‬‫(‪ )3‬هذه مجرد دعو ا ولهذا عبر بها القفطي فقال‪ :‬كوادعقى أنقه اسقتفاد َالا َ‬
‫النبوة<‪ .‬ك خبار العلماء باخبار الحكماء< (ص‪.)196‬‬
‫(‪ )4‬في الصل‪ :‬روبانيين‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫َولافيثققارورس تواليق ُقا َشققريف ٌة امققن الرتمققا اطيقى والموسققي َقى وري قرا‬
‫(‪)1‬‬

‫الك‪.‬‬
‫تصر امن ال َفلسفة ا علَقى‬ ‫ا ا‬ ‫ا‬
‫‪َ ‬وأَ رما سقراط فكا َن من تالميذ ف َيثارورسا َواق َ‬
‫ونقانيين افقي‬ ‫العلوم ا َ ا‬
‫َ‬ ‫الي‬
‫قالا ُ‬ ‫اإلةيهلا َوأَع َر َ‬
‫ض َعن َمالاِّ ال ُّدنياا َو َرفَ َضهاا َو َخ َ‬ ‫ر‬
‫عبادتاهم لهصنام ا‪.‬‬
‫[ولَم يَ ُكن يَاواي لى َمنزلا وكا َن يَاواي باللي ال لَقى َدن يَسق ُكن بقه اا‬
‫(‪)2‬‬
‫َ‬
‫فققال‪:‬‬ ‫مل افي اك َساء؛ َ‬
‫وقيل لَه‪ :‬ن ان َك َس َر ال رد ُّن لَم يَ ُكن ل َ َك َماو ؛ َ‬ ‫وكا َن يَش َت ُ‬
‫ن ان َك َس َر ال رد ُّن لَم يَن َك اسر المكا ُن(‪.)3‬‬
‫أراد أَن يَققراه با َقص قراه َوهققو قَاع ق ٌد افققي‬ ‫قك نَ ا‬
‫اب َي اتققه َ‬ ‫َو امققن أَخبققاراه أَ رن َملاق َ‬
‫قا عليه ا الملا ُك َو َمن َتب َاعها فَلَقم يَه َتق رز ليقه اا‬ ‫تمل افي اكسائاها فَ َو َ‬ ‫جا ُمش ٌ‬ ‫الشم ا‬
‫لقيج‬‫فققال سققراط‪َ :‬‬ ‫قك يَقا سققراط؛ َ‬ ‫الملك‪َ :‬ما أَق َب َح َ‬
‫ُ‬ ‫قال(‪ )4‬لَه‬
‫قام لَه؛ فَ َ‬
‫َوال َ‬
‫قي َتحسقينُه فَ َققد َب رسقن ُته؛ يَع انقي‬ ‫الك الَيا امن َتحسقي ان ُّ ا‬
‫الصقورة؛ َمقا كقا َن ال َ ر‬ ‫َ ر‬
‫ي َشقيء ال َتاتاينَقا؟ َ‬
‫ققال‪َ :‬ومقا‬ ‫الملقك‪ :‬ل َ ِّ‬
‫ُ‬ ‫حسين أَخالقاه بالحكمةا؛ َ‬
‫ققال لَقه‬ ‫َ‬ ‫َت‬
‫ققال‪َ :‬مقا‬
‫الحريقر؛ َ‬
‫َ‬ ‫طيك ال رذه َ َوالفض َةا َوأَك ُسو َك‬ ‫قال‪ :‬أُع َ‬
‫َتصن ُ ن أَ َتي ُتك؟ َ‬

‫(‪ )1‬هو معرفة ما يعرض للكم المنفصل الذي هو العدد وياخذ له من الخقواص والعقوارض‬
‫الالبقة‪ .‬كذا عرفه ابن خلدون في مقدمته (ص‪.)639 -632‬‬
‫الصنعة في أَسفله‪.‬‬ ‫الرواقايدا وهو كهيئة ُ‬
‫الح ّ ال أَنه أَطولا ُمس َتوي ر‬ ‫(‪ )2‬الدن ما َعظُم من ر‬
‫كذا في كلسان العرب<؛ مادة‪ :‬دنن؛ (‪.)151/13‬‬
‫(‪ )3‬عزاه باختصار القفطي لى بع من له عناية بالتاريل‪ .‬ك خبار العلماء باخبار الحكماء<‬
‫(ص‪.)159‬‬
‫(‪ )4‬في الصل‪ :‬فقام‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫ض؛ رن َمققا افققي ُ‬
‫العلَققى‬ ‫عققاب القق ُّدوداا َوأَبجققا ار الَر ا‬
‫أَ َرد َف َتخقق َد ُع اني ال بالُ ا‬
‫لَب َس ُن امن َ‬
‫الك(‪.])1‬‬
‫الملك افي أمراه اس ًّرا م َ َخاص اتها فَاَ َش ُاروا عليقه ا با َقتلاقها فَاَو َد َعقه‬
‫ُ‬ ‫َو َت َكلرم‬
‫جن بع َد ُمنَاظراف َج َرف لَه م َ المل ا‬
‫ك‪.‬‬ ‫الس َ‬
‫ِّ‬
‫الصقفاف قَريبق ٌة امقن‬
‫ا‬ ‫وآداب فاضقل ٌةا َو َمق َذاه ُ افقي‬ ‫ٌ‬ ‫َولَه َوصايا شريف ٌةا‬
‫مذاه ا افيثارورس وبندقليج؛ اال أَ رن لَه افي شا ان المعقادا آراء َضقعيفة بعيقدة‬
‫َعن َمح ا ال َفلسفة اا خارجة َعن َمذ َه ا ال ُم َح ِّق َقة ا‪.‬‬
‫‪َ ‬وأَ رما أَفالطون فشار َك سقراط افي الَخ اذ َعن اف َيثارورسا ال أَنره لَقم‬
‫قريا النر َس ق ا امققن بَيققت علققما‬
‫يَشق َقتهر بالحكم قة ا اال بع ق َد سقققراط؛ وكققا َن شق َ‬
‫قروب‬
‫[في ُض ا‬ ‫واب َتو علَى َجمي ا ُكت ال َفلسفة اا فَ َصنرا ُكتبا كثيرة مشهورة ا‬
‫َ‬
‫فيها لى الرمو از َواإلرال اأ]‪.‬‬‫ال اح َكماا َا َه َ َ‬
‫ِّققم الفلسققف َة َوهققو مققاشا فَ اش َ‬
‫ققيع ُته َو َمققن َا َهقق َ َمذ َه َبققه ُهققم‬ ‫َوكققا َن يُ َعل ُ‬
‫التعليم َوالمدارس َة افقي آخقرا ُعمقراه لَقى َاواي‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫و‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫؛‬‫(‪)2‬‬
‫المعروفو َن باالمشا اة‬
‫الناسا َو َت َج رر َد لاعباد اة َربِّه‪.‬‬ ‫الب َراعة ا امن أَصحاباها َو َ‬
‫اعتزل َ‬ ‫َ‬
‫[و امن أخباراه أَنره نَ َظر با َفلسف اته َو ابكم اته لَى العالَماا فَ َو َجده َمنسوبا الَقى‬
‫َ‬
‫تسقعين ُجقزءاا فَان َق َسقم‬
‫َ‬ ‫أربعة ا أَربَاع؛ َونَ َظ َر الَى ُربُ َ‬
‫منها فَ َو َجده َمق ُسوما لى‬
‫ين ُجزءا؛ َو َو َجد ال َفلَ َك ُم احيطقا ب َ‬
‫االعقالَما َباصقرا‬ ‫العال َ ُم لَى ثَالثامئة ا ُجزء َوستِّ َ‬
‫َ‬
‫(‪ )1‬لم أجد هذا الخبر فيما بحثتا فهو من فوائد زوائد ابن الزبير ربمه اهلل‪.‬‬
‫(‪ )2‬كذا في الصل؛ والمعروع أنهم يعرفون بالمشائين؛ وكذلك هو فقي كطبققاف المقم<‬
‫(ص‪.)23‬‬

‫‪329‬‬
‫اليقام‬ ‫ا‬
‫الجقزاء ال اتقي َت ُع ُّقم‬ ‫تحولة افي ال َفلَ ا‬
‫ك علَقى هقذها‬
‫َ‬ ‫اي ُم ِّ‬
‫لَها َو َو َجد ال رد َرار َ‬
‫عليها‪.‬‬
‫ج َ‬ ‫المنفصل َة ب َاجريَة ا الشم ا‬
‫العقالَم َتغييقرا علَقى قَقد ار قُوتِّهقا َو َمغراب َاهقا؛‬ ‫وسائر الكواك ا يُح اد ُث افي َ‬
‫ُ‬
‫ا؛ فَ ُيحق اد ُث افقي‬ ‫صل التالي ا‬
‫هي أَ ُ‬ ‫بَع ُضها امن بع علَى الن ِّ َس ا َ ا ا‬
‫الع َدديرة التي َ‬
‫ك َت َما ُزجقا امقن قُ َو َاهقا َو ُصقوراها‬ ‫ع ال َفلَق ا‬‫المحصور اة افقي َجقو ا‬
‫ُ‬ ‫العناصرا الربعة ا‬
‫الهواء ال اذي ُهو َكانبسقا اط المبسقو اطا َواللرقو اح‬ ‫ا‬ ‫الك افي َسطح‬ ‫وألواناها؛ يَظ َه ُر َ‬
‫والنباف َوالمع ادنا رياف َو ُك ِّل َما ظ ََه َر افي‬
‫ا‬ ‫الممدودا؛ ُصورا َوأَشكاال امن الحيوا ان‬
‫العالَم امن بَ َدائ ا ر‬
‫الصنعة ا‪.‬‬ ‫َ‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫قام َ ا‬
‫الشقياء‬ ‫الك في َوهمها َو َت َص رو َر في نَفسها َو َت َقيق َرن أَ رن بعق َ‬ ‫َول َ رما َ‬
‫الباري قق تعقال َى‬
‫َ‬ ‫يَف َع ُل بَع ُضها افي بع ا َوأَ رن الَعلَى يُ َاثِّ ُر افي السف الا َوأَ رن‬
‫راد أَن‬
‫ظقام؛ أَ َ‬‫الوضق َ ا َونَ َظ َمقه هق َذا الن ِّ َ‬‫العالَم باحكم اتقه هق َذا َ‬ ‫اس ُمه ق قَد َو َض َ َ‬
‫فسه؛ امن ال ُقو اة لَى ال افع ال لا َي َر ُصن َ ’اهلل‬ ‫قام افي َوه امها َو َم َث َل افي نَ ا‬
‫يُخر َاج َما َ‬
‫الك‪.‬‬ ‫اع َياناا و ن كا َن اإلنسا ُن ال يَبلُ ُغ ُكن َه َبقيقة ا َ‬
‫ا‬
‫اقام اصقناع َة الق ِّديبا اجا َو َج َع َقل امن َسقجا َكالباسقا اطا َو َج َع َقل لَقه ن َي َ‬
‫(‪)1‬‬
‫قارة‬ ‫فَ َ‬
‫جقزاء ال امن َسق اج ال ُم َش رقبه‬ ‫ا َ ا ا‬
‫هقي أَ ُ‬ ‫َ‬
‫َع َدديرة؛ َو ُهو ن أ َخق َذ وابقدا مقن أخياطقه التقي َ‬
‫قار ناصق ُفه ُسقفال‬ ‫اخل ال امن َس ُ‬
‫قج َواش َقت َب َكا َو َص َ‬ ‫بوابد اليام اا َو َت َر َك وابدا فَ َت َد َ‬
‫وائر َو ُصورا َو اك َتابقا َو َ‬ ‫ا‬
‫شقجراا‬ ‫أدار فيه ا َد َ‬
‫َونص ُفه ُعلواا ثُم قَ َس َمه ُكلره أَجزاء؛ َو َ‬
‫الك افي لَوح يَ ُكو ُن امثاال بَي َن يَ َديها َو َعلَ َم ُك رقل ُجقزء‬ ‫باالوان َوأَصباغ؛ َو َو َض َ َ‬
‫يَ َق ُ افي ُك ِّل اصبغا فَ َو َض َ لَه نا َي َارة َو َهياة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أي جعل له نايرا؛ وهو َعلَ ُم الثوب‪ .‬ككتاب الفعال< البن القطاع الصقلي (‪.)213/3‬‬

‫‪325‬‬
‫ا‬
‫الصان ا َوأَخيا اط‬ ‫ركاف ال ردراراي علَى الَجزاء افي َ‬
‫العالَم ب َاح َركة ا ر‬ ‫فَ َش ربه َب ا‬
‫الوسائ اط‬‫المن َس اجا َو َش ربه أصبا َره َوألوانَه امن البي ا والسودا َوما بَينهما امن َ‬
‫العالَم‪.‬‬ ‫الصفر اة َوريرا َ‬
‫الك؛ باالوا ان العناصرا امن َ‬ ‫َكالحمر اة َو ُّ‬
‫ا‬
‫الهقواءا َوام َت َث َقل‬ ‫قامت لَه صناع ُة ال رتصويرا ب َارب او(‪ )1‬ال امنس اج َك اق َيا امها افي‬
‫فَ َ‬
‫الصن ُ ُك رقل َمقن كقا َن قَبلَقه امقن‬ ‫ُصنعا عجيباا َوأَخ َر َجه لى ال اع َيا انا فَ َ‬
‫فاأ ه َذا ُّ‬
‫ا‬
‫بكتقاب صقناعة ا‬ ‫ا‬ ‫العلماء والفالسفةا؛ َوأَل ر َا افي هقذها الحكمقة ا كتابَقه ُ‬
‫الم َعنقو َن‬
‫ال ِّديباج(‪.)2‬‬
‫قال‪ :‬ال يَن َب اغقي لهديق ا أَن يُ َخا اطق َ َمقن ال أَ َد َب لَقه؛‬
‫َو امن أخباراه أَنره َ‬
‫(‪)3‬‬
‫ابي أَن يُ َخا اط َ ر‬
‫السكرا َن ‪.‬‬ ‫للص ا‬‫َك َما ال يَن َب اغي ر‬
‫ج ال َفاررة ا با َغيرا افك َرة ]‪.‬‬ ‫قيل لَه‪َ :‬ما ال اعش ُق؟ َ‬
‫(‪)4‬‬
‫فقال‪َ :‬ب َر َك ُة النرف ا‬ ‫َو َ‬
‫يماوسا َو َس رماه باسق امها‬ ‫َوأَلرا في الطبيعة ا كتابا بَ َع َث به ا لى تلمي اذه اط َ‬
‫يماوس ال َفل َس اف ري؛ َ‬
‫كما َس رقمى‬ ‫َوأَل ر َا لَه أيضا كتابا افي الفلسفة ا َو َس رماه َ‬
‫كتاب اط َ‬
‫وكتقاب فقادن افقي‬ ‫كتاب السياسقة ا الم َدنا ريقة اا‬ ‫كتابَه افي الطِّ الطبي اعيا َولَه ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫ُ‬
‫النرفج‪.‬‬

‫(‪ )1‬يعني ارتفاعه وانخفاضه كالنر َفج‪.‬‬


‫(‪ )2‬لم أجد هذا الخبر بطوله هكذا فيما بحثتا فهو من فوائد زوائد ابن الزبيقر ربمقه اهلل؛ وققد‬
‫اكره بسياأ آخر مختصرا ابن أبي أصبيعة في كعيون النباء في طبقاف الطباء< (ص‪.)82‬‬
‫ابن دريد في كالمجتنى< (ص‪.)55‬‬ ‫(‪ )3‬اكره من قوله ُ‬
‫(‪ )4‬اكره ابن الجوزي في كتاب ام الهو (ص‪.)322‬‬
‫(‪ )5‬في الصل‪ :‬ثان؛ والصواب المثبت كما في الصلا أعني كطبقاف المم< (ص‪)23‬؛‬
‫وهو كذلك في كمختصر تاريل الدول< البن العبري (ص‪.)53‬‬

‫‪326‬‬
‫تفسقير نيقومقاخج‬‫ُ‬ ‫يلسقوع؛ َو‬ ‫ُ‬ ‫‪َ ‬وأَ رما أرسطاطاليج’بن نيقومقاخج ال َف‬
‫القك المسقعودي‬ ‫تفسير أرسطاطاليج َتا ُّم ال َف اضقيلةا؛ ب َكقى َ‬ ‫الخصوم اا َو ُ‬ ‫ُ‬ ‫قَا اه ُر‬
‫قهور افققي‬
‫ٌ‬ ‫ق‬ ‫ش‬‫م‬‫َ‬ ‫قاليا‬
‫ٌ‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫قه‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫؛‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫قذ‬‫ق‬ ‫الم‬ ‫وري‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫قا‬
‫ق‬ ‫يث‬
‫َ‬ ‫َعنققه(‪)1‬؛ وكققا َن نيقومققاخج ا‬
‫ف‬
‫الرتما اطي َقى‪.‬‬
‫شقرين سقنة؛‬ ‫َ‬ ‫وكا َن أَرسطاطاليج تلمي َذ أَفالطون؛ َويُقال‪ :‬انقه ال َز َمقه اع‬
‫العاقال‪.‬‬
‫َوكا َن يُاثاره علَى َتالمي اذها َويُ َس ِّميه َ‬
‫اليونَقانايِّين؛ َوهقو َخاتامق ُة ُبكمقائاهما‬ ‫و لَى أرسطاطاليج ان َت َهت فَلسف ُة ُ‬
‫طقية اا َو َص رقو َرها‬ ‫ا‬
‫الصناعاف المن ر‬ ‫البرها ان امن سائرا‬
‫َوهو أَولُ َمن َخلر َص صناع َة ُ‬
‫بالشكا ال الثالثة اا َو َج َعلها آل َة العلوم ا النرظرية ا َب رتى ل ُ ِّق َ بصاب ا المنط اق‪.‬‬
‫َولَه افي َجمي العلقوم ا ال َفلسقفية ا ُك ُتق ٌ شقريفةٌ ُكلِّيقةٌ وجزئيقةٌ؛ فَالجزئيق ُة‬
‫بعضها َت َذا اك ُير يَ َت َذك ُرر باقراءتاهقا َمقا‬ ‫َم َسائلُه ال اتي يَ َت َعلر ُم َ‬
‫منها واب ٌد فَ َقط؛ َوالكلي ُة ُ‬
‫قَد َعلر َم َمن َعلر َمه‪.‬‬
‫علوم الفلسفة اا والثقاناي‬
‫علم منها ثَالث ُة أَشياء؛ أَ َب ُدها ُ‬‫اليم يُ َت ُ‬
‫َوبَع ُضها َت َع ُ‬
‫عضققها افققي‬
‫والثالقث ايلق ُة المسققتعمل ُة افقي علقما الفلسقفة اا بَ ُ‬
‫ُ‬ ‫أعمقالُ ال َفلسققفة اا‬
‫اإلةيهلا‪.‬‬
‫ر‬ ‫وبعضها افي العلوم ا‬
‫التعليمية اا ُ‬
‫ر‬ ‫العلوم ا‬
‫فاما الكت ُ ال اتي في العلقوم ا النرظريقة ا فكتابُقه افقي المنقاظراا وكتابُقه افقي‬ ‫ر‬
‫الخطو اطا وكتابُه افي ال اح َي ال‪.‬‬
‫المقور‬
‫ُ‬ ‫منهقا‬
‫قتعلم َ‬
‫فمنهقا َمقا يُ ُ‬‫الطبيعيقةا؛ َ‬
‫ر‬ ‫َوأَ رما الكت ُ ال اتي افقي العلقوم ا‬
‫المور ال اتي َت ُخ ُّص ُك رل وابد امقن‬
‫ُ‬ ‫تعلم منها‬
‫ومنها َما يُ ُ‬
‫العام ُة لجمي ا الطبائ ا ا َ‬
‫(‪ )1‬في كتابه كالتنبيه واإلشراع< (ص‪.)122‬‬

‫‪321‬‬
‫المسقمى‬
‫ر‬ ‫المور ال اتي َت ُع ُّم جمي َ الطبائ ا فَهو كتابُه‬
‫ُ‬ ‫يتعلم منها‬
‫ُ‬ ‫الطبائ ا ؛ وال اتي‬
‫المبقاداي َو َجميق ا‬ ‫ب َاسم ال اكيا ان(‪)1‬ا [وهو ثَ َماناي َم َقاالف]؛ يُ َع ِّقرع فيقه ا ب َاعق َددا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مشاكلة ا للمبا ادي‪.‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫الشياء الطربيعية اا وبالشياء ال رتوالاي لالمبا اديا والشياء ال َ‬ ‫ا‬
‫ا‬
‫الشياء ال اتي ال كو َن‬ ‫بعضها افي‬
‫المور الخاص ُة؛ فَ ُ‬
‫ُ‬ ‫َوأَما التي يُ ُ‬
‫تعلم منها‬
‫ا‬
‫بالسقماء والعقالَما‬ ‫المعقروع‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫الشياء الم َك رونَةا؛ َوهقو كتابُقه‬ ‫وبعضها افي‬‫لَهاا ُ‬
‫الشياء(‪ )2‬ال اتي ال كو َن لَها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الم َقال َ َتي ان الُول َ َتي ان منه يُتعلم منها‬
‫بعضقه‬
‫قام ُّي ُ‬
‫فالع ِّ‬ ‫وبعضقها َخ ا‬
‫اصقي؛ َ‬ ‫َوأما الم َك رونَة فبع ُ اعل امها َع ِّ‬
‫قاميا ُ‬
‫ا‬
‫الحركاف‪.‬‬ ‫وبعضه افي‬ ‫(‪)3‬‬
‫تحاالف ا ُ‬ ‫ا‬ ‫افي االس‬
‫الحركقاف فَ افقي‬
‫ُ‬ ‫كتاب ال َكو ان َوال َفسقاداا َوأَ رمقا‬
‫االستحاالف فَ افي ا‬
‫(‪)4‬‬
‫ُ‬ ‫فَاَ رما‬
‫ا‬
‫السماء والعالَما‪.‬‬ ‫الم َقال َ َتي ان الُخ َر َتي ان امن ا‬
‫كتاب‬
‫ربقاف؛ وال اتقي افقي‬
‫وبعضه افقي ال ُم َرك ا‬ ‫الب َسائ اطا ُ‬ ‫الخاصي ُ ا‬
‫فبعضه في َ‬ ‫ِّ ُّ‬ ‫َوأَ رما‬
‫قاف فَ ُي َقت َعلر ُم امقن‬
‫المركرب ا‬ ‫ا ا‬ ‫البسائ اط كتابُه افي ايثا ار ُ ا‬
‫كتقاب‬
‫ا‬ ‫العل اويرة؛ َوأَ رما التي في َ َ‬
‫سا‬ ‫الحقج َوالمحسقو ا‬ ‫ِّ‬ ‫وكتقاب‬
‫ا‬ ‫جا‬ ‫وكتقاب القنرف ا‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫النبقافا‬ ‫وكتقاب‬
‫ا‬ ‫الحيوا انا‬
‫الشباب وال َه َرم ا‪.‬‬
‫ا‬ ‫وكتاب‬
‫ا‬ ‫وكتاب الصحة ا َو ر‬
‫الس َقماا‬ ‫ا‬

‫(‪ )1‬في الصلا قريبة الرسم مما أثبتا وكت فوقها الناسل‪ :‬كذا؛ والمثبت مقن كطبققاف‬
‫المم< (ص‪.)25‬‬
‫(‪ )2‬في الصل بعد هذا‪ :‬كوبعضها في الشياء المكونة<ا وفوقها أسطر صغيرة شقارة لقى‬
‫الشط ‪.‬‬
‫(‪ )3‬في الصل‪ :‬االنتحاالفا والصواب المثبت كما في كطبقاف المم< (ص‪.)25‬‬
‫(‪ )4‬في الصل‪ :‬االنتحاالفا والصواب المثبت كما في كطبقاف المم< (ص‪.)25‬‬

‫‪328‬‬
‫فيما بَعد الطبيعة ا‪.‬‬ ‫اإلةيهل فَ افي كتاباه َ‬‫َوأَ رما الكت ُ ال اتي افي العلوم ا َ ر‬
‫الكبير ال اذي َك َت َبه لَى اب انها‬
‫ُ‬ ‫َوأَ رما الكت ُ ال اتي في أعما ال الفلسفة ا فَكتابُه‬
‫غير(‪ )1‬ال اذي كت َ ليه به أيضا‪.‬‬
‫الص ُ‬ ‫وكتابُه ر‬
‫وبعضها افقي سياسقة ا‬ ‫ُ‬ ‫بعضها افي سياسة ا الم ُد انا‬ ‫َوأَ رما ال اتي في السياسة ا فَ ُ‬
‫المنز ال‪.‬‬
‫َوأَ رما ال ُكت ُ ال اتي افي ايلقة ا المسقتعملة ا افقي علقوم ا الفلسقفةا؛ فَهاقي ُك ُتبقه‬
‫الثماني ُة افي المنط اق ال اتي لم يَسبقه أَب ٌد ام رمن قَد َعلمنا لَى تالي افهاا َوال َت َق رد َمه‬
‫لَى َجم اعها‪.‬‬
‫ققاب‬
‫منهقققاا وهقققو كتق ُ‬ ‫س َ‬ ‫ققاب السقققاد ا‬‫ققك افقققي آخقققرا الكتق ا‬
‫ققر الق َ‬ ‫وقَقققد اكق َ‬
‫ترعناهقا‬
‫َ‬ ‫عناها َواخ‬ ‫قال‪ :‬فهذها الصناع ُة و ن ُكنرا نَ ُ‬
‫حقن اب َتق َد َ‬ ‫بيث َ‬ ‫ُ‬ ‫ُسوفسطيقىا‬
‫فَقد َب رصلنَا ُجزئا ريهاا َو ُرمنَا أُصولَها ا َولم نَف اقد شقيئا ام رمقا يَنب اغقي أن يكقو َن‬
‫(‪)2‬‬

‫الصقناعافا ل َ اكنرهقا كاملق ٌة ُمس َقتح اك َم ٌة؛ لَقى‬


‫ا‬ ‫أوائقل‬
‫ُ‬ ‫فيهاا َكما فُ اق َدف‬
‫موجودا َ‬
‫هنالك‪.‬‬
‫َ‬ ‫آخرا كال امه‬
‫[فقي ا‬
‫بنقاء‬ ‫كا وبرأيقه ا َع ام َقل ا‬ ‫َوأَرسطاطاليج ُهو ُم َعل ُِّقم اإلسقكندر الملق ا‬
‫قاض‬ ‫وسق ا ا‬ ‫اإلسققكندريةا]ا َو افققي سياسقة ا َر اع ري اتققها ا‬
‫قيرة ُملكققه؛ فَ َظ َهق َقر الخيق ُقرا وفق َ‬
‫َ‬
‫العدلُ ‪.‬‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬في الصل‪ :‬الصفرا وكت الناسل فوققه‪ :‬كقذا؛ والصقواب المثبقت كمقا فقي كطبققاف‬
‫المم< (ص‪.)26‬‬
‫(‪ )2‬كذا فقي الصقل؛ وفقي كطبققاف المقم< (ص‪ :)26‬بصقنا جهتهقاا ورممنقا أصقولها؛‬
‫وكذلك في كعيون النباء< البن أبي أصيبعة (ص‪.)92‬‬

‫‪329‬‬
‫ك‬ ‫فيها علَقى قَصقد َملق ا‬ ‫منها رسال ٌة يَ ُح ُّضه َ‬
‫رسائل كثيرة ٌ جليل ٌة؛ َ‬ ‫ُ‬ ‫ولَه ليه‬
‫ض الهنق ادا‬‫ومنها رسال ٌة يُ َجاوابُه باها َعن كتاباقه ليقه ا امقن أر ا‬ ‫س ومحارب اته؛ َ‬ ‫ال ُفر ا‬
‫قي‬ ‫ق‬ ‫وه‬ ‫؛‬‫(‪)1‬‬
‫قت ال ق اذي فيقه ا البققدرة‬
‫ت الق رذه ا ا َوهققو البيق ُ‬ ‫صق ُقا َمققا َرآه افققي بَي ق ا‬ ‫يَ ا‬
‫َ‬
‫العلويرةا؛ فَ َجاوبَه أَرسطاطاليج برسقال اته المقذكور اة‬ ‫المم رثلَ ُة بالجواهرا ُ‬ ‫الصنام َ‬ ‫ُ‬
‫يَ اعظُه َويُ َز ِّه ُده افي ال ُّد َنيا‪.‬‬
‫الملك أَبا اإلسكندر كا َن ا رتخق َذ أَرسقطاطاليج‬ ‫َ‬ ‫[و امن أخباراه أ رن فيلبج‬ ‫َ‬
‫صقغرهم؛ فكقا َن يُ َعل ُِّمهقم الفلسقف َة‬ ‫واإلسقكندر أَ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُمعلما لوالداها و ُهم سقبع ٌةا‬
‫ك‬ ‫للملق ا‬ ‫علم َمقن يَصقلُ ُح ُ‬‫قتخبار ُعققولاهما لا َقي َ‬
‫َ‬ ‫فقاراد يومقا اس‬
‫َ‬ ‫والمه َن الَربعق َة؛‬ ‫َ‬
‫كنقت أَنقا‬ ‫أبيقكا َو ُ‬
‫لقك َ‬ ‫وقال لَه‪َ :‬اا َملَك َت ُم َ‬‫منهما َ‬ ‫منهم؛ فَ َخال با ُك ِّل وابد ُ‬ ‫ُ‬
‫ققام افقي نفسقه ا امقن الق او َزار اة وسقائرا‬ ‫كل وابد جاوبَه ب َامقا َ‬ ‫َب ًّيا َما َتصن باي؟ فَ ُّ‬
‫الخط اط‪.‬‬ ‫ا‬

‫قال لَقه‪ :‬أَصقن ُ َمقا يَصقن ُ‬ ‫الك؛ َ‬ ‫اإلسكندر فَلَ رما َخال به اا َ‬
‫وقال لَه َ‬ ‫ُ‬ ‫َوأَ رما‬
‫الك َس َب َ والي اته ‪.‬‬ ‫امثلاي ب َ‬
‫امثلكا فَ َعلا َم أَنره أَن َج ُبهم؛ فَاَ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫علم وال َدها وكا َن َ‬
‫أقام أَرسطاطاليج َم َق َام أبيه اا فكا َن ال يَصق ُد ُر َوال يُقور ُاد ال‬ ‫فَ َ َل رَما َملَ َك َ‬
‫َعن أَمره‪.‬‬
‫فققال‪:‬‬
‫َ‬ ‫مقوف اإلسقكند ارا‬ ‫ُ‬ ‫بين َو َر َد علَى أُ ِّم اإلسكند ار‬
‫قال َ‬ ‫و ُهو ال اذي َ‬
‫َب رر َكنَا الملا ُك ب ُاسكوناه ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )1‬كذا في الصل؛ وكذلك هو في كطبقاف المم< (ص‪)21‬؛ قال المعلق عليقه‪ :‬ككقذاا‬
‫ولعله أراد‪ :‬البودة<؛ وفي كتاب بغية الطل البن العديم الحلبي (‪ :)1399/3‬البددة‪.‬‬
‫(‪ )2‬لم أجد هذا الخبر فيما بحثتا فهو من فوائد زوائد ابن الزبير ربمه اهلل‪.‬‬
‫(‪ )3‬اكره ابن رشيق القيروانيا ولم يسم قائلها بل قال‪ :‬قال نادب اإلسكندر‪ .‬كالعمدة في‬
‫محاسن الشعر وآدابه< (‪)293/2‬ا فتسمية القائل من فوائد زوائد ابن الزبير ربمه اهلل‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫قال لتالميق اذه‪َ :‬اا أَنَققا امق ُّ‬
‫قت فَققاك ُتبوا علَققى قَبقراي‪:‬‬ ‫قاءف وفا ُتققه قق َ‬
‫َول َ رمققا َجق َ‬
‫وهي‪:‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫الكلماف‬ ‫منها َكلمة امن هذها‬ ‫ن‬ ‫ك‬‫ر‬ ‫ل‬‫ِّ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬‫ف‬‫قبر()(‪)1‬؛ واك ُتبوا ا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫العال َ ُم بُستا ٌن اس َي ُ‬
‫اجه ال ردول ُة‪.‬‬ ‫َ‬
‫السنة‪.‬‬
‫الدول ُة سلطا ٌن َتع ُض ُده ُّ‬
‫وسها الملا ُك‪.‬‬
‫السنة سياسةٌ يَ ُس ُ‬
‫ُّ‬
‫أ‪.‬‬
‫الملك راع يَع ُضده الجي ُ‬
‫ُ‬
‫الجيأ َعباي ٌد يَك ُفلُهم المالُ ‪.‬‬
‫ُ‬
‫عي ُة‪.‬‬
‫الر ر‬
‫رزأ يَجمعه ر‬
‫المالُ ٌ‬
‫الرعي ُة َعباي ٌد يَك َت ان ُفهم‬
‫(‪)2‬‬
‫العدلُ ‪.‬‬
‫َ‬
‫مالوعا وبه ا َص ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫العالَم؛ فَامتثلُوا أَم َره ‪.‬‬
‫الح َ‬ ‫ٌ‬ ‫العدلُ‬
‫روب المصلحةا؛ َو َخ َب ُره افي ا اإلسقكندرية ا قَقد‬
‫الكلماف جامع ٌة لا ُض ا‬
‫ُ‬ ‫وهذها‬
‫َد َر َس افي َوق اتنَا‪.‬‬

‫(‪ )1‬كلمة رير واضحة فقي الصقل؛ وفقي كعيقون النبقاء< البقن أبقي أصقيبعة (ص‪:)122‬‬
‫ك َوأمر أرسطوطاليج اعند َموته أَن يقدفنا ويبنقى َعلَيقه ا بَيقت مقثمنا يكتق افقي جملَقة‬
‫مصلحة النراس<‪.‬‬
‫َ‬ ‫لج امي الُ ُمور ال ر اتي َبها‬
‫جهاته ثَ َمان َكلا َماف جامعاف َ‬
‫(‪ )2‬في الصل بدل هذه الكلمة بياضا وبعده‪ :‬هقما والمثبقت مقن كبقدائ السقلك< البقن‬
‫الزرأ الغرناطي (‪)229/1‬؛ ووردف بصيغ أخقر فقي مصقادر أخقر ا فلعلقه سقب‬
‫ترك البياض‪.‬‬
‫(‪ )3‬اكر هذه الكلماف رير وابدا منهم ابن خلدون ربمه اهلل في مقدمة تاريخه (‪)51/1‬؛‬
‫سياسيةا ارتبط بعضها ببع ا وارتق ّدف أعجازهقا‬ ‫ّ‬ ‫بكمية‬
‫ّ‬ ‫ثم قال‪ :‬كفهذه ثمان كلماف‬
‫لى صدورها<‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫بايداب(‪.)1‬‬
‫ا‬ ‫المزير ُن‬ ‫بسن الحيوا ان؟ َ‬
‫قال‪ :‬اإلنسا ُن َ‬ ‫وقيل لَه‪َ :‬ما أَ ُ‬
‫َ‬
‫ا‬
‫الشياء علَى اإلنسا ان‬ ‫(‪)2‬‬
‫السكوف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‪ :‬أَ ُ‬
‫عسر‬ ‫َ‬
‫الشقياء ال اتقي َاا‬ ‫ا ا‬
‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬
‫العاقل؟ َ‬‫ُ‬ ‫ي الشياء يَنبغي أَن يَق َ‬
‫تنيها‬ ‫وقيل لَه‪ :‬أَ ُّ‬
‫َ‬
‫َرراقَت َس افينَةٌ َس َب َحت َمعه؛ يع اني َ‬
‫العلم(‪.])3‬‬
‫ا‬
‫الحكماء‪.‬‬ ‫فهاالء الخمس ُة َس َاد ُة‬‫ُ‬
‫صاببنا ق َر ابمه’اهلل ق ام رما أَل َف ُاه با َخ ِّط السقتا اا المقذكو ارا‬
‫ُ‬ ‫انتهى َما قَ ريده‬
‫َ‬
‫السفرا صونا لَها وعناية به ا‪.‬‬ ‫ض افي َع اق ا ه َذا ِّ‬ ‫َو َعلرق ُته أَنا ُهنا افي ه َذا البيا ا‬
‫(‪)4‬‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬ ‫*‬

‫(‪ )1‬اكره ابن دريد في كالمجتنى< (ص‪.)53‬‬


‫(‪ )2‬في الصل‪ :‬أبسن؛ ولعله تصحياا والمثبت من كالمجتنقى< البقن دريقد (ص‪)52‬؛‬
‫وفي كديوان المعاني< لبي هالل العسكري (‪ :)92/2‬ما أشد الشياء علقى البمقق؟‬
‫قال‪ :‬السكوف‪.‬‬
‫(‪ )3‬اكره ابن دريد في كالمجتنى< (ص‪.)53‬‬
‫(‪ )4‬يعني عق هذا السفر من كتاب اإلباطة البن الخطي الذي قام بنسخه‪.‬‬

‫‪332‬‬

You might also like