You are on page 1of 31

‫رئيس التحرير‬ ‫كلمة التحرير للمجلد الثاين‪ ،‬العدد الثامن لسنة الثانیة ‪2021‬م‬

‫‪International Arabic Journal of Creative Research‬‬


‫‪Peer Reviewed Academic Quarterly Research Journal‬‬

‫اخلّلقة‬
‫اجمللة العربیة الدولیة للبحوث ا‬
‫دورية علمیة مفهرسة حمکمة يف جماالت العلوم اإلنسانیة واالجتماعیة‬
‫)‪ISSN: 0132-1133 (Online‬‬
‫)‪ISSN: 0122-4216 (Print‬‬

‫العدد الرابع‪ ،‬المجلد الثاني ‪3441‬هـ‪0203/‬م‬

‫رئيس التحرير‬
‫أ‪.‬د‪ .‬إسماعيل عمارة عقيب‬

‫قسم البحوث العربية‬


‫رقم الدويل املعیاري (ردمد) ‪2002-4006‬‬
‫‪iajcr.info@gmail.com‬‬
‫‪www.iajcr.com‬‬

‫ا‬
‫ب‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫رئيس التحرير‬ ‫كلمة التحرير للمجلد الثاين‪ ،‬العدد الثامن لسنة الثانیة ‪2021‬م‬

‫تعريف اجمللة‬
‫(أجسر) اسم اخلاص جمللة العربية الدولية للبحوث اخلالقة‪ ،‬هي اسم املخففة عن إجنليزیة‬
‫)‪ )IAJCR‬مبعنی أجسر مجع جسر وهي نقطة االتصال بني الشيئني‪.‬‬
‫هتدف هذه اجمللة إىل إنتاج املعرفة وتطویر معارفها وخرباهتا يف جمال التخصص واألحباث املتعلقة‬
‫بالظواهر اللغویة واألدبية‪ ،‬فضالً عن البحوث األصلية واجلدیدة يف جمال العلوم واألدب املختلفة‪ ،‬ونشر‬
‫املعرفة واملوضوعات املتخصصة‪ .‬واملشاكل املتعلقة بالظواهر اللغویة واألدبية‪ ،‬واألساليب املتعلقة بالفكر‬
‫والتحليل والتجزیة لقضایا اللغة وظواهرها النقدیة يف األدب العريب‪ ،‬القدمي واحلدیث واملرتبطة يف إطار‬
‫نظریات جدیدة‪.‬‬

‫أهداف اجمللة‪:‬‬
‫هتتم اجمللة علی جلب األساتذة والباحثني إىل جمال البحث العلمي مع موضوعات متخصصة لألدباء‬
‫واملثقفني والباحثني‪ ،‬م ّكنت اجمللة نشر االنتاجات العلمية والبحثية‪ ،‬حيث تتوفر شروط البحث العلمي‪،‬‬
‫واملتابعة بسياسة اجمللة‪ .‬تلك اليت تأخذ يف االعتبار ظروف البحث العلمي هلا األسبقية من حيث أصالة‬
‫الفكر ووضوح األسلوبية واألصالة واجلودة املمتازة والكمية املنخفضة واجلدیة يف تقدمي وإعطاء وقت‬
‫للتعدیل‪.‬‬

‫‪Contact Us:‬‬ ‫عنوان املراسلة‬


‫‪International Arabic Journal of Creative Research‬‬
‫‪Afghanistan, Kabul, Third District, Street#1, Shams Ghaznin‬‬

‫‪Emil: iajcr.info@gmail.com‬‬
‫‪editorJournal.Iajcr@gmail.com‬‬

‫ا‬
‫ج‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫رئيس التحرير‬ ‫كلمة التحرير للمجلد الثاين‪ ،‬العدد الثامن لسنة الثانیة ‪2021‬م‬

‫شروط النشر‬
‫‪ ‬اجمللة العربیة الدولیة هي جملة اللغة العربیة واألدب العصرية اليت تتعلق باملقاالت العربیة القیمة من‬
‫األساتذة والباحثني وعلماء املعرويني‪.‬‬
‫‪ ‬لغة اجمللة هي العربیة واإلجنلیزية والفارسیة‪.‬‬
‫‪ ‬ستكون اجمللة يصلیة تنشر أربع مرات يف السنة‪.‬‬
‫‪ ‬يتم احلكم على املقاالت من قبل اثنني من اخلرباء املعتمدين أحدمها داخل البلد وثانیهما خارج البلد‪.‬‬
‫‪ ‬يیما يتعلق بالنشر‪ ،‬ستكون مجیع قواعد وأنظمة وزارة التعلیم العايل قابلة للتطبیق‪.‬‬
‫‪ ‬هیئة حترير اجمللة هي اجلهة الوحیدة املسؤولة عن أي قرار‪.‬‬
‫‪ ‬سیكون للمجلس احلق يف تعديل أو إلغاء أو تلخیص املادة املرسلة‪ .‬سیقوم احملرر بإبّلغ الباحثني بآراء‬
‫اخلرباء يیما يتعلق بأي تغیري‪.‬‬
‫‪ ‬لیس من الضروري أن يوايق جملس اإلدارة على آراء الكاتب‪.‬‬
‫‪ ‬مسؤولیة املقاالت ستكون يقط على املؤلفني ولیس على ‪ IAJCR‬أو هیئة التحرير‪.‬‬
‫‪ ‬مبجرد استّلمها‪ ،‬لن يتم إرجاع املقال سواء مت نشره أم ال‪.‬‬
‫رئیس التحرير‬
‫احلقول الدراسیة‪:‬‬
‫قضايا تعلیم اللغة العربیة لغريالناطقني هبا‬ ‫‪‬‬

‫املراجعات العلمیة للدراسات والنظريات‬ ‫‪‬‬


‫حوسبة اللغة العربیة وأداهبا‬ ‫‪‬‬

‫النظرية األدبیة واللغوية‬ ‫‪‬‬

‫الدراسات اللسانیة النظرية والتطبیقیة‬ ‫‪‬‬


‫األدب العريب القدمي واألدب العريب احلديث‬ ‫‪‬‬

‫مشكّلت املصطلح والتعريب‬ ‫‪‬‬

‫املقارنة بني األدبني العربیة والفارسیة‬ ‫‪‬‬


‫األدب املقارن ودراسات الرتمجة‬ ‫‪‬‬

‫ا‬
‫د‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫رئيس التحرير‬ ‫كلمة التحرير للمجلد الثاين‪ ،‬العدد الثامن لسنة الثانیة ‪2021‬م‬

‫هیئة التحرير العاملیة‬ ‫هیئة التحرير املستشارية‬


‫األستاذ الدکتور عمر عبد الرحیم محزاوي‬
‫األستاذ الدکتور عبد الکبري حمسن‬
‫جامعة األزهر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‬ ‫أستاذ الکلیة احلکومیة‪ ،‬راوالبندي‪ ،‬إسّلم آباد‬
‫األستاذ الدکتور مؤيد ياضل‬
‫األستاذ الدکتور عبد القاهر عابد‬
‫اجلامعة اإلسّلمیة العاملیة‪ ،‬إسّلم آباد‬
‫أستاذ قسم اللغة العربیة‪ ،‬جامعة کابول‬
‫األستاذة الدکتورة هنی األيغاين‬
‫أستاذ قسم اللغة العربیة‪ ،‬جامعة برويیسور رباين‬
‫األستاذ الدکتور کفايت هللا محداين‬
‫أستاذ قسم اللغة العربیة‪ ،‬جامعة منل‪ ،‬إسّلم آباد‬
‫األستاذ الدکتور عبد اجملیب جمیب‬
‫اجلامعة اإلسّلمیة العاملیة‪ ،‬إسّلم آباد‬ ‫األستاذ الدکتور گل حممد باسل‬
‫أستاذ قسم اللغة العربیة‪ ،‬جامعة کابول‬
‫األستاذ الدکتور سامي حممد عبابنة‬
‫رياد للدراسات واألحباث‪ ،‬األردن‬ ‫األستاذ الدکتور دل آقا وقار‬
‫أستاذ کلیة الشريعة‪ ،‬جامعة ننجرهار‬
‫األستاذ الدکتور منتهی أرتالیم زعیم‬
‫اجلامعة اإلسّلمیة العاملیة‪ ،‬مالیزيا‬ ‫األستاذ الدکتور عبد األحد إنصاف‬
‫األستاذ الدکتور مسیع هللا زبريي‬ ‫أستاذ کلیة الشريعة‪ ،‬جامعة ختار‬
‫جامعة عّلمة إقبال املفتوحة‪ ،‬باکستان‬ ‫األستاذ الدکتور عبد الرمحن شريزاد‬
‫األستاذ الدکتور يردوس أمحد بت العمري‬
‫أستاذ کلیة الشريعة‪ ،‬جامعة ننجرهار‬
‫جامعة علي کره اإلسّلمیة‪ ،‬هند‬ ‫األستاذ الدکتور عبد الصبور يخري‬
‫أستاذ قسم اللغة العربیة‪ ،‬جامعة کابول‬
‫األستاذ الدکتور عبد اجملید البغدادي‬
‫جامعة عّلمة إقبال املفتوحة‪ ،‬باکستان‬ ‫األستاذ الدکتور عبد هللا نورعباد‬
‫أستاذ قسم الدراسات اإلسّلمیة‪ ،‬جامعة کابول‬
‫األستاذة الدکتورة زهراء علي دخیل‬
‫األستاذ املساعد شريف هللا غفوري‬
‫جامعة اللبنانیة‪ ،‬دمشق‪ ،‬لبنان‬
‫أستاذ قسم اللغة العربیة‪ ،‬جامعة ختار‬

‫ا‬
‫ه‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫رئيس التحرير‬ ‫كلمة التحرير للمجلد الثاين‪ ،‬العدد الثامن لسنة الثانیة ‪2021‬م‬

‫اخلّلقة )دورية‪ ،‬علمیة‪ ،‬حمكمة‪ ،‬مفهرسة)‬


‫اجمللة العربیة الدولیة للبحوث ا‬
‫اإلصدار الثاني– المجلد الثاني – العدد الرابع‪Issue 20, Vo0, No6 (0203/3661): 3661/0203 -‬‬
‫كلمة التحرير‪...‬‬
‫األستاذ املساعد شریف هللا غفوري‬

‫التَّح اِّديات املعاصرة للُّغة العربیاة‬


‫‪۰۸۳-653‬‬ ‫األستاذة الدكتورة زهراء علي دخيل‬
‫اخلطبة وأحکامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬
‫‪306-683‬‬ ‫األستاذ الدکتور حممد ويل حنيف‬
‫أهم احلوادث يف حیاة النساء وأشهر أشعارها يف الرثاء‬
‫ا‬
‫األستاذ الدکتور عرفاين رحيم‬
‫‪335-306‬‬ ‫باحثة الدکتوراه سيدة مهبارة بيضاء کشمریي‬
‫سورة الزلزلة (دراسة أدبیة)‬
‫‪360-333‬‬ ‫األستاذة املساعدة سوما نظري‬

‫وذجا‬
‫النسوية يف رواية هباء طاهر (رواية خاليت صفیة والدير) من ً‬
‫‪334-363‬‬ ‫للباحث إعجاز أمحد غنائي‬

‫عوامل کفاية االقتصادية للدولة اإلسّلمیة يف أيغانستان‬


‫األستاذ املساعد شریف اهلل غفوري‬
‫‪330-334‬‬ ‫األستاذ املعيد جميب الرمحن نوري‬

‫ترتیب املقاالت في املحتویات حسب وصولها واستکمالها‬

‫ا‬
‫و‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫رئيس التحرير‬ ‫كلمة التحرير للمجلد الثاين‪ ،‬العدد الثامن لسنة الثانیة ‪2021‬م‬

‫کلمة التحرير‬
‫بسم هللا الرمحن الرحیم‬

‫عريب مبني‪ ،‬والصلوة والسالم علی أفصح من نطق بالعربية‪،‬‬ ‫ٍ‬


‫احلمد هلل الذي أنزل القرآن بلسان ّ‬
‫وعمل علی تطویرها وتوسيع انتشارها بني األمة املسلمة وعلی آله وصحبه أمجعني‪ .‬وبعد!‬
‫اخلالقة‪ ،‬قد أطفأت الشمعة الثانية من‬
‫بصدور عددها الثامن تکون اجمللة العربية الدولية للبُ ُحوث ّ‬
‫عمرها العلمي‪ ،‬وحنن علی أعتاب السنة الثالثة من مسار اجمللة‪ .‬ثالث سنوات وهي تشق طریقها خبطي‬
‫ثابتة‪ ،‬وتنحت امسها يف الوسط العلمي واألکادمیي الدويل هبدوء‪ ،‬يف مسار علمي حافل بالعطاء ونابض‬
‫بالتفاعل البناء والتواصل املستمر مع خمتلف الباحثني يف جمال البحث العلمي‪ ،‬رأمساهلا املعنوي هو ثقة‬
‫الباحثني باجلامعات واملؤسسات ومراکز الدراسات واحملافل العلمية‪ ،‬واليت کانت حبق الوقود الذي تستمد‬
‫منه الطاقة الستثناف املسری وحتسني األداء‪ ،‬وتوخي املزید من التجوید والتصميم الفين والدقة واإلتقان‬
‫رغم کل التحدیات اليت تنتصب يف الطریق‪.‬‬
‫کما دشنت خطوة جدیدة يف اجتاه ترسيخ املدی اإلشعاعي الذي وصلت إليه‪ ،‬وحتسينه عرب‬
‫االنفتاح علی املوقع اخلاص للمجلة ويف األکادمیيا وأسکربيد وجوجل أسکالر و‪...‬‬
‫یصدر اجمللد الثاين الذي احتوی أربع أعداد من اجمللة والعا م یئن حتت وطأة وباء کوفيد‪۹۱‬‬
‫املستجد األول الذي أرخت تأثریاته بظالهلا کل الشرائح االجتماعية‪ ،‬وطالت شرارته خمتلف القطاعات‬
‫وامليادین‪ ،‬اقتصادیة منها واجتماعية‪ ،‬وثقافية وعلمية وغریها‪.‬‬
‫املستجد الثاين أن احلرب املتداوم احتوت يف أفغانستان من بدایة هذا العام وتدرج إلی اإلنقالب‬
‫الوطين واستمر مخسة أشهر‪ ،‬حتی وصلت األصوات کفاح الشعب األفغاين إلی عاصمة األفغانية يف‬
‫مدینة کابول‪ ،‬واجرب قوات األجنبية وأعواهنم علی اإلنسحاب وتشتت قوات األفغانية للدولة السابقة‪.‬‬
‫انسحب األمریکا ولن تنسی ومتحدیها والتارخیها هذا الدرس الذي لقنهم أبناء وأبطال الشعب‬
‫ا ألفغاين فليتنبه وليعترب کل من حیلم السيطرة علی هذه الرتبة الفقریة اليت یسکنها أسود السری وأبطال‬
‫الوغی‪ ،‬ذهب العدو وبقي الدمار وآثار احلروب يف وطننا الذي اغلقت أبواب اجلامعات واملؤسسات‬
‫ا‬
‫ز‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫رئيس التحرير‬ ‫كلمة التحرير للمجلد الثاين‪ ،‬العدد الثامن لسنة الثانیة ‪2021‬م‬

‫العلمية أمام الطالب والطالبات واألساتذة‪ ،‬يف البدایة کان السبب وباء کوفيد ‪ ۹۱‬وبعد شهر أغسطس‬
‫و ُورود اجملاهدین (طالبان) يف مدینة کابول واعلن سبب إغالقها مشاکل اقتصادي و‪...‬حتی استمر‬
‫كبریا يف نفوسنا أثرها المیحى عن الذاكرتنا‬‫جرحا ً‬
‫إلی هنایة العام اهلجري‪ ،‬هذه احلروب والدمار ترك ً‬
‫مهما حاولنا نسيانه واإلعراض عنه‪ ،‬الشك أن هذه الوقائع كانت كارثة عظيمة‪ ،‬وثلمة ال تسد وفاجعة‬
‫كبریة اليت نزلت ساحة الشعب األفغاين املنكوبة‪.‬‬
‫ويف ظل هذه الظروف االستثنائة للواقعة واألزمة غری املسبوقة‪ ،‬لقي استكتاب العدد الثامن إقباال‬
‫كبریا‪ ،‬وتوصلت اجمللة بكم وافر من األعمال املرشحة للنشر‪ .‬ورغم حاجز التحكيم الذي استبعد عددا‬
‫منها؛ فإن اليت ختطت هذه العتبة تفوق بكثری احلجم االعتيادي للمجلة‪ ،‬مما دفع هيئة التحریر إىل الرفع‬
‫من احلجم اإلمجايل للعدد احلايل إىل ما یقارب الضعف‪ ،‬ومع ذلك م تستطع استيعاب كل األعمال‬
‫املقلوبة‪ ،‬وهو ما أجربنا على تأخری نشر بعضها إىل العدد التاسع‪ .‬وإذ حنيط القراء والباحثني هبذا اإلكراه؛‬
‫فإننا نتوقع منهم حسن التفهم‪ ،‬وتغلب روح التضامن وهلل احلمد من قبل ومن بعد‪ ،‬وإیاه نسأل مسو‬
‫العزمیة وسبيل الرشد‪.‬‬
‫نشکر أسرة اجمللة علی صربها وعلی تکبدها عناء املتابعة والتدقيق يف هذه الظروف القاسية اليت‬
‫نعيش فيها‪ ،‬کما هننئهم ألن العمل م یکن ليتم لوال جهودهم بعد فضل اهلل تعالی‪ ،‬کما هننئ مجع‬
‫الباحثني والباحثات الذین نشروا أحباثهم يف هذا العدد‪ ،‬راجني أن یتقبله اهلل من اجلميع‪.‬‬
‫نائب رئیس التحرير‬
‫أ‪.‬شریف هللا غفوري‬

‫ا‬
‫ح‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫ا‬
‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة ‪ -‬كابول‬
‫‪International Arabic Journal of Creative Research‬‬
‫‪E - ISSN 0132-1133 P - ISSN 0122-4216‬‬
‫املجلد‪ ،0‬العدد‪0202 -4‬م ص ‪421-182‬‬
‫‪OPEN ACCESS‬‬ ‫‪URL: www.iajcr.com‬‬

‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬


‫الدکتور حممد ويل حنیف‬
‫األستاذ يف قسم الفقه والعقيدة بكلية الدراسات اإلسالمية ‪/‬جامعة التعليم والرتبيةکابول‬
‫‪M.wali0232@yahoo.com‬‬
‫تاريخ استّلم املقالة‪ | DOI:321354310/IAJCR0203v0n6r0 | 0202/۰۱/12 :‬تاريخ قبول املقالة‪0202/۰۱/ 21:‬‬

‫ص‬‫اململَ َخ م‬
‫الشریعة اإلسالمية شریعة كاملة وشاملة جلميع جوانب احلياة البشریة‪ ،‬جاءت أحكامها لتسعد البشریة‬
‫مجعاء‪ ،‬واحلقيقة أن سعادة البشریة تكمل يف اتباعها للشریعة اإلسالمية‪ .‬الشریعة اإلسالمية أولت اهتماما بالغا‬
‫إىل جانب األحوال الشخصية وتكوین األسرة نواة اجملتمع كله‪ .‬فمن أراد من أفراد اجملتمع أن یكون أسرة یطلب‬
‫من شخص آخر االقرتان منه يف حدود الشرع‪ ،‬ويف النهایة بعد املوافقة یعقدان عقد النكاح‪ ،‬وأول ما یبدا به‬
‫هو اخلطبة أو طلب الزواج من اجلانب اآلخر‪ .‬اخلطبة يف اللغة من اخلطاب وهو الكالم‪ ،‬وهي يف اصطالح‬
‫العلماء عبارة عن كالم یعرب به الطرف األول لآلخر رغبته يف زواج شرعي‪ .‬فاخلطبة جایزة بروایات كثریة من‬
‫النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬روایات قولية و روایات عملية‪ ،‬كما وردت روایات أخرى يف تقریرها من جانبه‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ .‬الشرع أجاز اخلطبة من قبل املرأة أیضا‪ ،‬یعين إذا أرادت إمرأة الزواج من رجل صاحل‬
‫فيجوز هلا أن ختطب عن هذا الرجل و تطلب منه الزواج‪ ،‬كما جاء يف روایات كثریة هذا األمر‪ .‬وجيوز يف الشرع‬
‫تزویج املرأة مقابل تعليمها القرآن‪ ،‬كما ورد يف الروایات‪ ،‬والقانون املدين األفغاين نظم أمورا كثریة يف قواعده‬
‫ومواده املقننة‪ ،‬ومنها جانب األحوال الشخصية‪ ،‬من نكاح وخطبة وطالق وغریها‪ .‬وردت اخلطبة يف مواد‬
‫قانونية عدة‪ ،‬وأثبتها القانون املدين‪ ،‬أضاف القانون ذكر اهلدایا للمخطوبة زمن اخلطبة‪ ،‬كما ذكر اسرتدادها إذا‬
‫انفسخت اخلطبة و م یتم الزواج بينهما‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحیة‪ :‬اخلطبة‪ ،‬املخطوبة‪ ،‬اخلاطب‪ ،‬الزواج‪ ،‬الشرعیة اإلسّلمیة والقانون املدين‪.‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫املق ادمة‬
‫احلمد هلل الذي بيده مقاليد السموات واألرض وهو القادر على كل شيء‪ ،‬و تسبح له خاصة السموات‬
‫السبع واألرض ومن فيهن‪ ،‬اخلطبة يف اللغة من اخلطاب وهو الكالم‪ ،‬وهي يف اصطالح العلماء عبارة عن كالم‬
‫یعرب به الطرف األول لآلخر رغبته يف زواج شرعي‪ .‬اخلطبة وردت بألفاظ متعددة وكثریة يف ألفاظ احلدیث‬
‫الشریف‪ ،‬والنيب األكرم صلى هللا عليه وسلم ذكر اخلطبة يف مواضع عدة من كالمه الشریف‪ ،‬كما روى الصحابة‬
‫رضي هللا عنهم صور اخلطبة العملية عند ما وقع منهم هذا العمل يف اجملتمع األسالمي األول‪ .‬فاخلطبة جایزة‬
‫بروایات كثریة من النيب صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬روایات قولية و روایات عملية‪ ،‬كما وردت روایات أخرى يف‬
‫تقریرها من جانبه صلى هللا عليه وسلم‪ .‬أجاز النيب صلى هللا عليه وسلم النظر إىل املخطوبة و اعتربه سببا مهما‬
‫و علة مؤثرة يف دوام النكاح و وقوع احملبة بني اخلاطب واملخطوبة‪ ،‬صرح يف روایات كثریة جبواز النظر للمخطوبة‪.‬‬
‫س ِّاء‬ ‫ِّ ِّ‬
‫اب لَ مك ْم م َن النا َ‬
‫ِّ‬
‫هو الذي أمر أمة خليله صلى هللا عليه وسلم بالنكاح والتزویج فقال‪﴿ :‬يَانْك محوا َما طَ َ‬
‫اع يَِّإ ْن ِّخ ْفتم ْم أََّال تَ ْع ِّدلموا يَ َو ِّاح َدةً أ َْو َما َملَ َك ْت أ َْْيَانم مك ْم ذَلِّ َك أَ ْد ََن أََّال تَ معولموا﴾( النساء‪ )۰ :‬والصالة‬ ‫ث َومربَ َ‬
‫َمثْ ََن َوثمَّل َ‬
‫والسالم الدائمني على نبيه ورسوله وعبده املصطفى حممدبن عبدهللا الذي أرسله إىل الناس كافة بشریا ونذیرا‬
‫وسلم تسليما كثریا وعلى آله وأصحابه وأهل بيته ومن دعا بدعوته إىل یوم احلساب واجلزاء‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ضلِ ِه َو َّ‬
‫اهللُ َو ِاس ٌع‬ ‫اهللُ ِم ْن فَ ْ‬ ‫ني ِم ْن ِعبَ ِاد ُك ْم َوإِ َمائِ ُك ْم إِ ْن یَ ُكونُوا فُ َقَراءَ یُ ْغنِ ِه ُم َّ‬ ‫﴿وأَنْ ِكحوا ْاألَیامى ِمْن ُكم و َّ ِِ‬
‫الصاحل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ ََ‬
‫يم﴾ (النور‪.)۰۳:‬‬ ‫ِ‬
‫َعل ٌ‬
‫اع فَإِ ْن ِخ ْفتُ ْم‬ ‫ِ‬
‫ث َوُربَ َ‬ ‫اب لَ ُك ْم ِم َن النِّ َساء َمثْ ََن َوثَُال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َوإ ْن خ ْفتُ ْم أََّال تُ ْقسطُوا ِيف الْيَتَ َامى فَانْك ُحوا َما طَ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب لَ ُك ْم‬ ‫ص ُدقَاهت َّن ْحنلَةً فَِإ ْن ط ْ َ‬ ‫ك أ َْد ََن أََّال تَ ُعولُوا (‪َ )۰‬وآتُوا النّ َساءَ َ‬ ‫ت أَْمیَانُ ُك ْم ذَل َ‬ ‫أََّال تَ ْعدلُوا فَ َواح َد ًة أ َْو َما َملَ َك ْ‬
‫َع ْن َش ْي ٍء ِمْنهُ نَ ْف ًسا فَ ُكلُوهُ َهنِيئًا َم ِریئًا ﴾ (النساء‪.)۴:‬‬
‫ضتُ ْم بِِه ِم ْن ِخطْبَ ِة النِّ َس ِاء أ َْو أَ ْكنَنْتُ ْم ِيف أَنْ ُف ِس ُك ْم َعلِ َم َّ‬
‫اهللُ أَنَّ ُك ْم َستَ ْذ ُكُرونَ ُه َّن‬ ‫يما َعَّر ْ‬
‫ِ‬
‫اح َعلَْي ُك ْم ف َ‬ ‫﴿ َوَال ُجنَ َ‬
‫َجلَهُ َو ْاعلَ ُموا أ َّ‬
‫َن‬ ‫ِ‬ ‫وه َّن ِسًّرا إَِّال أَ ْن تَ ُقولُوا قَ ْوًال َم ْعُروفًا َوَال تَ ْع ِزُموا ُع ْق َدةَ النِّ َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب أ َ‬ ‫اح َح ََّّ یَْب لُ ََ الْكتَ ُ‬ ‫َولَك ْن َال تُ َواع ُد ُ‬
‫اهلل َغ ُف ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ﴾ ( البقرة‪.)۳۰۲:‬‬ ‫ور َحل ٌ‬ ‫َن ََّ ٌ‬ ‫اهللَ یَ ْعلَ ُم َما ِيف أَنْ ُفس ُك ْم فَ ْ‬
‫اح َذ ُروهُ َو ْاعلَ ُموا أ َّ‬ ‫َّ‬
‫أما بعد‪ :‬كما هو معلوم أن الشریعة اإلسالمية قد احتوت يف أحكامها مجيع جوانب احلياة البشریة‪،‬‬
‫وضح للمسلمني الطریق القومي خاصة يف بناء األسرة املسلمة‪ ،‬وباألخص‬ ‫وشرع هلا أحكاما وضوابط مهمة‪ ،‬و ً‬
‫اخلطوة األوىل يف هذا اجملال وهو أمر اخلطبة وما یتعلق هبا من أحكام‪ ،‬هذا من جانب ومن ناحية أخرى إن‬
‫القانون املدين األفغاين نظم األمور املتعلقة باألحوال الشخصية يف مواده و قواعده‪ ،‬بناءَ على هذا أردت أن‬
‫ا‬
‫‪283‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫أكتب حبثا حتقيقا يف املقارنة بني الشریعة اإلسالمية و القانون املدين األفغاين‪ ،‬فأسأل هللا تعاىل التوفيق و السداد‬
‫يف هذا األمر‪.‬‬
‫أمهیة املوضوع‪ :‬الزواج يف اإلسالم له أمهية كبریة‪ ،‬وهو الركن األساسي لتشكيل األسرة املسلمة وحث‬
‫النيب صلى هللا عليه وسلم عليه يف أحادیث كثریة‪ ،‬ورغب فيه حَّ جعله من سننه‪ ،‬النكاح من سنيت فمن رغب‬
‫اج بشخص آخر‬‫عن سنيت فليس مين‪ ،‬والطریق األوىل لبدایة الزواج الشرعي هو أن یتقدم شخص بطلبه الزو َ‬
‫وهذا هو اخلطبة الشرعية‪.‬‬
‫سبب اختیار املوضوع‪:‬‬
‫وسبب اختياري هلذا املوضوع هو أن الزواج أمر مهم يف اجملتمع وهو أساس يف بناء األسرة‪ ،‬واخلطبة هي‬
‫الطریق لبناء األسرة املسلمة فأردت الكتابة فيها ألن أكون قد قدمت شيئا مفيدا يف هذا اجلانب‪.‬‬
‫الدراسات السابقة يف املوضوع‪:‬‬
‫وقد كتبت كتابات كثریة جدا يف موضوع الزواج واخلطبة ومسائلها‪ ،‬حيث نرى الكتب الكثریة من شروح‬
‫احلدیث إىل كتب التفسری‪ ،‬وكتب الفقه يف املذاهب األربعة‪ ،‬وخاصة يف كتابات مستقلة‪ .‬والذي میتاز به هذه‬
‫الكتابة أهنا تقوم باملقارنة بني الشریعة اإلسالمية والقانون املدين األفغاين‪.‬‬
‫اهلدف من كتابة البحث‪:‬‬
‫واهلدف من كتابة البحث املختصر يف اخلطبة يف ضوء الشرعية اإلسالمية والقانون املدين األفغاين هو أن‬
‫أبني هذا املوضوع املهم وما یتعلق به من املسائل‪ ،‬وأظهر جانبا من هذا املوضوع يف ضوء األحادیث النبویة‪،‬‬
‫الفقه اإلسالمی و كذلك يف القانون املدين األفغاين‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫ومنهج كتابيت يف هذا أن أبني معَن اخلطبة وما یتعلق هبا من املسایل‪ ،‬واجتهد استقراء األحادیث الواردة‬
‫يف اخلطبة‪ ،‬أستفيد من الكتب املعتربة األحادیث النبویة والفقه اإلسالمی يف املوضوع‪ ،‬كما اجتهد أن أعزو‬
‫كل قول إىل صاحبه و كذلك اآلیات واألحادیث اليت جاءت يف البحث أدل على السور وعدة اآلیات‪ ،‬وأنقل‬
‫احلكم على احلدیث بعون هللا تعالی وأیضا املنهج الذي سلکت يف إعداد هذا املقال هو –املنهج الوصفی‬
‫والتحليلي‪.‬‬

‫ا‬
‫‪282‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫خطة البحث‪ :‬وقد جاء هذا البحث – إضافة للمقدمة واخلامتة – يف أربعة مباحث‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬يف املسائل التمهيدیة واملبحث الثاين‪ :‬يف األحادیث اليت وردت يف شأن اخلطبة واملبحث‬
‫الثالث‪ :‬يف أحكام الفقهية للخطبة واملبحث الرابع‪ :‬أحکام اخلطبة يف القانون املدين األفغاين وفی اخلامتة نتائج‬
‫البحث‪ ،‬التوصيات واالقرتاحات واملصادر و املراجع‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬متهیدي يف األمور املهمة‬


‫هذا املبحث یشتمل على التعریفات و األمور املتعلقة بأمر اخلطبة‪ ،‬و یشتمل املبحث على عدة مطالب‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أمهیة الزواج يف االسّلم‬
‫اإلسالم دین شامل وكامل م یرتك ناحية من نواحي احلياة إال وشرع أحكاما هلا‪ ،‬ومن هذه النواحي‬
‫احلياة الزوجية‪ ،‬فقد رغب هللا سبحان ه و رغب رسوله صلى هللا عليه وسلم للزواج و م یشرع الرهبانية يف‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫وإذا كان اإلسالم شرع الزواج أمر به ورغب فيه فال جيوز ملسلم بل حیرم عليه أن یزهد بالزواج ومیتنع عنه‬
‫بنية التفرغ للعبادة إىل هللا وخاصةَ إذا كان قادرا على الزواج ميسرا له أسبابه و وسائله‪.‬‬
‫روى الطرباين والبيهقي عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪" :‬من كان موسرا ألن ینكح مث م‬
‫ینكح فليس مين" (البيهقي‪.)۹۳۲/۷: ۹۰۴۴،‬‬
‫ومواقف الرسول صلى هللا عليه وسلم طيلة حياته تدل على هذا األمر كما یدل فعله صلى هللا عليه‬
‫وسلم على ذلك‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حكمة الزواج‬
‫لقد شرع هللا الزواج وجعله أمرا مرغوبا فيه حلكم كثریة یعلمها هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬فهو وسيلة إىل احلفاظ‬
‫على النوع اإلنساين كما هو وسيلة إىل احملافظة على األنساب وهكذا فالزواج يف اإلسالم له حكم ومعان كثریة‬
‫أذكرها يف التايل‪:‬‬
‫‪-3‬الزواج يف اإلسالم وسيلة للحفاظ على النوع اإلنساين‪:‬‬
‫من األمور الواضحة أن الزواج هو الوسيلة و الطریق إىل تكاثر النسل اإلنساين و هو عامل أساسي يف‬
‫َّاس اتَّ ُقوا َربَّ ُك ُم الَّ ِذي‬
‫استمرار وبقاء البشر إىل یوم القيامة‪ .‬ويف هذا یقول هللا سبحانه وتعاىل‪ ﴿:‬یَاأَیُّ َها الن ُ‬

‫ا‬
‫‪283‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫اهللَ الَّ ِذي تَ َساءَلُو َن بِِه‬‫ث ِمْن ُه َما ِر َج ًاال َكثِ ًریا َونِ َساءً َواتَّ ُقوا َّ‬ ‫اح َدةٍ َو َخلَ َق ِمْن َها َزْو َج َها َوبَ َّ‬ ‫س وِ‬ ‫ِ‬
‫َخلَ َق ُك ْم م ْن نَ ْف ٍ َ‬
‫اهللَ َكا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيبًا﴾(النساء‪.)۹:‬‬ ‫َو ْاأل َْر َح َام إِ َّن َّ‬
‫ني‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجا َو َج َع َل لَ ُك ْم م ْن أ َْزَواج ُك ْم بَن َ‬ ‫اهللُ َج َع َل لَ ُك ْم م ْن أَنْ ُفس ُك ْم أ َْزَو ً‬
‫ویقول هللا سبحانه وتعاىل أیضا‪َ ﴿ :‬و َّ‬
‫اهللِ ُه ْم یَ ْك ُفُرو َن﴾ (النحل‪.)۷۳ :‬‬ ‫ت َّ‬‫اط ِل ی ْؤِمنُو َن وبِنِعم ِ‬
‫َ َْ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َح َف َدةً َوَرَزقَ ُك ْم م َن الطَّيّبَات أَفَبالْبَ ُ‬
‫ِِ‬
‫َّيب‬ ‫ِ ِ ِ ٍ َّ‬
‫وقد أشار النيب الكرمي صلى هللا عليه وسلم إىل هذه احلكمة‪َ « :‬ع ْن َم ْعقل بْن یَ َسار‪ ،‬أَن َر ُج ًال ذَ َكَر للن ِّ‬
‫ب‪َ ،‬غْي َر أَن ََّها َال تَلِ ُد فَنَ َهاهُ َعْن َها‪ُ ،‬مثَّ َع َاد فَنَ َهاهُ َعْن َها‪،‬‬ ‫صٍ‬‫صلَّى هللا علَي ِه وسلَّم أَنَّه أَصاب امرأًَة َذات َمج ٍال ومْن ِ‬
‫َ ُ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َْ َ َ ََ‬
‫ود فَِإِّين ُم َكاثٌِر بِ ُك ْم» ( الطرباين‪۹۴۳۷،‬ه‪ .)۳۹۱/۳۳:‬فاحلكمة األوىل من الزواج‬ ‫ود الْ َوُد َ‬
‫ال‪« :‬تَ َزَّو ُجوا الْ َولُ َ‬‫َوقَ َ‬
‫هو البقاء واحلفاظ على النسل البشري يف الدینا إىل أن یرث هللا األرض ومن عليها‪.‬‬
‫‪-4‬احملافظة على األنساب‪:‬‬
‫وبالزواج الشرعي الذي شرعه هللا سبحانه وتعاىل حتفظ األنساب وینتسب األوالد إىل آبائهم‪ ،‬ومعلوم أن‬
‫يف حفظ النسب یتحقق االعتبار الذايت لألوالد‪ ،‬كما یعد هذا األمر مهما يف كرامتهم اإلنسانية وسعادهتم‬
‫النفسية‪ ،‬ولو م یكن الزواج لساد اجملتمع فساد وانتشار خطری للفساد واالحنالل واإلباحية‪ ،‬و م یعرف الولد أباه‬
‫يف اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -6‬سالمة اجملتمع من االحنالل اخللقي‪:‬‬
‫الزواج الشرعي الذي یتم بني الشخصني مطابقا لسنة املصطفى‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬یكون سببا‬
‫لسالمة اجملتمع من االحنالل اخللقي‪ ،‬كما یكون سببا يف أمن األفراد من الفساد االجتماعي‪ ،‬ألن غریزة امليل‬
‫إىل اجلنس تكون قد أشبعت بالزواج املشروع واالتصال احلالل‪ ،‬وقد بني النيب صلى هللا عليه وسلم هذه احلكمة‬
‫حينما وجه خطابه جلماعة من الشباب ‪" :‬یا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ‪ ،‬فإنه أغض‬
‫للبصر‪ ،‬وأحصن للفرج ‪ ،‬فمن م یستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (محزة حممد قاسم‪۹۴۹۳،‬ه‪.)۰۴۱/۰:‬‬
‫وهكذا نرى أن للزواج يف اإلسالم حكم كثریة؛ ألن هناك نصوصا شرعية اعتربت الزواج والنكاح سكونا‬
‫ومودة ورمحة بني الزوجني كما اعترب الزوجني لباسا لبعضهما البعض‪.‬‬
‫وباجياز حكمة مشروعيت الزواج‪ :‬إعفاف املرء نفسه وزوجه عن الوقوع يف احلرام‪ ،‬وحفظ النوع اإلنساين‬
‫من الزوال واالنقراض‪ ،‬باإلجناب والتوالد‪ ،‬وبقاء النسل وحفظ النسب‪ ،‬وإقامة األسرة اليت هبا یتم تنظيم اجملتمع‪،‬‬
‫وإجياد التعاون بني أفرادها‪ ،‬فمن املعروف أن الزواج تعاون بني الزوجني لتحمل أعباء احلياة‪ ،‬وعقد‬
‫مودة وتعاضد بني اجلماعات‪ ،‬وتقویة روابط األسر‪ ،‬وبه یتم االستعانة على املصاحل‪.‬‬
‫ا‬
‫‪283‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫املبحث الثاين‪ :‬اخلطبة يف األحاديث النبوية‬


‫لقد حفلت كتب السنة باألحادیث الكثریة يف موضوع اخلطبة‪ ،‬وهي كثریة جدا‪ ،‬ومبا أن كل حدیث أو‬
‫جمموعة من األحادیث جيمعها عنوان واحد فلذلك رتبت األحادیث حسب معانيها و املطالب الفقهية ‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الرتغیب يف النكاح‬
‫َّيب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ك َر ِض َي هللاُ عنهُ َ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍ‬ ‫عن أَنَ ِ‬
‫قال‪َ :‬جاءَ ثَالَثَةُ َرْهط إ َىل بُيُوت أ َْزَو ِاج الن ِّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّيب ‪-‬‬ ‫ِ‬
‫وها‪ ،‬فَ َقالُوا‪َ :‬وأَیْ َن َْحن ُن م َن الن ِّ‬ ‫ُخ ُربوا‪َ ،‬كأَن َُّه ْم تَ َقالُّ َ‬
‫َّيب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬فَلَ َّما أ ْ‬ ‫ِ‬
‫یَ ْسأَلُو َن َع ْن عبَاد الن ِّ‬
‫ُصلِّى اللَّْي َل أَبَ ًدا‪،‬‬
‫َح ُد ُه ْم‪ :‬أ ََّما أَنَا؛ فَإَِِّن أ َ‬‫ال أ َ‬ ‫َخَر؟ قَ َ‬ ‫َّم ِم ْن َذنْبِ ِه َوَما تَأ َّ‬ ‫ِ‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬قَ ْد غُفَر لَهُ َما تَ َقد َ‬
‫اهللِ ‪-‬صلى هللا‬ ‫ول َّ‬ ‫ج أَبَ ًدا‪ ،‬فَ َجاءَ َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫آخُر‪ :‬أَنَا أ َْعتَ ِزُل النّ َساءَ فَالَ أَتَ َزَّو ُ‬
‫ال َ‬ ‫َّهَر َوالَ أُفْ ِطُر‪َ ،‬وقَ َ‬
‫وم الد ْ‬
‫َص ُ‬‫آخُر‪ :‬أَنَا أ ُ‬ ‫ال َ‬‫َوقَ َ‬
‫وم َوأُفْ ِطُر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال‪« :‬أَنْتم الَّ ِذین قُلْتم َك َذا وَك َذا؟ أَما و َِّ‬
‫َص ُ‬ ‫َخ َشا ُك ْم َّهلل‪َ ،‬وأَتْ َقا ُك ْم لَهُ‪ ،‬لَك َِّن أ ُ‬ ‫اهلل؛ إَِِّن أل ْ‬ ‫َ َ‬ ‫عليه وسلم‪ -‬فَ َق َ ُ ُ َ ُ ْ َ‬
‫س ِم َِّن» (محزة حممد قاسم‪۹۴۹۳،‬ه‪.)۰۴۱/۰:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأ ِ‬
‫ب َع ْن ُسنََّّ؛ فَلَْي َ‬ ‫ُصلّى َوأ َْرقُ ُد‪َ ،‬وأَتَ َزَّو ُج النّ َساءَ‪ ،‬فَ َم ْن َرغ َ‬
‫َ َ‬
‫باإلنكار‪ ،‬وهي من روایة محيد الطویل‪:‬‬ ‫النيب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬واجههم ِ‬ ‫وهذه الروایة صرحیة يف أن َّ‬
‫يب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬فحمد هللا‪ ،‬وأثَن عليه‪،‬‬ ‫أنه مسع أنس بن مالك‪ ،‬وخالفه ثابت فقال‪ :‬فبلَ ذلك الن ّ‬
‫مث قال‪" :‬ما بال أقوام یقولون كذا وكذا"‪.‬‬
‫النيب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬منع من ذلك عموماً جهراً مع عدم‬ ‫ومجع بعض العلماء بني الروایتني بأن ّ‬
‫تعيينهم‪ ،‬وخصوصاً فيما بينه وبينهم؛ رفقاً هبم‪ ،‬وسرتاً هلم‪ .‬وهو مجع حسن‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬عرض املرأة نفسها على الرجل الصاحل‬
‫قال‪:‬‬ ‫ت البُ ِِ‬
‫ناينّ َ‬ ‫جاء يف صحيح البخاري رمحه هللا‪ :‬با ب عرض املرأة نفسها على الرجل الصاحل عن ثابِ ِ‬
‫ول هللاِ صلى هللا عليه وسلم تَع ِرض ِ‬
‫عليه‬ ‫ت امرأَةٌ إِىل رس ِ‬‫ِ‬ ‫س‪ِ ،‬‬ ‫عند أَنَ ٍ‬
‫ْ ُ‬ ‫َُ‬ ‫س‪ :‬جاءَ ْ َ‬ ‫قال أَنَ ٌ‬
‫وعْن َدهُ ابْنَةٌ لهُ‪َ ،‬‬ ‫ت َ‬ ‫ُكْن ُ‬
‫نَ ْفسها‪ .‬قالَت‪ :‬یا َ ِ‬
‫ال‪:‬‬
‫َتاه! ق َ‬
‫َتاه! وا َس ْوأ ْ‬ ‫ت أنَ ٍ‬
‫س‪ :‬ما أَقَ َّل َحياءَها؟ وا َس ْوأ ْ‬ ‫ت بِْن ُ‬
‫حاجةٌ؟ فقالَ ْ‬
‫ك يب َ‬ ‫رسول هللا! أَلَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت عليه نَ ْف َسها‪( .‬محزه حممد قاسم‪۹۴۹۳،‬ه‪:‬‬ ‫ضْ‬‫فعَر َ‬
‫النيب ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َ -‬‬ ‫ت يف ِّ‬ ‫ه َي َخْي ٌر مْنك‪ِ ،‬رغبَ ْ‬
‫‪.)۰۴۸/۰‬‬
‫فهذه الروایة تدل على جواز عرض املرأة نفسها على الرجل الصاحل‪ ،‬و أن هذا العمل یعد خطبة من قبل‬
‫املرأة‪ ،‬كما عنون اإلمام البخاري على هذا األساس‪ .‬وإنكار أنس رضي هللا عنه على ابنته قوهلا –ما أقل‬
‫حياءها‪ -‬یدل على مشروعية هذا الفعل عند أنس رضي هللا عنه وأنه عمل مرغوب فيه‪ ،‬خاصة إذا عرضت‬
‫املرأة زواجها على الرجل الصاحل‪.‬‬
‫ا‬
‫‪283‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أحکام الفقهیة للخطبة‪:‬‬


‫املطلب األول‪ -‬تعريف اخلطبة يف هذا املطلب سیتم تعريف اخلطبة يف اللغة واالصطّلح‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعریف اخلطبة يف اللغة‪ :‬اخلطبة (بكسر اخلاء) مصدر خطب‪ ،‬یقال‪ :‬خطب املرأة خطبة‬
‫وخطبا‪ ،‬واختطبها‪ ،‬إذا طلب أن یتزوجها‪ ،‬واختطب القوم فالنا إذا دعوه إىل تزویج صاحبتهم‪( .‬ابن منظور‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪ .)۸۲۲/۹ :‬فاملعَن اللغوي للخطبة هو طلب الزواج من شخص آخر‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تعریف اخلطبة يف االصطالح‪ :‬معَن اخلِطْبة‪ :‬اخلطبة‪ :‬هي إظهار الرغبة يف الزواج بامرأة‬
‫معينة‪ ،‬وإعالم املرأة وليها بذلك‪ .‬وقد یتم هذا اإلعالم مباشرة من اخلاطب‪ ،‬أو بواسطة أهله‪.‬‬
‫فإن وافقت املخطوبة أو أهلها‪ ،‬فقد متت اخلطبة بينهما‪ ،‬وترتبت عليها أحكامها وآثارها الشرعية‪( .‬ابن‬
‫عابدین‪ ،‬د‪.‬ت‪.)۳۶۳/۳:‬‬
‫لتعرف كل من اخلاطبني على‬ ‫املطلب الثاين؛ حكمة اخلطبة‪ :‬اخلطبة كغریها من مقدمات الزواج طریق ُّ‬
‫اآلخر‪ ،‬إذ أهنا السبيل إىل دراسة أخالق الطرفني وطبائعهما وميوهلما‪ ،‬ولكن بالقدر املسموح به شرعاً‪ ،‬وهو‬
‫كاف جداً‪ ،‬فإذا وجد التالقي والتجاوب أمكن اإلقدام على الزواج الذي هو رابطة دائمة يف احلياة‪ ،‬واطمأن‬
‫الطرفان إىل أنه میكن التعایش بينهما بسالم وأمان‪ ،‬وسعادة ووئام‪ ،‬وطمأنينة وحب‪ ،‬وهي غایات حیرص عليها‬
‫كل الشبان والشابات واألهل من ورائهم‪.‬‬
‫املطلب الثالث؛ أنواع اخلطبة‪ :‬اخلطبة إما أن تكون بإبداء الرغبة فيه صراحة‪ ،‬كأن یقول اخلاطب‪ :‬أرید‬
‫الزواج من فالن ة‪ ،‬وإما أن تكون مفهومة ضمنا أو بالتعریض والقرائن‪ ،‬مبخاطبة املرأة مباشرة‪ ،‬كأن یقول هلا‪:‬‬
‫إنك جدیرة بالزواج‪ ،‬أو یسعد بك صاحب احلظ‪ ،‬أو أحبث عن فتاة الئقة مثلك‪ ،‬وحنوها‪.‬‬
‫املطلب الرابع؛ ما یرتتب على اخلطبة‪ :‬اخلطبة جمرد وعد بالزواج‪ ،‬وليست زواجاً ‪ ،‬فإن الزواج ال یتم إال‬
‫بانعقاد العقد املعروف‪ ،‬فيظل كل من اخلاطبني أجنبياً عن اآلخر‪ ،‬وال حیل له االطالع إال على املقدار املباح‬
‫شرعاً وهو الوجه والكفان‪ ،‬كما سيأيت‪ .‬نص (قانون األحوال الشخصية السوري م‪ )۳‬على ما یلي‪ :‬اخلطبة‬
‫والوعد بالزواج وقراءة الفاحتة وقبض املهر وقبول اهلدیة‪ ،‬ال تكون زواجاً‪.‬‬
‫املطلب اخلامس؛ اخلطبة على اخلطبة‪ :‬یرتتب على اخلطبة أیضاً حرمة التقدم خلطبة املرأة ممن كان یعلم‬
‫بتمام خطبتها لغریه‪ ،‬فقد أمجع العلماء على حترمي اخلطبة الثانية على اخلطبة األوىل إذا كان قد مت التصریح‬
‫باإلجابة‪ ،‬و م یأذن اخلاطب األول‪ ،‬و م یرتك اخلطبة‪ ،‬فإن خطب الثاين وتزوج واحلال هذه فقد عصى‪ ،‬باتفاق‬
‫العلماء؛ لقوله صلّى هللا عليه وسلم ‪« :‬ال یبع أحدكم على بيع أخيه ( الصنعاين‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،)۳۰/۰ :‬وال خیطب‬
‫ا‬
‫‪283‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫على ِخطْبة أخيه‪ ،‬إال أن یأذن له» (الشوکاين‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،)۹۶۸/۲:‬ويف روایة البخاري‪« :‬هنى أن یبيع الرجل‬
‫على بيع أخيه‪ ،‬وأن خیطب الرجل على خطبة أخيه حَّ یرتك اخلاطب قبله‪ ،‬أو یأذن له اخلاطب»‪ (.‬الصنعاين‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.)۹۹۰/۰ :‬‬
‫روى عبد هللا بن عمر رضي هللا تعاىل عنهما أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ال خیطب الرجل‬
‫على خطبة الرجل حَّ یرتك اخلاطب قبله أویأذن له اخلاطب‪( .‬محزة حممد قاسم‪۹۴۹۳،‬ه‪ .)۰۶۸/۰ :‬هذا‬
‫النهي صریح يف حترمي اخلطبة الثانية بعد متام املوافقة على اخلطبة األوىل خلطيب آخر‪ ،‬ملا فيها من إیذاء اخلاطب‬
‫األول‪ ،‬وتوریث عداوته‪ ،‬وزرع الضغينة يف نفسه‪ ،‬فإن عدل أحد الطرفني أو أذن لغریه بالتقدم للخطبة‪ ،‬جاز‬
‫ذلك‪.‬‬
‫أما إن م تتم اخلطبة األوىل‪ ،‬وكان األمر يف حال مشاورة أو تردد‪ ،‬فاألصح عدم التحرمي‪ ،‬ولكن تكره‬
‫عند احلنفية اخلطبة‪ ،‬إلطالق األحادیث السابقة الواردة‪ .‬يف النهي عن اخلطبة على خطبة الغری‪ ،‬والبيع على‬
‫البيع أو السوم على السوم‪ ،‬أي بعد االتفاق على البيع وقبل عقده‪.‬‬
‫وأباح اجلمهور اخلطبة ال ثانية؛ ألن فاطمة بنت قيس خطبها ثالثة‪ :‬وهم معاویة‪ ،‬وأبو جهم بن حذافة‪،‬‬
‫وأسامة بن زید‪ ،‬بعد أن طلقها أبو عمرو بن حفص ابن املغریة بعد انقضاء عدهتا منه‪ ،‬فجاءت إىل رسول هللا‬
‫صلّى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فأخربته بذلك‪ ،‬فقال‪« :‬أما أبو جهم فال یضع عصاه عن عاتقه‪ ،‬وأما معاویة فصعلوك‬
‫ال مال له‪ ،‬أنكحي أسامة بن زید» (الصنعاين‪ ،‬د‪.‬ت‪ )۹۳۱/۰:‬فهذا یدل على جواز تقدم أكثر من خطيب‬
‫إذا م تقبل املرأة اخلطبة‪ ،‬لكن یظهر أن ذلك إذا م یعلم اخلاطب أن غریه قد تقدم خلطبة تلك املرأة‪ ،‬مما یدل‬
‫على رجحان الرأي األول‪.‬‬
‫وعلى كل حال فاألدب اإلسالمي یقضي بالرتیث إىل أن تنتهي فرتة الرتدد واملفاوضات واملشاورات اليت‬
‫حتدث عادة‪ ،‬حفاظاً على صلة الود واحملبة بني الناس‪ ،‬وبعداً عن إجياد العداوة وزرع األحقاد يف النفوس‪.‬‬
‫‪ -‬مَّ حترم اخلطبة على اخلطبة؟‬
‫ذهب الشافعية واحلنابلة إىل أنه یشرتط للتحرمي أن یكون اخلاطب األول قد أجيب و م یرتك و م یعرض‬
‫و م یأذن للخاطب الثاين‪ ،‬وعلم اخلاطب الثاين خبطبة األول وإجابته‪ .‬وزاد الشافعية يف شروط التحرمي‪ ،‬أن تكون‬
‫إجابة اخلاطب األول صراحة‪ ،‬وخطبته جائزة أي غری حمرمة‪ ،‬وأن یكون اخلاطب الثاين عاملا حبرمة اخلطبة على‬
‫اخلطبة‪ .‬وقال احلنابلة‪ :‬إن إجابة اخلاطب األول تعریضا تكفي لتحرمي اخلطبة على خطبته وال یشرتط التصریح‬
‫باإلجابة‪ .‬وهذا ظاهر كالم اخلرقي وكالم أمحد‪ .‬وقال املالكية‪ :‬یشرتط لتحرمي اخلطبة على اخلطبة ركون املرأة‬
‫ا‬
‫‪288‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫املخطوبة أو وليها‪ ،‬ووقوع الرضا خبطبة اخلاطب األول غری الفاسق ولو م یقدر صداق على املشهور‪ ،‬ومقابله‬
‫البن نافع‪ :‬ال حترم خطبة الراكنة قبل تقدیر الصداق‪( .‬ابن قدامه‪ ،‬د‪.‬ت‪.)۶۳۴/۶:‬‬
‫املطلب السادس؛ مقومات املرأة املخطوبة‪:‬‬
‫حرص اإلسالم على دمیومة الزواج باالعتماد على حسن االختيار‪ ،‬وقوة األساس الذي حیقق الصفاء‬
‫والوئام‪ ،‬والسعادة واالطمئنان‪ ،‬وذلك بالدین واخللق‪ ،‬فالدین یقوى مع مضي العمر‪ ،‬واخللق یستقيم مبرور الزمن‬
‫وجتارب احلياة‪ ،‬أما الغایات األخرى اليت یتأثر هبا الناس من مال ومجال وحسب‪ ،‬فهي وقتية األثر‪ ،‬وال حتقق‬
‫دوام االرتباط‪ ،‬وتكون غالباً مدعاة للتفاخر والتعايل‪ ،‬واجتذاب أو لفت أنظار اآلخرین‪.‬‬
‫لذا قال النيب –صلی هللا عليه وسلم‪« :-‬تنكح املرأة ألربع‪ :‬ملاهلا‪ ،‬وحلسبها‪ ،‬وجلماهلا‪ ،‬ولدینها‪ ،‬فاظفر‬
‫بذات الدین‪ ،‬ت ِربت یداك» (ابو داود‪ ،‬د‪.‬ت‪ )۳۱۳/۳:‬أي أن الذي یرغب يف الزواج ویدعو الرجال إليه عادة‬
‫أحد هذه اخلصال األربع‪ ،‬وآخرها عندهم ذات الدین‪ ،‬فأمرهم النيب صلّى هللا عليه وسلم بأنه إذا وجدوا ذات‬
‫الدین‪ ،‬فال یعدلوا عنها‪ ،‬وإال أصيب الرجل باإلفالس والفقر‪.‬‬
‫مث هنى صلّى هللا عليه وسلم صراحة عن زواج املرأة لغری دینها‪ ،‬وحذر من عاقبة املال واجلمال‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫«ال تنكحوا النساء حلسنهن‪ ،‬فلعله یردیهن‪ ،‬وال ملاهلن فلعله یطغيهن‪ ،‬وانكحوهن للدین‪ ،‬وألمة سوداء خرقاء‬
‫ذات دین أفضل» (ابن ماجه‪ ،‬د‪.‬ت‪.)۹۰۲ :‬‬
‫أي النساء خری؟ قال‪ :‬اليت تسره إن نظر‪ ،‬وتطيعه إن‬ ‫وورد يف صفة خری النساء‪« :‬قيل‪ :‬یا رسول هللا‪ّ ،‬‬
‫أمر‪ ،‬وال ختالفه يف نفسها وماهلا مبا یكره» (النسایی‪ ،‬د‪.‬ت‪ )۷۹/۳:‬وللبيئة تأثری كبری‪ ،‬فال یغرتن الشاب جبمال‬
‫يف بيئة ذات تربية وضيعة‪ ،‬روى الدارقطين والدیلمي عن أيب سعيد مرفوعاً أن رسول هللا صلّى هللا عليه وسلم‬
‫قال‪« :‬إیاكم وخضراء ال ِّد َمن‪ ،‬قالوا‪ :‬وما خضراء الدمن یا رسول هللا ؟ قال‪ :‬املرأة احلسناء يف املنبت السوء»‬
‫لكن قال الدارقطين‪ :‬ال یصح من وجه‪.‬‬
‫وحسن اختيار املرأة ذو هدفني‪ ،‬إسعاد الرجل‪ ،‬وتنشئة األوالد نشأة صاحلة تتميز باالستقامة وحسن‬
‫األخالق‪ ،‬لذا قال عليه الصالة والسالم‪« :‬ختریوا لنطفكم‪ ،‬فانكحوا األكفاء‪ ،‬وانكحوا إليهم» (حدیث صححه‬
‫احلاکم عن عائشة ورواه احلاکم‪ ،‬ابن ماجه البيهقی والدارقطنی)‪.‬‬
‫ومیكن تلخيص ضوابط مقومات املرأة املخطوبة على النحو اآليت كما أبان الشافعية واحلنابلة وغریهم‬
‫(البهويت‪ ،‬د‪.‬ت‪ ، )۸-۲/۷ :‬فقالوا‪ :‬یستحب ما یلي‪:‬‬
‫‪ - ۹‬أن تكون املرأة دیِّنة‪ ،‬للحدیث السابق‪« :‬فعليك بذات الدین»‪.‬‬
‫ا‬
‫‪283‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫‪ - ۳‬أن تكون ولوداً‪ ،‬حلدیث‪« :‬تزوجوا الودود الولود‪ ،‬فإين مكاثر بكم األمم یوم القيامة» (ابوداود‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪ )۳۸۳/۳ :‬ویعرف كون البكر ولوداً بكوهنا من نساء یعرفن بكثرة األوالد‪.‬‬
‫‪ - ۰‬أن تكون بكراً‪ ،‬لقوله صلّى هللا عليه وسلم جلابر‪« :‬فهال بكراً تالعبها وتالعبك؟» (متفق عليه)‪.‬‬
‫‪ - ۴‬وأن تكون من بيت معروف بالدین والقناعة؛ ألنه مظنّة دینها وقناعتها‪.‬‬
‫‪ - ۲‬وأن تكون حسيبة‪ :‬وهي النسيبة‪ ،‬أي طيبة األصل‪ ،‬ليكون ولدها جنيباً‪ ،‬فإنه رمبا أشبه أهلها ونزع‬
‫إليها‪ ،‬حلدیث «وحلسبها»‪ .‬وال ینبغي تزوج بنت زنا ولقيطة ومن ال یعرف أبوها‪ ،‬أي أن الزواج حينئذ مكروه‪.‬‬
‫مباح غری حرام‪ ،‬وأما آیة‪﴿ :‬الزاين الینكح إال زانية‪( ﴾..‬النور‪ )۰ :‬فمنسوخة‪ ،‬أو شأنه ذلك‪.‬‬
‫‪ - ۶‬وأن تكون مجيلة؛ ألهنا أسكن لنفسه‪ ،‬وأغض لبصره‪ ،‬وأكمل ملودته‪ ،‬ولذلك جاز النظر قبل الزواج‪،‬‬
‫وحلدیث أيب هریرة السابق‪« :‬قيل‪ :‬یا رسول هللا ‪ ،‬أي النساء خری؟‪ »...‬لكن كره الشافعية خطبة املرأة الفائقة‬
‫اجلمال‪.‬‬
‫‪ -۷‬وأن تكون أجنبية غری ذات قرابة قریبة؛ ألن ولدها یكون أجنب‪ ،‬وقد قيل‪« :‬إن الغرائب أجنب‪،‬‬
‫وبنات العم أصرب» وألنه ال یأمن الطالق‪ ،‬فيفضي مع القرابة إىل قطيعة الرحم املأمور بصلتها‪ ،‬واستدل الرافعي‬
‫لذلك تبعاً للوسيط حبدیث‪« :‬ال تنكحوا القرابة القریبة‪ ،‬فإن الولد خیلق ضاویاً» أي حنيفاً‪ ،‬وذلك لضعف‬
‫الشهوة‪.‬‬
‫‪ -۸‬أال یزید على واحدة إن حصل هبا اإلعفاف‪ ،‬ملا فيه من التعرض للمحرم‪ ،‬قال هللا تعاىل‪﴿ :‬ولن‬
‫تستطيعوا أن تعدلوا بني النساء ولوحرصتم﴾ (النساء‪ )۹۳۱ :‬وقال صلّى هللا عليه وسلم‪« :‬من كان له امرأتان‪،‬‬
‫فمال إىل إحدامها‪ ،‬جاء یوم القيامة‪ ،‬وشقه مائل» (ابوداود‪ ،‬د‪.‬ت‪ .)۳۱۳ /۳ :‬فاألصل وحدة الزوجية ال‬
‫التعدد‪ .‬ویكره الزواج بالزانية أي املشهورة بالزنا‪ ،‬وإن م یثبت عليها الزنا‪.‬‬
‫املطلب السابع؛ من تباح خطبتها‪:‬‬
‫اخلطبة‪ -‬كما هو واضح‪ -‬مقدمة الزواج ووسيلته‪ ،‬فإذا كان الزواج باملرأة ممنوعاً شرعاً‪ ،‬كانت خطبتها‬
‫ممنوعة أیضاً‪ ،‬وإذا كان الزواج هبا مباحاً شرعاً‪ ،‬كانت خطبتها مباحة أیضاً‪ .‬وقد یوجد مانع شرعي مؤقت من‬
‫اخلطبة والزواج‪ ،‬لذا یشرتط إلباحة اخلطبة شرطان‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أال حیرم الزواج هبا شرعاً (الکاساين‪۹۴۳۶ ،‬ه‪.)۳۲۶/۳:‬‬
‫بأن كانت من احملارم احملرمة حترمیاً مؤبداً‪ ،‬كاألخت والعمة واخلالة‪ ،‬أو حترمیاً مؤقتاً‪ ،‬كأخت الزوجة‪ ،‬وزوجة‬
‫الغری‪ ،‬ملا يف حاالت املؤبد من الضرر باألوالد والضرر االجتماعي‪ ،‬وملا يف املؤقت من النزاع والفساد‪.‬‬
‫ا‬
‫‪233‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫خطبة املعتدة‪ :‬من حاالت التحرمي املؤقت‪ :‬أن تكون معتدة‪ ،‬أي يف أثناء العدة من زواج سابق (ابن‬
‫عابدین‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،)۰۸۳/۳:‬فإنه حیرم باتفاق الفقهاء اخلطبة الصرحیة أواملواعدة للمعتدة مطلقاً‪ ،‬سواء أكانت‬
‫بسبب عدة الوفاة‪ ،‬أم عدة الطالق الرجعي أم البائن‪ ،‬ملفهوم قوله تعاىل‪﴿ :‬وال جناح عليكم فيما عَّرضتم به‬
‫من خطبة النساء‪ ،‬أوأكننتم يف أنفسكم‪ ،‬علم هللا أنكم ستذكروهنن‪ ،‬ولكن ال تواعدوهن سراً‪ ،‬إال أن تقولوا‬
‫قوالً معروفاً﴾ (البقرة‪.)۳۰۲:‬‬
‫والتصریح‪ :‬ما یقطع بالرغبة يف الزواج‪ ،‬مثل‪ :‬أرید أن أتزوجك‪ ،‬وإذا انقضت عدتك تزوجتك‪ .‬وسبب‬
‫حترمي اخلطبة بطریق التصریح‪ :‬أنه رمبا تكذب يف انقضاء العدة‪ ،‬وألن يف خطبتها اعتداء على حق املطلِّق‪،‬‬
‫ُ‬
‫واالعتداء على حق الغری حرام شرعاً‪ ،‬لقوله تعاىل‪﴿ :‬وال تعتدوا‪ ،‬إن هللا ال حیب املعتدین﴾ (البقرة‪.)۹۱۳ :‬‬
‫وأما اخلطبة بطریق التعریض‪ :‬وهو القول املفهم للمقصود وليس بنص فيه‪ ،‬ومنه اهلدیة‪ ،‬أو هو ما حیتمل‬
‫الرغبة يف الزواج وعدمها‪ ،‬كقوله هلا‪ :‬أنت مجيلة‪ ،‬ورب راغب فيك‪ ،‬ومن جيد مثلك‪ ،‬ولست مبرغوب عنك‪ ،‬أو‬
‫عسى أن یيسر هللا يل أمرأة صاحلة‪ ،‬أو حنو ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬فإن كان سبب العدة وفاة الزوج‪ ،‬جازت اخلطبة باتفاق الفقهاء؛ النتهاء الزوجية بالوفاة‪،‬‬
‫فال یكون يف خطبتها اعتداء على حق الزوج وال إضرار به‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإن كان سبب العدة هو الطالق‪ :‬فإن كان الطالق رجعياً‪ ،‬حرمت اخلطبة باتفاق‬
‫الفقهاء؛ ألن ملن طلَّقها احلق يف مراجعتها أثناء العدة‪ ،‬فتكون خطبتها اعتداء على حقه‪ ،‬فهي زوجة‬
‫أو يف معَن الزوجة‪.‬‬
‫وإن كان الطالق بائناً بينونة صغرى أو كربى‪ ،‬ففي خطبة املعتدة ممن طلّقها بالتعریض رأیان‪:‬‬
‫رأي احلنفية‪ :‬حترمي اخلطبة؛ ألن ملطلِّقها يف حالة البينونة الصغرى أن یعقد عليها مرة أخرى قبل انقضاء العدة‪،‬‬
‫ُ‬
‫كما بعدها‪ ،‬فلو أبيحت خطبتها‪ ،‬لكان يف ذلك اعتداء على حقوقه‪ ،‬ومع له من العودة إىل زوجته مرة‬
‫أخرى‪ ،‬كاملطلقة الرجعية‪ .‬وأما يف حالة البينونة الكربى فتمنع اخلطبة يف العدة بطریق التعریض‪ ،‬كيال تكذب‬
‫املرأة يف اإلخبار بانتهاء عدهتا‪ ،‬ولئال یظن أن هذا اخلاطب كان سبباً يف تصدع العالقة الزوجية السابقة‪ .‬وأما‬
‫آیة ﴿وال جناح عليكم﴾ (البقرة‪ )۳۰۲ :‬فهي خاصة باملعتدات للوفاة بدليل اآلیة اليت قبلها‪﴿ :‬والذین‬
‫یتوفون﴾ [البقرة‪.]۳۰۲ :‬‬
‫عرضتم به‪﴾...‬‬ ‫رأي اجلمهور‪ :‬جواز اخلطبة‪ ،‬لعموم اآلیة السابقة‪﴿ :‬وال جناح عليكم فيما َّ‬
‫(البقرة‪ )۳۰۲:‬وقوله‪﴿ :‬إال أن تقولوا قوالً معروفاً﴾ (البقرة‪ )۳۰۲:‬أي ال تواعدوهن إال بالتعریض دون‬
‫ا‬
‫‪233‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫التصریح‪ ،‬والنقطاع سلطنة الزوج عن البائن‪ ،‬فالطالق البائن بنوعيه یقطع رابطة الزوجية‪ ،‬فال یكون يف خطبتها‬
‫تعریضاً اعتداء على حق املطلِّق‪ ،‬فتشبه املعتدة بسبب الوفاة‪.‬‬
‫ُ‬
‫وأرجح مذهب اجلمهور يف البينونة الكربى إذ ال ضغينة يف نفس الزوج وقد أكمل الطالق‪ ،‬وأرجح‬
‫مذهب احلنفية يف البينونة الصغرى‪ .‬وإذا عقد على املعتدة زواج يف العدة‪ ،‬ودخل الزوج هبا‪ ،‬فسخ الزواج‬
‫باالتفاق‪ ،‬لنهي هللا عنه‪ ،‬وتأبد حترمیها عليه عند مالك وأمحد والشعيب‪ ،‬فال حیل نكاحها أبداً‪ ،‬وبه قضى عمر؛‬
‫ألنه استحل ما ال حیل‪ ،‬فعوقب حبرمانه‪ ،‬كالقاتل یعاقب حبرمانه مریاث من قتله‪.‬‬
‫وقال احلنفية والشافعية‪ :‬یفسخ النكاح‪ ،‬فإذا انتهت العدة‪ ،‬جاز هلذا الزوج أن خیطبها مرة أخرى ویتزوجها‪،‬‬
‫و م یتأبد التحرمي؛ ألن األصل أهنا ال حترم إال أن یقوم دليل على احلرمة من كتاب أو سنة أو إمجاع‪ ،‬وال دليل‬
‫من هذا‪.‬‬
‫الشرط الثاين‪ :‬أال تكون املخطوبة خمطوبة سابقاً خلاطب آخر‪ :‬إذ ال حتل خطبة املخطوبة (ابوجعفر‬
‫الطحاوي‪۹۴۰۹ ،‬ه‪ ،)۹۷۸ :‬للحدیث السابق‪« :‬ال خیطب أحدكم على خطبة أخيه حَّ یرتك اخلاطب قبله‬
‫فصلت القول يف البند السادس السابق يف اخلطبة على اخلطبة‪ ،‬وظاهر النهي يف هذا احلدیث‬ ‫أو یأذن»‪ .‬وقد ّ‬
‫وغریه یدل على التحرمي‪ ،‬وألنه هني عن اإلضرار باإلنسان‪ ،‬فكان مقتضاه التحرمي كالنهي عن أكل ماله‪ ،‬وسفك‬
‫دمه‪ .‬فإن فعل‪ ،‬فزواجه عند اجلمهور صحيح وعليه اإلمث‪ ،‬وال یفرق بني الزوجني عند اجلمهور‪ ،‬كاخلطبة يف‬
‫العدة؛ ألن النهي ليس متوجهاً إىل نفس العقد‪ ،‬بل هو متوجه إىل أمر خارج عن حقيقته‪ ،‬فال یقتضي بطالن‬
‫العقد‪ ،‬كالتوضؤ مباء مغصوب‪.‬‬
‫وروي عن مالك وداود‪ :‬أنه ال یصح؛ ألنه نكاح منهي عنه‪ ،‬فكان باطالً كنكاح الشغار‪ .‬واملعتمد عند‬
‫املالكية‪ :‬أنه إذا رفعت احلادثة حلاكم‪ ،‬وثبت عنده العقد على املخطوبة ببينة أو إقرار‪ ،‬وجب عليه فسخه قبل‬
‫الدخول بطلقة بائنة‪.‬‬
‫املطلب الثامن‪ -‬رؤية املخطوبة‪:‬‬
‫جاء يف صحيح مسلم باب النظر إىل املرأة ملن یرید التزویج ‪ :‬عن أيب هریرة رضي هللا عنه قال ‪ :‬جاء‬
‫رجل إىل النيب صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬إين تزوجت امرأة من األنصار‪ ،‬فقال له النيب صلى هللا عليه وسلم‬
‫"هل نظرت إليها فإن يف عيون األنصار شي ئأ "؟ قال‪ :‬قد نظرت إليها‪ ،‬قال‪" :‬على كم تزوجت"؟ قال‪ :‬على‬
‫أربع أواق‪ ،‬فقال له النيب صلى هللا عليه وسلم‪" :‬كأمنا تنحتون الفضة من عرض هذا اجلبل! من عندنا ما‬
‫نعطيك‪ ،‬ولكن عسى أن نبعثك يف بعث تصيب منه" قال‪ :‬فبعث بعثا إىل بين عبس‪ ،‬بعث ذلك الرجل فيهم‪.‬‬
‫ا‬
‫‪233‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫(احلميدی‪۹۴۳۰ ،‬ه‪ )۰۰۹/۰:‬هذا احلدیث یدل على أن النيب صلى هللا عليه وسلم أجاز النظر إىل املخطوبة‬
‫كما صرح بسؤاله عن الصحايب فأجابه الصحايب بأين نظرت إىل املخطوبة ‪ ،‬كما یدل احلدیث على أن املهر‬
‫كان كثریا حيث ذكر الرجل أين أعطيتها أربع أواق من الذهب‪.‬‬
‫هذا وذهب الفقهاء إىل أن من أراد نكاح امرأة فله أن ینظر إليها‪ ،‬قال ابن قدامة‪ :‬ال نعلم بني أهل العلم‬
‫ول هللا ‪-‬صلَّى هللا عليه وسلم‪-‬‬ ‫قال رس ُ‬ ‫خالفا يف إباحة النظر إىل املرأة ملن أراد نكاحها‪ ،‬وقد روى جابر قال‪َ :‬‬
‫فخطبت جاریةً فكنت‬ ‫يفعل"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ستطاع أن یَْنظَُر إىل ما یَ ْد ُعوهُ إىل ن َكاحها فَ ْل َ‬ ‫أح ُد ُكم املرأ َة‪ ،‬فإن ا َ‬ ‫ب َ‬ ‫‪" :‬إذا َخطَ َ‬
‫فتزو ْجتُها‪( .‬ابوداود‪۹۴۰۳ ،‬ه‪.)۴۳۴/۰ :‬‬ ‫أیت منها ما دعاين إىل نكاحها َّ‬ ‫أختبَّأ هلا‪ ،‬حَّ ر ُ‬
‫لكن الفقهاء بعد اتفاقهم على مشروعية نظر اخلاطب إىل املخطوبة اختلفوا يف حكم هذا النظر‪ ،‬فقال‬
‫احلنفية واملالكية والشافعية وبعض احلنابلة‪ :‬یندب النظر لألمر به يف احلدیث الصحيح مع تعليله بأنه أحرى أن‬
‫ول‬
‫ال َر ُس ُ‬ ‫ب ْامَرأًَة‪ ،‬فَ َق َ‬ ‫اهلل عْنه‪ ،‬أ َّ ِ‬ ‫یؤدم بينهما أي تدوم املودة واأللفة‪ .‬عن أَنَ ٍ ِ‬
‫َن الْ ُمغ َریَة بْ َن ُش ْعبَةَ َخطَ َ‬ ‫س َرض َي َُّ َ ُ‬ ‫َْ‬
‫ب فَنَظََر إِلَْي َها فَ َذ َكَر‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ال‪ :‬فَ َذ َه َ‬
‫َحَرى أَ ْن یُ ْؤَد َم بَْي نَ ُك َما» قَ َ‬ ‫ب فَانْظُْر إِلَْي َها‪ ،‬فَِإنَّهُ أ ْ‬‫صلَّى هللاُ َعلَْيه َو َسلَّ َم‪« :‬ا ْذ َه ْ‬
‫اهلل َ‬
‫ني‪َ ،‬وَ مْ ُخیَِّر َجاهُ» ( احلاکم النيسابوری‪۹۴۹۹،‬ه‪:‬‬ ‫يح َعلَى َشر ِط الشَّْي َخ ْ ِ‬ ‫یث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫صح ٌ‬ ‫م ْن ُم َوافَ َقت َها‪َ « ،‬ه َذا َحد ٌ َ‬
‫‪ )۹۷۱/۳‬واملذهب عند احلنابلة أنه یباح ملن أراد خطبة امرأة وغلب على ظنه إجابته نظر ما یظهر غالبا‪( .‬ابن‬
‫قدامه‪۹۰۸۸ ،‬ه‪.)۲۲۳/۶ :‬‬
‫نظر املخطوبة إىل خاطبها‪:‬‬
‫حكم نظر املرأة املخطوبة إىل خاطبها كحكم نظره إليها ألنه یعجبها منه ما یعجبه منها‪ ،‬بل هي‪-‬كما‬
‫قال ابن عابدین‪ -‬أوىل منه يف ذلك ألنه میكنه مفارقة من ال یرضاها خبالفها‪ .‬واشرتط مجهور الفقهاء (املالكية‬
‫والشافعية واحلنابلة) ملشروعية النظر أن یكون الناظر إىل املرأة مریدا نكاحها‪ ،‬وأن یرجو اإلجابة رجاء ظاهرا‪،‬‬
‫أو یعلم أنه جياب إىل نكاحها‪ ،‬أو یغلب على ظنه اإلجابة‪ .‬واكتفى احلنفية باشرتاط إرادة نكاحها فقط‬
‫(الطرابلسي‪۹۴۳۰،‬ه‪.)۴۳۲/۰:‬‬
‫ما ينظر من املخطوبة‪:‬‬
‫اتفق احلنفية واملالكية والشافعية على أن ما یباح للخاطب نظره من خمطوبته احلرة هو الوجه والكفان‬
‫ظاهرمها وباطنهما إىل كوعيهما لداللة الوجه على اجلمال‪ ،‬وداللة الكفني على خصب البدن‪ ،‬وهناك روایة عند‬
‫احلنفية أن القدمني ليستا بعورة حَّ يف غری اخلطبة‪ .‬واختلف احلنابلة فيما ینظر اخلاطب من املخطوبة‪ ،‬ففي‬
‫مطالب أويل النهى" و" كشاف القناع" أنه ینظر إىل ما یظهر منها غالبا كوجه وید ورقبة وقدم‪ ،‬ألنه صلى هللا‬
‫ا‬
‫‪232‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫عليه وسلم ملا أذن يف النظر إل يها من غری علمها‪ ،‬علم أنه أذن يف النظر إىل مجيع ما یظهر غالبا‪ ،‬إذ ال میكن‬
‫إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غریه يف الظهور؛ وألنه یظهر غالبا فأشبه الوجه‪ .‬ويف املغين‪ :‬ال خالف بني أهل‬
‫العلم يف إباحة النظر إىل وجهها‪ ،‬وذلك ألنه ليس بعورة‪ ،‬وهو جممع احملاسن وموضع النظر‪ ،‬وال یباح النظر إىل‬
‫ما ال یظهر عادة‪ .‬أما ما یظهر غالبا سوى الوجه‪ ،‬كالكفني والقدمني وحنو ذلك مما تظهره املرأة يف منزهلا ففيه‬
‫روایتان للحنابلة‪.‬‬
‫إحدامها‪ :‬ال یباح النظر إليه ألنه عورة‪ ،‬فلم یبح النظر إليه كالذي ال یظهر‪ ،‬فإن عبد هللا بن مسعود روي‬
‫أن النيب صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬املرأة عورة" (الطرباين ‪۹۴۳۷ ،‬ه‪ ،)۹۳۸/۹۳:‬وألن احلاجة تندفع بالنظر‬
‫إىل الوجه فبقي ما عداه على التحرمي‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬وهي املذهب‪ ،‬للخاطب النظر إىل ذلك‪ ،‬قال أمحد يف روایة حنبل‪ :‬ال بأس أن ینظر إليها وإىل‬
‫ما یدعوه إىل نكاحها من ید أو جسم وحنو ذلك‪ ،‬قال أبو بكر‪ :‬ال بأس أن ینظر إليها حاسرة‪ .‬ووجه جواز‬
‫النظر إىل ما یظهر غالبا أن النيب صلى هللا عليه وسلم ملا أذن يف النظر إليها من غری علمها علم أنه أذن يف‬
‫النظر إىل مجيع ما یظهر عادة إذ ال میكن إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غریه له يف الظهور‪ ،‬وألنه یظهر غالبا‬
‫فأبيح النظر إليه كالوجه‪ ،‬وألهنا امرأة أبيح النظر إليها بأمر الشارع فأبيح النظر منها إىل ذلك كذوات احملارم‪،‬‬
‫وقال األوزاعي‪ :‬ینظر اخلاطب إىل مواضع اللحم‪ ( .‬ابن قدامه‪۹۰۸۸ ،‬ه‪.)۲۲۰/۶ :‬‬
‫تزين املرأة اخلالیة وتعرضها للخطاب‪:‬‬
‫ذهب احلنفية إىل أن حتلية البنات باحللي واحللل لریغب فيهن الرجال سنة‪(.‬ابن عابدین‪ ،‬د‪.‬ت‪.)۳۶۳/۳:‬‬
‫وأما املالكية فقد نقل احلطاب عن ابن القطان قوله‪ :‬وهلا (أي للمرأة اخلالية من األزواج) أن تتزین للناظرین‬
‫(أي للخطاب)‪ ،‬بل لو قيل بأنه مندوب ما كان بعيدا‪ ،‬ولو قيل إنه جيوز هلا التعرض ملن خیطبها إذا سلمت‬
‫نيتها يف قصد النكاح م یبعد‪ .‬مث قال احلطاب‪ :‬هل یستحب للمرأة نظر الرجل؟ م أر فيه نصا للمالكية‪،‬‬
‫والظاهر استحبابه وفاقا للشافعية‪ ،‬قالوا‪ :‬یستحب هلا أیضا أن تنظر إليه‪ ،‬وقد قال ابن القطان‪ :‬إذا خطب‬
‫الرجل امرأة هل جيوز له أن یقصدها متعرضا هلا مبحاسنه اليت ال جيوز إبداؤها إليها إذا م تكن خمطوبة ویتصنع‬
‫بلبسه‪ ،‬وسواكه‪ ،‬ومكحلته وخضابه‪ ،‬ومشيه‪ ،‬وركبته‪ ،‬أم ال جيوز له إال ما كان جائزا لكل امرأة؟ هو موضع‬
‫نظر‪ ،‬والظاهر جوازه‪ ،‬و م یتحقق يف املنع إمجاع‪ ،‬أما إذا م یكن خطب ولكنه یتعرض لنفسه ذلك التعرض‬
‫للنساء فال جيوز؛ ألنه تعرض للفنت وتعریض هلا‪ ،‬ولوال الظاهر ما أمكن أن یقال ذلك يف املرأة اليت م ختطب‬
‫على أنا م جنزم فيه باجلواز‪( .‬الطرابلسي‪۹۴۳۰،‬ه‪.)۴۳۲/۰:‬‬
‫ا‬
‫‪233‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫وقال ابن مفلح من احلنابلة‪ :‬قد روى احلافظ أبو موسى املدیين يف كتاب االستغناء يف معرفة استعمال‬
‫احلناء عن جابر رضي هللا عنه مرفوعا‪ :‬یا معشر النساء اختضب فإن املرأة ختتضب لزوجها‪ ،‬وإن األمي ختتضب‬
‫وجل‪( .‬ابن امللقن‪۹۴۳۲ ،‬ه‪.)۷۴۱/۸:‬‬ ‫عز ّ‬ ‫تعرض للرزق من هللا ّ‬
‫وقد ورد يف صحيح مسلم من حدیث سبيعة األسلمية كانت حتت سعد بن خولة وهو يف بين عامر بن‬
‫لؤي‪ ،‬وكان ممن شهد بدرا‪ ،‬فتويف عنها يف حجة الوداع‪ ،‬وهي حامل فلم تنشب أن وضعت محلها بعد وفاته‪،‬‬
‫فلما تعلت من نفاسها جتملت للخطاب‪ ،‬فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك رضي هللا عنه رجل من بين عبد‬
‫الدار فقال هلا‪ :‬ما يل أراك متجملة؟ لعلك ترجني النكاح‪ .‬إنك وهللا ما أنت بناكح حَّ متر عليك أربعة أشهر‬
‫وعشرا‪ .‬قالت سبيعة‪ :‬فلما قال يل ذلك مجعت علي ثيايب حني أمسيت‪ ،‬فأتيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فسألته عن ذلك‪ ،‬فأفتاين بأين قد حللت حني وضعت محلي وأمرين بالتزویج إن بدا يل‪( .‬ابوجعفر الطحاوي‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.)۳۱۷/۰:‬‬
‫املطلب التاسع؛ مقدار ما يباح النظر إلیه‪:‬‬
‫یرى أكثر الفقهاء أن للخاطب أن ینظر إىل من یرید خطبتها إىل الوجه والكفني فقط؛ ألن رؤیتهما‬
‫حتقق املطلوب من اجلمال وخصوبة اجلسد وعدمهما‪ ،‬فيدل الوجه على اجلمال أو ضده ألنه جممع احملاسن‪،‬‬
‫والكفان على خصوبة البدن أو عدمها‪.‬‬
‫وأجاز أبو حنيفة النظر إىل قدميها‪ .‬وأجاز احلنابلة النظر إىل ما یظهر عند القيام باألعمال وهي ستة‬
‫أعضاء‪ :‬الوجه والرقبة واليد والقدم والرأس والساق؛ ألن احلاجة داعية إىل ذلك‪ ،‬وإلطالق األحادیث السابقة‪:‬‬
‫«انظر إليها» ولفعل عمر السابق‪ ،‬وفعل جابر أیضاً‪ ،‬وهذا هو الرأي الراجح لدي ولكن ال أفيت به‪ .‬وقال‬
‫األوزاعي‪ :‬ینظر إىل مواضع اللحم‪ .‬وقال داود الظاهري‪ :‬جيوز النظر إىل مجيع البدن‪ ،‬لظاهر حدیث «انظر‬
‫إليها» وهذا منكر وشذوذ‪ ،‬یؤدي إىل الفساد‪ .‬وللزوج النظر إىل مجيع بدن زوجته يف حال حياهتا‪ ،‬وهلا أیضاً‬
‫النظر إىل مجيع بدن زوجها‪ ،‬حَّ نظر الفرج‪ ،‬لكن یكره لكل منهما نظر الفرج من اآلخر‪.‬‬
‫املطلب العاشر؛ وقت الرؤية وشرطها‪:‬‬
‫قال الشافعية‪ :‬ینبغي أن یكون نظر اخلاطب إىل املرأة قبل اخلطبة‪ ،‬وأن تكون خفية بغری علم املرأة أو‬
‫ذویها‪ ،‬مراعاة لكرامة املرأة وأسرهتا‪ ،‬فإذا أعجبته تقدم خلطبتها من غری إیذاء هلا وإحراج ألسرهتا‪ ،‬وهذا هو‬
‫املعقول‪ ،‬والراجح عمالً بظاهر األحادیث اليت تدل على أنه جيوز النظر إليها‪ ،‬سواء أكان ذلك بإذهنا أم‬
‫ال(الشربيين اخلطيب‪ ،‬د‪.‬ت‪.)۹۳۸/۰ :‬‬
‫ا‬
‫‪233‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫وقال املالكية ‪ :‬جيوز نظر وجه الزوجة وكفيها خاصة قبل العقد‪ ،‬ليعلم بذلك حقيقة أمرها بعلم منها أو‬
‫وليها‪ ،‬ویكره استغفاهلا‪ .‬والنظر یكون بنفسه أو وكيله إن م یكن على وجه التلذذ هبا‪ ،‬وإال منع كما مینع ما‬
‫زاد على الوجه والكفني ألنه عورة (ابن جزي الکليب‪ ،‬د‪.‬ت‪.)۹۱۴-۹۱۰ :‬‬
‫املطلب احلادی عشر؛ حترمي اخللوة باملخطوبة‪:‬‬
‫بينا أن اخلطبة ليست زواجاً‪ ،‬وإمنا هي جمرد وعد بالزواج‪ ،‬فال یرتتب عليها شيء من أحكام الزواج‪ ،‬وال‬
‫اخللوة باملرأة أو معاشرهتا بانفراد؛ ألهنا ما تزال أجنبية عن اخلاطب‪ ،‬وقد هنى الرسول صلّى هللا عليه وسلم يف‬
‫األحادیث السابقة عن اخللوة باألجنبية وعن اجللوس معها إال مع حمرم كأبيها أو أخيها أوعمها‪ ،‬ومن تلك‬
‫األحادیث‪« :‬ال خیلون رجل بامرأة ال حتل له‪ ،‬فإن ثالثهما الشيطان‪ ،‬إال َْحم ٌرم» (الشوکاين‪۹۴۹۰ ،‬ه‪.)۹۹۹/۶:‬‬
‫ويف هذا القدر أمان وضمان وبُ ْعد عن التعرض ملخاطر االحتماالت يف املستقبل من فسخ اخلطوبة‬
‫وغریه‪ ،‬وبه یتحقق املطلوب باجللوس والتحدث إىل املرأة عند وجود حمرم هلا‪ ،‬وهذا هو املوقف احلكيم املعتدل‬
‫دون إفراط وال تفریط‪.‬‬
‫وأما املعاشرة قبل الزواج والذهاب معاً إىل األماكن العامة وغریها‪ ،‬فهو كله ممنوع شرعاً‪ ،‬بل إنه ال حیقق‬
‫الغایة املرجوة‪ ،‬إذ كل منهما یظهر بغری حقيقته‪ ،‬كما قيل‪( :‬كل خاطب كاذب)‪ .‬وألن اخلاطب قد یتعجل‬
‫األمور‪ ،‬وقد یستجيب اإلنسان لتلبية الغریزة‪ ،‬ویضعف عن مقاومتها يف حال االنفراد باملرأة‪ ،‬فيقع الضرر هبا‪،‬‬
‫وتتأثر مسعتها عند العدول عن اخلطبة‪.‬‬
‫املطلب الثاين عشر؛ العدول عن اخلطبة وأثره‪:‬‬
‫مبا أن اخلطبة ليست زواجاً‪ ،‬وإمنا هي وعد بالزواج‪ ،‬فيجوز يف رأي أكثر الفقهاء للخاطب أو املخطوبة‬
‫العدول عن اخلطبة (قانون االحوال الشخصية السوری‪ :‬م ‪)۰‬؛ ألنه ما م یوجد العقد فال إلزام وال التزام‪ .‬ولكن‬
‫یطلب أدبياً أال ینقض أحدمها وعده إال لضرورة أو حاجة شدیدة‪ ،‬مراعاة حلرمة البيوت وكرامة الفتاة‪ .‬وینبغي‬
‫احلكم على املخطوبة باملوضوعية اجملردة‪ ،‬ال باهلوى أو بدون مسوغ معقول‪ ،‬فال یعدل اخلاطب عن عزمه الذي‬
‫شاءه؛ ألن عدوله هو نقض للعهد أو الوعد‪ ،‬ویستحسن شرعاً وعرفاً التعجيل يف العدول إذا بدا سبب واضح‬
‫یقتضي ذلك‪ ،‬قال هللا تعاىل‪﴿ :‬وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤوالً﴾ (اإلسراء‪ )۰۴ :‬وقال صلّى هللا عليه‬
‫وسلم‪« :‬اضمنوا يل ستاً من أنفسكم أضمن لكم اجلنة‪ :‬اصدقوا إذا حدثتم‪ ،‬وأوفوا إذا وعدمت‪ ،‬و ّأدوا إذا ائتمنتم‪،‬‬
‫واحفظوا فروجكم‪ ،‬وغضوا أبصاركم‪ ،‬وكفوا أیدیكم» (رواه امحد‪ ،‬ابن حبان احلاکم والبيهقی عن عبادة بن‬
‫الصامت‪ ،‬وهو صحيح)‪.‬‬
‫ا‬
‫‪233‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫حكم انفساخ اخلطبة أو أثره‪ :‬ال یرتتب على انفساخ اخلطبة أي أثر ما دام م حیصل عقد‪.‬‬
‫وأما ما قدمه اخلاطب من مهر‪ :‬فله أن یسرتده‪ ،‬سواء أكان قائماً أم هالكاً أم مستهلكاً‪ ،‬ويف حال اهلالك‬
‫أو االستهالك یرجع بقيمته إن كان قيمياً‪ ،‬ومبثله إن كان مثلياً‪ ،‬أیاً كان سبب العدول‪ ،‬من جانب اخلاطب أو‬
‫من جانب املخطوبة‪ .‬وهذا متفق عليه فقهاً (قانون حقوق العائلة العثماين‪ :‬م‪.)۸‬‬
‫فصل القانون السوري (م‪ )۴‬بني حالة كون العدول من جهة اخلاطب‪ ،‬وحالة كونه من جهة‬ ‫ولكن ّ‬
‫املخطوبة‪ ،‬أخذاً بعرف الناس اليوم‪ .‬ففي احلالة األوىل‪ :‬إذا اشرتت املرأة جهازاً ختری بني إعادة مثل املهر أو‬
‫تسليم اجلهاز‪ .‬ويف احلالة الثانية‪ :‬جيب عليها إعادة املهر أو قيمته‪.‬‬
‫هدایا اخلطبة‪ :‬أما رد اهلدایا ففيه آراء فقهية‪:‬‬
‫‪ - ۹‬قال احلنفية‪ :‬هدایا اخلطبة هبة‪ ،‬وللواهب أن یرجع يف هبته إال إذا وجد مانع من موانع الرجوع‬
‫باهلبة كهالك الشيء أو استهالكه أو وجود الزوجية‪ .‬فإذا كان ما أهداه اخلاطب موجوداً فله اسرتداده‪ .‬وإذا‬
‫كان قد هلك أو استهلك أو حدث فيه تغيری‪ ،‬كأن ضاع اخلامت‪ ،‬وأكل الطعام‪ .‬وصنع القماش ثوباً‪ ،‬فال حیق‬
‫للخاطب اسرتداد بدله (ابن عابدین‪ ،‬د‪.‬ت‪.)۲۱۱/۳:‬‬
‫‪ - 4‬وذكر املالكية‪ :‬أن اهلدایا قبل عقد الزواج أو فيه تتشطر بني املرأة والرجل‪ ،‬سواء اشرتطت‪ ،‬أو م‬
‫تشرتط؛ ألهنا مشرتطة حكماً (ابو الربکات الدردیر‪ ،‬د‪.‬ت‪.)۴۲۶/۳ :‬‬
‫‪ - 6‬وفصل احلنابلة بني أن یكون العدول من جهة اخلاطب أو من جهة املخطوبة‪ ،‬فإذا عدل اخلاطب‪،‬‬
‫فال یرجع بشيء ولو كان موجوداً‪ .‬وإذا عدلت املخطوبة‪ ،‬فللخاطب أن یسرتد اهلدایا‪ ،‬سواء أكانت قائمة أم‬
‫هالكة‪ ،‬فإن هلكت أو استهلكت وجبت قيمتها‪ .‬وهذا حق وعدل‪ ،‬ألنه وهب بشرط بقاء العقد‪ ،‬فإن زال‬
‫العقد‪ ،‬فله الرجوع‪ ،‬فأشبه بذلك (ابن قدامه‪۹۰۸۸ ،‬ه ‪.)۲۲۰/۶:‬‬
‫‪ - 3‬ورأى الشافعية‪ :‬أن للخاطب الرجوع مبا أهداه؛ ألنه إمنا أنفق ألجل تزوجها‪ ،‬فریجع إن بقي‪ ،‬وببدله‬
‫إن تلف (ابن قدامه‪۹۰۸۸ ،‬ه ‪.)۲۲۰/۶:‬‬
‫وأخذ القانون املغريب مبذهب املالكية‪ ،‬والقانون األردين مبذهب احلنفية‪ ،‬فصرح أنه جيري على هدایا اخلطبة‬
‫حكم اهلبة‪ .‬وسكوت القانون السوري یتضمن العمل برأي احلنفية‪ ،‬إذ نص يف املادة (‪ )۰۳۲‬على أن «كل‬
‫ما م یرد عليه نص يف هذا القانون‪ ،‬یرجع فيه إىل القول األرجح يف املذهب احلنفي» ‪ .‬وجاء يف (م‪۴/‬ف‪:)۰‬‬
‫جتري على اهلدایا أحكام اهلبة‪.‬‬

‫ا‬
‫‪233‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫والراجح لدي أن املرأة تستحق مجيع ما قدم هلا قبل العقد من هدایا‪ ،‬بدليل ما رواه اخلمسة إال الرتمذي‬
‫عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ :‬أن رسول هللا صلّى هللا عليه وسلم قال‪« :‬أمیا امرأة نكحت على‬
‫صداق أو ِحبَاء (عطاء) أو ِع َدة قبل عصمة النكاح‪ ،‬فهو هلا‪ ،‬وما كان بعد عصمة النكاح فهو ملن أعطيه»‬
‫(الشوکاين‪۹۴۹۰،‬ه‪ )۹۷۴/۶ :‬ذهب إىل هذا عمربن عبد العزیز والثوري وأبوعبيدومالك‪ ،‬واهلادویة من الزیدیة‪.‬‬
‫التعویض عن الضرر ‪ :‬أما التعویض عن األضرار املادیة أو املعنویةاليت ترتتب على فسخ اخلطبة‪ ،‬كشراء بعض‬
‫األمتعة واأللبسة‪ ،‬أو ترك وظيفة أو تفویت خاطب آخر‪ ،‬أو اإلساءة لسمعتها مبجرد العدول عن خطبة طال‬
‫أمدها كأربع سنوات مثالً‪ ،‬فلم ینص عليه فقهاؤنا القدامي‪.‬‬
‫ومیكن إقراره يف الفقه احلدیث عمالً بقواعد الشریعة العامة‪ ،‬كقاعدة حترمي التغریر وإجيابه الضمان‪ ،‬وقاعدة‬
‫(ال ضرر وال ضرار) وما یرتتب عليها من تطبيق نظریة التعسف يف استعمال احلق اليت أخذ هبا املالكية واحلنابلة‪،‬‬
‫وراعاها أبو حنيفة يف حقوق العلو واجلوار‪.‬‬
‫كما میكن تأصيل التعویض عن ضرر العدول مببدأ االلتزام يف الفقه املالكي يف مشهور األقوال‪ :‬وهو أنه‬
‫يف الوعد بشيء یقضى بتنفيذ الوعد إن كان مبنياً على سبب ودخل املوعود بالسبب‪ ،‬أي فيجب الوفاء بالوعد‬
‫املعلق على سبب‪ ،‬وباشر املوعود السبب ونفذه‪ .‬مثل‪ :‬اشرت سلعة أو تزوج امرأة‪ ،‬وأنا أسلفك‪ ،‬فإذا تزوج فعالً‬
‫وجب عليه إقراضه‪ .‬أما جمرد الوعد فال یلزم الوفاء به‪ ،‬بل الوفاء به من مكارم األخالق‪.‬‬
‫والذي استقر عليه القضاء املصري اآلن‪ :‬ما قررته حمكمة النقض سنة (‪۹۱۰۱‬م ) وهو ما یلي‪:‬‬
‫‪ - ۹‬اخلطبة ليست بعقد ملزم‪.‬‬
‫‪ - ۳‬جمرد العدول عن اخلطبة ال یكون سبباً موجباً للتعویض‪.‬‬
‫‪ - ۰‬إذا اقرتن بالعدول عن اخلطبة أفعال أخرى‪ ،‬أحلقت ضرراً بأحد اخلطيبني‪ ،‬جاز احلكم بالتعویض‬
‫على أساس املسؤولية التقصرییة‪ ،‬أي اخلطأ الذي سبب ضرراً بالغری‪.‬‬
‫وهذا یتفق مع قواعد الشریعة اإلسالمية‪ ،‬وعلى هذا یفرق بني حالتني‪ :‬األوىل‪ :‬إذا كان للعادل دخل يف‬
‫الضرر الذي حلق اآلخر بسبب عدوله‪ ،‬كأن یطلب اخلاطب إعداد جهاز خاص‪ ،‬أو یطلب من املخطوبة ترك‬
‫وظيفتها‪ ،‬فترتكها بناء على رغبته‪ ،‬أو تطلب املخطوبة إعداد اخلاطب مسكناً خاصاً‪ ،‬فيجوز احلكم بالتعویض‬
‫عن الضرر لعدوله عن اخلطبة‪ ،‬لتسبب العادل يف الضرر وتغریره الطرف اآلخر‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أال یكون للعادل دخل يف الضرر الذي حلق الطرف اآلخر بسبب العدول‪ ،‬فال حیكم بالتعویض‬
‫على العادل‪ ،‬إذ م یوجد منه سبب الضمان من ضرر أو تغریر‪.‬‬
‫ا‬
‫‪238‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫املطلب الثالث عشر؛ التزويج على تعلیم القرآن‪:‬‬


‫عن سهل بن سعد الساعدي رضي هللا عنهما قال‪ :‬جاءت امرأة إىل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فقالت‪ :‬یا رسول هللا جئت أهب لك نفسي‪ ،‬فنظر إليها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فصعد النظر فيها‬
‫وصوبه‪ ،‬مث طأطأ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رأسه‪ .‬فلما رأت املرأة أنه م یقض فيها شيئا جلست‪ ،‬فقام‬
‫رجل من أصحابه فقال‪ :‬یا رسول هللا إن م تكن لك هبا حاجة فزوجنيها‪ ،‬فقال‪":‬هل عندك من شئ "؟ فقال‪:‬‬
‫ال وهللا یا رسول هللا‪ ،‬فقال‪" :‬اذهب إىل أهلك فانظر هل جتد شيئا "؟ فذهب مث رجع فقال‪ :‬ال وهللا یا رسول‬
‫هللا‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬انظر ولو خامتا من حدید "فذهب مث رجع فقال‪ :‬ال وهللا یا رسول‬
‫هللا وال خامتا من حدید‪ ،‬ولكن هذا إزاري‪( .‬قال سهل‪ :‬ماله رداء) فلها نصفه‪ ،‬فقال رسول هللا‪" :‬ماتصنع‬
‫بإزارك؟ إن لبسته م یكن عليها من شيئ‪ ،‬وإن لبسته م یكن عليك منه شئ! "فجلس الرجل حَّ إذا طال‬
‫جملسه قام فرآه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم موليا‪ ،‬فأمر فدعي له‪ ،‬فلما جاء‪ ،‬قال‪" :‬ماذا معك من القرآن"؟‬
‫قال معي سورة كذا وسورة كذا (عددها)فقال‪" :‬تقرأهن عن ظهر قلبك"؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪" :‬اذهب فقد ملكتكها‬
‫مبا معك من القرآن"‪( .‬احلميدی‪۹۴۳۰ ،‬ه‪.)۹۷۰/۶ :‬‬
‫هذا احلدیث یدل على أمور‪:‬‬
‫منها‪ :‬عرض املرأة نفسها على الرجل الصاحل‪.‬‬
‫منها‪ :‬خطبة الرجل هذه املرأة عند ما قال إن م یكن لك هبا حاجة فزوجنيها‪.‬‬
‫منها‪ :‬مقدار املهر ولو كان تعليم القرآن‪.‬‬
‫املطلب الرابع عشر؛ اخلطبة حالة اإلحرام‪:‬‬
‫عن نبيه بن وهب أن عمربن عبيدهللا أراد أن یزوج طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبری فأرسل إىل أبان‬
‫بن عثمان حیضر ذلك وهو أمری احلج‪ ،‬فقال أبان‪ :‬مسعت عثمان بن عفان رضي هللا عنه یقول‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬الیَنكح احملرم‪ ،‬وال یُنكح‪ ،‬وال خیطب"‪ ( .‬احلميدی‪۹۴۳۰ ،‬ه‪.)۷۰/۹ :‬‬
‫هذا احلدیث یدل على عدم جواز اخلطبة حالة اإلحرام‪ .‬قال العلماء‪ :‬یكره للمحرم أن خیطب امرأة ولو‬
‫ م تكن حمرمة عند اجلمهور‪ ،‬كما یكره أن خیطب غری احملرم احملرمة‪ ،‬ملا رواه مسلم عن عثمان رضي هللا تعاىل‬
‫عنه مرفوعا‪ :‬ال ینكح احملرم وال ینكح وال خیطب‪( ،‬احلميدی‪۹۴۳۰ ،‬ه‪ .)۷۰/۹ :‬واخلطبة تراد لعقد النكاح‬
‫فإذا كان ممتنعا كره االشتغال بأسبابه؛ وألنه سبب إىل احلرام‪ .‬وجيوز عند احلنفية اخلطبة حالة اإلحرام‪( .‬ابن‬
‫اهلمام‪ ،‬د‪.‬ت‪.)۰۷۴/۳ :‬‬
‫ا‬
‫‪233‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫املبحث الرابع‪ :‬اخلطبة يف القانون املدين األيغاين‬


‫ولقد حبث القانون املدين األفغاين موضوع اخلطبة يف مواد معينة ترتبط ببعض األمور اخلاصة باخلطبة‪،‬‬
‫وفسخ اخلطبة وما إىل ذلك‪ ،‬وبيانه كتايل‪:‬‬
‫مادة رقم‪ )۶۳(:‬من القانون املدين‪( :‬جيوز خطبة املرأة اليت ال تکون وقت اخلطبة يف نکاح شخص آخر‪،‬‬
‫وال يف مدة العدة)‪.‬هذه املادة تصرح جبواز خطبة املرأة لكن جتوز هذه اخلطبة بشرطني‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن تكون املرأة اخلطوبة فارغة عن عقد النكاح‪ ،‬مبعنی أن القانون املدين ال جييز خطبة املرأة املتزوجة‬
‫القائمة نكاحها‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أن التكون املرأة اخلطوبة يف عدة الغری‪ ،‬مبعَن أن ال تكون املرأة املخطوبة يف العدة سواء كانت يف‬
‫عدة الوفاة‪ ،‬أو يف عدة الطالق أو يف عدة اخللع‪ .‬وهذه املادة موافقة ملا جاء يف الشریعة اإلسالمية‪.‬‬
‫مادة رقم‪( ) ۶۰(:‬ال جيوز خطبة املعتدة صراحة وال کنایة إذا کانت يف عدة طالق رجعي أو بائن؛ وال‬
‫جيوز خطبتها صراحة فقط إذا کانت يف عدة وفاة زوجها)‪ .‬هذه املادة تصرح بأنه ال جيوز خطبة املرأة يف عدة‬
‫طالق رجعي أو بائن ال صراحة وال كنایة؛ ألنه میكن أن یراجعها الزوج‪ .‬أما إذا كانت املرأة يف عدة الوفاة ال‬
‫اح‬
‫جيوز خطبتها صراحة‪ ،‬أما خطبتها كنایة م متنعها املادة‪ .‬وهذا موافق ملا جاء يف اآلیة الكرمیة‪َ ﴿:‬وَال ُجنَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫علَي ُكم فِيما عَّر ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ضتُ ْم بِه م ْن خطْبَة النّ َساء أ َْو أَ ْكنَ ْنتُ ْم ِيف أَنْ ُفس ُك ْم َعل َم ا َّهللُ أَنَّ ُك ْم َستَ ْذ ُكُرونَ ُه َّن َولَك ْن َال تُ َواع ُد ُ‬
‫وه َّن‬ ‫َْ ْ َ َ ْ‬
‫اهللَ یَ ْعلَ ُم َما ِيف‬
‫َن َّ‬ ‫َجلَهُ َو ْاعلَ ُموا أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِسًّرا إَِّال أَ ْن تَ ُقولُوا قَ ْوًال َم ْعُروفًا َوَال تَ ْع ِزُموا ُع ْق َدةَ النّ َك ِ‬
‫ِ‬
‫اب أ َ‬
‫اح َح ََّّ یَْب لُ ََ الْكتَ ُ‬
‫يم ﴾ (البقرة‪.)۳۰۲:‬‬ ‫اهلل َغ ُف ِ‬ ‫اح َذ ُروهُ َو ْاعلَ ُموا أ َّ‬ ‫ِ‬
‫ور َحل ٌ‬ ‫َن ََّ ٌ‬ ‫أَنْ ُفس ُك ْم فَ ْ‬
‫مادة رقم‪( )۶۴(:‬اخلطبة عبارة عن وعد الزواج‪ ،‬یستطيع کل واحد من طريف العقد أن ینصرف عنها)‪.‬‬
‫هذه املادة تعرف اخلطبة و تقول‪ :‬إن اخلطبة وعد بالزواج ليس زواجا‪ ،‬ویستطيع كال الطرفني الرجوع عنها‪.‬‬
‫مادة رقم‪( )۶۲(:‬لو أهدی أحد اخلاطبني هدیة لآلخر حیق ملعطي اهلدیة عند رفض اآلخر لطلب اخلطبة‬
‫اسرتداد اهلدیة أو طلب القيمة ‪-‬القيمة اليت کانت یوم شراء اهلدیة‪ -‬بشرط وجود اهلدیة‪ .‬ولو کان الرفض من‬
‫قبل معطي اهلدیة‪ ،‬أو استهلکت اهلدیظ أو هلکت فال حیق له البتة طلب اسرتدادها)‪ .‬هذه املادة تتكلم عن‬
‫الرجوع يف اهلبة من قبل اخلاطبني‪ ،‬وهذا عندما یرجع عن اخلطبة والیرید إمتام الزواج‪ ،‬فاملادة تقول جبواز الرجوع‬
‫يف اهلبة لكن بشرط أن یرفض الطرف اآلخر إمتام الزواج ففي هذه الصورة جيوز للطرف الواهب أو املهدي‬
‫الرجوع يف هدیته أو هبته‪ .‬بشرط أن تكون اهلدیة موجودة عينا‪ ،‬أما إذا كانت مستهلكة او صرفت وانتهت‬ ‫َ‬
‫فال حیق للطرف اآلخر الرجوع يف اهلدیة أو اهلبة‪ .‬هذه املادة توافق رأي األحناف يف جواز الرجوع يف اهلبة‪.‬‬
‫ا‬
‫‪333‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫هذه املواد اليت جاءت يف القانون املدين األفغاين خبصوص أمور اخلطبة‪ ،‬وهي تعاجل جنبا من جوانب‬
‫الزواج واخلطبة‪.‬‬
‫نتائج البحث‬
‫من خالل سرد األحادیث اليت وردت يف أحكام اخلطبة ومجعها‪ ،‬وكذلك البحث يف املواد القانونية اليت‬
‫جاءت يف القانون املدين األفغاين والتعليق عليها قد توصلت إىل النتایج اآلتية‪:‬‬
‫‪ -۹‬الشریعة اإلسالمية عاجلت مجيع جماالت احلياة البشریة‪ ،‬مبا فيها جمال األسرة و الزواج‪ ،‬واخلطبة‪.‬‬
‫‪ -۳‬صرح النيب صلى هللا عليه وسلم أن اخلطبة أمر مشروع وجيوز خطبة املرأة أو البنت صرحة‪.‬‬
‫‪ -۰‬جيوز للخاطب النظر إىل املخطوبة‪ ،‬سواء كانت موافقة أم ال‪ ،‬بشرط أن یكون نظر اخلاطب عند‬
‫إرادة الزواج هلا‪.‬‬
‫أیضا‪.‬‬
‫‪ -۴‬جيوز للمخطوبة النظر إىل اخلاطب ً‬
‫‪ -۲‬جيوز للمرأة خطبة الرجل الصاحل إذا أرادت الزواج منه‪.‬‬
‫‪ -۶‬القانون املدين األفغاين عاجل جانبا من أمور اخلطبة يف الزواج‪.‬‬
‫‪ -۷‬القانون املدين األفغاين موافق للشریعة اإلسالمية يف كل ما جاء به من أمور اخلطبة‪.‬‬
‫‪ -۸‬القانون املدين جييز الرجوع عن اخلطبة إذا رآه اخلاطبان‪.‬‬
‫‪ -۱‬القانون املدين جييز الرجوع يف اهلدایا اليت قدمت زمن اخلطبة إذا انصرف اخلاطب عن الزواج‪.‬‬
‫‪ -۹۳‬القانون املدين ال جييز خطبة املرأة يف العدة‪ ،‬سواء كانت عدة الطالق أو عدة الوفاة‪.‬‬
‫التوصیات واالقرتاحات‬
‫و يف األخری أود أن أقدم توصيايت إىل اجلهات املعنية يف النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -۹‬یلزم على العلماء بيان أحكام اخلطبة للجمهور حَّ یكون أمر الزواج على بينة من الشرع‪.‬‬
‫‪ -۳‬یلزم على األسر إذا أرادت تزویج أبناءها أو بناهتا‪ ،‬أن هتيئ الفرصة للجانبني لرؤیة بعضهما البعض‪،‬‬
‫حَّ یكون زواجهما على علم من الطرفني ورضامها‪.‬‬
‫‪ -۰‬جيب على املقنن األفغاين تسوید و تقنني املواد األخرى لتنظيم أمو اخلطبة‪.‬‬
‫‪ -۴‬جيب على املقنن األفغاين أن یستفيد ویأخذ يف تشریع القوانني من الشریعة اإلسالمية؛ وذلك ألن‬
‫الشعب األفغاين شعب مسلم وال یرضى بتقنني األمور الغری جائزة شرعا‪.‬‬

‫ا‬
‫‪333‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬
‫أهم املصادر واملَر ِّ‬
‫اجع‬ ‫َ‬
‫‪ -‬القرآن الكرمي‬
‫‪ -3‬ابن امللقن‪ ،‬سراج الدین أبو حفص عمر بن علي بن أمحد الشافعي املصري‪۹۴۳۲( .‬ه )‪ .‬البدر املنري يف ختريج األحاديث‬
‫واألثار الواقعة يف الشرح الكبري‪ .‬الریاض‪ :‬دار اهلجرة للنشر والتوزیع ‪ .‬الطبعة‪ :‬االوىل‪.‬‬
‫‪ -4‬ابن اهلمام‪،‬كمال الدین حممد بن عبد الواحد‪ (.‬د ‪.‬ت)‪ .‬يتح القدير شرح اهلداية ‪ .‬القاهرة ‪ :‬مطبعة مصطفى حممد‪.‬‬
‫الطبعة‪ :‬االولی‪.‬‬
‫‪ -6‬ابن جزي الكليب الغرناطي‪ ،‬أبو القاسم حممد بن أمحد بن حممد بن عبد هللا‪ (.‬د‪.‬ت)‪ .‬القوانني الفقهیة‪ .‬الناشر‪ :‬مطبعة‬
‫النهضة بفاس‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن عابدین الدمشقي‪ ،‬عالء الدین حممد بن عمر بن عبد العزیز ‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬رد احملتار على الدر املختار‪ .‬مصر‪ :‬مطبعة‬
‫البايب احلليب ‪.‬الطبعة االولی‪.‬‬
‫‪ -5‬ابن قدامة املقدسي‪ ،‬ابو حممد موفق الدین عبد هللا بن أمحد بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي مث الدمشقي احلنبلي‪.‬‬
‫( ‪۹۰۸۸‬ه)‪ .‬املغين‪ .‬مصر ‪.‬مكتبة القاهرة‪ .‬الطبعة ‪ :‬االولی‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن ماجه القزوینی‪ ،‬ابو عبد هللا حممد بن یزید بن ماجه‪ ( .‬ب‪.‬ت)‪ .‬سنن اين ماجه ‪ .‬باکستان‪ :‬بشاور‪ .‬مکتبة حممدیه‪.‬‬
‫الطبعة االولی‪.‬‬
‫‪ -7‬ابن منظور‪ ،‬حممد بن مكرم األفریقي املصري‪ (.‬د‪.‬ت)‪ .‬لسان العرب‪ .‬بریوت‪ :‬دار صادر‪ .‬الطبعة‪ :‬االولی‪.‬‬
‫‪ -8‬ابو الربكات‪ ،‬أمحد بن حممد بن أمحد الدردیر‪ ( .‬د‪.‬ت)‪ .‬الشرح الصغري حباشية الصاوي‪ .‬مصر‪ :‬دار املعارف ‪.‬الطبعة ‪:‬‬
‫الثانية‪.‬‬
‫‪ -9‬أبو القاسم الطرباين ‪،‬سليمان بن أمحد بن أیوب بن مطری اللخمي الشامي‪۹۴۳۷( .‬ه )‪ .‬املعجم الكبري‪ .‬بریوت‪ :‬دار‬
‫الرسالة العاملية‪.‬‬
‫‪ -30‬أبو جعفر الطحاوی‪ ،‬أمحد بن حممد بن سالمة ‪ ۹۴۰۹ (.‬ه)‪ .‬خمتصر الطحاوي‪ .‬مصر ‪ :‬مطبعة دار الكتاب العريب‪.‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‬
‫‪ -33‬أبو داود السجستاين‪ ،‬سليمان بن أشعث‪ ۹۴۰۳ ( .‬ه )‪ .‬سنن أيب داود‪ .‬باکستان‪ .‬بشاور‪ :‬مکتبة احلقانيه‪ .‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪.‬‬
‫‪ -34‬البهويت‪ ،‬اسم اجلمهول (د‪.‬ت)‪.‬كشاف القناع عن منت اإلقناع ‪ .‬مطبعة السنة احملمدیة (يف حبث اجلهاد) ومطبعة احلكومة‬
‫مبكة (يف البحوث األخرى)‬
‫‪ -36‬البيهقي‪ ،‬أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي‪ ۹۰۴۴ ( .‬ه )‪ .‬السنن الكربى ‪.‬الناشر‪:‬جملس دائرة املعارف النظامية الكائنة‬
‫يف اهلند ببلدة حيدر آباد‪ .‬الطبعة األوىل‬
‫‪ -33‬محزة حممد قاسم‪ ۹۴۹۳( .‬ه )‪ .‬منار القاري شرح خمتصر صحیح البخاري‪ .‬دمشق‪ :‬مكتبة دار البيان‪ .‬الطبعة االولی‪.‬‬
‫ا‬
‫‪333‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬
‫‪ ‬الدکتور حممد ويل حنیف‬ ‫اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين‬

‫الرعيين‪۹۴۳۰( .‬ه )‪ .‬مواهب اجللیل شرح خمتصر‬


‫‪ -35‬طرابلسي املغريب‪ ،‬حممد بن حممد بن عبد الرمحن‪ .‬املعروف باحلطاب ُّ‬
‫خلیل‪ .‬بریوت‪ :‬دار عا م الكتب طبعة خاصة‪ .‬الطبعة ‪ :‬االولی‪.‬‬
‫‪ -33‬احلميدي‪ ،‬حممد بن فتوح‪۹۴۳۰ ( .‬ه )‪ .‬اجلمع بني الصحیحني البخاري ومسلم‪ .‬حتقيق‪ :‬علي حسني البواب‪ ،‬بریوت‪:‬‬
‫دار ابن حزم‪ .‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ -31‬الشربيين اخلطيب‪ ( ،‬د‪.‬ت)‪ .‬مغين احملتاج شرح املنهاج ‪ .‬مصر‪ :‬مطبعة البايب احلليب ‪ .‬الطبعة ‪ :‬االولی‪.‬‬
‫‪ -38‬الشوكاين اليمين‪ ،‬حممد بن علي بن حممد بن عبد هللا‪۹۴۹۰ ( .‬ه)‪ .‬نیل األوطار‪ .‬حتقيق‪ :‬عصام الدین الصبابطي‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫املطبعة العثمانية املصریة‪ .‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.‬‬
‫‪ -39‬الصنعاين‪ ،‬حممد بن إمساعيل‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬سبل السّلم شرح بلوغ املرام من أدلة األحكام ‪ .‬املطبعة العثمانية املصریة‪.‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪.‬‬
‫‪ -40‬النيسابوري‪ ،‬حممد بن عبدهللا أبو عبدهللا احلاكم‪ ۹۴۹۹( .‬ه)‪ .‬املستدرك على الصحیحني‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبدالقادر‬
‫عطا‪ ،‬بریوت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪-‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ -43‬النسائي‪ ،‬ابو عبد الرمحن امحد بن شعيب بن علي‪ ( .‬د‪.‬ت)‪ .‬سنن النسائي‪ .‬باکستان‪ :‬کراجی‪ .‬مکتبة قدمیی کتب‬
‫خانه‪ .‬الطبعة االولی‪.‬‬
‫‪ -44‬عالء الدین الکاساين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أمحد‪۹۴۳۶( .‬ه)‪ .‬البدائع الصنائع يف ترتیب الشرائع‪ .‬بریوت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ .‬الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬

‫ا‬
‫‪332‬‬ ‫‪ISSN:0132-1133‬‬ ‫املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة‪ -‬کانون األول (‪0202 -4)۸‬‬

You might also like

  • IAJCR057
    IAJCR057
    Document23 pages
    IAJCR057
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR056
    IAJCR056
    Document22 pages
    IAJCR056
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR055
    IAJCR055
    Document27 pages
    IAJCR055
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR053
    IAJCR053
    Document38 pages
    IAJCR053
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • Masege of Editor Chief 10
    Masege of Editor Chief 10
    Document11 pages
    Masege of Editor Chief 10
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • Masege of Editor Chief 09
    Masege of Editor Chief 09
    Document11 pages
    Masege of Editor Chief 09
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR052
    IAJCR052
    Document30 pages
    IAJCR052
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR048
    IAJCR048
    Document28 pages
    IAJCR048
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR050
    IAJCR050
    Document27 pages
    IAJCR050
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR051
    IAJCR051
    Document28 pages
    IAJCR051
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR043
    IAJCR043
    Document23 pages
    IAJCR043
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR039
    IAJCR039
    Document28 pages
    IAJCR039
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR018 المجلة العربیة الدولیة للبحوث الخلّاقة
    IAJCR018 المجلة العربیة الدولیة للبحوث الخلّاقة
    Document23 pages
    IAJCR018 المجلة العربیة الدولیة للبحوث الخلّاقة
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR019 المجلة العربیة الدولیة للبحوث الخلّاقة
    IAJCR019 المجلة العربیة الدولیة للبحوث الخلّاقة
    Document19 pages
    IAJCR019 المجلة العربیة الدولیة للبحوث الخلّاقة
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR v2n2021
    IAJCR v2n2021
    Document139 pages
    IAJCR v2n2021
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet
  • IAJCR v2n2021
    IAJCR v2n2021
    Document139 pages
    IAJCR v2n2021
    International Arabic Journal of Creative Research
    No ratings yet