You are on page 1of 30

‫مجلة «البيان» مجلة أدبية تصدر من رابطة األدباء يف‬

‫الگويت‪ ،‬وتعنى بنشر األعمال اإلبداعية والبحوث‬


‫والدراسات يف مجاالت اآلداب واللغة‪ ،‬ويتم النشر‬
‫فيها وفق القواعد التالية‪:‬‬ ‫الـعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدد ‪ 589‬أغ ـس ـطــس ‪2019‬‬
‫‪ - 1‬أن ت ـكــون املـ ــادة خــاصــة مبجلة الـبـيــان وغير‬
‫منشورة أو مرسلة إلى جهة أخرى‪.‬‬ ‫مــــجــلـــــــــة أدبـــيــــــة شــهــــريــة‬
‫ًّ‬
‫لغويا ومرفقة‬ ‫‪ - 2‬أن تكون املواد املرسلة مدققة‬ ‫تـصـدر مــــن رابـطـــة األدبــــاء الگـويتيني‬
‫باألصل إذا كانت مترجمة‪.‬‬
‫‪ُ - 3‬ترسل المواد على هذين البريدين‪:‬‬ ‫صدر العدد األول يف أبريل (‪)1966‬‬
‫‪elbyankw@gmail.com‬‬
‫‪elbyan@hotmail.com‬‬
‫‪ - 4‬م ــواف ــاة امل ـج ـلــة بــال ـس ـيــرة ال ــذات ـي ــة لـلـكــاتــب‬
‫مشتملة على االسم الثالثي والعنوان ورقم‬
‫الهاتف ورقم احلساب املصريف‪.‬‬ ‫رئ ــيس التـحـريــر‬
‫تعبر عن آراء أصحابها فقط‪.‬‬ ‫‪ - 5‬املواد املنشورة ّ‬
‫‪ - 6‬مكافأة النشر ‪ 130‬يورو‪ ،‬ويسقط حق املطالبة‬ ‫د‪ .‬عبداهلل غـلــيـس‬
‫بها بعد مرور ‪ 6‬أشهر‪.‬‬

‫ث ـ ـ ـ ـ ـمـ ـ ـ ـ ــن ال ـ ـ ـ ـ ـعـ ـ ـ ـ ــدد‬ ‫سگرتير التحرير‬


‫فلسا‪،‬‬
‫الگويت‪ 500 :‬فلس‪ ،‬البحرين‪ً 750 :‬‬
‫مــحــمـد خـمـــيــس‬
‫قطر‪ 8 :‬رياالت‪ ،‬دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ 8 :‬دراهم‪،‬‬
‫سلطنة عمان‪ :‬ريال واحد‪ ،‬السعودية‪ 8 :‬رياالت‪،‬‬
‫األردن‪ :‬ديـنـار واحـد‪ ،‬س ـ ـ ــوريــة‪ 50 :‬ليرة‪،‬‬ ‫التدقيق اللغوي‬
‫مصر‪ 3 :‬جنيهات‪ ،‬املغرب‪ 10 :‬دراهم‪.‬‬ ‫ســـــامـــــح شــعــبــان‬
‫االشـتــراك السنوي‬
‫لألفراد يف الگويت‪ 10 :‬دنانير‬ ‫اإلخراج الفني‬
‫دينارا أو ما يعادلها‬
‫ً‬ ‫لألفراد يف اخلارج‪15 :‬‬
‫ًّ‬
‫كويتيا‬ ‫دينارا‬
‫ً‬ ‫للمؤسسات والوزارات يف الداخل‪20 :‬‬
‫مــحــمــد اخلــطــيــب‬
‫ًّ‬
‫كويتيا‬ ‫دينارا‬
‫ً‬ ‫للمؤسسات والوزارات خارج الكويت‪25 :‬‬
‫أو ما يعادلها‬

‫امل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬


‫رئيس حترير مجلة البيان‬
‫ص‪.‬ب ‪ 34043‬العديلية ‪ -‬الگويت‪ ،‬الــرمــز البريــدي‪73251 :‬‬
‫موقع رابطة األدباء على اإلنترنت‬
‫هـاتــف املجــلة‪+965 22518286 :‬‬ ‫‪www.alrabeta.org‬‬
‫هاتف الرابطة‪22518282 / 22510602 :‬‬
‫فاگس‪22510603 :‬‬ ‫وزارة اإلعالم ‪ -‬مطبعة حكومة دولة الگويت‬
Al Bayan
LITERARY MAGAZINE ISSUED
BY KUWAITI WRITERS' ASSOCIATION
(589) August 2019

Editor in chief
Abdullah Ghlis

Correspondence Should be Addresses to:

The Editor,
Al Bayan Magazine
P.O.Box: 34043 Audilyia - Kuwait
Code: 73251 - Fax: +965 22510603
Tel.: (Magazine) +965 22518286 - 22518282 - 22510602

2019 ‫ أغسطس‬589 ‫العدد‬ 2


‫احملتوى‬

‫‪5‬‬ ‫گلمة البيان‬ ‫<‬

‫‪6‬‬ ‫د‪ .‬عبداهلل غليس‬ ‫‪.....................................................‬‬ ‫> البيان تدعم الترجمة والمخطوط‬

‫‪9‬‬ ‫دراسات‬ ‫<‬

‫‪10‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬سالم عباس خدادة‬ ‫قضية المنهج في دراسة األدب ‪.......................................................‬‬ ‫>‬

‫‪26‬‬ ‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد أحمد شهاب‬ ‫«حسن حميد» ‪.............‬‬ ‫ال َع َتبات ِّ‬
‫النص َّية في رواية «مدينة اهلل» لـ َ‬ ‫>‬

‫‪44‬‬ ‫أحمد محمد عبيد‬ ‫َّ‬


‫المفضل واألصمعي» لألخفش األصغر ‪....‬‬ ‫كتاب «االختيارين» أم «اختيارات‬ ‫>‬

‫‪65‬‬ ‫قراءات‬ ‫<‬

‫‪66‬‬ ‫د‪ .‬بن الطالب دحماني‬ ‫البصر َّية ‪..............................‬‬


‫َ‬ ‫مع الفنون‬ ‫العربية‬
‫ِ‬ ‫القصيدة‬
‫ِ‬ ‫تناص‬
‫ُّ‬ ‫>‬

‫‪71‬‬ ‫تحقيق‬ ‫<‬

‫‪72‬‬ ‫الس َن ّ‬
‫وي‬ ‫عمر ماجد ِّ‬ ‫‪..................................................‬‬ ‫السادات‬
‫الغني َّ‬
‫ِّ‬ ‫> مقامة أدب َّية لعبد‬

‫‪3‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫‪97‬‬ ‫ترجمة‬ ‫<‬

‫‪98‬‬ ‫علي بونوا‬ ‫‪..............................‬‬ ‫نموذجا‬


‫ً‬ ‫> الشاعر والمدينة‪ ...‬لوركا ونيويورك ُأ‬

‫‪105‬‬ ‫شعر‬ ‫<‬

‫‪106‬‬ ‫وليد الصراف‬ ‫ٌ‬


‫رسالة من قابيل ‪................................................................................‬‬ ‫>‬

‫‪109‬‬ ‫سيد هاشم الموسوي‬ ‫‪.....................................................................................‬‬ ‫> بـقــايـا ال ــروح‬

‫‪111‬‬ ‫محمد إبراهيم الحريري‬ ‫‪..............................................................‬‬ ‫> وق ً‬


‫ـوفا على أطـالل ال َّـذاكـرة‬

‫‪115‬‬ ‫محمد الهاشمي‬ ‫‪.......................................................................................‬‬ ‫عرا‬ ‫> َتــأ َّب َ‬


‫ـط ِش ً‬

‫‪117‬‬ ‫عبد القادر الحصني‬ ‫‪...........................................................................................‬‬ ‫> كأ َّنه ِشعر‬

‫‪120‬‬ ‫من قديم البيان ‪ ...............................................................................‬قصيدة لخالد سعود الزيد‬ ‫>‬

‫‪121‬‬ ‫قصة‬ ‫<‬

‫‪122‬‬ ‫أنوار التنيب‬ ‫‪.........................................................................‬‬ ‫> قصص قصيرة ً ّ‬


‫جدا‬

‫‪124‬‬ ‫ّ‬
‫مياسة النخالني‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫صباحا‬
‫ً‬ ‫> أحجية السادسة والنصف‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪4‬‬


‫تحقيق‬

‫‪71‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫قامة أدَ ب َّية‬


‫َم َ‬
‫السادَ ات‬ ‫ِل َع ْب ِد َ‬
‫الغ ِن ِّي َّ‬
‫ى سـن ـ ـ ــة ‪1265‬هـ)‬
‫(الـمـتـوفـ ٰ‬

‫❋‬ ‫الس َن ّ‬
‫وي‬ ‫حتقيق ودراسة‪ُ :‬ع َمر َم ِاجد ِّ‬

‫الملخص‬
‫ُ‬
‫تعكس‬ ‫مهما؛ أل َّنهـــا ُتم ِّثل نماذ َج‬
‫أمرا ً ّ‬ ‫ُ‬
‫وتحقيقها ً‬ ‫يظـــل نشـــر األعمال األدبية التراثيـــة‬ ‫ُّ‬
‫أعالمها‪ ،‬كما‬ ‫الحالـــة الثقافيـــة والعلمية ُلك ِّل حقبة‪ ،‬وال ســـ َّيما إذا كانت من ِ نتـــاج بعض ْ‬
‫مما ُيثري المعارف التاريخية‪ ،‬ويكشـــف عن األســـاليب المتنوعة واألطوار‬ ‫أ َّنهـــا ال تخلو َّ‬
‫مقامـــة أدبية‪ ،‬لعبد الغنـــي الســـادات (ت ‪ 1265‬هـ) َّ‬
‫محققة‬ ‫ٍ‬ ‫ص‬ ‫اللغويـــة‪ .‬و َبيـــن أيدينـــا َن ُّ‬

‫❋ باحث عراقي ‪.‬‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪72‬‬


‫تحقيق‬

‫صاحبهـــا على ال َت َم ُّثـــل بأبيات‬


‫ِ‬ ‫درة‬‫امتـــازت المقامـــة ُبق ِ‬
‫ِ‬ ‫علـــى نســـختين ِّ‬
‫خط َّي َتيـــن‪ ،‬وقد‬
‫بسالســـة دون‬
‫ٍ‬ ‫المناســـبة‬
‫ِ‬ ‫الشـــعر المتداولة‪ ،‬فكان يســـتحضرها ويضعها في مواضعها‬
‫بعض األلفـــاظ التي‬ ‫وشـــي الكالم‪ ،‬مـــا خال َ‬ ‫ِّ‬ ‫ـــف‪ ،‬وقـــد ابتعـــد فـــي مقامته عن ُح‬ ‫أيِّ تك ُّل ٍ‬
‫شـــرحها‪ ،‬كما تمتـــاز المقامة‬ ‫َ‬ ‫مما اســـتدعى‬ ‫قـــد تبـــدو غريبة عن اســـتعماالت عصرنا َّ‬
‫نظم صاحبهـــا‪ُ ،‬‬
‫وت َع ُّد هذہ المقامـــة غن َّية بالصور‬ ‫باشـــتمالها على قصيدة شـــعرية ِمـــن ْ ِ‬
‫الم ِمتع الذي ن َتج عن‬ ‫والتشـــبيهات‪ ،‬والمجاز واالســـتعارات‪ ،‬والحركة والحياة‪ ،‬والســـرد ُ‬
‫وحســـن التخ ُّلـــص وروعـــة الخيـــال؛ فهي مقامـــة يجد فيها دارســـو‬ ‫الوصـــف والحـــوار ُ‬
‫ً‬
‫وتحليل‪.‬‬ ‫نقـــدا‬
‫يشـــمرون لها عن ســـواعدهم ً‬ ‫ِّ‬ ‫األدب ُبغي َتهـــم‪ ،‬فر َّبما‬
‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫مقامة أدبية‪ ،‬المقامات‪ ،‬عبد الغني السادات‪ ،‬مخطوطة‪ ،‬تحقيق‪ ،‬تراث‪.‬‬

‫ّ‬
‫مقدمة‬
‫ُ‬
‫اســـت ِودع فيها مـــن المخطوطات من تراث‬ ‫إنَّ الناظـــر فـــي الخزائن والمكتبات‪ ،‬وما‬
‫الح َقب والفتـــرات يجدها مـــا زالت مألى باألعمـــال التي لم‬‫ـــر ِ‬‫األدب العربـــي علـــى َم ِّ‬
‫ً‬
‫أعمـــال أخرى‬ ‫قصر؛ بينمـــا يجد‬ ‫ســـواء منهـــا مـــا ك ُبـــر أو ُ‬
‫صغـــر‪ ،‬أو طـــا َل أو ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُتخـــدَم‪،‬‬
‫دمـــة وإعاد َة َنشـــر ُ‬
‫ومتاجرةً ‪ ،‬حتـــى يكاد بعضها يقـــول‪ :‬دعوني‪.‬‬ ‫شـــب َع ْت ِخ ً‬ ‫ُ‬
‫أ ِ‬
‫المســـتويات الف ِّن َّيـــ َة لهـــذه األعمـــال األدبية متفاوتـــة‪ّ ً ،‬‬
‫علوا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫اعتـــراض علـــى أنَّ‬ ‫وال‬
‫ولعل ذلك من أســـباب العناية ببعضهـــا دون البعض اآلخر؛ ولكن‬ ‫وض ًعفا‪َّ ،‬‬ ‫ونـــزول‪ُ ،‬ق ّوةً َ‬
‫ً‬
‫الـــذي ينبغـــي االنتبـــاه إليـــه في هـــذا المقـــام أنَّ األعمال األدبيـــة في التـــراث العربي‬
‫الح َقب‪ ،‬وال ســـ َّيما‬
‫لـــكل ِحقبة من تلك ِ‬ ‫تعكـــس الحالـــة الثقافية والعلمية ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُتم ِّثـــل نمـــاذ َج‬
‫مما يمكـــن أنْ ُيثري‬ ‫وأعيانها‪ ،‬كمـــا أ َّنها ال تخلـــو َّ‬
‫أعالمهـــا ْ‬ ‫إذا كانـــت مـــن ِ نتـــاج بعـــض ْ‬
‫إطـــاع أبنـــاء العصر على‬ ‫فضل عن ْ‬ ‫فيغطـــي بعـــض جوانبهـــا‪ً ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫المعـــارف التاريخيـــة‪،‬‬
‫األســـاليب المتنوعـــة‪ ،‬واأللفـــاظ المســـتخدمة‪ ،‬واألطـــوار اللغوية‪ ،‬ومحـــاوالت اإلبداع‬
‫مما ُ ِيعيـــن الباحثين في هـــذه الحقول ومـــا إليها‪.‬‬ ‫الســـابقة لعصرهـــم؛ وهـــذا ك ُّلـــه َّ‬

‫‪73‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫الثالث َ‬
‫عشـــ َر ِاله ْجريِّ ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أحد األعمال األدبيـــة المخطوطة من تراث القرن‬ ‫وهـــا هـــو ُ‬
‫ـــئ قبل نحـــو ِمئ َتي عام‪ ،‬وهو َمقامة أدبية كتبها (عبد الغني بن شـــاكر الســـادات)‪،‬‬ ‫ُأ ِنش َ‬
‫قمت بتحقيقها والتقديم لها بدراســـة مختصرة حســـب منهج التحقيـــق العلمي لل ُّتراث‬ ‫ُ‬
‫الـــذي ســـار عليـــه ُر ّواد هـــذا الفـــن‪ ،‬والذي يقتضـــي قـــراءة المخطوطة قراءة ســـليمة‬
‫ســـبيل‪ ،‬مع تحقيق نســـبتها‬‫ً‬ ‫ِّ‬
‫المحقـــق إلى ذلك‬ ‫لمـــراد ِ ّ‬
‫المؤلـــف مـــا اســـتطاع‬ ‫مطابقـــة ُ‬
‫ً‬
‫إلى المؤلف‪ ،‬وبيان عنوانها‪ ،‬ووصف ُن َس ِـــخها‪ ،‬وتخريج الشـــواهد واالقتباســـات‪ ،‬وشرح‬
‫يشـــوهه أو ُي ِثقله‪ ،‬وال يشـــ ِّتت القارئ‬
‫ِّ‬ ‫الغوامـــض‪ ،‬ونحو ذلـــك مما يخدم ال َّنص‪ ،‬دون أنْ‬
‫أو ُيشغله‪.‬‬
‫وجاء البحث وفق الخطة اآلتية‪:‬‬
‫المقدم ــة‪ ،‬وفيهـــا بيـــان أهميـــة تحقيـــق األعمـــال األدبيـــة التراثيـــة‪ ،‬والباعث على‬
‫ذلـــك‪ ،‬مـــع بيان منهـــج البحـــث وخطته‪.‬‬
‫قسم الدراسة‪ ،‬وفيه مبحثان‪:‬‬
‫اســـمه ِونســـبته‪ ،‬ومولده ونشـــأته‪،‬‬
‫المبح ــث األول‪ :‬ترجمـــة المؤلـــف‪( ،‬وفيـــه بيان ْ‬
‫وشـــيوخه وتالمذتـــه‪ ،‬ومكانتـــه‪ ،‬ومؤ َّلفاته‪ ،‬ثـــم وفاته)‪.‬‬
‫المبح ــث الثان ــي‪ :‬دراســـة المخطوطـــة‪( ،‬وفيـــه وصـــف ال ُّنســـختين المعتمدتيـــن‪،‬‬
‫وتحقيـــق عنـــوان المقامـــة‪ ،‬ونســـبتها إلـــى المؤلـــف‪ ،‬وموضوعهـــا‪ ،‬وظـــروف تأليفهـــا‪،‬‬
‫ِّ‬
‫المحقق)‪.‬‬ ‫وأســـلوب مؤ ِّلفهـــا‪ ،‬ثـــم وصـــف عمـــل‬
‫َّ‬
‫المحقق‪.‬‬ ‫قسم التحقيق‪ ،‬وفيه ال َّن ُّ‬
‫ص‬
‫ورافدا للدراسات األدبية والتراثية‪.‬‬
‫ً‬ ‫راجيا أنْ يكون ع َملي هذا ً‬
‫نافعا‬ ‫ً‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫الموفق‪.‬‬ ‫واهلل‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪74‬‬


‫تحقيق‬

‫قسم الدراسة‬
‫المبحث األول‪ :‬ترجمة صاحب المقامة‬

‫اسمه ِون ْسبته‪:‬‬


‫ْ‬
‫الحنفي(((‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الدمشقي‪ ،‬ال َّن ْق ْش َب ْن ِد ُّي‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫هو عبد الغني بن شاكر بن محمد السادات‪،‬‬
‫مولده ونشأته‪:‬‬
‫ولـــد بدمشـــق عاصمة الشـــام‪ ،‬في حـــدود ســـنة (‪1200‬هــــ)(((‪ ،‬وقيل إ َّنـــه ولد عام‬
‫وجيها‬
‫ً‬ ‫(‪1210‬هــــ)(((‪ .‬وقد نشـــأ عبد الغني الســـادات في بيت ِع ْلم و َفضـــل‪ ،‬وكان والده‬
‫من وجهاء دمشـــق(((‪.‬‬
‫شيوخه وأساتذته‪:‬‬
‫ُ‬
‫الشـــيخ‬ ‫أخـــ َذ ِالع ْلـــم عـــن والده‪ ،‬كما قرأ علـــى عدد من علمـــاء بلده‪ ،‬كان من أبرزهم‪:‬‬
‫عبـــد الرحمـــن الكزبري (ت ‪1262‬هـ)‪ ،‬ولـــه منه إجازة عامة ما زالت منها نســـخة بمكتبة‬
‫أيضا‪ :‬الشـــيخ شـــاكر العقاد‬
‫األســـد الوطنيـــة بدمشـــق برقـــم (‪ .)26925‬ومن مشـــايخه ً‬
‫(ت‪1222‬هـ)‪ ،‬والشـــيخ صالح القزاز (ت ‪1240‬هـ)‪ ،‬والشـــيخ ســـعيد الحلبي (ت ‪1259‬هـ)‪،‬‬
‫والشـــيخ حامـــد العطـــار (ت ‪1263‬هــــ)‪ ،‬والشـــيخ عبـــد الرحمـــن الكـــردي (ت ‪1267‬هـ)‪،‬‬
‫والشـــيخ حســـن البيطار (ت ‪1272‬هـ)(((‪.‬‬
‫ُيشار إلى ّأن بعض مشايخه هؤالء كانوا زمالءه في طلب العلم على الشيوخ األكابر‪.‬‬
‫نظر‪ :‬األعالم‪ ،‬للزركلي‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ .)33‬وحلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر‪ ،‬لعبد الرزاق البيطار‪( ،‬ص‪ .)864‬ومنتخبات‬ ‫(( ( ُي َ‬
‫التواريخ لدمشق‪ ،‬لمحمد أديب الحصني‪( ،‬ص‪ .)670‬وروض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر‪ ،‬لمحمد جميل‬
‫الشطي‪( ،‬ص‪ .)150‬وعلماء دمشق وأعيانها في القرن الثالث عشر‪ ،‬لنزار أباظة ومحمد مطيع‪( ،‬ج‪/2‬ص‪.)522‬‬
‫نظر‪ :‬منتخبات التواريخ لدمشق‪ ،‬للحصني‪( ،‬ص‪ .)670‬وروض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر‪ ،‬للشطي‪( ،‬ص‪.)150‬‬ ‫((( ُي َ‬
‫((( ُي َ‬
‫نظر‪ :‬األعالم‪ ،‬للزركلي‪( ،‬ج‪/4‬ص‪.)33‬‬
‫نظر‪ :‬روض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر‪ ،‬للشطي‪( ،‬ص‪.)150‬‬ ‫(( ( ُي َ‬
‫((( ُي َ‬
‫نظر‪ :‬حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر‪ ،‬للبيطار‪( ،‬ص‪ .)864‬وروض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر‪،‬‬
‫للشطي‪( ،‬ص‪.)150‬‬

‫‪75‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫تالمذته‪:‬‬
‫كتـــب التراجم ِذكـــر تالمذته‪ ،‬لكنهـــم ذكروا و َلـــدَ ه راغب أفندي‬
‫ُ‬ ‫لقـــد أهملَ ْ‬
‫ـــت‬
‫ُ‬
‫وبعضها‬ ‫فقيهـــا مثـــل أبيه‪ ،‬له فتـــاوى ومص َّنفـــات(((‪،‬‬
‫ً‬ ‫عالمـــا‬
‫(ت ‪1333‬هــــ)‪ ،‬وكان ً‬
‫مطبو ع ‪.‬‬
‫الحســـني الموصلي الشـــهير بـ (ابـــن قضيب‬ ‫َ‬ ‫ومـــن تالمذتـــه‪ :‬إبراهيـــم بـــن أحمـــد‬
‫يـــدل علـــى ذلك إجازة الســـادات العامـــة له‪ ،‬اآلتـــي ِذ ْكرها عند‬
‫ُّ‬ ‫البـــان) (ت ‪1308‬هــــ)‪،‬‬
‫ِذ ْكـــر مؤ َّلفاته‪.‬‬
‫مكانته العلمية واالجتماعية‪:‬‬
‫ذكـــر مترجمـــوه أنه بـــرع في جميـــع العلوم‪ ،‬وفي الفقـــه على وجـــه الخصوص‪ ،‬كما‬
‫اشـــتهر باألدب المنظوم والمنثور(((‪.‬‬
‫يرتفع شـــأنه كما ارتفع شـــأن الكثيـــر من أعيان‬
‫ْ‬ ‫تصـــدر للتدريـــس‪ ،‬ولك َّنـــه لم‬
‫َّ‬ ‫وقـــد‬
‫ولعل ذلك بســـبب مـــا حصل له من مضايقـــة ومنابذة ألجل رأيـــه وتأليفه في‬ ‫عصـــره‪َّ ،‬‬
‫عدم إســـام أ َبوي النبـــي محمد ‪-‬صلى اهلل عليه وســـلم‪.(((-‬‬
‫ُ‬
‫واشـــتهر فضله‬ ‫وكان عبـــد الغني الســـادات يعتـــاش من التجارة‪ ،‬وله فيها و َرع زائد‪،‬‬
‫محبوبا‪ ،‬فقـــد كان يعمل على قضـــاء حوائجهم‪ ،‬كمـــا كا َن ِمن‬
‫ً‬ ‫حتـــى صـــار عند النـــاس‬
‫ع َملـــه أ َّنـــه يتعاطـــى الوكالة فـــي الدعـــاوى لـــدى المحاكم الشـــرعية‪ ،‬ويناقـــش َ‬
‫بعض‬
‫القضـــاة في المســـائل الفقهية(((‪.‬‬ ‫ُ‬

‫نظر‪ :‬حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر‪ ،‬للبيطار‪( ،‬ص‪.)635‬‬‫(( ( ُي َ‬


‫نظر‪ :‬األعالم‪ ،‬للزركلي‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ .)33‬وحلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر‪ ،‬للبيطار‪( ،‬ص‪ .)864‬ومنتخبات التواريخ لدمشق‪،‬‬‫((( ُي َ‬
‫للحصني‪( ،‬ص‪ .)670‬وروض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر‪ ،‬للشطي‪( ،‬ص‪ .)150‬وعلماء دمشق وأعيانها في القرن‬
‫الثالث عشر‪ ،‬لنزار أباظة ومحمد مطيع‪( ،‬ج‪/2‬ص‪.)522‬‬
‫نظر‪ :‬حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر‪ ،‬للبيطار‪( ،‬ص‪.)864‬‬ ‫((( ُي َ‬
‫((( ُي َ‬
‫نظر‪ :‬روض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر‪ ،‬للشطي‪( ،‬ص‪.)150‬‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪76‬‬


‫تحقيق‬

‫َّ‬
‫مؤلفاته‪:‬‬
‫له من المؤ َّلفات في الفقه الح َنفي(((‪:‬‬
‫ُ‬
‫(اشتريت من مال ال َو ْقف لل َو ْقف)‪.‬‬ ‫‪1 .1‬تسريح الناظر َّ‬
‫والط ْرف في قول الواقف‬
‫‪2 .2‬جمع الآللئ في َّ‬
‫الش َبك في مسألة الحائط المشت َرك‪.‬‬
‫َ‬
‫األرشد فاألرشد‪.‬‬ ‫المنضد فيمن شرط النظر ألوالده‬ ‫َّ‬ ‫الدر‬
‫‪ُّ 3 .3‬‬
‫الـــدر اليتيـــم في بيع مـــال اليتيـــم‪ُ .‬‬
‫(طبع بتحقيق ودراســـة د‪ .‬بالل الكبيســـي‪،‬‬ ‫‪ُّ 4 .4‬‬
‫فـــي دار الكتـــب والوثائق العراقية‪ ،‬ســـنة ‪2015‬م)‪.‬‬
‫‪5 .5‬رسالة في َسب الدِّ ين واإليمان‪.‬‬
‫‪6 .6‬الطراز ُ‬
‫المذهب في حكم القاضي بغير المذهب‪.‬‬
‫‪7 .7‬قالئد الد ِّر والجوهر فيما به عن استنان االختتان ُيخ َبر‪.‬‬
‫‪8 .8‬الفتاوى‪.‬‬
‫‪9 .9‬الكوكب الساري في الماء الجاري‪.‬‬
‫‪1010‬نشر ُ‬
‫الخزام في المحاماة عن تكفير أهل اإلسالم‪.‬‬
‫المنجلي في جواز فسخ ابن إدريس والحنبلي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪1111‬نور الصباح‬
‫أيضا‪ -‬في غير الفقه‪:‬‬
‫وله ‪ً -‬‬
‫الليـــن فـــي أحـــكام ولغـــات كأ ِّيـــن ‪ -‬في النحـــو ُ(نشـــر بتحقيق‬
‫‪1212‬الزهـــر اليانـــع ِ ّ‬
‫د‪ .‬عبـــد اإللـــه نبهـــان‪ ،‬في مجلة مجمـــع اللغـــة العربية بدمشـــق‪ ،‬المجلد ‪،75‬‬
‫الجـــزء األول‪ ،‬ســـنة ‪2000‬م)‪.‬‬
‫‪1313‬ســـنا الن ِّي َريـــن فـــي إعجاز اآليـــة واآليتيـــن ‪ -‬في علـــوم القرآن ُ(نشـــر بتحقيق‬
‫د‪ .‬طـــه فـــارس‪ ،‬ضمن إصـــدارات مركز جمعـــة الماجد للثقافة والتراث‪ ،‬ســـنة‬
‫‪2015‬م)‪.‬‬

‫((( ُج ُّل هذه المؤ َّلفات الفقهية ما زالت مخطوطة‪ ،‬وهي محفوظة بدار الكتب الظاهرية بدمشق‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫‪1414‬غصن الرياض المكسي في الحديث القدسي‪ُ .‬‬


‫(طبع بذيل الكتاب السابق)‪.‬‬
‫‪1515‬مقامة السادات ‪ -‬في األدب (وهي هذه)‪.‬‬
‫‪1616‬ولـــه بخـــط يـــده مخطوطـــة‪ ،‬فيها‪ :‬إجـــازة عبـــد الغني الســـادات العامـــة ال ْب ِن‬
‫(ونســـختها محفوظة بمكتبة األســـد الوطنية‬ ‫َق ِضيـــب البان إبراهيم الموصلي‪ُ ،‬‬
‫بدمشـــق‪ ،‬تحت رقم‪.)23413 :‬‬
‫وفاته‪:‬‬
‫الد ْحـــداح‪ ،‬وذلـــك في‬ ‫توفـــي عبـــد الغنـــي الســـادات بدمشـــق‪ُ ،‬‬
‫ودفـــن فـــي مقبـــرة َّ‬
‫شـــوال‪ ،‬ســـنة (‪1265‬هــــ)(((‪.‬‬ ‫الخامـــس َ‬
‫عشـــ َر من َّ‬ ‫َ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة المخطوطة‬


‫وصف ُّ‬
‫النسختين المعتمدتين‪:‬‬
‫لهذه المقامة نسختان خط ِّي َّتان ال ُيعرف ُ‬
‫غيرهما‪:‬‬
‫أصل في تحقيق هـــذه المقامة‪ ،‬وهي‬ ‫ُ‬
‫اعتمادها ً‬ ‫تـــم‬
‫‪ - 1‬النس ــخة األول ــى هـــي التي َّ‬
‫ســـابقا)‪ ،‬بالمملكة العربية‬
‫ً‬ ‫مـــن ُمقتنيات مكتبة جامعة الملك ســـعود (جامعـــة الرياض‬
‫الســـعودية‪ ،‬وتصنيفها‪810( :‬م‪.‬ع)‪ ،‬تحت رقم‪.)4983( :‬‬
‫ســـت صفحات‪ ،‬مقـــاس الصفحة (‪ 10.5 x 15‬ســـم)‪ ،‬في كل‬ ‫ِّ‬ ‫تقـــع هذه النســـخة في‬
‫فارســـي واضح إلـــى ٍ ّ‬
‫حد ما‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫جيـــدة‪ُ ،‬كت َبت ٍ ّ‬
‫بخط‬ ‫ســـطرا‪ ،‬وحالتها ّ‬ ‫صفحـــة (‪)24‬‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫رمزت لها برمز (س)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وقد‬
‫ٌ‬
‫(مقامة من قلـــم العالمة الفاضـــل المرحوم الشـــيخ عبد الغني‬ ‫جـــاء علـــى ُط ّ َرتهـــا‪:‬‬
‫عالـــم َ‬
‫الخِف َّيات)‪.‬‬ ‫الســـادات‪ ،‬عفا عنه ِ‬

‫((( ُي َ‬
‫نظر‪ :‬روض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر‪ ،‬للشطي‪( ،‬ص‪ .)150‬وحلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر‪،‬‬
‫للبيطار‪( ،‬ص‪.)864‬‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪78‬‬


‫تحقيق‬

‫آخرهـــا‪( :‬قد ُن ْ‬
‫قلـــت عنها‬ ‫وفـــي ِ‬
‫شـــوال ســـنة‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫نســـخة فـــي (‪)23‬‬
‫(‪1289‬هــــ)‪ ،‬بقلـــم الفقيـــر إليـــه‬
‫‪-‬تعالى‪ :-‬ســـليمان بن حيـــدر آغا‪،‬‬
‫ُعفـــي عنـــه)‪.‬‬
‫أما النســـخة األخرى فهي‬ ‫‪َّ - 2‬‬
‫موجـــودة بـــدار الكتـــب والوثائـــق‬
‫القوميـــة بمصر‪ ،‬تحـــت رقم‪481( :‬‬
‫ُ‬
‫حصلـــت عليها‬ ‫أدب تيمـــور)‪ ،‬وقـــد‬
‫مصـــورة (ميكروفيلـــم)‪ ،‬بمعونـــة‬
‫األســـتاذ الفاضـــل عـــادل العوضي‬
‫‪-‬شـــك َر اهلل له‪.-‬‬
‫تقـــع فـــي ثمانـــي صفحـــات‪،‬‬
‫مقاس الصفحة (‪ 10.5 x 15‬ســـم)‪،‬‬
‫فارســـي‬
‫ٍّ‬ ‫ســـطرا‪ُ .‬كت َبت ٍّ‬
‫بخط‬ ‫ً‬ ‫(‪)17‬‬
‫رمزت لها برمز (ت)‪.‬‬‫ُ‬ ‫جميل‪ .‬وقـــد‬
‫ُكتب على ُط َّرتها بيتان من الشـــعر‬
‫‪-‬علـــى مـــا يبـــدو‪ -‬باهتـــان ال يكادان‬
‫ُيقـــرأان‪ ،‬ربمـــا بســـبب التصويـــر‪.‬‬
‫وتحتهما ُكتب‪( :‬طا َل َعه الفقير الســـيد‬
‫إبراهيـــم العمـــادي عفي عنـــه)‪ ،‬وفي‬
‫وتأمـــل معان َيه‬
‫األســـفل‪( :‬طالع فيـــه َّ‬
‫الفقير إليـــه ســـبحانه وتعالى)‪ .‬وفي‬
‫الوســـط يظهـــر أ َثـــر خ ْتم لـــم تتضح‬
‫حروفـــه ورموزه‪.‬‬

‫‪79‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫اســـم الناســـخ وتاريخ ال َّن ْســـخ‪َّ ،‬إل‬


‫خلت ال ُّنســـختان (س) و(ت) كلتاهما من ِذكر ْ‬ ‫وقد ِ‬
‫ينـــص فيه المق ِّي ُد‬
‫ُّ‬ ‫الملحـــق بها‪ ،‬الذي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫األســـبق علـــى ما يبـــدو من التاريخ‬ ‫أنَّ (س) هـــي‬
‫شـــوال‪ ،‬ســـنة (‪1289‬هـ)‪ ،‬فربما تكون‬ ‫ســـخت عنها بتاريخ (‪َّ )23‬‬
‫ْ‬ ‫نســـخة ُن‬
‫ً‬ ‫على أنَّ هناك‬
‫(ت) هي النســـخة المقصودة‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫نفســـه‪ ،‬ما خال الجملَتين ال َّل َتين‬
‫المؤلف ُ‬ ‫الظن أ َّنه ِ ّ‬
‫َّ‬ ‫ناســـخ النســـخة (س) ُ‬
‫فيغل ُب‬ ‫ُ‬ ‫أما‬ ‫َّ‬
‫رج ُح ذلك ما ُ ِكتب فـــي َّأولها أ َّنها (من‬
‫وآخرها ‪ -‬الســـابق ِذ ْكرهما ‪ ،-‬وقـــد ُي ِّ‬
‫فـــي َّأولهـــا ِ‬
‫العلمـــة‪َّ ،)...‬إل أ َّنه ال يمكـــن الجزم بذلك حتى َّ‬
‫يتم االطالع على نســـخة اإلجازة‬ ‫قلـــم َّ‬
‫بخط يده لتلميـــذه إبراهيم الموصلي(((‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الســـادات ِّ‬ ‫العامـــة التي كتبها‬
‫تحقيق عنوانها‪ ،‬ونسبتها إلى المؤلف‪:‬‬
‫ـــم مع َّين؛ فالنســـخة (س) َعنون لها‬
‫اس ٌ‬ ‫خاص‪ ،‬أو ْ‬
‫ٌّ‬ ‫عنوان‬
‫ٌ‬ ‫ال ُيعلَم لهذه المقامة‬
‫وأما النســـخة (ت) فقد َعنون لها المفهرســـون‬
‫المفهرســـون بــــ (مقامة أدبيـــة)‪َّ ،‬‬
‫بـ (مقامة السادات)‪.‬‬
‫لصاحبهـــا‪ ،‬ولك َّنهم ذ َكروا عنـــه أ َّنه كان‬
‫ِ‬ ‫وقـــد أَهْ مـــ َل ِذ ْكـــ َر هذه المقامـــة َمن ترجـــ َم‬
‫بعض ال َّنماذج من ِشـــعره‬ ‫أديبا حســـن الشـــعر والنثر‪ ،‬و َذ َكـــر له عبد الـــرزاق البيطار((( َ‬ ‫ً‬
‫أســـلوب مشـــابه ِ لما في هـــذه المقامة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ونثـــره‪ ،‬و َيظهر فيها‬
‫نفســـه في النســـختين؛ فقـــد ور َد في آخرها‬ ‫باســـم المؤ ِّلف ِ‬
‫عة ْ‬ ‫وهـــذه المقامـــة ُم َّ‬
‫وق ٌ‬
‫نفحـــات ر ِّب ِـــه الخف َّي ِات‬ ‫قليـــل المســـاعي الراجي‬ ‫ُ‬ ‫مـــا َن ُّصـــه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫العبـــد الداعـــي ِ‬
‫ِ‬ ‫(عبوديـــة‬
‫عبـــد الغني الســـادات ُ‬
‫‪-‬عفـــي عنه‪.)-‬‬ ‫الفقيـــر ِ‬
‫ِ‬
‫الم َّت ِصل إلـــى ِ ّ‬
‫مؤلفهـــا‪ ،‬أجازني بذلك‬ ‫وهـــي تقـــع ِضمن ُجملـــة َمرو َّياتـــي باإلســـناد ُ‬
‫فضيلـــة أ‪ .‬د‪ .‬عاصـــم القريوتـــي إجـــازةً عامة بمرو َّياته‪ ،‬عن شـــيخه عبـــد الغني الدقر‬

‫((( وقد َ‬
‫سبق ِذ ُ‬
‫كرها في المبحث األول ‪ /‬المطلب السادس‪.‬‬
‫((( حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر‪( ،‬ص‪ ،864‬وما بعدها)‪.‬‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪80‬‬


‫تحقيق‬

‫(ت ‪1423‬هــــ)‪ ،‬وهـــو عن شـــيخه محمود العطـــار (ت ‪1362‬هـ)‪ ،‬وهو عن شـــيخه طاهر‬
‫الجزائـــري (ت ‪1338‬هــــ)‪ ،‬وهـــو عـــن شـــيخه إبراهيـــم الموصلـــي‪ ،‬وهـــو عـــن شـــيخه‬
‫(المؤ ِّلـــف) عبد الغني الســـادات‪.‬‬
‫موضوع المقامة‪:‬‬
‫اهتمـــت بمدح‬ ‫ُع ْ‬
‫نيـــت هـــذه المقامـــة بالوصـــف‪ ،‬وال ســـ َّيما وصـــف الطبيعـــة‪ ،‬كما َّ‬
‫ِالع ْلـــم وأهلـــه‪ ،‬وهذا هـــو الغرض الرئيس الذي مـــن أجله ُعقدت المقامـــة‪ ،‬فقد َّ‬
‫وظف‬
‫يســـم َيها‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ص َفها دون أنْ‬ ‫شـــخصية تتم َّتع َ‬
‫بســـعة العلم‪ ،‬ف َو َ‬ ‫ٍ‬ ‫األدبي إلبراز‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الكاتـــب خيالـــه‬
‫صاحب له‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫حـــوارا متخ َّي ًـــا دا َر بينه وبيـــن‬
‫ً‬ ‫واســـتخدم فـــي ذلك‬
‫ظروف تأليفها‪:‬‬
‫مما يعانيه‬ ‫َ‬
‫التخفيف عن نفســـه َّ‬ ‫وقـــت أراد فيه‬ ‫َ‬
‫أنشـــأ مقامته في ٍ‬ ‫يبـــدو أنَّ الكاتـــب‬
‫فـــي حياتـــه من ضغـــوط الدنيا ومتاعب أهلها التـــي ُت ْثقل كاهل ال َمـــرء‪ ،‬وتكدِّ ر خاطره‪،‬‬
‫وتكدر‬
‫الخـــو ِان‪ِ ُّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫الزمـــان‬
‫ِ‬ ‫اغتيـــال‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ويـــدل علـــى ذلـــك ما قالـــه في آخرهـــا‪( :‬وذلك مـــ َع‬
‫مصدور)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫نفثـــة‬ ‫نـــان‪ )...‬وقوله‪( :‬فهي‬
‫ٍ‬ ‫والج ِ‬
‫الخاطـــر َ‬
‫ِ‬
‫أسلوب المؤلف فيها‪:‬‬
‫صاحبها على ال َت َم ُّثل بأبيات الشـــعر المتدا َولة‪ ،‬فكان‬
‫ِ‬ ‫امتـــازت هذه المقامة ُبق ِ‬
‫ـــدرة‬
‫بسالســـة دون أيِّ‬
‫ٍ‬ ‫المناســـبة‬
‫ِ‬ ‫فيضعها فـــي مواضعها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يســـتحضرها فـــي أثنـــاء حديثـــه‪،‬‬
‫َ‬
‫بعـــض األلفاظ التي‬ ‫ـــي الكالم‪ ،‬ما خال‬ ‫تك ُّل ٍ‬
‫ـــف يبـــدو‪ ،‬وقد ابتعد فـــي مقامته عن ُح ِوش ِّ‬
‫تبـــدو غريبة عن اســـتعماالت عصرنـــا‪ُ ،‬ي ُ‬
‫ضاف إلى أنَّ ِمن خصائـــص المقامات األدبية‬
‫اإلغراب فـــي المفردات‪.‬‬
‫َ‬
‫قصيـــدة ِشـــعرية متكاملة‪ ،‬من‬
‫ٍ‬ ‫اشـــتملت علـــى‬
‫ْ‬ ‫وممـــا تمتـــاز بـــه هـــذه المقامة أ َّنها‬
‫َّ‬
‫َن ْظـــم صاحبها‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫كرر بعض األلفـــاظ التي كان‬‫الحـــظ على أســـلوب الكاتب فـــي مقامته هذه أ َّنـــه َّ‬
‫و ُي َ‬
‫يســـتعيض عـــن بعضها بألفـــاظ ُأخرى تـــؤدي الغرض‪ ،‬كما ّ‬
‫ضمـــنَ مقام َت ُه‬ ‫َ‬ ‫بإمكانـــه أنْ‬
‫َ‬
‫بعـــض القوالـــب التركيبية المســـتخدَمة عند األقدمين‪.‬‬
‫المهم‬
‫تحليل لهذه المقامـــة‪ ،‬وإنما ُّ‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫المقصـــود ‪ -‬في هـــذا المبحث ‪ -‬تقديـــ َم‬ ‫وليـــس‬
‫مفاتيح بارزةً ُ ِتعيـــن القارئ والدارس‪.‬‬
‫َ‬ ‫المعالم‪ ،‬ويعطـــي‬
‫ِ‬ ‫عـــام ِ ّ‬
‫يوضح‬ ‫وص ٍف ٍ ّ‬ ‫اآلن َو ْض ُ‬
‫ـــع ْ‬
‫وفي الجملة‪ ،‬فإنَّ هذه المقام َة َغن َّية بالصور والتشـــبيهات‪ ،‬والمجاز واالســـتعارات‪،‬‬
‫وحســـن التخ ُّلص‬
‫الم ِمتع الذي ن َتج عـــن الوصف والحوار ُ‬ ‫والحركـــة والحيـــاة‪ ،‬والســـرد ُ‬
‫للمهتميـــن بالنقد والتحليل‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫مقامـــة أدبية غن َّية‬ ‫وروعـــة الخيال؛ فهي‬
‫ِّ‬
‫المحقق‪:‬‬ ‫عمل‬
‫وصف َ‬
‫نســـخها بحســـب قواعد‬‫‪1 .1‬قـــراءة النســـخة (س)‪ ،‬وإمعـــان النظـــر فيهـــا‪ ،‬ثم ْ‬
‫اإلمـــاء المتعـــارف عليهـــا‪ ،‬مع العنايـــة بتفقيـــر َن ِ ّصها وتنســـيقه وترقيمه‬
‫النـــص بالتشـــكيل‪ ،‬وال ســـ َّيما ما‬
‫ِّ‬ ‫بعالمـــات الترقيـــم المناســـبة‪ ،‬وضبـــط‬
‫شـــكل ضبطه‪.‬‬‫ُي ِ‬
‫‪2 .2‬مقابلتها على النسخة (ت)‪ ،‬وإثبات الفروقات بينهما في الحاشية‪.‬‬
‫‪3 .3‬تخريـــج مـــا ُوجـــ َد له ِذ ْكـــر من األبيـــات الشـــعرية التـــي ّ‬
‫وظ َفهـــا المص ِّنف في‬ ‫ٌ ِ‬ ‫ِ‬
‫مقامتـــه‪ ،‬مـــع ِ نســـبة األبيات الشـــعرية إلـــى بحورها‪.‬‬
‫موجزة ً ّ‬
‫جدا‪ ،‬واالســـتغناء‬ ‫بعبـــارة َ‬
‫ٍ‬ ‫‪4 .4‬تفســـير بعـــض األلفـــاظ الواردة فـــي المقامة‬
‫تكرر من هـــذه األلفاظ‪.‬‬
‫صـــدر واحـــد‪ ،‬دون تكرار تفســـير مـــا َّ‬
‫ٍ‬ ‫ب َم‬
‫بش ً ّ‬‫عمـــا َ‬ ‫ُ‬
‫ـــرا‪ ،-‬وفيه مـــن االجتهاد مـــا َيحتمل‬ ‫‪-‬أو ًل ِ‬
‫وآخ ً‬ ‫ـــريا َّ‬ ‫ً‬ ‫العمـــل‬ ‫ويبقـــى هـــذا‬
‫القصور‪.‬‬‫العجلة مـــا ُمـــ َؤ َّداه ُ‬
‫الخطـــأ‪ ،‬ومـــن َ‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪82‬‬


‫تحقيق‬

‫صوَر ُّ‬
‫النسختين المخطوطتين‪:‬‬

‫اللوحتان الثانية والثالثة من النسخة (س)‬

‫‪83‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫الصفحة األولى والثانية من النسخة (ت)‬

‫الصفحة األخيرة من النسخة (ت)‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪84‬‬


‫تحقيق‬

‫قسم التحقيق‬

‫المفا َكهـــة((( ُفنـــون‪ِ ،‬مـــن ذاك أ َّنه َّ‬


‫لمـــا ه َت َف بي‬ ‫ـــاس فـــي ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫الحديـــث شـــجون ‪ ،‬ولل َّن ِ‬
‫(((‬

‫الذوائب(((‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ليلـــة ُم ْس َّ ِ‬
‫ـــودة‬ ‫لـــو ال َمذاق‪ ،‬فـــي ٍ‬ ‫الح ِ‬‫كأســـه ُ‬
‫وســـقاني ِمـــن ِ‬ ‫ُ‬
‫هاتـــف األشـــواق‪َ ،‬‬
‫وانب‪:‬‬
‫والج ِ‬
‫َ‬ ‫األرجـــاء‬
‫ِ‬ ‫ُم َّ‬
‫غبـــرة‬
‫ٍ‬
‫نديـــة‬ ‫ذات َأ‬ ‫فـــي َل ٍ‬
‫يلـــة ِم ْ‬
‫ـــن ُجمـــا َدى ِ‬
‫(((‬ ‫لـــب فـــي َأرجائهـــا ُّ‬
‫الطنُبا‬ ‫الك ُ‬ ‫بصـــر َ‬
‫ُ‬ ‫ال ُي‬

‫راحـــات األســـى‪ ،‬وأقول عســـى ينقضي هَ ِّمي عســـى‪ ،‬ولـــم ْ‬


‫تزل‬ ‫ُ‬ ‫باتـــت تق ِّلبنـــي بهـــا‬
‫ْ‬
‫وغوارب‪ ،‬وأنا أنـــادي‪َ :‬أل أ ُّيها ال َّل ُ‬
‫الكواكـــب(((‪ ،‬إلى ِأن‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫البطيء‬ ‫يـــل‬ ‫نجومهـــا بيـــن َطوالـــ َع َ ِ‬
‫ُ‬
‫البســـام‪:‬‬
‫كافورة الصباح َّ‬ ‫ُ‬ ‫وفاحـــت‬
‫ْ‬ ‫حـــت َغ َبـــرة الظالم‪،‬‬
‫َّام ْ‬
‫ـافــــور ُه‬
‫َ‬ ‫أهـــدى لـنَــــا َك‬
‫َ‬ ‫بـــح قـــدْ‬
‫والص ُ‬‫ُّ‬
‫(((‬
‫الــــع ْن َبرا‬
‫َ‬ ‫يـــل ِم َّنـــا‬
‫اســـتَر َّد ال َّل ُ‬
‫لمـــا ْ‬
‫َّ‬

‫ببعض‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الملتفة األغصان‪ .‬وفي الم َثل العربي‪« :‬الحديث ذو شجون»؛ أي‪ :‬مت َِّصل ُ‬
‫بعضه‬ ‫َّ‬ ‫«ش ْجنة»‪ ،‬وهي الشجرة المشتبكة‬ ‫جمع ُ‬
‫(( ( ْ‬
‫نظر‪ :‬مجمع األمثال‪ ،‬للميداني‪( ،‬ج‪/1‬ص‪.)197‬‬ ‫ومشتبك‪ُ .‬ي َ‬
‫زاح‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬العين‪ ،‬للفراهيدي‪( ،‬ج‪/3‬ص‪.)381‬‬ ‫الم ُ‬
‫والم ِ‬ ‫بملَ ِح ال َك ِ‬
‫((( هي التحديث ُ‬
‫نظر‪ :‬المخصص‪ ،‬البن سيده‪( ،‬ج‪/1‬ص‪.)72‬‬ ‫كل َش ْيء أَ ْع َله‪ُ .‬ي َ‬ ‫وذ ُ‬
‫ؤابة ِّ‬ ‫ؤابة الرأس‪ُ .‬‬
‫«ذؤابة»‪ ،‬واستعارها من ُذ ِ‬ ‫جمع ُ‬
‫((( ْ‬
‫نظر‪ :‬األغاني‪ ،‬ألبي الف َرج األصفهاني‪( ،‬ج‪/3‬ص‪)224‬؛‬ ‫لـم َّرة بن َم ْحكان‪ُ .‬ي َ‬
‫(( ( في «ت» بلفظ‪( :‬ال يبصر الوحش)‪ ،‬والبيت من البسيط‪ُ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫وشرح ديوان الحماسة‪ ،‬للمرزوقي‪( ،‬ص‪)1563‬؛ ومجمع األمثال‪ ،‬للميداني‪( ،‬ج‪/1‬ص‪ ،)116‬وكلها بلفظ‪« :‬من ظلمائها الطنبا»‪.‬‬
‫نظر‪ :‬المحكم‪ ،‬البن سيده‪( ،‬ج‪/9‬ص‪.)401‬‬ ‫«ندى»‪ ،‬وهو‪ :‬ال َبلَل‪ ،‬أو ما يسقط بالليل‪ُ .‬ي َ‬
‫جمع ً‬ ‫واألندية‪ْ :‬‬ ‫ ‬
‫نظر‪ :‬شرح الحماسة‪ ،‬للمرزوقي‪( ،‬ص‪.)1563‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والطنب‪ :‬ح ْبل البيت «الخيمة»‪ُ .‬ي َ‬ ‫ ‬
‫طيء‬
‫قاسيه َب ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الطويل َأل ا ْن َجلي)‪ ،‬وقول النابغة الذبياني‪:‬‬ ‫وكأنه ُيشير إلى قول امرئ القيس في مع َّلقته‪( :‬أال أ ُّيها ال َّل ُ‬ ‫ّ‬
‫(وليل أ ِ‬
‫ٍ‬ ‫يل‬ ‫((( ‬
‫نظر‪ :‬ديوان امرئ القيس‪( ،‬ص‪ ،)18‬وديوان النابغة الذبياني‪( ،‬ص‪.)28‬‬ ‫الكواكب)‪ُ .‬ي َ‬
‫ِ‬
‫((( البيت من الكامل‪ ،‬البن عمار األندلسي من رائيته المشهورة‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬خريدة القصر‪ ،‬للكاتب األصبهاني‪( ،‬ج‪/2‬ص‪)72‬؛ محمد بن‬
‫عمار األندلسي‪ ،‬لصالح خالص‪( ،‬ص‪.)189‬‬

‫‪85‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫ُ‬
‫ســـيف الص ْب ِـــح((( في ُعنق‬ ‫حاج ُب الغزالــــة‪ ،‬وأغ َر َز‬ ‫ُ‬
‫فخرجـــت ِمـــن ِك ِّنـــي وقـــد ال َح ِ‬
‫(((‬

‫َ‬
‫الظـالم ِ نصا َله‪:‬‬
‫عنـــد َم َ‬
‫طل ِعها‬ ‫َ‬ ‫ـــمس َت ْحكي‬
‫الش ُ‬ ‫ـــت َّ‬ ‫َ‬
‫ول َح ِ‬
‫(((‬
‫ـــف ُمر َت ِع ِ‬
‫ـــش‬ ‫ِمـــرآ َة تِ ْبـــ ٍر َ‬
‫بـــد ْت فـــي َك ِّ‬

‫وح ْصباؤها‬ ‫والزع َفران‪َ ،‬‬ ‫المسك َّ‬ ‫ْ‬ ‫دافقات‪ ،‬ترا ُبها من‬ ‫أنهار ِ‬ ‫ذات ٍ‬ ‫رياض فائحات‪ِ ،‬‬ ‫إلى ٍ‬
‫ُ (((‬ ‫وتس ُ‬ ‫ُ‬
‫ـــرح في ســـاحاتها ِالغيد‬ ‫الص َبا(((‪ْ ،‬‬ ‫أكنافها َّ‬ ‫تســـير فـــي ِ‬ ‫الياقوت وال َم ْرجان‪،‬‬
‫ِ‬ ‫مـــن‬
‫األرض ُح ّل َة‬
‫َ‬ ‫ــــت‬
‫وألبس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صحائف ال ُّن َّوار(((‪،‬‬ ‫فيت ي َد الربيــــع فيها قد َن ْ‬
‫ثـــرت‬ ‫ِّ‬
‫والظبـــا‪ ،‬فأ ْل ُ‬
‫تخ ُ‬
‫جـــب ِصباها‬ ‫جـــر ِمن ُع ِ‬
‫تـــال فـــي ال َميل‪ ،‬و َت ُّ‬ ‫روســـا ْ‬
‫ـــت َع ً‬ ‫فالح ْ‬
‫َ‬ ‫اإل ْبريـــز وال ُّنضـــار(((‪،‬‬
‫خج ُل منها‬ ‫والخزامى‪ ،‬و َت َ‬ ‫الر ْنـــد(‪ُ ((1‬‬ ‫دانها أ ْر ُج َّ‬ ‫تض َّوع((( ِمن أ ْر ِ‬ ‫الم ْرط((( َّ‬
‫والذيــــل؛ َي َ‬ ‫َط ْ‬
‫ـــر َف ِ‬
‫المعطــــار‪،‬‬ ‫اق ال َّنســــيم ِ‬ ‫خف ُ‬‫ــــت َّ‬
‫ص ْ‬ ‫أغصــــان األ َر ِاك إذا ما‪ُ ،‬ي َش ِّبب(‪َ ((1‬لها ك ّلَما ر َق َ‬ ‫ُخدود ْ‬
‫وتولينا‬ ‫الصفـــا‪ُ ،‬‬
‫والعندليب وال َهـــزار(‪ ،((1‬قامت ُتدير علينا أبــــاريق َّ‬ ‫ُ‬ ‫و ُيغ ِّنـــي َلهـــا ال ُب ُ‬
‫لبـــل‬
‫لذي َذ ال ِّوصـــال َبعد َ‬
‫الجفا‪:‬‬

‫شيء َوقى شيئً ا فهو ِك ُّنه ِوك َن ُانه‪ُ .‬ي َ‬


‫نظر‪ :‬العين‪ ،‬للفراهيدي‪( ،‬ج‪/5‬ص‪.)281‬‬ ‫((( ِالكنُّ ‪ُّ :‬‬
‫كل ٍ‬
‫((( في (ت)‪( :‬رمح الصبح)‪.‬‬
‫نظر‪ :‬معاهد التنصيص على شواهد التلخيص‪ ،‬ألبي الفتح العباسي‪( ،‬ج‪/2‬ص‪.)33‬‬ ‫(( ( البيت من البسيط‪ ،‬للشهاب التلعفري‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬المنتخب‪ ،‬لكراع النمل الهنائي‪( ،‬ص‪ .)421‬وفي (ت)‪( :‬الضبا)‪.‬‬ ‫الشمس‪ُ .‬ي َ‬ ‫ْ‬ ‫الرياح إذا هَ َّبت من َمطلع‬
‫((( هي ِّ‬
‫نظر‪ :‬العين‪ ،‬للفراهيدي‪( ،‬ج‪/4‬ص‪.)436‬‬ ‫جمع «غادة»‪ ،‬وهي الفتاة الناعمة‪ُ .‬ي َ‬ ‫((( ْ‬
‫ومفردها‪ُ :‬ن َّوا َرة‪ .‬و ُي َطلَق على األبيض ِمن زهر األشجار‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬تاج العروس‪ ،‬للزبيدي‪( ،‬ج‪/14‬ص‪.)306‬‬ ‫الش َجر «أزهارها»‪ُ ،‬‬ ‫((( ِمن َن ْور َّ‬
‫نظر‪ :‬أساس البالغة‪ ،‬للزمخشري‪( ،‬ج‪/1‬ص‪.)56‬‬ ‫(( ( اإلبريز‪ :‬هو الذهب الخالص‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬العين‪ ،‬للفراهيدي‪( ،‬ج‪/4‬ص‪.)412‬‬ ‫والنضار‪ :‬هو كل شيء َج ّي ٍد‪ .‬وأصله‪ :‬خشب األثل‪ُ .‬ي َ‬ ‫ ‬
‫نظر‪ :‬السابق‪( ،‬ج‪/7‬ص‪.)427‬‬ ‫وف أو َخزٍّ أو كتَّان‪ُ .‬ي َ‬ ‫داء من ُص ٍ‬ ‫((( هو ِر ٌ‬
‫نظر‪ :‬السابق‪( ،‬ج‪/2‬ص‪.)194‬‬ ‫((( أي‪ :‬ي ْن َت ِشر‪ُ .‬ي َ‬
‫الردْ ن‪ ،‬وه َو ُم َقدَّ ُم ا ْل ُك ِّم‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس‪( ،‬ج‪/2‬ص‪.)505‬‬ ‫ُ‬
‫وأصلها‪ُّ :‬‬ ‫(‪ ((1‬األردان‪ :‬هي أ ْكمام ال َق ِميص‪.‬‬
‫نظر‪ :‬العين‪ ،‬للفراهيدي‪( ،‬ج‪/6‬ص‪.)174‬‬ ‫الط ِّيبة‪ُ .‬ي َ‬
‫الر ِيح َّ‬
‫نفحة ِّ‬ ‫ُ‬ ‫واأل ْر ُج‪:‬‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫العود ُي َت َب َّخ ُر ِ به‪ُ .‬ينظر‪ :‬السابق‪( ،‬ج‪/8‬ص‪.)21‬‬ ‫والر ْند‪ :‬نوعٌ من ُ‬ ‫ ‬
‫نظر‪ :‬الصحاح‪ ،‬للجوهري‪( ،‬ص‪.)151‬‬ ‫(‪ِ ((1‬من التشبيب‪ ،‬وهو ِش ْعر النسيب والغزل‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬تاج العروس‪ ،‬للزبيدي‪( ،‬ج‪/14‬ص‪.)432‬‬ ‫الصوت‪ُ .‬ي َ‬ ‫طائر َح َسن َّ‬ ‫(‪ٌ ((1‬‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪86‬‬


‫تحقيق‬

‫يـــل ُم ْعت َِك ٌ‬


‫ـــر‬ ‫ِ‬
‫ــــريقها وال َّل ُ‬ ‫قــــا َم ْت بإ ْب‬
‫(((‬
‫ألالء‬
‫ُ‬ ‫وج ِه َهـــا ِفـــي ال َب ْي ِ‬
‫ـــت‬ ‫ـــاح ِم ْ‬
‫ـــن ْ‬ ‫َف َ‬

‫(((‬
‫فأخذنا ُنناغي‬
‫ْ‬ ‫أســـفرت عن َثناياهـــا ِالعذاب‪ ،‬وفاهَ ْت َلدينـــا ِ بلَذيذ ِ‬
‫الخطـــاب‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ثم‬
‫والحديث‪:‬‬‫عما كان ِم َّنا فـــي القديم َ‬
‫كاســـات ِالعتـــاب َّ‬
‫ِ‬ ‫الحديث‪ ،‬و َن ُ‬
‫رشـــف‬ ‫فـــي َلذيذ َ‬
‫اد ِ‬
‫يـــث َبينَنـــا‬ ‫األح ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ـــراف‬ ‫ْ‬
‫بأط‬ ‫َأ ْ‬
‫خذنـــا‬
‫(((‬
‫ـــح‬ ‫ِ‬
‫األباط ُ‬ ‫الم ِط ِّ‬
‫ـــي‬ ‫بأع ِ‬
‫نـــاق َ‬ ‫وس َ‬
‫ـــال ْت ْ‬ ‫َ‬

‫رافلين(((‪،‬‬ ‫عاكفين‪ ،‬وفـــي َثوب ال َم َس َّ‬


‫ـــرة وال َب ْه َجـــة ِ ِ‬ ‫هـــذه الحا َِلة ِ‬
‫هـــذا و َل ْم نـــ َزل على ِ ِ‬
‫الفاقـــع ِج ْلبابها‪:‬‬
‫األصيل ِقبا َبها‪ ،‬و ِ َلب َســـت ِمـــن األص َفر ِ‬ ‫ُ‬
‫شـــمس ِ‬ ‫بـــت‬
‫إلـــى أن ض َر ْ‬
‫جـــر ٰى‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫صـــون وقـــدْ‬‫بالغ‬ ‫يـــح َت ْع َب ُ‬
‫ـــث ُ‬ ‫والر ُ‬‫ِّ‬
‫(((‬‫الم ِ‬
‫ــــاء‬ ‫يـــن َ‬ ‫األصيـــلِ َ‬
‫علـــى ُل َج ِ‬ ‫ـــب ِ‬
‫ذه ُ‬
‫َ‬

‫أســـ َبلَ ِت ِ ّ‬
‫اللثام‪،‬‬ ‫وقامت َّ‬
‫للظ ْعـــن((( على ســـا َق ْين‪ّ ،‬ثم ْ‬ ‫ْ‬ ‫للرحيـــل ذي َل ال َب ْيـــن(((‪،‬‬
‫رت َّ‬ ‫ّ‬
‫فشـــم ْ‬
‫واألســـماع‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫القلوب‬ ‫َعت م َّنا‬ ‫علـــى ُمح َّياهـــا َب ِدر ال َّتمام‪َ ،‬‬
‫وطِف ْقنا َنتباكى لل َوداع‪ ،‬وقد ا ْنصد ْ‬
‫يـــن َيـــو َم َر ِ‬
‫حيلهـــا‬ ‫غـــدا َة ال َب ِ‬
‫َ‬ ‫كأنِّـــي‬
‫(((‬
‫ـــف َح ْن َظلِ‬
‫اق ُ‬ ‫ـــي َن ِ‬
‫الح ِّ‬
‫ـــم َرات َ‬ ‫َل َ‬
‫ـــدى َس ُ‬

‫((( البيت من البسيط‪ ،‬ألبي نواس‪ُ .‬ي َ‬


‫نظر‪ :‬ديوانه‪( ،‬ج‪/3‬ص‪.)3‬‬
‫((( في (ت)‪( :‬نتناغى)‪.‬‬
‫واختلف في تحديد قائله‪ .‬وقد ذكره ابن جني في الخصائص‪( ،‬ج‪/1‬ص‪ ،)28‬وعزاه المحقق فيه إلى ُكث ِّير َعزَّ ة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫(( ( البيت من الطويل‪،‬‬
‫نظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور‪( ،‬ج‪/11‬ص‪.)292‬‬ ‫ُ‬
‫وأصلها من الثوب الرفل وهو الواسع‪ُ .‬ي َ‬ ‫ُ‬
‫نعيش َ ِمع َ‬
‫يشة رفلة‪ :‬بمعنى َو ِاس َع ٌة‪.‬‬ ‫((( أي‪:‬‬
‫((( البيت من الكامل‪ ،‬البن خفاجة األندلسي‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬ديوانه‪( ،‬ص‪.)11‬‬
‫((( أي‪ :‬الفراق‪ ،‬أو القطيعة‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬السابق‪( ،‬ج‪/8‬ص‪.)380‬‬
‫آخر‪ .‬مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس‪( ،‬ج‪/3‬ص ‪.)465‬‬ ‫مكان إلى َ‬
‫للسفر ِمن ٍ‬ ‫الش ُ‬
‫خوص َّ‬ ‫(( ( أي‪ُّ :‬‬
‫ّ‬
‫(تحولوا) بدل (رحيلها)‪.‬‬ ‫((( البيت من الطويل‪ ،‬المرئ القيس‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬ديوانه‪( ،‬ص‪ ،)9‬بلفظ‪:‬‬

‫‪87‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬
‫((( ُ‬ ‫فهاجـــت((( علـــي دَواعي ال َغـــرام‪ ،‬وفا َر َقني َل ُ‬
‫الهجـــوع وال َمنام‪ ،‬ف َغـــد ْو ُت أ ِ‬
‫طار ُح‬ ‫ذيذ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫الصبيب‪:‬‬ ‫الدموع ِمن َج ْفنـــي َّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وأنثر َمرجـــان‬ ‫الخضيـــب‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫والكـــف َ‬ ‫الجنـــاح‬
‫ِ‬ ‫ذاتَ‬
‫ومدا َمتـــي‬ ‫َت َشـــا َبه َد ْمعـــي إ ْذ َج َ‬
‫ـــرى ُ‬
‫يني َت ُ‬
‫ســـك ُب‬ ‫ِ‬
‫الـــكأس َع َ‬ ‫َف ِمـــن ِمثـــلِ ما في‬
‫لت‬
‫أســـ َب ْ‬ ‫ـــو اهلل مـــا أ ْدري َأبِالدَّ ِ‬
‫مـــع ْ‬ ‫َف َ‬
‫(((‬
‫أشـــر ُب‬
‫َ‬ ‫فونـــي أ ْم ِمـــن َع َبرتـــي ُك ُ‬
‫نت‬ ‫َ‬ ‫ُج‬

‫فبينما أنا أَرضع ثد َي ِي الهوى والغرام‪ ،‬وأخوض في ُلجج ال َو ْجد ُ‬


‫والهيام‪:‬‬
‫فـــا وشـــا َب ْت َمفا ِر ِقي‬
‫اله َوى ِط ً‬
‫ـــت َ‬ ‫َ‬
‫رض ْع ُ‬
‫ــــب َ‬
‫تـض ُّـرمــــا‬ ‫ــــب َونِ َ‬
‫ـيـرانــــي ُ‬
‫تـش ُّ‬ ‫فـش َّ‬ ‫َ‬
‫أضــالِــعــي‬ ‫ـــكـــو َلــ ِه ــي ـ َ‬
‫ـب َ‬ ‫أش ُ‬ ‫َفــــآ ِونــــ ًة ْ‬
‫(((‬ ‫وآ ِونـــــ ًة أ ْب ِ‬
‫ــكــي ال ـ َـم ـ َـرابِ ـ َـع والـــدُّ مـــى‬

‫ُ‬
‫الســــراح(((‪ ،‬وقـــــال‪ّ :‬أما ال َّليــــلة َ‬
‫عنك َفـــا َبراح(((‪.‬‬ ‫ْإذ طلَــــ َع علَ َّ‬
‫ـــي ِخدْ ٌن عليه أهْ بــــة َّ‬
‫وعد‪ ،‬فـــكان على قلبي َّ‬
‫ألـــذ وأحلى ِمن‬ ‫بالحبيـــب ّالذي أتى مـــن َغير ْ‬
‫ِ‬
‫ً (((‬ ‫ُ‬
‫فقلـــت‪ :‬وأهـــا‬
‫الشهد‪:‬‬
‫ْ‬

‫(فحينئذ هاجت)‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫((( في (ت)‪:‬‬
‫((( في (ت)‪( :‬وغدوت)‪.‬‬
‫نظر‪ :‬معاهد التنصيص على شواهد التلخيص‪ ،‬ألبي الفتح العباسي‪( ،‬ج‪/2‬ص‪ .)59‬وفيه‬ ‫من الطويل‪ ،‬ألبي إسحاق الصابي‪ُ .‬ي َ‬ ‫((( ‬
‫(أبالدمع)‪.‬‬‫(أبالخمر) بدل ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫من الطويل‪ ،‬ولم أعثر لهما على قائل في حدود بحثي‪ ،‬فلعلهما من شعر المؤ ِّلف‪.‬‬ ‫((( ‬
‫نظر‪ :‬جمهرة اللغة‪ ،‬البن دريد‪( ،‬ج‪/1‬ص‪.)316‬‬ ‫خاصة‪ُ .‬ي َ‬
‫ً‬ ‫جمع « َمربع»‪ ،‬وهو ال َموضع تقيم فيه زمن الربيع‬‫المرابع‪ْ :‬‬ ‫ ‬
‫نظر‪ :‬الصحاح‪ ،‬للجوهري‪( ،‬ص‪.)2107‬‬ ‫الخدْ ن‪ :‬هو الصديق‪ُ .‬ي َ‬ ‫ِ‬ ‫((( ‬
‫نظر‪ :‬المحكم‪ ،‬البن سيده‪( ،‬ج‪/4‬ص‪.)362‬‬ ‫الج ْلد‪ُ .‬ي َ‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫المصنوع‬ ‫اإلهاب‬ ‫بة‪:‬‬ ‫واألهْ‬ ‫ ‬
‫نظر‪ :‬السابق‪( ،‬ج‪/3‬ص‪.)187‬‬ ‫والسراح‪ :‬السهولة‪ُ .‬ي َ‬
‫َّ‬ ‫ ‬
‫نظر‪ :‬العين‪ ،‬للفراهيدي‪( ،‬ج‪/3‬ص‪.)216‬‬ ‫في (ت)‪( :‬أما عنك الليلة فال براح)‪ .‬ومعنى (ال براح) أي‪ :‬ال َزوال‪ُ .‬ي َ‬ ‫((( ‬
‫((( في (ت)‪ً :‬‬
‫(أهل) بإسقاط الواو‪.‬‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪88‬‬


‫تحقيق‬

‫ـــيـــش ِعــ ْن ــدي‬


‫ِ‬ ‫الـــع‬ ‫ِ‬
‫ــــذائــــذ َ‬‫أهــــنَــــا َل‬
‫إنَّ ْ‬
‫(((‬ ‫قص ِ‬
‫ـــد‬ ‫بيـــب ِمـــن َغيـــ ِر ْ‬
‫ور ٌة لِ ْل َح ِ‬
‫َز َ‬

‫نـــة أخرى‪ ،‬وهو‬ ‫ـــث َح َ‬


‫ديث الشـــكوى ِآو ً‬ ‫فأخ ْذنـــا َنتجـــا َذ ُب ِبعنـــان ال َكالم َطـــ ْو ًرا‪ ،‬و َن ُب ُّ‬
‫َ‬
‫حديث َك يا َســـ ْعد‪ .‬إلى أنْ ْ‬
‫أف َ‬
‫ض ْت‬ ‫والوجد‪ ،‬وأنا أقـــول‪ِ :‬إيه ِمن ِ‬ ‫ْ‬ ‫كاســـات ال َغرام‬
‫ِ‬ ‫يـــردِّ د لـــي‬
‫العذيب‪ ،‬إلى ما دَهانـــي ِمن ال َو ْجد وال َّن ِحيب‪ .‬فقـــال‪ :‬وهَ ل ِ ل ِذلك ِمن‬ ‫بنـــا َمطايـــا ال َّلفظ ِ‬
‫والعرفان‪:‬‬ ‫ُســـ ْلوان‪َ ،‬غي َر ِمدْ حة ِأخي ِالع ْل ِـــم ِ‬
‫يـــم َمتَـــى َأ ْم َد ْحـــه َأ ْم َد ْحـــه َوا ْل َ‬
‫ـــو َر ٰى‬ ‫َك ِر ٌ‬
‫(((‬ ‫َم ِعـــي َوإِ َذا َمـــا ُل ْمــــتُه ُل ْمــــتُه َو ْح ِ‬
‫ـــدي‬

‫وض ِـــه بال َبنان‪،‬‬ ‫لوم ِمن َر ِ‬ ‫والقاط ِف زهْ ـــ َر ُ‬


‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ّر في ُســـوق ال َبيان‪،‬‬ ‫نفائـــس ُّ ِ‬
‫َ‬ ‫البائـــع‬
‫ِ‬
‫الرهـــان‪ ،‬والجاري فـــي َل ِيل‬ ‫الســـ ْبق فـــي ِم ْضمـــار ال َف َ‬
‫صاحة َيـــوم ِّ‬ ‫قصبـــات َّ‬ ‫والحائـــز َ‬
‫ِ‬
‫(((‬
‫ـــس و[مـــا]‬ ‫إيـــاس ومـــا َح َّســـان‪ ،‬ومـــا َق ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫باحـــث َط ْل َ‬
‫ـــق ال َعنـــان‪ ،‬ف َمـــا‬ ‫شـــاكل وال َم ِ‬‫ال َم ِ‬
‫الشـــمس رابع َة‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وهـــل َتخفى‬ ‫ْ‬
‫باإلظهـــار‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫لـــت‪ِ َ :‬وز ْدنـــي ِمـــن َب ِيان َك‬ ‫ـــحبان(((‪ُ ،‬ق ُ‬ ‫َس ْ‬
‫راج الدِّ رايـة‪،‬‬ ‫العلمة ال ِّن ْحريــــر(((‪ّ ،‬الذي َليس َله فيما أعلَ ُم َنظيــــر‪ِ ،‬م ْع ُ‬ ‫وهو َّ‬ ‫النهار! َأل ُ‬
‫الدقائق‬ ‫ـــز َّ‬‫فتاح العلوم‪ ،‬ك ْن ُ‬
‫جامع البحـــار‪ِ ،‬م ُ‬ ‫ُ‬ ‫األســـرار‪،‬‬‫خازن ْ‬ ‫ُ‬ ‫الروايـــة‪،‬‬ ‫وح ُ‬
‫امـــل((( ِ لـــواء ِّ‬ ‫َ‬
‫حمود المآثر‬ ‫ُ‬ ‫وهو َس ُ‬
‫ـــعيد الـــذات‪َ ،‬م‬ ‫ـــراج ال َو َّهاج‪َ ،‬أل ُ‬
‫والس ُ‬ ‫المحتاج‪ِّ ،‬‬ ‫فايـــة ُ‬‫والفهـــوم‪ِ ،‬ك ُ‬ ‫ُ‬

‫(( ( من الخفيف‪ ،‬ولم أعثر له على قائل في حدود بحثي‪ ،‬فلع َّله من نظم المؤ ِّلف‬
‫نظر‪ :‬شرح ديوان أبي تمام‪ ،‬للتبريزي‪( ،‬ج‪/1‬ص‪.)290‬‬ ‫((( البيت من الطويل‪ ،‬ألبي تمام‪ُ .‬ي َ‬
‫ّ‬
‫وفي (ت) جع َل هذا البيت بعد قوله اآلتي فيما بعد‪( :‬الذي َليس َله فيما أعلَ ُم َنظير)‪.‬‬ ‫ ‬
‫((( زيادة من (ت)‪.‬‬
‫(( ( أسماء أعالم ُيض َرب بهم الم َثل‪ .‬فاألول إياس بن معاوية بن ُق ّرة (ت ‪122‬هـ)‪ ،‬من التابعين‪ُ ،‬يض َرب المثل بذكائه‪ .‬والثاني‪َ :‬ح ّسان‬
‫ابن ثابت‪ ،‬من فحول شعراء العرب في الجاهلية واإلسالم‪ ،‬له ديوان شعر مطبوع‪ .‬والثالث‪َ :‬ق ّس بن ساعدة اإليادي‪ ،‬من فصحاء‬
‫العرب في الجاهلية‪ ،‬له خطبة مشهورة في منابذة الوثنية‪ .‬والرابع‪َ :‬سحبان الوائلي‪ ،‬من فصحاء العرب في الجاهلية واإلسالم‪،‬‬
‫مفوه‪ُ ،‬يض َرب المثل ببالغته‪.‬‬‫خطيب ّ‬
‫ٌ‬
‫نظر‪ :‬البداية والنهاية‪ ،‬البن كثير‪( ،‬ج‪/13‬ص‪ ،116‬وج‪/11‬ص‪ ،216‬وج‪/3‬ص‪ ،299‬وج‪/11‬ص‪.)282‬‬ ‫ُي َ‬ ‫ ‬
‫نظر‪ :‬مقاييس اللغة‪ ،‬البن فارس‪( ،‬ج‪/5‬ص‪.)400‬‬ ‫المجرب له‪ُ .‬ي َ‬
‫ِّ‬ ‫العالم َّ‬
‫بالشيء‪،‬‬ ‫((( أي‪ِ :‬‬
‫((( في (ت)‪( :‬حامل) دون واو‪.‬‬

‫‪89‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫أحـــد ِ بِفيه‪ ،‬أنْ‬


‫ٌ‬ ‫در‬ ‫لكـــن هذا َل ْ‬
‫يق ُ‬ ‫َّ‬ ‫بالعيان‪،‬‬ ‫رف ُتـــه ِ‬
‫فقلـــت‪ :‬اآلنَ اآلن‪ ،‬قـــدْ َع ْ‬ ‫ُ‬ ‫والصفـــات‪.‬‬
‫ِّ‬
‫عـــض ِصفاته‪ ،‬وا ْر ُج ال َقبول ِمـــن ُج ِّل ِصالته‪،‬‬ ‫قل َب َ‬ ‫الصفات ِ بما ِفيـــه‪ ،‬قال‪ْ :‬‬ ‫َي ِنطـــق ِمـــن ِّ‬
‫الطــــ َرب‪ِ ،‬آخ ًذا((( ّ‬
‫بأن‬ ‫ـــكا ِ ب َذيــــل َّ‬ ‫ُ‬
‫فقلت ُم َت َم ِ ّس ً‬ ‫والشـــيء ّالذي ال ُيد َرك ُك ُّله ال ُيت َرك ُك ُّله‪،‬‬
‫ُ‬
‫خير ِمن األدَب(((‪:‬‬ ‫االمت َ‬
‫ثـــال ٌ‬ ‫ِْ‬

‫الحــا‬
‫الــحــدائــق َ‬ ‫ــيــم ِم َ‬
‫ــــن َ‬ ‫ــس ُ‬ ‫َهــــذا الــ َّن ِ‬

‫ور َواحـــــا‬ ‫ــو ْيــنــا ُب ْ‬


‫ـــكـــر ًة َ‬ ‫الــه َ‬ ‫ــم ِ‬
‫ــشــي ُ‬ ‫َي ْ‬
‫رض َكـ َّلـ َـلـــــهـــــا الـ َّـربـــــيــــ ُـع َكــأنَّــهــا‬ ‫َ‬
‫واأل ُ‬

‫ـان ِو َشــاحــا‬
‫ـجــمـ ِ‬ ‫ــوز ِم َ‬
‫ـــن الـ ُ‬ ‫ــح ُ‬ ‫َخ ْ‬
‫ـــــو ٌد((( َت ُ‬
‫ـــرا َتــــ َقــــاد َم َعـ ْـهــدُ هــا‬ ‫ـجـ ِـلــهــا بِ ْ‬
‫ـــك ً‬ ‫ـاس ـ َتـ ْ‬
‫فـ ْ‬
‫والـــخـــزا ِم َف َ‬
‫ــواحــا‬ ‫ُ‬ ‫ـس َش ـ ْـك ـ ًـا‬ ‫َكــالـ َّ‬
‫ـشـ ْـمـ ِ‬
‫ـاســاتِــهــا‬ ‫ــبــح ِم ْ‬
‫ــــن َكـ َ‬ ‫الــص َ‬ ‫راح ُتـــ ِر َ‬
‫يـــك ُّ‬ ‫ٌ‬
‫فــــراحــــا‬ ‫َ‬ ‫ـــيـــك بِ ِ‬
‫َ‬ ‫يـــــــــم ِف‬ ‫و ُت ِ‬
‫ـــرهـــا أ َ‬
‫ـــس ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ــــد‬
‫ـان إ َذا َر َن ــا‬
‫ــوب ال ـ َبــنـ ِ‬
‫ــض ِ‬‫ــخ ُ‬
‫ـــف َم ْ‬ ‫ِم ْ‬
‫ـــن َك ِّ‬

‫ـف ُيــنـ ِـفـ ُـذ فــي الـ ُـق ـ ُلـ ِ‬


‫ـوب ِجــراحــا‬ ‫ـســيـ ِ‬
‫َكــالـ َّ‬
‫ائــــرا‬
‫ــــد ً‬ ‫ــــــــر ًة((( َ‬
‫وغ َ‬ ‫ـــخ َ‬
‫ـــذ الـــدُّ ُجـــ َّنـــ َة ُط َّ‬ ‫َت ِ‬
‫ـح ـ َ‬
‫ـاظ ِســاحــا‬ ‫ــبــح ُع ـ ْن ـ ًقــا وال ـ ِّـل ـ َ‬
‫والــص َ‬
‫ُّ‬

‫ً‬
‫(قائل)‪.‬‬ ‫(( ( في (ت)‪:‬‬
‫((( القصيدة للمؤ ِّلف على البحر الكامل‪.‬‬
‫((( وهي الفتاة الشابة‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬العين‪ ،‬للفراهيدي‪( ،‬ج‪/4‬ص‪.)294‬‬
‫((( الدُّ ُج َّنة‪ :‬هي ّ‬
‫الليلة الظلماء‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬الصحاح‪ ،‬للجوهري‪( ،‬ص‪.)2110‬‬
‫والط َّرة‪ :‬هو ما ُيخاط على حاشية ال ُب ْرد‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬العين‪ ،‬للفراهيدي‪( ،‬ج‪/7‬ص‪.)404‬‬ ‫ُّ‬ ‫ ‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪90‬‬


‫تحقيق‬

‫قـــول َوك َّلمـــا‬


‫ِ‬ ‫بالع‬
‫ُ‬ ‫ـــب‬
‫الع َ‬ ‫َظ ْب ٌ‬
‫ـــي َت َ‬
‫َقـــدْ ُر ْضتَـــ ُه ُل ْط ًفـــا ُي ِر َ‬
‫يـــك ِج َماحـــا‬
‫ـــك َل ُ‬
‫الغـــا ِم و َتـــار ًة‬ ‫َط ً‬
‫ـــورا ُيـــ ِري َش ْ‬
‫راع َر َداحـــا‬ ‫ِّ‬
‫الـــذ ِ‬ ‫َي ْح ِكـــي ُم َس َّ‬
‫ـــور َة‬
‫بظ ِّلهـــا‬
‫ـــيم ِ‬ ‫ـــة َع َك َ‬
‫ـــف ال َّن ِس ُ‬ ‫وض ٍ‬ ‫فـــي َر َ‬
‫هـــر ُه َقـــدْ َلحـــا‬
‫وز ُ‬ ‫بيـــع َ‬
‫الر ُ‬ ‫وبِ َهـــا َّ‬
‫بيـــض كال ُّل َج ِ‬
‫يـــن وأحمـــ ٍر‬ ‫َ‬ ‫يـــن َأ‬
‫َمـــا َب َ‬
‫ِش ْ‬
‫ـــبه ال ُّن َضـــا ِر وأص َفـــ ٍر َقـــدْ َفاحـــا‬
‫ِ‬
‫ـــواج ٌع‬ ‫ِ‬
‫صـــون َس‬ ‫يـــور َ‬
‫علـــى ُ‬
‫الغ‬ ‫الط ُ‬ ‫وبِهـــا ُّ‬
‫ــــح َقــــــدْ َصــاحــا‬
‫ومــــســــ ِّب ٌ‬
‫ــــغــــر ٌد ُ‬
‫ِّ‬ ‫َف ُ‬
‫ــــم‬
‫يـــم ِغنائِهـــا‬
‫َحكـــي فـــي َز ِح ِ‬
‫َت ْشـــدُ و َفت ِ‬

‫ـــن فـــي ال ُب ُكـــو ِر ِف َصاحـــا‬


‫بـــاء ُت ْع ِل ُ‬
‫َخ ْط َ‬
‫ـجـ ِوهــــا‬ ‫ـنــــاح بِ َ‬
‫ـش ْ‬ ‫ِ‬ ‫الـج‬
‫ذات َ‬ ‫َ‬
‫وكـأنَّـمــــا ُ‬
‫ـــــرام َفـنـاحــــا‬
‫ُ‬ ‫ـــث َ‬
‫الــغ‬ ‫ـــــب ِ‬
‫بـــه َع َب َ‬ ‫َص ٌّ‬
‫ائـــق ِغ َّ‬
‫ـــب مـــا‬ ‫الح َد ُ‬ ‫زه ِ‬
‫ـــت َ‬ ‫َهـــذا و َمـــا َ‬
‫بيـــع ِو َشـــاحا‬
‫الر ِ‬ ‫ـــد ْت َلهـــا َأ ِ‬
‫يـــدي َّ‬ ‫َأ ْه َ‬
‫ــقـيــــنًا َأنَّــــ ُه‬
‫ــــت َي ِ‬
‫ــم ْ‬ ‫َل ِ‬
‫ــكـ َّنــــهـــــا َع ِ‬
‫ـــل َ‬
‫الســـعيدُ َص َباحـــا‬‫ـــهم َّ‬
‫الش ُ‬ ‫آت َلهـــا َّ‬ ‫ٍ‬
‫الم َ‬
‫ولـــى ا َّل ِ‬ ‫َ‬
‫ـــذي‬ ‫َ‬ ‫الم ِ‬
‫اجـــدُ‬ ‫األ ْل َم ِع ُّ‬
‫ـــي َ‬
‫الـــغـــمـــا َم َنــــوائِ ً‬
‫ــــا َو َســمــاحــا‬ ‫َف َ‬
‫ــــــاق َ‬

‫‪91‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬
‫ـــرا َق ِ‬
‫اذ ًفـــا‬ ‫ـــدا فـــي ِ‬
‫الع ْلـــم َب ْح ً‬ ‫َمو ًلـــى َغ َ‬
‫ســـان ِصحاحـــا‬
‫ِ‬ ‫ـــن ِّ‬
‫الل‬ ‫ـــيء ِم َ‬
‫ُد َر ًرا ُت ِض ُ‬
‫ـــائـــرا‬
‫ً‬ ‫ـــكـــر َم ِش ـ ْـي ــمــ ًة َو َش َ‬
‫ـــع‬ ‫ُّ‬ ‫ـــخ َ‬
‫ـــذ الـــ َّت‬ ‫َت ِ‬
‫َ‬
‫ـــفـــاف َربــاحــا‬ ‫والـــع‬
‫َ‬ ‫ـــم َحــ ْلــ ًيــا‬ ‫ِ‬
‫والـــحـــ ْل َ‬
‫اطـــــ ًبا َأ ْو َج َ‬
‫الـك َـم ِ‬
‫ــــال َو َراقـــــ ًيا‬ ‫َيــــــا َخ ِ‬

‫إصـــاحـــا‬ ‫الـــعـــ ُلـــو ِم َ‬


‫وطـــالـــ ًبـــا ْ‬ ‫ُ‬ ‫در َج‬
‫َ‬
‫ـــه‬ ‫ـــم ِح َمـــا ُه َو َل َت ِحـــدْ َع ْ‬
‫ـــن َبابِ ِ‬ ‫َي ِّم ْ‬
‫ـــرام لِ َم ْ‬
‫ـــن َأرا َد َنجاحـــا‬ ‫الم ُ‬ ‫ـــو ُ‬
‫فه َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ـــغـــادة‬‫ـــحـــاظ لِ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫بـــالـــل‬ ‫ــــــوالي َل ـ ْـم ـ ً‬
‫ـح ــا‬ ‫َ‬ ‫َم‬
‫وم َب ــراح ــا‬ ‫ــــت بِـــ َبـــابِ َ‬
‫ـــك ال َت ُ‬
‫ـــــــر ُ‬ ‫َوقــــ َف ْ‬
‫يـــاء ُخدُ و َدهـــا‬
‫الح ُ‬ ‫ـــت و َقـــدْ َص َ‬
‫بـــغ َ‬ ‫َوق َف ْ‬
‫ـــن َق ْي ِ‬
‫ـــد ُ‬
‫الخ ُمـــول َســـراحا‬ ‫لِت َ‬
‫َنـــال ِم ْ‬
‫كـــمـــلِ ِم ـ ْنــحـ ٍـة‬ ‫ـــســـاك ُتــسـ ِـعـ ُـفــهــا َ‬
‫بـــأ َ‬ ‫َ‬ ‫َف َ‬
‫ـــع‬
‫ِ‬
‫ـــبـــول َجــنــاحــا‬‫ــــريــــش مــنــهــا بـــالـــ َق‬
‫ُ‬ ‫و ُت‬
‫ّ‬
‫سيدي‪:‬‬
‫فجاءت‬
‫ْ‬ ‫المعطال‪،‬‬ ‫ســـج ْت ُه ُ‬
‫يد ال َقريحة((( ِ‬ ‫ســـان ِالفكرة والخيال‪ ،‬و َن َ‬ ‫هذا ما َســـ َمح به ِ ل ُ‬
‫اغتيال َّ‬
‫الزمان‬ ‫َ‬
‫وذلك مـــ َع ْ‬ ‫العود وال َمثاني؛‬‫رصعـــ َة ال َمعاني‪ُ ،‬ت ْ ِغني عن َر ّنـــة ُ‬
‫اهلل ُم َّ‬‫بحم ِـــد ِ‬
‫ْ‬
‫والجنان‪:‬‬ ‫الخاطر َ‬ ‫ِ‬ ‫ـــوان‪ ،‬و َت ُّ‬
‫كدر‬ ‫الخ َّ‬‫َ‬
‫ـتــــورا‬
‫ً‬ ‫ــــت فـــــي َر ْقــ ِمــــي ُف‬
‫أدرك َ‬ ‫َلـئِ ْ‬
‫ــــن ْ‬
‫الـم َـعـانــــي‬
‫ـيــــع َ‬ ‫ــيــــــرا بِــت ِ‬
‫َــرص ِ‬ ‫ً‬ ‫و َت ِ‬
‫ــقــص‬

‫((( أي‪ :‬استنباط العلم بجودة الطبع‪ ،‬وأصل معناها‪ّ :‬أول ما ُيستنبط من البئر‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬الصحاح‪ ،‬للجوهري‪( ،‬ص‪.)396‬‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪92‬‬


‫تحقيق‬
‫ـــت لِن ِ‬
‫َقصـــي أنَّ َر ْق ِصـــي‬ ‫َفـــا ُتثبِ ْ‬
‫(((‬ ‫الـز َم ِ‬
‫ــــان‬ ‫ـش ِ‬
‫ـيــــط َّ‬ ‫َ‬
‫عــــلى ِمـ ْقــــدا ِر َتـ ْن ِ‬

‫وإل فهي َن ْف ُثة َمصدور(((‪،‬‬


‫نك وال َمأمول‪َّ ،‬‬
‫الرجـــا ِم َ‬ ‫البس ال َقبول‪ُ ،‬‬
‫فهو َّ‬ ‫فإنْ ُت ِْلب ْســـها ِ ب َم ِ‬
‫وإني إ َليك إذنْ َل َشكور(((‪:‬‬ ‫ّ‬

‫ميـــل َف َأه ُلـــه‬


‫َ‬ ‫الج‬ ‫َفـــإِنْ ُتولِنـــي ِم َ‬
‫نـــك َ‬
‫(((‬
‫ــــور‬ ‫ــــــاذ ٌر َو َش ُ‬
‫ـــــك ُ‬ ‫ِ‬ ‫َوإِ َّل َفــــإِ ِّنــــي َع‬

‫باســـه ُب ِ‬
‫ردان(((‪،‬‬ ‫مما ر َقم‪ُ ،‬‬
‫ون ِض َي((( ِمن ِ ل ِ‬ ‫نضب((( ِر ُ‬
‫يق القلَم‪ ،‬وأرا َح َشـــ َف َت ِيه َّ‬ ‫إلـــى ُهنـــا َ‬
‫كي و َم ْرجاني‪.‬‬
‫ِم ْس ٌّ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫والرسل ِختام‪.‬‬ ‫لألنبياء ُّ‬
‫ِ‬ ‫ـحـمـد بـدْ ر التمام‪َ ،‬من‬ ‫سيدنا ُم َّ‬‫وصلى اهلل علَى ّ‬

‫المساعي‬ ‫الع ِ‬
‫بد الداعي ِ‬
‫قليل َ‬ ‫ُعبودي ُة َ‬
‫رب ِه الخفي ِ‬
‫ـات‬ ‫الراجي َن َف ِ‬
‫حات ّ‬
‫ّ‬
‫ِ ِ‬
‫ال َفقي ِر َع ْبد الغَ ن ِّي َّ‬
‫السادات‬
‫‪-‬عفي َعنه‪-‬‬
‫ُ‬

‫مقاربة‪:‬‬
‫بألفاظ ِ‬
‫ٍ‬ ‫(( ( البيتان من الوافر‪ ،‬ولعل األصل ألبي الفتح البستي‬
‫والبيان‬
‫ِ‬ ‫والبالغة‬
‫ِ‬ ‫وخـطي‬ ‫❊❊‬ ‫ـورا‬ ‫َ‬
‫أبصرت في لفـظي فـت ً‬ ‫إذا‬
‫مان‬ ‫إيقاع َّ‬
‫الز ِ‬ ‫على مقدار ِ‬ ‫❊❊‬ ‫تب بفهمي‪ ،‬إن رقصي‬ ‫َ‬
‫فال ت ْر ْ‬
‫نظر‪ :‬ديوان أبي الفتح البستي‪ ،‬تحقيق‪ :‬درية الخطيب ولطفي الصقال‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دمشق ‪1989‬م‪ ،‬ص‪.195‬‬ ‫ُي َ‬
‫ويتيمة الدهر‪ ،‬للثعالبي‪( ،‬ج‪/4‬ص‪.)374‬‬
‫نظر‪ :‬الصحاح‪ ،‬للجوهري‪( ،‬ص‪.)1333‬‬ ‫يق الصدْ ر»‪ُ .‬ي َ‬ ‫«ض ُ‬
‫((( هو الذي يشتكي صدْ َره‪ِ ،‬‬
‫((( في (ت)‪( :‬وإني لك عاذر وشكور)‪.‬‬
‫نظر‪ :‬ديوانه‪( ،‬ج‪/1‬ص‪.)252‬‬ ‫(( ( البيت من الطويل‪ ،‬ألبي نواس‪ُ .‬ي َ‬
‫ذهب في األرض‪ُ .‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬العين‪ ،‬للفراهيدي‪( ،‬ج‪/7‬ص‪.)48‬‬ ‫َ‬ ‫الماء ُن ُض ًوبا إذا‬
‫ُ‬ ‫((( َن َ‬
‫ض َب‬
‫نظر‪ :‬السابق‪( ،‬ج‪/7‬ص‪.)58‬‬ ‫خر َج‪ُ .‬ي َ‬ ‫اس ُت ِ‬
‫((( أي‪ْ :‬‬
‫السجعة‪ .‬وال ُبردان ُمثنى ( ُب ْرد)؛ أي‪ :‬الثوب أو الكساء الذي ُيل َتحف به‪ُ ،‬ي َ‬
‫نظر‪ :‬السابق‪( ،‬ج‪/8‬ص‪.)29‬‬ ‫ْ‬ ‫((( ُت َ‬
‫نطق هنا بإشباع الكسرة لموافقة‬

‫‪93‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ <أســـاس البالغة‪ ،‬للزمخشـــري‪ ،‬تحقيق محمد باســـل عيون الســـود‪،‬‬


‫دار الكتـــب العلمية‪ ،‬بيـــروت‪1998( ،‬م)‪.‬‬
‫الزر ْكلـــي‪ ،‬دار العلم للمالييـــن‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،15‬‬
‫ <األعـــام‪ ،‬لخيـــر الدين ِّ ِ‬
‫(‪2002‬م)‪.‬‬
‫ <األغانـــي‪ ،‬ألبـــي الفـــ َرج األصفهانـــي‪ ،‬دار إحيـــاء التـــراث‪ ،‬بيـــروت‪،‬‬
‫(‪1415‬هـ)‪.‬‬
‫ <البدايـــة والنهايـــة‪ ،‬البـــن كثيـــر الدمشـــقي‪ ،‬تحقيـــق عبد المحســـن‬
‫التركـــي‪ ،‬دار هجـــر‪ ،‬الســـعودية‪1997( ،‬م)‪.‬‬
‫ <تـــاج العروس‪ ،‬لمرتضى الزبيـــدي‪ ،‬مجموعة محققيـــن‪ ،‬دار الهداية‪،‬‬
‫(د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ <جمهـــرة اللغـــة‪ ،‬البن دريد‪ ،‬تحقيق منير بعلبكـــي‪ ،‬دار العلم للماليين‪،‬‬
‫بيروت‪1987( ،‬م)‪.‬‬
‫ <حلية البشـــر في تاريـــخ القرن الثالث عشـــر‪ ،‬لعبد الـــرزاق البيطار‪،‬‬
‫تحقيـــق بهجة البيطار‪ ،‬مجمـــع اللغة العربية‪ ،‬دمشـــق‪1961( ،‬م)‪.‬‬
‫ <خريدة القصر وجريدة العصر (قســـم شـــعراء المغـــرب واألندلس)‪،‬‬
‫لعمـــاد الديـــن الكاتـــب األصبهاني‪ ،‬تحقيـــق آذرتاش آذرنـــوش‪ ،‬الدار‬
‫التونسية‪1971( ،‬م)‪.‬‬
‫ <الخصائـــص‪ ،‬البـــن جنـــي‪ ،‬تحقيـــق محمـــد علـــي النجـــار‪ ،‬الهيئـــة‬
‫المصريـــة للكتـــاب‪ ،‬ط‪( ،4‬د‪ .‬ت)‪.‬‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪94‬‬


‫تحقيق‬

‫ < ديوان ابن خفاجة‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬


‫ < ديـــوان امـــرئ القيـــس‪ ،‬تحقيـــق محمـــد أبو الفضـــل إبراهيـــم‪ ،‬دار‬
‫المعـــارف‪ ،‬مصـــر‪1984( ،‬م)‪.‬‬
‫ < ديـــوان النابغـــة الذبيانـــي‪ ،‬تحقيـــق حنـــا نصـــر الحتـــي‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربـــي‪ ،‬بيـــروت‪1991( ،‬م)‪.‬‬
‫ < ديـــوان أبي نـــواس‪ ،‬تحقيـــق فاغنر‪ ،‬النشـــرات اإلســـامية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫(‪2001‬م)‪.‬‬
‫ < روض البشـــر فـــي أعيان دمشـــق في القـــرن الثالث عشـــر‪ ،‬لمحمد‬
‫جميل الشـــطي‪ ،‬دار اليقظة‪ ،‬دمشـــق‪1356( ،‬هـ)‪.‬‬
‫ < شـــرح الحماســـة‪ ،‬للمرزوقـــي‪ ،‬تحقيـــق غريـــد الشـــيخ‪ ،‬دار الكتـــب‬
‫العلميـــة‪ ،‬بيـــروت‪2003( ،‬م)‪.‬‬
‫ < شرح ديوان أبي تمام‪ ،‬للتبريزي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ < الصحـــاح‪ ،‬للجواهـــري‪ ،‬تحقيق أحمد عبد الغفور عطـــار‪ ،‬دار العلم‬
‫للماليين‪ ،‬بيروت‪1987( ،‬م)‪.‬‬
‫ < علمـــاء دمشـــق وأعيانها فـــي القرن الثالث عشـــر الهجـــري‪ ،‬لنزار‬
‫أباظـــة ومحمـــد مطيـــع حافـــظ‪ ،‬دار الفكـــر المعاصـــر‪ ،‬بيـــروت‪،‬‬
‫(‪1991‬م)‪.‬‬
‫ < العيـــن‪ ،‬للخليـــل بن أحمـــد الفراهيـــدي‪ ،‬تحقيق مهـــدي المخزومي‬
‫وإبراهيم الســـامرائي‪ ،‬دار الهـــال‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ < مجمـــع األمثـــال‪ ،‬للميدانـــي‪ ،‬تحقيـــق محمـــد محيـــي الديـــن عبـــد‬
‫الحميـــد‪ ،‬دار المعرفـــة‪ ،‬بيـــروت‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬

‫‪95‬‬ ‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬


‫تحقيق‬

‫ < محمـــد بـــن عمـــار األندلســـي‪ ،‬لصـــاح خالـــص‪ ،‬مطبعـــة الهـــدى‪،‬‬


‫بغـــداد‪1957( ،‬م)‪.‬‬
‫ < المحكـــم‪ ،‬البن ســـيده‪ ،‬تحقيـــق عبد الحميـــد هنـــداوي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيـــروت‪2000( ،‬م)‪.‬‬
‫ < المخصـــص‪ ،‬البن ســـيده‪ ،‬تحقيق خليـــل فجال‪ ،‬دار إحيـــاء التراث‪،‬‬
‫بيروت‪1996( ،‬م)‪.‬‬
‫ < معاهـــد التنصيـــص‪ ،‬ألبـــي الفتح العباســـي‪ ،‬تحقيـــق محمد محيي‬
‫الديـــن عبـــد الحميـــد‪ ،‬دار عالـــم الكتب‪ ،‬بيـــروت‪( ،‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫ < مقاييـــس اللغـــة‪ ،‬البـــن فـــارس‪ ،‬تحقيـــق عبد الســـام هـــارون‪ ،‬دار‬
‫الفكـــر‪ ،‬بيـــروت‪1979( ،‬م)‪.‬‬
‫ < المنتخـــب‪ ،‬لكـــراع النمـــل الهنائـــي‪ ،‬تحقيق محمد العمـــري‪ ،‬جامعة‬
‫أم القـــرى‪1989( ،‬م)‪.‬‬
‫ < منتخبـــات التواريـــخ لدمشـــق‪ ،‬لمحمـــد أديـــب الحصنـــي‪ ،‬المطبعة‬
‫الحديثـــة‪ ،‬دمشـــق‪1927( ،‬م)‪.‬‬
‫ < لسان العرب‪ ،‬البن منظور‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1414( ،‬هـ)‪.‬‬
‫ < يتيمـــة الدهـــر‪ ،‬للثعالبـــي‪ ،‬تحقيق مفيـــد محمد قميحـــة‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيـــروت‪1983( ،‬م)‪.‬‬

‫العدد ‪ 589‬أغسطس ‪2019‬‬ ‫‪96‬‬

You might also like