You are on page 1of 85

‫رسالة‬

‫حسن اتلعمم بليان حد اتليمم‬


‫من‬

‫الفتاوى الرضوية‬
‫لإلمام أمحد رضا خان اهلندي احلنيف رمحه اهلل تعاىل‬
‫(املتوىف‪١٣٤٠‬ـﻫـ املوافق ‪١٩٢١‬م)‬

‫تعريب‬
‫ادلكتور حممد مهربان باروي‬

‫إعداد‬
‫قسم الرتمجة العربية‬
‫اتلابع ملركز ادلعوة اإلسالمية‬

‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫مقدمة‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫احلمد لل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم ىلع سيد املرسلني وخاتم‬
‫ن‬
‫است‬ ‫انلبيني‪ ،‬سيدنا حممد الصادق الوعد األمني‪ ،‬وىلع آهل وصحبه ومن‬
‫بسنته واهتدى بهديه إىل يوم ادلين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫إن الل تعاىل أرسل رسول الل ﷺ إىل انلاس اكفة يلكون هاديا وداعيا‬
‫إىل الل بإذنه ورساجا منيا‪ ،‬ثم أهلم الصحابة‪ ،‬واتلابعني والفقهاء‬
‫املجتهدين أن حيفظوا سي نبيهم تلتم انلعم‪ ،‬واكن الل ىلع ما يشاء قديرا‪،‬‬
‫َي َش َّ َ‬ ‫َّ َ َ ۡ‬
‫ٱّلل م ِۡن ع َِبا ِده ِ‬ ‫وقال الل تعاىل يف فضل العلم والعلماء‪ ﴿ :‬إِنما‬
‫ۡ َ‬
‫م ُؤاْۗ﴾ [فاطر‪ ،]28/35 :‬وقد بني‬ ‫ٱل ُعل َ َٰٓ‬
‫ورفع َ‬‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫قدرهم حيث قال‪:‬‬ ‫الل شأن العلماء‬
‫ه ۡ َ َّ َ ه ه ۡ ۡ‬ ‫ٱّلل َّٱَّل َ‬
‫﴿يَ ۡر َفعِ َّ ه‬
‫[املجادلة‪.]11/58 :‬‬
‫ِين أوتوا ٱلعِل َم َد َر َجَٰت﴾‬ ‫ِين َء َام هنوا مِنكم وٱَّل‬
‫َ ُ َ ِّ ُ‬ ‫وقد صح عن رسول الل ﷺ أنه قال‪َ « :‬من يُر ِد ُ‬
‫الل ِب ِه خيا يفقهه‬ ‫ِ‬
‫ُن ُ َ َ ََ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ ن َ ََ َ‬ ‫يف ِّ‬
‫الل يع ِطي‪َ ،‬ولن ت َزال ه ِذ ِه األمة قا ِئمة ىلع أم ِر‬ ‫اسم و‬ ‫ين‪ ،‬و ِإنما أنا ق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ادل‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُض ُهم َمن خالف ُهم َ‬ ‫الل ل يَ ُ ُّ‬ ‫َ‬
‫لل»(‪.)1‬‬ ‫ح نّت يَأ ِ َ‬
‫ت أم ُر ا ِ‬ ‫ِ‬

‫(‪ )1‬والحديث يف "صحيح البخاري"‪ :‬محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة أبو‬


‫عبد اهلل البخاري (ت‪٢٥٦ :‬هـ)‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬واليمامة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪،٣ :‬‬
‫‪1٤٠٧‬هـ‪1٩٨٧/‬م‪ .‬أخرجه عن معاوية رضي اهلل تعالى عنه يف كتاب العلم‪،‬‬
‫باب من يرد اهلل به خيرا يفقهه يف الدين‪ ،‬رقم الحديث‪.٣٩/1 ،)٧1( :‬‬

‫‪1‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أسباب السعادة وانلجاة والفوز‪ ،‬وعلم‬ ‫ومن ف ِقه يف ادلين فقد نال‬
‫الفقه من العلوم اهلامة اليت ينبيغ ألهل العلم العناية بها‪ ،‬وإيضاحها‬
‫ِل ۡعبه ه‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ۡ ه ۡ َّ َ ۡ َ َّ‬
‫ون ‪﴾٥٦‬‬
‫ِ‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫ّل‬ ‫ٱۡلنس إ ِ‬
‫ٱۡلن و ِ‬
‫للناس‪ ،‬وقال الل تعاىل‪﴿ :‬وما خلقت ِ‬
‫[اذلاريات‪.]56/51 :‬‬

‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ن ُ‬
‫واستنباط‬
‫ِ‬ ‫الصالح ىلع تعلم الفقه‪،‬‬ ‫السلف‬ ‫ومن أجل ذلك قد حرص‬
‫ُّ ُ‬ ‫ن‬
‫وب يف ابلحث‬ ‫أحاكم الرشيعة الغراء‪ ،‬وأوقفوا حياتهم للسي ادلؤ ِ‬
‫واتلأيلف يلال ونهارا به َمم اعيلة‪ ،‬ل تعر ُف ََكَال ول َملَال‪َ ،‬‬
‫وع َمدوا إىل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ ٍ‬
‫تدوين علو ِمهم‪ ،‬ولم يهملوا شيئا منها‪.‬‬

‫سبب اختيار البحث وأهميته‬

‫كتاب "الفتاوى الرضوية" ذو أهمينة كبية؛ ألنه من أهم كتب اإلمام‬


‫ِّ‬
‫أمحد رضا خان اهلندي احلنيف رمحه الل تعاىل (ت‪13٤٠ :‬هـ) اذلي يمثل‬
‫ن‬
‫قمة إنتاجه وغزارة علمه؛ وألهمية الكتاب قال العالمة اجلليل السيد‬
‫إسماعيل رمحه الل تعاىل حافظ كتب احلرم كما جاء يف كتابه‪ ...« :‬ثانيا‪:‬‬
‫تفضل علينا سيدنا بعدة أوراق من فتاويه أنموذجة نرجو الل عز شأنه أن‬
‫يسهل ويقارب لكم األوقات إلتمامها يف أقرب حني‪ ،‬فإنها حريه بأن‬

‫= "صحيح مسلم"‪ :‬مسلم بن الحجاج بن مسلم أبو الحسين القشيري (ت‪٢٦1 :‬هـ)‪،‬‬
‫دار إحياء الرتاث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬كتاب الزكاة‪،‬‬
‫باب النهي عن المسألة‪ ،‬رقم الحديث‪.٧1٨/٢ ،)1٠٣٧( :‬‬

‫‪2‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫يعتىن بها‪ ،‬جعلها الل تعاىل لكم ذخر ايلوم املعاد‪ ،‬والل أقول واحلق أقول‪:‬‬
‫أنه لو رآها أبو حنيفة انلعمان رمحه الل تعاىل ألقرت عينه وجلعل مؤلفها‬
‫من مجلة األصحاب‪.)1(»...‬‬
‫وهو ليس كتابا فقهيا فحسب بل حيمل يف طياته معالم اثلقافة‬
‫َ‬
‫اإلسالمية يف بالد شبه القارة اهلندية‪ ،‬وذلك ل نما اكن يسأهل املستفيت لم‬
‫يكن متقيدا بأي صيغة يسأل ويف أي فن من الفنون يسأل وبأي زمان‬
‫وماكن يسأل كما هو احلال اآلن‪ ،‬فجاء ك هذا الرتاث مكتوبا بادلقة مع‬
‫تدوين أسماء املستفتيني وبالدهم مفصال بدءا من الح ثم أقرب اسم‬
‫مركز الربيد أو قسم الرشطة‪ ،‬ثم املديرية ثم املحافظة أو الولية‪ ،‬ومع ذكر‬
‫اتلاريخ والشهر والعام اهلجري‪ ،‬ومن خالل هذه األسئلة واألجوبة‬
‫نستطيع أن نعرف وضع املسلمني املعيش والفكري وادلعوي والعلم‬
‫واثلقايف والرتفيه وغيها يف تلك احلقبة جبيل كوضوح الشمس‪،‬‬
‫ويمكن احلصول ىلع مئات درجات ادلكتوراه يف ك فن وموضوع‪ ،‬ومع‬
‫هذا َكه فلم حيظ الكتاب بالعناية العلمية اليت يستحقها‪.‬‬

‫ذكر اإلمام أمحد رضا خان رمحه الل تعاىل أقوال الفقهاء بشك دقيق‬
‫جدا‪ ،‬ونقل نصوصهم احلرفية بأمانة علمية تامة‪ ،‬واختار املعلومات‬

‫(‪" )1‬اإلجازات المتينة لعلماء بكة والمدينة"‪ ،‬مطبوع مع الرسائل الرضوية‪ :‬اإلمام‬
‫أحمد رضا خان الهندي المؤلف (ت‪1٣٤٠ :‬هـ) مكتبة المدينة‪ ،‬سوق خضر‬
‫القديم‪ ،‬كراتشي‪ ،‬باكستان‪ :‬ص‪.٥٩ -٥٨ :‬‬

‫‪3‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫املتنوعة من مصادرها املتخصصة بأمانة علمية متناهية‪ ،‬وحقق ودقق‬
‫وفصل وفرع املسائل لم يسبق هل نظي عند أسالفنا من قبل‪ ،‬وعلل‬
‫األحاكم بالقواعد األصويلة والفقهية والضوابط كثيا ويعترب املؤلف يف‬
‫ذلك مبتكرا‪ ،‬وجاء فيه ما حدث بالفعل وسئل اإلمام عنه‪ ،‬وىلع هذا لم‬
‫ُ‬
‫تذكر فيه الفرتاضيات إل نادرا تلفهيم املسألة وحنوه‪.‬‬

‫وكذا تربز أهمية الكتاب وقيمته العلمية من خالل كرثة الفنون‬


‫اليت حيتوي عليها الكتاب‪ ،‬قسط منه يف علم الالكم موضحا عقيدة‬
‫أهل السنة واجلماعة اليت اكن عليها انلب والصحابة واتلابعون وما‬
‫بعدهم األئمة املجتهدون( ‪.)1‬‬
‫( ‪)3‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫والقواعد الفقهية‬ ‫وقسط منه يف علم اتلجويد والقراءة‬

‫( ‪ ) 1‬كرسالة‪ " :‬أعالي اإلفادة يف تعزية الهند وبيان الشهادة"‪ ،‬ذكرها يف الفتاوى‬
‫الرضوية رضا فاؤنديشن‪ ،‬الهور‪ ،‬باكستان‪ ،‬ط‪1٤1٨ ،1 :‬هـ‪1٩٩٧/‬م‪ ،‬كتاب‬
‫الحظر واإلباحة‪ .٥11/٢٤ ،‬و" السوء والعقاب على المسيح الكذاب‬
‫المعروف بالقاديانية"‪ ،‬ذكرها يف كتاب السير‪ .٥٧1/1٥ :‬و"قوارع القهار يف‬
‫المجسمة ال ُف َّجار"‪ ،‬ذكرها يف العقائد والكالم‪.11٩/٢٩ :‬‬
‫ِّ‬ ‫الرد على‬
‫(‪ )٢‬كرسالة‪" :‬نعم الزاد لروم الضاد"‪ ،‬ذكرها يف كتاب الصالة من الفتاوى الرضوية‪:‬‬
‫‪.٢٨٣/٦‬‬
‫(‪ )٣‬كرسالة‪" :‬جلي النص يف أماكن الرخص"‪ ،‬ذكرها يف كتاب الحظر واإلباحة من‬
‫الفتاوى الرضوية‪.٢٠1/٢1 :‬‬

‫‪4‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ورسم اإلفتاء( ‪ )1‬إضافة إىل ذلك ما فيه من العلوم العقلية( ‪.)2‬‬
‫أعرب بعض الشء من الفتاوى‬ ‫ُ‬
‫عزمت أن ِّ‬ ‫وهلذه األسباب وغيها‬
‫ََ‬
‫الرضوية حّت يكون عونا ملن يريد معرفة علم من أعالم شبه القارة‬
‫اهلندية‪ ،‬ويف احلقيقة من اطلع ىلع مبحث من مباحث الفتاوى الرضوية‬
‫لعرف وادىع بأن ل تكتمل مكتبة الفقه احلنف دونه‪ ،‬والل اهلادي إىل‬
‫سواء السبيل‪.‬‬

‫أ۔ منهج التعريب‬

‫(‪ )1‬أترجم باملعىن العريف دون احلريف‪ ،‬أي‪ :‬هو اتلعبي عن معاين‬
‫ُ ِّ‬
‫الم َؤلف إىل اللغة العربية مع وفاء مجيع املعاين واملقاصد ما أمكن‪،‬‬ ‫الكم‬
‫وأبذل اجلهد بكل ما يف وسيع أن يكون اتلعريب تصويرا لك ما أراد‬
‫ُ ِّ‬
‫الم َؤلف من معانيه ومقاصده‪.‬‬
‫(‪ )2‬أحاول أن أعطي صورة واضحة قدر اإلماكن عن هذه األفاكر‬
‫بالرتكزي ىلع املعلومة وعدم اتلوقف مطول عند طريقة صياغة اللكمات‪.‬‬

‫(‪ )1‬كرسالة‪" :‬أجلى اإلعالم أن الفتوى مطلقًا على قول اإلمام"‪ ،‬ذكرها قبيل كتاب‬
‫الصالة من الفتاوى الرضوية‪.٩٥/1 :‬‬
‫(‪ )٢‬كرسالة‪" :‬درء القبح عن درك وقت الصبح"‪ ،‬ذكرها يف كتاب الصوم من الفتاوى‬
‫الرضوية‪ .٦1٧/1٠ :‬و"هداية المتعال يف حد االستقبال"‪ ،‬ذكرها يف كتاب‬
‫الصالة من الفتاوى الرضوية‪.٦٠/٦ :‬‬

‫‪5‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫(‪ )3‬الكم املؤلف باللغة العربية أو للمستفيت أنقله دون أي تصف‪،‬‬
‫ووضعه بني القوسني الكبيين (( ))‪ ،‬وإذا ختلل القتباس عن الكتب‬
‫الفقهية وباللغة العربية بني الكم املؤلف فال أضع القوسني الكبيين إل‬
‫يف بداية الالكم ونهايته وأضع القتباس احلريف عن الفقهاء بني اتلنصيص‬
‫مع اتلوثيق من املراجع األصلية‪ ،‬وإذا اكن ذلك القتباس معنويا فأضع‬
‫انلقطتني العموديتني (‪ ):‬يف بداية القتباس وانلقطة الواحدة (‪ ).‬يف نهايته‪.‬‬
‫(‪ )4‬وقد يقول املؤلف باللغة العربية‪ :‬ويف "رد املحتار" وحنوه ثم يأت‬
‫بالقتباس فال أضع بني القوسني الكبيين مثل هذه اللكمات البسيطة‬
‫إل إذا اكن قبل القتباس أو بعده الكم املؤلف باللغة العربية أيضا‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫((يف "ادلر املختار"‪« :‬ل جيب ىلع الزوج تطليق الفاجرة»‪ .)).....‬وكذلك‬
‫َكمة (انتىه) أو َكمة (ملخصا) أو (انتىه ملخصا) أو (ملتقطا) أو‬
‫(انتىه ملتقطا) لم أضعها بني القوسني الكبيين إل إذا اكن الكم املؤلف‬
‫العربية متصال ما قبله أو بعده‪.‬‬
‫(‪ )5‬عدم اتلكرار إذا اكن الالكم يف اللغة األردية ثم يف نفس املعىن‬
‫يف اللغة العربية‪ ،‬فأحاول اتلبديل ما يناسب السياق باملرتادفات أو‬
‫أحذف اتلكرار‪.‬‬
‫(‪ )6‬أنقل أسماء األشخاص واألماكن كما يه‪ ،‬والاكف الفارسية‬
‫يف األسماء واألماكن؛ وهو ينطق (‪ )G‬باإلجنلزيية أثبته كما هو املعروف‬
‫يف اللغة العربية كـ‪ :‬بنغال ديش حيث غي بالغني وقد يغي باجليم كـ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫اللغة اإلجنلزيية أو بالاكف‪ ،‬وإذا لم نعرف نطقه باللغة العربية فغينا بـ‪:‬‬
‫الغني لكونه أقرب منه‪.‬‬
‫(‪ )7‬وأنقل املصطلحات واألشعار واألمثلة يف اللغة األردية إىل ما‬
‫يرتادف يف املعىن من اللغة العربية إن أمكن وإل أذكر املعىن املناسب‪.‬‬
‫(‪ )8‬انلصوص العربية املقتبسة أضع كما يه دون أي تصف‪ ،‬وإذا‬
‫اكن القتباس حرفيا أحص بني عالمة اتلنصيص‪ ،‬وإذا اكن القتباس‬
‫باملعىن أشي ذلك عند اتلوثيق بكلمة (انظر) يف اهلامش‪.‬‬

‫ب‪ .‬منهج التحقيق والدراسة‬


‫أحاول جاهدا أن أخرج هذا الكتاب حمققا بالصورة اليت تركها عليه‬
‫ن‬ ‫ِّ‬
‫ُم َؤلفه؛ ومن أجل ذلك قمت بالزتام املنهج العام اذلي وضعه العلماء‬
‫تلحقيق املخطوطات مع بعض اإلضافات الالزمة‪ ،‬ويتمثل املنهج اذلي‬
‫سأتبعه يف ن‬
‫اتلحقيق ىلع انلحو اآلت‪:‬‬

‫أوّاًل‪ّ:‬املقابلةّوتصحيحّاملتنّواإلمالءّ‪ّ :‬‬
‫(‪ )1‬خطة ابلحث اليت وضعتُها يف بداية ك رسالة ويف بداية‬
‫الفصول واملباحث وعند تقسيم األفاكر تقسيما منطقيا؛ ويه من عندي‬
‫للتوضيح وإظهار معالم هيك ابلحث والرسالة قبل أن خياض يف اتلفاصيل‬
‫وك ذلك لم أضع بني املعكوفتني‪.‬‬
‫(‪ )2‬أنسخ الكتاب حسب القواعد اإلمالئية احلديثة‪ ،‬اكتلفريق بني‬
‫اهلمزة الوصلية (ا) والقطعية (أ) وتنقيط ايلاء‪ ،‬وطريقة كتابة اهلمزات‪...‬‬
‫‪7‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫(‪ )3‬أقابل هذا الكتاب ىلع مجيع املصادر واملراجع ‪-‬ما وقف ُ‬
‫ت منها‪-‬‬
‫عند اتلوثيق‪ ،‬ولكنين لم أثبت يف حوايش اتلحقيق الزيادات أو الفروق‬
‫اليت انفردت بها املصادر واملراجع أو الطبعة األخرى من الفتاوى الرضوية‬
‫خشية اإلطالة‪.‬‬
‫(‪ )4‬أضبط اللكمات اليت قد يشك ىلع القارئ ضبطها‪ ،‬وذلك ىلع‬
‫الحتمال الواحد دون اإلشارة إىل الوجه اثلاين‪.‬‬
‫(‪ )5‬أشك القواعد الفقهية واألصويلة ورسم اإلفتاء وضوابطها‬
‫واألشعار ورضب األمثال تشكيال اكمال‪.‬‬
‫(‪ )6‬قد أجد يف إحدى طبعات الفتاوى الرضوية لفظا خيتلف عن‬
‫الطبعة األخرى والكهما صحيحان‪ ،‬فأتعامل به اكتلايل‪ :‬إذا اكنت تلك‬
‫العبارة اقتباسا من الكتب فأثبت ما يتفق بذلك القتباس‪ ،‬وأما إن اكنت‬
‫العبارة من عند املؤلف نفسه فأثبت أصحهما وأفضلهما معنا واألنسب‬
‫حمال ولكن هذا بعد اتلدقيق ادلقيق لحتمال وقوع اخلطأ يف الفهم قبل‬
‫ك يشء‪ ،‬مع املالحظة أنين لم أسجل الفروق بني طبعات الفتاوى‬
‫الرضوية حّت ل تكون عبئا ىلع الكتاب‪.‬‬

‫ثانيًا‪ّ:‬تخريجّاألحاديثّوعزوّاآلياتّ‪ّ :‬‬
‫(‪ )1‬أعزو اآليات القرآنية إىل السور مع بيان اسم السورة ورقمها‬
‫ِّ‬
‫ورقم اآلية‪ ،‬وأضبطها ضبطا تاما مطابقا للقراءة اليت يريدها املؤلف‪،‬‬
‫ومزيتها عن سائر نصوص الكتاب حبصها بني قوسني مزهرين ﴿ ‪.﴾......‬‬‫ن‬

‫‪8‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫(‪ )2‬أخرج األحاديث انلبوية‪ ،‬وأكتف بالعزو إىل صحيح ابلخاري‬
‫فقط أو مسلم فقط إذا ورد فيهما أو يف أحدهما‪ ،‬ول أجتاوز إىل غيهما‬
‫خرجه عن السنن والكتب املشهورة من‬‫يف الغالب‪ ،‬فإذا لم يوجد فيهما أ ِّ‬

‫كتب احلديث حسب األصح فاألصح‪ ،‬وإذا لم يكن احلديث يف‬


‫الصحيحني أذكر درجة احلديث من حيث الصحة وعدمها من الكم‬
‫العلماء مع ذكر املصدر واجلزء والصفحة‪.‬‬
‫(‪ )3‬إن اختلفت ألفاظ احلديث بني الفتاوى الرضوية واملراجع‬
‫األصلية من متون احلديث واكن الختالف بسيطا ولم يكن ذلك اللفظ‬
‫من شاهد املؤلف فأعتمد ىلع ما وجدت يف الكتب املطبوعة املصححة‬
‫واملنقحة واملحققة دون اإلشارة إيله يف اهلامش‪ ،‬وإن اكن الفرق كبيا أو‬
‫ذاك اللفظ اكن شاهدا فأثبت األلفاظ اليت ذكرها املؤلف مع اتلنبيه‬
‫واتلخريج يف اهلامش‪.‬‬
‫(‪ )4‬أضبط األحاديث انلبوية ضبطا اكمال سواء يف اهلوامش واملت‪،‬‬
‫ثم ذكرت اسم الراوي األول من الصحابة ريض الل تعاىل عنه يف اتلخريج‪.‬‬
‫(‪ )5‬اكنت الطريقة يف ختريج احلديث ىلع انلحو اتلايل‪ :‬ذكر ُت اسم‬
‫كتاب احلديث‪ .‬مثال‪" :‬صحيح ابلخاري"‪ ،‬ثم اسم الكتاب‪ ،‬ثم اسم ابلاب‬
‫إذا وجد‪ ،‬ثم رقم احلديث‪ ،‬ثم رقم اجلزء والصفحة‪ ،‬ثم بيان درجة احلديث‬
‫أخرج أبو داود عن سيدنا‬ ‫َ‬ ‫إذا اكن احلديث يف غي الصحيحني‪ ،‬أقول مثال‪:‬‬
‫َ‬
‫أيب ـﻫريرة ريض الل تعاىل عنه‪َ « :‬من َاكنَت َهلُ ام َرأتَان َف َم َال إىل إح َد ُ‬
‫َ‬
‫اه َما‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫‪9‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ُّ ُ‬
‫ام ِة َو ِشقه َمائِل»‪" ،‬سنن أيب داود"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬باب يف‬
‫اء يَو َم القيَ َ‬
‫ِ‬ ‫ج َ‬‫َ‬

‫القسم بني النساء‪ ،‬رقم احلديث‪ ،6٤8/1 ،)2133( :‬أو مثال‪" :‬سنن‬
‫الرتمذي"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬باب ما جاء يف التسوية بني الُضائر‪ ،‬رقم‬
‫احلديث‪" ،٤٤٧/3 ،)11٤1( :‬املستدرك ىلع الصحيحني"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬رقم‬
‫احلديث‪ ،2٠3/2 ،)2٧5٩( :‬وقال احلاكم‪« :‬هذا حديث صحيح ىلع رشط‬
‫الشيخني ولم خيرجاه»‪ ،‬ووافقه اذلهب قائال‪« :‬ىلع رشط ابلخاري ومسلم»‪.‬‬
‫(‪ )١‬إذا أشار املؤل ف إىل احلديث إشارة فأنا أذكر ن‬
‫نص ه وخترجيه‬
‫يف اهلوامش‪.‬‬
‫(‪ )٢‬إذا تكرر األحاديث أو القواعد والضوابط أكتف ىلع اإلشارة‬
‫أنه سبق اتلخريج واتلوثيق واتلعليق يف كتاب كذا ورسالة كذا وىلع‬
‫صفحة كذا‪.‬‬
‫(‪ )٣‬إذا لم أجد احلديث يف كتب متون احلديث أعود إىل كتب‬
‫َ‬
‫الفقهاء؛ ألن هناك أحاديث كثية يرويها الفقهاء بعضهم عن بعض‪،‬‬
‫فليس من الُضوري أن َكها ضعيفة أو ل أصل هلا‪ ،‬ومن األمانة العلمية‬
‫أن أذكر احلديث كما ورد‪.‬‬
‫(‪ )٤‬ذكر املؤلف حديثا ضعيفا؛ هناك حديث آخر قوي بسند آخر‬
‫يؤيد ما ذكر املؤلف فال أغي شيئا من عندي أبدا بل أخرج احلديث أول‬
‫مع بيان درجة احلديث من كتب متخصصة ثم أقول‪ :‬حديث آخر صحيح‬
‫أو حسن يقويه ويعضده ما ذكره فالن يف كتاب كذا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ثالثًا‪ّ:‬أمورّتتعلّقّبعالماتّالترقيم‪ّ :‬‬
‫(‪ )١‬أضع عالمات الرتقيم يف مواضعها املناسبة‪.‬‬
‫(‪ )٢‬ك ما جاء بني املعكوفتني يف املت أو احلوايش دون ِّ‬
‫أي إشارة‬
‫هو من عندي تلوضيح الالكم‪.‬‬
‫(‪ )٣‬أضع انلقط اثلالثة أو األربعة األفقية (‪ )...‬لدلللة ىلع احلذف‬
‫يف القتباس احلريف‪ ،‬ثم عند انتهاء انلقط وعالمة اتلنصيص وضع ُ‬
‫ت (إىل‬
‫آخره) اكتلايل‪ ،».... « :‬إىل آخره‪ ،‬وذلك إذا اكن املؤلف قد وضع إشارة (إلخ)‬
‫وإل أكتف ىلع انلقط األفقية املذكورة فقط‪.‬‬
‫(‪ )٤‬قبل َكمة انتىه وبعدها أضع نقطة دائما‪.‬‬
‫(‪ )5‬ل أترك أية مسافة وفراغ قبل انلقطتني العموديتني وقبل‬
‫الرشطة املائلة يف ذكر جزء الكتاب وصفحته يف اتلوثيقات واتلخاريج‪،‬‬
‫مثال أكتب اكتلايل‪" :‬كشف الظنون"‪.25/1 ،‬‬

‫رابعًا‪ّ:‬شرح ّاملغلقات ّوالتعليقّ ىلعّ املعضالتّ واملبهمات ّ‬


‫ونحوهّاّ‪ّ :‬‬
‫ت بعض األلفاظ واللكمات الغريبة الواردة يف املت‬ ‫(‪ )١‬رشح ُ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫املعتربة‪ ،‬أو غريب احلديث أو من كتب‬ ‫بالرجوع إىل املعاجم اللغوية‬
‫اتلفاسي‪.‬‬
‫(‪ )٢‬من املعاجم اللغوية أذكر اسم الكتاب‪ ،‬ثم املادة‪ ،‬ثم رقم اجلزء‬
‫والصفحة‪ ،‬إن اكن املعجم لغويا كـ "لسان العرب" مثال‪ ،‬أما إن اكن معجم‬

‫‪11‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫كـ "معجم لغة الفقهاء" فإنين ل أذكر املادة فيه‪ ،‬أذكر العنوان إذا وجدته‪،‬‬
‫وإل أذكر رقم اجلزء والصفحة فقط‪ ،‬واعتمدت ىلع املعاجم اللغوية‬
‫املعروفة وىلع كتب اللغة الفقهية‪.‬‬
‫ت ىلع بعض مسائل الكتاب يف املواضع اليت رأيت أن‬ ‫(‪ )٣‬علنق ُ‬

‫احلاجة تمس إىل زيادة بيان أو توضيح أو تعليق‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق‬
‫بانلوازل‪.‬‬
‫ُ ِّ‬
‫الم َؤلف إذا اكن يف ذلك غموض‪ ،‬وقمت بإاعدة‬ ‫ت الكم‬ ‫(‪ )٤‬ن‬
‫وضح ُ‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫الضمائر إىل مراجعها يف اهلوامش إذا اكن انلنص حيتاج إىل ذلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬حقق املؤلف ودقق وناقش وابتكر وفصل بعض املسائل‬
‫الفقهية لم يسبق نظيه من قبل عند أسالفنا‪ ،‬ومثل هذه املسائل كثية‬
‫جدا‪ ،‬وبلعض األهم منها أذكر يف عناوينها‪ :‬حتقيق رائع للمؤلف بأن‪/‬‬
‫يف‪ /‬يف مسألة‪ /‬أو حتقيق عظيم للمؤلف‪ ،‬حتقيق رفيع للمؤلف‪ ،‬حتقيق‬
‫خطي الشأن للمؤلف‪ ،‬حتقيق مهم جدا للمؤلف‪ ،‬حتقيق فريد من نوعه‬
‫للمؤلف‪ ،‬حتقيق جليل للمؤلف لم يسبق هل مثيل‪ ،‬حتقيق جليل‪ ،‬حتقيق‬
‫ساطع لمع‪ ،‬وما شابهها‪.‬‬

‫خامسًا ‪ ّ:‬طريقةّ تدوينّ املصادرّ واملراجعّ يفّ الهامش ّ‬


‫ومعلوماتّدورّالنشرّونقلّااًلقتباسات‪ّ :‬‬
‫(‪ )1‬ذكر ُت معلومات النرش وتارخيه عند أول وروده فقط‪ ،‬وإذا لم‬
‫أجد الطبعة أو تارخيها ل أشي ِّ‬
‫بأي رمز حنو‪ :‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ط‪ ،‬م وغيها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫(‪ )2‬بسبب تعدد املجالس واختالف املكتبات لم أستطع اتلقيد‬
‫بدار نرش واحد أو طبعة واحدة يف كثي من املصادر واملراجع‪ ،‬وأثبت يف‬
‫أول مرة ما اكن أكرث اعتمادا‪ ،‬ثم يف فهرس املصادر املراجع أثبت دار‬
‫النرش أو الطبع األخرى للمصادر واملراجع‪.‬‬
‫(‪ )3‬اكنت طريقة توثيق املعلومات من الكتب الفقهية يف احلوايش‬
‫ىلع انلحو اتلايل‪ :‬أورد ن‬
‫انلص أول ثم أذكر املصدر‪ ،‬ثم أذكر اسم الكتاب‪،‬‬
‫ثم أذكر اسم ابلاب أو الفصل‪ ،‬ثم أذكر املطلب أو الفرع أو العنوان إذا‬
‫وجد‪ ،‬ويف بعض األحيان أذكر‪ :‬عند قوهل كذا‪ ،‬إذا اكن القتباس معنويا‪،‬‬
‫نسجت جهازا‬‫فلما قال املؤلف ىلع سبيل املثال‪ :‬قال يف "ابلحر"‪« :‬صغية َ‬
‫أمها فسلنم أبوها َ‬
‫مجيع‬ ‫وسعيها حال صغرها وكربها فماتت ُّ‬ ‫بمال ِّ‬
‫أمها وأبيها َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نصيبهم من جهة األم»‪ .‬انتىه‪ .‬فأقول‬
‫ِ‬ ‫اجلهاز إيلها‪ ،‬فليس إلخوتها دعوى‬
‫يف اهلامش‪" :‬ابلحر الرائق"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬باب املهر‪ .326/3 ،‬وقال املؤلف‬
‫َ ُ‬
‫ىلع سبيل املثال‪ :‬قال يف "انلهر الفائق"‪« :‬ونقول‪ :‬وينبيغ أن ل يُقبل قوهل‬
‫ُ ن‬
‫السكر وحنوه للعرف»‪ .‬انتىه‪ .‬فأقول يف‬ ‫أيضا يف اثلياب املحمولة مع‬
‫اهلامش‪" :‬انلهر الفائق"‪ ،‬كتاب انلاكح‪ ،‬باب املهر‪ ،‬عند قول "الكنـز"‪:‬‬
‫فقالت‪ :‬هو هدية‪ ،‬وقال‪ :‬هو من املهر‪ ،‬فالقول هل يف غي املهيأ لألكل‪.265/2 :‬‬
‫ت عناوين األبواب والفصول واملطالب وحنوها يف‬ ‫(‪ )4‬قد أضف ُ‬

‫اهلوامش عند اتلوثيقات لتسهيل القارئ إذا أراد الرجوع إىل املسألة‬
‫للمزيد أو اتلأكد‪ ،‬مثال يف "الفتاوى الرضوية"‪ :‬قال يف "احللية" بعد نقل‬

‫‪13‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الالكم املصىف املذكور‪« :‬ليس يف الفتاوى اخلانية ول اخلالصة ذلك كما‬
‫َ‬
‫ذكره مطلقا‪ ،‬وكذا ليس يف حميط ريض ادلين‪ ،‬وأما املغين ومبسوط شيخ‬
‫اإلسالم فلم أقِف عليهما»‪ .‬انتىه‪ .‬ووثقته يف اهلامش اكآلت‪" :‬حلية‬
‫املجيل"‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬الطهارة الكربى‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬رقم اللوحة‪/88 :‬أ‪.‬‬
‫فعنوان (الطهارة الكربى) لم يرد يف احللية أصال أنا أضفته لتسهيل‬
‫الرجوع إىل املسألة‪.‬‬
‫ت أقوال العلماء وغيهم من كتبهم إن اكن هلم كتب ذكرت‬ ‫(‪َ )5‬وثنق ُ‬
‫ُ‬
‫فيها تلك األقوال ولو اكن املصدر خمطوطا‪ ،‬وإل من الكتب األخرى اليت‬
‫نقلت أقواهلم؛ ألن األخطاء قد تتناقل يف الكتب الفقهية وغيها دون‬
‫ت ىلع ما لم أقف عليه‪.‬‬‫تدقيق‪ ،‬ونبه ُ‬

‫(‪ )6‬إذا اكن القتباس حرفيا بما نقله املؤلف‪ ،‬أذكر اسم املرجع مع‬
‫حص الالكم بعالمة اتلنصيص « » دون َكمة‪ :‬انظر يف احلوايش‪ ،‬وإذا اكن‬
‫القتباس معنويا أورد انلص من املرجع حرفيا إذا اكن يف اذلكر فائدة‬
‫جديدة‪ ،‬وإل أذكر املرجع فقط بكلمة‪ :‬انظر‪ .‬وإن جاء القتباس بداخل‬
‫القتباس فال أحص بني عالمة اتلنصيص إل األول فقط‪.‬‬
‫(‪ )7‬املصادر الفقهية أرتب حبسب ِق َدم مذهبها‪ ،‬فاحلنفية أول‪ ،‬ثم‬
‫املالكية‪ ،‬ثم الشافعية‪ ،‬ثم احلنابلة‪ ،‬أما عند اجتماع املصادر اللغوية‬
‫َ‬
‫والصطالحية والفقهية وغيها أقدم املصادر اللغوية اكملعاجم أول ثم‬
‫املراجع اليت تهتم املصطلحات‪ ،‬ثم املراجع الفقهية وغيها‪ ،‬إل إذا ورد‬

‫‪14‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ت ذلك الكتاب أول بأي فن اكن ثم الرتتيب‬ ‫القتباس احلريف فقدم ُ‬
‫املذكور‪ ،‬ويف ك طائفة قدم ُ‬
‫ت املرجع حسب تاريخ وفاة املؤلف‪.‬‬
‫(‪ )8‬إذا تكرر املصدر نفسه عند اإلحالة أذكره ثانيا مع رقم‬
‫الصفحة والجتناب عن َكمة (املصدر السابق) لتسهيل القارئ‪.‬‬
‫ت أجزاء الكتاب بعضها ببعض وذلك بتعيني أرقام‬ ‫(‪ )9‬ربط ُ‬

‫ت ىلع كثي من القضايا‬ ‫الصفحات اليت وردت فيها املعلومة‪ ،‬كما نبه ُ‬

‫املكررة أو اإلشارات ذات العالقة باإلحالة إيلها يف الصفحات السابقة أو‬


‫الالحقة‪.‬‬
‫(‪ )10‬فلما انتىه الكم املؤل ف يف اهلامش وضع يف آخره (‪ 12‬م) أو‬
‫(‪ 12‬منه) وحنوهما كما اعدته الرشيفة فوضع ُ‬
‫ت مرموز إيله هو (انتىه‬
‫ُ‬
‫منه غ ِف َر هل)‪.‬‬
‫(‪ )١١‬بطاقة الكتاب ومعلومات دور النرش واملؤلف ل أذكر إل عند‬
‫أول ورودها فقط‪ ،‬فأذكر اسم الكتاب اكمال مع اسم الرشح واملت ثم أضع‬
‫نقطتني عموديتني ثم اسم املؤلف اكمال ثم تاريخ الوفاة ثم اسم دار النرش‬
‫ثم املدينة ثم ادلولة ثم رقم الطباعة ثم اتلاريخ اهلجري ثم امليالدي ثم‬
‫اسم املحقق وأخيا أذكر اتلوثيق واتلخريج اذلي أنا بصدد حبثه‪.‬‬
‫(‪ )12‬وقد حىش املؤلف ىلع كتاب نفسه الفتاوى الرضوية وأنا أوثق‬
‫نصوص الفقهاء وغيهم وأخرج األحاديث وأعزو اآليات اليت وردت يف‬
‫حالت لطريقة تدوين املصادر واملراجع فيها‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫حواشيه‪ ،‬ست‬

‫‪15‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الحالةّاألولىّ‪ :‬القتباس اذلي انتىه وسط حاشية املؤلف أو قبل‬
‫نهايتها فأذكر املصدر واملرجع بعد انتهاء القتباس مبارشة‪ ،‬مثال اكتلايل‪:‬‬
‫أي تصف‪(( :‬هل املراد شرب‬ ‫وهو حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون ِّ‬
‫ن‬
‫املستعمل أو الوسط تردد فيه الطحطاوي يف حاشية ادلر‪ ،‬وقال‪ :‬حيرر‪.‬‬
‫انتىه [الكم الطحطاوي يلع ادلر‪ ،‬كتاب الطهارة‪ .]٧٠/1 ،‬وقال الشايم‪:‬‬
‫ن‬
‫الظاهر اثلاين؛ ألنه حممل اإلطالق اغبلا‪ .‬انتىه [الكم رد املحتار‪ ،‬كتاب‬
‫الطهارة‪ ،‬سنن الوضوء‪ ،‬مطلب من انلصوص ما يعترب فيها مفهوم‬
‫املخالفة عند احلنفية‪ .]300/1 ،...‬أقول‪ :‬نقل العالمة الطحطاوي نفسه يف‬
‫حاشية املرايق هذا اذلي تراه لكننه نسبه إىل بعضهم فإن اكن ذلك ابلعض‬
‫ممن يعتمد ىلع قوهل‪ ،‬فهذا نص يف ابلاب‪ ،‬وإل فالظاهر مع الشايم‪ ،‬والل‬
‫تعاىل أعلم))‪.‬‬
‫الحالةّالثانيّةّ‪ :‬إذا اكن بعد القتباس اسم الكتاب املقتَبس منه‬
‫ُ‬
‫مجيع اللحية‬
‫أو مؤلفه فأحاول أن يكون الكما ممزوجا اكتلايل‪(( :‬غسل ِ‬
‫فرض عمليا ىلع املذهب الصحيح املفّت به املرجوع إيله‪ .‬بدائع [ملتقطا‬
‫يف كتاب الطهارة‪ ،‬باب بيان أراكن الوضوء‪ .]4/1 ،‬ثم ل خالف أن‬
‫املسرتسل ل جيب غسله ول مسحه بل يسن))‪ .‬أي‪ :‬ل حاجة إىل تكرار‬
‫اسم ابلدائع مرة ثانية‪.‬‬
‫الحالةّالثالثةّ‪ :‬إن انتىه القتباس يف نهاية حاشية املؤلف فأذكر‬
‫املصدر واملرجع بني املعكوفتني بعد حاشية املؤلف تماما‪ ،‬مثال اكتلايل‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫وهو حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون أي تصف‪(( :‬حديث يونس‬
‫بن مّت‪ ،‬وحديث ابن عمر يف الصالة‪ ،‬وحديث القضاةُ ثالثة‪ ،‬وحديث‬
‫ابن عباس حدثين رجال مرضيون منهم عمر وأرضاهم عندي عمر‪.‬‬
‫انتىه‪ .‬أبو داود)) [كتاب الطهارة‪ ،‬باب الوضوء من انلوم‪ ،‬رقم احلديث‪:‬‬
‫(‪ ،)2٠2‬ص‪.]3٩ :‬‬
‫الحالةّالرابعةّ‪ :‬وإن اكن القتباس الواحد أثناء احلاشية واثلاين يف‬
‫نهايتها فأجعل توثيق الوسط بعده مبارشة واألخي بعد انتهاء احلاشية‪.‬‬
‫الحالةّالخامسة‪ :‬وإن اكن يف نهاية اهلامش اسم الكتاب أو‬
‫املؤلف ثم َكمة انتىه فأ وثق املصدر بعد اسم الكتاب ولكمة انتىه‬
‫أجعلها بعد املعكوفتني اكتلايل‪ :‬يف رد املحتار‪« :‬قوهل‪ :‬ل خالف‪ .‬أي‪:‬‬
‫بني أهل املذهب ىلع مجيع الروايات‪ .‬الطحطاوي» [ىلع ادلر املختار‪،‬‬
‫كتاب الطهارة‪64 /1 ،‬؛ رد املحتار‪ ،‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب أراكن الوضوء‪،‬‬
‫‪ ]100/1‬انتىه))‪.‬‬
‫الحالةّالسادسةّ‪ :‬ذكر ُت يف املنهج أن الكم املؤلف لما انتىه يف‬
‫اهلامش وضع يف آخره (‪ 12‬م) أو (‪ 12‬منه) وحنوهما كما اعدته الرشيفة‬
‫ُ‬
‫فوضعنا مرموز إيله هو (انتىه منه غ ِف َر هل)‪ .‬وإذا انتىه القتباس قبل (‪12‬‬
‫ُ‬
‫م) أو (‪ 12‬منه) أو (انتىه منه غ ِف َر هل) وحنوها فأوثق القتباس بعد النتهاء‬
‫مبارشة وأضع قبل املعكوفتني َكمة انتىه األوىل إن وجدت‪ ،‬ثم (انتىه‬
‫ُ‬
‫منه غ ِف َر هل) ثم يف األخي أضع القوسني الكبيين‪ ،‬مثال اكتلايل‪ :‬وهو‬

‫‪17‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ِّ‬
‫حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون أي تصف‪(( :‬قال الرميل‪« :‬هذا مروي‬
‫عن أيب حنيفة رمحه الل تعاىل‪ ،‬والكمه هنا موهم أن ذلك مروي عن‬
‫املشائخ كما هو ظاهر من سياقه»‪ .‬انتىه [الكم منحة اخلالق‪ ،‬كتاب‬
‫ُ‬
‫القضاء‪ ،‬فصل تقليد من شاء من املجتهدين‪ .]293/6 ،‬انتىه منه غ ِف َر هل))‪.‬‬
‫(‪ )13‬يف هامش املؤلف ل أضع هامشا إل إذا اكنت حاجة شديدة‪.‬‬
‫(‪ )14‬ما ورد يف حاشية املؤلف (وهو حاشية املؤلف نفسه) أو (وهو‬
‫حاشية املؤلف نفسه نقلتها دون ِّ‬
‫أي تصف) أغيها إىل تنسيق العنوان‪.‬‬
‫أي‪ :‬أجعلها عنوانا جانِبيا ويكون حجم خطه أقل رقمني من خط‬
‫اهلامش العادي‪ ،‬واهلامش ابلايق أجعله اغمقا يف اخلط املألوف‪ ،‬وأما ما‬
‫جاء بني املعكوفتني من العزو واتلخريج واتلوثيق واتلفسي واتلعليق وما‬
‫إىل ذلك يبىق كما هو‪ ،‬فال أغي منه أي يشء‪ .‬أي‪ :‬ل أجعله اغمقا ول‬
‫عنوانا جانبيا‪.‬‬
‫(‪ )15‬عبارة (وهو حاشية املؤلف نفسه باللغة العربية نقلتها دون ِّ‬
‫أي‬
‫تصف) أستخدمها إذا اكن الكم املؤلف باللغة العربية فنقلته دون أي‬
‫تصف‪ .‬وعبارة (وهو حاشية املؤلف نفسه) أستخدمها إذا اكن الكم‬
‫املؤلف باألردية فعربته أنا‪.‬‬

‫سادسًا‪ّ:‬ماّيتعلّقّبتراجمّاألعالمّوتعاريفّالكتبّ‪ّ :‬‬
‫عرف ُ‬
‫ت مجيع الكتب الواردة يف نص الكتاب تعريفا موجزا بأن‬ ‫(‪ )١‬ن‬

‫أذكر أول اسم الكتاب اكمال مع ذكر اسم املت إن اكن رشحا ثم بما اشتهر‬

‫‪18‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫به‪ ،‬وبعد انلقطتني العموديتني أذكر اسم املؤلف‪ ،‬وبعد تاريخ وفات‬
‫املؤلف أذكر رشح الكتاب ومتنه وتلخيصه واختصاراته ومنهجه‬
‫وأهميته‪ ،‬ك ذلك ل يتجاوز عن ثالثة أسطر‪ ،‬وأخيا أذكر بعض أهم‬
‫املصادر من كتب الفهارس املعتمدة يف هذا ابلاب‪.‬‬
‫(‪ )٢‬ترمج ُ‬
‫ت األعالم الواردة َكها عند أول ورودها يف معظم األحيان‬
‫وإل ذكرت رقم الصفحة اليت سأترمجها فيما بعد‪ ،‬ودون اتلفات إىل أنها‬
‫غي مشهورين‪.‬‬
‫(‪ )٣‬ترمج ُ‬
‫ت األعالم اذلين ورد ذكرهم يف املت ما عدا املالئكة‪،‬‬
‫ُ‬
‫الرتمجة َ‬
‫أسم العلم ثم اسم األب واجلد ثم‬ ‫والرسل واألنبياء‪ ،‬وتناولت‬
‫الكنية ثم اللقب ثم النسبة ثم وضعت تاريخ وفات األعالم بني القوسني‬
‫بعد ورود أسمائهم مع رمز (ت) و(هـ) إىل تاريخ الوفاة من اهلجري‪ ،‬ثم‬
‫ذكرت مذهبهم الفقه ثم جمال اتلخصص ثم شيوخهم وتالميذهم‪ ،‬ثم‬
‫األمر اهلام يتعلق بهم‪ ،‬وأخيا أذكر ن‬
‫أهم مؤلفاتهم إن اكنوا من العلماء‬
‫وألفوا شيئا‪ ،‬أو ما اشتهروا به إن اكنوا غي ذلك‪ ،‬ك ذلك ل يتجاوز عن‬
‫ثالثة أسطر‪ ،‬ثم أذكر بعض مصادر ترامجهم املتخصصة من الطبقات‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
https://www.arabicdawateislami.net/
‫رقمّالفتوى‪ّ 112ّ:‬‬
‫تاريخ ورود الفتوى‪ 11 :‬حمرم ‪ 1325‬هـ‬

‫السؤالّاألولّ‪:‬‬
‫ما هو تعريف اتليمم وماهيته الرشعية؟ بينوا توجروا‪.‬‬

‫الجواب‪ّ :‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫تيممنا صعيدا طيبا ِمن ساحة كرم إيله يصعد اللكم الطيب يلطهر‬
‫ب‪.‬‬
‫ومقول طي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫قلوبنا وألسنتنا فنستأهل أن نقول بني ٍة زكي ٍة‪،‬‬
‫عوج‪ ،‬وما جعل علينا يف‬ ‫َ‬
‫إن احلمد لل اذلي أنزل القرآن غي ذي ٍ‬
‫حرج‪ ،‬والصالة والسالم عدد الرمل والرتاب ىلع رمحة الرمحن‬
‫ٍ‬ ‫ادلين من‬
‫وجعلت هل األرض مسجدا‬ ‫ومنة الوهاب اذلي أىت بادلين يسا ميسورا‪ُ ،‬‬

‫رجل ِمن أمته أدركته الصالة فليُصل متمتعا بربكة آل أيب‬


‫وطهورا‪ ،‬فأيما ٍ‬
‫بكر األجل‪ ،‬وىلع آهل وصحبه وابنه وحزبه أمجعني أبد اآلبدين))‪.‬‬
‫قال اإلمام ابن اهلمام‪« :‬احلق أنه اسم ملسح الوجه وايلدين عن الصعيد‬
‫الطاهر»(‪ .)1‬وكذا قرر كثي ِمن األعالم يف اتباعه‪ ،‬فهذا اإلمجال حباج ٍة إىل‬
‫َ‬
‫كثي ((فاعلم أنه جاء حتديده يف َكماتهم ىلع ست ٍة وجو ٍه‪:‬‬
‫تفصيل ٍ‬
‫ٍ‬

‫نقلت عين النص من "الفتح"‪.‬‬


‫(‪ُ )1‬‬

‫‪20‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الوجه األول‬
‫ما اختاره اعمة "رشاح اهلداية" أنه القصد إىل الصعيد الطاهر‬
‫للتطهي(‪ ،)1‬ورده املحقق يف "الفتح" واتباعه بأن القصد‪ ،‬وهو انلية رشط‬
‫ل ركن( ‪ ،)2‬وأجاب عنه العالمة الشايم جبوابني‪:‬‬
‫الرشط هو قصد عبادة مقصودة إىل آخر ما يأت ل قصد‬‫َ‬ ‫أوهلما‪ :‬إن‬
‫نفس الصعيد(‪ )3‬انتىه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أقول أول‪ :‬قصد الصعيد مأمور به يف القرآن العظيم‪ ﴿ :‬فتَيَ َّم هموا‬
‫القصد ل بد هل ِمن اغي ٍة‪ ،‬ويه‬ ‫َ‬ ‫َصع ٗ‬
‫ِيدا َطي ِ ٗبا﴾ [النساء‪ ،]٤3/٤ :‬غي أن‬
‫استباحة(‪ )٤‬عبادة مقصودة‪ ...‬إىل آخره‪ ،‬ول يقصد ذلك إل َمن استعمال‬
‫الصعيد قصدا‪ ،‬فقصد الصعيد ل بد منه‪ ،‬ول حتقق للتيمم إل به‪ ،‬وإذ‬
‫ليس ركنا فهو رشط ل شك كنفس الصعيد فإنه أيضا ِمن رشائط اتليمم‬
‫َ‬
‫الشارح نبه ىلع أنه أي‪ :‬قصد الصعيد رشط‪،‬‬ ‫كما قال العالمة نفسه‪ :‬إن‬
‫وكذا الصعيد‪ ،‬وكونه مطهرا كما أفاده احللب فافهم(‪ )5‬انتىه‪.‬‬

‫(‪" )1‬الكفاية مع الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٠٦/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٢‬الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٠٦/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٣‬رد المحتار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٦٨/1 ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر‪.‬‬
‫(‪ )٤‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬أي‪ :‬يف التيمم المبيح للصال‪،‬‬
‫انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬
‫(‪" )٥‬رد المحتار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٦٨/1 ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ً‬
‫وثانيا‪ :‬تريدون به رد اإليراد‪ ،‬وإن سلم ما ذكرتم ملا أفاد اإليراد إل‬
‫الزدياد؛ ألنه جعل حقيقة اتليمم ما ل توقف هل عليه أصال فضال عن الركنية‪.‬‬
‫فمن صل بال‬ ‫واآلخر‪ :‬أن املعاين الرشعي َة ل توجد بدون رشوطها‪َ ،‬‬

‫طهارةٍ مثال لم توجد منه صالة رشاع فال بد ِمن ذكر الرشوط حّت‬
‫برشائط خمصوص ٍة كما مر( ‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫يتحقق املعىن الرشيع فذلا قالوا‪:‬‬
‫يريد ما يأت يف اتلعريف اثلاين إن شاء الل تعاىل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ل الكم يف ذكر الرشوط بل يف جعل الرشط حقيقة املرشوط كما‬
‫برشائط خمصوص ٍة فإنه ذكر‬
‫ٍ‬ ‫يفيده بقوهلم‪ :‬هو قصد الصعيد خبالف قوهلم‪:‬‬
‫الرشط ىلع جهته ومرتبته فالستناد به يف غي حمله‪ ،‬ويشء ما قط ل يوجد‬
‫بدون رشطه عينا اكن أو معىن رشعيا أو غيه لكن ل يصي به الرشط ركن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الصالة يه الطهارة‪ ،‬وإن‬ ‫املرشوط حّت حيد به‪ ،‬وكيف يسوغ أن يقال‪ :‬إن‬
‫اكنت ل توجد إل بها؟‬
‫‪‬‬
‫نعم! يصلح عذرا هل ما قال قبل اجلوابَني‪ :‬أنه ل بد يف األلفاظ‬
‫َ‬
‫الصطالحية املنقولة عن اللغوية أن يوجد فيها املعىن اللغوي اغبلا‪ ،‬ويكون‬
‫املعىن الصطاليح أخص ِمن اللغوي‪ ،‬وذلا عرف املشايخ احلج بأنه قصد‬
‫أوصاف خمصوص ٍة(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫خاص بزيادة‬
‫وحاصله أنه تسامح حيمل عليه بيان املناسبة بني املنقول عنه وإيله‪،‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ )٢‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫وقد اشار إيله بعض املعرفني به "اكلعناية" إذ قال‪ :‬اتليمم يف اللغة‪ :‬القصد‪،‬‬
‫ويف الرشيعة‪ :‬القصد إىل الصعيد الطاهر للتطهر‪ ،‬فالسم الرشيع فيه املعىن‬
‫اللغوي(‪ )1‬انتىه هذا‪.‬‬
‫بطاهر أطبق عليه اعمة الكتب متونا ورشوحا وفتاوى‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ثم اتلعبي‬
‫وأبدهل يف "اتلنوير" باملطهر قال يف "ادلر"‪ :‬خرج األرض املتنجسة إذا جفت‬
‫فإنها اكملاء املستعمل(‪ )2‬انتىه‪ .‬أي‪ :‬طاهرة غي طهور فتجوز الصالة عليها‪،‬‬
‫ول جيوز اتليمم بها‪ ،‬وبه أخذ "ابلحر ىلع الكن" قائال‪ :‬اكن ينبيغ للمصنف‬
‫( ‪)3‬‬
‫أن يقول‪ :‬بمطهر يلخرج ما ذكرنا كما عرب به‪ ،‬يف منظومة ابن وهبان‬
‫انتىه‪ .‬وأغرب القهستاين فأخذ ىلع "انلقاية"‪ ،‬وأشار إىل عبارة قد اكن فيها‬
‫طاهر) تعميم ل خيلو عن تسامح‪ ،‬والعبارة‬
‫ٍ‬ ‫اجلواب لو تأمل إذ قال‪( :‬ىلع ك‬
‫بأرض صارت جنسة‪ ،‬ثم ذهب أثرها(‪.)٤‬‬
‫اكمل فإنه ل جيوز ٍ‬
‫طاهر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ىلع‬
‫أقول‪ :‬الطهارة ل تقبل التشكيك‪ ،‬وإنما اتلفاوت بما ل جنس فيه‬
‫أصال‪ ،‬وما فيه جنس قليل معفو عنه فيكون هذا هو اجلواب أن املراد‬
‫بالطاهر اكمل الطهارة اذلي ل عفو فيه‪ .‬وهذا ما أفاده اإلمام ملك العلماء‬
‫َ‬
‫يف "ابلدائع" إذ قال‪ :‬إن إحراق الشمس‪ ،‬ونسف الرياح أثرها يف تقليل‬

‫(‪" )1‬العناية مع الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٠٦/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٢‬الدر المختار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٤1/1 ،‬دلهي الهند‪.‬‬
‫(‪" )٣‬بحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٧/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٤‬جامع الرموز"‪ ،‬فصل يف التيمم‪ ،٦٨/1 ،‬مطبعة الكريمية إيران‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫انلجاسة دون استئصاهلا وانلجاسة‪ ،‬وإن قلت‪ :‬تنايف وصف الطهارة فلم‬
‫يكن إتيانا باملأمور به فلم جيز‪ ،‬فأما انلجاسة القليلة فال تمنع جواز‬
‫الصالة عند أصحابنا‪ ،‬ول يمتنع أن يعترب القليل ِمن انلجاسة يف بعض‬
‫األشياء دون ابلعض‪.‬‬
‫‪‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أل ترى أن انلجاسة القليلة لو وقعت يف اإلناء تمنع جواز الوضوء‬
‫به؟! ولو أصابت اثلوب ل تمنع جواز الصالة(‪ )1‬انتىه‪ .‬وهذا هو ملمح َمن‬
‫قالوا‪ :‬أنها طاهرة يف حق الصالة جنسة يف حق اتليمم‪ ،‬وجعله يف "ابلحر"‬
‫ظاهر الكمهم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ليست الطهارة‪ ،‬ول انلجاسة أمرا إضافيا بل وصف يثبت‬
‫للشء نفسه‪ ،‬أما ألصله أو لعارضه‪ ،‬وإنما معىن الطهارة يف حق يشء‬
‫سوغ الستعمال فيه‪ ،‬وانلجاسة فيه عدمه‪ ،‬ول يكون إل ببقاء جنس‬
‫عف عنه يف حق يش ٍء دون آخر كما أشار إيله ملك العلماء‪ ،‬ومنه ما‬
‫يؤمر فيه بالعص ابلالغ فعص زيد جهده‪ ،‬ولو عصه عمرو لقطر طهر يف‬
‫حق زيد ل عمرو(‪ )2‬كما يف "ادلر" وغيه‪ ،‬وبه ظهر ما يف قول "ابلحر" إذ‬
‫قال بعد نقله احلق أنها طاهرة يف احلق الك قال‪ :‬وإنما منع اتليمم منها‬
‫ُ َ‬
‫ج ِعلت‬ ‫لفقد الطهورية اكملاء املستعمل‪ ،‬وللحديث(‪ )3‬الوارد من قوهل ﷺ‪« :‬‬

‫(‪" )1‬البدائع الصنائع"‪ ،‬شرائط التيمم‪ ،٥٣/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬


‫(‪" )٢‬الدر المختار"‪ ،‬باب األنجاس‪ ،٥٦/1 ،‬دلهي الهند‪.‬‬
‫(‪ )٣‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪ (( :‬أقول‪ :‬يف جعله دليال برأسه‬

‫‪24‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫َ ُ‬
‫(‪)1‬‬ ‫َ‬
‫الطهور بمعىن املطهر‪ ،‬وقد تقدم‬ ‫ِيل األرض َمس ِجدا َو َط ُهورا» بناء ىلع أن‬
‫الالكم فيه(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫َ‬
‫الكريم إنما رشط‬ ‫َ‬
‫الكتاب‬ ‫أقول‪ :‬مطمح نظرهم يف هذا اتلعليل أن‬
‫صعيدا طيبا‪ ،‬والطيب‪ :‬هو الطاهر فاشرتاط وصف آخر فوق الطهارة زيادة ىلع‬
‫الكتاب فيجب أن خترج أرض تنجست‪ ،‬وجفت ِمن الطهارة يك ل يشملها‬
‫املأمور به‪.‬‬
‫أما احلديث فأقول‪ :‬يفيد اكآلية وصف األرض بأنها طهور فيثبت لك‬
‫أرض طاهرة ل تقييد اتلطهي بما هو منها طهور فوق الطهارة‪ ،‬أما قرر به‬
‫َ‬
‫الصعيد علم قبل اتلنجس طاهرا وطهورا وباتلنجس‬ ‫املحقق حيث أطلق أن‬
‫علم زوال الوصفني‪ ،‬ثم ثبت باجلفاف رشاع أحدهما أعين الطهارة‪ ،‬فيبىق‬
‫اآلخر ىلع ما علم ِمن زواهل‪ ،‬وإذا لم يكن طهورا ل يتيمم به(‪ )3‬انتىه‪.‬‬

‫نظر ال يخفى‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬


‫(‪ )1‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪ (( :‬أقول‪ :‬الذي قدم صدر بحث‬
‫المياه إنكار أن يكون الطهور بمعنى المطهر لغة‪ ،‬وال شك أن المحاورات‬
‫الشرعية تظافرت على ذلك منها هذا الحديث فإن كون األرض طاهرة ليس من‬
‫خصائص هذه األمة بل كوهنا طهورا‪ ،‬وقد سلم المحقق على اإلطالق اإلجماع‬
‫على أن الطهور يف لسان الشرعي ما يطهر غيره‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬
‫(‪" )٢‬بحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٧/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٣‬بحر الرائق"‪ ،‬باب األنجاس‪ ،٢٢٥/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫فأقول‪ :‬لم يعلم كونها طهورا إل بالكريمة‪ ،‬والكريمة لم ترشط‬
‫لطهوريتها إل طيبها وطهارتها‪ ،‬وما زالت الطهورية إل لزوال الطهارة‬
‫فإن اعدت اعدت فال بد ِمن القول بما قالوا‪ ،‬وامليل إىل ما مالوا‪.‬‬
‫أقول‪ :‬لكن قد يلزم عليه أنها إذا أصابها املاء تنجس‪ ،‬واعدت‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫والكثي ِمن انلجاسة سواء يف املاء القليل فيتنجس‪ ،‬ثم‬ ‫جنسة؛ ألن القليل‬
‫ينجس األرض‪ ،‬وهو أحد تصحيحني يف ك ما حكم بطهارته بغي مائع‬
‫كما فصله "ابلحر يف ابلحر" قبيل قوهل‪ :‬وعف قدر ادلرهم‪ ،‬ونقل عن‬
‫ن‬
‫األصح عود انلجاسة لكن‬ ‫"املحيط" يف خصوص مسألة األرض أيضا أن‬
‫الرواية املشهورة أنها ل تعود جنسة‪ ،‬وهو املختار‪" ،‬خالصة"‪ :‬وهو الصحيح‪.‬‬
‫"خانية وجمتب"‪ :‬وهو األوىل تلصيح املتون بالطهارة‪ ،‬ومالقاة املاء الطاهر‬
‫للطاهر ل توجب اتلنجس‪ ،‬وقد اختاره يف "فتح القدير" فإن من قال‪ :‬بالعود‬
‫َن‬ ‫َ‬
‫بناه ىلع أن انلجاسة لم تزل‪ ،‬وإنما قلت(‪ )1‬انتىه‪" ،‬حبر"‪.‬‬
‫أقول‪ :‬واتلحقيق وانلظر ادلقيق إن هذا أيضا ل يلزمهم‪ ،‬ول بعدم‬
‫لزومه يستُض مقصودهم‪ ،‬أعين‪ :‬اإلمام ملك العلماء والشارحني فلربما‬
‫يعىف مثل القليل يف املاء أيضا كما نصوا يف رشاش ابلول كرؤوس اإلبر‪،‬‬
‫ووقوع بعرة أو بعرتني إىل ما يستقله انلاظر يف ابلرئ‪ ،‬وكذا اخليث والروث‬
‫القليالن فليكن هذا أيضا ِمن ذاك‪ .‬كيف وما بيق بعد اجلفاف‪ ،‬وذهاب‬
‫األثر حّت لم يبق ريح‪ ،‬ول لون ل يكون إل كرؤوس اإلبر أو أقل؟‬

‫(‪" )1‬بحر الرائق"‪ ،‬باب األنجاس‪ ،٢٢٧/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ومعىن الطاهر هنا يف املتون وغيها سائغ الستعمال‪ ،‬وإل فقد‬
‫صحوا بطهارة املين بالفرك‪ ،‬ومعلوم قطعا أنه ل يزول باللكية بل تبىق هل‬
‫أجزاء‪ ،‬ول إماكن للحكم بطهارة أجزاء انلجس ما دامت العني باقية فال‬
‫َ‬
‫املختار‬ ‫معىن إل املعفو عنه السائغ الستعمال‪ ،‬وقد عف أيضا يف املاء فإن‬
‫كما يف "اخلالصة" عدم عوده جنسا بإصابة املاء(‪.)1‬‬
‫فظهر ولل احلمد صحة ما قالوه‪ِ :‬من أنها طاهرة يف حق الصالة جنسة‬
‫يف حق اتليمم‪ ،‬وأن ل خالف بينه وبني ما يف املتون ِمن حكم الطهارة‪ ،‬وإن‬
‫ما فعل جم الغفي ِمن القتصار ىلع تقييد الصعيد بالطاهر صاف طاهر ل‬
‫غبار عليه‪ ،‬والل تعاىل املوفق‪.‬‬
‫ثم قد يسبق إىل بعض األذهان أنهم جعلوا حقيقة اتليمم جمرد القصد‪،‬‬
‫وهو ظاهر الفساد‪ ،‬وذلا اعرتضه عبد احلليم يف "حاشية ادلرر"‪ :‬بأنه ل يفهم‬
‫منه الستعمال‪ ،‬وهو ركن كما ل خيىف(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬ليس كذلك بل قالوا‪ :‬للتطهي يعىن املعروف املعهود ِمن مسح‬
‫الوجه وايلدين فاكن معىن اتليمم‪ :‬هو أن يقصد صعيدا طاهرا فيمسح وجهه‬
‫ويديه منه‪ ،‬وهذا املجموع عني ما أفاده انلظم الكريم غي أنه ليس فيه ما‬
‫َ‬
‫يف الكم هؤلء أن املجموع ركن‪ ،‬والل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫(‪" )1‬خالصة الفتاوى"‪ ،‬جنس آخر من فصل السادس يف غسل الثوب‪ ،٤٢/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬
‫(‪" )٢‬الغرر والدرر"‪ ،‬لعبد الحليم‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٤/1 ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الوجه الثاين‬
‫ما أفاده ملك العلماء يف "ابلدائع" وتبعه كثيون ِمن آخرهم "ادلرر"‪:‬‬
‫برشائط‬ ‫َ‬
‫خمصوصني ىلع قصد اتلطهي‬ ‫َ‬
‫عضوين‬ ‫إنه استعمال الصعيد يف‬
‫ٍ‬
‫خمصوص ٍة(‪ )1‬انتىه‪ .‬ولفظ اإلمام الزيليع فيما حىك عنهم‪ :‬استعمال جزء ِمن‬
‫األرض ىلع أعضاء املخصوصة ىلع قصد اتلطهي‪ ،‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وقيد الطاهر يستفاد ِمن قصد اتلطهي قال‪ :‬وفيه نظر؛ ألنه ل‬
‫يشرتط أن يستعمل اجلزء ىلع األعضاء حّت جيوز باحلجر األملس(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫وتبعه ىلع هذا اإليراد غي واحد‪ ،‬وألجل هذا جعل يف "اجلوـﻫرة" اتلعريف‬
‫األول أصح حيث قال‪ :‬اتليمم استعمال جزء ِمن األرض طاهر يف حمل‬
‫اتليمم‪ ،‬وقيل‪ :‬القصد إىل الصعيد للتطهي‪ ،‬وهذا أصح؛ ألن اتليمم باحلجر‬
‫جيوز(‪ )3‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ول دور يف لفظ "اجلوـﻫرة" فإن حمل اتليمم معروف عند‬
‫انلاس‪ ،‬واملقصود بيان حقيقته الرشعية‪ ،‬ورده الرشنباليل يف "غنيته" بأنه‪،‬‬
‫وإن اكن أصح ِمن الوجه اذلي ذكره ل خيىف ما فيه ِمن وجه آخر‪ ،‬وهو أنه‬
‫جعل مدلوهل القصد املخصوص‪ ،‬وقد علمت ما ذكره الكمال(‪ )٤‬انتىه‪ .‬فقد‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪" )٢‬تبيين الحقائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٣٦/1 ،‬مصر‪.‬‬
‫(‪" )٣‬الجوهرة النيرة"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٣/1 ،‬ملتان باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٤‬غنية ذوي األحكام"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٩/1 ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫سلم تزييف اثلاين‪ ،‬وإن نازع يف تصحيح األول‪ ،‬وأجاب العالمة ابن كمال‬
‫َ‬
‫املراد ِمن الستعمال ما يعم‬ ‫باشا يف "اإليضاح" وتبعه يف "ادلر" وغيه‪ ،‬بأن‬
‫احلكم فيوجد يف اتليمم باحلجر األملس(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وأغرب الرويم يف حوايش "ادلرر" فقال بعد ذكره هذا‪ :‬إذا اكن‬
‫املراد بالصعيد الرتاب أما إذا اكن بمعىن وجه األرض فيشمل احلجر‬
‫َ‬
‫األملس كما ل خيىف(‪ )2‬انتىه‪ .‬فكأنه فهم أن األخذ ىلع لفظ الصعيد أنه‬
‫الرتاب‪ ،‬ول يشرتط بل جيوز باحلجر فأجيب بأنه تراب حكما‪ ،‬ول خيىف‬
‫عليك ما فيه ِمن ابلعد ابلعيد عن الفهم املرام‪ ،‬وأجاب "انلهر" بوج ٍه آخر‬
‫( ‪)3‬‬ ‫َ‬
‫فقال‪ :‬يمكن أن يقال‪ :‬إن اتليمم باألملس فيه استعمال جزء ِمن األرض‬
‫انتىه‪.‬‬
‫نقله السيد أبو السعود األزهري‪ ،‬وهو مآل ما يف "جممع األنهر" إذ قال‪:‬‬
‫يمكن أن جياب بأن يراد ِمن اجلزء اجلزء احلاصل ِمن األرض‪ ،‬واحلجر‬
‫أيضا ِمن األرض‪ ،‬واملراد باستعماهل استعماهل املعترب رشاع تدبر(‪ )٤‬انتىه‪.‬‬
‫وتبعه أعين "انلهر" الطحطاوي فقال ىلع قول "ادلر"‪ :‬استعماهل حقيقة أو‬
‫حكما يلعم اتليمم باحلجر األملس ما نصه‪.‬‬

‫(‪" )1‬الغرر والدرر"‪ ،‬لعبد الحليم‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٥/1 ،‬بيروت‪.‬‬


‫(‪ )٢‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪" )٣‬فتح المعين"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٨٦/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٤‬مجمع األهنر"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٣٧/1 ،‬دار إحياء الرتاث العربي بيروت‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫جواب عن سؤال حاصله‪ :‬أنه جيوز اتليمم ىلع احلجر األملس ول‬
‫استعمال فيه‪ ،‬وحاصل اجلواب أنه وجد الستعمال احلكم بوضع ايلدين‬
‫َ‬
‫عليه‪ ،‬وظاهر ما يف "انلهر"‪ :‬أن الستعمال فيه حقييق بذلك الوضع ل‬
‫حكم‪ ،‬وعليه فال حاجة إىل زيادة أو حكما(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫َ‬
‫احلجر األملس جزء ِمن األرض‬ ‫وأوضحه الشايم فقال‪ :‬ل خيىف أن‬
‫َ‬
‫العضوين للتطهي إذ ليس املراد بالستعمال أخذ جزء منها بل‬ ‫استعمل يف‬
‫جعله آلة للتطهي‪ ،‬وعليه فهو استعمال حقيقة‪ ،‬وهو ظاهر الكم "انلهر" فال‬
‫حاجة إىل قوهل‪ :‬أو حكما كما أفاده الطحطاوي(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ل يرتاب أحد أنك إذا عمدت إىل حجر أملس فوضعت كفيك‬
‫عليه‪ ،‬ثم مسحت بهما وجهك وذراعيك فقد استعملت احلجر يف اتلطهي‬
‫َ‬
‫العضوين كما‬ ‫َ‬
‫العضوين أو ىلع‬ ‫لكن إذا قيل‪ :‬استعمال جزء ِمن األرض يف‬
‫َ‬
‫العضوين جبز ٍء ِمن األرض‪ ،‬أل ترى أن‬ ‫هو ألفاظهم لم يتبادر منه اإلمساس‬
‫( ‪)3‬‬
‫السيد الطحطاوي فس استعماهل بقوهل‪ :‬هو املسح ىلع الوجه وايلدين‬
‫انتىه؟! وذكر مثله غيه بل قال العالمة الشايم نفسه‪ :‬بعيد هذا الستعمال‬
‫َ‬
‫العضوين‬ ‫هو املسح املخصوص للوجه وايلدين(‪ )٤‬انتىه‪ .‬ول شك أن مسح‬

‫(‪" )1‬طحطاوي على الدر المختار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٢٢/1 ،‬بيروت‪.‬‬


‫(‪" )٢‬رد المحتار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٦٧/1 ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر‪.‬‬
‫(‪" )٣‬طحطاوي على الدر المختار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٢٤/1 ،‬بيروت‪.‬‬
‫(‪" )٤‬رد المحتار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٦٧/1 ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫جبز ٍء ِمن األرض ل يقع يف حنو حجر األملس‪ ،‬وك ما ل يلزتق يشء منه‬
‫بالكفني إنما الواقع فيه امساسها بالكفني امستا باجلزء فلم يستعمل اجلزء‬
‫فيهما‪ ،‬وعليهما إل بالواسطة‪ ،‬وهذا معىن استعماهل احلكم‪.‬‬
‫أما جعله آلة للتطهي فالكم مجل خف ل حيصل به اتلعريف فإنه‬
‫بإطالقه يشمل ما إذا ذر الرتاب ىلع وجهه وذراعيه بنية اتلطهي فقد جعله آلة‬
‫هل‪ ،‬ول يصي متيمما ما لم يمسح بيديه ىلع وجهه وذراعيه بنية اتلطهي بعد‬
‫وقوع الرتاب عليها‪ ،‬واملسألة منصوص عليها يف املعتمدات "اكخلانية واخلالصة‬
‫واخلزانة املفتني واإليضاح واجلوـﻫرة" وغيها ستأت إن شاء الل تعاىل‪.‬‬
‫َ‬
‫ثم أقول‪ :‬بل اتلحقيق عندي أن الستعمال هو املسح كما فسه السيدان‬
‫الطحطاوي والشايم‪ ،‬وهو حقيقة اتليمم كما حققه املحقق حيث أطلق فال بد‬
‫ِمن وجوده حقيقة باملعىن اذلي سنحققه إن شاء الل تعاىل فال يكف الستعمال‬
‫َ‬
‫احلكم‪ ،‬وإل لم يكن تيمما حقيقة؛ ألن احلقيقة الركن حقيقة‪ ،‬بل الصعيد هو‬
‫املنقسم إىل احلقييق‪ :‬وهو جزء ِمن جنس األرض‪ ،‬واحلكم‪ :‬وهو الكف اذلي‬
‫َ‬
‫أمس به ىلع نية اتلطهي‪ ،‬فإن الرشع املطه َر أمرنا أن نمسح وجوهنا وأيدينا منه‪،‬‬
‫وأرشدنا إىل صفة بأن نضع األكف عليه فنمسح بها ِمن دون حاجة إىل أن‬
‫َ‬
‫اجلزء‬ ‫يلزتق بها يشء منه بل سن نلا أن ننفضها إن لزق حّت يتناثر فعلم أن‬
‫َ‬
‫امللزتق ساقط العتبار بل مطلوب اتلجنب‪ ،‬فما هو إل أن الكفني بوضعهما‬
‫املنوي يورثهما الصعيد صفة اتلطهي فيقومان مقامه ويفيدان حكمه فهما‬
‫الصعيد احلكم حكما ِمن ربنا تبارك وتعاىل غي معقول املعىن‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫قال اإلمام ملك العلماء يف "ابلدائع"‪ :‬قال أبو حنيفة ريض الل تعاىل‬
‫عنه‪ :‬جيوز اتليمم بكل ما هو ِمن جنس األرض الزتق بيده يشء أو ل؟‬
‫وقال حممد رمحه الل تعاىل‪ :‬ل جيوز إل إذا الزتق بيده يشء ِمن أجزائه‬
‫فاألصل عنده أنه لبد ِمن استعمال جزء ِمن الصعيد‪ ،‬ول يكون ذلك إل‬
‫َ‬
‫برشط‪ ،‬وإنما الرشط مس‬
‫ٍ‬ ‫بأن يلزتق بيده يشء‪ ،‬وعند أيب حنيفة هذا ليس‬
‫َ‬
‫املأمور‬ ‫وجه األرض بايلدين وإمرارهما ىلع العضوين‪ ،‬وجه قول حممد‪ :‬أن‬
‫َ‬
‫به استعمال الصعيد‪ ،‬وذلك بأن يلزتق بيده يشء منه‪ ،‬وأليب حنيفة أن‬
‫َ‬
‫املأمور به هو اتليمم بالصعيد مطلقا ِمن غي رشط اإللزتاق‪ ،‬ول جيوز تقييد‬
‫بديلل‪ ،‬وقوهل‪ :‬الستعمال رشط ممنوع؛ ألن ذلك يؤدي إىل اتلغيي‬
‫ٍ‬ ‫املطلق إل‬
‫اذلي هو شبيه املثلة‪ ،‬وعالمة أهل انلار‪ ،‬وهلذا أمر بنفض ايلدين بل الرشط‬
‫إمساس ايلد املُضوبة ىلع وجه األرض ىلع الوجه وايلدين تعبدا غي‬
‫معقول املعىن حلكمة استأثر الل تعاىل بعلمه(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫ويف "اكيف اإلمام النسيف"‪ :‬الواجب املسح بكف موضوع ىلع‬
‫َ‬
‫األرض ل استعمال الرتاب؛ ألن استعمال الرتاب مثلة(‪ )2‬انتىه‪ .‬فانظر إىل‬
‫قول "ابلدائع"‪ :‬يف بيان قول حممد‪ :‬إن استعمال جزء ِمن الصعيد ل يكون‬
‫إل بأن يلزتق بيده يشء وإىل قوهل‪ :‬يف بيان قول اإلمام‪ :‬أن الستعمال يؤدي‬
‫ىلع شبيه املثلة‪ ،‬ومثله قول "الاكيف"‪ :‬أن استعمال الرتاب مثلة ك ذلك‬

‫(‪" )1‬البدائع الصنائع"‪ ،‬باب ما يتيمم به‪ ،٥٣/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬


‫(‪" )٢‬الكايف شرح الوايف"‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫يفيدك ما هو املراد ِمن الستعمال ل جمرد جعله آلة للتطهي‪ ،‬وإذا اكن‬
‫َ‬
‫العضوين من الصعيد‪،‬‬ ‫الستعمال‪ ،‬هو املسح املأمور به‪ ،‬واألمر ورد بمسح‬
‫ول يمسح به إل الكفان‪ ،‬ثم بهما يمسح الوجه‪ ،‬واذلرااعن تبني لك انقسام‬
‫الصعيد إىل احلقييق واحلكم‪ ،‬وقص الستعمال مطلقا ىلع احلكم فهذا‬
‫اغية اتلحقيق‪ ،‬وبالل اتلوفيق‪ ،‬وهل احلمد كما ينبيغ هل ويليق‪.‬‬

‫الوجه الثالث‬
‫قال شيخ اإلسالم أبو عبد الل حممد بن عبد الل الغزي اتلمرتايش‬
‫رمحه الل تعاىل يف "اتلنوير"‪ :‬هو قصد صعيد مطهر‪ ،‬واستعماهل بصف ٍة‬
‫خمصوص ٍة إلقامة القربة(‪ ،)1‬قال الشايم‪ :‬املصنف ذكر اتلعريفني املنقولني‬
‫عن املشايخ‪ ،‬والظاهر أنه قصد جعلهما تعريفا واحدا‪ ،‬ثم ذكر ما قدمنا‬
‫عنه ِمن أخذ املعىن اللغوي يف الرشيع‪ ،‬وأنه لبد ِمن ذكر الرشوط حّت‬
‫يتحقق املعىن الرشيع قال‪ :‬وملا اكن الستعمال‪ ،‬وهو املسح املخصوص‬
‫للوجه وايلدين ِمن تمام احلقيقة الرشعية ذكره مع القصد تتميما للتعريف‬
‫فاغتنم هذا اتلحرير املنيف(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫َ‬
‫أقول‪ :‬ل شك أن املصنف رمحه الل تعاىل يريد حدا واحدا للتيمم‪،‬‬
‫وليس هذا حمل الستظهار غي أنك قد علمت ما يف جعل القصد ِمن‬

‫(‪" )1‬الدر المختار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٤1/1 ،‬دلهي الهند‪.‬‬


‫(‪" )٢‬رد المحتار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٦٨/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫َ‬
‫املسح ِمن تمام احلقيقة‪ ،‬وأنه ضمه إىل القصد‬ ‫احلقيقة فال يصح أن‬
‫تتميما للتعريف‪ ،‬وبالل اتلوفيق واتلوقيف‪.‬‬
‫ُ‬
‫ثم قد أعلمناك أن الك اتلعرفني يشمل الك األمرين‪ ،‬وإنما الفرق‬
‫أن األول يقول‪ :‬هو قصد الصعيد لالستعمال‪ ،‬واثلاين‪ :‬أنه استعمال الصعيد‬
‫مع القصد‪ ،‬واثلالث‪ :‬أنه القصد والستعمال‪ ،‬وخي األمور أوساطها‪.‬‬

‫الوجه الرابع‬
‫قال املحقق وتبعه "ابلحر والرشنباليل وابن الشليب" وآخرون‪ :‬احلق‬
‫أنه اسم ملسح الوجه وايلدين عن الصعيد الطاهر‪ ،‬والقصد رشط؛ ألنه‬
‫انلية(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬هو ىلع ما حققنا ِمن معىن الستعمال عني اثلاين‪ ،‬وإن فارقه‬
‫َ‬
‫ىلع ما زعم العالمة الشايم‪ :‬أن الستعمال جعله آلة اتلطهي‪ ،‬والعجب‬
‫بطاهر دون‬
‫ٍ‬ ‫ِمن العالمة "ابلحر" تبع املحقق ىلع تصويب هذا‪ ،‬وفيه اتلعبي‬
‫مطهر فإذا اكن هذا هو احلق َ‬
‫فلم األخذ ىلع "الكن"؟ وهلذا قال يف "منحة‬
‫َ‬
‫اخلالق"‪ :‬اكن عليه أن يقول‪ :‬املطهر كما سينبه عليه نفسه عند قول‬
‫بطاهر ِمن جنس األرض(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫املصنف‪:‬‬
‫أقول‪ :‬أخذ ىلع "ابلحر" لتباعه هل يف الفرق بني الطاهر ِمن األرض‬

‫(‪" )1‬الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٠٦/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٢‬منحة الخالق على البحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٣٨/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫َ‬
‫الصواب مع "الكن واملتون واملحقق واجلم الغفري" فإنما‬ ‫واملطهر‪ ،‬واحلق أن‬
‫بطاهر‪ ،‬وعليكم أن تؤاخذوا‬
‫ٍ‬ ‫اكن عليه أن ل يؤاخذ ىلع "الكن" يف قوهل‪:‬‬
‫ىلع قوهل‪ :‬ذلك ل هذا‪.‬‬

‫الوجه الخامس‬
‫قال العالمة ابن كمال الوزير يف "إيضاح إصالحه"‪ :‬هو طهارة حاصلة‬
‫باستعمال الصعيد الطاهر يف عضوين خمصوصني ىلع قصد خمصوص(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫وتبعه يف "جممع األنهر"‪ ،‬وإيله يشي قول الربجندي يف "رشح انلقاية"‪:‬‬
‫اتليمم يف اللغة القصد‪ ،‬ثم نقل إىل هذه الطهارة املخصوصة(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬الطهارة حكم اتليمم‪ ،‬واألثر املرتتب عليه كما ىلع الوضوء‪،‬‬
‫وليس الوضوء نفس الطهارة‪ ،‬أل ترى أن اتليمم مأمور به ول يؤمر امللكف‬
‫إل بفعله‪ ،‬وفعله هو الستعمال‪ ،‬وليست الطهارة احلاصلة به يف يشء ِمن‬
‫أفعاهل؟! وهذ ظاهر جدا وخفاؤه ىلع مثل العالمة بعيد‪.‬‬

‫الوجه السادس‬
‫وهو رضبتان‪ :‬رضبة للوجه‪ ،‬ورضبة لليدين إىل املرفقني(‪ )3‬هذا نص‬
‫صاحب الرشع ﷺ ثم صاحب املذهب ريض الل تعاىل عنه‪ ،‬فقد أخرج‬

‫(‪" )1‬اإليضاح واإلصالح" للعالمة الوزير ابن كمال‪.‬‬


‫(‪" )٢‬شرح النقاية" للربجندي‪ ،‬فصل التيمم‪ ،٤٣/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬
‫(‪" )٣‬سنن الدارقطني"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٨1/1 ،‬المدينة المنورة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ادلارقطين وقال‪ :‬رجاهل َكه ثقات(‪ ،)1‬واحلاكم وقال‪ :‬صحيح األسناد(‪ ،)2‬عن‬
‫اتل َي ُّم ُم‪َ :‬رض َبة‬
‫جابر بن عبد الل ريض الل تعاىل عنهما عن انلب ﷺ قال‪ « :‬ن‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ ِّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ني»(‪ )3‬وروياه هما‪ ،‬وابليهيق يف "الشعب"‬ ‫ني ِإىل ال ِمرفق ِ‬ ‫لِلوج ِه‪ ،‬ورضبة لِذلراع ِ‬
‫اتل َي ُّم ُم‬
‫انلب ﷺ‪ « :‬ن‬ ‫من حديث عبد الل بن عمر ريض الل تعاىل عنهما عن ِّ‬
‫وروي ِمن قول ابن‬ ‫َرض َب َتان‪َ :‬رض َبة ِلل َوج ِه‪َ ،‬و َرض َبة ِلل َي َدين إ َىل المر َف َقني»(‪ُ ،)٤‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عمر ريض الل تعاىل عنهما وصوبه ادلارقطين‪.‬‬
‫وقال اإلمام ملك العلماء يف "ابلدائع"‪ :‬ذكر أبو يوسف يف "األمايل"‬
‫سألت أبا حنيفة عن اتليمم فقال‪ :‬اتليم ُم رضبتان‪ :‬رضبة للوجه‪،‬‬‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬
‫ورضبة لليدين إىل املرفقني‪ ،‬قلت هل‪ :‬كيف هو؟ فُضب بيده ىلع األرض‬
‫فأقبل بهما(‪ )5‬وأدبر‪ ،‬ثم نفضهما‪ ،‬ثم مسح بهما وجهه‪ ،‬ثم أاعد كفيه ىلع‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪" )٢‬نصب الراية"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٥1/1 ،‬المكتبة اإلسالمية‪.‬‬
‫(‪" )٣‬سنن الدارقطني"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٨1/1 ،‬المدينة المنورة‪.‬‬
‫(‪" )٤‬سنن الدارقطني"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٨٠/1 ،‬المدينة المنورة‪.‬‬
‫(‪ )٥‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬قال يف " التبيين"‪ :‬كيفيته أن‬
‫يضرب بيديه على األرض يقبل هبما ويدبر ثم يرفعهما وينفضهما‪ ...‬إلى آخره‪.‬‬
‫["تبيين الحقائق وشلبي على التبيين"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٣٨/1 ،‬مصر]‪ ،‬قال ابن الشلبي‬
‫عن يحيى‪ :‬أي‪ :‬يحركهما بعد انصرف أماما وخلفا مبالغة يف إيصال الرتاب إلى أثناء‬
‫األصابع‪ ،‬وإن كان الضرب أولى من الوضع‪ ،‬انتهى‪"[ .‬المرجع السابق"]‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الصعيد ثانيا فأقبل بهما وأدبر‪ ،‬ثم نفضهما ثم مسح بذلك ظاهر اذلراعني‪،‬‬
‫وباطنهما إىل املرفقني(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫ويه عبارة "املخترص القدوري واهلداية والاكيف والوقاية وانلقاية‬
‫َ‬
‫ظاهر مدلوهل‬ ‫واإلصالح" ِمن املتون وغيما كتاب معتمد‪ ،‬ول خيىف إن‬
‫ركنية رضبتني‪ ،‬وبه قال السيد اإلمام أبو شجاع واختاره اإلمام شمس‬
‫األئمة احللواين‪ ،‬وصححه يف "اخلالصة"‪ ،‬وقال يف "انلصاب"‪ :‬هذا استحسان‪،‬‬

‫أقول‪ :‬ليس هذا محل (إن) الوصلية بل محل (لذا) أي‪ :‬وألجل هذه المبالغة كان الضرب‬
‫أولى إال أن يقال‪ :‬المعنى أنه يقبل ويدبر زيادة يف هذه المبالغة وإن كانت تحصل‬
‫بالضرب المرجح على الوضع ثم تعليم اإلقبال واإلدبار هبذا عزاه يف " الحلية"‬
‫لبعضهم قال‪ :‬قال بعضهم‪ :‬إنما يقبل بيديه على األرض ويدبر حتى يلتصق الرتاب‬
‫بيديه‪ ،‬انتهى‪"[ .‬الحلية"]‪ ،‬وله تعليل آخر نقله ورده إذ قال‪ :‬أوجدناك عن " األمالي"‬
‫إن ذلك بعد ضرهبما على األرض فاندفع ما قيل‪ :‬إنه قبل الضرب معلال إياه لقوله‪:‬‬
‫ليهيئ نفسه للتيمم‪ ،‬انتهى‪"[ .‬الحلية"]‪ .‬أي‪ :‬يستحضر النية‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وقضية التعليل األول أن ال يسن ذلك حيث ال تراب كرخام مع أنهم يطلقونه‬
‫إطالقا‪ ،‬بل له عل ة ثالثة إن شاء اهلل تعالى على ما أقول‪ :‬وهو إمساس كل جزء‬
‫من الكف باألرض؛ ألن سطح الكف غير مستو‪ ،‬فبمجرد الضرب يحصل‬
‫المسح ألجزاء الكف الناشرة دون الطافية فيقبل ويدبر إلمساس الكل هذا يعم‬
‫الكل‪ ،‬واهلل تعالى أعلم‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬
‫(‪" )1‬البدائع الصنائع"‪ ،‬كيفية التيمم‪ ،٤٦/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫وبه نأخذ‪ ،‬وهو األحوط(‪.)1‬‬
‫ويف "ادلر املختار"‪ :‬هو األصح األحوط(‪ )2‬انتىه‪ .‬وبه جزم اإلمام ناص‬
‫ادلين‪ ،‬ويف "الظهرية"‪ :‬هو حسن‪ ،‬وبه نأخذ(‪ )3‬انتىه‪" ،‬جواـﻫر الفتاوى"‪ :‬وبه‬
‫جزم يف "املنية" وغيها‪ ،‬وأقره يف "الغنية"‪ ،‬وصح أنه أحوط(‪.)٤‬‬
‫وقال يف "احللية"‪ :‬هو ظاهر قول مالك يف "املدونة"‪ ،‬وبه قال الشافيع‬
‫ألحاديث صحي ٍة به‪ ،‬انتىه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫يف اجلديد‪ ،‬وأكرث العلماء‬
‫بل قال اإلمام ملك العلماء يف "ابلدائع"‪ :‬أما ركنه فقال أصحابنا‪:‬‬
‫رضبتان‪ :‬رضبة للوجه‪ ،‬ورضبة لليدين إىل املرفقني(‪ )5‬انتىه‪.‬‬
‫ثم ذكر مذاهب اإلمام مالك والشافيع والزهري وابن أيب يلل وابن‬
‫سيين وغيهم‪ ،‬ويف مجيعها أن اتليم َم رضبة أو رضبتان أو ثالث فأفاد‬
‫َ‬
‫إمجاع أئمتنا اثلالثة‪ ،‬وهؤلء مجيعا ىلع أن الُضبة‪ :‬يه ركن اتليمم إنما‬
‫اختلفوا يف عدده ومبلغها يف ايلدين إىل الرسغني أو اإلبطني‪.‬‬
‫ونفاه اإلمام يلع اإلسبيجايب واإلمام فقيه انلفس قاضيخان واختاره‬
‫يف "الزبازية" وبه جزم يف "نور اإليضاح واإلمداد" ورجحه يف "رشح‬

‫(‪" )1‬نصاب االحتساب"‪.‬‬


‫(‪" )٢‬الدر المختار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٤1/1 ،‬دلهي الهند‪.‬‬
‫(‪" )٣‬الفتاوى الظهيرية"‪.‬‬
‫(‪" )٤‬غنية المستملي"‪ ،‬فصل يف التيمم‪ ،‬ص‪ ،٦٣ :‬الهور باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٥‬البدائع الصنائع"‪ ،‬أركان التيمم‪ ،٤٥/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الوـﻫبانية" ونص عليه ابن كمال وحققه املحقق يف "الفتح" وتبعه يف "احللية‬
‫وابلحر" إذ قال‪ :‬واذلي يقتضيه انلظر عدم اعتبار رضبة األرض ِمن مسم‬
‫املأمور به املسح ليس غي يف الكتاب‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫اتليمم رشاع فإن‬
‫َ‬
‫ِك ۡمْۗ َوأ ۡيد ُ‬ ‫ِيداْۗ َطيباْۗ َف ۡ‬
‫ٱم َس ُحواْۗ ب ُو ُجوه ُ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ‬
‫[النساء‪،]٤3/٤ :‬‬
‫ِيك ْۡۗم﴾‬ ‫ِ‬ ‫﴿فتيممواْۗ صع ْۗ ِ‬
‫َ‬
‫املسحتني‪ ،‬أو‬ ‫ان» إما ىلع إرادة األعم ِمن‬ ‫ن َ ُّ ُ َ َ َ‬
‫فيحمل قوهل ﷺ‪« :‬اتليمم رضبت ِ‬
‫أنه خرج خمرج الغالب‪ ،‬والل تعاىل أعلم(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫وذكروا ثمرة الختالف َ‬
‫شيئني‪ :‬أحدهما‪ :‬لو رضب يديه ىلع األرض‬
‫َ‬
‫يمسح أحدث ل جيوز املسح بتلك الُضبة ىلع القول األول؛ ألنها‬ ‫فقبل أن‬
‫ركن فصار كما لو أحدث يف الوضوء بعد غسل بعض األعضاء‪ ،‬قال يف‬
‫"اخلالصة"‪ :‬األصح أنه ل يستعمل ذلك الرتاب كذا اختاره الشيخ اإلمام‬
‫شمس األئمة كما لو اعرتض احلدث يف خالف الوضوء(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫كمن مأل كفيه ماء فأحدث ثم‬‫وقال القايض اإلسبيجايب‪ :‬جيوز َ‬

‫استعمله(‪ ،)3‬وبه جزم يف "اخلانية وخزانة املفتني" قال‪ :‬إذا أراد أن يتيم َم‬
‫فُضب رضبة واحدة ثم أحدث فمسح بذلك الرتاب وجهه‪ ،‬ثم رضب رضبة‬
‫أخرى لليدين إىل املرفقني جاز(‪ )٤‬انتىه‪.‬‬

‫(‪" )1‬الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،11٠/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٢‬خالصة الفتاوى"‪ ،‬جنس يف نقض التيمم‪ ،٣٧/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬
‫(‪" )٣‬الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،11٠/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٤‬فتاوى قاضيخان"‪ ،‬فصل فيما يجوز به التيمم‪ ،٣٠/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫وعزاه يف "اخلالصة" إىل بعض نسخ الواقعات‪ ،‬ونقل تصحيحه يف‬
‫"جامع الرموز" عن "جامع املضمرات" قائال‪ :‬لو أحدث قبل املسح لم يعد‬
‫الُضبة ىلع األصح كما يف "املضمرات"(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫وقال يف "ابلحر"‪ :‬قد قدمنا أنه لو أمر غيه بأن تيممه جاز برشط أن‬
‫ينوي اآلمر فلو رضب املأمور يده ىلع األرض بعد نية اآلمر‪ ،‬ثم أحدث اآلمر‬
‫َ‬
‫قال يف "اتلوشيح"‪ :‬ينبيغ أن يبطل حبدث اآلمر ىلع قول أيب شجاع(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫َ‬
‫املأمور آلة‪ ،‬ورضبه‬ ‫قال "ابلحر"‪ :‬وظاهره أنه ل يبطل حبدث املأمور ملا أن‬
‫رضب اآلمر فالعربة لآلمر‪ ،‬وهلذا اشرتطنا نيته ل نية املأمور(‪ )3‬انتىه‪.‬‬
‫فمن جعله ركنا لم يعترب انلية بعده‪ ،‬ولم‬‫واآلخر‪ :‬إذا نوى بعد الُضب َ‬

‫جيعله ركنا اعتربها بعده كذا يف "الرساج الوـﻫاج"(‪" )٤‬حبر"‪ ،‬وههنا فروع مجة‬
‫تشهد للقول اثلاين ذكرت يف املعتمدات ِمن دون إشارة إىل خالف فيها‪:‬‬
‫منها‪ :‬يف "الفتح وابلحر" وغيهما صحوا أنه لو ألقت الريح الغبار ىلع وجهه‬
‫ويديه فمسح بنية اتليمم أجزأ‪ ،‬وإن لم يمسح ل جيوز(‪ )5‬انتىه‪.‬‬
‫ويف "الظهريية ثم اهلندية‪ :‬لو أصاب الغبار وجهه ويديه فمسح به‬

‫(‪" )1‬جامع الرموز"‪ ،‬فصل يف التيمم‪ ،٦٨/1 ،‬مطبعة الكريمية قزان‪ ،‬روسيا‪.‬‬
‫(‪" )٢‬بحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٥/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪ )٣‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )٤‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪" )٥‬الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،11٠/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ناويا للتيمم جيوز‪ ،‬وإن لم يمسح ل(‪ )1‬انتىه‪ .‬ومثله يف "اتلبيني"‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬يف "اخلانية واخلالصة"‪ :‬لو قام يف مهب الريح أو هدم احلائط‬
‫فأصاب الغبار وجهه وذراعيه لم جيز حّت يمسح‪ ،‬وينوي به اتليمم(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫ويف "ادلرر"‪ :‬كنس دارا أو هدم حائطا أو اكل حنطة فأصاب وجهه‬
‫وذراعيه غبار فمسح جاز حّت إذا لم يمسح لم جيز(‪ ،)3‬وقال العالمة الوزير يف‬
‫"إيضاح إصالحه"‪ :‬قد ذكر يف "كتاب الصالة" لو كنس دارا أو هدم حائطا أو اكل‬
‫حنطة فأصاب وجهه وذراعيه لم جيزه ذلك ِمن اتليمم حّت يمر يده عليه(‪.)٤‬‬
‫ومنها‪ :‬يف "اخلانية واخلالصة واتلاتارخانية واحللية"‪ :‬إذا أراد اتليمم‬
‫فتمعك يف الرتاب‪ ،‬ودلك جبسده َكه إن اكن الرتاب أصاب وجهه وذراعيه‬
‫وكفيه جاز‪ ،‬وإن لم يصب وجه وذراعيه لم جيز(‪.)5‬‬
‫ومنها‪ :‬يف "اخلالصة"‪ :‬لو أدخل رأسه يف موضع الغبار بنية اتليمم‬
‫جيوز(‪ ،)6‬ومنها‪ :‬فيها لو انهدم احلائط فظهر الغبار فحرك رأسه ينوي اتليمم‬
‫جاز‪ ،‬والرشط وجود الفعل منه‪.‬‬

‫(‪" )1‬الفتاوى الهندية"‪ ،‬الباب الرابع يف التيمم‪ ،٢٧/1 ،‬بشاور باكستان‪.‬‬


‫(‪" )٢‬خالصة الفتاوى"‪ ،‬نوع فيما يجوز به التيمم‪ ،٣٦/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬
‫(‪" )٣‬درر الحكام" لمال خسرو‪ ،‬باب التيمم‪ ،٣1/1 ،‬مطبعة الكاملية بيروت‪.‬‬
‫(‪" )٤‬اإليضاح واإلصالح"‪.‬‬
‫(‪" )٥‬خالصة الفتاوى"‪ ،‬كيفية التيمم‪ ،٣٥/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬
‫(‪" )٦‬خالصة الفتاوى"‪ ،‬نوع فيما يجوز به التيمم‪ ،٣٦/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ومنها‪ :‬فيها ويف "اخلانية وخزانة املفتني"‪ :‬لو ذر الرجل ىلع وجهه‬
‫ترابا لم جيز‪ ،‬وإن مسح ينوي به اتليمم والغبار عليه جاز عند أيب حنيفة‬
‫ريض الل تعاىل عنه(‪ ،)1‬انتىه‪ .‬أي‪ :‬وحممد خالفا أليب يوسف رمحهما الل‬
‫تعاىل فإنه ل جيزي اتليمم بالغبار مع القدرة ىلع الصعيد‪.‬‬
‫ويف "اجلوـﻫرة انلرية"‪ :‬قوهل‪ :‬يمسح إشارة إىل أنه لو ذر الرتاب ىلع وجهه‪،‬‬
‫ولم يمسحه لم جيز‪ ،‬وقد نص عليه يف "اإليضاح"‪ :‬أنه ل جيوز(‪ )2‬انتىه‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫فراعن يف "وجي" اإلمام الكردري‪ :‬ذر ىلع املحل الرتاب فأصابه غبار أو أدخل‬
‫املحل يف مثار الغبار فوصل بتحريك املحل جاز ل أن وقف يف املهب فثار‬
‫َ‬
‫يمسح بهذا الغبار املحل(‪ )3‬انتىه‪.‬‬ ‫الغبار ىلع املحل بنفسه إل أن‬
‫أقول‪ :‬قوهل‪ :‬فوصل بتحريك املحل متعلق بكلتا املسأليت اذلر‬
‫واإلدخال فاملانع ذر فأصابه غباره فحرك ينوي اتليمم جاز لوجود الصنع منه‬
‫َ‬
‫الرشط وجود الفعل منه‪ ،‬وأشار هو‬ ‫كما نص عليه يف مأخذه "اخلالصة"‪ :‬إن‬
‫َ‬
‫الرشط يف‬ ‫إيله بقوهل‪ :‬ل إن ثار الغبار ىلع املحل بنفسه‪ ،‬وقد قدم قبله أن‬
‫حتققه صنع منه خاص يف وصول الرتاب إىل حمله بانلية‪ ،‬وإن عدما أو‬
‫أحدهما ل(‪ )٤‬انتىه‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪" )٢‬الجوهرة النيرة"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٥/1 ،‬ملتان باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٣‬الفتاوى البزازية مع الهندية"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٧/٤ ،‬بشاور باكستان‪.‬‬
‫(‪ )٤‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫وجمرد اذلر ليس ذلك الصنع املطلوب كما ليس به اذلهاب إىل قرب‬
‫املثار‪ ،‬والوقوف عنده بنية اتليمم فإن هذا الفعل سبب بعيد لوصول الرتاب‬
‫إىل املحل واملأمور به هو املسح‪ ،‬وهو فعل بنفسه يقع اإليصال‪ ،‬والتصال‬
‫لوقوف يف املثار لم يعترب مالم حيرك عضوه بنية‬
‫ٍ‬ ‫بني العضو والصعيد‪ ،‬وإذا‬
‫َ‬
‫الغبار إنما يصل إىل العضو بنفسه بميله الطبيع إىل السفل فال‬ ‫اتليمم‪ ،‬فإن‬
‫يعترب اذلر باألوىل كما قدمنا اتلنصيص به عن املعتمدات فاف َهم ن‬
‫وتثبت‪،‬‬
‫بيق إن فرع إدخال املحل موضع الغبار مطلق يف "اخلالصة"‪.‬‬
‫وقيده الزبازي بالوصول بتحريك املحل‪ ،‬وفرع اذلر مذكور يف الكتب‬
‫باشرتاط املسح‪ ،‬وأبدهل الزبازي باتلحريك فيكشف لك آنفا إن شاء الل‬
‫تعاىل منا يشء الالكم ويوضع جناه املعلل ىلع طرف اثلمام‪ ،‬وبه يظهر جعلنا‬
‫فريع "الزبازية" غي السادس والرابع وبالل اتلوفيق‪.‬‬
‫أقول‪ :‬قد بان بطالن ما وقع للفاضل عبد احلليم الرويم يف "حاشية‬
‫ادلرر" إذ قال بعد نقل ما يف "اخلالصة"‪ :‬إن الرشط وجود الفعل منه ما نصه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬يظهر منه أنه لو اكل حنطة ل حيصل اتليمم بغباره كىف إن‬
‫أصاب مواضع اتليمم غبار كما ل خيىف(‪ )1‬انتىه‪ .‬وبه حول قول "ادلرر"‪ :‬حّت‬
‫َ‬
‫املراد إذا(‪ )2‬لم يمسح عند عدم وجود فعل منه‬ ‫إذا لم يمسح لم جيز إىل أن‬

‫(‪" )1‬حاشية الدرر"‪ ،‬لعبد الحليم‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٧/1 ،‬بيروت‪.‬‬


‫(‪ )٢‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬فإن قلت‪ :‬تأويل ال تحويل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬كال لو أراد أن يسلك بالشرح هذا المسلك لقال‪ :‬أشار بذكر المسح إلى كل‬

‫‪43‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫بانلية اتليمم‪ ،‬واذلر ىلع األعضاء إذا لم يصلح لالعتبار ما لم يمسح أو حيرك‬
‫أعضاءه فما أبعد الكيل واهلدم والكنس ِمن العتبار‪ ،‬والل تعاىل املوفق‪.‬‬
‫ولل در إمام املذهب يف "كتاب الصالة" إذ أىت بما فيه فعل هل ِمن‬
‫الكنس واهلدم والكيل‪ ،‬ثم أطلق عدم اجلواز ما لم يمر يده عليه إرشادا‬
‫إىل أن هذه أفعال ل تكف‪ ،‬وإن اكنت بنية اتليمم ما لم يوجد املسح‪ ،‬أما‬
‫ما قال الفاضل اخلاديم ىلع قول "ادلرر"‪ :‬إنه يوهم هذه األفعال أنه لبد‬
‫ِمن كون الغبار أثر الفعل املتيمم‪ ،‬وليس كذلك(‪ )1‬انتىه‪ .‬أي‪ :‬للفرع املار‬
‫إلقاء الريح الغبار‪ ،‬والفرع اخلامس انهدام اجلدار‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬هو فيه مصيب؛ ألن "ادلرر" ذكر هذه األفعال يف جانب‬
‫اجلواز فاكن مثارا للتوهم أن اجلواز املرشوط بكون ما يمسح به منه ثائرا‬
‫بفعله خبالف عبارة "كتاب الصالة" ففيها ذكرها يف جانب املنع فإفادات‬
‫تلك الفائدة العائدة‪ ،‬والل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬يف "املحيط" ثم "اهلندية"‪ :‬صورة اتليمم بالغبار أن يُضب‬
‫بيديه ثوبا أو بلدا أو وسادة أو ما أشبهها ِمن األعيان الطاهرة(‪ )2‬اليت عليها‬

‫فعل يوجد منه بنية التيمم ال أن يقدر يف كالمه قيدا ال أثر له يف الكالم وال إشارة‬
‫فافهم‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬
‫(‪" )1‬حاشية على الدرر والغرر"‪ ،‬ألبي سعيد الخادمي‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٨/1 ،‬بيروت‪.‬‬
‫(‪ )٢‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬أقول‪ :‬إنما يشرتط طهارة‬
‫الغبار دون ما يقع عليه غير أن الغبار يتنجس بوقوعه على نجس رطب‪ ،‬أما إذا‬

‫‪44‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫غبار‪ ،‬فإذا وقع الغبار ىلع يديه تيمم(‪ .)1‬ومنها‪ :‬فيهما قال‪ :‬بعد ما مر أو‬
‫ينفض ثوبه حّت يرتفع غباره فيفع يديه يف الغبار يف اهلواء‪ ،‬فإذا وقع‬
‫الغبار ىلع يديه تيمم(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وما ذكر أول ِمن الُضب بيديه ىلع اثلوب ليست الُضبة‬
‫املطلوبة‪ ،‬وإنما يه ألثارة الغبار‪ ،‬وإل ملا احتاج إىل وقوع الغبار ىلع يديه‪،‬‬
‫فإن ايلد إذا رضبت ىلع الصعيد أكسبها صفة اتلطهي فيمسح بها‪ ،‬وإن لم‬
‫يلزتق بها يشء منه‪ ،‬وقد أوضح ذلك بالصورة األخية املقتصة ىلع نفض‬
‫ُ ن‬
‫اثلوب‪ ،‬ومنها‪ :‬يف "اذلخرية" ثم "اهلندية" لو شلت يداه يمسح يده ىلع األرض‬
‫وجهه ىلع احلائط وجيزيه(‪ )3‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وهذا ربما يعتل فيه بالُضورة فتكون الُضبة ركنا حمتمل السقوط‬
‫اكلقراءة عن األخرس فتلك عرشة اكملة ل رضب فيها مع صحة اتليمم‪.‬‬
‫فاملحقق حيث أطلق سلك فيها مسلكني إذ قال بعد ذكر الفرع‬

‫وقع بعد جفافه فال بأس كما ذكر بعد أسطر عن " النهاية" إذا تيمم بغبار الثوب‬
‫النجس ال يجوز إال إذا وقع الرتاب بعدما جف الثوب انتهى‪"[ .‬الفتاوى‬
‫الهندية"‪ ،‬الباب الرابع يف التيمم‪ ،٢٧/1 ،‬بشاور باكستان]‪ ،‬وذكره يف " الحلية"‬
‫وقال‪ :‬أشار إليه يف التجنيس‪"[ .‬الحلية"]‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬
‫(‪" )1‬الفتاوى الهندية"‪ ،‬الباب الرابع يف التيمم‪ ،٢٧/1 ،‬بشاور باكستان‪.‬‬
‫(‪ )٢‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪" )٣‬الفتاوى الهندية"‪ ،‬الباب الرابع يف التيمم‪ ،٢٦/1 ،‬بشاور باكستان‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫األول‪ :‬يلزم فيه أما كونه قول‪ :‬من أخرج الُضبة (أي‪ :‬عن مسم اتليمم) ل‬
‫قول الك‪ ،‬وأما اعتبار الُضبة أعم ِمن كونها ىلع األرض أو ىلع العضو‬
‫مسحا(‪ )1‬انتىه‪ .‬أقره يف "احللية"‪ ،‬وخالفه يف "ابلحر" فقال بعد نقل الكمه‪:‬‬
‫اعلم أن الرشط وجود الفعل منه أعم ِمن أن يكون مسحا أو رضبا أو غيه‪.‬‬
‫فقد قال يف "اخلالصة"‪( :‬فأثر الكمه يف الفرع الرابع واخلامس) قال‪:‬‬
‫وهذا يعني أن هذه الفروع مبنية ىلع قول‪ِ :‬من أخرج الُضبة ِمن مسم‬
‫اتليمم أما َمن أدخلها فال يمكنه القول بها فيما نقلنا عن "اخلالصة" إذ ليس‬
‫فيها رضب أصال ل ىلع األرض‪ ،‬ول ىلع العضو إل أن يقال‪ :‬مراده بالُضب‬
‫الفعل منه أعم ِمن كونه رضبا أو غيه‪ ،‬وهو بعيد كما ل خيىف(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫وتبعه أخوه املحقق يف "انلهر" واملدقق يف "ادلر" فقال‪ :‬املراد الُضب أو‬
‫ما يقوم مقامه‪ ،‬ونظم "ادلر" بُضبتني‪ ،‬ولو ِمن غيه أو ما يقوم مقامهما‪ ،‬ملا يف‬
‫"اخلالصة" وغيها لو حرك رأسه أو أدخله يف موضع الغبار بنية اتليمم جاز‪،‬‬
‫والرشط وجود الفعل منه(‪ )3‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬والعجب أن السيد الطحطاوي قال‪ :‬فأشار الشارح بقوهل‪ :‬أو‬
‫يقوم مقامهما إىل اختيار ما قاهل الكمال(‪ )٤‬انتىه‪ .‬ثم قال‪ :‬ىلع قوهل‪ :‬وجود‬

‫(‪" )1‬الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،11٠/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫(‪ " )٢‬البحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٥/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٣‬الدر المختار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٤٢/1 ،‬دلهي الهند‪.‬‬
‫(‪" )٤‬حاشية الطحطاوي على الدر"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٢٧/1 ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الفعل منه أعم ِمن أن يكون مسحا أو رضبا أو غيه‪.‬‬
‫كما يف "ابلحر"(‪ )1‬انتىه‪ .‬فأين هذا مما اختار الكمال؟ إل أن يقال‪ :‬أن‬
‫املراد اختيار خروج الُضب ِمن مسم اتليمم‪ ،‬وإن لم يتابع املحقق ىلع‬
‫ركنية املسح خبصوصه بل فعل ما منه كتحريك الرأس أو إدخاهل يف موضع‬
‫الغبار‪ ،‬ثم اعرتض ىلع هذا أيضا بقوهل‪ :‬وفيه أنهم اكتفوا بتيمم الغي هل‪ ،‬ول‬
‫فعل منه‪ ،‬انتىه‪ .‬وأجاب العالمة الشايم بأن فعل غيه بأمره قائم مقام فعله‬
‫فهو منه يف املعىن(‪ )2‬انتىه‪ .‬وقال قبله‪ :‬أي‪ :‬الرشط يف هذه الصورة وجود‬
‫َ‬
‫الُضب غي‬ ‫الفعل منه‪ ،‬وهو املسح أو اتلحريك‪ ،‬وقد وجد فهو ديلل ىلع أن‬
‫لزم كما مر(‪ )3‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬أي‪ :‬خصوصية هلذه الصورة فإن الفعل منه موجود يف الُضب‬
‫واملسح واتلحريك والدخال مجيعا إل أن يريد بهذه الصورة ما إذا تيمم بنفسه‪،‬‬
‫فحينئذ يكون هذا مسلاك آخر‬
‫ٍ‬ ‫أما لو يممه غيه فال يشرتط وجود الفعل منه‬
‫يف اجلواب‪ ،‬واكن إذن حقه أن يقول‪ :‬أو نقول‪ :‬فعل غيه بأمره‪ ...‬إىل آخره‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وبيق أن يقول‪ :‬أمره ِمن فعله هكذا جرى القيل والقال‪،‬‬
‫وللعبد الضعيف لطف به موله اللطيف عدة أحباث يف هذا املقال‪ ،‬ثم‬
‫حتقيق وتوفيق يزول به أشاكل‪ ،‬بتوفيق امللك املهيمن املتعال‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق‪.‬‬


‫(‪" )٢‬رد المحتار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٧٤/1 ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر‪.‬‬
‫(‪ )٣‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫مباحث املصنف‬
‫فأقول وبه أ ستعني‪:‬‬
‫األوّل‪ :‬أحاديث كثية قويلة وفعلية وردت بذكر الُضب يف اتليمم‬
‫ُ‬
‫بل هو املعهود يف جل ما جاء يف صفته‪ ،‬ولول خشية اإلطالة لسدتها‪،‬‬
‫ول أقول‪ :‬كما قال يف "اغية ابليان"‪ :‬إن الُضب لم يذكر يف اآلية‪ ،‬ول يف‬
‫سائر اآلثار‪ ،‬وإنما جاء يف بعضها(‪ )1‬انتىه‪ .‬أراد به األخذ ىلع قال اإلمام‬
‫النسف يف "املستصىف"‪ :‬إنهم إنما اختاروا لفظ الُضب‪ ،‬وإن اكن الوضع‬
‫جائزا ملا أن اآلثار جاءت بلفظ الُضب(‪ )2‬انتىه‪.‬‬
‫و ِمن تتبع األحاديث تبني هل صدق الكم "املستصىف" فاألخذ ل وجه‬
‫ُ‬
‫أعلم‬ ‫هل‪ ،‬وإن أقره عليه "ابلحر" فهذا يف نفس ذكر الُضب أما ركنيته فال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صحيحني‪ ،‬ول حديثا واحدا صحيا فضال عن أحاديث‪،‬‬ ‫فيه حديثني‬
‫ألحاديث صحي ٍة به‪ ،‬منها‪ :‬ما عن ابن‬
‫ٍ‬ ‫فقول "احللية"‪ :‬به قال أكرث العلماء‬
‫عمر ريض الل تعاىل عنهما (فذكر ما قدمنا قال‪ ):‬رواه احلاكم وأثىن‬
‫ُ‬
‫كنت يف‬ ‫يارس ريض الل تعاىل عنهما قال‪:‬‬ ‫عليه‪ ،‬ومنها ما عن عمار بن‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫القوم حني نزلت الرخصة‪ ،‬فأمرنا بُضبتَني واحدة للوجه‪ ،‬ثم رضبة أخرى‬
‫لليدين إىل املرفقني‪ ،‬أخرجه الزبار بإسنا ٍد حس ٍن(‪ )3‬انتىه‪.‬‬

‫(‪ " )1‬البحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٥/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬


‫(‪ )٢‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪" )٣‬الحلية"‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ً‬
‫فيه أول‪ :‬أن احلاكم لم ينث عليه بل سكت عن تصحيحه وعن‬
‫تصحيح إسناده‪ ،‬قال املحقق يف "الفتح" تبعا إلمام الزيليع‪ :‬املخرج سكت‬
‫عنه احلاكم‪ ،‬وقال‪ :‬ل أعلم أحدا أسنده عن عبيد الل غي يلع بن ظبيان‪،‬‬
‫وهو صدوق(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬اثلناء ىلع الراوي ليس ثناء ىلع الرواية‪ ،‬وكونه صادقا يف نفسه‬
‫ل ينايف كونه ضعيفا يف حديثه‪ ،‬كيف وقد تظافرت َكمات أئمة الشأن ىلع‬
‫تضعيفه؟ بل قال أبو حاتم ثم النسايئ‪ :‬مرتوك بل بالغ ابن معني فيما رواه عنه‬
‫فقال‪ :‬كذاب‪ ،‬واغرت به املناوي يف "اتليسري"‪ ،‬فقال فيه‪ :‬كذاب‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وليس كذلك بل الرجل خي ودين فقيه ضعيف عند املحدثني‬
‫يف احلديث‪ ،‬ل جرم إن قال يف "اتلقريب"‪ :‬ضعيف(‪.)2‬‬
‫ً‬
‫وثانيا‪ :‬العجب استناده إىل هذا‪ ،‬وتركه حديث جابر الصحيح إسناد‪،‬‬
‫وتوارده عليه اإلمام السيويط يف "اجلامع الصغري"‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫بُضبتني‪،‬‬ ‫وثاثلا‪ :‬حديث عمار ريض الل تعاىل عنه إنما فيه األمر‬
‫وليس ك يؤمر به ركنا‪ ،‬وأبعد منه حديث الزبار عن أم املؤمنني الصديقة‬
‫ضعف إسناده يف اتليمم‬
‫ِ‬ ‫ريض الل تعاىل عنها‪ ،‬عن انلب ﷺ فلفظه ىلع‬
‫رضبتان(‪ )3‬انتىه‪.‬‬

‫(‪" )1‬الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،11٠/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٢‬تقريب التهذيب"‪ ،‬ص‪ ،٢٤٧ :‬دار نشر الكتب اإلسالمية باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٣‬كشف األستار عن زوائد البزار"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٥٩/1 ،‬مؤسسة الرسالة بيروت‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ً‬
‫ورابعا‪ :‬بل ليست العبارة اتليمم رضبتان صحية يف الركنية‪ ،‬وقد تقدم‬
‫عن املحقق أنه خرج خمرج الغالب(‪ ،)1‬وسيأت حتقيقه إن شاء الل تعاىل‪.‬‬
‫أقول‪ :‬بل َروى مسلم عن معاوية بن احلكم ريض الل تعاىل عنه‬
‫ن‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ن َ ََ َ ُ‬ ‫ن َ‬
‫اس‪ ،‬إِن َما‬
‫انلب ﷺ‪« :‬إِن ه ِذهِ الصالة ل يصل ُح ِفيها يشء ِمن الكمِ انلن ِ‬‫عن ِّ‬
‫ُ َ ن ُ َ َ َُ ُ‬ ‫َ ن‬
‫آن»( ‪ ،)2‬وليس التسبيح ول اتلكبي‬ ‫يه التس ِبيح واتلك ِبي و ِقراءة القر ِ‬
‫ِ‬
‫( ‪)3‬‬
‫ِمن أراكنها‪ ،‬وقال ملك العلماء يف "ابلدائع"‪ :‬صالة اجلنازة داعء للميت‬
‫انتىه‪ .‬ومعلوم أن ليس أركنها إل اتلكبيات األربع‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الوظائف ابلدنية املحضة ل جتري فيها انليابة‪ ،‬فال يصيل‬
‫أحد‪،‬‬
‫أحد‪ ،‬كذا ل يتيمم أحد عن ٍ‬
‫أحد‪ ،‬ول يتوضأ أحد عن ٍ‬
‫أحد عن ٍ‬
‫وقد جوزنا أن ييمم زيدا عمرو‪ ،‬فإذن الُضبتان ل تقومان إل بعمرو‪ ،‬فلو‬
‫اكنتا مجيع أراكن اتليمم‪ ،‬فقد تيمم عمرو وطهر به زيد‪ ،‬ولو اكنتا بعض‬
‫بزيد وبعضه بعمرو‪ ،‬وهل هل نظي يف الرشع؟‬
‫أراكنه فقد قام بعض اتليمم ٍ‬
‫لزيد‪ ،‬وهذا َكه غي معقول ول مقبول‪.‬‬
‫ثم قد حصل َكه ٍ‬
‫الثالثّ‪ :‬حتقيق ما أفاد املحقق بقوهل‪ :‬إن املأمور به مسح ل غي أن‬
‫الكتاب العزيز إنما أمر بقصد الصعيد الطيب‪ ،‬فاملسح منه‪ ،‬وهذا ل توقف‬
‫هل ىلع الُضب فضال عن دخوهل يف فسخ حقيقته‪ ،‬فإن َمن ألقت الريح الغبار‬

‫(‪" )1‬الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،111/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٢‬صحيح مسلم"‪ ،‬باب تحريم الكالم يف الصالة‪...‬إلخ‪ ،٢٠٣/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٣‬البدائع الصنائع"‪ ،‬كيفية صالة الجنازة‪ ،٣1٣/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ىلع عضويه مثال‪ :‬يتأىت هل قصده للمسح منه بإمرار يده عليه ِمن دون حاجة‬
‫إىل الُضب ىلع األرض‪.‬‬
‫جدار‪،‬‬ ‫أرض أو‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫نعم! من ل جيده ىلع أعضائه حيتاج إىل قصده ِمن ٍ‬
‫وذلك ل يقتيض الركنية بل ول الرشطية‪ ،‬فإنما مثل الُضب ىلع الصعيد يف‬
‫اتليمم كمثل الغرتاف من اإلناء يف الوضوء‪َ ،‬‬
‫فمن وقف يف املطر أغناه عن‬ ‫ِ‬
‫ألحد أن‬
‫ٍ‬ ‫الغرتاف‪ .‬نعم! إذا لم جيده إل بأخذ وصب احتاج إيله‪ ،‬وليس‬
‫يقول‪ :‬إن الغرتاف ِمن أراكن الوضوء أو ِمن رشائطه‪ ،‬وهذا يشء واضح جدا‬
‫ل ينبيغ الرتياب فيه‪ ،‬فال حيمل الكم الشارع ﷺ ول الكم صاحب املذهب‬
‫ريض الل تعاىل عنه ىلع خالفه‪.‬‬
‫الرابعّ‪ :‬أتينا ىلع اتلأويل فأوهل أن الالكم إنما جاء ىلع الغالب املعهود‬
‫فإن ِمن انلادر جدا وجد أن الغبار ىلع العضوين‪ ،‬وكذا لم يعهد يف صفة‬
‫اتليمم إدخال الرأس يف موضوع الغبار‪ ،‬أو الوقوف يف مثاره وحتريك‬
‫العضوين‪ ،‬وإنما املعروف املعهود هو طريقة الُضب‪ ،‬وبها وردت األحاديث‬
‫القويلة والفعلية‪ ،‬وملا تمعك عمار ريض الل تعاىل عنه‪ ،‬قال هل ُّ‬
‫انلب ﷺ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ُض َب ِب َيديك ث نم تنفخ ث نم تم َس َح ِب َها َوج َهك‬
‫« ِإن اكن يك ِفيك أن ت ِ‬
‫َن َ‬
‫َوكفيك»(‪ .)1‬رواه الستة‪.‬‬
‫أقول‪ :‬لكن يرد عليه ما قدمنا عن ملك العلماء ِمن إمجاع أئمتنا‬
‫اثلالثة ريض الل تعاىل عنهم ىلع ركنية الُضبتني‪ ،‬وبه يصعب األمر ىلع‬

‫(‪" )1‬سنن أبي داود"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٤٧/1 ،‬الهور باكستان‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫قول اثلاين فإذن يفزع إىل تأويل املحقق اثلاين‪ ،‬وسيأت الالكم عليه‪.‬‬
‫الخامس‪ّ:‬كما سلك املحقق باحلديث مسلكني‪ ،‬ذهب أيضا بتلك‬
‫الفروع اآلتية ىلع خالف القول األول مذهبني‪ ،‬ولم يتأت فيها املسلك‬
‫األول أن الالكم ىلع الغالب‪ ،‬فإن الركنية توجب اللزوم فجعل املسلك‬
‫األول فيها قصها ىلع القول اثلاين أي‪ :‬فتكون تلك الفروع أيضا ِمن‬
‫ثمرات اخلالف‪ ،‬وبه جزم "ابلحر" وتبعه الشايم‪.‬‬
‫ُ‬
‫أرشت إيله أن الفروع سيقت يف الكتب مجيعا‬ ‫أقول‪ :‬فيه أول‪ :‬ما‬
‫مساق املتفق عليه لم يؤم أحد إىل خالف فيها‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬لو اكنت مبنية ىلع القول اثلاين‪ ،‬لاكنت خمالفة إلمجاع أئمتنا‬
‫فكيف يسوغ امليل إيلها؟ فضال عن اجلزم بها ِمن دون إشارة أصال إىل‬
‫خالف فيها‪.‬‬
‫ثاثلًا‪ :‬أكرث تلك الفروع يف "اخلالصة" ومصنفها اإلمام طاهر قد‬
‫صحح القول األول‪ ،‬فكيف يمش فيها؟ طرأ ىلع خالف ما هو الصحيح‬
‫عنده بل قد أفاد أنها متفق عليها‪ ،‬كما هو قضية صنيعهم مجيعا‪ ،‬وذلا‬
‫جزم بها "ادلر" مع تصحيه بأحوطية القول األول وتصحيحه‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬تقدم عن "ابلدائع" إمجاع أئمتنا ىلع ركنية الُضبتني‪ ،‬وهم‬
‫املصحون يف كتاب الصالة بالفرع اثلاين‪ ،‬وهذا يقطع الزناع‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أما مسلكه اثلاين املشرتك فيه احلديث‪ ،‬وتلك الفروع‬
‫أن املراد بالُضبتني أعم ِمن الُضب ىلع األرض‪ ،‬أو ىلع العضو ففيه‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬كما أقول‪ :‬قد حقق املحقق أن حقيقة اتليمم هو املسح‪ ،‬وأن‬
‫الُضب ىلع األرض ليس منها يف يش ٍء‪ ،‬فال وجه للتعميم يف الُضب‬
‫وحينئذ ل يالئمه‬
‫ٍ‬ ‫الركن‪ ،‬بل إنما يقال‪ :‬إن املراد بالُضبتني هما املسحتان‪،‬‬
‫قوهل ﷺ ثم قول صاحب املذهب‪ :‬رضبة للوجه ورضبة لليدين‪ ،‬إذ لو أريد‬
‫هذا لقيل رضبة ىلع الوجه وأخرى ىلع ايلدين‪.‬‬
‫ً‬
‫وثانيا‪ :‬كما أقول‪ :‬أيضا ىلع هذا يرتفع اخلالف‪ ،‬وتذهب ثمراته‬
‫املذكورة عن آخرها‪ ،‬والقوم ومنهم املحقق نفسه ىلع إثباتها‪.‬‬
‫وثاثلًا‪ :‬كما قال "ابلحر"‪ :‬إنه ل يمش يف فريع "اخلالصة" إذ ل‬
‫رضب فيها ىلع األرض‪ ،‬ول ىلع العضو(‪.)1‬‬
‫أقول‪ :‬لكن مرجعه إىل مؤاخذة ىلع اللفظ فلو قال املحقق‪ :‬إن‬
‫املراد بالُضبتني املسحتان‪ ،‬لم يرد أنه ل رضب ههنا أصال‪.‬‬
‫ً‬
‫ورابعا‪ :‬كما أبدى "ابلحر" أيضا أن ليس ثمة مسح أيضا‪ ،‬وبه أخذ‬
‫اخلاديم ىلع "ادلر" بل وىلع جلة العمائد "الغرر اكلظهرية واخلانية‬
‫واخلالصة وخزانة املفتني واجلوـﻫرة واإليضاح والفتح وابلحر وابن كمال"‪،‬‬
‫حّت كتاب الصالة لصاحب صاحب املذهب إذ صحوا مجيعا كما تقدم‬
‫بأنه أصاب الغبار وجهه وذراعيه ل جيوز ما لم يمسح بنية اتليمم(‪ )2‬فقال‪:‬‬
‫فيه ما فيه ملا عرفت آنفا ِمن "اخلالصة وابلحر" (أي‪ِ :‬من كفاية حتريك‬

‫(‪ " )1‬البحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٥/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬


‫(‪" )٢‬خالصة الفتاوى"‪ ،‬نوع فيما يجوز به التيمم‪ ،٣٦/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫األعضاء قال‪ ):‬إل أن يقال املراد ِمن املسح أعم مما هو حقيقة أو حكما‪،‬‬
‫فيشمل حنو حتريك الرأس(‪ )1‬انتىه‪.‬‬
‫ً‬
‫وأقول أول‪ :‬ذهب عنه أن "اخلالصة وابلحر" أيضا ِمن املصحني‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الفرعني األولني والسادس‪.‬‬ ‫بأنه إن لم يمسح لم جيز‪ ،‬كما قدمنا عنهما يف‬
‫ً‬
‫وثانيا‪ :‬لو نظر إىل ما صحوا فيه بعدم األجزاء إل باملسح‪ ،‬و"اخلالصة‬
‫وابلحر" بأجزاء اتلحريك لعرف الفرق‪ ،‬وعلم أن ل أخذ ىلع "ادلرر" واجللة‬
‫"الغرر" كما سينكشف لك رس ذلك إن شاء الل تعاىل‪.‬‬
‫وثاثلًا‪ :‬نعود إىل "ابلحر" فأقول‪ :‬ىلع هذا يندفع ما اعرتف به "ابلحر"‬
‫أيضا أنه احلق وهو ركنية املسح‪ ،‬لكين أقول‪ :‬وبرب أستعني إنما مسح يشء‬
‫بش ٍء إمرار هذا عليه وإمساسه به‪َ ،‬روى الطرباين يف "الصغري" عن سلمان‬
‫َ ن‬ ‫َ‬ ‫الفاريس ريض الل تعاىل عنه‪ ،‬عن انلب ﷺ‪َ « :‬ت َم نس ُ‬
‫حوا ِباألر ِض‪ ،‬ف ِإن َها‬
‫كم بَ نرة»(‪ .)2‬قال يف "اتليسري"‪ :‬بأن تبارشها بالصالة بال حائل‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫ب ُ‬
‫ِ‬
‫أراد اتليمم(‪ ،)3‬انتىه‪.‬‬
‫وقال يف "انلهاية وادلر انلثري وجممع ابلحار"‪ :‬أراد به اتليمم‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫أراد مبارشة ترابها باجلباه يف السجود ِمن غي حائل واألمر ندب ل‬

‫(‪" )1‬حاشية على الدرر والغرر"‪ ،‬ألبي سعيد الخادمي‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٨/1 ،‬بيروت‪.‬‬
‫(‪" )٢‬المعجم الصغير"‪ ،‬باب من اسمه حملة‪ ،1٤٨/1 ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪.‬‬
‫(‪" )٣‬التيسير جامع الصغير"‪ ،‬حرف التاء‪ ،٤٥٦/1 ،‬مكتبة اإلمام الشافعي الرياض‪،‬‬
‫و"مجمع بحار األنوار"‪ ،‬تحت لفظ مسح‪ ،٢٩٦/٣ ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫إجياب(‪ ،)1‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وهو ظاهر السوق واتلعليل فاكن هو األوىل كما فعل يف‬
‫"اتليسري" ويف ابن األثي وتلخيصه للسيويط‪" :‬واملجمع" مسحهم مر بهم مرا‬
‫خفيفا‪ ،‬لم يقم فيه عندهم(‪ ،)2‬انتىه‪.‬‬
‫ويف "األخب"‪ :‬حديث يمسح مناكبنا أي‪ :‬يضع يده عليها ليسويها(‪،)3‬‬
‫أي‪ :‬عند إقامة الصفوف‪ ،‬ويف القاموس‪ :‬تماسحا تبايعا فتصافقا(‪ ،)٤‬انتىه‪.‬‬
‫ويف "اتلاج"‪ :‬ماسحه صافحه واتلقوا فتماسحوا تصافحوا( ‪ ،) 5‬انتىه‪.‬‬
‫وقال املجد‪ :‬هو يتمسح به أي‪ :‬يتربك به لفضله(‪ ،)6‬فقال اتلاج‪ :‬كأنه يتقرب‬
‫إىل الل تعاىل بادلنو منه ويتمسح بثوبه أي‪ :‬يمر ثوبه ىلع األبدان فيتقرب به‬
‫إىل الل تعاىل‪ ،‬قيل‪ :‬وبه سم املسيح عيىس ىلع نبينا وعليه الصالة والسالم‬
‫قاهل األزهري(‪ ،)٧‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬فقول املجد‪ :‬املسح إمرار ايلد ىلع الشء السائل ليس السيالن‬

‫(‪" )1‬النهاية" البن األثير‪ ،‬باب الميم مع السين‪ ،٣٢٧/٤ ،‬المكتبة اإلسالمية بيروت‪.‬‬
‫(‪" )٢‬مجمع بحار األنوار"‪ ،‬تحت لفظ مسح‪ ،٢٩٦/٣ ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬
‫(‪" )٣‬القاموس المحيط"‪ ،‬باب الحاء فصل الميم‪ ،٢٥٨/1 ،‬مطبعة مصطفى البابي مصر‪.‬‬
‫(‪" )٤‬تاج العروس"‪ ،‬فصل الميم من باب الحاء‪ ،٢٢٦/٢ ،‬دار إحياء الرتاث العربي بيروت‪.‬‬
‫(‪ )٥‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪" )٦‬القاموس المحيط"‪ ،‬باب الحاء فصل الميم‪ ،٢٥٨/1 ،‬مطبعة مصطفى البابي مصر‪.‬‬
‫(‪" )٧‬تاج العروس"‪ ،‬فصل الميم من باب الحاء‪ ،٢٢٦/٢ ،‬دار إحياء الرتاث العربي بيروت‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫لزمه‪ ،‬وذلا لم يزده الراغب يف مفرداته‪ ،‬وهذا ربنا تبارك وتعاىل يقول يف‬
‫ِك ۡم َو َأ ۡيد ه‬
‫ِيكم م ِۡن هه﴾ [املائدة‪ ،]6/5 :‬ول ايلد قيدا فيه‬ ‫الصعيد‪َ ﴿ :‬ف ۡ‬
‫ٱم َس هحوا ب هو هجوه ه‬
‫ِ‬
‫حائل‪ ،‬ول اإلمرار‬
‫ٍ‬ ‫حلديث تمسحوا(‪ )1‬باألرض يف وضع اجلباه عليها بال‬
‫بمعىن اتلحريك عليه حلديث يمسح مناكبنا‪ ،‬وقد نص أئمتنا إن رضب‬
‫الكفني بل ووضعهما ىلع األرض ناويا يطهرهما فال يمسحهما بعد‪ ،‬وسيأتيك‬
‫بعد نصوصه إن شاء الل تعاىل‪ ،‬وإنما أمر املوىل سبحانه وتعاىل باملسح‪ ،‬فلول‬
‫أن إمساسهما باألرض مسحهما بها ملا أغىن‪.‬‬
‫إذا علمت هذا فاعلم أن ههنا صورتني تعود أربعا‪ ،‬وذلك؛ ألنك حني‬
‫تريد اتليمم إما أن جتد الصعيد متصال بأعضائك أو منفصال عنها‪ ،‬ىلع‬
‫اثلاين لك وجهان‪ ،‬أحدهما أن تمسه كفيك فتمسح بهما عضويك‪ ،‬وذلك هو‬
‫املعهود املعروف والوارد يف األحاديث القويلة والفعلية‪ ،‬واآلخر إمرارك‬
‫عضويك ىلع الصعيد‪ ،‬أما مسحا ِمن فوقه كما يف الفرع احلادي عرش‬
‫يارس ريض الل‬
‫ٍ‬ ‫لألشل‪ ،‬ويف اثلالث للصحيح‪ ،‬ويه واقعة سيدنا عمار بن‬
‫تعاىل عنه ولم ينكر عليه انلب ﷺ بمعىن أنه لم ينف طهوره به‪ ،‬وإن أرشد‬
‫إىل ما اكن يكف إلغاء للزائد ىلع احلاجة‪ ،‬وأما إدخال يف خالهل َ‬
‫كمن يولج‬
‫وجهه وكفيه يف الرمل بنية اتليمم‪ ،‬وعليه الفرع الرابع‪ ،‬أو إمرارك الصعيد‬

‫(‪ )1‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬ويف " النهاية والدر النثير‬
‫ومجمع البحار" تحت حديث حماد‪ :‬المعتدة يف الجاهلية تأخذ طائرا فتمسح‬
‫به فرجها‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ىلع عضويك ‪،‬كأن تأخذ قطعة حجر فتمرها ىلع وجهك وذراعيك ناويا‬
‫مستوعبا‪ ،‬وباجلملة تفعل ما بنفسه يقع إمساس بني الصعيد واملحل‪.‬‬
‫وأقول‪ :‬وهذا الوجه األخي اذلي زدته‪ ،‬وإن لم يذكروه معلوم أجزاءه‬
‫ِيدا َطي ٗبا َف ۡ‬
‫ٱم َس هحوا‬ ‫قطعا‪ ،‬لوجود امتثال قوهل عز وجل‪َ ﴿ :‬ف َت َي َّم هموا َصع ٗ‬
‫ِ‬
‫ِك ۡم َو َأ ۡيد ه‬
‫ِيكم م ِۡن هه﴾ [املائدة‪ ،]6/5 :‬هذا َكه يف اثلاين‪ ،‬أما األول أعين‪:‬‬ ‫ب هو هجوه ه‬
‫ِ‬
‫وجد أنه متصال ففيه صورتان‪:‬‬
‫األولىّ‪ :‬أن جتده ىلع عضويك فقط ل ورائهما‪ ،‬كغبار ساكن وقع‬
‫عليهما بإلقاء الريح‪ ،‬كما يف الفرع األول‪ ،‬أو بفعل منك كهدم أو كنس أو‬
‫كيل أو ذر أو رضب به أو نفض ثوب‪ ،‬كما يف الفرع اثلاين والسادس‬
‫واتلاسع والعارش‪ ،‬ك ذلك إذا أردت اتليمم بما بيق منه ىلع عضويك بعد‬
‫سكونه‪ ،‬أو لم يرث غبارا يف اذلر‪ ،‬بل نزل ىلع العضو فسكن‪.‬‬
‫والثانيةّ‪ :‬أن جتد هل خثنا كثيا حول أعضائك‪ ،‬كأن تكون خمتبيا يف‬
‫ّ‬
‫مثي‬
‫ريح‪ ،‬أو أثارة منك بهدم وغيه‪ ،‬ولو بذر ٍ‬
‫رمل‪ ،‬أو يهجم غبار بهبوب ٍ‬
‫فتجد غبارا ثائرا مرتفعا غي منقطع‪ ،‬أحاط بعضويك فرتيد اتليمم به قبل‬
‫سكونه‪ ،‬كما يف الفرع اخلامس‪ ،‬ومنه السابع واثلامن‪ ،‬فف هاتني‪ ،‬وإن وجد‬
‫التصال بني الصعيد والعضوين لكن ليس بفعلك للتيمم‪ ،‬بل إما ل فعل‬
‫لك فيه كما يف القاء الريح‪ ،‬وارتفاع الغبار بانهدام اجلدار‪ ،‬أو اكن فعلك يف‬
‫حتريكه‪ ،‬ثم وصوهل إىل عضويك بطبعه كما يف اهلدم والكنس والكيل واذلر‬
‫والُضب ايلد وانلفض اثلوب‪ ،‬أو وصل بفعلك ل للتيمم كما يف صورة‬

‫‪57‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الختباء‪ ،‬والرشط وجود فعل ناو يقع بنفسه إمساس العضوين بالصعيد‪.‬‬
‫فف الصورة اثلانية حيث أن للصعيد خثنا حول أعضائك يكفيك‬
‫حتريك عضويك بنية اتليمم؛ ألنه يقع به التصال‪ ،‬واإلمساس بغي ما اتصل‬
‫أو ل‪ ،‬فيحصل الفعل املقصود‪ ،‬وهذا ما يف "اخلالصة وابلحر" يف الفرع اخلامس‪.‬‬
‫لكن يف الصورة األوىل ل جتد صعيدا وراء عضويك فمهما حركتهما‬
‫جديد فال يكف‪ ،‬ولبد ِمن أن تمر يدك عليه‬
‫ٍ‬ ‫لم حيصل إمساس بش ٍء‬
‫ناويا‪ ،‬فيقع إمساس لم يكن‪ ،‬وهذا ما يف "الفتح وابلحر والظهريية واهلندية"‬
‫يف الفرع األول‪ ،‬و"اخلالصة وادلرر والزبازية وابن كمال وكتاب الصالة" يف‬
‫الفرع اثلاين‪ ،‬و"اخلانية واخلالصة واخلزانة واإليضاح واجلوـﻫرة" يف الفرع‬
‫السادس‪ ،‬و"املحيط واهلندية" يف الفرعني اتلاسع والعارش‪ ،‬فذهب القلق‬
‫وأسفر الفلق‪ ،‬ولل احلمد‪ ،‬وظهر بهذا اتلقرير املني فوائد مهمة نفعها غزير‪.‬‬
‫منها‪ :‬أنه ل خلف بني اكتفاء "اخلالصة وابلحر" باتلحريك‪ ،‬واشرتاط‬
‫"ادلرر واجللة الغرر" املسح كما توهم الفضل اخلاديم فاألول يف الغبار املرتفع‬
‫واثلاين يف املنقطع‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ليس املسح يف مسألة "ادلرر" يف الفرع اثلاين بمنىع يشمل‬
‫اتلحريك كما زعم أيضا‪ ،‬فإن اتلحريك ل يكف فيه بل لبد ِمن إمرار ايلد‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن ل تهافت بني الكم "اخلالصة" يف الفرع اخلامس‪ ،‬والكمه‬
‫يف اثلاين والسادس لعني ما مر يف "ادلرر"‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬مثله "للبحر" يف اخلامس واألول‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ومنها‪ :‬أن اذلر يف الفرع السادس ما ل يثي نقعا‪ ،‬وتريد اتليمم بعدما‬
‫وقع وسكن فذلا رشطوا املسح‪ ،‬ويف الفرع السابع ما يثي‪ ،‬وتريد اتليمم‪،‬‬
‫وهو مرتفع فاكتىف الزبازي بتحريك املحل ملا علمت أن اتلحريك ل ينفع‬
‫بعد السكون‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن القيام يف مهب الريح إن اكن حبيث هبت فأثارت نقعا‬
‫أحاط بك فأردت اتليمم حني هو مرتفع كفاك اتلحريك‪ ،‬وهو املراد‬
‫َ‬
‫أردت بعدما سكن لزمك إمرار ايلد‪ ،‬وهو‬ ‫"الزبازية" يف الفرع اثلامن‪ ،‬وإن‬
‫املراد "اخلالصة" يف الفرع اثلاين‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن إدخال املحل يف موضع الصعيد ترابا اكن أو رمال أو غبارا‬
‫إذا اكن بنية اتليمم كىف حلصول اإلمساك بفعلك ناويا‪ ،‬وهو فرع اخلالصة‬
‫الرابع‪ ،‬وإن اكن ل بانلية‪ ،‬وأردت اتليمم لزمك اتلحريك‪ ،‬وهو فرع‬
‫"الزبازية" اثلامن فاإلدخال يف "اخلالصة" مع انلية‪ ،‬وذلا لم يزد شيئا‪ ،‬ويف‬
‫"الزبازية" بدونها‪ ،‬وذلا زاد اتلحريك‪ ،‬وباجلملة إذا هبت ريح فأثارت غبارا‬
‫ناو‪ ،‬والغبار مرتفع‬
‫فذهبت إيله ودخلته ناويا اكن ِمن الفرع الرابع أو غي ٍ‬
‫اكن ِمن اثلامن‪ ،‬أو أردت بعد ما سكن اكن ِمن اثلاين‪.‬‬
‫وإذا قمت يف جهة املهب حّت أتاك الغبار‪ ،‬وأحاط بك لم يكفك‬
‫مطلقا‪ ،‬وإن اكن وقوفك هذا بنية اتليمم؛ ألن الوصول ِمن جهة الغبار ل‬
‫ِمن قبلك فإن اكن بعد مرتفعا‪ ،‬فحركت أعضائك ناويا اكن ِمن فرع‬
‫اثلامن‪ ،‬وإن وقع وسكن فأردت اكن ِمن الفرع اثلاين‪ ،‬وبوجهه أخص إما‬

‫‪59‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ناو أو يأتيك ىلع‬
‫أن تذهب إىل الغبار فتدخل فيه أعضائك ناويا أو غي ٍ‬
‫َ‬
‫اآلخرين كىف اتلحريك إن اكن مرتفعا‪ ،‬ولزم إمرار‬ ‫األول تم اتليمم‪ ،‬وىلع‬
‫ايلد إن وقع وسكن‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن اتلحريك واإلدخال ك ذلك مسح كما علمت فال أخذ‬
‫ىلع املحقق كما زعم "ابلحر"‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن مراد "اخلالصة" يف قوهل‪ :‬أن الرشط وجود الفعل منه‪ ،‬هو‬
‫املسح عينا ل ما يعمه وغيه كما زعم أيضا‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن املسح هو ركن اتليمم ل غي به يتقوم‪ ،‬ول تصور هل بدونه‬
‫كما قال املحقق‪ :‬إنه احلق هكذا ينبيغ أن تفهم َكمات العلماء الكرام‪،‬‬
‫واحلمد لل ول اإلنعام ذي اجلالل واإلكرام‪ ،‬وأفضل الصالة وأكمل السالم‬
‫ىلع سيد األنام وآهل وصحبه ىلع مر الليايل واأليام‪ ،‬آمني‪.‬‬
‫السابع‪ :‬ل وجه يظهر لكفاية انلية بعد الُضب كيف وأن الرتاب‬
‫يف أصله ملوث؟ وإنما جعل ِّ‬
‫مطهرا بانلية تفضال ِمن املوىل سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫قال اإلمام اجلليل أبو الرباكت يف "الاكيف"‪ :‬قال زفر‪ :‬انلية ليست‬
‫برشط فيه اكلوضوء؛ ألنه خلفه فال خيالفه‪ ،‬ونلا‪ :‬أن الرتاب ملوث بذاته‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ِّ‬
‫وإنما صار مطهرا إذا نوى قربة خمصوصة‪ ،‬واملاء خلق مطهرا فإذا استعمله‬
‫يف املحل انلجس طهره‪ ،‬وإن اكن جنسا حكما‪ ،‬واخللف قد يفارق األصل‬
‫لختالف حاهلما‪.‬‬
‫َ‬
‫أل ترى أن الوضوء حيصل بأربعة أعضاء خبالف اتليمم؟! والسن‬

‫‪60‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫اتلكرار يف األصل دون اخللف(‪ ،)1‬انتىه‪.‬‬
‫وقد نصوا أن الُضب املعترب يف اتليمم يطهر الكفني فال تمسحان‬
‫بعضه‪ ،‬ومعلوم أن ل تطهي إل بانلية‪ ،‬ولو اكن الُضب بدون انلية اكفيا‬
‫يف اتليمم‪ ،‬وجب تقييد املسألة به‪ ،‬وهم إنما يرسلونه إرسال‪.‬‬
‫فف "رشح اجلامع الصغري" لإلمام قاضيخان‪ ،‬ثم "احللية وجامع‬
‫الرموز" ويف "جامع املضمرات ثم اهلندية ثم الطحطاوي ثم الشايم"‪ :‬هل‬
‫يمسح الكف؟ الصحيح أنه ل يمسح ورضب الكف يكف(‪ ،)2‬انتىه‪.‬‬
‫ويف "احللية"‪ :‬عن "اذلخرية"‪ :‬لم يذكر حممد أنه يُضب ىلع األرض‬
‫( ‪)3‬‬
‫باطنهما فإنه قال يف‬ ‫ظاهر كفيه أو باطنهما‪ ،‬وأشار إىل أنه يُضب‬

‫(‪" )1‬الكايف"‪.‬‬
‫(‪" )٢‬الفتاوى الهندية"‪ ،‬الباب الرابع يف التيمم‪ ،٢٦/1 ،‬بشاور باكستان‪.‬‬
‫(‪ )٣‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬ويف "الدر"‪ :‬سننه ثمانية‬
‫الضرب بباطن كفيه‪ ...‬إلى آخره‪"[ .‬رد المحتار مع الدر المختار"‪ ،‬باب التيمم‪،‬‬
‫‪ ،٥٥-٥٤/1‬دلهي الهند]‪ .‬ويف " الشامي"‪ :‬عن " الذخيرة"‪ :‬األصح أنه يضرب‬
‫باطنهما وظاهرهما على األرض‪ ،‬انتهى‪[ .‬المرجع السابق] أي‪ :‬فالسنة الضرب‬
‫هبما مع ا ولذا قال‪ :‬يف ما زاد من السنن يزاد الضرب بظاهر الكفين كما علمت‬
‫تصحيحه‪ ،‬انتهى‪[ .‬المرجع السابق]‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وكيفما كان ليس الضرب بباطنها إال سنة فما وقع يف "نور اإليضاح ومراقي‬
‫الفالح" السادس من الشروط أن يكون بضربتين بباطن كفين‪ ،‬انتهى‪"[ .‬مراقي‬

‫‪61‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الكتاب‪ :‬لو ترك املسح ىلع ظاهر كفيه ل جيوز‪ ،‬وإنما يكون تاراك للمسح‬
‫ىلع ظاهر كفيه إذا رضب باطن كفيه ىلع األرض(‪ ،)1‬انتىه‪ .‬فقد أفاد أن‬
‫لو اكن الُضب بظاهرهما اكن مسحا لظاهرهما‪.‬‬
‫أقول‪ :‬والظاهر أن قوهلم‪ :‬ل يمسح ىلع ظاهره للنه ل بمعىن أنه ل‬
‫حاجة إيله كما قد يتوهم ِمن قول "اتلبيني"‪ :‬ل جيب يف الصحيح مسح باطن‬
‫الكف؛ ألن رضبهما ىلع األرض يكف(‪ ،)2‬انتىه‪.‬‬
‫وتبعه "ابلحر" يف هذا اتلعبي‪ ،‬وذلك؛ ألنه إذا حصل مسحهما مرة‬
‫بالُضب كما أفاد يف "اخلانية" بقوهل‪ :‬ألنه مسح مرة حني رضب يديه ىلع‬
‫األرض(‪ ،)3‬انتىه‪ .‬واتلكرار ل يسن يف اتليمم كما قدمنا آنفا ىلع "الاكيف"‬
‫فتكون إاعدته عبثا‪ ،‬فيكره كما قال يف "ابلحر"‪ :‬إن اتليمم ىلع اتليمم ليس‬
‫بقربة كذا يف "القنية"‪ ،‬وظاهره أنه ليس بمكرو ٍه‪ ،‬وينبيغ كراهته لكونه‬

‫الفالح مع الطحطاوي"‪ ،‬باب التيمم‪ ،‬ص‪ ،]٦٩ :‬غير مسلم وقد قال يف‬
‫" النهر"‪ :‬غير خاف أن الجواز حاصل بأيهما كان نعم الضرب بباطن سنة‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫[" منحة الخالق على البحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٦/1 ،‬كراتشي باكستان]‪،‬‬
‫كما يف " المنحة" عنه والعجب إن لم ينبه عليه ناظروه كالسيدين األزهري‬
‫والطحطاوي‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬
‫(‪ " )1‬البحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٦/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪" )٢‬تبيين الحقائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٣٨/1 ،‬مصر‪.‬‬
‫(‪" )٣‬فتاوى قاضيخان"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٥/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫عبثا(‪ ،)1‬انتىه‪.‬‬
‫بل قال القهستاين‪ :‬ل يكرر املسح فإنه مكروه باإلمجاع كما يف‬
‫"الكشف"(‪ ،)2‬انتىه‪ .‬وألجل هذا ذكر اعمتهم يف كيفية اتليمم مسح ظاهر‬
‫َ‬
‫اذلراعني ِمن رؤوس األصابع إىل املرافق‪ ،‬وباطنهما ِمن املرافق إىل الرسغ‬
‫كما يف "ابلدائع واجلوـﻫرة والعناية يف املحيط الرسخيس واهلندية ويف‬
‫اتلحفة واملحيط الرضوي" وزاد الفقهاء "فاحللية فالرد املحتار"‪.‬‬
‫وأيده يف "احللية" بما يف رواية للبخاري وأخرى ملسلم يف حديث‬
‫عمار ريض الل تعاىل عنه ِمن مسحه ﷺ بعد الُضب ظهر كفيه فيرتجح‬
‫ىلع ما يف "الاكيف"‪ :‬ينبيغ أن يضع بطن كفه اليسى ىلع ظاهر كفه ايلمىن‪،‬‬
‫ويمسح بثالثة أصابع أصغرها ظاهر يده ايلمىن إىل املرافق‪ ،‬ثم يمسح‬
‫باطنه باإلبهام‪ ،‬واملسبحة إىل رؤوس األصابع‪ ،‬ثم يفعل بايلد اليسى‬
‫كذلك(‪ ،)3‬انتىه‪ .‬ونقل مثله القهستاين عن "املحيط"‪ ،‬ثم استدرك عليه‬
‫بما يف "جامع اإلمام القايض"‪ :‬أن الكف ل يمسح ىلع الصحيح(‪ ،)٤‬انتىه‪.‬‬
‫كما قدمنا واذلي يف "ابلحر"(‪ )5‬عن "املحيط الرضوي" هكذا كيفية‬

‫(‪ " )1‬البحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٩/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬


‫(‪" )٢‬جامع الرموز"‪ ،‬فصل يف التيمم‪ ،٦٨/1 ،‬مطبعة الكريمية إيران‪.‬‬
‫(‪ )٣‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )٤‬المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )٥‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬و" المحيط"‪ :‬هذا هو الرضوي‬

‫‪63‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫َ‬
‫اتليمم أن يُضب يديه ىلع األرض‪ ،‬ثم ينفضهما فيمسح بهما وجهه حبيث‬
‫ل بيق منه يشء‪ ،‬وإن قل‪ ،‬ثم يُضب يديه ثانيا ىلع األرض‪ ،‬ثم ينفضهما‬
‫(‪)1‬‬
‫فيمسح بهما كفيه‪ ،‬وذراعيه َكيهما إىل املرفقني‪ ،‬وقال مشاخينا يُضب‬

‫كما يظهر بمراجعة " الحلية" ويريد هبذا أن الذي نقل يف " البحر" عن " المحيط‬
‫الرضوي" ويف " الهندية" عن " المحيط للسرخسي" خالف ما نقله القهستاين‬
‫فليكن إن كان يف " المحيط الربهاين" واهلل تعالى أعلم‪ ،‬انتهى منه غُ فر له))‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف ‪(( :‬الذي يف " المحيطين" مثله‬
‫يف " التحفة والبدائع" وزاد الفقهاء ونصوا جميعا أنه أحوط كما عزا لهم يف‬
‫" الحلية والبحر والهندي"‪.‬‬
‫أقول أوال‪ :‬سنحقق أن الرتاب ال يوصف باالستعمال ففيم االحتياط؟ وإن فرض أو‬
‫أريد به الصعيد الحكمي على ما نحققه فهذا الماء الذي يوصف به إجماعا ال‬
‫يصير مستعمال يف عضو واحد يف الوضوء ويف شيء من البدن يف الغسل؛ ألن الكل‬
‫فيه كعضو واحد‪ ،‬فما بال الرتاب يصير مستعمل يف عضو واحد!؟‬
‫وثانيا‪ :‬إن فرض فال مفر منه؛ ألن الكف ال يستوعب الذراع لوال بل وال حول المرفق عرضا‪،‬‬
‫ولذا كتبت على القول الشامي نقال عن " البدائع"‪ :‬هذا األقرب إلى االحتياط لما فيه‬
‫من االحرتاز عن استعمال الرتاب المستعمل بالمقدار الممكن ما نصه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬أنا وبقوله‪ :‬بالقدر الممكن مع ما صرح به يف األحاديث والروايات أن التيمم‬
‫ضربتان أنه لو لم يفعل ذلك وإنما استوعب المسح كيفما اتفق أجزاءه وذلك؛ ألن‬
‫كل أحد يعمل أن دور يده قريب المرفق أعظم بكثير من طول مقدار الكف مع‬

‫‪64‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫يديه ثانيا‪ ،‬ويمسح بأربع أصابع يده اليسى ظاهره يده ايلمىن ِمن‬
‫رؤوس األصابع إىل املرفق‪ ،‬ثم يمسح بكفه اليسى باطن يده ايلمىن‬
‫إىل الرسغ‪ ،‬ويمر باطن إبهامه اليسى ىلع ظاهر إبهامه ايلمىن‪ ،‬ثم يفعل‬
‫بايلد اليسى كذلك‪ ،‬وهو األحوط(‪ ،)1‬انتىه‪ .‬ومثل الصفة يف "اهلندية"‬
‫عن "حميط الرسخيس" وباجلملة فالصحيح الرجيح املشهور املذكور‬
‫للجمهور هو ترك مسح بطن الكفني‪.‬‬
‫أقول‪ :‬فإذن ما يف "اذلخرية" نقال عن حممد يف األصل‪ ،‬ثم يُضب‬
‫أخرى وينفضهما ويمسح بهما كفيه وذراعيه إىل املرفقني(‪ ،)2‬انتىه‪ .‬املراد‬
‫فيه بكفيه ظاهرهما كما قال يف "احللية" يف عبارة "رشح اجلامع الصغري"‪:‬‬
‫هل يمسح الكف الصحيح؟ ل‪ ،‬أن املراد بالكف باطنها ل ظاهرها‪ ،‬انتىه‪.‬‬
‫فإن قلت‪ :‬فيها أيضا عن "اذلخرية" قال مشاخينا‪ :‬األحسن يف مسح‬

‫األصابع فال يمكن أن يحصل االستيعاب بما ذكروا بل البد من بقاء مواضع فلو لم‬
‫يجز ذلك لزمت ضربات مكان هو ضربتين وهو باطل‪ ،‬ولذا عربوه بينبغي ال‬
‫يجيب‪ ،‬فالحمد هلل الذي جعل هذا األمر واسعا‪"[ .‬جد الممتار على رد المحتار"‪،‬‬
‫كتبت عليه‪.‬‬
‫باب التيمم‪ ،1٤1-1٤٠/1 ،‬المجمع اإلسالمي الهند]‪ ،‬انتهى ما ُ‬
‫واآلن أقول‪ :‬إذا لم يحصل به المقصود لم يكن إال تكلفا فما أحسن ما يف " البدائع" من‬
‫بعضهم‪ :‬أنه يمسح من دون تلك المراعات وإال يتكلف‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬
‫(‪ " )1‬البحر الرائق"‪ ،‬باب التيمم‪ ،1٤٥/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪ " )٢‬المبسوط" لإلمام محمد‪ ،‬باب التيمم بالصعيد‪ ،1٠٣/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫اذلراعني أن يمسح بثالثة أصابع يده اليسى ظاهر يده ايلمىن إىل املرفقني‬
‫ويمسح املرفق ثم يمسح باطنها باإلبهام واملسبحة إىل رؤوس األصابع‪،‬‬
‫وهكذا يفعل بايلد اليسى‪ ،‬ولو تيمم جبميع أصابع والكف ِمن غي أن‬
‫يرايع الكف واألصابع جيوز(‪ ،)1‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ل ننكر اخلالف فقد أفيد باتلصحيح لكن إذا ثبت الصحيح‬
‫ل يعدل عنه‪ ،‬وقد ذكره قاضيخان يف بيان صفة اتليمم‪ :‬أنه يضع بطن كفه‬
‫اليسى ىلع ظهر كفه ايلمىن‪ ،‬ويمد ِمن رؤوس األصابع إىل املرفق ثم يدير‬
‫إىل بطن الساعد‪ ،‬ويمد إىل الكف‪ ،‬وهل يمسح الكف؟ قال بعضهم‪ :‬ل؛‬
‫ألنه مسح مرة حني رضب يديه ىلع األرض‪ ،‬ثم يضع بطن كفه ايلمىن ىلع‬
‫ظهر كفه اليسى‪ ،‬ويفعل ما فعل بايلمىن(‪ ،)2‬انتىه "اخلانية"‪ .‬فهذه الصفة‬
‫ليست إل بيان ما هو األوىل يف اتليمم‪ ،‬وقد أخرج منه مسح بطن الكفني‬
‫فلم يكن أوىل فاكن عبثا فاكن مكروها‪ .‬والل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫ثم مذهب صاحب املذهب ريض الل تعاىل عنه أنه ل حيتاج إىل‬
‫يشء يلزتق بايلد‪ ،‬بل السنة إزاتله بانلفخ وانلفض‪ ،‬وقد قدمناه حتت‬
‫الوجه اثلاين عن "ابلدائع" وفيها‪ :‬أيضا اتلعبد ورد يمسح كف مسه الرتاب‬
‫ىلع العضوين ل تلويثهما به(‪ ،)3‬انتىه‪.‬‬

‫(‪ " )1‬الحلية"‪.‬‬


‫(‪" )٢‬فتاوى قاضيخان"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٥/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬
‫(‪" )٣‬البدائع الصنائع"‪ ،‬ركن التيمم‪ ،٤٦/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ويف "الاكيف"‪ :‬ينفض يديه مرة‪ ،‬وعن أيب يوسف‪ :‬مرتني‪ ،‬ول خالف‬
‫يف احلقيقة؛ ألنه إن تناثر ما اتلصق بكفه ِمن الرتاب بنفضة يكتف بها‪،‬‬
‫وإل نفض نفضتني؛ ألن الواجب املسح بكف موضوع ىلع األرض ل‬
‫استعمال الرتاب فإنه مثله(‪ ،)1‬انتىه‪ .‬ومثله عنه يف الربجندي‪ ،‬ومعناه يف‬
‫"احللية" وغيها‪ :‬ول يتقيد بنفضتني أيضا بل ينفض إىل أن يتناثر فقد قال‬
‫يف "اهلداية"‪ :‬ينفض يديه بقدر ما يتناثر الرتاب يك ل يصي مثلة(‪ ،)2‬انتىه‪.‬‬
‫فمن اكن جالسا ىلع فرش ِمن رخام فقام معتمدا بكفيه عليه‪ ،‬ثم‬ ‫َ‬

‫بعد زمان أراد أن يتيمم فاجزتأ بذلك املس اذلي وقع بني الرخام‪ ،‬وكفيه‬
‫عند القيام فمّت تيمم صعيدا طيبا للطهور حني اكن الصعيد بكفيه لم‬
‫يقصد‪ ،‬وحني قصد ل صعيد‪ ،‬وإنما ورد القصد ىلع كفني صفرين‬
‫فالظاهر أن الصواب فيه مع السيد اإلمام أيب شجاع‪ ،‬وقد علمت قوة ما‬
‫هل ِمن اتلصحيحات‪ ،‬وكرثتها سواء قلنا‪ :‬بركنية الُضبتني أو ل؛ ألن‬
‫املساس الواقع بني الكفني والرتاب ل يصي مطهرا إل إذا اكن منويا‪.‬‬
‫نعم! إن اتلصق بالكفني تراب اكف للتيمم‪ ،‬ونوى اآلن جاز لصدق‬
‫نظي فإن محلنا‬
‫ب للتطهي‪ ،‬وكم هل يف الفروع املارة ِمن ٍ‬
‫صعيد طي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫قصده إىل‬
‫عليه قول اتلجويز اكن توفيقا‪ ،‬وبالل اتلوفيق‪ ،‬والل سبحانه وتعاىل أعلم‪.‬‬
‫الثامنّ‪ :‬أظهر منه األمر يف ثمرة اخلالف األخرى فإن الرتاب‬

‫(‪" )1‬الكايف"‪.‬‬
‫(‪" )٢‬الهداية"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٣٤/1 ،‬المكتبة العربية كراتشي باكستان‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫بإمساس الكفني به للطهور يكسبهما بإذن الل تعاىل وصف اتلطهي حّت‬
‫أنه بنسفه خيرج ِمن ابلني‪ ،‬وإن اكن هل بقية تزال بنفض ايلدين‪ ،‬ومستحيل‬
‫أن يكون جنس مطهرا فإذا رضب‪ ،‬ثم أحدث قبل املسح نقد صار كفاه غي‬
‫طاهرتني فكيف تبقيان مطهرتني!؟ وما استدلوا به للسيد اإلمام أنه ىلع‬
‫الركنية يقع احلدث يف خالل اتليمم‪.‬‬
‫حال ملا قدمنا آنفا ِمن أن الكفني قد طهرتا‬
‫فأقول‪ :‬حاصل ىلع ك ٍ‬
‫بالُضب حّت ل يمسحهما ىلع الصحيح فاحلدث الواقع بعد الُضب ل‬
‫يقع إل وقد أىت ببعض اتليمم‪ ،‬وإن لم تكن الُضبة ركنا أما حديث َمن‬
‫مأل كفيه ماء فأحدث اكن هل أن يستعمله(‪.)1‬‬
‫فأقول‪ :‬جيب(‪ )2‬أن يكون يف أول ما اغرتف قبل أن يغسل شيئا ِمن‬

‫(‪" )1‬الفتح القدير"‪ ،‬باب التيمم‪ ،11٠/1 ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬
‫علقت على‬
‫ُ‬ ‫((وكتبت ههنا فيما‬
‫ُ‬ ‫(‪ )٢‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪:‬‬
‫"رد المحتار"‪ .‬أقول‪ :‬المراد من مأل كفيه ماء أول الوضوء ليغسل به يديه إلى‬
‫رسغيه؛ ألنه لم يزد هذا الحدث إال مالقاة الماء كفا ذات حدث‪ ،‬وقد كان هذا‬
‫حاصال قبل هذا الحدث لكونه محدثا من قبل فكما جاز للمحدث أن يمأل كفيه‬
‫ماء يغسل به يديه وال يكون به مستعمال للماء المستعمل؛ ألن االستعمال بعد‬
‫االنفصال فكذا إذا أحدث بعد االغرتاف أما من غسل يديه ثم اغرتف للوجه‬
‫فأحدث لم يجز له أن يغسل به وجهه كما أشار إليه بقوله‪ :‬صار كما لو أحدث يف‬
‫الوضوء بعد غسل بعض األعضاء وذلك؛ ألن الماء ينفصل عن يد محدثة فيصير‬

‫‪68‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫وحينئذ ل مانع ِمن أن يصفه‬
‫ٍ‬ ‫األعضاء‪ ،‬وإل لاكن حدثا يف خالل الوضوء‪،‬‬
‫يف غسل يديه؛ ألنهما اكنتا حمدثتَني عند الغرف‪ ،‬وقد ل قامهما املاء‪،‬‬
‫وبيق سائغ الستعمال لعدم النفصال فاحلدث بعد الغرف ل يزيده شيئا‬
‫فوق ذلك‪ ،‬واملطهر‪ :‬هو املاء ل يداه خبالف ما هنا‪ ،‬فإن كفيه هما اعتربتا‬
‫مطهرتني بعد الُضاب ل الرتاب اذلي ل حاجة إيله بل لو اكن أزيل‪.‬‬
‫ثم أقول‪ :‬لم يظهر للعبد الضعيف ما فرق به ُ‬
‫ههنا بني احلدث بعد‬
‫الغرتاف قبل اتلطهر‪ ،‬واحلدث يف خالهل غي أن هذا يبطل ما سبق‪ ،‬وذلك‬
‫ل سابق هل فمبطله‪ ،‬ول الكم فيه إنما الالكم يف جواز استعماهل‪ ،‬ول مدخل‬
‫فيه لسبق بعض اتلطهر‪ ،‬وعدمه فيما أعلم فإن َمن غسل وجهه‪ ،‬ثم مأل‬
‫كفيه لغسل يديه فأحدث بطلت طهارة وجهه أما يداه فقد اكن احلدث‬
‫فيهما إىل اآلن‪ ،‬ولم يزد بانضياف هذا اجلديد‪ ،‬ولم يص املاء مستعمال بعد‬
‫لعدم النفصال‪ ،‬ف ِلم ل جيوز أن يغسل به ذراعيه؟‬
‫وما هو اآلن إل َ‬
‫كمن اغرتف أول وهلة؛ ألنه قد اعد كما اكن فاملاء‬
‫ياليق كفا حمدثة يف الوجهني فينبيغ أن جيوز حيث أن جيوز ثمة‪ ،‬ول حيث‬
‫ل‪ُ ،‬‬
‫فلي ِّ‬
‫حرر ويلتأمل‪.‬‬
‫فإين متعجب كيف توارده هؤلء اجللة كـ "اإلسبيجايب والعناية‬
‫والفتح واجلوـﻫرة وجواـﻫر الفتاوى واحللية والغنية وابلحر والرشنباليل"‬

‫مستعمال فال يبقى طهورا فافهم‪"[ .‬جد الممتار على رد المحتار"‪ ،‬باب التيمم‪،‬‬
‫كتبت عليه‪ ،‬انتهى منه غُ فر له))‪.‬‬
‫‪ ،1٤1/1‬المجمع اإلسالمي الهند]‪ ،‬انتهى ما ُ‬

‫‪69‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫وغيهم؟ وسكتوا مجيعا عليه فلعل فيه رسا لم أصل إيله‪ ،‬وقد بينت يف‬
‫بعض الفتاوى يف باب الوضوء أنه يبتين ىلع أحد قيلني ضعيفني يف‬
‫املذهب فتذكر وتبص‪ ،‬والل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫أما ُ‬
‫ههنا فال سبيل إىل جواز؛ ألن الُضبة إذا أتت ىلع احلدث رفعته‬
‫وكست الكفني صفة اتلطهي فإذا طرأ احلديث عليها أبطل الطهارة‬
‫فأبطل اتلطهي‪ ،‬والل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫ثم أقول‪ :‬لو اكن األمر ىلع هذا لزم أن َمن اكن مست يداه جدارا أو‬
‫أرضا أو أخد َ‬
‫بيديه جرة أو شيئا ِمن خزف‪ ،‬ومضت عليه سنون‪ ،‬وأحتاج اآلن‬
‫صعيد‪ ،‬ول مسه أصال بل ينوي‬
‫ٍ‬ ‫قصد‬
‫إىل اتليمم ل حيتاج ألحد عضويه إىل ٍ‬
‫وقت ِمن‬
‫ويمسح وجهه مثال بكفيه؛ ألنه قد اكن كفاه مستا الصعيد يف ٍ‬
‫عمره‪ ،‬ول يشرتط قران انلية‪ ،‬ول ينافيه احلدث بعده قبل املسح‪ ،‬وإن اكن ألف‬
‫مرة ل أعلم أحدا يقبل هذا وجيعله تيمما صحيحا رشعيا‪ ،‬وباجلملة فالصواب‬
‫يف الكم الفرعني مع السيد اإلمام إن شاء الل‪ ،‬ول بناء هلما ىلع ركنية الُضب‬
‫فليسا ِمن ثمرة اخلالف يف يش ٍء فيما أعلم‪ ،‬ورب أعلم‪.‬‬
‫نعم! إذا رضب فالزتق بيديه ِمن الرتاب ما يكف للتيمم‪ ،‬ثم أحدث‬
‫ثم مسح بذلك الرتاب وجهه ناويا أجزأه؛ ألن الكف وإن بطلت طهارتها‬
‫وتطهيها وذهب به الصعيد احلكم فالصعيد احلقييق موجود بيده فيكون‬
‫هذا تيمما بالرتاب ل بالكف املكتيس بالُضب صفة اتلطهي‪.‬‬
‫وهذا هو عندي حممل ما تقدم عن "اخلانية وخزانة املفتني" لقوهلما‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫فمسح بذلك الرتاب وجهه ولم يقول‪ :‬مسح بتلك الكف املحدثة‪ ،‬ولياجع‬
‫عبارة املضمرات فلعلها كعبارة "اخلانية واخلزانة"‪ ،‬ولك أن تقرأ قوهل‪ :‬لم َ‬
‫يعد‬
‫الُضب بفتح العني وشد ادلال ِمن العد دون اإلاعدة فيكون تصحيحا ملا‬
‫عليه السيد اإلمام‪ ،‬وإل فإذا قيدناها بكون الرتاب ىلع كفيه اكن توفيقا‪،‬‬
‫وبالل اتلوفيق‪.‬‬
‫التاسعّ‪ :‬ما حبث العالمة احلدادي فيما إذا أمر غيه يليممه فُضب‬
‫املأمور يديه فأحدث اآلمر أنه ينبيغ بطالنه ىلع قول أيب شجاع فعندي فيه‬
‫وقفة فإن اآلمر إذا أمر‪ ،‬ونوى فُضب املأمور كفيه ىلع الصعيد أكسبهما‬
‫صفة اتلطهي‪ ،‬وصارا صعيدا حكميا حّت صلحتا تلطهي اآلمر بمسحهما‪،‬‬
‫وحدث اآلمر ل خيل بش ٍء ِمن ذلك ل تزول به طهارة كف املأمور يلنتف‬
‫تطهيهما‪ ،‬وقد اكن اآلمر حمدثا قبل الُضوب‪ ،‬وبعده ما لم يمسح فاجتمع‬
‫وقت‬
‫حدث اآلمر أعين كونه حمدثا‪ ،‬وثبوت صفة اتلطهي لكىف املأمور يف ٍ‬
‫واحد ودام إىل حصول املسح‪ ،‬ولو اشرتط ثلبوته هلما طهارة اآلمر دلار‪،‬‬
‫ٍ‬
‫واستحالت املسألة رأسا‪ ،‬فإذا لم ينافيه كونه حمدثا كيف ينافيه حدثه‬
‫اجلديد؟ ول يزيده شيئا فوق ما هو عليه اآلن‪.‬‬
‫العاشرّ‪ :‬ما استظهر منه "ابلحر" أنه ل يبطل حبدث املأمور فعندي‬
‫أبعد منه إذ لو سلمنا أنه يبطل حبدث اآلمر مع أنه ل يوجب ينجيس كف‬
‫املأمور وجب بطالنه حبدث املأمور باألوىل؛ ألنه ينجسهما فيسلبهما الطهارة‬
‫فيسلبهما اتلطهي‪ ،‬ولونه آلة ل ينفيه فإنه آلة اتلطهي فالبد ِمن طهارته إذ‬

‫‪71‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫بطاهر كيف يفيد غيه اتلطهي؟ فالظاهر عندي عكس ما قاله‬
‫ٍ‬ ‫ما ليس‬
‫يبطل حبدث املأمور دون اآلمر‪ ،‬والل سبحانه وتعاىل أعلم‪.‬‬
‫الحاديّعشرّ‪ :‬األحباث إىل هنا لم تزد أصل األمر إل غمة؛ ألنه ثبت‬
‫أن الفروع العرشة متفق عليها بني أئمتنا‪ ،‬ول رضب فيها باملعىن املعروف‪،‬‬
‫وهم جممعون ىلع ركنيته‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬وبالل اتلوفيق قد أوجدناك أن الصعيد رضبان‪ :‬حقييق وحكم‪،‬‬
‫وأن اتليمم املعهود املعروف املأمور يف األحاديث القويلة والفعلية هو إمساس‬
‫الكفني بالصعيد احلقييق‪ ،‬وسائر العضوين بهذا الصعيد احلكم‪ ،‬وغي املعهود‬
‫هو إمساس مجيع أجزاء العضوين بالصعيد احلقييق فانقسم اتليمم أيضا إىل‬
‫قسمني‪ :‬املعهود باحلقييق يف الكفني واحلكم يف غيهما‪ ،‬وغيه باحلقييق يف‬
‫الك‪ ،‬ثم ركن الشء‪ ،‬وإن اكن رشعيا وجود هل يف األعيان أيضا بدونه إذ به‬
‫تقومه اكلركوع والسجود للصالة واإلجياب والقبول للناكح امهلل إل أن‬
‫يكون ركنا زائدا اكلقراءة‪.‬‬
‫أما رشطه الرشيع فال جيب أن ينتف بانتفائه وجوده العيين بل الرشيع‪،‬‬
‫أل ترى أن أراكن الصالة ِمن القيام والقعود والركوع والسجود والقراءة ل‬
‫توقف لش ٍء منها يف وجوده العيين ىلع رشوطها الرشعية ِمن الطهارة‬
‫والستقبال واتلحريمة وغيها؟!‬
‫وإن لم تعترب رشاع نفقدها غي أن ِمن الرشوط الرشعية ما حيىك حاكية‬
‫الركن يفتاق إيله الشء يف وجوده العيين أيضا اكفتياقه إىل األراكن‪ ،‬ومثل‬

‫‪72‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫الرشط أشبه يشء بالركن‪ ،‬وكأنه برزخ بني األراكن والرشوط السالفة اذلكر‬
‫فال غرو يف إجراء اسم الركن عليه‪ ،‬وذلك اكملاكن للصالة واملرأة للناكح‬
‫والصعيد للتيمم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وىلع هذا يبتين قول شيخ اإلسالم العالمة الغزي رمحه الل تعاىل‬
‫يف متنه "اتلنوير" واملدقق العاليئ يف رشحه "ادلر"‪( :‬الستنجاء أراكنه أربعة)‬
‫وحجر (و) جنس (خارج) ِمن‬
‫ٍ‬ ‫شخص (مستنج) ويشء (مستنيج به) كما ٍء‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أحد السبيلني (وخمرج) ُدبر وقبل(‪ ،)1‬انتىه‪ ،‬وأقره السيد العالمة الطحطاوي‬
‫معلال إياه بقوهل‪ :‬وذلك؛ ألنه اإلزالة‪ ،‬ول تتحقق إل بمزبل‪ ،‬وهو شخص‬
‫ومزال وهو اخلارج‪ ،‬ومزال عنه‪ ،‬وهو املخرج وآلة إزالة‪.‬‬
‫وهو احلجر وحنوه(‪ ،)2‬انتىه‪ .‬ولم يلتفت إىل ما اعرتض به العالمة‬
‫السيد احللب‪ :‬أن حقيقة الستنجاء اذلي هو إزالة جنس عن سبيل ل‬
‫بواحد ِمن هذه األربعة(‪ )3‬وتبعه السيد العالمة الشايم‪ ،‬وأطال‬
‫ٍ‬ ‫تتقوم‪ ،‬ول‬
‫َ‬ ‫بما حاشا العال َ‬
‫متني املصنف والشارح أن يكونا اغفلني عنه‪ ،‬وإنما أخذا‬
‫بيان حقيقته هذا من فيه(‪ )٤‬يف صدر هذا الالكم‪ ،‬ثم ل خيىف عليك أن املراد‬

‫(‪" )1‬الدر المختار"‪ ،‬فصل يف اإلستنجاء‪ ،٥٦/1 ،‬دلهي الهند‪.‬‬


‫(‪" )٢‬طحطاوي على الدر المختار"‪ ،‬فصل يف اإلستنجاء‪ ،1٦٤/1 ،‬بيروت‪.‬‬
‫(‪" )٣‬رد المحتار"‪ ،‬فصل يف اإلستنجاء‪ ،٢٤٦/1 ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر‪.‬‬
‫(‪ )٤‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬أي‪ :‬من فم الشارح حيث قال‪:‬‬
‫االستنجاء إزالة نجس عن سبيل فال يسن من ريح وحصاة ونوم وفصد‪"[ .‬الدر‬

‫‪73‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫بالُضب هو اإلمساس ل خصوص ما يف مدلوهل ِمن الشدة‪ ،‬وإن اكن أوىل‬
‫يف بعض الصور‪.‬‬
‫فف "اخلانية واخلالصة"‪ :‬أما صورة اتليمم ما ذكر يف "األصل" قال‪ :‬يضع‬
‫يديه ىلع الصعيد‪ ،‬ويف بعض الروايات يُضب يديه ىلع الصعيد فاللفظ‬
‫األول‪ :‬أن يكون ىلع وجه اللني‪ ،‬واثلاين‪ :‬أن يكون الوجه مع وجه الشدة‪،‬‬
‫وهذا أوىل يلدخل الرتاب يف أثناء األصابع(‪ )1‬هذا لفظ "اخلانية"‪ ،‬واختصه يف‬
‫"اخلالصة" بقوهل‪ :‬قال يف "األصل"‪ :‬يضع يديه ىلع الصعيد‪ ،‬ويف بعد الروايات‬
‫يُضب يعين‪ :‬الوضع ىلع وجه الشدة‪ ،‬وهذا أوىل(‪ ،)2‬انتىه‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وهذا أوىل يك ل يتوهم ِمن لفظ "اخلانية" يف اللفظ األول أن‬
‫الوضع خيتص باللني‪ ،‬وإنما املعىن أنه يشمله‪ ،‬وما علل به أولوية الُضب يف‬
‫"اخلانية" به عللوها يف غي ما كتاب كـ "اغية ابليان والعناية واحللية‬
‫وابلحر" وغيها‪.‬‬
‫أقول‪ :‬فيقتص ىلع ما ينفصل منه تراب أو نقع دون حنو حجر أملس‪،‬‬
‫وذلا ُ‬
‫قلت‪ :‬يف بعض الصور نعم‪ ،‬إن نظر إىل وروده يف اآلثار كما علل به يف‬
‫"املستصىف"‪ ،‬وثىن به يف "احللية" فال يبعد أويلته مطلقا لتباع اللفظ الوارد‪،‬‬
‫وباجللمة فليس الالزم إل اإلمساس‪.‬‬

‫المختار"‪ ،‬فصل يف اإلستنجاء‪ ،٥٦/1 ،‬دلهي الهند]‪ ،‬انتهى منه غفر له))‪.‬‬
‫(‪" )1‬فتاوى قاضيخان"‪ ،‬باب التيمم‪ ،٢٥/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬
‫(‪" )٢‬خالصة الفتاوى"‪ ،‬كيفية التيمم‪ ،٣٤/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫و ِمن ابلني أن اتليمم املعهود ل حتقق هل يف اخلارج إل به؛ ألنه‬
‫مسح الكفني بالصعيد احلقييق‪ ،‬وبقية العضوين بالكف املوضوع ىلع‬
‫الصعيد كما تقدم عن "الاكيف والبجندي"‪ :‬إن الواجب املسح بكف‬
‫ٍ‬
‫موضوع ىلع األرض( ‪.)1‬‬
‫وعن "ابلدائع"‪ :‬أن الرشط إمساس ايلد املُضوبة ىلع وجه األرض ىلع‬
‫الوجه وايلدين(‪ ،)2‬انتىه‪ .‬فإذا لم يُضب لم يتحقق يشء منهما فال وجود‬
‫ألراكنه إل بهذا الرشط‪ ،‬وهذا مع شدة وضوحه ربما يزيده إيضاحا أن َمن‬
‫قام عن نومه فجعل يمسح انلوم عن وجهه‪ ،‬وأمر كفيه ىلع ذراعيه رفعا‬
‫ألحد أن يتوهم أن‬
‫ٍ‬ ‫للكسل أو توضأ فمسح املاء عن وجهه وذراعيه ليس‬
‫قد حتقق أراكن اتليمم يف اخلارج فثبت(‪ )3‬أن الُضبتني ِمن الرشائط اليت ل‬
‫تتحقق اتليمم املعهود يف األعيان أيضا إل بهما فناسب أن تسميا َ‬
‫ركنني‪.‬‬

‫(‪" )1‬شرح النقاية" للربجندي‪ ،‬فصل التيمم‪ ،٤٦/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬


‫(‪" )٢‬البدائع الصنائع"‪ ،‬باب ما يتيمم به‪ ،٥٤/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪ )٣‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪ (( :‬أقول‪ :‬وكان يمكن أن يرجع‬
‫إلى هذا قول السيد الطحطاوي لما ذكر " الدر"‪ :‬الصعيد من شرائط التيمم قال‪:‬‬
‫هو جزء الحقيقة؛ ألن ها مسح الوجه واليدين على الصعيد لكنه رحمه اهلل تعالى‬
‫زاد بعده‪ :‬وليس بشرط فجعله مفسرا بغير قابل للتأويل‪ ،‬وعلى هذا يلزم أن‬
‫يكون الوجه واليدان أيضا أجزاء حقيقة التيمم والبصر جزء حقيقة العمى وهو‬
‫كما ترى‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫أما اتليمم الغي املعهود فال يتوقف عليهما بل يتحقق بإدخال‬
‫املحل يف موضع الغبار‪ ،‬وبتحريكه فيه‪ ،‬وبإمرار ايلد ىلع انلقع الواقيع‬
‫ىلع املحل‪ ،‬وبإمرار الصعيد عليه كما مر تقرير ك ذلك‪ ،‬فظهر ولل‬
‫احلمد أن مراد أئمتنا بالُضب إمساس الكف بالصعيد‪ ،‬وبالركن الرشط‬
‫اذلي ل تصور املرشوط بدونه‪ ،‬وباتليمم اتليمم املعهود‪ ،‬وهو الكم حق‬
‫ل غبار عليه‪.‬‬
‫أما الفروع العرشة فلكها يف اتليمم الغي املعهود فعدم الُضب فيها‬
‫ل ينايف ركنيته للتيمم املعهود‪ ،‬وبهذا اتلحقيق األنيق احلقيق بالقبول‪ ،‬تلتئم‬
‫َكمات األئمة الفحول‪ ،‬وتندفع الشبهات عن الفروع واألصول ويرتفع‬
‫الزناع املستمر من ألف َ‬
‫سن ٍة بني اخليار العدول هكذا ينبيغ اتلحقيق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واحلمد لل ىلع حسن اتلوفيق‪ ،‬وصل الل تعاىل ىلع سيدنا ومولنا وآهل‬
‫وصحبه وابنه وحزبه أمجعني أبد اآلبدين‪ ،‬واحلمد لل رب العاملني‪.‬‬
‫الثانيّعشر‪ :‬ظهر لك ِمن هذه املباحث أن أحسن هذه احلدود‬
‫الستة أزواجها دون أوتارها‪ ،‬وأن السادس خمتص باتليمم املعهود‪ ،‬واثلاين‬
‫بيد أن الرابع مقتص ىلع حقيقته فقد أدى حّت‬
‫والرابع يعمان ك تيمم ٍ‬
‫حق احلد‪ ،‬واثلاين زاده إيضاحا بزياد قصد اتلطهي‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وفيه ثالثة مباحث‪:‬‬
‫األوّل‪ :‬الظاهر أن املراد باتلطهي إزالة انلجاسة احلكمية لكن‬
‫ربما ييمم امليت إذا لم يوجد ماء أو اكن رجال بني نساء أو امرأة بني رجال‬

‫‪76‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ُّ‬
‫فاألجنب خبرقة‬ ‫َ‬
‫املحرم فإن لم يكن‬ ‫أو خنىث مراهقة مطلقا فإنه ييممه‬
‫الك يف ادلر‪ ،‬ويأت مفصال‪ ،‬وقد قال اعمة َ‬
‫المشايخ‪ :‬أن امليت يتنجس‬
‫باملوت جناسة حقيقية‪.‬‬
‫وهو األظهر(‪" )2‬ابلدائع"‪ :‬وهو الصحيح‪" ،‬الاكيف"‪ :‬وهو األقيس(‪،)3‬‬

‫(‪" )1‬الدر المختار"‪ ،‬باب صالة الجنائز‪ ،11٩/1 ،‬دلهي الهند‪.‬‬


‫(‪" )٢‬البدائع الصنائع"‪ ،‬فصل يف وجوب غسل الميت‪ ،٢٩٩/1 ،‬كراتشي باكستان‪.‬‬
‫(‪ )٣‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬ألن اآلدمي حيوان دموي‬
‫فيتنجس بالموت كسائر الحيوان‪"[ .‬الفتح القدير"‪ ،‬فصل يف الغسل‪،٧٠/٢ ،‬‬
‫مكتبة النورية الرضوية باكستان]‪" ،‬الفتح"‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ويرد عليه أن لو كان كذا لم يمكن تطهيره بالغسل‪ ،‬أال ترى أن الجيفة لو غسلت‬
‫ألف مرة لم تطهر! وإنما يطهر منها الجلد بالدباغ‪ ،‬وجلد اإلنسان ال يحتمله‪ ،‬ولعل‬
‫قولي هذا أولى من قول القائلين بالحدث إذ قالوا‪ :‬نجاسة الحدث تزول بالغسل ال‬
‫نجاسة الموت لقيام موجبها بعده فغسل المسلم ليس لنجاسة تحل بالموت بل‬
‫للحدث؛ ألن الموت سبب االسرتخاء وزوال العقل‪ ،‬ولما كان يرد عليه أن هذا‬
‫سبب الوضوء دون الغسل قالوا‪ :‬بل هو سبب الغسل وكان هو القياس يف الحي‬
‫وإنما اقتصر فيه على الوضوء دفعا للحرج لتكرر بسبب الحدث منه بخالف الميت‪.‬‬
‫["الفتح القدير"‪ ،‬فصل يف الغسل‪ ،٧٠/٢ ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان]‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫إذ يرد عليه ما يف " الفتح" أن قيام الموت مشرتك اإللزام فإن سبب الحدث أيضا‬
‫قائم بعد الغسل‪[ .‬المرجع السابق]‪ ،‬انتهى‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫وأقول‪ :‬بل ليس مشرتكا فإن الموت تبقى النجاسة متشربة يف البدن وال تزول بالغسل‪،‬‬
‫واالسرتخاء يوجب خروج ريح وبزوال العقل ال يتنبه له كالنوم فكان سببا بالعرض‬
‫وهما قد عرضا للميت وهو حي فتوجه إليه الخطاب وثبت النجاسة الحكمية‪ ،‬فإذا‬
‫غسل زالت وال تعود؛ ألنها حكمية وقد أهنى الموت توجه الخطاب والتكليف‪ ،‬أما‬
‫اعتذارهم بأن الغسل جعل مطهرا له تكريما كما يف " الفتح"‪.‬‬
‫فأقول‪ :‬التكريم أن ال يجعل جيفة ال أن يحكم بأنه جيفة خبيثة ثم يحكم بطهارته بالغسل‬
‫مع قيام المنايف‪ ،‬وقد قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬إ َّن ال ُمؤمن ال ين ُج ُس»‪"[ .‬صحيح‬
‫البخاري"‪ ،‬كتاب الغسل‪ ،]٣٩/1 ،‬رواه الستة عن أبي هريرة وأحمد والخمسة إال‬
‫الرتمذي عن حذيفة والنسائي عن ابن مسعود والطرباين يف " الكبير" عن أبي موسى‬
‫رضي اهلل تعالى عنه وزاد الحاكم من حديث أبي هريرة‪« :‬حيا وم ِّيتا»‪ ،‬قال يف‬
‫" الفتح"‪ :‬إن صح وجب ترجيح أنه للحدث‪"[ ،‬الفتح القدير"‪ ،‬فصل يف الغسل‪،‬‬
‫‪ ،٧٠/٢‬مكتبة النورية الرضوية باكستان]‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫أقول‪ :‬لو لم يصح لكني إطالق " الصحاح" على أنه قد صح وهلل الحمد‪ ،‬قال يف " الحلية"‪:‬‬
‫قد أخرج الحاكم عن ابن عباس رضي اهلل تعالى عنهما قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫«ال ُتن ِّج ُسوا موتاكُم‪ ،‬فإ َّن ال ُمؤمن ال ين ُج ُس حيا أو م ِّيتا» قال‪ :‬صحيح على شرط‬
‫البخاري ومسلم وقال الحافظ ضياء الدين يف كتابه‪ :‬إسناده عندي على شرط‬
‫الصحيح فرتجح األول‪"[ ،‬الحلية"]‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وبه اندفع؛ ألنه لمن تأمل تأويل " الغنية" أن المراد ال ينجس بالجنابة لسياق حديث‬
‫أبي هريرة رضي اهلل تعالى عنه‪ .‬أما قول " الشامي"‪ :‬المراد نفي النجاسة الدائمة وإال‬

‫‪78‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫"الفتح"(‪.)1‬‬
‫أقول‪ :‬أي‪ :‬غي األنبياء فإنهم صلوات الل تعاىل وسالمه عليهم‬
‫طيبون طاهرون أحياء وأمواتا بل ل موت هلم إل آنيا تصديقا للوعد‪ ،‬ثم‬
‫ُهم أحياء أبدا حبياةٍ حقيقي ٍة دنياوي ٍة روحاني ٍة جسماني ٍة كما هو معتقد‬
‫أهل السنة واجلماعة‪ ،‬وذلا ل يورثون‪ ،‬ويمتنع تزوج نسائهم صلوات الل‬
‫تعاىل وسالمه عليهم خبالف الشهداء اذلين نص الكتاب العزيز أنهم‬
‫أحياء‪ ،‬ونىه أن يُقال هلم‪ :‬أموات‪ ،‬فعل قول العامة‪ :‬يكون هذا اتليمم‬

‫لزم أن لو أصابه نجاسة خارجة ال ينجس‪"[ ،‬رد المحتار"‪ ،‬باب صالة الجنائز‪،‬‬
‫‪ ،٥٧٣/1‬دار إحياء الرتاث العربي بيروت]‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫أقول‪ :‬وقد ظهر لك دفعه بما قرر فبون بين بين أن تصيبه نجاسة من خارج فتزال وأن يجعل‬
‫جيفة خبيثة نجسا كل جزء جزء منه ظاهرا وباطنا وهذا هو حقيقة النجس بخالف‬
‫من أصاب جلده نجاسة من خارج فال يصح عليه حقيقة أنه نجس إنما النجس ما‬
‫أصابه النجسة من بشرته‪ ،‬فثبت وهلل الحمد أن الحديث ينفي تنجس المسلم‬
‫بالموت فوجب كما قال المحققان‪ :‬ترجيح أن غسله للحدث‪ ،‬وقد قال يف‬
‫" البحر"‪ :‬إنه األصح‪ ،‬أما فرع فساد صالة حامله قبل الغسل والماء القليل بوقوعه‬
‫فمبنيان على قول العامة كما جوزه الشامي‪.‬‬
‫أقول‪ :‬ونعمل هبما أخذا باالحتياط‪ ،‬أما الكافر فجيفة خبيثة قطعا فالحكمان فيه قطعيان‪.‬‬
‫واهلل تعالى أعلم‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬
‫(‪" )1‬الفتح القدير"‪ ،‬فصل يف الغسل‪ ،٧٠/٢ ،‬مكتبة النورية الرضوية باكستان‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫خبث‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫مطهرا عن‬
‫أقول‪ :‬وربما يرتجح به قول من قال‪ :‬إن املوت حدث وأفاد يف طهارة‬
‫"ابلحر الرائق"‪ :‬أنه األصح فإن اتليمم لم يعرف إل مطهرا عن جناس ٍة‬
‫ٓ‬ ‫َ َۡٓ َ َ‬ ‫جا ٓ َْۗءْۗأَ َ‬
‫ح ْۗدْۗم ُ‬ ‫حكمية‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬أَ ْۡۗوْۗ َ‬
‫طْۗأ ْۡۗوْۗلَٰ َم ۡستُ ُْۗمْۗٱلن َِسا َْۗءْۗ‬
‫ِن ْۗٱلغائ ِ ِْۗ‬
‫ِنك ْۗمْۗم ْۗ‬ ‫ٍ‬
‫ٓ َ‬ ‫ََ َ‬
‫فل ْۡۗمْۗتجِ ُدواْْۗۗ َماءْْۗۗفتَيَ َّم ُمواْۗ﴾ [النساء‪ ،]٤3/٤ :‬اآلية إل أن يُقال‪ :‬إن املوىل(‪ )1‬سبحانه‬
‫وتعاىل جعل هذا املسح بالصعيد مزيال للخبث عن مجيع بدن امليت عند‬
‫امتناع الغسل تفضال منه وتكرما تعبدا غي معقول املعىن كما جعل‬
‫املسح باحلجر مزيال هل يف الستنجاء‪ ،‬والل تعاىل أعلم‪ْۗ .‬‬
‫الثاني‪ :‬يؤمر الصب العاقل بالوضوء‪ ،‬والصالة فإن اكن مريضا‪ ،‬أو‬
‫سفر‪ ،‬ولم جيد ماء تيمم‪ ،‬ول خيرج تيممه ِمن اتليمم الرشيع كوضوئه‬
‫ىلع ٍ‬
‫وصالته مع أنه ل حيدث عنده كما بيناه يف ("الطرس املعدل") فياد فيه‬
‫صورة اتلطهي‪ ،‬وإن لم يكن تطهيا حقيقية لعدم انلجاسة احلكمية فاكن‬
‫كقول "اخلانية" الصب العاقل إذا توضأ يريد به اتلطهي ينبيغ أن يصي املاء‬
‫مستعمال؛ ألنه نوى قربة معتربة(‪ ،)2‬انتىه‪ .‬تأمل‪.‬‬

‫(‪ )1‬وهو حاشية المؤلف نفسه نقلتها دون أي تصرف‪(( :‬وال بد للقائلين بالحقيقية أيضا‬
‫االلتجاء إلى مثل هذا فقد نصوا أن الميت تكفي فيه غسلة واحدة وإنما التثليث‬
‫سنة ولو كانت حقيقية لوجب التثليث‪ ،‬فأجابوا بأن هذا من تكريم اهلل سبحانه‬
‫وتعالى عبده المسلم الميت جعله تطهيره بمرة واحدة‪ ،‬انتهى منه ُغفر له))‪.‬‬
‫(‪" )٢‬فتاوى قاضيخان"‪ ،‬آخر فصل يف الماء المستعمل‪ ،٩/1 ،‬لكنؤ الهند‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫وقد ُيقال‪ :‬ىلع ما بينا يف ("الطرس املعدل") أن انلجاسة احلكمية تعم‬
‫املعايص واملكروهات‪ ،‬وذلا اكن الوضوء ىلع الوضوء منويا موجبا لستعمال املاء‬
‫مع عدم حدث يسلب املاء طهوريته‪.‬‬
‫ونص علماء ابلاطن منهم سيدي عبد الوهاب الشعراين قدس رسه يف‬
‫"امليان"‪ :‬أن لألطفال أيضا معايص حبسبهم‪ ،‬وإن لم تعد معايص يف الظاهر‬
‫الرشيعة‪ ،‬وبها يصيبهم ما يصيبهم كما ل تعضد شجرة‪ ،‬ول تسقط ورقة‪ ،‬ول‬
‫يذبح حيوان إل لغفلته عن التسبيح فعل هذا حتقق انلجاسة احلكمية فيهم‬
‫أيضا حقيقة(‪ ،)1‬والل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫الثالثّ‪ :‬قدمنا أن الستعمال هو املسح‪ ،‬وقولك‪ :‬مسح العضوين ىلع‬
‫قصد اتلطهي يتبادر منه أن املاسح هو القاصد‪ ،‬وليس هذا ىلع إطالقه فإن‬
‫َمن يمم غيه بأمره يعترب فيه نية اآلمر دون املأمور كما تقدم عن "ابلحر"‬
‫نعم‪َ ،‬من يتمم بنفسه أو يمم ميتا اعترب فيه نية املاسح‪ ،‬والل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫الوجه السابع‪ :‬التعريف الرضوي‬


‫((أقول وباهلل اتلوفيق ))‪ :‬بناء ىلع ما نقحنا يف هذه املباحث‬
‫اجلليلة يكون أصح تعاريف اتليمم وأوضحها وأصحها للتيمم بعونه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اكف‬
‫املسلم العاقل يف حالة العجز عن ما ٍء ٍ‬ ‫تعاىل‪ :‬هو أن يستعمل‬
‫للطهارة املفروضة إلزالة انلجاسة احلكمية حقيقة أو صورة عن بدنه أو‬

‫(‪" )1‬الميزان الكربى"‪ ،‬خاتمة الكتاب‪ ،٢٠٩/٢ ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي مصر‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬
‫ت‬ ‫إلزالة جناسة املوت احلقيقية أو احلكمية ىلع قول آخر‪ ،‬عن بدن مي ٍ‬
‫ويديه أو ىلع وجه ذلك امليت َ‬
‫ويديه بالقدر املفروض‬ ‫مسلم‪ ،‬ىلع وجهه َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اآلخر‬ ‫بنفسه أو يأمر‬
‫ِ‬ ‫يف الوضوء‪ ،‬شيئا اكمل الطهارةِ ِمن جنس األرض‬
‫باستعماهل بنيته(‪ )1‬املذكورة‪.‬‬
‫َ‬
‫العضوين‬ ‫يقع بنفس ذلك الفعل( ‪ُّ )2‬‬
‫مس مجيع أجزاء الك‬ ‫إما أن َ‬

‫بذلك اجلنس من األرض بنفسه( ‪ ) 3‬أو بكفه أو بكف املأمور اليت‬


‫مس ُ‬
‫أكرث تلك الكف باتصال ىلع‬ ‫اتصلت جبنس األرض بنيته املذكورة‪ ،‬يُ ُّ‬

‫حد ٍة ىلع الوجه وايلدين إىل املرفقني حبيث لم يبق جزء ِمن أجزائهما إل‬
‫جنس األرض ن َ‬ ‫صل(‪َ )٤‬‬‫َ‬
‫فسه أو بتلك الكف‪.‬‬ ‫وات‬

‫[فوائد القيود] التوضيحات‬


‫هلذه ابليانات والقيود ظهرت فوائد كثية ِمن مباحثنا السابقة‪،‬‬
‫ُ‬
‫ولكن سنعيدها إمجال لإلخوة اذلين ل يعرفون اللغة العربية‪ ،‬ونفيد‬
‫الفوائد الكثية الغزيرة اجلديدة أيضا‪.‬‬

‫(‪ )1‬أي‪ :‬بنية اآلمر نفسه‪.‬‬


‫(‪ )٢‬أي‪ :‬بفعل االستعمال‪.‬‬
‫(‪ )٣‬أي‪ :‬بال كف‪.‬‬
‫(‪ )٤‬أي‪ :‬يجب ات صال جميع أجزاء الوجه واليدين بجنس األرض مباشرة أو بالكف‬
‫التي مست جنس األرض‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪https://www.arabicdawateislami.net/‬‬

You might also like