Professional Documents
Culture Documents
اخلّلقة
اجمللة العربیة الدولیة للبحوث ا
دورية علمیة مفهرسة حمکمة يف جماالت العلوم اإلنسانیة واالجتماعیة
)ISSN: 0132-1133 (Online
)ISSN: 0122-4216 (Print
رئيس التحرير
أ.د .إسماعيل عمارة عقيب
ا
ب ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
تعريف اجمللة
صلى هللا عليه وسلمأجسر) اسم اخلاص جمللة العربية الدولية للبحوث اخلالقة ،هي اسم املخففة عن
إجنليزیة ) ) IAJCRمبعنی أجسر مجع جسر وهي نقطة االتصال بني الشيئني.
هتدف هذه اجمللة إىل إنتاج املعرفة وتطویر معارفها وخرباهتا يف جمال التخصص واألحباث املتعلقة
بالظواهر اللغویة واألدبية ،فضالً عن البحوث األصلية واجلدیدة يف جمال العلوم واألدب املختلفة ،ونشر
املعرفة واملوضوعات املتخصصة .واملشاكل املتعلقة بالظواهر اللغویة واألدبية ،واألساليب املتعلقة بالفكر
والتحليل والتجزیة لقضایا اللغة وظواهرها النقدیة يف األدب العريب ،القدمي واحلدیث واملرتبطة يف إطار
نظریات جدیدة.
أهداف اجمللة:
هتتم اجمللة علی جلب األساتذة والباحثني إىل جمال البحث العلمي مع موضوعات متخصصة لألدباء
واملثقفني والباحثني ،م ّكنت اجمللة نشر االنتاجات العلمية والبحثية ،حيث تتوفر شروط البحث العلمي،
واملتابعة بسياسة اجمللة .تلك اليت تأخذ يف االعتبار ظروف البحث العلمي هلا األسبقية من حيث أصالة
الفكر ووضوح األسلوبية واألصالة واجلودة املمتازة والكمية املنخفضة واجلدیة يف تقدمي وإعطاء وقت
للتعدیل.
Emil: iajcr.info@gmail.com
editorJournal.Iajcr@gmail.com
ا
ج ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
شروط النشر
اجمللة العربیة الدولیة هي جملة اللغة العربیة واألدب العصرية اليت تتعلق باملقاالت العربیة القیمة من
األساتذة والباحثني وعلماء املعرويني.
لغة اجمللة هي العربیة واإلجنلیزية والفارسیة.
ستكون اجمللة يصلیة تنشر أربع مرات يف السنة.
يتم احلكم على املقاالت من قبل اثنني من اخلرباء املعتمدين أحدمها داخل البلد وثانیهما خارج البلد.
يیما يتعلق بالنشر ،ستكون مجیع قواعد وأنظمة وزارة التعلیم العايل قابلة للتطبیق.
هیئة حترير اجمللة هي اجلهة الوحیدة املسؤولة عن أي قرار.
سیكون للمجلس احلق يف تعديل أو إلغاء أو تلخیص املادة املرسلة .سیقوم احملرر بإبّلغ الباحثني بآراء
اخلرباء يیما يتعلق بأي تغیري.
لیس من الضروري أن يوايق جملس اإلدارة على آراء الكاتب.
مسؤولیة املقاالت ستكون يقط على املؤلفني ولیس على IAJCRأو هیئة التحرير.
مبجرد استّلمها ،لن يتم إرجاع املقال سواء مت نشره أم ال.
رئیس التحرير
احلقول الدراسیة:
قضايا تعلیم اللغة العربیة لغريالناطقني هبا
ا
د ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
ا
ه ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
وذجا
النسوية يف رواية هباء طاهر (رواية خاليت صفیة والدير) من ً
334-363 للباحث إعجاز أمحد غنائي
ا
و ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
کلمة التحرير
بسم هللا الرمحن الرحیم
العلمية أمام الطالب والطالبات واألساتذة ،يف البدایة کان السبب وباء کوفيد ۹۱وبعد شهر أغسطس
و ُورود اجملاهدین (طالبان) يف مدینة کابول واعلن سبب إغالقها مشاکل اقتصادي و...حتی استمر
كبریا يف نفوسنا أثرها المیحى عن الذاكرتناجرحا ً
إلی هنایة العام اهلجري ،هذه احلروب والدمار ترك ً
مهما حاولنا نسيانه واإلعراض عنه ،الشك أن هذه الوقائع كانت كارثة عظيمة ،وثلمة ال تسد وفاجعة
كبریة اليت نزلت ساحة الشعب األفغاين املنكوبة.
ويف ظل هذه الظروف االستثنائة للواقعة واألزمة غری املسبوقة ،لقي استكتاب العدد الثامن إقباال
كبریا ،وتوصلت اجمللة بكم وافر من األعمال املرشحة للنشر .ورغم حاجز التحكيم الذي استبعد عددا
منها؛ فإن اليت ختطت هذه العتبة تفوق بكثری احلجم االعتيادي للمجلة ،مما دفع هيئة التحریر إىل الرفع
من احلجم اإلمجايل للعدد احلايل إىل ما یقارب الضعف ،ومع ذلك م تستطع استيعاب كل األعمال
املقلوبة ،وهو ما أجربنا على تأخری نشر بعضها إىل العدد التاسع .وإذ حنيط القراء والباحثني هبذا اإلكراه؛
فإننا نتوقع منهم حسن التفهم ،وتغلب روح التضامن وهلل احلمد من قبل ومن بعد ،وإیاه نسأل مسو
العزمیة وسبيل الرشد.
نشکر أسرة اجمللة علی صربها وعلی تکبدها عناء املتابعة والتدقيق يف هذه الظروف القاسية اليت
نعيش فيها ،کما هننئهم ألن العمل م یکن ليتم لوال جهودهم بعد فضل اهلل تعالی ،کما هننئ مجع
الباحثني والباحثات الذین نشروا أحباثهم يف هذا العدد ،راجني أن یتقبله اهلل من اجلميع.
نائب رئیس التحرير
أ.شریف هللا غفوري
ا
ح ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
ا
املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -كابول
International Arabic Journal of Creative Research
E - ISSN 0132-1133 P - ISSN 0122-4216
املجلد ،0العدد0202 -4م ص 432-424
OPEN ACCESS URL: www.iajcr.com
ُ َ َّ ْ َ
الزل َزلة (دراسة أدبية) سورة
ا
سيدـة سوما نظري
أستاذة يف قسم اللغة العربية بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ،جامعة هراة -أفغانستان
soma.nazary@gmail.com
تاريخ استّلم املقالة | DOI:321354310/IAJCR0203v0n6r6 | 0202/۰۱/02 :تاريخ قبول املقالة0202/۰۱/21 :
املقدمة
القرآن کتاب معجز وحتفة أدبية یؤثر فی القلب تأثریا ال میکن ألی کتاب آخر ،ورمبا إحدی من أسباب
هذا التأثری امتزاجه وامتالئه بالتصاویر األدبية والفنية حبيث جیعله ینفذ القلب والعقل کالنجم الثاقب نفوذا
شدیداً .املقومات األدبية عبارة عن عناصر تعطی النص مسات أدبية وجتعله أکثر حيویة ونشاطا ،اعتنی به
علماء البالغة منذ القدمي و لکن ال هبذا االسم و هذه األرکان و األصول املوجودة التی نشاهدها اآلن ،إال
النص القرآين و وضعوا مقومات جدیدة .فهؤالء ال یرون القرآن أن فی القرون األخریة ،انتبه العلماء بأدبية ّ
کتاب هدایة فقط ،بل حتفة أدبية ال ینازعه أی أثر أدبی منذ نزوله إلی العصر احلدیث .و حاول األدباء أن
یکشفوا عن األسرار األدبية املوجودة فی الطبقة التحتانية فی آی القرآن ليصلوا إلی مشاهد ترینا مدی أدبية
النص القرآين.
سورة الزلزلة من السور القصریة التی أنزلت بعد هجرة الرسول صلی هللا عليه وسلم وتکون مليئة بالعناصر
األدبية من الصور الفنية و املوسيقی القرآنية األخاذة .مبا أن سورة الزلزلة جزء من القرآن وال حمالة مليئة بالعناصر
األدبي ة کما یری ،إال أن هذا البحث یرید إلقاء الضوء علی مشاهد أدبية فی السورة للعثور علی ما جاء فی
السورة من التصاویر األدبية و املوسيقی و التجسيم و التشخيص و عناصر أخری جعلتها ختلب علی القلوب.
إضافة علی ذلک موضوع السورة کان غيبيا و انتزاعيا ،قصرت اللغة عن تعبریه املباشر إال إذا مزجت بالصور
لتجسمه جتسيما یوضح األمر .لذلک یهم الباحثة البحث فی السورة للوصول إلی األسرار املکنونة املغيبة عن
العيون و اخلفية عن البصائر و املبيَّنة فی التصاویر األدبية.
أمهیة البحث :اعرتف اللغویون بأن القرآن هو نص أدبی میتاز باإلعجاز األديب ،ال میکن ثبوت هذا
اإلدعاء إال من خالل دراسة النصوص درسا أدبيا مطابقا ألصول البالغة القدمیة واجلدیدة و السيما البالغة
النص القرآين األدبية من التصویر والتناسق واملوسيقی وغریها من تلك العناصر
اجلدیدة و احلصول علی مقومات ّ
النص القرآين فی سورة الزلزلة ليثبُت لنا أن هذا الکتاب معجزة
األدبية .لذا قام هذا البحث بدراسة أدبيَّة ّ
أدبية.
أسئلة البحث :السؤال األصلی :ما هي عناصر النص األديب يف سورة الزلزلة و کيف نعثر عليها؟
األسئلة الفرعية :کيف یکون التصویر الفين الذی نشاهده يف سورة الزلزلة؟
ما هي آليات التناسق الفين يف السورة؟
ا
714 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
سورة الزلزلة
سورة الزلزلة مدنية وهى ىف أسلوهبا تشبه السور املكية ملا فيها من أهوال وشدائد یوم القيامة وهى هنا
تتحدث عن الزلزال العنيف الذى یكون بني یدى الساعة كما تتحدث عن انصراف اخلالئق من احملشر إىل
اجلنة أو النار وانقامسهم إىل أصناف ما بني شقي وسعيد (الصابوين ،3304 :ج .)530 :6یقول سيد قطب
فی تفسریه« :هذه السورة مدنية يف املصحف ويف بعض الروایات ومكية يف بعض الروایات األخرى .وحنن
نرجح الروایات اليت تقول بأهنا مكية .وأسلوهبا التعبریي وموضوعها یؤیدان هذا .إهنا هزة عنيفة للقلوب الغافلة.
هزة یشرتك فيها املوضوع واملشهد واإلیقاع اللفظي .وصيحة قویة مزلزلة لألرض ومن عليها فما یكادون یفيقون
حىت یواجههم احلساب والوزن واجلزاء يف بضع فقرات قصار! وهذا هو طابع اجلزء كله ،یتمثل يف هذه السورة
متثال قویا»(قطب ،3334 ،ج.)6353 :3
املوضوع الرئيس واحملور الذی حتدث عنه السورة ،هو موضوع غيبی عن قيام الساعة وأحوال الناس
واألرض وما جیری عليها «من اضطراهبا املقدر هلا عند النفخة األولی أو الثانية ،أو املمکن هلا أو الالئق هبا فی
احلکمة» (بيضاوی:4000 ،ج .)558 :6موضوع م یره البشر قط فال یتعود ذهنه مبا یقال له من هذا األمر،
لذلک أراد ربنا أن یبني املوضوع متام البيان وجیعله ملموسا ومشهودا أمام أعني الناس حبيث یلمسه البشر
وحیسه کما یشاهد تصویرا فی الواقع.
مشاهدة باستخدام عناصر وآليات عدة من ألجل ذلک نری أن األهوال واألحوال املوضوعة فی السورة َ
التصویر الفين ،والتناسق الفين ،والتجسيم والتشخيص واستخدام عناصر القصة حليویة املوضوع حينا بعد حني.
أوال :التصوير الفين
التصویر هو األداة املفضلة فی أسلوب القرآن .فهو یعرب بالصورة احملسة املتخيلة عن املعنی الذهنی،
واحلالة النفسية ،وعن احلادث احملسوس ،واملشهد املنظور ،وعن النموذج اإلنسانی والطبيعة البشریة .مث یرتقی
بالصورة التی یرمسها فيمنحها احلياة الشاخصة ،أو احلرکة املتجددة .فإذا املعنی الذهنی هيئة أو حرکة؛ وإذا
احلالة النفسية لوحة أو مشهد؛ وإذا النموذج اإلنسانی شاخص حی ،وإذا الطبيعة البشریة جمسمة مرئية .فأما
احلوادث واملشاهد والقصص واملناظر ،فریدها شاخصة حاضرة؛ فيها احلياة ،وفيها احلرکة ،فإذا أضاف إليها
احلوار فقد استوت هلا کل عناصر التخييل .فما یکاد یبدأ العرض حتی حیيل املستمعني نظارة؛ وحتی ینقلهم
نقال إلی مسرح احلوادث األول الذی وقعت فيه أو ستقع؛ حيث تتوالی املناظر ،وتتجدد احلرکات ،وینسی
املستمع أن هذا کالم یتلی ،ومثل یضرب ویتخيل أنه منظر یعرض ،وحادث یقع .فهذه شخوص تروح علی
ا
714 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
املسرح وتغدو ،وهذه مسات االنفعال بشتی الوجدانات ،املنبعثة من املواقف ،املتساوقة مع احلوادث؛ وهذه
کلمات تتحرک هبا األلسنة ،فتم عن األحاسيس املضمرة(قطب.)63 :4036 ،
التصویر الذي نشاهده اآلن يف سورة الزلزلة ،تصویر ذو مشاهد متعددة عند قيام الساعة علی خشبة
املسرح القرآنی؛ ففی املشهد األول نری زلزلة األرض واضطراهبا و«حتریکها الشدید املناسب لعظمتها»(احمللی
والسيوطی ،)533 :4006 :زلزلة تتکرر وال تنتهی مبجرد احلدوث بعد ثوان عدة ،بل تدوم وتستمر حتی متأل
العني من مشاهدهتا فی املشهد ،مث تری لوازم الزلزلة بعد حدوثها من إخراج األرض مکنوناهتا الثقيلة والثمينة
التی دفنت حتت الرتاب منذ خلقت األرض إلی یوم فناءها ،فاآلن ال تصرب األرض علی ما دفنها فيخرجها
من بطنها لتشاهد .أی «إنه یوم القيامة حيث ترجتف األرض الثابتة ارجتافا ،وتزلزل زلزاال ،وتنفض ما يف جوفها
نفضا ،وخترج ما یثقلها من أجساد ومعادن وغریها مما محلته طویال .وكأهنا تتخفف من هذه األثقال ،اليت
محلتها طویال! وهو مشهد یهز حتت أقدام املستمعني هلذه السورة كل شيء ثابت وخیيل إليهم أهنم یرتحنون
ویتأرجحون ،واألرض من حتتهم هتتز ومتور! مشهد خیلع القلوب من كل ما تتشبث به من هذه األرض ،وحتسبه
ثابتا باقيا وهو اإلحیاء األول ملثل هذه املشاهد اليت یصورها القرآن ،ویودع فيها حركة تكاد تنتقل إىل أعصاب
السامع مبجرد مساع العبارة القرآنية الفریدة!» (قطب ،3334 ،ج .)6353 :3ففی املشهد الثانی یظهر
اإلنسان الفزع ویتعجب من أمر األرض ویقول ما حدث هبذا األرض؟ فعندما یری األرض «تزلزل وتلفظ أمواهتا
أحياء فيقول ذلک ملا یبهره من األمر الفظيع .کما یقول :من بعثنا من مرقدنا؟» (الزخمشری.)3435 :4003 ،
«وهو سؤال املشدوه املبهوت املفجوء ،الذي یرى ما م یعهد ،ویواجه ما ال یدرك ،ویشهد ما ال میلك الصرب
أمامه والسكوت .ما هلا؟ ما الذي یزلزهلا هكذا ویرجها رجا؟ ماهلا؟ وكأنه یتمایل على ظهرها ویرتنح معها
وحیاول أن میسك بأي شيء یسنده ویثبته ،وكل ما حوله میور مورا شدیدا! «واإلنسان» قد شهد الزالزل
والرباكني من قبل .وكان یصاب منها باهللع والذعر ،واهلالك والدمار ،ولكنه حني یرى زلزال یوم القيامة ال جید
أن هناك شبها بينه وبني ما كان یقع من الزالزل والرباكني يف احلياة الدنيا .فهذا أمر جدید ال عهد لإلنسان
به .أمر ال یعرف له سرا ،وال یذكر له نظریا .أمر هائل یقع للمرة األوىل!» (قطب ،3334 ،ج.)6355 :3
مث یبدأ املشهد الثالث فيأتی األرض حيث أحضرها اهلل تعالی ویسأهلا عما حدث عليها من خری وشر فاألرض
مأذونة مبا تفعل وحتدث بأحادیث وأخبار جدیدة م یسمعها أحد قبل أن تنطق األرض هبا وهذا من وحی اهلل
عليها وإذنه إیاها باحلدیث .مث یأتی املشهد الرابع وهو موقع خروج الناس فإما وقت خروجهم «من القبور
إلی املوقف متفرقني حبسب مراتبهم لریوا جزاء ما فعلوا فی حياهتم» (بيضاوی ،ج .)553 :6وإما خروجهم
ا
724 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
و« انصرافهم من موقف احلساب متفرقني ،فآخذ ذات اليمني إلی اجلنة وآخذ ذات الشمال إلی النار لریوا
جزاء أعماهلم من اجلنة أو النار(احمللی والسيوطی .)533 :4006 :وأخریا نصل إلی آخر املسرحية ونشاهد
املقطع األخري اخلامس ،مشهد رؤیة الناس سعيهم وأعماهلم ونتيجة ما مسعوا من وعد ووعيد فی الدنيا ،حتی
مشاهدا ،فالنتيجة إما النار وإما اجلنة ،مع أن هنا
لوکان العمل مبقدار ذرة أو أصغر منها فریاه صاحب العمل َ
م حیدث عن النتيجة بل احلدیث عن األعمال نفسها ،واليت یراها اإلنسان يف اليوم اآلخر رأي العني جمسمة
وملموسة .فها هو التصویر الذی ندرکه بالتخييل ونشاهده بالعني ونسمعه باألذن.
ثانیا :التناسق الفين
املراد من التناسق الفين فی النص البحث عن «املواضع التی یتناسق فيها التعبری مع احلالة املراد تصویرها؛
فيساعد علی إکمال معا م الصورة احلسية أو املعنویة» (قطب .)30 :4036 :یظهر التناسق فی النص عندما
نراه کرسم واحد وجند فيه وحدة وألوانا متناسبة به وأجزاء مقسمة فيه تقيسما مالئمة بکلية النص .واآلن نعثر
علی هذا التناسق من خالل هذه املواضع الثالثة :االنسجام املعنوی ،واالتساق اللفظی والتناغم املوسيقی.
االنسجام املعنوی
یعد االنسجام مظهر من املظاهر النصية فال میكن مثال أن جند نصا منسجما دون أن یكون متسقا ،إال
أن االنسجام اعم من االتساق حبيث انه ینظر إىل العالقات اخلفية داخل النص (خطايب.)36 :3333 ،
هناك جمموعة من املبادئ اليت تساهم يف حتقيق االنسجام وهي :مبدأ السياق ،مبدأ التشابه ومبدأ التغریض.
مبدأ السیاق :السياق بناء نصي كامل من فقرات مرتابطة ،يف عالقته بأي جزء من أجزائه أو تلك
األجزاء اليت تسبق أو تتلو مباشرة فقرة أو كلمة معينة ،ودائماً ما یكون السياق جمموعة من الكلمات وثيق
الرتابط حبيث یلقي ضوء ال على معاين الكلمات املفردة فحسب بل على معىن وغایة الفقرة بأكملها(فتحي،
.)53 :4000أ و هو أطر عام تنظم فيه عناصر النص ووحداته اللغویة ومقياس تتصل بواسطة اجلمل فيما
بينها وترتابط وبيئة لغویة وتداولية ترعى جمموعة العناصر املعرفية اليت یقدمها النص للقارئ ،حيث أنه بالسياق
یفهم معنی الكلمة أو اجلملة وذلك یوصلها باليت یُفهم قبلها أو بالتايل بعدها حىت تتضح الداللة املرادة وكثریا
ما یرد الشبه بني اجلمل والعبارات مع بعض الفوارق اليت متيز بينها وال نستطيع تفسری تلك الفوارق إال بالرجوع
إىل السياق اللغوي وحلظ الفوارق الدقيقة اليت طرأت بني اجلمل فاختالف سياقات األلفاظ جیرنا حتما إىل
معىن خمالف للسياق األول(مرمي.)63 :4032 ،
ا
721 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
هذه السورة مرتابطة األجزاء یلقی کل جزء الضوء علی غایة السورة وهدفها القصوی وهی تصویر زلزلة
األرض عند هنایة احلياة عليها ،فالسياقات املوجودة فی السورة ضمن هذا اإلطار العام ینقسمها املفسرون إلی
ثالثة سياقات:
أشراط الساعة وعالمات وقوعها؛ فشهادة األرض مبا فعل اإلنسان عليها؛ مث تقسيم الناس إلی السعداء
واألشقياء بعد رؤیة أعماهلم(مکارم شریازي .)38 :3623 ،کأن کل سياق یتلو السياق اآلخر ویرتبط مبا
قبلها ومبا بعدها أشد االرتباط .ليس هذا فقط ،بل الکلمات واملفردات وحتی األصوات املستخدمة فی السورة
کلها تقدم للقارئ ،الدالالت العامة للسورة.
ليس هذا فقط ،بل إن السورة شدیدة االرتباط مبا قبلها من اآلیات فی آخر سورة «البينة» ،سورة البينة
تدور يف فلك نقطة واحدة وهي بينة اليوم اآلخر؛ وهي رؤیة الناس ألعماهلم اليت ارتكبوها يف احلياة الدنيا ،فإذا
كانت البينة يف الدنيا كتبا یؤتيها اهلل عزوجل رسله ،یبلغوهنا للناس ،فتقيم عليهم احلجة ،ففي ذلك اليوم تكون
البينة بكتب أخرى ،وهي كتب أعمال الناس ،كتب هي شاهد صدق ال یكذب ،مجعت ما اقرتفه اإلنسان
وما صدر عنه يف الدنيا ،مث تعرضه له يف اليوم اآلخر ،حبيث یراها بعينه! (الشاعر.)4008 :
انتهت السورة املاضية «البينة» بذكر حال الناس يف الدار اآلخرة كجزاء عادل هلم على موقفهم من البينة
ِ ِِ َّ ِ اب والْم ْش ِركِني ِيف نَا ِرجهنَّم خالِ ِد ِ ِ َّ ِ
ین ف َيها ْأولَئِ َ
ك ُه ْم َشر الَْربیَّةإ َّن الذ َ
ین ََ َ َ َ
ِ ِ
ین َك َفُروا م ْن أ َْه ِل الْكتَ ِ َ ُ َ بقوله تعاىل :إ َّن الذ َ
ین فِ َيها ِِ ِ ِ ٍ احلاتِأولَئِك هم خری الْ ِربیَِّةجزاؤهم ِع َ ِ
ند َرِّهب ْم َجن ُ
َّات َع ْدن َْجت ِري منتَ ْحت َها األَنْه َه ُار َخالد َ الص َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ َ َ َ ُ ُ ْ
آمنوا وع ِملُوا َّ ِ
َُ َ َ
ِ
ك ل َم ْن َخ ِش َي َربَّهُ. ِ أَبَداً َّر ِض َي َّ
ضوا َعْنهُ َذل َاهللُ َعْن ُه ْم َوَر ُ
وتبدأ هذه السورة الكرمیة بذكر مشهد سابق هلذا املشهد- ،والذي یتحقق بعده املشهد السابق -وهو
ِ
ض ِزلَْزا َهلَا ، ...فيكون ما ورد يف السورة املاضية متوقفا على ما سرید يف هذه السورة. قوله تعاىل :إِذَا ُزلْ ِزلَت األ َْر ُ
فجو السورتني «البينة» و«الزلزال» کلتيهما جو خشن ومظلم یکون مسایرا مع اهلول والفزع واحلریة ویالئم
سياق کل واحد منهما مع اآلخر وسياق بعض عباراهتا مع البعض اآلخر أیضا.
مبدأ التغريض :مفهومي التغریض والبناء یتعلقان باإلرتباط الوثيق بني ما یدور يف اخلطاب وأجزائه وبني
عنوان اخلطاب او نقطة بدایته .التغریض هو كل ما وقع يف صدارة الكالم وكل ما قيل يف أوله لذلك فإن نقطة
بدایة أي نص تكمن يف عنوانه أو اجلملة األوىل ،فالعنوان عنصر مهم يف سيميولوجيا النص ففيه تتجلى جمموعة
من الدالالت املركزیة للنص األديب(خطابی.)53 :3333 ،
ا
722 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
عنوان السورة «الزلزلة» أو «الزلزال» الذی یتجلی فيه کل ما جاء فی السورة من الدالالت ،إذن له عالقة
وثيقة بالنص وما جاء فيه .فمن خالل دراسة أصوات کلمة العنوان ومقاطعه نعرف أنه ذو عالقة مبا یدور فی
النص:
حرف الزاء هلا صفة الصفری ،وتدل علی االزدحام والصوت والصخب والصياح واحلرکة ،تناسب مع
دالالت السورة.
حرف الالم هلا صفة االحنراف ،فتدل علی ميالن األرض وعوجها عند حدوث الزلزلة و ما حیدث عليها
عند الساعة.
تکرار املقاطع :تکررت مقاطع /زل /زل /فی الکلمة ليدل علی تکرار العمل واستمراره عند حدوثه،
فکأنه یقال أن الزلزلة ال ینتهی مبجرد احلدوث بل یستمر ليستغرق العا م کله ویفعل هللا ما یشاء.
إذن هذه الکلمة تالئم النص مالئمة شدیدة ولعب دوره املهم فيه .إضافة علی ذلك ،العنوان یکون
شدید الصلة مبا قبلها من اآلیات التی تدور حول القيامة وزلزلة الساعة؛ ألن حرف «اله » يف أول کلمة
«الزلزلة» فی العنوان یکون للعهد الذهنی؛ أی املخاطب یعرف شيئا ما عن املوضوع وليس خالی الذهن عنه
وليس األمر أمرا جدیدا ال یعاهده ذهن املخاطب ،بل األمر معهود عنده مبا جاء فی بقية اآلیات فی السور
األخری قبل السورة حول زلزلة األرض و ما حیدث عليها عند قيام الساعة.
االتساق اللفظي
االتساق عبارة عن ذلك التماسك الشدید بني األجزاء املشكلة لنص خطاب ویهتم فيه بالوسائل اللغویة
(الشكلية) اليت تصل بني العناصر املكونة جلزء من خطاب أو خطاب برمته(خطايب .)5 :3333 ،ومن أهم
أدوات االتساق هي :اإلحالة أو املرجعية ،االستبدال ،احلذف ،الربط أو العطف ،االتساق املعجمي(النظام
والتکرار) (مرمي.)35 :4032 ،
اإلحالة :عالقة قائمة بني األمساء واملسميات ،فهي تعين العملية اليت مبقتضاها حتيل اللفظة املستعملة
على لفظة متقدمة عليها ،فالعناصر احمليلة كيفما كان نوعها ال تكتفي بذاهتا من حيث التأویل(دیهية:4032 ،
.)33
ظهرت اإلحالة فی هذه السورة بالضمری واسم املوصول کما نری فی القائمة:
ا
724 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
أعماهلم
أخبارها
الکلمة
حتدث
أثقاهلا
أوحی
یعمل
زلزاهلا
ربک
یروا
َمن
َمن
یره
هلا
هلا
هلا
یر
الرسول
األرض
األرض
األرض
األرض
األرض
األرض
األرض
املرجع
أعمال
الناس
الناس
الناس
الناس
الرب
من
من
طبيعی أن املتکلم إذا أراد أن یتکلم حول شیء یهمه فيذکر امسه مرة بعد مرة ،ففی اآلیات اخلمسة
األولی نری کلمة األرض تتکرر مرات أو یرجع الضمری إليها وفی اآلیات الثالثة األخریة نری العمل والناس
أکثر مراجع الضمائر واملوصوالت (پاشازانوس ونبیپور ،)82 :3633 ،فهذا یبني حماور السورة ومدی اهتمام
الرب سبحانه وتعالی مبا أراد تبيينه فی احملورین.
احلذف واالستبدال :االستبدال صورة من صور التماسك النصي ،اليت تتم يف املستوى النحوي املعجمي
بني كلمات أو عبارات ،وهي عملية تتم داخل النص .إنه تعویض عنصر يف النص بعنصر أخر ،وصورته
املشهورة إبدال لفظة بكلمات(دیهية .)45 :4032 ،واحلذف ظاهرة لغویة اختصت به مجيع اللغات االنسانية
دون استثناء حبيث یقوم املتكلم حبذف بعض الكلمات لتفادي التكرار وتوضيح املعين اللغوي للنصوص حبيث
یفهم من خالل املقام أو املقال ولذلك أخذت العنایة من قبل أصحاب االهتمام من لغویني وغریهم (مرمي،
.)46 :4032
یومئذ» -مرتني -جبمالت سابقة عليها تدل علی فی السورة استبدال حرکة «التنوین» فی کلمة « ٍ
متاسکها مع ما قبلها :التنوین فی الکلمة تنوین العوض عن اجلملة فی املرة األولی والثانية:
ٍ ِ
َخبَ َارَها ﴿ ﴾۴التنوین عوضت واستبدلت عن اآلیات الثالثة قبلها :یوم إِذ ثأْ أوال فی اآلیة :یهَ ْوَمئِذ ُحتَ ّد ُ
ال ِْ
اإلنْ َسا ُن َما َهلَا فتحدث األرض أخبارها. ض أَثْه َقا َهلَا َوقَ َ ت ْاألَرض ِزلْزا َهلا وأ ِ زلْ ِزلَ ِ
َخَر َجت ْاأل َْر ُ ْ ُ َََ ْ ُ
ِ
َّاس أَ ْشتَاتًا ليُهَرْوا أ َْع َما َهلُ ْم ﴿ ﴾۶التنوین عوض عن اآلیات اخلمسة التی ٍ ِ
ص ُد ُر الن ُ وثانياً فی اآلیة :یهَ ْوَمئذ یَ ْ
جاءت قبلها کما أشرنا وذکرنا آنفا.
فکما نشاهد حذفت اآلیات فی هذه املواضع وعوضت عنها بتنوین العوض ليکون ذکرها مکررا فی
ذهن السامع أو القارئ ،حبيث یسعی القارئ ليحفظ ما قرأ ليکون قرینة علی احملذوف وبذلک حیدث تعامل
شدید بني النص والقارئ بقراءة و تذکر اآلیات واألحوال.
ا
727 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
الربط أو العطف :یکون وسيلة التصال الکالم مبا قبلها «النص عبارة عن مجل أو متتاليات متعاقبة
خطيا ولكي ندركه كوحدة متماسكة حتتاج إىل عناصر رابطة متنوعة تصل أجزاء النص»(خطابی:3333 ،
.)44من عناصر الربط والعطف بني اآلیات فی هذه السورة جند هاتني حرفني (و ،فه ):
ٍ ِ
اإلنْ َسا ُن َما َهلَا﴿ ﴾۰یهَ ْوَمئِذ ُحتَ ّد ُ
ث ال ِْ ِ
ض ِزلَْزا َهلَا﴿َ ﴾۹وأَ ْخَر َجت ْاأل َْر ُ
ض أَثْه َقا َهلَا﴿َ ﴾۲وقَ َ ِ
إِذَا ُزلْ ِزلَت ْاأل َْر ُ
َّاس أَ ْشتَاتًا لِيُهَرْوا أ َْع َما َهلُ ْم﴿ ﴾۶فَ َم ْن یهَ ْع َم ْل ِمثْه َق َ
ال ص ُد ُر الن ُ
ٍِ
َخبَ َارَها﴿ ﴾۴بِأَ َّن َربَّ َ
ك أ َْو َحى َهلَا﴿ ﴾۵یهَ ْوَمئذ یَ ْ أْ
االتساق املعجمي(التضام والتکرار) :هو عبارة عن وجود ألفاظ ذات عالقة وارتباط باجلو النصي اليت
جتعل املخاطب فی جو املوضوع .ویتبارز فی نوعني مها:
التکرار :شكل من أشكال االتساق املعجمي ویتطلب أعادة عنصر معجمي أو ورود مرادف له أو
عنصر مطلق أو امسا عاما (خطابی.)43 :3333 ،
تكرار احلرف :الزاء فی العنوان واآلیة األولی ،الضاد فی اآلیة األولی والثانية ،اهلاء يف کل آیات السورة،
القاف فی نصف آیات السورة.
تکرار املقاطع/ :زل /فی العنوان واآلیة األولی/ ،ها /يف اآلیات اخلمسة األولی ،املد /آ /فی اآلیات
یومئذ تکرار اجلملة :ومن یعمل کلها ،تکرار الکلمة :الزلزال (مع مشتقها زلزلت) ،األرض ،هاء الضمریٍ ،
ض أَثْه َقا َهلَا ﴿﴾۲ ت ْاألَرض ِزلْزا َهلا ﴿ ﴾۹وأ ِ مثقال ذرة ،یره تکرار الوزن (توازی املبانی) :إِ َذا زلْ ِزلَ ِ
َخَر َجت ْاأل َْر ُ
َ ْ ْ ُ ََ ُ
ال ذَ َّرةٍ َشًّرا یهََرهُ ﴿﴾۸ ِ فَ َم ْن یهَ ْع َم ْل ِمثْه َق َ
ال ذَ َّرةٍ َخْيهًرا یهََرهُ ﴿َ ﴾۷وَم ْن یهَ ْع َم ْل مثْه َق َ
التضام :وهو نوع من أنواع االتساق املعجمي ویقصد به توارد زوج من الكلمات بالفعل أو بالقوة نظراً
الرتباطها حبكم الرتادف أوالتضاد والتقابل(خطابی.)45 :3333 ،
أوال فریق من الکلمات التی ترادف معا :زلزلت ،زلزاهلا واألرض /حتدث ،أخبار /رب ،أوحی /مثقال،
ذرة.
ا
724 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
ثانياً :فریق من الکلمات التی تقابل معا :خریا ،شرا کل هذا یبني االتساق املعجمی فی تکرار إما فی
تکرار بعض الکلمات تکرارا تاما أو فی اإلتيان بکلمات من أسرة واحدة بينها عالقة التضاد أو الرتادف.
التناغم املوسیقي
عدل فی التعبری عن الصورة
إن اإلیقاع فی اآلیات والفواصل تبدو واضحة فی کل موضع ودليل ذلک أن یُ َ
القياسية للکلمة إلی صورة خاصة ،أو أن یبنی النسق علی حنو خیتل إذا قدمت أو أخرت فيه ،أو عدلت فی
النظم أی تعدیل(قطب .)305 -303 :4036 ،نشاهد فی النص تناسب موسيقی األصوات مع جو النص
العام ،فيظهر فی النص موسيقی خشنة وغلظة من بدایته إلی هنایته ،اختریت الکلمات املناسبة باجلو واألصوات
املالئمة باملوضوع التی توحی مبوسيقی خشنة للنص:
ِ
إِذَا ُزلْ ِزلَت ْاأل َْر ُ
ض ِزلَْزا َهلَا؛ صوت الزاء هلا صفری وکما أشرنا تدل علی الصوت واالزدحام والصياح وهذا
مناسب مع سياق السورة فی املعنی والزلزلة التی جتلب صياح املخلوقات و حترک األرض ،ولو أبدلت الکلمة
بکلمات مثل اهتزت ورجفت ملا دلت علی هذا املدلول .حرف الضاد من األصوات القویة التی تدل علی
الغلبة حتت الثقل وتکون إشارة إلی قوة زلزلة األرض وهزهتا .حرف الالم هلا صفة االحنراف وتدل علی احنراف
األرض وميالهنا عند الزلزلة ،وحرف الراء هلا صفة التکریر ،فتدل علی تکریر العمل مرة بعد مرة .مث بعد کل
ذلک تکرار املقطع /زل /فی العنوان واآلیه تدل علی تکرار الزلزلة مرات عدیدة ،واستخدام الکلمة جمهوال
وکون الضمة علی الکلمة جیعلها أکثر ثقال وخشونة (.مشکني فام وحيدری.)۹۶۸ ،۹۶۷ :۲۳۹۵ ،
یدل علی
لقد أخذت دالالت احلروف من کتاب عبداهلل العالیلی فی کتابه هتذیب املقدمة اللغویة ،وماذکرت املصدر؛ یری عبداهلل العالیلی أن :اهلمزة ّ
ویدل علی القوام الصلب بالتفعل .التاء
ویدل علی ما یصری طبعا من الصفات /الباء علی بلوغ فی الشئ بلوغا تاما ّ
اجلوفية ،وعلی ما هو وعاء املعنی ّ
یدل علی العظم مطلقا /احلاء
یدل علی التعلق بالشئ تعلقا له عالمته الظاهرة سواء فی احلس أو املعنی /اجليم ّ
یدل علی االضطراب فی الطبيعة /الثاء ّ
ّ
یدل علی املطاوعة واالنتشار ،وعلی التالشی مطلقا /الدال یدل التصلب،و علی التغری
یدل علی التماسک البالغ وباالخص فی اخلفيات /اخلاء ّ
ّ
یدل علی السعة والبسطة/
یدل علی التقلع القوی أو االنتزاع القوی /السني ّ
یدل علی شيوع الوصف /الزای ّ
یدل علی التفرد /الراء ّ
املتوزع /الذال ّ
یدل علی امللکة الصفة ،وعلی االلتواء
یدل علی الغلبة حتت الثقل /الطاء ّ
یدل علی املعاجلة /الضاد ّ
یدل علی التفشی بغری نظام /الصاد ّ
الشني ّ
یدل علی
یدل علی کمال املعنی فی اخلفاء /الفاء ّ
اخللو مطلقا /الغني ّ
خلو الباطن ،أو علی ّ
یدل علی ّ
یدل علی التمکن /العني ّ
واالنکسار /الظاء ّ
یدل علی الشئ ینتج عن الشئ فی احتکاک /الالم
یدل علی املفاجأة التی حتدث صوتا /الکاف ّ
یدل علی املعنی الکنائی /القاف ّ
الزم املعنی ،أی ّ
یدل علی البطون فی الشئ ،أو علی متکّن املعنی مت ّکنا تظهر أعراضه/
یدل علی االجنماع واالنضمام /النون ّ
یدل علی االنطباع بالشئ بعد تکلّفه /امليم ّ
ّ
یدل علی االنفعال املؤثر فی البواطن(مشکني فام وحيدری،۹۶۷ :۲۳۹۵ ،
یدل االنفعال املؤثر فی الظواهر /الياء ّ
یدل علی التالشی /الواو ّ
اهلاء ّ
.)۹۶۸
ا
724 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
ض أَثْه َقا َهلَا؛ هکذا حرف اخلاء ،واجليم ،والضاد والقاف من احلروف القویة تبني قوة الزلزلة وأ ِ
َخَر َجت ْاأل َْر ُ َ ْ
یدل علی املفاجأة التی حتدث یدل علی املطاوعة واالنتشار ،وعلی التالشی مطلقا والقاف ّ مرة أخری ،اخلاء ّ
صوتا وهذه املعانی تناسب مع جو العام يف السورة .ولوبدلنا کلمة األثقال بکلمات أخری مثل األمحال واألوزار
ملا دلت علی هذه املدلوالت وملا تناسب أخو ِاهتا من الکلمات األخری يف اآلیة.
اإلنْ َسا ُن َما َهلَا؛ تکرر املد الطویل فی هذه اآلیة أربعة مرات وتدل علی طول العمل واستمرارها کما ال ِْ َوقَ َ
دلت بقية العناصر اللغویة علی هذا.
ٍ ِ
ك أ َْو َحى َهلَا؛ حرف احلاء من احلروف الضعيفة اخلفية تدل علی التماسك َن َربَّ ََخبَ َارَها بِأ َّ
ثأْ یهَ ْوَمئِذ ُحتَ ّد ُ
البالغ وباألخص فی اخلفيات ،وهکذا التحدیث هو اإلخبار عن األحادیث اجلدیدة التی خفيت عن أعني
الناس ال األخبار التی یعرفوهنا .فتنتشر تلک األخبار بني الناس ،ليس هذا خربا واحد فقط بل أخبار کثریة!
والذی أخرب األرض هبذه األخبار اخلفية ربک یا أیها اإلنسان! الذی أهلم األرض أن حتدث ما تعلم عن
اإلنسان.
َّاس أَ ْشتَاتًا لِيُهَرْوا أ َْع َما َهلُم؛ حرفا الصاد والسني هلما صفة الصفری التی تدل علی الصوت ص ُد ُر الن ُ
ٍِ
یهَ ْوَمئذ یَ ْ
والصياح وظهور العمل؛ أی یصرخ الناس عندما خیرجون من القبور ویکون خروجهم مصاحبا بالصياح،
وخروجهم من القبور قد ُشبّه خبروجهم من اآلبار باستخدام کلمة یصدر فی اآلیة بدال من خیرج؛ ألن الصدور
فی الواقع اخلروج من املاء ضد الورود .حرف الشني فی کلمة أشتاتا ،هلا صفة التفشی وحرف التاء هلا صفة
الشدة وتدل علی االضطراب فی الطبيعة؛ إضافة علی ذلک تکررت التاء لتدل علی تکرار العمل؛ فالناس
خیرجون متفرقني مضطربني منتشرین فی احملشر وهذا ليس فی عدة ثو ٍان أو دقائق بل مستمرة إلی ماشاء هللا!
وقد یستقل لفظ واحد –ال عبارة کاملة -برسم صورة شاخصة کما نری فی کلمة أشتاتا فی هذه اآلیة.
ال ذَ َّرةٍ َخْيهًرا یهََرهَ .وَم ْن یهَ ْع َم ْل ِمثْه َق َ
ال ذَ َّرةٍ َشًّرا یهََره؛ فی اآلیة توازی الوزن الذی یعطی النص فَ َم ْن یهَ ْع َم ْل ِمثْه َق َ
موسيقی ونغمة ولکن موسيقی احلروف فی هاتني اآلیتني ليست هی نفس املوسيقی التی رأیناها آنفا فی
تدل علی التعلق بالشئ تعلقا له عالمته الظاهرة سواء فی احلس أو املعنی، اآلیات قبلها ،فمثال حرف الثاء ّ
اخللو مطلقا؛
خلو الباطن ،أو علی ّ تدل علی ّ تدل علی شيوع الوصف ،العني ّ تدل علی التفرد ،الراء ّ الذال ّ
کل یری عمله وهذا الخیتص بشخص واحد بل شائع بني مجيع أفراد البشر ومهما کان کتابه فيلقاه ویتعلق أی ٌ
به شدید التعلق منفردا عن کل ما کان له فی حياته خاليا عن بقية أعوانه فی احلياة الدنيا .هذه هی موسيقی
احلروف ومدلوالهتا التی توحی هبذه املعانی.
ا
724 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
ا
724 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
رابعا :القصة
التعبری القرآين یتناول القصة بریشة التصویر املبدعة التی یتناول هبا مجيع املشاهد واملناظر التی یعرضها ،فيستحيل
القصة حادثاً یقع ومشهدا جیری ،ال قصة تروی وال حدثا قد مضی(قطب .)330 :4036 ،یستخدم القرآن أسلوب
القصة فی بيان املعانی الذهنية والروحية والغيبية لتکون األحداث حمسوسة وملموسة للبشر ویفهمها ویهضمها هضما
تاماً ،من عناصر القصة :الشخصية ،واألسلوب واحلوار ،واألحداث ،والزمان ،واملکان ،والبدایة والعقدة واحلل وغریها
من العناصر الفرعية.
سورة الزلزلة حتتوی علی قصة بعناصرها ،ففکرة القصة واحلدث الرئيسی فيها هی زلزلة األرض عند حدوث
الساعة ،الشخصيات التی تقوم بالدور الرئيسی فی إبراز هذه الزلزلة للقارئ هی األرض واإلنسان ،فيدور بينهما حوار
ال ِْ
اإلنْ َسا ُن َما َهلَا َما َهلَا؟ بدال من أن یقال :تعجب اإلنسان مما حدث علی األرض! لتذهب القصة إلی األمام فقيلَ :وقَ َ
فاألحداث فی بيئة زمنية ومکانية خاصة .الزمان هو زمان حدوث الساعة واملکان الکرة األرضية أو احملشر .مث نشاهد
فی القصة بدایة وعقدة وحالً :بدایة القصة حدوث الزلزلة فی األرض وعقدة القصة حتدیث األرض مبا جری عليها من
أعمال الناس وإبرازها ما خفيت وعميت علينا من األحادیث واألخبار اجلدیدة ،مث نصل إلی النهایة واحلل وهو رؤیة
الناس أعماهلم ولو کان کمثقال ذرة ،رؤیة العني شهودا .هذا األسلوب جعل املوضوع حيا حیسه اإلنسان بسهولة
ویسر.
النتیجة
میكن إمجال نتائج البحث الرئيسية فی املوضوعات التالية:
-سورة الزلزلة تدور حول زلزلة األرض واضطراهبا یوم الساعة وما حیدث عليها ذلك احلني وتکون غریمرئية للبشر ال
مشاهدة
میکن التمکن من فهمها إال من خالل بعض احليل األدبية فألقی هذا املوضوع الغييب إلی القارئ يف صور َ
باستخدام عناصر وآليات عدة من التصویر الفين،والتناسق الفين ،والتجسيم والتشخيص واستخدام عناصر القصة
حليویتة املوضوع حينا بعد حني.
-لقد ألقی املوضوع إلينا يف سورة الزلزلة کرسم متحرك ویکون تصویره الفين ذا مشاهد متعددة عند قيام الساعة
فکأن کل مشهد یقام علی خشبة املسرح القرآين یکون ملموسا وحمسوسا.
-یظهر التناسق فی النص وجیعله کرسم واحد وجند فيه وحدة وألوانا متناسبة به وأجزاء مقسمة فيه تقيسما مالئمة
بکلية النص .والعثور علی هذا التناسق ال یکون إال من خالل هذه املواضع الثالثة :االنسجام املعنوی ،واالتساق
اللفظی والتناغم املوسيقی.
ا
724 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
األستاذة سوما نظري سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)
یکون النص منسجما يف املعنی ومتسقا يف األلفاظ والعبارات ونشاهد فيها تناسب موسيقی األصوات مع جو -
النص العام ،فيظهر يف النص موسيقی خشنة وغلظة من بدایته إلی هنایته.
ففي آیات سورة الزلزلة نشاهد التجسيم والتشخيص يف عدة مواضع لتکون الصورة أوضح وأکثر شهودا للقارئ، -
ومع ذلك یستخدم القرآن أسلوب القصة لبيان هذا املعنی الغييب يف سورة الزلزلة لتکون األحداث حمسوسة
وملموسة للبشر ویفهمها ویهضمها هضما تاماً ،فيُلقی املوضوع يف قالب قصة.
يهرس املراجع
.3البيضاوي ،أبو سعيد عبداهلل .)4000( .أنوار التنزيل وأسرار التأويل؛ تفسري البیضاوي .حتقيق حممد صبحي بن حسن
حالق والدکتور حممود أمحد األطرش 6 .جملدات .بریوت :دار الرشيد ودار اإلمیان.
.4پاشازانوس ،امحد ،نبیپور ،مرمي« .)3633(.عوامل انسجام در سوره زلزال؛ به اساس نظريه هالیدی وحسن» .پژوهش
نامه معارف قرآنی ،السنة الثامنة ،الرقم .60
.6خطايب ،حممد .)3333( .لسانیات النص مدخل إىل انسجام اخلطايب .املغرب :دار البيضاء.
.3دیهية ،أوراری .)4032( .دراسة يف لسانیات النص :االتساق واالنسجام يف سورة امللك .مذكرة غریمطبوعة لنيل شهادة
املاسرت ،جامعة عبد الرمحان مریة جبایة.
.5رضایی ،مائده« .)3635( .زيبايی سورهی زلزال» مؤسسه علمی حتقيقی مکتب نرجس.
.3الزخمشری ،ابوالقاسم جار اهلل حممد .)4003( .تفسري الکشاف .اعتنی به خليل حممود شيحا ،الطبعة الثالثة ،بریوت :دار
املعرفة.
.2السيوطي ،جالل الدین واحمللی ،جالل الدین .)4006( .تفسري اجلّللني املیسر .حتقيق فخر الدین قباوة .لبنان :ناشرون.
.8الشاعر ،عمرو« .)4008( .سورة الزلزلة :هل األثقال هي البینة؟»https://amrallah.com/ .
.3الصابوين ،حممد علی .)3304( .صفوة التفاسري6 .جملدات .الطبعة الرابعة ،بریوت :دار القرآن الکرمي.
.30قطب ،سيد .)3334( .يف ظّلل القرآن 3 .جملدات ،الطبعة السابعة عشر ،القاهرة :دار الشروق.
.33فتحي ،إبراهيم .)4000( .معجم املصطلحات األدبیة .القاهرة :دار شرقيات.
.34قطب ،سيد .)4036( .التصوير الفين يف القرآن .الطبعة العشرون ،القاهرة :دار الشروق.
.36مرمي ،طحرور .)4032( .آلیات االتساق واالنسجام يف قصیدة الرب واحلظر أليب البقاء الرندی .مذكرة غریمطبوعة
لنيل شهادة املاجسرت ،املركز اجلامعي بلحاج بوشعيب -عني متوشنت.
.33مشکني فام ،بتول وحيدری ،مرمي« .)۲۳۹۵( .تطور الداللة الصوتیة يف اللغة العربیة» .الرقم ،۹۷السنة التاسعة :جملة
کلية الرتبية للبنات العلوم اإلنسانية ،صص۹۵۷ه.۹۷۵
.35مکارم شریازي ،ناصر .)3623( .تفسري منونه .طهران :دار الکتب اإلسالمية.
ا
744 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸