You are on page 1of 50

‫باب املعارشة‬

‫من‬

‫الفتاوى الرضوية‬
‫لإلمام أمحد رضا خان اهلندي احلنيف رمحه اهلل تعاىل‬
‫(املتوىف‪١٣٤٠‬ـﻫـ املوافق ‪١٩٢١‬م)‬

‫تعريب وتعليق‬
‫ادلكتور حممد مهربان باروي‬

‫تقديم‬
‫قسم الرتمجة إلدارة الشؤون العربية‬
‫اتلابع ملركز ادلعوة اإلسالمية‬
‫مقدمة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫احلمد لل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم ىلع سيد املرسلني وخاتم‬
‫ن‬
‫است‬ ‫انلبيني‪ ،‬سيدنا حممد الصادق الوعد األمني‪ ،‬وىلع آهل وصحبه ومن‬
‫بسنته واهتدى بهديه إىل يوم ادلين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫إن الل تعاىل أرسل نبيه ﷺ إىل انلاس اكفة يلكون هاديا وداعيا إىل‬
‫الل بإذنه ورساجا منيا‪ ،‬ثم أهلم الصحابة‪ ،‬واتلابعني والفقهاء املجتهدين‬
‫أن حيفظوا سي نبيهم تلتم انلعم‪ ،‬واكن الل ىلع ما يشاء قديرا‪ ،‬وقال الل‬
‫سبحانه وتعاىل يف فضل العلم والعلماء‪﴿ :‬إ َّن َما َيخۡ َشى َّ َ‬
‫ٱَّلل م ِۡن عِبَادِه ِ‬ ‫ِ‬
‫ۡ َ‬
‫م ُؤا﴾ [فاطر‪ ،]28/35 :‬وقد بني‬‫ٱل ُعل َ َٰٓ‬
‫َ‬
‫ورفع َ‬ ‫ُ َ‬
‫قدرهم حيث قال‪:‬‬ ‫الل شأن العلماء‬
‫واِٱلۡعلۡ َِمِ َد َر َ‬‫ه ۡ َ َ َ ه ه‬ ‫ََۡ َه َ‬
‫[املجادلة‪.]11/58 :‬‬
‫جَٰتِ﴾‬ ‫ينِأوت ِ‬
‫واِمنك ِمِوٱَّل ِ‬‫امنه ِ‬
‫ينِ َء َ‬
‫ٱّللِٱَّل َِ‬
‫﴿يرفعِِ ِ‬
‫َ ُ َ ِّ ُ‬ ‫وقد صح عن رسول الل ﷺ أنه قال‪َ « :‬من يُرد ُ‬
‫الل بِ ِه خيا يفقهه‬ ‫ِِ‬
‫ُن ُ َ َ ََ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ ن َ ََ َ‬
‫الل يع ِطي‪َ ،‬ولن ت َزال َه ِذ ِه األمة قا ِئمة ىلع أم ِر‬ ‫اسم و‬ ‫ين‪ ،‬و ِإنما أنا ق ِ‬
‫ِ‬
‫يف ِّ‬
‫ادل‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫خالف ُهم َ‬ ‫َ ُ ُّ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫لل»(‪.)1‬‬ ‫ح نّت يَأ ِ َ‬
‫ت أم ُر ا ِ‬ ‫لل ل يُضهم من‬ ‫ا ِ‬

‫(‪ )1‬والحديث يف "صحيح البخاري"‪ :‬محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة أبو‬


‫عبد اهلل البخاري (ت‪٢٥٦ :‬هـ)‪ ،‬دار ابن كثير واليمامة بيروت‪ ،‬ط ‪،٣‬‬
‫‪1٤٠٧‬هـ‪1٩٨٧/‬م‪ .‬أخرجه عن سيدنا معاوية رضي اهلل تعالى عنه يف كتاب‬
‫العلم‪ ،‬باب من يرد اهلل به خيرا يفقهه يف الدين‪ ،‬رقم الحديث‪.٣٩/1 ،)٧1( :‬‬

‫‪1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أسباب السعادة وانلجاة والفوز‪ ،‬وعلم‬ ‫ومن ف ِقه يف ادلين فقد نال‬
‫الفقه من العلوم اهلامة اليت ينبيغ ألهل العلم العناية بها‪ ،‬وإيضاحها‬
‫ََ َ َۡ ه ۡ َ َ ۡ َ َ‬
‫ّل ِِلَ ۡعبه هد ِ‬
‫ون ِ‪﴾٥٦‬‬ ‫نس ِإ ِ‬
‫ن ِوٱۡل ِ‬
‫ت ِٱۡل ِ‬
‫للناس‪ ،‬وقال الل تعاىل‪﴿ :‬وما ِخلق ِ‬
‫[اذلاريات‪.]56/51 :‬‬

‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ن ُ‬
‫واستنباط‬
‫ِ‬ ‫الصالح ىلع تعلم الفقه‪،‬‬ ‫السلف‬ ‫ومن أجل ذلك قد حرص‬
‫ُّ ُ‬ ‫ن‬
‫وب يف ابلحث‬ ‫أحاكم الرشيعة الغراء‪ ،‬وأوقفوا حياتهم للسي ادلؤ ِ‬
‫واتلأيلف يلال ونهارا به َمم اعيلة‪ ،‬ل تعر ُف ََكَال ول َملَال‪َ ،‬‬
‫وع َمدوا إىل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ ٍ‬
‫تدوين علو ِمهم‪ ،‬ولم يهملوا شيئا منها‪ِ .‬‬

‫سبب اختيار البحث وأهميته‬

‫كتاب "الفتاوى الرضوية" ذو أهمينة كبية؛ ألنه من أهم كتب اإلمام‬


‫ِّ‬
‫أمحد رضا خان اهلندي احلنيف رمحه الل تعاىل (ت‪13٤٠ :‬هـ) اذلي يمثل‬
‫ن‬
‫قمة إنتاجه وغزارة علمه؛ وألهمية الكتاب قال العالمة اجلليل السيد‬
‫إسماعيل رمحه الل تعاىل حافظ كتب احلرم كما جاء يف كتابه‪ ...« :‬ثانيا‪:‬‬
‫تفضل علينا سيدنا بعدة أوراق من فتاويه أنموذجة نرجو الل عز شأنه أن‬
‫يسهل ويقارب لكم األوقات إلتمامها يف أقرب حني‪ ،‬فإنها حريه بأن‬

‫= "صحيح مسلم"‪ :‬مسلم بن الحجاج بن مسلم أبو الحسين القشيري (ت‪٢٦1 :‬هـ)‪،‬‬
‫دار إحياء الرتاث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬كتاب الزكاة‪،‬‬
‫باب النهي عن المسألة‪ ،‬رقم الحديث‪.٧1٨/٢ ،)1٠٣٧( :‬‬

‫‪2‬‬
‫يعتىن بها‪ ،‬جعلها الل تعاىل لكم ذخر ايلوم املعاد‪ ،‬والل أقول واحلق أقول‪:‬‬
‫أنه لو رآها أبو حنيفة انلعمان رمحه الل تعاىل ألقرت عينه وجلعل مؤلفها‬
‫من مجلة األصحاب‪.)1(»...‬‬
‫وهو ليس كتابا فقهيا فحسب بل حيمل يف طياته معالم اثلقافة‬
‫َ‬
‫اإلسالمية يف بالد شبه القارة اهلندية‪ ،‬وذلك ل نما اكن يسأهل املستفيت لم‬
‫يكن متقيدا بأي صيغة يسأل ويف أي فن من الفنون يسأل وبأي زمان‬
‫وماكن يسأل كما هو احلال اآلن‪ ،‬فجاء ك هذا الرتاث مكتوبا بادلقة مع‬
‫تدوين أسماء املستفتيني وبالدهم مفصال بدءا من الح ثم أقرب اسم‬
‫مركز الربيد أو قسم الرشطة‪ ،‬ثم املديرية ثم املحافظة أو الولية‪ ،‬ومع ذكر‬
‫اتلاريخ والشهر والعام اهلجري‪ ،‬ومن خالل هذه األسئلة واألجوبة‬
‫نستطيع أن نعرف وضع املسلمني املعيش والفكري وادلعوي والعلم‬
‫واثلقايف والرتفيه وغيها يف تلك احلقبة جبيل كوضوح الشمس‪،‬‬
‫ويمكن احلصول ىلع مئات درجات ادلكتوراه يف ك فن وموضوع‪ ،‬ومع‬
‫هذا َكه فلم حيظ الكتاب بالعناية العلمية اليت يستحقها‪.‬‬

‫ذكر اإلمام أمحد رضا خان رمحه الل تعاىل أقوال الفقهاء بشك دقيق‬
‫جدا‪ ،‬ونقل نصوصهم احلرفية بأمانة علمية تامة‪ ،‬واختار املعلومات‬

‫(‪" )1‬اإلجازات المتينة لعلماء بكة والمدينة"‪ ،‬مطبوع مع الرسائل الرضوية‪ :‬اإلمام‬
‫أحمد رضا خان الهندي المؤلف (ت‪1٣٤٠ :‬هـ) مكتبة المدينة‪ ،‬سوق خضر‬
‫القديم‪ ،‬كراتشي‪ ،‬باكستان‪ :‬ص‪.٥٩ -٥٨ :‬‬

‫‪3‬‬
‫املتنوعة من مصادرها املتخصصة بأمانة علمية متناهية‪ ،‬وحقق ودقق‬
‫وفصل وفرع املسائل لم يسبق هل نظي عند أسالفنا من قبل‪ ،‬وعلل‬
‫األحاكم بالقواعد األصويلة والفقهية والضوابط كثيا ويعترب املؤلف يف‬
‫ذلك مبتكرا‪ ،‬وجاء فيه ما حدث بالفعل وسئل اإلمام عنه‪ ،‬وىلع هذا لم‬
‫ُ‬
‫تذكر فيه الفرتاضيات إل نادرا تلفهيم املسألة وحنوه‪.‬‬

‫وكذا تربز أهمية الكتاب وقيمته العلمية من خالل كرثة الفنون‬


‫اليت حيتوي عليها الكتاب‪ ،‬قسط منه يف علم الالكم موضحا عقيدة‬
‫أهل السنة واجلماعة اليت اكن عليها انلب والصحابة واتلابعون وما‬
‫بعدهم األئمة املجتهدون( ‪.)1‬‬
‫( ‪)3‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫والقواعد الفقهية‬ ‫وقسط منه يف علم اتلجويد والقراءة‬

‫( ‪ ) 1‬كرسالة‪ " :‬أعالي اإلفادة يف تعزية الهند وبيان الشهادة"‪ ،‬ذكرها يف الفتاوى‬
‫الرضوية رضا فاؤنديشن‪ ،‬الهور‪ ،‬باكستان‪ ،‬ط ‪1٤1٨ ،1‬هـ‪1٩٩٧/‬م‪ ،‬كتاب‬
‫الحظر واإلباحة‪ .٥11/٢٤ ،‬و" السوء والعقاب على المسيح الكذاب‬
‫المعروف بالقاديانية"‪ ،‬ذكرها يف كتاب السير‪ .٥٧1/1٥ :‬و"قوارع القهار يف‬
‫المجسمة ال ُف َّجار"‪ ،‬ذكرها يف العقائد والكالم‪.11٩/٢٩ :‬‬
‫ِّ‬ ‫الرد على‬
‫(‪ )٢‬كرسالة‪" :‬نعم الزاد لروم الضاد"‪ ،‬ذكرها يف كتاب الصالة من الفتاوى الرضوية‪:‬‬
‫‪.٢٨٣/٦‬‬
‫(‪ )٣‬كرسالة‪" :‬جلي النص يف أماكن الرخص"‪ ،‬ذكرها يف كتاب الحظر واإلباحة من‬
‫الفتاوى الرضوية‪.٢٠1/٢1 :‬‬

‫‪4‬‬
‫ورسم اإلفتاء( ‪ )1‬إضافة إىل ذلك ما فيه من العلوم العقلية( ‪.)2‬‬
‫أعرب بعض الشء من الفتاوى‬ ‫ُ‬
‫عزمت أن ِّ‬ ‫وهلذه األسباب وغيها‬
‫ََ‬
‫الرضوية حّت يكون عونا ملن يريد معرفة علم من أعالم شبه القارة‬
‫اهلندية‪ ،‬ويف احلقيقة من اطلع ىلع مبحث من مباحث الفتاوى الرضوية‬
‫لعرف وادىع بأن ل تكتمل مكتبة الفقه احلنف دونه‪ ،‬والل اهلادي إىل‬
‫سواء السبيل‪.‬‬

‫أ۔ منهج التعريب‬

‫(‪ )1‬أترجم باملعىن العريف دون احلريف‪ ،‬أي‪ :‬هو اتلعبي عن معاين‬
‫ُ ِّ‬
‫الم َؤلف إىل اللغة العربية مع وفاء مجيع املعاين واملقاصد ما أمكن‪،‬‬ ‫الكم‬
‫وأبذل اجلهد بكل ما يف وسيع أن يكون اتلعريب تصويرا لك ما أراد‬
‫ُ ِّ‬
‫الم َؤلف من معانيه ومقاصده‪.‬‬
‫(‪ )2‬أحاول أن أعطي صورة واضحة قدر اإلماكن عن هذه األفاكر‬
‫بالرتكزي ىلع املعلومة وعدم اتلوقف مطول عند طريقة صياغة اللكمات‪.‬‬

‫(‪ )1‬كرسالة‪" :‬أجلى اإلعالم أن الفتوى مطلقًا على قول اإلمام"‪ ،‬ذكرها قبيل كتاب‬
‫الصالة من الفتاوى الرضوية‪.٩٥/1 :‬‬
‫(‪ )٢‬كرسالة‪" :‬درء القبح عن درك وقت الصبح"‪ ،‬ذكرها يف كتاب الصوم من الفتاوى‬
‫الرضوية‪ .٦1٧/1٠ :‬و"هداية المتعال يف حد االستقبال"‪ ،‬ذكرها يف كتاب‬
‫الصالة من الفتاوى الرضوية‪.٦٠/٦ :‬‬

‫‪5‬‬
‫(‪ )3‬الكم املؤلف باللغة العربية أو للمستفيت أنقله دون أي تصف‪،‬‬
‫ووضعه بني القوسني الكبيين (( ))‪ ،‬وإذا ختلل القتباس عن الكتب‬
‫الفقهية وباللغة العربية بني الكم املؤلف فال أضع القوسني الكبيين إل‬
‫يف بداية الالكم ونهايته وأضع القتباس احلريف عن الفقهاء بني اتلنصيص‬
‫مع اتلوثيق من املراجع األصلية‪ ،‬وإذا اكن ذلك القتباس معنويا فأضع‬
‫انلقطتني العموديتني (‪ ):‬يف بداية القتباس وانلقطة الواحدة (‪ ).‬يف نهايته‪.‬‬
‫(‪ )4‬وقد يقول املؤلف باللغة العربية‪ :‬ويف "رد املحتار" وحنوه ثم يأت‬
‫بالقتباس فال أضع بني القوسني الكبيين مثل هذه اللكمات البسيطة‬
‫إل إذا اكن قبل القتباس أو بعده الكم املؤلف باللغة العربية أيضا‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫((يف "ادلر املختار"‪« :‬ل جيب ىلع الزوج تطليق الفاجرة»‪ .)).....‬وكذلك‬
‫َكمة (انتىه) أو َكمة (ملخصا) أو (انتىه ملخصا) أو (ملتقطا) أو‬
‫(انتىه ملتقطا) لم أضعها بني القوسني الكبيين إل إذا اكن الكم املؤلف‬
‫العربية متصال ما قبله أو بعده‪.‬‬
‫(‪ )5‬عدم اتلكرار إذا اكن الالكم يف اللغة األردية ثم يف نفس املعىن‬
‫يف اللغة العربية‪ ،‬فأحاول اتلبديل ما يناسب السياق باملرتادفات أو‬
‫أحذف اتلكرار‪.‬‬
‫(‪ )6‬أنقل أسماء األشخاص واألماكن كما يه‪ ،‬والاكف الفارسية‬
‫يف األسماء واألماكن؛ وهو ينطق (‪ )G‬باإلجنلزيية أثبته كما هو املعروف‬
‫يف اللغة العربية كـ‪ :‬بنغال ديش حيث غي بالغني وقد يغي باجليم كـ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫اللغة اإلجنلزيية أو بالاكف‪ ،‬وإذا لم نعرف نطقه باللغة العربية فغينا بـ‪:‬‬
‫الغني لكونه أقرب منه‪.‬‬
‫(‪ )7‬وأنقل املصطلحات واألشعار واألمثلة يف اللغة األردية إىل ما‬
‫يرتادف يف املعىن من اللغة العربية إن أمكن وإل أذكر املعىن املناسب‪.‬‬
‫(‪ )8‬انلصوص العربية املقتبسة أضع كما يه دون أي تصف‪ ،‬وإذا‬
‫اكن القتباس حرفيا أحص بني عالمة اتلنصيص‪ ،‬وإذا اكن القتباس‬
‫باملعىن أشي ذلك عند اتلوثيق بكلمة (انظر) يف اهلامش‪.‬‬

‫ب‪ .‬منهج التحقيق والدراسة‬


‫أحاول جاهدا أن أخرج هذا الكتاب حمققا بالصورة اليت تركها عليه‬
‫ن‬ ‫ِّ‬
‫ُم َؤلفه؛ ومن أجل ذلك قمت بالزتام املنهج العام اذلي وضعه العلماء‬
‫تلحقيق املخطوطات مع بعض اإلضافات الالزمة‪ ،‬ويتمثل املنهج اذلي‬
‫سأتبعه يف ن‬
‫اتلحقيق ىلع انلحو اآلت‪:‬‬

‫أوّاًل‪ّ:‬املقابلةّوتصحيحّاملتنّواإلمالءّ‪ّ :‬‬
‫(‪ )1‬خطة ابلحث اليت وضعتُها يف بداية ك رسالة ويف بداية‬
‫الفصول واملباحث وعند تقسيم األفاكر تقسيما منطقيا؛ ويه من عندي‬
‫للتوضيح وإظهار معالم هيك ابلحث والرسالة قبل أن خياض يف اتلفاصيل‬
‫وك ذلك لم أضع بني املعكوفتني‪.‬‬
‫(‪ )2‬أنسخ الكتاب حسب القواعد اإلمالئية احلديثة‪ ،‬اكتلفريق بني‬
‫اهلمزة الوصلية (ا) والقطعية (أ) وتنقيط ايلاء‪ ،‬وطريقة كتابة اهلمزات‪...‬‬
‫‪7‬‬
‫(‪ )3‬أقابل هذا الكتاب ىلع مجيع املصادر واملراجع ‪-‬ما وقف ُ‬
‫ت منها‪-‬‬
‫عند اتلوثيق‪ ،‬ولكنين لم أثبت يف حوايش اتلحقيق الزيادات أو الفروق‬
‫اليت انفردت بها املصادر واملراجع أو الطبعة األخرى من الفتاوى الرضوية‬
‫خشية اإلطالة‪.‬‬
‫(‪ )4‬أضبط اللكمات اليت قد يشك ىلع القارئ ضبطها‪ ،‬وذلك ىلع‬
‫الحتمال الواحد دون اإلشارة إىل الوجه اثلاين‪.‬‬
‫(‪ )5‬أشك القواعد الفقهية واألصويلة ورسم اإلفتاء وضوابطها‬
‫واألشعار ورضب األمثال تشكيال اكمال‪.‬‬
‫(‪ )6‬قد أجد يف إحدى طبعات الفتاوى الرضوية لفظا خيتلف عن‬
‫الطبعة األخرى والكهما صحيحان‪ ،‬فأتعامل به اكتلايل‪ :‬إذا اكنت تلك‬
‫العبارة اقتباسا من الكتب فأثبت ما يتفق بذلك القتباس‪ ،‬وأما إن اكنت‬
‫العبارة من عند املؤلف نفسه فأثبت أصحهما وأفضلهما معنا واألنسب‬
‫حمال ولكن هذا بعد اتلدقيق ادلقيق لحتمال وقوع اخلطأ يف الفهم قبل‬
‫ك يشء‪ ،‬مع املالحظة أنين لم أسجل الفروق بني طبعات الفتاوى‬
‫الرضوية حّت ل تكون عبئا ىلع الكتاب‪.‬‬

‫ثانيًا‪ّ:‬تخريجّاألحاديثّوعزوّاآلياتّ‪ّ :‬‬
‫(‪ )1‬أعزو اآليات القرآنية إىل السور مع بيان اسم السورة ورقمها‬
‫ِّ‬
‫ورقم اآلية‪ ،‬وأضبطها ضبطا تاما مطابقا للقراءة اليت يريدها املؤلف‪،‬‬
‫ومزيتها عن سائر نصوص الكتاب حبصها بني قوسني مزهرين ﴿ ‪.﴾......‬‬‫ن‬

‫‪8‬‬
‫(‪ )2‬أخرج األحاديث انلبوية‪ ،‬وأكتف بالعزو إىل صحيح ابلخاري‬
‫فقط أو مسلم فقط إذا ورد فيهما أو يف أحدهما‪ ،‬ول أجتاوز إىل غيهما‬
‫خرجه عن السنن والكتب املشهورة من‬‫يف الغالب‪ ،‬فإذا لم يوجد فيهما أ ِّ‬

‫كتب احلديث حسب األصح فاألصح‪ ،‬وإذا لم يكن احلديث يف‬


‫الصحيحني أذكر درجة احلديث من حيث الصحة وعدمها من الكم‬
‫العلماء مع ذكر املصدر واجلزء والصفحة‪.‬‬
‫(‪ )3‬إن اختلفت ألفاظ احلديث بني الفتاوى الرضوية واملراجع‬
‫األصلية من متون احلديث واكن الختالف بسيطا ولم يكن ذلك اللفظ‬
‫من شاهد املؤلف فأعتمد ىلع ما وجدت يف الكتب املطبوعة املصححة‬
‫واملنقحة واملحققة دون اإلشارة إيله يف اهلامش‪ ،‬وإن اكن الفرق كبيا أو‬
‫ذاك اللفظ اكن شاهدا فأثبت األلفاظ اليت ذكرها املؤلف مع اتلنبيه‬
‫واتلخريج يف اهلامش‪.‬‬
‫(‪ )4‬أضبط األحاديث انلبوية ضبطا اكمال سواء يف اهلوامش واملت‪،‬‬
‫ثم ذكرت اسم الراوي األول من الصحابة ريض الل تعاىل عنه يف اتلخريج‪.‬‬
‫(‪ )5‬اكنت الطريقة يف ختريج احلديث ىلع انلحو اتلايل‪ :‬ذكر ُت اسم‬
‫كتاب احلديث‪ .‬مثال‪" :‬صحيح ابلخاري"‪ ،‬ثم اسم الكتاب‪ ،‬ثم اسم ابلاب‬
‫إذا وجد‪ ،‬ثم رقم احلديث‪ ،‬ثم رقم اجلزء والصفحة‪ ،‬ثم بيان درجة احلديث‬
‫أخرج أبو داود عن سيدنا‬ ‫َ‬ ‫إذا اكن احلديث يف غي الصحيحني‪ ،‬أقول مثال‪:‬‬
‫َ‬
‫أيب ـﻫريرة ريض الل تعاىل عنه‪َ « :‬من َاكنَت َهلُ ام َرأتَان َف َم َال إىل إح َد ُ‬
‫َ‬
‫اه َما‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫‪9‬‬
‫ُّ ُ‬
‫ام ِة َو ِشقه َمائِل»‪" ،‬سنن أيب داود"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬باب يف‬
‫اء يَو َم القيَ َ‬
‫ِ‬ ‫ج َ‬‫َ‬

‫القسم بني النساء‪ ،‬رقم احلديث‪ ،6٤8/1 ،)2133( :‬أو مثال‪" :‬سنن‬
‫الرتمذي"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬باب ما جاء يف التسوية بني الُضائر‪ ،‬رقم‬
‫احلديث‪" ،٤٤٧/3 ،)11٤1( :‬املستدرك ىلع الصحيحني"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬رقم‬
‫احلديث‪ ،2٠3/2 ،)2٧5٩( :‬وقال احلاكم‪« :‬هذا حديث صحيح ىلع رشط‬
‫الشيخني ولم خيرجاه»‪ ،‬ووافقه اذلهب قائال‪« :‬ىلع رشط ابلخاري ومسلم»‪.‬‬
‫(‪ )١‬إذا أشار املؤل ف إىل احلديث إشارة فأنا أذكر ن‬
‫نص ه وخترجيه‬
‫يف اهلوامش‪.‬‬
‫(‪ )٢‬إذا تكرر األحاديث أو القواعد والضوابط أكتف ىلع اإلشارة‬
‫أنه سبق اتلخريج واتلوثيق واتلعليق يف كتاب كذا ورسالة كذا وىلع‬
‫صفحة كذا‪.‬‬
‫(‪ )٣‬إذا لم أجد احلديث يف كتب متون احلديث أعود إىل كتب‬
‫َ‬
‫الفقهاء؛ ألن هناك أحاديث كثية يرويها الفقهاء بعضهم عن بعض‪،‬‬
‫فليس من الُضوري أن َكها ضعيفة أو ل أصل هلا‪ ،‬ومن األمانة العلمية‬
‫أن أذكر احلديث كما ورد‪.‬‬
‫(‪ )٤‬ذكر املؤلف حديثا ضعيفا؛ هناك حديث آخر قوي بسند آخر‬
‫يؤيد ما ذكر املؤلف فال أغي شيئا من عندي أبدا بل أخرج احلديث أول‬
‫مع بيان درجة احلديث من كتب متخصصة ثم أقول‪ :‬حديث آخر صحيح‬
‫أو حسن يقويه ويعضده ما ذكره فالن يف كتاب كذا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ثالثًا‪ّ:‬أمورّتتعلّقّبعالماتّالترقيم‪ّ :‬‬
‫(‪ )١‬أضع عالمات الرتقيم يف مواضعها املناسبة‪.‬‬
‫(‪ )٢‬ك ما جاء بني املعكوفتني يف املت أو احلوايش دون ِّ‬
‫أي إشارة‬
‫هو من عندي تلوضيح الالكم‪.‬‬
‫(‪ )٣‬أضع انلقط اثلالثة أو األربعة األفقية (‪ )...‬لدلللة ىلع احلذف‬
‫يف القتباس احلريف‪ ،‬ثم عند انتهاء انلقط وعالمة اتلنصيص وضع ُ‬
‫ت (إىل‬
‫آخره) اكتلايل‪ ،».... « :‬إىل آخره‪ ،‬وذلك إذا اكن املؤلف قد وضع إشارة (إلخ)‬
‫وإل أكتف ىلع انلقط األفقية املذكورة فقط‪.‬‬
‫(‪ )٤‬قبل َكمة انتىه وبعدها أضع نقطة دائما‪.‬‬
‫(‪ )5‬ل أترك أية مسافة وفراغ قبل انلقطتني العموديتني وقبل‬
‫الرشطة املائلة يف ذكر جزء الكتاب وصفحته يف اتلوثيقات واتلخاريج‪،‬‬
‫مثال أكتب اكتلايل‪" :‬كشف الظنون"‪.25/1 ،‬‬

‫رابعًا ‪ّ:‬شرحّاملغلقاتّوالتعليقّ ىلعّ املعضالتّ واملبهمات ّ‬


‫ونحوهّاّ‪ّ :‬‬
‫ت بعض األلفاظ واللكمات الغريبة الواردة يف املت‬ ‫(‪ )١‬رشح ُ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫املعتربة‪ ،‬أو غريب احلديث أو من كتب‬ ‫بالرجوع إىل املعاجم اللغوية‬
‫اتلفاسي‪.‬‬
‫(‪ )٢‬من املعاجم اللغوية أذكر اسم الكتاب‪ ،‬ثم املادة‪ ،‬ثم رقم اجلزء‬
‫والصفحة‪ ،‬إن اكن املعجم لغويا كـ "لسان العرب" مثال‪ ،‬أما إن اكن معجم‬

‫‪11‬‬
‫كـ "معجم لغة الفقهاء" فإنين ل أذكر املادة فيه‪ ،‬أذكر العنوان إذا وجدته‪،‬‬
‫وإل أذكر رقم اجلزء والصفحة فقط‪ ،‬واعتمدت ىلع املعاجم اللغوية‬
‫املعروفة وىلع كتب اللغة الفقهية‪.‬‬
‫ت ىلع بعض مسائل الكتاب يف املواضع اليت رأيت أن‬ ‫(‪ )٣‬علنق ُ‬

‫احلاجة تمس إىل زيادة بيان أو توضيح أو تعليق‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق‬
‫بانلوازل‪.‬‬
‫ُ ِّ‬
‫الم َؤلف إذا اكن يف ذلك غموض‪ ،‬وقمت بإاعدة‬ ‫ت الكم‬ ‫(‪ )٤‬ن‬
‫وضح ُ‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫الضمائر إىل مراجعها يف اهلوامش إذا اكن انلنص حيتاج إىل ذلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬حقق املؤلف ودقق وناقش وابتكر وفصل بعض املسائل‬
‫الفقهية لم يسبق نظيه من قبل عند أسالفنا‪ ،‬ومثل هذه املسائل كثية‬
‫جدا‪ ،‬وبلعض األهم منها أذكر يف عناوينها‪ :‬حتقيق رائع للمؤلف بأن‪/‬‬
‫يف‪ /‬يف مسألة‪ /‬أو حتقيق عظيم للمؤلف‪ ،‬حتقيق رفيع للمؤلف‪ ،‬حتقيق‬
‫خطي الشأن للمؤلف‪ ،‬حتقيق مهم جدا للمؤلف‪ ،‬حتقيق فريد من نوعه‬
‫للمؤلف‪ ،‬حتقيق جليل للمؤلف لم يسبق هل مثيل‪ ،‬حتقيق جليل‪ ،‬حتقيق‬
‫ساطع لمع‪ ،‬وما شابهها‪.‬‬

‫خامسًا ‪ ّ:‬طريقةّ تدوينّ املصادرّ واملراجعّ يفّ الهامش ّ‬


‫ومعلوماتّدورّالنشرّونقلّااًلقتباسات‪ّ :‬‬
‫(‪ )1‬ذكر ُت معلومات النرش وتارخيه عند أول وروده فقط‪ ،‬وإذا لم‬
‫أجد الطبعة أو تارخيها ل أشي ِّ‬
‫بأي رمز حنو‪ :‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ط‪ ،‬م وغيها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫(‪ )2‬بسبب تعدد املجالس واختالف املكتبات لم أستطع اتلقيد‬
‫بدار نرش واحد أو طبعة واحدة يف كثي من املصادر واملراجع‪ ،‬وأثبت يف‬
‫أول مرة ما اكن أكرث اعتمادا‪ ،‬ثم يف فهرس املصادر املراجع أثبت دار‬
‫النرش أو الطبع األخرى للمصادر واملراجع‪.‬‬
‫(‪ )3‬اكنت طريقة توثيق املعلومات من الكتب الفقهية يف احلوايش‬
‫ىلع انلحو اتلايل‪ :‬أورد ن‬
‫انلص أول ثم أذكر املصدر‪ ،‬ثم أذكر اسم الكتاب‪،‬‬
‫ثم أذكر اسم ابلاب أو الفصل‪ ،‬ثم أذكر املطلب أو الفرع أو العنوان إذا‬
‫وجد‪ ،‬ويف بعض األحيان أذكر‪ :‬عند قوهل كذا‪ ،‬إذا اكن القتباس معنويا‪،‬‬
‫نسجت جهازا‬‫فلما قال املؤلف ىلع سبيل املثال‪ :‬قال يف "ابلحر"‪« :‬صغية َ‬
‫أمها فسلنم أبوها َ‬
‫مجيع‬ ‫وسعيها حال صغرها وكربها فماتت ُّ‬ ‫بمال ِّ‬
‫أمها وأبيها َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نصيبهم من جهة األم»‪ .‬انتىه‪ .‬فأقول‬
‫ِ‬ ‫اجلهاز إيلها‪ ،‬فليس إلخوتها دعوى‬
‫يف اهلامش‪" :‬ابلحر الرائق"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬باب املهر‪ .326/3 ،‬وقال املؤلف‬
‫َ ُ‬
‫ىلع سبيل املثال‪ :‬قال يف "انلهر الفائق"‪« :‬ونقول‪ :‬وينبيغ أن ل يُقبل قوهل‬
‫ُ ن‬
‫السكر وحنوه للعرف»‪ .‬انتىه‪ .‬فأقول يف‬ ‫أيضا يف اثلياب املحمولة مع‬
‫اهلامش‪" :‬انلهر الفائق"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬باب املهر‪ ،‬عند قول "الكنـز"‪:‬‬
‫فقالت‪ :‬هو هدية‪ ،‬وقال‪ :‬هو من املهر‪ ،‬فالقول هل يف غي املهيأ لألكل‪.265/2 :‬‬
‫ت عناوين األبواب والفصول واملطالب وحنوها يف‬ ‫(‪ )4‬قد أضف ُ‬

‫اهلوامش عند اتلوثيقات لتسهيل القارئ إذا أراد الرجوع إىل املسألة‬
‫للمزيد أو اتلأكد‪ ،‬مثال يف "الفتاوى الرضوية"‪ :‬قال يف "احللية" بعد نقل‬

‫‪13‬‬
‫الالكم املصىف املذكور‪« :‬ليس يف الفتاوى اخلانية ول اخلالصة ذلك كما‬
‫َ‬
‫ذكره مطلقا‪ ،‬وكذا ليس يف حميط ريض ادلين‪ ،‬وأما املغين ومبسوط شيخ‬
‫اإلسالم فلم أقِف عليهما»‪ .‬انتىه‪ .‬ووثقته يف اهلامش اكآلت‪" :‬حلية‬
‫املجيل"‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬الطهارة الكربى‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬رقم اللوحة‪/88 :‬أ‪.‬‬
‫فعنوان (الطهارة الكربى) لم يرد يف احللية أصال أنا أضفته لتسهيل‬
‫الرجوع إىل املسألة‪.‬‬
‫ت أقوال العلماء وغيهم من كتبهم إن اكن هلم كتب ذكرت‬ ‫(‪َ )5‬وثنق ُ‬
‫ُ‬
‫فيها تلك األقوال ولو اكن املصدر خمطوطا‪ ،‬وإل من الكتب األخرى اليت‬
‫نقلت أقواهلم؛ ألن األخطاء قد تتناقل يف الكتب الفقهية وغيها دون‬
‫ت ىلع ما لم أقف عليه‪.‬‬‫تدقيق‪ ،‬ونبه ُ‬

‫(‪ )6‬إذا اكن القتباس حرفيا بما نقله املؤلف‪ ،‬أذكر اسم املرجع مع‬
‫حص الالكم بعالمة اتلنصيص « » دون َكمة‪ :‬انظر يف احلوايش‪ ،‬وإذا اكن‬
‫القتباس معنويا أورد انلص من املرجع حرفيا إذا اكن يف اذلكر فائدة‬
‫جديدة‪ ،‬وإل أذكر املرجع فقط بكلمة‪ :‬انظر‪ .‬وإن جاء القتباس بداخل‬
‫القتباس فال أحص بني عالمة اتلنصيص إل األول فقط‪.‬‬
‫َ‬
‫(‪ )7‬املصادر الفقهية أرتب حبسب ِقدم مذهبها‪ ،‬فاحلنفية أول‪ ،‬ثم‬
‫املالكية‪ ،‬ثم الشافعية‪ ،‬ثم احلنابلة‪ ،‬أما عند اجتماع املصادر اللغوية‬
‫َ‬
‫والصطالحية والفقهية وغيها أقدم املصادر اللغوية اكملعاجم أول ثم‬
‫املراجع اليت تهتم املصطلحات‪ ،‬ثم املراجع الفقهية وغيها‪ ،‬إل إذا ورد‬

‫‪14‬‬
‫ت ذلك الكتاب أول بأي فن اكن ثم الرتتيب‬ ‫القتباس احلريف فقدم ُ‬
‫املذكور‪ ،‬ويف ك طائفة قدم ُ‬
‫ت املرجع حسب تاريخ وفاة املؤلف‪.‬‬
‫(‪ )8‬إذا تكرر املصدر نفسه عند اإلحالة أذكره ثانيا مع رقم‬
‫الصفحة والجتناب عن َكمة (املصدر السابق) لتسهيل القارئ‪.‬‬
‫ت أجزاء الكتاب بعضها ببعض وذلك بتعيني أرقام‬ ‫(‪ )9‬ربط ُ‬

‫ت ىلع كثي من القضايا‬ ‫الصفحات اليت وردت فيها املعلومة‪ ،‬كما نبه ُ‬

‫املكررة أو اإلشارات ذات العالقة باإلحالة إيلها يف الصفحات السابقة أو‬


‫الالحقة‪.‬‬
‫(‪ )10‬فلما انتىه الكم املؤل ف يف اهلامش وضع يف آخره (‪ 12‬م) أو‬
‫(‪ 12‬منه) وحنوهما كما اعدته الرشيفة فوضع ُ‬
‫ت مرموز إيله هو (انتىه‬
‫ُ‬
‫منه غ ِف َر هل)‪.‬‬
‫(‪ )١١‬بطاقة الكتاب ومعلومات دور النرش واملؤلف ل أذكر إل عند‬
‫أول ورودها فقط‪ ،‬فأذكر اسم الكتاب اكمال مع اسم الرشح واملت ثم أضع‬
‫نقطتني عموديتني ثم اسم املؤلف اكمال ثم تاريخ الوفاة ثم اسم دار النرش‬
‫ثم املدينة ثم ادلولة ثم رقم الطباعة ثم اتلاريخ اهلجري ثم امليالدي ثم‬
‫اسم املحقق وأخيا أذكر اتلوثيق واتلخريج اذلي أنا بصدد حبثه‪.‬‬
‫(‪ )12‬وقد حىش املؤلف ىلع كتاب نفسه الفتاوى الرضوية وأنا أوثق‬
‫نصوص الفقهاء وغيهم وأخرج األحاديث وأعزو اآليات اليت وردت يف‬
‫حالت لطريقة تدوين املصادر واملراجع فيها‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫حواشيه‪ ،‬ست‬

‫‪15‬‬
‫الحالةّاألولىّ‪ :‬القتباس اذلي انتىه وسط حاشية املؤلف أو قبل‬
‫نهايتها فأذكر املصدر واملرجع بعد انتهاء القتباس مبارشة‪ ،‬مثال اكتلايل‪:‬‬
‫أي تصف‪(( :‬هل املراد شرب‬ ‫وهو حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون ِّ‬
‫ن‬
‫املستعمل أو الوسط تردد فيه الطحطاوي يف حاشية ادلر‪ ،‬وقال‪ :‬حيرر‪.‬‬
‫انتىه [الكم الطحطاوي يلع ادلر‪ ،‬كتاب الطهارة‪ .]٧٠/1 ،‬وقال الشايم‪:‬‬
‫ن‬
‫الظاهر اثلاين؛ ألنه حممل اإلطالق اغبلا‪ .‬انتىه [الكم رد املحتار‪ ،‬كتاب‬
‫الطهارة‪ ،‬سنن الوضوء‪ ،‬مطلب من انلصوص ما يعترب فيها مفهوم‬
‫املخالفة عند احلنفية‪ .]300/1 ،...‬أقول‪ :‬نقل العالمة الطحطاوي نفسه يف‬
‫حاشية املرايق هذا اذلي تراه لكننه نسبه إىل بعضهم فإن اكن ذلك ابلعض‬
‫ممن يعتمد ىلع قوهل‪ ،‬فهذا نص يف ابلاب‪ ،‬وإل فالظاهر مع الشايم‪ ،‬والل‬
‫تعاىل أعلم))‪.‬‬
‫الحالةّالثانيّةّ‪ :‬إذا اكن بعد القتباس اسم الكتاب املقتَبس منه‬
‫ُ‬
‫مجيع اللحية‬
‫أو مؤلفه فأحاول أن يكون الكما ممزوجا اكتلايل‪(( :‬غسل ِ‬
‫فرض عمليا ىلع املذهب الصحيح املفّت به املرجوع إيله‪ .‬بدائع [ملتقطا‬
‫يف كتاب الطهارة‪ ،‬باب بيان أراكن الوضوء‪ .]4/1 ،‬ثم ل خالف أن‬
‫املسرتسل ل جيب غسله ول مسحه بل يسن))‪ .‬أي‪ :‬ل حاجة إىل تكرار‬
‫اسم ابلدائع مرة ثانية‪.‬‬
‫الحالةّالثالثةّ‪ :‬إن انتىه القتباس يف نهاية حاشية املؤلف فأذكر‬
‫املصدر واملرجع بني املعكوفتني بعد حاشية املؤلف تماما‪ ،‬مثال اكتلايل‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫وهو حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون أي تصف‪(( :‬حديث يونس‬
‫بن مّت‪ ،‬وحديث ابن عمر يف الصالة‪ ،‬وحديث القضاةُ ثالثة‪ ،‬وحديث‬
‫ابن عباس حدثين رجال مرضيون منهم عمر وأرضاهم عندي عمر‪.‬‬
‫انتىه‪ .‬أبو داود)) [كتاب الطهارة‪ ،‬باب الوضوء من انلوم‪ ،‬رقم احلديث‪:‬‬
‫(‪ ،)2٠2‬ص‪.]3٩ :‬‬
‫الحالةّالرابعةّ‪ :‬وإن اكن القتباس الواحد أثناء احلاشية واثلاين يف‬
‫نهايتها فأجعل توثيق الوسط بعده مبارشة واألخي بعد انتهاء احلاشية‪.‬‬
‫الحالةّالخامسة‪ :‬وإن اكن يف نهاية اهلامش اسم الكتاب أو‬
‫املؤلف ثم َكمة انتىه فأ وثق املصدر بعد اسم الكتاب ولكمة انتىه‬
‫أجعلها بعد املعكوفتني اكتلايل‪ :‬يف رد املحتار‪« :‬قوهل‪ :‬ل خالف‪ .‬أي‪:‬‬
‫بني أهل املذهب ىلع مجيع الروايات‪ .‬الطحطاوي» [ىلع ادلر املختار‪،‬‬
‫كتاب الطهارة‪64 /1 ،‬؛ رد املحتار‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب أراكن الوضوء‪،‬‬
‫‪ ]100/1‬انتىه))‪.‬‬
‫ُ‬
‫الحالةّالسادسةّ‪ :‬ذكرت يف املنهج أن الكم املؤلف لما انتىه يف‬
‫اهلامش وضع يف آخره (‪ 12‬م) أو (‪ 12‬منه) وحنوهما كما اعدته الرشيفة‬
‫ُ‬
‫فوضعنا مرموز إيله هو (انتىه منه غ ِف َر هل)‪ .‬وإذا انتىه القتباس قبل (‪12‬‬
‫ُ‬
‫م) أو (‪ 12‬منه) أو (انتىه منه غ ِف َر هل) وحنوها فأوثق القتباس بعد النتهاء‬
‫مبارشة وأضع قبل املعكوفتني َكمة انتىه األوىل إن وجدت‪ ،‬ثم (انتىه‬
‫ُ‬
‫منه غ ِف َر هل) ثم يف األخي أضع القوسني الكبيين‪ ،‬مثال اكتلايل‪ :‬وهو‬

‫‪17‬‬
‫ِّ‬
‫حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون أي تصف‪(( :‬قال الرميل‪« :‬هذا مروي‬
‫عن أيب حنيفة رمحه الل تعاىل‪ ،‬والكمه هنا موهم أن ذلك مروي عن‬
‫املشائخ كما هو ظاهر من سياقه»‪ .‬انتىه [الكم منحة اخلالق‪ ،‬كتاب‬
‫ُ‬
‫القضاء‪ ،‬فصل تقليد من شاء من املجتهدين‪ .]293/6 ،‬انتىه منه غ ِف َر هل))‪.‬‬
‫(‪ )13‬يف هامش املؤلف ل أضع هامشا إل إذا اكنت حاجة شديدة‪.‬‬
‫(‪ )14‬ما ورد يف حاشية املؤلف (وهو حاشية املؤلف نفسه) أو (وهو‬
‫حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون ِّ‬
‫أي تصف) أغيها إىل تنسيق العنوان‪.‬‬
‫أي‪ :‬أجعلها عنوانا جانِبيا ويكون حجم خطه أقل رقمني من خط‬
‫اهلامش العادي‪ ،‬واهلامش ابلايق أجعله اغمقا يف اخلط املألوف‪ ،‬وأما ما‬
‫جاء بني املعكوفتني من العزو واتلخريج واتلوثيق واتلفسي واتلعليق وما‬
‫إىل ذلك يبىق كما هو‪ ،‬فال أغي منه أي يشء‪ .‬أي‪ :‬ل أجعله اغمقا ول‬
‫عنوانا جانبيا‪.‬‬
‫(‪ )15‬عبارة (وهو حاشية املؤلف نفسه باللغة العربية نقلتها دون ِّ‬
‫أي‬
‫تصف) أستخدمها إذا اكن الكم املؤلف باللغة العربية فنقلته دون أي‬
‫تصف‪ .‬وعبارة (وهو حاشية املؤلف نفسه) أستخدمها إذا اكن الكم‬
‫املؤلف باألردية فعربته أنا‪.‬‬

‫سادسًا‪ّ:‬ماّيتعلّقّبتراجمّاألعالمّوتعاريفّالكتبّ‪ّ :‬‬
‫عرف ُ‬
‫ت مجيع الكتب الواردة يف نص الكتاب تعريفا موجزا بأن‬ ‫(‪ )١‬ن‬

‫أذكر أول اسم الكتاب اكمال مع ذكر اسم املت إن اكن رشحا ثم بما اشتهر‬

‫‪18‬‬
‫به‪ ،‬وبعد انلقطتني العموديتني أذكر اسم املؤلف‪ ،‬وبعد تاريخ وفات‬
‫املؤلف أذكر رشح الكتاب ومتنه وتلخيصه واختصاراته ومنهجه‬
‫وأهميته‪ ،‬ك ذلك ل يتجاوز عن ثالثة أسطر‪ ،‬وأخيا أذكر بعض أهم‬
‫املصادر من كتب الفهارس املعتمدة يف هذا ابلاب‪.‬‬
‫(‪ )٢‬ترمج ُ‬
‫ت األعالم الواردة َكها عند أول ورودها يف معظم األحيان‬
‫وإل ذكرت رقم الصفحة اليت سأترمجها فيما بعد‪ ،‬ودون اتلفات إىل أنها‬
‫غي مشهورين‪.‬‬
‫(‪ )٣‬ترمج ُ‬
‫ت األعالم اذلين ورد ذكرهم يف املت ما عدا املالئكة‪،‬‬
‫ُ‬
‫الرتمجة َ‬
‫أسم العلم ثم اسم األب واجلد ثم‬ ‫والرسل واألنبياء‪ ،‬وتناولت‬
‫الكنية ثم اللقب ثم النسبة ثم وضعت تاريخ وفات األعالم بني القوسني‬
‫بعد ورود أسمائهم مع رمز (ت) و(هـ) إىل تاريخ الوفاة من اهلجري‪ ،‬ثم‬
‫ذكرت مذهبهم الفقه ثم جمال اتلخصص ثم شيوخهم وتالميذهم‪ ،‬ثم‬
‫األمر اهلام يتعلق بهم‪ ،‬وأخيا أذكر ن‬
‫أهم مؤلفاتهم إن اكنوا من العلماء‬
‫وألفوا شيئا‪ ،‬أو ما اشتهروا به إن اكنوا غي ذلك‪ ،‬ك ذلك ل يتجاوز عن‬
‫ثالثة أسطر‪ ،‬ثم أذكر بعض مصادر ترامجهم املتخصصة من الطبقات‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫(‪)1‬‬
‫باب املعارشة‬

‫عاش ُروا‪َ :‬تخا َل ُطوا‪ ،‬وع َِش ُير ال َمر َأةِ‪ :‬الزَّ وج؛ ألنه‬
‫عاش َرة‪ :‬ال ُمخا َل َط ُة‪ ،‬و َت َ‬
‫عاش َر ُه ُم َ‬
‫(‪َ )1‬‬

‫المخا َل َط ُة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫والمراد هنا‪ُ :‬‬
‫شرةُ‪ :‬اسم من ال ُمعاشرة‪ُ ،‬‬ ‫ُي َعاش ُر َها و ُت ُ‬
‫عاشره‪ ،‬والع َ‬
‫والمصاحبة وال ُمعاملة الحسنة‪ ،‬وأنه مندوب إليه ومستحب‪ ،‬قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫ُ‬
‫َ َ ه ه َ ۡ‬
‫وف﴾ [النساء‪ ،]1٩/٤ :‬وهو المصاحبة بالفضل‬ ‫نِِبٱل َم ۡع هر ِ‬
‫﴿وَعِشوه ِ‬

‫واإلحسان قوال وفعال وخلقا‪ ،‬قال النبي ﷺ‪َ « :‬خيْ ُرك ُْم َخيْ ُرك ُْم ألَ ْهلِ ِه‪َ ،‬و َأنَا‬

‫َخ ْي ُرك ُْم ألَ ْهلِي»‪ ،‬أخرجه الرتمذي عن سيدتنا عائشة رضي اهلل تعالى عنها ثم‬

‫قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪"[ .‬سنن الرتمذي"‪ ،‬كتاب المناقب عن‬

‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬باب فضل أزواج النبي ﷺ‪ ،‬رقم الحديث‪،)٣٨٩٥( :‬‬

‫‪" ،٧٠٩/٥‬سنن ابن ماجه"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب حسن معاشرة النساء‪ ،‬رقم‬

‫الحديث‪.]٦٣٦/1 ،)1٩٧٧( :‬‬


‫والمعاشرة بالمعروف‪ :‬هي أن يعاملها بما لو فعل بك مثل ذلك لم تنكره بل‬
‫تعرفه وتقبله وترضى به‪ ،‬وكذلك مِ ن جانبها المعاشرة الجميلة مندوبة مع‬
‫زوجها باإلحسان باللسان واللطف يف الكالم‪ ،‬والقول المعروف الذي‬
‫َ‬ ‫ََه َ ۡه َ‬
‫لِِٱَّليِِ َعليۡه َنِِ‬
‫نِِمث ِ‬
‫يطيب به نفس الزوج‪ ،‬كما قال اهلل تعالى‪﴿ :‬وله ِ‬
‫ۡ‬
‫وف﴾ [البقرة‪ ،]٢٢٨/٢ :‬وأن الذي عليهن مِن حيث الفضل‬ ‫بٱل َم ۡع هر ِ‬
‫واإلحسان هو أن يحسن إلى أزواجهن بالب باللسان والقول بالمعروف‪،‬‬
‫ومنها إذا حصل نشوز أن يبدأها بالوعظ ثم بالهجر ثم بالضرب‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫[املالعبة واملداعبة واملالطفة بالزوجة]‬

‫رقمّالفتوى‪ّ ّ:102-101ّ:‬‬
‫تاريخ ورود الفتوى‪ 2٧ :‬ربيع اآلخر ‪1336‬هـ‪.‬‬
‫اسم املستفيت‪ :‬السيد رساج احلق إمام(‪ )1‬جامع ميام بُور والشيخ بَ ُّدو‬
‫حاجب جتك‪.‬‬

‫["المصباح المنير"‪ ،‬مادة ( خ ل ط)‪" ،٤11/٢ ،‬القاموس المحيط"‪ ،‬مادة‬


‫(خ ل ط)‪ ،‬ص‪" ،٥٦٦ :‬معجم لغة الفقهاء"‪ ،‬ص‪" ،٤٣٧ :‬بدائع‬
‫الصنائع"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬فصل ومنها المعاشرة بالمعروف‪،٣٣٤/٢ ،‬‬
‫"البحر الرائق"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب القسم‪.]1٣٩/٨ ،‬‬
‫(‪ )1‬اإلمام‪ :‬بكسر الهمزة‪َ ،‬من يأتم به الناس مِن رئيس وغيره‪ ،‬اإلمام يف الصالة‪:‬‬
‫وس ُجوده‬
‫َمن يتقدم المصلين ويتابعونه يف حركات الصالة يف قيامه وركوعه ُ‬
‫وجلوسه ونحو ذلك‪ ،‬واإلمامة مطلوبة يف الصلوات الخمس المفروضة‪.‬‬
‫واألحق باإلمامة حسب الرتتيب اآليت‪َ :‬من هو أعلم باألحكام الشرعية وأحكام‬
‫الصالة‪ ،‬األحسن تالوة للقرآن الكريم وتجويد ا له‪ ،‬ثم األتقى‪ ،‬األقدم‬
‫إسالما‪ ،‬األكب ِسنًّا‪ ،‬األحسن ُخ ُلقا‪ ،‬األشرف نسبا‪ ،‬األنظف ثوبا‪ ،‬إذا‬
‫تساووا يف جميع الحاالت ُيقرع بينهم عند التزاحم على اإلمامة‪.‬‬
‫["المصباح المنير"‪ ،‬مادة (أ م م)‪" ،٢٣/1 ،‬معجم لغة الفقهاء"‪ ،‬ص‪،٨٨ :‬‬
‫"حاشية الطحطاوي على مراقي الفالح"‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬فصل يف بيان‬
‫األحق باإلمامة‪ ،‬ص‪.]٢٠1 :‬‬

‫‪21‬‬
‫ُ‬
‫عنوان املستفيت‪ :‬جامع ميام بور‪ ،‬مديرية هويلغ( ‪.)1‬‬

‫السؤالّاألوّلّ(‪ّ :)2‬‬
‫لزيد عند‬
‫((ما قولكم رمحكم الل يف هذه املسألة‪ ،‬هل جيوز ٍ‬
‫الختالط أن ُي َقبِّل ن‬
‫خد منكوحته وثديها‪ ،‬وأن ن‬
‫يمص ثديها أو أن يُدخل‬
‫ثديَها يف ف ِمه شهوة وتلذا سواء اكنت ذات لنب أم ل‪ ،‬وسواء اكنت‬
‫ُمراهقة(‪ )3‬أم بالغة؟ فبينوا حكم ك ِشق منها باألدلة واتلفاصيل‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬مديرية "هوغلي" ُتتَلفظ يف اللغة األردية‪ :‬بـ "وہ ی‬


‫لگ"‪ ،‬ويف اإلنكليزية‪:‬‬
‫‪ ،Hooghly‬تقع يف والية البنغال الغربية ‪ West Bengal‬الهندية‪ ،‬تستند‬
‫على نَهر الهوغلي ‪ ،Hooghly River‬بمسافة ‪ ٣٥‬كيلومرتا على شمال‬
‫كلكتا ‪ ،Kolkata‬ويمر الطريق الرئيسي الكبير داخل البلدة‪ ،‬وكما تقع على‬
‫محطة الرئيسية لسكة الحديد الشرقية‪ ،‬أسست عن البتغاليين عام ‪1٥٧٩‬م‬
‫ولكن تاريخها يعود إلى آالف السنين مِن الرتاث الغني مِن الثقافة‬
‫والحضارة‪ ،‬ويبلغ عدد سكانِها‪ 1٧٠،1٠٢ :‬بموجب إحصاء ‪٢٠٠1‬م‪.‬‬
‫["حكومة الهند البيطانية واإلدارة يف الخليج العربي دراسة وثائقية تكوين‬
‫حكومة الهند"‪ ،‬ص‪.]http://www.chinsurah.com. ،1٩ :‬‬
‫( ‪ ) ٢‬رقم الفتوى‪ 1٠1 :‬و‪ 1٠٢‬أي‪ :‬كال السؤالين وإجابتهما باللغة العربية‬
‫نقلتهما دون أي تصرف‪.‬‬
‫مراهق‪ :‬إذا قارب االحتالم‪ ،‬والم ِ‬
‫راهق‪ :‬الغالم الذي قد‬ ‫(‪ )٣‬راهق الغالم فهو ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪22‬‬
‫الجواب‪ّ :‬‬
‫جيوز للرجل اتلمتع ب ِعرسه كيف ما شاء ِمن رأسها( ‪ )1‬إىل قدمها إل‬
‫ما نىه الل عنه‪ ،‬وك ما ذكر يف السؤال ل نه عنه‪ ،‬أما اتلقبيل فمسنون‬
‫مستحب يُؤجر عليه إن اكن بني ٍة صاحل ٍة‪ ،‬وأما مص ثديها فكذلك إن‬
‫لم تكن ذات لنب‪ ،‬وإن اكنت واحرتس ِمن دخول اللنب حلقه فال بأس‬
‫به( ‪ ،)2‬وإن رشب شيئا منه قصدا فهو حرام‪ ،‬وإن اكنت غزيرة اللنب‬

‫راهق‪ ،‬وهي‬‫راهقة وغالم ِ‬


‫مراهقة‪ ،‬ويقال‪ :‬جارية ِ‬ ‫ِ‬ ‫الح ُلم وجارية‬
‫قارب ُ‬
‫ِ‬
‫والمراهقة‪ :‬هي الصغيرة التي‬ ‫مرحلة مِن العمر ُيقارب فيها اإلنسان البلوغ‪،‬‬
‫«سن المراهقة وأقله لألنثى تسع َّ‬
‫وللذ َكر‬ ‫يجامع مثلها‪ ،‬وقال ابن عابدين‪ِ :‬‬

‫اثنا عشر؛ ألن ذلك أقل مدة يمكن فيها البلوغ»‪"[ .‬ابن عابدين"‪ ،‬كتاب‬
‫النكاح‪ ،‬فصل يف المحرمات أسباب التحريم‪" ،٣٥/٣ ،‬لسان العرب"‪،‬‬
‫مادة (ر ه ق)‪.]1٢٨/1٠ ،‬‬
‫(‪ )1‬يف طبعة كراتشي‪( :‬قرنَها)‪.‬‬
‫(‪ )٢‬رواه اإلمام مسلم عن سيدنا جابر رضي اهلل تعالى عنه قال‪ :‬قال له النبي ﷺ‪:‬‬
‫« َأ َال َتزَ َّو ْجتَ َها بِ ْكرا ُت َال ِعبُ َك َو ُت َال ِعبُ َها؟»‪ .‬ويف "مسند أحمد" بزيادة‪:‬‬
‫اح ُك َها»‪"[ .‬صحيح مسلم"‪ ،‬كتاب المساقاة‪ ،‬باب بيع‬ ‫اح ُك َك و ُت َض ِ‬ ‫«و ُت َض ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫البعير واستثناء ركوبه‪ ،‬رقم الحديث‪" ،٥1/٥ ،)٤1٨٤( :‬مسند اإلمام‬
‫أحمد بن حنبل"‪ ،‬رقم الحديث‪.]٢٥٨/٢٣ ،)1٥٠1٣( :‬‬
‫وقالت أم المؤمنين سيدتنا عائشة لعبد اهلل بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق‬

‫‪23‬‬
‫وخش إن لو مص ثديها يدخل اللنب يف حلقه فاملص مكروه(‪.)1‬‬

‫رضي اهلل تعالى عنهم‪َ « :‬ما َي ْمنَ ُع َك َأ ْن َتدْ ن َُو مِ ْن َأ ْهلِ َك َفتُ َقبِّ َل َها َو ُت َال ِعبَ َها؟‬
‫َف َق َال‪ُ :‬أ َق ِّب ُل َها َو َأنَا َصائِم؟ َقا َل ْت‪ :‬نَ َع ْم»‪"[ .‬موطأ اإلمام مالك" رواية يحيى‬
‫الليثي‪ :‬اإلمام مالك بن أنس أبو عبد اهلل األصبحي (‪1٧٩‬هـ)‪ ،‬مؤسسة زايد‬
‫بن سلطان آل هنيان‪ ،‬ط ‪1٤٢٥ ،1‬هـ‪٢٠٠٤/‬م‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬باب ما جاء‬
‫يف الرخصة يف القبلة للصائم‪ ،‬رقم الحديث‪" ،٤1٧/٣ ،)1٠٢٣( :‬شرح‬
‫معاين اآلثار"‪ :‬أحمد بن سالمة األزدي أبو جعفر الطحاوي (‪٣٢1‬هـ)‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية بيروت‪ ،‬ط ‪1٣٩٩ ،1‬هـ‪ ،‬كتاب الصيام‪ ،‬باب القبلة للصائم‪،‬‬
‫رقم الحديث‪.]٩٥/٢ ،)٣1٥٢( :‬‬
‫الس َلف والخَ لف على‬
‫(‪ )1‬رضاع الرجل الكبير ال تثبت به البنوة‪ ،‬فإن جماهير َّ‬
‫أن الرضاعة ال ُمحرمة ما كانت يف الصغر وقبل الفطام والفصال‪ ،‬إذ يكون‬
‫مدار نمو البدن على الرضاع‪ ،‬فال يدخل فيه هدم أكب المصالح الزوجية‬
‫وهو تحريم المرأة على زوجها إذا مص ثديها عن شهوة ومداعبة‪ ،‬على أنه‬
‫ينبغي اتقاء ذلك احتياطا‪.‬‬
‫فأما مدة الرضاعة كالتالي‪:‬‬
‫قال جمهور الفقهاء‪ :‬أبو يوسف ومحمد من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة‪:‬‬

‫الرضاع التي يقع بِها التحريم َّ‬


‫بالرضاع فيها سنتان‪ ،‬استد ُّلوا بمفاد آيتَين‬ ‫إ َّن مدَّ ة َّ‬
‫َ َ ۡ ه ه َ َ َٰ ه ه َ َ َٰ ه َ َ‬
‫ون ِش ۡه ًراِ﴾ [األحقاف‪ ،]15/٤6 :‬أدنى‬ ‫لقوله تعالى‪﴿ :‬وَحلهۥ ِوفصله ِۥ ِثلث ِ‬
‫مدة الحمل هي ستة أشهر‪ ،‬فبقي حوالن للفصال‪ ،‬وأيضا قال اهلل تعالى‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫َ ۡ َ َٰ َ َٰ ه ه ۡ ۡ َ َ ۡ َ َٰ َ ه َ َ ۡ َ ۡ َ َ ۡ َ ۡ َ َ َ َ ه َ َ َ َ َ‬
‫اع ِةِ﴾‬‫نِيتمِٱلرض‬
‫ادِأ ِ‬
‫نِأر ِ‬
‫ينِلم ِ‬
‫ي َِكمل ِ‬
‫ن ِحول ِ‬
‫ن ِأولده ِ‬‫تِيرضع ِ‬‫﴿وٱلولد ِ‬
‫بي يف‬
‫الص َّ‬
‫[البقرة‪ ،]٢٣٣/٢ :‬وال زيادة بعد التَّمام والكمال؛ وألن الظاهر أن َّ‬
‫مدة الحولين يكتفي بال َّلبَن وبعد الحولين ال يكتفي به‪ ،‬فكان هو بعد الحولين‬
‫الرضاع‪"[ .‬القدوري"‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬ص‪،٣1٧ :‬‬
‫بمنـزلة الكبير يف حكم َّ‬
‫"المبسوط" للسرخسي‪ ،‬كتاب الطالق‪ ،‬باب الرضاع‪" ،٣٧/٦ ،‬بداية‬
‫المجتهد"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬الباب الثاين يف موجبات صحة النكاح‪ ،‬الفصل‬
‫الثالث يف مانع الرضاع‪" .٣٠/٢ ،‬المجموع"‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬فصل وتنتشر‬
‫حرمة الرضاع من الولد إلى أوالده وأوالد أوالده‪" ،٢1٢/1٨ ،‬الحاوي‬
‫الكبير"‪ ،‬فصل فإذا ثبت أن تحريم الرضاع مختص بالصغير دون الكبير‪،‬‬
‫‪" ،٣٦٨/11‬المغني" البن قدامة‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬فصل ومسألة بيان من‬
‫ينتشر إليه التحريم بسبب الرضاع‪" ،٢٠1/٩ ،‬الشرح الكبير على متن‬
‫المقنع"‪ ،‬كتاب الرضاع‪.]1٩٧/٩ ،‬‬
‫َّ‬
‫استدل بقوله‬ ‫الرضاع ثالثون شهرا‬ ‫قال اإلمام أبو حنيفة رحمه اهلل تعالى‪َّ :‬‬
‫أن مدَّ ة َّ‬
‫َ َ ۡ ه ه َ َ َٰ ه ه َ َ َٰ ه َ َ‬
‫ون ِش ۡه ًراِ﴾ [األحقاف‪ ،]15/٤6 :‬وظاهر هذه‬
‫تعالى‪﴿ :‬وَحلهۥ ِوفصلهۥ ِثلث ِ‬
‫َ‬
‫الدليل‬ ‫اإلضافة يقتضي أن يكون جميع المذكور مدَّ ة لكل واحد منهما إال َّ‬
‫أن‬
‫أن مدَّة الحبل ال تكون أكثر مِن سنتين‪ ،‬فبقي مدَّة الفصال على‬ ‫قد قام على َّ‬
‫َ‬
‫َ ۡ َ َ َٰ ه ه ۡ ۡ َ َ‬
‫نِِأ ۡولَٰ َد هه َِ‬
‫نِ‬ ‫ظاهره‪ ،‬وقال اهلل تعالى‪[ :‬البقرة‪﴿ .]٢٣٣/٢ :‬وٱلوَٰلد ِ‬
‫ت ِيرضع ِ‬
‫َ َۡۡ َ َۡ َ ۡ ََ َ َ ه َ َ َ َ َ‬
‫اع ِةِ﴾ [البقرة‪.]٢٣٣/٢ :‬‬ ‫نِيتمِٱلرض‬
‫ادِأ ِ‬
‫نِأر ِ‬
‫ينِلم ِ‬
‫يَِكمل ِ‬
‫حول ِ‬
‫فاعتب التَّراضي والتَّشاور يف الفصلين بعد الحولين فذلك دليل على جواز‬

‫‪25‬‬
‫بي قبل الحولين ُي ِّ‬
‫غذيه‬ ‫اإلرضاع بعد الحولين؛ وألن ال َّل َبن كما ُي ِّ‬
‫الص َّ‬
‫غذي َّ‬
‫بعده‪ ،‬والفطام ال َيحصل يف ساعة واحدة لكن ُيفطم درجة فدرجة حتَّى‬
‫ويتعو َد ال َّطعام‪ ،‬فال بد مِن زيادة على الحولين بمدَّ ة‪ ،‬وإذا‬
‫َّ‬ ‫ينسى ال َّلبَن‬
‫َ‬
‫أشهر اعتبارا‬
‫وجبت الزِّ يادة قدرنا تلك الزِّ يادة بأدنى مدَّ ة الحبل‪ ،‬وذلك ستَّة ُ‬
‫لالنتهاء باالبتداء‪ ،‬وبِهذا قال اإلمام زفر رحمه اهلل تعالى‪ :‬إن مدَّ َتها ثالث‬
‫وجب اعتبار‬
‫َ‬ ‫سنين‪ ،‬فإذا وجد اإلرضاع يف هذه المدَّ ة تثبت الحرمة؛ ألنَّه لما‬

‫بعض الحول وجب اعتبار كله و ُتقدَّ ر مدَّ ة الفطام بحول؛ ألنَّه َ‬
‫حسن‬
‫والتحول به مِن حال إلى حال‪"[ .‬المبسوط" للسرخسي‪ ،‬كتاب‬ ‫ُّ‬ ‫لالختبار‬
‫الطالق‪ ،‬باب الرضاع‪" ،٣٧/٦ ،‬القدوري"‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬ص‪.]٣1٧ :‬‬
‫وذهب داود وأهل ال َّظاهر إلى أنَّه يحرم رضاع الكبير وهو مذهب عائشة رضي‬
‫َّبي ﷺ َيرون ذلك رخصة لسالم‬ ‫اهلل تعالى عنها‪ ،‬وكان سائر أزواج الن ِّ‬
‫استد ُّلوا بحديث أخرجه اإلمام مسلم عن سيدتنا زينب بنت أبي سلم َة‬
‫ول لِ َعائِ َشةَ‪:‬‬ ‫رضي اهلل تعالى عنها تقول‪َ :‬س ِم ْع ُت ُأ َّم َس َل َم َة زَ ْو َج النَّبِي ﷺ َت ُق ُ‬
‫ِّ‬
‫واهللِ! ما َتطِيب نَ ْف ِسي َأ ْن يرانِي ا ْل ُغالَم َق ِد استَ ْغنَى َع ِن الر َضاع َِة‪َ ،‬ف َقا َل ْت‪ :‬لمِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ول اهللِ! و اهللِ‬ ‫ول اهللِ ﷺ؟ َف َقا َل ْت‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ت َس ْه َل ُة بِن ُْت ُس َهيْل إِ َلى َر ُس ِ‬ ‫َقدْ َجا َء ْ‬
‫َ‬
‫ول اهللِ ﷺ‪:‬‬ ‫ول َسالِم‪َ ،‬قا َل ْت‪َ :‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫إِنِّي َألَ َرى فِي َو ْج ِه َأبِي ُح َذ ْي َف َة مِ ْن ُد ُخ ِ‬

‫ب َما فِي َو ْج ِه َأبِي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫« َأ ْر ِضعيه»‪َ ،‬ف َقا َل ْت‪ :‬إِنَّ ُه ُذو ل ْحيَة‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬أ ْر ِضعيه َي ْذ َه ْ‬
‫ُح َذ ْي َف َة»‪َ ،‬ف َقا َل ْت‪َ :‬واهللِ! َما ع ََر ْفتُ ُه فِي َو ْج ِه َأبِي ُح َذ ْي َفةَ‪.‬‬
‫بالرضاعة هنا‪ :‬أن تفرغ َسه َل ُة بِ ُ‬
‫نت ُس َهيل لبنها يف إناء‬ ‫ويرى الفقها ُء َّ‬
‫أن المقصود َّ‬
‫‪26‬‬
‫َ َ َ َ ََ‬ ‫ََ َََ َ َ‬
‫حول احل َِم أوشك أن يق َع ِفي ِه»(‪،)1‬‬ ‫قال رسول الل ﷺ‪« :‬فمن رتع‬

‫لسالِم ليشربه‪ ،‬وتكرر ذلك خمس مرات وبذلك تحرم عليه‪.‬‬


‫وترسله َ‬
‫["صحيح مسلم"‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب رضاعة الكبير‪ ،‬رقم الحديث‪:‬‬
‫(‪ .]1٠٧٦/٢ ،)1٤٥٣‬وأيضا أخرجه اإلمام مسلم يف حديث آخر عن‬
‫سيدتنا زينب بنت أبي سلم َة رضي اهلل تعالى عنها تقول‪ :‬إن ُأ َّم َس َل َم َة زَ ْو َج‬
‫ول‪َ :‬أبَى َسائِ ُر َأزْ َواجِ النَّبِ ِّي ﷺ َأ ْن ُيدْ ِخ ْل َن َع َليْ ِه َّن َأ َحدا‬‫النَّبِي ﷺ كَان َْت َت ُق ُ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َضاعَة‪َ ،‬و ُق ْل َن ل َعائ َشةَ‪َ :‬واهلل! َما ن ََرى َه َذا إِ َّال ُر ْخ َصة َأ ْر َخ َص َها َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫بِت ْل َك َّ‬
‫الر َضاع َِة‪َ ،‬و َال َرائِينَا‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اصة‪َ ،‬ف َما ُه َو بِدَ اخل َع َليْنَا َأ َحد بِ َهذه َّ‬ ‫اهلل ﷺ ل َسالم َخ َّ‬
‫["صحيح مسلم"‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬باب رضاعة الكبير‪ ،‬رقم الحديث‪:‬‬
‫(‪" ،1٠٧٧/٢ ،)1٤٥٤‬المحلي"‪ :‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن‬
‫حزم (‪٤٥٦‬هـ)‪ ،‬المطبعة المنيرية القاهرة ‪1٣٤٩‬هـ‪ ،‬كتاب الرضاع‪ ،‬مسألة‬
‫ورضاع الكبير محرم ولو َأنه شيخ يحرم كما يحرم رضاع الصغير‪ ،‬برقم‪:‬‬
‫(‪ ،٢1/1٠ ،)1٨٦٩‬وما بعدها]‪.‬‬
‫(‪" )1‬شرح السنة "‪ :‬اإلمام الحسين بن مسعود البغوي ( ‪٥1٠‬هـ)‪ ،‬المكتب‬
‫اإلسالمي دمشق وبيروت‪ ،‬ط‪1٤٠٣ ،٢ :‬هـ‪1٩٨٣ /‬م‪ ،‬كتاب الحيض‪،‬‬
‫باب مضاجعة الحائض ومخالطتها‪ ،1٣٠ /٢ ،‬أخرجه البغوي بلفظ‬
‫المذكور‪ ،‬وأصله يف " صحيح البخاري" بلفظ‪« :‬م ن ير تَ ع حو َل ا ْل ِ‬
‫ح َم ى‬ ‫َ ْ َْ ْ َ ْ‬
‫وش ُك أَ ْن يُ َو اقِ َع ُه »‪[ .‬كتاب البيوع‪ ،‬باب الحالل بين والحرام بين‬
‫ي ِ‬
‫ُ‬
‫وبينهما مشبهات‪ ،‬رقم الحديث‪ ،]٧٢٣/٢ ،)1٩٤٦ ( :‬كل هم أخرجوا‬

‫‪27‬‬
‫والل سبحانه وتعاىل أعلم‪.‬‬
‫[يستحب التعجيل بالرجوع إىل الهل بعد قضاء‬
‫الحاجة إذا كان مسافرا]‬

‫السؤالّالثاني‪ّ :‬‬
‫وكم مدة جيوز هل السفر حال كونه جمردا عنها؟‬

‫الجواب‪ّ :‬‬
‫ن‬
‫السفر إن اكن بُضورةٍ تقدر بقدرها ول يُعني هل حد‪ ،‬وقد أمر ﷺ‬
‫ُُ‬
‫بتعجيل القفول( ‪ )1‬بعد قضاء احلاجة‪،‬‬

‫عن سيدنا النعمان بن بشير رضي اهلل تعالى عنه‪.‬‬


‫الجند بعد الغ ِ‬
‫َزو‪َ ،‬ق َفل‬ ‫ِ‬
‫الرجوع من السفر‪ ،‬وقيل‪ :‬القفول‪ :‬رجوع ُ‬ ‫(‪ )1‬القفول‪ُّ :‬‬
‫القوم َيق ُفلون بالضم ُقفوال و َقفال لقافلة ال ُقفال‪ ،‬إما َأن يكونوا أرادو القافِل‪،‬‬
‫ِ‬
‫أي‪ :‬الفريق القافل فأدخلوا الهاء للمبالغة‪ ،‬وإما َأن يريدوا ُّ‬
‫الرفقة القافلة‬
‫فحذفوا الموصوف وغلبت الصفة على االسم‪ ،‬قال ابن منظور‪ :‬قال أبو‬
‫منصور‪ُ :‬سميت القافلة قافِلة تفاؤال ب ُق ُفولها عن سفرها الذي ابتد َأته‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الناهضين يف س َفر‬ ‫وظن اب ُن ُقتَيبة أن عوا َّم الناس يغ َلطون يف تسم َيت ُ‬
‫هم‬
‫منصرفة إِلى َوطنِها‪ ،‬وهذا غ َل ط‪ ،‬ما‬ ‫ِ‬ ‫سمى قافِلة إِال‬ ‫ِ‬
‫َأنشؤوه قافلة‪ ،‬وأنها ال ُت َّ‬
‫زالت العرب ُتس ِّمي الناهضين يف ابتداء األَسفار قافِلة تفاؤال َبأن ُييَ ِّسر اهلل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لها ال ُقفول‪ ،‬وهو شائع يف كالم ُفصحائهم إلى اليوم‪ ،‬والقافلة‪ُّ :‬‬
‫الرفق ُة‬

‫‪28‬‬
‫َ َُ َ َ َ ُ َ َ َُ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ن َ‬
‫رشابَه‬ ‫اب‪ ،‬يمنع أحدكم طعامه و‬
‫قِطعة ِمن العذ ِ‬
‫ُ(‪)1‬‬
‫السفر‬‫و«‬

‫الراجع ُة من السفر‪"[ .‬لسان العرب"‪ ،‬مادة (ق ف ل)‪" ،٥٦٠/11 ،‬تاج‬


‫العروس"‪ ،‬مادة (ق ف ل)‪" ،٢٦٥/٣٠ ،‬النهاية يف غريب الحديث‬
‫واألثر"‪ ،‬باب القاف مع الفاء‪.]1٤٥/٤ ،‬‬
‫( ‪ ) 1‬قد خص الشر ُع للمسافر عدة أحكام منها‪ :‬قصر الصالة الرباعية‪ :‬الظهر‬
‫والعصر والعشاء‪ ،‬وجواز اإلفطار والمسح على الخفين لثالثة أيام‪ ،‬ويسقط‬
‫َن ا ْل ُم َسافِ ِر‬ ‫الج ُمعة والعيدان‪ ،‬وقصر الصالة لقوله ﷺ‪« :‬إِ َّن َ‬
‫اهلل َت َعا َلى َو َض َع ع ِ‬ ‫ُ‬
‫الص َالةِ»‪ .‬قال أبو عيسى‪ :‬حديث أنس بن مالك الكعبي حديث‬ ‫الص ْو َم َو َش ْط َر َّ‬
‫َّ‬
‫ف ألن ِ‬
‫س بن مالك هذا عن النبي ﷺ غير هذا الحديث‬ ‫حسن وال ِ‬
‫نعر ُ‬
‫الواحد‪ ،‬والعمل على هذا عند بعض أهل العلم‪"[ .‬سنن الرتمذي"‪ ،‬كتاب‬
‫الصوم عن رسول اهلل ﷺ‪ ،‬باب ما جاء يف الرخصة يف اإلفطار للحبلى‬
‫والمرضع‪ ،‬رقم الحديث‪" ،٩٤/٣ ،)٧1٥( :‬سنن النسائي"‪ ،‬كتاب الصيام‪،‬‬
‫باب ذكر اختالف معاوية بن سالم وعلي بن المبارك يف هذا الحديث‪َ « :‬و ْض ُع‬
‫الصيَا ِم َع ِن ا ْل ُم َسافِ ِر»‪ ،‬رقم الحديث‪.]1٠٣/٢ ،)٢٥٨٥( :‬‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫تحديد مسافة السفر التي تبيح القصر‪:‬‬ ‫ولكن الفقهاء اختلفوا يف‬
‫قال الحنفية‪ :‬إن المساف َة مقدرة بالزمن‪ ،‬وأقل مسافة السفر مسيرة ثالثة أيام‬
‫ولياليها‪ ،‬وتقدر بالمراحل ال بالفراسخ؛ وهي ثالث مراحل‪ ،‬المرحلة ستة‬
‫فراسخ عندهم ما تساوي اآلن قرابة ‪ ٩٨‬كم‪ ،‬وذلك استدلوا بما ُروي عن‬
‫ول اهللِ ﷺ‬
‫«ج َع َل َر ُس ُ‬
‫سيدنا علي بن أبي طالب رضي اهلل تعالى عنه قال‪َ :‬‬
‫‪29‬‬
‫َث َال َث َة َأ َّيام َو َل َيالِ َي ُه َّن لِ ْل ُم َسافِ ِر‪َ ،‬و َي ْوما َو َل ْي َلة لِ ْل ُم ِق ِ‬
‫يم»‪"[ .‬صحيح مسلم"‪ ،‬كتاب‬
‫الطهارة‪ ،‬باب التوقيت يف المسح على الخفين‪ ،‬رقم الحديث‪،)٢٧٦( :‬‬
‫‪" ،٢٣٢/1‬ابن عابدين"‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب صالة المسافر‪.]1٣1/٢ ،‬‬
‫قال األئمة الثالثة‪ :‬إن أقل مدة السفر مسيرة يو َمين معتد َلين بال ليلة‪ ،‬أو مسيرة ليلتَين‬
‫معتدلتَين بال يوم‪ ،‬أو مسيرة يوم وليلة‪ ،‬قدروا بستة عشر فرسخا ذهابا فقط‪،‬‬
‫وهو ثمانية وأربعين ميال‪ ،‬ما تساوي اآلن ‪ ٨٨.٧٠٤‬كم‪ ،‬وذلك لقوله ﷺ‪:‬‬
‫الص َال َة فِي َأ ْدنَى مِ ْن َأ ْر َب َع ِة ُب ُرد مِ ْن َم َّك َة إِ َلى ع ُْس َف َ‬
‫ان»‪.‬‬ ‫« َيا َأ ْه َل َم َّك َة َال َت ْق ُص ُروا َّ‬
‫["الدارقطني"‪ ،‬عن ابن عباس يف كتاب الصالة‪ ،‬باب قدر المسافة التي تقصر‬
‫يف مثلها صالة وقدر المدة‪ ،‬رقم الحديث‪" ،٣٨٧/1 ،)1( :‬سنن البيهقي"‪،‬‬
‫كتاب الصالة‪ ،‬جماع أبواب صالة المسافر والجمع يف السفر‪ ،‬باب السفر‬
‫الذي ال تقصر يف مثله الصالة‪ ،‬رقم الحديث‪.]1٣٧/٣ ،)٥1٨٧( :‬‬
‫وهو حديث ضعيف‪"[ .‬البدر المنير يف تخريج األحاديث واآلثار الواقعة يف الشرح‬
‫الكبير"‪ :‬ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي‬
‫المصري (‪٨٠٤‬هـ)‪ ،‬دار الهجرة الرياض السعودية‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1٤٢٥‬هـ‪٢٠٠٤/‬م‪ ،‬كتاب صالة المسافرين‪ ،‬رقم الحديث‪،٥٤٣/٤ ،)٧( :‬‬
‫"الشرح الكبير" للدردير‪ :‬أبو البكات أحمد الدردير (‪1٢٠1‬هـ)‪ ،‬دار إحياء‬
‫الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه مصر‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬فصل يف‬
‫أحكام صالة السفر‪" ،٣٥٨/1 ،‬الحاوي" للماوردي‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬فصل‬
‫فإذا تقرر أن سفر القصر محدود مدة السفر الذي تقصر فيه الصالة فحده‬

‫‪30‬‬
‫َ َ ُ ( ‪َ َ ِّ َ ُ َ )2( ُ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ )1‬‬
‫جل إِىل أه ِل ِه( ‪.)٤(»)3‬‬ ‫َونومه ‪ ،‬ف ِإذا قض أحدكم نهمته ‪ ،‬فليع‬

‫على مذهب الشافعي‪" ،٣٦٠/٢ ،‬اإلنصاف" للمرداوي‪ ،‬كتاب الصالة‪،‬‬


‫باب صالة أهل األعذار‪ ،٣1٧/٢ ،‬والراجح ما ذهب إليه الحنفية لقوة األدلة‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف طبعة كراتشي‪َ :‬و َمنَا َم ُه‪.‬‬
‫هوةِ يف الطعا ِم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫إفراط َّ‬
‫الش َ‬ ‫(‪ )٢‬نَ ِه َم ك َف ِر َح َفهو نَ ِهم ونَ ِهيم و َم ُ‬
‫نهوم‪ ،‬والنَّ َه ُم والنَّها َمةُ‪:‬‬
‫الشيء‪"[ .‬القاموس المحيط"‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫والنَّه َمةُ‪ :‬الحاج ُة وبُلو ُغ ال ِه َّم ِة والشهوةِ يف‬
‫مادة (ن ه م)‪ ،‬ص‪" ،1٥٠٤ :‬الفائق يف غريب الحديث"‪ :‬محمود بن عمر بن‬
‫محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري جار اهلل أبو القاسم (‪ ٥٣٨‬هـ)‪ ،‬دار‬
‫المعرفة بيروت لبنان‪ ،‬ط ‪ ،٢‬باب النون مع الهاء‪" ،٣٥/٤ ،‬النهاية يف غريب‬
‫الحديث واألثر"‪ ،‬باب النون مع الهاء‪.]٢٩٠/٥ ،‬‬
‫(‪ )٣‬مِن طبعة كراتشي‪( :‬إلى أهله) ساقط‪.‬‬
‫(‪ ) ٤‬أخرجه اإلمام البخاري يف "صحيحه"‪ ،‬عن سيدنا أبي هريرة رضي اهلل‬
‫تعالى عنه‪[ ،‬كتاب الحج‪ ،‬أبواب العمرة‪ ،‬باب السفر قطعة من العذاب‪،‬‬
‫رقم الحديث‪ .]٦٣٩/٢ ،)1٧1٠( :‬قال ابن حجر يف "شرحه"‪« :‬ويف‬
‫ِ‬
‫استعجال‬ ‫واستحباب‬
‫ُ‬ ‫التغرب عن األهل لغير حاجة‬ ‫ُّ‬ ‫الحديث كراه ُة‬
‫الرجوع‪ ،‬وال سيما َمن ُيخشى عليهم الضيع ُة بالغيبة‪ ،‬ولِما يف اإلقامة يف‬ ‫ُّ‬
‫عينة على صالح الدين والدنيا‪ ،‬ولِما يف اإلقامة مِن‬
‫الراحة الم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫األهل مِن‬
‫تحصيل الجماعات والقوة على والعبادة»‪"[ .‬فتح الباري شرح صحيح‬
‫البخاري" ‪ :‬أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر‬

‫‪31‬‬
‫أو كما قال ﷺ‪ ،‬أما إذا اكن بال رضورةٍ ولم يستصحبها معه فال‬
‫يمس ن‬
‫كن أكرث ِمن أربعة أشهر‪ ،‬بذلك أمر أمي املؤمنني عمر الفاروق‬
‫ريض الل تعاىل عنه( ‪ ،)1‬ويف احلديث قصة( ‪ ،)2‬والل تعاىل أعلم))‪.‬‬

‫العسقالين (‪٨٥٢‬هـ)‪ ،‬دار المعرفة بيروت‪ ،‬ط ‪ ،٢‬كتاب الحج‪ ،‬أبواب‬


‫العمرة‪ ،‬باب السفر قطعة من العذاب‪ ،‬رقم الحديث‪،)1٨٠٤( :‬‬
‫‪ .]٦٢٣/٣‬ومثله يف "عمدة القاري شرح صحيح البخاري"‪ :‬محمود بن‬
‫أحمد بن موسى بن أحمد أبو محمد بدر الدين العيني الحنفي (‪٨٥٥‬هـ)‪،‬‬
‫دار إحياء الرتاث العربي بيروت‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬أبواب العمرة‪ ،‬باب السفر‬
‫قطعة من العذاب‪ ،‬رقم الحديث‪.]1٣٧/1٠ ،)٤٠٨1( :‬‬
‫(‪ ) 1‬هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوى أبو حفص (‪٢٣‬هـ)‪ ،‬ثاين‬
‫الخلفاء الراشدين‪ ،‬مضرب المثل يف العدل‪ ،‬كان يف الجاهلية مِن أبطال‬
‫قريش وأشرافهم‪ ،‬وله السقاية فيهم‪ ،‬أس َل َم قبل الهجرة وشهد الوقائع‪،‬‬
‫وكانت له تجارة بين الشام والحجاز‪ ،‬بويع بالخالفة بعد وفاة أبي بكر‬
‫الصديق بعهد منه‪"[ .‬اإلصابة"‪.]٥٨٨/٤ ،‬‬
‫ف َس ِم َع ا ْم َر َأة‪،‬‬
‫(‪ )٢‬أخرج عبد الرزاق عن ابن ُج َريج قال‪« :‬إِ َّن ُع َم َر‪َ ،‬و ُه َو َي ُط ْو ُ‬
‫َو ِهي َت ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫َ‬
‫َو َأ َّر َقنِي إِذ َال َخلِ َيل ُأ َال ِعبُه‬ ‫اخ َض َّل َجانِبُه‬ ‫او َل َه َذا ال َّليْ ُل َو ْ‬
‫َت َط َ‬
‫الس ِر ِير َج َوانِبُه‬ ‫َلزُ ِ ِ‬
‫عز َع من َه َذا َّ‬ ‫وال َح َذ ِار اهللِ َال َشي َء مِثْ ُله‬‫َف َل َ‬
‫نذ َأر َب َع ِة‬ ‫بت زَ ِ‬
‫وجي ُم ُ‬ ‫ِ‬
‫فقال عمر رضي اهلل تعالى عنه‪َ « :‬ف َما َلك؟»‪َ ،‬قا َل ْت‪َ :‬أ َ‬
‫غر َ‬

‫‪32‬‬
‫[ إخراج الزوجة إىل بالد الغربة]‬

‫رقمّالفتوى‪ّ 29ّ:‬‬
‫تاريخ ورود الفتوى‪ 28 :‬ربيع اآلخر ‪1336‬هـ‪.‬‬
‫اسم املستفيت‪ :‬السيد حسام ادلين‪.‬‬
‫ن‬
‫عنوان املستفيت‪ :‬عن طريق مدير مكتب الربيد‪ ،‬حيدر آباد َدكن( ‪.)1‬‬

‫ت ُسوءا؟»‪َ ،‬قا َل ْت‪َ :‬م َعا َذ اهللِ‪َ ،‬ق َال‪:‬‬ ‫َأشهر‪ ،‬و َق ِد ْاشتَ ْق ُت إِ َلي ِه‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬أرد ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ك‪َ ،‬فإِن ََّما ُه َو ا ْل َب ِريدُ إِ َل ْي ِه»‪َ ،‬ف َب َع َث إِ َل ْي ِه‪ُ ،‬ث َّم َد َخ َل َع َلى‬ ‫« َفام ُلكِي َع َلى نَ ْف ِس ِ‬
‫ْ‬
‫يه َعنِّي‪ ،‬ك َْم َت ْشت ُ‬
‫َاق‬ ‫ك َعن َأمر َقدْ َأ َهمنِي َف َأ ْف ِر ِج ِ‬ ‫ح ْفص َة َف َق َال‪« :‬إِنِّي سائِ ُل ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اهلل َال‬‫است ََحيَ ْت‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬فإِ َّن َ‬ ‫ا ْل َم ْر َأ ُة إِ َلى زَ ْو ِج َها؟»‪ ،‬فَخَ َف َض ْت َر ْأ َس َها َف ْ‬
‫َي ْست َْحيِي مِ َن ا ْل َح ِّق»‪َ ،‬ف َأ َش َار ْ‬
‫ت َث َال َث َة َأ ْش ُهر َو ِإ َّال َف َأ ْر َب َعة‪َ ،‬ف َكت َ‬
‫َب ع َُم ُر َأ َّال‬
‫وش َف ْو َق َأ ْر َب َع ِة َأ ْش ُهر»‪"[ .‬مصنف عبد الرزاق"‪ :‬أبو بكر‬
‫ُت ْحبَ َس ا ْل ُجيُ ُ‬
‫عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري الصنعاين (‪ ٢11‬هـ)‪ ،‬المكتب‬
‫اإلسالمي بيروت‪ ،‬ط ‪1٤٠٣ ،٢‬هـ‪ ،‬كتاب الطالق‪ ،‬باب حق المرأة على‬
‫زوجها ويف كم تشتاق؟ رقم الحديث‪.]1٥٢/٧ ،)1٢٥٩٣( :‬‬
‫(‪ )1‬حيدر آباد َدكَّن ‪ :Hyderabad Deccan‬مدينة هندية هامة تقع شرق نيؤ‬
‫دلهي‪ ،‬وهي عاصمة والية أنْدرا َب َرديش ‪ ،Andhra Pradesh‬ويبلغ عدد‬
‫سكاهنا حوالي ‪ ٦‬مليون نسمة بموجب إحصاء ‪٢٠٠1‬م‪ ،‬وهي بذلك تعد‬
‫سادس أكب مدينة يف الهند‪ ،‬وتعتب كأحد أهم مدن الهند مِن حيث التطور‬
‫والنمو والحداثة‪ ،‬وكانت معروفة يف السابق بمدينة " اللؤلؤ"‪ ،‬وتم تصنيفها‬

‫‪33‬‬
‫السؤال‪ّ :‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫عمرو زوج خلالة زيد‪ ،‬موطنه( ‪ )1‬األصيل منطقة َ‬
‫أوده‬

‫على أنها المدينة األولى مِن حيث أولوية التنمية بسبب حجمها وعدد‬
‫سكانِها‪ ،‬تعد هذه المدينة مركزا رئيس ًّيا مِن مراكز التكنلوجيا يف الهند‪ ،‬وتضم‬
‫هذه المدينة كذلك المرافق الرياضية والمالعب‪ ،‬ويجمع سكان هذه المدينة‬
‫بين الحضارة والتقاليد‪" .‬الموقع الرسمي المخصص لمدينة حيدر آباد‬
‫دكن"‪.]/http://www.ghmc.gov.in ،‬‬
‫رابضها التي تأوي‬ ‫وأوطان األغنام‪َ :‬م ُ‬‫ُ‬ ‫(‪ )1‬الو َط ُن يف اللغة‪َ :‬موطِ ُن اإلنسان َم َح ُّل ُه‪،‬‬
‫يم بِها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إليها‪ ،‬و ُيقال‪َ :‬أو َط َن فالن َ‬
‫أرض كذا‪ ،‬أي‪ :‬اتخذها َم َح ًّال و َمس َكنا ُيق ُ‬
‫الوطن‪ :‬مكان اإلقامة‪ ،‬وهو على أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬وطن أصلي‪ :‬البلد الذي ُولد فيه اإلنسان‪ ،‬أو البلد الذي ُيقيم فيه إقامة دائمة‪.‬‬
‫الصالة‪ ،‬مِن‬
‫يصح له فيها قصر َّ‬
‫‪ -٢‬وطن إقامة‪ :‬البلد الذي نوى فيه اإلقامة مدَّ ة ال ُّ‬
‫غير أن يقيم إقامة دائمة فيه‪.‬‬
‫الصالة‪"[ .‬العين"‬
‫يصح له فيها قصر َّ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -٣‬وطن سكنى‪ :‬البلد الذي ُيقيم فيه مدَّ ة‬
‫للفراهيدي‪ ،‬مادة (و ط ن)‪" ،٤٥٤/٧ ،‬معجم لغة الفقهاء"‪ ،‬ص‪.]٥٠٦ :‬‬
‫(‪ )٢‬منطقة َأو ْده ‪Awadh‬؛ وهي معروفة يف النصوص التاريخية البيطانية بـ ‪Oudh‬‬
‫‪ ،Oundh Oude‬وهي كانت تتضمن حسب التقسيم الحديث للمدن‬
‫والواليات‪ :‬أمبيدكر نجر ‪ ،Ambedkar Nagar‬لكنمبور خيري‬
‫‪ ،Lakhimpur Kheri‬بال رامبور ‪ ،Balrampur‬بارابنكي‬

‫‪34‬‬
‫أ ِميته( ‪ )1‬ن‬
‫تعرف عليه أثناء وظيفته يف حيدر آباد‪ ،‬وأما زيد فهو‬
‫ن‬
‫ِمن ُساكن اككوري(‪ )2‬مديرية لكنؤ‪ ،‬توظف عند اإلنكلزي يف املنطقة‬

‫‪ ،Barabanki‬فيض آباد ‪ ،Faizabad‬آله آباد ‪ ،Allahabad‬لكنؤ‬


‫‪ ،Lucknow‬سلطان بور ‪ ،Sultanpur‬كانبور ‪ ،Kanpur‬سيتابور‬
‫‪ ،Sitapur‬أنو ‪ ،Unnao‬شراوستي ‪ ،Shravasti‬هارديو ‪،Hardoi‬‬
‫َبهاريتش ‪ ،Bahraich‬غوندا ‪ ،Gonda‬ومنها بعض المناطق تقع يف النيبال‬
‫ِ‬
‫وتولسبور ‪ ،Tulsipur‬ومنطقة َأو ْده تقع يف والية‬ ‫اآلن كمنطقة ترائي ‪،Terai‬‬
‫رديش الهندية ‪ ،Uttar Pradesh‬حسب تقسيم الحديث للواليات؛‬ ‫ُأ َّتر ب ِ‬
‫َ‬
‫وهي موطن للشيخ قدوة الدين األَ َودي (‪٦٠٥‬هـ) أحد ِمن كبار علماء الهند‪.‬‬
‫["نـزهة الخواطر"‪ ،‬برقم‪" ،11٤/1 ،)٩٤( :‬الموقع الخاص الهتمام تاريخ‬
‫أوده"‪.]https://www.hubert-herald.nl/BhaAwadh.htm ،‬‬

‫( ‪ ) 1‬مديرية "أمِيتهي" ُتتَلفظ يف اللغة األردية‪ :‬بـ "ایھٹیم"‪ ،‬ويف اإلنكليزية‪:‬‬


‫‪ ،Amithi‬تقع يف والية ُأ َّتر َبردِيش الهندية ‪ ،Uttar Pradesh‬وهي‬
‫موطن الشيخ خاصة بن خضر األميتهوي (‪٩٢٢‬هـ)‪"[ .‬نزهة الخواطر"‪،‬‬
‫برقم‪.]٣٣٥/٤ ،)1٨٢( :‬‬
‫(‪ )٢‬كاكوري ‪ :Kakori‬تقع على مسافة ‪ 1٤‬كيلومرت شمال مدينة لكنؤ ِمن والية ُأ َّتر‬
‫رديش الهندية‪ ،‬هذه المدينة جاءت إلى ضوء التاريخ العالمي بعد ‪ ٩‬آب‬ ‫ب ِ‬
‫َ‬
‫‪1٩٢٥‬م‪ ،‬عندما اختطف بعض الثوريين الهنود خزانة الحكومة الهندية‬
‫البيطانية بقوة ِمن القطار والحادثة تدعى يف التاريخ بـ سرقة قطار كاكوري أو‬

‫‪35‬‬
‫املتوسطة(‪ )1‬وهو ن‬
‫تزوج بنت عمرو بناء ىلع اتلعارف والقرابة القديمة يف‬
‫رشط مع الزوج ِمن املهر أو السفر وغيهما‪.‬‬ ‫حيدر آباد دون ِّ‬
‫أي‬
‫ٍ‬
‫زوجها إىل شّت مديريات ِمن املنطقة املتوسطة بسبب‬ ‫أخرجها ُ‬

‫انتقال وظيفته‪ ،‬فمنع عمرو ابنتَه عن السفر مع زوجها بعد مرور ست‬
‫َ‬
‫ثالثة أولد قائال‪ :‬إنه ل ُّ‬
‫حيق هل رشاع‬ ‫سنوات ِمن الزواج عندما أجنبت‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫املهر بإنكار اخلروج‬ ‫أن ينقلها إىل بالد الغربة( ‪ )2‬كما أنها لم تطالب‬
‫معه‪ ،‬فهل جيوز إخراجها إىل ماكن اذلي يمارس وظيفته بعيدا عن‬
‫األهل؟ وإذا اد َعت هند اخلروج معه ألجل اإلرضار بها ولم تستطع‬
‫ن‬
‫إثباته‪ ،‬أو أثبتَت ذلك ولكنه كفل شخصا معت ِمدا ىلع عدم اإليذاء‪ ،‬فهل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خيرجها أينما شاء؟ ((بينوا تؤجروا))‪.‬‬

‫مؤامرة كاكوري‪ ،‬يبلغ عدد سكانِها ‪ 1٦،٧٢1‬بموجب إحصاء ‪٢٠٠1‬م‪ ،‬وهي‬


‫مشهورة بإنتاج مانجو وكباب‪ ،‬وهي موطن الشيخ المفتي وجيه الدين‬
‫الكاكوري‪ ،‬أحد علماء البارزين ِمن الهند‪"[ .‬نـزهة الخواطر"‪ ،‬برقم‪،)٤٤٥( :‬‬
‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/http://en.w،1٣٩٨/٨‬‬
‫‪.]ikipedia.org/wiki/Kakori‬‬

‫(‪ )1‬المنطقة المتوسطة تتضمن والية َتشا ِّت ْ‬


‫يسغار ‪ ،Chhattisgarh‬ووالية ماديا‬
‫براديش ‪ Madhya Pradesh‬حسب التقسيم الحديث لواليات الهند‪ .‬ی‬
‫(‪ )٢‬غ ََرب عن وطنه غَرابة وغُربة ابتعد عنه الغُربة‪ :‬البعد عن الوطن فهو غريب‪،‬‬
‫وجمعه‪ :‬الغ َُرباء‪"[ .‬المعجم الوسيط"‪ ،‬مادة ( غ ر ب)‪.]٦٤٧/٢ ،‬‬

‫‪36‬‬
‫الجواب‪ّ :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الزوج تسكن الزوجة معه‪ ،‬لقول الل تعاىل‪:‬‬ ‫أينما يسكن‬
‫َ‬ ‫َ ۡ ُ ُ َّ ۡ َ ُ‬
‫حيۡث َسكنتُم﴾ [الطالق‪ .]6/65 :‬وأيضا أمر سبحانه وتعاىل‬ ‫﴿أسكِنوهن مِن‬
‫وه َّن‬ ‫الزوج بأن ل يُؤذيها ول يُضيِّق عليها‪ ،‬حيث قال‪َ ﴿ :‬و َل تُ َ‬
‫ضا ٓ ُّر ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫نفسها كما ل يمنع‬ ‫ُّ‬
‫تستحق أن حتبس َ‬ ‫ضيِقوا َعليۡ ِه َّن﴾ [الطالق‪ .]6/65 :‬ل‬ ‫ل ِت‬
‫أبوها عن إخراجها؛ ألنه لم يكن املهر معجال( ‪ )1‬يف عقد انلاكح‪ ،‬إل إذا‬
‫ُ‬
‫ثبت أنه خيرجها بقصد اإليذاء فعند ذلك جيب انلظر يف األمر(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬المهر المعجل‪ :‬عرفه المؤلف يف باب المهر‪ :‬هو المهر الذي يجب أداءه يف‬
‫الحال‪ ،‬إما عن طريق االشرتاط يف عقد النكاح نفسه أو بعده‪ ،‬أو عن طريق‬
‫عرف السائد‪ ،‬وال يجوز الزفاف واللمس قبل أدائه دون رضاها‪ ،‬والمهر‬
‫الذي ال يجب أداؤه يف الفور‪ ،‬إما عن طريق اشرتاط الميعاد؛ كالعام والعا َمين‬
‫المؤَ َّجل‪ ،‬ال يجب‬
‫أو عشرة أو غير ذلك‪ ،‬أو عن طريق ال ُعرف ُيقال له‪ :‬المهر ُ‬
‫ثم ال تستحق المرأة مطالبته بذلك‪"[ .‬الفتاوى‬ ‫ِ‬
‫أداؤه قبل حلول األجل‪ ،‬ومن َّ‬
‫الرضوية"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب المهر‪ ،‬رقم الفتوى‪.]1٤٢/1٢ ،1٧ :‬‬
‫( ‪ ) ٢‬وجاء يف " الفتاوى التتارخانية"‪« :‬ويف فتاوى الشيخ أبي الليث‪ :‬إذا أراد‬
‫وج أن يخرج المرأ َة مِن بلد إلى بلد وقد أوفاها مهرها فجواب الكتاب‬
‫الزَّ ُ‬
‫أن له ذلك‪ ،...‬واختار الشيخ اإلمام أبو ال َّليث على َأنَّه ليس له ذلك‪.‬‬
‫َّ‬
‫ويف " الكايف"‪ :‬وكثير مِن المشايخ على أنه ليس للزوج أن يسافر بِها يف زماننا‪،‬‬
‫وإن أوفاها المهر»‪[ .‬كتاب النكاح‪ ،‬الفصل السابع عشر يف المهر‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫‪" ،11٥/٣‬ابن عابدين"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب المهر‪ ،‬مطلب يف منع الزوجة‬
‫نفسها لقبض المهر‪.]1٥٧/٣ ،‬‬
‫ۡ ُ ُ َّ ۡ َ ُ‬ ‫َ‬
‫حيۡث‬ ‫استدل بقوله تعالى‪﴿ :‬أسكِنوهن مِن‬‫َّ‬ ‫َمن قال بجواز نقلها إلى بالد الغُربة‬
‫َ‬
‫َسكنتُم﴾ [الطالق‪ ،]٦/٦٥ :‬و َمن قال بعدم جواز نقلها إلى بالد الغُربة‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ٓ ُّ ُ َّ ُ َ ُ‬
‫ضيِقوا َعليۡهِ َّن﴾ [الطالق‪.]٦/٦٥ :‬‬ ‫استدل بقوله تعالى‪﴿ :‬ول تضاروهن ل ِت‬ ‫َّ‬
‫واختار يف الفصول تفويض ذلك إلى المفتي المسؤول عن الحادثة؛ َّ‬
‫ألن المفتي‬
‫المضارة‬
‫َّ‬ ‫إنَّما يفتي بحسب ما يقع عنده مِن المصلحة‪ ،‬ف ُيفتى بما يقع عنده مِن‬
‫وعدمها؛ وأنَّه ال ينبغي طرد اإلفتاء بواحد مِن القو َلين على اإلطالق‪ ،‬فقد‬
‫وج غير مأمون عليها يريد نقلها مِن بين أهلها ليؤذيها أو يأخذ مالها‪،‬‬
‫يكون الزَّ ُ‬
‫أن رجال سافر بزوجته وادعى َأنَّها أمته وباعها‪ ،‬ف َمن علم منه‬
‫بل نقل بعضهم َّ‬
‫الرواية؛ ألنا نعلم يقينا أن‬
‫يحل له أن يفتيه بظاهر ِّ‬ ‫المفتي شيئا مِن ذلك ال ُّ‬
‫اإلمام أبا حنيفة رحمه اهلل لم يقل بالجواز يف مثل هذه الصورة‪.‬‬
‫يتيسر له فيها المعاش‪ ،‬فيريد أن ُينقلها‬
‫تزوج غريب امرأة غريبة يف بلدة وال َّ‬
‫وقد َّ‬
‫إلى بلده أو غيرها وهو مأمون عليها‪ ،‬بل قد يريد نقلها إلى بلدها فكيف‬
‫الرواية يف الصورة؟ والحال َأنَّه لم يوجد َّ‬
‫الضرر‬ ‫يجوز العدول عن ظاهر ِّ‬
‫رر للزَّ وج دونَها‪ ،‬فنعلم يقينا أيضا‬ ‫الذي ع َّلل به القائل بخالفه‪ ،‬بل ُوجد َّ‬
‫الض ُ‬
‫الرواية ال يقول بالجواز يف مثل هذه الصورة‪،‬‬
‫أن َمن أفتى بخالف ظاهر ِّ‬
‫خاصا بِهذه المسألة‪ ،‬بل لو‬
‫ًّ‬ ‫فتعين تفويض األمر إلى المفتي‪ ،‬وليس هذا‬
‫علم المفتي أنَّه يريد نقلها مِن مح َّلة إلى مح َّلة أخرى يف البلدة بعيدة عن‬

‫‪38‬‬
‫أم ا تقديم الكفالة يف املحكمة بعدم اإلرضار بها يعين‪ :‬أن هناك‬
‫شخصا معتمدا عند الفريقني يمنع اإليذاء عنها‪ ،‬وقد يُراد بالكفالة أن‬
‫الزوج يدفع غرامة عند الزتام العهد‪ ،‬وإذا ما دفع الغرامة وهو اذلي يدفع‬
‫عنه كفالة‪ ،‬وإذا أريد به املعىن األول فال بأس به‪ ،‬وإن أريد املعىن اثلاين‬
‫لم جيز‪ ،‬بأن الغرامة املايلة باطل(‪)1‬؛‬

‫أهلها؛ لقصد إضرارها ال يجوز له أن يعينه على ذلك‪"[ .‬ابن عابدين"‪،‬‬


‫كتاب النكاح‪ ،‬باب المهر‪ ،‬مطلب يف السفر بالزوجة‪.]1٦1 -1٦٠/٣ ،‬‬
‫(‪ )1‬قال ابن نُجيم‪ :‬ولم يذكر محمد التعزير بأخذ المال‪ ،‬وقد قيل‪ُ :‬روي عن أبي‬
‫التعزير مِ ن السلطان بأخذ المال جائز كما يف " الظهيرية"‪.‬‬
‫َ‬ ‫يوسف‪ :‬أن‬
‫التعزير بأخذ المال ْ‬
‫إن رأى القاضي ذلك‬ ‫َ‬ ‫ويف " الخالصة"‪ :‬سمعت عن ثقة أن‬
‫حضر الجماعة يجوز ِ‬
‫تعز ُيره‬ ‫جملة ذلك رجل ال َي ُ‬‫ِ‬ ‫أو الوالي جاز‪ ،‬ومِن‬
‫بأخذ المال‪.‬‬
‫إمساك شيء مِن‬
‫ُ‬ ‫وأفاد يف " البزازية"‪ :‬أن معنى التعزير بأخذ المال على القول به‬
‫يأخ َذه الحاكم لنفسه أو لبيت‬
‫الحاكم إليه ال أن ُ‬
‫ُ‬ ‫ماله عنه مد َة لينـزَ ِجر ثم ُيعيدُ ه‬
‫المال كما يتوه ُمه الظلم ُة إذ ال يجوز ألحد مِن المسلمين ُ‬
‫أخذ مال أحد بغير‬
‫سبب شرعي‪.‬‬
‫فإن َأيِس مِن‬
‫مسكها ْ‬‫ويف " المجتبى"‪ :‬لم يذكر كيفية األخذ‪ ،‬وأرى أن يأخذها في ِ‬
‫ُ‬
‫توبتِه َي ِ‬
‫صر ُفها إلى ما َيرى‪.‬‬
‫التعزير بالمال كان يف ابتداء اإلسالم ثم نُ ِسخ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ويف "شرح اآلثار"‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫المذهب عد ُم التعزير بأخذ المال‪"[ .‬البحر الرائق"‪ ،‬كتاب الحدود‪،‬‬
‫َ‬ ‫والحاصل‪ :‬أن‬
‫فصل يف التعزير‪" ،٦٨/٥ ،‬الدر المختار وابن عابدين"‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب‬
‫التعزير‪.]٢٢٩/٤ ،‬‬
‫ثم قال الحصكفي‪« :‬فائدة‪ :‬ذكر الطرسوسي يف مؤَ َّلف له أن ُمصا َد َرة السلطان‬
‫ًّ‬
‫مستدال بأن ُعمر رضي اهلل‬ ‫ألرباب األموال ال تجوزُ إال ل ُعمال بيت المال‪،‬‬
‫صادر أبا ُهريرة انتهى‪.‬‬
‫َ‬ ‫تعالى عنه‬
‫َ‬
‫وأخذ منه اثني عشر ألفا ثم دعاه‬ ‫البحرين" ثم عزَ َله‬
‫َ‬ ‫استع َم َله على "‬
‫وذلك حين ْ‬
‫للعمل فأبى»‪"[ .‬الدر المختار"‪ ،‬كتاب الكفالة‪.]٤٧1/٥ ،‬‬
‫قال أبو الوليد ابن رشد مِن المالكية‪« :‬وقول ابن القاسم يف أنه ال يتصدق مِن‬
‫ذلك على الغاش إال بالشيء اليسير أحسن مِن قول مالك؛ ألن الصدقة‬
‫بذلك مِن العقوبات يف األموال‪ ،‬والعقوبات يف األموال أمر كان يف أول‬
‫اإلسالم‪ ،...‬ثم نسخ ذلك كله باإلجماع على أن ذلك ال يجب»‪"[ .‬البيان‬
‫والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة"‪ :‬أبو الوليد‬
‫محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (‪٤٥٠‬هـ)‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪ 1٤٠٨ ،٢‬هـ‪1٩٨٨/‬م‪ ،‬كتاب السلطان‪ ،‬مسألة وسئل مالك‬
‫عن الرجل يشرتي الزعفران فيجده مغشوشا‪.]٣٢٠-٣1٩/٩ ،‬‬
‫وقال أحمد الصاوي مِن المالكية أيضا‪« :‬ذلك على الغاش إال بالشيء فال يجوز‬
‫إجماعا‪ ،‬وما ُروي عن اإلمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة مِن جواز‬
‫التعزير للسلطان بأخذ المال‪ ،‬فمعناه كما قال البزازي مِن أئمة الحنفية‪ْ :‬‬
‫أن‬

‫‪40‬‬
‫يمسك المال عنده مدة لينـزَ ِجر ثم ُيعيدَ ه إليه‪ ،‬ال أنه يأخذ لنفسه أو لبيت‬
‫المال كما يتوهمه الظلمة‪ ،‬إذ ال يجوز أخذ مال بغير سبب شرعي»‪"[ .‬بلغة‬
‫السالك"‪ ،‬باب بين حقيقة الشارب وقدر حده وكيفيته‪.]٢٦٨/٤ ،‬‬
‫وأما عند الشافعية يف الجديد فال يجوز أيضا كما قال شهاب الدين عميرة‬
‫والشرواين‪"[ .‬حاشية عميرة"‪ :‬شهاب الدين أحمد الرلسي الملقب بعميرة‬
‫(‪٩٥٧‬هـ)‪ ،‬دار الفكر بيروت‪1٤1٩ ،‬هـ‪1٩٩٨/‬م‪ ،‬تحقيق مكتب البحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬دار الفكر بيروت‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬باب قاطع الطريق‪ ،‬فصل‬
‫يعزر بحبس أو ضرب‪ " ،٢٠٦/٤ ،‬حواشي الشرواين على تحفة المحتاج‬
‫بشرح المنهاج"‪ :‬عبد الحميد المكي الشرواين (‪1٣٠1‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‬
‫بيروت‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬فصل يف التعزير‪.]1٧٩/٩ ،‬‬
‫ولكن ذكر اإلمام السيوطي وفصل كالمه حيث أيد موقفه باألحاديث واآلثار‬
‫بأقوال الفقهاء ما مفاده الجواز إتالف األموال يف التعزير فيمكن أن نقيس‬
‫عليه األخذ أيضا‪ ،‬فألخص ما قال‪ :‬التعزير ال يختص بفعل معين وال قول‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ بال َهجر‪ ،‬وأمر عمر بن الخطاب رضي اهلل‬ ‫معين فقد عزر‬
‫تعالى عنه بِ َه جر صبيغ الذي كان يسأل عن مشكالت القرآن‪ ،‬فكان ال‬
‫وشق ُظروفِها‪ ،‬ومِن ذلك‬
‫ُيك ِّلمه أحد وأمر رسول اهلل ﷺ ب َكسر دِنان الخمر ِّ‬
‫إباحته سلب الصائد يف حرم المدينة لمن وجده‪ ،‬وأمره عبد اهلل بن عمرو‬
‫عصفرين‪ ،‬وأمره يو َم خيبَر بكسر ال ُقدور التي ُطبِخ فيها‬
‫َ‬ ‫بتحريق الثوبَين ال ُم‬
‫الح ُمر‪ ،‬وهدمه لمسجد الضرار‪ ،‬وأمره بتحريق متاع الغال‪ ،‬وبقطع‬
‫لحوم ُ‬
‫‪41‬‬
‫نخل اليهود وتحريقها‪ ،‬ومِن ذلك أن عمر رضي اهلل تعالى عنه أراق اللبن‬
‫ُ‬
‫المغشوش‪ ،‬وغير ذلك مما يكثر تعدا ُده‪ ،‬وهذه قضايا صحيحة معروفة‪،‬‬
‫وسلك أصحابه وخلفاؤه مِن بعده مِن ذلك ما هو معروف مشهور‪.‬‬
‫وس ئل أستاذنا اإلمام كمال الدين بن الهمام الحنفي عن رجل يجمع يف بيته‬
‫ُ‬
‫أظهر الفسق يف‬
‫َ‬ ‫جماعة على الفسق‪ ،‬فأجاب بما نصه‪ :‬قال الفقهاء‪ :‬رجل‬
‫وإن لم ي ُك َّ‬
‫ف‬ ‫تعرض له ْ‬
‫كف لم ُي َّ‬ ‫داره ينبغي أن ُيتقد َم إليه أبدا لل ُعذر‪ْ ،‬‬
‫فإن َّ‬
‫ضر َبه أسواطا ْ‬
‫وإن شاء أز َع َجه عن‬ ‫سجنَه ْ‬
‫وإن شاء َ‬ ‫فاإلمام ُمخ َّير ْ‬
‫إن شاء َ‬
‫ِ‬
‫أشياخنا حيث أمر بتخريب دار الفاسق انتهى‪.‬‬ ‫بعض‬
‫داره‪ ،‬وقد بالغ ُ‬
‫ِ‬
‫وما زال هذا دأب الخلفاء وال ُملوك س َلفا وخ َلفا من عهد الصحابة وه ُل َّم ًّ‬
‫جرا‪،‬‬
‫وقف على‬
‫َ‬ ‫والعلماء ُيفتونَ ُهم بذلك مِن غير نكير‪ ،‬و َمن طالع تواريخ األمة‬
‫علم اليقين‪"[ .‬الحاوي للفتاوى"‪ :‬اإلمام جالل الدين عبد‬ ‫ِ‬
‫ذلك وعل َمه َ‬
‫الرحمن بن أبي بكر السيوطي (‪٩11‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪،‬‬
‫‪1٤٢1‬هـ‪٢٠٠٠/‬م‪ ،‬كتاب البيوع‪.]1٢٠/1 ،‬‬
‫والتعزير يكون بالضرب والحبس والتوبيخ‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫وقال ابن قدامة مِن الحنابلة‪« :‬‬
‫أخذ مالِه؛ ألن الشر َع لم َي ِرد بشيء مِن‬
‫رحه وال ُ‬ ‫يجوزُ قط ُع شيء منه وال َج ُ‬
‫والتأديب ال يكون باإلتالف؛‬
‫ُ‬ ‫ب أدب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الواج َ‬ ‫ذلك عن أحد ُيقتَدَ ى به؛ وألن‬
‫ألن الشرع لم يرد بشيء»‪"[ .‬المغني" البن قدامة‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬فصل‬
‫والتعزير يكون بالضرب والحبس والتوبيخ‪.]٣٢٤/1٠ ،‬‬
‫والحاصل‪ :‬أن ه يجوز التعزير بأخذ المال كما ثبت باآلثار العديدة والعقل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫نسوخ حرام))(‪ ،)2‬والل تعاىل أعلم(‪.)3‬‬
‫ِ‬ ‫((ألنه منسوخ(‪ )1‬والعمل َ‬
‫بالم‬

‫ينسخُه وانت ََسخَه‪ :‬أزا َله به وأدا َله والشي ُء َ‬


‫ينسخ الشي َء نسخا‪،‬‬ ‫(‪ )1‬نسخه به ك َمنَعه َ‬
‫الظل وانت ََسخَ تْه‪ :‬أزا َلتْه‪،‬‬
‫مس َّ‬ ‫أي‪ُ :‬ي ِزيله ويكون مكانَه‪ ،‬ويقال‪َ :‬‬
‫نس َ‬
‫خت َّ‬
‫الش ُ‬
‫ِ‬
‫باآلية‪ :‬إزال ُة‬ ‫ونسخ ِ‬
‫اآلية‬ ‫ُ‬ ‫أذهبَت ال ِّظ َّل وح َّل ْت َمح َّله‪ ،‬وهو َمجاز‪،‬‬
‫والمعنى‪َ :‬‬
‫الشيء مِن مكان إلى مكان وهو هو‪ ،‬والمنسوخ‬ ‫ِ‬ ‫والنسخ‪ُ :‬‬
‫نقل‬ ‫ُ‬ ‫ح ِ‬
‫كمها‪،‬‬ ‫ُ‬
‫شرعا‪ :‬ما ارتفع العمل به مِن النصوص الشرعية بنص شرعي آخر متأخر عنه‪.‬‬
‫["مقاييس اللغة"‪ ،‬مادة (ن س خ)‪" ،٣٤٠/٥ ،‬معجم لغة الفقهاء"‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪" ،٤٦٤‬الفصول يف األصول"‪ ،‬باب الكالم يف الناسخ والمنسوخ‪ ،‬فصل يف‬
‫ماهية النسخ‪.]1٩٧/٢ ،‬‬
‫( ‪ ) ٢‬يف " مسلم الثبوت مع شرحه فواتح الرحموت"‪« :‬يجب على المكلف‬
‫الناسخ خطاب مِن اهلل تعالى‪ ،‬ولو عمل به ألثم قطعا؛ فان العمل‬
‫َ‬ ‫اعتقاد أن‬
‫بالمنسوخ حرام»‪"[ .‬الكالم على األصول األربعة"‪ ،‬الفصل الثالث يف‬
‫البيان‪ ،‬مسألة النسخ واقع يف شريعة واحدة ويف القرآن‪.]٦٨/٢ ،‬‬
‫وقال ابن نُجيم‪« :‬ويف "مناقب الكردري" يف باب أبي يوسف رحمه اهلل‪ :‬ا ْع َلم أن‬
‫تحليف ال ُمدعي والشاهد أمر منسوخ‪ ،‬والعمل بالمنسوخ حرام»‪"[ .‬األشباه‬
‫َ‬
‫والنظائر" البن نجيم‪ ،‬الفن الثاين من األشباه والنظائر‪ :‬وهو فن الفوائد‪،‬‬
‫كتاب القضاء والشهادات والدعاوى‪ ،‬ص‪.]٢٣٤ :‬‬
‫(‪ )٣‬يف طبعة الهور‪ :‬ذكر معنى (واهلل تعالى أعلم) بلغة ُأردية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫[حكم مس العضاء التناسلية بني الزوجني والنظر إليها]‬

‫رقمّالفتوى‪ّ 30ّ:‬‬
‫ُ‬
‫تاريخ ورود الفتوى‪ 23 :‬مجادي األوىل ‪1336‬هـ‪.‬‬
‫اسم املستفيت‪ :‬السيد ظهور احلسن‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عنوان املستفيت‪ :‬قادري غنج ُم ِديرية ِبي بهوم(‪ )1‬ولية بَنغال(‪.)2‬‬

‫السؤال‪:‬‬
‫هل جيوز انلظر إىل فرج زوجته أثناء اجلماع؛ يلكون أبلغ يف‬
‫تمس َ‬
‫ذكره إلثارة الشهوة؟‬ ‫يمس َ‬
‫فرجها؛ ويه ُّ‬ ‫حتصيل اللة‪ ،‬أو هو ُّ‬

‫( ‪ ) 1‬مديرية " ِبير ُبهوم" ُتتل َّفظ يف اللغة األردية‪ :‬بـ "ریب ی‬
‫ھب یم ی"‪ ،‬ويف اإلنكليزية‪:‬‬
‫‪ ،Birbhum‬تقع يف البنغال الغربية يف أقصى شمال قسم بردوان‬
‫‪ ،Burdwan‬أحد الثالثة ِمن األقسام اإلدارية يف غرب البنغال‪ ،‬رأت المدينة‬
‫العديد ِمن الحركات الثقافية والدينية يف التاريخ‪ ،‬والزراعة‪ :‬هي المعاش‬
‫ألغلب سكانِها‪ ،‬ومحطة توليد الطاقة وحيدة ِمن نوعها يف المنطقة‪ ،‬ويبلغ عدد‬
‫سكانِها ‪ ٢،٠٩٥،٨٢٩‬بموجب إحصاء ‪٢٠٠1‬م‪"[ .‬الموقع الرسمي‬
‫المخصص لمديرية بير ُبهوم‪.]/http://birbhum.gov.in :‬‬

‫( ‪ ) ٢‬البَنغال الغربية ُتتَل َّفظ يف اللغة األردية‪ :‬بـ "رغیب اگنبل"‪ ،‬ويف اإلنكليزية‪:‬‬
‫‪ ،West Bengal‬لقد عرفنها عند أول ورودها على صفحة ‪.٢٢‬‬

‫‪44‬‬
‫الجواب‪ّ :‬‬
‫ل بأس م نس األعضاء اتلناسلية بني الزوجني‪ ،‬بل هو عمل‬
‫مستحسن يؤجر عليه إذا اكن بنية اثلواب ((كما ُروي عن نفس سيدنا‬
‫ُ‬
‫انلظر إىل الفرج عند‬ ‫اإلمام األعظم ريض الل تعاىل عنه))‪ ،‬ولكن ُمنِع‬
‫َ نُ ُ ُ‬
‫ورث ال َع َم»(‪.)1‬‬‫اجلماع؛ كما جاء يف احلديث حيث قال ﷺ‪« :‬ف ِإنه ي ِ‬
‫فقال العلماء‪ :‬حيتمل أن يكون انلظر سببا يف العم‪ ،‬أو يتودل ِمن ِمجاعه‬
‫أولد عم أو تعم القلوب ‪-‬معاذ الل‪ -‬فهو أسوأ(‪(( ،)2‬والل تعاىل أعلم))‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه ابن عدي عن سيدنا أبي هريرة رضي اهلل تعالى عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫ث ا ْل َع َمى‪َ ،‬و َال ُي ْكثِ ْر‬ ‫اهلل ‪« :‬إ َذا َجا َم َع َأ َحدُ ك ُْم َف َال َينْ ُظ ْر إ َلى ا ْل َف ْرجِ ‪َ ،‬فإِنَّ ُه ُي ِ‬
‫ور ُ‬
‫ث ا ْل َ‬
‫خ َر َس»‪"[ .‬الكامل يف ضعفاء الرجال"‪.]٧٥/٢ ،‬‬ ‫ا ْل َك َال َم‪َ ،‬فإِنَّ ُه ُي ِ‬
‫ور ُ‬
‫وذكره اإلمام السيوطي يف " الآللي المصنوعة يف األحاديث الموضوعة"‪:‬‬
‫الحافظ جالل الدين عبد الرحمن السيوطي (‪٩11‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫بيروت‪ ،1٤٣/٢ ،‬وهو موضوع أو ضعيف جدًّ ا كما ذكره الزيلعي وابن‬
‫حجر العسقالين‪"[ .‬نصب الراية"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬فصل يف الوطء والنظر‬
‫والمس‪ ،‬رقم الحديث‪" ،1٣٩/٦ ،)٢1( :‬الدراية يف تخريج أحاديث‬
‫الهداية"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬رقم الحديث‪.]٢٢٩/٢ ،)٩٥٤( :‬‬
‫(‪ )٢‬ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز نظر الزوج لجميع أجزاء بدن الزوجة‪ ،‬كما‬
‫يجوز لها أن تنظر منه ما أبيح له النظر إليه منها؛ ألن كل ما ورد مِن األثر يف‬
‫معنى‪ :‬إذا جامع أحدكم فال ينظر إلى الفرج وهو موضوع أو ضعيف جدًّ ا‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫إال ما صرح بعض الفقهاء بكراهة النظر إلى الفرج مطلقا ولو مِن نفسه بال‬
‫حاجة‪ ،‬والصواب‪ :‬جواز النظر إلى فرج زوجته‪ ،‬بل االستحباب إذا كان يف‬
‫ذلك كمال استمتاع للطرفين‪.‬‬
‫ويف " فتح باب العناية"‪« :‬وأما حديث عائشة‪ :‬أنه َما َر َأى مِنِّي وال َر َأيتُ ُه مِنه ‪-‬‬
‫يعني‪ :‬الفرج‪ -‬كما رواه الرتمذي يف " الشمائل"‪ ،‬فلعله مِن خصائصها‪،‬‬
‫ليكون أبل َغ يف تحصيل معنى اللذة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وكان ابن عمر يقول‪ :‬األو َلى أن ين ُظ َر‬
‫ف‪.‬‬ ‫ث ا ْل َع َمى‪ُ ،‬‬
‫وض ِّع َ‬ ‫عدي عن ابن عباس مرفوعا‪ :‬إِنَّ ُه ُي ِ‬
‫ور ُ‬ ‫وروى ابن ِ‬

‫وأما قول "صاحب الهداية"‪ :‬ألن ذلك ‪-‬يعني‪ :‬النظر إلى العورة‪ -‬يورث النسيان‬
‫لورود األثر‪ ،‬فغير معروف»‪"[ .‬المبسوط" للسرخسي‪ ،‬كتاب االستحسان‪،‬‬
‫نظر الرجل إلى المرأة‪" ،1٢٢/1٠ ،‬الهداية"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬كتاب‬
‫الكراهية‪ ،‬فصل يف اللبس‪.]٨٥/٤ ،‬‬
‫كراهتَه فقال‪َ :‬من‬
‫الرعَيني‪« :‬وقيل ألصبغ‪ :‬إن قوما َيذكرون َ‬
‫وقال اإلمام الحطاب ُّ‬
‫بالطب ال بالعل ‪,‬م وال بأس به وليس بمكروه‪ ،‬وقد ُروي عن‬
‫ِّ‬ ‫كرهه إنما ِ‬
‫كر َهه‬ ‫ِ‬
‫مالك أنه قال‪ :‬ال بأس أن ين ُظ َر إلى الفرجِ يف حال ِ‬
‫الجماع‪ ،‬وزاد يف رواية‪:‬‬
‫ويلح َسه بلسانه وهو مبا َل َغة يف اإلباحة»‪"[ .‬مواهب الجليل"‪ ،‬باب يف النكاح‪،‬‬
‫َ‬
‫فصل ندب لمحتاج ذي أهبة نكاح بكر‪ .]٢٣/٥ ،‬وال أرى أنه مضرة طبية يف‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا يف الحقيقة يحرم الزوجين مِن إشراك حاسة البصر يف الشعور‬
‫بالمتعة الجنسية‪ ،‬ويف اإلثارة بالنظر إلى المفاتن واألوضاع الجنسية‬
‫المختلفة التي تلهب العواطف وتؤدي إلى اكتمال النشوة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وقال اإلمام النووي مِن الشافعية‪« :‬و َمن تزوج امرأة أو ملك جارية يملك وطأها‬
‫فله أن ينظر منها إلى غير الفرج‪ ،‬وهل يجوز أن ينظر إلى الفرج؟ فيه وجهان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬ال يجوز‪ ،‬لما ُروي أن النبي ﷺ قال‪« :‬النَّ َظ ُر إِ َلى ا ْل َف ْرجِ ُي ِ‬
‫ور ُ‬
‫ث‬
‫ال َّط ْم َس»‪ .‬والثاين يجوز‪ ،‬وهو الصحيح؛ ألنه يملك االستمتاع به‪ ،‬فجاز له‬
‫النظر إليه كالفخذ»‪"[ .‬المجموع"‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب الجد واألخوة‪ ،‬فصل‬
‫ومن تزوج امرأة أو ملك جارية يملك وطأها‪.]1٣٤/1٦ ،‬‬
‫النظر إلى‬
‫ُ‬ ‫وقال ابن قدامة المقدسي مِن الحنابلة‪« :‬ولكل واحد مِن الزوجين‬
‫ولمسه‪ ،‬وكذلك السيدُ مع أ َمتِه؛ لما َر َوى بَهزُ بن َحكيمی‬ ‫ِ‬ ‫جمي ِع بدَ ِن َ‬
‫اآلخر‬
‫ِ ِ‬ ‫َق َال‪ُ « :‬ق ْل ُت‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اهلل‪ ،‬ع َْو َرا ُتنَا َما نَ ْأتي من َْها َو َما ن ََذ ُع؟ َف َق َال‪ْ « :‬‬
‫اح َف ْظ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ال مِ ْن زَ ْو َجتِ َك‪َ ،‬أ ْو َما َم َل َك ْت َي ِمين َُك»‪ .‬رواه الرتمذي وقال‪:‬‬ ‫ع َْو َر َتك‪ ،‬إِ َّ‬
‫باح‬
‫الفرج ُي ُ‬
‫َ‬ ‫حديث حسن‪ ،‬وال فرق بين الفرج ِ‬
‫وغيره ل ُع ُموم الحديث؛ وألن‬
‫النظر إلى‬
‫ُ‬ ‫ولمسه كبقية البدن‪ ،‬وقيل‪ُ :‬يكره‬
‫ُ‬ ‫النظر إليه‬
‫ُ‬ ‫االستِمتا ُع به‪ ،‬فجاز‬
‫الفرج»‪"[ .‬الشرح الكبير" البن قدامة‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬فصل وحكم المرأة‬
‫مع المرأة والرجل مع الرجل‪ ،‬مسألة ولكل واحد من الزوجين النظر إلى‬
‫جميع بدن اآلخر ولمسه‪.]٣٥٤/٧ ،‬‬
‫والحديث‪ :‬رواه أبو داود والرتمذي وحسنه‪"[ .‬سنن أبي داود"‪ ،‬كتاب الحمام‪ ،‬باب‬
‫ما جاء يف التعري‪ ،‬رقم الحديث‪" ،٨٢/٤ ،)٤٠1٩( :‬سنن الرتمذي"‪ ،‬كتاب‬
‫األدب‪ ،‬باب ما جاء يف حفظ العورة‪ ،‬رقم الحديث‪.]٩٧/٥ ،)٢٧٦٩( :‬‬

‫‪47‬‬

You might also like