Professional Documents
Culture Documents
ﻣﻜﺘﺒﺔ ودار اﳌﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﺘﺒﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳ ّﻴﺔ اﳌﻘﺪّ ﺳﺔ .ﻣﺮﻛﺰ إﺣﻴﺎء اﻟﱰاث.
اﻟ ِﺨﺰاﻧــﺔ :ﻣﺠﻠــﺔ ﻋﻠﻤ ّﻴــﺔ ﻧﺼــﻒ ﺳــﻨﻮﻳّﺔ ﺗُﻌﻨــﻰ ﺑﺎﻟــﱰاث اﳌﺨﻄــﻮط واﻟﻮﺛﺎﺋــﻖ /ﺗﺼــﺪر ﻋــﻦ ﻣﺮﻛــﺰ إﺣﻴــﺎء
اﻟــﱰاث اﻟﺘﺎﺑــﻊ ﻟــﺪار ﻣﺨﻄﻮﻃــﺎت اﻟﻌﺘﺒــﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳ ـ ّﻴﺔ اﳌﻘﺪّ ﺳــﺔ.ــ ﻛﺮﺑــﻼء ،اﻟﻌــﺮاق :اﻟﻌﺘﺒــﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳ ـ ّﻴﺔ اﳌﻘﺪّ ﺳــﺔ،
اﳌﻜﺘﺒﺔ ودار اﳌﺨﻄﻮﻃﺎت ،ﻣﺮﻛﺰ إﺣﻴﺎء اﻟﱰاث 1438 ،ﻫـ-2017 = .
ﻣﺠﻠﺪ :إﻳﻀﺎﺣﻴﺎت؛ 24ﺳﻢ
ﻧﺼﻒ ﺳﻨﻮﻳﺔ-.اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ،اﻟﻌﺪدان اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﺴﺎدس )ﺗﴩﻳﻦ اﻷول -(2019
ردﻣﺪ 2521-4586 :
ﺗﺘﻀ ّﻤﻦ ﻣﻼﺣﻖ
ﺗﺘﻀ ّﻤﻦ إرﺟﺎﻋﺎت ﺑﺒﻠﻴﻮﺟﺮاﻓ ّﻴﺔ.
اﻟﻨﺺ ﺑﺎﻟﻠﻐﺘني اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ واﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ّﻳﺔ وﻣﺴﺘﺨﻠﺼﺎت ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ واﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ّﻳﺔ. ّ
.1اﳌﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﺮﺑ ّﻴﺔ--دورﻳﺎت .أﻟﻒ .اﻟﻌﻨﻮان.
LCC: Z115.1 .A8364 2019 NO. 5-6
DDC : 011.31
ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻔﻬﺮﺳﺔ وﻧﻈﻢ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺎﺑﻊ ﳌﻜﺘﺒﺔ ودار ﻣﺨﻄﻮﻃﺎت اﻟﻌﺘﺒﺔ اﻟﻌﺒﺎﺳ ّﻴﺔ اﳌﻘﺪّ ﺳﺔ
٢٥٢١-٤٥٨٦
٢٠١٧٢٢٤٥
٠٠٩٦٤٧٨١٣٠٠٤٣٦٣٠٠٩٦٤٧٦٠٢٢٠٧٠١٣
Khhrciq
Kh@hrciq
٢٣٣
اإلشراف العام
سماحة السيّد أحمد الصافيّ
رئيس التحرير
السيّد ليث الموسو ّي
المشرف على قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة
هيأة التحرير
أ .م .د .محمّد عزيز الوحيد أ .د .ضرغام كريم الموسويّ
مقدام راتب المفرجيّ حسن عريبي الخالديّ
يل
يل مجيد الح ّ أحمد ع ّ اني ونسخة كتاب
باحث ترا ّيث ابن المت ّوج البحر ّ 17
العراق (مختلف الشيعة)
األستاذ المساعد الدكتور عباس هاني الجراخ الجعبري (تحقيق :هالل ناجي
ّ ديوان
مديرية تربية بابل 373ود .زهير غــازي زاهـد) نظرات نقديّة
العراق ومستدرك.
األستاذ الدكتور عمار مح ّمد الن ّهار المنهجي على مقال( :قراءة
ّ العلمي
ّ الر ّد
قسم التاريخ -كلية اآلداب -جامعة دمشق 411في كتاب الدارس في تاريخ المدارس)
سوريا اقبي .
للدكتور وليد مح ّمد السر ّ
الباب الرابع :فهارس المخطوطات ّ
وكشافات المطبوعات
إعداد
ّ
ع يد ّ
ا أد
حث ّ
ا
العراق
arranged by
الملخص
ّ
للعلمـة الحل ّّي (ت726هـ)
يهتـ ّم البحث بالنسـخة الخط ّية لكتاب (مختلَف الشـيعة) ّ
الموجـودة فـي مكتبـة اإلمـام الحكيـم العا ّمـة فـي النجـف األشـرف ،والمتك ّونـة مـن
مجلّديـن :األول برقـم ( ،)127والثانـي برقـم ( ،)128حيـث د ّون الشـيخ ناصـر الدين ابن
نصاً يشـير إلى تملُّكه للنسـخة فضلاً عن قيامه
انـي فـي آخـر المجلّد األول ّ
المتـ ّوج البحر ّ
بتصحيحهـا ،وقـد وث ّـق ذلـك بذكـر التاريخ باليوم والشـهر والسـنة.
وقـد أشـار إلـى تلـك النسـخة وبعـض مـا عليها مـن فوائـد شـيخ الباحثين الشـيخ آغا
انـي فـي ذريعتـه ،وكـ ّرر ذلك فـي طبقاتـه ،وعند االطّلاع على تلك النسـخةبـزرك الطهر ّ
اني
ومقابلـة مـا مسـطور فيهـا مع مـا ذُكر في الذريعـة وجدتُ أ ّن مـا ح ّرره الشـيخ الطهر ّ
فأحببـت أن أذكـر مـا يجـدي بمـا يتعلـق بالمالك
ُ واف ويشـوب بعضـه التصحيـف، غيـر ٍ
والنسـخة في هـذا البحـث المو َجز.
)ةعيشلا فتخم( باتك ةخسنو ّينارحبلا جّوتملا نبا
ل 20
Abstract
The study revolves around revolves around manuscript (Mukhtalaf
Al-Shia) Al-'Allama Al-Hilli (AD. 726) found in the public library
of Imam Al-Hakim in Najaf which consists two volumes: the first
under the number (127), the second under the number (128). At the
end of the first volume, Al-Shaykh Nasir Al-Din ibn Al-Mutawaj Al-
Bahrani wrote a text indicating his ownership of the copy as well as
his correction and affirmed that mentioning the day, month, and year.
This copy and some of the benefits was referred to by the great
researcher Al-Shaykh Aqa Buzurg Tehrani in Al-Dhari'a and repeated
this in Al-Tabaghat. Upon reviewing this copy and examining what
was written in it, and comparing that with what was mentioned in
Al-Dhari’a, I found that what was stated by Al-Shaykh Tehrani was
insufficient and tainted with distortion. Therefore, I liked to mention
a brief study about the owner and the copy in this treatise.
21 دمح
ّيلحلا ديجم ّيلع أ
المقدمة
ّ
اني فـي كتابـه الذريعـة ( 218 /20الرقم
ذكـر شـيخ الباحثيـن الشـيخ آقـا بـزرك الطهر ّ
ّـي (ت726هـ) ،تملّكها الشـيخ )2666نسـخ ًة مـن كتـاب (مختلف الشـيعة) ّ
للعلمة الحل ّ
علـي بن الحسـن بن
ناصـر الديـن بـن جمـال الديـن أحمـد بـن عبـد الله بـن مح ّمـد بن ّ
أحببت
ُ واف يشـوب بعضه التصحيف لتاريخ تملّك النسـخة، اني ،بشـكل غير ٍ مت ّوج البحر ّ
أن أذكـر مـا يُجـدي هنـا مع بعـض الفوائد التـي تتعلّق بتلك النسـخة.
((( ت ُرجم له مع ذكر نسبه الكامل في كتاب طبقات أعالم الشيعة.)143/6 :
((( في الذريعة( :الفاقد).
((( في الذريعة( :وفقد الناظر) ،والقذ كناية عن القطع.
23 دمح
ّيلحلا ديجم ّيلع أ
انـي لهـا كُتبـت إجـازة فـي القـرن العاشـر -بحسـب أعالمهـا -
تملُّـك ابـن المتـ ّوج البحر ّ
ٍ
بجهـد جاهد: و ُمحيـت جملتهـا ،و بقيـت آثارهـا غيـر مقـروءة ،وم ّمـا قرأته
«بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم[ ،الحمـد لله] الـذي فضّ ل نوع اإلنسـان ،وم ّيـزه بالعقل
النبي مح ّمد بـن عبد اللـه المبعوث مـن بنـي الحيـوان ،وجعـل اللـه عليـه خالصة البشـر ّ
إلـى اإلنـس والجـان ،وآلـه مصابيـح الظالم وهـداة األنـام ...بدوام الملـك الديّـان ،وبعد،
والحق والدنيـا والدين قد التمس م ّنـي ...األمانيّ فـإن المولـى المعظّـم والبحـر ...الملّـة
الطوسـي ،والشـيخ المفيد[ ...،وابن إدريـ]ــس ،وابن طاوس السـ ّيد ... ّ فأجزته ...الشـيخ
ابـن بابويـه وولـده ،...،جمـال الديـن وولـده فخـر الدين...،السـ ّيد عميد الدين...،السـ ّيد
...الطوسـي ،...،هذه المسـلّمات ألهليّتـه باتِّباع األشـ َهر ،فإ ّن
ّ مح ّمـد بـن ،...ابـن فهـد،...
ربالشـهرة دليـل برأسـها كما قـال ...األخذ باالحتياط فـإ ّن من أخذ به سـلم ،والحمد لله ِّ
...سـائل من المشـار الدعاء لي عقيب الصلوات ،واالسـتغفار ً العالميـن ...وكتـب الضعيف
فـي الخلوات ،والسلام عليكم ورحمـة الله».
تقي
تقـي الشـيخ مح ّمد جواد الشـيخ مح ّمـد ّ
وكتـب لـي األخ األسـتاذ الشـيخ مح ّمـد ّ
نصـه« :في هذه الورقـة إمضاءاتٌ
الفقيـه تعليقًـا علـى هـذه التملّكات بعد نشـر صورتها ّ
علـي الفقيه ع ّمي شـقيق ج ّدي ،وهو والد المرحوم الشـيخ
لبعـض أرحامنـا وهم :الشـيخ ّ
مفيـد الفقيـه الـذي ت ُوفّي سـنة 2017م ،والشـيخ جعفـر الصائغ هو زوج ع ّمتي ،والشـيخ
علي الفقيه تُوفّي سـنة 1989م ،و ُدفن في وادي السلام ،وفي االنتفاضة الشـعبانيّة سـنة
ّ
1991م ُخـ ِّرب قبـره ؛ أي بعـد ثلاث سـنوات مـن دفنه ،ف ُوجد جسـده كما هـو ،كان ذلك
حينمـا أراد الشـيخ جعفر الخليـل إصالح قبره بعـد التخريب».
والمجلّد الثاني من النسخة بدون تاريخ.
25 دمح
ّيلحلا ديجم ّيلع أ
ﻣﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ
27 دمح
ّيلحلا ديجم ّيلع أ
إنهاء النسخة وبالغ التصحيح الذي كتبه ابن المت ّوج في آخرها
29 يلاغلا موشهنب .د
الملخص
ّ
العربـي فـي إطـار توزيـعٍ جديد
ّ الفشـتالي للمخطـوط
ّ لقـد تعـ ّددت وسـائل تلقِّـي
لديـوان أبـي الط ّيـب المتنبـي ،وإخراجـه فـي حلّـة جديدة شـبيهة بما هو متعـارف عليه
فـي العصـر الحديـث بعمليـة التحقيـق ،التـي تعتمد تجميـع ال ُّنسـخ الخطيّـة ،والمقارنة
بينهـا ،وتمحيصهـا ،وإعـادة قراءتهـا ،بمـا يتناسـب مـع المعطيـات الحضاريّـة والفكريّـة
للسـعدي.
ّ والثقاف ّيـة والفن ّيـة للعصر
وقـد تـ ّم اختـزال هـذه الوسـائل -علـى تع ُّددهـا -لضيـق المقـام فـي المتوازيـات
النصيـة األربعـة:
ّ
-1العنوان.
-2الخطوط.
-3اللغة.
-4التوقيفات.
الفشـتالي علـى تبليـغ منتوجـه األدبـي في صـورة إشـهاريّة؛ تتخذ
ّ حـرص مـن خاللهـا
جسـدت صورة مـن األلـوان والصـور واألشـكال مجاالً خصبـاً للتأثير فـي المتلقي ،وبذلك ّ
المخطـوط سـبيالً من ُسـبل اإلبلاغ والتلقي.
ّيلاتشفلا زيزعلا دبعل يبنتملا ناويد بيترت 32
Abstract
Al-Fashtali received numerous Arabic manuscripts as part of a new
distribution of Abu Tayyib Mutanabbi’s poetry collection and brought
it into existence in a modern method by examining it, in which he
collects multiple copies of the manuscript, compares them, examines
them, and re-reads similar copies all in accordance with the academic,
educational, and creative methods of the current era.
These methods have been summarized into four categories:
1 – title
2 – writing style
3 – language
4 – punctuations
In which Al-Fashtali proves his literary strength in a publicized
form. Colors, images, and shapes take advantage of the impact on
the recipient. The manuscript image therefore established a means of
reporting and receiving.
33 يلاغلا موشهنب .د
المقدمة
تروم هذه المداخلة تحقيق الغايات اآلتية:
-1قراءة في الشخص ّية واآلثار .
-2منهج تحقيق المخطوط.
-3قـراءة فـي المتوازيـات النص ّيـة((( للمخطـوط؛ قصد معرفـة طبيعة الخطـاب الذي
األصلي.
ّ النـص
الفشـتالي على مشـارف ّ
ّ أبدعـه
-4دور المخطوط في تقديم صور ٍة عن الخ ّط والف ّن العرب ّيين.
العلوي ،و
ّ السـعدي حركـ ًة إحيائيّـة قويّـة اسـتمرت ذيولها إلـى العصـر
ّ َعـرف العصـر
قـد تجلّـت حركة اإلحيـاء هاته في اقتنـاء المخطوطات والمؤلّفات والدواوين المشـرقيّة،
واستنسـاخ بعضهـا وإعـادة قـراءة بعضهـا اآلخـر ،ومـن ث ّمـة َخلْـق جسـو ٍر للتواصـل مع
ولعـل أبرز هـذه المخطوطات علـى اإلطالق تلك العربـي وعلمائهّ .ّ أبـرز أدبـاء المشـرق
الذهبـي(((؛ أه ّمها
ّ النسـخ الخطّيّـة لدواويـن شـعريّة مختلفـة احتضنتهـا خزائن المنصـور
تلـك المخطوطـات المختلفـة الروايـة لديـوان أبـي الطيِّب المتنبـي ،التي تناولهـا األديب
(((
الفشـتالي (توفّـي 1031هـ) ،في مؤلّفه المسـ ّمى (ترتيب ديـوان المتنبي)
ّ عبـد العزيـز
بالدرس والتحليل واالسـتقصاء والمقابلة والمقارنة بينها ،في أفق إنشـاء نسـخ ٍة مفه َرسـة
ومحقّقـة بلغة العصـر الحديث.
((( النص الموازي عند المحقّقين يهتم بـ(اسم المؤلف ،وعنوان الكتاب ،ونسبة الكتاب إلى صاحبه،
ّ
الطباعي ،والفهارس،
ّ فضالً عن مك ِّمالت التحقيق؛ كالتقديم ،ووصف المخطوط ،واإلخراج
واالستدراكات ،والحواشي والتذييالت).
الذهبي(1012-956هـ) ،أعظم خلفاء دولة األشراف السعديّين في المغرب،
ّ ((( هو أحمد المنصور
انتصر في معركة وادي المخازن الشهيرة سنة 986هـ( ،ينظر دليل مؤ ِّرخي المغرب األقصى :ابن
سودة.)210 :
المغربي :مح ّمد بن تاويت ومح ّمد الصادق عفيفي.65 :
ّ ((( ينظر األدب
ّيلاتشفلا زيزعلا دبعل يبنتملا ناويد بيترت 34
آثاره :
مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا ،من تحقيق األستاذ عبد الكريم كريم ،أ ّرخ -
((( ينظر ترجمته في المصادر والمراجع اآلتية :مناهل الصفا (المقّدمة) ،7-2 :د ّرة الحجال :ابن القاضي:
القادري ،242-240/1 :نزهة الحادي :ّ المقري ،163-114 :نشر المتاني:
ّ ،130/3روضة اآلس:
الخفاجي ،366-365/1 :المنتقى المقصور على مآثر الخليفة أبي
ّ اني ،140-139ريحانة األلبا ،
اإلفر ّ
العباس أحمد المنصور :أبو العباس أحمد ابن القاضي ،النبوغ ،274-273 :الحركة الفكريّة :مح ّمد
المريني.138-77 :
ّ الفشتالي :نجاة
ّ حجي ،400/2 :مؤ ّرخو الشرفاء :بروفنصال ،80 :شعر عبد العزيز
((( روضة اآلس .163 :
((( ريحانة األلبا وزهرة الحياة الدنيا.180 :
المقري.59/6 :
ّ ((( نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب:
((( ينظر مق ّدمة مناهل الصفا :تحقيق :عبد الكريم كريم.4 :
35 يلاغلا موشهنب .د
الفشتالي
ّ فيه للدولة السعديّة ،وعن هذا المؤلَّف يح ّدثنا المحقّق قائالً> :شرع
تاريخي عا ِّم عن الدولة السعديّة منذ نشأتها في مطلع القرن
ّ في تأليف كتاب
السادس عشر ،وقد أطلع عليه بعض أصدقائه كابن القاضي> :وتاريخه المذكور
في مجلّدات اشتمل على تاريخ ساداتنا الشرفاء من أ ّولها إلى اآلن<((( .وعنه قال
اإلفراني> :في مجلّدات اشتمل على تاريخ دولة ساداتنا األشراف من أ ّولها إلى
وقته ،مشتمالً على وقائعها ومغازيها وحوادثها وغير ذلك ،وعلى محاسن أبي
الذهبي رحمه الله<(((.
ّ العباس المنصور موالي أحمد
مدد الجيش :يحتوي على موشّ حات عا َرض بها موشّ حات للسان الدين بن -
الخطيب ،وموشّ حات أخرى لشعراء مغاربة معاصرين ،وأخرى ألحمد المنصور،
المقري قائالً> :أخبرني -أبقاه الله -أنّه ذكر فيه موشّ حات أهل العصر في ّ ذكره
مدح موالنا -نصره الله -ما ينيف على الثالثمائة ،وذكر فيه جمل ًة من موشّ حات
(((
أمير المؤمنين -نصره الله ،-وذكر ذلك مع جملة ما أغفله اإلمام بن الخطيب<
أثناء تذييله لكتاب هذا األخير المس ّمى بـ(جيش التوشيح) إلّ أنّه ويا لألسف قد
ألسباب سياسيّة أو
ٍ ضاع هذا الكتاب فيما ضاع من المؤلّفات األدبيّة والتاريخيّة
ذاتيّة ،قال عنه مح ّمد حجي>كان مدد الجيش كامالً ضمن مخطوطات مكتبة
القرويّين بفاس في أوائل هذا القرن ،ث ّم استعاره بعضهم ولم ير ّده ،أ ّما األوراق
التي بين أيدينا من مدد الجيش فهي تتض ّمن تسع موشّ حات أندلسيّة ،وموشّ حتين
للفشتالي<(((.
ّ مغربيّتين ،إحداهما
تقديم اإلمام :من المؤلّفات المفقودة ،ض ّمنه ف ّن التورية ،وهو غريب في بابه، -
>يبدأ بما قال أمير المؤمنين نصره الله في ف ّن التورية على اختالف أنواعها،
ث ّم يُتبعه بما قال أهل عصره في ذلك ،ث ّم بكالم غيرهم ،عهدي به في المحلّة
ُنسخ المخطوط:
كل النسـخ المتعلِّقـة بالمخطـوط ،ولم أعثر سـوى على نسـختين، حاولـت اسـتقصاء ّ
ُ
النـص وتوثيقه عن طريق المقابلة؛ األولى وهي النسـخة التي تحمل رقم رمـت بهـا ضبط ّ ُ
609ج فـي الخزانـة العا ّمـة فـي الربـاط ،مشـتملة على مائتيـن وثالث وتسـعين صفحة،
أندلسـي
ّ مغربـي
ّ كل صفحـة 27سـم طـوالً و18سـم عرضـاً .كُتبـت بخـ ّط يبلـغ مقيـاس ّ
مقـروء ،تتكـ ّون الصفحة من واحد وعشـرين سـطرا ً ،تتكـ ّدس فيه الكلمات فيمـا بينها ،ال
يفصـل بينهـا فاصـل .وتبـدو العناويـن والتمهيـد للقصائد مكتوبة بخ ّط أسـود كبيـر ،وأ ّما
الفشتالي.246 :
ّ ((( شعر عبد العزيز
((( تحقيق عبد الوهاب بن منصور ،المطبعة الملكيّة1964م.
((( ينظر ذكريات مشاهير رجال المغرب.1248 :
ّيلاتشفلا زيزعلا دبعل يبنتملا ناويد بيترت 38
أبيـات القصائـد فمكتوبـة بخـ ّط متوسـط ُمشـكَّلة الكلمات ،تظهـر القافية بـارزة واضحة
للعيـان ،وقـد تظهـر أحياناً مفصولـة عن الكلمة بفراغ ،ال توجد فيهـا عالمات الترقيم ،من
حـواش وطُرر،
ٍ فواصـل أو نقـط أو اسـتفهام أو تعجـب .وتوجد علـى صفحات المخطوط
الفشـتالي النقديّة
ّ خاصة بسـرقات المتنبـي ،وبعض آراء
يمينـاً ويسـارا ً أو أعلى أو أسـفل ّ
والبالغيّـة واللغويّـة .كمـا تتضمن هذه النسـخة توقيفات مذ ّهبة على بعـض األبيات ،في
الذهبي .وقد رمزنا لهذه النسـخة بحـرف (أ) واتخذناها
ّ غالـب الظـ ّن أنّهـا بخ ّط المنصور
في مقـام األصل لالعتبـارات اآلتية:
1.لكونهـا تبـدو أنّهـا هـي النسـخة األصليـة؛ ويظهـر ذلـك مـن خلال التوقيفـات
السـعدي علـى بعـض أبيات المتنبـي التي كانـت تأخذ
ّ المذ ّهبـة بخـ ّط المنصـور
ل ّبـه وتسـتهويه ،وكذلـك لعـدم وجـود ّ
أي إشـار ٍة السـم الناسـخ وتاريـخ النسـخ.
2.ألنّهـا تا ّمـة وعاريـة مـن النقصـان ،علـى الرغـم مـن أنّـه تعتريهـا بعـض الثقـوب
والخـروم والمحـو مـن أثـر األرضة في الحواشـي ،وهي قليلـة جـ ّدا ً .وألنّها حوت
كل التعليقـات الموجـودة فـي الطـرر والحواشـي .ّ
3.أ ّما النسـخة الثانية فتوجد في الخزانة العا ّمة في تطوان منسـوبة إلى أبي جمعة
للفشـتالي ،وال ندري
ّ الماغوسـي أحـد أشـهر األدباء والنقّـاد والشـ ّراح المعاصرين
ّ
الماغوسـي؛ أراجـع إلـى خطأ أو سـهو وقـع فيه
ّ سـبب نسـبة هـذه النسـخة إلـى
الناسـخ ،أم ألسـباب أخـرى ذات ّيـة ال نعرفهـا ،مـع العلـم أ ّن العديد مـن المؤلّفات
التـي أ ّرخـت للم ّدة كــ(درة الحجـال) و(المنتقـى المقصور) البن القاضي نَسـبت
الماغوسـي .وتتميّز هذه النسخة عن النسخة األولى
ّ الفشـتالي ال إلى
ّ المؤلَّف إلى
بتوظيـف األلـوان؛ حيـث اللونـان األسـود واألحمـر يؤطّـران الصفحـة علـى شـكل
كل صفحة ،ل ُيترك المجال للتعليق في الحواشـي ،فضالً عن مسـتطيل يتوسـطان ّ
وجـود اللـون األصفـر المذ ّهـب أمـام بعض األبيـات .وتختلـف هذه النسـخة عن
كل صفحـة على اليمين مـن المخطوط األولـى بقلّـة الطـرر والحواشـي ،وتنتهـي ّ
بكلمـة فـي أسـفلها؛ إشـارة إلـى أنّها أ ّول مـا تُفتتح بهـا الصفحة المقابلـة لها على
اليسـار ،وهـو مـا يطلـق عليـه بالتعقيبـة أو اإللحاقـة .كمـا تتم ّيـز عنهـا بالجـودة
39 يلاغلا موشهنب .د
مـن حيـث الخـطّ ،ومـن حيـث التنسـيق؛ األمـر الذي سـاعدنا علـى قـراءة الكثير
مـن الحواشـي واسـتيعابها بسـهولة ،عكـس النسـخة األولـى التـي وجدنـا صعوبة
كبيـرة فـي قراءة بعض طررها ،وتزيد صفحاتها عن النسـخة األولى بمقدار سـتين
صفحـةً 337(،صفحـة) ،والسـبب راجـع إلـى تكرار عـدد كبير مـن الصفحات.
هـذه النسـخة ال يوجـد فيهـا خـرم أو محـو ،مـع العلـم أنّهـا قديمة العهـد ،كُتب
الذهبي
ّ فـي هامـش الصفحـة األولى علـى اليمين تاريـخ التأليـف بخ ّط المنصـور
الشـعري يـوم األربعـاء الثالث من
ّ َتـب هـذا الديـوان
>الحمـد للـه كان ابتـداءه لك ِ
صفـر عام سـبعة وسـبعين وتسـعمائة خ ّط ّ
العلمة السـلطان األعظـم موالنا أحمد
الذهبـي رحمه اللـه تعالى< ،ويبدو أ ّن الناسـخ الـذي لم يذكر
ّ السـعدي
ّ المنصـور
اسـمه قـد وقـع في خطـأ للمـرة الثالثة علـى التوالي:
الماغوسـي بقوله فـي المق ّدمة> :هذا
ّ المـ ّرة األولـى :عندمـا نسـب المخطوط إلى
بالماغوسـي،
ّ اكشـي ،المعروف
الماغوسـي المر ّ
ّ إنشـاء األديب الشـهير أبي جمعة
رحمـه اللـه< ولـم ت ُثبت كتب التاريخ التي عاصرت المؤلّف انتسـاب المخطوطإلى
تخص النسـخة (ب) دون النسـخة (أ).األديـب ،مـع العلـم أ ّن هذه اإلضافة ّ
الثانيـة :مـا كُتـب فـي أعلـى هامـش الصفحـة األولـى علـى اليميـن مـن أ ّن بداية
للفشـتالي
ّ التأليـف كانـت سـنة 977هـ .وهـذا ال ُمعطى غير صحيـح؛ أل ّن أ ّول لقاء
السـعدي كمـا يذكـر محقّـق كتابـه (مناهل الصفـا )..كان سـنة 989هـ،
ّ بالمنصـور
ولـي العهد مح ّمـد المأمون، أي بعـد سـنة مـن اشـتغال المؤلّف في ديوان إنشـاء ّ
يقـول المحقّق:
الفشـتالي بدولة المنصور وانخراطه في سـلك كُتّاب اإلنشـاء ،فالذي
ّ >وعن اتصال
دلّـت عليـه دراسـة مخطـوط (مناهـل الصفـا) هـو أن أبـا فـارس ربّمـا بـدأ حياته
(((
ولـي عهـد المنصـور المولى مح ّمـد المأمون بفـاس<
ككاتـب فـي ديـوان إنشـاء ّ
نصـاً يعـود إلـى سـنة 988هــ ،ليؤكّـد فيـه البداية األولـى التصال
وقـ ّدم المحقّـق ّ
الفشـتالي بديـوان الكتابـة ،وبعـد سـنة من ذلك أي في سـنة 989هـ سـيكون أ ّول
ّ
لقـاء بينـه وبيـن المنصور بمناسـبة إسـناد والية العهـد لمح ّمد المأمـون((( .أضف
إلـى ذلـك أنّـه ليـس هنـاك مـا ّ
يـدل علـى أن تلك العبـارة كانـت من إنشـاء أحمد
المنصـور ،وهـذا هو الخطـأ الثالث.
وقد رمزنا لهذه النسخة بحرف (ب) .وجعلناها في المرتبة الثانية .
منهج التحقيق:
تجسـدت الخطـوات األولى في التحقيق ،بتجميع النسـخ ورصد مـا بينها من ائتالف
واختلاف ،ومـن ٍ
نقـص أو زيـادة أو تقديـم أو تأخيـر .فثبـت لدينـا أن النسـخة األم (أ)
نسـخة تا ّمـة ال يعتريهـا النقـص ،اللهـم إلّ إذا اسـتثنينا بعـض الخـروم والمحـو الذي طال
بعـض الهوامـش ،وهـي قليلة جـ ّدا ً .وت ّمت االسـتعانة بالنسـخة (ب) لترميـم ذلك النقص
ومعالجتـه .وفـي حالـة مـا إذا لـم نجد في هذه النسـخة ما نر ّمـم به ،لجأنا إلى السـياق،
وإلـى الشـروح الشـعريّة والمظـا ّن النقديّة التي تناولت شـعر أبـي الطيب.
حاولـت فـي هـذا العمل تحقيق الحواشـي والطـرر دون المتن ،أل ّن هـذا األخير
ُ وقـد
ليـس فـي حاجـة إلى التحقيق؛ لكون ديـوان أبي الطيب قد جمعه وحقّقه وشـرح ألفاظه
ومعانيـه العديـد مـن النقّاد والباحثين ،وقد تجاوزت عدد شـروحه األربعين شـرحاً.
العلمـي ،لكن
ّ وبنـاء عليـه فتحقيـق متنـه لـن يضيـف جديـدا ً ،أو إضافـ ًة إلـى البحـث
الفشـتالي في
ّ الـذي يسـترعي االهتمـام هـو تلـك الممارسـة النقديّـة التطبيق ّية التـي رامها
الطـرر والحواشـي ،والتي تسـتدعي الوقـوف عندها وتحقيقها وإخراجها ،علـى اعتبار أ ّن ما
الفشـتالي فـي هـذا الباب يُع ّد أوسـع مـا ُوضع في سـرقة المتنبي على اإلطلاق ،إذا
ّ ق ّدمـه
ما قورن بـ(حلية المحاضرة) و(الرسـالة الحاتميّة) و(المنصف) البن وكيع ،و(الصبح المنبي
عـن حيثيّـة المتنبـي) ليوسـف البديعـي ،وأل ّن الهدف من هـذا التحقيق هـو تخريج الطرر
الفشـتالي
ّ وتوثيقهـا؛ رغبـ ًة فـي إماطـة اللثام عن الممارسـة النقديّـة التطبيقيّة التي أبدعها
المتنبئي ،حتى يتسـ ّنى للقـارئ وضع هذا العمل في سـياق ّ الشـعري
ّ النـص
علـى مشـارف ّ
المقارنـة بينـه وبيـن غيره مـن األعمال السـابقة التي تناولـت موضوع السـرقات األدب ّية.
(1) production de l’intéret romanesqe, MOUTON the hage paris mouton 1973- p: 170
النص :أحمد المنادي ،مجلّة عالمات /المجلّد /16العدد /61
((( النص الموازي ،آفاق المعنى خارج ّ
ّ
2007م .152 :
ّيلاتشفلا زيزعلا دبعل يبنتملا ناويد بيترت 44
صفحـة علـى اليميـن مـن المخطـوط بكلمة في أسـفلها؛ إشـارة إلـى أنّها أول مـا ت ُفتتح
بهـا الصفحـة المقابلـة لهـا علـى اليسـار ،مثلمـا تتميّـز عنهـا بالجـودة مـن حيـث الخطّ،
ومـن حيـث التنسـيق ،األمـر الـذي سـاعدنا على قـراءة الكثير من الحواشـي واسـتيعابها
بسـهولة ،عكـس النسـخة األولـى التـي وجدنـا صعوبـة كبيـرة فـي قـراءة بعـض طررهـا،
.وتزيـد صفحاتهـا علـى النسـخة األولـى بسـتين صفحـ ًة تقريبـاً 337( ،صفحة)؛ والسـبب
راجـع إلـى تكـرار عـدد كبير مـن الصفحات.
هـذه النسـخة ال يوجـد فيهـا خـرم أو محـو مـع العلـم أنهـا قديمـة العهـد ،كُتب في
الذهبـي >الحمـد
ّ هامـش الصفحـة األولـى علـى اليميـن تاريـخ التأليـف بخـ ّط المنصـور
الشـعري يـوم األربعـاء الثالث من صفر عام سـبعة
ّ للـه كان ابتـداءه لكتـب هـذا الديوان
السـعدي
ّ وسـبعين وتسـعمائة .خـ ّط ّ
العلمـة السـلطان األعظـم موالنـا أحمـد المنصـور
الذهبـي رحمـه اللـه تعالى<.
ّ
الشـعري عن الخ ّط الـذي كُتبت به الطرر
ّ يختلـف الخـ ّط الـذي كُتب به ّ
النص/المتن
مغربـي لك ّنهما مختلفان:
ّ أو الهوامـش ؛ فهمـا معاً وإن اشـتركا فـي كونهما قد كُتبا بخ ّط
بالنسـبة للأول :فهـو خـ ّط مبسـوط يسـير فـي اتجـاه أفقـي ،تتعانـق الحـروف فيما
جمالـي متناغم ومنسـجم ،وتزدحم فيـه المفردات داخل السـطر ٍّ بينهـا وتتداخـل بشـكل
الواحـد ،مثلمـا تزدحم أسـطره ازدحامـاً بحيث ال يُترك بينها فراغ أو بياض يسـمح بإضاف ٍة
الشـعري فيـه بحرف
ّ أو زيـادة حـروف أو كلمـات قـد تـؤدي إلـى تحريـف .ينتهي البيت
حـرف من حـروف الم ّد قبله مباشـرة. مسـتقلً بوجود ٍ
ّ القافيـة ،وقـد يأتـي حـرف القافية
الشـعري؛ بالطول
ّ ويتم ّيـز باختلاف حجمـه عـن باقي الحـروف األخرى المشـكِّلة للبيـت
واالتّسـاع والميـل واالنحناء واالرتفـاع ،وتظهر بعض حروف القافيـة مق ّعرة األحرف (ذات
الكـؤوس) ،كاللام والياء والنون والحاء والصـاد ،بحجم كبير ومائل نحو األمام أو الخلف،
وفـي غيـاب حـروف المـ ّد تأتي القافيـة متّصلة بخ ّط مسـتقيم قصير جـ ّدا ً؛ إيذانـاً بانتهاء
الشـعري ،وإعالماً بوجود حـرف القافية.
ّ البيـت
الشـعري بوجـود خطـوط مختلفـة تماماً عـن الخ ّط الـذي كُتبت
ّ مثلمـا يتم ّيـز المتـن
45 يلاغلا موشهنب .د
كل قصيـدة مـنبـه القصائـد ،هـذا األمـر يتعلّـق بالمق ّدمـات الصغيـرة التـي تُدبّـج بهـا ّ
التاريخي ،والظروف
ّ قصائـد الديوان أو المتن؛ والتي تع ّبر عن مناسـبة القصيـدة وإطارها
التـي قيلـت فيهـا ،وتتطرق أيضـاً إلى ذكر اسـم الممـدوح ،موضوع القصيـدة ،أو الغرض
الشـعري الـذي يم ّيزهـا ( مـدح ورثـاء ،هجاء وتهنئـة .)..ويختلـف الخ ّط هاهنـا عن خ ّط
ّ
المتـن بكبـر حجمـه ،وجمـال رونقـه ،وقـوة مـداده األ ّخـاذ م ّما>يشـهد لصاحبـه بكثرة
الصبـر والتجويد<((( .
الفشـتالي إلـى التمييـز بيـن مجمـوع القصائـد التـي تدخـل فـي خانـة
ّ ويلجـأ الناقـد
حـرف مـن الحـروف عن غيرها من القصائد األخرى بذكر اسـم الحـرف المم ِّيز لها؛ فيقول
قوي يتوسـط الصفحات؛ حتى تسـهل عملية مثلاً( :قافيـة البـاء) ،بخـ ّط كبير جـ ّدا ً ومداد ّ
القـراءة ،و تتميّـز القوافي لـدى المتلقّي.
وتقديـم القصائـد بهـذا الشـكل يدخل فـي إطار االنسـجام الحاصل بيـن المنهج الذي
وضعـه الناقـد منـذ البداية و العنوان الرئيس ،و كذا العناويـن الصغيرة؛ لما لهذه العناصر
مـن دور فـي القبض على المتن ،ورسـم أُفـق تلقّيه وتأويله.
أقـل جـودة مـن خـ ّط المتـن،أ ّمـا بالنسـبة إلـى الخـ ّط الـذي كُتبـت بـه الطـرر فهـو ّ
ويصعـب أحيانـاً قـراءة حروفـه وفقراتـه؛ بسـبب صغـر حجمـه ،وتداخـل الكلمـات فيما
بينهـا ،ولعـدم وجـود ترتيـب أو تنظيـم في األسـطر الشـعريّة ،م ّما يصعب معـه في كثير
المتخصصيـن الخ ّط
ّ مـن األحيـان قراءتـه قـراءة سـليمة ،وهـذا الخـ ّط يطلـق عليه بعـض
المغربـي المسـند((( (الزمامـي) ،أو مثلمـا يسـميه بعضهـم :خـ ّط العدول أو خـ ّط الطلْبة
ّ
-بتسـكين اللام -؛ وهـو خـ ّط يتميّـز بالسالسـة والسـرعة ،ويُسـتعمل فـي كتابـات عقود
كل أنـواعالبيـوع والشـراء والمواثيـق والعهـود ،وكل مـا يتّصـل بالوثائـق العدل ّيـة ،وفـي ّ
المعاملات اليوم ّيـة والتقاييـد الشـخص ّية؛ نظـرا ً لسـرعته .فسـطوره متقاربـة فيمـا بينها،
وتتّسـم حروفـه بصغـر حجمهـا ،وبكثـرة اإلمـاالت ،وبالتشـابك واالختـزاالت ،حتـى تصل
إلـى حـد الطلسـميّة أحيانـاً ،م ّمـا يُص ِّعـب قراءته علـى عا ّمة النـاس ،وال يسـتطيع قراءته
لـكل خـ ّط مـن الخطـوط الموظّفـة طبيعـ ًة مع ّينـة تتّصـل خاصتهـم؛ م ّمـا يفسـر أ ّن ّ إلّ ّ
بمسـتوى التعقُّـد والتركيـب ،أو بمسـتوى الليونة والبسـاطة ،مع ربط ذلك كلِّه بمسـتوى
لكل هذه الشـروط كل خـ ّط مـن عنايـة واهتمام ودقّـة وإتقان ،علـى أ ّن ِّ مـا يحتـاج إليـه ّ
عالقـ ًة بالمتلقّـي ،الذي يبدو أكثر انشـدادا ً إلـى النماذج البصريّة الدقيقـة .فأهمية الخ ّط
الفني ،ومن عـ ّده لوح ًة فنيّة تحمل أبعادا ً كثيـرة ،تتجاوز ّ
الفني وقيمتـه تأتـي مـن بعده ّ
واالجتماعي .
(((
ّ الثقافـي
ّ والجمالـي ،إلـى
ّ
نص ّيـة ،فقـدأ ّمـا فيمـا يتعلّـق بالشـكل العـام للطـرر أو الهوامـش بع ِّدهـا متوازيـات ّ
اتخـذت أشـكاالً هندسـ ّية مختلفـة تمامـاً عـن شـكل المتـن؛ فث ّمـة فقـرات عنكبوتية غير
منظّمـة ،أحيانـاً ت ُكتـب مـن اليميـن إلـى اليسـار أو العكـس ،أو مـن األعلـى فـي اتجـاه
األسـفل أو العكس ،وقد تأتي أفقيّة ،أو عموديّة ،أو على شـكل مثلث ،رأسـه من األعلى
نحـو األسـفل أو العكـس ،وقـد تأتي متقاطعة ،وأحيانـاً ت ُكتب على يميـن المتن ،وأحياناً
اري> :إ ّن الخـ ّط يُعطـي الكتابة – أخـرى علـى يسـاره .فـي هـذا اإلطار يقول عبـاس الجـر ّ
الشـك -حيويّـة ،ويجعـل الحروف والكلمات مشـ َّخصة تتحرك وتنطق ؛ إذ هـو يتوفّر على ّ
جمـا ٍل وبالغـة تجعـل منـه نوعـاً مـن اإلنشـاد ،ال سـ ّيما حيـن يكـون الخـ ّط مسـتَم ّدا ً من
التـراث ،وال سـ ّيما كذلـك إذا أخـذت الكتابة شـكالً عموديّـاً أو أفق ّياً أو دائريّـاً أو متداخالً
الشـعري ،كالتزيين بالصور ،وشـكل ّ أو متقطِّعاً أو ما إلى ذلك ،م ّما يؤث ّر في فضاء ّ
النص
الـورق ولونـه ،وكيفيـة توزيـع المتـن فيه .وهذا يتجلّـى حتى في الحرف مـن حيث نوعه
وحجمه<(((،
وأشـكاله المتعـددة :المنحنيـة /الهندسـ ّية /الدقيقة /الملتوية /المسـتقيمة /الرأسـ ّية
المسـتديرة /األفق ّيـة /المائلـة /المشـ ّجرة /ال ُمز ّهـرة وال ُمو ّرقـة ،وطواع َّيتـه فـي التكويـن
التونسي جكيب:
ّ النص الموازي وتع ّدد قراءتهَ ،عتَب ُة العنوان نموذجاً :مح ّمد
((( ينظر إشكالية مقاربة ّ
.556
العربي الحديث والمعاصر في المغرب (من1830م إلى.456 : )1990 ّ ((( تطور الشعر
47 يلاغلا موشهنب .د
والتعبيـر قـد جعلـت منـه أدا ًة فنيّـ ًة أصبحـت من صميـم العمـل الف ّن ّي ،ومـن صلبه في
اإلسلامي(((.
ّ الكتابـة والزخـارف العمرانيّـة بالعالم
كل هذه األشـكال الفسيفسـائ ّية التي أث ْرت مشـهد الصورة التي احتضنها المخطوط، ّ
وكل هـذه األشـكال الفوضويّـة ،سـتنتظم
فتحـت بـاب القـراءة والتأويـل أمـام المتلقّـيّ ،
نص ثانٍ ،يقـوم على التحقيـق والتأويل وحسـن اإلخراج علىفـي عقـد منظّـم ،يجمعهـا ّ
مسـتوى الصـورة التـي رسـمها المؤلّـف .وبال ّ
شـك فهـذه الطـرر تُق ّدم في الوقت نفسـه
الشـعري قـراءة
ّ إضافـ ًة جماليـة اسـتطيقية((( ونقديـة؛ تُسـهم فـي إعـادة قـراءة المتـن
نقديّـةً ،فـي أفـق تأويل المسـكوت عنه فـي المتن.
الشـعري مؤطّر
ّ فمـن خلال قـراءة بصريّـة أفق ّيـة للمخطـوط (ب)نُسـ ّجل أ ّن المتـن
بمسـتطيل أسـود ،داخلـه مسـتطيل مـوا ٍز له بلـون أحمر ،ال يُسـ ِّيجان الهوامـش والطرر،
جِـيء بهمـا حتـى ال يختلـط المتـن بغيـره ،وحتـى ال يدخلـه التحريـف ،ويُتـرك المجـال
للتعليـق في الحواشـي .وقـد أضفى هذا اإلطـار الممزوج باللونين األسـود واألحمر -فضالً
خاصة علـى صفحات عـن وجـود اللـون األصفـر ال ُمذ ّهـب أمـام بعـض األبيـات -جمال ّيـ ًة ّ
الكتـاب؛ لكونـه يضطلـع بوظيفـة إغرائية تشـ ّد المتلقّي وتجذبـه نحو القـراءة المطمئنة.
وال شـك فـي أ ّن هـذه الزخرفـة تعطيـك تصـ ّورا ً عـن مظاهـر الحضـارة السـعديّة في زمن
السـعدي؛ التـي كانـت تعتمـد علـى التنميـق ،والزخرفـة ،والنقـوش ،وتطويـع
ّ المنصـور
األشـكال الهندسـ ّية بألـوان مختلفـة ،ومـا وجـود اللـون األصفـر المذ ّهـب ّإل ٌ
دليـل على
التـرف ،الـذي أصبـح يزيّـن فضـاء الحضـارة المزخرفـة بالنقـوش ،والخطـوط ،واأللوان،
واألشـكال الهندسـ ّية التـي ع ّمـت مختلـف مظاهـر الحياة .
نصاً موازياً ،قد اسـتعان باأللوان المسـيِّجة
مثلما أ ّن غالف المخطوط هو اآلخر بع ّده ّ
للنـص نفسـها ؛ فقـد وشّ ـح السـواد ال ُمجـدول باألحمر مسـاحة الغالف بأكملـه ،م ّما خلق
ّ
السيالوي.7 :
ّ ((( الحروف والحروفيّون:
((( اشتُقّت كلمة (استطيقا) من الكلمة اليونان ّية ( )aesthesisوتعني (الجمال واإلدراك) ،واالستطيقا
دراسة فلسف ّية للخصائص التي تبحث في جماليات األشياء .
ّيلاتشفلا زيزعلا دبعل يبنتملا ناويد بيترت 48
نوعـاً مـن التجـاوب بيـن الصـورة البصريّة الخارجيّـة والصـورة الفتوغرافيّـة الداخليّة على
مسـتوى األلـوان ،مـع اختلاف كبيـر علـى مسـتوى األشـكال الهندسـيّة التي أث ّثـت فضاء
الشـعري .وال شـك فـي أ ّن توظيـف هـذه العالمـات الف ّن ّيـة والثقاف ّية س ُيسـهم في
ّ المتـن
تشـكيل مسـا ٍر جديـد قائم على رؤيـ ٍة تفاعل ّية ،تُعيـد النظر في مفهوم اللوحة الشـعريّة؛
فـي عالقتهـا باللـون والفضـاء والتقنيّة الفنيّة ،والحضـارة الحديثة ،وتاريخ األفـكار((( ّ ،
كل
السـعدي.
ّ إبداعـي بين الفكـر والواقع واإلبـداع زمن العصر
ّ مسـتوحى مـن تفاعل
ً ذلـك
ومن هنا تتب ّدى أهمية المخطوط في أداء مجموعة من الوظائف :
النـص وتداوله ،إذ يُق ّدم هذا األخير نفسـه على أنّه
األولـى :إشـهاريّة :تُتيـح ترويـج ّ
السـعدي.
ّ االجتماعي
ّ صـورة فتوغرافيّة للواقع
الثانيـة :إبالغ ّيـة وتواصل ّيـة :يُعـ ِّرف من خاللها بالنهضـة المعماريّـة والحضاريّة ،وقد
شـملت تلـك النهضـة مختلـف أنـواع العمـارة اإلسلام ّية؛ مـن حرب ّيـ ٍة كبنـاء
األسـوار ،والحصـون ،واألبراج،والقلاع ،ودينيّـة؛ كبنـاء المسـاجد ،والزوايـا،
واألضرحـة ،والقبـاب ،ومدن ّيـة؛ كتشـييد القصـور ،والمسـاكن ،والمصانـع(((،
الحضـاري وتوثيقه من خلال عملية الربط ّ وهـو فـي ذلك يحـاول نقل التراث
ـي بيـن األشـكال الهندسـ ّية الثاويـة خلـف الطرر والحواشـي ،واألشـكال الف ّن ّ
العمرانيّـة التـي تعكسـها تلـك الخطـوط ،واأللوان الفسيفسـائيّة التـي تؤث ّث
السـعدي .مثلمـا يحـاول فـي الوقـت نفسـه أن يعكـس ّ فضـاء المخطـوط
االجتماعـي اللّذيـن عرفتهمـا الحقبـة.
ّ مسـتوى الثقافـة والتطـ ّور
النـص أو العمل في حـ ّد ذاته؛ إذ
الثالثـة :تعاقديّـة بيـن طرفيـن :الطـرف األول :هـو ّ
يتـ ّم اقتراحـه بضاعـة أو سـلعة ،يُعلن عنها مـن خالل مجموعة مـن التقنيات
الفن ّيـة الموظَّفـة فـي المخطـوط؛ مـن قبيل شـكل الغلاف ،وتمـازج األلوان،
وتعـ ّدد األشـكال ،وجماليـة العنـوان ،أي تقديـم المنتـوج في صـور ٍة جماليّة
أ ّخـاذة تسـتهوي المتلقّـي وتأخذ بتالبيبـه؛ لكونها تخاطب العيـن من الناحية
الجماليّـة ،ثـ ّم األذن مـن الناحيـة الموسـيقيّة .والطـرف الثانـي :يتمثَّـل فـي
اسـتجابة المتلقّـي الـذي يقتـرح بدوره اقتنـاء المنتـوج وقراءته ،والمسـاهمة
فـي الترويج(((.
ج -عنصـر اللغـة :يتبـ ّدى مـن خلال قـراء ٍة متأنّيـة للغـة التي كُتبـت بهـا المق ّدمة،
حـاذق بأُسـس الكتابـة النموذج ّية،
ٌ الفشـتالي متمكّـ ٌن مـن صناعـة الكتابـة وأدواتهـا،
ّ أ ّن
بخصيصـة فعـل التأليـف ،وكيـف ال وهـو القائـم علـى ديوان اإلنشـاء .قـال في حقّه وا ٍع ِّ
المقري> :أ ّما نثره فالغاية التي ال ت ُدرك ،والمحاسـن التي ال تُشـرك ،ويكفي في ذلك كونه ّ
صاحـب القلـم األعلـى بحضرة اإلمامة ،مع كثرة األعالم بها ،فحاز قصب السـبق ،واتّخذه
ق ُّسـهم وسـحبانهم فـي غـرض البالغـة إمامـه<((( .ويبـدو ذلـك واضحـاً مـن خالل أسـلوبه
ال ُمم ِتـع فـي الترسـيل الواضـح المــَــــ ْهيَع ،الـذي ال اعوجاج فيـه ،المـــُـشرق الديباجة،
بألفاظه المتخ َّيرة التي تشـبه في تجانسـها قسـمات الوجه الجميل((( ،وبعباراته المتأنّقة
المسـجوعة؛ أل ّن األسـلوب الرفيـع ال يالئم ّإل الشـخص ّية التي تنتمي إلى مجـال البلغاء(((،
الفشـتالي كذلك ،فقد اختار بدقّة وعناية األلفاظ الرائقة العذبة التي تأسـر القلوبّ وأل ّن
وتنشـرح لها الصدور؛ رغب ًة منه في ممارسـة سـلطته الفن ّية على المتلقّي الخبير ،العالم
بأسـرار اللغـة المتحكِّـم فـي شـفراتها ،وكأنّـه يُه ّيـئ للقـارئ ذهنيـ ًة متأ ّهبـة لخطاب ذي
طاقـات جماليّـة عاليـة ،تتطلّـب منه تفعيل آفـاق انتظاراتـه وأجهزة تلقِّيـه ،وتعمل على
تطويرهما.
حـق وأسـعفته هـذه اللغـة فـي إقنـاع القـارئ باألهلِّيّـة العلميّـة ل ُمبدعهـا ،ونـزع ّ
االعتـراف بحجيّته وسلامة ذوقه ،ملتمسـاً بصنيعـه اإلبداعي هذا إطـراء القارئ وتقريضه
له ،وبسـط سـلطته المعرف ّية عليه بإيقاعه في أشـ َراك اللغة الجميلة والمـــُــغوية؛ التي
النص-المتن- تُعلـي مـن قيمـة الوظيفة النفسـ ّية حينمـا تجذبه ،وتُغريـه بالولوج إلـى ّ
النفسـي
ّ تمامـاً كمـا كانـت المق ّدمـة الغزليّة فـي القصيدة الجاهليّـة تلعب دور ال ُمهيِّئ
الفشـتالي امتلـك زمامها ،فقد
ّ النـص((( .ول ّما كان اإلنشـاء صناع ًة عند
للقـارئ ؛ لكـي يلـج ّ
تو ّجـه صـوب المتلقِّي يرسـم ُسـ ُبل إتقانها؛ لتكـون مؤث ّرة وفاعلة آخـذا ً بنصيحة أبي هالل
فأخطـر معانيـه ببالـك ،وتنـ ّوق لـه كرائـم اللفـظ،
العسـكري> :إذا أردت أن تصنـع كالمـاً ِ
ّ
واجعلهـا علـى ذكـ ٍر منك ليقـ ُرب عليك تناولهـا ،وال يُتعبك تطلّبها< .ومـن هذا المنطلق
(((
حاول المؤلّف أن يمارس سـلطته البيانيّة على المتلقّي صاحب السـلطة السياسـيّة؛ وكأ ّن
األمـر يتعلّـق بممارسـة سـلطة بيان ّيـة -بالغ ّيـة فـي مواجهـة سـلط ٍة سياسـ ّية علـى سـبيل
التأثيـر واإلقنـاع؛ مـن خلال المبالغـة فـي تنميـق العبـارة ،وتجويـد المعنـى ،وتعضيـد
النـص بالتضميـن واالقتبـاس ،وتزيين األسـلوب بالتسـجيع .وفي البنية الجمليّـة واللغوية ّ
الموظَّفـة >سـعة أكبـر لتحقيـق جماليـات العبـارة ،وانتقـاء األلفـاظ ،والعتماد جرسـها،
والسـعي إلـى إحداث التناغم بينها ،وتوفير االنسـجام في توالـي المقاطع ،وترديد بعضها
بكل ما يضفـي على الكالم ُحسـناً وتوازناً والتوسـل بالتسـجيع ،ث ّم ّ
ّ بعـد قـدر ُمعيـنٍ منها،
الصوتـي بين مك ّوناتـه قائم ،وأساسـه توازي فاصلتيـه باتفاقهما
ّ وتناسـباً ...حيـث التناغـم
وزنـاً وتقفيـةً ،ث ّم اشـتراكهما فـي التقفية مع مـا قبلهما<(((.
ماتي مزيـدا ً من الجمال ّيـة والتأثير،
الفشـتالي أسـلوب الخطـاب المق ّد ّ
ّ وحتى يُكسـب
النثـري مجموعـ ًة من النصوص الشـعريّة لـه ولغيره من الشـعراء ،جاوزت
ّ ض َّمـن خطابـه
الثمانيـة أبيـات ،في سـياق تقريظـه لممدوحه؛ الذي كلّفه بإنجاز عمـلٍ عجز عنه ّ
كل َمن
سـبقه فـي هـذا المضمـار ،وكذا تقريظـه لديوان أبـي الطيـب المتنبي؛ ليسـمو بالوظيفة
اإلشـهاريّة للكتاب.
السـعدي إلى وضع توقيفات على شـعر ّ د -التوقيفات :عمد السـلطان أحمد المنصور
الفشـتالي المسـ ّمى بـ(ترتيب ديوان
ّ أبي الطيِّب في ديوانه الذي رتّبه شـاعره عبد العزيز
المتنبـي) ،وفـي هـذا الصدد يقـول مح ّمد غريط> :الحمـد لله يقول الواضع اسـمه عقب
تاريخـه سـامحه اللـه بم ّنـه :إنّي سـمعت سـيّدي الوالـد رحمه الله يقـول غير ما مـ ّرة :إ ّن
السـعدي كان مولَعـاً بديـوان أبـي الطيِّـب المتنبـي ،وكانت له نُسـ ٌخ منه ،وكان
ّ المنصـور
يُوقِّـف علـى مـا أعجبه من أبياته ،ويجعل مكان الرمل سـحيق الذهـب؛ تنبيهاً على كثرته
لديـه ،وإ ّن نسـخ ًة مـن تلـك النسـخ عنـد السـادة الشـرفيّين .وال ّ
شـك أنّها هـذه؛ لِما فيها
من التوقيفـات المذ ّهبة<(((.
ـت توقيفـات المنصـور علـى ما يمكـن أ ْن نسـ ّميه مواطن االهتمـام؛ أقصد بذلك انص ّب ْ
األبيـات التـي حظيت بإعجاب المنصور ،فـكان يقابلها بالحفاوة واالستحسـان .والمقصود
لـكل قـارئ اهتمامـات وأسـئلة؛ منهـا مـا يتعلّـق بالجانـب
بمواطـن االهتمـام أن تكـون ّ
السياسـي أو
ّ الفنـي((( ،ومنهـا مـا يتعلّـق بالجانـب
ّ الفكـري ،ومنهـا مـا يتعلّـق بالجانـب
ّ
النفسـي ،يتو ّجـه بهـا إلـى الشـعر ،فتُجيب عنهـا بعض األبيـات منه ،وبذلك تنـال إعجابه
ّ
واستحسـانه فيجعلهـا فـي متخيّـره وتحظـى باهتمامـه .وربّمـا أراد بذلك إضفـاء نو ٍع من
القدسـيّة والرسـميّة على هذا العمل الرائع ،وهو ما يُفهم من قول الجاحظ> :وقد يكتب
بعـض مـن لـه مرتبـ ٌة في سـلطان أو ديانـة إلى بعض َمـن يشـاكله ،أو يجري مجـراه ،فال
يرض بذلك حتـى يُعنونـه ويعظِّمه<(((.يرضـى بالكتـاب حتـى يخزمـه ويختمه ،وربّما لـم َ
ليحـول بينه وبيـن الضيـاع أو االنتحال.
الحـظ الدكتـور مح ّمـد بـن شـريفة أ ّن أحمـد المنصـور كان يوقّـف فـي الغالب على
أبيـات ِحكَم ّيـة أو غزل ّيـة ،مثلمـا يوقّـف علـى أبيـات فـي وصـف الخيـل والمعـارك ،وقد
((( واجهة المخطوط .ص(أ) ،بلغت عدد التوقيفات المذ ّهبة في النسخة(أ) ما يزيد على مائة
وعشرين توقيفاً.
النص وتفاعل المتلقّي :حميد سمير.160 :
((( ينظر ّ
((( الحيوان . 98/1 :
ّيلاتشفلا زيزعلا دبعل يبنتملا ناويد بيترت 52
يوقّـف علـى بعـض المطالـع التـي تعجبـه وتسـتجيب ألفـق انتظاره وتأخـذ بلُبّـه ،فيضع
توقيفـات عليهـا مـن مسـحوق الذهب(((.
ـي (التوقيفـات) فائـدة فـي الداللـة علـى ذوق
النص ّ
وال شـك فـي أ ّن لهـذا المتـوازي ّ
الضمني
ّ السـلطان المذكور ومقياس اختياره ،ودورا ً في الكشـف عن طبيعة تلقّي القارئ
القائـم علـى نوعين مـن القراءة:
أ -قـراءة انطباع ّيـة :تقـف عنـد حـدود اإلعجـاب واالختيـار واالنتقـاء ،خصوصـاً وأ ّن
النصوص المقروءة والمختارة تكتسـي بشـرع ّية الذيوع واالنتشـار والجودة ،وهذا
النـوع مـن القـراءة يقف عند حدود اإلعجاب وال يجاوزه إلـى بيان عناصر اإلجادة
والجمـال فيها.
ب -قـراءة جمال ّيـة :تقـوم علـى التـذ ّوق واالنتقـاد؛ وقـد أفضـت هـذه القـراءة إلـى
إقصـاء النصـوص التـي ال تسـتجيب–في نظـره –لمعاييـر الجـودة ،فـي حيـن
احتفـظ بنصـوص أخـرى اسـتجابت لذائقتـه الف ّنيّـة ،وأجابـت عـن أسـئلة عصره،
الجمالي الـذي أنجزه
ّ وع ّبـرت عـن واقـع حالهّ .
وتـدل هذه القـراءة على التفاعـل
يبق سـجين الدهشـة المتلقِّي(السـلطان) مع نصوص أبي الط ّيب؛ وهو تفاعل لم َ
واإلعجـاب ،بـل يسـعى إلـى تبريـر ذلـك من خلال فعل انتقـاء ج ِّيد الشـعر ،عن
توقيفـات علـى األبيـات المنتقاة فـي األغـراض المختلفـة ،م ّما ّ
يدل ٍ طريـق وضـع
علـى أ ّن المتلقِّـي قـارئ ناقد متخ ِّير يختـار بذوقه وشـهوته؛ فتوقيفاته على أبيات
غزل ّيـة كان مـن بـاب الترويـح عـن النفـس لِمـا فـي الغـزل> :من عطـف القلوب،
حـب الغـزل ،والميـل إلـى اللهو
واسـتدعاء القبـول ،بحسـب مـا فـي الطبـاع مـن ّ
والنسـاء<((( ،وتوقيفاتـه علـى أبيـات ِحكميّـة سـائرة تأتـي فـي بـاب الوقـع الذي
تُحدثـه هـذه األبيـات علـى المتلقِّـي ،فأحسـ ُن الشـعر ما خـرج من القلـب وولج
فـي القلـب ،وأجـو ُد األبيات ما طـارت بها الركبـان حاضرة على ّ
كل لسـان متذ ّوقٍ
واحد مـن رجال العلم واألدب> :الشـعر ما اشـتمل للشـعر واألدب ،لـذا قـال غيـر ٍ
علـى المثـل السـائر ،واالسـتعارة الرائعة ،والتشـبيه الواقع ...وقال عبـد الله وزير
والحكمة في شـعرالخاصـة<(((ٍ . ّ المهـدي :خيـر الشـعر ما فهمتـه العا ّمة ورضيتـه
المتنبـي قـد جمعـت هـذه الخصائـص كلّها في ربقـة ف ّن ّيـة رائعة؛ اسـتجابة ألفق
والخاصـة .وأ ّمـا توقيفاتـه على أبيـات في وصف الخيـل والمعارك؛ ّ انتظـار العا ّمـة
فتوحـات وانتصارات ،احتاجت إلى شـعر يأخذ المتلقي ٍ فلأ ّن الحقبـة كانت عصر
(المنصـور) إلـى أجـواء الحـرب؛ حيـث صليـل السـيوف ،وقـرع الطبـول ،وأشلاء
القتلـى تترامـى هنـا وهنـاك ،ونخـوة النصـر تعلـو ُمح ّيا الممـدوح ،حيـث الوجه
وضّ ـاح والثغـر باسـم ،مثل هـذه المشـاهد ّ
اختص بتصويرهـا ف ّنيّاً أبـو الطيِّب في
جـل قصائـده .وما توقيفات السـلطان على هذه األبيات ّإل اسـتدعاء لتلك األجواء ّ
الحمدانـي فـي شـخص شـاعره ّ الحماسـ ّية ،واسـتدعاء لشـخصية سـيف الدولـة
الكوفي .
ّ
النـص المـوازي (التوقيفات) تعضيـد المتـن وتقويته،
وهكـذا نالحـظ كيـف اسـتطاع ّ
النص(المتن) .
وإبـراز دور القـارئ فـي محاصـرة جماليـة ّ
الحسني
ّ النص :مح ّمد كنون
((( العمدة .123-122/1 :ينظر مزيد من التفصيل :جمالية التلقّي ومفهوم ّ
مقال ضمن مجلة الموقـف ،العدد ،14 -13سنة 1992م.39 :
ّيلاتشفلا زيزعلا دبعل يبنتملا ناويد بيترت 54
المصادر والمراجع
المصادر المخطوطة:
الخزانة العا ّمة في الرباط ،تحت رقم ،609وفي الخزانة
1.ترتيب ديوان المتنبي (مخطوط) في ِ
العا ّمة في تطوان تحت رقم (.524قيد اإلنجاز من طرف صاحب المقال).
المصادر المطبوعة:
اإلسالمي بيروت ،ط،1
ّ 2.أبو تمام وأبو الط ّيب في أدب المغاربة :مح ّمد بن شريفة ،دار الغرب
1986م.
الكيالني ،دار الفكر
ّ األدبي :ريجس بالشير ،ترجمة :إبراهيم
ّ 3.أبو الط ّيب المتنبي ،دراسة في التاريخ
للطباعة والنشر ،دمشق ،ط 1975،1م.
اللبناني ،بيروت ،ط،2
ّ المغربي :مح ّمد بن تاويت ومح ّمد الصادق عفيفي ،دار الكتاب
ّ 4.األدب
1969م.
اري،
اري ،منشورات النادي الجير ّ
العربي الحديث والمعاصر في المغرب :عباس الجير ّ
ّ 5.تط ّور الشعر
مطبعة األمن ّية ،الرباط،ط1997 ،1م.
6.الحركة الفكريّة بالمغرب في عهد السعديّين :مح ّمد حجي ،منشورات دار المعارف للتأليف
والترجمة والنشر ،مطبعة فضالة 1976 ،م.
7.الحروف والحروفيون :أديب السالوي ،البوكيلي للطباعة والنشر ،القنيطرة ،ط1998 ،1م.
8.الخطاب الموازي للقصيدة العربية المعاصرة :نبيل منصر ،دار توبقال للنشر ،الدار البيضاء ،ط،1
1997م.
9.درة الحجال في غرة أسماء الرجال :ابن القاضي ،تحقيق :محمد األحمدي ،القاهرة-تونس1971،م.
10.دليل مؤ ِّرخي المغرب األقصى :ابن سودة المري ،دار الفكر ،بيروت ،ط1418،1هـ1997/م.
11.شعر عبد العزيز الفشتالي :جمع وتحقيق ودراسة :د .نجاة المريني ،مكتبة المعارف ،الرباط
ط1986 ،1م.
العلوي ،منشورات جامعة مح ّمد بن
ّ السعدي تفاعل الفكر والواقع واإلبداع :عبد الله بنصر
ّ 12.الشعر
عبدالله ،فاس ،ط2006 ،1م.
المقري،
ّ 13.روضة اآلس العاطرة األنفاس في ذكر من لقيته من أعالم الحضرتين مراكش و فاس :أحمد
نشرها :عبد الوهاب بن منصور ،الطبعة الملكيّة بالرباط1964 ،م.
14.العمدة :ابن رشيق ،تحقيق :محيي الدين عبد الحميد ،دار الجيل2010 ،م.
55 يلاغلا موشهنب .د
15.في تاريخ ديوان الشعر المغربي :أحمد العراقي ،مطبعة أنفو ،فاس ،ط2009 ،1م.
16.الكتابة والتناسخ :عبد الفتاح كيليطو ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء1985 ،م.
17.المختارات الشعرية :الحاج لعميم ،كلية اآلداب ،الرباط2014 ،م.
النص :جيرار جنيت ،ترجمة :عبد الرحمن أيوب ،دار توبقال للنشر ،ط1986 ،2م.
18.مدخل إلى جامع ّ
الفشتالي ،تحقيق :عبد الكريم كريم .منشورات وزارة األوقاف والشؤون
ّ 19.مناهل الصفا :بعد العزيز
اإلسالمية والثقافة ،الرباط1972 ،م.
20.المنتقى المقصور على مآثر الخليفة المنصور :ابن القاضي ،تحقيق :محمد رزوق ،الرباط1986 ،م.
المريني ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء،
ّ 21.من نوادر مخطوطات المكتبة المغربيّة :نجاة
ط2000،1م.
22.نشر المثاني ألهل القرن الحادي عشر والثاني :محمد بن الطيب القادري ،تحقيق :محمد حجي،
وأحمد توفيق ،مكتبة الطالب ،الرباط1986 ،م.
23.النص وتفاعل المتلقي ،حميد سمير ،منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق .2005
24.نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب :المقري ،تحقيق :إحسان عباس ،دار صادر ،بيروت،
1968م.
25.نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي :محمد الصغير اإلفراني ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار
البيضاء 1998 ،م.
26.وفيات األعيان :ابن خلكان ،تحقيق :إحسان عباس ،دار صادر.
المصادراألجنبية:
27. production de l’intéret romanesqe, MOUTON the hage paris mouton 1973.
المجالت:
28.إشكالية مقاربة النص الموازي وتع ّدد قراءته عتبة العنوان نموذجاً :د .محمد التونسي جكيب ،
مجلة جامعة األقصى /العدد األول /السنة 2000م.
الحسني ،مقال ضمن مجلة الموقـف /العدد /14 -13
ّ 29.جمالية التلقي ومفهوم النص :محمد كنون
سنة 1992م.
30.النص الموازي ،آفاق المعنى خارج النص :أحمد المنادي ،مجلة عالمات مجلة عالمات /المجلد
/16العدد 2007/ 61م.
المواقع اإللكترونية:
31. http: //islamtoday.net/nawafeth/services/saveart-101-195212.htm
57 نارحبلا ديعس لآ رفعج دّمحم خيشلا نبا هللا دبع
الملخص
ّ
اإلمامي
ّ العلمـة
ربَّمـا ال نسـتطيع التعـ ُّرف علـى مالمـح الجهـود اللغويَّـة التـي بذلهـا َّ
النجفي(ت1085هـ) في كتابـه (مجمع البحرين ومطلـع الن ِّيرين) ّ ُّريحـي
ّ فخـر ال ِّديـن الط
ّإل بعـد أن نـدرس هـذا المعجـم -الذي يعتمـد على أحاديث الشـيعة في ما ّدته -دراسـ ًة
معجم َّيـة تربطـه بكتـب الغريـب والمعاجـم العرب ّيـة ،وعلـى هـذا األسـاس بحثـت هذه
مت الطريحي اللغويَّة والعلم ّيـة ،وثانيها ق َّد ْ
ّ العلمة
الدراسـة محـاور ثالثة :أ َّولها شـخص َّية َّ
لمحـ ًة عـن كتب الغريـب (غريب القرآن والحديـث) ومناهجها وتاريخهـا وعالقتها بكتب
بحثـت كتـاب (مجمـع البحريـن) بـد ًءا مـن اسـمه ومق ّدمته ْ المعاجـم العرب ّيـة ،وثالثهـا
وصـول إلـى المالحظات ً وغايـة تأليفـه ومصـادره ،ث ُـ َّم منهجـه والمالمـح المعجم ّيـة فيه،
الوصفي
ّ انتهجـت الدراسـ ُة فـي ذلـك المنهـج
ْ والمآخـذ التـي أخذهـا النقَّـاد عليـه ،وقـد
التاريخـي ،كمـا اعتمدتْ على جهود األسـتاذ الدكتـور محمود فهمي ّ واسـتعانت بالمنهـج
ْ
اللغوي).
ّ حجـازي في كتابـه (البحـث
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 60
Abstract
Perhaps we cannot recognize the features of the linguistic efforts
of Fakhr aldin Al-Turaihi Al-Najafi died in (1085 A.H) in his book
(Majmaa Al-Bahrain wa Matlaa Al-Nairin) unless we study this
volume – which depends on Shia Hadiths- a lexical study linking it
with Al-Qareeb books and Arabic dictionaries.
On this basis, the study examined three aspects: First of all, the
linguistic and scientific character of Al-Turaihi. Second I presented
a brief about Al-Qareeb books (Al-Qareeb in Qur'an and Hadith)
and their curricula and history and its relation to the books of the
Arabic dictionaries. And the third one examined the book (Majmaa
Al-Bahrain) starting with its name , introduction and the purpose
of writing it and its references , then, its methodology and lexical
features in it, all the way to the notes taken into account by the critics .
The study adopted the descriptive method and used the historical
method, and relied on the efforts of Prof. Dr. Mahmood Fahmy Hijazi
in his book (The Linguistic Research).
61 نارحبلا ديعس لآ رفعج دّمحم خيشلا نبا هللا دبع
تقديم:
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم ،والصلاة والسلام علـى أشـرف خلقـه مح ّمـ ٍد وآلـه
الطاهريـن وأصحابـه المنتجبيـن و َمـن تبعهـم بإحسـانٍ إلـى قيـام يـوم الديـن.
ال أجـد أ َّن الباحـث بحاجـ ٍة إلـى تذكيـ ٍر بأهم َّيـة الدراسـات المعجم ّية لتراثنـا الث ّر ،إذ
ال يـزال هـذا النـوع مـن الدراسـات ميدانًا خص ًبـا للبحث والدراسـة ،ويكفي فـي أه ّميتها
أن تكـون المـرآ َة التـي تمكّننـا مـن أن نتعـ َّرف علـى وجـوه التعاطـي مع اللفـظ وداللته،
أصل بعضهم ما وكيـف أ َّن المعجم ّييـن ولَّـدوا من اللفظ الواحد العديد مـن الدالالت؛ بل َّ
يُسـ َّمى بالحقـول الدالل ّيـة ،تلك هي لُعبة اللفظ ومآالت المعنى التـي يُتيحها نظام اللغة؛
العقلي الصارم بحسـب نظرة اللسـان ّيين فـي يومنا هذا.
ّ ذلـك النظـام
يكفـي فـي أه ّمية الدراسـات المعجميّة أن تع ِّرفنـا كيفيّة التعاطي مـع اللفظ ومآالت
معنـاه؛ ذلـك لكونهـا تـدرس المفردات ومعانيها فـي اللغة من حيث اهتمامها باالشـتقاق
واألبنيـة ،ودالالت األبنية المعنويّة واإلعرابيّة ،فضالً عن التعابير االصطالحيّة والمترادفات
وتعـ ّدد المعانـي((( َوفقًا لتع ّدد السـياقات المولـودة فيها تلك المعانـي ،ويقودنا هذا إلى
تصويـر المفهـوم من الدراسـة المعجميّة [ ،]lexicologyوهي الدراسـة التي تدرس داللة
المعجمـي دراسـ ًة تعاقبيّـ ًة لتسـ ّجل أه ّم اإلضافـات الدالليّـة ،وإ ْن كان اهتمام
ّ المصطلـح
الدراسـة المعجميّـة بهذا الجانب فـإ َّن الصناعة المعجميّـة [ ]Lexicographyتهت ُّم بتن ّوع
لنظـام معيَّن ،وعلى ضوء ذلك تُرتَّب المـوا ّد ،وتُجمع المعلومات ٍ المداخـل وترتيبهـا َوفقًا
كامل بمق ّدمـة وخاتمة ،وال يقوم معجـم دون الرجوع والمداخـل إلـى أن يكـون المعجم ً
إلـى هذيـن األساسـين ،أعنـي :الدراسـة المعجميّـة [ ]lexicologyالتـي تُع َنـى بالبنيـة
الدالليّـة للفـظ ،والصناعـة المعجميّـة [ ]Lexicographyالتـي تهتـ ّم بتنـ ّوع المعاجـم
وطرائق إعدادهـا وتكويناتها(((.
((( ينظر الدراسة المعجميّة ،األسس والتقاطعات :مكوار نور الدين ،مقال نُشر على شبكة األلوكة
الثقافيّة.
اللغوي :محمود فهمي حجازي.47 :
ّ ((( ينظر البحث
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 62
الدراسات السابقة:
العقـدي
ّ وفـي رأي الباحـث أ َّن هـذا الكتـاب – علـى الرغـم مـن ذيوعـه فـي الوسـط
لصاحبـه -لـم يُعـ َن بالكثيـر مـن الدراسـات العلم ّيـة المعجم ّيـة؛ بـل ال تتجـاوز األبحاث
المعقـودة حولـه أصابـع اليد قلَّةً ،فإ َّن كاتب هذه السـطور وجد في حدود بحثه وسـؤاله
اسـات غيـر التـي ُعقـدت فـي مق ّدمـة التحقيـق لكتـاب مجمـع البحريـن ،وهي ثلاث در ٍ
كاآلتي:
األولـى :دراسـة إحصائيـة بعنـوان( :المـوا ّد اللغويّـة فـي مجمـع البحريـن ومطلـع
الطريحي (1085 - 979هـ) نُشـرت به َّمة األسـتاذّ النيِّرين للشـيخ فخر الدين
الطريحـي في العدد األول من (مجلة الموسـم) المعن ّية باآلثار
ّ مح ّمـد سـعيد
والتـراث ،سـنة 1989م ،وهـي أقـدم ما وجدنا من در ٍ
اسـات علم ّيـة أكاديم ّية
الطريحي،
ّ ُعنيـت بمجمـع البحريـن ،وقُ ِّدمت الدراسـة بموجـز حياة الشـيخ
وتح َّدثـت عـن كتابـه وأه ّميّته وبيـان مخطوطاته قبل أن تشـرع بذكر الموا ّد
اللغويّـة للكتـاب ،ولـم ت ُِضـف غير هذا ،ولم يُشَ ـر إلـى كاتبها.
الثَّانيـة :دراسـة وصف ّيـة بعنـوان( :قـراءة معجم ّية في كتـاب مجمـع البحرين ومطلع
الطريحي(ت1085هــ) ،كُتبـت باالشـتراك بيـن
ّ النيِّريـن للشـيخ فخـر الديـن
63 نارحبلا ديعس لآ رفعج دّمحم خيشلا نبا هللا دبع
خالد نعيم شـناوة ،واألسـتاذ شـهيد راضي حسـين ،ونُشـرت في العدد الثاني
من مجلة (دراسـات إسلام ّية معاصرة) التابعة لجامعة كربالء ،سـنة 2010م،
وقـد ُعنيـت بوصـف مجمـع البحريـن ومنهـج مؤلِّفـه وطريقتـه فـي عـرض
المـا ّدة المعجم ّيـة ،ومـوارده التي اعتمد عليها في المجمع ،وعرضت لشـي ٍء
الطريحي فـي المجمع؛ منها
ّ مـن المباحـث اللغويّـة التـي تعـ ّرض لها الشـيخ
المباحـث الصرف ّيـة والنحويّـة والبالغ ّيـة ،وشـيء مـن لغـات العـرب ،ويُحمد
وبصرتلهـذه الدراسـة أنها ق ّدمت قـراء ًة معجم ّية موجزة لمجمـع البحرين؛ ّ
القـارئ بمزايـا (مجمـع البحريـن) ،غيـ َر أنَّها لم تحلِّـل المـوا ّد المعجميّة كما
ينبغـي ،ولـم تتعـ َّرض للمالحظـات والمآخـذ التـي لوحظـت علـى (مجمـع
البحرين).
العربي بين المنهج والمسـتعمل من ّ الثالثة :دراسـة تحليل ّية بعنوان( :صناعة المعجم
الطريحي(ت1085هـ) ،كتبها ّ األلفـاظ ،قراءة فـي مجمع البحرين لفخر الدين
الشـناوي ،ونشـرها في مجلة كلّيّة اآلداب بجامعة ّ األسـتاذ الدكتور خالد نعيم
البصـرة ،العـدد ( )69لسـنة 2014م ،ومـن وجهـة نظري أ َّن هذه الدراسـة من
أه ّم الدراسـات التي ُعنيت بالمجمع؛ إذ قاربت بين مجمع البحرين ومدرسـة
الطريحي من موا ٍّد ،وما
ّ الصحـاح المعجميّـة مقارب ًة دقيقة ،وبيَّنت ما أهملـه
الجوهري ،محلِّلَ ًة الموا ّد
ّ أثبته غيره من أرباب هذه المدرسـة التي على رأسـها
الطريحـي في مجمع ّ وعرضت لمنهـج
ْ الطريحـي وعنـد غيـره،
ّ المهملـة عنـد
واسـتنتجت -مـن الما ّدة
ْ البحريـن ومـوارده التي اسـتقى منها موا ّده اللغويّة،
الطريحي عني باسـتعمال اللفظة وص ّحتها؛ ّ اللغويّـة فـي مجمع البحريـن -أ َّن
عرضت
ْ تلـك الميزة التي سـادت مدرسـة الصحاح ،وبعـد المقارنة واالسـتنتاج
للمـا ّدة اللغويّـة وطريقـة عرضهـا فـي المجمـع ،وصـولً إلـى تراكم ّيـة الما ّدة
اللغويّـة بالنظـر إلى المعاجم السـابقة ،ليختـم الباحث الدراسـة بالدعوة إلى
لغوي االسـتعمال ت ُسـتبعد فيه األلفاظ المه َملة المتكلَّفة ،مسـتعينين معجم ّ ٍ
بالفهـم الصحيح مـن القرآن والحديـث ولغة العرب.
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 64
تلـك هـي الدراسـات التـي عثرنـا عليهـا في حـدود البحث ،ومـن خالل دراسـتنا هذه
التـي نرجـو منهـا أن تـدرس (مجمـع البحريـن) بوصفـه معج ًمـا يهتـ ُّم بغريـب القـرآن
والحديـث؛ إضافـة إلـى كونـه معج ًمـا علـى منهـج مدرسـة الصحـاح المعجم ّيـة.
الطريحي(ت1085هـ)
ّ ٍ
بمبحث موج ٍز يع ِّرف لنا الشيخ ومن المهم أن تبدأَ هذه الدراسة
واألدبي من حياته ،وفـي المبحث الثاني نتح َّدث عن كتب
ّ اللغوي
ّ مركِّزيـن علـى الجانـب
الغريـب وأثرهـا فـي المعجـم العربـي ،ما ِّريـن بشـي ٍء من تاريـخ كتب الغريـب ومناهج
ونبسـط الحديـث في المبحث الثالـث عن الكتاب موضوع الدراسـة ،متح ِّدثين مؤلِّفيهـاِّ ،
عـن اسـم الكتـاب وهـدف المؤلِّف منـه ،واصفيـن المق ِّدمة ومحتـوى الكتاب ،وسـنحلّل
فـي هـذا المبحـث نمـاذج مختـار ًة من مـوا ّده ،وسـندرس بعـض الظواهـر المعجم ّية في
هـذا الكتـاب ،مسـ ِّجلين بعـض المالحظـات والمآخـذ ،ثـ ّم بعد ذلـك نختم الدراسـة كلّها
بالنتائج.
والتاريخـي ،معتمديـن فـي الوصـف
ّ الوصفـي
ّ وسـنط ّبق فـي هـذه الدراسـة المنهـج
اللغـوي الكبيـر الدكتـور محمـود فهمـي حجـازي في كتابـه (البحث
ّ علـى كتـاب أسـتاذنا
التاريخي فسـنفيد كثي ًرا من إلماعات األسـتاذ الدكتور حسـين
ّ اللغـوي) ،أ ّمـا فـي الجانـب
ّ
العربـي :نشـأته وتطوره).
ّ نصـار(ت2007م) فـي كتابـه (المعجـم ّ
65 نارحبلا ديعس لآ رفعج دّمحم خيشلا نبا هللا دبع
اللغوي
ّ الطريحي الفقيه
ّ األول :فخر الدين
المبحث َّ
الطريحي مـن أبرز علمـاء اإلماميّة فـي القرن الحادي عشـر
ّ يعـ ُّد الشـيخ فخـر الديـن
الهجـري ،وقـد سـاد صيتـه فـي المراثـي الحسـينيّة فـي كتابـه (المنت َخـب) الـذي ض َّمنـه
ّ
أشـعاره ،فهـو را ٍو لألخبـار التاريخ ّيـة ،ومح ِّدث ،وفقيه ،وفـي المرتبة األولـى ل ّ
ُغوي ُعرف
بجهـوده اللغويّـة ،وهـذا مـا يه ّمنـا بحثـه وتبيانـه ،وفيمـا يأتي موجز عن سـيرته:
اسمه ونسبه(((:
علـي((( بن أحمد بـن طُ َريح -بضـ ِّم األ َّول وفتح
هـو الشـيخ فخـ ُر ال ِّديـن بـن مح ّمد ّ
(((
والدته ووفاته:
الطريحـي فـي النجـف األشـرف سـنة (979هــ) ،وتوفِّي سـنة (1085هـ) ّ ُولـد الشـيخ
انـي أنَّه توفِّـي سـنة (1081هـ)،
علـى المشـهور ،وذكـر الشـيخ المـؤ ِّرخ آغـا بـزرگ الطهر ّ
ومـا ّدة تأريـخ وفاته( :يطوف عليهـم ولدان مخلَّدون) = 1081هــ((( ،غير أنَّه في (مصفَّى
الحسـيني أ َّن
ّ المقـال) ذكـر مـا عليـه المشـهور((( ،ور َّجـح محقّـق الكتـاب السـ ِّيد أحمـد
البالغي في (تنقيح
ّ وفاته سـنة1087( :هـ) ،وعزا رأي المشـهور إلى اشـتباه الشـيخ حسـن
المقـال) ،وسـرى ذلك االشـتباه إلـى أربـاب المعاجم(((.
أساتذته وتالمذته:
طالـب
ٍ الطريحـي علـى كثيـ ٍر مـن العلمـاء وأهـل الفضـل ،وإن قيـل :إ َّن ِّ
لـكل ّ تتلمـذ
الطريحـي هـو والـده ،الذي غـذَّاه في أكثر
ّ معلِّ َمـه األ َّول ،قلنـا :إ َّن المعلِّـم األ َّول للشـيخ
دروسـه بألـوان المعـارف اإلسلاميّة واألدبيّـة؛ فقـد كانـت أكثـر دراسـته علـى يـد والـده
الطريحي،
ّ الطريحـي ،وتتلمـذ أيضً ا على ع ِّمه الشـيخ مح ّمد حسـين
ّ علـي
الشـيخ مح ّمـد ّ
الطريحـي -بوصفه (مح ِّدث ًـا) -عرفنا
ّ وأخـذ إجـازة الروايـة عنـه ،وإن رجعنـا إلى شـخص َّية
أنَّـه روى عـن كبـار العلمـاء عن طريق أسـتاذه في الحديث الشـريف ،وهو ع ُّمه المشـار
النجفـي ،والسـ ِّيد األميـن شـرف الديـن ّ
علي ّ إليـه ،والشـيخ مح ّمـد بـن جابـر بـن ع ّبـاس
ائري ،هذا حاصل ما ذكره المترجمون عن الشولسـتاني ،والشـيخ محمود بن حسـام الجز ّ ّ
(((
أساتذته وشـيوخه.
أ َّمـا تالمذتـه والـراوون عنـه ،فهـ ْم كثـ ٌر؛ نظـ ًرا لمكانتـه العلميّـة التي سـنح ِّدثك عنها
المجلسـي(ت1111هـ) صاحب أكبرّ بعـ ُد ،منهـم :المولـى مح ّمـد باقر بـن مح ّمـد ّ
تقـي
التوبالني
ّ موسـوع ٍة للشـيعة اإلمام ّيـة وهـي (بحار األنوار) ،والسـ ّيد هاشـم بـن سـليمان
اني.434 /8 :
((( ينظر طبقات أعالم الشيعة :آغا بزرگ الطهر ّ
اني.350 :
((( ينظر مصفّى المقال في أحوال الرجال :آغا بزرگ الطهر ّ
الحسيني.13 :
ّ ((( ينظر مق ّدمة تحقيق مجمع البحرين :السيّد أحمد
الخوانساري ،)350/5 :و(ماضي النجف وحاضرها :جعفر آل محبوبة:
ّ ((( ينظر( :روضات الج ّنات:
.)455 /2
67 نارحبلا ديعس لآ رفعج دّمحم خيشلا نبا هللا دبع
((( ينظر( :روضات الجنات ،)353 /5 :و(ماضي النجف وحاضرها ،)455/2 :و(مقدمة تحقيق مجمع
الحسيني.)7 /1 :
ّ البحرين :السيّد أحمد
((( أمل اآلمل.215 :
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 68
األفندي(ت1130هــ) ،وصفه في كتابه (ريـاض العلماء) ّ 2.الميـرزا الشـيخ عبد اللـه
بقولـه« :وكان (رضـي اللـه عنه) أعب َد أهل زمانـه ،وأورعهم ،ومن تقواه أنَّه ما كان
يلبـس الثياب التي خيطت باإلبريسـم ،وكان يخيـط ثيابه بالقطن»(((.
األدبـي (بمفهومه
ّ األفنـدي لـم يذكر لنـا في وصفـه المعطى
ّ والالفـت للنظـر أ َّن
العبـادي له؛ من
ّ الطريحي ،واكتفـى بوصف المعطى ّ العـام) فـي ذكره أوصـاف
تدل عليـه (أع َبد) ،وضرب لنـا ً
مثل لتقواه لزومـه الـورع والتقـوى والعبادة ،كما ُّ
وورعـه عـن ملـذَّات الحيـاة؛ إذ إنَّـه مـا كان يلبـس الثيـاب الفاخـرة المخاطـة
بالحريـر؛ وذلـك يعطـي إشـار ًة إلـى أ َّن هـذا اللبـاس الفاخـر كان سـهل المنـال
الطريحـي ،كأن تأتيـه هـذه الثيـاب من الصلات والهدايـا أو يكون
ّ لـدى الشـيخ
موسـ ًرا ،غيـ َر أنَّـه لـم يلبسـه وزهد فيـه؛ مواسـا ًة للفقـراء وإعراضً ا عـن الملذَّات.
ِ
النجفـي(كان حيـاً1105ه) ،إذ قـال فـي كتابـه (تنقيـح
ّ البالغـي
ّ 3.الشـيخ حسـن
المقـال)« :كان أدي ًبـا ،فقي ًهـا ،مح ِّدث ًا ،عظيم الشـأن ،جليل القـدر ،رفيع المنزلة،
أورع أهـل زمانـه ،وأعبدهـم ،وأتقاهـم»(((.
الطريحي؛
ّ البالغـي لشـخصيَّة
ّ ويشـكِّل هـذا الوصـف الخالصـة التي قرأها الشـيخ
العلمـي كان مـن الفقهـاء ورواة الحديـث (فقي ًها ،مح ِّدث ًـا) ،وعلى
ّ فعلـى الصعيـد
اللغـوي ،الـذي يمسـك زِمـام اللغـة ويُحيطّ األدبـي فإنَّـه العالـم الشـاعر
ّ الصعيـد
بمفرداتهـا ،ويسـتعملها أحسـن اسـتعما ٍل ،مح ِّققًـا مختلـف األغـراض البالغ ّيـة
العبادي فال اختلاف بين المترجمين في كونـه تقيًّا عاب ًدا
ّ (أديبًـا) ،وعلـى الصعيـد
و ِر ًعـا؛ بـل ال يختلـف أهـل زمانـه فـي ورعـه وتقـواه ،م ّما أ َّهلـه أل ْن يكـون (أورع
وكل تلـك الصفـات العباديّـة تؤ ِّهل الفقيـه ألن يكـون معتَمد الناس أهـل زمانـه)؛ ُّ
فـي األخـذ بأحـكام الديـن ،ومعتَمـد العلمـاء في األخـذ بآرائـه ونتائجه.
اني(ت1186هـ) ،حيث قال في (لؤلؤة البحرين)« :كان هذا
4.الشـيخ يوسـف البحر ّ
حفلـت هـذه األسـرة بالكثيـر من األدبـاء والعلماء ،فكان لهـم منتدى ٌّ
أدبي يرتـاده األدباء
والعلمـاء ،وكانـت لهذا المنتدى أصدا ٌء محليّ ٌة واسـعةٌ ،وآثـا ٌر علمية نافعة ،ف َمن الزم تلك
النـوادي خـرج بفوائ َد علم َّيـ ٍة مه َّمة.
وم ّمـا يدلُّنـا علـى ذلـك مـا قيـل فـي ترجمـة الشـاعر الشـيخ مح ّمـد رضـا
الطريحـي فـي شـخصيَّته األدبيَّـة وبراعتهـا أن
ّ اعي(ت1332هــ) ،فقـد أث َّـر الشـيخ الخز ّ
«ازدلـف إلـى فريـقٍ مـن أدبـاء آل طُريـح ،وتتلمذ علـى أيديهـم ،وأخذ يسـتقي من بحر
آدابهـم العرب ّيـة الصافيـة ،ويحضـر نواديهـم التـي كانـت تنعقـد بيـن آون ٍة وأخـرى ألجل
المذاكـرات األدب ّيـة ،وبقـي مالز ًما لتلك النوادي حتى نال بسـببها من األدب الح َّظ األوفر،
وصـارت لـه مكانـ ٌة سـامية فـي عالمـه»(((.
نتحسس هذا الدور بذكر مسر ٍد لبعض أعالم هذه األسرة من األدباء(((:
ويمكن أن ّ
الطريحي) ،وهو شـاعر
ّ الطريحي (ع ُّم الشـيخ
ّ علي
1.الشـيخ محمـود بـن أحمد بـن ّ
الطريحي في كتـاب (المنتخب).
ّ ُمك ِثـر ،روى بعض شـعره الشـيخ
الطريحي)؛ له كتاب سـ َّماه
ّ الطريحي (أخو الشـيخ
ّ 2.األديـب الشـاعر عبـد الوهـاب
(المراثي).
الطريحي) ،كان
ّ الطريحـي (ابن أخ الشـيخ
ّ 3.الشـيخ حسـام الدين بن جمـال الدين
شاع ًرا فقي ًها.
الطريحـي) ،وكان
ّ الطريحـي (ابـن عـ ّم الشـيخ
ّ 4.الشـيخ محـي الديـن بـن محمـود
عال ًمـا أدي ًبا شـاع ًرا.
التعـ ُّرف علـى مص َّنفاتـه في هذا الميـدان فإ َّن ما الحظناه هو قلَّة الدراسـات المسـتوعبة
الطريحي لدراسـ ٍة تسـتوعب
ّ لهـذه الجهـود ،فلـم تخضـع التركـة اللغويّة واألدبيّة للشـيخ
جهوده.
الطريحـي؛ إذ لـم نـ َر دراسـ ًة علم َّيـ ًة تسـتوعب شـعر
ّ ولنمثِّـل لذلـك بمثـال شـاعريَّة
الطريحـي؛ تلـك الدراسـة التـي تؤ ّهلنا لمعرفة شـخص َّية الفقيه الشـاعر ،ومـدى تأثير ّ
كل ّ
الطريحـي بار ًعـا في
ّ جانـب فـي اآلخـر ،وانعـكاس ذلـك علـى أسـلوب شـعره ،فهـل كان ٍ
اسـتعمال الفصيـح مـن األلفـاظ؟ وكيف كانـت الصور الفن َّية في شـعره؟ ومـا طبيعة ذلك
كل تلك األسـئلةالشـعري؟ ُّ
ّ الشـعر وحقـول ألفاظـه في الداللة؟ أو قل :كيف كان معجمه
المتخصص لدراسـ ٍة أكثر اسـتيعابًا لهذه الشـخصيَّة؛ ومن ث َ ّم فهمها فه ًما أقرب
ّ ت ُثير ذهن
إلى االسـتيعاب.
الطريحـي اللغويـة أوفر حظًّـا من جهـوده األدب َّية؛ إذ لـم تح َظ هي
ّ ولـم تكـن جهـود
مختصـة بأكبر أعماله
َّ األخـرى بالدراسـات المسـتوعبة؛ الّلهـ ّم غير مـا ق َّدمناه من دراسـ ٍة
اللغويّـة (مجمـع البحرين) ،وقد الحظنا تلك الدراسـات السـابقة على هذه الدراسـة التي
الطريحي ِع ْبر كتابه (مجمـع البحرين) بوصفه
ّ اللغوي للشـيخ
ّ تأتـي لمعرفـة حجم الجهد
الطريحي في األوسـاط
ّ العمـل األكبـر مـن أعمالـه فـي هـذا الميدان ،وبـه ُعـرِف الشـيخ
العلميّة.
اإلخـوان الموضِّ ح لكلمات القرآن) ،و ُعرِف بـ (كشـف غوامض القرآن) ،و(الغرائب
فكل هذه األسـماء لمسـ ّمى واحـد((( ،وفرغ
القرآنيّـة) ،و(تفسـير غريب القرآن)؛ ُّ
منه سـنة (1051هـ).
2.غريـب القـرآن :وهـو غيـر (نزهـة الخاطـر) ،وهـو موجـود فـي خزانـة كتـب
علـي ابـن الشـيخ مح ّمـد رضـا آل كاشـف الغطـاء بالنجـف ،كمـا ص َّرح
الشـيخ ّ
الطهرانـي(((.
ّ
الجوهري.
ّ 3.التكملة والذيل والصلة للصحاح :وهو تكملة صحاح
الخاصـة :وقـد كتبـه قبل مجمـع البحريـن ،كما ص َّرح فـي بداية
ّ 4.غريـب أحاديـث
المجمع.
5.مجمـع البحريـن ومطلـع النيِّريـن فـي غريـب القـرآن والحديـث :فـرغ منه سـنة
(1079هــ) ،وهـو موضـوع هذه الدراسـة.
مـن ضبـط مـا يقـع فيـه االشـتباه مـن أسـماء الرجـال ،وضبـط مـا يلحقها من
(((
األنسـاب واأللقاب».
5.مسـتطرفات نهـج البالغـة ،أو (المسـتطرفات فـي نهـج الهـداة) :ولـم يذكـر
تفصيلا عنـه.
ً المترجمـون
(تأثير األجناس األدب ّية والقول ّية في صياغة الوقائع واألحداث ،واقعة الطف أنموذ ًجا) بإشراف
الدكتور عبد الله البهلول.
75 نارحبلا ديعس لآ رفعج دّمحم خيشلا نبا هللا دبع
العربي
ّ المبحث الثَّاني :عالقة كتب الغريب بالمعجم
معنى الغريب:
حقل دالل ًّيا يمكن أ ْن تدور حوله العديد من مشـتقات بتت ّبعنـا المعاجـم العرب ّيـة نجد ً
المعنـوي ،ومثـال األ َّول :الغربة
ّ مـا ّدة (غـرب)؛ وهـو البعد ،سـوا ٌء أكان البعد ِّ
الحسـي أم
المكانـي ،ومثـال الثاني:
ّ ـي واالغتـراب والتغريـب؛ فكلُّهـا ألفـاظ دالَّـة علـى البعـد ِّ
الحس ّ
الخبـر ال ُمغْـرِب؛ وهـو الخبـر الـذي بَ ُعـد معنـاه عـن الذهـن عنـد أكثـر النـاس ،قـال ابن
منظور(ت711هــ)« :الخبـر ال ُمغـرِب :الذي جـاء غري ًبا حادث ًـا طريفًا»(((.
وقـد ُعـ ِّرف بأنَّه« :الغامض مـن الكالم؛ وكَلمة غريبة ،وقد َغ ُربَـت ،وهو من ذلك»(((،
فالغريـب إذًا هـو ما بَ ُعد عن األذهان ولـم يُع َرف معناه.
الخطابي(ت388هـ) فـي كتابه (غريب الحديث)؛ ّ ومـا ذكرناه أشـعر به أبو سـليمان
إذ قـال« :الغريـب مـن الـكالم إنّما هـو الغامض البعيد مـن الفهم كالغريـب من الناس،
إنّمـا هـو البعيـد عـن الوطـن المنقطـع عـن األهـل ،ومنـه قولـك للرجـل إذا ن ّحيتـه
وأقصيتـه :اغـ ُرب ع ِّنـي ،أي :ابعـد ،ومـن هـذا قولهـم :نـوى َغ ْربـة ،أي :بعيـدة ،وشـأ ٌو
وكل هـذا مأخو ٌذ بعضه مـن بعض»((( ،ث ّم ُمغـ ِّرب ،وعنقـاء مغـرِب :أي جائيـة مـن بُعدُّ ،
أشـار إلـى أ َّن الغريـب مـن الكالم له مفهومـان :األ َّول :هو ما بَ ُعد معنـاه من الكالم؛ فال
تصـل إليـه األفهـام إلّ بعد طـول فك ٍر ونظر ،والثاني :هو كالم الشـوا ّذ مـن قبائل العرب
الذيـن بَ ُعـدت بهـم الـدار ،فنسـ ِّمي مـا يقـع مـن ألفاظهـم وال نفهمـه غري ًبا؛ مـع كونه
ليـس غري ًبـا عندهـم ،وهـذا هـو مفهـوم البالغ ّييـن للغريـب(((؛ وهـو بذلـك قريب من
مخل بالفصاحـة ،والثاني
غريـب ٍّ ٍ قسـم الغريـب إلى التهانوي(ت1158هــ)؛ إذ َّ
ّ تقسـيم
مخـل بالفصاحة.
غيـر ٍّ
المخـل بالفصاحـة فهـو الـذي يُعـاب اسـتعماله عنـد األعـراب الخلَّـص وعنـد ّ فأ َّمـا
غيرهـم ،وهـو الـذي تحتاج معرفته إلـى التنقير والبحـث عنه في كتب اللغة المبسـوطة
المخل بالفصاحـة فهو الذيِّ كــ (تكأكأتـم) و(افرنقعـوا) و(احرنجـم) ،وغيرهـا ،وأ َّما غيـر
ال يُعـاب اسـتعماله علـى األعـراب األقحـاح؛ ألنَّه واضح لهـم ومأنوس به ،مثل( :شـرنبت)
و(اشـمخ ّر) ،فهاتـان لفظتـان غريبتـان علينـا واضحتـان عنـد هـؤالء ،ومـن هـذا الغريب
الفصيـح غريـب القـرآن والحديـث((( ،فالمقصود من الغريـب «تلك األلفـاظ البائدة التي
قـل اسـتخدامها ،فأصبحـت المعرفـة بهـا غريبـة عنـد أبنـاء الجماعـة اللغويّـة ،فـإذا مـا ّ
اسـتُخدمت نجمـت ضرورة شـرحها وإيضاحهـا»(((.
التهانوي.1250 /2 :
ّ ((( ينظر كشاف اصطالحات الفنون والعلوم:
((( مدخل إلى علم اللغة :محمود فهمي حجازي.154-153 :
نصار.33 /1 :
((( ينظر المعجم العربي نشأته وتطوره :حسين ّ
((( ينظر المعجم العربي نشأته وتطوره.33 /1 :
77 نارحبلا ديعس لآ رفعج دّمحم خيشلا نبا هللا دبع
النـص الـذي نقلنـاه عـن ابن األثيـر (ت606هـ) يُثبت لنـا أ َّن أبا عبيـدة هو أ َّول
وهـذا ّ
محـل توق ٍّف عنـد بعـض الباحثيـن ،ويتلو أبا
(((
مـن كتـب فـي هـذا الحقل ،غيـر أ َّن ذلك ُّ
الهجري في غريب الحديث ّ عبيـدة النضَ ُر بن شـميل(ت203هـ) ،وكتب فـي القرن الثالث
واألصمعي(ت213هــ) والمب ِّرد(ت286هــ) ّ العديـد مـن اللغويّيـن؛ كقطرب(ت206هــ)،
وغيرهـم ،إلّ أ َّن تلـك الكتـب لم تكـن بحجم ما كتبه أبو عبيد(ت224هـ)؛ فقد اسـتوعب
الكثيـر مـن ألفـاظ غريـب الحديـث ،وحاز إعجـاب أكثـر العلمـاء واللغويّين فـي عصره؛
منهـم كبـار الفقهـاء كاإلمـام أحمـد بـن حنبـل ،ولـم يكن هـذا اإلعجـاب ّإل نتيجـة عملٍ
متواصـل مـن قبـل أبي عبيد دام أربعين سـن ًة((( ،وتعاقبت بعدها كتـب غريب الحديث؛
الهروي(ت255هـ) ،وكتـاب ابن قتيبة(ت276هــ) ،فقد ذكره ّ ككتـاب شَ ـ ِمر بن حمدويـه
ابـن األثيـر وفضَّ لـه على كتاب أبـي عبيد من حيث اسـتيعابه واسـتدراكه واعتراضه ،ومن
الطبيعـي أ ْن يكـون أكبـر من كتاب أبـي عبيد(((.
ّ
الحربي(ت285هـ) من أكبر الكتب في ّ ويع ُّد كتاب أبي إسـحاق إبراهيم بن إسـحاق
ميـدان غريـب الحديـث فـي القـرن الثالـث؛ فقد وصفه ابـن األثيـر بأنَّه كتـاب كبير ،ذو
مجلـدات عديـدة ،ومـع كثـرة ما فيه مـن الفوائد والمعـارف هجره الناس ولم ُ
يسـ ْد على ٍ
الحربي
ّ كتابـي أبـي عبيـد وابـن قتيبة؛ ويرجع سـبب ذلـك إلى ما قاله ابـن األثير مـن أ َّن
«جمـع فيـه وبسـط القول وشـرح ،واسـتقصى األحاديـث بطُرق أسـانيدها ،وأطالـه بذكر
متونهـا وألفاظهـا ،وإن لـم يكن فيهـا ّإل كلمة واحـدة غريبة!»(((.
الهجري لنشـهد بعـض أعالمه م ّمن ألَّـف في الغريب ،كالقاسـم
ّ ويأتـي القـرن الرابـع
ـطي(ت302هـ) والذي أُثني على كتابه واشـتهر ،وابن ُدريد(ت321هـ)، الس َرق ُْس ّ
بن ثابت َّ
األنباري(ت328هــ) ،وابن درسـتويه(ت347هـ) ،وحمد بن
ّ وأبـي بكـر مح ّمد بن القاسـم
سـتي(ت388هـ) ،وقـد فُقـدت هذه الكتـب ولم يصل إلينـا ّإل كتاب
َّابـي ال ُب ّ
مح ّمـد الخط ّ
سـتي فيما نعلم.
الخطابـي ال ُب ّ
ّ
وهـذه المجموعـة التـي ذكرناهـا مـن كتـب الغريـب ومؤلّفيهـا ذكرها غيـر ٍ
واحد من
تفصيل فراجعه،
ً نصار(ت2007م) درسـها بشـكلٍ أكثـر الباحثيـن ،غير أ َّن الدكتور حسـين ّ
والخالصـة أ َّن هنـاك ثالثـة حقو ٍل تدوين ّيـة للغريب ،األ َّول :غريب القرآن ،وقد اشـتهر في
األصفهانـي ،والثانـي :غريب الحديـث ،وقد بلغ
ّ هـذا الميـدان كتـاب المفـردات للراغـب
كتـاب (النهايـة) الشـهرة الكبيرة في هذا الحقـل ،والثالث :كتب الغريبيـن؛ وهو ما جمع
الهـروي في (كتـاب الغريبين).
ّ بيـن غريـب القـرآن وغريـب الحديث ،وقـد أبدع فيه
ويمكـن تحديـد أُطُـر هذه العالقة بيـن كتب الغريب والمعاجـم العربيّة عبر جهتين؛
األولـى :المـا ّدة اللغويّة ،والثانيـة :تنظيم هذه الموا ّد وترتيبهـا ،وبيان ذلك كاآلتي:
الطريـق الثانـي :كان فـي اعتمـاد بعـض كتـب الغريـب المه َّمـة مصـد ًرا ت ُستسـقى
المعجمـي يعتمـد علـى أحـد كتـب الغريـب ،فيع ّده مـا ّد ًة
ّ منـه المـا َّدة اللغويّـة؛ فـكان
لغويّـ ًة لـه؛ السـ َّيما تلـك الكتـب التي طبقت شـهرتها األقطـار؛ ككتاب (غريـب الحديث)
للزمخشـري(ت538هـ) ،وكتـاب (النهاية) البن
ّ البـن قتيبة(ت276هــ) ،وكتـاب (الفائـق)
األثير(ت606هــ)؛ الـذي بلـغ فيـه الغاية ،وصار الق َّمة في هذا الشـأن كمـا يقول الدكتور
نصـار (2007م)(((. حسـين ّ
وللتمثيـل لِمـا قلنـاه نذكـر ثالثـ ًة مـن المعجم ّييـن((( الذيـن ُّ
نصـوا علـى كـون غريـب
الحديـث جـز ًءا مـن مصـادر معاجمهـم:
1.اعتمد ابن فارس(ت395هـ) على الغريب في معجمين له:
معجـم مقاييـس اللغـة؛ إذ اعتمـد فيه على كتـاب العيـن للخليل(ت175هـ)، •
سلام(ت224هـ) ،وإصلاح المنطق وغريـب الحديـث ألبـي عبيد القاسـم بن ّ
السـكِّيت(ت244هـ) ،والجمهـرة البـن دريد(ت321هــ) ،وعقَّـب علـى البـن ُّ
قائلا« :فهـذه الكتـب الخمسـة معتمدنـا فيمـا اسـتنبطناه مـن مقاييس
ذلـك ً
اللغة» (((.
معجـم مجمـل اللغـة؛ فنجـده اعتمـد علـى كتـاب غريـب الحديـث للنضـر •
بـن شـميل(ت203هـ) ،وغريـب أبـي عبيدة(ت210هــ) ،وغريـب أبـي
عبيد(ت224هــ) ،وغريـب ابـن قتيبة(ت276هــ) ،وغريـب الحديـث
للحربي (ت285هــ) (((.
ّ
نـص فـي (العبـاب) علـى اعتمـاده كتـاب (غريـب
والصاغانـي (ت577ه) الـذي ّ
ّ 2.
الحربي
ّ الحديـث) ألبي عبيـدة (ت210ه) ،وغريب أبي عبيـد (ت224ه) ،وغريب
الخطابي (ت388هـ)،
ّ (ت285ه) ،وغريب ابن قتيبة (ت276ه) ،وغريب ال ُب ّ
سـتي
للزمخشـري
ّ للباقرحـي (ت516هــ) ،والفائـق
ّ والمل ّخـص فـي غريـب الحديـث
(ت538هـ).
3.وكذلـك ابـن منظور(ت711هــ)؛ إذ اسـتقى ما ّدتـه مـن كتـاب تهذيـب اللغـة
بـري ،ونهاية
الجوهـري ،وحواشـي ابـن ّ
ّ لألزهـري ،ومحكـم ابـن سـيده ،وصحـاح
ّ
ابـن األثيـر ،ذكـر ذلـك فـي خطبـة الكتـاب التي مـدح فيـه أصحاب هـذه الكتب
اسـتهالل لمميـزات كتابـه (لسـان العـرب) ،إذ إنَّه هـدف فيه إلى
ً ونقـد أعمالهـم
األزهـري،
ّ االسـتقصاء والترتيـب ،وضيَّـع اسـتقصاء اللغـة الترتيـب فـي تهذيـب
ومحكـم ابـن سـيده ،أ ّمـا الصحـاح فقـد جعل ه َّمـه الترتيـب ،وغابـت عنه بعض
المفـردات ،فجمـع ابـن منظـور هاتيـن الميزتيـن وجعلهمـا هدفـه(((.
ومـن أهـ ّم األسـباب التـي دفعـت ابـن منظـور إلى وضع (لسـان العـرب)؛ االسـتعانة
الدينـي؛ ومن ث َ ّم
ّ النص
بمعجـم مرتّـب مسـتوعب لأللفـاظ العرب ّيـة التي تعين علـى فهم ّ
ٍ
يفسـر النص ،وهذا ِّ
فهـو بحاجـ ٍة إلـى زيـادة االستشـهاد باالسـتعماالت اللفظيّـة في هـذا ّ
لنـا اعتمـاده بشـكلٍ كبيـر علـى كتـب غريـب القرآن بشـكلٍ عـا ّم ،وكتـاب النهاية بشـكلٍ
خاص (((.
ّ
ولمعرفـة مـدى األثـر الذي تركه كتاب (النهاية) ففي (لسـان العـرب) أحصى الباحثان
محمـود عبيـدات ومصطفـى غوانمـة ( )11572موض ًعـا أفـاد منـه ابـن منظور مـن كتاب
النهايـة((( ،إضافـ ًة إلـى نقله من كتب الغريب األخرى -كما أشـعرنا قبـل ،وهنا نذكر هذا
بشـيء مـن االسـتيعاب ،حيث تفـاوت نقله قل ًة وزيـاد ًة عن هذه الكتـب وأصحابها ،فقد
المديني(ت157هــ) ،وغريب النضر بن شـميل(ت203هـ)، ّ نقـل عـن غريب أبي موسـى
وغريـب أبـي عبيدة(ت210هــ) ،وغريـب أبـي عبيد(ت224هــ) ،وغريـب شـمر بـن
الحربي(ت285هـ)،
ّ الهروي (255هــ) ،وغريب ابن قتيبة(ت276هـ) ،وغريـب ّ حمدويـه
الخطابي(ت388هــ) ،والغريبيـن
ّ البسـتي
ّ األنباري(ت328هــ) ،وغريـب
ّ وغريـب ابـن
للزمخشـري(ت538هـ).
ّ للهروي(ت401هــ) ،والفائق
ّ
ثان ًيا :تنظيم الموا ّد وترتيبها:
للوقـوف علـى حقيقـة تأث ّـر المعاجـم العربيّـة بكتـب الغريـب فـي تنظيـم المـواد
المعجميّـة وترتيبهـا نعرض عرضً ا موج ًزا مناهج المعجميّيـن في تنظيم الموا ّد المعجميّة،
ثـ ّم مناهـج أصحـاب كتـب الغريـب ،ومن ث ّم نسـتعرض النتائـج التي ت ُوقفنـا على حقيقة
هـذا التأث ّـر والتأثيـر في تنظيـم المـا ّدة المعجم ّية.
نسـق األحاديث حسـب حروف المعجـم((( ،ويشـرحها َوفقًا لحروف 5.ومنهـم َمـن يُ ِّ
الهجـاء؛ وهـذه الطريقـة سـهلة المنـال ويسـيرة علـى الطالـب ،تفيـد فـي تت ُّبـع
اللفظـة واسـتعماالتها السـياق ّية ،وقـد اتبـع هـذه الطريقـة كثير م ّمـن ص َّنفوا في
والزمخشـري(ت538هـ) في
ّ كالهروي(ت401هـ) في كتابه (الغريبين)،
ّ الغريـب؛
كتابـه (الفائـق) ،وابـن األثير(ت606هــ) في كتابـه (النهاية).
تلـك هـي المناهـج التـي اعتمدهـا أصحـاب كتـب الغريـب ألنفسـهم ،والهـ ُّم األكبـر
الديني (القـرآن والحديث) بأكبر قد ٍر
ّ النـص
لهـؤالء هـو حصـر األلفاظ الغريبة في ميدان ّ
ممكـن ،ثـ ّم ترتيب الموا ّد المحصورة في مد َّون ٍة تُسـ ِّهل على الطالب الوصول إلى األلفاظ
الغريبـة فـي الحديـث؛ تلـك األلفاظ التـي يحتاجها طالب علـم الحديث بشـكلٍ أكبر من
غيـره ،فـكان هذا سـبب ترتيبهـم الموا ّد المعجم ّيـة موزّعة على األحاديـث الدين ّية.
استنتاج:
ث َّم إ َّن المالحظ من ذلك كلِّه أمران:
األ َّول :إ َّن هنـاك تأثيـ ًرا تركـه الخليـل بـن أحمد(ت179هــ) فـي أحـد كتـب الغريب،
الحربـي بمنهـج الخليل ،إذ
ّ للحربي(ت285هــ)؛ فقـد تأث ّر
ّ وهـو كتـاب غريـب الحديـث
أضـاف إلـى طريقـة الترتيب السـائدة فـي كتب الحديـث طريقة الخليل فـي (العين) ،إذ
(((
اسـتعمل نظـام التقليبـات والمخارج.
الهروي(ت401هـ)ّ األلفبائـي في كتب الغريب هـوّ الثَّانـي :إ َّن أ َّول مـن أدخـل النظام
فـي كتابـه الفريـد (الغريبيـن)؛ إذ يقـول موضِّ ًحـا منهجه« :نبـدأ بالهمزة ف ُنفيـض بها على
كل باب بالحـرف الذي يكون لـكل حرف بابًـا ،ونفتتح َّ
سـائر الحـروف حرفًـا حرفًا ،ونعمل ِّ
آخـره الهمـزة ،ث ُـ َّم الباء ،ث ُـ َّم التاء ،ث ُ َّم الثاء إلى آخـر الحروف ،إلّ أ ْن ال نجـ َده فنتع َّداه إلى
مـا نجـده علـى الترتيـب فيـه ،ثم نأخـذ في كتـاب الباء علـى هذا العمـل ،إلـى أن ننتهي
«وكنت
ُ بالحـروف كلّهـا إلـى آخرها»((( ،ويص ِّرح بأنَّه لم يُسـبَق فـي هذا الكتاب؛إذ يقـول:
أرجـو أن يكـون سـبقني إلـى جمعهما [أي غريـب القرآن والحديث] ،وضم ّ
كل شـيء إلى
كاف ،سـابق ،فكفاني مؤونة ال َّدأب ،وصعوبة
حسـن ،واختصار ٍ ترتيب َ
ٍ لِ ْف ِق ِه منهما ،على
الطَّلَـب ،فلـم أجـد أح ًدا عمـل ذلك إلى غايتنـا هذه»(((.
الحموي(ت626هـ) من أ َّن شَ ـ ِمر بـن حمدويه(ت255هـ) ص َّنفّ أ ّمـا مـا ذكره ياقـوت
كتابًـا كبيـ ًرا أودع فيه تفسـير القـرآن وغريب الحديث ،ورتَّبه على حـروف المعجم ،ابتدأ
األلفبائي علـى المعاجم العربيـة؛ إذ إ َّن
ّ فيـه بحـرف الجيـم((( ،فإنَّه يع ِّزز أسـبقية النظـام
الزمخشـري(ت538هـ) الذي
ّ المعاجـم العرب ّيـة عرفـت هـذا اللون مـن الترتيب في عهـد
اعتمـد هـذه المنهج ّيـة في كتابيـن؛ األ َّول (الفائق) فـي غريب الحديث ،والثاني (أسـاس
البالغـة) في المعاجـم العربيّة.
الزمخشـري لما وجـد سـهولة الوصول إلـى المـوا ّد اللغويّة
ّ ويمكـن تفسـير هـذا بـأ َّن
الهـروي ،اعتمـد طريقته فـي ترتيب المـوا ّد المعجم ّيـة ،فكتب على أساسـها كتابيه
ّ عنـد
(الفائـق) فـي غريـب الحديـث ،و(أسـاس البالغـة) في المعجـم ،فأدخل هـذا النظام في
المعجـم وتأث َّـر بـه المعجم ّيون إلـى يومنا هذا.
الهروي.35 /1 :
ّ ((( الغريبين في القرآن والحديث :أبو عبيد
((( الغريبين في القرآن والحديث.35 /1 :
((( لفت نظرنا إلى ذلك محمود عبيدات ومصطفى غوانمة في :أثر كتب غريب الحديث في تأليف
المعاجم اللغويّة.806 :
89 نارحبلا ديعس لآ رفعج دّمحم خيشلا نبا هللا دبع
النيرين
المبحث الثالث :معجم البحرين ومطلع ِّ
الطريحـي ،البـ ّد أن يتوقَّـف علـى الجهـود اللغويّـة التـي
ّ العلمـة
إ َّن القـارئ لسـيرة َّ
الدينـي؛ كونـه مـن الفقهـاء المح ِّدثيـن ،تلـك الجهود
ّ النـص
ق َّدمهـا فـي ميـدان خدمـة ّ
التـي يأتـي فـي طليعتهـا كتابـه موضـوع الدراسـة ،ونركِّـز اآلن النظـر فـي هـذا الكتاب
بالنحـو اآلتي:
أول عـن هـدف الكتـاب ،ثـ ّم نصـف المق ِّدمـة والكتـاب ،ثـ ّم نحلّـل نمـاذج
نتحـدث ً
مختـارة مـن مـوا ّده ،ونبيّـن أهميـة هـذا الكتـاب ،والمآخـذ التـي أُخـذت عليـه.
اسم الكتاب:
الطريحـي كتابـه بــ (مجمـع البحريـن ومطلـع الن ِّيريـن) ،وال نسـتطيع تحديـد
ّ سـ َّمى
داللـة ذلـك االسـم علـى مسـ َّماه؛ نعـم يمكـن أن نقـول إ َّن التثنيـة هنـا ُّ
تدل علـى القرآن
أساسـي.
ّ والحديـث الشـريف ،كونـه اهتـ َّم بغريـب القـرآن والحديث بشـكلٍ
للجوهري،
ّ الصغاني في ضوء دراسـاته على كتاب (الصحـاح)
ّ ومـن الالفـت للنظـر أ َّن
جمـع بيـن «كتـاب الصحاح وكتابه التكملة وحاشـية عليـه ،في ٍ
كتاب كبير سـ َّماه (مجمع
الطريحي
ّ البحريـن ومطلـع النيِّريـن) ،يوجد مخطوطًا في عدة مكتبـات»((( ،ويبدو لي أ َّن
أُعجـب بهـذا االسـم فعنـون كتابـه بـه ،وهذا أمر حاصـل بين العلمـاء ،فقد تجـد عناوين
متشـابهة لعـ َّدة مؤلِّفيـن ،وهذه الظاهرة شـائعة إلى يـوم الناس هذا.
الهدف من تأليفه:
األساسـي مق ِّدمتين ،كانـت أوالهما قوله فـي مق ّدمة الكتاب:
ّ الطريحـي لهدفه
ّ يقـ ِّدم
«فل ّمـا كان العلـم باللغـة العرب ّيـة مـن الواجبـات العقل ّيـة؛ لتوقُّـف العلوم الدين ّيـة عليه،
((( الدليل إلى المتون العلم ّية :عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم.589 /1 :
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 90
وجـب علـى المكلَّفين معرفته وااللتفات إليه» ،والمق ِّدمـة الثانية قوله« :وحيث ال طريق
مسـت إلـى معرفـة غيـر المتواتـر منهـا سـوى اآلحـاد المسـتفادة مـن التت ُّبع واالسـتقراءَّ ،
الحاجـة إلـى ضبط ما هو بالـغ في االتفاق ح ًّدا يقرب من اإلجمـاع ويوثق به االنتفاع»(((.
خـاص فـي قولـه« :ول ّمـا ُص ِّن َـف في إيضـاح غيـر األحاديث ثـ َّم يوضِّ ـح هدفـه بشـكلٍ ّ
ألحـد مـن األصحاب والالمنسـوبة إلـى اآلل كتـب متعـ ّددة ودفاتـر متبـ ّددة ،ولـم يكـن ٍ
مسـتقل موضِّ ٌح ألخبارنـاُ ،مبَيِّ ٌن آلثا ِرنَـا ...حداني ذلك
ٌّ لغيرهـم مـن أولـي األلباب مص َّن ٌف
شـاف يرفع عـن غريب أحاديثنـا أسـتارها ،ويدفع كاف ٍ علـى الشـروع فـي تأليـف كتـاب ٍ
غير الجلـي منهـا غبارها»(((.
الطريحـي كان يرمـي مـن كتابه إلـى تت ُّبع غريـب المفـردات الواقعة
ّ وهـذا يعنـي أ َّن
المـروي عـن طـرق اإلماميّة ،ومن شـأن هـذا الكتـاب أن يكون -كما رسـم ّ فـي الحديـث
المؤلِّـف -كاف ًيـا في هذا المجال ،شـاف ًيا لغليل الطالب ،يرفـع ال ُح ُجب عن ما في حديث
الطريحي مـن كتابه هـذا ،وال بأس عنده
ّ اآلل مـن المطالـب ،ذلـك الهـدف الذي ينشـده
يوسـع محتـواه حتـى يكـون مب ِّي ًنـا آلثـار اإلمام ّيـة ،وهـذا ما سـنقف عليه فـي النقطة أن ِّ
اآلتيـة ،ثـ َّم إنَّـه إلتمام هـذا الغرض بما ال مزيد عليه شـفعه بالغريب مـن القرآن الكريم،
فصـار الكتـاب جام ًعا لغريب الكتاب والسـ ّنة.
المحتوى:
الطريحـي بجمـع الموا ّد اللغويّة التي لها أهم َّية اسـتعمال ّية؛ ال سـ َّيما في دائرة
ّ اهتـ َّم
المـروي عـن طريـق اإلمام ّيـة بشـكلٍّ غريـب القـرآن والسـ َّنة ،فتت َّبـع الحديـث الشـريف
الطريحـي أراد لكتابه
ّ أخـص؛ كونـه مح ِّدث ًـا وفقي ًهـا مـن فقهـاء اإلماميّـة ،ذلـك يعنـي أ َّنّ
(مجمـع البحريـن) أن يركِّـز علـى الغريـب دون إهمـال األلفـاظ اللغويّـة األخـرى ،فهـو
لغـوي ضـ َّم فـي أكثر ط َّياتـه غريـب القـرآن والحديث. ّ معجـم
منهجه:
كانـت مدرسـة الصحـاح تحقِّـق الغرضين األساسـين الذيـن يطلبهما أربـاب المعاجم؛
وهمـا التـزام األلفـاظ الصحيحـة المسـتعملة ،وتيسـير البحـث عـن المـوا ّد اللغويّـة ،أ َّما
األ َّول فـكان االرتـكاز فيـه على السـماع والفهم ،فلا اعتماد على الكتـب أو الوجادة؛ إنَّما
االعتمـاد علـى مشـافهة العـرب الموثـوق بعرب ّيتهم ،أو االعتمـاد على قول الثقـة الذي ال
مثلا .أ َّما الثاني فكان عـن طريق ابتكا ٍر نـال الحظوة عند
كاألصمعي ً
ّ يشـك فـي فصاحتـه ّ
الحسيني.1 /1 :
ّ ((( مق ّدمة تحقيق مجمع البحرين :السيّد أحمد
((( ذلك األمر الذي أهملته الدراسة الثانية والثالثة ،ولو ت ّم التركيز عليه لكان األمر أت ّم.
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 92
مصادره:
مـن المك ِّونـات األساسـية للمعجـم المداخـل فيـه ،ويجـب أ ْن تعتمد هـذه المداخل
علـى النصـوص اللغويّـة« ،وال يجـوز االكتفاء بالنقل عـن المعاجم السـابقة»((( ،ذلك األمر
المعجمـي ال بُـ َّد أن يعتمد في صناعته للمعجم علـى النصوص اللغويَّة ،ويح ّدد
َّ يعنـي أ َّن
منهـا دالالت المـوا ّد المعجم ّيـة ،وال يكتفـي بالنقـل األعمى من المعاجـم ،دون أن يدقِّق
أو يحقِّـق؛ فلربَّمـا -بتحقيقـه وتدقيقـه -ين ِّبه على خطأٍ أو اشـتباه ،أو يسـتدرك قولً ،أو
يوسـع داللـ ًة أو يضيفهـا؛ وذلـك أل َّن األلفاظ ال تبقى علـى دالل ٍة واحدة.ِّ
الطريحـي فـي المق ّدمـة ،وهـي
ّ ونسـتطيع أن نحـ ِّدد أهـم المصـادر التـي صـ َّرح بهـا
تشـمل نوعين:
اللغوي.57 :
ّ ((( البحث
((( مجمع البحرين.9 /1 :
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 94
كتـاب في غريـب حديث يكتـف بذلـك؛ بـل كانت المه َّمـة األكبـر وضع ٍ ِ ث ُـ َّم إنَّـه لـم
اإلمام ّيـة ،وألجـل ذلـك فقـد َّ
اسـتل مـن نصـوص األخبـار المرويَّـة االسـتعماالت اللغويّـة
وجعلهـا فـي ضمـن المـا ّدة المعجم ّيـة ،كقولـه ً
مثلا فـي مـا َّدة (هنأ):
«قولـه تعالـىَ ( :ه ِنيْئًـا َمرِيئًـا) [النسـاء ،]4 :أي :طيِّبًا سـائغًا ،يقـال( :ه َنأنـي وم َرأَني)
فـإذا أفـردت قلـت( :أمرأني) باأللـف») إلى أن يقـول« :والهنيء :اللذيذ الـذي ال آفة فيه،
والمـريء :السـهل المأمـون الغائلة ،وقوله( :لك المه َّنأ وعليـه الوزر) ،أي :يكون أكلك
لـه هنيئًـا ال تؤخـذ بـه ،ووزره على َمن كسـبه» ،وفي الما ّدة نفسـها يقـول« :وفي حديث
النبـي (صلـى الله عليه وآله وسـلَّم)( :سـتكون هنـاة وهناة ،ف َمن رأيتموه يمشـي إلى آل ّ
مح ّم ٍـد ليفـ ِّرق جماعتهـم فاقتلوه) ،أي :شـرور وفسـاد ،مـن قولهم( :في فلان هناة) أي:
خصـال شـر ،وال يقال فـي الخير»(((.
القرآني الشـريف مصد ًرا أساسـ ًيا يسـتقي منه
ّ النص
الطريحـي اتّخـذ مـن ِّ
ّ ونالحـظ أ َّن
القرآني،
ّ الطريحي بدأ باالسـتعمال
ّ ما َّدتـه اللغويّـة ،فتالحظ في الما َّدة السـابقة (هنأ) أ َّن
ثـ َّم بعـد ذلـك يأتي بعدها باألحاديث الشـريفة مرو ًرا بتفسـير الدالالت.
وإذا كان القـرآن الكريـم والحديـث الشـريف مصدريـن أساسـ ّيين السـتقاء المـا ّدة
الطريحـي النقـل عـن اللغويّيـن ،فقـد نقـل عـن جماعـ ٍة؛ منهم
ّ المعجم ّيـة ،فلـم يهمـل
ابي ،في مـا ّدة (لقط)((( مثلً،
واألزهري ،وابن عرفـة ،وابن فارس ،والفار ّ
ّ الخليـل والليـث،
ابي(ت231هـ) في مادة وعـن أبـي عبيـدة(ت210ه) في مادة (نصنـص) ،وعن ابـن األعر ّ
مثلا ،وغيرهم من األعلام(((.(شـطأ) ،وعـن ابـن السـكِّيت(ت244ه) فـي ما ّدة (بـس) ً
الطريحـي تار ًة
ّ الطريحي علـى الدعاء بشـكلٍ كبيـر؛ فتجد
ّ أ َّمـا فـي النثـر فقـد اعتمـد
يتفـ َّرد بذكـر االسـتعمال فـي الدعـاء ،كما فـي قوله في مـا ّدة (صند)« :في الدعـاء( :نعوذ
باللـه مـن صناديـد القـدر) أي :دواهيه ونوائبـه العظـام ،والصناديد :الدواهـي ،وصناديد
قريـش :أشـرافهم وعظماؤهـم ورؤسـاؤهم ،جمـع ِصنديـد بكسـر الصـاد ،وهـو السـيِّ ُد
الشـجاع»((( ،وقولـه فـي مـا ّدة (ضهـد)« :فـي الدعـاء( :أعـوذ أن أُضطهد واألمر لـك) ،أي:
أُقهـر ،يقـال :ضهدتـه فهو مضهـود ومضطهد :أي مقهور ،والطاء بدل مـن تاء االفتعال»(((.
تحـل الصدقة وتـار ًة يأتـي بـه بعـد الحديـث كقولـه في مـا ّدة (دقـع)« :في الحديـث( :ال ّ
إلّ فـي ديـنٍ موجـع أو فقـ ٍر مدقـع) ،ومثلـه فـي الدعـاء( :وأعـوذ بـك مـن فقـ ٍر مدقـع)
أي :شـديد يُفضـي بصاحبـه إلـى ال َّدقعـاء وِزان َحمـراء ،أعني :التـراب ،يقال :د ِقـ َع الر ُج ُل
-بالكسـر -يدقـع :أي لصـق بالتـراب ،فيكـون المدقـع هـو الـذي ال يكـون عنده مـا يتَّقي
به التـراب»(((.
قليلا فـي (مجمـع البحريـن) غير العربـي ،فإنَّـه وإن كان االستشـهاد بـه ً ّ أ َّمـا الشـعر
الطريحي به في بيـان المـا ّدة اللغويّة ،كمـا في ما ّدة
ُّ أنَّـه لـم يكـن ُمه َم ًلا ،فقـد اسـتعان
ـت األذ ُن َص ًّمـا مـن بـاب ت ِع َب :بطل سـمعها ،وقد يُسـند (صمـم) ،إذ قـال« :يقـالَ :ص ِم َم ْ
الفعـل إلـى الشـخص أيضً ـا ،ف ُيقالَ :صـ َّم يَ ُصـ ُّم َص ًّما ،قال الشـاعر:
الحق َم ْش َع ُب(((»
ب ِّ وما لي إال َم ْش َع َ ـد ِشــيْ َع ٌة
أحمـ َ َوَمــا لـ َّ
ـي َإل َآ َل َ
َ
وقـد يجـيء بـه علـى سـبيل االسـتطراد والحديـث ،كقولـه في مـا ّدة (تحـف)« :وفي
ـال َذ َّرةٍ} [سـبأ ]3 :أي :ال يغيـب عـن عمله وال ـه مِثَْق ُ
ب َعنْ ُ ـز ُ
«قولـه تعالـى{ :ال يَ ْع ُ
يخفـى ،يقـالَ :عـ َز َب الشـي ُء -مـن بـاب قَ َعـ َد -بَ ُعـ َد ع ّني وغـاب ،وعـ َز َب -مـن بابي قتل
الصادق في (ال يع ُز ُب) اآلية ،قـال( :أي باإلحاطة والعلم وضـرب -غـاب وخفي ،وعـن َّ
ال بالـذات ،وإذا كان بالـذات لزمهـا الحوايـة) ،وفي الحديث( :شـ ُّر موتاكـم ال ُع َّزاب) بض ِّم
المهملـة وتشـديد المعجمـة ،وهـم الذين ال أزواج لهم مـن ال ِّرجال وال ِّنسـاء ،يقالَ :ع َز َب
الرجـل يعـ ُز ُب مـن بـاب قَتَ َـل ُعزبـ ًة كغرفـة :إذا لـم يكـن له أهـل ،فهـو َعـ َزب بفتحتين، ُ
وال َعزبـة :التـي ال زوج لهـا ،واالسـم ال ُع ْزبـة كغرفة ،وأعزب ال أهل له يحتمـل التأكيد أو ال
النبي صلى الله عليه وآله كان يعطـي اآلهل حظَّين واألعزب أقـارب لـه ،وفـي الخبـر( :إ َّن َّ
حظًّـا) ،واآلهـل الـذي لـه زوجـة وعيـال ،واألعـزب الـذي ال زوجـة له ،وقـال فـي النهاية:
(وهـي لغـة رديئة ،واللغة الفصحى عـزب ،يريد بالعطاء نصيبهم من الفـيء) ،واع ُز ْب ث ّم
وتـار ًة ال يُشـير إلـى أصـل اللفظـة ويكتفـي بأنَّهـا مع َّربـة كقولـه فـي مـا ّدة (جـرب):
«و(الجـوراب) :لفافـة الرجـل ،معـ َّرب ،والجمع جواربـة والهاء للعجمة ،ويقـال :الجوارب
أيضً ـا»((( ،وكقولـه فـي مـا ّدة (جلـب)(« :ال ُجلاّب) ك ُر َّمـان :مـاء الـورد ،معـ َّرب ،قالـه فـي
القامـوس»(((.
وأخـرى يُشـير إلـى اللفظـة المختلـف في كونهـا مع َّربـة أو هي غير ذلـك ،ومن ذلك
فـي مـا ّدة (رجـا)« :األُر ُجـوان ،هـو بضـ ّم همز وجيـم :اللون األحمر شـديد الحمـرة ،قيل:
الجوهري :ويُقـال أيضً ا:
ّ هـو معـ َّرب ،وقيـل :الكلمـة عرب ّيـة واأللف والنـون زائدتان ،قـال
واني ،انتهـى»((( ،وكقوله شـجر لـه نـور أحمر أحسـن ما يكونّ ،
وكل لونٍ يشـبهه فهـو أُر ُج ّ
فـي مـا ّدة (قسـطس)(« :القسـطاس) بالضـ ّم والكسـر ،وبهمـا قـرأ السـبعة :الميـزان ،أي
رومي معـ َّرب ،والجمع:
عربـي مأخوذ من القسـط :العدل ،وقيـلّ : ّ ميـزان كان ،قيـل :هـو
قساطيس»(((.
ث ُـ َّم إنَّـه إن لـم يعثـر علـى مـا يشـرح به اللفـظ ،يصـ ّرح بذلك ،ويسـتقرب شـر ًحا له،
ويذكـر بعـد ذلـك لفظـه فـي الحديـث الشـريف ،كقوله فـي مـا ّدة (صحـب)« :وصاحب
شـاهين لـم نعثـر لـه في كتب اللغـة وال في غيرها بمعنـى يوضحه ،وينبغـي قراءته على
ولعل المراد بالشـاه السـلطان ،ثم سـ ّموا كل
صيغـة التثنيـة كمـا هو الظاهر من النسـخّ ،
واحـد مـن الشَ ـاهينِ اللذيـنِ يقمر بهما بهذا االسـم ،فإذا غلب أحدهما علـى اآلخر ،قال:
ٍ
مـات واللـه شـاهه ،وفي الحديثُ :سـئل عـن صاحب شـاهين؟ قال :الشـطرنج»(((.
الطريحي عمل في ما ّدته المعجم ّية باآلتي:
ّ ونالح ُظ من خالل األمثلة السابقة ،أ َّن
1.ضبـط اللفـظ ضبطًـا صوت ًّيـا خطِّ ًيـا بالطـرق السـائدة آنـذاك؛ كأن يذكـر اللفظـة
ويقـول هـي بـ ِوزان كـذا ،أو يذكـر الفعل ويقـول هو من بـاب كذا ،أو يُشـير إلى
مثل،
حركـة الحـرف األول في الكلمة ،وفي الفعل بحركة العين بالض ّم أو بالكسـر ً
وهكذا.
2.يحـاول أن يتحقّـق مـن كـون الكلمـة عرب َّيـةً ،وإن ثبـت عنـده بأنَّهـا غيـر عرب ّيـ ٍة
يحـاول أن يذكـر أصلهـا مـن كونهـا فارسـ ّي ًة أو روم ّيـة ً
مثلا.
بـاب هـو،
أي ٍ 3.يب ِّيـن المعلومـات الصرف ّيـة األساسـ ّية؛ كضبـط عيـن الفعـل ،ومـن ِّ
وطريقـة جمعـه ،ويمـ ّر تـار ًة باالشـتقاقات إلـى غيـر ذلـك مـن معلومـات صرف ّية
أساسيّة.
4.يشـرح دالالت األلفـاظ بمـا أُتيـح لـه من وسـائل لغويّـة ممكنة؛ كتتبُّع السـياقات
اللغويّـة المختلفـة ،ويدلّـل علـى ذلـك ،سـواء مـن القـرآن أو الحديـث ،أو النثـر
العربـي ،أو ذكـر ما كتبـه اللغويّون فـي المعاجم وكتب
ّ ومنـه الدعـاء ،أو الشـعر
الغريب.
5.يفيـد مـن جميـع الشـواهد اللغويّـة لتوضيـح دالالت األلفـاظ ،وإن لـم يجـد مـا
يشـرح بـه داللتـه بحـث فـي كتـب اللغـة وغيرهـا حتـى يعثـر علـى مـا يقـ ّرب المعنى.
المقدمة والمحتوى:
ِّ مدى التطابق بين
نحـاول مـن خلال هـذا الحقـل أن نحـ ِّدد مـدى التطابـق بيـن المنهـج الـذي ذكـره
الطريحي
ّ الطريحـي فـي مق ّدمتـه علـى كتابه (مجمـع البحريـن) بكامله ،فقـد علمنـا أ َّن
ّ
جعـل كتابـه مرتَّبًا علـى الحرف األخير من حروف الهجاء ،وسـ َّمى الحـرف األخير (كتابًا)،
والحـرف األ َّول مـن الكلمـة (بابًا) ،وكما رتَّب الكتب على وفـق حروف الهجاء كذلك صنع
ـاد ْو َن اهللَ َو َر ُس ْ
ـولَ ُه} [المجادلـة ]5 :أي :يحاربـون الله ورسـوله «قولـه تعالـى{ :يُ َح ُّ
ويعادونهمـا أن يتجاوزوهمـا ،وقيـل :يجانبـون اللـه ورسـوله ،أي :يكونـون في حـ ٍّد والله
شـاق اللـه ،أي عادى اللـه وخالفه ،وقولـه تعالى:
ورسـوله فـي َحـ ّد قولـه :حـا َّد الله ،أيّ :
ـد ْو ُد اهللِ َف َلا تَ ْعتَ ُد ْو َها} [البقـرة ]229 :حـدود اللـه محارمه ومناهيـه؛ ألنه {تِْل َ
ـك ُح ُ
ـد ْو ُد اهللِ َف َ ْ
لا تَْق َربُ ْو َهـا} [البقـرة ،]187 :قال الشـيخ ـك ُح ُممنـوع منهـا ،ومثلـه{ :تِْل َ
ـد ْو ُد اهللِ} إشـارة إلـى األحـكام المذكـورة فـي اليتامى ـك ُح ُعلـي( :فـي قولـه {تِْل َأبـو ّ
والمواريـث ،وسـ َّماها حـدو ًدا؛ ألن الشـرائع كالحـدود المضروبـة للمكلَّفيـن ال يجوز لهم
حديد} [ق ]22 :أي :حا ّدِ ،
وصيـ َغ للمبالغة»(((. ٌ اليـوم
َ ك أن يتجاوزوهـا .قولـهَ{ :فبَ َص ُر َ
الطريحي ح َّد َد االسـتعماالت القرآن ّية لهذه الما ّدة؛ فمنهـا الحرب والعداء،
ّ فهنـا نجـد
الطريحي يسـتعين في
ّ الحـ َّدة ،ونجد هنا
ومنهـا المخالفـة والتجـاوز ،ومنهـا المبالغة من ِ
بيـان الداللـة بتفسـير القرآن ،فقد صـ َّرح بمن نقل عنه وهـو (أبو ّ
علي).
لكل شـي ٍء َحـ ًّدا ،وجعل على مـن تع َّدى ث ُـ َّم يقـول« :وفـي الحديـث( :إ َّن اللـه جعـل ِّ
وسـ ِّمي حـ ًّدا لمنعه مـن المعاودة،
الحـ َّد حـ ًّدا) أي :عذابًـا ،وذلـك كحـ ِّد القاذف والزانيُ ،
وأصلُـه مصـدر ،وفيـه( :إقامة الح ّد أنفع في األرض من المطـر أربعين صبا ًحا) ،و(الحدود
الشـرعيَّة) عبـارة عـن األحكام الشـرعيّة؛ مثـل :ح ّد الغائط كـذا ،وح ّد الوضـوء كذا ،وح ِّد
الصلاة كـذا ،ومنه قوله( :للصالة أربعة آالف ح ّد) ،وقد حصرها الشـهيد األ ّول (رحمه
اللـه) فـي رسـالته الفرض ّيـة والنفل ّية بما يبلغ العـدد المذكور ،فمـن أراد ذلك وقف عليه.
ومنـه( :أقمتـم حـدوده) أي :أحكامـه وشـرائعه ،و(يضـرب الحـدو َد بين يدي اإلمـام) أي:
أصبـت حـ ًّدا ،أي :ذن ًبـا يُوجب الحـ ّد ،ويح ّد لي حـ ًّدا :أي
ُ يُقيمهـا ،والحـ ُّد :الذنـب ،ومنـه
يع ِّيـن لي شـيئًا ويب ّينه لي.
السـيف وغيـره مـن باب ضـرب ،والمحـا ّدة المعـاداة ،ومنـه( :إ َّن قو ًمـا حا ّدونا
َ و َحـ َّد
لمـا صدقنـا) أي :عادونـا وخالفونـا .والحـا ّد اسـم مح ّمـد صلـى اللـه عليـه وآله فـي توراة
موسـى؛ ألنه يحاد من حاد دينه قريبًا كان أو بعي ًدا ،وفي الحديث( :ال يزال اإلنسـان
فـي حـ ّد الطائـف ما فعـل كذا) يعنـي ثوابه ثـواب الطائـف فيما فعل.
(منفي عنه األقطـار ،مب َّعد عنه الحـدود) ،أي :ال يوصف
ُّ وفـي حديـث وصفـه تعالـى:
بحـ ٍّد يتم َّيـز بـه عـن غيـره ،وفي كالمهـم( :هو الخالـق لألشـياء ال لحاج ٍة ،فـإذا كان ال
لحاجـ ٍة اسـتحال الحـ ّد)؛ ألنَّـه إذا نُسـب إليـه الحـ ّد فقـد ثبت احتياجـه إليـه ،تعالى الله
عـن ذلك علـ ًّوا كبي ًرا.
والحـ ُّد :الحاجـز بيـن الشـيئين ،ومنـه حـ ُّد عرفـات ،وهـو مـن المأزميـن إلـى أقصـى
الموقـف ،وعـن الصـادق( :حـ ّد عرفـة مـن بطن عرنـة وثوية ونمـرة إلـى ذي المجاز
وخلـف الجبـل موقـف إلـى وراء الجبـل) ،وجمـع الحـ ّد حـدود ،ومنـه :حـدود اإليمـان،
النبـي من عنـد الله (عز وجـل) ،وصالةويجمعهـا الشـهادتان ،واإلقـرار بمـا جـاء بـه ّ
وحـج البيـت ،والوالية.
ال َخمـس ،والـزكاة ،وصـوم شـهر رمضـانّ ،
والحـداد :تـرك الزينـة ،ومنه الحديـث( :الحداد للمـرأة المتوفَّى عنها زوجهـا) ،ومنه: ِ
حـ ّدت المـرأة علـى زوجهـا تحـ ّد ِحـدا ًدا بالكسـر ،فهـي حـا ٌّد بغير هـاء :إذا حزنـت عليه
ولبسـت ثيـاب الحـزن وتركـت الزينـة ،وكـذا أحـ َّدت إحـدا ًدا فهـي ُم ِحـ ّد و ُم ِحـ َّدة ،وأنكر
ألحـد أن يحـ ّد أكثر من األصمعـي الثالثـي واقتصـر علـى الرباعـي ،وفـي الحديـث( :ليس ٍ ّ
أيـام إال المـرأة علـى زوجهـا حتى يقضـى عدتها).
ثالثـة ٍ
يح ُّد حـ ًّدا :إذا غضب... ،
والحـ َّدة :مـا يعتـري اإلنسـان من النزق والغضـب ،يقال :ح َّد ِ
ِ
وعـن الباقـر ،وقـد سـئل( :ما بال المؤمن أح ّد شـيء؟ فقـال :أل ّن ِع َّز القـرآن في قلبه،
ومحـض اإليمـان فـي صـدره ،وهو عبـد مطيع لله ولرسـوله مصـ ِّدق) وربما كانـت ح ّدته
علـى ما خالف المشـروع ولـم يمتثل أمر الشـارع ال مطلقًا.
الحـدادة بالكسـر ،وابن أبي
حديـد ،واسـم الصناعة ِ
ٍ والحديـد :معـروف ،ومنـه خاتـم
معتزلي يسـتند إلى المعتزلـة .(((»...
ّ الحديـد فـي األصـل
2.كثرت األحاديث في هذه الما ّدة؛ فأكثر االستعماالت أردفها الطريحي باألحاديث،
الحرفـي عـن المعاجـم العرب ّيـة ّ الطريحـي مـا كان يَعتمـد النقـل
ّ وهـذا يعنـي أ َّن
النـص زاخـر باألحاديـث السـ ّيما تلـك التـي ترويها السـابقة عليـه ،وثان ًيـا نجـد أ َّن ّ
الطريحـي اعتمـد على جهـده في اسـتخراج األحاديث ّ اإلماميّـة ،وذلـك يعنـي أ َّن
وتصنيفهـا َوفقًـا لصيـغ المـا ّدة المعجم ّيـة واسـتعماالتها ،وبمقارنـ ٍة بيـن مـا كتبه
الطريحـي مختلفة
ّ الطريحـي ومـا كتبـه ابن األثير نجـد أ َّن األحاديـث التي ذكرها ّ
الطريحي أهمل
ّ فـي كثيـ ٍر منهـا عن األحاديـث التي ذكرهـا ابن األثيـر((( ،غيـ َر أ َّن
معنـى الحلق وهو (االسـتحداد) بينمـا ذكره ابن األثير ،والحـال أ َّن هناك أحاديثَ
تـدل علـى هذا االسـتعمال ،فقـد ذكر ابن األثيـر لذلك ثالث ًة مـن األحاديث؛ منها: ّ
وتسـتح َّد ال َمغيبـة) ،واختلفـت المالحـظ ِ النبـوي (أمهلـوا كـي تمتشـط الشـ ِعثة ّ
الطريحـي اعتمـد علـى ابن األثيـر في ذلك. ّ الصرف ّيـة بمـا ال يوحـي أ َّن
ات لضبط النطق والخ ّط للصيغ 3.لـم نجـد في هذه الما ّدة المعجم ّية إلّ ثالث إشـار ٍ
فـي هـذه المـا ّدة المعجميّـة؛ وهي إشـارته إلـى أ َّن الفعل (ح َّد) مـن باب ضرب،
وإشـارته إلـى المصدر مـن (ح ّدت المرأة على زوجها) قال« :حدا ًدا بالكسـر ،فهي
حـا ٌّد بغيـر هـاء» ،وقوله في آخـر الما ّدة« :واسـم الصناعة [من الحديـد] الحدادة
بالكسر».
التوسـع فـي المطالـب العلم ّية؛
4.وجدنـا فـي المـا ّدة المعجم ّيـة التـي بيـن أيدينـا ّ
ففيهـا مـن التفسـير ،ومـن الفقـه ،ومـن علـم الكالم ،مـا يوحـي للقارئ أنَّـه بإزاء
دائـر ٍة مصغَّـرة مـن المعارف.
5.زخـرت هـذه المـا ّدة بذكر أمكن ٍة كثيـرة؛ منها( :الطائف)( ،عرفـات)( ،المأزمين)،
(موقـف عرفـات)( ،عرفـة = عرفـات)( ،بطـن عرنـة)( ،ثويـة)( ،ثمـرة)( ،ذي
المجـاز) ،وكلُّهـا أسـماء مناطـق فـي الحجـاز متعلِّقـة بفريضـة ّ
الحج.
أعلام فـي هـذه المـا ّدة المثبتـة؛ كأبـي ّ
علـي الفضـل بـن الحسـن 6.ذُكـرت عـ ّدة ٍ
الهجـري،
ّ مفسـري اإلماميّـة فـي القـرن السـادس
الطبرسـي(ت548هـ) وهـو مـن ِّ
ّ
العاملي(ت786هــ) وهو
ّ والشـهيد األ َّول الشـيخ شـمس الديـن مح ّمـد بـن مكّـي
مـن أبـرز الفقهاء اإلمام ّية ،وابن أبي الحديد(ت656هــ) وهو من أعالم المعتزلة،
واألصمعي(ت216هــ) وهـو مـن كبـار اللغويّين.
ّ
النـص مالحـظ صرف ّي ٍة؛ كقوله في أصل تسـمية الح ّدُ :
«وسـ ّمي َح ًّدا لمنعه 7.تض َّمـن ُّ
مـن المعـاودة ،وأصلـه مصدر» ،وإشـارته إلى الجمع في كلمة (حـ ّد) ،حيث قال:
«وجمـع الحـ ِّد حـدود ،ومنه :حـدود اإليمـان» ،وبيـان المصدر في قولـه« :ح ّدت
المـرأة ...تحـ ّد ِحـدا ًدا بالكسـر» ،وبيـان صيغة الفعل واإلشـعار بالخلاف« :أح ّدت
األصمعـي الثالثي واقتصر علـى الرباعي».
ّ إحـدا ًدا فهـي ُم ِح ٌّد و ُم ِحـ َّدة ،وأنكر
وحده(((.
ات لضبـط النطق والخ ّط لصيغ 5.لـم نجـد في هذه الما ّدة المعجميّة ّإل ثالث إشـار ٍ
(شـيخان) بالكسـر ،وشـيوخاء هـذه المـا ّدة المعجم ّيـة ،وهـي إشـارته إلـى جمع ِ
بالمـد ،وكذلـك فـي حديثه عن إعـراب اآلية التـي ص َّدر بهـا الما ّدة.
توسـ ًعا فـي الما ّدة المعجم ّيـة؛ إال إذا حسـبنا ذكره للقـراءات القرآن ّية،
6.لـم نلحـظ ُّ
توسـ ًعا.
وتحديـده السـتعمال (الشـيخ) في اصطلاح المح ّدثين اإلمامية ُّ
الطريحـي ح َّدد داللة (الشـيخ) من جهتين :األولـى الجهة اللغويّة وتح َّرى
ّ 7.نجـد أ َّن
فيهـا الدقَّـة ،والجهة الثانية جهة المصطلح فـي الحديث عند اإلمام ّية.
الطريحـي لـم يذكـر سـوى
ّ مثلا نجـ ُد أ َّن
8.بالمقارنـة بيـن الطريحـي وابـن األثيـر ً
حديـث واحـد ،وأ ّمـا ابـن األثير((( فذكـر في المقـام حديثين؛ أ ّولهمـا حديث ذكر
ٍ
(شـيخان قريـش) ،والثانـي :فـي حديـث أُحـد ذُكـر موضـع معسـكر فيـه الجمـع ِ
الرسـول بالمدينة ليلة خرج إلى أُ ُحد ،واسـمه (شَ ـيخانِ ) بفتح الشـين وكسـر
الطريحي.
ّ النـون؛ ولـم يتعـ ّرض لهمـا
9.نجـد فـي هذه الما ّدة اسـم مكانٍ واحد ،وهي( :المدينـة) ،والمقصود بها المدينة
المن َّورة.
أعلام فـي هـذه المـا ّدة المث ّبتـة؛ كعبد الله بـن مسـعود(ت32هـ)،
10.ذُكـرت عـ ّدة ٍ
بي بن كعب(ت30هـ) ،وهم من الق ّراء السـبعة ،والن َّحاس(ت338هـ) وهو من وأُ ّ
النحويّين المعروفين ،وزرارة بن أع َين(ت150هـ) ،ومح َّمد بن مسلم(ت150هـ)،
وهمـا مـن أعلام وفقهاء أصحـاب اإلماميـن الباقـر والصـادق ،ورواة حديثهما
المعروفيـن عند الشـيعة اإلماميّة.
الطريحـي فيه بذكر إعـراب اآلية،
ّ النـص علـى مالحـظ نحويّة؛ فقـد اهت َّم
11.احتـوى ّ
الطريحي مـن كتاب إعراب القـرآن للن َّحاس في
ّ وتوجيـه القـراءة باإلعـراب ،وأفاد
هذا الجانب.
النـص بالمالحـظ الصرف ّيـة؛ فقـد ذكـر عـ َّدة جمـو ٍع لمـا ّدة (شـيخ) ،واهت َّم
12.اهتـ َّم ُّ
الجوهري.
ّ بتأصيـل النقـل بذكـره معتمـ ًدا علـى صحـاح
الطريحـي فـي هـذه الما ّدة علـى كتابيـن ،األ َّول كتاب إعـراب القرآن ألبي
ّ 13.اعتمـد
للجوهـري ،وعنـد مراجعـة
ّ جعفـر الن َّحـاس أو (ابـن الن َّحـاس) ،والثَّانـي الصحـاح
الطريحـي نقـل منـه بانتقـاء المهـم فقـط ،فهـو لـم يذكـر
ّ كال الكتابيـن ،وجدنـا
الشـعري((( الذي
ّ الفوائـد األخـرى التي نقلها الن ّحاس عن غيره ،ولم يذكر الشـاهد
الجوهـري لبيـان ص َّحـة مجـيء وصـف المـرأة بــ (شـيخة) ،فاكتفىّ استشـهد بـه
الطريحـي بنقـل الخالصـة دون زيادة.
ّ
الما ّدة الثالثة:
مـا َّدة [عشـق] ،ونجدهـا فـي كتـاب القـاف ،بـاب العيـن ،مع مراعـاة حرف الشـين،
وتبـدأ بقوله:
«فـي الحديـث ذكـر العشـق ،وهو تجـاوز الح ّد فـي المحبَّة .يُقالَ :ع ِش َـق َعشَ ـقًا ،من
باب ت َ ِع َب واالسـم ال ِعشْ ُـق بالكسـر .ويُقالَ :ع ِشـقَه ِعشْ ـقًا مثلَ :علِ َمه ِعلْ ًما.
الـي :معنـى كـون الشـيء محبوبًـا هـو ميـل النفـس إليه ،فـإ ْن َ
قـوي الميل وعـن ال َغ َّز ّ
ُسـ ِّمي ِعشقًا.
وعـن جالينـوس الحكيـم :ال ِعشـق مـن فعل النفـس ،وهي كامنـة في الدمـاغ والقلب
والكبـد .وفـي الدمـاغ ثلاث [كـذا] مسـاكن :التخ ُّيـل فـي مق َّدمـه ،والفكـر فـي وسـطه،
والذكـر فـي آخـره ،فلا يكـو ُن أحـ ٌد عاشـقًا حتـى إذا فارق معشـوقه لـم يخل مـن تخ ُّيلِه
وفكـره وذكره.
فيمتن ُع من الطعام والشـراب باشـتغال قلبه وكبده ،ومن النوم باشـتغال الدماغ بالتخ ُّيل
والذكـر والفكـر للمعشـوق فتكـو ُن جميـع مسـاكن النفس قد اشـتغلت به ،ومتـى لم يكن
الجوهري.425 /1 :
ّ ((( وهو بيت عبيد بن األبرص ،ينظر تاج اللغة وصحاح العرب ّية (الصحاح):
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 108
كذلـك لـم يكن عاشـقًا .فإن أُلهي العاشـق خلت هذه المسـاكن ورجع إلـى االعتدال.
ويقال رجل عاشق وامرأة عاشقة»(((.
ونلحظ اآلتي:
فسـره الطريحـي فـي ذكـره العشـق باسـتعمال الحديـث الشـريف ،ث ُـ َّم َّ ّ 1.ابتـدأ
االصطالحي عنـد الحكماء وأهل
ّ اللغـوي ،وانتقل بعد ذلك إلى التفسـير
ّ بمدلولـه
الطريحـي خالف منهجه الذي اختطَّه ّ النظـر في فلسـفة األخالق ،ومعنى ذلك أ َّن
اللغـوي دون بيان المعنـى عند أهل ّ لنفسـه؛ فـكان عليـه أن يركِّـز على المدلـول
الطريحـي لم
ّ االصطلاحّ ،إل أ َّن هـذه المالحظـة قـد تندفـع بمـا بي َّنـاه مـن كـون
يغفـل المـا ّدة الموسـوع ّية في مجمعه ،وإ ْن كان عق َده لبيـان غريب الحديث ،إلّ
أ َّن ذكـره للمعنـى عنـد أهـل االصطالح يشـكّل أهميّـ ًة كبرى في فهـم ِّ
النص.
الطريحـي إلـى أ َّن العشـق ذُكـر فـي الحديـث بمعنـى تجـاوز الحـ َّد فـي
ّ 2.أشـار
المح َّبـة ،ولـم يحـ ّدد لنـا االسـتعمال ،ولـو ذكـر حديثًـا أو حديثيـن لـكان أشـمل؛
خاصالطريحي بشـكلٍ ّ
ّ السـ ّيما أ َّن منظومـة الحديـث عنـد اإلمام ّية -موضـع نظر
تخـل مـن هذه الما ّدة ،وفيما يأتي بعض األحاديث التي اسـتعملت العشـق -لـم ُ
ٍ
باسـتعماالت دالليّـة مختلفة:
مـا ُروي فـي الحديـث« :أفضل الناس من عشـق العبادة فعانقهـا وأح ّبها بقلبه، •
وباشـرها بجسـده وتفـ ّرغ لها ،فهـو ال يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسـ ٍر
مـروي عن الصادق عن رسـول الله. ٌّ أم علـى يسـر؟»((( وهو
سـألت
ُ وفـي الحديـث« :عـن مح ّمـد بـن سـنان ،عـن المفضّ ل بـن عمر ،قال: •
أبـا عبـد اللـه [الصـادق] عـن العشـق ،قـال :قلـوب خلـت من ذكـر الله،
حب غيـرِه»(((.
فأذاقهـا اللـ ُه َّ
الموسوع ّية:
الطريحي مـن خالل تحليلنا لثلاث موا ّد معجميّـة ،فقد وجدنا
ّ دلَّلنـا علـى موسـوعيّة
الطريحـي يسـتطرد فـي المـا ّدة المعجميّـة ،ولزيـاد ٍة فـي البحـث والتنقيـب نذكـر هذه
ّ
المظاهر:
1 .التعريف بالبلدان:
ٍ
نصوص: وندلِّل على ذلك بثالثة
1.قولـه فـي مـا ّدة (طبـر)« :و(طَ َبريَّـة) مح َّركـة ،قريـة بواسـط وقصبـة بـاألردن،
والدراهـم الطبريّـة منسـوبة إليهـا ،وقد يُقال في النسـبة إليه الطبر ّ
انـي على غير
قيـاس» ،إلـى قوله(« :وطَبَر ِْسـتان) بفتح الباء وسـكون السـين :اسـم بلـدة من بالد
العجـم ،وكسـر الـراء اللتقـاء السـاكنين ،وهـي مركَّبـة مـن كلمتين ،ويُنسـب إلى
األ َّول فيقـال :طَ َبـر ِّي»(((.
تنسـب
ُ «و(الخـطُّ) :موضـع باليمامة ،وهو ِخ ّط َه َجر،
ِ 2.وقولـه فـي مـا ّدة (خطط):
الخطِّيَّـة؛ ألنهـا ت ُحمـل من بلاد الهنـد فتق ّوم بـه ،فتُنسـب إليه على
إليـه الرمـاح ِ
لفظـه ،ف ُيقال :رمـاح ِخطِّ ّية»(((.
3.وقولـه فـي مـا ّدة (شـطا)« :و(شـطا) بغير همـز :قرية بناحيـة مصر ،ت ُ
ُنسـب إليها
َّنـت أبـي فـي ثوبين الثيـاب الشـطويّة ،ومنـه حديـث أبـي الحسـن( :إنِّـي كَف ُ
الحمـوي فـي
ّ شَ ـطَويين»)((( ،وشَ ـطَا قريـ ٌة معروفـة بدميـاط فـي مصـر ،وذكرهـا
(معجـم البلـدان) فقـال« :شـطا :بالفتـح ،والقصـر ،وقيـل :شـطاة ،بُلَيـدة بمصر،
المهلبي :علـى ثالثة أميا ٍل
ّ يُنسـب إليهـا الثياب الشَّ ـطَويَّة ،قال الحسـن بن مح ّمد
مـن دميـاط علـى ضفة البحـر الملح ،مدينـة تُعرف بشـطا ،وبها وبدميـاط يُعمل
درهـم وال ذهب فيـه»(((.
ٍ الثـوب الرفيـع الـذي يبلـغ الثـوب منـه ألف
2 .التعريف باألعالم:
ٍ
نصوص: وندلِّل على ذلك بثالثة
ضعفـه ال يقـدر علـى اإلكثـار مـن الـكالم فـكان يكتب الشـرح في اللـوح فيقرؤه،
الحلبـي قرأ عليـه ،وكان إذا اسـتُفتي من حلب يقـول عندكم التقي،
ّ وأبـو الصلاح
اجكي قـرأ عليه وهو من ديـار مصر»(((.
وأبـو فتـح الكر ّ
من التفسير:
ـن َق ِد اسـتَ ْكثَ ْرتُ ْم مِ َن اإلِن ِ
ْس} ـر ال ِج ِّ
-كقولـه فـي مـا ّدة (عشـر)« :قوله{ :يَا َم ْع َش َ
[األنعـام ]128 :أي :يـا جماعة الج ّن قد اسـتكثرتم م ّمـن أضللتموه من اإلنس ،أي:
مـن إغـواء اإلنـس وإضاللهمً ،
نقل عن ابن عبـاس .(((»...
ـان فِ ْ
ـي َكبَد} [البلد: ْس َ ْ
-وقولـه فـي مـا ّدة (كبـد)« :قولـه تعالـى{ :لََق ْد َخَلقنَا اإلِن َ
ـب وشـ ّدة ،عن ابن ع ّباس وسـعيد بن جبير والحسـن قـال :يُكابد ]4؛ أي :فـي ن ََص ٍ
مصائـب الدنيا وشـدائد اآلخرة»(((.
من التاريخ:
1.كقولـه فـي مـا ّدة (نمـر)« :وغـزوة أنمار كانـت بعد غزوة بنـي النضيـر ،ولم يكن
المطرزي أ َّن غـزوة أنمار هـي غـزوة ذات الرقاع»(((.
ّ فيهـا قتـال ،ونقـل عـن
2.وقولـه فـي ما ّدة (بـوك)« :ومنه غزوة تبوك ،وهي غزوة غزاها رسـول الله في
تسـعٍ مـن الهجـرة ،وأقام بها ع َّدة ٍ
أيام وصالَح أهلهـا على الجزية»(((.
3.وقولـه فـي (حـزب)« :ويـوم األحـزاب :يـوم اجتمـاع قبائل العـرب على قتال رسـول
اللـه وهـو يـوم الخندق ،فاألحـزاب عبارة عـن القبائل المجتمعة لحرب رسـول
آالف من األحابيـش ،ومن كنانة وأهل
اللـه وكانـت قريش قد أقبلت في عشـرة ٍ
تهامـة وقائدهـم أبو سـفيان ،وغطفان فـي ألف ،وهـوازن وبني قُريضـة والنضير»(((.
من الفقه:
الراكِعِيْ َن} [البقرة]43 :
ـع َّ
{(وا ْر َك ُعوا َم َ
1.كقولـه فـي ما ّدة (ركـع)« :قوله تعالـىَ :
أي :مـع المسـلمين؛ أل ّن اليهـود ال ركـوع لهم ،قيـل :األَولى ُ
حمل اآليـة على األمر
بصلاة الجماعـة ،فتكـون إ ّما وجوبًـا كما في الجمعـة والعيدين ،أو اسـتحبابًا كما
فـي باقـي الصلـوات الواجبـة ،وهو قـول أكثر المسـلمينُ ،
وقـول أحمـد بوجوبها
علـى الكفايـة -محت ًّجـا بأنَّـه تو َّعـد جماعـ ًة تركوها بإحـراق بيوتهـم -ال ُّ
يدل
علـى مطلوبـه؛ الحتمـال اعتقادهـم عـدم المشـروع ّية ،أو إصرارهـم علـى تـرك
السـنن ،أو علـى شـ َّدة االسـتحباب الذي ال نـزاع فيه»(((.
2.وقولـه فـي ما ّدة (صلا)« :واختلف في وجوب الصالة علـى محمد في الصالة:
والشـافعي إلـى وجوبها فيهـا ،وخالف أبـو حنيفة
ّ فذهـب أكثـر اإلماميّـة وأحمـد
ومالـك فـي ذلك ولم يجعالها شـرطًا في الصالة ،وكذلك اختلـف في إيجابها عليه
والصحـاوي كلّما
ّ الكرخي إلـى وجوبها في العمر مـ ّرة،
ّ فـي غيـر الصلاة؛ فذهـب
الزمخشـري ،وكذلك ابـن بابويه من فقهائنـا وهو قوي»(((.
ّ ذُكـر واختـاره
3.وقولـه فـي ما ّدة (عرف)« :وتعريف اللقطة :اإلعلام بها ،وكيف ّيته على ما ذكره فقهاء
يوم م ّرة ،ث ّم ثالثة أسـابيع ِّ
كل أسـبو ٍع م ّرة»(((. كل ٍالفريقين أن تع ّرفها أسـبو ًعا ،في ِّ
الطب:
ِّ من
لكل إنسـانٍ سـبعة أمعـاء :المعدة،
الطـبِّ :
ِّ 1.كقولـه فـي مـا ّدة (معـا)« :وعـن أهل
وثالثـة متصلـة بهـا رقاق ،ثـ ّم ثالث غلاظ»(((.
طول
2.قولـه فـي مـا ّدة (فلـج)« :الفالـج :داء معـروف يحدث في أحد شـقّي البـدن ً
ف ُيبطـل إحساسـه وحركتـه ،وربمـا كان فـي الشـقّين ويحـدث بغتـة ،وفـي كتـب
الطـب أنّـه في السـابع خطر ،فإذا جاوز السـابع انقضت ح ّدته ،فـإذا جاوز الرابع
ِّ
عشـر صار مرضً ـا مزم ًنا» .
(((
]132أي :احمـل نفسـك علـى الصلاة ومشـاقِّها ،وإن نازعتـك الطبيعـة إلـى تركهـا طلبًـا
للراحـة فاقهرهـا ،واقصـد الصلاة مبالغًـا فـي الصبـر ليصيـ َر ذلك ملكـ ًة لـك ،ولذلك عدل
معنـى ليس في الثالثـي؛ وهو القصد ً عـن الصبـر إلـى االصطبـار؛ أل ّن االفتعال فيـه زيادة
ت} {و َعَليْ َها َما اكتَ َسـبَ ْ والتص ّرف ،وكذلك قال [تعالى]{ :لََها َما َك َسـبَ ْت} ِّ
بأي نو ٍع كان َ
[البقـرة ]286 :بالقصـد والتص ُّرف»(((.
والمـراد :صغـوا بآذانهـم ،وأعطـوا األُذُن ،ويتعـ َّدى بالهمـزة فيقـال :أص َّمـه اللـه ،وربمـا
اسـتعمل الرباعـي الز ًمـا على قلَّة ،وال يسـتعمل الثالثي متع ِّديًا ،فال يُقال :صـ َّم الله األذن»(((.
العـرب يقول اثنين ثالثة أربعة خمسـة سـتة سـبعة وثمانيـة؛ أل َّن العقد َ وذلـك أ َّن
كان عندهـم سـبعة كمـا هو اليـوم عندنا عشـرة ،ونظي ُر ُه قولـه تعالـى{ :التَّائِبُ ْو َن
السـا ِج ُد ْو َن اآلمِـر ْو َن بِالم ْعر ْو ِ
ف الراكِ ُع ْو َن َّ
السـائِ ُح ْو َن َّ الحامِ ُ
ـد ْو َن َّ العابِ ُ
َ ُ ُ ـد ْو َن َ َ
{ع َس ٰـى النبيَ : المنْ َكرِ} [التوبة ،]112 :وقوله تعالى ألزواج ِّ ن ُ ـو َن َع ِ َّاه ْ
َوالن ُ
ـات َقانِتَ ٍ ات م ْؤمِنَ ٍ
ِ ٍ اجا َخيْ ً ِ ـن أَ ْن يُبْ ِدلَ ُ
ـه إِ ْن َطَّل َق ُك َّ
ات ـرا منْ ُك َّن ُم ْسـل َم ُ ـه أَز َ
ْو ً َربُّ ُ
ـات َوأَبْ َكا ًرا} [التحريم ،]5 :وقـال بعضهم :هي ات ثَيِّب ٍات سـائِ َح ٍ ٍ ِ ٍ
َ تَائبَات َعابَِد َ
{ويَُق ْولُ ْو َن
واو الحكـي فـكأن اللـه تعالـى حكى اختالفهـم فت َّم الكالم عنـد قولـهَ :
َسـبْ َع ٌة} ث ُـ َّم حكـى أ ّن ثامنهـم كلبهـم ،والثامـن ال يكـون ّإل بعـد السـبع ،فهـذا
تحقيـق قول المسـلمين»(((.
و(كل) ،ومجـيء (البـاء) للتبعيض، 2.تنبيهـه علـى جـواز دخـول (أل) على (بعـض) ّ
األزهـري :وأجـاز النحويّـون إدخـال األلف
ّ حيـث قـال فـي مـا ّدة (بعـض)« :وقـال
كل وبعض معرفة األصمعـي فإنّـه منع ذلك وقـالّ :
ّ و(كل) ّإل
واللام علـى (بعـض) ّ
فلا يدخلهمـا األلـف واللام؛ ألنّهمـا فـي نيّـة اإلضافـة ،ومـن هنـا قـال أبـو ّ
علي:
(كل) و(بعـض) معرفتـان؛ ألنّهمـا في ن ّية اإلضافة ،وقد نصبـت العرب عنها الحال
بـكل قائ ًمـا ،والبـاء للتبعيـض .قـال فـي المصبـاح :ومعنـاه أنّها الفقالـت :مـررتُ ٍّ
تقضـي العمـوم ،فيكفـي أن يقـع ما يصدق عليـه أنّه بعض ،واسـتدلوا عليه بقوله
ـك ْم}[المائدة ]6 :وقالوا الباء هنا للتبعيض على رأي ـح ْوا بُِر ُؤ ْو ِس ُ
{واْم َس ُ
تعالىَ :
علي
نـص علـى مجيئهـا للتبعيـض ابـن قتيبـة فـي أدب الكاتـب وأبـو ّ الكوف ّييـنّ ،
األصمعـي .وقـال ابن مالك في شـرح
ّ الفارسـي عـن
ّ الفارسـي وابـن ج ّنـي ،ونقلـه
ّ
التسـهيل( :وتأتـي الباء موافقة ِمـ ْن التبعيضية . . .إلى أن قال :وذهب إلى مجيء
الشـافعي وهـو مـن أئ ّمة اللسـان ،وقـال بمقتضـاه أحمد
ُّ البـاء بمعنـى التبعيـض
وأبـو حنيفـة حيـث لـم يُوجـب التعميـم؛ بـل اكتفـى أحمـد بمسـح األكثـر ،وأبو
حنيفـة بمسـح الربـع ،وال معنـى للتبعيض غير ذلـك).(((»...
مالحظات ومآخذ:
(((
بشـري من مالحـظ ومآخذ ،ومـن هنا ننقل عـ َّدة مالحـظ لوحظت
ّ كتـاب
يخـل ٌ لـم ُ
علـى (مجمع البحريـن) ،في النقـاط اآلتية:
(مجمـع البحريـن) أ ْن يض ِّم َنـه غريـب الحديث من طـرق اإلماميّة ،وقد وقفنـا في تحليل
الطريحـي لـم يُبيّن كثي ًرا مـن األحاديـث التي تحتاج
ّ المـوا ّد علـى شـي ٍء مـن هـذاّ ،إل أ ّن
واحد مـن العلمـاء وذكروه؛ إلـى بيـان مـا فيهـا مـن الغريب ،وهـو أمر التفـت إليه غيـر ٍ
اني(ت1186هـ) في لؤلـؤة البحرين حيث منهـم علـى سـبيل المثال الشـيخ يوسـف البحر ّ
الطريحـي] كتـاب (مجمـع البحريـن ومطلـع النيِّريـن) فـي ّ قـال « :ومـن مص َّنفاتـه [أي:
تفسـير غريـب القـرآن واألحاديـث التي من طرقنـا؛ إلّ أنَّه لم يُ ِح ْط بها تمـام اإلحاطة كما
ال يخفـى علـى مـن تت َّبعـه»((( ،وهذه الشـهادة لم تكن صادر ًة من الشـيخ يوسـف إلّ بعد
ْهـي (الحدائقاطّلاع واسـع وتت ُّبـع ،ويتَّضـح هـذا التت ُّبـع لمجمع البحريـن في كتابـه ال ِفق ّ
الناضـرة فـي أحـكام العتـرة الطاهـرة)؛ حيـث استشـهد بــ (مجمـع البحريـن) كثيـ ًرا في
تحديـد الـدالالت اللغويّـة ،التـي تصـل إلى العشـرات في حـدود تتبّعنا.
ويتضح هذا النقد بشكلٍ أكبر من خالل هذه األمثلة:
-قوله في ما ّدة (عشـق)« :في الحديث ذكر العشـق ،وهو تجاوز الح ِّد في المحبَّة.
يُقالَ :ع ِش َـق َعشَ ـقًا ،من باب ت َ ِع َب واالسـم ال ِعشْ ُـق بالكسـر .ويُقالَ :ع ِشقَه ِعشْ قًا
مثـلَ :علِ َمـه ِعلْ ًمـا»((( ،فلـم يحـ ّدد لنـا االسـتعمال فـي الحديـث وهـذا أمـ ٌر ّ
يخـل
الطريحي باإلشـارة إلى ذكر العشـق في الحديـث ،ولو أنَّه ّ بمطلوبـه؛ فقـد اكتفى
أتـى بمثـا ٍل بـدل االسـتطراد فـي هـذه الما ّدة -الـذي بي َّناه سـابقًا -لـكان أجدى،
ومـن االسـتعمال الوارد في حديـث اإلماميّة:
1.مـا ُروي في الحديث« :أفضل ال ّناس َمن َعشـق العبـادة فعانقها وأح ّبها بقلبه،
وباشـرها بجسـده وتفـ ّرغ لهـا ،فهـو ال يبالـي علـى مـا أصبـح من الدنيـا على
مروي عـن الصادق عن رسـول الله. عسـ ٍر أم علـى يسـر؟»((( وهـو ٌّ
سـألت أبـا عبد
ُ 2.وفـي الحديـث« :عـن مح ّمـد بـن سـنان ،عـن المفضّ ـل ،قال:
اللـه [الصادق] عن العشـق ،قـال :قلوب خلت من ذكر اللـه ،فأذاقها الل ُه
حب غيـرِه»(((.
َّ
-قولـه فـي مـا ّدة (فقـع)« :وال ُفقَّـاع ك ُر َّمـان :شـيء يُشـرب يُتّخـذ مـن مـاء الشـعير
فقـط ،وليـس بمسـك ٍر ولكـن ورد النهـي عنـه ،قيـلُ :سـ ِّمي فُقّا ًعـا لمـا يرتفع في
الطريحي لم يذكر اسـتعمال الفقّاع في حديث ّ رأسـه من الزبد»((( ،فالمالحظ أ َّن
اإلماميّـة ،ومثـال ذلك:
المخل:
ّ 2 .اإليجاز
الطريحي فـي نقل نصوص
ّ ملمـح مهـ ٌّم أشـار إليه بعـض الباحثيـن؛ فقد اعتمـد
ٌ وهـو
األحاديـث علـى اإليجـاز بشـكلٍ كبيـر ،ممـا أ ّدى إلـى اإلخلال بالمعنـى فـي مواضع غير
قليلـ ٍة ،ومن أمثلـة ذلك:
1.قولـه فـي مـا ّدة (أله)« :في حديـث البيت الحـرام( :ويألهون إليه) ،أي :يشـتاقون
إلـى وروده كمـا تشـتاق الحمـام السـاكن بـه إليـه عنـد خروجـه»((( ،فقـد ذكـر
الحديـث مبتـو ًرا وذكـر تكملتـه في شـرحه ،وتمام الحديـث كما في نهـج البالغة
(ويألهـون إليـه ولوه الحمام)((( ،وبهذا االختصار ضيَّع على نفسـه اسـتعمال (أله)
بصيغـة الفعل وصيغـة المصدر.
«والحفـش الـذي فـي الحديث هـو البيت الصغيـر»(((، 2.قولـه فـي مـا ّدة (حفـش)ِ :
فش هـذا ،وجاء أي ِح ٍ ولـم يـأت بالحديـث ،ولـم يوضِّ ـح المعنـى أكثر ،فال نـدري َّ
الزبيدي:
ّ فـي تـاج العـروس إيضـاح المعنى وذكـر االسـتعمال في الحديـث ،قـال
السـ ْم ِك ِم َن األَ ْر ِضُ ،سـ ِّم َي به لِ ِضي ِقه، ِيب َّ الص ِغي ُر ِج ًدا ،و ُه َو ال َقر ُ «الحف ُْش :ال َب ْي ُت َِّ
ـت ويُـ ْر َوى أَيْضً ـا بال َفتْـ ِح والتَّحرِيـك ،ومنـه َح ِديثُ ال ُم ْعتَ َّد ِةَ :د َخلَت ِحفْشً ـا ،ولَب َِس ْ
ْـش ال َِّذي في ال َح ِديث ،قَالَـ ُه ال َج ْو َهر ُِّي .قُل ُْت: الحف َشَ ـ َّر ِث َيا ِب َهـا ،وبه ف ََّسـر أَبو ُع َب ْي ٍد ِ
وسـلَّم ،بَ َعـثَ َر ُج ًلا مـ ْن أَ ْص َحابِـه وال َح ِديـثُ ال َم ْذكُـو ُر أَ َّن ال َّنب َّ
ِـي َصلَّـى اللـ ُه َعلَ ْيـ ِه َ
َـات ،وأَ َّما كَذا وكَـذا فإنَّ ُه الص َدق ِفقـال :أَ َّمـا كَذا وكَـذَا ف ُه َو مـن َّ َـد َم بِمـا ٍل َ سـا ِعيًا فق ِ
وسـلَّ َمَ :ه َّل َجل ََس فـي ِحف ِْش أُ ِّمه النبـي ،صلَّى اللـ ُه َعلَ ْيه َ
َـي .فقـال ُّ ِم َّمـا أُ ْه ِـد َي إِل َّ
ف َي ْنظُـ َر َه ْـل يُ ْهـ َدى لَـه ،و َذكَ َر ابـ ُن األَ ِثير أَ ّن هـذا هو ابـ ُن اللُّتَ ِب َّية»(((.
(ليس للمـرأ ِة َخطَـ ٌر) ،أي :شـرف( ،وال 3.قولـه فـي مـا ّدة (خطـر)« :وفـي الحديـثَ :
لصالحتهـ َّن ،أ ّمـا لصالحته َّن فليس خطرهـا إلّ الذهب والفضَّ ـة»)((( ،والمالحظ أ َّن
االختصـار فـي الحديث ض َّيـع معناه ،والحديث بطولـه هكذا« :لَ ْي َس لِلْ َمـ ْرأَ ِة َخطَ ٌر
ـب والْ ِفضَّ ةَ؛ بَ ْل ـس َخطَ ُر َهـا ال َّذ َه َ َل لِ َصالِ َح ِتهِـ َّن َول لِطَالِ َح ِتهِـ َّن ،أَ َّمـا َصالِ َحتُ ُهـ َّن فَلَيْ َ
اب اب َخطَ َر َها بَـلِ التُّ َر ُ ـب والْ ِفضَّ ِة ،وأَ َّمـا طَالِ َحتُ ُه َّن فَلَ ْي َ
ـس التُّ َر ُ ـي َخ ْيـ ٌر ِمـ َن ال َّذ َه ِِه َ
َخ ْيـ ٌر ِم ْن َهـا»((( ،فيكـون المعنـى ال ِمث َْـل وال ِعـ َو َض ،وليس بمعنى الشـرف وإن قرب
هـل مشـ ِّم ٌر للج ّن ِة؟ فـإ َّن الج َّنـ َة ال خطر لهـا»((( ،أي :ال منـه ،ومنـه الحديـث« :أال ْ
الرضي.27 /1 :
ّ ((( نهج البالغة :الشريف
((( مجمع البحرين.134/4 :
((( تاج العروس ،94/9 :ما ّدة (حفش).
((( مجمع البحرين.290 /3 :
((( الكافي ،332 /5 :ر.1
((( صحيح ابن ح ّبان :ابن ح ّبان ،389 /16 :ر.7380
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 122
عـوض لها.
بقـوم يُ ْذنِبونَ»)(((، 4.قولـه فـي ما ّدة(ذنـب)« :في الحديث( :لَو لَـ ْم تُ ْذنِبوا لجا َء الل ُه ٍ
الطريحـي ،وهـو باللفـظ نفسـه عـن (كنـز الع ّمـال)((( و(المعجـم ّ وقـد اختصـره
الكلينـي فـي (الكافـي) بهـذا اللفـظ: ّ بلفـظ أوسـع؛ فقـد رواه الكبيـر)(((؛ و ُروي ٍ
«ولَـ ْو َل أَنَّكُـ ْم ت ُ ْذنِ ُبو َن فَتَ ْسـتَ ْغ ِف ُرو َن اللـه لَ َخل ََق اللَّ ُه َخلْقًا َحتَّى يُ ْذنِ ُبوا ث ُ َّم يَ ْسـتَ ْغ ِف ُروا
اللـه فَيَ ْغ ِفـ َر اللـ ُه لَ ُهـ ْم»((( ،وفـي صحيح مسـلم« :لَـ ْو لَـ ْم تُ ْذنِبُـوا لَ َذ َه َب اللـ ُه ِب ُك ْم
النـص وما َولَ َجـا َء ِبقَـ ْو ٍم يُ ْذنِ ُبـو َن فَ َي ْسـتَ ْغ ِف ُرو َن اللـه فَ َي ْغ ِفـ ُر لَ ُهـ ْم»((( ،والفـرق بيـن ّ
أوجـزه المص ِّنـف ظاهر.
3 .التصحيف والتحريف:
كثُـر التصحيـف والتحريـف فـي (مجمـع البحريـن) ،فأتـى باللفـظ علـى غيـر صورته
بسـبب التصحيـف أو التحريـف ،ومـن هـذا اللون:
1.قولـه فـي مـا ّدة (حنـز)« :نقل عن أبـي ذر( :لو صلّيتم حتـى تكونـوا كالحنايز»(((،
وهـذا تصحيـف؛ وصوابـه( :الحنائـر) بالـراء المهملـة ،فحقّـه أن يكـون فـي ما ّدة
ِ
حديث أبـي ذ ٍّر :لَ ْو َصلَّيْتُـ ْم َحتَّى تَكُونُوا (حنـر) ال (حنـز) ،قـال ابن منظـورَ « :و ِفي
كال َحنائِـر َمـا نَ َف َعكُـ ْم َذلِ َك َحتَّى ت ُِح ّبوا َآل رسـو ِل الل ِه ،صلّى الل ُه َعلَ ْي ِه َو َسـلَّ َمِ ،ه َي
وكل ُم ْن َحـنٍ ،فَ ُه َو
َّـاق الْ َم ْعقُـو ُدُّ ،
ـي الْقَـ ْو ُس ب َِلا َوتَـرٍَ ،و ِق َيل :الط ُ َج ْمـ ُع َح ِنيـ َرةَ ،و ِه َ
ـي ظهو ُركُ ْم»(((. َح ِنيـ َرةٌ ،أَي لَـ ْو ت َ َع َّب ْدتُـ ْم َحتَّى ت َ ْن َح ِن َ
2.قولـه فـي مـا ّدة (رخـا)« :ومنـه( :را ِخ اإلخـوا َن فـي اللـه) بالخـاء المعجمـة مـن
الصـواب كما في الحديث فـي وصيّة أمير ولعل ّالمراخـاة وهـي ض ّد التشـ ّدد»(((َّ ،
الصالح لصالحه»((( بالـواو ال بالراء
َ المؤمنيـن« :وا ِخ اإلخـوا َن فـي الل ِه ،وأَ ِح َّ
ـب
من المواخـاة ،ومحلُّـه (أخا).
«والسـوس :نبات يشـبه الرياحين ،عريـض الورق ،وليس 3.قولـه في ما ّدة (سـوس)ُّ :
لـه رائحـة كالرياحيـن .قـال فـي (المصبـاح) :والعا ّمـة تضـ ُّم األ َّول» ،والـذي في
(((
المصباح أ َّن هذا تعريف للسوسـن ال للسـوس((( ،ومحلُّه الصحيح (سوسـن) وليس
(سوس).
نح -بالكسر -من ك ُِّل شي ٍء أصلُه ،والجم ُع أسناح»(((، 4.قوله في ما ّدة (سنح)ِّ :
«الس ُ
السنخ بالخاء ،ومحلّها (سنخ).
والصوابِّ :
5.قولـه فـي مـا ّدة (صحـح)« :وفـي حديـث االستسـقاء( :غيثًـا صحصا ًحا) كأنَّـه أراد
مسـتويًا متسـاويًا»((( ،وهو تصحيف وتفسـيره في غير موضعه ،وصوابه بالسـين:
السـح ،وهو ّ
مروي في الصب ،من شـ َّدة ُّ
(س ْح َسـا ًحا)؛ أي :شـديد السـيل ،أو دائم ِّ
َ
بساسـا» .
(((
بسـا ً خطب ِة الحسـينِ في االستسـقاء« :سـ ًّحا سحسـا ًحاًّ ،
6.قولـه فـي مـا ّدة (لبـخ)« :فـي الحديـثَ ( :مـ ْن بَـاتَ وفي َجو ِفـ ِه َسـبْ ُع َو َر ٍ
قـات ِم َن
الهندبـا ِء أ ِمـ َن ِمـ ْن لَبْـ ِخ لَيلَ ِتـ ِه) أي :مـن مكروههـا»((( ،والذي في الحديـث( :أمن
معنـى قريب.
ً مـن القولنـج ليلتـه)((( ،فح ّرفـت الكلمـة إلـى
7.وقولـه فـي مـا ّدة (نجق)« :وفـي الخبر( :نهى عـن النجقاء في األضاحـي) قال ابن
ابـي :ال َن َجـق أن يذهـب البصـر والعيـن مفتوحـة»((( ،والصحيـح أن تكون في األعر ّ
مـا ّدة (بخـق) ،والـذي فـي الخبر الـذي أورده ابـن األثير النهـي ( َعـنِ البخقا ِء في
األضاحـي)(((؛ و(نجـق) مـا ّدة مهملة. ِ
بي (صلى اللـ ُه علي ِه َوآلِـ ِه) ِكظا َء
8.قولـه فـي مـا ّدة (كظا)« :ومنـه الخبر( :أت ّـى ال َّن ُّ
ـح َعلَـى قَ َد َميـ ِه»)((( ،والصـواب( :أتـى كظا َم َة ٍ
قوم بالطائـف ،فَتَ َوضَّ ـأَ َو َم َس َ
ِ قـوم
ٍ
فَتَ َوضَّ أ)(((.
9.قولـه فـي ما ّدة (هـرث)« :فـي الحديـث( :كان أميـر المؤمنين يسـتاك َعرضً ا،
ويـأكل هرث ًـا»((( ،فجعله بالثاء المثلَّثـة خطأً ،وصوابه بالتاء المثنـاة((( ،فيكون في
فسـر (الهرث) مـا ّدة (هـرت) التـي وضعها في محلِّها ،ولم يذكر فيها الحديث ،ث ّم َّ
بمعنـى (الهـرت) ذي التـاء المثناة ،والمـراد من الهرت هو اللحـم الناضج؛ فيقال:
نضـج((( ،وعليه يحمل الحديث بأنَّه يـأكل الناضج من لحـ ٌم ُم َهـ َّرتْ و ُمهـ َّرد إذا ِ
األكل.
والصحيـح :حلـوان بـن عمران بن الحاف ،مشـتق مـن الحفى محـذوف الياء،
وهـو المتفق عليـه في أغلـب المصادر(((.
2.قولـه فـي مـادة (ديك) عندما ذكـر (ديك الجن)« :لقب مح ّمد بن عبد السلام
الحطبي ،الشـاعر المشـهور من شـعراء الدولة العباسية»((( ،وهذا غير صواب،
فالصـواب هو (الحمصي) نسـبة إلى ِح ْمص التـي ولد فيها وتوفِّي(((.
3.قولـه فـي مـا ّدة (زبـر)« :وال ُّزبَي ُر فـي التصغير ابن العـ َّوامَ ،و ُه َو أخـو َع ِبد الله
والزبيري نسـبة
ّ علي ألبيهما وأمهما، النبـي ،وأخـو أبي طالب أبو ّ أبـو ّ
إليـه ،والدتـه صف ّيـة بنـت عبد المطلـب»((( ،وفي هـذا غلط عجيـب ،وخلط
رهيـب ،فقد وقع االشـتباه بين شـخصيّتين باسـم الزبيـر ،األ َّول الزبير بن عبد
الطريحـي األول ثانيًا ،ث َّم إنَّه من الخطأ
ّ المطلـب ،والثانـي ابـن العوام ،فجعل
أن نقـول( :وهـو أخـو عبد الله أبـو النبي)؛ وصوابه( :أبي النبـي) ،و(أبو علي)
الحسـيني زاد ذلـك فقد
ّ صوابـه( :أبـي علـي) ،ثـ ّم إ ّن المحقّـق السـيّد أحمـد
نقل عن اإلصابة البن حجـر ،دون أن ينبّه ذكـر بعـض أحـوال الزبير بن العـوام ً
على هـذا الخلط!
العباسي»(((،
ّ المهدي بالله
ّ 4.قوله في ما ّدة (خزر)« :الخيزران :جارية الخليفة ،أ ُّم
العباسـي ،أعتقها فتز ّوجها فولدت له
ّ المهدي
ّ والصـواب :الخيـزران هي جارية
(((
ابنيه الهادي وهارون الرشـيد ،فهي ليسـت أ ّمه؛ بل زوجته.
5.وفـي مـا ّدة (حمد) ترجـم لإلمام الباقر فقال« :وأ ّمـه كانت بنت عبد الله
علـي ،(((»والصـواب :أ ّمه فاطمة أم عبد الله بنت الحسـن
بـن الحسـن بن ّ
((( ينظر :المصباح المنير ،149 /1 :وتاج العروس ،466 /37 :ومعجم البلدان.290 /2 :
((( مجمع البحرين.268 /5 :
الصفدي.257 /18 :
ّ ((( ينظر الوافي بالوفيات:
((( مجمع البحرين.315-314 /3 :
((( مجمع البحرين.285 /3 :
((( ينظر :النجوم الزاهرة :ابن تغري بردي.)72 /2 :
((( مجمع البحرين.40 /3 :
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 126
5.أحـدث مـادة سـ َّماها (مثـم) واشـتق منهـا اسـم (ميثـم)((( ،والصـواب أن (ميثـم)
أصلـه مـن (وث َـم) ،ولـم تعـرف اللغـة مـادة (مثم).
الطريحي في (مجمـع البحرين) ،وال نعلم ّ هـذه جملـة من المآخذ التي ُسـ ِّجلت على
الطريحـي قـد شـاب عملـه القصـور فهـذاّ للنسـاخ دور فـي أكثرهـا أم ال؟ وإن كان
أكان َّ
مـن الطبيعـي أن يحصـل ،ال سـ َّيما وأنَّـه عمـل فـردي كُتب علـى وجه السـرعة في ظرف
سـف ٍر كمـا هـو واضـح مـن مقدمـة الكتـاب ،وليعلـم أ َّن أكثـر هـذه المآخذ التـي الحظها
المحقِّقـون فـي مؤسسـة البعثة تداركوها فـي طبعتهم للكتاب ،ث ُـ َّم إ َّن (مجمع البحرين)
يشـكّل البدايـة لهـذا اللـون مـن التصنيـف فـي الدائـرة اإلمام ّيةً ،
أملا أن يعقبه مشـروع
اإلمامي.
ّ بضخامتـه في الوسـط
الحسيني.172 /6 :
ّ ((( مجمع البحرين :تحقيق :الس ّيد أحمد
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 128
النتائج:
المصادر والمراجع
1.اإلرشاد :الشيخ المفيد ،دار المفيد للطباعة والنشر ،بيروت ،ط1993 ،2م
مخشري ،تحقيق :مح ّمد باسل عيون السود ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط،1
ّ 2.أساس البالغة :ال َّز
1998م.
3.إعراب القرآن الكريم :أبو جعفر الن َّحاس ،تحقيق :زهير غازي زاهد ،دار عالم الكتب ،بيروت،
ط1988 ،3م،
4.أعيان الشيعة :محسن األمين ،تحقيق :حسن األمين ،دار التعارف للمطبوعات ،بيروت ،د .ت.
الصدوق ،مؤسسة البعثة ،قم ،ط1417 ،1هـ.
5.األمالي :الشيخ َّ
الحسيني ،دار الكتاب اإلسالمي ،قم ،ط،1
ّ العاملي ،تحقيق :الس ّيد أحمد
ّ 6.أمل اآلمل :الح ُّر
1362هـ.ش.
المجلسي ،تحقيق :الس ِّيد إبراهيم
ّ 7.بحار األنوار الجامعة لدرر أخبار األئ ّمة األطهار :مح ّمد باقر
البهبودي ،مؤسسة الوفاء ،بيروت ،ط1983 ،2م
ّ الميانجي ،ومح ّمد الباقر
ّ
اللغوي :محمود فهمي حجازي ،دار غريب ،القاهرة2014 ،م. ّ 8.البحث
علي شيري ،دار الفكر ،بيروت1994 ،م.
الزبيدي :تحقيقّ :
ّ 9.تاج العروس من جواهر القاموس:
الجوهري ،تحقيق :أحمد عبد الغفور
ّ 10.تاج اللغة وصحاح العربية (الصحاح) :إسماعيل بن ح َّماد
عطَّار ،دار العلم للماليين ،بيروت ،ط1987 ،4م.
يحي ،انتشارات زهدي،
11.تفسير غريب القرآن :فخ ُر ال ِّدين الطُّ َريحي ،تحقيق :مح ّمد كاظم الطُّ َر ّ
قم ،د.ت.
النيسابوري ،تحقيق :مح ّمد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء
ّ 12.الجامع الصحيح (صحيح مسلم) :مسلم
العربي ،بيروت ،د.ت.
ّ التراث
الطبرسي ،مؤسسة آل البيبت إلحياء التراث ،قم،ّ 13.خاتمة المستدرك :الميرزا حسين النوري
ط1415 ،1هـ.
14.الخطابي وغريب الحديث :عبد العاطي مح ّمد شلبي ،المكتب الجامعي الحديث ،القاهرة ،ط،1
2006م.
15.الدليل إلى المتون العلم ّية :عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم ،دار الصميعي للنشر والتوزيع،
الرياض ،ط2000 ،1م.
اني ،دار األضواء ،ط ،2بيروت.
16.الذَّريعة إلى تصانيف الشيعة :اآلغا بزرگ الطَّهر ّ
131 نارحبلا ديعس لآ رفعج دّمحم خيشلا نبا هللا دبع
17.روضات الج ّنات :الخوانساري ، :تحقيق :أسد الله إسماعيليان ،مكتبة إسماعيليان ،طهران ،د.ت.
18.صحيح ابن حبَّان :ابن حبَّان ،تحقيق :شعيب األرنؤوط ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،ط1993 ،2م.
اني ،دار إحياء التراث ،ط ،1بيروت.
19.طبقات أعالم الشيعة :اآلغا بزرگ الطَّهر ّ
الحربي ،دار المدني ،ج ّدة ط1985 ،1م.
ّ 20.غريب الحديث :أبو إسحاق
الغرباوي ،دار الفكر ،دمشق ،ط،1
ّ الخطابي :تحقيق :عبد الكريم
ّ 21.غريب الحديث :أبو سليمان
1982م.
الهروي ،تحقيق :أحمد فريد المزيدي ،مكتبة نزار مصطفى
ّ 22.الغريبين في القرآن والحديث :أبو عبيد
الباز ،مكة المك َّرمة ،ط1999 ،1م.
23.في اللغة واألدب دراسات وبحوث :محمود الطناحي ،دار الغرب اإلسالمي ،القاهرة ،ط2002 ،1م.
علي أكبر غفّاري ،دار الكتب اإلسالم ّية ،طهران ،ط،4
الكليني ،تحقيقّ :
ّ 24.الكافي :مح ّمد بن يعقوب
1365هـ.ش.
التهانوي ،تحقيق :د .علي دحروج ،مكتبة لبنان
ّ علي
25.كشّ اف اصطالحات الفنون والعلوم :مح ّمد بن ّ
ناشرون ،بيروت ،ط1996 ،1م.
الهندي ،تحقيق :الشيخ بكري حياني ،مؤسسة الرسالة ،بيروت1989 ،م
ّ 26.كنز العمال :المتّقي
27.لسان العرب :ابن منظور ،دار صادر ،بيروت ،ط1414 ،3هـ.
اني ،تحقيق :السيّد مح ّمد صادق بحر العلوم ،مؤسسة آل
28.لؤلؤة البحرين :الشيخ يوسف البحر ّ
البيت للطباعة والنشر ،قم المق َّدسة ،ط ،2د.ت.
29.ماضي النجف وحاضرها :جعفر آل محبوبة ،دار األضواء ،بيروت ،ط1986 ،2م.
الحسيني ،انتشارات
ّ ُّريحي ،تحقيق :السيِّد أحمد
30.مجمع البحرين ومطلع النيِّرين :فخ ُر ال ِّدين الط ّ
مرتضوي ،طهران ،ط1362 ،2هـ.
ُّريحي ،تحقيق :قسم الدراسات اإلسالم ّية في
31.مجمع البحرين ومطلع الن ِّيرين :فخ ُر ال ِّدين الط ّ
مؤسسة البعثة ،مؤسسة البعثة ،قم ،ط1414 ،1هـ.
32.مدخل إلى علم اللغة :محمود فهمي حجازي ،دار قباء للطباعة ،القاهرة ،د.ت.
الفيومي ،دار الفكر للطباعة والنشر ،بيروت ،د.ت
ّ 33.المصباح المنير:
اني ،دار العلوم ،ط ،1بيروت.
34.مصفَّى المقال في أحوال ال ِّرجال :اآلغا بزرگ الطَّهر ّ
الحموي ،دار صادر ،بيروت ،ط1995 ،2م.
ّ 35.معجم البلدان :ياقوت
نصار ،دار مصر للطباعة ،القاهرة ،ط1988 ،4م
العربي نشأته وتطوره :حسين ّ
ّ 36.المعجم
37.معجم ألفاظ القرآن الكريم :مجمع اللغة العرب ّية في القاهرة ،مجمع اللغة العرب ّية ،القاهرة،
1988م.
نلا علطمو نيرحبلا عمجم( يف ةّيوغللا هدوهجو ّيحيرطلا ةماّلعلا
نيري 132
العربي ،بيروت،
ّ السلفي ،دار إحياء التراث
ّ اني ،تحقيق :حمدي عبد المجيد
38.المعجم الكبير :الطبر ّ
ط1984 ،2م.
ازي ،تحقيق :عبد السالم هارون ،دار الفكر ،بيروت،
39.معجم مقاييس اللغة :أحمد بن فارس الر ّ
1979م.
40.مق ّدمة تحقيق (مجمل اللغة) البن فارس :زهير عبد المحسن سلطان ،مؤسسة الرسالة ،ط،2
1406ه1986/م.
اإلسالمي التابعة
ّ علي أكبر غفّاري ،،مؤسسة النشر
41.من ال يحضره الفقيه :الشيخ الصدوق ،تحقيقّ :
لجماعة المد ّرسين ،قم ،ط ،2د.ت.
42.النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة :ابن تغري بردي :طبعة وزارة الثقافة واإلرشاد القومي،
القاهرة ،د.ت.
43.النهاية في غريب الحديث واألثر :ابن األثير ،دار الفكر ،بيروت ،ط1979 ،2م.
الرضي :تحقيق وشرح :الشيخ مح ّمد عبده ،دار الذخائر ،قم المق ّدسة ،ط،1
ّ 44.نهج البالغة :الشريف
1412هـ.
الصفدي ،تحقيق :أحمد األرنؤوط وتركي مصطفى ،دار إحياء التراث ،بيروت،
ّ 45.الوافي بالوفيات:
2000م.
المجلت والدوريات:
َّ
46.أثر كتب غريب الحديث في تأليف المعاجم اللغويّة العربيّة :محمود مبارك عبيدات ،وحسين
مصطفى غوانمة ،مجلة دراسات -العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،األردن ،المجلَّد /41العدد/ 3
سنة 2014م.
الطريحي:
ّ العربي بين المنهج والمستعمل ،قراء في مجمع البحرين لفخر الدين
ّ 47.صناعة المعجم
الشناوي ،مجلة كلية اآلداب التابعة لجامعة البصرة ،العراق ،العدد /69سنة 2014م.
ّ خالد
48.قراءة معجم ّية في كتاب مجمع البحرين ومطلع الن ِّيرين :شهيد راضي حسين وخالد نعيم شناوة،
مجلة دراسات إسالمية معاصرة ،العراق ،العدد /2سنة 2010م.
المواقع اإللكترونية:
49.الدراسة المعجم ّية ،األسس والتقاطعات :مكوار نور الدين ،مقال نُشر على شبكة األلوكة الثقافية،
بتاريخ / 12 :أبريل 2016 /م ،تاريخ زيارة الموقع2017 / 11 / 19 :م.
133 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
onالمقدّسة
Affecting Factors العباسية العتبة
Manuscripts and
Documents with Methods and Ways of
Protecting and Preserving Them
سب ّ
ع عبد اسن عبادة اهندس ار
وصيانا اطوطات مركز م
العباسية ّ
اقدسة ّ العتبة
العراق
Eng. Ali Abdulmohsin Abadah Sabti
Imam Hussein Manuscripts Renovation and Care
Researcher Centre / Al Abbas Holy Shrine
Iraq
135 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
الملخص
ّ
تعتمـد الحالـة الراهنـة للمخطوطـات والوثائـق على طبيعـة المـوا ّد المصنوعة منها،
وعلـى طبيعـة الظـروف المحيطـة بهـا ،فترميمهـا ومعالجتهـا وحفظهـا ال يعتمـد علـى
الصيانـة والترميـم فحسـب ،بـل علـى تهيئـة الظـروف المالئمـة لديمومـة المخطوطـة،
والمخطوطـات بجملتهـا تتعـرض لكثي ٍر من الظـروف البيئ ّية المختلفة؛ مـن التغيرات في
درجـة الحـرارة والرطوبـة ،والتلـ ّوث الجـ ّوي ،واختلاف شـ ّدة اإلضـاءة ،و البكتريـا وأبواغ
الفطريـات وبيـوض الحشـرات ،وذ ّرات األتربـة والغبـار ،وهذه العوامـل مجتمعة تتفاعل
إصابـات وآثـار دمـا ٍر واضحـة ،فالب ّد
ٍ فـي مـا بينهـا مـع مك ّونـات المخطـوط تاركـ ًة عليهـا
اللزمـة لحمايتهـا وتحقيـق أمنهـا ،والمحافظـة عليهـا ،والفحـص مـن اتخـاذ االحتياطـات ّ
لـكل خطـو ٍة مـن خطـوات ترميـم المخطوطـات والكتـب النـادرة ،مـن خلال والمتابعـة ِّ
المعالجـات التـي يتـ ّم إجراؤهـا عليهـا ،ومتابعـة طرائـق الوقايـة والعلاج ال ُمتَّبعة.
وعمدنـا فـي بحثنـا هـذا على عمل دارسـة مختصرة بما تقـدم (بيان العوامـل المؤثرة
علـى المخطوطـات والوثائـق وطـرق عالجهـا والوقايـة منهـا ) متخذين من مشـفى مركز
ترميم المخطوطات وصيانتها في التابع لدار مخطوطات العتبة العباسـية المق ّدسـة مثاالً
حيًّـا لمـا يمتـاز به من خبـرة ومهنيّة في هـذا المجال.
فتج ّنـب إصابتهـا باألمراض أو الكوارث أو المؤث ّـرات الطبيع ّية والفيزيائ ّية هو خي ٌر من
ترميمهـا وصيانتها بعد اإلصابة .
اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا136
Abstract
The current state of manuscripts and documents depends on
the nature of the materials made of them and the nature of the
circumstances surrounding them. So their renovation , processing and
conservation not only depends on maintenance and renovation, but to
create suitable conditions for the permanence of a manuscript, such
as changes in temperature and humidity, air pollution, varying light
intensity, bacteria, insect spores, eggs, dust and dust particles. These
factors interact with each other in the components of the manuscript
leaving visible destruction. It is necessary to take the precautions to
protect , secure and preserve them then examine and look after each
step of a renovation to manuscripts and rare books.
Through the processing that is being carried out, and follow-up
methods of prevention and treatment in the Manuscripts Renovation
and Maintenance Centre / The Library and Manuscripts House
in The Holy Abbas Shrine. In this research we address the great
importance of manuscripts and documents, it must be preserved in all
ways; because they represent the cultural heritage of us all and avoid
infecting the manuscripts, documents and books with rare diseases or
disasters or natural and physical effects, is better than rehabilitation
and maintenance after infection.
137 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
المقدمة
األمـة العربيـة واإلسلامية مـن أعـرق األمـم التـي خلّـد التاريـخ حضارتهـا القديمـة
وتراثهـا العظيـم؛ إذ خلّفـت من اآلثار والمقتنيات الشـيء الكثير م ّما يشـهد على سـم ِّو
هـذه األ ّمـة ،ورق ِّيهـا ،وازدهارهـا ،والكتـاب المخطـوط بما يمثّله مـن الناحيـة الفكرية
المتطـورة هـو نتـاج تلك الحضارة ،فلقد ترك لنا قدماء العرب المسـلمون ماليين الكتب
فـي مختلـف مياديـن الثقافـة والعلوم؛إلّ أن معظم هذا التراث المـد ّون قد ضاع عندما
ضعفـت دولة اإلسلام ،نتيجـة الفتن ،والنزاعـات الداخلية ،والحـروب الخارجية ،وتأثير ْ
الهجمـات التـي شـ ّنها العـدو الخارجـي؛ إذ كلُّهـا عاثـت فـي بلاد العـرب والمسـلمين
نهبـاً ،وحرقـاً وتدميـرا ً ،فلـم تبـقِ من التـراث المخطـوط إلّ القليـل -مقارنة بمـا كان،-
وبمـا أ ّن الكتـاب المخطـوط يمثـل جانباً مه ّماً مـن الجوانب المضيئـة لحضارتنا وثقافتنا
العريقـة ،فقـد أخـذت الكثير من المؤسسـات الثقافيـة والتعليمية تتسـابق في الحفاظ
محاوالت جـاد ٍة ،رائـد ٍة ومخلصة ،بغية جمعه سـواء
ٍ علـى هـذا التـراث المخطوط فـي
(((
عـن طريـق الشـراء أو التصويـر ،أو اإلهـداء ،أو التبادل ،وترميمـه وصيانته.
وفـي مركـز ترميـم المخطوطـات وصيانتهـا التابع لـدار مخطوطات العتبة العباسـية
المق ّدسـة التـي تقتنـي أكثـر مـن خمسـة آالف مخطوطـة أصليـة وعشـرات اآلالف مـن
الوثائـق وعشـرات اآلالف أيضـا مـن الكتـب الحجريـة ،قد تكل ْ
ّلـت جهود هـذا المركز-
بعـون اللـه وتوفيقـه -بالنجـاح فـي تحقيـق الكثيـر مـن أهدافـه ،إذ أصبح هـذا المركز
متميـزا ً بـأداء وظيفتـه األساسـية وهـي ترميـم المخطوطـات ،والوثائـق ،وصيانتهـا
وحفظهـا بطرائـق علميـة حديثـة ،وبحسـب الشـروط العالميـة المتبعـة للحفـاظ علـى
القيمـة التاريخيـة للمخطـوط ،ومـا كان ذلـك العمـل والمهنيـة فـي االنجـاز إلّ حصيلة
الجهـد المتواصـل والطمـوح الالمحـدود فـي السـعي لألفضـل ،فقد شـغل ملاك المركز
أهمية البحث:
المخطوطـات والوثائـق تعتمـد حالتهـا علـى طبيعـة المـواد المصنوعـة منهـا ،وعلى
طبيعـة الظـروف المحيطـة بهـا ،فترميمهـا ومعالجتهـا وحفظهـا ال يعتمـد علـى الصيانـة
والترميـم فحسـب ،بل علـى تهيئة الظروف المالئمـة لديمومة المخطوطـة ،والوقاية من
إصابتهـا أو تلفهـا .وبـذا فإنّنـا نحافظ على هذا اإلرث الخالد ونكـون أمناء في إيصاله إلى
اللحقة بأحسـن حال. األجيـال ّ
أهداف البحث:
المخطوطـات هـي بجملتها تتعرض لكثي ٍر من الظـروف البيئية المختلفة من التغيُّرات
فـي درجـة الحـرارة والرطوبـة والتلـوث الجـوي واختلاف شـدة اإلضـاءة ،ومـن البكتريـا
وأبـواغ الفطريـات وبيـوض الحشـرات وذ ّرات األتربـة والغبـار ،وهـذه العوامـل مجتمع ًة
تتفاعـل فـي مـا بينهـا مع مكونـات المخطـوط تاركـ ًة عليها إصابـات وآثار دمـار واضحة،
اللزمـة لحمايتهـا وتحقيـق أمنهـا والمحافظة عليهـا ،ومن فالبـ ّد مـن اتخـاذ االحتياطـات ّ
خلال فقـرات بحثنـا هـذا سـنحاول أ ْن نب ّين أه ّم العوامـل التي من الممكـن أن تؤث ّر على
المخطوطـات والوثائق والنسـخ النادرة األخرى وتسـاهم في تلفها ،وبيـان أه ّم الخطوات
اللزمـة للوقايـة والمحافظة عليهـا أو عالجها. ّ
أدوات البحث:
لـكل خطـو ٍة مـن خطـوات الحفـاظ علـى المخطوطـات والكتـب الفحـص والمتابعـة ِّ
النـادرة ،ومتابعـة طرائـق الوقايـة والعلاج المتَّبعـة بمشـفى مركـز ترميـم المخطوطـات
وصيانتهـا التابـع لمكتبـة ودار مخطوطـات العتبـة العباسـية المقدسـة .
139 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
((( أمن الوثائق –الحفظ –التصوير –الترميم –الصيانة :محمود عباس حمودة.12 :
141 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
معرض للرطوبة
نموذج من مخطوط ّ
وبة
-1الحامضية:
الورق للتلـف تدريجياً،
الحوامـض حتـى ولـو كانت ذات تركيـز منخفض فإنّها تعـ ِّر ُض َ
ولعـل أحـد األسـباب التي تجعـل الحوامض موجود ًة فـي الورق أ ّن عجينة الـورق ل ْم تكن
َّ
ـت تنقيتهـا مـن الحوامـض تمامـاً عند عمليـة الصنع ،كمـا أ ّن غـازات الكبريت فيقـد ت ّم ْ
الجـ ّو السـ ّيما فـي المدن الصناعية هي األخرى تُع ّد من مصـادر تكوين الحوامض ،ويمكن
تفسـخ الـورق والمـواد المماثلـة وتر ِّديها
القـول بـأ ّن الحوامـض هـي السـبب الرئيس في ُّ
وتقصفها. ّ
والحوامض في الورق تأتي من مصدرين:
1.احتواء الورق نفسه على الحوامض من بقايا المواد عند صناعته.
2.الج ّو الملوث والس ّيما في المدن الصناعية.
يلحـق أفـدح األضـرار باإلنسـان والمـواد التـي تعالـج بهـذه الطرائـق ،كمـا يتطلـب األمر
اسـتخدام أجهـزة ومعـدات خاصـة قـد يصعـب علـى المكتبـات ودور الوثائق شـراؤها أو
توفيرهـا؛ ألنّهـا باهظـة الثمـن ،إضاف ًة إلى ضـرورة توفر الخبـرة إلدارتها وممارسـة العمل
ات متخصصة للقيام فيهـا ،ولذلـك نـرى أ ّن بعض األقطـار المتقدمة ه ّيـأت مراكز ومختبـر ٍ
والحسـاس ،وهنـا نذكـر إحـدى هـذه الطرائـق المعتمدة فـي مركز ّ بهـذا العمـل الدقيـق
ترميم المخطوطات وصيانتها التابع لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسـية المق ّدسـة،
(((
وهـي طريقـة باسـتعمال مـادة (.)MMMK
مادة(:)MMMK
كحـول المثيـل : Methyl Alcoholوهـي مـادة كيميائيـة خطـرة في عمليـة التحضير
واالسـتعمال؛ أل ّن الميثانول خطر جدا ً على اإلنسـان ،فيجب ات ّخاذ تدابير األمان والسلامة
المهنيـة أثنـاء العمل ،وتسـتخدم المادة المذكـورة بالطريقة الالمائيـة ،ويعتمد عليها في
إزالـة الحامضيـة نظـرا ً لكفاءتهـا وضمـان نتائجهـا؛ إذ أصبحـت مقبول ًة من لـدن العاملين
فـي هـذا الميدان ،واألسـاس في هـذه الطريقة هو تعادل الحامضية فـي الورق ،باإلضافة
إلـى تخليـص الـورق مـن الحامض ّيـة فإنّـه يحميـه ـ أي الـورق ـ مـن العـودة إلـى حالـة
الحامض ّيـة مـرة أخـرى ،وهذه الطريقـة مأمونة في التطبيـق أيضاً.
صناعة محلول إزالة الحموضة)Methoxy Magnesium Methyl Carbonat( :
( )30gmمغنيسيوم في ( )1Lميثانول (كحول المثيل)
ثاني أوكسيد الكربون
تشكيلة الجهاز:
هيتـر حوضـي ،دورق (تقطيـر) حـراري ،بـرج تبريـد حلزونـي عـدد ،2بـرج تبريـد
((( تكنولوجيا ترميم وصيانة وحفظ المخطوطات ،محاضرات ضمن دورة الترميم في دولة التشيك :
آلينا هيرت وفا ،سنة .2009
144اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا
عكسـي ،قنينـة غـاز ثانـي أوكسـيد الكربـون ،أنابيـب مطاطيـة (صوندات) ،حامـل جهاز
التقطيـر ،أنبـوب زجاجـي مـع سـدادة ،تهيئـة التبريـد الخارجي ،هـود لسـحب األبخرة .
ونصـب فوقـه نصـف كميـة ُّ نضـع فـي دورق التقطيـر ( )1Lلتـر كحـول الميثانـول،
المغنيسـيوم ( ،)gm 15ثـم نبـدأ بتسـخين الخليـط ببـطء ،إذ نـرى أنـه يبـدأ بالغليـان،
ويبـدأ المحلـول باتخـاذ شـكل ضبابـي (تتكـون فقاعـات ،)H2ويتـم معادلـة الخليط في
هـذه المرحلـة بإضافـة غـاز ثانـي أوكسـيد الكربـون ،إذ يتم إدخـال الغاز إلـى المحلول،
وفـي هـذه المرحلـة من الضـروري السـيطرة على درجـات الحـرارة العاليـة المنبعثة من
قماش مبلّلـة توضع على دورق التسـخين ،فعندما هـذا التفاعـل؛ وذلـك باسـتخدام قطع ٍ
يبـدأ التفاعـل وتتكـ ّون الفقاعـات نقـوم بإطفـاء جهـاز الهيتـر الحـراري ،وبعد أن يسـتق ّر
التفاعـل نضيـف الكميـة المتبقيـة مـن مـادة المغنيسـيوم ،فالتفاعـل يسـتم ّر تقريبـاً 24
سـاعة ،والناتـج يكـ ّون محلـول MMMKذات تركيـز ،% 24
والتراكيـز المسـتخدمة في عملية إزالة الحموضة تتـراوح من 0.5إلى ،% 2وفي حالة
الوثيقـة ال يمكـن تعريضهـا للمـاء ونحتـاج فـي إزالـة الحموضـة وتدعيمهـا إلى مـادة ال
MMMKلتخفيض الحموضة ،ويضاف إليه كلوسـل Gبكمية قليلة وتركيز ال MMMK
مـن ( ،% )2-5،0ومـن محاسـن هـذه الطريقة إزالة الحموضـة والتدعيم معاً.
-2الحبر وتركيبه:
عـرف العـرب المسـلمون أنواعـاً متعـدد ًة مـن الحبـر ،من حيـث المـواد الداخلة في
صناعته أو اسـتعماله ،ويعود تن ُّوع الحبر الذي اسـتعمله ّ
النسـا ُخ والكتاب والو ّراقون إلى
أسـباب من أهمها:
ٍ
1.تن ّوع المواد الداخلة في صناعته .
2.طريقة اإلعداد والتّد ُّرج في مزج المواد الداخلة في صناعته.
3.طريقة الطبخ على النار أو التعريض للشمس أو النقع والعصر((( .
((( علم المخطوط العربي بحوث ودراسات معهد المخطوطات العربية. 264 :
145 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
ومن أنواعه:
حبر الكربون:
وهـو مـن األحبـار السـوداء ،وقـد ُعـرف هـذا النوع مـن الحبـر باسـتخدام ِّ
السـناج
(((
الناتـج عـن المصابيـح الزيتيـة ،ويُمزج بالصمغ العربـي كمادة رابطة مع مـاء ،ويع ّد حبر
الكاربـون مـن أفضـل أنـواع األحبـار؛ أل ّن لونَه ال يتغيـر كثيرا ً بمـرور الزمن.
الحبر األحمر:
تؤخـذ الصبغـة الحمـراء مـن نـو ٍع خـاص من الخشـب ،تنقع فـي الخل ويُضـاف إليها
الصمـغ العربـي أو صفـار البيـض ،ثـم اسـتخدمت مـواد أخـرى مثـل كبريتـور الزئبقيـك
(((
(الزنجفـر) عوضـاً عـن الصبغـة المسـتخلصة من الخشـب.
حبر المطابع:
يُصنـع مـن الكربـون الذي يُغلـى بدهن الكتان ،وهو مـن األحبار الثابتـة التي ال تتأثر
((( الس َناج أثر دخان السراج في الجرار والحائط :لسان العرب :ابن منظور :مادة (سنج)302/2 :
ِّ
((( العفص :هو دواء قابض مجفف يرد المواد المنصبة ويشد األعضاء الرخوة الضعيفة :القاموس
المحيط :الفيروزآبادي308 :
((( صناعة المخطوطات علماً ً
وعمال. 37 :
146اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا
بالضـوء ،وقديمـاً كانـوا يصنعونـه من السـناج والصمغ العربـي مع دهن الجـوز للحصول
على حبـر جيّد.
وعـدم الحـرص يـؤدي إلـى تلـف المخطوطـات وتغييـر ألـوان الـورق أو يؤثـر فـي
أحبـار الكتابـة :تتالشـى أحبـار الكتابـة وتتغيّـر ألوانهـا وتظهـر بشـكل واضح فـي الوثائق
والمخطوطـات المكتوبـة باألحبـار نتيجـة لتأثرهـا بالضـوء الشـديد أو وجودهـا بشـكل
مسـتديم معرضـة لضـوء الشـمس أو اإلضـاءة الصناعيـة
كذلـك ارتفاع نسـبة الرطوبة أو التع ّرض للمياه بشـكل مباشـر ،هـذا فضال عن الصيانة
الوقائيـة الخاطئة للمخطوطات.
وللوقايـة مـن األضرار التي قد تسـببها األحبار ال ب ّد الحرص الشـديد على علدم تع ّرض
المخطوطـات للظـروف _التـي مـ َّر ذكرهـا_ التـي تعمل على إتلاف حبر الكتابـة وتؤدي
إلـى بهتانـه كمـا يمكن معالجـة تلك األضرار عن طريـق العمل على تثبيتهـا بمواد الصقة
مثـل؛ الصمـغ العربـي ،أو محلـول مخفـف مـن الجيالتيـن وحسـب نـوع الحبـر ،وكذلك
اسـتخدام مـواد مب ّيضـة إلزالـة البقـع الحبريـة المتضـررة ،طبعا مـع األخذ بنظـر االعتبار
حالـة المخطـوط وهل تسـمح لتلك المعالجـةات أم ال .
غـازات أخـرى تسـبب ارتفـاع الحموضـة وهشاشـة الـورق وتك ّون بقعاً سـوداء •
وترسـبات ملحيـة علـى سـطح أغلفـة المخطوطـات أيضـاً ،ومـن
علـى الـورقّ ،
هـذه الغـازات( ،ثانـي أوكسـيد الكبريـت ،وكبريـت الهيدروجيـن ،وغـاز
(((
النشـادر) .
((( تكنولوجيا صيانة وترميم المقتنيات الثقافية ،مخطوطات –مطبوعات –وثائق –تسجيالت 55 :
148اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا
أ .اإلنسان:
لإلنسـان دوره فـي إتلاف المخطوطـات ،وذلـك باالسـتخدام الخاطـئ لهـا وتصويرهـا
(((
وتخزينهـا فـي أماكـن غيـر مناسـبة وصالحـة ،ويمكـن إجمـال هـذه الحـاالت باآلتي
1.التقليـب العنيـف لصفحـات المخطوطـات يؤدي إلـى تم ُّزقها وتشـ ّوه أحرف زوايا
هـذه الصفحـات ،وكذلـك التقليب بأصابع قذرة أو مل ّوثـة أو مبتلّة بالعرق ،يؤدي
ٍ
وبصمات على المخطوطـات وصفحاتها. إلـى ظهور بقـعٍ
2.التدخيـن أو األكل والشـرب أثنـاء االطّلاع علـى المخطوطـات يـؤدي إلـى أخطـار
سـقوط الدخـان أو شـرر الدخـان أو المأكـوالت علـى الصفحـات وأغلفتهـا ،ممـا
يسـبب أضـرارا ً مـن اصفـرا ٍر واحتـراقٍ وتبقُّـعٍ يصعـب إزالته.
3.جهـل بعـض العامليـن فـي مخـازن المخطوطـات بالطـرق السـليمة لوضعها على
األرفـف ممـا يعرضها للضرر والتقـ ّوس ،وكذلك عدم االلتـزام بالمعايير الالزمة في
درجـة الحـرارة ونسـبة الرطوبة وقوة األشـعة الضوئيـة مما يعرضها ألضـرار بالغة.
((( البردي دراسة أثرية وتاريخية -طرق الترميم والصيانة :عبد اللطيف أفندي.181 :
((( المخطوطات العربية وعلم الحفظ والتوثيق.104 :
150اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا
4.التخريب والسرقة من العوامل التي تؤدي إلى تلف اإلرث الحضاري الثقافي.
5.مـن العوامـل األخـرى التـي تحـدث نتيجـة اإلهمـال فـي خـزن المعلومـات
الخاصـة بالمخطوطـات مـن رقـم المخطوط أو رقـم الخزنة أو رقـم الرف ،فإذا
لـم تتوافـر هـذه المعلومـات فإنّـه يكون مـن الصعوبـة إيجـاد المخطوط ومن
(((
ث َـ َّم ضياعه.
((( العناية بالمخطوطات وطريقة مناولتها عن منظمة االمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة رقم ،2
اليونسكو ،باريس ،سنة. 11 ، 2006
151 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
ب .الرطوبة:
إ ّن ارتفاع الرطوبة يؤدي إلى:
1.انتفـاخ األلياف السـليولوزية للورق مسـبب ًة تشـوهاً في شـكل المخطوط وضعف
األوراق؛ نتيجـة امتصـاص بخار الماء .
2.تكويـن البقـع الترابيـة المائيـة نتيجـة تسـرب األتربـة و الغبـار علـى صفحـات
المخطـوط والجلود ،مما يؤدي إلى انتشـار البقع علـى الهوامش ،وفوق النصوص
المكتوبـة ،ف ُيشـكِّل صعوبـ ًة في قـراءة النص.
3.تكويـن الحموضـة فـي األوراق نتيجـة تحويل ثاني أوكسـيد الكبريـت إلى حامض
الكبريـت ،وتكويـن البقـع الصفـراء نتيجـة تأكسـد الحديـد الموجـود فـي الغبـار
152اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا
د .الضوء:
وهـو مـن العوامـل التي تـؤدي دورا ً في إتلاف المخطوطات ،ويظهر أثـر الضوء ،في
المخطـوط في عاملين
1.عامـل غيـر مباشـر :يعـ ّد مصدرا ً حرارياً يسـاعد علـى ارتفاع درجة الحـرارة ،وهذا
يسـاعد علـى ظهـور األعراض التي تسـببها الحـرارة المرتفعة .
((( أمن الوثائق –الحفظ –التصوير –الترميم –الصيانة :محمود عباس حمودة .14 :
154اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا
-1الحشرات:
هـي كائنـات صغيرة تتم ّيـز بقدرتها على التكاثر واالنتشـار أينمـا وجدت الظروف
المناسـبة ،وتنقسـم إلى قسمين:
األول :هو الذي يعيش داخل المكتبات ويتلف محتوياتها .
الثانـي :هـي الحشـرات التـي تدخـل المكتبـات بطريق الصدفـة وتنتقل بواسـطة
وسـائل مختلفـة وهـي منتشـرة فـي الشـقوق المظلمـة حيـث تجـد طريقهـا إلى
الدواليـب وحوافـظ الكتـب والمخطوطـات .
الحشـرات تـؤدي دورا ً فـي إضـرار أوراق المخطوطـات والكتب النـادرة والوثائق،
ويكـون الضـرر بصـورة مباشـرة وغيـر مباشـرة ،وتسـبب بقعـاً لونية علـى األوراق
وثقوبـاً مختلفـ َة األقطـار ،ورائحـ ًة مميز ًة غالبـاً ،ومنها:
ب .الصراصير:
يوجـد منهـا أكثـر مـن 1000نـو ٍع فـي العالـم ،والصراصيـ ُر تخفـي جسـمها فـي
((( تكنولوجيا صيانة وترميم :حسام الدين عبد الحميد محمود .100 :
157 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
الشـقوق طـول النهـار ،وال تخـرج ّإل في الليـل ،والغذاء المفضّ ل لهـا هي العجينة
اللصقـة علـى أغلفـة الكتـب ،وأقمشـة الكتـب المسـتعملة فـي التجليد ،مسـبب ًة ّ
تلفـاً كبيـرا ً فـي كعـوب الكتب .
-2القوارض:
وهـي كائنـات تقـوم بقـرض المخطـوط وعضـه ،م ّمـا يـؤدي إلـى ضيـاع أوراق
المخطوطـات وجلودهـا وتآكلها ،وتنتشـر القوارض في شـقوق المخازن وأرضياتها
وجدرانهـا ،وتقـرض أوراق المخطوطـات تاركـ ًة مخلفاتها التي تعطي بقعاً سـوداء
علـى مـا تبقـى مـن المخطوطات ومـن هذه القـوارض:
أ .الفئران:
تنتشـر الفئـران في المبانـي القديمة وفي المكتبات والمتاحـف ،وتتغذى على ّ
أي
شـي ٍء مصنـو ٍع من الورق أو الجلد أو الـ ِّرق والغراء ....إلخ.
ب .الجرذان:
تتواجـد فـي شـقوق المبانـي و الحوائط واألرضيـات ،خاص ًة حول مواسـير الصرف
والتكييـف والتهويـة؛ حيـث تتكاثر الجـرذان ،إلى جانب ضررها الـذي تحدثه في
الـورق فإنّهـا تسـتعمله أيضاً في عمل جحورهـا وتترك فضالتها القـذرة على أرفف
الكتب .
وألجـل الوقايـة منها البد من منـع وصولها إلى أماكن تواجـد المخطوطات ونصب
الفخاخ لها بصورة مسـتمرة.
-3الفطريات:
وهـي كائنـات دقيقـة ال يمكن رؤيتها بالعين المجردة تتواجـد في المواد الغذائية
العضويـة إذ تنمـو عليهـا ،وتعـ ّد الفطريـات من الكائنـات التي تؤدي دورا ً أساسـياً
159 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
فـي إتلاف المخطوطـات ،ولها القدرة علـى تحمل درجات الحـرارة العالية ونقص
تجمعـات دقيقـ ٍة تختلـف فـي لونهـا ،وتتـدرج من
ٍ الرطوبـة ،وتظهـر علـى شـكل
األسـود إلـى اللونين األخضر واألشـهب .
-4البكتريا:
هـي نباتـات أوليـة تتركّـب من خليـ ٍة واحد ٍة صغيـر ٍة جدا ً ،وأكثر أشـكالها انتشـارا ً
هـو الكـروي ،العصـوي ،المقـوس ،واللولبـيّ ،إل أنّهـا سـريع ُة االنقسـام والتكاثـر
علـى مسـتعمرات ذات ألـوان مختلفـة ،ويمكـن الكشـف عنهـا بالعيـن المجردة،
وفـي مخـازن الكتـب والمخطوطـات توجـد البكتريا فـي الهواء في صـورة جراثيم
طائـرة أو علـى األرفـف ،وقـد تهاجم السـليولوز والجلود وتسـ ّمى عفـن الورق أو
عفـن الجلد.
ويمكن الوقاية من الفطريات والبكتريا من خالل:
•
التنظيف الدوري المستمر والتعفير .
•تحصين مكان العرض والخزن ضد األتربة والغبار.
•العمل على منع توافر الظروف البيئية المالئمة لنمو الفطريات والبكتريا .
160اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا
السمك الفضي
161 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
قمل الكتب
دودة الكتب
162اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا
صرصور
حفار الخشب
163 يتبس ةدابع نسحملا دبع يلع
الخاتمة
تعـ ّد المخطوطـات المر ّممـة ثـرو ًة علميـة فـي شـتى مجـاالت المعرفـة ،إذ تتسـابق
المكتبـات علـى اقتنائهـا و اإلفـادة منهـا ،وتحتم هذه األهميـة الحفاظ على هـذا التراث
ليـس مـن الضيـاع فحسـب بـل ومـن التلف والدمـار أيضـا مما دعـت الحاجة إلـى ظهور
دراسـات عديـدة ومنهـا هذه الدراسـة إلى توضيـح العوامل التي تؤثر علـى المخطوطات
وأسـاليب وقايتهـا الحفـاظ عليهـا وذلـك عن طريق مـا يأتي :
1.للمخطوطـات أهميـة كبيـرة وأبعـاده عـن خطـر إصابتهـا هـو خيـر مـن ترميمهـا
وصيانتهـا بعـد اإلصابـة.
2.المحافظـة علـى المخطوطـات مـن الكـوارث الطبيعيـة المتوقعـة كالفيضانـات
والحرائـق وغيرهـا أو خزنهـا فـي حصينـة ذات درجـات حـرارة ورطوبـة معينـة.
3.يحـذر مـن ترميـم المخطوطـات بمـواد حامضيـة التـي تعـرض أوراقهـا للتلـف
التدريجـي والسـعي لرفـع تلـك المـواد مـن المخطوطـات المر ّممـة بهـا.
4.تجنب التقليب العنيف ألوراق المخطوطات وتعرضها لإلضاءة المباشـرة واألشـعة
فوق البنفسـجية أو األكل والشـرب اثناء االطالع عليها دفعاً للضرر الذي قد ينجم
عن تلك الممارسـات.
5.تنظيف المخطوطات وتعفيرها بشـكل دوري ومسـتمر لمنع تكوين ظروف بيئية
مالئمة لنمو القوارض والحشـرات والفطريات والبكتريا.
6.اتخذنا من العمل الموجود في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسـية المقدسـة
كنمـوذج لدراسـتنا هـذه لمـا تمتاز به مـن علمية ومهنية وجودة فـي العمل وفق
التخصصات المطلوبة.
164اهيلع ظافحلا قئارطو اهتياقو بيلاسأو قئاثولاو تاطوطخملا يف ةرّثؤملا لماوعلا
المصادر والمراجع
1.األسس العلمية لعالج وترميم وصيانة الكتب والمخطوطات والوثائق التاريخية :عبد المعز شاهين،
الهيأة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة 1990 ،م.
2.أمن الوثائق –الحفظ –التصوير –الترميم –الصيانة :محمود عباس حمودة ،مكتبة غريب للطباعة
،كلية اآلداب ،جامعة القاهرة2015 ،م.
3.البردي دراسة أثرية وتاريخية -طرق الترميم والصيانة :عبد اللطيف أفندي ،مطبعة األنجلو المصرية
كلية اآلثار ،جامعة القاهرة 2008 ،م.
4.تكنولوجيا ترميم وصيانة وحفظ المخطوطات :أ .الينا هيرت دفا ،محاضرات ضمن دورة الترميم
في دولة التشيك2009 ،م.
5.تكنولوجيا صيانة وترميم المقتنيات الثقافية ،مخطوطات –مطبوعات –وثائق –تسجيالت :حسام
الدين عبد الحميد محمود ،الهيئة المصرية العامة للكتاب 1979 ،م.
6.صناعة المخطوطات علماً وعمالً :مصطفى مصطفى السيّد يوسف ،عالم الكتب للنشر ،الهيئة
المصرية العامة ،القاهرة 2002 ،م.
7.صيانة وترميم الكتاب المخطوط وسبل الحفاظ عليه :مح ّمد رياض حامد الحميري ،كلية اآلثار
جامعة سامراء ،قسم الصيانة والترميم2014 ،م.
8.لسان العرب :ابن منظور ،دار صادر ،بيروت ،ط.1
9.علم المخطوط العربي بحوث ودراسات :معهد المخطوطات العربية ،اإلصدار ، ،79مجلة كويتية
تصدرها وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،الكويت ،ط2014 ،1م.
10.العناية بالمخطوطات وطريقة مناولتها عن منظمة االمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة رقم ،2
قسم التراث الثقافية ،وحدة المتاحف االفريقية والعربية ،اليونسكو ،باريس 2006 ،م.
11.القاموس المحيط :الفيروزآبادي،
12.المخطوط العربي وشيء من قضاياه :عبد العزيز بن مح ّمد المسفر ،دار المريخ للنشر ،كلية
اآلداب ،جامعة الملك سعود ،الرياض1999،م.
13.المخطوطات العربية وعلم الحفظ والتوثيق :مح ّمد جبار الجمال ،بيت الحكمة ،بغداد ،ط،1
2012م.
165 دبع رفعج نيس
ح ّيوسوملا نيسحلا
الباحث
الباحث
ّ
اوسوي
اس
حس جعفر عبد
املوسوي
احلسنيسة ّ العتبةعبد ّ
العباسية ّ
اقد حسني جعفر
العراق
المقدسة/العراق
ّ العتبة العباس ّية
Hussein Jafar Abdul Hussein Al-Mousawi
Al-Abbas holy shrine
Iraq
167 دبع رفعج نيس
ح ّيوسوملا نيسحلا
الملخص
ّ
الخاصـة بعمـارة مرقـد
ّ بحـثٌ يسـلّط الضـوء علـى مجموعـ ٍة مـن الوثائـق العراق ّيـة
علـي بـن أبي طالـب ،وهي وثائـق منتخبة من مئـات الوثائـق المتعلّقة الع ّبـاس بـن ّ
بالموضـوع نفسـه ،ويقـع فـي محوريـن ،األول :يضـ ّم صور الوثائـق األصليّة مع فهرسـتها
علـى وفـق النظـام المعمـول بـه فـي فهرسـة الوثائـق ،والثانـي :دراسـة وافيـة لألحـداث
مفصـل بشـخوصها ،وغيرهـا مـن األمـور التي التاريخ ّيـة الـواردة فـي الوثيقـة ،وتعريـف ّ
العلمـي اعتمـادا ً على أوثق
ّ تحملهـا الوثيقـةّ ،
وكل ذلـك ِع ْبـ َر الوصـف الدقيـق والتحليـل
المصـادر وأقدمها.
ةّيقارعلا قئاثولا نم تاراتخم 168
Abstract
A research highlights a selection of Iraqi documents on the
architecturing of the shrine of Al- Abbas bin Ali bin Abi Talib
(peace be upon them). They are documents selected from hundreds
of documents on the same subject divided into two parts: The first
includes photos of the original documents with indexing according
to the system of document indexing. The second part has an overall
study of the historical events, a detailed definition of its people and
other things that the document carries. All this is done through an
accurate description and a scientific analysis based on the authentic
and oldest sources.
169 دبع رفعج نيس
ح ّيوسوملا نيسحلا
المقدمة
مننـت علينا بنـور الهدى مح ّمد سـ ّيد المرسـلين صلّى
َ نحمـدك اللّهـ ّم تعالـى علـى ما
اللـه عليـه وآلـه ،ورزقتنـا اليقيـن بالتحصيـن بواليـة األئ ّمـة المياميـن ،وجعلتهـم أنـوارا ً
كل حين. نسـتضيء بهـا فـي ّ
وبعـد :فقـد كان مـن توفيـق اللـه تبـارك اسـمه أن يخـرج بحثـي المسـ ّمى (مختارات
مـن الوثائـق العثمان ّية الشـاهدة على عمارة العتبة الع ّباسـ ّية المق ّدسـة) إلـى عالم النور،
وفـي مجلّـة علم ّيـة تراث ّيـة تصـدر عن عتبة مق ّدسـة تض ُّم مرقـد باب الحوائـج أبي الفضل
العبّـاس ،فله الحمـد تعالى.
وأخـص منهم األخ
ّ وقـد كان لملاك الم ّجلـة -جزاهـم الله خيرا ً -الفضـل الكبير بذلك،
مديـر التحريـر الـذي كان ومـا يزال يحثّنـي حثّ صديق كريم ،وإني شـاكر لـه ثقته بي.
ومـن هنـا حصلـت عنـدي رغبة بأن أحـ ّرر بحثـاً ثانياً مك ّمالً للأ ّول ،ولكن هـذه الم ّرة
علي،C الخاصـة بعمـارة مرقـد الع ّبـاس بـن ّ
تو ّجهـت أنظـاري إلـى الوثائـق العراق ّيـة ّ
ولهـذه الوثائـق أهم ّيـة أكبـر من سـابقاتها -أي العثمان ّيـة -كونها توث ّق لمـ ّدة زمن ّية أطول
مـن تاريـخ العراق ،وتمتلك خزينـاً هائالً من المعلومات الفريدة التي ال يمكن االسـتغناء
أي مرحلـة مـن مراحـل تاريـخ العـراق ،وقـد ال ت َـ ِر ُد عنهـا أو تجاهلهـا بالمـ ّرة فـي كتابـة ّ
معظمها فـي المصـادر التقليديّة.
وبعـد البحـث عنهـا واالطّلاع علـى مضامينهـا وفهرسـتها فهرسـة أول ّيـة بحسـب
علـي ،واخترتُ
أحصيـت الكثيـر م ّمـا يرتبـط بعمـارة مرقـد العبـاس بـن ّ
ُ موضوعاتهـا،
عيّنـ ًة منهـا؛ وفقـاً للشــروط التـي وضعتهـا المجلّـة فيما يرتبـط بالبحث مـن حيث عدد
الصفحـات ،ثـ ّم أخضعتهـا للدراسـة والتحليـل.
ةّيقارعلا قئاثولا نم تاراتخم 170
ويتكـون البحـث من محوريـن ،األ ّول فيه( :أصـول الوثائق وفهرسـتها وفحواها) ،يليه
المحـور الثاني ،وهو( :الدراسـة العلميّة).
التحليلـي ،ويتل ّخـص بإيـراد صـورة
ّ وكان المنهـج المتّبـع فـي الدراسـة هـو المنهـج
الوثيقـة األصل ّيـة ،ثـ ّم بطاقـة الفهرسـة ،وأخيـرا ً إخضاعهـا للدراسـة والتحليل ،نسـأل الله
التوفيـق وهـو حسـبنا ونعـم الوكيل.
171 دبع رفعج نيس
ح ّيوسوملا نيسحلا
أتكلّـم بـد ًءا فـي هذا المحـور على مكان أصول هـذه الوثائق؛ فهـي محفوظة إ ّما في
(دار الكتب والوثائق الوطن ّية) ،فهي الجهة الرسـم ّية المسـؤولة عن جمع الكتب والوثائق
الوطنـي للوثائق سـنة (1987م)،
ّ وحفظهـا ،بعـد قـرار دمـج المكتبـة الوطن ّية مـع المركز
الشـيعي،
ّ وإ ّمـا فـي (مركز الوثائق الوقفيّة والمخطوطات الموقوفة) التابع لديوان الوقف
وهـذا المركـز حديـث التأسـيس ،ويُعنى بجمع وثائـق مديريّات األوقـاف التابعة للديوان
متخصص -تصويرها ،وفهرسـتها ،وأرشـفتها ّ فـي محافظـات العراق ،ليت َّمِ -عبْ َر فريق عمل
وحفظهـا بطرائـق علم ّيـة حديثـة ،وأخيـرا ً تهيئتهـا للمحقّقيـن والباحثيـن ،ولـدى مرك َز ْي
التخصص ّيـة بأبـي الفضـل العبـاس) ّ (تصويـر المخطوطـات وفهرسـتها) و (الدراسـات
التابعيـن لمكتبـة ودار مخطوطـات العتبـة العباسـ ّية المق ّدسـة مصـ ّورات أغلبهـا ،ويعود
الفضـل لملاك الـدار والمركز في ذلـك ،فلله د ّرهم وعليـه أجرهم.
الخـاص بوثائـق العتبـات المق ّدسـة؛ فهـي كتـب
ّ البيانـي
ّ وأ ّمـا بالنسـبة إلـى التحليـل
إداريّـة صـادرة وواردة عـن العتبة وإليهـا ،ومواضيعها متع ّددة تشـمل بيانات الموظفين،
والهدايا والنذور والموقوفات ،والعمارة ،ومشـاريع الشـركات ،وغير ذلك من األمور التي
تنضـوي تحت هـذا المضمون.
الخاصة بالعتبة العباسـيّة المق ّدسـة سـأُورد
ّ ومـن بيـن هـذا الك ّم الهائـل من الوثائـق
تخص العمـارة التـي أُجريت فـي الروضة فـي هـذا المحـور نمـاذج لبعـض الوثائـق التـي ّ
العباسـيّة المط ّهـرة ،وعددها (ثلاث) وثائق ،انتخبتها من مجموع ٍة مـن الوثائق المرتبطة
بالموضوع نفسـه ،على سـبيل االختصار ال الحصــر.
ويتل ّخـص المنهـج المتّبـع فـي هـذا المحور بنشــر صور ألصـول الوثائق مع فهرسـتها
علـى َوفـق النظام المعمول به في فهرسـة الوثائق ،وإذا كان هنـاك وثيقة في ع ّدة أوراق
فسأنشــر المه ّم منها وأعـرض عن الباقي.
ةّيقارعلا قئاثولا نم تاراتخم 172
أ -فهرستها:
ب -مصورتها:
أ -فهرستها:
أ -فهرستها:
المحور الثاني
الدراسة العلم ّية
يسـلّط هـذا المحـور الضـوء علـى أهـ ّم األحـداث التاريخيّـة الـواردة فـي الوثيقـة،
والتعريـف باألعلام ،مـع شـرح األلفـاظ اللغويّـة والمصطلحـات التاريخ ّيـة وغيرهـا مـن
العلمـي ،اعتمـادا ً علـى أوثـق
ّ كل ذلـك مـن خلال الوصـف الدقيـق والتحليـل األمـورّ ،
المصـادر وأقدمهـا.
فـأ ّول ق ّبـة((( شُ ـ ّيدت للمرقـد كانـت سـنة (982م372/هــ) فـي عهـد السـلطان عضـد
البويهي((( ،الذي شـيّد عمارة الروضة العباسـيّة ببناء فوق القبـر ،تعلوه قبّة عالية
ّ الدولـة
((( هذا بالنسبة إلى القبّة ،وإلّ فقد كان على قبر أبي الفضل العباس سقيفة وباب للولوج إلى داخل
السقيفة ،ففي رواية صفوان الج ّمال ،عن اإلمام الصادق(ت148هـ) -باب زيارة العباس بن
علي ،فإذا أتيته فقف على امش حتى تأتي مشهد العباس بن ّ علي صلوات الله عليه -قال :ثم ِ ّ
باب السقيفة ،وقل( . .. :ينظر المزار :الشيخ المفيد)121 :
الثمالي ،عن اإلمام الصادق قال :إذا أردت زيارة قبر العباس بن
ّ وأيضاً في رواية أبي حمزة
علي -وهو على ش ّط الفرات بحذاء الحائر -فقف على باب السقيفة ،وقل( . .. :ينظر كامل ّ
القمي)440 :
ّ ات: ر الزيا
البويهي ،الملقّب (عضد الدولة) ،خامس السالطين
ّ البويهي :هو فناخسرو بن الحسن
ّ ((( عضد الدولة
البويه ّيين ،حكم ما بين (372 -366هـ) .تُوفي ببغداد و ُحمل في تابوت و ُدفن في النجف األشرف.
الزركلي)156/5 :
ّ (ينظر األعالم:
ةّيقارعلا قئاثولا نم تاراتخم 182
(((
والجص.
ّ من الطابـوق (اآلجـر)
القاشـاني ،ومن
ّ وتعاقـب العمـران عليها على م ّر القـرون ،ف ُزيّنت من الخارج بالبالط
بزخارف نباتيّ ًة وهندسـيّ ًة غاية في الجمال
َ الداخل بالمرايا المقطّعةّ ،
وكل منهما مشـك ٌّل
والروعة.
وقـد أُنجـز تذهيبهـا وألول مـ ّرة سـنة (1955م1375/هــ) بنـا ًء علـى طلـب كثيـر مـن
النـاس فـي العـراق وخارجه تذهيب هذه الق ّبة أسـو ًة بق ّبة اإلمام الحسـين ،وبسـعي
العلمـة الشـيخ محمـد الخطيـب ،(((فقـد قامـت الجهـات المسـؤولة فـي البالد مـن ّ
الكربالئـي الـذي كان يُغلّفهـا واسـتُبدل
ّ باالسـتجابة لنـداء الجماهيـر ،فتـ ّم قلـع الكاشـي
(((
نحاسـي مغلّـف برقائـق الذهب.
ّ بطابـوق
وفـي ضمـن العمـران الـذي جرى على الق ّبـة ما جاء فـي الوثيقة األولـى ،وهو أ ّن في
بعض من كاشـي ق ّبة
يـوم ( 29كانـون األول 1923مُ 21/جمـادى األولـى 1342هــ) سـقط ٌ
مرقـد العبـاس إلـى باحـة الحرم الشـريف ،وقد أرسـل كليـدار الحرم المقـ ّدس مأمورا ً
إلـى مدير أوقـاف كربالء يخبـره بالموضوع.
ثـ ّم أرسـل مديـر أوقـاف كربالء معمـارا ً لهدم مـا يُالحظ من سـقوطه ،وكلّفـه بتنظيم
الكشـف اللازم إلعمارهـا ،بُغيـة مخاطبة الجهات ال ُعليـا بذلك الحدث ،وفي اليوم نفسـه
نظّـم المديـر كتاباً رسـميّاً خاطب فيـه وزارة األوقاف.
((( ينظر :تراث كربالء :سلمان هادي آل طعمة ،62 :عمارة كربالء دراسة عمران ّية وتخطيط ّية :رؤوف
علي.137 :
محمد ّ
((( الشيخ مح ّمد الخطيب :هو الشيخ مح ّمد بن داود بن خليل بن حسين بن نصير الجشعمي،
الشهير بالخطيبُ ،ولد في كربالء سنة (1301هـ) ،من أكابر علماء كربالء ،أسس مدرسة الخطيب
الحسيني ،من
ّ الدين ّية وتولى التدريس فيها ،وقد تخ ّرج فيها ثلّة من علماء الدين ورجال المنبر
للعلمة الحلّي)( ،صحاح الخبر في األدلّة على إمامة االثني عشر) .توفيآثاره( :شرح التبصرة ّ
سنة (1380هـ)( .ينظر :فهرس التراث ،725 :موسوعة طبقات الفقهاء 14 :ق)530 -529/1
علي ،183 :دليل العتبة العباس ّية المق ّدسة.137 :
((( ينظر :كربالء الحضارة والتاريخ :رؤوف مح ّمد ّ
183 دبع رفعج نيس
ح ّيوسوملا نيسحلا
وبعـد أيـام أُحيـل الموضـوع مـن قبل الـوزارة إلى مديريّـة األمالك فيهـا ،وهي الجهة
المختصـة بذلك.
ّ
وقـد أجـاب مهنـدس المديريّة على أصـل الكتاب المو ّجه له بما يأتـي :لم أفهم درجة
الخطـر الحاصـل فـي القبّة ،فإذا كان الخطـر طفيفاً ويمكن زواله بأعمال كشـف من قبل
مديريّـة كربلاء فلينظّـم الكشـف بواسـطتهم ،وإذا كان الخطر جسـيماً يلـزم ذهاب هيأة
اإلعمـار إلى كربالء ،وعليه يقتضــي االستفسـار من المديريّة المذكـورة ،هذا واألمر لكم.
وقـد أجـاب مديـر أوقـاف كربالء على كتـاب الوزارة :بأنّـه قد ُرفع عنها مـا هو مأمول
أي كشـف لحـ ّد اآلن ،وإذا تفضّ لتم بإرسـال المهنـدس لرؤيتهاسـقوطه ،وأنّـه لـم يجر لها ّ
وكشـفها فيكـون أولى وأفضل من الكشـف من قبـل المعمار.
وقـد و ّجـه الوزيـر مهنـدس مديريّـة األملاك لغـرض الكشـف عنهـا ،وإعـداد تقريـ ٍر
مفصـلٍ بذلـك.
ّ
وقـد تـ ّم األمـر مـن قبـل المهندس ،فقـد نظّم كشـفاً تفصيليـاً بذلك ،رسـم فيه صورة
القبّـة الشـريفة ،وحـ ّدد منطقة السـاقط منهـا ،وجدوالً بيّن فيـه الكلفـة التقديريّة ألجور
العمـل ومـوا ّد البنـاء ،وإ ّن مجمـوع ما يقتضـي صرفه هـو ( )731روبية(((.
وقـد قُـ ّدم الكشـف إلـى الـوزارة بعـد المصادقـة عليـه مـن قبـل مديريتـي األملاك
والحسـابات.
كل االنتشار بعد احتالل اإلنكليز ،وبقيت هندي من فضّ ة ،دخل العراق وانتشر ّ ّ ((( الروب ّية :نقد
عملة رسم ّية في العراق إلى أن ُس ّن (قانون العملة العراق ّية) ،الذي أصبح بموجبه الدينار العراقي
وتوابعه من قطع النقد الوطني عملة رسم ّية للعراق ،اعتبارا ً من أول نيسان سنة (1932م)( .ينظر
الحصري)577-576/2 :
ّ مذكّراتي في العراق :ساطع
ةّيقارعلا قئاثولا نم تاراتخم 184
وبعدهـا أرسـلت الـوزارة كتاباً إلى مديـر أوقاف كربالء ،وفي ط ّيه صورة من الكشـف
المنظّـم ،وموافقـة الوزيـر ،والتأكيد على المباشـرة بالترميـم ،وذلك بإعطائـه إلى متع ّهد
بعد إجراء المناقصة بحسـب األصـول المتعارفة.
وأخيـرا ً وبعـد أيـام مـن صدور كتاب الوزارة ،أرسـل مديـر أوقاف كربلاء كتاباً خاطب
الخـاص بإعمار القبّة أرسـل
ّ فيـه وزارة األوقـاف بأنّـه وبعـد االطّلاع على الكشـف األولي
خبـرا ً إلـى وكيل اإلعمـار في المديريّة إلجراء المناقصة ،فوافقـوا على إعمارها من قبلهم،
فلـم يبـق حاجة لصــرف مبلـغ ( )731روبية من صنـدوق األوقاف ،وإ ّن العمـل جا ٍر اآلن
مـن قبل أهـل الخير.
أقـول :إ ّن هـذا الحـدث -أي سـقوط عـدد من كاشـي الق ّبة الشــريفة -قـد حصل بعد
الثـري
ّ أكثـر مـن نيّـف وثالثيـن سـنة علـى إكسـاء القبّـة الشــريفة بالقاشـاني مـن قبـل
الشوشـتري((( ،الـذي قـام بعـ ّدة أعمـال
ّ اإلصفهانـي
ّ والمحسـن الحـاج مح ّمـد صـادق
بالقاشـاني ،وذلك في سـنة
ّ فـي المرقـد المقـ ّدس ،وفـي ضمنهـا إكسـاء الق ّبـة الشــريفة
(((
(1888م1305/هــ).
وإ ّن هـذا التاريـخ (1305هــ) كان يُقـرأ فـي كتيبـة القبّـة نفسـها ،ذكـر ذلـك السـيّد
مح ّمـد حسـن آل ضياء ال ّدين (سـادن الروضة العباسـيّة)(ت1952م1372/هـ) ،في ضمن
معلومات ق ّيمة أدالها للسـ ّيد مح ّمد حسـن الكليدار آل طعمة صاحب موسـوعة (مدينة
الحسـين ،)عند تأليف (السلسـلة الثانيـة) .
((( (((
تُعـ ّد السـاعة التـي تعلـو البـرج المنصـوب علـى سـطح بـاب القبلـة إحـدى المعالـم
الشـاخصة فـي العتبـة العبّاسـيّة المق ّدسـة.
ولعـل أقـدم سـاعة نُصبـت فـي هـذا المـكان يعـود تاريخها إلـى أوائـل القـرن الرابع
ّ
الميالدي) ،ففي سـنة (1894م1311/هـ) تب ّرع الحاج أمين
ّ الهجري (التاسـع عشـر
ّ عشــر
السـلطنة((( بنصـب سـاعة دقّاقـة فـي الروضـة الع ّباسـ ّية ،وقد أشـرف على نصبهـا فضيلة
علي القطـب .
((( (((
المرحـوم السـيّد ّ
وتوجـد مثيالتهـا فـي بناية القشـلة (منطقـة الحيدر خانـه) في بغداد ،وسـاعة العتبة
((( أمين السلطنة ،ويُطلق عليه أيضاً (أمين السلطان) و (أمين الملك) و (األتابك األعظم) :هو ّ
علي
أصغر بن إبراهيم أتابكُ ،ولد سنة (1274هـ) ،تقلّد الصدارة العظمى في حكومة السلطان ناصر
القاجاري سنة (1310هـ) إلى آخر سلطنة الشاه ناصر الدين ،ثم تولّى الصدارة أيضاً
ّ الدين شاه
علي شاه ،إلى أن اغ ِتيل في سنة (1325هـ) ،له مشاريعفي حكومتي مظفّر الدين شاه ومح ّمد ّ
عمرانيّة في المشاهد المق ّدسة( .ينظر :أعيان الشيعة :محسن األمين ،167/8 :مستدركات أعيان
الشيعة :حسن األمين)130/4 :
الحائري :أصله من قرية (هزار جريب) بمازندران في شمال ّ ارجريبي
ّ علي القطب الهز
((( السيّد ّ
إيران ،ث ّم انتقل منها إلى كربالء واستوطن فيها وأصبح من أعالمها ،صاهر أسرة األستر ّ
ابادي في
الكاظمية على إحدى بناتها ،وخلّف منها أربع بنات :إحداه ّن والدة عقيلة الس ّيد عبد الصالح
آل طعمة (سادن الروضة الحسينية) ،واألخرى -وهي صغراه ّن -عقيلة الس ّيد مح ّمد حسن آل
ضياء الدين ،ووالدة السيّد بدر الدين آل ضياء الدين (سادني الروضة العباسيّة) ،اشتهر بكرمه
ووجاهته ،وقام بأعمال جليلة خدمة للروضة العباس ّية ،توفّي سنة (1322هـ) أثر مرض ٍ
معد انتشر
خاصة له وألسرته في الجهة الشرقية من صحن العباس قرب في كربالء ،و ُدفن في مقبرة ّ
العلقمي (ينظر :تعليقات على كتاب تراث كربالء (مخطوط) ،3 :مدينة الحسين ،السلسلة ّ باب
الخامسة ،196-195 :راقدون عند العباس.)141 :
((( ينظر :مدينة الحسين (المستدرك على السلسلة األولى المنشور في نهاية السلسلة الثانية)
الصفحة( :و) ،تراث كربالء.64 :
187 دبع رفعج نيس
ح ّيوسوملا نيسحلا
(((
الكاظميّة المق ّدسـة.
وقـد ُع ِّرضـت هذه السـاعة عبـ َر قرنٍ من الزمـن((( لعطالت تارة طبيع ّية بسـبب ال ِق َدم
واسـتهالك أجزائهـا ،وأخرى تخريب ّيـة ،فقد ارتبط مصيرها بمصيـر المرقد المق ّدس.
العثمانـي ،و ُع ِّرضـت السـاعة هي
ّ فقـد ُعـ ِّرض المرقـد المقـ ّدس للقصـف فـي العهـد
األخـرى أيضـاً لهـذا القصـف المعـادي لتـراث أهـل البيـت؛ م ّمـا أ ّدى إلـى عطلهـا.
و ُع ِّرضـت كذلـك للتخريـب فـي أثنـاء االنتفاضـة الشـعبان ّية المباركـة سـنة
عشـوائي بالمدفع ّية الثقيلة
ّ (1991م1411/هــ) ،بعـد أن قام أزالم النظام المقبور بقصف
طـال العتبـة المق ّدسـة ،وقد أُصيب برج السـاعة من ج ّراء ذلك القصـف الغادر ،وأُصيبت
أجهزتهـا أيضـاً بأضـرار جسـيمة ،وفُقـد الكثيـر مـن أجزائهـا.
وقـد أُصلحـت بعـد زوال الطغمـة الفاسـدة سـنة (2003م1424/هــ) مـن قبـل قسـم
الشـؤون الهندسـيّة والفنيّـة فـي العتبة العباسـيّة المق ّدسـة بالتعاون مع بعـض الخيّرين،
(((
وعـادت إلـى الحيـاة ،وتتـ ّم إدامتهـا حاليّـاً من قبـل القسـم المذكور.
أ ّمـا بالنسـبة إلـى أضرارها االعتياديّـة ،فتذكر هذه الوثيقة :أنه بعد ن ّيف وثالثين سـنة
تقريبـاً مـن نصبهـا ،أي فـي سـنة (1931م1349/هــ) أُصيبـت تلك السـاعة بضـرر جعلها
تتوقّـف عـن العمـل ،وقـد نظّـم وكيـل سـادن الروضة العباسـيّة آنـذاك كتابـاً خاطب فيه
مأمـور أوقـاف كربلاء والنجـف يُخبره بـأن السـاعة الكبيرة انكــسر منها بعـض العجالت
(الـچــروخ) ،ويرجـو منـه إصدار األمر بالكشـف عليهـا وإصالحها.
وفـي اليـوم التالـي كتـب مأمـور أوقـاف كربلاء والنجـف علـى أصـل الكتاب هامشـاً
السـاعاتي ،طالباً منه الكشـف على السـاعة المذكورة ،وبيان ما
ّ خاطب فيه السـيّد هادي
السـاعاتي وجد أ ّن بعض
ّ يُقتضـى لهـا مـن اإلصالح وكيف ّيته ،وبعد الكشـف عليها من قبل
العجالت (الـچــروخ) مكسـورة ،والسلسـلة مقطوعة ،وإ ّن هذه األشياء ال توجد سوى في
بغداد ،وقيمتها تسـاوي مبلـغ ( )40روبيّة.
وقـد قُـ ّدم الكشـف إلى مأمـور أوقاف كربالء والنجـف ،فخاطب مديـر األوقاف العا ّم
يُخبره باألمر ،ويعرض عليه الكشـف المع ّد ،ويُب ّين له أهم ّية هذه السـاعة ،وأ ّن تشـغيلها
(((
ضـروري ،ويرجـو منه التفضّ ل بإعطاء األمر بصــرف المبلغ المذكور.
ٌّ
((( إلى هنا انتهى ما جاء في صفحتي الوثيقة المذكورة ،ولم أعثر على بق ّية صفحاتها.
189 دبع رفعج نيس
ح ّيوسوملا نيسحلا
((( ينظر :مدينة الحسين ،السلسلة األولى :ص (ز) في المستدرك المطبوع في آخر السلسلة الثانية.
((( و َمن يروم االطّالع على ذلك فليرجع إلى كتاب (أبو الفضل العباس ومرقده الد ّري في ف ّن
التخصصيّة بأبي الفضل العباس التابع لمكتبة ّ الشعري) الصادر عن مركز الدراسات ّ التأريخ
ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المق ّدسة.
((( كالذي نُصب في مزار طفلي مسلم القريب من المس ّيب ،فقد ذكر سماحة العلّمة الس ّيد مح ّمد
الجاللي في كتابه (بعد أربعين عاماً زيارة للعتبات 1432هـ )54/2 :ما مضمونه:
ّ الحسيني
ّ حسين
قصدتُ مزار طفلي مسلم بن عقيل ،وعند المدخل الرئيس باب من الفضة عليه اآليات القرآن ّية
التستري
ّ علي الصائغ ابن الشيخ فتح الله
وأبيات ونصوص تع ّبر عن أنّه من عمل األستاذ رجب ّ
النجفي ،في سنة (1355هـ) ،ونقش مح ّمد حسن ابن الشيخ موسى ،وكتابة جواد المعلّم ،ومنها ّ
البيتان اآلتيان:
الفضل وفيـهِ انفردا
َ ـس
أسـ َ
ـد ّ
قـ ْ يـا قاصداً َ
باب أبي الفض ِ
ل الذي
ويظهـر مـن الوثيقـة المذكـورة أ ّن صياغـة هـذه األبـواب أو بعضها قد تأ ّخر إلى سـنة
وفاة السـادن السـيّد مرتضــى((( ،فقد و ّجهت مديريّة أوقاف كربالء كتاباً رسـميّاً خاطبت
اسـي قد تأ ّخرت صياغـة فضّ تها أكثر
فيـه مديريّـة األوقـاف العا ّمة :بأ ّن أبـواب الرواق الع ّب ّ
مـن اللازم ،وأ ّن الصائـغ مـا زال يراجـع الدائـرة طالبـاً إعطـاءه الفضّ ـة المطلوبـة إلكمـال
األبـواب المذكـورة ،وعليـه يُرجـى موافقة سـعادتكم على ذلـك ،وأ ّن هـذه المديريّة ترى
(((
الضــروري إكمال األبـواب المذكورة بصورة مسـتعجلة.
ّ مـن
الخاتمة
تخـص إعمار مرقـد الع ّبـاس ،اثنتان
لقـد تنـاول هـذا البحث دراسـة وثائـق مه ّمة ّ
شـاخصين إلـى اآلن همـا (الق ّبـة الطاهـرة ،والسـاعة
َ تختصـان بموروث َيـن مه ّميـن
منهـا ّ
وتاريخي أال وهـو تفضيض أبواب الحـرم الطاهر
ّ ٍ
بحـدث مهـ ّم تختـص
ّ المركزيـة) ،وثالثـة
بعـد مـا كانت من الخشـب المعروف بمدى تأث ّره بالعوامل الجويـة من الحرارة والجفاف
والرطوبـة ،وكذلـك تع ّرضـه للحشـرات آكلـة األخشـاب ،وأه ّمها و أخطرهـا (األرضة).
وبهـذا أرجـو أن أكـون قـد خرجت من البحث بشـي ٍء جديـد ،وبنتيجـ ٍة صحيحة ،وأن
محـل قبـو ٍل ورضا عند الله ع ّز وجـل ،وعند المولى أبي الفضـل العبّاس ،وعند
يكـون ّ
كل َمن كانت لديه مسـا ٍع مشـكورة ،وصنائع
أهـل االختصـاص ،وفي ختام الخاتمة أشـكر ّ
مبـرورة تجـاه إعداد هـذا البحث ،والحم ُد للـه ّ
رب العالمين.
ةّيقارعلا قئاثولا نم تاراتخم 192
المصادر والمراجع
المصادر الخطية
1.تعليقــات علــى كتــاب تــراث كربــاء (مخطــوط) :الســ ّيد صالــح بــن إبراهيــم بــن صالــح
ـتاني(ت1395هـ) ،نســختها األصليــة فــي مكتبــة السـ ّيد ســلمان هــادي آل طعمة فــي كربالءالشهرسـ ّ
المق ّدســة ،وتوجــد نســخة مص ـ ّورة عنــه فــي مكتبــة ودار مخطوطــات العتبــة العباس ـيّة المق ّدســة.
13.مدينة الحسين (مختصـر تاريخ كربالء) :السيّد مح ّمد حسن الكليدار آل طعمة(ت1417هـ)،
السلسلة الثانية ،مطبعة شركة سپهر ،إيران ،ط1368 ،1هـ ،السلسلة الخامسة ،دمشق ،ط،1
1998م.
الحصـري(ت1388هـ) ،دار الطليعة ،بيروت1968 ،م.
ّ 14.مذكّراتي في العراق :ساطع بن مح ّمد هالل
األبطحي ،دار
ّ 15.المزار :الشيخ المفيد مح ّمد بن مح ّمد بن النعمان(ت413هـ) ،تحقيق :مح ّمد باقر
المفيد ،بيروت ،ط1414 ،2هـ.
العاملي(ت1423هـ) ،دار التعارف للمطبوعات،
ّ 16.مستدركات أعيان الشيعة :الس ّيد حسن األمين
بيروت1409 ،هـ.
الموسوي ،مكتبة
ّ 17.موجز أعالم الناس م ّمن ثوى عند أبي الفضل العباس :الس ّيد نور الدين ّ
علي
ودار مخطوطات العتبة العباس ّية المق ّدسة ،كربالء المق ّدسة ،ط1435 ،1هـ.
مواقع اإلنترنت
18.شبكة الكفيل العالميّة ()www.alkafeel.net
195 انج وبأ رفعج ب حاص روتكدلا سّرمتملا ذاتسألا
المتمرس الدكتور صاحب جعفر أبو جناح (محل عمله في هيأة التحرير)
ّ األستاذ
استاذ اتمرس الدكتور صاحب أبو جناح
اامعة استنية
ية اداب /
العراق
الملخص
ّ
يتعـ ّرض هـذا البحث إلـى مفصلٍ ُمه ّم من مفاصـل الفكر والثقافة اإلسلام ّية ،أال وهو
الفكري األصيلَ ،
ووقف ّ تحقيـق التـراث المخطوط ،وما يرتبط به من عملية بَ ْع ٍ
ـث للنتاج
البحـثُ تحديـدا ً عنـد جملـ ٍة من األمـور التي تواجـه المحقِّقين في عملهم ،وتتسـ َّبب في
مسـتويات ثالث هي :العنـاء ،واللَّبس ،والمحذورات.
ٍ إعاقتهـم ،ص ّنفناها إلى
Abstract
This research deals with an important topic in Islamic thoughts and
culture, which is the examination of manuscripts and the process of
revivification of original scientific products. The research specifically
looked at a number of issues facing document examiners in their
work. We categorized them into three levels: trouble, confusion, and
warnings.
We went through each of these levels and took a brief look at each
one, supporting what we offer with examples and living evidence
that plagued quite a few who worked in this area. We hope that the
people of interest will be in lighted by our work, which can help them
overcome what is hindering their work.
199 انج وبأ رفعج ب حاص روتكدلا سّرمتملا ذاتسألا
بمقـدار مـا يتّسـع األفـق الذي يتحـ ّرك فيه المعنيّـون بقضايا التراث المخطوط تتسـع
دائـرة العنـاء واللبـس والمحذورات التـي تكتنف مه ّمتهـم وتعرقل عملهم .
أ ّمـا (العنـاء) الـذي يكابـده العاملـون علـى تحقيـق النصـوص فليـس أهونـه الحصول
السـجلت ،أو األخـرى غيـر المقيّدة المشـار إليها من
ّ علـى النسـخ الخطّيّـة المقيّـدة في
بعـض المعنيّيـن م ّمـا لـم يُسـ ّجل فـي فهـارس ،ولـم يعلم به غيـر مالكيـه ،وهـم غالباً ما
يكونـون أشـ ّحاء بـه ضنينين بالتحـ ّدث عنه.
ونحـن ال نتحـ ّدث ع ّمـا فـي أيّامنـا هـذه مـن يسـر الوسـائط اإللكترون ّيـة التـي ه ّيأت
ـبل لالهتـداء إلـى النصـوص والوثائـق؛ لالطّلاع عليهـا وتصويرهـا إلـى ح ٍّد غيـر قليل، الس َ
ُّ
بـل نتحـ ّدث عـن تاريـ ٍخ مـن المصاعب ،وسلسـلة من المتاعـب واجهـت المحقِّقين ،وما
والخاصة،
ّ تـزال تواجـه الباحثيـن عن شـوارد المخطوطـات ونوادرها فـي الخزائن العا ّمـة
ومعانـاة الباحثيـن في سـبيل الوصـول إليها.
وم ّمـا يزيـد مـن حجـم المعانـاة عنـد العامليـن علـى تحقيـق التـراث أنّهـم يطوفون
ٍ
مسـاحات شاسـعة جغراف ّيـاً؛ حيـث تسـ ّربت أو كُتبـت أو يُفتـرض فيهـم أن يطوفـوا فـي
المخطوطـات حيثمـا ُوجد معتنقون لإلسلام ،أو معن ّيون بتراثه الغزير ،سـواء كان مكتوباً
بالعربيّـة ،أو بغيرهـا مـن اللغـات التي اعتنق أهلها اإلسلام واشـتغلوا فـي خدمة علومه.
لقـد ترت ّـب علـى هـذه الحقيقـة التـي تتح ّمـل مدلـوالت كثيـرة ،ونتائـج أكثـر تتصـل
بمصيـر الكثيـر مـن اآلثـار والمص ّنفات التراث ّيـة ،أ ّن المحقّقيـن ال يمكـن أن يحيطوا علماً
وسـعي واسـع للتح ّري
ٍ بـكل نسـخ المخطـوط الواحـد مهمـا بذلـوا مـن ٍ
جهـد اسـتطالعي ّ
عنـه وجمـع نسـخه؛ وال سـيّما إذا كان هـذا األثـر يشـغل موقعاً في األوسـاط المدرسـيّة،
وتداولـه الطلبـة على نطاقٍ واسـع؛ كأن يكون كتابـاً من (المقدمات) النحويّـة أو الصرف ّية
أو الفقه ّيـة ،أو غيرهـا مـن موضوعـات العلـوم التـي تشـكّل مـا ّد ًة للـدرس عنـد جمهـور
لكشملاو قافآلا :ثارتلا رشن 200
المتعلِّمين (((.
نصه ونشـره غير ٍ
واحد من ومـن ثـ ّم كثيـرا ً مـا يقع لنا أ ّن كتاباً واحـدا ً يتص ّدى لتحقيق ّ
الباحثيـن ،وقـد يكونـون فـي بلدانٍ مختلفـة أو في بلد واحـد؛ وعلى نحو مـا وقع لكتاب
(مشـكل إعـراب القـرآن) لمكّـي بـن أبـي طالـب ،و(إعراب مشـكل الشـعر) ألبـي ّ
علي (((
النيسـابوري(((،
ّ الفارسـي((( ،و(باهـر البرهـان فـي معانـي مشـكالت القـرآن) لبيان ّ
الحـق ّ
للذهبـي الـذي صـدرت لـه أربعـة تحقيقـات في أربعـة بلـدان عربيّة ّ و(طبقـات القـراء)
وإسالميّة(((.
أ ّمـا (اللبـس) الـذي مـا تـزال تعانـي منـه حركـة تحقيـق التـراث وإحيائـه فهـو غياب
الرؤيـة الواضحـة لعـد ٍد مـن المفاهيـم ،وجملـ ٍة مـن الضوابط التـي ال ب ّد مـن تحديدها؛
لتصحيـح المسـار الذي تسـلكه جهـود التحقيق والنشـر ،وتقوين ما يعترض مسـيرتها من
اضطـراب وارتبـاك؛ يترتـب عليـه ضياع كثيـر من الجهـود وبعثرتها فيما ال جـدوى منه وال
ُمعـ ّول عليه.
ولعـل مـن نافلـة القول تأكيـد الرؤية التي مفادهـا أ ّن هناك أولويّات في عمليّة نشـر
ّ
التـراث وتحقيقـه ،تقتضـي أن يتّجـه الحـرص إلـى إحيـاء النصـوص ذات القيمـة العلم ّيـة
المعرفـي؛ لإلفـادة منهـا ووضعهـا بين يدي الدارسـين محقّقة مدروسـة.
ّ والعمـق
ٍ
مسـتويات متباينة في يصـح أن يخفـى علـى جمهـور المعنيّيـن بالتراث أ ّن هنـاك وال ّ
اثـي ،اقتضتهـا طبيعة التعامل مع أبـواب المعرفة وفنـون العلم؛ فقد الفكـري التر ّ
ّ ال ُمنتَـج
كل أنحاء األقاليم واألقطار والدول اإلسلام ّية والعرب ّيةكان النشـاط التعليمي واسـعاً يع ّم ّ
واإلسلامي،
ّ العربي
ّ علـى امتـداد رقعـ ٍة جغراف ّية واسـعة ،يعرفها المعن ّيـون بتاريخ العالم
وكانـت هـذه العملية تقتضي تقديم أصـول المعارف ومبادئها في ميـدان العلوم اللغويّة
والعلـوم اإلسلاميّة بفروعهـا المختلفـة ،فضلاً ع ّمـا اصطُلح عليـه قديماً بـ(علـوم األوائل)
الطب ،والحسـاب ،والفلك ،والمنطق ،والفلسـفة ،وما سـواها من تت ّمات المعارف ومنهاّ :
المتدا َولة يومذاك.
وكان ال بـ ّد للمشـايخ مـن تلبيـة احتياج تالمذتهم إلـى (مق ّدمات) ومتـون ومل ّخصات
المدرسـي
ّ تتض ّمـن مبـادئ هـذه العلـوم وأولويّاتهـا؛ فـكان التأليـف وال َّن ْسـخ والتـداول
المحـدود بضمـن الرقعـة الجغراف ّية ال ُمحـ ّددة هو ال ُمعـ ّول عليه لبلوغ الغايـة التعليم ّية،
وأل ّن وسـائل النشـر الواسـع كالطباعـة والتصويـر لـم تكـن قد ابتُكـرت بعـ ُد كان الب ّد من
كل شـي ٍخ للتأليـف ،وأن تتعـ ّدد المؤلّفـات بتعـ ُّدد مراكـز الـدرس فـي البيئات أن يتصـ ّدى ّ
اجـي) و(لُمـع) ابـن ج ّنـي،
المتباعـدة ،فتكـون هنـاك مؤلّفـات للمشـارقة كـ(جمـل الز ّج ّ
الزمخشـري ،وتكـون هنـاك مؤلّفات للمغاربـة كـ(مق ّدمة الحسـبة) و(مختصر ّ و(مفصـل)
ّ
الجزولـي) ،و(آ ُج ُّروم ّيـة ابن آ ُجـ ّروم) و(ألف ّية ابن معط) ،و(ألف ّية ابن مالك) و(تسـهيله)،
ّ
افي كُتبو(قطـر الندى) و(شـذور الذهب) البن هشـام :ونحوها ،ولم يمنع البعـد الجغر ّ
المصري
ّ اجي) ،وال (كافيـة) ابن الحاجب المشـارقة أن ترحـل إلـى المغرب؛ كـ( ُجمل الز ّج ّ
مـن أن ترحـل إلـى المشـرق وتحظـى بعـد ٍد غزيـر مـن الشـروح ،وكذلـك األمـر مـع غير
افي) عليهكتـب المختصـرات في االنتقال والتداول؛ مثل (كتاب سـيبويه) ،و(شـرح السـير ّ
و(شـروح ال ُجمـل) البـن عصفـور ولغيـره ،وكذلـك كتـب الصحـاح والسـنن والمعجمـات؛
كـ(الجمهـرة) ،و(الغريـب الم ّنصـف) ،و(الصحـاح) ،و(تهذيب اللغة) وسـواها.
والواضـح أ ّن الكتـب المدرسـ ّية البسـيطة والموجـزة م ّمـا ال يـكاد يحيط بـه الحصر ال
نجـد فيهـا غيـر مبـادئ العلوم ،وهذه هـي قيمتها العلميّـة يومذاك؛ فهي أشـبه بكراريس
التعليـم المعاصـرة ،وقيمتهـا منحصرة فـي كونها وثائـق ت ُعطينا صور ًة عن تطـ ّور العمليّة
لكشملاو قافآلا :ثارتلا رشن 202
وسـيْرها ومصطلحاتها ،فيكفـي لنا توثيقها ،وتصويرهـا ،والحفاظ عليها للدرس التعليميـة َ
التاريخـي ،ومـن غيـر المجـدي أن يتسـابق المحقّقـون علـى نشـرها ،وبـذل العنـاء فـي
ّ
تحقيقهـا ،فضلاً عـن أ ّن بعضهم يتـو ّرط في اتّخاذها ما ّدة للدراسـات العليـا التي تقتضي
النص وسـعة في الفهـم واالجتهاد.عمقـاً فـي ّ
إ ّن االنكبـاب علـى كتـب المل ّخصـات المدرسـيّة التـي ال حـدود لها ال جـدوى منه في
إضافـة معرفـ ٍة جديـدة إلـى ميـدان الدراسـات اللغويّة ،وهو جهـد يُب ّدد فيمـا ال نفع فيه
والغض من شـأنه ،بـل ال ب ّد
ّ وال ُمعـ ّول عليـه ،وال يعنـي هـذا القـول الدعـوة إلـى إهماله
مـن العنايـة بـه وتوثيقـه ،والحفاظ عليـه بتصويره ومعالجة مـا يلحقه من أضـرار اآلفات
الطبيعيّة والبشـريّة.
إذن ال بـ ّد مـن وقفـ ٍة هنـا لتـدارك اللبـس الـذي يُحيـط بمفهـوم التـراث ،وتشـخيص
األولويّـات التـي يُفتـرض أن يتّجـه إليهـا االهتمـام والعنايـة بالنشـر والتحقيـق.
وإذا وضعنـا فـي بالنـا حقيقة اتّسـاع الميدان الذي شـغله التراث ،وتنـ ّوع العلوم التي
شُ ـغل بهـا العاملون فيـه اتّضح لنا دقّة ال َمه ّمـة الموكولة إلى أجيالنا المعاصرة ،وجسـامة
التاريخي.
ّ المسـؤولية التـي تنتظرهم للنهوض بهـذا الواجب
الشـك فـي أ ّن مجمـل هـذه ال ُمص َّنفـات والوثائـق تعطينـا صـور ًة دقيقـة عـن خارطـة ّ
بـكل فروعـه ،وهـي جديـرة بالحفـاظ عليهـا وصيانتهـا ألكثر من ُمسـ ِّوغ؛ اثـي ّ
العقـل التر ّ
العلمي ومشـاغل الفكـر حينذاك، ّ وفـي مق ّدمـة ذلـك توثيـق الصـورة التاريخ ّيـة للتطـ ّور
والحضاري
ّ السياسـي
ّ يقـل أهم ّيـ ًة وقيم ًة عـن علوم اآلثـار ،والتاريـخ
وهـذا بحـ ّد ذاتـه ال ّ
ألسلافنا ،ول َمـن عايشـهم أو جاورهـم ،أو اختلفـوا معـه سـلماً أو حربـاً.
لكـ ّن الـذي ال ينبغـي لنـا أن نتجاهلـه أيضـاً أ ّن كثيـرا ً مـن هـذه ال ُمد ّونـات والوثائـق
تنشـغل بأفـكا ٍر ورؤى وعلـوم واهتمامـات لـم تعـد لهـا مصداق ّيـة أو جدوى أمـام العقل
والطـب القديـم،
ّ التجريبـي المعاصـر؛ مثلمـا هـي بعـض معـارف النجـوم، ّ العلمـي
ّ
والبلدانيّـات ،أو الجغرافيـة النظريّـة ،والتواريـخ السـحيقة الضاربة في ال ِقـدم ،وهي إلى
الخيـال والغيـب أقـرب منهـا إلـى الواقـع ،ومن ذلـك عوالـم السـحر ،والعيافـة والقيافة،
203 انج وبأ رفعج ب حاص روتكدلا سّرمتملا ذاتسألا
يصـح اإلقـدام علـى تحقيـق نصوصـه بغيـر درايـ ٍة أو ُعـ ّد ٍة ،أو معرفـة كافيـة
وإعرابـه ال ّ
بمسـائله ومصطلحاتـه وأصولـه وشـرائطه؛ ألنّـه بخلاف ذلـك لـن يسـتطيع المحقِّق عند
وسـيظل عرض ًة
ّ النـص أن يتب ّين مقاصد المؤلّف وإشـاراته ،وفحوى كالمه ومراميه، قـراءة ّ
النـص ،ويعـرض عملـه للنقـد الشـديد واالزدراء مـن حيـث ال للتعثُّـر والتلكّـؤ فـي قـراءة ّ
يريد.
ومـن غيـر المبالغـة القـول إ ّن ما هـو مطلوب من المحقِّق أوسـع بكثيـ ٍر م ّما مطلوب
مـن غيـره مـن المص ّنفيـن والباحثيـن؛ فالمحقّـق يلزمـه أن يكـون عارفـاً بطبقـات الرجال
واألعلام من األناسـي وغيرهـم بقَد ٍر غير قليلُ ،مل ّماً بوقائـع التاريخ ،وبقد ِر من المعارف
الفكريّـة المتّصلـة باألديـان والعقائـد وال ِّنحـل ،وبقـد ٍر مـن العلـوم اللغويّـة وقوانينهـا،
ومذاهـب النحويّيـن ،وعلوم القرآن وتفسـيره وقراءاته ،ومصطلحـات العلوم ومفاهيمها،
ولـو بقد ٍر يسـير؛ حتى يتسـ ّنى لـه التع ُّرف على فحـوى النصوص و اإلشـارات والتلميحات
المبثوثـة فيهـا ،فال تلتبس عليـه األفكار ،وال تختلط عليه الرؤى ،فيُخطئ الفهم ،ويسـيء
التعليـق علـى ما بيـن يديه من قضايا ومسـائل.
وقـد نجـد بيـن المحقّقيـن َمـن يقـف حائـرا ً أمـام اختيـار العنـوان المناسـب ّ
للنـص
عنوانـات عـ ّدة ،أو أ ّن لـه فـي كتب التراجـم واألخبار
ٍ ال ُمحقَّـق إذا كانـت النسـخة تحمـل
205 انج وبأ رفعج ب حاص روتكدلا سّرمتملا ذاتسألا
عنوانـات متباينـة ،فيرتئـي األخـذ بأكثرهـا شـهر ًة وتـداوالً واختصـارا ً ،ويُؤثِـره علـى غيـره
ٍ
وفـي هـذا مـن المجافـاة للواقـع مـا فيـه؛ أل ّن القدمـاء من الدارسـين اعتـادوا علـى إيثار
العنوانـات المختصـرة م ّمـا تناقلـه أهـل األخبـار ،إيجـازا ً وتخفيفـاً ،مثل ذلـك (التوضيح)
اختصـار لعنـوان كتـاب (أوضح المسـالك إلـى ألف ّية ابن مالـك) ،وكذلـك (التصريح) وهو
األزهري (شـرح التصريح على كتـاب التوضيح) ،وقد ّ مختصـر لعنـوان كتاب الشـيخ خالـد
ٍ
عنوانات عـ ّدة وردتْ الفارسـي بين
ّ علي
تحيّـر محقّـق كتاب (شـرح ُمشـكل الشـعر) ألبي ّ
فـي ال ُّنسـخ؛ منهـا( :كتاب الشـعر) ،و(شـرح األبيـات ال ُمشْ ـكلة اإلعراب).
ومـن أمثلـة اللبـس والوهم شـبه ال ُمتع َّمد في تغييـر عنوانات ما اختـاره محقّق كتاب
البطليوسـي؛ فقد وضع لـه محقّقه
ّ (إصلاح الخلـل الواقـع في كتـاب الجمل) البن السـيد
عنوانـاً ُملفّقـاً مـن ُعنوانيـنِ وضعهما ابن السـيد لمؤلَّفيـن من مؤلَّفاته علـى هامش جمل
اجي؛ هما (إصالح الخلل الواقع في كتاب ال ُجمل) و(الحلل في شـرح أبيات ال ُجمل)، الز ّج ّ
وقـد وصلا مخطوطيـن في مجل ٍّد واحد ،فلفّق السـ ّيد سـعيد عبد الكريم سـعودي عنواناً
جديـدا ً؛ هـو (الحلـل فـي إصلاح الخلـل الواقع في كتـاب ال ُجمـل) ،وال نـدري كيف ج ّوز
الحموي(إرشـاد
ّ ذلـك لنفسـه!! وقبـل ذلـك كان مرجليوث قد صنـع عنواناً لكتـاب ياقوت
األريب إلى معرفة األديب) فسـ ّماه (معجم األدباء) ،وشـاعت تسـميته حتى نسـي الناس
االسـم الذي وضعه لـه مؤلِّفه.
أ ّمـا (المحـذورات) التـي علينـا َمه ّمـة مواجهتهـا والتصـ ّدي لهـا وتالفـي آثارهـا علـى
قـدر مـا يتّسـع لـه الجهـد والطموح فهـي كثيـرة ومتن ّوعـة ومتعـ ّددة؛ وفـي مق ّدمتها آفة
االجتماعي ،واستشـراء داء الحرص
ّ التجـاري الـذي هو مظهر مـن مظاهر التدهـور
ّ النشـر
واالرتـزاق والجشـع غيـر المشـروع ،على حسـاب األمانة العلميّـة والوفاء ّ
بحـق الباحثين
الذيـن يبذلـون مـا في وسـعهم من أجـل تحقيـق النصوص ،وخدمتهـا بما ينبغـي لها من
أمانـة وحـرص ودقّة ،ونعلم جميعاً أ ّن ُدورا ً للنشـر اسـتثمرت هذا النـوع من جرائم الفكر
بأسـاليب مضلِّلة؛ فاسـتأجرت لهذه ال َمه ّمة األثيمة ،و ّراقين ليسـوا من أهل العلم ،وناسـاً
مـن حملـة األلقـاب العلميّـة الزائفة ،فيُخرجـون التحقيقات المسـروقة بعـد أن تنالها يد
المسـخ والتشـويه ،وأخطاء الطباعـة والتصحيف.
لكشملاو قافآلا :ثارتلا رشن 206
التجـاري القديـم علـى قصـوره يسـتعين ب ُمص ِّححيـن ومراجعيـن من ّ وإذا كان النشـر
أهـل العلـم والخبرة بعلوم العرب ومعارفهم ،وعلوم اإلسلام ومبادئهـا ،مع افتقار عملهم
العلمي؛ من مقابَلة لل ُّنسـخ الخطّ ّية ،وتخريـج النصوص ،والتعريف
ّ إلـى شـروط التحقيـق
النـص ال ُمحقَّـق ،فـإ ّن ناشـري اليـوم ال يوفّرون شـيئاً من شـرائط الدقّة
باألعلام ،ودراسـة ّ
النص وتصحيحـه ومراجعته. واألمانـة في قـراءة ّ
يقـل عنـه خطـورة اقتحـام الميـدان من العلمـي وال ّ
ّ ويتّصـل بهـذا النـوع مـن الخلـل
العلمي ،فضالً عن أسسـه ّ أفـراد لـم يُكلِّفـوا أنفسـهم عنـاء التع ُّرف على مبـادئ التحقيـق
وأصولـه وشـرائطه ،وال تم َّرسـوا بقـراءة النصـوص المحقَّقـة ،فعرفـوا منهـا كيـف يتعامـل
وفـك مسـتغلَقاته؛ فتراهم يَلِجون النـص ،وكيف يخدمونـه باإلضاءة والبيان ِّ المحقِّـق مـع ّ
علـم بأ ّول ّياتـه ،فأخرجـوا للناس مسـخاً للنصوص ،وقراء ًة سـقيمةً، ميـدان التحقيـق بغيـر ٍ
وتحريفـاً وتصحيفـاً ال يبعث في القارئ غير األسـى على اقتحـام المتطفِّلين لهذا الميدان،
ٍ
وشـاهد وخوضهـم فـي هـذا الفـ ّن ،وهـم ال يف ّرقون بين شـع ٍر ونثـر ،وال بيـن آي ٍة و َمثَل،
أو قطعـة مـن بيـت ،وال يُحسـنون إعـداد الهوامـش واإلحاالت ،فضلاً عـن أن يف ِّرقوا بين
الجرمـي ،وال بيـن خلف األحمر ّ الشـيباني وأبـي عمرو
ّ أبـي عمـرو بـن العلاء وأبي عمرو
الكوفي.
ّ وعلـي بـن المبارك األحمـر
ّ البصـري
ّ
وقـد يقتحـم الميـدان َمـن يُجـ ِّرد قلمـه للنيـل مـن اآلخريـن والطعـن فـي جهودهم،
نـص كان قد انشـغل بتحقيقه ،فنراه يتسـقّط عليهـم ال ِه َنات،
ألنّهـم سـبقوه إلـى تحقيق ّ
ويُض ّخـم ال َهفَـوات ،ويقـدح فـي عملهم؛ حطّـاً منه ،وتهويناً من شـأنهم ،ويجهـل أ ّن مثل
حـق اآلخريـن مهمـا ارتفعـت هـذه المغالطـات ال تخفـى علـى ذوي العلـم ،وال تبخـس ّ
وتيـرة الضوضـاء ،وتكاثـف غبـار التضليل ،وقد يتسـلّط عليه َمن يتابع سـقطاته ،ويقسـو
عليـه بأشـ ّد م ّمـا كان قـد فعل تجـاه غيره.
إ ّن المحقّقيـن العـرب منـذ أن تع ّرفـوا فـي مطلـع القرن العشـرين أو فـي الربع األول
منـه علـى أسـاليب المحقّقيـن الغربيّيـن فـي نشـر الكتـب العربيّـة األصول؛ مثـل (كتاب
سـيبويه) ،وكتـاب (الكامـل) للمب ّرد ،و(شـرح النقائض) ألبي ُعبيدة ،و(شـرح المفضل ّيات)
األنبـاري ،وسـواها مـن عشـرات بـل مئـات الكتـب والدواويـن والموسـوعات ،منذ
ّ البـن
207 انج وبأ رفعج ب حاص روتكدلا سّرمتملا ذاتسألا
ذلـك الحيـن وهم يحتـذون حذو الغربيّين في اعتماد القواعد واألسـس العلميّة في نشـر
األلماني
ّ وترسـخ ذلـك األمـر منـذ إلقـاء برجشتراسـر النصـوص وتحقيقهـا والتقديـم لهـاّ ،
محاضراتـه فـي أصـول نشـر النصوص وتحقيقها فـي جامعة القاهرة عـام 1932م ،أ ّما قبل
ذلـك الحيـن فـكان المص ِّححـون والناشـرون وفيهـم علمـاء كبار فـي القاهرة ،واآلسـتانة،
وحيـدر آبـاد ،والحواضر اإليرانيّة ،يعتمدون غالباً نسـخة واحدة مـن المخطوط يق ّدمونها
النـص والتقديـم
للطباعـة بعـد تالفـي أخطـاء ال ّنسـخ مـن دون أن يتكلّفـوا عنـاء دراسـة ّ
لـه ،وعلـى هـذا النحـو أخرجـت المطابع فـي العواصم اإلسلام ّية كثيـرا ً من كتـب التراث
األصـول فـي النصف األول من القرن العشـرين وقبله بقليـلٍ أيضاً ،لكن النصف الثاني من
علم وفيرالقـرن العشـرين شـهد جهودا ً ُمتقَنة في نشـر النصوص وتحقيقها ،تسـتند إلـى ٍ
التأليفي الذي انشـغل به المص ِّنفون على
ّ بالمكتبـة التراثيّـة ومكوناتها ،وجوانب النشـاط
مـدى العصـور المتعاقبـة ،فألزمـوا أنفسـهم أن يتح ّروا األمانـة العلم ّية والشـروط الواجبة
فـي مثـل عملهـم؛ بهدف إتقانه وإجادته ،فحرصوا على أن يعتمدوا في تحقيقاتهم نُسـخاً
ِعـ ّدة لمقابلتهـا ،والتعليـق علـى وجـوه الخلاف فيهـا ،وتخريـج النصوص المقتبسـة ،مع
النـص المدروس ،وبيـان قيمته وموقعه فـي المكتبة الترجمـة الوافيـة للمؤلِّـف ،وتحليل ّ
التراثيـة وفـي مص ّنفـات صاحبـه؛ وهذا مـا بادر إليه الدكتـور أحمد زكي الرائـد األول لف ّن
الغربـي للمطابـع العرب ّيـة فـي مصـر أوالً ،ثـ ّم العالـم
ّ التحقيـق ،ومقتبِـس نظـام ال َّنقـط
العربـي ثانياً.
ّ
وقـد جـرى علـى منوالـه محقِّقون الحقون مثل عبد السلام هارون ،و محمود شـاكر،
وأحمـد شـاكر ،ومصطفـى السـقّا ،وبنـت الشاطئ(عائشـة عبدالرحمـن) ،ومح ّمـد أبـو
التنوخي ،وشـوقي ضيـف ،ورمضان عبدالتواب،
ّ الفضـل إبراهيم ،وعزة حسـن ،وعزالدين
ومـن تالهم مـن أجيـال المحقِّقين.
ويقـف بيـن جيـل الـر ّواد مـن ناشـري التـراث علـى طريقـة التصحيـح ،والمراجعـة،
العـدوي ،والشـيخ مح ّمـد
ّ المورينـي ،والشـيخ قطـة
ّ والطبـع فقـط؛ أمثـال الشـيخ نصـر
الشـنقيطي ،وجيل الالحقين مثل عبد السلام هارون
ّ عبده ،والشـيخ رشـيد رضا ،ومح ّمد
ومعاصريـهٌ ،
جيـل ِمـن الناشـرين أعطوا ألنفسـهم صفـة المحقِّقين لكنهم لـم يكونوا غير
لكشملاو قافآلا :ثارتلا رشن 208
مخرجيـن ومص ِّححيـن فحسـب؛ فهـم لـم يعنـوا بجمـع ال ّنسـخ المخطوطـة للكتـاب ،وال
كلَّفـوا أنفسـهم عنـاء تخريـج النصـوص واالقتباسـات المبثوثة فيـه ،وال التعريـف باألعالم
الـواردة فـي الكتـاب ،وال حتى وصف نسـخة األصـل المخطوط والتعريف بهـا ،فلم يكن
عملهـم غيـر ِوراقـة ونسـخ وطبـع ،وهـذا هـو غالب مـا فعله الشـيخ محمد محـي الدين
للسـيوطي ومحقِّقو منشـورات (دار
ّ األبياري ،ومحقِّقو (المزهر)
ّ عبـد الحميـد ،وإبراهيـم
الكتـب العلميّـة) بيروت.
209 انج وبأ رفعج ب حاص روتكدلا سّرمتملا ذاتسألا
الباب الثاني
نصوس محققة
211 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
الملخص
ّ
ت ُع ّد هذه الرسـالة الموسـومة بـ(االثنا عشــريَّة في فقه الصالة) للفقيه البارع الشـيخ
العاملـي المعـروف بصاحـب المعالـم ,مـن الرسـائل المه ّمـة في
ّ حسـن بـن زيـن ال ِّديـن
كل مـا يرتبـط بالصالة ,سـواء اليوميّة منهـا ,أو صالة
بابهـا؛ إذ تنـاول فيهـا مؤلِّفهـا الجليـل ّ
الجمعـة ,أو اآليـات ,أو الم ّيـت .سـطّرها بعبارات دقيقـة ومقتضبة ج ّدا ًُّ ,
تـدل على تمكّنه
بأقـل عبارة موجزة،
العالـي فـي الفقـه ,وبراعتـه في اللغة بإيصال المقصـود إلى المتلقّي ِّ
ولهـذا صـارت هـذه الرسـالة جديـر ًة باهتمام علمـاء المذهب رضـوان الله تعالـى عليهم,
حيـث بسـطوا لهـا شـروحاً ,ونقلوا بعض عباراتها فـي مط ّوالت كتبهم الفقهيّـة ,ورغم ذلك
لـم تظهـر إلـى عالـم الطباعـة والنشـر ,فعزمنا علـى أ ْن نق ّدمها إلـى هواة ال ِعلم بالشـكل
الالئـق بهـا ،ومن الله نسـتمد التوفيق والسـداد.
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 214
Abstract
This Risalah, which is titled (Salatiyah Twelver ) of Sheikh Hasan
bin Zain al-Din Al-Ameli, known as Sahib Al ma'alim, is one of
the important Risalahs . The esteemed author dealt with everything
related to prayer, whether daily, Friday prayer, Al- Ayat Prayer, or
Prayer of the Dead.
He underlined it in very precise and succinct terms, indicating his
high mastery in jurisprudence (fiqh), and his proficiency in language
by delivering the intended to the recipient with the least concise
words, and this Risalah has become worthy of the attention of scholars
of the doctrine. Where they spread explanations, and conveyed some
of its phrases in the lengths of their jurisprudential books, and yet did
not appear to the world of printing and publishing, we determined to
provide them to the enthusiasts of science in the appropriate form,
and from Almighty Allah we draw success.
215 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
مقدمة التحقيق:
ّ
والحمـد للـه ،وصلّـى اللـه على خيـر خلقه سـ ّيدنا مح ّمد بن عبد اللـه ،وعلى آله
الط ّيبين الطاهرين.
يـن كِتَابًا
ت َعَلـى الْ ُم ْؤمِنِ َ
لا َة َكانَ ْ وبعـد ،قـال تعالـى فـي كتابـه الكريـم{ :إِ َّن َّ
الص َ
َم ْوُقوتًـا}((( .اهت َّم الشـارع المقـ ّدس بهذه الفريضة المباركة اهتمامـاً بالغاً؛ إذ بها تتحقّق
الصلـة بيـن العبـد وربّـه ،وتبعـاً لهذا االهتمـام وألهميّة هـذه الفريضة ،اعتنـى بها علماء ّ
خاصة عنايـة كبرى بحثـاً وتحقيقاً ،عن المسـلمين عا ّمـة وعلمـاء مذهب أهـل البيتّ
كل مـا يرتبـط بها ،مـن مق ّدماتها ،وكيفيّاتهـا ،وأوقاتهـا ،وغير ذلك. طريـق ضبـط ّ
وهـذه الرسـالة الماثلـة بيـن يـدي القـارئ الكريـم والمعروفـة بــاالثنا عشــريَّة في
العاملـي المعـروف بصاحب
ّ فقـه الصلاة للفقيـه البـارع الشـيخ حسـن بـن زين ال ِّديـن
المعالـم ،مـن الرسـائل المه ّمـة فـي موضوعهـا؛ إذ تنـاول فيهـا مؤلِّفهـا الجليـل ّ
كل مـا
يرتبـط بالصلاة ،سـواء اليوميّـة منهـا ،أو صلاة الجمعة ،أو اآليـات ،أو الميّت .سـطّرها
تدل على تمكّنـه العالي في الفقـه ،وبراعته في اللّغة بعبـارات دقيقـة ومقتضبـة جـ ّدا ًُّ ،
بأقـل عبارة موجـزة؛ ولهذا صـارتْ هذه الرسـالة مح ّطبإيصـال المقصـود إلـى المتلقّـي ِّ
أنظـار فقهـاء المذهـب؛ إذ بسـطوا لهـا شـروحاً متع ّددة ،كما سـتقف عليه إ ْن شـاء الله
تعالـى فـي هـذه المق ِّدمـة الموجـزة ،المنعقـدة لبيـان أمريـن ،همـا :ترجمـة موجـزة
للمؤلِّـف& ،وتعريـف بالمؤلَّـف يتض َّمـن النسـخ الخط ّيـة المعتمـدة فـي العمـل مع
منهـج التحقيق.
ترجمة المؤلِّف(((:
اسمه ونسبه:
هو الشـيخ جمال ال ِّدين أبو منصور الحسـن ابن الشـهيد الثاني الشـيخ زين ال ِّدين بن
العاملي
ّ علي بن جمـال ال ِّدين بـن تقي ال ِّديـن بن صالـحعلـي بـن أحمـد بـن مح ّمد بـن ّ
ّ
الجبعي المعـروف بصاحب المعالم .
(((
ّ
((( مصادر ترجمته :أمل اآلمل 67 /1 :رقم ،58رياض العلماء ،344 /1 :أعيان الشيعة ،270/5 :تنقيح
المقال 309 /1 :رقم ،2781طبقات أعالم الشيعة ،43/4 :معجم رجال الحديث130 /5 :رقم .3119
((( ينظر :رياض العلماء ،225/1 :الروضة النضرة.146 :
((( ينظر :رياض العلماء ،234/1 :الروضة النضرة.146 :
((( ينظر الروضة النضرة.146 :
((( صبح األعشى.144/14 :
((( جمهرة األمثال.225/2 :
217 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
األكمـام ،ومـاط عن مباسـم أزهار العلوم لثام األكمام ،وشـ َّنف المسـامع بفرائـد الفوائد،
بالصلات والعوائد<(((.
الطلاب ّ
وعـاد على ّ
العلمي في بلده هاجر إلى النجف األشـرف مع السـيّد مح ّمد صاحب ّ وبعد تحصيله
المـدارك فـي حدود سـنة (993هــ) ؛ إلكمال مسـيرتهما العلم َّية في جـوار أمير المؤمنين
علـي بن أبي طالب× ،فشـرعا في قراءة المنطـق والرياض ّيات لدى المولى عبد اإلمـام ّ
األردبيلي
ّ اليـزدي ،وقـراءة المتـون األصوليّـة والفقهيّة علـى الترتيب لـدى المقـ ّدس
ّ اللـه
إلـى أن اسـتوفيا فـي زمان قليـل مبلغهما الوافي من ال ِعلـم والتحقيق(((.
علي بن أبي الحسـن
العاملـي&> :كان هـو والسـيّد مح ّمد بـن ّ
ّ يقـول الشـيخ الحـ ّر
األردبيلي،
ّ العاملي صاحب المدارك كفرسـي رِهان ،شـريكين في ال ّدرس عند موالنا أحمد ّ
اليزدي ،والسـ ّيد ّ
علي بن أبي الحسـن وغيرهم< . وموالنـا عبـد الله
(((
ّ
وبعد أ ْن اسـتوفى الشـيخ & غرضه من طلب ال ِعلم في النجف األشـرف عزم على
األردبيلـي شـيئاً يكـون لـه تذكـرة ونصيحة،
ّ الرجـوع إلـى ديـاره ،فطلـب مـن المقـ ّدس
فكتـب لـه بعـض األحاديـث ،وكتب في آخرهـا> :كَتبه العبـد أحمد لمـواله امتثاالً ألمره
ورضاه<(((.
مؤلَّفاته:
للشـيخ المتر َجـم لـه مؤلَّفـات عـ ّدة تنبئ عن غـزارة علمه ،وسـعة اطّالعـه ،وإحاطته
بالعلـوم والمعـارف الدين ّيـة ،ومـن هـذه المؤلَّفات التـي وقفنا عليها مـا يأتي:
1.االثنا عشريَّة في فقه الصالة :وهي هذه الرسالة التي بين أيدينا.
ـي :انتزعـه مـن كتـاب
الطاووسـي لكتـاب االختيـار ألبـي عمـرو الكشّ ّ
ّ 2.التحريـر
9.جـواب المسـائل المدن ّيـات (األُولـى ،والثانية ،والثالثة) :سـألها منه على شـكل
المدنـي .طبعها
ّ المدني((( ،والسـيّد ابن شـدقم
ّ دفعـات السـيّد مح ّمد بـن جويبر
الواثقـي فـي ضمن موسـوعة ذخائـر الحرميـن الشـريفين بعنوان ّ الشـيخ حسـين
(المدن ّيات).
10.مشـكاة القـول السـديد فـي االجتهـاد والتقليـد :قـال حفيـده الشـيخ ّ
علـي بـن
مح ّمـد فـي (الـد ّر المنثـور) :إنّـه كان عنـدي وذهـب فيمـا ذهـب مـن كتبـي(((.
11.معالـم الدِّ يـن وملاذ المجتهدين في الفقه :خرج منه شـط ٌر مـن كتاب الطهارة،
ولـم يت ّمـه ،بل انتهى إلى أ ّول الوضـوء وآداب الخضاب(((.وهو مطبوع.
12.معالـم الدِّ يـن وملاذ المجتهديـن في أصـول الفقه :وقـد ألَّف هـذا الكتاب في
الفقهي السـابق الذِّكرّ ،إل أ َّن هذه المق ّدمة اشـتهرت أكثر
ّ األصـل مق ّدمـة للكتاب
مـن األصـل ،و ُعنـي األعالم بها شـرحاً وتعليقـاً ،كما صار هذا الكتـاب مدار البحث
ٍ
حـواش كثيرة((( .وهـو مطبوع مرارا ً. والتدريـس ،وعليه
13.منتقـى الجمـان في األحاديث الصحاح والحسـان :اقتفى فيه أثـر ّ
العلمة الحل ّّي
فـي كتابـه (الد ّر والمرجان)((( .وهو مطبـوع في ثالث مجلّدات.
أساتذته:
حضـر الشـيخ حسـن صاحـب المعالـم علـى جملـة مـن العلمـاء األفاضـل ،ونهل من
بمصاف العلماء األفذاذ ،ومن أسـاتذته الذين
ّ معيـن علومهـم الغزيـرة بما أ ّهله أن يكـون
وقفنـا عليهم:
النباطي (ق10هـ).
ّ العاملي
ّ 1.الشيخ أحمد بن سليمان
األردبيلي (ت993هـ).
ّ 2.الشيخ أحمد المق ّدس
اليزدي (ت981هـ).
ّ 3.المولى عبد اللَّه بن الحسين
العاملي (ق10هـ).
ّ الجبعي
ّ الموسوي
ّ علي بن أبي الحسن
4.السيّد ّ
العاملي (ق10هـ).
ّ الحسيني
ّ علي بن الحسين الصائغ
5.الس ّيد ّ
تالمذته:
1.ومن تالمذته الذين أخذوا عنه درساً وروايةً:
الكركي (ق11هـ).
ّ 2.الس ّيد بدر ال ّدين بن مح ّمد بن مح ّمد
النباطي (ق11هـ).
ّ علي
النبي بن ّ
3.الشيخ الحسن بن عبد ّ
الحانيني (ت1035هـ).
ّ علي
4.الشيخ الحسن بن ّ
النباطي (ق11هـ).
ّ 5.الشيخ زين العابدين بن مح ّمد بن أحمد
المشغري (حياً 1043هـ).
ّ 6.الشيخ عبد السالم بن مح ّمد الح ّر
العاملي (ت1050هـ).
ّ علي بن أبي جامع
7.الشيخ عبد اللّطيف بن ّ
وفاته:
توفّـي فـي قريـة ُجبع فـي مفتتح مح ّرم سـنة (1011هــ) ،و ُدفن فيهـا((( ،وقبره هناك
مشـهور ومعـروف ألهل تلك الديـار وغيرها.
المؤلَّف
تعـ ّد هـذه الرسـالة مـن الرسـائل الفقه ّيـة المختــصرة المه َّمة فـي فقه الصلاة ،كتبها
مؤلِّفهـا اسـتجابة لبعـض أصحابـه((( ،وقـد اعتمـد هـذه الرسـالة كثي ٌر مـن العلمـاء الذين
كتبـوا فـي فقـه الصالة في مطـ ّوالت كتبهم ومختصــراتها ،وأوالهـا بعضهم اهتمامـاً كبيرا ً
بالــشرح والتعليق.
قـال فـي مق ِّدمتهـا> :فهـذه رسـالة مختصــرة فـي فقـه الصلاة ،بعثنـي علـى إمالئهـا
التمـاس بعـض األصحـاب ،ورجـاء الفـوز بجزيـل الثواب ،مـن الكريـم الو ّهـاب ،وجعلتها
مرت َّبـة علـى فصـول اثنـي عشــر< ،والفصـول التـي احتوتهـا هي:
(الفصـل األ ّول فـي الطهـارة وأنواعهـا ،والثانـي في إزالة النجاسـة ،والثالـث في لباس
المصلّـي ومكانـه ،والرابـع فـي االسـتقبال ،والخامس فـي أعـداد الصلوات اليوميّـة وبيان
مواقيتهـا ،والسـادس فـي كيفيّـة الصلاة ،والسـابع فـي شـرائط الجمعـة وخصوصيّاتهـا،
والثامن في بيان سـبب القصــر ،والتاسـع في منافيات الصالة ،والعاشـر في حكم السـهو
والشـك ،والحادي عشــر في القضاء ،والثاني عشـر في صالة العيدين واآليات واألموات). ّ
اسمها:
لـم نجـد تصريحـاً من المص ّنف باسـم هـذه الرسـالة ،ولك ّنهـا ل ّما اشـتملت على اثني
عشـر فصالً اشـتهرت باالثنا عشـريّة ،قال عنها السـيّد محسـن األمين> :االثنا عشـرية في
الطهـارة والصلاة ،وبعضهـم قـال :إنّهـا في الصلاة ولم يذكر الطهـارة؛ ألنّه قـال في أولها:
هـذه رسـالة فـي فقه الصالة ،وابتدأ فيهـا بذكر الطهارة ،فمن جعلها فـي الطهارة والصالة
الحـظ اشـتمالها عليهمـا ،ومن جعلها في الصالة الحظ عنوانهـا ،وأ ّن المقصد األصلي منها
الصالة والطهارة شـرط كباقي الشـروط<(((.
وقـد اخترنـا أن يكـون عنوانهـا :االثنـا عشـريّة فـي فقـه الصلاة ،باعتبـار أ ّن قيد (في
فقـه الصلاة) قـد ورد فـي مق ّدمة المؤلّـف من جهة ،ولمـا فيه من فائـدة تمييز موضوع
هذه الرسـالة.
بعض شروحها:
لهـذه الرسـالة شـروح متعـ ّددة مـن ِقبـل العلمـاء الذيـن عكفـوا علـى شـرحها ّ
وحـل
منهج التحقيق:
قام عمل التحقيق في هذه الرسالة على المنهج اآلتي:
صـف حـروف نسـخة األصـل علـى جهـاز الكمبيوتـر ،وبعدهـا قابلنـا المنضَّ د مع
ّ 1.
األصـل ،كمـا قابلنـا نسـخة األصـل مـع النسـختين األخرييـن (ص) و (م).
2.مـا كان من اختالف بين النسـختين ونسـخة األصل جعلناه فـي الهامش ّإل ما أفاد
المتـن وضعنـاه فـي المتن مع اإلشـارة في الهامـش ،ولم نثبت جميـع االختالفات
بين النسـخ الثالث لعـدم فائدتها العلميّة.
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 224
ملحق بالبحث
صور أوائل النسخ الخطية المعتمدة وأواخرها
ﺻﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺦ
ﺍﳋﻄ ّﻴﺔ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ
227 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
الصفحة ا ُ
ألولى من نسخة األصل
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 228
الصفحة ا ُ
ألولى من نسخة (ص)
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 230
الصفحة ا ُ
ألولى من نسخة (م)
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 232
(((
بسم اهلل الرحمن الرحيم
ولـي الحمـد وأهله ،وصلواته((( علـى خير خلقه ،وخاتم رسـله ،مح ّمد
الحمـدُ للـه ّ
الحـق وطريق الصـواب ،وعلى آله
المؤيّـد بفصـل((( الخطـاب ،الداعـي بالحكمـة إلى ِّ
الذيـن أذهـب اللـه عنهم ال ّرجـس ،وط ّهرهم مـن الدنس تطهيراً ّ
بنـص الكتاب.
أ ّمـا بعد ،فهذه رسـالة مختصــرة في فقـه الصالة ،بعثني على إمالئهـا((( التماس بعض
األصحـاب ،ورجـاء الفـوز بجزيل الثواب مـن الكريم الو ّهاب ،وجعلتهـا مرت َّبة على فصول
اثني عشر:
الفصل األ ّول
في الطهارة
وأنواعها ثالثة:
األ ّول :الوضوء:
ويجـب للصلاة الواجبـة من حدث البـول ،والغائط ،والريح ،ومن النـوم حتّى يذهب
كل مزيـل له من إغما ٍء ونحوه ،وباالسـتحاضة القليلة.
العقـل ،وكـذا ّ
وكيفيّتـه :أ ْن يغسـل يديـه قبـل إدخالهمـا اإلنـاء ،حيـث يكـون الوضـوء منه مـ ّر ًة من
حـدث البـول والنـوم ،وم ّرتيـن من الغائـط ،ويتمضمـض ،ويستنشـق ،ويقصـد بقلبه أنّه
يمتثـل أمـر اللـه سـبحانه((( بالوضـوء للصالة.
فيغسـل وجهـه مـن قصـاص شـعر الـرأس إلـى الذقـن طـوالً ،ومـا دارت عليـه اإلبهام
الثاني :الغسل:
ويجـب للصلاة الواجبـة مـن حـدث الجنابـة ،والحيـض ،واالسـتحاضة غيـر القليلـة،
اآلدمـي نجسـاً.
ّ والنفـاسّ ،
ومـس ميّـت
وصفـة الغسـل مـن الجنابـة :أ ْن يغسـل كفّيـه ثالثـاً ،ثـ ّم يفـرغ بيمينـه على شـماله،
ِ
فيغسـل فرجه ،ث ّم يتمضمض ويستنشـق ،ث ّم يقصد بقلبه امتثال أمر الله تعالى بالغُسـل
للصلاة ،فيغسـل رأسـه ،ورقبتـه ،ومـا بينهمـا ،ويتعاهـد مـا ظهـر مـن األذنيـن ،ويخلّـل
الشـعر المانع.
ثـ ّم يغسـل سـائر جسـده ،والمشـهور وجوب تقديم غسـل الميامـن على المياسـر(((،
فيغسـل الرجـل قُ ُبلَـه مـن الجانبين اسـتظهارا ً ،وليـس قَ ْبلَه وال بعـده وضوء.
ولو ارتمس في الماء ارتماس ًة واحد ًة أجزأته(((.
والواجب من ذلك الن ّية ،وغسـل البدن على الوجه الذي ذُكر ،والمباشـرة بنفسـه مع
التمكّن ،وما سـواه فمندوب.
ويشترط طهوريّة الماء وإباحته في الظاهر ،وطهارة البدن.
والشـك فيـه كالوضوء ،وينبغي لل ُم ْنزِل االسـتبراء بالبول ،ويجتهـد بعده ،وال أثر للبلل
ُّ
حينئـذ ،ومـع عـدم البـول يُعيـد الغسـل ،ومع تـرك االجتهـاد فقط يتوضّ ـأ ،ولو
ٍ المشـتبه
أحـدث فـي أثناء الغُسـل فاألقرب إتمامـه ،والوضوء.
وكيف ّية الغُسل من باقي األسباب مثلهّ ،إل أنّه ال ب ّد معها من الوضوء قبل أو بعد.
وتختـص االسـتحاضة بإيجـاب غُسـلٍ للغَـداة ،وآخـر للظهريـن تجمـع بينهمـا ،وثالث
ّ
للعشـاءين كذلـك ،واألَولـى لهـا أ ْن ال تجمـع بيـن صالتيـن بوضوء.
كل واحدة منها كغسـلويجـب تغسـيل الميّـت المسـلِم و َمن بحكمه ثالث غسلاتّ ،
الجنابـة ،أ ّولهـا بما ٍء وسـدر ،والثانية بمـا ٍء وكافور ،والثالثة بالما ِء القَـراح ،وال يجب تكرار
((( منهم :السيّد المرتضى في االنتصار ،120 :وأبو الصالح الحلبي في الكافي في الفقه ،134 :والشيخ
في الخالف ،132/1 :وغيرهم.
((( في األصل> :أجزأه< ،وما أثبتناه من >م< و >ص< ،وهو األنسب للسياق.
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 236
النيّـة لهـا ،بـل يقصـد((( امتثـال األمـر فـي أ ّول الغسـل ،ويوضّ ـئ الميّـت قبلـه اسـتحباباً
واحتياطـاً ،ولـو فُقد الخليطـان كفَت المـ ّر ُة بال َقراح.
التيمم:
الثالثّ :
ويجب للصلوات من األحداث الموجبة للوضوء والغُسل عند تعذّرهما.
وكيف ّيتـه :أ ْن يقصـد إلـى فعله ِعوضـاً عن ال ُمب َدل امتثـاالً لألمر به للصالة((( ،فيضــرب
بكلتـا يديـه األرض ببطونهمـا اختيـارا ً ،فيمسـح بهمـا جبهتـه وجبينيـه((( ،ويمسـح كفّـه
اليمنـى باليـد اليسـرى ،وكفّه اليسـرى باليـد اليمنى.
ويشـترط طهـارة المضــروب عليـه ،وإباحتـه ،وكونـه م ّمـا يصـدق عليـه اسـم األرض،
كالتـراب ،والحجـر ،ال الخـزف ،وطهـارة األعضاء مع اإلمـكان ،فلو تعذّر إزالة النجاسـة عنها
صـح مـا لـم تكـن متع ّديـة ،أو حائلـة ،وعـدم الفصل بمـا يخرجه عـن كونه فعلاً واحدا ً.
ّ
وينقضـه التمكّـن مـن المب َدل مع نواقضه ،ولـو كان بعد الدخول فـي الصالة والركوع
لم ينتقض(((.
ثـ َّم إ ْن كان بـدالً عـن الوضوء فالواجب ضربة واحدة ،وإ ْن كان عن الغسـل فضــربتان
فـي المشـهور(((((( ،وقيل :ضربة واحدة فيهما ويسـتحب الثانيـة((( ،وهو قريب.
ويجـزي فـي الجنابـة واحـد ،ولغيرهـا من أسـباب الغسـل اثنان بـدالً عـن الطهارتين،
وفـي الميّت خلاف ،واألقـوى االجتـزاء بالواحد.
وال يجـوز إيقاعه قبل دخول وقت العبادة المــشروطة بـه قطعاً ،واختلفوا في جوازه
السـعة ،واألظهر الجواز مع اليأس من وجـود الماء وزوال العذر(((.
بعـده مـع ّ
الفصل الثاني
في إزالة النجاسة
للصالة ،وهي:
تجب إزالة النجاسات عن الثوب والبدن ّ
والمنـي ،والميتة مـن ذي النفس مطلقاً((( فـي غير األ ّولين،
ّ البـول ،والغائـط ،والـدم،
ويشـترط كونه غيـر مأكول فيهما ،والكلـب ،وأخواه ،والمسـكر ،والفقّاع.
ويعتبـر فـي اإلزالـة كونها بالماء الطهـور وذهاب العين وإن بقي اللـون والريح((( ،ث ّم
إ ْن كان المـاء كثيـرا ً -وهـو الجـاري ،ومـا بلـغ الك ّر مـن الراكد ،ومقـداره بالتكسـير اثنان
اقي ،على المشـهور ألف ومائتـا رطلٍ بالعر ّوأربعـون شـبرا ً ،وسـبع ُة أثمانِ شـبرٍ ،وبالوزن ٌ
فـي االعتباريـن((( ،ومـا ُء الغيث متقاطرا ً -فالغسـل ُة الواحـد ُة تجزي مطلقاً.
المنـي ،وولـوغ الكلـب ،ويجـب فيـه التعفير
ّ وإ ْن كان قليلاً فللبـول غسـلتان ،وكـذا
بالتـراب ال غيـر قبـل الغسـل ،وال يسـقط في الكثيـر ،ولولـو ِغ الخنزير سـب ٌع ،ويكفي في
باقـي النجاسـات المـ ّرة على األظهـر ،واالثنتـان أحوط.
والمشـهور نجاسـة الغُسـالة((( ،فيجـب إخراجهـا بال َع ْصـر فيمـا يمكن فيـه ،والتغميز
فـي الحشـايا((( ونحوهـا ،وما ال يقبلهما من األجسـام التي ال تنفصل عنها الغُسـالة يتعيَّن
دليل ،لك ّنـه أحوط.
لتطهيـره الكثيـ ُر ،ولـم يقـم عندي على ذلـك ٌ
ويتخ َّيـر فـي االسـتنجاء من الغائط غيـ ِر المتع ّدي بين المـاء وثالثة أحجـار طاهرة ،فإ ْن
المحل بها وجبت الزيـادة ،ولو نقى بما دونها وجب اإلكمال ،ويقوم مقام األحجار ّ ينـق
لـم َ
كل جسـم طاهر مزيل لل ّنجاسـة((( ،وفيه تر ّدد ،وإ ْن كان هو المشهور.الكُرسـف((( ،وقيلّ :
وتط ُهـر((( األرض مـن البـول بتجفيـف الشـمس ،وطَ َر َد الحكـ َم في غيرهمـا((( كثي ٌر من
ٌ
إشـكال. المتأ ّخرين((( ،وفيه
وأسـفل القـدم ،وال ّنعل بزوال عين النجاسـة باألرض الطاهرة الجافّـة ،وما أحالته النا ُر
رمادا ً ،أو دخاناً.
اآلدمي وإن لم يَ ِغب.
ّ وتط ُهر البواط ُن بزوا ِل العين ،وكذا الحيوان غير
و ُع ِفـي عـن دم الجـروح والقروح التي التَزال تَد َمى ،وع ّما نقص عن سـعة الدرهم من
ودم نجـس العيـن ،وعن نجاسـة ما ال تتـ ُّم الصالة فيـه وح َده،
مطلـق الـدم غيـ ِر الثالثـةِ ،
أي أنواع النجاسـة كان.
وع ّمـا يتعـذّر إزالته من ّ
((( منهم :الشيخ في المبسوط ،92/1 :و قطب الدين البيهقي في إصباح الشيعة ،25 :والمحقّق في
والعلمة في نهاية اإلحكام ،278/1 :والشهيد األ ّول في الذكرى ،183 :وغيرهم.
المعتبرّ ،89/1 :
((( في هامش األصل> :هي المحش ّية بالقطن والصوف وأشباههما< .أي الفرش المحش ّوة ،مفردها
ال َح ِشيَّة ،ينظر :العين ،260/3 :لسان العرب ،180/14 :تاج العروس.321/19 :
((( الكرسف هو القطن( .العين)426/5 :
((( قاله :الشيخ في الخالف ،106/1 :وابن زهرة في غنية النزوع ،36 :وابن إدريس في السرائر،96/1 :
والشهيد الثاني في روض الجنان ،77/1 :وغيرهم.
((( في >م<> :وتطهير< بدل >وتطهر<.
((( في هامش األصل> :أي األرض و البول كالبواري والحصر<.
((( منهم :المحقّق في شرائع اإلسالم ،44/1 :و العلّمة في قواعد األحكام ،194/1 :والشهيد األ ّول في
البيان ،92 :والفاضل السيوري في التنقيح الرائع ،155-154/1 :وغيرهم.
239 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
الفصل الثالث
في لباس المصلّي ومكانه
يُعتبـر فـي اللِّبـاس -مـع الطهارة كمـا ُعلِم -أن يكـون مباحاً في الظاهـر ،وأ ْن ال يكون
جلـ َد غيـ ِر المأكـول ،أو صوفَـه ،أو شَ ـع َره ،أو وبـ َرهّ ،إل الخـ ّز(((ّ ،
والسـنجاب ،وال ذهبـاً
للرجـل ،وال حريـرا ً محضـاً لـه فـي غيـر الضــرورة ،وفـي التكّة والقلنسـوة منه خلاف(((،
الكـف بـه فجائـ ٌز ،وحـ ّدوه بأربع أصابـع مضمومة. واألقـرب المنـع ،أ ّمـا ّ
وأ ْن يكـون سـاترا ً للعـورة ،وهـي مـن الرجل القُبـل وال ُّدبـر ،ومن المـرأة جميع البدن
عـدا الوجـه والكفّيـن وظاهر القدمين ،وال يجب على األَ َمة المحضة سـتر الرأسّ ،
والسـتر
شـرط للصالة((( مـع القدرة.
وضابطـ ُه :مـا يخفـى بـه اللّـون والحجـم ،ويقـوم الحشـيش ونحـوه مقام الثـوب عند
تعـذّره ،فـإ ْن فُ ِقـد فالطين.
ويُشـترط فـي المـكان اإلباحـة ظاهـرا ً ،والطّهـارة من المتع ّديـة بما ال يُعفـى عنه في
غير مسـجد الجبهـة ،وفيه مـن الجميع.
األرض ،أو نباتَهـا غيـر المأكول أو الملبـوس عادةً،
وكـون موقـع الجبهـة فـي السـجود َ
وفـي معنـى األرض أجزاؤهـا المنفصلـة التي لـم يعرض لها مـا يخرجها عن االسـم ،وليس
منهـا الخـزف؛ لزوال االسـم عنه عرفاً قطعاً ،بخلاف الحجر ،والتربة المشـويّة من أصناف
الخـزف ،ويسـقط مع التق ّية هذا الشـرط.
ويجب مسـاواة المسـجد للموقف ،والمشـهور اغتفار االرتفاع بمقـدار اللّبنة((( ،وفي
ضعف(((.
ٌ المستند
وفـي جـواز محاذاة الرجـل للمرأة أو تق ّدمها عليه في حال الصلاة قوالن((( ،والكراهة
القويّـة أظهر ،وتزول بالحائل ،أو التأ ّخر ،أو بُ ْعد عشـرة أذرع.
الفصل الرابع
في االستقبال
يجب استقبال القبلة في الصالة الواجبة ،وهو شر ٌط مع ال ُم ْك َنة.
والقبلـ ُة عيـن الكعبـة ل َمـ ْن أمكنـه علمهـا ،ولغيـره جهتهـا ،وتُعلـم يقينـاً بمحـراب
المعصـوم ،ويتع ّيـن االتّباع(((مـع وجـوده ،وبدونـه يعـ ّول علـى العالمات :كجعـل ال َج ْد ِي
فـي غايـة ارتفاعـه وانخفاضـه خلف المنكـب األيمن ألوسـاط العراق ،ومنها المشـهدان،
وبغـداد ،وبيـن الكتفيـن ألطرافهـا الغرب ّيـة كالموصل.
وكـذا جعـل المغـرب والمشـرق االعتداليـن علـى((( اليميـن واليسـار ،وعكـس ذلـك
لمقابلهـا.
في تذكرة الفقهاء ،189/3 :ونسبه إلى علمائنا في منتهى المطلب ،151/5 :والشهيد األ ّول في
الدروس ،157/1 :والمحقّق الكركي في جامع المقاصد ،298/2 :والشهيد الثاني في روض الجنان:
،731/2وغيرهم.
((( وهو ما رواه الشيخ عن مح ّمد بن علي بن محبوب عنِ ال َّن ْه ِد ِّي عنِ ابنِ أبي ُع َميْ ٍر عن عبد الله بن
رض المرتفعة؟ فقال :إِذا كان موضع السجود على األَ ِ ِس َنان عن أبي عبد الله قال> :سأَلته عن ُّ
جبهتك مرتفعاً عن موضع بدنك قدر لبنة فال بأس<.
النهدي في سند الرواية ،وهو مشترك بين جماعة منهم َمن ّ ووجه التضعيف -كما قيل :-وقوع
لم يثبت توثيقه ،ينظر :مدارك األحكام.407/3 :
((( ذهب إلى الجواز :ابن ادريس الحلّي في السرائر ،267/1 :والمحقّق في المعتبر ،110/2 :والعلّمة
في نهاية األحكام.349/1 :
وذهب إلى المنع :المفيد في المقنعة،152 :والشيخ في النهاية ،101 :وابن حمزة في الوسيلة:
.89
((( في >م<> :لالتباع< بدل >االتباع<.
((( في >ص<> :عن< بدل >على<.
241 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
وكطلـوع ُسـ َهيل بيـن العينيـن ،والجـدي علـى الكتف األيــسر ألهل الشـام ،وعكسـه
ألهـل اليمن(((.
ولـو خفيـت العالمـات اجتهـد وعـ ّول على الظـ ّن الحاصل عن األمـارات ،ومـع فقدها
(((
يصلّـي الصلاة الواحـدة إلـى أربع جهات ،فإن ضـاق الوقت صلّى المحتمـل ،ولو إلى جهة.
أي جهة شاء مطلقاً((( ،واأل ّول أولى وأشهر.
وقيل :تجزي الواحدة إلى ّ
ولـو جهـل العالمـات ،أو كان أعمـى ،فاألكثـر علـى أنّـه يقلّـد العدل العـارف ،ويقوى
اعتبـار العدليـن مـع اإلمـكان ،ولـو صلّـى ظانّـاً ثـ َّم تب ّيـن الخطـأ ،فـإ ْن كان إلـى مـا بيـن
المشـرق والمغرب وهو في الصالة اسـتدار ،وال يعيد لو كان قد فرغ .ومع بلوغ المشـرق
أو المغـرب يعيـد فـي الوقـت ،وكذا لو اسـتدبر علـى األظهر.
الفصل الخامس
في أعداد الصلوات اليوم ّية وبيان مواقيتها
خمس:
فرائض اليوم واللّيلة ٌ
الظّهـر ،وهـي أربـع ركعـات فـي غيـر الجمعـة الجامعـة للشــرائط اآلتيـة ،ومع عدم
سـبب القصـر ،وركعتـان فـي الجمعـة ،وإذا وجـد السـبب ،والعصر ،وهي أربـع حيث ال
موجـب للقصــر ،واثنتـان معه ،والمغرب ثالث مطلقاً ،والعشـاء كالعصـر ،والصبح اثنتان
مطلقـاً ،فجملتهـا في غيـر الجمعة والقصر سـبع عشــرة ركعة.
والنوافـل فـي غيرهمـا ضعفُهـا((( ،ثمان قبـل الظهر ،وثمـان قبل العــصر ،وأربع بعد
المغـرب ،واثنتـان مـن جلـوس بعـد العشـاء تعـ ّدان بواحدة ،وإحـدى عشـرة ركعة صالة
اللّيـل ،وركعتـا الفجـر .وتزيـد فـي الجمعـة أربعـاً ،وتنقـص في ّ
السـفر النصـف المتعلّق
بالمقصورات.
زوال الشـمس ،ويُعـرف بزيادة ّ
الظل وأ ّول وقـت الظهر -وهي الوسـطى على األقوىُ -
بعـد نقصانـه ،أو حدوثـه بَ ْعـد عدمه ،و ِب َميل الشـمس إلى الحاجب األيمـن للمتو ّجه إلى
نقطة الجنوب.
حينئذ فـي الوقت ،والظهر
ٍ وأ ّول((( العــصر الفـراغ مـن الظهـر ولو تقديرا ً ،ويشـتركان
فتختص به.
ّ ُمق َّدمـة إلـى أ ْن يبقى للغـروب مقدار العصـر،
وأفضـل الوقـت أ ّولـه بعـد النافلـة فـي غيـر الجمعـة ،طالـت أو قصـرتّ ،إل أ ْن يزيد
الفـي ُء مـن الـزوال قدمين ،فيتـرك نافلة الزوال ويبـدأ بالظهر ،وإذا بلغ أربعـة ٍ
أقدام ترك
الثمانـي األُخرى ،وبـدأ بالعصر.
ولـو تل ّبـس مـن إحداهمـا بركعـة قيـل :أتـ َّم((( فـي قـو ٍل ال بـأس بـه((( ،ومـع عدمـه
يصلّيهمـا((( بعـد الفريضـة قبـل الغـروب ،فـي وجـه قريـب.
وأ ّول وقـت المغرب سـقوط القـرص ،حيث ال حائل ،والمشـهور اعتبار ذهاب الحمرة
المشـرقيّة ،وجعلها عالمة لـه((( ،وهو أحوط وأفضل.
وأ ّول وقـت((( العشـاء الفـراغ مـن المغرب ولو تقديرا ً ،ويشـتركان كالظهريـن ،إلى أ ْن
فتختص به ،وقيل :يمت ّد للنائم والناسـي إلى طلوع
ّ يبقـى النتصـاف اللّيـل مقدار العشـاء،
الصبـح ،وأفضله ما يقـرب((( من وأ ّول وقـت صلاة اللّيـل انتصافـه ،وآخـره أ ّول وقـت ّ
كالسـفر ،وغلبـة ال ّنـوم فـي اللّيالي
الفجـر ،ويجـوز تقديمهـا مـن أ ّول اللّيـل مـع العـذرّ ،
القصـار ،والقضـاء أفضـل منه ،ولو طلـع الفجر وقد تلبّس منها بأربـعٍ أت ّمها ،ويقوى جواز
فعلهـا بعـده حيث ال تضــ ّر بالفريضة ،وال يتّخـذه عادة.
وأ ّول وقت ركعتي الفجر الفراغ من صالة اللّيل ،وهو األفضل ،وآخره طلوع الحمرة.
الفصل السادس
في كيف ّية الصالة
سـتحب األذان واإلقامة للصلوات الخمس ال غير ،اسـتحباباً مؤكّدا ً ،وصورة األذان أ ْن ّ يُ
يك ّبـر أربعـاً ،ثـ ّم يتشـ ّهد الشـهادتين ،ث ّم يدعو إلـى الصالة ،ثـ ّم إلى الفالح ،ثـ ّم إلى خير
العمـل ،ث ّم يكبّـر ،ث ّم يهلّـل ،وكلّها َمثْ َنى.
واإلقامـة مثلـهّ ،إل أ َّن التكبيـر أ ّولهـا م ّرتـان ،والتهليـل آخرهـا م ّرة ،ويزيـد (قد قامت
(حـي على خيـر العمل). الصلاة) م ّرتيـن بعد ّ
قوال في المبسوط ،75/1 :واختاره المحقّق وقتاً للمضطر ،ينظر المعتبر.43/2 :
((( حكاه الشيخ ً
((( منهم :الشيخ في النهاية ،60 :وابن زهرة في غنية النزوع ،72 :والمحقّق في المعتبر،53/2 :
والعلمة في منتهى المطلب ،96/4 :وغيرهم.
ّ
((( في >م< و >ص<> :قرب< بدل >يقرب<.
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 244
ْ
وأسـدل منتصبـاً،
واسـتقبل القبلـة ِ
ْ فـإذا قمـت إلـى الصلاة فـأَ ِّذ ْن لهـا ،وأَ ِقـ ْم،
وأرسـل يديـك ،وض ْعهمـا علـى فخذيك ،وضُ ـ َّم أصابعك ،وق ِّر ْب بيـن قدميك ْ منكبيـك،
واسـتقبل بأصابـع رجليـك جميعـاً
ْ حتّـى يكـون بينهمـا قـدر ثلاث أصابـع منفرجـات،
واجعـل نظـرك إلـى موضع سـجودك ،وك ّبـ ْر ثالث تكبيـرات رافعاً يديـك ِحيال ْ القبلـة،
وجهـك ،وق ُْـل بعدها:
ـت نَف ِْسـي ،فَا ْغ ِف ْر لِ ْي ْـتُ ،سـ ْب َحان ََك إِن ْ
ّـي ظَلَ ْم ُ ْـت الملِ ُـك ال َح ُّـق لَ إِلَـ َه إِلّ أَن َ>الَّل ُهـ َّم أَن َ
ُـوب إِلّ أَن َْت<(((. َذنْبِـي ،إِنَّـ ُه لَ يَ ْغ ِفـ ُر ال ّذن َ
ثم ك ِّبر تكبيرتين كذلك ،وق ُْل:
ـت لَ َملْ َجأَ >لَبَّيْ َـك َو َسـ ْع َديْ َك َوالْ َخيْـ ُر ِفـي يَ َديْ َك َوالشَّ ـ ُّر لَيْ َ
ـس إِلَيْ َك َوالْ َم ْه ِـد ُّي َم ْن َه َديْ َ
ْـت َو تَ َعالَ ْي َت ُسـ ْب َحان ََك َر َّب الْ َب ْيت<(((.ِم ْن َـك إِلَّ إِلَ ْي َـك ُسـ ْب َحان ََك َو َح َنانَ ْي َـك تَ َبا َرك َ
(((
وتك ّبـر السادسـة ،وهـي تمـام التكبيرات المسـتح ّبة فـي التو ّجـه ،ولو والَيـت بينها
بغيـر دعـا ٍء أ َّد َ
يت أصـل الوظيفة.
وأحضـ ْر فـي قلبـك الصلاة التي قمـت إليهـا بعينها ،ففـي الظّهر مثالً تسـتحضر صال َة ِ
الظُّهـر الواجبـة المـؤ ّداة ،وتقصـد أنّـك تعبـد اللـه بهـا مخلصـاً ،وتمتثـل((( أمـ َر ُه ،فتقـول
بخشـوع( :اللـ ُه أكبر) ،وهـذه تكبيرة االفتتاح الواجبة ،وبها تت ّم التكبيرات السـبع المأمور
بالتو ّجه بهـا ،وتقول:
ـب َوالشَّ ـ َها َد ِةَ ،ح ِن ْيفَـاً،
ات َواألَ ْر َضَ ،عالِ ِـم ال َغ ْي ِ ِـي لِل َِّـذي فَطَـ َر َّ
السـ َما َو ِ > َو ّج ْه ُ
ـت َو ْجه َ
ُم ْسـلِ َماً<...إلى قولـه> :وبذلـك أُمـرتُ ،وأنـا مـن المسـلمين<(((.
((( الكافي ،310/3 :ب افتتاح الصالة،...ح ،7تهذيب األحكام ،67/2 :ب كيفيّة الصالة وصفتها ،...ح.12
((( الكافي ،310/3 :ب افتتاح الصالة،...ح ،7تهذيب األحكام ،67/2 :ب كيف ّية الصالة وصفتها ،...ح.12
((( في >ص<> :بينهما< بدل >بينها<.
((( في >م<> :وتمثل< بدل >وتمتثل<.
((( الكافي ،311 /3 :ب افتتاح الصالة ،...ح ،7وما بين الفقرتينَ > :و َما أَنَا ِم َن الْ ُمشْ ِركِي َن ،إِ َّن َصالتِي َو
ياي َو َمماتِي لِلَّ ِه َر ِّب الْعالَ ِمي َن ،ال شَ ر َ
ِيك لَهُ<. ن ُُس ِكي َو َم ْح َ
245 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
وتع َّوذ من الشـيطان الرجيم ،واقرأ الحمد وسـورة ،مخافتاً بغير البسـملة ،متدبّرا ً في
معاني القـرآن ،مرتّالً له.
يـال وجهك ،وقـل( :الل ُه
فـإذا فرغـت فاصبـر قليلاً بقـدر مـا تَت َنفَّـس ،وارفع يديـك ِح َ
أكبـر) ،ثـ ّم اركـع ،وضـع يـدك اليمنـى علـى ركبتك اليمنـى قبل اليسـرى ،وألقـم بأطراف
أصابعـك عيـ َن ال ُّركبة ،وامأل كفَّيك من ركبتيك ،وفـ ِّرج أصابعك ،و ُر َّد ركبتيك إلى خلف(((،
وسـ ِّو ظهـرك ،حتـى لو ُص َّبـت عليه قطر ٌة من ماء((( لـم تزل ،و ُم َّد ُعنق ََـك ،وغ ِّمض عينيك،
العظيم أو اجعـل نظـرك إلـى ما بين قدميك .ثم سـ ّبح ثالثاً بترتيـل ،فق ُْل( :سـبحا َن َ
ربي (((
ِ
وبحمـده) ،ودون ذلـك الم َّرةُ ،أو (سـبحا َن الله) ثالثاً.
ِ
(سـ ِمع الل ُه ل َمن حمـده)((( ،ث َّم ك ِّبر
اسـتمكنت مـن القيام فق ُْلَ :
َ ثـ َّم اسـت ِو قائمـاً ،فإذا
وأنـت قائـم ،وارفـع يديـك ،ث َّم ِخ َّر سـاجدا ً ،وابدأْ بوضـع يديك على األرض قبـل ركبتيك،
وال تفتـرش ذراعيـك ،وال تض ْع ُهما على ركبتيـك ،وفخذيك ،ولكن َج ِّنح ب ِمرفَقيك ،وال تلزق
كفّيـك بركبتيـك ،وال تدنهمـا مـن وجهـك ،وابسـطْهما مضمومتـي األصابع ِحيـال منكبيك
ووجهك ،وال تضع شـيئاً من جسـدك على شـي ٍء منه.
واسـجد علـى ثمانيـة أعظـم :الكفّيـن ،والركبتيـن ،وأنامل إبهامـي الرجليـن ،والجبهة،
واألنف.
واجعـل نظـرك إلـى طـرف أنفك ،وقـل( :سـبحا َن ربّ َي األعلـى وبحمده) ثلاث م ّرات،
ودونهمـا الم ّرة ،أو (سـبحان اللـه) ثالثاً.
اسـتويت جالسـاً فكبِّـر ،ثـ َّم اقْ ُعـد علـى ِ
فخـذ َك َ ثـ َّم ارفـع رأسـك مـن السـجود ،فـإذا
األيــسر ،واضعـاً قدمـك األيمـن على بطـن قدمك األيسـر ،وقل( :أسـتغفر((( ربّـي وأتوب
إليـه) ،ثـ َّم كبِّـر وأنـت جالـس ،واسـجد السـجدة الثانيـة كمـا وصف ،فـإذا رفعت رأسـك
منهـا فاجلـس هنيئـة ،ثـ ّم قم إلى الثانية ،سـابقاً برفع ركبتيك ،معتمدا ً علـى يديك ،قائالً:
(الَّل ُهـ َّم ربّـي بحولـك وق ّوتـك أقـو ُم وأقعـد) ،وإ ْن شـئت قلت( :وأركع وأسـجد).
فإذا استويت قائماً فاقرأ الحمد وسور ًة كما ذُكر.
يـال وجهك ،واجعـل نظرك إلى فـإذا فرغـت فك ِّبـر ،ثـ َّم ُم َّد يديـك للقنـوت ،وارفعهما ِح َ
باطنهمـا ،ويجزيـك فيـه قـول> :الَّلهـ َّم اغفـر لنـا ،وارحمنـا ،وعا ِفنـاُ ،
واعـف ع َّنـا فـي الدنيـا
كل شـي ٍء قدير<((( ،وقيل :أفضله كلماتُ الفرج((( ،وتدعو فيه بما يسـنح. واآلخرة ،إنَّك على ِّ
ثـ َّم تك ِّبـر للركـوع ،فتركـع وتسـجد كما ذكـر ،فإذا رفعت رأسـك مـن السـجدة الثانية
فاجلـس للتشـ ُّهد متـو ِّركاً كجلوسـك بيـن السـجدتين ،جاعلاً نظـرك إلـى حجـرك ،واضعاً
يديـك علـى فخذيـك ،وقل( :بسـم اللـه ،والحمد لله ،واألسـماء الحسـنى كلُّها لله ،أشـهد
صل على أ ْن ال إلـه َّإل اللـه وحـده ال شـريك لـه ،وأشـهد أ َّن مح َّمدا ً عبده ورسـوله ،الَّلهـ َّم ِّ
مح َّمـد وآل مح َّمـد ،وتق َّبـل شـفاعته وارفـع درجته) ،ثـ َّم انهض إلـى الثالثة قائلاً( :بحول
اللـه وق ّوته أقـوم وأقعد).
فـإذا اسـتويت قائمـاً فاقرأ الحمد ،وإ ْن شـئت سـبَّحت ،فتقول( :سـبحان الله والحمد
لله ،وال إله إلَّ الله والله أكبر) ،وتسـتغفر ،واألكمل أ ْن تك ِّرر التسـبيحات ثالثاً ،وخافت
ِ (((
بغيـر البسـملة إ ْن قـرأت ،وبالتسـبيح أ ْج َمـ ْع إ ْن سـ َّبحت ،ثـ َّم تركـع وتسـجد كما وصف،
ث َّم تتش َّهد كاأل َّول ،وتزيد بعده( :السالم عليك أيُّها ُّ
النبي ورحمة الله وبركاته). (((
ثـ َّم تسـلِّم فتقول( :السلام عليكـم ورحمة اللـه وبركاته) قاصـدا ً به األنبيـاء ،واألئمة،
والمالئكـة ،وجميـع مسـلمي اإلنـس والج ّن علـى ما ذكـره األصحاب(((.
ـس علـى هـذا سـائر الفرائض ،إلَّ أنَّـك تجهر بالقراءة فـي الصبح ،وأَ َّولَـي المغرب،
و ِق ْ
والعشـاء ،وتخافـت فيما سـوى ذلـك بغير البسـملة ،والمرأة تخافـت في ّ
الكل.
وهذه كيفيّة الصالة الكاملة المشتملة على الواجب ،والندب.
فأ ّمـا الواجـب مـن ذلـك الـذي ال يجـزي مـا دونـه فهـو :القيام مـع القـدرة ،وإخالص
الن َّيـة ،والتكبيـر ،وقـراءة الحمـد وسـورة فـي المشـهور((( ،واألكثـر على وجـوب ِاإلخفات
فـي قـراءة الصلـوات الخمـس إلَّ الصبـح ،وأُ ْولَ َيـي المغرب ،والعشـاء ،فيجـب فيها الجهر
للرجـل ،وال جهـر علـى المرأة.
والركوع :ويجب فيه ذكر الله مطمئ ّناً ،وال َّرفع منه ،والطمأنينة قائماً بحيث يسكن.
كل منهما السـجود على األعضاء السـبعة بمسـ ّماه ،وهي والسـجدتان :والواجـب فـي ٍّ
مـا عـدا األنـف م َّما ُعـ َّد ،وذكر اللـه ،والطمأنينة بقدره ،ورفـع الرأس بينهمـا ،والطمأنينة
جالسـاً كما فـي ال ُّركوع.
والقيـام إلـى الثانيـة ،والقـراءة فيهـا ومـا بعدهـا مـن األفعـال المعـدودة لألُولـى إلى
ال َّرفـع مـن السـجدة الثانيـة ،فيجـب الجلوس ،والتشـ ّهد بلفـظ الشـهادتين ،والصالة على
النبـي وآلـه عليهم السلام كما ُو ِصـف ،وكذلك يجب في الثالثة والرابعـةّ ،إل قراءة الحمدّ
والسـورة فإنَّـه يتخيّـر فيهما بيـن الحمد فقط ،والتسـبيح كمـا ذُكر.
ويجـب التشـ ّهد فـي األخيـر كاأل ّول ،وفـي وجـوب التسـليم قـوالن((( ،وال ريـب أنّـه
أحوط.
ويُستحب التعقيب ،وال يتعيّن فيه لف ٌظ وإ ْن كان المأثور أفضل ،وهو كثير.
وأقـل مـا يجزيـك منه قـول> :اللّ ُه َّم إنِّي أَ ْسـأَل َُك ِمـ ْن ك ُِّل َخ ْي ٍر أَ َحـا َط ِب ِه ِعلْ ُم َـكَ ،وأَ ُع ْو ُذ ُّ
ب َِـك ِمـ ْن ك ُِّل شَ ـ ٍّر أَ َحـا َط بِـ ِه ِعلْ ُم َك ،اللّ ُه َّم إنِّي أَ ْسـأَل َُك َعا ِف َيتَ َك فـي أُ ُمورِي كُلِّ َهـاَ ،وأَ ُعو ُذ ب َِك
اآلخ َرة<(((.
َاب ِ ِم ْن ِخـ ْز ِي ال ُّدنْ َيا َو َعـذ ِ
وعليـك بالموجبتيـن -وهمـا :أ ْن تسـأل اللـه الج َّنـة ،وتعـوذ بـه مـن ال َّنار ،-وبتسـبيح
الزهـراء ،وهـو أربـع وثالثـون تكبيـرة ،ثـ ّم ثالث وثالثـون تحميـدة ،ث ّم ثلاث وثالثون
تسـبيحة ،وبقـراءة نسـبة الـ َّر ّب تبـارك وتعالى -أعني سـورة التوحيـد -اثنتي عشـرة م ّرة.
وتبسـط يديـك بعدهـا داعياً فتقـول> :اللَّ ُه َّم إِنِّـي أَ ْسـأَل َُك ب ِْاسـ ِم َك الْ َم ْك ُنـونِ الْ َم ْخ ُزونِ
الطَّا ِه ِر الطُّ ْه ِر الْ ُم َبا َر ِكَ ،وأَ ْسـأَل َُك ب ِْاسـ ِم َك الْ َع ِظ ِيم َو ُسـلْطَانِ َك الْق َِد ِيم :أَ ْن ت َُصل َِّي َعلَى ُم َح َّم ٍد
َاب ِم َن ال َّنارِ ،أَ ْسـأَل َُك أَ ْن
ـب الْ َعطَايَـا ،يَا ُمطْلِ َق الْ ُ َسـا َرى ،يَا فَـك ََّاك ال ِّرق ِ َوآ ِل ُم َح َّم ٍـد ،يَـا َوا ِه َ
ِّـي َعلَـى ُم َح َّم ٍـد َو آ ِل ُم َح َّم ٍـدَ ،وأَ ْن تُ ْع ِت َـق َرقَ َب ِتـي ِمـ َن ال َّنـارَِ ،وأَ ْن تُ ْخ ِر َج ِنـي ِمـ َن ال ُّدنْ َيا
ت َُصل َ
آ ِمنـاًَ ،وأَ ْن تُ ْد ِخلَ ِنـي الْ َج َّنـ َة َسـالِماًَ ،وأَ ْن ت َ ْج َع َـل ُد َعائِي أَ َّولَـ ُه ف ََلحاًَ ،وأَ ْو َسـطَ ُه نَ َجاحاًَ ،و ِ
آخ َر ُه
َص َلحـاً ،إِن ََّـك أَن َْت((( َعلَّ ُم الْ ُغ ُيوب<((( ،ث ّم تسـجد سـجدتي الشـكر.
((( ذهب إلى الوجوب :الس ّيد المرتضى في الناصريّات ،208 :وابن أبي عقيل على ما حكاه عنه
العلمة في منتهى المطلب ،198/5 :وأبو الصالح الحلبي في الكافي في الفقه.119 : ّ
وذهب إلى االستحباب :المفيد في المقنعة ،114-113 :والشيخ في الخالف ،376/1 :وابن ادريس
الحلّي في السرائر.231/1 :
((( الكافي ،343/3 :ب التعقيب بعد الــصــاة،...ح ،16تهذيب األحكام ،108/2 :ب كيفية
الصالة،...ح.175
((( >أنت< ليس في األصل.
((( في هامش األصل> :منه أيّده الله :روى الصدوق في الفقيه عن أمير المؤمنين أنّه قالَ > :م ْن
أحب أ ْن يخرج من الدنيا وقد تخلّص من الذنوب كما يتخلّص الذهب الذي ال كدر فيه ،فال يطلبه ّ
249 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
الفصل السابع
في شرائط الجمعة وخصوص ّياتها
شـرط وجـوب الجمعـة اآلن :حضور خمسـة مـن المؤمنين فمـا زاد ،ويتأكّد السـبعة،
وأ ْن يكـون فيهـم َمـ ْن يصلـح لإلمامـة((( ،ويتمكّـن مـن الخطبة ليخطـب لهم ،ثـ َّم يصلّيها
بهـم جماعةً ،وهمـا من الشــروط أيضاً.
ظـل الشـخص مثلـه مـن الـزوال علـى المشـهور(((، وتختـص بخـروج وقتهـا بزيـادة ِّ
ُّ
تـدل علـى أكثـر مـن التضيّـق ،فينبغـي المبـادرة إليهـا فـي أ َّول الوقـت،
(((
واألخبـار ال ُّ
فيصعـد اإلمـام المنبـر ،ويسـتقبل النـاس فيسـلِّم عليهـم ،ثـ َّم يجلـس فيـؤذّن المـؤذّن،
مسـتحب.
ٌّ وكل هـذا
ُّ
فـإذا فـرغ مـن األذان قام معتمدا ً على شـي ٍء -ولو عصـاً -اسـتحباباً ،فيخطب واحدة،
ثـ ّم يجلـس قليلاً ويقـوم فيخطـب أخـرى((( ،والمذكـور فـي كالم أكثـر األصحـاب وجوب
كل مـن الخطبتيـن علـى حمـد اللـه ،والصلاة علـى ّ
النبـي وآلـه صلى اللـه عليه اشـتمال ّ
(((
وعليهـم ،والوعـظ ،وقـراءة سـورة خفيفـة أو((( آيـة تا َّمة الفائدة فـي األشـهر((( ،وتع ُّين
السـورة في األُولـى أَولى.
وينبغـي ضميمـة الشـهادتين فيهمـا((( بعـد الحمد ،والوصيّـة بتقوى الله فـي الوعظ،
بـي صلّـى اللـه عليـه وآلـه عقيـب قراءة السـورة فـي األُولـى ،ويدعو وأ ْن يصلِّـي علـى ال َّن ّ
للمؤمنيـن ،وأ ْن يصلِّـي عليـه وعلى األئ ّمة ،ويسـ ِّميهم في الثَّانية بعـد الوعظ ،ويدعو
للح َّجـة بتعجيـل الفرج والنصـرة حيث ال تق ّية ،ث َّم يدعو لنفسـه وللمؤمنين ،ويجعل آخر
كالمـه قول{ :إِ َّن اللَّ َه يَأْ ُمـ ُر بِالْ َع ْد ِل َوالْ ِ ْح َسـانِ }اآلية(((.
سـتحب لـه ولهـم رفـع اليديـن حالـة الدعـاء ،وأ ْن يقـول بعـد فراغـه منـه( :اللّهـ َّم ّ ويُ
اسـتجب لنـا) ،ويقـول بعد قـراءة {إِ َّن اللَّ َه يَأْ ُمـ ُر بِالْ َع ْد ِل} اآليـة( :اللّه َّم اجعلنـا م ّمن ي َّذكّر
فتنفعه الذكـرى)((((((.
ثـ َّم ينـزل ،ويُقـام للصالة ،فيصلّي بالنـاس ركعتين ،ويقرأ بعد الحمد في األُولى سـورة
الجمعة ،وفي الثانية سـورة المنافقين ،اسـتحباباً مؤكَّدا ً حتّى قيل بالوجوب(((.
ويجـب فـي الخطبتيـن الطَّهـارة ،والقيـام مـع القـدرة ،وإيقاعهمـا بعد الـزوال ،ورفع
حينئـذ((( ،واألحـوط وجوبـاً اإلصغاء.
ٍ الصـوت بحيـث يسـمع العـدد ،ويحـرم الـكالم
ويسـتحب الجهـر بالقـراءة في الصالة ،والقنـوت في الركعة األُولى قبـل الركوع ،وفي
ّ
الثانية بعده.
ولو خرج الوقت قبل اإلتيان بها وجبت األربع.
وقـد وضـع الله الجمعة عن تسـعة :الصغير ،والكبير ،والمجنون ،والمسـافر ،والعبد،
والمـرأة ،والمريـض ،واألعمى ،و َمن كان على أزيد من فرسـخين.
وال تنعقـد جمعتـان فـي مـا دون الفرسـخ ،فيبطلان مـع االقتـران بالتحريمـة ،وإ ْن
خاصـة.
سـبقت إحداهمـا ولـو بهـا فالَّالحقـة ّ
ويسـتحب الغُسـل اسـتحباباً مؤكّـدا ً ،ومحلّـه قبـل الصلاة ،والتنفّـل بعشـرين ركعـة،
ّ
واألفضـل تقديمهـا علـى الـ َّزوال ،فلـو زالـت ول َّمـا يصلّهـا أو بعضهـا فبعـد الفريضة.
الفصل الثامن
في بيان سبب القصر
يجب ق َْصر الرباع ّية بأحد أمرين(((:
األ ّول :السـفر ،ويُعتبر فيه القصد إلى المسـافة -وهي ثمانية فراسـخ ،أو مسير بياض
يوم -واسـتمرار القصد ،وخفاء الجدران واألذان ،وعدم إرادة المعصية به.
وأ ْن ال يكـون لـه فـي أثنائهـا وصـول إلـى بلـده ،أو بلـد له فيها منـزل يسـتوطنه ،بأ ْن
يقيـم فيـه سـتّة أشـهر ،والمشـهور بين األصحـاب االكتفاء بحصولهـا م َّرة ،وظاهـر البعض
كل سـنة((( ،وهو الـذي يلوح مـن ال َّنص(((.
اعتبـار إقامتهـا فـي ّ
ح.821
((( في >ص<> :سفره< بدل >السفر<.
((( في >ص< زيادة> :مت ّماً<.
((( منهم :الشيخ في المبسوط ،141/1 :والمحقّق في شرائع اإلسالم ،156/1 :وابن سعيد الحلّي في
الجامع للشرائع ،91 :وغيرهم.
((( في هامش األصل(> :منه دام ظلّه) ،التخيّر بكون المسافر في أحد المسجدين ،وأ ّما مسجد
الكوفة وحائر الحسين فالمسافر فيهما على حكمه من وجوب القصر<.
((( منهم :المحقّق في المعتبر ،477-476/2 :والعلّمة في تذكرة الفقهاء ،365/4 :والس ّيد العاملي في
مدارك األحكام ،467-466/4 :وغيرهم.
((( ذهب إليه :الس ّيد المرتضى في االنتصار ،162 :والشيخ في النهاية ،123 :وابن زهرة في غنية
النزوع ،74 :وغيرهم .
((( في >ص<> :فيه< بدل >به<.
((( في األصل> :الصالة< وما أثبتناه من >ص<و >م< ،وهو الصحيح.
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 254
الفصل التاسع
في منافيات الصالة
أخـل بواجـب فيهـا عمدا ً أبطل صالته ،شـرطاً كان أو جـزءا ً أو كيف َّيةً ،وكذا لو
كل َمـ ْن َّ
ُّ
فعـل مـا يجـب تركه ،وإ ْن كان جاهلاًَّ ،إل الجهر واإلخفـات ،فإ َّن الجاهـل فيهما معذور،
ومثلـه جاهـل نجاسـة الثـوب ،والبـدن ،وموضـع السـجود ،وناسـيها((( يعيـد فـي الوقـت
خاصة.
َّ
وتبطـل بفعـل مـا يُبطل الطَّهـارة وإ ْن كان سـهوا ً ،وبتركها كذلك ،وفـي بطالنها بتع ّمد
التكفيـر لغيـر تق َّية خالف ،واألظهـر التحريم من غيـر إبطال(((.
ويقطَعهـا تع ّمـد الكالم بما ليـس بقرآن ،وال دعاء ،وال ذكـر((( ،وااللتفات بوجهه دبرا ً،
والقهقهـة ،والبـكاء ألمـور الدنيـا ،والفعـل الكثيـر المتوالي الخـارج عن الصلاة ،ولو أ َّدى
إلـى محـو صورتها أبطل مع السـهو أيضـاً ،وكذا السـكوت الطويل.
ويبطلهـا اإلخلال بالن َّيـة ،والتكبيـر ،والقيـام ،والركـوع ،والسـجدتين عمـدا ً وسـهوا ً،
وبزيـادة التكبيـر ،والركـوع ،والسـجدتين كذلـك فـي غيـر مـا يسـتثنى.
وفي بطالنها بنقصان السجدة الواحدة سهوا ً قوالن((( ،والمشهور العدم.
وتبطـل بزيـادة الركعـة مطلقـاًَّ ،إل فـي الرباع ّية إذا جلـس آخرها مقدار التشـ ّهد فمع
نقـص ركعـ ًة فصاعدا ً عمـدا ً أبطل ،وسـهوا ً يت ُّمَّ ،إل أن يسـتدبر القبلة.
التع ُّمـد ،ولـو َ
ويحرم قطع الصالة اختيارا ً ،ويجوز مع الضرورة ،ويجب ر ّد السالم بالمثل.
الفصل العاشر
والشك
ّ في حكم السهو
َمـ ْن سـها عـن واجب في صالته وكان محلُّـه باقياً أتى به ،ومع التجاوز ففي َّ
السـهو عن
القيـام حتّـى ينـوي ،أو عـن النيَّـة حتّى يكبِّـر ،أو عن التكبيـر حتّى يفوت المقارنـة ،أو عن
الركوع حتّى يسـجد ،أو عن السـجدتين -أو السـجدة في قول((( -حتّى يركع ،تبطل الصالة.
السـهو عـن قـراءة الحمـد يرجـع ما لـم يصل إلى حـ ّد الراكـع فيقرأها ،ثـ َّم يقرأ
وفـي َّ
السـورة أو غيرهـا ،ولـو كان عـن بعضهـا قرأه ومـا بعده.
وعـن الركـوع حتّـى يهـوي للسـجود ولم يسـجد يقـوم فيركع ،ولـو عرض َّ
السـهو بعد
الهـوي للركـوع قـام منحنيـاً إلى حـ ّد الراكع.
وعـن السـجود أو التشـ ّهد حتّـى قـام ولـم يركـع يقعـد فيتـدارك ،وفيمـا سـوى ذلـك
يمضـي مـن غيـر تـدارك ،وال إبطـال.
((( استظهره من كالم ابن أبي عقيل العالم ُة في مختلف الشيعة ،371/2 :وحكاه عنه الشهيد األ ّول
في البيان.168 :
((( في >م<> :صلى الله عليه وآله< بدل >وآله عليهم السالم<.
((( في >م<> :سجدة< بدل >سجدتا<.
((( حكاه عن ابن بابويه الفاضل اآلبي في كشف الرموز ،204/1 :واختاره العالمة في قواعد األحكام:
،308-307/1والشهيد الثاني في المقاصد العل ّية ،320 :وغيرهم.
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 256
وهو األحوط.
ومحلّهمـا بعـد التسـليم مطلقاً ،ويجب فعلهمـا على الفور قبل الـكالم ،ويُعتبر فيهما
مـا يُعتبـر فـي سـجود الصلاة ،وذكرهمـا( :بسـم اللـه وباللـه ،السلام عليـك أيُّهـا ُّ
النبـي
والسـتر،
ورحمة الله وبركاته) ،ويتشـ َّهد بعدهما ،ويسـلِّم ،واألولى اشـتراطهما بالطَّهارةّ ،
واالستقبال.
شـك فـي شـي ٍء من أفعـال الصالة فإ ْن كان فـي موضعه أتى بـه ،ولو كان بعد
و َمـ ْن((( َّ
شـك في القـراءة وقد ركع،
شـك فـي التكبير وقد قرأ ،أو َّ
االنتقـال منـه لـم يلتفـت ،ك َم ْن َّ
شـك في الركوع وقد سـجد. أو َّ
وإذا تعلَّـق الشَّ ُّـك بالركعـات فإ ْن لم يـد ِر كم صلَّى ،أو كان في الثنائ ّيـة أو الثالث ّية ،أو
قبـل إكمال األ َّوليين مـن الرباعيّة أبطل.
شـك بيـن الثلاث واألربـع ،أو بيـن االثنتيـن واألربـع بنـى علىولـو كان بعـده ،فـإ ْن َّ
األكثـر ،وأتـ َّم ،ثـ َّم يحتـاط فـي األُولـى بركعتيـن جالسـاً ،وفـي الثانيـة بركعتيـن قائماً.
شـك بيـن االثنتيـن والثلاث ،أو بيـن االثنتيـن والثلاث واألربع ،فالمشـهور البناءوإ ْن َّ
علـى األكثـر أيضـاً ،واإلتمـام ،ث َّم االحتياط في أوالهمـا كاألولى ،وفي الثانيـة بركعتين من
قيام ،ثـ َّم بركعتين((( مـن جلوس(((.
شـك بيـن األربـع والخمـس بعـد السـجود ،بنـى علـى األربـع ،وأتـ َّم مـا بقـي،
وإ ْن((( َّ
للسـهو كمـا علم.وسـجد َّ
وقبـل ال ُّركـوع يهـدم ال َّركعـة فيصير شـ َّكاً بين الثلاث واألربع ،وبعد ال ُّركـوع فيه قول
((( في األصل> :من< بدل >ومن< ،وما أثبتناه من >م< و >ص< ،وهو األولى.
((( في >ص< و >م<> :ركعتين< بدل >بركعتين<.
((( منهم :الشيخ في االقتصاد ،267 :والطبرسي في المؤتلف ،147/1 :والعلّمة في قواعد األحكام:
،305/1وغيرهم.
((( في األصل> :فإن< بدل >وإن< ،وما أثبتناه من >ص< و >م< ،وهو الصحيح.
257 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
((( قال به :يحيى بن سعيد الحلّي في نزهة الناظر ،38 :والعلّمة في نهاية اإلحكام ،543/1 :وابن فهد
الحلّي في الموجز الحاوي (ضمن الرسائل العشر) ،105 :والمحقّق الكركي في الجعفريّة(ضمن
رسائل الكركي) ،118/1 :وغيرهم.
((( قال به :المحقّق في المسائل البغداديّة (ضمن الرسائل التسع) ،251 :والشهيد األ ّول في الدروس:
،204/1والشهيد الثاني في المقاصد العليّة ،345-344 :وغيرهم.
((( في األصل> :باألولى< بدل >باألول< ،وما أثبتناه من >ص< و >م< ،وهو الصحيح.
((( في >م<> :وال الشك< بدل >وال لشك<.
((( م ّمن قال بذلك :الشيخ في النهاية ،94 :والمحقّق في المختصر ،45 :والعلّمة في قواعد األحكام:
،304/1والشهيد األ ّول في اللمعة الدمشقية ،37 :والشهيد الثاني في حاشية شرائع اإلسالم،124 :
وغيرهم.
((( ذهب إلى وجوب القضاء :المفيد في المقنعة ،60 :والس ّيد المرتضى في الناصريّات،161 :
والشيخ في المبسوط ،31/1 :والشهيد األول في الذكرى ،190/1 :والشهيد الثاني في روض الجنان:
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 258
،953-952/2وغيرهم.
وذهب إلى عدم وجوب القضاء :المحقّق في شرائع اإلسالم ،91/1 :والعالمة في القواعد،238/1 :
والمحقّق الكركي في جامع المقاصد ،486/1 :وغيرهم.
((( في >ص<> :الفائتة< بدل >الفائت<.
((( >رباعياً ،ورباعي ًة مطلقةً< ليس في >م<.
((( >واألموات< ليس في >م<.
((( منهم :أبو الصالح الحلبي في الكافي في الفقه ،153 :والشيخ في االقتصاد ،270 :وابن زهرة في
غنية النزوع ،94 :وغيرهم.
((( ذهب إلى الوجوب :الس ّيد المرتضى في جمل العلم والعمل ،75 :وسلّر في المراسم العلويّة،78 :
259 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
وهـي ركعتـان كغيرهـا مـن الصلـوات ،لكـن يزيـد خمـس تكبيرات بعـد القـراءة في
كل تكبيـرة ،وال يتعيّن فيـه لفظ ،وفياألُولـى ،وأربعـاً كذلـك فـي الثانية ،والقنـوت بعد ّ
سـتحب أ ْن يقـرأ بعد الحمد
ّ خلاف ،والوجـوب قريب((( ،ويُ
وجـوب التكبيـرات والقنـوت ٌ
فـي إحداهمـا الشـمس ،وفـي األخرى الغاشـية أو ما أشـبههما.
وأ َّما صالة اآليات -(((:وهي :الكسـوفان ،والزلزلةُّ ،
وكل أخاويف السـماء -فإنّما تجب
مـع اتسـاع زمـان حصول اآليـة ،بحيث يمكن فيه فعـل الصالة وشـرائطها المفقودة ،وهو
وقتها.
ويستثنى من ذلك الزلزلة ،فإنَّها من قبيل السبب ،ووقتها ال ُع ْمر ،وإ ْن وجب الفور.
وفـي خـروج صلاة الكسـوف باألخذ فـي االنجلاء أو بتمامه قـوالن :أظهرهمـا األ ّول،
لكـن لـو شـرع فـي الصلاة فأخذ فـي االنجلاء وهو فيهـا أت َّم.
كل ركعة خمس ركوعات ،يقرأ الحمد وسـورة ،ث َّم وهـي ركعتـان كاليوم ّيـة ،إلَّ أ َّن في ّ
يركع ويقوم فيقرأ الحمد وسـورة((( ،ث َّم يركع ،وهكذا خمسـاً ث َّم يسـجد.
ويجـوز أ ْن يقـرأ فـي الخمـس سـورة واحـدة ،يف ّرقها بينهـا ،فيجزيه قـراءة الحمد م َّر ًة
السـورة فـي غيـر الخامـس ،أو را َم القراءة مـن غير موضع واحـد ًة فـي أ َّولهـا ،ومتـى أت َّم ُّ
خمـس على المشـهور، ٍ القطـع وجـب قـراءة الحمـد ،وال بـ َّد مـن إكمـال السـورة في ّ
كل
وإ ْن لـم يكن فـي الخامس.
ويُسـتحب فيهـا الجماعة((( ،واإلطالة في الكسـوف بقدره ،والجهـر بالقراءة ،والقنوت
كل شـفع ،ومسـاواة ال ُّركـوع والسـجود والقنـوت للقـراءة ،والتكبيـر عنـد الرفـع، علـى ّ
إلَّ (((فـي الخامـس والعاشـر ،فيقول( :سـمع اللـه ل َم ْن حمـده) ،واإلعادة في الكسـوف لو
فرغ قبـل االنجالء.
ولـو تركهـا عمـدا ً أو نسـياناً حتّى خرج الوقـت وجب القضاء على األشـهر((( ،وال تجب
مـع الجهل بها َّإل في الكسـوف بشـرط احتـراق القرص أجمع.
مسـلم ،و َم ْن بحكمه
ٍ وأ َّمـا صلاة األمـوات((( :فيجـب على الكفايـة أ ْن ت ُصلّى على ّ
كل
سـت سـنين ،وهـي خمس تكبيـرات ،بينها أربعة أدعيـة ،وال يتع ّين. م ّم ْن بلغ ّ
ويعتبـر فيهـا ال ِّنية ،واالسـتقبال ،والقيام ،وإباحة المكان ،وسـتر العـورة ،وجعل رأس
الصـف المسـتطيل ،وعـدم التباعـد عرفاً،
ِّ الم ّيـت إلـى يميـن المصلّـي غيـر المأمـوم في
وتقديـم تغسـيل الم ِّيـت عليهـا مـع التمكّن منـه ،وتكفينه كذلـك في ثالثة أثـواب تواري
جسـده كلّـه ،الواحد منهـا قميص.
ويستحب فيها الطهارة من الحدث ،والخبث ،ورفع اليدين بالتكبير ،والجماعة.
ّ
وأحق ال َّناس بإمامتها أوالهم بالم ّيت ،وال تسليم فيها ،بل االنصراف منها بالتكبير(((.
ُّ
مصادر التحقيق
المصادر المخطوطة:
العاملي (ت1030هـ) ،مكتبة مجلس الشورى اإلير ّ
اني ّ 1.شرح االثنا عشريّة :الشيخ مح ّمد بن حسن
في طهران ،تحت رقم .٢١٨
البالغي (ق11هـ) ،مكتبة أمير
ّ 2.الفوائد السن ّية في شرح االثنا عشريّة :الشيخ حسن بن عباس
الطوسي للدراسات
ّ المؤمنين في النجف األشرف ،وتوجد نسخة مص ّورة عنها في مركز الشيخ
والتحقيق.
المصادر المطبوعة:
الكيدري (ق6هـ) ،تحقيق :الشيخ
ّ البيهقي
ّ 3.إصباح الشيعة بمصباح الشـريعة :الفقيه قطب الدين
مؤسسة اإلمام الصادق (عليه السالم)،
ّ ، السبحاني
ّ البهادري ،تقديم :الشيخ جعفر
ّ إبراهيم
ط1416،1هـ .
العاملي (ت1371هـ) ،حقّقه وأخرجه :حسن األمين ،دار
ّ 4.أعيان الشيعة :السيّد محسن األمين
التعارف للمطبوعات ،بيروت.
الطوسي (ت460هـ) ،منشورات مكتبة
ّ 5.االقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد :الشيخ مح ّمد بن الحسن
جامع چهلستون ،طهران ،مطبعة الخيام ،ق ّم1400 ،هـ .
العاملي ،الشهيد األ ّول (ت786هـ) ،تحقيق :علي
ّ الجزيني
ّ 6.األلفيّة والنفليّة :الشيخ مح ّمد بن مكّي
اإلسالمي ،ط1408 ،1هـ .
ّ اإلسالمي ،مكتب اإلعالم
ّ القائيني ،مركز التحقيقات
ّ الفاضل
العاملي (ت1104ه) ،تحقيق:
ّ 7.أمل اآلمل في علماء جبل عامل :الشيخ مح ّمد بن الحسن الح ّر
الحسيني ،مكتبة األندلس ،بغداد ،مطبعة اآلداب ،النجف األشرف.
ّ السيّد أحمد
الموسوي (ت436هـ) ،تحقيق ونشرّ :
مؤسسة النشر ّ علي بن الحسين
8.االنتصار :الشـريف المرتـضى ّ
اإلسالمي التابعة لجماعة المدرسين ،ق ّم1415 ،هـ .
ّ
الحلي (ت726هـ)،
ّ 9.إيضاح الفوائد في شرح إشكاالت القواعد :الشيخ مح ّمد بن الحسن بن يوسف
البروجردي،
ّ اإلشتهاردي ،الشيخ عبد الرحيم
ّ الموسوي ،الشيخ علي پناه
ّ تعليق :السيّد حسين
ط1387،1هـ .
العاملي ،الشهيد األ ّول (ت786هـ) ،تحقيق :الشيخ مح ّمد
ّ الجزيني
ّ 10.البيان :للشيخ مح ّمد بن مكّي
الحسون ،الناشر :محقّق ،ط1412 ،1هـ .
ّ
الزبيدي (1205هـ) ،تحقيق:
ّ الحسيني
ّ 11.تاج العروس من جواهر القاموس :للس ّيد مح ّمد مرتـضى
263 ّيميمشلا يولع دمحا دّيسلا ّ/يفيرشلا حلاص دّيسلا ميهاربإ
علي شيري ،الناشر :دار الفكر للطباعة والنـشر والتوزيع -بيروت1414 ،هـ .
مؤسسة آل البيت
الحلي (ت726هـ) ،تحقيق ونشرّ :
ّ 12.تذكرة الفقهاءّ :
للعلمة الحسن بن يوسف
إلحياء التراث ،ط1414/1هـ .
الصيمري (ق7هـ) ،تحقيق:
ّ 13.تلخيص الخالف و خالصة االختالف :الشيخ مفلح بن حسن بن رشيد
النجفي
ّ المرعشي
ّ الرجائي ،إشراف السيّد محمود المرعشي ،مكتبة آية الله العظمى
ّ السيّد مهدي
العا ّمة ،ق ّم ،ط1408 ،1هـ
الطوسي (ت460هـ) ،حقّقه وعلّق عليه :السيّد حسن
ّ 14.تهذيب األحكام :الشيخ مح ّمد بن الحسن
الموسوي الخرسان ،دار الكتب اإلسالميّة ،طهران ،ط1364 ،3ش.
ّ
الكركي (ت940هـ)،
ّ علي بن الحسين
15.جامع المقاصد في شرح القواعد :المحقّق الثاني الشيخ ّ
مؤسسة آل البيت إلحياء التراث ،ط1408 ،1هـ.
تحقيق ونشرّ :
16.الجامع للشرائع :الشيخ يحيى بن سعيد الحل ّّي (ت689هـ) ،تحقيق وتخريج :جمع من الفضالء،
مؤسسة سيّد الشهداء العلميّة1405 ،هـ .
السبحانيّ ،
ّ إشراف :الشيخ جعفر
17.الجعفريّة (ضمن رسائل الكركي) :الشيخ علي بن الحسين الكركي (ت940هـ) ،تحقيق :الشيخ
المرعشي ،مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ،ق ّم،
ّ مح ّمد الحسون إشراف :الس ّيد محمود
ط1409 ،1هـ .
الموسوي (ت436هـ) ،تحقيق :الس ّيد
ّ 18.جمل ال ِعلم والعمل :الشـريف المرتـضى ّ
علي بن الحسين
الحسيني ،الناشر :مطبعة اآلداب في النجف األشرف ،ط1378 ،1هـ.
ّ أحمد
الكركي (ت940هـ)،
ّ علي بن الحسين
الكركي وآثاره) :الشيخ ّ
ّ 19.حاشية شرائع اإلسالم (حياة المحقّق
تحقيق :الشيخ مح ّمد الحسون ،منشورات االحتجاج ،ط1423 ،1هـ .
البهائي (ت1031هـ) ،منشورات مكتبة بصيرتي ،ق ّم.
ّ 20.الحبل المتين :الشيخ مح ّمد بن حسين
الطوسي (ت460هـ) ،تحقيق :جماعة من المحقّقينّ ،
مؤسسة ّ 21.الخالف :الشيخ مح ّمد بن الحسن
اإلسالمي التابعة لجماعة المدرسين ،ق ّم1407 ،هـ .
ّ النشر
العاملي ،الشهيد األ ّول
ّ الجزيني
ّ 22.الدروس الشرع ّية في فقه اإلمام ّية :الشيخ مح ّمد بن مكّي
مؤسسة النشر اإلسالمي التابعة لجماعة المدرسين بق ّم المق ّدسة ،ط،2
(ت786هـ) ،تحقيق ونشرّ :
1417هـ .
السبزواري (ت1090هـ)ّ ،
مؤسسة آل ّ مل مح ّمد باقر
العلمة ّ
23.ذخيرة المعاد في شرح اإلرشادّ :
البيت إلحياء التراث.
اني (ت1389هـ) ،دار األضواء ،بيروت ،ط،2
24.الذريعة إلى تصانيف الشيعة :الشيخ آقا بزرك الطهر ّ
1403هـ.
العاملي ،الشهيد األ ّول
ّ الجزيني
ّ 25.ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة :الشيخ مح ّمد بن مكّي
لصلا هقف يف ةّيرشع انثالا 264
الملخص
ّ
تعـ ّد مسـألة رؤية الهالل من المسـائل المه ّمة فـي موضوعها ،وقد اكتسـبت أه ّميتها
مـن عمـوم البلـوى بهـا بين الناس ،مـا جعلها محطّاً للبحـث في األوسـاط العلم ّية ،حيث
شـغلت مسـاح ًة واسـعة في مسـرح األخـذ والر ّد بين أهـل العلم ،وأ ّن هـذا االختالف بين
العلمـاء األعالم يرجع سـببه إلى اختلاف اجتهاداتهم.
وقـد جـاءت هـذه الرسـالة بشـكلٍ مختصـر ،وبأسـلوب السـؤال والجـواب بيـن أحـد
اني (ت1310هـ)، التوبلـي البحر ّ
ّ المؤمنيـن وصاحبها السـيّد عبد القاهر ابن السـيّد كاظم
معتمـ ًدا فـي جوابـه الروايات الواردة عن أهل بيت العصمة والطهـارة ،وأقوال علمائنا
األعلام قـ ّدس اللـه أنفسـهم الزك ّيـة ،وقـد قمنـا -بعـون اللـه تعالـى -بتحقيقهـا بعـد أ ْن
حصلنا على صور ٍة من نسـختها الوحيدة الموجودة في ِخزانة العتبة العباسـ ّية المق ّدسـة.
الهلا ةيؤر يف ةلأسم باوج 272
Abstract
Crescent Watch is an important issue, and it has gained its
importance because it is problematic among people that's what made
it the focus of research in the scientific community, where it occupied
a large area in the theatre of taking and reaction among scholars, and
this difference is due to the difference of their interpretations.
This letter came in a brief, question-and-answer style between
a believer and Sayyid Abdul-Qaher Ibn Sayyid Kazim al-Tubli al-
Bahrani died in (1310 A.H). His answer based on Hadiths of Ahlulbayt
(peace be upon them) and the views of the previous scholars. We did
annotate them after obtaining the lone copy in the bookcase of the
Holy Abbas Shrine.
273 بيطخلا يدهم دّيسلا مثيم
تقديم:
رب العالميـن ،والصلاة والسلام علـى َمـ ْن اصطفـاه اللـه خاتمـاً لألنبيـاء الحمـد للـه ّ
رب العالميـن أبـي القاسـم مح ّمـد ،وعلـى آلـه الط ّيبيـن والمرسـلين ،ومبلِّغـاً لشـريعة ّ
الطاهريـن عليهـم أفضـل الصلاة وأتـ ّم التسـليم.
أ ّمـا بعـد ،فلا خلاف وال شـبهة في أ ّن مسـألة رؤيـة الهالل مـن المسـائل المه ّمة في
عملي على أعمال العباد فـي كثير من التكاليف الشـرع ّية ،كالحج،
علـم الفقـه ،ولهـا أثـ ٌر ٌّ
والصـوم ،وحلـول آجـال الديون ،وع ّدة النسـاءّ ،
ومحل الكفـارات ..،وغيرها.
مثلمـا أنّهـا مـن المسـائل المبتلى بها فـي جميع األزمنـة والعصور .ولـم يكن اختالف
علمائنـا المعاصريـن فيهـا باألمـر النـادر ،وهـذا يرجع إلى فهـم الفقهاء النصـوص الواردة
فـي هـذا المجال ،كقـول اإلمـام الرضـا×..> :فصومـوا للرؤ ّية ،وافطـروا للرؤ ّيـة،(((<..
ومـن أجـل ذلـك بذل علماؤنا جهودا ً جبـارة لخدمة أيتام آل مح ّمد عليهم السلام ،ومنهم
انـي ،فقـد كان يحـثّ العالـم الفاضـل السـيّد عبـد القاهـر ابـن السـيّد كاظـم البحر ّ
ال ُخطـى سـيرا ً علـى نهج جـ ّده المصطفى وآلـه الط ّيبين المعصومين^ في إرشـاد
النـاس ،وتبييـن ما أشـكل عليهم من أمور دينهم فكان يجيب عن أسـئلتهم من دون تر ّدد
وبرحابـة صـدر ،ومنهـا جوابـه بما جاد بـه يراعه المبارك عـن هذه المسـألة المه ّمة التي
بيـن أيدينا ،فـكان لنا توفيـق العمل عليهـا وتحقيقها.
وقـد ق ّدمنـا لهـذه الرسـالة مق ّدمة مختصرة -بما يناسـب المقـام -تض ّمنت محورين:
تنـاول المحـور األ ّول نبـذة عن حيـاة المؤلّف ،وأ ّما المحور الثاني فقـد تناول تعريفًا
بالرسـالة وموضوعهـا ،ومنهجيّتنا في التحقيق ،وصور النسـخة المخطوطة.
المؤلّف في سطور:
هو السـ ّيد عبد القاهر ابن السـ ّيد كاظم ابن السـ ّيد عبد الج ّبار ابن السـ ّيد حسـن ابن
اني.
التوبلي البحر ّ
ّ الحسيني
ّ السـيّد عبد الجبّار بن الحسـين
كان عالمـاً عاملاً ،وجليلاً فاضالً ،ومح ّدثـاً متقناً ،وأديباً بارعاً ،وشـاعرا ً ماهـرا ً ،وورعاً
تق ّياً ،وعابـدا ً زاهدا ً.
كان متوطّنـاً فـي (لنجـه) أحد موانئ فارسّ ،إل أنّه في أواخر عمره اسـتوطن مسـقطاً
عاصمـة عمـان ،فـكان مرجـع أهلهـا فـي مسـائل دينهـم ،إمامـاً فـي الجمعـة والجماعة،
قائمـاً بمهـا ّم القضـاء واإلفتـاء ،والتصنيف والتأليـف ،إلى أ ْن وافاه األجـل المحتوم هناك،
وكان ذلـك فـي سـنة (1310هــ) ،وقيـل1309( :هــ) ،و(1306هــ) ،ونقـل جثمانـه إلـى
النجف األشـرف.
انـي ،ذكرها الشـيخ مح ّمد
علـي البحر ّ
ولـه إجـازة مـن الشـيخ خلف ابن الشـيخ عبـد ّ
العصفـوري فـي (تاريخـه) ،إذ قـال( :السـ ّيد عبـد القاهـر ابـن ّ
العلمة السـ ّيد كاظم ّ علـي
ّ
انـي ،هـو ذو الفضائـل والمـكارم ،شـيخ الشــريعة وأميـن الشـيعة ،مجـا ٌز
التوبلـي البحر ّ
ّ
العصفوري
ّ العلمـة الشـيخ حسـين
علـي ابـن ّمـن جـ ّدي الشـيخ خلـف ابـن الشـيخ عبد ّ
اني ،وألّف له رسـالته المسـ ّماة بـ( ُمزيل الشبهات عن المانعين من تقليد األموات)،
البحر ّ
لطيـف على تلك الرسـالة)(((.
ٌ وللسـ ّيدٌ
شـرح
له من التصانيف:
حل مشكالت العقل والجهل ،من (أُصول الكافي).
1.رسالة في ّ
2.رسـالة فـي شـرح أسـماء اللـه الحسـنى ،ذكرهـا الشـيخ أغـا بـزرك الطهر ّ
انـي فـي
(الذريعـة)(((.
تدل على فضيلـة صاحبها ،وكان
3.رسـالة في شـرح حديث الكسـاء ،لطيفة جليلـةّ ،
فراغه منها في الثاني عشـر من شـعبان سـنة .1289
4.رسالة في مشكالت أحاديث كتاب التوحيد ،من (أُصول الكافي).
5.شرح رسالة (مزيل الشبهات عن المانعين من تقليد األموات) ،المذكورة آنفاً.
6.له ديوان كلّه في رثاء أهل البيت ،منها قوله من قصيدة أ ّولها:
قـــف نبـــك أطـــا ً
ال وأحبابـــًا حدا
بظعونهـــم بعـــد النوى حـــادي الردى
رحلـــوا ولكن بالحشـــا نزلـــوا فلم
يرضوا ســـوى عبـــرات عينـــي موردا
عطفـــًا فإّمـــا ملتقـــى بعـــد النوى
يشـــفي غليل جـــوى وإّمـــا موعدا
فوح ّقكـــم ال أســـتطيع تصبّـــرا
بعـــد الفـــراق وال أُطيـــق تجّلـــدا
ولـــرب الئمـــة تـــرى دمعـــي لهم
ّ
أقلـــى وســـاعر لوعتـــي متوّقـــدا
أمـــن الجميل بـــكاك إلفـــًا ّ
طوحت
كـــف المنـــون بـــه وربعـــًا فدفدا
ّ
قلـــت اعذلـــي إن شـــئت أو ال تعذلي
فســـعير نـــار صبابتـــي لـــن يخمدا
لقـــن مـــن ســـل ٍو بعدما
ٍّ يـــا هـــل
ذهبـــت مواليـــه حصائـــد للعـــدا
ّ
أجـــل العالميـــن إذا انتمـــوا وهـــم
ُ
فخـــراً وأزكاهم وأشـــرف ســـؤددا
علـــل الوجـــود وبـــدؤه وختامـــه
والواقفـــون علـــى فيوضـــات البدا
واألوليـــاء علـــى األفاعيـــل التـــي
مـــر المدى
ّ يجـــري القضاء بهـــا على
ومعاقـــد العـــرش التي كشـــفت إلبـ
ــــراهيم فاســـتحيا وحـــار ور ّددا
هـــذا فكيـــف ولـــو رأى مـــا فوقه
وتجـــردا
ّ تـــم ولـــو صفا
ّ ال كيـــف
ـــب بواطنهـــم وظاهـــر أمرهـــم
ٌ َعيَ
حجـــج فمن بهـــم اقتدى فقـــد اهتدى
ُجثّت بهم دهـــم الخطـــوب فلن ترى
منهم ســـوى من قد قضى مستشـــهدا
لهـــم على
ُ شـــتّى مصارعهم تـــرى
ّ
بـــكل أرض مشـــهدا بعـــد المـــزار
بـــدران منهم فـــي حمى الـــزورا وأقـ
تبـــوأت البقيـــع الغرقـــدا
ّ ــــمار
بســـامرا علـــى رغـــم العلى
ّ وثـــوى
بدران عـــ ّز علـــى الهـــدى أن يفقدا
وثـــوى غريبـــًا من ســـنا آبـــاد من
هـــدى شـــهيداً مفردا
ً طـــوس إمـــام
وبطيبـــة مشـــكاة أنـــوار ثـــوت
غورت شـــمس الهدى
وبأرض طيبـــة ِّ
277 بيطخلا يدهم دّيسلا مثيم
وضحا
ّ ّ
بـــكا ًء تلقاه فـــي المحـــراب
كًا إذا لهـــب الهيـــاج تســـ ّعرا
ّ
شـــك فســـل ص ّفين واأل إن كنت في
حـــزاب واستشـــهد تبـــوك وخيبرا
فيهـــا أراق دم ال ُقـــروم علـــى الربى
حتّى جـــرت فـــوق الفدافـــد أبحرا
ّ
جـــاء عن ولَ َكـــم جلى مـــن كربة
ّ
بـــكل أبيـــض أبترا وجـــه النبـــي
حتّـــى إذا قـــام الهـــدى بحســـامه
والمســـلمون غـــدت مؤيّـــدة القرى
رب العلى
النـــص مـــن ّ
ّ النبي
وأتـــى ّ
كـــررا
ّ فـــي نصبـــه علمـــًا بوحي
صـــدع النبـــي بأمـــر مـــواله لـــه
نصحـــًا فأعذر فـــي البـــاغ وأنذرا
مـــن كنت مـــواله فـــذا مولـــى له
فهـــو الولي وبـــاب ّ
حطة فـــي الورى
ومكانـــه فيكـــم مكانـــي فيكـــم
فـــي ّ
كل إبـــرام ونقـــض أصـــدرا
فأســـرت البغضـــا رجـــال خالفـــوا
ّ
وفســـرا
النبي ّ
مـــا أحكـــم الهـــادي ّ
يجـــر النفـــع للقر
ّ هـــذا لعمركـــم
بـــى وهـــل مـــا قالـــه ّ
إل افتـــرا
وحجب شـــخصه
وإذا النبـــي مضـــى ّ
فـــي اللحد أطبـــاق الجنـــادل والثرى
279 بيطخلا يدهم دّيسلا مثيم
البالدي553/1 :
ّ علي بن حسن((( ينظر ترجمته :تاريخ البحرين 451 :رقم ،178أنوار البدرينّ :
رقم ،126منتظم الد ّرين في تراجم علماء وأدباءاإلحساء والقطيف والبحرين :مح ّمد ّ
علي التاجر:
اني1152 :رقم ،1683مستدركات أعيان الشيعة :حسن ،317-314/2نقباء البشـر :آقا بزرك الطهر ّ
األمين.121/4 :
الهلا ةيؤر يف ةلأسم باوج 280
المحور الثاني
وأ ّن مـا كان يصلـح أ ْن يكـون ميقاتـاً للنـاس بصـورة عا ّمـة هـو الهالل الـذي يظهرعلى
ّـي ،بنحـو قابـل للرؤية بالعيـن المتعارفـة المج ّردة.
األفـق المحل ّ
وأ ّمـا مـا ال يُـرى إال بـاألدوات المق ّربـة ،أو مـا ال يـراه إلّ نـاد ٌر مـن الناس م ّمّـ ْن يمتاز
برؤيـة بصريّـة حـا ّدة ،فهـو ال يصلـح أ ْن يكـون ميقاتاً للنـاس عا ّمة.
وعليـه ال بـ ّد مـن البنـاء علـى أ ّن الرؤيـة المذكـورة فـي النصوص المـراد منهـا بالعين
السيستاني(دام ظلّه):
ّ ((( ينظر أسئلة حول رؤية الهالل مع أجوبتها وفق ما أفاده سماحة الس ّيد
.44-39
الهلا ةيؤر يف ةلأسم باوج 282
نعم ،وقع الخالف بينهم في قبول شـهادة العدلين ،فالمشـهور لم يف ّرقوا بين الصحو
والغيـم((( ،وال بيـن أ ْن يكـون الشـاهدان من نفس البلد أو خارجـه(((؛ إلطالق األخبار التي
استندوا إليها(((.
والـذي نعتمـده :اشـتراط قبولهـا بمـا إذا كانـا من خـارج المصـر ،وكان بالمصـر علّة،
فأخبـرا بأنّهمـا رأيـاه؛ لقـول الصـادق> :ال تجـوز الشـهادة فـي [رؤيـة] الهلال دون
خمسـين رجلاً عـدد القسـامة ،وإنّمـا تجـوز شـهادة رجليـن إذا كانـا من خـارج المصر،
وكان بالمصـر علّـة ،فأخبـرا أنّهمـا رأيـاه ،وأخبـرا عـن قـوم صاموا للرؤيـة<(((.
وسـأل إبراهيـم بـن عثمان الخـ ّزاز الصادق> :قلت له :كم يجـزي في رؤية الهالل؟
فقـال :إنّ شـهر رمضـان فريضة من فرائـض الله ،فال تؤ ّدوا بالتظنيـن ،وليس رؤية الهالل
أنْ يقـوم عـدّ ة ،فيقـول واحد[ :قد] رأيته ،ويقول اآلخـرون((( :لم نره(((؛ إذا رآه واحد رآه
مائـة ،وإذا رآه مائـة رآه ألـف ،وال يجـزي فـي رؤيـة الهلال إذا لم يكن في السـماء علّة
أقـل مـن شـهادة خمسـين ،وإنْ كانـت في السـماء علّـة قبلت شـهادة رجليـن ،يدخالن ُّ
ويخرجـان من مصر<(((.
وهـذان الخبـران حاكمان علـى إطالق األخبار((( التي اسـتند إليها المشـهور ،وإ ْن كان
الخبـران المذكـوران خالييـن مـن عدالـة الشـاهدين ،فإنّه ال يضـ ّر بذلـك؛ لمعلوم ّيتها من
أخبـار أُخر.
ففـي صحيـح هشـام في َمـ ْن صام تسـعة وعشـرين يومـاً(((> :إنْ كانـت له ب ّينـة عادلة
علـى أهـل مصـر أنّهـم صامـوا ثالثين يومـاً على رؤيـ ٍة قضى يومـاً<(((.
فص ْم،
عن أبي عبد الله× ،أنّه ُسئل عن األهلّة ،فقال> :هي أهلّة الشهور ،فإذا رأيت الهالل ُ
وإذا رأيته فأفطر ،قلت :أرأيت إ ْن كان الشهر تسعة وعشرين يوماً أقضي ذلك ؟ فقال :ال ،إلّ أ ْن
تشهد لك ب ّينة عدول ،فإ ْن شهدوا أنّهم رأوا الهالل قبل ذلك فاقض ذلك اليوم< (تهذيب األحكام:
الطوسي156-155/4 :ح.)430
ّ
الطوسي 75-74/2ح.227
ّ ((( تهذيب األحكام159/4 :ح317/4 ،448ح ،963االستبصار:
((( في األصل( :واآلخر) ،وما أثبتناه من المصدر.
((( في األصل( :ولم أره) ،وما أثبتناه من المصدر.
((( تهذيب األحكام160/4 :ح ،451وفيه( :بالتظ ّني) بدل (التظنين).
((( ينظر تهذيب األحكام180/4 :ح.499
((( (يوماً) :ليس في المصدر.
((( تهذيب األحكام158/4 :ح ،443عن اإلمام الصادق×.
289 بيطخلا يدهم دّيسلا مثيم
وفـي صحيـح منصـور عن الصـادق> :فإنْ شـهد عندك شـاهدان مرض ّيـان ،بأنّهما
فاقضه<((( انتهـى الخبر.
رأيـاه ِ
وال فـرق عنـد جميـع علمائنـا فـي ذلـك بيـن الصـوم واإلفطار ،وال يشـترط فـي قبول
الشـرعي بقبولهـا؛ لعلمـه بعدالتهمـا ،وال بيـن عدم قبولـه لها؛
ّ شـهادتهما حكـم الحاكـم
لعـدم اطّالعـه علـى عدالتهمـا ،بـل يكفـي اطّالع َمـ ْن شـهدا عنده وهـو يعلـم عدالتهما.
ليـا ٍل((( ،وال نحكـم بـه ،وإ ْن كان خلاف العـادة ،وال وقفنـا فيـه علـى خبـر مـن أهـل
العصمـة.
مهمة:
وفي هذه المسألة تنبيهات ّ
التنبيـه األ ّول :يُشـترط في قبول شـهادة العدليـن اتّفاقهما على وصـف الهالل ،كيفيّ ًة
واحـد بشـهادة علىٍ ووقتـاً ،فلـو اختلفـا فـي كيفيّتـه لـم يحكـم بشـهادتهما؛ النفـراد ِّ
كل
شـيء لم يشـهد عليه اآلخر ،وإنّما شـهد على شـيء آخر ،فلم تحصل شـهادة اثنين على
هلال واحـد ،بل علـى هاللين.
وكـذا فـي الوقـت ،فلـو نظرا جميعـاً إلى جهـة الهالل ،فا ّدعـى أحدهما رؤيتـه ،وقال
مضـي وقت في الجملة،
ّ اآلخـر :لـم أره ،وبقيـا على حاليهما فـي النظر إلى الهالل ،وبعد
قـال الـذي مـا رآه أ ّوالً :هـذا الهلال وقـد رأيته ،فنظـر إليـه األ ّول فقال ،ما مـن هالل في
هـذا اآلن ،فكذا ال تقبل شـهادتهما.
التنبيـه الثانـي :الظاهـر مـن الفتـوى أ ّن الشـهادة علـى الشـهادة ال ت ُقبـل فـي رؤيـة
الهلال ،ولكـن الظاهـر مـن األخبـار المتق ّدمـة قبولهـا علـى الشـياع؛ لقـول الصـادق
في َمـ ْن صـام تسـعة وعشـرين قـال> :إنْ كانت له ب ّينـة عادلة على أهل مصـر أنّهم صاموا
ثالثيـن يومـاً علـى رؤيتـه ،قضى يومـاً<(((.
متب ّحرا ً بالفقه والحديث ،وورعاً تق ّياً ،وشاعرا ً ،كثير االطّالع ،يضرب بق ّوة حافظته المثل ،وكان
أحد مشاهير علماء اإلمامية ،وشيخ األخبارية في عصره ،انتهت إليه الزعامة الدين ّية في بالده
وفي سائر تلك األطراف.
ص ّنف كتباً ورسائل كثيرةً ،منها( :النفحة القدس ّية في فقه الصالة اليوم ّية) ،و(الفرحة اإلنس ّية في
شرح النفحة القدس ّية) ،و(سداد العباد ورشاد العباد) في الفقه ،و(األنوار الوض ّية في شرح األخبار
الرضويّة) ،وديوان شعر في رثاء الحسين ،ينيف على سبعة آالف بيت ،وغير ذلك.
توفّي بالشاخورة في ش ّوال سنة (1216هـ) ،وقبره بها مزار معروف( .ينظر ترجمته :أنوار البدرين:
الزركلي ،257/2 :موسوعة
ّ 477-471/1رقم ،97الكرام البررة 429-427/1 :رقم ،867األعالم:
طبقات الفقهاء 228-226/13 :رقم)4071
((( لم نعثر على هذه الفتوى في المصادر التي بين أيدينا.
((( م ّر تخريجه سابقاً.
291 بيطخلا يدهم دّيسلا مثيم
التنبيـه الثالـث :لـو شـهد أحـد العدلين برؤيتـه ،واختلفا فـي الوقت ،بحيـث ال تضا ّد
شـهادة أحدهمـا شـهادة اآلخر ،بأ ْن ا ّدعـى أحدهما رؤيته قبل اآلخر؛ لعـدم تطلّبه للهالل
فـي الوقـت الـذي رآه صاحبه حتّى سـتره السـحاب ،فل ّما طلبـه الذي لم يـره أ ّوالً لم يره،
ثـ ّم انكشـف السـحاب بعـد وقت ،فرآه الـذي لم يره ،والـذي رآه أ ّوالً لـم يتطلبّه في هذا
الوقـت ،فعلـى الظاهر قبول شـهادتهما ،واللـه العالم بأحكامه.
تمت المسألة.
ّ
[ملحق]
البهي ،األسـعد األمجد ،عبـد ّ
النبي ثـ ّم قـال سـلّمه اللـه تعالى :إلـى المحترم ،الشـاب ّ
خلـف المرحـوم المبـرور الحـاج مح ّمـد بـن إبراهيـم سـلّمه اللـه تعالـى ،أ ّمـا بعـد إبالغ
جزيـلِ السلام بمزيـد التح ّيـة واإلكـرام ،فـإ ّن هـذا الملحـق احتياطـاً لما رسـمناه لكم من
جـواب المسـألة ،فلعلّكـم لـم تقطعـوا على المطلب فـي وجوب قضاء اليـوم الذي صامه
المكلّـف بن ّيـة مـن شـعبان ،ث ّم ثبت من بعد أنّه من شـهر رمضان بالشـياع الـذي تطمئ ّن
به النفـس وعدمه.
فاعلـم أنّـه ال يجـب قضـاؤه ،بل قال بعض العلمـاء :إنّه يُح ّول النيّة إلى شـهر رمضان،
ويكفي(((.
بعـض :ال يحتـاج إلـى تحويـل النيّة ،ويُحسـب له من شـهر رمضـان((( ،وال بلغنا
وقـال ٌ
تـدل األخبـار على وجوب تحويـل النيّـة ،ولكن دلّت
لعالـم أنّـه يجـب قضـاؤه ،ولم ّ
ٍ ٌ
قـول
علـى أنّـه يكفيـه ،وال نتكلّف شـيئاً ّإل بعـد بلوغه لنا.
وكـذا يجـب اإلفطـار -بالشـياع المذكـور – والتعييد ،لكن إذا كان بين الشـياع تسـعة
وعشـرون يومـاً ع ّيـد وأفطـر وقضـى يومـاً؛ أل ّن األصـل فـي الشـهر أ ْن يكون ثالثيـن يوماً،
واللـه العالم.
الموسوي.
ّ الحسيني
ّ ح ّرره مح ّبكم األقل عبد القاهر بن كاظم
((( ينظر :المعتبر ،651/2 :تحرير األحكام ،456/1 :الدروس الشرعيّة :الشهيد األول ..267/1 :وغيرها.
((( ينظر :السرائر ،384/1 :الروضة البه ّية ..،139/2 :وغيرهما.
الهلا ةيؤر يف ةلأسم باوج 292
فهرس المصادر
الطوسي (ت460هـ) ،تحقيق:
ّ 1.االستبصار فيما اختلف من األخبار :الشيخ الطائفة مح ّمد بن الحسن
الموسوي الخرسان ،دار الكتب اإلسالميّة ،طهران ،ط1363 ،4ش.
ّ السيّد حسن
السيستاني(دام ظلّه) ،مكتب آية
ّ 2.أسئلة حول رؤية الهالل مع أجوبتها وفق ما أفاده سماحة الس ّيد
السيستاني (دام ظله) ،ط1431،1هـ.
ّ الحسيني
ّ علي
الله العظمى السيّد ّ
الزركلي (ت1396هـ) ،دار العلم للماليين ،بيروت ،ط1980/5م.
ّ 3.األعالم :خير ال َّدين
اني
البالدي البحر ّ
ّ علي بن حسن
4.أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف واألحساء والبحرين :الشيخ ّ
مؤسسة الهداية ،بيروت ،ط2003 ،1م.
البلدويّ ،
ّ (ت1340هـ) ،تحقيق :عبد الكريم بن مح ّمد ّ
علي
علي ابن الشيخ
5.تاريخ البحرين المس ّمى الذخائر في جغرافيا البنادر والجزائر :الشيخ مح ّمد ّ
اني (ت1362هـ) ،تحقيق :وسام ع ّباس السبع ،دار زين العابدين ،قم تقي آل عصفور البحر ّ
مح ّمد ّ
المش ّرفة ،ط1396،1ش2018 /م.
علي بن المط ّهر الحل ّّي (ت726هـ) ،تحقيق:
العلمة الحسن بن يوسف بن ّ 6.تحرير األحكام الشرع ّيةّ :
الصادق× ،قم المش ّرفة ،ط1420 ،1هـ. مؤسسة اإلمام ّالبهادريّ ،
ّ الشيخ إبراهيم
علي بن المط ّهر الحل ّّي (ت726هـ) ،تحقيق ونشر:
العلمة الحسن بن يوسف بن ّ 7.تذكرة الفقهاءّ :
مؤسسة آل البيت^ إلحياء التراث ،قم المش ّرفة ،ط1414،1هـ.ّ
الطوسي (ت460هـ) ،تحقيق وتعليق :السيّد
ّ 8.تهذيب األحكام :شيخ الطائفة مح ّمد بن الحسن
الموسوي الخرسان ،دار الكتب اإلسالميّة ،طهران ،ط1364/3ش.
ّ حسن
الموسوي (المرتضى علم الهدى)
ّ علي بن الحسين بن موسى 9.جمل العلم والعمل :للسيّد ّ
الحسيني ،ط1378 ،1هـ.
ّ (ت436هـ) ،تحقيق :السيّد أحمد
العاملي المعروف بالشهيد
ّ 10.الدروس الشرعيّة في فقه اإلماميّة :الشيخ شمس الدين مح ّمد بن مك ّّي
اإلسالمي التابعة لجماعة
ّ مؤسسة النشراإلسالميّ ،
ّ األ ّول (ت786هـ) ،تحقيقّ :
مؤسسة النشر
المد ّرسين ،قم المش ّرفة ،ط1417 ،2هـ.
السبزواري (ت1090هـ)ّ ،
مؤسسة آل البيت^ ّ 11.ذخيرة المعاد في شرح اإلرشاد :المولى مح ّمد باقر
إلحياء التراث ،قم المش ّرفة.
اني (ت1389هـ) ،دار األضواء،
العلمة الشيخ آقا بزرگ الطهر ّ
12.الذريعة إلى تصانيف الشيعةّ :
بيروت ،ط.2
اني
علي بن مح ّمد رضا المعروف بآقا بزرك الطهر ّ
13.الذريعة إلى تصانيف الشيعة :الشيخ محسن بن ّ
(ت1389هـ) ،دار األضواء ،بيروت.
293 بيطخلا يدهم دّيسلا مثيم
قيق
مد العطار الدكتور ّ
ّ
دكتوراه
الطب ّ
العر
البحر
Annotated by
;Mohammad al-Attar, M.D., Ph.D.
Ph.D in Arabic Midicine
Bahrain
297 راّطعلا دّمحم .د
الملخص
ّ
يُعـ ّد جالينـوس أحـد أشـهر العلماء المؤث ّرين فـي علم الطب لقرون عديـدة؛ إذ كانت
كل المعمـورة ،و مـع أ ّن النظر
مؤلّفاتـه منهجـاً للدراسـة الط ّب ّيـة ِع ْبـر مئـات السـنين في ّ
فـي مؤلّفاتـه كان مطمـح الطالبيـنّ ،إل أ ّن تشـتّت نسـخها ،بـل انتحال الم ّدعيـن لها منذ
أيـام جالينـوس نفسـه أ ّدى إلـى فقـدان بعضها ،وقـد دفعه ذلـك إلى تأليف كتاب سـ ّماه
(فينكـس) أو (فـي فهرسـت كتبـه)؛ الذي ع ّد منـه حنين بن إسـحاق 129مص ّنفاً ،وال يزال
أغلبـه غير متاح للدارسـين بصورة سـليمة.
فـي هـذه الدراسـة تـ ّم تصحيـح كتاب (جوامـع كتاب جالينـوس في األمـراض الحادثة
فـي العيـن) بحسـب أقـدم نسـختين وصلتـا إلينـا وهمـا -1 :نسـخة المكتبـة التيموريّـة
بالقاهرة ،و -2نسـخة مكتبة معهد االستشـراق بمدينة بطرسـبورغ ،مع تقويم ّ
النص عند
الضـرورة اعتمـادا ً علـى كتاب (تذكرة الك ّحالين) لعلي بن عيسـى الك ّحـال ،فضالً عن بيان
أقـرب األسـماء العلميـة المناسـبة لمـا يصفـه جالينـوس بمـا يعادلـه اليوم مـن المصطلح
الطبـي؛ ونـرى أ ّن هـذه الدراسـات يمكنهـا رسـم مالمح و سـير انتقـال بعـض العلوم من
اليونـان إلى الحضـارة العربية.
يعلا يف ةثداحلا ضارمألا يف سونيلاج باتك عماوج 298
Abstract
Galen was one of the greatest influential scientists in medicine
for centuries, where his works were the method of the medical study
for hundreds of years throughout the world; Even though the texts
of Galen was the aim of the medical students, but the dispersion of
copies led to the loss of some of them and plagiarized since the days of
Galen himself, Which prompted him to write a book called «on own
books»; Iohannitius (Hunayn ibn Ishaq) counted 129 compilations
from it, most of them are still not edited critically for further research.
In this study, the Galen’s «Diagnosis of the diseases of eyes» edited
according to the oldest two manuscripts that came to us: 1) manuscript
of the Timorese Library in Cairo; 2) a copy of the library of the
Institute of Orientalism in St. Petersburg; the text was emendation
when necessary according to «Memorandum of the Oculists» by
Jesu Occulist (Ali ibn Isa al-Kahhal); The closest today's equivalent
names appropriate to what Galen describes added; we believe that
these type of studies can shape our understanding of the features and
transmission of some sciences from Greece to the Arab civilization.
299 راّطعلا دّمحم .د
المقدمة
شـك واحدا ً من أشـهر األطباء فـي تاريخ الطب علـى اإلطالق ،فقد يُعـ ُّد جالينـوس بال ّ
حـاز علـى إعجـاب سـائر األط ّبـاء م ّمن جـاء بعـده و تقديرهم ،و ُعـ َّدت مص ّنفاتـه لقرونٍ
الطبي.
ّ قليلـة مضـت من أهـم مصادر التعليـم
تركـت شـهرة جالينـوس فـي اآلفـاق لنـا الكثير عـن حياتـه ،و ترجم لـه ّ
كل من ح ّرر
فـي طبقـات األطبـاء ،مثلمـا كتب جالينوس بنفسـه الكثير عن شـخصه متف ّرقاً في شـتات
كتبـه ،وقـد اعتمـد علـى ذلـك َمـن جـاء مـن بعـده ،و فيمـا يأتـي شـي ٌّء مـن سـيرته بلا
إطنـاب ،إذ إ ّن كتـب طبقـات األطبـاء تناولـت سـيرته بالتفصيل.
حياته
ُولـد جالينـوس فـي (پرگامـون)((( فـي حـدود عـام 131م ،من ٍ
والـد فاضلٍ فـي العلوم
الرياض ّيـة ،عكـف على تعليمهـا إيّـاه(((؛ إذ يقول:
« إ ّن أبـي لـم يزل يؤ ّدبني بما كان يحسـنه من علم الهندسـة والحسـاب والرياض ّيات،
التي تؤ ّدب بها األحداث حتى انتهيت من السـ ّن إلى خمس عشـرة سـنة ،ثم إنّه أسـلمني
حينئذ في تعليم الفلسـفة وحدها ،فـرأى رؤيا دعته إلى
ٍ فـي تعليـم المنطـق ،وقصد بـي
علي من السـنين سـبع عشـرةالطـب ،فأسـلمني فـي تعليـم الطـب ،وقـد أتـت ّ
ّ تعليمـي
(((
سنة».
الطـب عـن شـيوخه ُمجـ ّدا ً فـي بلـده پرگامـون ،ثم رحـل إلى
ّ عندهـا أخـذ جالينـوس
اإلسـكندرية التـي كانـت حاضـرة العلـوم متعلّمـاً ،و ومـن هنا لنـا أن نعـ ّد جالينوس أحد
((( Pergamonوت ُس ّمى اليوم ( ،)Bergamaمدينة من مدن تركيا .ينظر :طبقات االطباء والحكماء:
ابن جلجل.44 :
((( تاريخ نگارشهاي عربي :فؤاد سزگين.109/3 :
((( عيون األنباء في طبقات األط ّباء :ابن أبي أصيبعة.308/1 :
يعلا يف ةثداحلا ضارمألا يف سونيلاج باتك عماوج 300
مفاخـر مدرسـة اإلسـكندرية التي ق ّدمت له الكثير في حياته ،ولـم تبخل عليه بعد مماته
كما سـيأتي.
ق َِدم جالينوس قبل قدومه اإلسكندرية جزيرة قبرص و فلسطين و غيرهما ،يقول:
« ...ول ّمـا داعتنـي نفسـي إلـى المضـي إلـى جزيـرة قبـرص بسـبب المحتفـرات التـي
هنـاك ،و إلـى الغور بفلسـطين بسـبب قفر اليهود و غيـره م ّما هناك من األشـياء الكثيرة
التي تسـحق المباشـرة لها و النظر إليها ،كذلك لم أكسـل عن المسـير إلى لميون؛ و ذلك
أنـي ل ّمـا خرجـت من إنطاكيا و سـرت إلـى ماقدونيا ،و جـزت هذا البلد كلّـه وصلت إلى
المدينـة المعروفـة بفللنيـس وهي مجاورة براقي ،ثـ ّم انحدرت منِ ههنا أيضـاً إلى البحر
القريـب مـن هـذا البلـد ويبعد هـذا البحر عن هـذا الموضع نحو 125ميلاً ،ثم انحدرت
مـن هنـاك و جلسـت فـي مركب وسـرت أوالً إلى باسـوس ،فسـرت نحـوا ً مـن 255ميالً،
ثـم سـرت مـن هـذا الموضع أيضاً إلـى الجزيرة التـي يقال لهـا لميون نحوا ً مـن 755ميالً
أخـرى ،و سـرت مـن هـذه الجزيرة إلى اإلسـكندرية التي فـي طرفا 755ميلاً أخرى ،ولم
أذكـر هـذا المسـير وهـذه األميـال ههنـا جزافـاً ،بل إنّمـا وصفت ذلـك كيمـا إن أراد أحد
أن ينظـر إلـى المدينـة المسـماة أنفسـطياس كمـا قد نظـرت أنا َعلِـم من قولـي هذا أين
(((
موضع تلـك المدينة»...
عـاد جالينـوس الـى بلاده و هـو لـم يتـ ّم 30سـنة طبيبـاً ماهـرا ً عارفـاً بالتشـريح و
فنـون العلاج ،فحـاز ثقة الرؤسـاء و َولِـي « ...عالج جميـع المجروحين مـن المبارزين في
الحـرب ،(((» ...عندهـا ذاع صيتـه فـي البالد و اشـتهر أمره في األرجاء ،حتـى ...« :إنّه كان
مـا ّرا ً بمدينـة روميـة ،إذ هـو برجـل قـد َحل ََّق حولـه جماعة من السـفهاء ،و هـو يقول أنا
رجـل مـن أهـل حلـب ،لقيـت جالينـوس و علمنـي علومـه أجمـع ،و هـذا دواء ينفع من
الـدود فـي األضراس.
وكان الخبيـث قـد أعـ ّد بندقـاً مـن القـار والقطـران ،وكان يضعها على الجمـر ،ويب ّخر
بهـا فـم الـذي بـه األضـراس المـد ّودة بزعمه ،فال يجد بـ ّدا ً من غلـق عينيه ،فـإذا أغلقهما
دس فـي فمـه دودا ً قـد أع ّدهـا فـي ُح ّق ،ثـ ّم يخرجها من فـم صاحب الضـرس .فل ّما فعل
ذلـك ألقـى إليه السـفهاء بما معهم ،ثم تجاوز ذلك حتى قطع العـروق على غير مفاصل.
قـال :فل ّمـا رأيـت ذلك أبرزت وجهي للنـاس و قلت :أنا جالينوس ،وهذا سـفيه مجرم
كذّاب ،ث ّم حذّرت منه ،واسـتعديت عليه السـلطان؛ فلطمه..(((» ..
وعندمـا عصفـت رياح الفتنـة بموطنه «پرگامـون» ،اضطُ ّر للرحيل إلـى مدينة رومية،
تيسـر لـه ،ثـ ّم عاد إلى بلـده حتى اسـتدعاه حاكـم رومية ،فرحـل إليها
و بقـي هنـاك مـا ّ
مـ ّرة أخرى.
ويُذكر أنّه:
« ...احتـرق لـه فـي الخزائـن العظمـى التـي كانـت للملك بمدينـة رومية كتـب كثيرة
وأثـاث لـه قـدر ،و كان بعـض النسـخ المحترقـة بخـ ّط أرسـطوطاليس ،وبعضهـا بخـ ّط
أنكسـاغورس وأندروماخـس ،و ص ّحـح قراءتهـا على معلّميه الثقات و علـى من رواها عن
أفالطـون ،وسـافر إلـى مدن بعيـدة حتى ص ّحـح أكثرهـا.(((» ...
و يُقـال إنّـه « ...كانـت ديانـة النصران ّيـة قـد ظهرت في أيـام جالينوس ،و قيـل له :إ ّن
رجلاً ظهـر فـي آخـر دولة قيصـر اكتفيـان ببيت المقـدس يبـرئ األكمه واألبـرص ويحيي
الموتـى ،فقـال :يوشـك أن تكـون عنـده قـوة إله ّيـة يفعـل بها ذلـك .فسـأل إن كان هناك
بقيـة م ّمـن صحبـه ،فقيـل لـه :نعـم ،فخـرج مـن رومية يريـد بيـت المقدس ،فجـاز إلى
(((
يومئذ تُسـ ّمى (سـلطانية) ،فمـات هنالـك و قبره بصقليـة.»...
ٍ صقليـة وهـي
أخالقه و صفاته
يقـول جالينـوس « :فإنّـي لـم أطلـب من أحد مـن تالميذي أجـرة ،و ال من مريض من
((( طبقات األطباء والحكماء .43 :عيون األنباء في طبقات األطباءً ،329/1 :
نقال عن األمراض العسرة البرء.
نقال عن نفي الغ ّم.
((( عيون األنباء في طبقات األطباءً .334/1 :
((( عيون االنباء في طبقات االطباء.330/1 :
يعلا يف ةثداحلا ضارمألا يف سونيلاج باتك عماوج 302
كتبه و مص ّنفاته
اشـتهرت مص ّنفـات جالينـوس فـي حياتـه ،و تداولتهـا األيـدي بعـد مماته ،وقـد ح ّرر
بنفسـه فهرسـاً لهـا ُسـ ّمي (فينكـس) ،وكتب كتابـاً في مراتـب قراءتهـا .و كان على طالبي
العلـوم الطبية حفظ 16كتاباً منها ،سـ ّميت بـ(سـتة عشـر جالينوس) ،و قـ ّرر هذا المنهج
الدراسـي األطبـاء االسـكندران ّيون ،و قـد اقتصـروا عليهـا «مـن سـائر كتـب جالنـوس فـي
التعليـم ،ليكـون المشـتغل بهـا إن كانـت لـه قريحـة ج ّيـدة و ه ّمة حسـنة و حرص على
التعليـم فإّنـه إذا نظـر فـي هذه الكتب اشـتاقت نفسـه بما يـرى فيها مـن عجيب حكمة
جالينـوس فـي الطـب إلـى أن ينظر فـي باقي بما يجد من كتبه» ،و بهذا فـإ ّن « ...ما فعله
االسـكندرانيون فـي ذلـك حيلـة حسـنة فـي حثّ المشـتغل بهـا علـى التب ّحر فـي صناعة
الطـب ،وأن تؤ ّديـه العنايـة و االجتهـاد إلـى النظـر فـي سـائر كتـب جالينـوس ،»...وهذه
ّ
الكتـب هي((( :
2.كتاب الصناعة. 1.كتاب الفرق.
2.مقالـة فـي دالئـل علل العين :كتبهـا في حداثته لغالم ك ّحـال ،ل ّخص فيها العلل
كل واحدة من طبقات العيـن ووصف دالئلها(((. التـي تكـون في ّ
أ ّمـا كتابنـا هـذا الموسـوم بـ «جوامـع جالينوس في األمـراض الحادثة فـي العين»
فوصلتنـا منـه ع ّدة نسـخ خطّ ّية ،هي:
1.نسـخة المكتبـة التيموريـة بالقاهـرة ،برقـم «طـب ،»100و تاريخهـا 592هـ ،و
هـي نسـخة جيدة ّإل أن حاشـية بعـض أوراقها تالفة ،رمزنا لها بــ «تي» ،وأكملنا
الكلمـات المطموسـة مـن النسـخة التاليـة ،واضعين تحـت الكلمات المطموسـة
خطّـاً ،تج ّنبـاً عن إثقال الهوامش؛ طُبعت هذه النسـخة فـي ضمن مجموعة بدون
تصحيح(((.
2.نسـخة مكتبة معهد االستشـراق بمدينة بطرسـبورغ برقم ( )C875تعود إلى سنة
551هــ ،و تقـع فـي ضمـن مجموعـة كتبهـا عبدالرحمـن بـن إبراهيـم بن سـالم
المقدسـي المتطبّـب بخـ ّط النسـخ القديـم ،محفوظـة على
ّ األنصـاري
ّ بـن عمـار
الميكروفيلـم فـي مكتبـة (آسـتان قـدس رضـوي) بمشـهد برقـم ( )24805وهـي
مستنسـخة عـن ميكروفيلـم مركـز جمعـة الماجد برقـم( )244572و رمزنـا لها بـ
بطـب العيـون ،و تحـوي( :البصـر و البصيـرة)
«بـط»؛ و المجموعـة كلّهـا تتعلّـق ّ
لثابـت بـن قـرة ،و (معرقـة محنـة الك ّحاليـن) ليوحنـا بـن ماسـوية ،و (المسـائل
فـي العيـن) لحنيـن بـن إسـحاق ،و(كتاب فـي تركيب العيـن و عللهـا) لحنين ،و
الكفرطابـي وكتاب جالينـوس هذا.
ّ (تشـريح العيـن) ّ
لعلـي بـن إبراهيـم
3.نسـخة مكتبـة چسـتربيتي برقـم ،3425نُسـخت سـنة 834هــ ،وتقـع في ضمن
الهـروي بخـ ّط النسـخ،
ّ الطوسـي
ّ مجموعـة كتبهـا أحمـد بـن مح ّمـد بـن حسـين
وتحـوي المجموعـة( :نتيبجـة الفكـر فـي أمراض البصـر) لفتح الدين أبـي العباس
المقدسـي (األوراق )140-1؛ وكتابنـا
ّ أحمـد بـن عثمـان بـن هبـة اللـه الطبيـب
أ ّمـا أصـل الكتـاب (كتاب جالينوس في األمراض الحادثة فـي العين) فلم يذكره حنين
فـي رسـالته ،مثلمـا أ ّن (مقالـة فـي دالئل علل العين) السـابق ذكـره مفقود أيضـاً ،و بما
كل واحدة من طبقـات العين ووصف أ ّن كتابنـا هـذا لـم يـزد على (العلل التي تكـون في ّ
دالئلهـا) ،فـإ ّن االعتقـاد بـأ ّن كتابنـا هـذا هـو (مقالـة فـي دالئـل علـل العيـن) لـن يعدو
الصواب ،و ال ّسـيما أن مادته العلمية ليسـت بتلك الغزارة ،و هذا ما يناسـب ما ذُكر أنّه
«كتبهـا جالينـوس فـي حداثته لغالم ك ّحال» ،و أيضاً لم يُنسـب كتابنا إلـى أحد غير مؤلّفه
علي
جالينـوس ال فـي نسـخنا المخطوطـة و ال فـي عيون األنباء ّإل ما سـيأتي على لسـان ّ
بن عيسـى الك ّحال من نسـبة الكتاب إلى اإلسـكندرانيين من دون ذكر أي اسـم.
على أية حال ،فإ ّن هذا الكتاب و بهذا االسـم كان معروفاً قبل سـنة 400هـ ،إذ يقول
علي بن عيسـى الك ّحال فـي كتابه (تذكرة الك ّحالين) :
ّ
« ...وصـل كتابـك أيهـا األخ الفاضـل ،حفظـك الله برأفته و أرشـدك الصـواب برحمته،
كل مرض منها؛ أل ّن اإلسـكندرانيين
تسـأل جوامع كتب جالينوس في أمراض العين و عالج ّ
ذكـروا عـدد األمـراض و لم يذكـروا عالجها ،و قد رأيت أن أؤلّف كتابـاً في العين أذكر فيه
جميع ما سـألت عنه.(((» ...
ازي ذكر كتاباً باسـم (كتاب العين) مـن دون أن يذكر مؤلّفه فيوجديـر بالذكـر أ ّن الـر ّ
أغلـب المواضـع ،م ّمـا حدا ببعضهم علـى أن يعتقد بأ ّن (كتاب العيـن) هذا من مص ّنفات
ازي نسـب الكتـاب فـي فصل أمـراض الزجاجية جالينـوس ،و األمـر خلـط ب ِّيـن ،إذ إ ّن الـر ّ
(1) The Chester Beatty library; a handlist of the Arabic manuscripts، Arthur Arberry, 2/77.
((( تذكرة الكحالين :علي بن عيسى الك ّحال.15 :
يعلا يف ةثداحلا ضارمألا يف سونيلاج باتك عماوج 306
إلـى حنيـن ،أ ّمـا بقيـة نقلـه عـن جالينوس فخا ٍل مـن ذكر مـا أوردناه من كتـب جالينوس
فـي العيـن ،بـل يحتـوي أكثرها على علاج أمراض العيـن ،و هذا خالف ما ذكـره علي بن
عيسـى الكحـال في تذكرتـه و ما نراه فيمـا وصل إلينا.
عملنا
1.قمنـا بمقابلـة نسـخة المكتبـة التيمورية ورمزنـا لها بـ(تي) و نسـخة مكتبة معهد
االستشـراق ورمزنـا لهـا بـ(بـط) ،و همـا أقـدم نسـختين وصلتـا إلينـا ،و ضبطنـا
االختلاف فـي الهامش ،ونظـرا ً لكثرة السـقط والطمس في مخطوطـة التيمورية،
اكتفينـا بوضـع خط تحت الكلمات والعبارات السـاقطة أو المطموسـة منها تج ّنباً
مـن اثقـال الهوامـش ،وقد أشـرنا إلى صفحـات المخطوط بيـن معقوفين وحيث
تـدل علـى رقـم الورقة فـي المخطوط فقد بـدأ الترقيم إن المصـورات الرقميـة ال ّ
لكل مخطوط وقد ت ّمت اإلشـارة لجهة الصفحة لمخطوطة معهد النص ّفـي بدايـة ّ
االستشـراق كـون مصوراتهـا عبـارة عـن لوحـات تحمـل الجهـة الخلفيـة لورقـة(أ)
والجهـة األمام ّية لورقـة أخرى(ب).
النـص ،إذ إ ّن
2.رجعنـا إلـى كتـاب (تذكـرة الك ّحاليـن) ،للتأكّـد مـن سلامة معنـى ّ
الكتـاب كان متوافـرا ً لـدى صاحبـه مثلمـا ذكرنـا ،و كان تعريفه لألمـراض نقالً عن
ٍ
بتصـرف وجيـز فـي بعـض المواضع. كتابنـا هـذا
3.ترجمنـا أسـماء األمـراض ألقـرب األسـماء حاليـاً ،ليكـون دليلاً لفهـم سـائر كتـب
الك ّحالـة لممارسـي الطـب اليـوم ،وضُ بطـت بين معقوفيـن [ ،]...في حـال وجود
لـكل واحد منهاأكثـر مـن اسـم حديـث لمسـ ّمى واحد للمـرض حاليًّا ،ت ّم اإلشـارة ّ
بالنجوم(*).
النص بالشكل المتعارف عليه اليوم بمراعاة مايأتي 4.ضبطنا ّ
إضافة عالمات الترقيم وتقطيع الفقرات. •
األصلي فقـد ضُ بطت
ّ إضافـة عناويـن فرعيـة ،وحيـث إنّهـا ليسـت مـن ّ
النـص •
بين معقوفيـن [.]...
والحمدللـه رب العالميـن والصلاة والسلام علـى محمـد وآل بيتـه الطيبيـن •
الطاهريـن.
307 راّطعلا دّمحم .د
ﺻﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺦ
ﺍﳋﻄ ّﻴﺔ ﺍﳌﻌﺘﻤﺪﺓ
309 راّطعلا دّمحم .د
[تي ،1بط1أ]
بسم اهلل الرحمن الرحيم
جوامع كتاب جالينوس في األمراض الحادثة في العين
أمراض الجفن
ستة عشر مرضاً
الجـرب ،البـرد ،التح ّجـر ،االلتزاق ،الشـعيرة ،الشـعر الزائد ،انقالب الشـعر ،الشـترة،
انتثـار الهـدب ،الوردينـج ،القمل ،السلاق ،الحكّـة ،الدمل،الشـرناق ،التوثة.
][Trachoma [الج َرب]
َ
و أ ّمـا البـرد فنـوع واحـد و هـو رطوبـة غليظة تجمـد((( وتنبت في باطـن الجفن من
((( (تجمد) غير مقروءة في النسختين ،و المذكور من تذكرة الك ّحالين.99 :
يعلا يف ةثداحلا ضارمألا يف سونيلاج باتك عماوج 316
أ ّمـا التح ّجـر أيضـاً فنـوع واحـد ،و هـو فضلـة أغلـظ مـن الرطوبـة التـي يحـدث منها
البَـ َرد ،تتح ّجـر فـي العين.
][(*) Symblepharon
][(**) Blepharorrhaphy
االل ِت َزاق
و أ ّمـا الشـعيرة فنـوع واحـد ،و هـو ورم يحـدث فـي أطراف الجفن مسـتطيل شـبيه
بالشـعيرة ،و لذلـك يسـ ّمى باليونانـي (قرني).
][Distichiasis زيادة الشعر
][Entropion, Trichiasis و انقالبه
و أ ّمـا زيـادة الشـعر و انقلاب الشـعر أيضاً فنوع واحد ،و هو شـعر ينبـت في الجفن
منقلبـاً إلى الداخـل فينخس العين ،فتسـيل إليها مادة.
][Lagophthalmos الشترة
شـيئاً مـن بيـاض العيـن ،و يعـرض ذلـك مـن القطع و مـن خياطـة الجفـن إذا كانت على
خالف مـا ينبغي.
و الثاني :قصر األجفان و يس ّمى باليونانية (قوما).
و الثالـث :يعـرض مـن انقلاب االجفـان إلـى الخـارج و يسـ ّمى (اطروفيـن) ،و يعرض
هـذا الضـرب إ ّمـا مـن أثـر قرحـة ،و إ ّمـا من زيـادة لحم فـي قرحـة تعرض فـي األجفان.
][Ulcerative Blepharitis, Alopecia انتثار الهدب
و أ ّمـا الوردينـج فضربـان :أحدهما يكـون من مادة دموية((( تسـيل إلى جفن واحد أو
إلـى كليهمـا [تـي ،]2و لونه أحمر مع غلظ شـديد و ثقـل و رطوبة كثيرة.
و اآلخـر يحـدث مـن دم مـري و يلـي لونـه الخضـرة و الـورم ،و الحمـرة فيـه قليلة و
الغـزران فيـه و الحكـة أكثر.
][Pediculosis, Lice القمل
و أ ّمـا القمـل فنـوع واحـد ،و هو تولّد قمل صغـار كثير في الهدب ،يعـرض أكثر ذلك
يقـل مـن التعب و مـن الدخول إلـى الحمـام ،و يُقال له
ل َمـن كان يكثـر مـن األطعمـة و ّ
باليونانيـة (فينورس).
((( كلمة (دموية) غير قابلة للقراءة ،أضفناها من تذكرة الك ّحالين.130 :
يعلا يف ةثداحلا ضارمألا يف سونيلاج باتك عماوج 318
][Blepharitis السالق
و أ ّمـا السلاق فضـرب واحـد مـن رطوبة بورقية مالحـة لطيفة ،و هـذه الفضلة إ ّما أن
تكـون فـي المـآق األكبـر ،و إ ّما أن تكون فـي اللَحاظ ،و إ ّمـا في كليهما.
][Allergic Blepharitis الح ّكة
و أ ّمـا الحكّـة ف ُيقال لها باليونانية (احسوسـيس) ،و هي حكّة تعـرض ،إ ّما في المآقين
جميعـاً ،و إ ّمـا في أحدهما ،و إ ّما فـي باطن الجفن كلّه.
الدمل
و أ ّمـا الدمـل فورم جاسـي صلـب يحدث في باطن الجفن األسـفل ،أو في ظاهره ،أو
فـي جوفه فيما بيـن الظاهر و الباطن.
][Lipoma الشرناق
وأ ّمـا الشـرناق فسـلعة تكون في الجفـن األعلى يمتنع العليل منهـا أن يرفع بصره الى
فوق ،و هو جسـم شـحمي لزج متشـ ّنج بعصب ،و يسـ ّمى باليونانية (طاسيس).
][Haemangioma, Pinguecula التوثة
و أ ّمـا التوثـة فهـي أيضـاً ورم جاسـي شـبيه في شـكله بالتوثـة ،و أكثر مـا يعرض ذلك
فـي األجفان.
319 راّطعلا دّمحم .د
أمراض المآق
ثالثة :الغدة ،السيالن ،الغرب
][Inner canthal granuloma الغدة
أ ّمـا الغـدة فزيـادة اللحم ّيـة التـي تُسـ ّمى ربـاط العيـن علـى االعتـدال الطبيعي فوق
المقدار.
السيالن
و أ ّمـا السـيالن فهـو نقصـان اللحميّـة التـي علـى رأس الثقـب الـذي بيـن العيـن و
المنخريـن حتـى ال يمنـع الرطوبـات مـن أن تسـيل إلـى العيـن ،و يحـدث ذلـك إ ّمـا من
إفـراط المتط ّببيـن في قطع الغدة ،و إ ّما من اسـتعمالهم األدوية الحـا ّرة في عالج الظفرة
و الجـرب.
][Dacryocystitis الغرب
و أ ّمـا الغـرب فإنّـه خـراج فيمـا بيـن المـآق االكبـر إلـى األنـف ،وإن أغفـل عنـه صار
ناصـورا ً((( ،فربمـا انفجـر إلـى داخـل األنـف فـي الثقـب الـذي فيما بينـه و بيـن العين،
فيقتـرف((( صاحبـه بالمـ ّدة المنتنة.
و ربّما انفجر من ظاهر االنف في جوف العين فيم ّر أيضاً.
أمراض الملتحمة
عشـرة :الرمـد ،الطرفـة ،الظفرة ،االنتفاخ ،الجسـا ،الحكّة ،السـبل ،الودقـة ،الدبيلة،
الدمعة.
][Conjunctivitis الرمد
ينصـب فـي الملتحـم مـع تَ َخـرق األوراد التـي فيـه ،و يعـرض
ّ و أ ّمـا الطرفـة فهـو دم
ذلـك مـن ضربين :
أحدهما :من ضربة تصيب العين فيخترق الملتحم.
و اآلخر :ينسكب إلى الملتحم من ش ّدة الضربة من غير أن ينخرق.
][Pterygium الظفرة
و أ ّمـا الظفـرة فزيـادة فـي الملتحـم عصب ّيـة ،و نباتهـا مـن المـآق األكبـر ،و يُسـ ّمى
باليونانيـة (افثيوطـور) ،فربما امت ّدت على الملتحم و القرني ،و ربّما امت ّدت و انبسـطت
علـى الملتحـم و حده.
][Chemosis االنتفاخ
و أ ّمـا الجسـأ فصالبـة تكـون فـي العيـن مـع األجفـان ،و يعـرض معهـا وجـع (و
حمـرة)((( ،و يعسـر لذلـك فتـح العيـن فـي وقـت االنتباه مـن النـوم ،و تُسـ ّمى((( هذه
العلـة (سـقليدوس).
((( في بط( :أو قرضة بقة) ،و العبارة « و أكثر ما يعرض للشيوخ »...بعدها.
((( في بط و تي( :غيره) ،و الصحيح ما ذكرناه من تذكرة الك ّحالين.204 :
((( في تي( :يس ّمى).
يعلا يف ةثداحلا ضارمألا يف سونيلاج باتك عماوج 322
و أمـا الحكّـة ف ُيقـال لهـا باليونانية (خروسـتي)؛ و هي حكّة تعرض فـي الملتحمة من
فضلـة بورقيـة ،و قـد تعـرض هذه العلة فـي األجفان ،و قـد ذكرناها هناك.
][Pannus السبل
َ
و أ ّمـا الودقـة فهـو ورم جاسـي يكـون فـي الملتحـم ،و مواضعـه مختلفـة ،و كذلـك
ألوانه.
إ ّمـا أن تكـون فـي ناحية المـآق األكبر ،و إ ّما أن تكون في ناحيـة المآق االصغر ،و إ ّما
فـي أقصـاه ،أعنـي تحت الجفن ،و إ ّما في اللون ،فربما كان أحمـر ،و ربّما كان أبيض(((.
الد َب َيلة
ُ
و أ ّما الدبيلة (فهي قرحة عميقة)((( تسيل منها رطوبات العين.
و أ ّمـا الدمعـة فربّما جرت الدمعة البورقية فأفسـدت (و بلّـت)((( جميع أجزاء العين،
و كان منهـا الرطوبة (التي)((( في العين و اسـترخائها.
و أ ّمـا البثـر فتحـدث إذا اجتمعـت رطوبـة بيـن القشـور التي منهـا تركبـت القرنية ،و
ألوانهـا((( مختلفـة ،إ ّمـا ان تكـون بِيضـاً ،و إ ّما أن تكون سـوداء.
األثر
و أ ّما األثر فنوعان :
فمنه دقيق في ظاهر القرنيّة ،و يُس ّمى باليونانية (بولوما).
((( ليست في تي.
((( في تي( :وأنها).
325 راّطعلا دّمحم .د
السلخ
و أ ّمـا السـلخ فيعـرض من األشـياء الفتّاحة لهذا الحجاب ،مثـل حديد أو قصب أو لذع
أدوية حادة.
][Cancer السرطان
و أ ّما السرطان فَ ِعلّة تحدث من المرة السوداء ،وليس لها عالج وال برء.
الحفر
و أ ّمـا الحفـر فيعرض من نخسـة تصيب العين ،فربّما انتهى ذلك إلى القشـرة األولى،
و ربّما انتهى إلى القشـرة الثانية ،و ربّما انتهى إلى القشـرة الثالثة.
الضيق
ينصـب إليه
ّ أ ّمـا ضيـق ثقـب العنب ّيـة فيكـون إ ّمـا مـن ورم ،و إ ّمـا من كيمـوس أرضي
فيفسـده ،و إ ّمـا من حـرارة مفرطـة تقبضه.
][Mydriasis االتساع
االنخراق
و أ ّما االنخراق فإنّه إن كان يسـيرا ً لم ينفذ و لم يض ّر بالبصر إضرارا ً شـديدا ً ،و إن كان
عظيماً نافذا ً سـالت منه الرطوبة البيض ّية حتى تلقى الطبقة القرن ّية ،ف ُيحدث آفتين:
أ ّما الواحدة :فإ ّن العنبيّة تقترب من الجليديّة فال يكون للجليديّة ما يسترها.
و الثانيـة :أ ّن النـور اآلتـي مـن الدمـاغ ال يجتمـع فـي الحدقـة؛ ألنّـه يخـرج [تي ]5و
ينتشـر مـن الثقب.
][Iris Prolapse النتوء
ﻓﺈن ﻓﺴﺪ
و إن
و
رﻃﺒﺖ ﻓﻮ
إن ﻛ
وإ
ﻃ
نﺟ
ﱪ
ﺒ
ت
ﻌ
وإ
و إن
ﻬﺎ
ّﻔﺖ
وﻋ
ق اﳌﻘﺪار
ن
ﺻ
و
ﺟ ّﻔ ﰲﻣ
ﻐ
و ﺗﺨ ّﺴ ﺮت
ﻈﻤﺖ
ﻐ ﺗ
ﺖ
ﻮاﺿ
ﰲﻣ ﻔ
ّري ﻟﻮﻧﻬﺎ
ﺎ ﺖﺑ
ﻊﻛ
ﻮ ﻵ
ﺿ
أو ﻧﺸﻔﺖ ﻋﻨﻬﺎ رﻃﻮﺑﺘ ﻊ أﺑ ﺔ اﻟ ﻓ
ﺜرية
ﺤ
ﻬﺎ ﴫ ﺎدﺛﺔ
و إن ﻳﺒ و إن ﺟ
ﺴﺖ ﻳﺒﺴﺎً ﻳﺴريا ً ّﻔﺖ ﺟﻤﻴﻊ أﺟﺰاﺋﻬﺎ
ﺻ
ﻢ ﻐﺮت ،ﻓﻠ ﺻﻐ
ﺷ ن ﺎ ﺴ ﻧﻳﻨﻈﺮ اﻹ ﻓَ
ﺮت اﻟﻌني
ﺌﺎًﻴ َﻘﺪ ا اﻹ
ﻹ ﻧﺴ نﺎ
رأ
ﺴﺎ ﻧ
ى اﻹ
ن اﻟﺒ ﻛﺄﻧّﻪ
اﺧ
ﻧﺴﺎ
ﴫ ﻳ
ﺘﻠﻒ
مل
ﻨ
رﻃﺒﺖ
ﻈﺮ
نﻛ
ﰲ
ﻧ
ﻞ ﻣﺎ
ﻛﻮة
ﻮ
ر اﻟﻌ
ﻣﻦ ذﻟﻚ
ﻻﻗﺎه
ني
ذا
ﻛﻮي
329 راّطعلا دّمحم .د
أو اﻧﺠﺬﺑ
و
و إن اﻣﺘﺪت إﱃ ﻓ ﺴﻮاد
ﺖ إﱃ أﺳﻔﻞ
وإ
ﻐري ﻟ
نﻏ
ﻧﻬﺎ ﻟﻠﺤﻤﺮة
وإ
ﻠﺐ
ﻮﻧﻬﺎ
ن
رﻃ وإ
ﻋﻠﻴﻬ
ﻮق
ﺒ
إ
نﺗ
ﱃ
ﺖﻓ
ّﻐري ﻟ
ﺎ اﻟﻴ
اﻟ
ﻮق ﻮﻧﻬﺎ
ﺒﺲ
ﴫ
ن ﺖ
ﴫ اﻻﻧﺴ
ا
مل
ﻻﺷﻴﺎ ﻣﻦ
ﻳ
ا
ﻜﻤﻞ
ﻹ
ﻠّﻬﺎ ﻛ
ﺴﺎن
ﻚ
أﺑﴫ إ
ﺻ
ﺑ
ﻔ
ﻬﺎ اﻟ
اءﺮ
ﺎ
ا
ن اﻻﺷﻴﺎء
ﺷﻴﺎ ﻷ
ﺒﴫ
ﱃ اﻟﴚء ﺷﻴﺌني
ء ﻛﻠﻬﺎّ
ﻛﻠّ
ﺳ
ﻮداء
ﻬﺎ ﺣﻤﺮاء
((( الظاهر أ ّن المقصود تدحرجها أو ميلها نحو اليمين أو اليسار ،حيث Rollingتعنى المذكور.
يعلا يف ةثداحلا ضارمألا يف سونيلاج باتك عماوج 330
ﻻ ﻳﺠﺘﻤﻌﺎن
ﺒﻌﻴﺪ
ﻘ ﺘ ﺑﺎﺳ ﺮى اﻟ
ﻳ
ﺎءﺼ
و أ ّمـا فيمـا بيـن العنب ّيـة و الرطوبـة الجليديّة فتعرض علّـة يُقال لهـا باليونان ّية [تي]7
(سسـا) ،تحـول بيـن الجليديّـة و االتصـال بالنور الخـارج ،و هي رطوبة غليظـة تج ّمد في
الحدقـة تُسـ ّمى المـاء ،و ألوانـه مختلفـة فمنـه ما يشـبه الهـواء و اللؤلؤ ،و منه ما يشـبه
(((
لـون الزجـاج ،و منـه مـا هـو أحمـر ،و منـه مـا هـو أخضـر ،و منـه مـا هـو علـى لـون
السـماء ،و منـه مـا يلي الزرقـة( ،و منه مـا يشـبه الزئبق)(((.
[االنتشار]
واحـد((( ،فقـد تنصـب اليهـا فضـول حا ّرة حـا ّدة من الدمـاغ تحرقهـا((( ،فيخـرج النور
المحصـور بهـا بغتـ ًة إلى جميع أجزاء العيـن ،فيختلط بالرطوبات و يملأ الطبقات ،فعند
ذلك يعدم اإلنسـان البصر ،وهذه العلة ت ُسـ ّمى [الـ]انتشـار؛ و تفسـيرها انتشـار النور في
جميـع العين.
[الس ّدة]
ُّ
(فأ ّمـا أمـراض العصـب األجـوف واحـد((()((( ،فاآلفـة تعـرض لـه إن تنجلـب إليـه مـن
الدمـاغ فضـول باردة رطبة تتراشـح فيـه على طول األيام و الزمـان ،فعندما يمتلئ ويحجز
بيـن خـروج النـور مـن الدمـاغ إلـى العيـن يفقـد اإلنسـان البصـر ،و تُسـ ّمى هـذه العلـة
(السدة).
ُ
[بـط5ب] فيصيـر مبلـغ جميـع األمـراض و األعـراض التـي تعـرض فـي العيـن على ما
بي ّنـاه فـي موضـع موضـع ،وطبقـة طبقـة على هـذا النحو مـن ذلك:
في الجفن سـتة عشـر ،في المآق ثالثة ،في الملتحم عشـرة ،و في القرن ّية ثمانية ،و
فـي العنب ّيـة أربعـة ،و فـي البيض ّية سـبعة ،و في الجليديّة اثنا عشـر ،وفي الـروح النوري
أربعـة ،و فيمـا بيـن العنب ّيـة و الجليديّـة واحـد ،و فـي العصـب األجـوف واحـد ،و فـي
الشـبك ّية واحـد ،و فـي المشـيم ّية ثمانيـة ،و في الزجاج ّيـة ثمانية ،و فـي الصلبة ثمانية.
فذلك واحد وتسعون مرضاً.
تم الكتاب بعون الله و حسن توفيقه
ّ
يعلا يف ةثداحلا ضارمألا يف سونيلاج باتك عماوج 334
المصادر والمراجع
1.تاريخ نگارشهاي عربي :فؤاد سزگين ،وزارت فرهنگ و إرشاد إسالمي ،تهران1380 ،ه.
الشرفي ،الس ّيد غوث محي الدين ،دائرة
ّ القادري
ّ 2.تذكرة الك ّحالين :علي بن عيسى الك ّحال ،تحقيق:
المعارف العثمانية ،حيدر آباد ،الدكن ،الهند1964 ،م.
3.الجامع لمفردات األدوية واألغذية :عبدالله بن أحمد ابن البيطار ،دار الكتب العلمية ،بيروت،
1412ه.
علي بن يحيى في ذكر ما ترجم من كتب جالينوس :حنين بن إسحاق،
4.رسالة حنين بن إسحاق إلى ّ
تحقيق :مهدي محقّق ،مؤسسة مطالعات إسالمي ،جامعة طهران ،طهران1379 ،ه.
5.شش رساله كهن پزشكى :مجموعة مؤلّفين ،تحقيق :يوسف بيگ بابا پور ،مجمع ذخائر إسالمى،
قم1390 ،ه.
6.طبقات األطباء والحكماء :سليمان بن حسان ابن جلجل ،تحقيق :فؤاد س ّيد ،مطبعة المعهد
الفرنسي ،القاهرة 1955 ،م.
ّ العلمي
ّ
7.عيون األنباء في طبقات األط ّباء :أحمد بن قاسم ابن أبي أصيبعة ،تحقيق :عامر نجار ،الهيئة
المصرية العامة للكتاب ،القاهرة2001 ،م.
8. The Chester Beatty library; a handlist of the Arabic manuscripts. Arberry, Arthur.
Dublin1956.
335 يل يحالف يلع -يمالغ اضر
الضروري من اآلداب»
ّ «حبيب ُة األحباب في
ﻣﻦ ﺍﻵﺩﺍﺏ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ّ
ﻓﻲبن عبد ال ِّرضا ّ
البرصي ﺣﺒﻴﺒ ُﺔملهذّب ال ّدين
ﺍﻷﺣﺒﺎﺏأحم َد
ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ
َ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻣﻬﺬﺏ ّ ﺗﺄﻟﻴﻒّ :
ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ
ّ ﺍﻟﺮﺿﺎِّ
Habibat al-Ahbab fi A'dharori min
فالحي ليالب تحقيق :رضا غالمي -عيل
Al-A'adab
Written by: Muhadhab aldin Ahmed
إرشاف :سامحة الشّ يخ قيس بهجت العطّار
bin Abdul Ridha Al-Basri
قيق
ف ليب
ع غ ّ -
رضا
ّ
إاف :حة الشيخ قيس جت العطار
إان
Annotated by
Ridha Ghulami – Ali Falahi Lilab
Supervised by: Sheikh Qais Bahjat Al-Attar
Iran
337 يل يحالف يلع -يمالغ اضر
الملخص
ّ
نقـ ّدم فيمـا يأتـي رسـال ًة محقّقـة لمؤلّفها الشـيخ مهـذّب ال ّديـن أحم َد بن عبـد ال ِّرضا
البصـري ،مـن علمـاء القرن الحادي عشـر للهجرة ،ومـن الفوائد المه ّمة في هذه الرسـالة ّ
الصغيـرة الحجـم الكبيـرة المحتـوى أنّها نقلـت إلينا بعـض األحاديث التـي ال توجد اليوم
يدل علی سـعة اطّالعه کتـاب من الكتب ،وهـذا ما ّ فـي مجموعـ ٍة مـن المجاميـع وال في ٍ
الحديثـي في مجال األخلاق فُ ِقد من
ّ وطـول باعـه ،کمـا ّ
يدل علـی أ ّن مقدارا ً مـن التراث
عندنـا اليـوم ،ومن هنا کان تحقيق هذه الرسـالة ذا فائد ٍة ال ً
غنی عنها للمكتبة اإلسلام ّية
عمومـاً والشـيعيّة بوج ٍه ٍّ
خاص.
بابحلا ُةبيبح
أ دآلا م ّيرورضلا يف
ن 338
Abstract
Here's an annotated letter to its author, Shaikh Muhadhab aldin
Ahmed bin Abdul Ridha Al-Basri , an 11th -century scholar. An
important benefit of this small in its size and big in its meaning is
that it transferred some of the Hadiths that do not exist today in any
group of books. This is indicative of his wide knowledge as well as
the fact that some amount of Hadith heritage in the field of ethics has
been lost from us today. Therefore, the annotation of this letter was of
indispensable benefit to the Islamic Library in general and the Shiites
in particular.
339 يل يحالف يلع -يمالغ اضر
المقدمة:
ّ
إ ّن اإلسلام منـذ بدايتـه قـد اهتـ ّم باألخلاق واآلداب فـي شـتّی شـؤون الحيـاة،
خاص بالمسـلم نفسـه ،ومنهـا ما هو ّ
خـاص بتعامله مع أهله وعشـيرته فمنهـا مـا هو ّ
وجيرانـه ،و لهـذا نـری ّ
النبـي األعظـم واألئ ّمـة مـن أهلـه (عليهـم أفضل الصالة والسلام)
کل شـي ٍء حتـی تقليـم األظفار.
يُرغِّبـون و يأمـرون برعايـة اآلداب فـي ِّ
والعلمـا ُء اقتفـا ًء ألثرهـم جمعـوا مـا ُروي عنهـم وألّفـوا رسـائل وکتبـاً فـي هـذا
الموضـوع ،وانك ّبـوا علـى شـرحها وتفصيلهـا ،حتـى كثـرت البحـوث عنهـا فـي التّفاسـير
والكتـب الفقه ّيـة وكتـب الحديـث وغير ذلك؛ فمنهـم من ألّف في بعـض اآلداب ،ومنهم
کل اآلداب ،فكثُرت الدراسـات في هـذا المجال ،ومنها رسـالتنا هذه ،التي مـن ألّـف فـي ّ
الضروري
ّ البصري وسـ ّماها «حبيبة األحبـاب في
ّ ألّفهـا مهـذّب ال ّديـن أحمد بن عبدال ّرضا
مـن اآلداب» ناقلاً فيهـا األحاديـث المرويّـة عـن العتـرة الطاهـرة (عليهـم أفضـل الصالة
والسلام) فـي بعـض األبواب مـن اآلداب.
لعالـم مـن علمـاء القـرن الحـادي عشـر
ٍ وهـا نحـن نقـ ّدم فيمـا يلـي رسـال ًة محقّقـة
للهجـرة ،الـذي كان ح ّيـاً سـنة 1086هـ ،وهـو من معاصري المح ّدث الشّ ـهير مح ّمــد بن
العاملـي -رضـوان اللـه تعالـى عليـه -المتوفّـى سـنة 1104هــ .
ّ الحسـن الحـ ّر
وقـد نقـل المؤلّـف فی هـذه الرسـالة األحاديث عن األئ ّمـة الطاهريـن (عليهم أفضل
رب العالميـن) ،فـکان من الـر ّواد في هذا المضمـار في العصـور المتأ ّخرة -وأعني صلاة ّ
البصـري بالتأليف
ّ هنـا بالتّحديـد القـرن الحادي عشـر للهجرة -فقـد امتاز مهـذ ُّب ال ّدين
والتصنيـف فـي عـ ّد ٍة مـن العلـوم ،وقد طـار صيته وذاع وشـاع علی ألسـنة ال ّنـاسّ ،
وظل
يُذكَـر في مجالـس العلم واألدب.
ومـن الفوائـد المه ّمـة في هذه الرسـالة الصغيـرة الحجم الکبيرة المحتـوی أنّها نقلت
لنـا بعـض األحاديـث التـي التوجـد اليـوم فـي مجموع ٍة مـن المجاميـع وال في ٍ
کتـاب من
بابحلا ُةبيبح
أ دآلا م ّيرورضلا يف
ن 340
التبريزي.274 :
ّ ((( مرآة الكتب:
اني ذلك فقال في الذريعة« :وكان الشيخ مهذّب الدين من المص ّنفين ((( وقد استبعد العلّمة الطهر ّ
قبل لقاء الشيخ الح ّر له بسنين ،كما يظهر من تواريخ تصانيفه ،فيبعد كونه من تالميذ الشيخ
الح ّر كما حكاه في نجوم السماء عن تذكرة العلماء ،ويمكن أن يكشف عن ذلك تقريظ الح ّر
العاملي لكتابه في سنة 1075هـ؛ فإنّه كان في أوائل ورود الشيخ الح ّر إلى مدينة مشهد» انتهی. ّ
(الذريعة)3/363 :
لکن تتلمذه عليه يظهر من خاتمة كتابه (فائق المقال في علم الرجال) حيث قال فيه« :إ ّن أكثر
العاملي أعلى اللّه قدره» ،و
ّ ما نقلت فيه عن ثقة المح ّدثين شيخي ومالذي وأُستاذي الشيخ الح ّر
يؤيّد ذلک التقريظ الذي كتبه له الشيخ الح ّر عند عرض كتابه (الد ّرة النجفيّة) عليه .
((( ينظر أعيان الشيعة :محسن األمين.624/2 :
341 يل يحالف يلع -يمالغ اضر
السـيّد حسـن األمين> :كان فقيهاً أصوليّـاً مح ّدثاً ،متقناً لعلمـي المعاني والبيان
وقـال ّ
والفلكيّات<(((.
اإلمامي ،ذو الفنـون ،مهذّب
ّ السـبحاني فأکمـل وأوفى :الحافـظ
ّ وقـال الشّ ـيخ جعفـر
البصـري ،نزيل خراسـان ث ّم بالد الهند ،أقام في مشـهد اإلمام ال ّرضا بخراسـان،
ّ الديـن
وفـي القـرى التّابعـة لـه ،وزار كابـل وقندهـار وشـاه جهان ،ث ّم سـكن حيدرآبـاد ،وص ّنف
فيهـا وفـي المـدن والقرى التـي زارها جمل ًة مـن الكتب.
العاملـي ،وحصـل منـه على
ّ ت َتلمـذ علـى المحـ ّدث الكبيـر مح ّمـد بـن الحسـن الحـ ّر
إجـاز ٍة ،و ُعنـي بالحديـث و َم َهر فيه ،وصـار من حفّاظ عصره ،كان يحفظ اثني عشـر ألف
حديـث بلا إسـناد ،وألفيـن((( ومائتـي حديـث مـع اإلسـناد ،وتب ّحر فـي أكثر علـوم زمانه ٍ
وفنونـه وص ّنـف كتباً(((.
مولده ووفاته:
لم نحصل على تأريخ والدته ووفاته بشـكلٍ دقيق ،نعم ذكر ّ
السـيد حسـن األمين أنّه
ُولد سـنة 1020هـ((( ،ولم نعلم له سـلفاً في ذلك.
وأ ّمـا وفاتـه :فلـم تذكرها المصـادر والمراجع على وجـه التحديد ،والـذي ذكره أغلب
َمـن ترجمـوا لـه أنّـه كان ح ّياً سـنة 1085هــ((( .وذكر اآلقا بـزرك :أنّه تُوفّـي بعد 1085هـ
علومه:
البصـري مـن العلمـاء الكثيـري التأليـف والتّصنيـف ،وکان عالمـاً
ّ يُعـ ّد مهـذّب الديـن
رجالـي ،متضلّـع مـن
ّ أصولـي ،ومحـ ّدث
ّ موسـوع ّياً جامعـاً لکثيـ ٍر مـن العلـوم ،فهـو فقيـه
والطب ،وعلم
ّ علـم الـكالم ،مت ِقـن لعلمي المعاني والبديـع ،وعالم بالفلـك وال ّرياضيـات،
النفـس ،وتجويـد القـرآن ،وف ّن الخطّ ،وقد ألّف في جلّها ما بين رسـال ٍة مختصرة ،أو إجابة
يحل بهـا؛ إذ كان كثيـر التنقُّل
عـن أسـئل ٍة ،أو تلبيـة التمـاس أحـد األهالـي في البلاد التي ّ
وباألخص خراسـان ،وكابل ،وقندهـار ،وحيدرآبـاد ،ودهلي ،وغيرها. ّ فـي البلاد اإلسلام ّية،
تصانيفه:
البصري كتباً ورسـائل في شـتّى العلـوم؛ من اللّغـة بأنواعها
ّ لقـد ألّـف مهـذّب الديـن
وحقولهـا ،والفقـه واألصول ،والكالم ،والحديـث ،والدراية والرجال ،واألخالق والحسـاب،
والفلك ّيات .وقد ع ّد له في «أعيان الشّ ـيعة» تسـعة عشـر كتاباً ورسـال ًة وقال« :وله رسـائل
غيـر ذلـك لـم تحضرنا أسـماؤها ألّفها من سـنة 1077ه إلـى سـنة 1085ه ،وتوجد ضمن
مجموعـ ٍة في بعض مكتبـات ال ّنجف»(((.
والـذي يجـدر بنـا ذكـ ُره هنـا هـو أ ّن مص ّنفاتـه كثيـرة ومعظمها غيـر مطبـوع ،والذي
يه ّمنـا هـو أن نشـير إلـى بعض كتبـه ورسـائله المرتبطـة باألخلاق واآلداب ،التـي ذُكرت
في «أعيان الشّ ـيعة» ،وفي ضمن المجموعة المص ّورة عندنا المسـ ّماة بـ« :رسـائل مهذّب
الديـن»((( ،الّتـي تحتوي علـى ثالثين رسـالةً ،وهي:
«1.آداب المناظـرة» :ألّفهـا سـنة 1081هــ فـي حيدرآبـاد ،وهي مختصـرة يذكر فيها
بعـض اآلداب ،فمـن بـاب المثـال يَذكـر مسـألة حـدوث العالـم واحتياجـه إلـى
المؤث ّـر ،ثـ ّم يذكـر كيف ّيـة المناظرة فيهـا ،وفي آخرها يسـتنتج النتيجـة الصحيحة
بقولـه :فالعالـم لـه مؤث ّـر ،وهـو المطلوب.
«2.أخلاق مهـذّب الدين» :وهي رسـالة مختصرة تقرب من خمسـين بيتـاً ،ذكر فيها
األخلاق الحسـنة واألوصـاف المستحسـنة ،ونمـط تألیفـه فيهـا مسـ ّجع ومقفّى،
راعـى فيـه إيجـاز المبانـي واختصـار األلفاظ حتـى كاد أن يع ّد مـن األلغاز.
«3.تحفـة ذخائـر كنـوز األخيـار في بيان ما يحتـاج إلى التوضيح مـن األخبار» :کتاب
فـي مجلّديـن ،أدرج فـي ثانيهما (الرسـالة العدديّة) للشـيخ المفيد في ر ّد الشـيخ
الصدوق.
«4.التحفـة الصفويّـة فـي األنباء النبويّة» :کتـاب ذكر فيه أحاديث نبويّـ ًة مرت ّبة على
حـروف المعجــم ،ألّفهــا سـنة 1079هــ فـي (قندهـــار) ،كما في طبقـات أعالم
الشـيعة وأعيان الشيعة.
«5.التحفـة العلويّـة فـي األحاديـث النبويّـة» :رسـالة أحـال إليهـا في كتابـه (التحفة
الصفويّـة) كمـا فـي طبقات أعلام الشـيعة وأعيان الشـيعة.
«6.كتاب الحســد» :في بيان قبائحه ومراتبه األربع وما يتعلّق بها .
«7.العبرة الشافية والفكرة الوافية» :في الكلمات الحكم ّية والنكات األخالق ّية.
«8.العبـرة العا ّمـة والفكـرة التا ّمـة» :فـي المواعـظ والحكـم والخطـب واألشـعار
والس ِ
ـلوك م َع الصحبـ ِة ُّ
وآداب ُّ
ِ ـب،
ـب ،و َمـن اليُصا َح ُ
الكلمـ ُة الخامسـة :في َمـن يُصا َح ُ
األحبّـا ِء واألصدقاء.
ـلوك مـع الذين یقولُـون بأفوا ِههم ما لیس
والس ِ
الصح َب ِة ُّ الكلمـ ُة السادسـة :في ِ
آداب ُ
فـي قلوبِهـم ،ويُظهِرون الصداقـةَ ،ويُ ِ
بطنون العداوةَ.
منهج ال ّتحقيق:
ـص وفـق الكتابـة الحديثـة ،وفكّكنا بعـض ال ّرمـوز المسـتعملة اختصارا ً،
1.كتبنـا ال ّن ّ
مثـل( :ع) يعنـي (عليه السلام).
2.وضعنا اآليات القرآنيّة بين القوسين المز َّهرين﴿ ﴾.
ونصصنا كالم المعصوم بين األقواس المزدوجة «».
3.خ ّرجنا األحاديث الشريفة ّ
كل مـا بيـن المعقوفيـن [ ] أشـرنا إلـى مأخذنـا فيـه ،فـإن لـم نُشـر إليـه فهو من
ّ 4.
عندنا.
بتعليقات ضروريّ ٍة إليضاح ٍ
إبهام أو بيان مطلب. ٍ 5.علّقنا على بعض الموارد
ٍ
بفهرس لمصادر التحقيق ومراجعه. كل ذلك
6.شفعنا ّ
7.لقـد وقفنـا فـي بدايـة التحقيـق والتخريجـات علـی أحاديـث لـم نعثـر عليها في
بابحلا ُةبيبح
أ دآلا م ّيرورضلا يف
ن 346
مصـد ٍر مـا ،فاحتملنـا أ ّن المؤلّـف قـد جمـع بيـن ألفـاظ بعـض الروايـات ورواها
بالمضمـون ،و بعـد اسـتفراغ الوسـع وبـذل الجهـد فـي اسـتخراجها مـن المصادر
الحديث ّيـة ومظـا ّن البحـث ظهـر لنـا فـي مـا بعـد -مـن خلال التأمـل -أ ّن هـذا
يصـح ،بـل تي ّق ّنا بأنّه کان قد وصلت إليه أحاديـث لم تصل إلينا ،وأ ّن
االحتمـال ال ّ
عنـده مصدرا ً أو مصادر ليسـت بأيدينا ،والشـاهد علی ذلـك روايته بعض األلفاظ
فـي الحديـث کلفظة (يـا أبامح ّمد)؛ التي ّ
تـدل علی أ ّن المؤلّف نَقلهـا بعينها ولم
يتصـ ّرف فيهـا بزيـاد ٍة أو نقصـان أو نَقـلٍ بالمعنـی ،ومن هـذه الروايات:
أحمق جهو ٍل منافـقٍ فدارِه ،وت َح َّمـل ِمن جورِه،
َ ليت برفيـقٍ
«يـا أبـا مح ّمـد إذا ابتُ َ
واصبِـر علـی بالئِه ،واشـكُر اللـ َه تعالی علی مـا ابتالك؛ فإنَّه حكیـ ٌم ٌ
عادل».
وقـد أشـرنا إلـی مثـل هـذه المـوارد في الهامـش بأنّنـا لم نعثـر عليها فـي مصدر
آخر.
ختامـاً :لقـد بذلنـا قصـارى جهدنـا إلخـراج هـذه ال ّرسـالة بأفضل شـكلٍ يليـق بها من
حيـث التّحقيـق ،فمـا كان مـن خلـلٍ فلتسـعه عيـن ال ّرضا فهو عـن قصـو ٍر ال تقصير ،غير
ناسـين أن نتقـ ّدم بجزيـل الشّ ـكر ألسـتاذنا سـماحة الشّ ـيخ قيس بهجـت العطّار إلشـرافه
رب العالمين. علـى هـذا العمـل ،وآخـر دعوانـا أن الحمـد للـه ّ
347 يل يحالف يلع -يمالغ اضر
السـدا ِد ،وأُصلِّي علی أفضـلِ أنبيائِ َك ،وآلِ ِه
أحمـ ُدك يـا ُمكر َم العبا ِد ،وأشـك ُر َك يا ُمله َم َّ
أك َملِ أوليائِ َك.
حليمـاً فـي أمـ ِر ِهَ ،صموتاًَ ،وقـورا ًَ ،صبورا ً ،ذَكـورا ًُ ،مطيعاًَ ،هيِّنـاً ،لَيِّناًُ ،مصلِحـاً لغيرِه ،آ ِمرا ً
بالمعـروف ،ناهيـاً َعـ ْن ال ُم ْنكرِ ،نَف ُْسـ ُه َسـليمةٌَ ،وطَاعتُ ُه ُم ْسـتَقيمةٌ»(((.
ِ
الكلم ُة الثاني ُة في ِ
آداب المتعل ِِّم:
وهـي الطّهـار ُة ظاهـرا ً وباطنـاً ،والجِـ ُّد ،وال َج ْهـ ُد ،والعـز ُم ،والجـز ُم ،واختيـا ُر األعل َِـم
روس ،وقلّ ُة رس ،وكثر ُة ت َكـرا ِر ِه بالمطالَعـ ِة وال ُمذاكـ َر ِة ،وقلّ ُة الـ ّد ِ األر َح ِـم ،و ِقلّـ ُة كَ ِّم َّيـ ِة الـ ّد ِ
العلم إلّ لِضرور ٍة، االختالط مـ َع غَي ِر أهلِ ِ ِ بالعلـم والطّاع ِة ،وعد ُم
ِ والـكالم إلّ
ِ األكلِ وال َّن ِ
ـوم
لوس بي َنالعلـوم ،وال ُمواظب ُة علی الفَضيل ِة ،والتّح َّي ُة والتّسـلي ُم علی معلِّ ِم ِه ،وال ُج ُ ِ وترتيـب
ُ
السـؤا ِل بدونِ سـؤالِ ِه أو اسـتئذانِ ِه ،و َعد ُم بالبعيـد ،وعـد ُم ِ
الكالم أو ُّ ِ بالقريـب وال
ِ يَ َديـ ِه ال
بيـد ِه أو عي ِنـ ِه في ِه، أدائِـه((( مخالفـاً لِرائِـ ِه(((َ ،و َعـد ُم كَثرتِـ ِه فـي َمحضـ ِر ِه ،وعـد ُم اإلشـار ِة ِ
ِ
االلتفات واألخـذ بثوبِه عنـ َد ماللِ ِه ،وعـد ُم ِ أحـد فيـهَ ،و َعـد ُم كثر ِة سـؤالِ ِه، َو َعـد ُم مسـا ّر ِة ٍ
األدب كأنَّ ُه فيبرأسـ ِه ،متأ ِّدباً غايـ َة ِ الجهات ،بـل يَجلِ ُس َحي ِّياً ،صامتاًُ ،مطرِقاً ِ ِ إلـی ِ
إحـدى
الصلا ِة ،وعـد ُم سـو ِء الظَّـ ِّن بأفعالِـ ِه وأعمالِـ ِه؛ ألنّ ُه أعلَـ ُم بأسـرا ِر أحوالِ ِه ،وحفظُـ ُه حاضرا ً ّ
والـذب َع ْنـ ُه ،والتّواضُ ـ ُع لَ ُه ،والطّاعـ ُة ألم ِر ِه ،والثَّنـا ُء عليـ ِه ،وال ّدعا ُء لِ ُه. ُّ وغائبـاً،
الطبرسي.134 :
ّ الكليني ،37 /1 :مشكاة األنوار:
ّ البرقي ،233/1 :الكافي:
ّ ((( المحاسن:
الطبرسي.196 :
ّ الطوسي ،518 :مكارم األخالق:
ّ ((( الكافي ،329 /5 :المقنع :الصدوق ،301 :األمالي:
ّ
المجلسي 180 /94 :ما يقترب من مضمونه «اللّهم ّ ((( لم نعثر عليه ،و لكن ورد في بحار األنوار:
إنِّي أسألك خير ما تُعطي عبادك؛ من األهل ،والمال ،واإليمان ،واألمانة ،والولد النافع غير الضا ِّر،
وال ال ُمض ِّر».
((( في المص ّورة «القسط» ولعلّه مص َّحف عن المث َبت.
القمي:
ّ الشعيري ،101 :عوالي الآللي :ابن أبي جمهور ،259/1 :سفينة البحار :عباس
ّ ((( جامع األخبار:
.509/3
المجلسي.220/100 :
ّ ((( جامع األخبار ،101 :بحار األنوار:
بابحلا ُةبيبح
أ دآلا م ّيرورضلا يف
ن 354
(((
أحب إلی الل ِه تعالی ِم َن التَّزوي ِج».
اإلسالم ُّ
ِ وفي ِه« :ما بُ ِن َي بنا ٌء في
أفضـل ِمن زوج ٍة ت َُسـ ُّر ُه إذا نَظـ َر إليها،
َ وفيـ ِه« :مـا اسـتفا َد المـر ُء _بع َد ِ
علـم اإليمان_
بنفسـها وماله».
ِ ِ (((
وت ُطي ُعـ ُه إذا أم َرهـا ،وتَحفظُـ ُه إذا َ
غـاب عنها ِ
حقوق ال َّزوجی ِة؛ فإ َّن ال ّزوج َة أسـير ُة ال َّزو ِج والخي َر في
َ وفيـ ِه« :إذا تَـز َّو َج أح ُدكُـ ْم فَل ُيؤ ِّد
َم ْن اليَر َح ُم أُسرا َءه»(((.
آداب الول ِد ووالدَ ي ِه:
الكلم ُة ال ّرابع ُة في ِ
وجـل ،وأن يَسـم َع كال َم ُهمـا ،ويقـو َم وهـي أن يُطي َعهمـا فـي غيـ ِر معصيـ ِة اللـ ِه عـ َّز َّ َ
مشـي أما َمهما ،والـي دعوت َهما ،ويُ َؤ ِّد َي حقوقَهما ،وال يَ َ لقيا ِمهِمـا ،ويَمت ِث َـل ألمرِهما ،ويُلَ ِّب َ
فـوق صوتِهما ،ويَحـ ُر َص علی داخ َـل كال َمهمـا ،وال يَرفـ َع صوتَـ ُه َيُ َسـ ِّميَهما باسـ ِمهما ،وال يُ ِ
الـذل لهمـا ،ويد ُعـ َو لهمـا ،وال يَق ُْل لهمـا :ا ٍُّف(((.
جنـاح ِّ
َ َلـب َمرضاتِهمـا ،ويَخ ِف َ
ـض ط ِ
والسـن َن ،ويُهذ َِّب أخالقَـ ُه ،ويَضَ َع ُه موضعاً أدب َول َِـد ِه ،ويُعلِّ َمـ ُه ال َفر َ
ائـض ُّ حسـ َن َ
وأن يُ ِّ
ذلك مـ َن الحقوقِ . َح َسـناً ،ونح َو َ
نهج الدّيـنِ بنو ِر جمالِ ِه، بي صلّى الله عليه وآلـهَ ،
وأبهج َ وفيـه« :إ ّن رجلاً أتـی إلـی ال ّن ِّ
قال :أ َّم َكَ ،
قـال :ث ُ َّم َم ْن؟ فقال :أ َّم َـكَ ،
قال :ث ُ َّم َمـ ْن؟ َ رسـول الله َمـ ْن أب ُّر؟ َ
َ َ
فقـال لـ ُه :يـا
أباك»(((.
قـالَ : قـال :أ َّم َـكَ ،
قال :ث ُ َّم َم ْن؟ َ َ
وسـیَ ،م ْن بَ َّر وال َديـ ِه َو َعقَّني كَتَ ْبتُ ُه
وسـی :يا ُم َوفيـ ِه« :إ ّن اللـ َه تَعالـی أو َحی إلی ُم َ
بـا ّرا ً ،و َمـ ْن ب َّرني و َع َّق وال َديـ ِه كَتَبْتُ ُه عاقّاً»(((.
وفي ِهَ « :م ْن نظ َر إلی أبوي ِه نَظَ َر ما ِق ٍت و ُهما ظالمانِ لَ ُه لم يَقبَلِ الل ُه لَ ُه َصالةً»(((.
وفي ِه« :أدنی ال ُعقوقِ أُ ٍّف ،ولو علِ َم الل ُه ع َّز َّ
وجل شيئاً أهو َن ِمن ُه لَ َنهی َع ْن ُه»(((.
ولدهما –إذا كا َن صالحاً -ما يلز ُم الول َد لهما»(((.
وفي ِه« :يَلز ُم الوالدينِ ِمن ال ُعقوقِ لِ ِ
الوالد أن يُربِّيَ ُه بأكملِ تربي ٍة»(((.
الولد علی ِ
حق ِ وفي ِهِ « :من ِّ
سـت سـني َن أُ ِّد َب ،فإذا بل َغ سـب َع خمس سـني َن ُخ ِت َن ،فإذا بل َغ َّ وفيـ ِه« :إذا بلـ َغ الغلا ُم َ
وأحكام الدّيـنِ ،فإذا
ِ الصلا ِة
رب علـی ّ سـني َن ُعـز َِل فراشُ ـ ُه ،فـإذا بلَـ َغ ثالثَ عشـر َة سـن ًة ضُ َ
ويقول ل ُه :قد َربَّيتُ َـك ،و َختنتُ َك ،وأ َّدبتُ َك،
ُ سـت عشـر َة سـن ًة ُز ِّو َج ،ث ُ َّم يَأ ُخ ُذ أبو ُه ِبيَ ِـد ِه
بل َغ َّ
اآلخ َرة ،اللّهـ َّم لقِّني خي َر ُه واك ِفنـي ضَ ي َر ُه»(((. وعلَّمتُ َـك ال ّدنيـا وعذابَ َك فـي ِ
((( الكافي 162/2 :ح ،9الزهد :الحسين بن سعيد 40 :ح 107كالهما عن هشام بن سالم.
القزويني 33888 /1 :من اإلسرائيل ّيات.
ّ ((( ع ّده في کشف الغطاء:
الطبرسي.164 :
ّ ((( الكافي ،349/2 :ح ،5مشكاة األنوار:
((( الكافي 348/2 :ح 1عن حديد بن حكيم ،عيون أخبار الرضا 2/44 :ح 160عن داود بن
العياشي.285/2 :
ّ سليمان الفراء عن اإلمام الرضا عن آبائه ،تفسير
((( ينظر :الكافي 48/6 :ح ،5الخصال :الصدوق ،55/1 :مكارم األخالق ،220 :جامع األخبار.84 :
َحل وال ٌد ولدا ً أفْضَ َل القرطبي« :195/18 :ما ن َ ّ ((( لم نعثر علی ألفاظه وقد ورد مضمونها في تفسير
أدب َح َسنٍ » ،ميزان الحكمة :الريشهريَ « :3679/4 :ح ُّـق ال َولَد علَى الوالد ...ويُ َح ِّس َن أ َدبَهُ»،
ِ ِ ِ م ْن ٍ
و«ت ِ
ُحس ُن اس َمه وأدبَهُ».
السبكي ،3188/6 :وروح البيان :إسماعيل حقّي ،173/2 :و إحياء علوم ّ ((( طبقات الشافع ّية الكبرى:
خمس سني َن ُخ ِت َن» بل جاء«الغال ُم يُ ُّ
عق ع ْن ُه يو َم الي 46 /6 :وما ورد فيها«إذا بل َغ الغال ُم َ الدين :الغز ّ
السا ِبعِ و يُس َّمى و يُما ُط َع ْن ُه األذى» وليس فيها«اللّه َّم لقِّني خي َر ُه واك ِفني ضي َر ُه».
َّ
بابحلا ُةبيبح
أ دآلا م ّيرورضلا يف
ن 356
مـع والس ِ
ـلوك َ الصحبـ ِة ُّ
وآداب ُّ
ِ ـب،
ـب ،و َمـن اليصا َح ُ
الكلمـ ُة الخامسـ ُة في َمـن يُصا َح ُ
األح ّبـا ِء واألصدقاء:
عاشـرا ً وأنیسـاً ،فال تَتَّ ِخ ْذ ّإل َمنِ
فإذا أردتَ أن تَتَّخ َذ خلیالً وصاحباً وجلیسـاً ،ورفيقاً و ُم ِ
ُ
الخصال الخمسـةُ: اجتَ َم َع ْت في ِه هذ ِه
واألحمق؛ فإ َّن َ
أكمل صفاتِ ِه أ ْن يَضُ َّر َك و ُه َو يري ُد أن يَنف َع َك. َ العقل ،فإيّ َاك
أ ّولُهاُ :
األحمق و اتَّقُوا شَ َّر ُه»(((.
َ وفي الخبرِ« :الح َماقَ ُة دا ٌء ال دوا َء لَ ُه ،فاحذَروا
نفسـ ُه عنـ َد غض ِب ِه؛
ـاك وسـ ِّيئ ال ُخلُقِ ،وهـو الذي ال يَملِ ُك َ ُـق ،فإيَّ َ
ثانيهـاُ :حسـ ُن ال ُخل ِ
نفسـك ال ّنفيسـ َة ب َعنائِـ ِه وبَالئِ ِه.
فـإ َّن أحسـ َن صفاتِـه أن يُذ ِه َب َ
وفي الخبرِ« :إيَّاكُم وس ِّيئ ال ُخلُقِ ؛ فإنَّه ُمعذ ٌَّب في ال ّدنيا واآلخر ِة البتّةَ»(((.
والفاس َـق؛ فإ َّن أل َی َـق صفاتِـه أن يَ ُخونَك ويُر ِديَ َك فـي َمهالِ َك ال
ِ لاح ،فإيَّ َ
ـاك الص ُ ثالثُهـاّ :
اف اللـ َه ت َعالی ال يَعصيـه وال يُ ِص ُّر علـی ُمن َك ٍر وال سـبيل لـك إلـی ال َّنجـا ِة منهـا؛ أل َّن َمن َخ َ
َ
وجل ال تُؤ َمـن غَائِلتُه. مكـرو ٍه ،و َمـن ال يَ ُ
خاف اللـ َه ع َّز َّ
وجـل»((( ،والعـد ُّو ال يكـون ول ّياً؛ هیهـاتَ ليس
َاسـق عـد ُّو اللـ ِه عـ َّز َّ
وفـي الخبـرِ« :الف ُ
الوصـول إلـی اللـ ِه إلّ بطاع ِته.
ُ
أجمـل صفاتِـه أن
َ والحريـص عليهـا؛ فـإ ّن
َ راب ُعهـا :ال ّزهـدُ فـي الدّ نيـا وزِي َن ِتهـا ،فإيَّ َ
ـاك
((( لم نعثر عليه بهذه األلفاظ و لکن ورد في غرر الحكم :اآلمدي« 161/1 :احذروا األحمق؛ فإ ّن
عليك» وميزان الحكمة: وبال َتؤذيك ،و ُم َصاحبت ُه ٌ َ ترديك ،و مخالفت ُه ُعييك ،و ُموافَ َقتَ ُه َ
مداراتَ ُه ت َ
« 694/1ال ُح ْم ُق دا ٌء ال يُ َدا َوىٌ ،
ومرض ال يَ ْبرأ».
((( ورد معناه في جامع األخبارَ «107 /1 :و إِيَّاكُ ْم َو ُسو َء الْ ُخلُقِ فَ ِإ َّن َسيِّ َئ ُ
[سو َء] الْ ُخلُقِ ِفي ال َّنا ِر لَ
َم َحالَةَ».
((( لم نجد هذه العبارة في الروايات ،و إنّما وردت في ضمن بعضها؛ کالرواية التی وردت في بحار
ندك من شرب ِة لَبنٍ ؟ فقالت :نعم .وفيه ذلك الس ُّم األنوار« 328 /43 :قال :فقال الحسن َ :هل ِع ِ
مس الس ّم في جسده ،فقال :يا عدو َة الله قتلتيني قاتل َِك الذي بعث به معاوية ،فلما شربه وجد َّ
اللهُ ،أما والل ِه ال تُصيبي َن مني خلفاً وال تنالي َن من الفاسقِ َعد ِو الل ِه اللَّعين خيرا ً أبدا ً».
357 يل يحالف يلع -يمالغ اضر
واعلَ ْم أ َّن ال ّن َ
اس ثالثةٌ:
فعليك ِب ِه؛ إ ْذ ال استغنا َء َع ْن ُه.
َ األ ّو ُل :كال ِغذَا ِء،
((( لم نعثر عليه بهذه األلفاظ ،و لکن ورد في مصباح الشريعة المنسوب إلى اإلمام الصادق×:
أي شي ٍء كانَ، «الحريص محرو ٌم ،وه َو م َع حرمانِ ِه مذمو ٌم ،في ّ ُ ،117وبحار األنوار،165 /70 :
يقول الل ُه ﴿ :الَّ ِذي
وجل حيث ُ وكيف ال يكو ُن محروماً وق ْد ف َّر من وثاقِ الل ِه ،وخال ََف َ
قول الل ِه ع َّز َّ َ
آفات صعب ٍة :فك ٌر يض ُّر بدنَه وال والحريص بي َن سبعِ ٍ ُ َخَلَق ُك ْم ثُ َّم َر َزَق ُك ْم ثُ َّم يُ ِميتُ ُك ْم ثُ َّم يُ ْحيِ ُيك ْم﴾،
الموت ،ويكو ُن عن َد ال َّراح ِة أش َّد تعباً،
ِ يستريح من ُه ّإل عن َد
ُ وتعب ال
ٌ ينف ُعهَ ،و َه ٌّم ال يت ُّم ل ُه أقصا ُه،
عذاب
وحساب ال يُخل ُِّصه م ْن ِ ٌ وخوف ال يُورِث ُه إلّ الوقو َع ِفيه ،وحز ٌن قَد ك ّد َر علي ِه َعيشَ ُه بِال فَائد ٍة، ٌ
وعقاب ال مف َّر ل ُه م ْن ُه وال حيلَ َة».
ٌ الل ِه ّإل أ ْن يعف َو الل ُه َع ْنهُ،
((( لم نعثر عليه في مصد ٍر آخر.
((( في المص ّورة «عن» ولعلّها مص َّحفة عن المثبَت.
((( لعلّها مصحفة عن (يح ّرضك).
بابحلا ُةبيبح
أ دآلا م ّيرورضلا يف
ن 358
ـعي في اس ل ُه ،أو مايَسـ ُّر ُه ِمن ث َنائِ ِه ْم علي ِهّ ،
والس ُ وتـرك إبلا ِغ مايَسـو ُء ُه ِمن َمذ َّمـ ِة ال َّن ِ
ُ
فـس والجا ِه والما ِل.حاج ِت ِه بال ّن ِ
مرضـ ِه ،والحضو ُروالصداقـ ُة لصدي ِقـ ِه ،وال َعـداو ُة لِ َعـد ِّو ِه ،وال ّزيـار ُة لـ ُه ،والعيـاد ُة في ِ ّ
عنـ َد موتِـ ِه ،وتشـيي ُع جنازتِـ ِه ،والتَّ َر ُّحـ ُم علي ِه ،و ُحسـ ُن الوفا ِء مـ َع أهلِـ ِه وأقار ِب ِه.
النوري« .225 /12 :وال شهداء» غير ّ ((( جامع األخبار ،128 :بحار األنوار ،252 /66 :مستدرك الوسائل:
كل المصادر. موجودة في ّ
«خليال».
ً ((( في عوالي الآللي« 284 /1 :وزيرا ً» بدل
((( سورة الشعراء اآليتان 100 :و.101
((( مشكاة األنوار ،187 :مستدرك الوسائل.323 /8 :
کحديث واحد؛ إنّما ورد في تفسير القرآن الکريم للملّ صدرا ،2/4 :وإحياء علوم ٍ ((( لم نعثر عليه
القلوب إلى اللّه أصل ُبها في دينِ اللّ ِه ،و ْ
أصفاها عنِ ِ الدين ،172 /5 :في ضمن حديث «إ َّن َّ
أحب
ُّنوب ،و أ ّرقُها َعلَى اإلخوانِ ،و إذا تُلِ َي ْت َعلَي ِه ْم آيَاتُ ُه زَا َدت ْ ُهم إي َماناً». الذ ِ
((( نهج الفصاحة.720 :
((( من ال يحضره الفقيه :الصدوق ،278 /2 :الكافي ،120 /2 :مكارم األخالق .251 :وفيها «أعظمهما
أجرا ً و» بدل «وكان أحبّهما».
((( لم نعثر عليه بهذه األلفاظ ولکن في غرر الحكم« 359 /1 :خي ُر إخوانِ َك م ْن دل ََّك على ُه ً
دى
هوى» ،وفي کتاب المح ّبة في الكتاب والس ّنة :الريشهري/1 : ُقى و ص َّد َك عنِ اتّبا ِع ً أكس َب َك ت ً
و َ
«108خَي ُر اإلِخوانِ أع َونُ ُه ْم َعلَى الخَيرِ».
بابحلا ُةبيبح
أ دآلا م ّيرورضلا يف
ن 360
اإلجالل لَ ُه
ُ وفيـ ِه أنَّ« :لِل ُمؤمـنِ علـی ال ُمؤمـنِ َسـبع َة حقوقٍ واجب ٍة ِمـن الله ع َّز َّ
وجـل:
فـي عي ِنـ ِه ،والـ ُو ُّد لَ ُه في صد ِر ِه ،وال ُمسـاوا ُة ل ُه في مالِ ِه ،وأن يُحـ ِّر َم ِغيبتَ ُه ،وأن يَعو َد ُه في
قول في ِه بعـ َد موتِه ّإل خيرا ً»(((. مرضـ ِه ،وأ ْن يُشـ ّي َع جنازتَـ ُه ،وأ ْن ال يَ َِ
كلً ِمـ ْن صدي ِق َـك وعـد ِّو َك بو ْجـ ِه ال ِّرضـا ِمن غيـ ِر َمذلّ ٍة لهـ ْم ،وال هيبـ ٍة من ُه ْمَ ،وال الـق ّ
َ
والعبـث بلِحی ِت َك
ِ َشـبيك األصابع،
ِ َيـك ،وال تُك ِثـ ِر االلتفـاتَ ،وت َ َحفَّـ ْظ ِمـن ت تَنظُـ ْر فـي ِعطْف َ
وخات ِم َـك ،وتخليلِ أسـنانِ َك ،وإدخا ِل إصب ِع َـك في أن ِف َك ،وكثر ِة بُصا ِق َـك وتَ َن ُّخ ِم َك((( ،وكثر ِة
ـك هادئـاً ،وحديث َُك منظومـاً مرت َّباً. مجلس ِ
ُ اس ،ول َي ُك ْنالتَّثـا ُؤ ِب فـي وجـو ِه ال َّن ِ
((( من ال يحضره الفقيه ،398 /4 :األمالي :الصدوق ،32 :مشكاة األنوار.77 :
((( في لسان العرب :ابن منظور« 572 /12 :ال ُّنخام ُة بالضَّ ِّم :ال ُّنخاعةُ ،ن َِخ َم ُ
الرجل نَخَماً ونَخْماً وت َ َن َّخ َم:
ذلك الشي ِء ال ُّنخام ُة َ
وهي ال ُّنخاعةُ». دف َع بشي ٍء م ْن َص ْدرِه أَو أَن ِف ِه ،واس ُم َ
((( لم نعثر عليه.
361 يل يحالف يلع -يمالغ اضر
وفي ِه« :إيَّاكُ ْم ومعاشَ ر َة ذي الوجهينِ واللِّسانَينِ ؛ فإنّها ت ُؤ ِّدي إلی ال َمهالِ ِك»(((.
أحمـق جهـو ٍل منافـقٍ فـدا ِر ِه ،و ت َح َّم ْـل ِم ْن
َ ليـت برفيـقٍ وفيـ ِه« :يَـا أبـا ُم َح ّم ٍـد إذَا ابتُ َ
ابتلاك؛ فإنَّـ ُه حكي ٌم ٌ
عـادل» .
(((
َ َجـو ِر ِه ،واصبِـ ْر علـی بالئِـ ِه ،واشـ ُك ِر اللـ َه تَ َعالـی علَـی مـا
وأ ّمـا ال ّنهايـ ُة ففيهـا أنـوا ُر هدايـ ٍة ِمـ ْن شـمائلِ رسـو ِل اللـه ال ّن ِّ
بـي صلّـى الله عليه (((
ـج الدّيـنِ بنـو ِر كَمالِـ ِه ،ت َي ُّمنـاً وتبـ ُّركاً بذكرِها:
وأبهـج نَ ْه َ
َ وآلـه،
ـاس ،وأكملَ ُهـ ْم ،وأشـرفَ ُه ْم ،وأحسـ َن ُه ْم ،وأسـم َح ُه ْم ،وأصل َح ُهـ ْم، كا َن أفضَ َـل ال ّن ِ
وأنص َح ُهـ ْم ،وأفص َح ُه ْم ،وأبل َغ ُهـ ْم ،وأعل َم ُه ْم ،وأحل َم ُه ْم ،وأكر َم ُه ْم ،وأشـج َع ُه ْم ،وأحك َم ُه ْم،
وأعدلَ ُهـ ْم ،وأع َّف ُهـ ْم ،وأعب َد ُهـ ْم ،وأتقا ُهـ ْم ،وأور َع ُهـ ْم ،وأخل َق ُهـ ْم ،وأحيا ُهـ ْم ،وأزه َد ُهـ ْم،
حـب الفقـرا َء، حص َـل ،يُ ُّ ـس مـا َ بيـت عنـ َد ُه دينـا ٌر والد ْرهـ ٌم ،يَـأك ُُل مـا حضَ ـ َر ،ويَلبَ ُ ال يَ ُ
اس تواضُ عاً، والمسـاكي َن ،واليتامی ،واألُ َسـرا َء ،ويُجالِ ُسـ ُه ْم ،ويؤاكِلُ ُه ْم ،ويحادث ُ ُه ْم ،أشـ ُّد ال ّن ِ
لام علی َمـن لَ ِق َي ُه بالس ِورحمـةً ،وشـ َف َقةً ،ولُطفـاً ،ورِفقـاً ،وسـكينةً ،و َوقـارا ً ،و َغ ْيرةً ،يَبدأُ ّ
أو أتـی إليـ ِه ،ويُبالِـ ُغ فـي َر ِّد ِه ِع ْنـ َد حصولِـ ِه ،يُكـ ِر ُم َمـن التَ َجأَ بـ ِه أو َد َخ َـل عليـ ِه ،ويُؤثِ ُر ُه
نفسـ ِه ولـو كا َن بـ ِه َخصاصـةٌ ،ال يُحقِّـ ُر فقيـرا ً بالوِسـا َد ِة الّتـي تحتَـ ُه ،يُؤثِـ ُر المؤمـ َن علـی ِ
هاب َملِكاً لِ ُمل ِكه ،يَد ُعـو الجمي َع إلی الل ِه تعالی دعا ًء ل َفقْـ ِر ِه ،وال يُعظِّـ ُم غَن ّيـاً لغنائِ ِه ،وال يَ ُ
ضحك ِمـ ْن غي ِر قَهقَه ٍة، واحـدا ً ،تُرفَـ ُع األصـواتُ علي ِه ،فيَحلُ ُم بتَراك ُِـم األذَی علي ِه فيص ِب ُر ،يَ ُ
وم، يقول ّإل حقّـاًُ ،
قليـل األكلِ وال َّن ِ ـك ال ُمتَعـا ِل ،يَمـ َز ُح وال ُ مشـغول بال َملِ ِ
ٌ مهمـو ُم الحـا ِل،
الـكالم ،يتكلّ ُم ب َجوا ِمعِ ال َكلِ ِـم ال فضو ٍل،ِ حسـ ُن اللَّه َجـ ِةُ ،حل ُو
بس ِـم والتَّ َج ُّمـل(((َ ، كثيـ ُر التّ ُّ
وال قصـورٍ ،وال َخلَـلٍ ،وال َملَـلٍ ،يسـتَلِ ُّذ بـ ِه سـام ُع ُه ،ويَح َفظُـ ُه كما هـ َو ِم ْن حيـنِ ان ِفصالِ ِه
يقـول في ال ّرضـا والغَضَ ِب مـت ال يتكلَّـ ُم ّإل فـي خيرٍ ،ال ُ الص ِ طويـل َّ
ُ ُّـف،
ُّـف وتَوق ٍ بلا تَ َخل ٍ
ّـوب ِمن ِق َبل وجل وحـ َد ُه ،يَل َب ُس الث َ نفسـ ِه ،يُف ِّو ُض األم َر إلـی الل ِه ع َّز َّ الحـق ولـو علَـی ِ ّإل َّ
ياسـرِه ،يَتَ َع َّمـ ُم قائمـاً ،ويَتَ َسـر َو ُل قاعـدا ً ،بِشـ ُر ُه فـي وج ِه ِه،َميا ِم ِنـ ِه ،ويَن َز ُعـ ُه ِمـن ِقبَـل َم ِ
كش ُـف سـ ّرا ً ،يَقبَ ُـل ال َعثـرةُ ،ويغ ِف ُر ال َّزلَّـةَ ،خاضعاًو ُحزنُـ ُه فـي قلبِـ ِه ،ال يَه ِت ُـك ِسـترا ً ،وال يَ ِ
اض َع ْنـ ُه في جميـعِ حاالتِهُ ،مبلِّغاً بأتَ ِّم تبليغٍ لرسـاالتِ ِه ،فمـا َص ِح َب ُه أح ٌد ل َربِّـه بطاعاتِـه ،ر ٍ
ـاس عليـ ِه ،وأح ُّب ُه ْم ،وأع ُّز ُهـ ْم لدي ِه.
إلّ ظَـ َّن أنّـ ُه أكر ُم ال ّن ِ
حقه صلى الله عليه وآله غاية التشديد ،إذ لو كلف بهذا آحاد الناس لما فتحوا أعينهم في الشوارع
والطرق( .ينظر جامع المقاصد)62/12 :
ألف وتسع وسبعين. ((( 1079/1/7يوم السابع من شهر المحرم سنة ٍ
367 يل يحالف يلع -يمالغ اضر
المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
المصادر المخطوطة:
البصري (1086هـ)،
ّ 1.التحفة العزيزة في أصول الفقه (مخطوط) :مهذّب الدين أحمد بن عبد الرضا
فهرست کتابهاى خطّي كتابخانه ملّي ملك .496/6 :وهذه الرسالة في المجموعة المرقّمة .3572
المصادر المطبوعة:
العربي ،بيروت.
ّ الي ،دار الکتاب
2.إحياء علوم ال ِّدين :مح ّمد بن مح ّمد الغز ّ
3.أعيان الشّ يعة :الس ّيد محسن األمين ،تحقيق :الس ّيد حسن األمين ،دار التعارف ،بيروت ،ط.1
الطوسي ،قم ،ط1414 ،1ق.
ّ 4.األمالي :مح ّمد بن الحسن
علي بن بابويه الصدوق ،طهران ،ط1376 ،6ش.
5.األمالي :مح ّمد بن ّ
المجلسي ،بيروت ،ط 1403 ،2ق.
ّ 6.بحار األنوار :مح ّمد باقر بن مح ّمد تقي
اشي ،طهران ،ط 1380 ،1ق.
7.تفسير العيّاشي :مح ّمد بن مسعود العيّ ّ
الخواجوي ،،مطبعة
ّ ازي ،تحقيق :مح ّمد
8.تفسير القرآن الكريم :مح ّمد بن إبراهيم صدر الدين الشير ّ
بيدار ،قم ،ط1361،2ش.
الشعيري ،النجف ،ط.1
ّ 9.جامع األخبار :مح ّمد بن مح ّمد
العربي،
ّ القرطبي ،دار إحياء التراث
ّ األنصاري
ّ 10.الجامع ألحكام القرآن :أبو عبد الله مح ّمد بن أحمد
بيروت 1405 ،هـ 1985 /م.
11.جامع المقاصد في شرح القواعد :الشيخ علي بن الحسين الكركي (940هـ) ،تحقيق :مؤسسة آل
البيت إلحياء التراث ،قم ،ط1408 ،1هـ.
علي بن بابويه ،،قم ،ط1362،1ش.
12.الخصال :مح ّمد بن ّ
اني) ،دار األضواء ،بيروت ،ط،1
13.الذريعة إلى تصانيف الشيعة :مح ّمد محسن (اآلقا بزرك الطهر ّ
1398هـ.
الخلوتي ،دار الفكر،
ّ الحنفي
ّ اإلستانبولي
ّ 14.روح البيان :المولى أبو الفداء إسماعيل حقي بن مصطفى
بيروت.
النيسابوري ،إيران؛ قم ،ط 1375 ،1ش.
ّ 15.روضة الواعظين و بصيرة المتّعظين :مح ّمد بن أحمد فتّال
بابحلا ُةبيبح
أ دآلا م ّيرورضلا يف
ن 368
المجلت والدوريات:
ّ
اإلسالمي ،السنة الرابعة/
ّ 52.فقه أهل البيت :مجلّة فصل ّية تصدر عن مؤسسة دائرة المعارف للفقه
1420هـ 1999 /م ،الرقم .14
371 يل يحالف يلع -يمالغ اضر
##
الباب الثالث
373 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
ﺍﻟﺠﻌﺒﺮﻱ
ّ ﺩﻳﻮﺍﻥ
ﻏﺎﺯﻱك)ﺯﺍﻫﺪ(
ومستدر
َ نقدية
(نظراتﺩّ .
ﺯﻫﻴﺮ الجعبريﻧﺎﺟﻲ ﻭ ديوان
)ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﻼﻝ ّ
(تحقيق هالل ناجي و د .زهير غازي زاهد)
ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻧﻘﺪ ّﻳﺔ ﻭﻣﺴﺘﺪ َﺭﻙ
Al-Ja'abari poetry
بقلم:
Annotated byَّ Hilal ن َّ Naji
َ and Dr.
ها� الـﭽراخ
أ .م .د .عباس ي
Zuhair Qazi Zahid
Critical views and Review
استاذ ا ساعد الدكتور عباس
ا ّراخ
ها
مد ية ال بية /افظة بل
العراق
Assist Prof Dr. Abbas Hani Al - Jaraj
Ministry of Education – Babylon Directorate of Education
Iraq
375 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
الملخص
ّ
الجعبـري (ت687ه) مـن شـعراء الصوف َّية ،صـدر ل ُه
ّ إبراهيـم بـن معضـاد بـن شـداد
ديـوا ٌن سـنة 2008م ،بتحقيـق األسـتاذ هلال ناجي والدكتـور زهير زاهد ،وقـد رجعا في
ذلـك إلـى مخطوطتيـن ،وبـذال فـي ذلك جهـ ًدا كبيـ ًرا ،ولك ْن بـدتْ في عملهمـا تو ّهمات َ
النقدي هذا ،وقد
ّ فـي قـراءة األبيـات ،أو ضبطها ،وقضايا نقديّة أُ َخر ،أوردناها فـي مقالنا
فاتهمـا ثلاث مخطوطـات أُخـر؛ األُولى فـي مكتبة الملـك عبدالعزيز العامة فـي الرياض،
والثانيـة فـي دار الكتـب القطريّـة ،والثالثة في دار الكتـب المصريّة .
وتأكَّـد لنـا أ َّن هـذا الديـوان الـذي احتفـل بـه المحقّقـان كان قـد طُبع في مصر سـنة
الجعبـري(ت732ه) ،وهـذا أمـ ٌر خطيـ ٌر لـم يبحثـا فيـه !
ّ 1324ه منسـوبًا إلـى إبراهيـم
أخـل بـه الديـوا ُن المحقَّق .
وأثبتنـا مسـتد َركًا مه ًّمـا َّ
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 376
Abstract
Ibrahim ibn Ma'adhad ibn Shaddad al-Ja'abari, died in ( 687 AH)
one of the Sufi poets, issued a collection of poems in 2008, annotated
by Hilal Naji and Dr. Zuhair Zahid, depending on two manuscripts.
They made a great effort, but their work seemed to have errors in
reading the poems or setting , and other critical issues, we mentioned
in this critical article. They missed two other manuscripts the first in
the Qatari Book House, and the other in the Egyptian Book House.
It was confirmed that this collection of poems , which was celebrated
by the annotators, was printed in Egypt in 1324 AH, attributed to
Ibrahim Al-Ja'abari died in ( 732 AH), and this is a serious thing not
discussed in it! And we have proved an important review disagreed by
the annotated collection of poems.
377 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
المقدمة
صوفـي كبيـر ،صـد َر ديوانُـ ُه بتحقيـق األسـتاذ هلال ناجـي
ّ الجعبـري شـاعر
ُّ إبراهيـم
والدكتـور زهيـر غـازي زاهد ،عن مركـز البابطين لتحقيـق المخطوطات الشـعريّة ،وطُبع
بـدار الوفـاء لدنيـا الطباعة والنشـر فـي اإلسـكندريّة2008 ،م ،ووقـ َع فـي 156صفحة(((.
وقد رجع ُمحقِّقا ُه الكريمان إلى مخطوطتين:
الجزائريّـة المنسـوخة سـنة 1114ه ،وتقـع فـي 153صحيفـةً ،أصلهـا محفـوظ عنـد
الركيمـي رئيـس اتحـاد أدبـاء وكتّـاب الجزائـر وأهـدى ألحـد المح ِّققَين
ّ الدكتـور عبداللـه
نسـخة مصـ ّورة عنهـا ،وجعالهـا األ ّم فـي التحقيـق ،ورمـزا لهـا بـ(ج).
واألخـرى فـي دار الكتـب المصريّـة برقـم ،9044ومص ّورتهـا في معهـد المخطوطات
العرب ّيـة برقـم ،1391وتقـع فـي 77ورقـةً ،وهـي متأ ّخـرة عن األولـى ،ورمزا لهـا بـ(د).
وحيـن اطَّلعنـا على الديوان اسـتوقفتنا جملة مالحظ؛ في نسـبة الديوان إلى صاحب ِه،
بثلاث ن َُسـ ٍخ خطِّيَّـ ٍة جديـ َد ٍة
ِ أو الخطـأ فـي قـراءة األبيـات علـى الصـواب ،وقـد ظفرنـا
لل ِّديـوانِ ،مـع مسـتدرك علـى الديـوان ،وغيـر ذلـك ،فكانت هـذه الصفحات.
مقدمة الديوان:
ّ
ِّـق األ َّو ُل ص « :6وأشـار عدد مـن مترجميه إلى
جـاء فـي المق ّدمـة التـي كتبهـا المحق ُ
شـاعريّته ،ووردت نمـاذج قليلـة منـه في :الوافـي بالوفيـات ،248-247/6وتذكـرة النبيه
،117-116/1ومـرآة الجنـان ،206/4وفـوات الوفيـات ،50/1والنجـوم الزاهـرة -374/7
،375وغيرهـا».
((( فاتني إثبات هذا الديوان – سه ًوا – في كتابي (معجم الدواوين والمجاميع الشعريّة) ،وقد أودعتُ ُه
فضل عن إضافات ذاتي على كتابي ،ض َّم عد ًدا من الدواوين التي لم ترد في ِهً ،
اكي ّفي مقا ٍل استدر ٍّ
وتصحيحات ومالحظ أُخَر ،وس ُينشر في مجلّة ِ
(الخزانة) الزاهرة.
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 378
ب -إ َّن أقـدم مخطوطـة للديوان -وهي المخطوطـ ُة الجزائريّ ُة التي ت َّم االعتماد عليها
اسـم الشـا ِعرِ ،أ ّمـا المخطوطـة األحـدث فلـم يـرد فيها اسـم لِ ِق َد ِم َهـا -خاليـ ٌة ِمـن ِ
نقل عن (طبقات) الشـعر ّ
اني أنّهـا إلبراهيم بن الشـاعر ،ولكـ ْن ُو ِضـ َع علـى طُ َّرتِها ً
الجعبـري المتوفّـى سـنة 687هـ ،وهـذا الكالم غيـر صحيح ،وقـد كُ ِت َب ّ أبـي بكـر
يختلف عن سـائر صفحـات الديوان. ُ هـذا بخـ ٍّط حديـث
ولـم يرجـع المحقِّقـان إلـى هـذا الكتـاب((( لتوثيـق ترجمتـه منـه ،ولـو فعال هذا
السـتد َركَا بَيتيـن لـه لم يـردا فـي مخطوطتَي ِه!
ج -لـم يُ ِشـر القدمـا ُء إلـى أ َّن البن معضـاد (ديوانًا) ،ولم يفعل َ
ذلـك المعاصرون مثل
الزركلي في
ّ د .شـوقي ضيـف ود .عمـر فـروخ وكارل بروكلمـان ،بـل لم يترجم لـه
(األعالم) .
د -أ ّمـا إشـارة كحالـة فـي معجـم المؤلّفين 115/1إلـى أ َّن (له ديوان شـعر كبير) فهو
الجعبـري ال غير !
َّ ِذلـك اب َن عمر و ْهـ ٌم منـه ،إ ْذ يَ ِ
قصـد ب َ
هـ -الديوا ُن مطبوع في مصر ،المطبعة الحميديّة1324 ،هـ .
وهـذه الطبعـ ُة المصريَّـ ُة القديمـ ُة الصادرة سـنة 1324هـ لـم يرجع إليهـا المحقّقان،
وال َذكَرا َهـا ،وهـذا أم ٌر مثي ٌر لالسـتغر ِ
اب .
فطبع ُة 2008م ،بدأتْ بقصيد ٍة تائ ّية مك َّونة من ست َة َعشَ َر بيتًا ،مطلعها :
هـواه حياتي
ُ ـن مماتي في
يا َم ْ راتَ ََ أضحى ُم ِحبُّ َ
ك سـاكب العب ِ َ
نفسها بداية الطبعة المصريّة آنفة ال ِّذكْرِ ،وإ ْن َو َر َدت «ساكب» خطأً .
هي ُ
-5من المصادر التي فاتتهما عن الشاعر ما يأتي:
المقتفـي ،132-131/2اإلشـارة إلـى وفيـات األعيـان ،376اإلعالم بوفيـات األعالم
اني.248-247/1 :
((( الطبقات الكب َرى (لواقح األنوار في طبقات األخيار) :الشعر ّ
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 380
،287دول اإلسلام ،143 /2د ّرة األسلاك 46/1ب ،عيـون التواريـخ ،420 /21
طبقـات األوليـاء ،414 -412بدائع الزهور ،357 /1-1الطبقات الكبرى للشـعر ّ
اني
،247 /1قلادة النحـر في وفيات أعيان الدهر ،524 ،419-418/5تاريخ الخميس
،380/2ديـوان اإلسلام ،78 /2جامـع كرامـات األولياء ُ ،240 /1سـلّم الوصول إلى
طبقـات الفحول .316/4
لغة الشاعر:
الجعبـري نصـف صفحـة ،وهـي منقولـة مـن
ِّ لـم يتجـاوز الحديـث عـن لُغَـ ِة ِشـع ِر
هوامـش ،وبعضهـا مـن لغـة عصـر الشـاعر.
فعلى سبيل المثال ورد في الصحيفتين 9و 46قولُ ُه :
ـواه َقلِ ُ
يل ِ ِ فتِـ ُ
ـاف ُروحــي في َهـ ُ بحبِّه د ْعنِــي أَمـ ُ ِ
ـوت م َن ال َغــرامِ ُ
وقـال أحدهمـا« :كـذا فـي األصليـن والمسـتعمل(تلف) مـن الثالثـي و(إتلاف) مـن
الرباعـي».
قلت:
كان مـن الضـروري االطّلاع على اسـتعمال شـعراء عصـره للكلمة ،فهو كقول يوسـف
الذهبي(ت680هـ)(((:
ّ بن لؤلـؤ
ي ْهوى تََلفِيَ ،كما أَ ْهوى تَ ًل فِيْهِ ـي نَافِـرٍ أَبَ ًدا
َف َمـا احتِيَالـي بَِظبْ ٍ
َ َ َ َ
يك تالفِي
الف فِ َ بُ َر َح َّ
الضنَىَ ،فتَ َ حت فِ َ
يك ُمكابًِدا والي قد أَصبَ ُ
َم َ
وهذا دليل ضعف االستقراء ،واالطّالع على شعر هذا العصر.
ويُالح ُظ أ َّن بعض هذا الشعر ضعيف ،ويهبط كثي ًرا ليميل إلى النثريّة .
وقد يلجأ إلى لغة أكلوني البراغيث في قوله:
ولست أَسُلو
ُ ـلوت،
وَقالُوا َقد َس َ العـواذِ ُل فِـي َهوا ُكم ِ
والمونـي َ
ُ
وإِ َّن قـراء ًة سـريع ًة لهـذا الشـعر ت ُب ِّيـ ُن بوضو ٍح لُ ُجو َء الشـا ِع ِر إلى التكـرار في المعاني
بصـور ٍة كبيـر ٍة ،وولعـه بالجناس بأنواعـهّ ،
وخاصة التام.
أ َّمـا مـن حيـث البحـور ،فقـد أكثـر مـن النظ ِْـم علـى البحـر الكامـل ،ويليـه الطويل،
فالبسـيط ومخلَّعـه.
مخطوطات ديوان ِ
ِه: ُ
ذكرنـا أ َّن ال ُمح ِّق َق ْيـنِ اعتمـدا على نسـختين في تحقيق الديوان ،همـا الجزائريّة (ج)،
ودار الكتـب المصريّـة (د) ،وقد فاتتهما ثلاث مخطوطات ،هي :
مخطوطـة مكتبـة الملـك عبـد العزيـز العامـة بالريـاض ،الرقـم ،449وتقـع •
كل ورقـ ٍة 17سـط ًرا ،وليـس فيها اسـم الناسـخ وال تاريخ
فـي 63ورقـة ،فـي ِّ
النسخ .
مخطوطـة دار الكتـب المصريّـة ،الناسـخ ميخائيـل جبريـل صصـي ،سـنة •
كل ورق ٍة 20سـط ًرا ،ومنهـا صورة في مكتبة
1160هــ .تقـع فـي 53ورقةً ،في ّ
جامعـة الريـاض ،بالرقـم .889
مخطوطـة دار الكتـب القطريّـة ،بالرقـم ،518فـي ضمـن مجمـوع ،أ َّولـه •
الجعبـري فيبدأ من
ّ (ديـوان ابـن الفـارض) ،وينتهـي بالورقـة ،112أ ّما ديـوان
الورقـة .113
الجعبري نفعنا الله به آمين:
ّ وأ َّولها> :قال الشيخ إبراهيم
الوةِ ذِ ْكرِه< ِ ِ
فشـ َفى ُفؤادي من َح َ
َ برهِ أهـدى لِقْلبِي مِـن لَطائِ َ
ـف ّ َ
أبيات ،وهي ثاني قصائد الديوان ال ُمحقَّق ص 17في الترتيب.
في سبع ِة ٍ
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 382
وقد َو َردَتْ في نسخة دار الكتب المصريّة األبيات الثالثة األخيرة فقط.
قلـت :ورد منهـا فـي مخطوطـة دار الكتـب المصريّـة (مصـ ّورة الريـاض) 14بيتًا،
واألبيـات الثالثـة األخيـرة تَـ َّم ف َْصلهـا بعبارة« :وقـال رضي اللـه عنه».
4.نظـ ُّن أ َّن نسـخة مكتبـة الملك عبد العزيز أقدم مخطوطات الشـاعر ،وهي تطابق
المخطوطتيـن اللتيـن رجـع إليهمـا المحقّقـان الفاضالن فـي ترتيـب القطع ،وفي
ضـوء تتبّعنـا لألبيـات ألفينا أ َّن ناسـخ المخطوطة (د) المتأَ ِّخ َر قـد اعتمد عليها في
ن َْس ِخ ِه لِعملِ ِه.
مستدرك الزيادات:
زا َد المحقّقـان الفاضلان ثلاث قطـع البـن معضاد لم ترد فـي المخطوطتيـن ،فصنعا
مسـتدركًا صغي ًرا .
ويُالحظ علي ِه:
أبيات على قافية الباء ،ت َّم تخريجها على :مرآة الزمان .206/4
القطعة األولى ثالثة ٍ
قلت( :مرآة الزمان)! لسـبط ابنِ ال َجوز ِّي(ت654هـ) أي قبل وفاة الشـاعر! والصواب:
مرآة الجنان.
وأضيف إلي ِه مصد ًرا آخر ،هو :قالدة النحر في وفيات أعيان الدهر .419-418
ُ
القطعـة الثانيـة البائ ّيـة فـي أربعـ ٍة أبيـات ،رجعـا فـي تخريجها إلـى :عقـد الجمان و
تاريـخ ابـن الفـرات فقط.
ويضاف إليهما :زبدة الفكرة ،264المقفى الكبير .321/1
القطعـة الثالثـة األخيـرة ،وهـي قصيـدة هائ ّيـة ،رجعـا فـي تخريجهـا إلـى :الوافـي
بالوفيـات وفـوات الوفيـات.
ُويضاف إليهما :ذيل مرآة الزمان ،17/5عيون التواريخ .159/21
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 384
نقدية:
نظرات َّ
-ص :41
العواذِل ِ
حت ال أُ ْصغي لقول َ
وأصبَ ُ النوم ُمقَلتِي أَال يا ُس َ
ليمى قد ج َفى ُ
وعلَّقَـا علـى كلمـة القافيـة« :فـي األصـل و(د) غيـر واضحـة (العنـوان) ،فأثبتنـا مـا
اعتقدنـاه الصـواب».
قلـت :وهـي أيضً ا غيـ ُر واضحة في مخطوطة دار الكتـب المصريّة (مصورة الرياض)،
وفـي مخطوطـة مكتبـة الملـك عبـد العزيـز بالريـاض 9أ ،والمخطوطـة القطريّـة:
«الغبون».
تسـهيل َهمـ ِز الكلمـة نفسـها فـي البيـت الثاني مـن القصيدة الثانيـة ص ،71
ُ وتكـ ّرر
وكلمـة «مايـس» وحقّهـا «مائس» في صدر البيـت الثاني من القصيـدة الرائيّة في ص .59
-ص :82
سـد بالمق ِ
ل من الظباءِ تصيد ا َ
أل َ قلبـي يصيـد األسـد واعجبـا
عروضي».
ّ وعلَّقَا في الهامش« :في صدر البيت خلل
قلت:
ُ
خلل في المعنى ،فما عالقة القلب بالظباء ؟
وض ًّيا فقط ،بل هناك ٌ
ليس َع ُر ِ
َ
يـح أ َّن كل َمـ َة «قلبـي» مح َّرف ٌة عن «ظبي» التي ت ُجمع على ظباء ،وهو ما يُناسـب
الص ِح ُ
َّ
فالصواب:
ُ المعنـى في العجز ،وسـقطت كلم ٌة بعدها فـي الصدر ،لذا
صُ ُ ِ ِّ
الظباءِ تَ ِ يد ا ُ َظبْ ٌي َك ِح ٌ
يل يَ ِ
ل يد األ ْس َد بِ ُ
الم َق ِ م َن َ أل ْس َدَ ،وا َع َجبًا صُ
((( تكملة المعاجم العرب ّية :رينهات دوزي ،315/5 :معجم اللغة العرب ّية المعاصرة :أحمد مختار
عمر.983/3 :
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 386
فيهِ َّ
لما أَ ْن بَ َدا َو ْس َط َ
الح َشا
-ص :82
لو أن قلبي بنيـران الغرام صلي واهلل ال حلـت عـن حبي له أبدا
وعلَّقـا فـي الهامـش علـى كلمـة القافيـة« :فـي النسـختين> :سـلي< ،وهـو تحريـف،
فاجتهدنـا».
قلت:
ُ
أصلا ،فالكلمـ ُة صحيح ٌة وهي «سـلي» ،ومضبوطة فـي المخطوطة تحريـف ً ٌ ال يوجـد
يـت فـي المخطوط ِة القطريّـة ،و َذكَ َر َها الشـاعر أَيضً ا فـي َع ْج ِز
السـين ،ولـ ْم يَـر ِد ال َب ُ
بضـ ّم ِ
يـت الوارد فـي الصحيف ِة :27 البَ ِ
لو ُسلي القلب باللظى ما سالك لســت أصغــي لمن أراد ســلوا
قائمة المصادر:
بأرقـام تنتَهِـي إلـى ،21ويُال َحظ
ٍ وردتْ قائمـ ُة المصـاد ِر ص ،145-144وتـ َّم ترقيمهـا
َمـا يَأتِي(((:
-1تـ َّم وضـع أرقـام األجزاء والصفحـات مع هذه المصادر ،باسـتثناء الكتـب 4و 12و
،16واألخيـران معجمـان لغويّـان يعتمـدان على المـا ّدة في الغالب.
قلتِ :من غَي ِر ال ُم َس ِّو ِغ ِذكْ ُر أَجزاء الكتاب ورقم الصفحة في قائمة المصادر.
ُ
الخيمي ،ت 685هـ) للمح ِّققَينِ أيضً ا ،الصادر عن الدا ِر نفسها، ّ المنهج في (ديوان ابن
ُ ((( تك َّرر هذا
ٍ
مستدرك علي ِه ض َّم أكثر من ذاك ال ِّديوان ،مع
وفي السن ِة عينها ،وقد كتبنا مقالً نقديًّا بِشَ اْنِ َ
خمسي َن بيتًا ،وأرسلنا ُه إلى (مجلة معهد المخطوطات العرب ّية) في القاهرة.
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 388
-2قد ير ُد اسم المحقِّق بع َد اسم الكتاب ،وأحيانًا قبل سنة الطبع ،أو مكانه !
الكتاب رقم 2هكذا« :تاريخ ابن الفرات :الجزء الثامن ،ص ،»72فقط. ُ -3ورد
وسـنة َوفَاتـه ،واسـم المحقِّـق ،ومـكان
قلـت :وكا َن األَولَـى إثبـاتَ اسـم المؤلِّـف َ
الطَّبع ،وسـنته.
فالصحيح أ ْن يرد هكذا:
ُ
علـي بـن الفرات(ت807هـ)، >تاريـخ ابـن الفـرات :مح ّمـد بـن عبـد الرحيـم بـن ّ
نصـ ُه قسـطنطين زريـق و نجلاء عـ ّز الديـن ،الجامعـة األمريك َّية،
حقَّقـ ُه وضبـ َط َّ
بيـروت1942 ،م<.
-4فـي ص 20تـ َّم الرجـوع إلـى (المعجـم الوسـيط) ،ولـم يـرد فـي قائمـة المصـادر
والمراجـع هنـا .
ستدرك:
ُ الم
ُ
[]1
في ص :34
التخريج:
المخطوطة القطريّة 123 :أ.
[]2
في القصيدة التائ َّية ص َ ،120و َر َد هذا البيت:
ـر بهنـ ٍ
ـد مات منها بِحســرةِ وبشـ ٌ فقيس بليلى ُج ّن من عظم وجده
َ
التخريج:
المخطوطة القطريّة 179 :ب.
391 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
[]3
ص :120
وأخمـدت النيران مـن بعد قوة ونـوح مـن الطوفان نجـاه ربه
قلت:
التخريج:
المخطوطة القطريّة 181 :أ.
[]4
قال:
التخريج:
عقود الجمان 18 :أ.
الشجاعي في :الوافي بالوفيات477/15 :؛ ورواية الثالث فيه:
ّ والقطعة لعلم الدين سنجر
فهبــوا لــه منــازل بــاألركا ِن تجــدوه قــد أدى األمانــة فيهما
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 392
[]5
جاء هذا التخميس ص ،130والبيت الثاني بياض ،هكذا:
ووردت مــورد ســادتي بصفائِهِ ـك ال يبــوح بدائه
قلبــي ألجلـ َ
] [
والمخمسـة
ّ وعلَّقـا علـى البيـت الثانـي الذي لـم يظهر« :موضع البيـت بياض في (ج)
سـاقطة من (د)».
قلت:
ُ
أصل البيتين ،مع ِ
ضبطهِما بالشَّ كل: ُ
شـكو لِع ْظ ِم م َصابِهِ ـك ال يبـوح بَِدائِهِ َِ ِ
ب ال يَ ُ ُ ُ الص ُّ
َف َّ َقلبـي لجل َ َُ ُ
ردت مــورِ َد ســادتي بِ َص َفائِهِ ـن الل َقــا بِ ِو َصالِهِ
حتَّــى يَُفــو َز مِـ َ
َ وو ُ َ َ
التخريج:
الجعبري( :ط .مصر).
ّ ديوان
[]6
يُضاف هذا البيت إلى القصيدة ،ويكو ُن ً
سادسا:
بَِلفـ ٍ
ـظ مــن ذكــرت بـهِ وصاال منه فلا يُجبنِي
الوصل ُ
َ طلبـت
ُ
التخريج:
تحفة العاشقين ونزهة ال ُم ِح ِّبين.237 :
[]7
-ص َ 143و َردَتْ ق َِصيـد ٌة فـي "مسـتدرك الزيـادات" عـن كتابَـي (الوافـي بالوفيـات)
393 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
حابـي ِد ْح َي ُة بن خليفة
الص ُّ واضـح ،والصواب" :بِدحية" ،وهو َّ ٌ تحريف
ٌ ُلـت" :بوحيـه"
ق ُ
والغريـب أ َّن الكلمـ َة َو َردَتْ َص َوابًا في
ُ الكلبـي((( الـذي كان جبرئيـل يأتي فـي َهيْأَتِ ِه، ّ
المصدريـن المذكُو َريـنِ ،ف ً
َضل َعن أَ َّن َر ْسـ َم القافي ِة لـ ْم يك ْن دقيقًا .
كامل مع ضَ ْب ِط ِه: لِذَا يَكُو ُن َص ُ
واب ِ
البيت ً
اهــا
َّــل َط َ إِْذ بِاليَتِيْــ ِم لَ ُ
ــه تَ َمث َ ـن بِ ِد ْحيةٍ
ألمِيْـ ِ
وح ا َ
ـر ِ َكتَ َمثُّ ـ ِ
ل الـ ُّ
َ
الزركلي . 337/2
ّ ((( األعالم :
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 394
المصادر والمراجع
المخطوطة:
1.تحفة العاشقين ونزهة ال ُم ِح ِّبين :مجهول ،دار الكتب القوم َّية ،القاهرة ،الرقم /944تيمور.
2.د ّرة األسالك في دولة األتراك :الحسن بن عمر بن حبيب(ت779هـ) ،مكتبة أيا صوفيا ،تركيا.
الزركشي(ت794هـ) ،مكتبة الفاتح ،تركيا،
ّ 3.عقو ُد الجمان؛ تذييل وفيات األعيان :مح َّمد بن بهادر
الرقم .4435
المطبوعة:
الذهبي
ّ 4.اإلشارة إلى وفيات األعيان المنتقى من تاريخ اإلسالم :مح َّمد بن أحمد بن عثمان
مشقي(ت748هـ)ُ ،عني بِتحقيقه وعلّق عليه :إبراهيم صالح ،دار ابن األثير ،بيروت،
ال ِّد ّ
1411هـ1991/م.
مشقي(ت748هـ) ،تحقيق :مصطفى
الذهبي ال ِّد ّ
ّ 5.اإلعالم بوفيات األعالم :مح َّمد بن أحمد بن عثمان
علي عوض و ربيع أبو بكر عبد الباقي ،مؤسسة الكتب الثقافيّة1413 ،هـ 1993 /م. بن ّ
الحنفي(ت930هـ) ،حقَّقها :مح ّمد مصطفى زيادة،
ّ 6.بدائع الزهور في وقائع الدهور :ابن إياس
الهيأة المصريّة العا ّمة للكتاب ،القاهرة1402 ،هـ 1982 /م.
مشقي(ت748هـ)،
الذهبي ال ِّد ّ
ّ 7.تأريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالمُ :مح َّمد بن أحمد بن عثمان
اإلسالمي ،بيروت1424 ،هـ2003/م.
ّ نصه وعلَّق عليه :بشَّ ار ع َّواد معروف ،دار الغرب
حقَّقه وضبط َّ
8.تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس :حسين بن مح ّمد بن الحسن ال ِّديار بَكْري(ت966هـ)،
دار صادر ،بيروت.
9.تذكرة النبيه في أخبار المنصور وبنيه :الحسن بن عمر بن حبيب(ت779هـ) ،تحقيق مح ّمد مح ّمد
أمين ،دار الكتب المصريّة1976 ،م.
10.تكمل ُة المعاجم العربيّة :رينهارت دوزي(ت1883م) ،نقله إلى العربيّة وعلَّق عليه :د .مح َّمد سليم
النعيمي ،بغداد1981 ،م.
ّ
النبهاني(ت1350هـ) ،تحقيق ومراجعة :إبراهيم عطوة ّ 11.جامع كرامات األولياء :يوسف بن إسماعيل
عوض ،مركز أهل سنت بركات رضا ،غجرات1322 ،هـ2001/م.
الصفدي(ت764هـ) ،تحقيق:
ّ 12.جلوة المذاكرة في خلوة المحاضرة :صالح الدين خليل بن أيبك
د .ع ّباس هاني الـﭽ ّراخ ،مركز البابطين لتحقيق المخطوطات الشعريّة ،دار الوفاء ،اإلسكندرية،
2013م.
395 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
28.معجم الدواوين والمجاميع الشعريّة التي حقّقها العراقيّون حتى سنة 2017م :د .عبّاس هاني
الج ّراخ ،العتبة العباس ّية المق ّدسة ،مطبعة الكفيل ،ط1439 ،1ه2018 /م.
29.معجم اللغة العرب ّية المعاصرة :د .أحمد مختار عمر(ت1424هـ) ،عالم الكتب ،بيروت1429 ،هـ/
2008م.
30.معجم المؤلّفين :عمر رضا ك َّحالة(ت1408هـ) ،مطبعة الترقِّي ،دمشق1378 ،هـ1959 /م.
الي 31.ال ُمقتَ ِفي على كتاب الروضتين ،المعروف بتاريخ البرز ّ
الي :القاسم بن مح ّمد بن يوسف البرز ّ
تدمري ،المكتبة العصريّة ،صيدا-
ّ الدمشقي(ت739هـ) ،تحقيق :د .عمر عبد السالم
ّ اإلشبيلي
ّ
بيروت1427 ،هـ2006 /م.
اليعالوي ،دار
ّ المقريزي(ت845هـ) ،تحقيق :مح ّمد
ّ علي
تقي الدين أحمد بن ّ 32.ال ُم َقفَّى الكبيرّ :
اإلسالمي ،بيروت1411 ،هـ1991/م.
ّ الغرب
الصافي وال ُمستوفي بعد الوافي :جمال الدين يوسف بن تغري بردي(ت874هـ) ،تحقيق :د. المنهل َّ
ُ 33.
مح ّمد مح ّمد أمين و نبيل مح ّمد عبد العزيز ،الهيأة المصريّة العا ّمة للكتاب ،دار الكتب والوثائق
القوميَّة ،القاهرة2006 -1985 ،م.
34.النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة :جمال الدين يوسف بن تغري بردي(ت874هـ) ،دار
الكتب المصريّة ،القاهرة1936 ،م.
الصفدي(ت764هـ) ،تحقيق :مجموعة من المستشرقين والعرب،
ّ 35.الوافي بِال َوفَيَات :خليل بن أيبك
جمع ّية المستشرقين األلمان ّية ،فرانز شتاينر ،إسطنبول وبيروت.
397 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
ﻣﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ
ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﺨﻄﻮﻁ ﻭﺍﳌﻄﺒﻮﻉ
399 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
(مصورة الرياض)
َّ بداية نسخة دار الكتب المصر ّية
بعجلا نايد
و )كَردتسمو ةّيدقن تارظن( ّير 400
(مصورة الرياض)
َّ الصفحة األخيرة من نسخة دار الكتب المصر ّية
401 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
الصفحة األخيرة من مخطوطة مكتبة الملك عبد العزيز العا ّمة بالرياض
405 َّرﭽـلا ينهساَّبَع .د .م.أ
ا
ص 116من طبعة دار الوفاء في االسكندر ّية ،والتي تقابل ص 75من الديوان المطبوع بمصر
411 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
ﺍﻟﺴﺮﺍﻗﺒﻲ
مح ّ ّمﻤدﺪالسراقب ّي ّ
وليد ﻣﺤ
للدكتورﻭﻟﻴﺪ
ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ
ScientificارThe Systematic
عمار مح ّمد الن ّه to the articleأ.د.
Response
Reading in the book of Al-Daris fi Kitab
سوريا
Al-Madaris: Reformدمشق -
Criticism, – andجامعة
التاريخ قسم
)Documentation
for Dr. Walid Muhammad Al-Saraqbi
مد ّ
ا
ستاذ الدكتور ار ّ
الار
ق
التار – جامعة دمشق
سور
Prof. Dr. Ammar Muhammad Al-Nahar
Department of History - Damascus University
Syria
413 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
الملخص
ّ
منهجـي على مقال بعنوان (قراءة في كتـاب الدارس في تاريخ ّ علمي
هـذا المقـال ر ّد ّ
اقبي ،نُشـر في مجلة الخزانة،
المـدارس :نقـد وإصالح وتوثيق) للدكتور وليد مح ّمد السـر ّ
العتبة العباسـيّة المق ّدسـة ،العدد الثالث – السـنة الثانية – شـعبان – 1439أيار ،2018
وشـمل الـر ّد النواحـي اآلتيـة :خطـأ عـ ِّد الكتـاب تحقيقـاً وليـس تهذيباً ،نَسـب لنـا كاتب
المقـال مقـوالت لـم نقلهـا ،إيـراده مغالطـات ،نقلـه عـن كتابنـا مـن غيـر إحالـة ،إغفال
اإليجاب ّيـات وأمور أخرى.
لاقم ى عل ّيجهنملا ّيملعلا ّدرلا: ( )سرادملا خيرات يف سراد لا باتك يف ةءارق414
Abstract
This article is a systematic scientific response to an article entitled
"Reading in the book of Al-Daris fi Kitab Al-Madaris: Criticism,
Reform and Documentation" written by Dr. Waleed Muhammad Al-
Saraqubi published in Al-Khizanah Magazine , Abbas Holy Shrine
, third edition – second year – Sha'ban 1439 A.H / May 2018. The
response included the following:
Wrong counting that the book is an annotation and not a revision.
Fabricating some quotations for Dr. Al-Nahar and overlooking the
positives.
415 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
وهنا أُ ِّ
بين ما يأتي:
َ -1مـن يقـرأ نشـرتي عـن الـدارس سـيجد اإلعـداد والتهذيب واضحـاً ال يتط ّرق ّ
الشـك
إليـه ،نظريّـاً وعمل ّيـاً ،واألوضـح أنّنـي لـم أورد كلمة (تحقيـق) على غلاف الكتاب.
اقبي يسـقط بديه ّيـاً حين نعلم أ ّن
-2لذلـك فـإ َّن القسـم الكبير من نقد الدكتور السـر ّ
أي باحث مبتدئ أن يكتشـف ما قمت به هو تهذيب وليس تحقيقاً ،إذ يسـتطيع ّ
ذلـك قبـل أن يفتـح الكتـاب ومن النظـرة األولى ،فنشـرتي شـملت ( 296صفحة)
مـع المق ّدمـات ،فـي حيـن اسـتغرق تحقيـق كامـل الكتـاب مـن الطبعـة األولـى
أيالحسـني قرابـة ( 1200صفحة) ،إذن -أكرر -بالعين المجردة يسـتطيع ّ
ّ لجعفـر
إنسـان أن يحكـم علـى طبعتـي أنّها تهذيب حتماً وليسـت تحقيقـاً ،وقبل أن يقرأ
أي كلمـة منه. ّ
اقبي تجاهـل فقـرة منهجي في هـذا الكتاب، -3والغرابـة الشـديدة أ ّن الدكتـور السـر ّ
التـي ص َّرحـت فيهـا تصريحـاً ال لبـس فيـه البتّـة أ ّن عملـي هـو تهذيـب وليـس
تحقيقـاً ،وفيهـا أقـول حرف ّيـاً « :فنحن أمام كتاب على درجـة عظيمة من األهم ّية،
يتوجـب علينـا خدمتـه بطرق مختلفة ،وهذا ما نسـعى إليه فـي هذه الطبعة؛ إذ
ترجـع الحاجـة لتهذيب كتاب الدارس لعدّ ة أسـباب ،منها :كثـرة التراجم ،ذلك أ ّن
النعيمـي نهـج أن يترجـم تراجـم مط َّولة لمد ِّرسـي المعالـم التي ذكرهـا ،م ّما يه ّم
ّ
-علـى األغلـب -الباحثين والدارسـين فقـط ،وال يأبه إليه عامة الناس أو السـاعون
لتحصيـل الثقافـة فقـط ،فقمت بتجاوز هـذه التراجم ،مقابل التركيـز على أمرين
(((
جوهرييـن همـا :مـكان المعلمة ،ثم واقفهـا أو بانيها أو لمن نُسـبت».
اقبي قـراءة الحاشـية التـي ذكرتُ فيهـا حرفيـاً -معقِّباً على
-4وتجاهـل الدكتـور السـر ّ
تهذيبـي للـدارس« :-لذلـك فـإ ّن كامـل الكتـاب متوفّـر يمكـن العـودة إليـه لمـن
(((
يشاء».
اقبي لـم يكـن دقيقـاً لــ ّما استشـهد بعبارتي اآلتيـة« :حقيقة
-5أرى أ ّن الدكتـور السـر ّ
جهـدت فـي أثنـاء تحقيقـي لهـذا الكتـاب وتهذيبـه»((( فقـط ،دون أن ين ّبهنا على
السـياق الـذي وردت فيـه ،إذ لـم أذكرهـا فـي معـرض حديثـي عن المنهـج الذي
سـأتبعه فـي هـذا الكتـاب ،وإنّمـا أوردتهـا فـي معـرض مناقشـتي لقضيـة محـ ّرر
الكتـاب ،والعبـارة الكاملـة -التـي اقتطـع منهـا الدكتـور السـر ّ
اقبي اقتطاعـاً -هي
حرف ّيـاً كمـا يأتـي« :حقيقـة جهـدت فـي أثناء تحقيقـي لهـذا الكتـاب وتهذيبه أن
أعرفـه ،ولكـن ولألسـف األدلّـة التي بين يدي على ذلك شـحيحة؛ بـل ورد ما يؤيّد
مـا ذهبنـا إليـه مـن أ ّن الذي بين أيدينـا هو التحريـر وليس كتاب الدارس نفسـه؛
إذ إ ّن هـذا التلميـذ تحـ َّدث عـن الزاويـة الصماديـة ،وذكـر أ ّن واقفهـا توفي سـنة
النعيمي بقرابة خمس سـنوات ،وذكـر أ ّن مصدر خبره هذا ّ 932هــ ،أي بعـد وفاة
(((
النعيمـي واسـمه يحيى».
ّ هـو أحـد أبناء
اقبي مهاتفتي بسـهولة لالستفسـار عنفكان قصدي (وكان يسـتطيع الدكتور السـر ّ
ذلـك ،أو التواصـل معـي علـى صفحتـي اإللكترونيـة) مـا أقـوم عليه حتـى اليوم،
لدي ،وشـكَّلت
جـل نسـخه الخطيـة ّ وهـو تحقيـق كامـل الكتـاب الـذي توافـرت ّ
فريـق عمـل لذلـك ،وقاربنـا علـى االنتهاء إن شـاء اللـه تعالى.
اقبي معنى كلمة تهذيب ،والمسـتغرب أنّه اختـار معنى واحدا ً
-6ذكـر الدكتـور السـر ّ
فقـط لهـذه الكلمة يتناسـب تمامـاً مع مغالطـات أوردها ،وذلك لــ ّما قصر معنى
التهذيـب علـى التنقيـة فقـط((( ،وأنـا أضعكـم أمـام معنـى التهذيب مـن (معجم
الكتـاب :لَ َّخصـه وحـذف مـا فيـه
َ المعانـي) و(المعجـم الغنـي) ،ففيـه« :هـذَّب
مـن إضافـات غيـر الزمـة»((( ،وهـذا مـا قمـت بـه تمامـاً ،وقد ذكـرت حرف ّيـاً« :إذ
ترجـع الحاجـة لتهذيـب كتاب الدارس لعدة أسـباب ،منها :كثـرة التراجم ،ذلك أ ّن
النعيمـي نهـج أن يترجـم تراجـم مط َّولة لمد ِّرسـي المعالـم التي ذكرهـا ،م ّما يه ّم
ّ
-علـى األغلـب -الباحثين والدارسـين فقـط ،وال يأبه إليه عا ّمة الناس أو السـاعون
لتحصيـل الثقافـة فقـط [لذلـك فإ ّن كامـل الكتاب متوفـر يمكن العـودة إليه لمن
يشـاء] ،فقمـت بتجاوز هذه التراجـم ،مقابل التركيز على أمريـن جوهريين هما:
(((
مـكان المعلمـة ،ثـم واقفهـا أو بانيها أو لمن نُسـبت».
اقبي أقنـع نفسـه بهـذه المغالطـة وبنـى عليهـا مالحظـات
ثـم إ ّن الدكتـور السـر ّ
اسـتغرقت قرابـة صفحتيـن.
أي معلـم من معالـم التحقيق، اقبي« :وقـد خلا الكتـاب مـن ّ
-7يقـول الدكتـور السـر ّ
حتـى إ ّن الناظـر فيـه -بلـه الـدارس -ليجـرؤ علـى القـول :إ ّن الطبعـة األولـى مـن
الكتـاب -علـى كثـرة مـا رماها به من أخطـاء -أقرب إلى الصحة والسلامة م ّما قام
(((
بـه الدكتـور الفاضـل من عمل فـي إعداد الكتـاب».
اقبي أ ّن عملـي في الدارس
إلـي هنا الطامـة الكبرى بإصرار الدكتور السـر ّ
بالنسـبة َّ
كل ما بناه على هذا القول من نقد بعد ذلك يسـقط ببسـاطة هـو تحقيـق ،لذلك ّ
بديهيـة ،أل ّن عملـي تهذيب وليس تحقيقاً.
كل الغرابـة تكمـن في كيف ّية اسـتطاعة الدكتـور السـراقبي المقارنة بين
والغرابـة ّ
طبعتـي التـي هـي تهذيـب ،وشـملت ربـع كتـاب الـدارس تقريبـاً ( ،)296وبيـن
ال لم أقلها:
ثاني ًا -تقويلي أقوا ً
اقبي اكتشـاف دليل ض ّد نشـرتي بقوله« :وهـذا -لعمري -دليل ي َّدعـي الدكتـور السـر ّ
علـى أ ّن الدكتـور الفاضـل لـم يحسـم المسـألة فيمـا يتعلّـق بالعنـوان ،ولـم يتخلّـص هو
(((
نفسـه م ّمـا رمـى به الدكتـور صالح الديـن المنجـد .»...
وهنا أقول:
حـت فـي كتابـي بهذا االكتشـاف ،لــ ّما ذكرت مـا يأتي« :إ ّن هـذا التحليل أعاله -1ص َّر ُ
ليـس إلّ اجتهـادا ً مبن ّيـاً علـى مـا توفّر من نصوص ،وهي شـحيحة كمـا ترى ،لعله
(((
يظهـر لنا في قـادم األيام أدلّـة أوضح».
اقبي ق َّولني ما لم أقل ،إذ لم أ َّد ِع أنّني حسـمت
وهذا دليل آخر أ ّن الدكتور السـر ّ
هـذه المسـألة ،وهذا واضح صراحة في قولـه الذي نقلته أعاله.
((( ينظر قراءة في كتاب الدارس ،مجلة الخزانة :العدد الثالث.364 -362 :
((( قراءة في كتاب الدارس ،مجلة الخزانة :العدد الثالث.360 :
((( الدارس في تاريخ المدارس.29 :
) 420سرادملا خيرات يف سراد لا باتك يف ةءارق( :لاقم ى عل ّيجهنملا ّيملعلا ّدرلا
اقبي علـى تقويلـي ما لم أقـل ،وواضح ذلك في -2ال أدري لمـاذا يُصـ ّر الدكتـور السـر ّ
(((
عبارتـه ....« :ولـم يتخلـص هـو نفسـه مما رمى به الدكتـور صالح الديـن المنجد».
فلـم أذكـر كلمـة (رمـى) ،وإنمـا قلـت (ص )23حرفيـاً« :ولـم أر م ّمـن تعامـل مع
هـذا الكتـاب سـابقاً أنّه انتبه لهذه القض ّية األساسـية ،ومنهم صلاح الدين المنجد
رحمـه اللـه تعالـى ،صاحـب الجهـود التراثيـة العظيمـة ،إذ إنّه لم يُشـر إلى ذلك
عنـد تحقيقـه لفصـل مـن هذا الكتـاب ،وسـ َّماه (دور القـرآن في دمشـق) ،وذكر
للنعيمـي المتوفّى
ّ أ ّن هـذا الجـزء هو مـن كتاب (تنبيه الطالب وإرشـاد الـدارس)
سـنة 927هــ ،فلـم ينتبـه إلى أ ّن هذه هي تسـمية المح ّرر ال المؤلّـف ،وقال هذا
الـكالم نفسـه عنـد تحقيقه لكتـاب (مختصر تنبيه الطالب وإرشـاد الـدارس) لعبد
العلموي».
ّ الباسـط
أرم المنجـد بشـيء وإنمـا ذكرتـه بـ(صاحب جهـود تراثية عظيمـة) ،وأنه لم فلـم ِ
ينتبـه أو يُشـر لذلـك ...ففـرق كبير بين كلمـة (رمى به) وبين كلمـات (لم أر ...لم
ينتبه ...ولم يُشـر).
فكلمـة (رمـى بـه) تعنـي :القـول بالقـذف ،والنسـب إلى الفاحشـة((( ،وفـي قوله
ـات لُ ِع ُنـوا ِفـي ال ُّدنْيَـا
ـات الْغَا ِفلا َِت الْ ُم ْؤ ِم َن ِ
تعالـى﴿ :إِ َّن ال َِّذيـ َن يَ ْر ُمـو َن الْ ُم ْح َص َن ِ
َاب َع ِظيـ ٌم﴾(((. َو ِ
اآلخـ َر ِة َولَ ُهـ ْم َعـذ ٌ
اقبي قصد الرمي المعنـوي أي االتّهام ولـو افترضنـا حسـن الن ّيـة وأ ّن الدكتور السـر ّ
فـت فيها الحالة وص ّ ومـا شـابه؛ فـإ ّن هـذا التوصيـف ال ينطبق على عباراتـي التي َّ
المناقَشـة كما ورد أعاله.
-3التقويـل نفسـه ورد (ص )362ل ّمـا قال« :إ ّن الطبعة األولـى من الكتاب -على كثرة
مـا رماهـا بـه من أخطاء -أقرب إلى الصحة والسلامة مما قـام به الدكتور الفاضل
(((
من عمل فـي إعداد الكتاب».
ثالث ًا -مغالطات:
وهي عديدة ،منها:
اقبي مـا يأتـي« :تناثـرت علـى صفحـات الكتاب بعـض األخطاء
-1ذكـر الدكتـور السـر ّ
األسـلوبية واللغويـة» ،ثـم ذكر لنـا بعضها(((.
فـأوالً :ال تتناسـب كلمـة (تناثـرت) مـع (بعـض) ،فكلمـة (تناثـرت) ّ
تـدل علـى أ ّن
كل صفحـات الكتـاب.األخطـاء منثـورة علـى ّ
اقبي ،وهل تسـتحق أن يُج ّند
وثانيـاً :لننظـر في األخطاء التي ذكرها الدكتور السـر ّ
لهـا مقاالً في مجلـة معتبرة؟!:
اقبي« :زادت أعدادهـا أيـام المماليـك بشـكل مـن ملفـت...
-ذكـر الدكتـور السـر ّ
والصـواب علـى نحـو الفـت» ،وأرجـو أن تقارنـوا هنـا مـا ذكـرتُ فـي نشـرتي:
(((
«زادت أعدادهـا أيـام المماليـك بشـكل ملفـت».
-ذكـر« :التـي تسـير عليـه ...والصـواب الـذي تسـير عليـه» ،وسـياق كالمـي فـي
نشـرتي« :وهـذا يعنـي أ ّن فكـرة المدرسـة -ذات الهـدف المعيـن والنظـام
المخصـوص التـي تسـير عليـه وكان لهـا فـي خدمـة التعليم الجامعي اإلسلامي
(((
دور بـارز لـه مميزاتـه وخصائصـه -لـم تظهـر إلّ بعـد القـرن الرابـع الهجـري».
وأُشـير إلـى أ ّن (الفـت) و(الـذي) صحيحتـان ،وإنّمـا قصـدت مـن إيرادهمـا أ ّن
كتابـاً ال يخلـو مـن هكـذا أخطـاء عا ّمة أو شـائعة ،ومن ث َـ ّم ال أظـ ّن أ ّن ذكرهما
ثـم أتعب نفسـه بإيـراد أمثلة عن هذه النقط الثالث ،واسـتغرابي الشـديد مبعثه
-كمـا أوردت قبـل قليـل -تغاضيه عن قـراءة منهجي في التهذيـب ،وأ ّن هذا َّ
دل
اقبي دليلاً لـم يُن ِّبه عليـه وهو أ ّن الـذي بين
مـن ناحيـة ثانيـة أ ّن بيـن يـدي السـر ّ
يديـه هـو تهذيب وليـس تحقيقاً.
اقبي إلى أنّه لـم يعرف ما فائدة العضادتين [ ] في نشـرتي(((،
-3أشـار الدكتـور السـر ّ
وأوهـم القارئ بجهلي بوظيفتيهما فـي تحقيق النصوص.
انظـروا إلـى مـا ذكـرت فـي نشـرتي حرفياً« :ثـم قمـت بإثبـات مـكان المعلمة،
وتاريـخ عمارتها ،وسـيرة بانيها وواقفها ،ثـم بعد التهذيب قمت بوضع اإلضافات
بيـن حاصرتيـن [ ] وشـمل ذلـك تواريـخ المـدارس والمسـاجد والبيمارسـتانات
والتُّـرب ،...ومـا يحتـاج إليـه النـص مـن توضيـح مـن جـ َّراء انقطاع األفـكار وما
(((
شابه ذلك».
اقبي خلو نشـرتي من الفهارس إلّ فهارس الموضوعات((( ،وهذه مالحظة
-4ذكر السـر ّ
اقبي أن الـذي بين يديه تحقيق وليس تهذيباً.
مبن ّيـة على إصرار السـر ّ
علـي اثنتان :األولـى قوله« :ليس
-5مـا يسـتحق الذكـر من المالحظـات التي أحصاها َّ
مبنـي ..والصـواب :إال اجتهـادا ً مبنيـاً»((( ،والثانيـة قولـه فـي الصفحـة
إال اجتهـاد ّ
نفسـها« :الـذي جاء فـي ثمانين مجلـد ...والصـواب :ثمانيـن مجلدا ً».
فـإن كانـت هذه األخطـاء اللغوية التي وردت في نشـرتي فقط ،فهـذا ّ
محل مدح
اقبي ،ألنها تع ّد على أصابـع اليد الواحدة في
وليـس قدحـاً كما فعل الدكتور السـر ّ
كتـاب بلغ عدد كلماته أكثر مـن ( )60000كلمة.
اقبي في المالحق صورا ً عن نسـخة (الدارس) في تشسـتربتي(((،
-6أورد الدكتور السـر ّ
وسـأورد فـي مالحـق بحثي هـذا صورا ً عديدة لنسـخ المخطوطات التـي اعتمدتها
في مشـروع تحقيقِ كامـل مخطوط (الدارس).
وأترك للقارئ الحكم على هذا الكالم بعد قراءة مالحظاتي السابقة.
«وكلي أمـل أن يأخذ الدكتور الفاضـل لألمر أُهبته
ّ ومـن ذلـك قولـه في خاتمة مقالـه:
ويعـ ّد لـه عدتـه ،قبـل أن يلـج عالماً ليس الدخول بمسـتطاع علـى َمن ل ّما تنبـت خوافيه
(((
وقوادمه بعد».
وواضـح أ َّن فـي كالمـه هـذا إهانة وتجريحـاً ،مع العلـم أ ّن الدكتور السـر ّ
اقبي كان قد
تقـ َّدم بهـذا المقـال إلى مجلـة مجمع اللغـة العربية بدمشـق ،فـر َّده ال ُمحكِّمـون ،وأترك
أيضـاً للقـارئ أن يحكـم على ذلك.
اقبي الناقد لنشرتي من الدارس، أخيراً :وبعد دراسة متأنية وعميقة لمقال الدكتور السر ّ
أقـول :ذكـر الدكتـور أ ّن هدفه من هذا المقال :النقد واإلصالح والتوثيـق ،وذكر أ َّن «الله من
عليوراء القصد» ،لذلك كان عليه أن يكون أكثر دقة في ذلك ،ولذكره مقولة سـ ّيدنا ّ
(((
(((
في مقدمة مقاله« :ضع أمر أخيك على أحسـنه حتى يأتيك ما يغلبك عليه».
وكان يُفترض منه تح ِّري الوضوح في النقد والشفافية ،وتو ِّخى الحكم العادل المنصف،
فالعـدل يمثل حقًّا فطريَّاً ّ
لكل فرد.
وأختـم بأقـوال لسـيدنا علـي ،ومنهـا« :أعقـل النـاس أعذرهم لهـم»((( ،و«نـوم على
شـك»((( ،و«سـوء الظن يدوي القلوب ،ويتَّهـم المأمون ،ويوحش
يقيـن خيـر من صالة على ّ
المسـتأنس ،ويغ ِّيـر مـو َّدة اإلخـوان»((( ،و«ليـس من العـدل القضاء على الثقـة بالظن»(((.
قائمة المصادر
القرآن الكريم
األزهري(ت370هـ) ،تحقيق :مح ّمد عوض مرعب ،دار ّ 1.تهذيب اللغة :أبو منصور مح ّمد بن أحمد
العربي ،بيروت ،ط2001 ،1م.
ّ إحياء التراث
النعيمي(ت927هـ) ،أع ّده وق ّدم له :الدكتور ع ّمار مح ّمد
ّ 2.الدارس في تاريخ المدارس :عبد القادر
الن ّهار ،الهيأة العا ّمة السورية للكتاب ،دمشق ،ط2014 ،1م.
3.شرح نهج البالغة :ابن أبي الحديد(ت656هـ) ،تحقيق :مح ّمد أبو الفضل إبراهيم ،دار إحياء الكتب
الحلبي وشركاه ،القاهرة ،ط1378 ،1هـ1959/م.
ّ العربية ،عيسى ّ
البابي
اقبي/
4.قراءة في كتاب الدارس في تاريخ المدارس (نقد وإصالح وتوثيق) :األستاذ الدكتور وليد السر ّ
مجلة الخزانة /العدد الثالث /السنة الثانية /العتبة العباسيّة المق ّدسة ،كربالء المق ّدسة ،شعبان
1439هـ /آيار 2018م.
المقري(ت770هـ) ،دراسة وتحقيق :يوسف الشيخ
ّ الفيومي
ّ 5.المصباح المنير :أحمد بن مح ّمد
مح ّمد ،المكتبة العصريّة.
6.نهج البالغة :مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كالم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ،
شرح :الشيخ مح ّمد عبدة ،دار المعرفة ،بيروت ،ط1412 ،1م.
7.المعجم الوسيط :مجمع اللغة العرب ّية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى ،أحمد الزيات ،حامد عبد
القادر ،مح ّمد النجار) ،دار الدعوة.
429 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
ﻣﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ
431 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
بداية مخطوط المجمع العلمي بدمشق (مجمع اللغة العربية) النسخة األولى
435 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
بطاقة مخطوط المجمع العلمي بدمشق (مجمع اللغة العربية) النسخة األولى
) 436سرادملا خيرات يف سراد لا باتك يف ةءارق( :لاقم ى عل ّيجهنملا ّيملعلا ّدرلا
بداية مخطوط المجمع العلمي بدمشق (مجمع اللغة العربية) النسخة األولى
437 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
نهاية مخطوط المجمع العلمي بدمشق (مجمع اللغة العربية) النسخة األولى
) 438سرادملا خيرات يف سراد لا باتك يف ةءارق( :لاقم ى عل ّيجهنملا ّيملعلا ّدرلا
بطاقة مخطوط المجمع العلمي بدمشق (مجمع اللغة العربية) النسخة الثانية
439 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
ختم مخطوط المجمع العلمي بدمشق (مجمع اللغة العربية) النسخة الثانية
) 440سرادملا خيرات يف سراد لا باتك يف ةءارق( :لاقم ى عل ّيجهنملا ّيملعلا ّدرلا
عنوان مخطوط المجمع العلمي بدمشق (مجمع اللغة العربية) النسخة الثانية
441 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
بداية مخطوط المجمع العلمي بدمشق (مجمع اللغة العربية) النسخة الثانية
) 442سرادملا خيرات يف سراد لا باتك يف ةءارق( :لاقم ى عل ّيجهنملا ّيملعلا ّدرلا
من مخطوط المجمع العلمي بدمشق (مجمع اللغة العربية) النسخة الثانية
443 راّهنلا دّمحم رامع .د.أ
من مخطوط المجمع العلمي (مجمع اللغة العربية بدمشق) النسخة الثانية
) 444سرادملا خيرات يف سراد لا باتك يف ةءارق( :لاقم ى عل ّيجهنملا ّيملعلا ّدرلا
##
الباب الرابع
447 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
ﻋﻠﻲ
ﻓﻬﺮﺱ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻴﻦ ّ
ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺍﻟﻤﻮﻗﻮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ
ﺳﺔ
ﺍﻟﻤﻘﺪ ّ
علي محفوظ الموقوفة
الدكتورﺔ حسين ّ
فهرس مخطوطات مكتبةﺍﻟﻌﺒﺎﺳ ّﻴ
المقدسة
ّ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲة
ﺍﻟﻘﺴﻢالع ّباس ّي
على خزانة العتبة
الشبلي Section
األمري م.م مصطفى
طارق عبد
ّ
ّ
الشب مصط طارق ادرس اساعد
ّ ّ
العباسية اقدسة العتبة
العراق
Assistant Lecturer. Mustafa Tariq Eshibali
Al- Abbas Holy Shrine
Iraq
449 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
الملخص
ّ
بحـثٌ يعـ ِّرف _ مـن خلال فـ ّن الفهرسـة _ ببعـض المخطوطـات التـي كانـت بحوزة
علـي محفـوظ ،و ُوقفـت بعـد وفاتـه -مـن قبـل ولده
اقـي الدكتـور حسـين ّالمحقِّـق العر ّ
علي حسـين محفوظ -على ِخزانة العتبة العبّاسيّة ،لتكون مع مئات المخطوطات األسـتاذ ّ
المحفوظـة فيهـا ،حيـث العنايـة واالهتمام بالتـراث المخطوط.
ويكشـف البحـث النقـاب عن كثي ٍر من النسـخ التي لم ت َر النور إلـى اآلن ،والتي نأمل
أن تـراه في القريب العاجل بفضـل جهود المحقّقين العراقيّين.
وهـذا هـو القسـم الثانـي من البحث ،وقد ضـ ّم تعريفاً لــ( )30مجلّـدا ً مخطوطاً ،في
ضمنهـا ( )42عنوانًا ،شـملت مختلف العلوم؛ منهـا ( :الحديث ،والعقائد ،واألدب واللغة،
التفصيلي.
ّ واألخلاق) ،وغيرهـا .وكان المنهج المتّبع في الفهرسـة هـو المنهج
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 450
Abstract
A search defines _ through the art of indexing _ Some of the
manuscripts which the Iraqi annotator Dr. Hussein Ali Mahfouz had
, and they were endowed after his death - by his son, Ali Hussein
Mahfouz - to the bookcase of Al-Abbas holy shrine to be with
hundreds of manuscripts preserved therein, where care and interest
in the manuscript heritage. It reveals a large number of copies that
have not seen the light until now, and hope to see the light in the near
future by virtue of the efforts of Iraqi annotators.
And this is the second part of the research included a definition of
(30) volumes of manuscripts, including (42) titles, including various
sciences, including (Hadith, Creeds, Literature, Language, Ethics), etc.
The procedure used in indexing is the detailed approach.
451 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
المقدمة
رب العالميـن ،والصالة والسلام على خير خلقه وسـ ّيد رسـله مح ّمد، الحمـد للـه ّ
وعلـى األئ ّمـة السـادة المعصوميـن مـن آلـه الط ّيبيـن الطاهريـن ،وعلـى األوفيـاء
المخلصيـن مـن أصحابـه والتابعيـن لهـم بإحسـانٍ إلـى يـوم الدين.
أ ّما بعد ،فأو ّد اإلشارة في هذه المق ّدمة إلى أمرين:
علي محفوظ:
األول :مصادر مكتبة الدكتور حسين ّ
علـي محفـوظ ،أنّها
فقـد ظهـر لـي فـي أثنـاء فهرسـتي لمخطوطـات الدكتور حسـين ّ
تج ّمعـت مـن مصـادر عـ ّدة ،منها:
اإلهـداء :فكانـت تُهـدى إليـه جملـة من المؤلّفـات الخط ّيـة من األصدقـاء ،ومن ذلك
البغدادي((((ت1356هـ) ،إذ نقرأ عبـارة اإلهداء
ّ كشـكول نعمـان ثابـت بن عبـد اللطيـف
علي محفـوظ من مقتنيه بتاريخ فـي الصفحـة األولى ،وهي :إهداء إلى الدكتور حسـين ّ
1964/12/2م المخطوطـة.
ٍ
مخطوطـات عـ ّدة مـن أعالم أسـرته السـابقين أمثال: ومنهـا :اإلرث ،إذ ورث محفـوظ
العاملـي ،و إبراهيم محفوظ،
ّ علي محفـوظالشـيخ مح ّمـد جـواد آل محفوظ ،والشـيخ ّ
وغيرهم.
وأخيـ ًرا :المخطوطـات التـي كان يبـذل جهـدا ً فـي سـبيل الحصـول عليهـا ،ليسـتفيد
منهـا فـي مطالعاتـه وبحوثـه ،وتعـ ّد مـن مصـادره الرئيسـة ،فـكان يبـذل الجهـد الجاهد
للحصـول عليهـا؛ سـواء عـن طريـق الشـراء أو االلتمـاس مـن بعـض األصحـاب في سـبيل
جلـب النسـخة ،ومـن ذلك ما ذكره األسـتاذ األديب مح ّمد حسـين سـميعي(ت1373هـ)،
نـص ترجمته من الفارسـ ّية إلىفـي آخـر كتابـه الموسـوم بـ(نخبة سـميعي) ،إذ يقـول ما ّ
علـي محفوظ أن أضع جـز ًءا من آثـاري المنظومة العرب ّيـة :طلـب منـي الدكتور حسـين ّ
(((
والمنثـورة فـي دفتـ ٍر ألق ّدمـه لـه ،فكتبت مـا كان في ذاكرتـي.
واسـتطاع حسـين سـميعي أن يوصلـه إلـى محفـوظ بعد مـ ّد ٍة ،وقد اهت ّم بـه األخير،
وقـام بنــشره في طهـران سـنة 1954م ،باللغتين العربيّة والفارسـيّة.
وم ّمـا يجدر اإلشـارة إليـه أ ّن هناك كثي ًرا مـن المخطوطات في مكتبة الدكتور حسـين
ٍ
مخطوطات مص ّورة عن نسـخة األصل. محفـوظ لـم يُعـ َّرف بها في هـذا الفهرس؛ كونهـا
علي محفوظ:
الثاني :مصير مخطوطات مكتبة الدكتور حسين ّ
ال يخفـى أ ّن المكتبـة كانـت تحتـوي علـى مـا يقـارب ( )500عنـوانٍ مخطـوط ،وذلك
علـي محفـوظ فـي مجلـة معهـداسـتنا ًدا إلـى الفهـرس الـذي نشـره الدكتـور حسـين ّ
المخطوطـات العرب ّيـة سـنة 1960م ،وض ّمنـه تعريفًـا بــ ( )346مجلـ ًدا مخطوطًا ،وكذلك
اقي سـنة
الموسـوي أميـن مكتبـة المتحف العر ّ
ّ الفهـرس الـذي صنعـه مصطفـى مرتــضى
ّـدات مخطوطـات. 1968م ،وض ّمنـه تعريفًـا بــ ( )107مجل ٍ
ومصيـر هـذه المخطوطـات اآلن ،وبحسـب مـا لدينـا مـن معلومـات -ز ّودنـا بها أحد
االخوة المهت ّمين بتراث الدكتور محفوظ -في (دار المخطوطات العراق ّية) ،حيث ُخ ّصص
علـي محفـوظ) ،وال أعـرف عـدد المخطوطات لهـا قفـص بعنـوان( :مخطوطـات حسـين ّ
فيـه ،وليـس لهـا فهرس ،وسأسـعى إن شـاء الله لصنـع ٍ
فهرس لهـا مك ِّملٍ لهـذه الفهارس.
وكذلـك فـي (مكتبـة ودار مخطوطـات العتبـة العبّاسـيّة المق ّدسـة) ،فتحـوي على ما
مخطـوط ،فـي ضمنها أكثـر مـن ( )150عنوانًا.
ٍ يقـارب الــ ( )100مجل ٍّـد
اقي في
وأخيـ ًرا أحمـد اللـه سـبحانه وتعالـى أن ُحفظت مخطوطات هـذا العالـم العر ّ
فهـرس لهـا ،ونسـأله أن يُكتـب لمـا لـم يحقَّـق من هذه ٍ مكانيـن آمنيـن ،ووفقنـي لصنـع
كل مـن كان سـب ًبا فـي إنجـاز المخطوطـات التحقيـق والدراسـة ،وأن يجـزي ع ّنـي خيـ ًرا ّ
وبخاصـة :مالك قسـم تصويـر المخطوطات في العتبـة الع ّباسـ ّية الذي قام ّ هـذا البحـث،
بتصويـر المخطوطـات ،ومالك مجلّة الخزانة الذي قام بتصحيح البحث وإخراجه ونشـره،
فلهـم م ّنـي وافر الشـكر والتقديـر واالحترام.
رب العالمين وصلّى الله على مح ّم ٍد و آله الط ّيبين الطاهرين.
والحمد لله ّ
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 454
()4983
مجموعة (نسختان):
1 .خالصــة كتــاب (اللغــة العرب ّيــة أصولهــا النفسـ ّية وطــرق تدريســها)
ـي)
(1و16-ظ) (طرائــق تدريــس -عربـ ّ
تلخيص :مجهول.
أ ّول المخطوط:
«أحمـدك ،يعـ ّرف علمـاء النفس اللغة :بأنّها الوسـيلة التي يمكن بواسـطتها تحليل ّ
أي
صـور ٍة أو فكـر ٍة ذهنيّة إلى أجزائهـا أو خصائصها.»...
آخر المخطوط:
«وقـراءة صفحـات ذات مقيـاس ثابـت (أي عـدد كلمـات ثابتـة) لمعرفة ما تسـتغرقه
كل مرة».
مثل مـن زمـن ّ
قـراءة خمـس صفحـات ً
التعريف بالمخطوط:
خالصـ ٌة ُجمـع فيهـا زبـدة مـا طرحـه الدكتـور عبـد العزيـز عبـد المجيـد فـي كتابـه
الموسـوم بــ (اللغـة العربيّـة أصولهـا النفسـيّة وطـرق تدريسـها) ،وتض ّمنـت التعريفـات
بـكل أنواعهـا ووظائفهـا،
الخـاص بالقـراءة ّ
ّ اللغويّـة واالصطالح ّيـة ،وركّـزت علـى البـاب
كل عنـوانٍ وخالصتـه فـي نقـاط.والتدريـب عليهـا .وجعـل رأس ّ
[النسخة الخط ّية نفسها]
455 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
()4984
(أدب/فارسي)
ّ نخبة سميعى = منتخب آثار حسين سميعى
تأليف :مح ّمد حسين سميعي المشهور بأديب السلطنة (ت1373هـ).
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 456
أ ّول المخطوط:
«از چــند سـال باينطـرف ديـده ميشـود كه برخى از جوانان روشـن فكـر ومتجدد كه
اساس.»...
آخر المخطوط:
كه كسوت بهر نامردان نذورى» «جهش باش از تو آكاه از زمورى
التعريف بالنسخة:
أدبـي انتخبـه الشـاعر واألديـب حسـين سـميعي مـن ذاكرته؛ وذلـك عندما مجمـوع ّ
علـي محفـوظ أن يضع جـز ًءا من آثـاره المنظومـة والمنثورة
طلـب منـه الدكتـور حسـين ّ
فـي دفتـ ٍر ق ّدمـه لـه ،فكتـب مـا كان فـي ذاكرتـه ،وجعلـه فـي قسـمين؛ األول :المنثـور
مقـاالت ومق ّدمة ،الثانـي :في المنظوم وفيه سـبع منظومات منهـا في الغزل
ٍ وفيـه ثلاث
والرباعي.
ّ والمثنـوي
ّ
اسـتطاع حسـين سـميعي أن يوصلـه إلـى محفـوظ بعد مـ ّدة ،وقـد اهت ّم بـه الدكتور
علي محفوظ ،وقام بنشـره في طهران سـنة 1954م باللغتين العرب ّية والفارسـ ّية.
حسـين ّ
[مجلة تراثنا ،ع ،44ص ،318النسخة الخط ّية نفسها]
علـي
بحـق حسـين ّ نسـتعليق ،المؤلّـف1331 ،ش ،آخرهـا رسـالة للمؤلّـف ّ
محفـوظ وكيف ّيـة التعرف عليـه وتلبية طلبه بخصوص هذه النسـخة ،األوراق
مـن ( )24 – 20بيـاض.
(كارتوني) أسود اللون.
ّ نوع الغالف:
24ق ،مختلفة السطور14 × 21 ،سم.
()4985
عربي)
ّ كشكول (لغة -
تأليف :مجهول.
457 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
أ ّول المخطوط:
المسـرحي؛ والحكايـة المصـ ّورة
ّ «يطلـق الدكتـور :الحكايـة المشـهودة علـى التمثيـل
السـينمي.»...
ّ علـى التمثيل
آخر المخطوط:
«الشــرق والغــرب ،الجنوب والشـمال ،الليل والنهار ،الح ّر والبرد ،الشـتاء والصيف،
الربيـع والخريف».
التعريف بالمخطوط:
الخاصـة باللغـة العرب ّية ومشـكالتها فـي العصر الحاضر ،ومشـكلة
مجموعـة مـن اآلراء ّ
مقـاالت؛
ٍ المصطلحـات العلم ّيـة والفن ّيـة ومشـكلة النحـو فـي العرب ّيـة ،كُتبت على شـكل
المختصـة باللغة العربيّـة؛ كاآلتي :المقالـة األولى:
ّ كل منهـا مسـتخلص مـن إحـدى الكتب ّ
مستخلصة من كتاب (المباحث اللغويّة في العراق) ،للدكتور مصطفى جواد(ت1389هـ)،
الثانيـة :مسـتخلصة مـن كتـاب (سـ ّر صناعـة اإلعـراب) ،ألبـي الفتـح عثمـان بـن ج ّنـي
الموصلي(ت392هـ) ،الثالثة :مستخلصة من مقال( :مسائل النهوض باللغة العرب ّية وتيسير ّ
قواعدهـا وكتابتهـا) ،للدكتـور مصطفـى جواد(ت1389هــ) ،الرابعـة :مسـتخلصة من كتاب
اإلصفهاني(ت360هـ).
ّ (الخصائـص والموازنـة) ،ألبـي عبد اللـه حمزة بـن الحسـن
[النسخة الخط ّية نفسها]
()4986
(تراجم/عربي)
ّ سيرة أحمد يوسف نجاتي
تأليف :أحمد بن يوسف بن مح ّمد نجاتي (ق14هـ).
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 458
أ ّول المخطوطة:
«الحمد لله وسالمه على عباده الذين اصطفى؛ أ ّما بعد فهذا مجموع صغير إن
أردت ّإل أن أودعه.»...
آخر المخطوطة:
« 12صفـر سـنة 26/1367كانـون األول 1947أحمـد بـن يوسـف نجاتي األسـتاذ بدار
المعلّميـن العليـا ومعهـد الملكة عاليـة بمدينة بغداد المحروسـة».
التعريف بالمخطوط:
علـي محفـوظ؛ موض ًحـا لنـا فكـرة هـذا مجمـوع صغيـر قـ ّدم لـه الدكتـور حسـين ّ
المجمـوع بقولـه« :أردت أن أودعه تراجم شـيوخي المد ّرسـين؛ إخال ًدا لسـيرتهم وإشـادة
بذكرهم...وقـد توجهـت بطلبتـي إلـى مقاماتهـم العالية راغ ًبـا إليهم أن يتفضّ لـوا فيح ّرروا
تراجمهـم وأخبارهـم وآثارهـم التـي هـي من غـرر اآلداب».
()4987
(بالغة/عربي)
ّ مختصر المعاني
اني (793هـ).
تأليف :سعد الدين مسعود بن عمر التفتاز ّ
أ ّول المخطوط:
«نحمـدك يـا من شـرح صدورنا لتلخيص البيان في إيضـاح المعاني ون ّور قلوبنا بلوامع
التبيـان من مطالع المثاني».
التعريف بالمخطوط:
اني؛
الدمشـقي ،ألّفهمـا التفتاز ّ
ّ القزوينـي
ّ ثانـي شـرحي (تلخيـص المفتـاح) للخطيب
الشــرح األ ّول كبيـر ،معـروف بـ(المطـ ّول) ،ثـ ّم اختصـره بطلـب جماعـ ٍة مـن األُدبـاء
والفضلاء ،وصـ ّدره باسـم السـلطان محمـود خاني بيك خان؛ وهو شـرح مزجي مختــصر
انـي فيـه إيضـاح عبـارات المتـن مـن دون التصـ ّدي للمناقشـات الطويلـة،
يحـاول التفتاز ّ
وأت ّمـه فـي (غجـدوان) سـنة 756هـ.
واشـتملت نسـختنا هـذه علـى أول (التلخيـص) إلـى أوراقٍ من فصلٍ مـن الخاتمة في
حسـن االبتداء والتخلّـص واالنتهاء.
اإلسالمي ] 441 :1
ّ [معجم المطبوعات 635 :1؛ المخطوطات العرب ّية في مركز إحياء التراث
نسـخ ،ق 11هــ ،ناقصـة اآلخـر ،مص ّححـة ،كُتبـت رؤوس المطالـب باللـون
حـواش.
ٍ األحمـر ،عليها
الغالف( :جلد) أسود اللون.
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 460
()4988
عربي)
ّ مجيب الندا إلى شرح قطر الندى (نحو -
الفاكهي(ت972هـ).
ّ علي
تأليف :جمال الدين عبد الله بن أحمد بن ّ
آخر المخطوط:
َـي َو َعلَى َوالِ َد َّي َوأَ ْن أَ ْع َم َـل َصالِ ًحا ت َ ْرضَ ا ُه
«وأَ ْو ِز ْع ِنـي أَ ْن أَشْ ـ ُك َر نِ ْع َمتَ َـك الَّ ِتي أَنْ َع ْم َت َعل َّ
الصالِ ِحي َن». َوأَ ْد ِخلْ ِنـي ِب َر ْح َم ِت َك ِفي ِعبَـا ِد َك َّ
التعريف بالمخطوط:
وبل الصـدى) ألبي مح ّمد مفصل على الكتاب الموسـوم بــ (قطر الندى ّ مزجـي ّ
ّ شـرح
النحوي(ت762هـ) ،فرغ المؤلّف من تعليقه يوم االثنين ّ عبد الله بن يوسـف بن هشـام
الثالـث عشـر مـن شـهر رجـب سـنة 925هــ ،هذّبه وحـ ّرره وضـ ّم إليه مـا يك ّمله الشـيخ
الحرفوشـي(ت1059هـ) في كتابه الموسـوم بـ (دليلّ الحريري
ّ علـي بن أحمد
مح ّمـد بـن ّ
الهـدى فـي شـرح قطر الندى) ،وفـرغ منه في شـهر مح ّرم الحرام سـنة 1047هـ.
طُبـع الشـرح ألكثـر مـن مـ ّرة وكُتبـت عليه كثيـر مـن الشـروح والتعليقات؛ أشـهرها:
ٍ
و(حواش على مجيب الندا إلى شـرح قطر الندى) الحمصي(ت1061هـ)، ّ حاشـية ياسـين
لمح ّمـد بن حسـن بن عبـد الـرزاق اله ّدة(ت1197هـ).
[الذريعة ،262/8 :فهرستكان نسخه هاى خطى إيران]383/28 :
نسـخ ،مح ّمـد محفـوظ ،يـوم الجمعـة غـ ّرة جمـادى اآلخـرة سـنة 1269هـ،
461 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
عليهـا تملّـك إبراهيم محفوظ ،كُتبـت رؤوس المواضيع باللون األحمر ،عليها
تصحيحـات ،نُقلت النسـخة عـن ّ
خط بعـض الفضالء.
(كارتوني) أخضر اللون.
ّ الغالف:
75ق17 ،س20.5 × 18 ،سم.
()4989
/فارسي)
ّ (طب
مجربات أكبری ّ
ّ
تأليف :مح ّمد أكبر بن مح ّمد شاهززانى(تق12هـ).
أ ّول المخطوط:
«الحمدلله الذي هدانا إلى صراط المسـتقيم ...أ ّما بعد أحقر العباد حكيم شـاهززانى
عـرف مح ّمـد أکبـر ابـن حاجـی ميـر محمد مقيـم معروض مـی دارد کـه تركيبـی چند از
أهل تجارب»...
التعريف بالمخطوط:
مختصـر فـي الفوائـد والوصفات الطبيّـة ،اختارها المؤلّـف من تحريراتـه ّ
وفصلها في
هذه النسـخة؛ ليسـ ّهل األمر علـى المراجعين.
يحتـوي علـى مق ّدمة وخمسـة وعشـرين بابًـا؛ أولها :في أمـراض الـرأسِ ،
وآخرها :في
أمـراض األلوان وإزالـة الفطور.
[الذريعة ،4/20 :فهرستكان نسخه هاى خطى إيران]120 ،28 :
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 462
الخاص بـ(الفم).
ّ واشتملت نسختنا هذه على أولها إلى الباب الرابع ،الفصل
نسـتعليق 21 ،شـهر رمضان سـنة 1358هـ ،ناقصة اآلخرُ ،وضع تحت رؤوس
الموضوعات خطـوط باللون األحمر.
(كارتوني) ب ّني اللون.
ّ نوع الغالف:
5ق ،مختلفة السطور5،17 × 5،21 ،سم.
()4990
(نحو/عربي)
ّ شرح اآلجروم ّية
تأليف :مجهول.
أ ّول المخطوط:
«الـكالم هـو اللفـظ ،الـكالم له معنيـان؛ لغـة واصطال ًحا :أ ّمـا معناه في اللغـة هو ّ
كل
قليلا كان أو كثي ًرا.»...
مـا يتكلّـم به اإلنسـان ً
آخر المخطوط:
«قسـمين مـا يقـدر بـ(اللام) نحـو :غالم زيـد ،وما يقـدر بـ(من) نحو :ثـوب خز وباب
سـاج وخاتـم حديد ،وما أشـبه ذلك».
التعريف بالمخطوط:
ات بسـيطة ،شـرح الصنهاجي(ت723هـ) ،بعبار ٍ
ّ نحوي لمتن اآلجروم ّية لمح ّمد
ّ شـرح
ٌ
مـن خاللهـا المتـن جملـ ًة جملـةً ،بـل كلم ًة كلمـةً ،وركّز الشـارح بشـكلٍ كبير علـى بيان
واالصطالحي لمفـردات المتن.
ّ اللغـوي
ّ المفهـوم
[النسخة الخط ّية نفسها]
نسـخ ،حسـن 7 ،شهر رجب سـنة 1310هـ ،آخرها فوائد نحو ّية ،عليها تملّك
463 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
()4991
/عربي)
ّ مقالة في تربيع الدائرة (هندسة
علي مح ّمد بن حسين ابن الهيثم(ت430هـ).
تأليف :أبي ّ
أ ّول المخطوط:
>قد يعتقد كثير من المتفلسـفين أن سـطح الدائرة ال يمكن أن يكون مسـاويًا لسـطح
مربـعٍ مسـتقيم الخطوط وتر ّدد هذا المعنى في كثيـر من محاوراتهم.<...
آخر المخطوط:
>وإلـى مربـع (ب ط) واحـدة فدائرة دره مسـاويًا لمربع (ب ط) فـإذًا وجدنا ما طلبنا
كل هـذا ...للمتق ّدمين والمتأخرين<.
وليـس هـذا دو ًما يوجب ّ
التعريف بالمخطوط:
مقـال فـي تربيـع الدائـرة؛ حاول فيه ابـن الهيثم ّ
حل مسـألة تربيع الدائرة باسـتخدام
األشـكال الهالليـة ،ولك ّنه توقـف حينما وجدها مه ّم ًة مسـتحيلة.
[الذريعة( ،399/21 :النسخة الخطّ ّية نفسها)]25 :
قلـي بـن نور مح ّمد...الكابل ّّي ُعفي عنهما يوم الثالثاء التاسـع والعشـرين من
شـهر رجب سـنة ثمان وأربعيـن وثلثمائة وألـف 1348هـ».
(كارتوني) ب ّني اللون.
ّ نوع الغالف:
7ق19 ،س17.5 × 22 ،سم.
()4992
(سيرة/عربي)
ّ 1 .البروج االثنا عشر (1و4-و)
تأليف :مجهول.
أ ّول المخطوط:
«مركز الشــرف وبيت المناقب صاحب السـعد في المشـارق والمغارب الطود الثابت
بجواهر العجائب.»...
آخر المخطوط:
علي بن موسـى بـن جعفر بـن مح ّمد
علـي بـن مح ّمـد بـن ّ
«مح ّمـد بـن الحسـن بـن ّ
طالـب صلوات اللـه عليهم أجمعين
ٍ علي بن أبي
علـي بن الحسـين أخي الحسـن بـن ّبـن ّ
وعلى آلهـم وذ ّريّتهم».
التعريف بالمخطوط:
رسـالة فـي األئ ّمة االثني عشـر المعصومين (صلوات الله عليهـم)؛ كتبها المؤلّف على
خاصـا به ،ث ّم يُدرج صفات ذلك اإلمـام ،وأبرز ما في شـكل بـروج ،وجعـل ّ
لكل إمام بر ًجا ًّ
شـخصه الكريم ،وحياته بشكلٍ مختصر ج ًّدا.
[النسخة الخط ّية نفسها]
465 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
/عربي)
ّ (طب
2 .األدوية المجر ّبة (4و5-و) ّ
تأليف :مجهول.
أ ّول المخطوط:
ـدق ناع ًمـا ،وسـماق ينقـع في
الشـب ويُ ّ
ّ «دوا للحـم األسـنان إذا أدمـي وورم ،يؤخـذ
الشـب.»...
ّ المـاء سـاعة ويمـرس ويوضع
آخر المخطوط:
«فـي إنـاء ويوضـع عليه سـيرج وزيت سـوا ويغلى عليـه حتى يذوب ويُحـط عن ال ّنار
وهذا ينفع للدمـل المفتوح».
التعريف بالمخطوط:
وبخاصة التهـاب اللثة،
ّ الخاصـة باألسـنان؛
ّ مجموعـة مـن العالجـات الطب ّية العشـب ّية
وتثبيـت األسـنان وجالؤهـا ،وغير ذلك.
أ ّول المخطوط:
الكلِ ِم»..
ب َ الم ْد َح َوانثُ ْرأَطيَ َ
انش ْرلَ ُه َ
َو ُ «بَِطيبـ َة انـ ِز ْل َويَ ِّم ْم َســيِّ َد ا ُ
ألَم ِم َ
آخر المخطوط:
التعريف بالمخطوط:
منظومـة ن ُِظمـت ألمريـن؛ األول :مـدح ّ
النبـي ،والتق ّرب من الله سـبحانه وتعالى
بمدحـه .والثانـي :نظـم أنواع البديع في ضمن هـذه القصيدة؛ لتخرج فريـد ًة من نوعها،
الوجداني
ّ فريـدة فـي مضمونهـا تقتـرن فيهـا العاطفـة بالقاعـدة ،ويجتمع فيهـا الجانـب
العلمي.
ّ بالجانـب
عاصـر المترجـم وشـرح بديعيتـه زميلـه الشـاعر أبـو جعفر أحمـد بن يوسـف البصير
الطليطلي) المتوفّـى 779هـ.
ّ األلبيـري المعـروف بـ(األعمـى
ّ
الرعيني(ت779هـ).
ّ من شروحها :طراز ال ُحلّة وشفاء ال ُغلّة ،ألحمد بن يوسف
[الغدير ،45/6 :فهرستكان نسخه هاى خطى إيران ،887/5 :كشف الظنون ،234/1 :الحلة السيراء]9 :
(شعر/عربي)
ّ 4 .القصيدة المنفرجة (11و12-و)
التوزري(ت513هـ).
ّ نظم :أبي الفضل يوسف بن مح ّمد
أ ّول المخطوط:
قــد آذن ليلــك بالبلــج «اشــتدي أزمــة تنفرجــي
الســرج»...
حتــى يغشــاه أبــو ُ ــرج
وظــام الليــل لــه ُس ٌ
آخر المخطوط:
بعــوارف دينهــم البَهِ ِ ــم العلمــاء ِ
ــج «وعلــى أتباع ُه ُ
عجــل بالنصــر وبالفــرج»
ّ رب بهـــم وبآلهـــم يـــا ّ
التعريف بالمخطوط:
قصيـدة جيميّـة فـي ( )43بيتًـا معروفـة عنـد العلمـاء والعا ّمـة؛ تُقرأ لطلـب الحوائج
امـات ،ويعتقـدون أ ّن فيها االسـم األعظم.
ورجـاء الفـرج عنـد المل ّمـات ،وينقلـون لهـا كر ٍ
عربي)
ّ 5 .نظم سور القرآن (12ظ13-ظ) (شعر /
نظم :مجهول.
أ ّول المخطوط:
عــن زيــن ترتيب حداه الســور «نظمـت في التنزيـل قو ً
ال يخبر
آخر المخطوط:
التعريف بالمخطوط:
أرجـوزة مـن بحـر الرجـز ،تقـع فـي ( )43بيتًـا شـعريًّا ،ض ّمنهـا الشـاعر جميع أسـماء
السـور القرآنيّة.
[النسخة الخط ّية نفسها]
(شعر/عربي)
ّ 6 .منظومة في ال َق َدر (41و51-ظ)
نظم :مجهول.
أ ّول المخطوط:
مِــن علمــاء العصــر حضــر َمــن الحجــاج
ّ «ســأل
ادكــر»...
وابــن ســيرين َّ البصــري منهــم
ّ الحســن
آخر المخطوط:
فــي مقعــد الصــدق المقــر «ونكــون فــي حــرب لهــم
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 468
التعريف بالمخطوط:
كل من منظومـة رائ ّيـة تقـع في ( )49بيتًا ،ض ّمنها الشـاعر سـؤال الح ّجاج بن يوسـف ًّ
الشـعبي عن معنـى ال َق َدر،
ّ البصـري وعمـرو بـن عبيـد وواصل بـن عطاء وعامـرّ الحسـن
طالب.
علي بن أبـي ٍ وإجابتهـم لـه عن أميـر المؤمنيـن ّ
[النسخة الخط ّية نفسها]
عربي)
ّ 7 .القصائد السبع العلو ّيات (15ظ28-ظ) (شعر /
المعتزلي(ت656هـ).
ّ نظم :عز الدين عبد الحميد ابن أبي الحديد
أ ّول المخطوط:
هوب ِِ لحوب المج ِد ُ
أبيض َم نجد ْ «أال ّ
إن َ
جم المهالك َم ْر ُ َّه ُّ
َولكن ُ ُ
الر ِ ِ شتاره امر ٌؤ
يب»...
ماح يَ َعاس ُ أطراف ِّ
ُ اه َو
بََغ ُ اذي يَ ُ
الم ُّ
العسل َ
ُ ُه َو
آخر المخطوط:
در لــه ابــن الحديــد يفصــل «الــدرر مــن ألفاظهــا لكنــه
مدح الورى وعالك منها أكمل» هي دون مدح اهلل فيك و فوق ما
التعريف بالمخطوط:
سـبع قصائـد متينـة رصينـة عصمـاء نظمهـا ابـن أبـي الحديد سـنة 611هــ في مدح
طالب ،وقد كُتبـت العينيّة منهـا بالذهب حول ضريحه علـي بـن أبي ٍأميـر المؤمنيـن ّ
الهجري حتـى اآلن؛ منها
ّ المقـ ّدس .وعلـى هـذه القصائـد ع ّدة شـروح منـذ القرن السـابع
علي
(القـول السـديد وتهديـد البليـد فـي شـرح علويّـات ابـن أبـي الحديـد) لمح ّمد بـن ّ
وحيش(ت1275هـ).
[مجلة تراثنا :ع/18ص]66
469 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
أ ّول المخطوط:
«الحمد لله الذي ال يشـغله شـأن ،وال يغ ّيره زمان ،وال يحويه مكان ،وال يصفه لسـان،
ال يعزب عنه عدد قطر الماء وال نجوم السـماء وال سـوافي الريح في الهواء.»...
آخر المخطوط:
«فجعـل اللـه لهـم الج ّنـة ثوابًـا فـي ملـك دائـم ونعيـم قائـم ،اسـتعملنا اللـه وإياكم
بطاعتـه وطاعـة رسـوله ،وعفـا ع ّنـا وعنكـم بفضـل رحمتـه».
التعريف بالمخطوط:
علـي بن أبـي طالـب المذكـورة في نهـج البالغة،
إحـدى خطـب أميـر المؤمنيـن ّ
وهـي فـي الشـهادة والتقوى.
9 .تخميســات القصائــد الوتر ّيــة فــي مــدح خيــر البر ّيــة (03و19-ظ)
(شعر/عربي )
ّ
نظم :مح ّمد بن عبد العزيز الو ّراق(ت757هـ).
أ ّول المخطوط:
َوأَثْنِي بِ َح ْم ِد اهللِ ُش ْ
ـك ًرا ُم َع َّظـما ـدمًا ت بِ ِذ ْكرِ اهللِ َم ْ
ـد ًحا ُم َق َّ «ب ْ
ـدأ ُ
َ َ
الس َما»... أل ا َأل ْر َ
ض َو َّ أُ َصِّلي َص َ
الًة تَ ْمـ ُ الةِ َوإِنَّ َمـا ـولِي بِ َّ
ـالـص َ َ ِ
َوأ ْخت ُ
ـم َق ْ
آخر المخطوط(ناقص):
وَقــد نُ ِشـ ْ
ـرت أعمالُُهــم للتن ّفذ» للعرضتحت ِذي
ِ األموات
ُ قامت
«إذا ْ
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 470
التعريف بالمخطوط:
تسـع وعشـرون قصيـد ًة مرت ّبـة قوافيهـا علـى حـروف المعجـم؛ بحيث تبتـدئ جميع
بحـرف مـن حـروف المعجـم ،ويكون هـو القافيـة على حسـاب ال ُج ّمل ٍ أبيـات القصيـدة
الـذي هـو)( :أبجـد هـوز حطي كلمن سـعفص قرشـت ثخذ ضظـغ) ،وجعل عـدد أبيات
كل قصيدة وتـ ًرا؛ (أي فرديًّا
كل قصيـدة 29بيتًـا ،فـكان عـدد القصائـد وت ًرا وعـدد أبيـات ّ
ّ
خاصة من وليـس زوج ًّيـا) ،وقـد حظيـت وتريات ابن الرشـيد بتخميس وتشـطير وتسـبيع ّ
شـعراء المغـرب؛ إذ إ ّن مسـتقر الشـاعر فـي آخر حياتـه كان في مراكـش المغرب ،ومات
فـي طريق عودتـه إليها.
[ديوان التخميس]127/1 :
النبــي92( و93-ظ)
ّ الحمــوي فــي مــدح
ّ 10.الميــة ابــن ّ
حجــة
(شــعر/عربي)
ّ
الحموي(ت837هـ).
ّ تقي الدين بن ح ّجة
نظمّ :
أ ّول المخطوط:
وما لموتي عنـد الخد تقبيل»... «في قتلتي لعيون السهل تشهيل
آخر المخطوط:
وذيلـه بندى الخيـرات مبلول». سحرا
«ما هب ريح الصبا من طيبة ً
التعريف بالمخطوط:
منظومة في ( )51بيتًا من البحر (البسيط)؛ تناول فيها الناظم سيرة ّ
النبي مح ّم ٍد
وصفاتـه وأخالقـه ،ومـا تحلّـى به من كرم الطبع ولطف الشـمائل ،وهي فـي ضمن ديوان
471 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
نسـخ ،تقدّ م الرسـالة ( )6دعاء مناجاة نصف صفحة فيها مقطوعات شـعر ّية،
جـاء مـع الرسـالة (( )9الوتريّات) مجموعة من القصائـد المتف ّرقة ،ونبذة من
يخص حـرف التاء وبعض حرف آثـار النبـ ّوة والمواعـظ والحكم ،وتخميس ما ّ
الحـاء مـن الوتريّة للناظم مح ّمد بن سـليمان ،ويلي الرسـالة ( )10متفرقات؛
كاآلتـي( :خطبـة عجيبـة غريبـة فقـط ( )7أسـطر ،قصيـدة رائيـة فـي اإلمـام
الحسـين في ( )60بي ًتا ناقصة األول واآل ِخر ،شـعر في ذ ّم معاوية ،أدعية
منقولة من الصحيفة السـجاديّة ،وأشـعار حكم ّيـة ،وغير ذلك).
نوع الغالف :بدون غالف.
132ق ،مختلفة السطور15 × 20 ،سم.
()4993
(عقائد/عربي)
ّ
(((
إقرارات عمر
الموسوي(ت1354هـ)
ّ تأليف :السيّد حسن بن هادي الصدر
أ ّول المخطوط:
رب العالميـن وصلّى الله علـى مح ّمد وآله الطاهرين ،أ ّمـا بعد :فإ ّن ابن
«الحمـد للـه ّ
النـص على خالفة.»...
أبـي الحديد أنكر ّ
آخر المخطوط:
«ويكـون اإلنـكار لخالفـة أميـر المؤمنيـن مـن أوضح أقسـام الكفـر بها والجحـود لها،
التعريف بالمخطوط:
نص من رسـالة ذكـر فيهـا المؤلّـف المـوارد التـي أقـ ّر فيها عمـر بن الخطّـاب بوجـود ٍّ
علي بـن أبي طالـب ،وأنّه دفع النبـي األكـرم علـى خالفـة اإلمـام أميـر المؤمنين ّّ
الحق عن أهله ،وقد ناقشـه السـ ّيد المؤلّف فـي ما تف ّوه
النـص ،وقـد ذكـر تعليلات دفع ّ ّ
بـه لسـانه ونَ َقلَـه عنـه أتباعـه ،وذلـك مـن خلال اآليـات القرآنيّـة الشـريفة ،واألحاديـث
النبويّة واالسـتنادات العقل ّية والماديّة .واشـتملت النسـخة على سـتّ ٍة من اإلقرارات ،فرغ
المؤلّـف مـن تصنيفهـا في غـ ّرة ربيع األول سـنة (1338هـ).
نسـخ ،سـادس ربيـع األول سـنة 1343هــ ،عليهـا تعليقـات بإمضـاء( :منه)،
وعليهـا تصحيحـات ،كُتبـت رؤوس المطالـب باللـون األحمـر.
(كارتوني) ب ّني اللون.
ّ نوع الغالف:
19ق17 ،س 16 .5 × 5.22،سم.
()4994
(فقه/عربي)
ّ 1 .جامع في الفتاوى (1ظ200 -ظ)
تأليف :مجهول.
أ ّول المخطوط(ناقص):
«قولـه :والبيـع إلـى النيـروز وهـو يـوم في طـرف الربيع ،وأصلـه نوروز وقـد تكلّم به
عمر.»...
473 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
آخر المخطوط:
يصـح فـي مشـاع يحتمـل القسـمة وص ّحـت فيما ال
«ومـن شـرائط الهبـة اإلفـراز فلا ّ
يحتملهـا ...فـي كتـاب الهبة».
التعريف بالمخطوط:
كتـاب جامـع للفتـاوى ،يبدأ بكتـاب البيع ،وينتهي بـأول الهبة؛ ينقل فيـه جامعه من
األوزجندي
ّ الخاصة بالفقه ،منها( :الفتـاوى الخان ّية) لقاضي خان محمود
ّ مختلـف الكتـب
المرغيناني(ت593هــ)..
ّ الحنفي(ت592هــ) ،و(مختـارات النـوازل) ّ
لعلـي بـن أبـي بكـر ّ
وغيرهمـا ،أ ّولـه منقـول مـن كتـاب (فتـح القديـر) لكمـال الديـن مح ّمـد بن عبـد الواحد
السيواسي(ت861هـ).
ّ
[النسخة الخط ّية نفسها]
اليوزغــادي (203و-
ّ المرعشــي لمحمــود
ّ 2 .إجــازة محمــود
عربــي)
ّ 203و) (إجــازة/
(((
المرعشي(ت1251هـ).
ّ تأليف :محمود بن أحمد
أ ّول المخطوط:
النبي الرسـول األكرم
«الحمـد للـه العليـم الحليـم والصالة والسلام على السـ ّيد النبيل ّ
وعلـى اآلل واألصحاب.»...
آخر المخطوط:
«منـه دعـوات فـي خلواتـه وجلواتـه وأوصيتـه بمـا أوصى به شـيوخي من تقـوى الله
تعالـى فـي السـ ّر والعلن مهمـا أمكن».
التعريف بالمخطوط:
اليوزغادي،
ّ المرعــشي إلى محمود ابن الحـاج مح ّمد
ّ إجـازة منحهـا محمود بن أحمد
بخاصة كُتب أبي سـعيد مح ّمد
بعدمـا طلـب منه األخيـر الرخصة في مطالعة كُتب القوم ّ
الطربزوني(ت1195هـ)،
ّ الخادمي(ت1176هـ) ،وشـرح بعضها للشـيخ أحمد
ّ بن مصطفى
اوي(ت973هـ).. الي(ت505هــ) ،وكتب عبـد الوهاب الشـعر ّ
وكذلـك مطالعـة كتـب الغز ّ
وغيرها.
[النسخة الخط ّية نفسها]
ف/عربي)
ّ 3 .شرح الرسالة النقشبند ّية (204ظ219 -و) (تص ّو
شرح :مجهول.
أ ّول المخطوط:
«الحمـد للـه الـذي فتـح كنـوز حقائق القلـوب لألبـرار بمداومـة ذكـر األذكار...وبعد؛
فل ّمـا رأيت الرسـالة النقشـبنديّة.»...
آخر المخطوط:
وقارب إلى صوب العزيمة دائما «وباعد عن الرخص والبدع معرضا
تقدما»
حتى تليق لوصل الجمال ّ تعّلـق بأنـوار الجمـال ّ
تعشـ ًقا
التعريف بالمخطوط:
الخادمي(ت1176هـ) ،ركّز فيه
ّ شـرح على (الرسـالة النقشـبنديّة) ألبي سـعيد مح ّمد
الشـارح علـى بيـان معاني األلفـاظ وإشـاراتها المقصودة ،وهـي كافية عـن المطالعة بما
الخاصة بهـذه الطريقة .و ُزيّن
ّ فيهـا مـن المطـ ّوالت؛ كونها شـامل ًة لجميع أحوال الحقيقـة
الشـرح بخاتمـ ٍة مشـتملة على ما يتفـ ّرع من وجيز عبارات النقشـبنديّة ،ورموز إشـاراتها.
[النسخة الخط ّية نفسها]
475 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
()4995
/عربي)
ّ نسب غالم رضا خان (أنساب
(((
الوردي(ت1422هـ).
ّ الحسيني
ّ مهدي بن عبد اللطيف الخطيب
ّ تأليف:
أ ّول المخطوط:
«عدنـان ،معـد ،نـزار ،مضـر ،إليـاس ،مدركـة ،خزيمـة ،خ ّط خزيمـة :كنانـة ،النضر،
مالك.»...
آخر المخطوط:
«خان غالم رضا الملقب بصارم السـلطنة السـردار األشـرف أمير جنك ،ولد سـنة 1281
صح عندي نسـبهم».إلحـدى وثمانين ومائتين وألف ّ
التعريف بالمخطوط:
علي بـن أبي
رسـالة فـي إثبـات نسـب أحـد السلاطين الـذي يرجـع إلـى الع ّباس بـن ّ
طالب؛ وهو السـلطان غالم رضا خان الملقّب بصارم السـلطنة السـردار األشـرف أمير
()4996
(فقه/عربي)
ّ الجعفر ّية
الكركي(ت940هـ).
ّ علي بن الحسين بن عبد العال
تأليف :نور الدين ّ
آخر المخطوط:
«إلـى جـودة المطلـق فـي الجليـل والحقيـر أن يجعـل مـا بقي مـن أيّام هـذه المهلة
مقصـو ًرا علـى مـا فيـه رضـاه ،مصروفًا فيمـا يح ّبـه ويرضاه».
477 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
التعريف بالمخطوط:
فتوائـي مختصــر ،مفيد فـي الصلاة ومق ّدماتها مـن الطهارات وسـائر الواجبات ّ متـن
والمندوبـات ،وقـد اعتنـى بشــرحه وتحشـيته كثير من العلمـاء والفقهاء ،ألّفـه ـ على ما
النيسـابوري ،وفـرغ منـه في
ّ الحسـيني
ّ فـي هامـش بعـض النسـخ ـ باسـم السـيّد جعفـر
وسـط نهار الخميس تقري ًبا ( )10جمادى اآلخرة سـنة (917هـ) بمشـهد اإلمام الرضا،
والكتـاب فـي مق ّدمـ ٍة وأربعة أبـواب؛ علـى النحو اآلتي:
()4997
/فارسي)
ّ (طب
الطب من األلف إلى الياء ّ
ّ لقطات
تأليف :مجهول.
أول المخطوط:
«بسـملة ،ألـف :أغذيـة باهيـة :بايـد دانسـت كـه امر بـاه متوقف با تمام سـه شـيئى
بوده باشـد أول.»..
التعريف بالمخطوط:
مجموعـة مـن الفوائـد الطبيّـة أسـماها المؤلّـف (لقطـات) ،كان قـد التقطهـا مـن
التناسـلي فـي الرجال
ّ مجموعـ ٍة مـن المصـادر الطب ّيـة أمثـال( :مجمع الجوامـع ،الضعف
والنسـاء أو االرتخـاء وعالجـه ،أسـرار الحيـاة الزوجيّـة لماري سـتوب ،قرآباديـن صالحى،
وقسـمها بحسـب الحروف الهجائ ّية ،واشـتملت النسـخة على حـروف (األلف، وغيرهـا)ّ ،
والبـاء ،والتـاء ،والثـاء ،والجيـم ،والحـاء ،والخاء).
[النسخة الخط ّية نفسها]
نسـخ ،كُتـب على صفحـة الغالف« :دفتـر إحضار الـدروس المتعلّـق بالميرزا
مح ّمـد رضـا المنشـئ) ،وحـوت الصفحات األولـى فوائد مختلفة فـي التاريخ
الخـاص بالدروس ،وشـمل
ّ ثـم تفصيـل فـي ( )32صفحـة بالجـدول والطـبّ ،
ّ
الحقـول اآلتيـة( :يـوم األسـبوع ،الـدرس ،الصـف ،المـا ّدة ،الموضـوع،
المالحظـات المه ّمـة) ،ويظهـر أنّ هـذا الجدول هو المتعلّق بـدروس الميرزا
479 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
لكل من:
الكاظمي .كُتب في آخرها مقطوعات شـعريّة ٍّ
ّ مح ّمـد رضـا المنشـئ
اليازجي ،وغيرهمـا .عليها تملّك حيدر
ّ الزمخشـري ،والشـيخ ناصف
ّ جـار الله
الدائري رسـمه« :حيدر قلـي 1393هـ».
ّ قلـي خـان ،وختمـه
(كارتوني) أسود اللون.
ّ نوع الغالف:
94ق ،مختلفة السطور5،22×17 ،سم.
()4998
عربي)
ّ فهرس تاريخ ابن عساكر (فهرس/
الجاللي (معاصر).
ّ إعداد :الس ّيد مح ّمد حسين
أول المخطوط:
«حيـاة نب ّينـا مح ّمـد (صلـى اللـه عليـه وآلـه وسـلم) -1أحمد بـن عتبة بـن مكين أبو
الجوبـري المطـ ّرز األطـروش األحمر ،وكان ثقـ ًة ً
نبيل مأمونًـا .أخبرنا أبو ّ السلامي
ّ الع ّبـاس
األكفاني».
ّ أحمد بـن
آخر المخطوط:
« 145/66 – 31إمـرأة شـاعرة مـن أهـل الشـام145/32 ،إمـرأة عنسـيّة146/66-33 ،
إمـرأة شـاعرة مـن نصـارى بصرى».
التعريف بالمخطوط:
فهـرس لألعلام المذكوريـن فـي موسـوعة تاريـخ ابـن عسـاكر، ٍ الكتـاب عبـارة عـن
المسـ ّمى بــ (تاريـخ مدينـة دمشـق) ،اعتمد في صنعـه السـ ّيد المؤلّف علـى ( )63جز ًءا
علم من األعلام رقمين مفصولين كل ٍ مـن مكتبـة اإلمـام أميـر المؤمنين ،ووضع أمـام ّ
بخـ ٍّط مائـل؛ الرقـم األول يشـير إلـى الجـزء ،والثانـي إلـى رقـم الصفحة في الموسـوعة.
الجاللي اختصر هذه الموسـوعة الموسـومة
ّ والجدير بالذكر أ ّن السـ ّيد مح ّمد حسـين
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 480
بــ (تاريـخ ابن عسـاكر) ليقـ ّدم في باق ٍة عطـرة ما يرتبـط بتاريخ أهل البيـت ،اعتما ًدا
علـى النسـخ الخط ّيـة والمطبوعـة من هذه الموسـوعةّ ،
بخاصـة ما طبعته دار النشـر في
الطرهوني في 19مجل ًدا باألوفسـيت.
ّ بيـروت بإشـراف
[النسخة الخط ّية نفسها ،االكتفاء بما ُروي في أصحاب الكساء]9 :
()4999
التعريف بالمخطوط:
الزمخــشري فيـه كثيـ ًرا مـن آراء المعتزلـة ور ّد على
ّ هـو تفسـير للقـرآن الكريـم بـثّ
481 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
مـا يُستشـكل عليهـم ،إضافـ ًة إلـى البحوث األدبيّـة المه ّمة التـي تط ّرق إليهـا خالله ،وقد
وتلخيصا ،وت ّم يوم االثنين
ً تدريسـا وتعليقًا
ً اعتنى بشـأنه العلماء والمفسـّـرون منذ تأليفه
23شـهر ربيـع الثاني سـنة (528هـ) بمكّـة المك ّرمة .
نسـخ ،ق12هــ ،عليهـا تصحيحـات ،وكلمات نسـخ البدل ،وعليهـا تملّك ابن
الطباطبائي.
ّ قاسـم ابـن مح ّمد حسـين
الغالف( :جلد) أحمر اللون.
37ق21 ،س24 ×16.5 ،سم.
()5000
(فقه/عربي)
ّ مفاتيح الشرائع
الكاشاني ،المولى مح ّمد محسن بن المرتضى(ت1091هـ).
ّ تأليف :الفيض
أ ّول المخطوط:
«الحمـد للّـه الـذي هدانـا لديـن اإلسلام وسـ ّن لنـا الشـرائع واألحـكام بوسـيلة نبيّـه
المختـار وأهـل بيتـه األطهـار. »..
آخر المخطوط:
«وإل لـم يجـز إذ ال ضـرر وال ضـرار فـي الديـن كمـا في الخبر المشـهور ،وفـي القوي
ّ
كل شـي ٍء مطلـق حتّـى يرد فيـه نهي» .
ّ
التعريف بالمخطوط:
اسـتداللي مخــتصر فـي أدلّتـه يشـبه الكتـب الفتوائيّـة ،اختصــره المؤلّـف من
ّ فقـه
كتابـه الموسـوم بــ (معتصـم الشـيعة فـي أحـكام الشــريعة) ،وأدلّتـه فيـه علـى طريقـة
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 482
األخباريّيـن ،ألّفـه فـي ف ّنيـن؛ األ ّول :في العبادات والسياسـات ،والثاني :فـي المعاهدات
كتب وخاتمـة .تص ّدى كثير من العلماء لشــرحه ٍ
واحـد منهمـا (ٍ )6 والمعاملات ،فـي ّ
كل
والتعليـق عليـه ،وأت ّمـه المؤلّف سـنة (1042هـ).
[الذريعة 214 : 6و5188 /303 : 21؛ كشف الحجب واألستار 3024/538 :؛ هدية العارفين ]7 : 2
تقـي ابـن أبـي الحسـن بـن نـور اللـه الواعـظ ،يـوم السـبت
نسـخ ،مح ّمـد ّ
ـب علـى الصفحـة األولى أشـعارمـن شـهر ربيـع األول سـنة (1088هــ) ،كُ ِت َ
علـي ،عليهـا تملّـك أبـي مح ّمد صـدر الدين السـ ّيد
منسـوبة إلـى اإلمـام ّ
حسـن الصـدر ،عليهـا إمضـاءات (منـه) ،عليهـا تصحيحـات ،كُتبـت رؤوس
الموضوعـات والمطالـب بالمـداد األحمـر ،عليهـا تعليقـات.
الغالف( :جلد) ب ّن ّي اللون.
345ق18 ،س25 ×18 ،سم.
()5001
/فارسي)
ّ مفتاح االستخراج (جفر
تأليف :مجهول.
آخر المخطوط:
مــرا بر كشــتم مغنى كــرد اكاه «بيامــد بوســه بــر بيشــانيم داد
مطابق شد بال تكليف واكراه».. سحر اعداد حرفش خون شمردم
483 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
التعريف بالمخطوط:
الخاصة بعلم الجفر واسـتخراج
ّ عرضـت مجموع ًة من القواعد
ْ رسـالة فـي علم الجفر،
المضمـرات عن طريق األعـداد .أت ّمها ٍ
بجهد كبير .
[النسخة الخط ّية نفسها]
()5002
(نحو/عربي)
ّ الوافية في شرح الكافية
األسترآبادي(ت717هـ) .
ّ تأليف :ركن الدين حسن بن مح ّمد بن شرفشاه
أ ّول المخطوط:
«أحمـد اللّـه علـى عظمة جاللـه حمد غريـق بمطالعة جماله ،وأشـكره لجزيـل نواله
شـكر معتقـد لمعـاده ومآله ،وأُم ّجده بأشـرف أسـمائه ...وبعـد ،فإنّي. »..
آخر المخطوط:
«فإنّـك إذا قلـت فـي يـا زيـدون اضربـن اضربـوا فـي الوقـف وفـي يـا امـرأة اضربـن
اضربـي فـي الوقـف لـم يُعلم أنّه بدل عـن النون أو المحـذوف المردود وليكـن هذا آخر
الـكالم ...تم» .
التعريف بالمخطوط:
شـرح ج ّيـد مفيـد ،بعناويـن « :قولـه ـ قولـه» علـى كتـاب (الكافيـة) البـن الحاجـب
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 484
النحـوي ،عثمـان بـن عمر(ت646هـ) ،ألّفه باسـم الوزير يحيى بـن إبراهيم بن
ّ المالكـي
ّ
متوسط ،مختصــر) ،وهذهولألسـترآبادي ثالثة شـرو ٍح (كبيرّ ،
ّ يغرش بيلكا السـلطان ختن.
المتوسـط ،وقـد اعتنـى فيهـا ّ
بحـل مشـكالت األلفـاظ وبيـان علـل ّ النسـخة هـي الشـرح
المسـائل وتحليـل التركيبـات ،ولم ّ
يتوسـع فيـه إلّ ناد ًرا.
[الذريعة ،25 : 25كشف الظنون ،1370 : 2فهرست مخطوطات العتبة الع ّباس ّية المقدّ سة]166/2 :
تقـي خسـروجردي 21 ،شـهر ذي الحجـة سـنة نسـخ ،مح ّمـد بـن مح ّمـد ّ
ُكتب على الصفحة األولى فوائد وأشـعار ،وتاريخ تولّدات ،وتملّك
1058هــَ ،
علـي ومح ّمـد أشـرف .عليهـا تملّـك مح ّمـد جـواد محفـوظ ،عليهـا تعليقات
ّ
وتصحيحـات ،كُتبـت رؤوس المطالـب بالمـداد األحمـر ،آخره فائـدة منقولة
علـي بن مزاحـم ،وتملـك بتاريـخ 1260هـ.
مـن تفسـير ّ
نوع الغالف( :جلد) ب ّن ّي اللون.
144ق20 ،س25.5 ×7 ،سم.
()5003
(دعاء/عربي)
ّ الكفعمي
ّ ج ّنة األمان الواقية= مصباح
الكفعمي(ت905هـ).
ّ علي
تقي الدين إبراهيم بن ّ
تأليف :الشيخ ّ
أ ّول المخطوط:
«الحمـد للـه الـذي جعـل الدعـاء سـلّ ًما يُرتقى به إلـى أعلى مراتـب المكارم ووسـيل ًة
إلـى اقتناء غـرر المحامـد ودرر المراحـم والعقود المنضـودة.»..
التعريف بالمخطوط:
أدعيـة وأعمـال وأوراد وتعويذات ورقيـة وأذكار ،أكثرها قصيرة تُتلى عقيب الصلوات،
وفي أيام األسـابيع والشـهور والمناسـبات السـنويّة واأليام المباركة ،وفي مختلف األحوال
كتـب يُعتمـد علـى ص ّحتها،
وشـتى األغـراض الدنيويّـة واألخرويّـة ،جمعهـا المؤلِّـف مـن ٍ
فصل ،ذُكـرت عناوينها في أولـه ،مع تعاليق
ذكـر أسـماءها فـي آخره ،وهو في خمسـين ً
توضيحيّـة مفيـدة فـي الهوامـش تُعين القـارئ والمتتبّع علّقهـا المؤلّف نفسـه ،وفي آخر
الكتـاب ملحق مـن المؤلِّف فيه أدعيـة متف ّرقة.
()5004
عربي)
ّ مسالك األفهام إلى شرح شرائع اإلسالم (فقه /
أ ّول المخطوطة:
رب العالمين والصالة والسلام على س ّيدنا محمد وآله الطاهرين،
«بسـملة ،الحمد لله ّ
القسـم الثاني في العقود وفيه خمسـة عشر كتابًا» .
آخر المخطوطة:
أقل تقديـر ر ّده بالعيب ،وكيـف كان فقول
وكيلا في قبـض المبيع على ّ
«إن لـم يكـن ً
الشـيخ ضعيف وكذا تعليله».
التعريف بالمخطوط:
اسـتداللي مه ّم بعناوين ( :قوله ـ قوله) على كتاب (شـرائع اإلسلام)
ّ شـرح كبير جامع
ّـي أبـي القاسـم جعفـر بـن الحسـن (676هــ) ،كتبـه على سـبيل الحاشـية للمحقّـق الحل ّ
فـي العبـادات والبسـط فـي غيرهـا مـن األبـواب ،فرغ مـن الجـزء األ ّول في يـوم األربعاء
3رمضـان (951هــ) ،ومـن الجزء الرابـع في أواخر جمادى اآلخرة سـنة (963هــ) ،وأت ّمه
في سـنة (964هـ) .
[لذريعة 3516 /378 : 20؛ كشف الحجب واألستار 2829 /502 :؛ معجم المؤلّفين] 193 : 4 :
نسـخ ،ق13هــ ،أ ّولـه فهـرس بالمواضيـع ،عليهـا أمانـة للسـ ّيد ّ
علـي شـبر
النبـي ،عليهـا تملّـك موسـى وختمـه المربّـع( :موسـى آل ّ وكذلـك عبـد
حفاظـي) ،وتملّـكات ووقف ّيـات أخرى ،عليها تعليقات بإمضـاء( :منه) ،عليها
تصحيحـات ،عليهـا نقوالت مـع ذكر المصدر ،كُتبـت رؤوس المطالب باللون
األحمـر ،آخرهـا فوائـد ونقـوالت متف ّرقـة.
نوع الغالف( :جلد) أخضر اللون.
239ق26 ،س28 .5 × 18 .5 ،سم.
487 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
()5005
(فقه/عربي)
ّ الروضة البه ّية في شرح اللمعة الدمشق ّية
العاملي الشهيد الثاني(،ت965هـ).
ّ علي
تأليف :زين الدين بن ّ
أ ّول المخطوط:
«الحمـد للّـه الـذي شـرح صدورنا بلمع ٍة من شـرائع اإلسلام كافية في بيـان الخطاب،
ونـ ّور قلوبنـا من لوامـع دروس األحكام. »..
آخر المخطوط:
«بقـاء غيـره وعـدم انتقالـه وملك الغير له وفي المـ ّدة يحلف المنكـر لألصالة عدم ما
يدعيـه لآلخر مـن الزيادة ت ّم» .
التعريف بالمخطوط:
مزجـي سـلس ممتـاز مقبـول عند العلمـاء على كتـاب (اللمعـة الدمشـقيّة في ّ شـرح
العاملي (هــ 786هـ) ،وقد يسـتفيد منه
ّ ّـي
فقـه اإلمام ّيـة) للشـهيد األ ّول مح ّمـد بـن مك ّ
طلاباسـتداللي ال يـزال يدرسـه ّ
ّ فقهـي
ّ المبتـدىء والمنتهـي ،والروضـة البه ّيـة كتـاب
اإلماميّـة ،وهـو أشـهر مـن أن يُذكر ويوصـف ،والظاهر أنّه آخر تأليفاتـه ،وقيل :أُلّف في
سـتة أشـه ٍر وسـتة أيّ ٍام ،أو خمسـة عشـر شـه ًرا ،ألّفه في مجلّدين؛ المجلّد األ ّول من أ ّول
الطهـارة إلـى آخـر المسـاقاة وتاريـخ تأليفه 6جمادى اآلخرة من سـنة 956هــ ،والمجلّد
الثانـي مـن أ ّول اإلجـارة إلـى آخر كتـاب الديّات ،وفرغ منـه في ليلة السـبت 21جمادى
األُولى سـنة (957هـ).
[الذريعـة 292 : 13؛ كشـف الحجـب واألسـتار 1595 /296 :؛ فهرسـت مخطوطـات العتبـة الع ّباسـ ّية
المقدّ سـة] 190/2 :
سـنة (1248هــ) ،الجزء األول ،وضـع فهرس بالمواضيع فـي الصفحة األولى،
النسـخة مجدولة بالمداد األحمر ،كتبـت رؤوس المطالب والعناوين بالمداد
األحمر ،عليهـا تصحيحات.
الغالف( :جلد) أسود اللون ،مزيّن بالط ّرة ذات الرأسين من الجانبين.
200ق26 ،س29× 18 ،سم.
()5006
عربي)
ّ رسائل الصابي (أدب/
إنشاء :أبي إسحاق إبراهيم بن هالل الصابي(ت384هـ)
أول المخطوط:
«كتـب أبـو إسـحاق الصابـي عـن الطائع للـه إلـى والة النواحـي واألطراف عنـد عوده
إلـى داره وزوال الوحشـة بينـه وبيـن األمراء.»..
آخر المخطوط:
«ونعمتـه واألشـبه بمـا بينـي وبينه واألجمع لنـا في طاعة أمير المؤمنين فعل إن شـاء
الله تعالى».
التعريف بالمخطوط:
رسـائل كتبهـا الصابي إلـى الملوك والشـخص ّيات المعاصرة له في مختلف المناسـبات
ٍ
بتكليف منهم. واألغـراض ،أو كتبها على لسـان اآلخريـن
ويظهـر مـن مجموعـات الرسـائل المختلفـة أنّهـا ُجمعـت أكثـر مـن مـ ّرة ،ومـا ُجمع
الزمنـي ،وما ُجمع بعـد موته مرت ّـب على ترتيب
ّ فـي حيـاة الصابـي مرت ّـب علـى الترتيب
واحد مـن المجموعات في أجـزا ٍء عديدة ،وهي وكل ٍكل منهـا فصـولّ ، الموضوعـات فـي ٍّ
تعـ ّد نمـاذج راقية مـن بالغة ذلـك العصر.
489 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
واشـتملت نسـختنا هذه على أجزا ٍء؛ األول :في الرسـائل والمناشـئ واألمثلة ،وفيه ما
يقـرب مـن ( )30رسـالةً ،كتبهـا إلـى والة النواحـي واألطراف عنـد عودته إلـى داره وزوال
الوحشـة بينـه وبين األمراء سـنة 364هـ .الجـزء الثاني :في الفتوح ،وفيـه ما يقرب من الـ
( )26رسـالةً .الجـزء الثالـث :فـي العهود ،وفيه ما يقرب من ( )20عهـ ًدا ،الجزء الرابع :في
الشـفاعات وفيـه أكثر من عشـر رسـائل .الجـزء الخامس :في رسـائل مختلفة إلـى الوزراء
والسلاطين ،وفيـه ما يقرب من الـ ( )10رسـائل .الجزء السـادس :فـي المكاتيب ،وفيه ما
يقـرب مـن الـ ( )30رسـالةً .الجزء السـابع :في الرقـاع والمكاتيب من غيـر ديوان الخالفة،
وفيـه ما يقرب من الـ ( )13رسـالةً.
الغالف( :جلد) ب ّن ّي اللون ،مز ّين بالط ّرة ذات الرأسين من الجانبين.
213ق25 ،س 30 × 18 ،سم.
()5007
(فقه/عربي)
ّ رياض المسائل في بيان األحكام بالدالئل
الحائري(ت1231هـ) .
ّ الطباطبائي
ّ علي
علي بن مح ّمد ّ
تأليف :الس ّيد ّ
أ ّول المخطوط:
رب العالميـن وصلّـى اللّه على خيـر خلقه مح ّمد وآلـه الطاهرين .كتاب
«الحمـد للّـه ّ
الحـج ويتبعه العمـرة أو يدخل فيه. »..
ّ
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 490
آخر المخطوط:
كل ركعـ ٍة سـبحان اللّه والحمد للّـه وال إله إلّ اللّـه واللّه أكبر
«صلّـى بالتسـبيح عـوض ّ
ويجـزي في جميـع األفعال» .
التعريف بالمخطوط:
ّ
اسـتدل فيه كتـاب دقيـق متيـن ،يُعـرف منـه علم ّيـة مص ّنفه وطـول باعه فـي الفقه،
علـى جميـع أبـواب الفقـه من الطهارة إلـى الديات ،وشـرح به كتاب (النافـع في اختصار
الشــرائع) المعـروف بــ (المختصــر النافـع) للمحقّـق الحل ّّي(ت676هـ) ،وهـو في غاية
الجـودة ،لـم يُسـبق بمثلـه ،ذكـر فيه جميع ما وصـل إليه مـن األدلّة واألقـوال ،على نه ٍج
عسـر على سـواه ،بل اسـتحال .
تـ ّم كتـاب الديـات منه في ليلة الجمعة 27صفر سـنة (1192هــ) ،وكتاب الصالة في
أواخـر العــشر الثانـي من صفر سـنة(1194هـ) ،وللمؤلّف شـرح آخر مختصــر ج ًّدا على
الكتـاب نفسـه يعرف بـ (الشــرح الصغير) ،كما أ ّن هذا الشـرح يعـرف بـ(الكبير).
[الذريعة 98 : 6؛ رياض المسائل]115/1 :
العاملـي ،كتـاب ّ
الحج: ّ الحسـيني
ّ نسـخ ،زيـن بـن حسـين بن ّ
علـي بن قاسـم
ظهر يوم االثنين 18شـوال سـنة (1229هـ) ،كتاب الجهاد :عصر األربعاء 5ذي
القعـدة سـنة (1229هــ) ،الكاظم ّية ،وكتـاب الطهارة تاريخ نسـخه وضع عليه
ورقـة ،أ ّول النسـخة وقف ّية بتاريـخ (1363هـ) ح ّررها جعفر خلف الكشـوان.
نوع الغالف( :جلد) ب ّن ّي اللون.
213ق25 ،س30 ×18،سم.
()5008
عربي)
ّ الكافي (حديث /
البغدادي(ت329هـ) .
ّ الكليني
ّ تأليف :أبي جعفر مح ّمد بن يعقوب
491 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
أ ّول المخطوطة:
«بسـم اللّـه الرحمـن الرحيم ،كتاب الطهـارة ،باب طهور الماء ،قال أبـو جعفر مح ّمد
علي» .
الكلينـي :ح ّدثني ّ
ّ بـن يعقوب
التعريف بالمخطوط:
أجل الكتب الحديثيّة عند الشـيعة اإلماميّة ،ويع ّد مـن المصادر األربعة المعتبرة
مـن ّ
القديمـة التـي عليهـا مـدار اسـتنباط األحكام الشــرع ّية فـي المذهب ،ألّفه في 20سـنة
(فـي زمـان السـفراء األربعـة) ،يحتـوي علـى 16199حديثًـا ،وينقسـم على ثالثة أقسـام:
كتـاب أبواب .
كل ٍ األُصـول ،والفـروع ،والروضـة ،و 32كتابًـا ،وذيل ّ
األ ّول :األُصـول (فيـه :كتـاب العقـل والجهـل ،التوحيـد ،الح ّجـة ،اإليمـان ،الكفـر،
األدعية ،فضل القرآن ،والعشرة) .
الحـج ،الجهاد
ّ الثانـي :الفـروع (وفيـه :الطهـارة ،الجنائـز ،الصلاة ،الـزكاة ،الصـوم،
المعيشـة ،النـكاح ،العقيقـة ،الطلاق ،العتـق والتدبيـر والمكاتبـة ،الصيـد والذباحـة،
الـزي والتج ّمـل ،المـر ّوة ،الدواجـن ،الوصايـا ،الميـراث ،الحـدود،
األطعمـة واألشـربةّ ،
الديات ،الشهادات ،القضايا ،األيمان والنذور والكفارات) .
اشـتملت نسـختنا هـذه علـى البـاب الثانـي ابتـدا ًء مـن كتـاب الطهـارة حتّـى كتـاب
المعيشـة.
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 492
[ الذريعـة 242 : 2و 55 : 3و 800 /182 : 5و630 /96 : 15؛ فهرسـت مخطوطـات العتبـة الع ّباسـ ّية
المقدّ سـة] 61/1 :
()5009
(فقه/عربي)
ّ رياض المسائل في بيان األحكام بالدالئل
الحائري(ت1231هـ) .
ّ الطباطبائي
ّ علي
علي بن مح ّمد ّ
تأليف :الس ّيد ّ
أ ّول المخطوط:
رب العالميـن وصلّـى اللّه على خيـر خلقه مح ّمد وآلـه الطاهرين .كتاب
«الحمـد للّـه ّ
العتـق :وهـو لغة الخلوص ومنه يسـ ّمى البيـت عتيقًا. »..
آخر المخطوط:
خللا أن يصلحـه وين ّبه عليه «والمرجـ ّو م ّمـن وقـف علـى هـذا ،...ورأى فيـه خطـأً أو ً
ويشـير إليـه حائـ ًزا بذلـك م ّني شـكرا ً جميلاً ومن اللـه تعالى أجـرا ً جزيالً» .
التعريف بالمخطوط:
ع ّرفنا بالنسخة تحت الرقم ( )5007فالحظ.
العاملي ،يوم األحد غ ّرة
ّ الحسـيني
ّ نسـخ ،زين بن حسـين بن ّ
علي بن قاسـم
شـهر رجـب في سـنة (1229هــ) ،الصفحات األولـى واألخيرة مر ّممـة ترمي ًما
493 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
عاديًـا أضـ ّر بالنسـخة ،حيـث أخفى بعـض كلماتهـا ،عليها تصحيحـات ،كُتب
بقلم معاصر.
عنـوان النسـخة وأرقام صفحاتهـا ٍ
(ورقي) ب ّن ّي اللون.
ّ نوع الغالف:
404ق27 ،س30.5 ×21.5،سم.
()5010
عربي)
ّ مسالك األفهام إلى شرح شرائع اإلسالم (فقه /
العاملي الشهيد الثاني(ت965هـ) .
ّ علي
تأليف :زين الدين بن ّ
أ ّول المخطوطة:
«بسـملة ،كتـاب القضـاء :القضـاء :يطلـق على إحـكام الشـيء وإمضائه ومنـه وقضينا
إلـى بني إسـرائيل وعلى اإلتمـام. »...
آخر المخطوطة:
«وأن يجعـل مـا بقـي مـن أيـام هـذه المهلـة علـى طاعتـه موقوفـاً ،وع ّمـا يبعـد عـن
مرضاتـه مصروفـاً ،إنـه هـو الجـواد الكريـم ...والصلاة على سـيد المرسـلين محمـد وآله
وصحبـه أجمعيـن» .
التعريف بالمخطوط:
ع ّرفنا بالنسخة تحت الرقم ( )5004فالحظ.
كتب؛
وتشـتمل نسـختنا هذه على الجزء السـابع من المسـالك ،ويحتوي على خمسة ٍ
وهـي( :كتـاب القضـاء) ،و(كتـاب الشـهادات) ،و(كتـاب الحـدود) ،و(كتـاب القصـاص)،
و(كتـاب الديات).
األصب سـنة (972هــ) ،عليها
ّ نسـخ ،الخميـس سـابع عشـر من شـهر رجـب
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 494
()5011
(فقه/عربي)
ّ الروضة البه ّية في شرح اللمعة الدمشق ّية
العاملي ،الشهيد الثاني(ت965هـ).
ّ علي
تأليف :زين الدين بن ّ
أ ّول المخطوط:
«الحمـد للـه الـذي شـرح صدورنا بلمع ٍة من شـرائع اإلسلام كافية في بيـان الخطاب،
ونـ ّور قلوبنـا من لوامـع دروس األحكام. »..
آخر المخطوط:
خالصا لوجهـه الكريم ،موج ًبا لثوابه الجسـيم،
«ونسـأله مـن فضلـه وكرمه أن يجعلـه ً
قصرنـا فيـه اجتهـا ًدا ،أو وقـع فيـه من خلـلٍ في إيـراد ،إنّه هـو الغفور
وأن يغفـر لنـا مـا ّ
الرحيم» .
التعريف بالمخطوط:
ع ّرفنا بالنسخة آنفاً تحت التسلسل ( )5005فالحظ.
مل مح ّمد حاجي مير ابن مح ّمد ،شـهر صفر سـنة 1089هـ ،كُتب
نسـخ ،ابن ّ
495 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
()5012
/عربي)
ّ كشكول (كشكول
البغدادي(ت1356هـ).
ّ تأليف :نعمان ثابت بن عبد اللطيف
أول المخطوط:
المسـعودي :وقـد ذكر بطلميـوس بالكتاب المعـروف بجغرافية صفـة األرض ...
ّ «قـال
وإ ّن قطـر األرض.»..
آخر المخطوط:
حل الرموز)..الـدرر الكامنة ج 3ص 107
كتاب سـ ّماه (مفتاح الكنوز في ّ
«شـرحها فـي ٍ
وكشف الظنون ج 2ص.»486
التعريف بالمخطوط:
كشـكول ضـ ّم جملـ ًة من الفوائد النـادرة واألخبـار المه ّمة التي ال يمكـن العثور عليها
ٍ
لشـخصيات لـم ت ُذكـر فـي المصادر فـي غيـر هـذا الكتـاب ،وكذلـك جملـة مـن التراجـم
الخاصـة بالتراجـم ،وتفاصيـل كثيـرة بخصـوص جملـ ٍة من النسـخ الخط ّية. ّ
ظوفحم ّيلع نيسح روتكدلا ةبتكم تاطوطخم سرهف 496
وممـا جـاء فيـه :نقـوالت عـن حسـاب الشـطرنج ،فائـدة مـن كالم محـي الديـن ابـن
العربـي فـي معرفـة ليلـة القـدر ،ضبـط بحـور العـروض فـي بيتيـن ،فائـدة عـن الكنـز
ّـي فـي معرفةلصفـي الديـن الحل ّ
ّ لتقـي الديـن العـ ّزي ،نظـم
الحـواس العشـر ّ
ّ المدفـون،
شـدود أنغـام الموسـيقى ،أسـماء فقهـاء المدينة السـبعة ،فائـدة من الكنـز المدفون في
البلوي
ّ لـكل مـن أسـماء القـداح ويوسـف بـن مح ّمـدصفـة مضاعفـة الشـطرنج ،تراجـم ٍّ
انـي ،بعـض الضوابـط والمشـاكل ،فائـدة تاريخيّة في والكفعمـي والشـيخ إبراهيـم الحور ّ
ّ
اآللوسـي ،شـرح المقصورة الدريديّة ،منتدى األدباء في
ّ الطاعون منقولة من خ ّط نعمان
كربلاء ،فهـرس بالكتـب الغريبـة ،وغيـر ذلك.
[النسخة الخط ّية نفسها]
نسـخ ،أ ّولـه إشـارة إلـى مؤلّـف الكشـكول وصفحـات ترجمتـه بخطّـه فـي
النسـخة ،وعبـارة إهـداء إلـى الدكتـور حسـين ّ
علـي محفـوظ مـن مقتنيـه
بتاريـخ 1964/12/2م.
(كارتوني) مش ّجر.
ّ الغالف:
74ق ،مختلفة السطور32 × 20.5 ،سم.
...ي ّتبع
497 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
ﻣﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ
ﻣﻦ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺍﳌﻔﻬﺮﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺚ
499 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
الصابي
ّ الصفحة األولى من رسائل
501 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
المصادر والمراجع
المصادر المخطوطة:
البغدادي(ت1356هـ) ،محفوظ في خزانة العتبة الع ّباس ّية
ّ 1.الكشكول :نعمان ثابت بن عبد اللطيف
المق ّدسة برقم (.)5012
2.نخبة سميعي أو منتخب آثار حسين سميعي (مخطوط) :حسين سميعي المشهور بأديب
السلطنة(ت1373هـ) ،محفوظ في خزانة العتبة العبّاسيّة المق ّدسة برقم (.)4984
المصادر المطبوعة:
3.أعيان الشيعة :السيّد محسن األمين(ت1371هـ) ،تحقيق وتخريج :حسن األمين ،دار التعارف
للمطبوعات ،بيروت.
الجاللي ،تحقيق :الس ّيد مح ّمد جواد
ّ 4.االكتفاء بما ُروي في أصحاب الكساء :الس ّيد مح ّمد حسين
الجاللي ،مركز انتشارات دفتر تبليغات إسالمي ،قم المق ّدسة ،ط1422،1هـ.
اني(ت1340هـ)،
البالدي البحر ّ
ّ علي
5.أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف واألحساء والبحرين :الشيخ ّ
النجفي ،قم المق ّدسة1407 ،هـ.
ّ المرعشي
ّ منشورات مكتبة آية الله العظمى
الخاقاني ،منشورات دار البيان ،النجف األشرف1952 ،م.
ّ علي
6.البابل ّياتّ :
الجزري مح ّمد بن مح ّمد(ت833هـ) ،دراسة وتحقيق :د.
ّ 7.تحبير التيسير في القراءات العشر :ابن
أحمد مفلح القضاة ،دار الفرقان للنشر والتوزيع ،األردن ،ط1421 ،1هـ.
الحسيني دليل ما ،قم المق ّدسة،
ّ العربي المخطوط ،في مكتبات إيران العامة :الس ّيد أحمد
ّ 8.التراث
ط1431،1هـ.
المرداسي ،دار الكتب
ّ العلمة أحمد بن مح ّمد
الحاج على شرح متن اآلج ّروميةّ :
العلمة ابن ّ
9.حاشية ّ
العلم ّية ،بيروت2012 ،م.
اني(ت1389هـ) ،دار األضواء ،بيروت ،ط،3 10.الذريعة إلى تصانيف الشيعة :الشيخ آقا بزرك الطهر ّ
1403هـ.
اإلسالمي ،قم
ّ الطباطبائي(ت1231هـ) ،تحقيق :مؤسسة النشر
ّ علي
11.رياض المسائل :الس ّيد ّ
المق ّدسة ،ط1412،1هـ.
البروجردي ،مكتبة
ّ 12.فهرست مخطوطات العتبة الع ّباس ّية المق ّدسة :إعداد وفهرسة :الس ّيد حسن
ودار مخطوطات العتبة العبّاسيّة المق ّدسة ،كربالء ،ط1431،1هـ.
503 يلبشلا ريمألا دبع قراط ىفطصم م.م
البروجردي ،مكتبة
ّ 13.فهرست مخطوطات العتبة العبّاسيّة المق ّدسة :إعداد وفهرسة :السيّد حسن
ودار مخطوطات العتبة الع ّباس ّية المق ّدسة ،كربالء ،ط1434،1هـ.
14.فهرستگان نسخه های خطّی إیران (فنخا) :مصطفى درایتی ،سازمان اسناد و کتابخانه ملي
إسالمي إيران ،طهران ،ط1390،1ش. ّ جمهوري
النيسابوري(ت1286هـ)،
ّ 15.كشف الحجب واألستار عن أحوال الكتب واألسفار :الس ّيد إعجاز حسين
النجفي ،قم المق ّدسة1409 ،هـ.
ّ المرعشي
ّ مكتبة آية الله العظمى
العربي،
ّ 16.كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون :حاجي خليفة(ت1067هـ) ،دار إحياء التراث
بيروت.
العربي ،بيروت.
ّ 17.معجم المؤلّفين :عمر رضا ك ّحالة(ت1408هـ) ،مكتبة المث ّنى ودار إحياء التراث
18.نشرة تراثنا :فصلية تصدرها مؤسسة آل البيت إلحياء التراث ،قم المق ّدسة.
العربي ،بيروت.
ّ البغدادي(ت1339هـ) ،الناشر :دار إحياء التراث
ّ 19.هديّة العارفين :إسماعيل باشا
ّ
ع ارز الشيخ مد ّ
حث
ّ
ا
ّ
السعودية ّ
العربية املكة
Sheikh Muhammad Ali Al-Herz
Heritage researcher
Saudi Arabia
507 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
الملخص
ّ
النجفـي (حـدود 1279 – 1180هـ)،
ّ اإلحسـائي
ّ تُعـ ُّد مكتبـة السـيد خليفة الموسـوي
التـي غُـرزت بذرتهـا حدود سـنة 1210هـ ،واحـد ًة من أهـم المكتبات والخزائـن العلمية
التـي أُ ِّسسـت فـي النجـف األشـرف فـي أثناء القـرن الثالث عشـر الهجري؛ لمـا ض َّمته من
نفائـس المخطوطـات فـي الحقـول العلميـة المختلفـة ،مثـل الفقـه واألصـول والحديـث
والتفسـير والـكالم وغيـره مـن األبـواب العلميـة ،حتّى أصبحـت من أهم مصـادر صاحب
اني فـي كتابه.
الذريعـة الشـيخ الطهر ّ
وفـي المقال ت َّم اسـتعراض موج ٍز عن أه ّم أعالم أسـرة السـيد خليفـة ،الذين كان لهم
المؤسـس ،مثلما
ِّ إسـهام فـي لملمة كتبهـا وجمعها ومواصلة المسـيرة العلمية بعد رحيل
ب َّيـن المقـال أهـ ّم الطـرق التـي عبرها تج َّمعت الكتب شـرا ًء ،أو نسـخاً ،أو غيـر ذلك ،ث َّم
عـرض أهـ ّم مـا حوتـه الخزانـة العلمية للسـيد خليفة الموسـوي باالعتماد -فـي األغلب -
علـى اإلشـارات التـي تركهـا صاحب الذريعـة بانتماء الكتـاب لهذه الخزانـة ،أو من طريق
قيـود التملّـك واألختـام التـي تركهـا السـيد خليفـة وأبناء أسـرته علـى المخطوطـات ،مع
بـكل كتـاب ،وفي نهاية المطـاف ُعرضت المراحـل األخيرة للخزانـة وتف ّرقها بين ٍ
تعريـف ِّ
الخاصـة والعا ّمـة في داخـل العراق وخارجه ،مع اإلشـارة لهـذه المكتبات.
ّ المكتبـات
علـى أمـل أن يكـون هذا المقـال خطو ًة إلحياء هـذه المكتبة وإعـادة مجدها بلملمة
أطرافهـا مـن المكتبـات المختلفـة؛ عبـر النسـخ المصـ َّورة كـر ٍّد جميـلٍ لرجـلٍ صـرم عمره
وحياته فـي جمعهـا وتكوينها.
ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم: فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ
أ 508
Abstract
One of the most important libraries and archives established in
the thirteen century of the Hijri calendar is the library of Al-Sayed
Khalifa Al-Musawi Al-Ahsa’i Al-Najafi (in the boundaries of 1180-
1279 H) which started around the year 1210 H. The availability of
valuable manuscripts in various fields, such as; Fiqh (jurisprudence),
Usul (principles of jurisprudence), Hadith (narrations), Tafsir
(interpretation of the holy Quran), Al-Kalam (theology), etc. makes
this library very significant for researchers. The library is one of the
main references used by the author of Al-Dhari'a Al-Sheikh Aqa
Buzurg Tehrani in his book.
This article briefly reviews the most important scholars of Al-
Sayed Khalifa’s family who contributed in gathering and collecting
the library’s books, and those who continued this scientific march
after the passing of the founder. I have also stated the important ways
that the books where collected by; purchased, copied, etc. Then, I
presented the most important contents in the scientific treasury of
Al-Sayed Khalifa Al-Musawi with a short overview for every book,
relying mostly on the citations left by the author of Al-Dhari'a that
the book belonged to the library, or through ownership restrictions
and seals left by Al-Sayed Khalifa and his family members on the
manuscripts. Finally, I dealt with the latter stages of the library and its
dispersion between private and public libraries inside and outside Iraq
with references to these libraries.
We hope that this article with be the first step for the revival of this
library and the resurgence of its glory days by collecting its content
from various libraries via photocopies as reciprocity to a man who
dedicated his life in collecting and forming this library.
509 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
المقدمة
ّ
األحسائي
ّ الموسـوي
ّ علي تُع ّد ِ
الخزانة العلم ّية التي ّأسسـها السـ ّيد خليفة ابن السـ ّيد ّ
النجفـي فـي النجف األشـرف ،مـن أبرز المكتبـات األحسـائ ّية التي تك ّونت فـي الخارج،ّ
بـل وأكثرهـا شـهرة ،والتـي ت ُعـ ّد مـن أهـ ّم المراجـع التي اسـتفاد منها الشـيخ آغـا بزرك
انـي فـي موسـوعتيه (الذريعـة) و(الطبقـات) ،وع ّدهـا أحـد مصـادره ،كانـت فـي الطهر ّ
النجـف األشـرف حيث الحركـة العلم ّية مزدهرة ،والكتاب له رواج ووجود ،وقد اسـتطاع
المؤسـس أن ينافـس أثنـاء حقبـة زمن ّيـة قصيـرة كبـرى المكتبات هنـاك ويتفـ ّوق عليها، ِّ
لـوال افتقارهـا إلـى الرعايـة الجيـدة ألصبحـت اليوم مـن كُبريـات المكتبات فـي النجف
األشـرف ،وأكثرهـا قيمة.
المؤسس:
ِّ نبذة عن
علـي ابـن السـ ّيد مح ّمـد ابـن السـ ّيد أحمـد بـن مح ّمـد
السـ ّيد خليفـة ابـن السـ ّيد ّ
النجفـي (حـدود 1279 – (((1180هــ). ّ األحسـائي القـاري
ّ الموسـوي
ّ
ُولـد فـي األحسـاء ،وكانت بداية مسـيرته العلم ّية في البحرين ،ثـ ّم انتقل إلى العراق
ليرتـع مـن ريـاض العلـم ،فكانـت محطتـه األولـى في كربلاء ،حيـث تلقّى بعـض علومه
الطباطبائـي صاحب (الريـاض) وغيرها ،ثـ ّم يم ّم النجف األشـرف فرتع
ّ علـي
علـى السـ ّيد ّ
فيهـا ونهـل العلـوم مـن أعالمهـا الكبـار ،والشـيء الذي يُؤسـف له خفاء أسـماء أسـاتذته
وشـيوخه ،تُوفّـي في النجف األشـرف سـنة 1279هـ(((.
اني سنة
ولعل األقرب ما ذكره الشيخ الطهر ّ((( ورد في أعالم هجر أ ّن والدته حدود سنة 1195هـّ ،
1180هـ؛ الحتمالية أخذه تاريخ والدته من أبناء الس ّيد خليفة أو أحفاده .ينظر مكتبة الس ّيد خليفة
الحلي.
ّ علي مجيد
اني :األستاذ أحمد ّ األحسائي بقلم اآلغا بزرك الطهر ّ
ّ
((( ينظر أعالم هجر من الماضين والمعاصرين :الس ّيد هاشم بن مح ّمد الشخص.19 – 16/ 2 :
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 510
مؤلّفاته:
الطباطبائي صاحب (الرياض).
ّ علي
-1مختصر الشرح الصغير في الفقه للس ّيد ّ
-2مجموعة رسائل في أصول الدين والتجويد.
أختامه للتملّك:
للمؤسس ع ّدة أختام كان يمهر الكتب التي يقتنيها أو يقوم بنسخها بها منها:
ِّ
علي).
بيضوي نقشه( :وأفوض أمري إلى الله عبده :خليفة بن ّ
ّ -1ختم آخر
علي أحمد.)1206 ،
بيضوي الشكل نقشه( :خليفة ّ
ّ -2وختم آخر
التأسيس:
أُ ّسسـت هـذه المكتبـة الق ِّيمـة على يـد الفقيه المتت ِّبع السـ ّيد خليفة ابن السـ ّيد ّ
علي
األحسـائي القـاري (حـدود 1279 - 1180هـ) في النجف األشـرف التي ّ ابـن السـ ّيد أحمـد
الخاصة في مدينـة النجف؛ لما حوت من ّ اتخذهـا مقـرا ً لـه ،فكانت من أنفَـس المكتبات
المؤسـس الغالـي والنفيس في جمعهـا وتكوينها. ِّ كتـب ق ِّيمة؛ بذل
انـي عـن تأسيسـها بقولـه( :أ ّن والدة السـ ّيد خليفـة كانـت
يتحـ ّدث الشـيخ الطهر ّ
حـدود((( ،1180وتأسـيس مكتبتـه حـدود ،1210وكان يقتنـي الكتـب نسـ ًخا واستنسـا ًخا
وبي ًعـا طـول عمـره الشـريف)(((.
المؤسـس،
وهـذا التاريـخ للتأسـيس بنـا ًء على التملّكات ونسـخ الكتب للسـ ّيد خليفة ِّ
والـذي يُعـ ّد حجر األسـاس لتك ّون بـذرة المكتبة.
ّإل أ ّن تاريـخ المكتبـة سـابق هـذا التاريـخ بع ّدة سـنوات؛ فقد ملَك كتاب(شـرح زبدة
((( لعل منبع االختالف عدم وجود إثبات يح ّدد تاريخ والدته بدقّة ،وإ ّن األقرب ما ذكره الشيخ
ّ
اني الحتمالية أخذه تاريخ والدته من أبناء السيّد خليفة وأحفاده.
الطهر ّ
اني.
األحسائي بقلم الشيخ آغا بزرك الطهر ّ
ّ ((( ينظر نهاية التعريف بالمكتبة عن مكتبة الس ّيد خليفة
511 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
محتويات المكتبة:
انـي في (الذريعة)
حـوت المكتبـة كثيـ ًرا الكثير من الكتب النفيسـة التي ذكرها الطهر ّ
و(الطبقـات) ،وكان لذلـك األثـر الكبير فـي حفظ معالم هذه المكتبـة التي فُقدت جميع
محتوياتهـا ومعالمهـا ،لـذا سـنذكر مـا ذكـره صاحـب الطبقـات بشـأن محتويـات هـذه
المكتبـة مـن آثـار ونفائـس ،إضافة إلى مـا ض ّمته وحوتـه المكتبات النجف ّيـة ،من الكتب
انـي ذكرها.
التـي فات الشـيخ الطهر ّ
منهجنا في العمل:
اتّبعنا في التعريف بمحتوى الخزانة المنهج اآلتي:
-1رت ّبنا العناوين حسب الحروف الهجائ ّية من األلف إلى الياء.
-2بدأنا في الغالب بالتعريف بالكتاب ومحتواه.
الماحوزي.
ّ ((( المقصود الشيخ سليمان
اني.20/11 :
((( ينظر الذريعة إلى تصانيف الشّ يعة :أغا بزرك الطهر ّ
((( ينظر طبقات أعالم الشيعة.186 /8 :
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 516
جمـع بيـن الروايات واألحاديث الفقهيّـة المتنافية ظاهرا ً المتخالفـة في بداية النظر،
فيذكـر أ ّوالً األحاديـث المقبولـة ثـ ّم المخالفـة ،ث ّم وجـه الجمع بينها والتأويـل فيها ،وهو
بتجزئـة الشـيخ في ثالثة أجـزاء؛ اثنين منها في العبادات ،والثالـث في بقية أبواب الفقه،
ومجمـوع أبوابه( )925بابـاً ،فيها()5511حديثاً ،أو ()5558حديثاً.
ولي الحمد ومسـتحقّه ،والصالة علـى خيرته من خير خلقه أ ّول النسـخة> :الحمـد لله ّ
مح ّمد وآله الطاهرين من عترته ،وسـلّم تسـلي ًما.<..
آخـر النسـخة> :يشـتمل علـى خمسـة آالف وخمسـمائة وأحد عشـر حديثًـا ،حصرتها
لئلا يقـع فيهـا زيـادة أو نقصـان ،والله أعلـم بالصواب<.
ّ
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]539 /1 :
ّ [التراث
نسـخة ،ناسـخها غيـر معـروف ،كُتبت في رجـب 1083هـ ،عليها عدد مـن التملّكات:
الكرمنشـاهي ،وإنشـاء عارية باسـم مح ّمد
ّ حسـن بن مح ّمد حسـين شـرارة ،عبد الكريم
(األحسـائي) ،وختم(ال إله إال الله الملك ّ
الحق المبين عبده ّ الموسـوي
ّ ابن السـيّد خليفة
مح ّمد مهدي)(((.
ايتي.265/3 :
((( ينظر الفهرس المو ّحد للمخطوطات اإليرانيّة (فنخا) :مصطفى الدر ّ
((( ينظر الذريعة.123/13 :
519 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
[الذريعة]76/11 :
آخـر النسـخة> :يلـزم ثبـوت البـاب الخامس باالسـتقراء فـي أجـزاء الكتـاب وأبوابه ال
بالعقـل؛ أل ّن العقـل يجـوز أن يكفـر شـيء[كذا] كفـر غير البـاب الخامس ،تـ ّم الحمد لله
علـى التَّمـام وعلى رسـوله أفضل السلام<.
الكرباسي.70/3 :
ّ ((( ينظر معجم المص ّنفات الحسينيّة :مح ّمد صادق مح ّمد
((( ينظر الذريعة.76/11 :
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 520
األحسائي(((.
ّ وتاريخ كتابته سنة 1015هـ ،على النسخة تملّك السيّد خليفة
[ذيل كشف الظنون]17 :
متـن مختصـر فـي علـوم الحديـث ،والقواعـد الكليّـة للدرايـة والرجـال ،فـي مق ّدمـ ٍة
وثالثـة أبـواب :المق ّدمـة فـي بيان أصولـه واصطالحاته ،البـاب األول :في أقسـام الحديث
وأصولـه ،البـاب الثانـي :في تح ّمل الحديث وطرق نقله ،الباب الثالث :في أسـماء الرجال
وطبقاتهم.
أ ّول النسـخة> :نحمـدك اللّهـم علـى البدايـة فـي الدرايـة والروايـة ،ونسـألك حسـن
الرعايـة إلـى النهايـة<.
آخـر النسـخة> :ويحسـن ترتيـب الثاني بثـ ّم وبقرية بلـد ناحية إقليم يُنسـب إلى أيّها
شـاء ،فهذه جملة موجزة في اإلشـارة إلى مقاصد هذا العلم إجمالً ،ومن أراد االسـتقصاء
فيهـا مـع ذكـر األمثلة فعليه بكتابنا غنيـة القاصدين في معرفة اصطلاح المحدثين ،والله
الموفق والهادي<.
العربي المخطوط في مكتبات إيران العامة]447 /2 :
ّ ]التراث
األحسـائي ،وقـد فرغ من ذلك سـنة
ّ الموسـوي
ّ علي
قـام بنسـخها السـ ّيد خليفـة بـن ّ
1221هـ(((.
أ ّول النسـخة« :الحمـد للـه سـابغ النعـم ومخـرج الموجـود مـن العـدم ...مح ّمـد وآله
رأيـت علم الكيميـاء.»..
سـادات العـرب والعجـم ...إنّـي ل ّمـا ُ
األحسائي(((.
ّ والنسخة ناقصة ،رآها الشيخ الطهر ّ
اني في ضمن كتب الس ّيد خليفة
فـأ ّدى مـا فُـ ّوض عليه ،وصـدع بما أنـزل ،ورت َّـل القـرآن ً
ترتيل<.
آخـر النسـخة> :وقـد فـرغ مـن تأليفها كثيـر اإلضاعـة قليل البضاعـة العبد المسـكين
األحسـائي ،فـي اليوم
ّ أحمـد بـن زيـن الديـن بـن إبراهيم بـن صقر بـن إبراهيم بن داغر
الثالـث جمـادى الثانيـة مـن السـنة التاسـعة والتسـعين بعـد المائـة واأللف مـن الهجرة
النبويّـة ،علـى مهاجرهـا أفضل الصالة والسلام<.
كل صفح ٍة 28سط ًرا ،في ّ
كل سط ٍر 14كلمة تقري ًبا(((. تقع في 7صفحات ،في ّ
[مؤسسة كاشف الغطاء العا ّمة في النجف األشرف]100 :
ّ
فـرغ منهـا 3جمـادى الثانيـة سـنة 1199هـ ،نسـخة بخ ّط الشـيخ مح ّمد بـن ّ
علي بن
العصفـوري ،فـرغ مـن الكتابـة 12جمـادى الثانية سـنة 1235هـ ،وهـي مكتوبة
ّ حسـين
علـى نسـخة المؤلّـف ،كانـت فـي مكتبة (السـ ّيد خليفـة) وبيعت فـي الهرج(((.
األحسائي.228 :
ّ ((( ينظر رسالة في التجويد :الشيخ أحمد
((( ينظر الذريعة.136/ 11 :
الخوئي.48 / 1 :
ّ ((( ينظر فهرس مخطوطات مكتبة اإلمام
525 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
((( ينظر فهرس مخطوطات مكتبة آية الله الس ّيد جعفر وولده العالمة الس ّيد هاشم آل بحر العلوم:
.268 /1
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 526
رب العالمين وصلـى الله على أ ّول النسـخة> :بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم الحمد للـه ّ
األقـل مح ّمد باقر بـن مح ّمد أكمل :إنّـي ل ّما تنبهت
مح ّمـد وآلـه الطاهريـن وبعـد فيقول ّ
بفكـري الفاتـر علـى تحقيقـات فـي الرجـال ،وعثـرت بتتبّعـي القاصـر علـى إفـادات من
العلمـاء العظـام واألقوال.<..
آخـر النسـخة> :يقولـون بإمامة يزيع بعد أبـي الخطاب تعالـى ،وإ ّن ّ
كل مؤمن يُوحى
إليـه ،وإ ّن اإلنسـان إذا بلـغ الكمـال ال يُقـال لـه مـات؛ بـل ُرفـع إلـى الملكـوت ،وادعـوا
معاينـة أمواتهـم بكرة وعشـ ًّيا<.
وحـواش ،عليهـا تملّك في
ٍ نسـخة كُتبـت فـي القـرن الثالـث عشـر ،عليهـا تصحيحات
[األحسـائي](((.
ّ شـهر رجـب 1246هــ ،وتملّك السـيّد مح ّمـد ابن السـيّد خليفة
األضحـى 10ذي الحجـة سـنة 1064هــ ،خزائنيّـة ،أ ّولهـا لوحـة فنيّـة ،مجدولـة بخطّيـن:
أزرق ،وأحمـر ،عليهـا بالغـات المقابلـة ،عليهـا كلمـات نسـخ البـدل ،العناويـن ورؤوس
المطالـب كُ ِتبـت بالمـداد األحمـر ،عليهـا شـرح غريـب اللغة مـع ذكـر المصدر(األولى)،
10ذي الح ّجـة سـنة 1064هـ ،مجدولـة بخطيـن :أزرق ،وأحمر ،عليها ّ يـوم عيـد األضحـى
بالغـات المقابلـة ،العناويـن ورؤوس المطالـب كُ ِتبـت بالمـداد األحمـر (الثانيـة) ،عليهـا
علـي بـن مح ّمـد العريـض بتاريـخ 7صفـر سـنة 1233هــ ،والتملّـك كتبـه تملّـك الشـيخ ّ
علي)،
البيضوي نقشـه( :نفس مح ّمدّ :
ّ [اإلحسـائي] وختمه
ّ علي
السـ ّيد خليفة ابن السـ ّيد ّ
[اإلحسـائي] بتاريـخ سـنة 1248هــ،
ّ الموسـوي
ّ علـي
وتملّـك السـ ّيد خليفـة ابـن السـ ّيد ّ
الحسـيني
ّ القزوينـي بتاريـخ سـنة 1268هــ ،وتملّك مح ّمد سـعيد
ّ وتملّـك مح ّمـد خليـل
الحسـيني< ،وتملّك الشـيخ مح ّمد بن ّ
علي ّ البيضوي نقشـه> :عبده مح ّمد سـعيد
ّ وختمه
انـي ،وتملّـك السـ ّيد هاشـم ابن السـ ّيد جعفـر آل بحـر العلوم
النعيمـي البحر ّ
ّ بـن حيـدر
الطباطبائـي بتاريـخ 2شـهر ربيـع اآلخـر سـنة 1371هــ ،عليها ختـم وقف ّية مكتبة السـ ّيد
ّ
هاشـم ابـن السـيّد جعفـر آل بحـر العلـوم المثلّث .
(((
((( ينظر فهرس مخطوطات مكتبة آية الله الس ّيد جعفر وولده العالمة الس ّيد هاشم آل بحر العلوم:
.121 /1
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 528
أ ّول النسخة> :الحمد لله الذي يعلم الس ّر وأخفى والكريم الذي وعد فوفّى.<..
فـرغ منهـا فـي ١٥جمـادي الثانـي سـنة ١١٨٠هـ ،ونسـخة أخـرى مسـتقلة كتابتها ٣
األحسـائي(((.
ّ رجـب ١٢٣٤هــ ،كانـت في مكتبـة السـ ّيد خليفة
أجـاب فيهـا علـى عـد ٍد من األسـئلة الفقهيّة التي كانت تـرد إليه ،د ّونها بنفسـه وفرغ
األحسـائي(((.
ّ منها في سـنة ١٢٠٥هـ ،والنسـخة في كتب السـيّد خليفة
فشـكرتُ سـعيه ،شـكر الله سـعيه ،وحمدتُ فهمه ونهيه؛ حيث جرى فيه على المراد،
جعلـه اللـه لـه من أفضل الـزاد ليوم المعاد ،إنّه على ّ
كل شـيء قدير وباإلجابة جدير.
وكتـب بيـده أبـوه الداعـي له بإصلاح األحـوال وبلوغ اآلمـال ،العبد المسـكين أحمد
بـن زيـن الدين ،حامـ ًدا مصلّ ًيا مسـتغف ًرا<.
استداللي)
ّ (فقه 33-جواهر الكالم في شرح شرائع اإلسالم :
النجفي (ت 1266هـ).
ّ الجواهري ،الشيخ مح ّمد حسن
ّ
ّـي ،ض ّمنـه الكثيـر
موسـع علـى كتاب(شـرائع اإلسلام) للمحقّـق الحل ّ اسـتداللي ّ
ّ فقـد
مـن فتـاوى الفقهـاء ،وناقشـها وأخـذ فيهـا بالر ّد والقبـول ،ويُعـ ّد الكتاب من أهـ ّم الكتب
االسـتدالل ّية التـي يعتمدهـا العلماء.
أ ّول النسـخة> :بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم ،الحمـد لله الذي ختم الشـرائع بأسـمحها
طريقـة ،وأوضحهـا حقيقـة ،وأظهرها برهانًـا ...،وبعد فيقول العبد القاصـر العاثر (مح ّمد
حسـن بـن المرحـوم الشـيخ باقر) أحسـن الله إليهمـا وأذاقهما حلاوة نشـأتيهما :إنّي قد
رأيـت (كتـاب الشـرائع) مـن مص ّنفات اإلمـام المحقّق المدقـق (نجم الملـة والدين).<..
وإل هي خطـأ ،وإن كان هو غيرآخـر النسـخة> :فإن سـاوى التركة فالقسـمة صـواب ّ
رب العالمين وصلى اللـه على مح ّمد
قطعـي؛ الحتمـال الغلـط فـي التفصيل.والحمد للـه ّ
وآلـه الطيبيـن الطاهرين سـادات األمم وأوليـاء النعم<.
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]180/4 :
ّ [التراث
انـي فـي مكتبـة السـ ّيد خليفة ابن السـ ّيد
كتـاب رآه الشـيخ الطهر ّ
مجلّـد الصلاة مـن ٍ
(((
األحسـائي.
ّ الموسـوي
ّ علي
ّ
الكتـاب عبـارة عـن جـز ٍء مـن كتاب(ذخيـرة المعـاد فـي شـرح اإلرشـاد) للمحقّـق
الحج
ّـي(ت 726هــ)؛ وهـو كتـاب ّ السـبزواري ،فـي شـرحه علـى كتـاب ّ
للعلمـة الحل ّ ّ
اسـتداللي كبيـر على الكتـب الفقه ّيـة؛ كالطهارة ،والصلاة ،والصوم،
ّ منـه ،وهو شـرح
والحج .
ّ
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]118/6 :
ّ [التراث
(الحج)
ّ الرضوي بخطّه لنفسـه تمـام كتاب
ّ نَسـ َخ إبراهيـم نائـب الصدارة في المشـهد
للسـبزواري ،وفـرغ مـن الكتابة في يـوم الجمعة 19صفر سـنة 1146هـ،
ّ مـن (الذخيـرة)
الحـج ،وكتب على ظهرهـا صورة إجـازة المير مح ّمد حسـين
ّ في(بنـدر فخـا) راج ًعـا مـن
لـه ،وت ّمـم مـا نقـص من الطرق فـي تلك اإلجازة ع ّمـا كتبه المير مح ّمد حسـين في بعض
األحسـائي(((.
ّ رسـائله األُخر ،وهذه النسـخة كانت في مكتبة السـ ّيد خليفة
الفالحي.
ّ ((( ز ّودنا بهذه المعلومة الباحث الشيخ ع ّمار جمعة
((( نسخة نفيسة ز ّودنا بها مشكو ًرا سماحة العلّمة الشيخ أمير ابن الشيخ شريف ابن اإلمام الشيخ
مح ّمد حسين آل كاشف الغطاء.
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 536
ّ
المشـاق فيه؛ مـن قلّة النسـخة وال ّناسـخ وما سـبحانه اسـتكتابه بعـد هـنٍ وهـن لتح ّمـل
يستنسـخ به.
وعليهـا قيد آخر باسـم السـيّد خليفة؛ كتـب نيابته عنه في حياتهّ ،
نصه> :ملك سـيّدنا
علي حرسـه الله تعالى<.
السـ ّيد خليفة ابن المرحوم السـ ّيد ّ
نصه:
يوجـد عليهـا قيـد تملّك كتبه السـ ّيد مح ّمـد ابن السـ ّيد خليفة نيابة عن والـده؛ ّ
>بسـم اللـه والحمـد للـه ،يملكـه ولله ملـك السـماوات واألرض موالي ومعتمـدي وركني
علي ابـن السـيّد أحمد ابن السـيّد أحمد
والـدي السـيّد السـند السـيّد خليفـة ابن السـيّد ّ
حمـاه الله من شـر األشـرار ،وكيـد الف ّجار ،وطوارق الليـل والنهار .وكتـب مملوكه الجاني
وولـده الفانـي مح ّمد عفـا الله عنه بم ّنـه وجوده<.
علي).
وختمه مربع نقشه( :مح ّمد بن خليفة بن ّ
ث ّم وقفية باسم الس ّيد خليفة ،كُتبت بعد وفاته ّ
نصها:
رب العالمين ،وصلـى الله علـى خيرته من
>بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم .الحمـد للـه ّ
خلقـه مح ّم ٍد وآلـه الطاهرين.
أ ّمـا بعـد ،فقـد أوقـف المرحـوم المبـرور السـ ّيد خليفـة هـذا المجلّد مع بقيـة أجزاء
العبـادات مـن هـذا الكتـاب ،وقفًـا مؤبّ ًدا مخلّ ًدا إلـى أن يرث الله األرض ومـن عليها على
كافّـة علمـاء اإلماميّـة االثنـي عشـريّة حفظهـم اللـه تعالـى ،المراعيـن الحافظيـن له عن
التلـف واالضمحلال ،علـى أن يعوضوه على متولّيـه ،ومن يقوم مقامه فـي ّ
كل جمع ٍة أو
جمعتيـن إلى شـهر؛ قربـ ًة إلى اللـه تعالى ،وطل ًبـا لمرضاته.
وقـد جعـل الوالية له لولده السـ ّيد مح ّمد ،ولمـن يقوم مقامه ،وبعدهـم فإلى العالِم
والمشـتغل بطلـب العلـم الموثـوق بـه ،فمن ب ّدلـه بعدما سـمعه فإنّما إثمه علـى الذين
537 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
يُب ّدلونـه إ ّن اللـه سـمي ٌع عليـم ،ولعن الله المغيِّريـن والمب ِّدلين إلـى يوم الدين.
وكتـب راجـي الدعـاء مـن إخوانـه المتولِّي له مح ّمـد غفر الله لـه ولوالديـه وإلخوانه
المؤمنيـن فـي شـهر ذي القعـدة الحـرام سـنة ،1273وصلـى اللـه على خيرته مـن خلقه
مح ّم ٍـد وعترتـه الطيبيـن الطاهرين<.
األقل مدن بن خنفر<.
وقيد استعارة تحته مباشرة>وقد استعرته منه وأنا ّ
ائري
كمـا يوجـد علـى الصفحة األولى قيـد تملّك >مح ّمد الجواد آل الشـيخ أحمد الجز ّ
سنة .<1372
استداللي)
ّ (فقه 40-حديقة المؤمنين وهادي المسلمين :
الطباطبائي (1231 -1161هـ).
ّ الحائري ،السيّد ّ
علي ّ
الحائـري ،مؤلّف
ّ الطباطبائي
ّ اسـم للشـرح الصغيـر للـ(مختصـر النافع) ،للسـيّد ّ
علـي
الشـرح الكبيـر الموسـوم بـ (رياض المسـائل).
رب العالميـن ،وصلـى اللـه علـى خيـر خلقـه مح ّمـد وآله أ ّول النسـخة> :الحمـد للـه ّ
الطاهريـن ،كتـاب الطهـارة وأركانـه أربعـة ،األول فـي الميـاه وال َّنظـر فـي المطلق<.
فـرغ منـه المؤلّـف سـنة 1200هــ ،تملّكـه السـ ّيد خليفة ،وأضـاف إليـه بخطّه بعض
الطباطبائـي ،وتاريخ كتابتـه 1218هـ(((.
ّ أجوبـة المسـائل للسـ ّيد
آخـر النسـخة> :هـذا آخـر مـا أردت إيـراده فـي هـذه الرسـالة المعـرى مـن االطناب
واالطالـة ،والحمـد للـه علـى كل حـال<.
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]139/5 :
ّ [التراث
األحسائي(((.
ّ اني في ضمن ِخزانة كتب السيّد خليفة
ذكره الشيخ الطهر ّ
ويُعـرف الكتـاب بـ(فصل الخطاب) ،أو (الحكمة العلويّة) ،رأى الشـيخ الطهر ّ
اني عدة
األحسـائي ،وهو ما يقرب من 1000بيت(((.
ّ الموسـوي
ّ نسـخ منه في ِخزانة السـ ّيد خليفة
[الذريعة]229/16 :
سـرد أسـماء الـرواة مـع شـي ٍء مـن تراجمهـم على ترتيـب الحـروف أل ّول األسـماء في
قسـمين :ال ُموث َّقيـن ال ُمعت َمـد عليهـم ،وغيـر ال ُموث ّقيـن الذيـن ال يُعت َمـد علـى نقلهم.
أ ّول النسـخة> :الحمد لله مرشـد عباده إلى سـبيل السـداد ،وهاديهم إلى طريق النفع
في المعاش والمعاد.<..
آخـر النسـخة> :قـد اقتصـرت مـن الروايـات إلى هـؤالء المشـايخ بما ذكـرت ،والباقي
مـن الروايـات إلـى هـؤالء المشـايخ وإلـى غيرهم مذكور فـي كتابنـا الكبير<.
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]287/5 :
ّ [التراث
األحسائي(((.
ّ كانت في ضمن تملّكات خزانة السيّد خليفة
فـي بيـان األصـول الدينيّـة وجملـ ٍة مـن العقائـد علـى طريقـة الفالسـفة وأهـل النظر
وأهـل الكشـف والشـهود ،الرسـالة مختصـرة فـي ثمانيـة أنمـاط ،وتـ ّم تأليفها في عشـرة
جمـادى اآلخـرة سـنة 1101هـ.
االجتهاديّـة فـي المسـائل ،ويتتبّع الشـارح آراء الماتن في سـائر كتبـه كثي ًرا.
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]230/6 :
ّ [التراث
التسـتري
ّ وقد قام بنسـخها الشـيخ مجد الدين بن أفضل الدين ابن المولى فيض الله
سـنة 1111هـ ،وقد اشـترى السـ ّيد خليفة هـذا المجلّد من الروضة وكتـب عليه ما لفظه:
علي >بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم ،قـد دخـل فـي نوبـة ّ
األقل الجانـي خليفـة ابن السـيّد ّ
األحسـائي20 ،ربيع األول .(((<1229
ّ الموسوي
ّ
علي
((( من قناة -على التلغرام -التراث والتحقيق بين يديك للمحقّق والمفهرس الكبير األستاذ أحمد ّ
النجفي.
ّ مجيد الحل ّّي
نساخي الكتب في األحساء.63 : ((( ينظر من ّ
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 546
المصري (ت 761هــ).
ّ
أ ّول النسخة> :بسم اللّه ال ّرحمن الرحيم أ ّما بعد ،حم ًدا على إفضاله.
الظـرف األول متعلـق عنـد بعـض إ ّمـا بفعـل الشـرط المحـذوف ،أي :مهمـا يكـن من
شـيء بعـد حمـد اللّه تعالى ،أو بأ ّما لنيابتها عن فعل الشـرط ،وعنـد بعض بالفعل الواقع
بعـد الفـاء في الصلـة أو الصفة<.
آخـر النسـخة> :وعلـى آلـه وأصحابه الذين شـادوا لنا قواعد اإلسلام ،وم ّهـدوا الدين،
صل وسـلّم رب العالميـن ،الله ّم ّ
وأن يسـلّم تسـليما كثيـ ًرا إلـى يـوم الديـن ،والحمـد للّـه ّ
وبـارك علـى حبيبنـا مح ّمـد عـدد الرمل والدقيـق ،وعدد الموج الدفيق ،وسـلّم تسـلي ًما<.
األحسائي سنة 1259هـ(((.
ّ ملكها السيّد باقر ابن السيّد خليفة
المحصليـن من األنـام ،وأن يجعله ّ آخـر النسـخة> :وأسـأل اللـه أن ينفعنـي به وسـائر
رب العالميـن والصالة والسلام على نبيّه ذخـ ًرا ليـوم القيـام ،إنّـه ولي ذلـك ...الحمد للـه ّ
مح ّمـد صلـى اللـه عليـه وآله وأهـل بيته الط ّيبيـن الطاهرين وسـلّم تسـلي ًما كثي ًرا<.
الفسـوي ،يـوم السـبت 28شـ ّوال (ق 11هـ)، ّ نسـتعليق ،مح ّمـد رضـا بـن ّ
علـي بيـك
ٍ
حـواش عليهـا كلمـات نُسـخ البـدل ،كلمتـا (قال-أقـول) كُ ِتبـت بالمـداد األحمـر ،عليهـا
الموسـوي) ،و(خ ل ع) ،و(جواد) ،عليها نقـوالت توضيح ّية من ّ بإمضـاء (منـه) ،و(خليفـة
ونص عبارته: بعض الجذاذات ،عليهـا تملّك ّ الكُتـب مـع ذكـر المصدر ،أُلحقت بالحواشـي ُ
(عمـدة السـادة الكـرام وصفـوة العلمـاء األعالم السـ ّيد السـعيد السـ ّيد مح ّمد ابن السـ ّيد
الحسـيني الصنديـد ـ أصلح الله أعمالـه بمح ّم ٍد وآله ـ
ّ العلمة السـيّد إبراهيم
شـرف ابـن ّ
وذلـك فـي اليوم التاسـع عشـر من شـهر ذي القعدة الحرام سـنة 1178من الهجـرة .وكتبه
علي بـن أحمد بن أفقـر الـورى حسـين بـن مح ّمد بـن يحيى) ،وتملّك السـ ّيد خليفـة بن ّ
البيضوي نقشـه:
ّ األحسـائي بتاريـخ ذي القعـدة سـنة 1229هــ وختمه
ّ الموسـوي
ّ مح ّمـد
علـي أحمـد ،)1206 ،وتملّـك السـيّد هاشـم ابـن السـيّد جعفـر آل بحـر العلـوم (خليفـة ّ
الطباطبائي بالشـراء من المزاد العلني يوم 25شـهر ربيع األ ّول سـنة 1371هـ ،عليها ختمّ
وقف ّيـة مكتبة السـ ّيد هاشـم ابن السـ ّيد جعفـر آل بحر العلـوم المثلّث .
(((
((( ينظر فهرس مخطوطات مكتبة آية الله الس ّيد جعفر وولده العلّمة الس ّيد هاشم آل بحر العلوم:
.243 /1
551 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
آخـر النسـخة> :قولـه :وإلـى وعلى ،وذلـك لقولهم :إليـك وعليك ،وأ ّما حتـى فللحمل
علـى (إلى) ،واللـه تعالى أعلـم بالصواب<.
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]293/7 :
ّ [التراث
تاريخ كتابتها سنة 1195هـ ،وهي ضمن خزانة السيّد خليفة األحسائي(((.
آخـر النسـخة> :وإنّمـا لـم أذكر ِفـي الْ ُمقد َمة أَ ّن تَ ْميِيـز كم االسـتفهامية وتمييز األ َحد
وب ألنّني قـد ذكرته ِفي بَـاب التَّ ْميِيز ،فَل َذلِك
التسـعين َو َما بَينه َمـا َم ْن ُص ٌ
عشـر والتسـعة َو ْ
اختصـرت إعادته ِفـي َهذَا الموضع مـن ال ُمق ّد َمة<.
آخـر النسـخة> :ولنكتـف بهـذا القدر مـن مباحـث الموضوع واألعـراض الذاتيـة؛ فإ ّن
االسـتقصاء فيهـا م ّمـا ال يليق بهـذا الكتاب<.
الجرجانـي(((.
ّ السـيّد شـريف
األحسائي(((.
ّ علي
وهو في ضمن كتب السيّد خليفة ابن السيّد ّ
أ ّول النسـخة> :بسـم اللـه الرحمـن الرحيم .الحمـد لله جزيل النعمـاء واآلالء ،وجميل
األفضـال والعطـاء ،وحسـن البالء ،وجليل العظمة والكبرياء ،وصلّـى الله على مح ّمد وآله
خصهـم بالعصمة والوالء ،وج ّملهـم بأكمل الثناء.<..
النبلاء الذين ّ
فيـه األحاديـث المرويّـة عـن اإلمام الرضـا ،وما أُثر عنـه من الروايـات واألحاديث
فـي مائـة وتسـع وثالثيـن بابًـا ،واألحاديث كلّها مسـ َندة ،ألّفـه الصدوق لخزانـة الصاحب
بـن عبّاد.
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]181/9 :
ّ [التراث
الكشـميري ،فـرغ منه في الثالثـاء 13رجب سـنة 1073هـ ،وهو
ّ كتبـه بقلمـه حبيب
الموسـوي(((.
ّ من مقتنيات السـيّد خليفة
أ ّول النسـخة> :الحمـد للـه علـى سـوابغ اإلنعـام وتـرادف األقسـام ،كمـا أشـكره على
جميـل اإلكـرام والهدايـة إلـى اإلسلام ،حمـ ًدا يبلغنـا أعلـى دار السلام.<..
األحسائي(((.
ّ على النسخة تملّك السيّد خليفة
أ ّول النسخة> :الحمد لله الذي ن ّور قلوب العارفين بأنوار عرفانه و كماله<..
مرتّـب علـى مق ّدمـ ٍة و ثالثـة أبـواب ،في المق ّدمـة أربع فوائـد -1 :فـي التراجيح بين
األخبـار -2فـي الحقيقـة الشـرعيّة -3فـي اإلجماع -4فـي لزوم اإلخالص فـي األعمال .لم
يبـرز من األبواب شـيء.
األحسائي(((.
ّ علي
وتوجد هذه النسخة في خزانة الس ّيد خليفة ابن الس ّيد ّ
األحسائي(((.
ّ الموسوي
ّ علي
تملّك النسخة السيّد خليفة ابن السيّد ّ
أ ّول النسـخة> :نحمـدك يـا مـن أوضح لنـا مناهج الوصول إلـى قواعد األصولّ ،
ويسـر
لنا مسـالك الحصـول علـى إدراك المأمول.<..
آخـر النسـخة> :ووسـيلة إلـى الفـوز بالحصـول علـى إحسـانك ،إنّـك أنـت الكريم ذو
الطـول العظيم<.
األحسائي سنة1252هـ(((.
ّ علي القاري
عليه تملّك الس ّيد خليفة ابن الس ّيد ّ
آخـر النسـخة> :وأقـال بهـا الـزلّ ت والعثـرات ،ونفعنا بها وجميـع المؤمنيـن ،إنّه ّ
ولي
الخيـرات ،وغافـر الخطيئـات ،وصلـى الله على مح ّمـد وأهل بيتـه الطاهرين<.
بعـض آراء السـيّد الميرداماد في رسـالته الرضاعيّة ،إضافة إلى مسـائل فـي أحكام الرضاع
أضافهـا إليهـا ،وهي فـي مق ّدم ٍة وثالثـة أبواب.
أ ّول النسـخة> :نحمـدك يـا من وفّقنـا لالرتضاع من لبان العلوم بما اشـتدت عليه قوى
النفوس منا ورتّب عليه الجسـوم.<..
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]305/10 :
ّ [التراث
األحسائي(((.
ّ على النسخة تملّك الس ّيد خليفة
اسـتداللي كبير في ع ّدة مجلدات ،مع نقل آراء الكثير من الفقهاء ومناقشـتها ،ورد
ّ فقه
مختصات المعصوم. ّ فـي بعض النسـخ أنّه لم يكتب باب الحـدود والديات؛ ألنّه من
توجـد منـه نسـخة بخـ ّط يـد المص ّنـف ،تا ّمة إلى آخـر الديات عنـد الحاج سـ ّيد نصر
األخـوي فـي طهران ،ونسـخة إلـى آخر الميراث اشـتراها السـيّد خليفة بـن ّ
علي بن ّ اللـه
األحسـائي في سـنة ١٢٤٧هـ(((.
ّ الموسـوي
ّ أحمد
((( الذريعة.53/18 :
((( ينظر الذريعة.99/18 :
561 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
((( ينظر فهرس مخطوطات مكتبة آية الله السيّد جعفر وولده العلّمة السيّد هاشم آل بحر العلوم:
.432/1
((( ينظر الذريعة.93/20 :
563 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
أ ّول النسـخة> :الحمـد للـه الذي أوضـح لعباده دالئـل معرفته ،وأنهج سـبيل هدايته،
وأناب عـن طريق توحيـده وحكمته.<..
آخـر النسـخة> :ومـن قـال ضمانهـا عليـه صـار فـي ذ ّمتـه قيمتهـا ولـه في ذ ّمـة مانع
ال َّديـن ،فـإن كان الجنـس واحـ ًدا كان ِق ً
صاصـا<.
العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة]37/11 :
ّ [التراث
القزوينـي
ّ اإلسـترآبادي األصـل،
ّ المجلّـد الثالـث منـه ،بخـ ّط ّ
علـي ابـن الميـر أحمـد
المسـكن ،وقـد فـرغ منـه فـي سـلخ ذي الحجـة سـنة 1037هـ(((،عليهـا تملّـك السـ ّيد
األحسـائي ،وتاريخ تملّكه على المخطوط يعود إلى سـنة
ّ علي القاري
خليفـة ابـن السـ ّيد ّ
1256هـ(((.
البروجردي2 :
ّ الموسوي
ّ ((( ينظر فهرس مخطوطات مكتبة العتبة الع ّباس ّية المق ّدسة :الس ّيد حسن
.33 /
((( ينظر الذريعة.114/20 :
((( ينظر الذريعة.118/20 :
اني(1182 -1112هـ) ،في ضمن مجموعة بخ ّط الس ّيد ازي البحر ّ((( للشيخ مح ّمد بن أحمد الدر ّ
الموسوي ،تاريخ كتابتها سنة 1221هـ(..ينظر الذريعة)245 /23 :
ّ خليفة
565 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
(((
4ـ وجوب االحتياط بركع ٍة أو ركعتين.
5ـ صيام من أصبح ُجنبًا.
(((
6ـ شرح حديث زرارة في صالة الجماعة.
(((
7ـ من ّجزات المريض.
(((
8ـ إقرار بعض الورثة ب َدين الم ِّيت.
(((
9ـ ثبوت اليمين على الم َّدعي على الميِّت.
(((
١0ـ الطالق ثالث ًا في مجلس واحد.
يحل نكاحها.
١1ـ ما يترتّب على ّمن ال ّ
١2ـ حكم المفقودين.
١3ـ االستيجار لرثاء سيّد الشهداء الحسين (ع).
وهـي كانـت فـي مكتبـة السـ ّيد خليفـة ،وقـد بيعـت فـي الهـرج فـي المحـ ّرم سـنة
اني(1182 -1112هـ) ،تاريخ كتابتها سنة 1221هـ ،في ازي البحر ّ ((( للشيخ مح ّمد بن أحمد الدر ّ
مكتبة الس ّيد خليفة(.ينظر الذريعة)29/25 :
اني(1182 -1112هـ) ،في ضمن مجموعة من نسخ السيّد ازي البحر ّ ((( للشيخ مح ّمد بن أحمد الدر ّ
الموسوي ،تاريخ كتابتها سنة 1221هـ(.ينظر الذريعة)199 /13 :ّ خليفة
اني(1182 -1112هـ) ،نسخها الس ّيد خليفة بتاريخ 1221هـ. ازي البحر ّ ((( للشيخ مح ّمد بن أحمد الدر ّ
(ينظر الذريعة)18 /23 :
اني(1182 -1112هـ) ،في ضمن مجموعة تتألف من أربع ازي البحر ّ ((( للشيخ مح ّمد بن أحمد الدر ّ
عشرة رسالة ،نسخها الس ّيد خليفة سنة 1221هـ في النجف األشرف(.ينظر الذريعة)101 /11 :
اني(1182 -1112هـ) ،نسخها السيّد خليفة(.ينظر الذريعة: ازي البحر ّ ((( للشيخ مح ّمد بن أحمد الدر ّ
)117/20
اني(1182 -1112هـ) ،نسخها الس ّيد خليفة ،وقد فرغ منها ازي البحر ّ ((( للشيخ مح ّمد بن أحمد الدر ّ
في الخامس من ذي القعدة سنة 1127هـ(.ينظر الذريعة)117/20 :
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 566
96-مجموعة(((:
وال ُّنسخ التي تتألّف منها المجموعة هي:
أ ّول النسـخة« :الحمـد للـه الذي اشـتق نـور الوجود من ظلـم العدم[ ...أ ّمـا بعد] فإنّه
العلمـة شـر ًحا بها
كان يختلـج فـي خاطـري برهـة مـن الزمـان السـابق أن أشـرح قواعـد ّ
الئقًـا ،ولنظـم عباراتهـا موافقًـا ،فمنعتني صـروف الحدثان عـن الخوض بذلـك ،حتّى َم ّن
المحصلين
ِّ علي بالرجوع من خراسـان ،وسـألني ذلك بعض األعيان مـن أكابر
اللـه تعالـى ّ
مـن اإلخوان.»..
آخـر النسـخة« :بخرصهـا تمر األرطاب ونحوه ،م ّما يدخل فـي حكم المزابنة في أقوى
الوجهيـن ،وافـق الخرص الواقع أو خالفه ً
عمل باإلطالق».
خمـس وأربعـون فائـد ًة اسـتدالل ّية لبعـض األبحـاث المه ّمة فـي علم األصـول ،كُتبت
الحـاج ميـرزا محمـود فـي (المواهـب السـن ّية) :الظاهـر أنّـه منتظـم عن
ّ متف ّرقـة ،وقـال
الملتقطـات بيـن يديـه نظيـر (المصابيح).
أ ّول النسـخة« :فائـدة :قـد جـرت عـادة األصول ّيين بتعريـف أصول الفقه بـكال معنييه
والعلمي والوجـه ظاهر.»..
ّ اإلضافـي
ّ
آخـر النسـخة« :تقليـ ًدا بل اجتها ًدا؛ لوجود السـبب المؤ ّدي إليه ،وهـو العلم بكون ما
تض ّمنه هـو عين كالم الح ّجة».
حاشـية مختصرة على كتاب (معالم الدين ومالذ المجتهدين) للشـيخ حسـن بن زين
الديـن الشـهيد الثانـي (ت1101هــ) ،الذي هـو مق ّدمة في أصـول الفقه ،كتبهـا بالتماس
ولـده اآلقـا عبـد الحسـين ،وبحسـب صاحـب الذريعـة :إنّهـا آخـر حواشـي الوحيـد على
المعالـم البالغة عشـرين حاشـيةً ،بـل يُقال :إنّها آخـر تصانيف الوحيد أيضً ا ،إذ المشـهور
بيـن المشـايخ أ ّن لـه حواشـي كثيرة علـى المعالـم ،وحكى الميـرزا مح ّمـد الطهر ّ
اني عن
الكرهـرودي (ت1314هــ) أنّـه كان يقـول( :إ ّن تدريـس األسـتاذ
ّ المولـى مح ّمـد حسـين
الوحيـد كان فـي (المعالـم) ،حتّـى د ّرس (المعالـم) عشـرين مـ ّرة ،وكان يكتـب فـي ّ
كل
رأيـت في بلدة بروجرد من تلك الحواشـي تسـع عشـرة مـ ّرة حاشـي ًة جديـدة عليـه ،وقـد ُ
حاشي ًة ).
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 568
اسـتداللي في ح ّج ّية االسـتصحاب وذكر أقسامه ،ومناقشـة آراء األصول ّيين في الح ّج ّية
ّ
وعدمها.
العربي
ّ [كشـف الحجب واألسـتار 234 :الرقم ،1224الذريعة 24/2 :الرقم ،83التراث
المخطـوط في مكتبات إيران العا ّمة]557/1 :
رب العالميـن ...مسـألة :االسـتصحاب عبـارة عـن الحكـم
أ ّول النسـخة« :والحمـد للـه ِّ
يقينـي الحصـول.»..
ّ باسـتمرار أمـ ٍر كان
آخـر النسـخة« :مـن جهـة مصادفـة ما هـو أقوى منـه وأضعـف ،وال بـ ّد للمجتهد من
مالحظـة ذلـك ،واللـه تعالـى هو العالـم بحقائـق أحكامه».
األحسـائي ،كتبهـا لنفسـه فـي سـنة
ّ الموسـوي
ّ الناسـخ السـيّد مح ّمـد بـن خليفـة
1243هــ ،وكتـب تملّكـه علـى المجموعـة ،ويظهـر مـن تملّكـه أنّـه مـن تالميـذه ،أُعل َم
المتـن بخـ ٍّط أحمـر فوقـه (األولـى) ،محسـن بن إسـماعيل (ظاهـ ًرا) ،عليها كلمات نسـخ
البـدل ،المطالـب المه ّمـة عليهـا خ ّط أسـود ،جـاء في آخرهـا« :هذا آخر ما اسـتُخرج من
كالم فخـر المحقّقيـن ،وملاذ المجتهديـن فـي المـكارم ،والمجـد والفخر والبهـاء المؤيّد
569 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
الطباطبائي
ّ مـن عنـد اللـه سـيّدنا وموالنـا ومقتدانـا السـيّد السـند السـيّد مح ّمـد مهـدي
طاب[كـذا] اللـه ثـراه وجعـل الج ّنـة مسـكنه ومـأواه ،وأكثـر هـذه الفوائـد اسـتُخرج من
تطويلا» ،فـي آخرهـا أرجوزة السـ ّيد
ً مسـ ّوداته (ره) بعـد وفاتـه ،ولـذا تـرى فـي بعضهـا
يصـح عـن الجماعة ،عليهـا تملّـك السـيّد مح ّمد بن
مهـدي بحـر العلـوم فـي تصحيـح ما ّ
األحسـائي ،وقد اسـتعارها من الشـيخ مح ّمد (كذا)(الثانية) ،محسن بن
ّ الموسـوي
ّ خليفة
إسـماعيل (ظاه ًرا) ،ق ( 13الثالثة) ،محسـن بن إسـماعيل ،سـلخ شـهر ذي القعدة سـنة
1233هــ ،المطالب المه ّمة عليها خ ّط أسـود (الرابعة) ،فـي أ ّولها فهرس المجموعة بخ ّط
المحقّـق السـ ّيد مح ّمـد مهدي الخرسـان.
الماحوزي:
ّ 97-مجموعة رسائل
المقابي ،الشيخ مح ّمد بن سعيد(القرن الثاني عشر).
ّ
كتبهـا بيـن عامـي ١١٤٣ـ ١١٤٥هـ ،وذكر فـي أواخرها> :هذا آخر خطنا لولدنا السـار
البـار السـالك سـلوك األخيار األبرار السـ ّيد األمجد األوحد السـ ّيد مح ّمـد< ،وهي موجودة
فـي كتب السـ ّيد خليفة ،وصارت عند الشـيخ جـواد الجز ّ
ائري(((.
98-مجموعة رسائل:
وتتألّف هذه المجموعة من ست رسائل وهي كما يأتي:
نسـبه البعـض إلـى الشـيخ مهـذّب الدين الحسـين بـن مح ّمد بـن عبد الله ،وليسـت
النسـبة صحيحة.
عـ ّدد فـي أول الكتـاب طُرقـه إلـى المشـايخ ،وذكر فـي آخـر ٍّ
كل من القسـمين فوائد
رجال ّيـة قصيرة.
أ ّول النسـخة> :الحمـد للـه الـذي وفّقنـي للتخلـي عـن الحـركات الدنيويّـة ،والنظـر
فـي المه ّمـات األخرويّـة ،وصرفـت عزمـي عن الوجـه الذي انقضـى عليه أكثـر العمر من
اإلعـراض.<..
آخـر النسـخة> :أبـو نجـوان ،بالجيم بعـد النون والـواو ،وقيل بالراء (كش) ذم بشـرب
النبيذ..أبـو هـارون المكفـوف قـر (كـش) طعـن فيـه طع ًنـا عظي ًمـا ..أبو يعقـوب المقرئ
(كـش) زيدي<.
اقتصـر فيـه علـى ذكر المص ّنفين نفسـهم وسـائر خصوصياتهم ،مرت ّبيـن على الحروف
األنماطي.
ّ فـي األسـماء واأللقـاب والكنـى ،أ ّول ترجمة إبراهيم بن صالـح
أ ّول النسـخة> :تلخيـص كتـاب (فهرسـت المص ّنفيـن) تأليـف الشـيخ نجـم الديـن أبي
كوفي،
األنماطـيّ ،
ّ القاسـم جعفـر بـن الحسـن بن سـعيد رحمـه اللـه .إبراهيم بن صالـح
يُكنـى أبـا إسـحق ،ثقة ،ذكـر أصحابنـا أ ّن كتبـه انقرضت.<..
ازي ،وكان يقـول باإلرجاء ،والبن
>..البغـدادي ومخالفها أبو الط ِّيـب الر ّ
ّ آخـر النسـخة:
عبـدك كتـب كثيرة .والحمـد لله وحده<.
آخـر النسـخة> :يراوحـون بيـن أقدامهـم وجباههـم ،يناجـون ربهـم ويسـألونه فـكاك
رقابهـم مـن النـارّ ،
وإل لقـد رأيتهـم علـى هـذا وهـم خائفـون متّفقون<.
مختصـر مـن كتـاب (عـ ّدة الداعي ونجاح السـاعي) للمؤلّف نفسـه ،ذكر فيـه ما الب ّد
مـن آداب الداعـي وكيفيـة الطلـب والدعـاء ،وهو فـي ثالثة أبـواب ،فيها أقسـام وفصول
كاآلتي:
آخـر النسـخة> :مـا يتأخـر عـن الدعـاء مـن اآلداب وهو خمسـة :معـاودة الدعـاء مع
اإلجابـة وعدمهـا ،وأن نختـم دعـاءه بالصلاة على مح ّمد وآله عليهم السلام ثـ ّم نقول :ما
شـاء اللـه ال قـوة ّإل باللـه ،وأن يكون بعد الدعـاء خي ًرا منه قبله ،وأن يمسـح بيده وجهه
وصـدره ،وليكـن هـذا آخر ما نورده فـي هذه النبذة ،ومن أراد االسـتقصاء في هذا الباب
فعليـه بكتـاب (عـ ّدة الداعي) فإنّه ك َْاسـمه .والحمـد لله وحده<.
ائـري ،سـنة 960هــ ،أردبيـل
الصيمـري الجز ّ
ّ رقعـة ،عبـد اللـه بـن ّ
علـي بـن سـيف
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 574
(المجموعـة) ،رؤوس المطالـب كُ ِتبـت بالمـداد األحمـر ،عليها بعض الحواشـي (األولى)،
بتاريـخ 20صفـر ،رؤوس المطالـب كُ ِتبـت بالمـداد األحمـر (الثانية) ،في ظهـر يوم 6من
تاريـخ شـهر ربيـع األ ّول ،عليهـا كلمات نُسـخ البـدل ،العناويـن ورؤوس المطالـب كُ ِتبت
بالمـداد األحمـر (الثالثـة) ،عليها بعض الحواشـي (الرابعة) ،الثالثـاء 27ربيع اآلخر ،عليها
بيضوي نقشـه
ّ بعـض الحواشـي ،فـي آخـر الرسـالة فائـدة فقهيّة (صلاة الحاجـة) ،وخت ٌم
غيـر واضـح (الخامسـة) ،عليهـا بعـض الحواشـي ،فـي آخـر الرسـالة فائـدة فـي (حديـث
دعلـب أو ذعلـب) ،وفوائـد متفرقة (الرسـالة السادسـة) ،عليهـا تملّك نـور الدين بن عبد
البيضوي نقشـه( :الواثـق بالله نور
ّ انـي بتاريـخ 19مح ّرم سـنة 1086هـ وختمه
اللـه البحر ّ
بيضوي نقشـه( :وكذلك مكناّ علي ،وختم
الديـن بـن عبد الله) ،وتملّك خليفة ابن السـيّد ّ
انـي ،وتملّك
النعمي البحر ّ
ّ ليوسـف فـي األرض ،)1065وتملّـك مح ّمد بـن ّ
علي بن حيـدر
علـي بـن مح ّمـد العريـض ،وختمه نقشـه غير واضـح ،وتملّك جمـال الدين نعمة الشـيخ ّ
انـي ،وتملّك
الموسـوي البحر ّ
ّ الكعبـي ،وتملّـك حسـن ابـن سـ ّيد ماجـد
ّ اللـه بـن يوسـف
الطباطبائي بتاريخ يوم الجمعة 3صفر سـنة 1371هـ ،عليها ختم
ّ هاشـم آل بحـر العلـوم
وقفيّـة مكتبـة السـيّد هاشـم ابن السـيّد جعفر آل بحـر العلـوم المثلّث(((.
((( ينظر فهرس مخطوطات مكتبة آية الله الس ّيد جعفر وولده العالمة الس ّيد هاشم آل بحر العلوم:
.343/1
575 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
جمـع فيـه المسـائل الخالف ّيـة بيـن علماء الشـيعة مع أدلّتهـا االجتهاديّة فـي مختلف
كل واحـدة منها ،والمسـائل المتّفقة بينهـم لم يذكرها،
العلمـة فـي ِّأبـواب الفقـه ،ورأي ّ
وإنّمـا يُحيلهـا إلى كتابه(منتهـى المطلب).
الحـق ومظهـره ،وقامـع الباطـل ومد ّمـره ،مم ّيـز
ّ محـق
أ ّول النسـخة> :الحمـد للـه ّ
اإلنسـان عـن غيـره مـن أنـواع الحيوانـات بقـوة العرفـان.<..
فقـد و ّجـه الشـيخ يوسـف بـن حاتـم ( )42مسـأل ًة فـي فـرو ٍع فقه ّيـة متف ّرقـة ُعرفت
ّـي في جوابهـا> :فإنّا مجيبون ع ّمـا تضمنته هذه بالمسـائل البغداديّـة؛ قـال المحقّـق الحل ّ
األوراق مـن المسـائل لداللتهـا علـى فضيلـة موردهـا ومعرفـة ُمم ّهدهـا؛ فهـو حقيـق أن
نحقّـق أملـه ،ونجيبـه إلـى مـا سـأله ،وباللـه التوفيـق وهي تشـتمل على 42مسـألة<.
األحسائي(((.
ّ كانت في مكتبة السيد خليفة
[الذريعة]239/ 20 :
شـرح كبيـر ممزوج على كتاب(شـرائع اإلسلام) للمحقّـق الحل ّّي ،قسـم العبادات منهٌ
تفصيل.
ً مختصر ،أ ّمـا المعامالت فأكثـر
أ ّول النسـخة> :الحمـد للـه الـذي أوضـح مسـالك األفهـام إلـى تنقيح شـرائع اإلسلام،
وشـرح صـدور مـن اختارهـم مـن األنـام بإيضاح مسـائل الحلال والحـرام.<..
وهـي بخـ ّط ناصـر بـن فضـل اللـه فـي 24شـهر رمضان سـنة 1044هــ ،وفـي آخرها
األجل
كتـب المص ّنـف بخطّـه إجـازة لتلميـذه بعد سـماعه الكتاب؛ وصفـه بقوله :شـيخنا ّ
الفاضل الكامل الشـيخ شـاهين .وتاريخ اإلجازة سـادس ذي الحجة سنة 1044هـ ،النسخ ُة
األحسـائي ،وصارت عنـد الشـيخ مح ّمد رضا
ّ فـي كتـب السـ ّيد مح ّمـد ابن السـ ّيد خليفـة
مظفّر (((.
فـي مجل ٍّـد كبيـر ،مـن أول بـاب العتق إلى آخـر باب اللقطة((( ،نسـخه السـيّد خليفة
األحسـائي ،ووقفه البنه السـ ّيد مح ّمد بن خليفة ومن بعده من ولده في سـنة 1230هـ،
ّ
وابنـه السـيّد مح ّمـد في هـذا التاريخ كان مـن الرجال البالغين إلى حـدود الثالثين .
(((
يقـع فـي عـ ّدة مجلّـدات؛ المجلّـد الثالـث يشـتمل علـى خمسـة عشـر بابًا مـن كتب
الفقـه :أ ّولهـا الشـفعة ،وآخرهـا النفقـات ،مجلّـد ،كانـت نسـخة عتيقة منه موجـود ًة في
األحسـائي(((.
ّ مكتبـة السـ ّيد خليفة
الكاشـاني
ّ شـرح معـروف بعناويـن (قوله-قولـه) ،فيـه نقد كثير علـى المؤلّف الفيض
الـذي يذهـب إلى مذهـب اإلخباريّين فـي كيفية االجتهـاد واالسـتنباط ،فالوحيد يتصدى
لـر ّده ومناقشـته فـي كثي ٍر مـن آرائه الفقه ّيـة على مبانـي األصول ّيين.
تشتمل نسختنا هذه على المجلّد الثاني من كتاب الصالة إلى كتاب الزكاة والخمس.
رب العالميـن ،حمـ ًدا كثيـ ًرا كمـا هـو أهلـه ويسـتحقه،
أ ّول النسـخة> :الحمـد للـه ِّ
والصلاة علـى مح ّم ٍـد وآلـه الطاهريـن؛ أوليائـه وحججـه ،نشـكره علـى مـا هـدى ،وعلى
((( ينظر فهرس مخطوطات مكتبة آية الله الس ّيد جعفر وولده العالمة الس ّيد هاشم آل بحر العلوم:
.335 /1
581 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
الدليزي في كتب
ّ الطهـارة ،الصلاة ،التجـارة ،الطهـارة والصالة بخ ّط الشـيخ مح ّمد قاسـم
األحسـائي لمكتبتـه فـي
ّ السـ ّيد خليفـة ،اشـتراه السـ ّيد خليفـة ابـن السـ ّيد ّ
علـي القـاري
النجف األشـرف سـنة 1229هـ(((.
نسـخ فـي 17جمـادى األولـى سـنة 1096هــ ،يقـول آغـا بـزرك الطهر ّ
انـي> :رأيتـه
ٍ
حـواش منقولـة عن خ ّط األحسـائي فـي النجـف ،كبيـر وعليه
ّ فـي كتـب السـ ّيد خليفـة
المؤلّـف رحمـه الله<(((.
(فقه) 121-نضد القواعد الفقه ّية على مذهب األمام ّية :
األسدي (ت 826هـ).
ّ السيوري ،المقداد بن عبد الله بن مح ّمد بن الحل ّّي
ّ
آخـر النسـخة> :وليكـن هـذا آخر ما رتّبناه على حسـب ما وجدنا إلّ مسـألة القسـمة؛
فإنّـي أضفتهـا إلـى مـا وجدته في نسـخة المص ّنـف رحمه الله وقـ ّدس سـره ،والحمد لله
رب العالميـن ،والصلاة والسلام على أكرم المرسـلين سـيدنا مح ّمد وآلـه الطاهرين<.
ّ
علـي بن فضـل الله ،وقـد فرغ منهـا 12جمـادي الثاني
علـي بـن أحمـد بـن ّ
الناسـخّ :
سنة 885هـ.
وأنهـى الناسـخ الرسـالة بقولـه> :وكتـب المقـداد بـن عبـد الله بـن مح ّمد بن حسـين
السـيوري ،عفـى [كـذا] اللـه عنـه ّ
رب العالميـن بالخير يـا كريم. ّ
وافـق الفـراغ من نسـخه هذا الكتاب عصر الجمعة الثاني عشـر شـهر جمـادي الثاني؛
علي
علي بن أحمد بن ّ األقل ّ
أحد شـهور سـنة خمس وثمانين وثمانمائة على يدي العبد ّ
بـن فضل الله ،..عفى [كـذا] الله عنهم
اكتب لكاتبه عت ًقـا من النارِ<(((. يا خالق الخلق يا سـتار يا باري
النعيمي
ّ علـي بن حيـدر
يـد األقـدار لحيـازة العبـد الجانـي والمملـوك الفانـي مح ّمـد بن ّ
البيضوي.
ّ انـي< .ثـ ّم ختمـه بختمـه
البحر ّ
علي بـن حيدر
األقـل الجاني مح ّمـد بن ّ
نصـه> :تملّـك ّ
فـي آخـر النسـخة قيـد تملّـك ّ
اني<.
النعيمـي البحر ّ
ّ
األحسـائي ،باسـم ابنه السـيّد باقر ّ
نصه: ّ الموسـوي
ّ وقيـد تملّـك ِ
لخزانة السـيّد خليفة
>ملكه سـ ّيد باقر السـ ّيد خليفـة دام مجده<.
نقل عن تلميـذه صاحب التعليقات، ويوجـد على النسـخة ع ّدة تعليقات وتهميشـات ً
وقـد ض ّمنهـا قولـه> :شـيخنا حسـين بـن مفلـح دام ظله< ،فـي إشـارة إلـى أ ّن التعليقات
الصيمري
ّ فـي حيـاة الشـيخ حسـين ابـن الشـيخ مفلـح بـن الحسـن بن رشـيد بـن صلاح
الهجـري،
ّ السـلمابادي (قبل933-853هــ) ،أي خلال النصـف األول مـن القـرن العاشـر
ّ
والشـيء المؤسـف أ ّن التلميـذ المعلّـق لـم يذكر اسـمه.
أ ّول النسـخة> :بسـم الله .الحمد لله والصالة والسلام على رسـول الله ،ث ّم على أهل
بيت رسـول الله.<..
آخـر النسـخة> :فلْيبلّغِ الشـاهد الغائب آخـر أبواب العتق واالنعتاق مـن كتاب الزكاة
والخمس والمبرات.<..
الغفاري ،فرغ مـن كتابتها ليلة الخميس
ّ نسـخها مح ّمد بن سـعد الديـن مح ّمد جعفر
آخـر ذي الحجـة سـنة 1082هــ ،علـى النسـخة تملّـك السـ ّيد خليفـة ابـن السـ ّيد ّ
علـي
األحسـائي ،وقـد وقفها سـنة 1245هـ(((.
ّ الموسـوي
ّ
الموسـوي
ّ األحسـائي
ّ النسـخة فـي ضمـن مجموعـة رسـائله بخـ ّط السـيّد خليفـة
تاريخهـا((( سـنة ١٢٢١هــ.
نهاية المكتبة
انـي النهايـة المأسـاويّة لهـذه المكتبـة العظيمـة ،والحسـرة التـي
يذكـر الشـيخ الطهر ّ
أقرحـت قلبـه ،وكان ذلـك علـى يـد آخـر أعلام (آل السـيّد خليفة) وهو السـيّد عبـد الله
علـي ابـن السـيّد مح ّمد ابن السـيّد خليفـة القاري ،الـذي وجد عجزه
ابـن السـيّد مح ّمـد ّ
عـن الحفـاظ علـى المكتبـة ،وربمـا الحاجـة الما ّديّة؛ فقـام باتخـاذ القرار الصعـب ،وهو
العلني ،في مح ّرم سـنة 1317هـ ،ليقضي علـى َم ْعل ٍَم من أه ّم
ّ عـرض المكتبـة فـي المـزاد
سـنوات طوال في جمع الكتب ونسـخها ٍ معالـم العلـم فـي النجف األشـرف ،ويضيع جهد
وشـرائها .يقـول صاحـب الذريعة« :وفي سـنة 1317هـ ُعرضت في سـوق الكتب ،فبِيعت
بثمـنٍ بخـس للغايـة ،ال يسـاوي ُعشـر قيمتهـا ،وتوزَّعـت تلـك المخطوطـات القديمـة
والنفائـس ،ووقعـت بيـد أهـلٍ وغير أهـل ،وأسـف عليها الكثيـ ُر من أهـل الفضل»(((.
كمـا ال نغفـل دو َر األ َرضَ ـة التـي سـاهمت فـي تلـف العديـد مـن ُدرر هـذه المكتبـة
وكنوزهـا الثمينـة؛ يقـول صاحـب كتـاب (الحصـون المنيعـة في طبقات الشـيعة) الشـيخ
علـي كاشـف الغطـاء فـي كتابه(نهج الصـواب في الكاتـب والكتابة والكتـاب) في معرض ّ
كتـب قيمـة> :ومنها مكتبـة المرحوم السـيّد
الحديـث عـن هـذه الخزانـة ومـا ض ّمته من ٍ
اني نزيـل البصرة...ومرج ًعا لألحكام الشـرع ّية في عصر جدي الشـيخ مح ّمـد خليفـة البحر ّ
جعفر(قـ ّدس سـ ّره) ،فإنّهـا قـد اشـتملت على نفائـس الكتب العلم ّيـة القديمـة المذ ّهبة
الحسـنة الخـطّ ،ومـن بعده انتقلت إلى ولده المرحوم السـيّد مح ّمد والسـيّد باقر ،وإلى
اليـوم جملـة وافـرة منها عند بعض أحفاده نقلها إلى النجف األشـرف َحال ًيا موجود ٌة فيها،
أتلفـت ُجملـ ًة منهـا األ َرضَ ةُ ،وقد شـاهدت بعضها عندهـم واسـتعرتها وأر َجعتُها<(((.
ْ وقـد
ومن المكتبات والشخصيات العلميّة التي حظيت ببعض كتب المكتبة ما يأتي:
حريصـا علـى جمـع الكتـب ،ويظهـر أنّـه اسـتخدم شـتى الوسـائلً المؤسـس
ّ -2كان
والطـرق لجمعهـا ؛ كالشـراء ،والنسـخ ،والتبادل ،واإلهـداء ،وهي منهجيّـة علميّة
تسـاعد علـى جمـع الكتـب ،وحفظها مـن الضيـاع ،والتلف.
-3ض ّمـت المكتبـة -كمـا يظهـر مـن حديـث اآلغـا بـزرك عنهـا -كميـ ًة مـن الكتـب
المؤسـس ،وهذه خطـوة جبارة النـادرة؛ التـي ترجـع إلـى القـرون السـابقة لعصر ِّ
المؤسـس ،تكشـف عـن مـدى الجهـد المبـذول فيها.
مـن قبـل ِّ
-4إ ّن المكتبـة كانـت كبيـر ًة وغنيـة بالكتب ،وما ذكره صاحـب الذريعة -رغم كثرته-
ال يشـكّل إلّ الشـريحة النـادرة مـن الكتـب المخطوطـة ،أ ّمـا الكتـب المطبوعة -
وهـي التـي قـد تكـون فـي الغالب متاحـ ًة للجميع -لم ِ
يـأت على ذكرهـا؛ ألنّها ال
تشـكّل أهمي ًة لديه.
-5إ ّن المكتبة كانت متاح ًة للجميع ،األمر الذي أعطى المكتبة سـمع ًة وشـهرة جيدة
العلمـي فـي النجف األشـرف ،وهـذا أحد أه ّم أسـباب الحسـرة التي
ّ فـي الوسـط
تك َّبدهـا صاحب الذريعة لضيـاع المكتبة.
إ ّن ضيـاع مكتبـ ٍة بهـذا الحجم واألهمية ،وبهذه الطريقة المؤلمة ،هي خسـارة كبرى،
معرفـي
ّ خاصـة ،فهـي تـراث
رس ينبغـي أخـذ العبـر منـه ،وأ ّن المكتبـات ،وإ ْن كانـت ّ و َد ٌ
إنسـاني ال ينبغـي التفريـط فيـه ،بـل جعلـه وقفًـا عـل الذريـ ِة أو طلاب العلـم ،أو علـى
ّ
طلاب الفائـدة؛ لمنـع بيعه أو تشـتّته ،وليكـون في خدمـة الجميع.
األحسائي
ّ الموسوي
ّ مكتبة الس ّيد خليفة
(((
اني ،كتبه بخطّه الشريف
بقلم الشيخ آغا بزرك الطهر ّ
وم ّمـن ملكـه بعـد المذكوريـن -لكـن ليـس لخطّـه تاريـخ -المولـى مح ّمـد هـادي
اييني ،والمولـى عبـد الرحيـم بـن رمضان،
بـن مح ّمـد حسـين بـن مح ّمـد جـواد األسـفر ّ
((( من قناة -على التلغرام( -التراث والتحقيق بين يديك) للمحقّق والمفهرس الكبير األستاذ أحمد
النجفي.
ّ علي مجيد الحل ّّي
ّ
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 592
التبريـزي ،حسـب المكتـوب مـن تملّكاتهـم ،إلـى أن وصلـت ّ والمولـى مح ّمـد مؤمـن
علـي بن
النوبـة إلـى ملكيّـة هـذا المجلّـد ودخولـه بمكتبـة السـيّد خليفـة ابـن السـيّد ّ
األحسـائي المولد والمنشـأ والمسـكن ،كما وصف
ّ الموسـوي
ّ علي
أحمـد بـن مح ّمد بن ّ
نفسـه كذلـك بخطِّـه علـى ظهـر المجلّد الثانـي من الروضـة البه ّية الداخل فـي مكتبته،
والمكتـوب 1111هــ ،وهـو بخـ ِّط الشـيخ مجـد الديـن بـن أفضـل الديـن ابـن المولى
التسـتري الـذي كان مـن خيـار العلمـاء والصلحـاء ،واجتمـع معه ومـع أبيهّ فيـض اللـه
ائـري كثيـ ًرا كمـا ذكره كذلـك في إجازتـه الكبيـرة ،وقال:
األفضـل السـ ّيد عبـد اللـه الجز ّ
توفّـي مجـد الديـن في عشـر الخمسـين ،1150وتوفّي أبوه ،1126وقد اشـترى السـ ّيد
خليفـة هـذا المجلّـد مـن الروضـة وكتـب عليه مـا لفظه( :بسـم اللـه الرحمـن الرحيم،
األحسـائي/20 ،
ّ الموسـوي
ّ علـي
األقـل الجانـي خليفـة ابن السـيّد ّ
قـد دخـل فـي نوبـة ّ
نسـبه المنتهـي إلـى مح ّمـد العابـد ابن اإلمام موسـى ع ،)1229/1وكتـب بخطِّـه تمـام َ
الكاظـم ،ولـم يكتـب تاريـخ تملّكـه لهـذا المجلّـد مـن (المبسـوط) ،وياليـت كتبه كما
كتـب تاريـخ تملّـك (الروضـة) ،وكذا لـم يتحقّق عندنـا تاريخ والدته ،وال تاريخ تأسـيس
مكتبتـه إلّ ظ ًّنـا؛ فإنّـه كانـت في مكتبته نسـخة (شـرح التصريف) بخ ِّط السـيّد خليفة،
وقـد فـرغ منه في 11رجب ،1210وكذا نسـخة من جوابات مسـائل صاحب (الرياض)
بخطِّـه فـي ،1218وكـذا نسـخة (شـرح ابـن الناظـم) لأللف ّيـة بخطِّـه فـي ،1224وكـذا
بخطِّـه مجلّـدي [ظ -مجلـدا] القوانيـن فـرغ منهمـا فـي كربلاء ،1227وكتـب بخطِّـه
(المسـالك) مـن كتـاب العتق إلـى آخر اللقطـة ،ووقفه البنه السـيّد مح ّمد بـن خليفة،
ومـن بعـده مـن ولـده في ،1230وابنه السـ ّيد مح ّمد فـي هذا التاريـخ كان من الرجال
البالغيـن إلـى حـدود الثالثيـن؛ فإنّـه كتـب السـ ّيد مح ّمـد بـن خليفـة بخطِّـه وإمضائـه
جملـ ًة مـن رسـائل صاحـب الريـاض؛ مثـل :ح ّجيّـة الشـهرة واألولويّـة وفرغ مـن الكتابة
1228معبّـ ًرا عـن صاحـب الريـاض بـ(سـيّدنا وموالنـا ومقتدانـا ومالذنـا) ،داعيًا لنفسـه
بتوفيـق العلـم والعمـل بـه .فيظهـر أنّه فـي التاريـخ كان من المشـتغلين المسـتفيدين
مـن السـ ّيد صاحـب (الريـاض) بالجملـة ،فظهـر مـن خطوطـه وتواريخها ،وكـذا تواريخ
خطـوط ولـده السـيّد مح ّمـد الذي هـو أكبر ولـده على حسـب الظ ّن العـادي أ ّن والدة
السـيّد خليفـة كانـت حدود ،1180وتأسـيس مكتبته حـدود ،1210وكان يقتني الكتب
593 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
نسـ ًخا واستنسـا ًخا وبي ًعـا طـول عمـره الشـريف ،ومنهـا( :القالئد السـنيّة علـى القواعد
الشـهيديّة)؛ فإنّـه كتـب عليـه تملّكـه فـي ،1252ولم يعلـم تاريخ وفاته ،وقـد ض ّم إلى
مكتبتـه ولـ ُده العالـم الجليـل السـ ّيد مح ّمـد خليفـة كُت ًبـا كثيرة بعـد أبيه إلـى أن تُوفّي
األنصـاري ،و ُدفـن فـي ال ُحجـرة
ّ العلمـة
هـو فـي 1281بعيـن السـنة التـي توفّـي فيهـا ّ
األولـى مـن ال ُح َجـر التـي أُدخلـت قبـل نيّف[كـذا] وعشـرة سـنين فـي المسـجد الكبير
الواقـع فـوق الـرأس الشـريف الـذي كان تصلّـي فيه العا ّمة فـي زمن التـرك ،و ُدفن معه
علي ابن السـ ّيد مح ّمد
فـي الحجـرة المذكـورة ولـ ُده القائـم مقامه بعده السـ ّيد مح ّمـد ّ
خليفـة الـذي توفّـي أوائـل عمـره فـي ،1305وخلّف ولـده المعروف بالسـ ّيد عبـد الله
خليفـة الـذي كان عالـم البصـرة مقي ًمـا فـي مقـام أبيـه وجـ ّده ،ونزل إلـى بغـداد أخي ًرا
للعلاج وقـ ّدم مكتبتـه للبيـع فبِيعـت فـي الهـرج بثمـنٍ بخـس دنانيـر معـدودة ،وظ ّني
أنّهـا كانـت تسـوى أضعـاف تلـك الدنانير؛ فتـرى أ ّن هذا المجلّد اشـتراه الشـيخ الفاضل
النجفي
ّ الحائـري
ّ الرشـتي
ّ المعاصـر الشـيخ مح ّمـد ابـن آيـة اللـه الشـيخ عبـد الحسـين
بأقـل مـن ثالثـة دراهـم مع أنّه مـن الجواهـرات (ظ– الجواهـر) ،و ِقس عليـه ما عداه. ّ
انـي فـي ع 13[71 ،1هــ]»، حـ ّرره األحقـر مح ّمـد محسـن المدعـ ّو بآغـا بـزرك الطهر ّ
وختمـه الشـريف المربّـع« :آغا بـزرك .»1320
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 594
المصادر والمراجع
1.أعالم األحساء في العلم واألدب من الماضين في سبعة قرون ،ابتداء من عام 800هـ :جواد بن
حسين آل رمضان ،ط1422 ،1هـ 2001 /م.
2.أعالم هجر من الماضين والمعاصرين :الس ّيد هاشم بن مح ّمد الشخص ،مؤسسة الكوثر للمعارف
اإلسالم ّية ،قم ،ط1430 ،3هـ 2009 /م.
الحسيني ،دليل ما ،قم المق ّدسة،
ّ العربي المخطوط في مكتبات إيران العا ّمة :السيّد أحمد
ّ 3.التراث
ط1431 ،1هـ 2010 /م.
األحسائي ،تحقيق:
ّ تقي بن أحمد
4.جواهر العقول في تقرير القواعد واألصول :الشيخ مح ّمد ّ
اإلحقاقي للتحقيق والطباعة
ّ البوعليّ ،
مؤسسة ّ مجموعة من الفضالء ،إشراف :الشيخ توفيق ناصر
والنشر :الكويت ،ط1438 ،1هـ 2017 /م.
اني ،دار األضواء ،بيروت ،ط1403 ،3هـ 1983/م.
5.الذريعة إلى تصانيف الشيعة :آغا بزرك الطهر ّ
6.ذريعة الهداة في بيان معاني ألفاظ الصالة :الشيخ حسين بن مح ّمد آل عصفور ،تحقيق :حسن بن
علي آل سعيد ،دار السداد إلحياء التراث ،البحرين ،ط1438 ،2هـ 2017 /م.
ّ
الموسوي
ّ اني ،رتبها وهذّبها :السيّد مح ّمد مهدي السيّد حسن
7.ذيل كشف الظنون :آغا بزرك الطهر ّ
العربي ،بيروت(،د.ت).
ّ الخرسان ،دار إحياء التراث
مؤسسة فقه الشيعة ،بيروت،
انيّ ،
8.طبقات أعالم الشيعة في القرن الحادي عشر :آغا بزرك الطهر ّ
ط1411 ،1هـ 1990 /م.
علي مجيد الحل ّّي ،قسم الشؤون الفكرية 9.فهرس مخطوطات ِ
الخزانة العلويّة :إعداد فهرسة :أحمد ّ
والثقافية في العتبة العلوية المق ّدسة ،النجف األشرف ،ط1438 ،1هـ2017 /م.
10.فهرس مخطوطات مكتبة آية الله السيّد جعفر وولده العالمة السيّد هاشم آل بحر العلوم :إعداد
وفهرسة :مركز تصوير المخطوطات وفهرستها ،تقديم :الس ّيد فاضل بحر العلوم ،مكتبة ودار
مخطوطات العتبة العباس ّية المق ّدسة ،كربالء المق ّدسة ،ط1440 ،1هـ.
الخوئي في النجف األشرف (الجزء األول) :إعداد وفهرسة :أحمد
ّ 11.فهرس مخطوطات مكتبة اإلمام
علي مجيد الحل ّّي ،إصدار :مركز تصوير المخطوطات وفهرستها التابع لدار مخطوطات العتبة ّ
العباس ّية المق ّدسة ،مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباس ّية المق ّدسة ،كربالء ،ط1435 ،1هـ/
2014م.
الخوئي في النجف األشرف(الجزء الثاني) :إعداد وفهرسة :أحمد
ّ 12.فهرس مخطوطات مكتبة اإلمام
علي مجيد الحل ّّي ،إصدار :مركز تصوير المخطوطات وفهرستها التابع لدار مخطوطات العتبة
ّ
595 زرحلا ّيلع دّمحم خيشلا
العباسيّة المق ّدسة ،مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المق ّدسة ،كربالء ،ط1440 ،1هـ/
2018م.
علي مجيد
13.فهرس مخطوطات مكتبة الشيخ مح ّمد الحسين آل كاشف الغطاء :إعداد وفهرسة :أحمد ّ
الحل ّّي ،قيد االنجاز.
البروجردي ،مكتبة ودار
ّ الموسوي
ّ 14.فهرس مخطوطات مكتبة العتبة الع ّباس ّية المق ّدسة :الس ّيد حسن
مخطوطات العتبة الع ّباس ّية المق ّدسة ،النجف األشرف ،ط1434 ،1هـ 2013 /م.
علي مجيد الحل ّّي ،مؤسسة تراث
العلمة السيّد مح ّمد صادق بحر العلوم :أحمد ّ
15.فهرس مكتبة ّ
الشيعة ،قم المق ّدسة ،ط1431 ،1هـ.
ايتي ،سازمان اسناد وكتابخانه
16.الفهرس المو ّحد للمخطوطات اإليرانيّة (فنخا) :إعداد :مصطفى الدر ّ
ملي جمهوري إسالمي ،قم ،ط1390 ،1هـ .ش.
اني ،دار المرتضى ،مشهد ،ط،2
17.الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة :آغا بزرك الطهر ّ
1404هـ.
اإلسالمي ،قم ،ط1372 ،1هـ.
ّ العلمة الحل ّّي ،مؤسسة النشر
18.مختلف الشيعة في أحكام الشريعةّ :
النقشبندي،
ّ النبوي الشريف وعلومه في دار صدام للمخطوطات :أسامة ناصر
ّ 19.مخطوطات الحديث
وزارة الثقافة واإلعالم ،دائرة اآلثار والتراث ،بغداد ،ط1988 ،1م.
العالمي أللفية
ّ اساني ،المؤتمر 20.المسائل العكبريّة :الشيخ المفيد ،تحقيقّ :
علي أكبر الهي الخر ّ
الشيخ المفيد :قم ،ط1413 ،1هـ.
21.معجم المخطوطات النجف ّية :مح ّمد زوين وآخرون ،مركز دراسات جامعة الكوفة ،منشورات مكتبة
النجفي ،قم ،ط1433 ،1هـ 2012 /م.
ّ المرعشي
ّ سماحة آية الله العظمى
الحسيني للدراسات ،لندن ط.1
ّ الكرباسي ،مركز
ّ 22.معجم المص ّنفات الحسين ّية :مح ّمد صادق مح ّمد
علي ابن الشيخ مح ّمد رضا آل كاشف الغطاء
23.نهج الصواب في الكاتب والكتابة والكتاب :الشيخ ّ
(ت1350هـ) ،تحقيق :د .عباس هاني الجراخ ،مكتبة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء،
النجف األشرف (قيد الطبع).
المجلت والدوريات:
ّ
األحسائي(ت1241هـ) ،دراسة وتحقيق :المدرسّ 24.رسالة في التجويد :الشيخ أحمد بن زين الدين
اوي ،مجلّة كل ّية الدراسات اإلنسان ّية بجامعة الكوفة ،العدد(،)2
المساعد عادل عباس هويدي النصر ّ
السنة 2012م.
فجنلا ّيئاسحألا ّيوسوملا ةفيلخ دّيسلا ةنازخ :ةّيئاسحلا بتكلا نئازخ نم
أ 596
نساخي الكتب في األحساء :األستاذ أحمد عبد الهادي المح ّمد صالح ،مجلّة الواحة ،العدد
25.من ّ
( /)37السنة 2005 /11م.
قنوات التليغرام.
علي مجيد الحل ّّي.
(26.التحقيق والتراث بين يديك) بإدارة األستاذ أحمد ّ
597 ّيروبجلا مظاك رديح
ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ا ّ
بوري حيدر ظم
ّ
متخصص ا
حث ببليوغر
العراق
الملخص
ّ
افي أحد أه ّم الحقول السـاندة للباحثيـن والمؤلِّفين والمحقّقين يُعـ ّد الحقل الببليوغر ّ
فـي العلـوم واالختصاصـات كافّـة؛ لمـا يق ّدمـه لهم مـن خدم ٍة جليلـة ومه ّمـة تَ ُحول دون
ٍ
مؤلفات العنـاء والمشـقّة ،فضلاً عـن اختصـار الوقـت ،وذلـك عـن طريق جمـع عناويـن
ودراسـات متفقـة بوحـدة الموضـوع فـي مـكانٍ واحـد ،وبذلـك يُمسـي الباحـث بصيـرا ً
بمشـروع بحثـه مـن جهة أصالته ،والجوانب المدروسـة منه وغير ذلك ،علمـاً أ ّن األعمال
جهد كبيرٍ ،وسـع ٍة فـي االطّالع ،ومتابع ٍة مسـتمرة ِّ
لكل ما يُطبع الببليوغراف ّيـة تحتـاج إلى ٍ
في مـدار اهتمامه.
مـن هنـا نجد فـي هذا البحـث أه ّم ّيـ ًة للباحثيـن عموماً والمحقّــقين بوجـ ٍه ّ
خاص؛
ألنّـه عمـد إلـى فهرسـة الكثير مـن النصوص واإلجازات التي نُشـرت فـي ضميمة الكتب
والموسـوعات وتكشـيفها دون أن تحمـل عنوانـاً مسـتقالً ،التـي قـد يغفل عنهـا العديد
مـن المحقّقيـن والباحثيـن فـي مجـال التـراث .وقـد اشـتمل القسـم الثانـي مـن هـذا
البحـث علـى تكشـيف أكثـر مـن ( )232عنوانـاً ،آمليـن أن نكـون قـد ُوفّقنـا لخدمـة
اإلخـوة الباحثين.
تكلاو تاعوسوملا يف ةقّقحملا تازاجإلاو صوصنلا ليلد 600
Abstract
The bibliographic field is one of the most important fields for
researchers, authors and annotators in all sciences and disciplines
because it offers them a great service and an important task to
prevent hardship as well as shortening time by collecting titles and
studies consistent with the unity of the subject in one place. Thus, the
researcher touches on the research project from the point of origin,
the studied aspects and so on. Note that the bibliographic work needs
a great effort, a great ability to see, and continuous follow-up of
everything that is printed in the orbit of his interest.
From here we find in this research the importance of researchers in
general and annotators exclusively because he/she deliberately indexed
many of the texts and certificates published in the enclosure of books
and encyclopedias without having an independent title and indexing,
which may be overlooked by many annotators and researchers in the
field of heritage.
The second part of this research included the indexing of more
than (232) titles, hoping that we would be able to serve the researchers.
601 ّيروبجلا مظاك رديح
2003م120 ،ص.
7.الرسائل الفشارك ّية.
اإلسلامي
ّ الفشـاركي(ت1316هـ) ،تحقيـق :مؤسسـة النشـر
ّ تأليـف :السـ ّيد مح ّمـد
التابعـة لجماعـة المدرسـين بقـم المق ّدسـة ،إيـران ،ط1413 ،1هــ.
8.الرسائل الفقه ّية.
الخواجوئي(ت1173هــ) ،تحقيـق :السـيّد
ّ انـي
تأليـف :مح ّمـد إسـماعيل المازندر ّ
الرجائـي ،مطبعـة سـ ّيد الشـهداء ،قـ ّم ،ط1411 ،1هــ.
ّ مهـدي
9.الرسائل الفقه ّية.
البهبهانـي ،تحقيـق ونشـر :مؤسسـة المجـ ّدد
ّ تأليـف :الشـيخ محمـد باقـر الوحيـد
البهبهانـي ،قـ ّم ،ط1419،1هــ.
ّ الوحيـد
10.رسائل في تفسير سورة الفاتحة .2-1
الناطقـي ،مركـز العلـوم والثقافـة
ّ مجموعـة مـن المحقّقيـن ،إشـراف :علـي أوسـط
اإلسلامي فـي الحـوزة العلميـة ،قـم
ّ اإلسلامية ،معاون ّيـة األبحـاث لمكتـب اإلعلام
المق ّدسـة ،ط1427 ،1هــ2006/م.
11.رسائل في الفقه واللغة.
تحقيق :د .عبد الله الجبوري ،دار الغرب اإلسالمي1982 ،م240 ،ص.
12.رسائل في والية الفقيه.
المهريـزي ،إعـداد :مركـز العلوم
ّ تحقيـق :مح ّمـد كاظـم الرحمـان سـتايش ومهـدي
والثقافـة اإلسلاميّة ،معهـد بحـوث الفقـه والحقـوق ،نشـر :بوسـتان كتـاب ،إيران،
1425ه896 ،ص.
المراغي.
ّ 13.رسائل
الهجري)،
ّ اغي (من أعلام القرن الثالث
تأليـف :المولى الحسـن بن عبد الرحيم المر ّ
603 ّيروبجلا مظاك رديح
العالمي
ّ 16.مجموعـة الرسـائل والمقـاالت الكالم ّية ،سلسـلة آثار المؤتمـر
البهبهاني.
ّ المجدد الوحيـد
ّ للعلمـة
ّ
اإلشـراف العام بجهود :مركز كربالء للدراسـات والبحوث ،العتبة الحسـينية ،اهتمام
وإشـراف :مؤسسة دار التراث ،النجف ،ط1436 ،1هـ2015 /م.
العاملي ،ج( 18الرسائل الكالم ّية والفقه ّية).
ّ 17.موسوعة الشهيد األول
اإلسلامي،
ّ تحقيـق ونشـر :مركـز العلـوم والثقافـة اإلسلامية ،مركـز إحيـاء التـراث
إيـران1435 ،ه2014 /م.
(العلمة البالغي) (.)8-1
18.موسوعة ّ
تحقيـق :مجموعة محقّقيـن ،إعداد :المركز العالي للعلوم والثقافة اإلسلام ّية ،مركز
اإلسلامي ،قم1431 ،ه2010/م.
ّ إحياء التراث
19.نصوص مح ّققة في علوم القرآن.
تحقيـق :أ .د .حاتـم صالـح الضامـن ،جامعـة بغـداد ،وزارة التعليـم العالي والبحث
العلمـي1411 ،هـ1991 /م.
ّ
تكلاو تاعوسوملا يف ةقّقحملا تازاجإلاو صوصنلا ليلد 604
ص .158 -59
للعلمة
الماحـوزي ّ
ّ البحراني
ّ العلمة الشـيخ سـليمان
7.إجـازة الحديث من ّ
آبادي.
ّ محمد صالح الخواتـون
محمد حسـين بـن ّ
األميـر ّ
الرجائي( ،اإلجـازات لجمع من األعالم والفقهاء والمح ّدثين)،
ّ تحقيق :السـ ّيد مهدي
ص .178 -159
العلمـة الشـيخ طـه ابـن الشـيخ مهـدي نجـف8.إجـازة الحديـث مـن ّ
محمـد صـادق ابن الشـيخ أسـد اهلل
للعلمـة اآلقـا ّ
التبريـزي ّ
ّ النجفـي
ّ
البروجـردي .
ّ
الرجائي( ،اإلجـازات لجمع من األعالم والفقهاء والمح ّدثين)،
ّ تحقيق :السـ ّيد مهدي
ص .318 -309
محمـد
العلمـة محمـد إبراهيـم بـن غيـاث الديـن ّ
9.إجـازة الحديـث مـن ّ
اإلصفهانـي.
ّ محمـدزمـان
محمـدبـن ّ
للعلمـةالشـيخ ّ
اإلصفهانـي ّ
ّ الخوزانـي
ّ
الرجائي( ،اإلجـازات لجمع من األعالم والفقهاء والمح ّدثين)،
ّ تحقيق :السـيّد مهدي
ص .264 -189
المجلسـي للعالّمـة األميـر
ّ محمـد باقـر
العلمـة ّ
10.إجـازة الحديـث مـن ّ
علـي.
السـ ّيد ّ
الرجائي( ،اإلجـازات لجمع من األعالم والفقهاء والمح ّدثين)،
ّ تحقيق :السـ ّيد مهدي
ص .293 -285
المجلسـي للسـ ّيد األمير عبد
ّ تقـي
محمد ّالعلمـة ّ
11.إجـازة الحديـث مـن ّ
آبادي.
ّ الحسـيني الخواتـون
ّ محمـد باقر
الحسـين ابـن األميـر ّ
الرجائي( ،اإلجـازات لجمع من األعالم والفقهاء والمح ّدثين)،
ّ تحقيق :السـ ّيد مهدي
ص .279 -265
محمـد
للعلمـة ّ
المجلسـي ّ
ّ محمـد باقـر
المحـدث ّ
ّ 12.إجـازة الحديـث مـن
607 ّيروبجلا مظاك رديح
اإلصفهانـي.
ّ محمـد باقـر
مقيـم بـن ّ
الرجائي( ،اإلجـازات لجمع من األعالم والفقهاء والمح ّدثين)،
ّ تحقيق :السـ ّيد مهدي
ص .57 -51
محمد مقيم
المجلسـي للمولـى ّ
ّ تقـي
محمد ّ
13.إجـازة الحديـث مـن المولـى ّ
اإلصفهاني.
ّ محمد باقـر
بـن ّ
الرجائي( ،اإلجـازات لجمع من األعالم والفقهاء والمح ّدثين)،
ّ تحقيق :السـ ّيد مهدي
ص .50 -32
محمـد
للعلمـة الشـيخ ّ
الشـرابياني ّ
ّ محمـد
العلمـة الشـيخ ّ
14.إجـازة مـن ّ
البروجـردي.
ّ صـادق ابـن الشـيخ أسـد اهلل
الرجائي( ،اإلجـازات لجمع من األعالم والفقهاء والمح ّدثين)،
ّ تحقيق :السـيّد مهدي
ص .322 -319
16.أحكام الميت.
العاملي الشـهيد األول ،تحقيق ونشـر :مركز العلوم
ّ تأليـف :الشـيخ محمـد بن مكي
اإلسالمي(،الرسـائل الكالمية والفقهية)،ج،18
ّ والثقافة اإلسلامية ،مركز إحياء التراث
ص .133 -99
النـوروزي( ،رسـائل فـي تفسـير سـورة الفاتحـة) ،ج ،2ص .950 -865
ّ
25.البالغ المبين.
علي الحكيم ،موسـوعة
البالغي ،تحقيق :السـ ّيد مح ّمد ّ
ّ تأليف :الشـيخ مح ّمد جواد
البالغي)( ،الرسـائل الكالمية) ،ج ،6ص .174 -137
ّ (العلمة
ّ
26.بلغة الفقيه المبحث األول من رسالة الواليات في والية الحاكم.
تأليـف :السـ ّيد مح ّمـد آل بحـر العلوم(ت1326هــ) ،تحقيق :مح ّمـد كاظم رحمان
المهريـزي( ،رسـائل في واليـة الفقيـه) ،ص .632 -591
ّ سـتايش ،ومهـدي
27.بيان إعجاز القرآن.
ّابي(ت388هــ) ،تحقيق
تأليـف :أبـي سـليمان حمد بـن مح ّمـد بـن إبراهيـم الخط ّ
وتعليـق :مح ّمـد خلـف اللـه أحمـد ،ود .محمـد زغلـول سلام( ،ثلاث رسـائل فـي
إعجـاز القـرآن) ،ص .72 -19
28.بيان السبب الموجب الختالف القراءات وكثرة الطرق والروايات.
المهدوي(ت430هــ) ،تحقيـق :أ .د .حاتـم
ّ تأليـف :أبـي العبـاس أحمـد بـن ع ّمـار
صالـح الضامـن( ،نصـوص محقّقـة فـي علـوم القـرآن) ،ص .259 -221
29.تبيين اإلباحة في مشكوك ما ال يؤكل لحمه للمصلّين.
العاملي(ت1354هـ)؛ تقري ًرا لبحث السـيّد
ّ الكاظمـي
ّ تأليف :السـيّد حسـن الصـدر
ازي(ت1312هـ) ،تحقيق :الشـيخ مسـلم الشيخ مح ّمد مح ّمد حسـن المج ّدد الشـير ّ
ازي) ،ص .85 -73 الرضائي( ،رسـائل من إفـادات المج ّدد الشـير ّ
ّ جـواد
فيمن نٌسب إلى غير أبيه.
30.تحفة األبيه َ
الفيروزآبادي(ت817هــ) .تحقيـق :عبـد
ّ تأليـف :مجـد الديـن مح ّمـد بـن يعقـوب
السلام هـارون( ،نـوادر المخطوطـات) ،ج ،1ص .122 -107
31.التحفة العلوية (شرح حديث حدوث األسماء).
تأليـف :مجهـول ،تحقيـق :حميـد أحمـدي جلفايـي( ،مجموعـه رسـائل در شـرح
تكلاو تاعوسوملا يف ةقّقحملا تازاجإلاو صوصنلا ليلد 610
النبي واألئمة).
ّ 52.خزائن األحكام (في بيان والية الفقهاء بعد فقد
الدربندي(ت1285هــ) ،تحقيـق :مح ّمـد كاظـم رحمـان سـتايش،
ّ تأليـف :الفاضـل
المهريـزي( ،رسـائل فـي واليـة الفقيـه) ،ص .311 -291
ّ ومهـدي
100.رسالة في الحبوة.
الخاجوئي(ت1173هــ) ،تحقيـق :السـ ّيد
ّ انـي
تأليـف :مح ّمـد إسـماعيل المازندر ّ
الرجائـي( ،الرسـائل الفقه ّيـة) ،ج ،2ص .79 -57
ّ مهـدي
116.رسالة في الخيارات.
اإلسلامي
ّ الفشـاركي(ت1316هـ) ،تحقيق :مؤسسـة النشـر
ّ تأليـف :السـ ّيد مح ّمد
التابعـة لجماعـة المدرسـين بقم المق ّدسـة( ،الرسـائل الفشـاركيّة) ،ص .564 -443
123.رسالة في الرضاع.
الخاجوئي(ت1173هــ) ،تحقيـق :السـ ّيد
ّ انـي
تأليـف :مح ّمـد إسـماعيل المازندر ّ
الرجائـي( ،الرسـائل الفقه ّيـة) ،ج ،1ص .214 -155
ّ مهـدي
العسكري.
ّ 124.رسالة في شأن التفسير المنسوب لإلمام الحسن
البالغي ،تحقيق :الشـيخ مح ّمد الحسـون ،موسـوعة
ّ تأليـف :الشـيخ مح ّمد جـواد
البالغـي) ،ج ،8ص .33 -11
ّ (العلمـة
ّ
المؤمن) (بالفارسـية).
تأليـف :عبـد الخالق بن عبـد الرحيم يزدي(ت1268هـ) .تحقيـق :مهدي مهريزي،
(مجموعه رسـائل در شـرح أحاديثي ا َز کافی) ،ج ،2ص .152 -135
219.مناط األحكام.
الطالقاني(ت1306هـ) ،تحقيق :مح ّمد كاظم رحمان سـتايش،
ّ علـي
تأليـف :نظـر ّ
المهريزي( ،رسـائل في والية الفقيـه) ،ص .425 -387
ّ ومهـدي
220.المنسك الصغير (خالصة االعتبار في الحج واالعتمار).
العاملـي ،تحقيـق ونشـر :مركـز العلـوم
ّ تأليـف :الشـهيد األول محمـد بـن مكـي
اإلسلامي( ،الرسـائل الكالم ّيـة والفقه ّية)،
ّ والثقافـة اإلسلامية ،مركـز إحياء التراث
ج ،18ص .233 -223
221.المنسك الكبير.
العاملـي ،تحقيـق ونشـر :مركـز العلـوم
ّ تأليـف :الشـهيد األول محمـد بـن مكـي
اإلسلامي( ،الرسـائل الكالم ّيـة والفقه ّية)،
ّ والثقافـة اإلسلامية ،مركـز إحياء التراث
ج ،18ص .255 -235
المعرب.
ّ المهذب فيما وقع في القرآن من
ّ 222.
الجبوري( ،رسـائل
ّ السـيوطي(ت911هـ) ،تحقيق :د .عبد الله
ّ تأليف :جالل الدين
فـي الفقه واللغة) ،ص .235 -177
223.ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه.
البارزي(ت738هــ) ،تحقيـق :أ .د .حاتم صالح
ّ تأليـف :هبـة اللـه عبدالرحيم ابـن
الضامـن( ،نصـوص محقّقة في علـوم القـرآن) ،ص .220 -161
224.الناسخ والمنسوخ وتنزيل القرآن بمكة والمدينة.
الزهري(ت124هـ) ،رواية أبي عبد الرحمن
ّ تأليف :مح ّمد بن مسـلم بن عبيد الله
السـلمي ،ويليه تنزيـل القرآن بمكة والمدينـة ،تحقيق :أ .د.
ّ مح ّمـد بن الحسـين
حاتـم صالـح الضامن( ،نصوص محقّقة في علوم القـرآن) ،ص .96 -63
225.النبيه في وظائف الفقيه.
الكاشـاني(ت1258هـ) ،تحقيـق :محمـد
ّ تأليـف :مح ّمـد رسـول بـن عبـد العزيـز
639 ّيروبجلا مظاك رديح
232.ينابيع الوالية.
القائني(ت1293هـ)،
ّ اساني
الحسـيني الخر ّ
ّ تأليف :السـيّد أبي طالب بن أبي تراب
المهريـزي( ،رسـائل فـي واليـة
ّ تحقيـق :مح ّمـد كاظـم رحمـان سـتايش ،ومهـدي
الفقيـه) ،ص .386 -313
641 ّيروبجلا مظاك رديح
##
الباب الخامس
643 ريرحتلا ةأيه
إعداد
التحر
هيأة
Prepared By
Editorial Board
645 ريرحتلا ةأيه
الملخص
ّ
الخزانة،يتوخـى هـذا الباب الموسـوم بـ(أخبار التراث) إيـراد جميع ما تتعرفـه مجلّة ِ
مـن الكُتـب المحقّقـة ،والمجالّت ،والبحـوث ذات الطابع التراثي الخاصـة بالمخطوطات
فهرسـ ًة وترميمـاً وتحقيقـاً فـي داخل العـراق وخارجه ،التـي صدرت في أثنـاء المدة التي
يصـدر فيهـا عـدد المجلّـة ،وكذلك المؤتمـرات والندوات التـي ت ُعنى بالمواضيـع التراث ّية،
يدي القـارئ والباحث الكريم؛ ليكون على اطّال ٍع واسـعٍ على وتق ِّدمـه مجلّـة ِ
الخزانـة بين ّ
اإلسـالمي المخطـوط ،ونشـاط
ّ العربـي
ّ الخاصـة بتراثنـا
الجديـد والمهـ ّم مـن اإلصـدارات ّ
المؤسسـات ،والمحقّقين العـرب وغيرهم.
ثارتلا رابخأ نم 646
Abstract
This section aims to gather all types of publications related
to heritage manuscript including, but not limited to, journals,
conferences, proceedings, and symposiums etc. These were
published in the same year of each issue of this journal. We present
this article in the hands of our readers and scholars to have a
broad knowledge of the new and important issues related to our
Arab-Islamic manuscripts and the activity of Arab institutions,
investigators and others.
647 ريرحتلا ةأيه
َد ُخلُوا
يـن آ َم ُنـوا َل ت ْ
ّذ َ7.االسـتيذان فـي تفسـير قولـه تعالـىَ { :يـا أَ ُّي َهـا ا َل ِ
َس َت ْأن ُ
ِسـوا}. ـر ُب ُيو ِت ُك ْ
ـم َح َّت ٰى ت ْ ُب ُيوتًـا َغ ْي َ
انـي (ت1327هــ) ،تحقيـق :مح ّمـد أيوب بن
أبـو الفيـض مح ّمـد بـن عبدالكبيـر الكتّ ّ
الفرجـي ،بيـروت 1440 ،هــ 2019 ،م.
ّ عبدالحـق
ّ
ّي .
29.ديوان الحسن بن راشد الحل ّ
جمـع وتحقيق :األسـتاذ المسـاعد الدكتور عباس هاني الج ّراخ ،مركـز ّ
العلمة الحل ّّي
إلحياء تراث حوزة الحلّة العلم ّية ،العتبة الحسـين ّية المق ّدسـة ،ط2019 ،1م.
ّي .
30.ديوان الشيخ حسن مصبح الحل ّ
دراسـة وتحقيق :األسـتاذ المسـاعد الدكتور عباس هاني الج ّراخ و األسـتاذ المسـاعد
ّـي إلحياء تراث حوزة الحلّـة العلم ّية، علـي الن ّجـار ،مركز ّ
العلمة الحل ّ أسـعد مح ّمـد ّ
العتبة الحسـينيّة المق ّدسة2019 ،م.
النيلي (565هـ).
ّ 31.ديوان سعيد بن م ّكي
اإلسـداوي ،راجعه وضبطـه :مركز ّ
العلمة الحل ّّي إلحياء ّ جمعـه وق ّدم له :عبدالمجيد
تراث حوزة الحلّة العلميّة ،العتبة الحسـينيّة المق ّدسـة ،كربالء ،ط2019 ،1م.
ّي (642هـ).
علي بن البطريق الحل ّ
32.ديوان ّ
جمـع وتحقيق :األسـتاذ المسـاعد الدكتور عباس هاني الج ّراخ ،مركـز ّ
العلمة الحل ّّي
إلحياء تراث حوزة الحلّة العلم ّية ،العتبة الحسـين ّية المق ّدسـة ،ط2019 ،1م.
ثارتلا رابخأ نم 652
ّي.
33.ديوان مغامس بن داغر الحل ّ
ّـي إلحيـاء تـراث حـوزة الحلّـة صنعـة :الدكتـور سـعد الحـداد ،مركـز ّ
العلمـة الحل ّ
العلم ّيـة ،العتبـة الحسـين ّية المق ّدسـة2019 ،م.
ّي.
العودي الحل ّ
ّ 34.رسالة االعتقاد لشرف الدين أبي عبد اهلل بن القاسم
دراسـة وتحقيـق :الدكتـور مح ّمـد عزيـز الوحيـد ،مجلّـة تـراث الحلّـة ،مركـز تراث
الحلّـة ،قسـم شـؤون المعـارف اإلسلام ّية اإلنسـان ّية ،العتبـة العباسـ ّية المق ّدسـة،
الحلّـة ،السـنة الرابعـة ،المجلّـد الرابـع ،العدد الحـادي عشـر ،رجب1440/هـ/آذار
2019م.
38.عصمة الحجج.
انـي ،مركز تراث
اليـزدي (1313هــ) ،تحقيق :سـتار الجيز ّ
ّ الميبـدي
ّ الحسـيني
ّ علـي
ّ
653 ريرحتلا ةأيه
1440هــ2019/
الخروصي).
ّ 46.قراءة في وثيقة كتبها (محمّد بن خميس بن مبارك
مؤسسـة ذاكـرة ُعمـان،
الخروصـي ،مجلّـة الذاكـرةّ ،
ّ أحمـد بـن سـالم بـن موسـى
العـدد1440 ،2هــ2019/م.
يحيـى بـن الحسـن بـن الحسـين الحل ّّي المعـروف بابـن البطريـق ،تحقيق :السـ ّيد
الجاللـي ،بعنايـة :مركـز تراث الحلّة ،قسـم شـؤون المعارف
ّ الحسـيني
ّ مح ّمـد رضـا
اإلسلام ّية اإلنسـان ّية ،العتبـة العباسـ ّية المق ّدسـة ،الحلّة ،ط1440 ،1هــ2019/م.
متخصص).
ّ موسوعي توثيقي
ّ الشيع ّية في الجزيرة العرب ّية(..عمل
50.المؤلّفات ّ
رؤى شـمس الديـن ،نشـرة أرشـيفو ،مركـز أوال للدراسـات والتوثيـق ،العـدد،12
2019م.
الحلبي(ت808هـ) .
ّ 51.مختصر متن المنار لإلمام ابن حبيب
الجميلـي ،دار النـور المبين ،عمـان ،ط،1
ّ دراسـة وتحقيـق :إسـماعيل عبـد عبـاس
2019م.
655 ريرحتلا ةأيه
مؤسسـي
52.مخطـوط مـن تاريـخ الشـريف العابـد أخـي محسـن مـع نسـب ّ
الدولـة الفاطميـة وبـدء الدعـوة اإلسـماعيلية وأخبـار الدعـاة القرامطـة.
الجنبـي ،دار المح ّجـة البيضـاء،
ّ جمعـه وأعـ ّده وحقّقـه :عبدالخالـق عبدالجليـل
2019م.
الهاجري.
ّ 53.مخطوطات جامع أبي قحطان
مؤسسـة ذاكـرة ُعمـان ،العـدد ،2
العيسـري ،مجلّـة الذاكـرةّ ،
ّ مح ّمـد بـن عامـر
1440هــ/م.
المقدسة.
ّ 54.مخطوطات كربالء
الكاشـاني (ت1385هــ) ،حميـد مجيـد ه ّدو،
ّ العلمـة السـ ّيد العبـاس
مخطوطـات ّ
المقدسـة ،كربلاء ،ط،1
ّ مركـز كربلاء للدراسـات والبحـوث ،العتبـة الحسـينيّة
1440هــ2019/م.
55.مخطوطـات ظفـار (نماذج مـن مؤلّفات علماء ظفار فـي ُدور المخطوطات
الخاصة).
ّ العا ّمة و
مؤسسـة ذاكرة ُعمـان ،العدد
العمـري ،مجلّة الذاكـرةّ ،
ّ سـعيد بـن خالـد بن أحمـد
1440 ،2هـ.2019/
56.مريق الدموع في مراثي الحسين أيام األسبوع.
انـي (ت1216هـ) ،تحقيق :سـامر ثامر
الشـيخ حسـين بـن مح ّمـد آل عصفـور البحر ّ
العلمي لتحقيـق تراث أهـل البيت،
ّ عـوض الحل ّّـي ،مجمـع اإلمـام الحسـين
العتبة الحسـين ّية المق ّدسـة ،كربلاء.2019 ،
57.مستدرك الذريعة إلى تصانيف الشيعة.
ّـي ،راجعـه وضبطـه ووضـع فهارسـه :مركـز تـراث النجـف علـي مجيـد الحل ّ
أحمـد ّ
األشـرف ،قسـم شـؤون المعـارف اإلسلامية اإلنسـان ّية ،العتبة العباسـ ّية المق ّدسـة،
النجـف ،ط2019 ،1م.
ثارتلا رابخأ نم 656
Heritage News
Prepared By
٦٤٣ From Heritage News Editorial Board
Answer a question about Crescent Annotated by:
Watch Maytham Sayyed Mahdi Al-Khatib
٢٦٩ Sayyed Abdul-Qaher Ibn Sayyid Al- Abbas Holy Shrine- Heritage Revival
Kazim al-Tubli al-Bahrani Center
Died 1310 A.H Iraq
Annotated by :
٢٩٥ Galen’
s Diagnosis of the diseases of Mohammad al-Attar, M.D., Ph.D.;
eyes Ph.D. in Arabic Midicine
Bahrain
Read…
Editor-in-chief
Praise be to Allah who taught by the pen, taught man that which he
knew not, and peace and blessings be upon the guider of nations and
savior of humanity from ignorance and injustice our holy prophet Abu
Al-Qasim Muhammad, and upon his honorable household…
It has and still is that our prodigious scholars’ pens bleed ink on pure
papers to quench the thirst of generations of knowledge seekers, to a point
where their work filled the selves of Islamic libraries. They were then kept
safe and protected by guardians who recognized what great knowledge
these papers contained. As a result, they inherited us books that contain
the essence of human knowledge.
Our inherited manuscripts that are available today between our hands
exist because of the great men of the ever giving Islamic nation, men who
give vast care towards sciences for all mankind without distinguishing be-
tween this or that on the basis of color, race, or even religion. Thus the
nations of different orientations acquired these great legacies - in vari-
ous ways -, saturated it in research, inspection and examination, benefited
from it in various areas of life, released it in a modern style, and placed it
between the hands of knowledge seekers so they may benefit from them.
These nations knew that they would not last and prosper unless their
generations were raised to a culture of consciousness, which can only come
fidential assessment of its validity for publication, and shall not be returned
to its owners, whether accepted for publication or not, according to the fol-
lowing regulations::
1. The researcher or reviewer will be informed of delivering the posted ma-
terial to be published within a period may not exceed the maximum of
two weeks.
2. The researchers should be reminded of the publication acceptance of the
editorial board within a period may not exceed the maximum of two
months.
3. The pieces of research, whose evaluators realize that it should be amended
or be added to, will be returned to their writers in order to be organized
accurately before publication.
4. The researchers will be informed if their pieces of research are rejected
without mentioning the reasons of rejection.
5. Every researcher will be given one copy of the issue in which his research
is published, with three separate pieces of research from the same pub-
lished material and a reward, as well.
• The published pieces of research express the opinions of their writers and do
not necessarily reflect the opinions of the journal.
• The pieces of research are arranged according to the technical considerations
which have nothing to do with the status of the researcher.
• The reviewer or the researcher who is not known for the journal has to
send on the journal email, a brief biographical note, his address and email,
for the introductory and documentary purposes on the following email:
kh@hrc.iq
• Editorial board reserves the right to make the required amendments upon
the approved pieces of research for publication.
The Publishing Terms
• The journal should publish the scientific pieces of research that are related to
the manuscripts and documents, reviewed texts, direct studies, and objective
critical follow-ups which are related to it.
• The researcher should commit himself with the requisites of the scientific re-
search and its rules in order to get benefit from its sources, and be within the
frame of the Researchers ’style during discussion and criticism. Otherwise,
the examined research or the text will contain certain topics that attempt to
raise the feeling of sectarianism or even sensitivity towards any belief, ideol-
ogy, or sect.
• The research should not be published previously or presented to other means
of publication. The researcher is responsible for doing an independent com-
mitment.
• The font should be in (Simplified Arabic). The texts printing size should be
(16), and the margines printing size should be (12), and the pages number
should not be less than (20).
• The reviewed research or text should be printed on the A4 type of paper in
one copy with a CD. The pages should be numbered successively.
• The research should be presented with its Arabic and English abstracts, each
in a separate paper including the title of the research.
• The familiar scientific principles, documentation and references should be
taken into account. The documentation should include the name of the
source, the number of the part and the page
• The research should be presented with a separate list of references including the
title of the source, the name of the author, the name of the investigator or the
interpreter if s/he is available, the publishing country name, the place of publi-
cation and finally the date of publication. The name of the books and pieces of
research should be arranged alphabetically. And if there are foreign references,
they should be added separately, i.e. not within the Arabic references
• Researches shall be subject to the scientific deduction program and to a con-
Prof. Dr. Waleed M. Khalis (Jordan)
Member of Arabic Language Academy of Jordan
Editor-in-chief
Sayid Layth Al- Musawi
Supervisor of the cultural and intellectual affairs section.
Editorial board
7KH+HULWDJH5HYLYDO&HQWUH
7KH0DQXVFULSWV+RXVHRI$O$EEDV+RO\6KULQH
Library and House of Manuscripts of Al-Abbas Holy Shrine. The Heritage Revival Centre.
AL-Khizanah : A Half Annual Scientific Journal which is Concerned with Manu-
scripts and Documents \ Issued by Abbas Holy Shrine The Heritage Revival Centre
The Manuscripts House of Al-Abbas Holy Shrine.- Karbala, Iraq : Abbas Holy
Shrine, The Manuscripts House, The Heritage Revival Centre, 1438 hijri = 2017-
Volume : Illustrations ; 24 cm
Semi-Annual.- Third Year, Issue No. Five and Six (October 2019)-
ISSN : 2521-4586
Includes Supplements.
Includes Bibliographies.
Text in Arabic abstract in Arabic and English.
1. Manuscripts, Arabic --Periodicals. A. title.
LCC : Z115.1 .A8364 2018 NO. 5-6
DDC : 011.31
Cataloging Center and Information Systems - Library and House Of Manuscripts Of Al-Abbas
ISSN : 2521-4586
Consignment Number in the Housebook and Iraqi
Documents: 2245, 2017
Iraq- Holy Karbala
You can contact or communicate with the journal via:
00964 7813004363 / 00964 7602207013
Web: Kh.hrc.iq
Email: Kh@hrc.iq
Post-Office: Holy Karbala P.o (233)
Al- Abbas Holy Shrine