Professional Documents
Culture Documents
اخلّلقة
اجمللة العربیة الدولیة للبحوث ا
دورية علمیة مفهرسة حمکمة يف جماالت العلوم اإلنسانیة واالجتماعیة
)ISSN: 0132-1133 (Online
)ISSN: 0122-4216 (Print
رئيس التحرير
أ.د .إسماعيل عمارة عقيب
ا
ب ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
تعريف اجمللة
(أجسر) اسم اخلاص جمللة العربية الدولية للبحوث اخلالقة ،هي اسم املخففة عن إجنليزیة
) )IAJCRمبعنی أجسر مجع جسر وهي نقطة االتصال بني الشيئني.
هتدف هذه اجمللة إىل إنتاج املعرفة وتطویر معارفها وخرباهتا يف جمال التخصص واألحباث املتعلقة
بالظواهر اللغویة واألدبية ،فضالً عن البحوث األصلية واجلدیدة يف جمال العلوم واألدب املختلفة ،ونشر
املعرفة واملوضوعات املتخصصة .واملشاكل املتعلقة بالظواهر اللغویة واألدبية ،واألساليب املتعلقة بالفكر
والتحليل والتجزیة لقضایا اللغة وظواهرها النقدیة يف األدب العريب ،القدمي واحلدیث واملرتبطة يف إطار
نظریات جدیدة.
أهداف اجمللة:
هتتم اجمللة علی جلب األساتذة والباحثني إىل جمال البحث العلمي مع موضوعات متخصصة لألدباء
واملثقفني والباحثني ،م ّكنت اجمللة نشر االنتاجات العلمية والبحثية ،حيث تتوفر شروط البحث العلمي،
واملتابعة بسياسة اجمللة .تلك اليت تأخذ يف االعتبار ظروف البحث العلمي هلا األسبقية من حيث أصالة
الفكر ووضوح األسلوبية واألصالة واجلودة املمتازة والكمية املنخفضة واجلدیة يف تقدمي وإعطاء وقت
للتعدیل.
Emil: iajcr.info@gmail.com
editorJournal.Iajcr@gmail.com
ا
ج ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
شروط النشر
اجمللة العربیة الدولیة هي جملة اللغة العربیة واألدب العصرية اليت تتعلق باملقاالت العربیة القیمة من
األساتذة والباحثني وعلماء املعرويني.
لغة اجمللة هي العربیة واإلجنلیزية والفارسیة.
ستكون اجمللة يصلیة تنشر أربع مرات يف السنة.
يتم احلكم على املقاالت من قبل اثنني من اخلرباء املعتمدين أحدمها داخل البلد وثانیهما خارج البلد.
يیما يتعلق بالنشر ،ستكون مجیع قواعد وأنظمة وزارة التعلیم العايل قابلة للتطبیق.
هیئة حترير اجمللة هي اجلهة الوحیدة املسؤولة عن أي قرار.
سیكون للمجلس احلق يف تعديل أو إلغاء أو تلخیص املادة املرسلة .سیقوم احملرر بإبّلغ الباحثني بآراء
اخلرباء يیما يتعلق بأي تغیري.
لیس من الضروري أن يوايق جملس اإلدارة على آراء الكاتب.
مسؤولیة املقاالت ستكون يقط على املؤلفني ولیس على IAJCRأو هیئة التحرير.
مبجرد استّلمها ،لن يتم إرجاع املقال سواء مت نشره أم ال.
رئیس التحرير
احلقول الدراسیة:
قضايا تعلیم اللغة العربیة لغريالناطقني هبا
ا
د ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
ا
ه ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
وذجا
النسوية يف رواية هباء طاهر (رواية خاليت صفیة والدير) من ً
334-363 للباحث إعجاز أمحد غنائي
ا
و ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
رئيس التحرير كلمة التحرير للمجلد الثاين ،العدد الثامن لسنة الثانیة 2021م
کلمة التحرير
بسم هللا الرمحن الرحیم
العلمية أمام الطالب والطالبات واألساتذة ،يف البدایة کان السبب وباء کوفيد ۹۱وبعد شهر أغسطس
و ُورود اجملاهدین (طالبان) يف مدینة کابول واعلن سبب إغالقها مشاکل اقتصادي و...حتی استمر
كبریا يف نفوسنا أثرها المیحى عن الذاكرتناجرحا ً
إلی هنایة العام اهلجري ،هذه احلروب والدمار ترك ً
مهما حاولنا نسيانه واإلعراض عنه ،الشك أن هذه الوقائع كانت كارثة عظيمة ،وثلمة ال تسد وفاجعة
كبریة اليت نزلت ساحة الشعب األفغاين املنكوبة.
ويف ظل هذه الظروف االستثنائة للواقعة واألزمة غری املسبوقة ،لقي استكتاب العدد الثامن إقباال
كبریا ،وتوصلت اجمللة بكم وافر من األعمال املرشحة للنشر .ورغم حاجز التحكيم الذي استبعد عددا
منها؛ فإن اليت ختطت هذه العتبة تفوق بكثری احلجم االعتيادي للمجلة ،مما دفع هيئة التحریر إىل الرفع
من احلجم اإلمجايل للعدد احلايل إىل ما یقارب الضعف ،ومع ذلك م تستطع استيعاب كل األعمال
املقلوبة ،وهو ما أجربنا على تأخری نشر بعضها إىل العدد التاسع .وإذ حنيط القراء والباحثني هبذا اإلكراه؛
فإننا نتوقع منهم حسن التفهم ،وتغلب روح التضامن وهلل احلمد من قبل ومن بعد ،وإیاه نسأل مسو
العزمیة وسبيل الرشد.
نشکر أسرة اجمللة علی صربها وعلی تکبدها عناء املتابعة والتدقيق يف هذه الظروف القاسية اليت
نعيش فيها ،کما هننئهم ألن العمل م یکن ليتم لوال جهودهم بعد فضل اهلل تعالی ،کما هننئ مجع
الباحثني والباحثات الذین نشروا أحباثهم يف هذا العدد ،راجني أن یتقبله اهلل من اجلميع.
نائب رئیس التحرير
أ.شریف هللا غفوري
ا
ح ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
ا
املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -كابول
International Arabic Journal of Creative Research
E - ISSN 0132-1133 P - ISSN 0122-4216
املجلد ،0العدد0202 -4م ص 421-182
OPEN ACCESS URL: www.iajcr.com
صاململَ َخ م
الشریعة اإلسالمية شریعة كاملة وشاملة جلميع جوانب احلياة البشریة ،جاءت أحكامها لتسعد البشریة
مجعاء ،واحلقيقة أن سعادة البشریة تكمل يف اتباعها للشریعة اإلسالمية .الشریعة اإلسالمية أولت اهتماما بالغا
إىل جانب األحوال الشخصية وتكوین األسرة نواة اجملتمع كله .فمن أراد من أفراد اجملتمع أن یكون أسرة یطلب
من شخص آخر االقرتان منه يف حدود الشرع ،ويف النهایة بعد املوافقة یعقدان عقد النكاح ،وأول ما یبدا به
هو اخلطبة أو طلب الزواج من اجلانب اآلخر .اخلطبة يف اللغة من اخلطاب وهو الكالم ،وهي يف اصطالح
العلماء عبارة عن كالم یعرب به الطرف األول لآلخر رغبته يف زواج شرعي .فاخلطبة جایزة بروایات كثریة من
النيب صلى هللا عليه وسلم ،روایات قولية و روایات عملية ،كما وردت روایات أخرى يف تقریرها من جانبه
صلى هللا عليه وسلم .الشرع أجاز اخلطبة من قبل املرأة أیضا ،یعين إذا أرادت إمرأة الزواج من رجل صاحل
فيجوز هلا أن ختطب عن هذا الرجل و تطلب منه الزواج ،كما جاء يف روایات كثریة هذا األمر .وجيوز يف الشرع
تزویج املرأة مقابل تعليمها القرآن ،كما ورد يف الروایات ،والقانون املدين األفغاين نظم أمورا كثریة يف قواعده
ومواده املقننة ،ومنها جانب األحوال الشخصية ،من نكاح وخطبة وطالق وغریها .وردت اخلطبة يف مواد
قانونية عدة ،وأثبتها القانون املدين ،أضاف القانون ذكر اهلدایا للمخطوبة زمن اخلطبة ،كما ذكر اسرتدادها إذا
انفسخت اخلطبة و م یتم الزواج بينهما.
الكلمات املفتاحیة :اخلطبة ،املخطوبة ،اخلاطب ،الزواج ،الشرعیة اإلسّلمیة والقانون املدين.
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
املق ادمة
احلمد هلل الذي بيده مقاليد السموات واألرض وهو القادر على كل شيء ،و تسبح له خاصة السموات
السبع واألرض ومن فيهن ،اخلطبة يف اللغة من اخلطاب وهو الكالم ،وهي يف اصطالح العلماء عبارة عن كالم
یعرب به الطرف األول لآلخر رغبته يف زواج شرعي .اخلطبة وردت بألفاظ متعددة وكثریة يف ألفاظ احلدیث
الشریف ،والنيب األكرم صلى هللا عليه وسلم ذكر اخلطبة يف مواضع عدة من كالمه الشریف ،كما روى الصحابة
رضي هللا عنهم صور اخلطبة العملية عند ما وقع منهم هذا العمل يف اجملتمع األسالمي األول .فاخلطبة جایزة
بروایات كثریة من النيب صلى هللا عليه وسلم ،روایات قولية و روایات عملية ،كما وردت روایات أخرى يف
تقریرها من جانبه صلى هللا عليه وسلم .أجاز النيب صلى هللا عليه وسلم النظر إىل املخطوبة و اعتربه سببا مهما
و علة مؤثرة يف دوام النكاح و وقوع احملبة بني اخلاطب واملخطوبة ،صرح يف روایات كثریة جبواز النظر للمخطوبة.
س ِّاء ِّ ِّ
اب لَ مك ْم م َن النا َ
ِّ
هو الذي أمر أمة خليله صلى هللا عليه وسلم بالنكاح والتزویج فقال﴿ :يَانْك محوا َما طَ َ
اع يَِّإ ْن ِّخ ْفتم ْم أََّال تَ ْع ِّدلموا يَ َو ِّاح َدةً أ َْو َما َملَ َك ْت أ َْْيَانم مك ْم ذَلِّ َك أَ ْد ََن أََّال تَ معولموا﴾( النساء )۰ :والصالة ث َومربَ َ
َمثْ ََن َوثمَّل َ
والسالم الدائمني على نبيه ورسوله وعبده املصطفى حممدبن عبدهللا الذي أرسله إىل الناس كافة بشریا ونذیرا
وسلم تسليما كثریا وعلى آله وأصحابه وأهل بيته ومن دعا بدعوته إىل یوم احلساب واجلزاء .قال تعاىل:
ضلِ ِه َو َّ
اهللُ َو ِاس ٌع اهللُ ِم ْن فَ ْ ني ِم ْن ِعبَ ِاد ُك ْم َوإِ َمائِ ُك ْم إِ ْن یَ ُكونُوا فُ َقَراءَ یُ ْغنِ ِه ُم َّ ﴿وأَنْ ِكحوا ْاألَیامى ِمْن ُكم و َّ ِِ
الصاحل َ ْ َ َ ُ ََ
يم﴾ (النور.)۰۳: ِ
َعل ٌ
اع فَإِ ْن ِخ ْفتُ ْم ِ
ث َوُربَ َ اب لَ ُك ْم ِم َن النِّ َساء َمثْ ََن َوثَُال َ ِ ِ
﴿ َوإ ْن خ ْفتُ ْم أََّال تُ ْقسطُوا ِيف الْيَتَ َامى فَانْك ُحوا َما طَ َ
ِ ِ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ
ب لَ ُك ْم ص ُدقَاهت َّن ْحنلَةً فَِإ ْن ط ْ َ ك أ َْد ََن أََّال تَ ُعولُوا (َ )۰وآتُوا النّ َساءَ َ ت أَْمیَانُ ُك ْم ذَل َ أََّال تَ ْعدلُوا فَ َواح َد ًة أ َْو َما َملَ َك ْ
َع ْن َش ْي ٍء ِمْنهُ نَ ْف ًسا فَ ُكلُوهُ َهنِيئًا َم ِریئًا ﴾ (النساء.)۴:
ضتُ ْم بِِه ِم ْن ِخطْبَ ِة النِّ َس ِاء أ َْو أَ ْكنَنْتُ ْم ِيف أَنْ ُف ِس ُك ْم َعلِ َم َّ
اهللُ أَنَّ ُك ْم َستَ ْذ ُكُرونَ ُه َّن يما َعَّر ْ
ِ
اح َعلَْي ُك ْم ف َ ﴿ َوَال ُجنَ َ
َجلَهُ َو ْاعلَ ُموا أ َّ
َن ِ وه َّن ِسًّرا إَِّال أَ ْن تَ ُقولُوا قَ ْوًال َم ْعُروفًا َوَال تَ ْع ِزُموا ُع ْق َدةَ النِّ َك ِ ِ ِ
اب أ َ اح َح ََّّ یَْب لُ ََ الْكتَ ُ َولَك ْن َال تُ َواع ُد ُ
اهلل َغ ُف ِ ِ
يم ﴾ ( البقرة.)۳۰۲: ور َحل ٌ َن ََّ ٌ اهللَ یَ ْعلَ ُم َما ِيف أَنْ ُفس ُك ْم فَ ْ
اح َذ ُروهُ َو ْاعلَ ُموا أ َّ َّ
أما بعد :كما هو معلوم أن الشریعة اإلسالمية قد احتوت يف أحكامها مجيع جوانب احلياة البشریة،
وضح للمسلمني الطریق القومي خاصة يف بناء األسرة املسلمة ،وباألخص وشرع هلا أحكاما وضوابط مهمة ،و ً
اخلطوة األوىل يف هذا اجملال وهو أمر اخلطبة وما یتعلق هبا من أحكام ،هذا من جانب ومن ناحية أخرى إن
القانون املدين األفغاين نظم األمور املتعلقة باألحوال الشخصية يف مواده و قواعده ،بناءَ على هذا أردت أن
ا
283 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
أكتب حبثا حتقيقا يف املقارنة بني الشریعة اإلسالمية و القانون املدين األفغاين ،فأسأل هللا تعاىل التوفيق و السداد
يف هذا األمر.
أمهیة املوضوع :الزواج يف اإلسالم له أمهية كبریة ،وهو الركن األساسي لتشكيل األسرة املسلمة وحث
النيب صلى هللا عليه وسلم عليه يف أحادیث كثریة ،ورغب فيه حَّ جعله من سننه ،النكاح من سنيت فمن رغب
اج بشخص آخرعن سنيت فليس مين ،والطریق األوىل لبدایة الزواج الشرعي هو أن یتقدم شخص بطلبه الزو َ
وهذا هو اخلطبة الشرعية.
سبب اختیار املوضوع:
وسبب اختياري هلذا املوضوع هو أن الزواج أمر مهم يف اجملتمع وهو أساس يف بناء األسرة ،واخلطبة هي
الطریق لبناء األسرة املسلمة فأردت الكتابة فيها ألن أكون قد قدمت شيئا مفيدا يف هذا اجلانب.
الدراسات السابقة يف املوضوع:
وقد كتبت كتابات كثریة جدا يف موضوع الزواج واخلطبة ومسائلها ،حيث نرى الكتب الكثریة من شروح
احلدیث إىل كتب التفسری ،وكتب الفقه يف املذاهب األربعة ،وخاصة يف كتابات مستقلة .والذي میتاز به هذه
الكتابة أهنا تقوم باملقارنة بني الشریعة اإلسالمية والقانون املدين األفغاين.
اهلدف من كتابة البحث:
واهلدف من كتابة البحث املختصر يف اخلطبة يف ضوء الشرعية اإلسالمية والقانون املدين األفغاين هو أن
أبني هذا املوضوع املهم وما یتعلق به من املسائل ،وأظهر جانبا من هذا املوضوع يف ضوء األحادیث النبویة،
الفقه اإلسالمی و كذلك يف القانون املدين األفغاين.
منهج البحث:
ومنهج كتابيت يف هذا أن أبني معَن اخلطبة وما یتعلق هبا من املسایل ،واجتهد استقراء األحادیث الواردة
يف اخلطبة ،أستفيد من الكتب املعتربة األحادیث النبویة والفقه اإلسالمی يف املوضوع ،كما اجتهد أن أعزو
كل قول إىل صاحبه و كذلك اآلیات واألحادیث اليت جاءت يف البحث أدل على السور وعدة اآلیات ،وأنقل
احلكم على احلدیث بعون هللا تعالی وأیضا املنهج الذي سلکت يف إعداد هذا املقال هو –املنهج الوصفی
والتحليلي.
ا
282 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
خطة البحث :وقد جاء هذا البحث – إضافة للمقدمة واخلامتة – يف أربعة مباحث:
املبحث األول :يف املسائل التمهيدیة واملبحث الثاين :يف األحادیث اليت وردت يف شأن اخلطبة واملبحث
الثالث :يف أحكام الفقهية للخطبة واملبحث الرابع :أحکام اخلطبة يف القانون املدين األفغاين وفی اخلامتة نتائج
البحث ،التوصيات واالقرتاحات واملصادر و املراجع.
ا
283 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
اهللَ الَّ ِذي تَ َساءَلُو َن بِِهث ِمْن ُه َما ِر َج ًاال َكثِ ًریا َونِ َساءً َواتَّ ُقوا َّ اح َدةٍ َو َخلَ َق ِمْن َها َزْو َج َها َوبَ َّ س وِ ِ
َخلَ َق ُك ْم م ْن نَ ْف ٍ َ
اهللَ َكا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيبًا﴾(النساء.)۹: َو ْاأل َْر َح َام إِ َّن َّ
ني ِ ِ ِ ِ ِ
اجا َو َج َع َل لَ ُك ْم م ْن أ َْزَواج ُك ْم بَن َ اهللُ َج َع َل لَ ُك ْم م ْن أَنْ ُفس ُك ْم أ َْزَو ً
ویقول هللا سبحانه وتعاىل أیضاَ ﴿ :و َّ
اهللِ ُه ْم یَ ْك ُفُرو َن﴾ (النحل.)۷۳ : ت َّاط ِل ی ْؤِمنُو َن وبِنِعم ِ
َ َْ
ِ ِ ِ ِ ِ
َو َح َف َدةً َوَرَزقَ ُك ْم م َن الطَّيّبَات أَفَبالْبَ ُ
ِِ
َّيب ِ ِ ِ ٍ َّ
وقد أشار النيب الكرمي صلى هللا عليه وسلم إىل هذه احلكمةَ « :ع ْن َم ْعقل بْن یَ َسار ،أَن َر ُج ًال ذَ َكَر للن ِّ
بَ ،غْي َر أَن ََّها َال تَلِ ُد فَنَ َهاهُ َعْن َهاُ ،مثَّ َع َاد فَنَ َهاهُ َعْن َها، صٍصلَّى هللا علَي ِه وسلَّم أَنَّه أَصاب امرأًَة َذات َمج ٍال ومْن ِ
َ ُ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َْ َ َ ََ
ود فَِإِّين ُم َكاثٌِر بِ ُك ْم» ( الطرباين۹۴۳۷،ه .)۳۹۱/۳۳:فاحلكمة األوىل من الزواج ود الْ َوُد َ
ال« :تَ َزَّو ُجوا الْ َولُ ََوقَ َ
هو البقاء واحلفاظ على النسل البشري يف الدینا إىل أن یرث هللا األرض ومن عليها.
-4احملافظة على األنساب:
وبالزواج الشرعي الذي شرعه هللا سبحانه وتعاىل حتفظ األنساب وینتسب األوالد إىل آبائهم ،ومعلوم أن
يف حفظ النسب یتحقق االعتبار الذايت لألوالد ،كما یعد هذا األمر مهما يف كرامتهم اإلنسانية وسعادهتم
النفسية ،ولو م یكن الزواج لساد اجملتمع فساد وانتشار خطری للفساد واالحنالل واإلباحية ،و م یعرف الولد أباه
يف اجملتمع.
-6سالمة اجملتمع من االحنالل اخللقي:
الزواج الشرعي الذي یتم بني الشخصني مطابقا لسنة املصطفى-صلى هللا عليه وسلم -یكون سببا
لسالمة اجملتمع من االحنالل اخللقي ،كما یكون سببا يف أمن األفراد من الفساد االجتماعي ،ألن غریزة امليل
إىل اجلنس تكون قد أشبعت بالزواج املشروع واالتصال احلالل ،وقد بني النيب صلى هللا عليه وسلم هذه احلكمة
حينما وجه خطابه جلماعة من الشباب " :یا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ،فإنه أغض
للبصر ،وأحصن للفرج ،فمن م یستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (محزة حممد قاسم۹۴۹۳،ه.)۰۴۱/۰:
وهكذا نرى أن للزواج يف اإلسالم حكم كثریة؛ ألن هناك نصوصا شرعية اعتربت الزواج والنكاح سكونا
ومودة ورمحة بني الزوجني كما اعترب الزوجني لباسا لبعضهما البعض.
وباجياز حكمة مشروعيت الزواج :إعفاف املرء نفسه وزوجه عن الوقوع يف احلرام ،وحفظ النوع اإلنساين
من الزوال واالنقراض ،باإلجناب والتوالد ،وبقاء النسل وحفظ النسب ،وإقامة األسرة اليت هبا یتم تنظيم اجملتمع،
وإجياد التعاون بني أفرادها ،فمن املعروف أن الزواج تعاون بني الزوجني لتحمل أعباء احلياة ،وعقد
مودة وتعاضد بني اجلماعات ،وتقویة روابط األسر ،وبه یتم االستعانة على املصاحل.
ا
283 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
على ِخطْبة أخيه ،إال أن یأذن له» (الشوکاين ،د.ت ،)۹۶۸/۲:ويف روایة البخاري« :هنى أن یبيع الرجل
على بيع أخيه ،وأن خیطب الرجل على خطبة أخيه حَّ یرتك اخلاطب قبله ،أو یأذن له اخلاطب» (.الصنعاين،
د.ت.)۹۹۰/۰ :
روى عبد هللا بن عمر رضي هللا تعاىل عنهما أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال :ال خیطب الرجل
على خطبة الرجل حَّ یرتك اخلاطب قبله أویأذن له اخلاطب( .محزة حممد قاسم۹۴۹۳،ه .)۰۶۸/۰ :هذا
النهي صریح يف حترمي اخلطبة الثانية بعد متام املوافقة على اخلطبة األوىل خلطيب آخر ،ملا فيها من إیذاء اخلاطب
األول ،وتوریث عداوته ،وزرع الضغينة يف نفسه ،فإن عدل أحد الطرفني أو أذن لغریه بالتقدم للخطبة ،جاز
ذلك.
أما إن م تتم اخلطبة األوىل ،وكان األمر يف حال مشاورة أو تردد ،فاألصح عدم التحرمي ،ولكن تكره
عند احلنفية اخلطبة ،إلطالق األحادیث السابقة الواردة .يف النهي عن اخلطبة على خطبة الغری ،والبيع على
البيع أو السوم على السوم ،أي بعد االتفاق على البيع وقبل عقده.
وأباح اجلمهور اخلطبة ال ثانية؛ ألن فاطمة بنت قيس خطبها ثالثة :وهم معاویة ،وأبو جهم بن حذافة،
وأسامة بن زید ،بعد أن طلقها أبو عمرو بن حفص ابن املغریة بعد انقضاء عدهتا منه ،فجاءت إىل رسول هللا
صلّى هللا عليه وسلم ،فأخربته بذلك ،فقال« :أما أبو جهم فال یضع عصاه عن عاتقه ،وأما معاویة فصعلوك
ال مال له ،أنكحي أسامة بن زید» (الصنعاين ،د.ت )۹۳۱/۰:فهذا یدل على جواز تقدم أكثر من خطيب
إذا م تقبل املرأة اخلطبة ،لكن یظهر أن ذلك إذا م یعلم اخلاطب أن غریه قد تقدم خلطبة تلك املرأة ،مما یدل
على رجحان الرأي األول.
وعلى كل حال فاألدب اإلسالمي یقضي بالرتیث إىل أن تنتهي فرتة الرتدد واملفاوضات واملشاورات اليت
حتدث عادة ،حفاظاً على صلة الود واحملبة بني الناس ،وبعداً عن إجياد العداوة وزرع األحقاد يف النفوس.
-مَّ حترم اخلطبة على اخلطبة؟
ذهب الشافعية واحلنابلة إىل أنه یشرتط للتحرمي أن یكون اخلاطب األول قد أجيب و م یرتك و م یعرض
و م یأذن للخاطب الثاين ،وعلم اخلاطب الثاين خبطبة األول وإجابته .وزاد الشافعية يف شروط التحرمي ،أن تكون
إجابة اخلاطب األول صراحة ،وخطبته جائزة أي غری حمرمة ،وأن یكون اخلاطب الثاين عاملا حبرمة اخلطبة على
اخلطبة .وقال احلنابلة :إن إجابة اخلاطب األول تعریضا تكفي لتحرمي اخلطبة على خطبته وال یشرتط التصریح
باإلجابة .وهذا ظاهر كالم اخلرقي وكالم أمحد .وقال املالكية :یشرتط لتحرمي اخلطبة على اخلطبة ركون املرأة
ا
288 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
املخطوبة أو وليها ،ووقوع الرضا خبطبة اخلاطب األول غری الفاسق ولو م یقدر صداق على املشهور ،ومقابله
البن نافع :ال حترم خطبة الراكنة قبل تقدیر الصداق( .ابن قدامه ،د.ت.)۶۳۴/۶:
املطلب السادس؛ مقومات املرأة املخطوبة:
حرص اإلسالم على دمیومة الزواج باالعتماد على حسن االختيار ،وقوة األساس الذي حیقق الصفاء
والوئام ،والسعادة واالطمئنان ،وذلك بالدین واخللق ،فالدین یقوى مع مضي العمر ،واخللق یستقيم مبرور الزمن
وجتارب احلياة ،أما الغایات األخرى اليت یتأثر هبا الناس من مال ومجال وحسب ،فهي وقتية األثر ،وال حتقق
دوام االرتباط ،وتكون غالباً مدعاة للتفاخر والتعايل ،واجتذاب أو لفت أنظار اآلخرین.
لذا قال النيب –صلی هللا عليه وسلم« :-تنكح املرأة ألربع :ملاهلا ،وحلسبها ،وجلماهلا ،ولدینها ،فاظفر
بذات الدین ،ت ِربت یداك» (ابو داود ،د.ت )۳۱۳/۳:أي أن الذي یرغب يف الزواج ویدعو الرجال إليه عادة
أحد هذه اخلصال األربع ،وآخرها عندهم ذات الدین ،فأمرهم النيب صلّى هللا عليه وسلم بأنه إذا وجدوا ذات
الدین ،فال یعدلوا عنها ،وإال أصيب الرجل باإلفالس والفقر.
مث هنى صلّى هللا عليه وسلم صراحة عن زواج املرأة لغری دینها ،وحذر من عاقبة املال واجلمال ،فقال:
«ال تنكحوا النساء حلسنهن ،فلعله یردیهن ،وال ملاهلن فلعله یطغيهن ،وانكحوهن للدین ،وألمة سوداء خرقاء
ذات دین أفضل» (ابن ماجه ،د.ت.)۹۰۲ :
أي النساء خری؟ قال :اليت تسره إن نظر ،وتطيعه إن وورد يف صفة خری النساء« :قيل :یا رسول هللاّ ،
أمر ،وال ختالفه يف نفسها وماهلا مبا یكره» (النسایی ،د.ت )۷۹/۳:وللبيئة تأثری كبری ،فال یغرتن الشاب جبمال
يف بيئة ذات تربية وضيعة ،روى الدارقطين والدیلمي عن أيب سعيد مرفوعاً أن رسول هللا صلّى هللا عليه وسلم
قال« :إیاكم وخضراء ال ِّد َمن ،قالوا :وما خضراء الدمن یا رسول هللا ؟ قال :املرأة احلسناء يف املنبت السوء»
لكن قال الدارقطين :ال یصح من وجه.
وحسن اختيار املرأة ذو هدفني ،إسعاد الرجل ،وتنشئة األوالد نشأة صاحلة تتميز باالستقامة وحسن
األخالق ،لذا قال عليه الصالة والسالم« :ختریوا لنطفكم ،فانكحوا األكفاء ،وانكحوا إليهم» (حدیث صححه
احلاکم عن عائشة ورواه احلاکم ،ابن ماجه البيهقی والدارقطنی).
ومیكن تلخيص ضوابط مقومات املرأة املخطوبة على النحو اآليت كما أبان الشافعية واحلنابلة وغریهم
(البهويت ،د.ت ، )۸-۲/۷ :فقالوا :یستحب ما یلي:
- ۹أن تكون املرأة دیِّنة ،للحدیث السابق« :فعليك بذات الدین».
ا
283 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
- ۳أن تكون ولوداً ،حلدیث« :تزوجوا الودود الولود ،فإين مكاثر بكم األمم یوم القيامة» (ابوداود،
د.ت )۳۸۳/۳ :ویعرف كون البكر ولوداً بكوهنا من نساء یعرفن بكثرة األوالد.
- ۰أن تكون بكراً ،لقوله صلّى هللا عليه وسلم جلابر« :فهال بكراً تالعبها وتالعبك؟» (متفق عليه).
- ۴وأن تكون من بيت معروف بالدین والقناعة؛ ألنه مظنّة دینها وقناعتها.
- ۲وأن تكون حسيبة :وهي النسيبة ،أي طيبة األصل ،ليكون ولدها جنيباً ،فإنه رمبا أشبه أهلها ونزع
إليها ،حلدیث «وحلسبها» .وال ینبغي تزوج بنت زنا ولقيطة ومن ال یعرف أبوها ،أي أن الزواج حينئذ مكروه.
مباح غری حرام ،وأما آیة﴿ :الزاين الینكح إال زانية( ﴾..النور )۰ :فمنسوخة ،أو شأنه ذلك.
- ۶وأن تكون مجيلة؛ ألهنا أسكن لنفسه ،وأغض لبصره ،وأكمل ملودته ،ولذلك جاز النظر قبل الزواج،
وحلدیث أيب هریرة السابق« :قيل :یا رسول هللا ،أي النساء خری؟ »...لكن كره الشافعية خطبة املرأة الفائقة
اجلمال.
-۷وأن تكون أجنبية غری ذات قرابة قریبة؛ ألن ولدها یكون أجنب ،وقد قيل« :إن الغرائب أجنب،
وبنات العم أصرب» وألنه ال یأمن الطالق ،فيفضي مع القرابة إىل قطيعة الرحم املأمور بصلتها ،واستدل الرافعي
لذلك تبعاً للوسيط حبدیث« :ال تنكحوا القرابة القریبة ،فإن الولد خیلق ضاویاً» أي حنيفاً ،وذلك لضعف
الشهوة.
-۸أال یزید على واحدة إن حصل هبا اإلعفاف ،ملا فيه من التعرض للمحرم ،قال هللا تعاىل﴿ :ولن
تستطيعوا أن تعدلوا بني النساء ولوحرصتم﴾ (النساء )۹۳۱ :وقال صلّى هللا عليه وسلم« :من كان له امرأتان،
فمال إىل إحدامها ،جاء یوم القيامة ،وشقه مائل» (ابوداود ،د.ت .)۳۱۳ /۳ :فاألصل وحدة الزوجية ال
التعدد .ویكره الزواج بالزانية أي املشهورة بالزنا ،وإن م یثبت عليها الزنا.
املطلب السابع؛ من تباح خطبتها:
اخلطبة -كما هو واضح -مقدمة الزواج ووسيلته ،فإذا كان الزواج باملرأة ممنوعاً شرعاً ،كانت خطبتها
ممنوعة أیضاً ،وإذا كان الزواج هبا مباحاً شرعاً ،كانت خطبتها مباحة أیضاً .وقد یوجد مانع شرعي مؤقت من
اخلطبة والزواج ،لذا یشرتط إلباحة اخلطبة شرطان:
الشرط األول :أال حیرم الزواج هبا شرعاً (الکاساين۹۴۳۶ ،ه.)۳۲۶/۳:
بأن كانت من احملارم احملرمة حترمیاً مؤبداً ،كاألخت والعمة واخلالة ،أو حترمیاً مؤقتاً ،كأخت الزوجة ،وزوجة
الغری ،ملا يف حاالت املؤبد من الضرر باألوالد والضرر االجتماعي ،وملا يف املؤقت من النزاع والفساد.
ا
233 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
خطبة املعتدة :من حاالت التحرمي املؤقت :أن تكون معتدة ،أي يف أثناء العدة من زواج سابق (ابن
عابدین ،د.ت ،)۰۸۳/۳:فإنه حیرم باتفاق الفقهاء اخلطبة الصرحیة أواملواعدة للمعتدة مطلقاً ،سواء أكانت
بسبب عدة الوفاة ،أم عدة الطالق الرجعي أم البائن ،ملفهوم قوله تعاىل﴿ :وال جناح عليكم فيما عَّرضتم به
من خطبة النساء ،أوأكننتم يف أنفسكم ،علم هللا أنكم ستذكروهنن ،ولكن ال تواعدوهن سراً ،إال أن تقولوا
قوالً معروفاً﴾ (البقرة.)۳۰۲:
والتصریح :ما یقطع بالرغبة يف الزواج ،مثل :أرید أن أتزوجك ،وإذا انقضت عدتك تزوجتك .وسبب
حترمي اخلطبة بطریق التصریح :أنه رمبا تكذب يف انقضاء العدة ،وألن يف خطبتها اعتداء على حق املطلِّق،
ُ
واالعتداء على حق الغری حرام شرعاً ،لقوله تعاىل﴿ :وال تعتدوا ،إن هللا ال حیب املعتدین﴾ (البقرة.)۹۱۳ :
وأما اخلطبة بطریق التعریض :وهو القول املفهم للمقصود وليس بنص فيه ،ومنه اهلدیة ،أو هو ما حیتمل
الرغبة يف الزواج وعدمها ،كقوله هلا :أنت مجيلة ،ورب راغب فيك ،ومن جيد مثلك ،ولست مبرغوب عنك ،أو
عسى أن یيسر هللا يل أمرأة صاحلة ،أو حنو ذلك:
أ -فإن كان سبب العدة وفاة الزوج ،جازت اخلطبة باتفاق الفقهاء؛ النتهاء الزوجية بالوفاة،
فال یكون يف خطبتها اعتداء على حق الزوج وال إضرار به.
ب -وإن كان سبب العدة هو الطالق :فإن كان الطالق رجعياً ،حرمت اخلطبة باتفاق
الفقهاء؛ ألن ملن طلَّقها احلق يف مراجعتها أثناء العدة ،فتكون خطبتها اعتداء على حقه ،فهي زوجة
أو يف معَن الزوجة.
وإن كان الطالق بائناً بينونة صغرى أو كربى ،ففي خطبة املعتدة ممن طلّقها بالتعریض رأیان:
رأي احلنفية :حترمي اخلطبة؛ ألن ملطلِّقها يف حالة البينونة الصغرى أن یعقد عليها مرة أخرى قبل انقضاء العدة،
ُ
كما بعدها ،فلو أبيحت خطبتها ،لكان يف ذلك اعتداء على حقوقه ،ومع له من العودة إىل زوجته مرة
أخرى ،كاملطلقة الرجعية .وأما يف حالة البينونة الكربى فتمنع اخلطبة يف العدة بطریق التعریض ،كيال تكذب
املرأة يف اإلخبار بانتهاء عدهتا ،ولئال یظن أن هذا اخلاطب كان سبباً يف تصدع العالقة الزوجية السابقة .وأما
آیة ﴿وال جناح عليكم﴾ (البقرة )۳۰۲ :فهي خاصة باملعتدات للوفاة بدليل اآلیة اليت قبلها﴿ :والذین
یتوفون﴾ [البقرة.]۳۰۲ :
عرضتم به﴾... رأي اجلمهور :جواز اخلطبة ،لعموم اآلیة السابقة﴿ :وال جناح عليكم فيما َّ
(البقرة )۳۰۲:وقوله﴿ :إال أن تقولوا قوالً معروفاً﴾ (البقرة )۳۰۲:أي ال تواعدوهن إال بالتعریض دون
ا
233 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
التصریح ،والنقطاع سلطنة الزوج عن البائن ،فالطالق البائن بنوعيه یقطع رابطة الزوجية ،فال یكون يف خطبتها
تعریضاً اعتداء على حق املطلِّق ،فتشبه املعتدة بسبب الوفاة.
ُ
وأرجح مذهب اجلمهور يف البينونة الكربى إذ ال ضغينة يف نفس الزوج وقد أكمل الطالق ،وأرجح
مذهب احلنفية يف البينونة الصغرى .وإذا عقد على املعتدة زواج يف العدة ،ودخل الزوج هبا ،فسخ الزواج
باالتفاق ،لنهي هللا عنه ،وتأبد حترمیها عليه عند مالك وأمحد والشعيب ،فال حیل نكاحها أبداً ،وبه قضى عمر؛
ألنه استحل ما ال حیل ،فعوقب حبرمانه ،كالقاتل یعاقب حبرمانه مریاث من قتله.
وقال احلنفية والشافعية :یفسخ النكاح ،فإذا انتهت العدة ،جاز هلذا الزوج أن خیطبها مرة أخرى ویتزوجها،
و م یتأبد التحرمي؛ ألن األصل أهنا ال حترم إال أن یقوم دليل على احلرمة من كتاب أو سنة أو إمجاع ،وال دليل
من هذا.
الشرط الثاين :أال تكون املخطوبة خمطوبة سابقاً خلاطب آخر :إذ ال حتل خطبة املخطوبة (ابوجعفر
الطحاوي۹۴۰۹ ،ه ،)۹۷۸ :للحدیث السابق« :ال خیطب أحدكم على خطبة أخيه حَّ یرتك اخلاطب قبله
فصلت القول يف البند السادس السابق يف اخلطبة على اخلطبة ،وظاهر النهي يف هذا احلدیث أو یأذن» .وقد ّ
وغریه یدل على التحرمي ،وألنه هني عن اإلضرار باإلنسان ،فكان مقتضاه التحرمي كالنهي عن أكل ماله ،وسفك
دمه .فإن فعل ،فزواجه عند اجلمهور صحيح وعليه اإلمث ،وال یفرق بني الزوجني عند اجلمهور ،كاخلطبة يف
العدة؛ ألن النهي ليس متوجهاً إىل نفس العقد ،بل هو متوجه إىل أمر خارج عن حقيقته ،فال یقتضي بطالن
العقد ،كالتوضؤ مباء مغصوب.
وروي عن مالك وداود :أنه ال یصح؛ ألنه نكاح منهي عنه ،فكان باطالً كنكاح الشغار .واملعتمد عند
املالكية :أنه إذا رفعت احلادثة حلاكم ،وثبت عنده العقد على املخطوبة ببينة أو إقرار ،وجب عليه فسخه قبل
الدخول بطلقة بائنة.
املطلب الثامن -رؤية املخطوبة:
جاء يف صحيح مسلم باب النظر إىل املرأة ملن یرید التزویج :عن أيب هریرة رضي هللا عنه قال :جاء
رجل إىل النيب صلى هللا عليه وسلم فقال :إين تزوجت امرأة من األنصار ،فقال له النيب صلى هللا عليه وسلم
"هل نظرت إليها فإن يف عيون األنصار شي ئأ "؟ قال :قد نظرت إليها ،قال" :على كم تزوجت"؟ قال :على
أربع أواق ،فقال له النيب صلى هللا عليه وسلم" :كأمنا تنحتون الفضة من عرض هذا اجلبل! من عندنا ما
نعطيك ،ولكن عسى أن نبعثك يف بعث تصيب منه" قال :فبعث بعثا إىل بين عبس ،بعث ذلك الرجل فيهم.
ا
233 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
(احلميدی۹۴۳۰ ،ه )۰۰۹/۰:هذا احلدیث یدل على أن النيب صلى هللا عليه وسلم أجاز النظر إىل املخطوبة
كما صرح بسؤاله عن الصحايب فأجابه الصحايب بأين نظرت إىل املخطوبة ،كما یدل احلدیث على أن املهر
كان كثریا حيث ذكر الرجل أين أعطيتها أربع أواق من الذهب.
هذا وذهب الفقهاء إىل أن من أراد نكاح امرأة فله أن ینظر إليها ،قال ابن قدامة :ال نعلم بني أهل العلم
ول هللا -صلَّى هللا عليه وسلم- قال رس ُ خالفا يف إباحة النظر إىل املرأة ملن أراد نكاحها ،وقد روى جابر قالَ :
فخطبت جاریةً فكنت يفعل". ِ
ُ ستطاع أن یَْنظَُر إىل ما یَ ْد ُعوهُ إىل ن َكاحها فَ ْل َ أح ُد ُكم املرأ َة ،فإن ا َ ب َ " :إذا َخطَ َ
فتزو ْجتُها( .ابوداود۹۴۰۳ ،ه.)۴۳۴/۰ : أیت منها ما دعاين إىل نكاحها َّ أختبَّأ هلا ،حَّ ر ُ
لكن الفقهاء بعد اتفاقهم على مشروعية نظر اخلاطب إىل املخطوبة اختلفوا يف حكم هذا النظر ،فقال
احلنفية واملالكية والشافعية وبعض احلنابلة :یندب النظر لألمر به يف احلدیث الصحيح مع تعليله بأنه أحرى أن
ول
ال َر ُس ُ ب ْامَرأًَة ،فَ َق َ اهلل عْنه ،أ َّ ِ یؤدم بينهما أي تدوم املودة واأللفة .عن أَنَ ٍ ِ
َن الْ ُمغ َریَة بْ َن ُش ْعبَةَ َخطَ َ س َرض َي َُّ َ ُ َْ
ب فَنَظََر إِلَْي َها فَ َذ َكَر ِ َِّ
ال :فَ َذ َه َ
َحَرى أَ ْن یُ ْؤَد َم بَْي نَ ُك َما» قَ َ ب فَانْظُْر إِلَْي َها ،فَِإنَّهُ أ ْصلَّى هللاُ َعلَْيه َو َسلَّ َم« :ا ْذ َه ْ
اهلل َ
نيَ ،وَ مْ ُخیَِّر َجاهُ» ( احلاکم النيسابوری۹۴۹۹،ه: يح َعلَى َشر ِط الشَّْي َخ ْ ِ یث ِ ِ ِ ِ
ْ صح ٌ م ْن ُم َوافَ َقت َهاَ « ،ه َذا َحد ٌ َ
)۹۷۱/۳واملذهب عند احلنابلة أنه یباح ملن أراد خطبة امرأة وغلب على ظنه إجابته نظر ما یظهر غالبا( .ابن
قدامه۹۰۸۸ ،ه.)۲۲۳/۶ :
نظر املخطوبة إىل خاطبها:
حكم نظر املرأة املخطوبة إىل خاطبها كحكم نظره إليها ألنه یعجبها منه ما یعجبه منها ،بل هي-كما
قال ابن عابدین -أوىل منه يف ذلك ألنه میكنه مفارقة من ال یرضاها خبالفها .واشرتط مجهور الفقهاء (املالكية
والشافعية واحلنابلة) ملشروعية النظر أن یكون الناظر إىل املرأة مریدا نكاحها ،وأن یرجو اإلجابة رجاء ظاهرا،
أو یعلم أنه جياب إىل نكاحها ،أو یغلب على ظنه اإلجابة .واكتفى احلنفية باشرتاط إرادة نكاحها فقط
(الطرابلسي۹۴۳۰،ه.)۴۳۲/۰:
ما ينظر من املخطوبة:
اتفق احلنفية واملالكية والشافعية على أن ما یباح للخاطب نظره من خمطوبته احلرة هو الوجه والكفان
ظاهرمها وباطنهما إىل كوعيهما لداللة الوجه على اجلمال ،وداللة الكفني على خصب البدن ،وهناك روایة عند
احلنفية أن القدمني ليستا بعورة حَّ يف غری اخلطبة .واختلف احلنابلة فيما ینظر اخلاطب من املخطوبة ،ففي
مطالب أويل النهى" و" كشاف القناع" أنه ینظر إىل ما یظهر منها غالبا كوجه وید ورقبة وقدم ،ألنه صلى هللا
ا
232 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
عليه وسلم ملا أذن يف النظر إل يها من غری علمها ،علم أنه أذن يف النظر إىل مجيع ما یظهر غالبا ،إذ ال میكن
إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غریه يف الظهور؛ وألنه یظهر غالبا فأشبه الوجه .ويف املغين :ال خالف بني أهل
العلم يف إباحة النظر إىل وجهها ،وذلك ألنه ليس بعورة ،وهو جممع احملاسن وموضع النظر ،وال یباح النظر إىل
ما ال یظهر عادة .أما ما یظهر غالبا سوى الوجه ،كالكفني والقدمني وحنو ذلك مما تظهره املرأة يف منزهلا ففيه
روایتان للحنابلة.
إحدامها :ال یباح النظر إليه ألنه عورة ،فلم یبح النظر إليه كالذي ال یظهر ،فإن عبد هللا بن مسعود روي
أن النيب صلى هللا عليه وسلم قال" :املرأة عورة" (الطرباين ۹۴۳۷ ،ه ،)۹۳۸/۹۳:وألن احلاجة تندفع بالنظر
إىل الوجه فبقي ما عداه على التحرمي.
والثانية :وهي املذهب ،للخاطب النظر إىل ذلك ،قال أمحد يف روایة حنبل :ال بأس أن ینظر إليها وإىل
ما یدعوه إىل نكاحها من ید أو جسم وحنو ذلك ،قال أبو بكر :ال بأس أن ینظر إليها حاسرة .ووجه جواز
النظر إىل ما یظهر غالبا أن النيب صلى هللا عليه وسلم ملا أذن يف النظر إليها من غری علمها علم أنه أذن يف
النظر إىل مجيع ما یظهر عادة إذ ال میكن إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غریه له يف الظهور ،وألنه یظهر غالبا
فأبيح النظر إليه كالوجه ،وألهنا امرأة أبيح النظر إليها بأمر الشارع فأبيح النظر منها إىل ذلك كذوات احملارم،
وقال األوزاعي :ینظر اخلاطب إىل مواضع اللحم ( .ابن قدامه۹۰۸۸ ،ه.)۲۲۰/۶ :
تزين املرأة اخلالیة وتعرضها للخطاب:
ذهب احلنفية إىل أن حتلية البنات باحللي واحللل لریغب فيهن الرجال سنة(.ابن عابدین ،د.ت.)۳۶۳/۳:
وأما املالكية فقد نقل احلطاب عن ابن القطان قوله :وهلا (أي للمرأة اخلالية من األزواج) أن تتزین للناظرین
(أي للخطاب) ،بل لو قيل بأنه مندوب ما كان بعيدا ،ولو قيل إنه جيوز هلا التعرض ملن خیطبها إذا سلمت
نيتها يف قصد النكاح م یبعد .مث قال احلطاب :هل یستحب للمرأة نظر الرجل؟ م أر فيه نصا للمالكية،
والظاهر استحبابه وفاقا للشافعية ،قالوا :یستحب هلا أیضا أن تنظر إليه ،وقد قال ابن القطان :إذا خطب
الرجل امرأة هل جيوز له أن یقصدها متعرضا هلا مبحاسنه اليت ال جيوز إبداؤها إليها إذا م تكن خمطوبة ویتصنع
بلبسه ،وسواكه ،ومكحلته وخضابه ،ومشيه ،وركبته ،أم ال جيوز له إال ما كان جائزا لكل امرأة؟ هو موضع
نظر ،والظاهر جوازه ،و م یتحقق يف املنع إمجاع ،أما إذا م یكن خطب ولكنه یتعرض لنفسه ذلك التعرض
للنساء فال جيوز؛ ألنه تعرض للفنت وتعریض هلا ،ولوال الظاهر ما أمكن أن یقال ذلك يف املرأة اليت م ختطب
على أنا م جنزم فيه باجلواز( .الطرابلسي۹۴۳۰،ه.)۴۳۲/۰:
ا
233 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
وقال ابن مفلح من احلنابلة :قد روى احلافظ أبو موسى املدیين يف كتاب االستغناء يف معرفة استعمال
احلناء عن جابر رضي هللا عنه مرفوعا :یا معشر النساء اختضب فإن املرأة ختتضب لزوجها ،وإن األمي ختتضب
وجل( .ابن امللقن۹۴۳۲ ،ه.)۷۴۱/۸: عز ّ تعرض للرزق من هللا ّ
وقد ورد يف صحيح مسلم من حدیث سبيعة األسلمية كانت حتت سعد بن خولة وهو يف بين عامر بن
لؤي ،وكان ممن شهد بدرا ،فتويف عنها يف حجة الوداع ،وهي حامل فلم تنشب أن وضعت محلها بعد وفاته،
فلما تعلت من نفاسها جتملت للخطاب ،فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك رضي هللا عنه رجل من بين عبد
الدار فقال هلا :ما يل أراك متجملة؟ لعلك ترجني النكاح .إنك وهللا ما أنت بناكح حَّ متر عليك أربعة أشهر
وعشرا .قالت سبيعة :فلما قال يل ذلك مجعت علي ثيايب حني أمسيت ،فأتيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
فسألته عن ذلك ،فأفتاين بأين قد حللت حني وضعت محلي وأمرين بالتزویج إن بدا يل( .ابوجعفر الطحاوي،
د.ت.)۳۱۷/۰:
املطلب التاسع؛ مقدار ما يباح النظر إلیه:
یرى أكثر الفقهاء أن للخاطب أن ینظر إىل من یرید خطبتها إىل الوجه والكفني فقط؛ ألن رؤیتهما
حتقق املطلوب من اجلمال وخصوبة اجلسد وعدمهما ،فيدل الوجه على اجلمال أو ضده ألنه جممع احملاسن،
والكفان على خصوبة البدن أو عدمها.
وأجاز أبو حنيفة النظر إىل قدميها .وأجاز احلنابلة النظر إىل ما یظهر عند القيام باألعمال وهي ستة
أعضاء :الوجه والرقبة واليد والقدم والرأس والساق؛ ألن احلاجة داعية إىل ذلك ،وإلطالق األحادیث السابقة:
«انظر إليها» ولفعل عمر السابق ،وفعل جابر أیضاً ،وهذا هو الرأي الراجح لدي ولكن ال أفيت به .وقال
األوزاعي :ینظر إىل مواضع اللحم .وقال داود الظاهري :جيوز النظر إىل مجيع البدن ،لظاهر حدیث «انظر
إليها» وهذا منكر وشذوذ ،یؤدي إىل الفساد .وللزوج النظر إىل مجيع بدن زوجته يف حال حياهتا ،وهلا أیضاً
النظر إىل مجيع بدن زوجها ،حَّ نظر الفرج ،لكن یكره لكل منهما نظر الفرج من اآلخر.
املطلب العاشر؛ وقت الرؤية وشرطها:
قال الشافعية :ینبغي أن یكون نظر اخلاطب إىل املرأة قبل اخلطبة ،وأن تكون خفية بغری علم املرأة أو
ذویها ،مراعاة لكرامة املرأة وأسرهتا ،فإذا أعجبته تقدم خلطبتها من غری إیذاء هلا وإحراج ألسرهتا ،وهذا هو
املعقول ،والراجح عمالً بظاهر األحادیث اليت تدل على أنه جيوز النظر إليها ،سواء أكان ذلك بإذهنا أم
ال(الشربيين اخلطيب ،د.ت.)۹۳۸/۰ :
ا
233 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
وقال املالكية :جيوز نظر وجه الزوجة وكفيها خاصة قبل العقد ،ليعلم بذلك حقيقة أمرها بعلم منها أو
وليها ،ویكره استغفاهلا .والنظر یكون بنفسه أو وكيله إن م یكن على وجه التلذذ هبا ،وإال منع كما مینع ما
زاد على الوجه والكفني ألنه عورة (ابن جزي الکليب ،د.ت.)۹۱۴-۹۱۰ :
املطلب احلادی عشر؛ حترمي اخللوة باملخطوبة:
بينا أن اخلطبة ليست زواجاً ،وإمنا هي جمرد وعد بالزواج ،فال یرتتب عليها شيء من أحكام الزواج ،وال
اخللوة باملرأة أو معاشرهتا بانفراد؛ ألهنا ما تزال أجنبية عن اخلاطب ،وقد هنى الرسول صلّى هللا عليه وسلم يف
األحادیث السابقة عن اخللوة باألجنبية وعن اجللوس معها إال مع حمرم كأبيها أو أخيها أوعمها ،ومن تلك
األحادیث« :ال خیلون رجل بامرأة ال حتل له ،فإن ثالثهما الشيطان ،إال َْحم ٌرم» (الشوکاين۹۴۹۰ ،ه.)۹۹۹/۶:
ويف هذا القدر أمان وضمان وبُ ْعد عن التعرض ملخاطر االحتماالت يف املستقبل من فسخ اخلطوبة
وغریه ،وبه یتحقق املطلوب باجللوس والتحدث إىل املرأة عند وجود حمرم هلا ،وهذا هو املوقف احلكيم املعتدل
دون إفراط وال تفریط.
وأما املعاشرة قبل الزواج والذهاب معاً إىل األماكن العامة وغریها ،فهو كله ممنوع شرعاً ،بل إنه ال حیقق
الغایة املرجوة ،إذ كل منهما یظهر بغری حقيقته ،كما قيل( :كل خاطب كاذب) .وألن اخلاطب قد یتعجل
األمور ،وقد یستجيب اإلنسان لتلبية الغریزة ،ویضعف عن مقاومتها يف حال االنفراد باملرأة ،فيقع الضرر هبا،
وتتأثر مسعتها عند العدول عن اخلطبة.
املطلب الثاين عشر؛ العدول عن اخلطبة وأثره:
مبا أن اخلطبة ليست زواجاً ،وإمنا هي وعد بالزواج ،فيجوز يف رأي أكثر الفقهاء للخاطب أو املخطوبة
العدول عن اخلطبة (قانون االحوال الشخصية السوری :م )۰؛ ألنه ما م یوجد العقد فال إلزام وال التزام .ولكن
یطلب أدبياً أال ینقض أحدمها وعده إال لضرورة أو حاجة شدیدة ،مراعاة حلرمة البيوت وكرامة الفتاة .وینبغي
احلكم على املخطوبة باملوضوعية اجملردة ،ال باهلوى أو بدون مسوغ معقول ،فال یعدل اخلاطب عن عزمه الذي
شاءه؛ ألن عدوله هو نقض للعهد أو الوعد ،ویستحسن شرعاً وعرفاً التعجيل يف العدول إذا بدا سبب واضح
یقتضي ذلك ،قال هللا تعاىل﴿ :وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤوالً﴾ (اإلسراء )۰۴ :وقال صلّى هللا عليه
وسلم« :اضمنوا يل ستاً من أنفسكم أضمن لكم اجلنة :اصدقوا إذا حدثتم ،وأوفوا إذا وعدمت ،و ّأدوا إذا ائتمنتم،
واحفظوا فروجكم ،وغضوا أبصاركم ،وكفوا أیدیكم» (رواه امحد ،ابن حبان احلاکم والبيهقی عن عبادة بن
الصامت ،وهو صحيح).
ا
233 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
حكم انفساخ اخلطبة أو أثره :ال یرتتب على انفساخ اخلطبة أي أثر ما دام م حیصل عقد.
وأما ما قدمه اخلاطب من مهر :فله أن یسرتده ،سواء أكان قائماً أم هالكاً أم مستهلكاً ،ويف حال اهلالك
أو االستهالك یرجع بقيمته إن كان قيمياً ،ومبثله إن كان مثلياً ،أیاً كان سبب العدول ،من جانب اخلاطب أو
من جانب املخطوبة .وهذا متفق عليه فقهاً (قانون حقوق العائلة العثماين :م.)۸
فصل القانون السوري (م )۴بني حالة كون العدول من جهة اخلاطب ،وحالة كونه من جهة ولكن ّ
املخطوبة ،أخذاً بعرف الناس اليوم .ففي احلالة األوىل :إذا اشرتت املرأة جهازاً ختری بني إعادة مثل املهر أو
تسليم اجلهاز .ويف احلالة الثانية :جيب عليها إعادة املهر أو قيمته.
هدایا اخلطبة :أما رد اهلدایا ففيه آراء فقهية:
- ۹قال احلنفية :هدایا اخلطبة هبة ،وللواهب أن یرجع يف هبته إال إذا وجد مانع من موانع الرجوع
باهلبة كهالك الشيء أو استهالكه أو وجود الزوجية .فإذا كان ما أهداه اخلاطب موجوداً فله اسرتداده .وإذا
كان قد هلك أو استهلك أو حدث فيه تغيری ،كأن ضاع اخلامت ،وأكل الطعام .وصنع القماش ثوباً ،فال حیق
للخاطب اسرتداد بدله (ابن عابدین ،د.ت.)۲۱۱/۳:
- 4وذكر املالكية :أن اهلدایا قبل عقد الزواج أو فيه تتشطر بني املرأة والرجل ،سواء اشرتطت ،أو م
تشرتط؛ ألهنا مشرتطة حكماً (ابو الربکات الدردیر ،د.ت.)۴۲۶/۳ :
- 6وفصل احلنابلة بني أن یكون العدول من جهة اخلاطب أو من جهة املخطوبة ،فإذا عدل اخلاطب،
فال یرجع بشيء ولو كان موجوداً .وإذا عدلت املخطوبة ،فللخاطب أن یسرتد اهلدایا ،سواء أكانت قائمة أم
هالكة ،فإن هلكت أو استهلكت وجبت قيمتها .وهذا حق وعدل ،ألنه وهب بشرط بقاء العقد ،فإن زال
العقد ،فله الرجوع ،فأشبه بذلك (ابن قدامه۹۰۸۸ ،ه .)۲۲۰/۶:
- 3ورأى الشافعية :أن للخاطب الرجوع مبا أهداه؛ ألنه إمنا أنفق ألجل تزوجها ،فریجع إن بقي ،وببدله
إن تلف (ابن قدامه۹۰۸۸ ،ه .)۲۲۰/۶:
وأخذ القانون املغريب مبذهب املالكية ،والقانون األردين مبذهب احلنفية ،فصرح أنه جيري على هدایا اخلطبة
حكم اهلبة .وسكوت القانون السوري یتضمن العمل برأي احلنفية ،إذ نص يف املادة ( )۰۳۲على أن «كل
ما م یرد عليه نص يف هذا القانون ،یرجع فيه إىل القول األرجح يف املذهب احلنفي» .وجاء يف (م۴/ف:)۰
جتري على اهلدایا أحكام اهلبة.
ا
233 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
والراجح لدي أن املرأة تستحق مجيع ما قدم هلا قبل العقد من هدایا ،بدليل ما رواه اخلمسة إال الرتمذي
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده :أن رسول هللا صلّى هللا عليه وسلم قال« :أمیا امرأة نكحت على
صداق أو ِحبَاء (عطاء) أو ِع َدة قبل عصمة النكاح ،فهو هلا ،وما كان بعد عصمة النكاح فهو ملن أعطيه»
(الشوکاين۹۴۹۰،ه )۹۷۴/۶ :ذهب إىل هذا عمربن عبد العزیز والثوري وأبوعبيدومالك ،واهلادویة من الزیدیة.
التعویض عن الضرر :أما التعویض عن األضرار املادیة أو املعنویةاليت ترتتب على فسخ اخلطبة ،كشراء بعض
األمتعة واأللبسة ،أو ترك وظيفة أو تفویت خاطب آخر ،أو اإلساءة لسمعتها مبجرد العدول عن خطبة طال
أمدها كأربع سنوات مثالً ،فلم ینص عليه فقهاؤنا القدامي.
ومیكن إقراره يف الفقه احلدیث عمالً بقواعد الشریعة العامة ،كقاعدة حترمي التغریر وإجيابه الضمان ،وقاعدة
(ال ضرر وال ضرار) وما یرتتب عليها من تطبيق نظریة التعسف يف استعمال احلق اليت أخذ هبا املالكية واحلنابلة،
وراعاها أبو حنيفة يف حقوق العلو واجلوار.
كما میكن تأصيل التعویض عن ضرر العدول مببدأ االلتزام يف الفقه املالكي يف مشهور األقوال :وهو أنه
يف الوعد بشيء یقضى بتنفيذ الوعد إن كان مبنياً على سبب ودخل املوعود بالسبب ،أي فيجب الوفاء بالوعد
املعلق على سبب ،وباشر املوعود السبب ونفذه .مثل :اشرت سلعة أو تزوج امرأة ،وأنا أسلفك ،فإذا تزوج فعالً
وجب عليه إقراضه .أما جمرد الوعد فال یلزم الوفاء به ،بل الوفاء به من مكارم األخالق.
والذي استقر عليه القضاء املصري اآلن :ما قررته حمكمة النقض سنة (۹۱۰۱م ) وهو ما یلي:
- ۹اخلطبة ليست بعقد ملزم.
- ۳جمرد العدول عن اخلطبة ال یكون سبباً موجباً للتعویض.
- ۰إذا اقرتن بالعدول عن اخلطبة أفعال أخرى ،أحلقت ضرراً بأحد اخلطيبني ،جاز احلكم بالتعویض
على أساس املسؤولية التقصرییة ،أي اخلطأ الذي سبب ضرراً بالغری.
وهذا یتفق مع قواعد الشریعة اإلسالمية ،وعلى هذا یفرق بني حالتني :األوىل :إذا كان للعادل دخل يف
الضرر الذي حلق اآلخر بسبب عدوله ،كأن یطلب اخلاطب إعداد جهاز خاص ،أو یطلب من املخطوبة ترك
وظيفتها ،فترتكها بناء على رغبته ،أو تطلب املخطوبة إعداد اخلاطب مسكناً خاصاً ،فيجوز احلكم بالتعویض
عن الضرر لعدوله عن اخلطبة ،لتسبب العادل يف الضرر وتغریره الطرف اآلخر.
الثانية :أال یكون للعادل دخل يف الضرر الذي حلق الطرف اآلخر بسبب العدول ،فال حیكم بالتعویض
على العادل ،إذ م یوجد منه سبب الضمان من ضرر أو تغریر.
ا
238 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
هذه املواد اليت جاءت يف القانون املدين األفغاين خبصوص أمور اخلطبة ،وهي تعاجل جنبا من جوانب
الزواج واخلطبة.
نتائج البحث
من خالل سرد األحادیث اليت وردت يف أحكام اخلطبة ومجعها ،وكذلك البحث يف املواد القانونية اليت
جاءت يف القانون املدين األفغاين والتعليق عليها قد توصلت إىل النتایج اآلتية:
-۹الشریعة اإلسالمية عاجلت مجيع جماالت احلياة البشریة ،مبا فيها جمال األسرة و الزواج ،واخلطبة.
-۳صرح النيب صلى هللا عليه وسلم أن اخلطبة أمر مشروع وجيوز خطبة املرأة أو البنت صرحة.
-۰جيوز للخاطب النظر إىل املخطوبة ،سواء كانت موافقة أم ال ،بشرط أن یكون نظر اخلاطب عند
إرادة الزواج هلا.
أیضا.
-۴جيوز للمخطوبة النظر إىل اخلاطب ً
-۲جيوز للمرأة خطبة الرجل الصاحل إذا أرادت الزواج منه.
-۶القانون املدين األفغاين عاجل جانبا من أمور اخلطبة يف الزواج.
-۷القانون املدين األفغاين موافق للشریعة اإلسالمية يف كل ما جاء به من أمور اخلطبة.
-۸القانون املدين جييز الرجوع عن اخلطبة إذا رآه اخلاطبان.
-۱القانون املدين جييز الرجوع يف اهلدایا اليت قدمت زمن اخلطبة إذا انصرف اخلاطب عن الزواج.
-۹۳القانون املدين ال جييز خطبة املرأة يف العدة ،سواء كانت عدة الطالق أو عدة الوفاة.
التوصیات واالقرتاحات
و يف األخری أود أن أقدم توصيايت إىل اجلهات املعنية يف النقاط التالية:
-۹یلزم على العلماء بيان أحكام اخلطبة للجمهور حَّ یكون أمر الزواج على بينة من الشرع.
-۳یلزم على األسر إذا أرادت تزویج أبناءها أو بناهتا ،أن هتيئ الفرصة للجانبني لرؤیة بعضهما البعض،
حَّ یكون زواجهما على علم من الطرفني ورضامها.
-۰جيب على املقنن األفغاين تسوید و تقنني املواد األخرى لتنظيم أمو اخلطبة.
-۴جيب على املقنن األفغاين أن یستفيد ویأخذ يف تشریع القوانني من الشریعة اإلسالمية؛ وذلك ألن
الشعب األفغاين شعب مسلم وال یرضى بتقنني األمور الغری جائزة شرعا.
ا
333 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
أهم املصادر واملَر ِّ
اجع َ
-القرآن الكرمي
-3ابن امللقن ،سراج الدین أبو حفص عمر بن علي بن أمحد الشافعي املصري۹۴۳۲( .ه ) .البدر املنري يف ختريج األحاديث
واألثار الواقعة يف الشرح الكبري .الریاض :دار اهلجرة للنشر والتوزیع .الطبعة :االوىل.
-4ابن اهلمام،كمال الدین حممد بن عبد الواحد (.د .ت) .يتح القدير شرح اهلداية .القاهرة :مطبعة مصطفى حممد.
الطبعة :االولی.
-6ابن جزي الكليب الغرناطي ،أبو القاسم حممد بن أمحد بن حممد بن عبد هللا (.د.ت) .القوانني الفقهیة .الناشر :مطبعة
النهضة بفاس.
-3ابن عابدین الدمشقي ،عالء الدین حممد بن عمر بن عبد العزیز (.د.ت) .رد احملتار على الدر املختار .مصر :مطبعة
البايب احلليب .الطبعة االولی.
-5ابن قدامة املقدسي ،ابو حممد موفق الدین عبد هللا بن أمحد بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي مث الدمشقي احلنبلي.
( ۹۰۸۸ه) .املغين .مصر .مكتبة القاهرة .الطبعة :االولی.
-3ابن ماجه القزوینی ،ابو عبد هللا حممد بن یزید بن ماجه ( .ب.ت) .سنن اين ماجه .باکستان :بشاور .مکتبة حممدیه.
الطبعة االولی.
-7ابن منظور ،حممد بن مكرم األفریقي املصري (.د.ت) .لسان العرب .بریوت :دار صادر .الطبعة :االولی.
-8ابو الربكات ،أمحد بن حممد بن أمحد الدردیر ( .د.ت) .الشرح الصغري حباشية الصاوي .مصر :دار املعارف .الطبعة :
الثانية.
-9أبو القاسم الطرباين ،سليمان بن أمحد بن أیوب بن مطری اللخمي الشامي۹۴۳۷( .ه ) .املعجم الكبري .بریوت :دار
الرسالة العاملية.
-30أبو جعفر الطحاوی ،أمحد بن حممد بن سالمة ۹۴۰۹ (.ه) .خمتصر الطحاوي .مصر :مطبعة دار الكتاب العريب.
الطبعة :األوىل
-33أبو داود السجستاين ،سليمان بن أشعث ۹۴۰۳ ( .ه ) .سنن أيب داود .باکستان .بشاور :مکتبة احلقانيه .الطبعة:
األوىل.
-34البهويت ،اسم اجلمهول (د.ت).كشاف القناع عن منت اإلقناع .مطبعة السنة احملمدیة (يف حبث اجلهاد) ومطبعة احلكومة
مبكة (يف البحوث األخرى)
-36البيهقي ،أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي ۹۰۴۴ ( .ه ) .السنن الكربى .الناشر:جملس دائرة املعارف النظامية الكائنة
يف اهلند ببلدة حيدر آباد .الطبعة األوىل
-33محزة حممد قاسم ۹۴۹۳( .ه ) .منار القاري شرح خمتصر صحیح البخاري .دمشق :مكتبة دار البيان .الطبعة االولی.
ا
333 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸
الدکتور حممد ويل حنیف اخلطبة وأحكامها يف ضوء الشريعة اإلسّلمیة والقانون املدين األيغاين
ا
332 ISSN:0132-1133 املجلة العربية الدولية للبحوث الخّلقة -کانون األول (0202 -4)۸