Professional Documents
Culture Documents
ﻣﺬﻛﺮة
ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻠﯿﺴﺎﻧﺲ
وﺻﻒ اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ´´اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻸدب ´´
ﻟ ـ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
1
ﻻ ﯾطﯾب اﻟﻠﯾل إﻻ ﺑﺷﻛرك وﻻ ﯾطﯾب اﻟﻧﮭﺎر إﻻ ﺑﻌطﺎﺋك وﻻ ﺗطﯾب
اﻟﻠﺣظﺎت إﻻ ﺑذﻛرك وﻻ ﺗطﯾب اﻵﺧرة إﻻ ﺑﻌﻔوك و ﻻ ﺗطﯾب إﻻ
ﺑرؤﯾﺗك .
إﻟﻰ ﻣن ﺑﻠﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ و أدى اﻷﻣﺎﻧﺔ و ﻧﺻﺢ اﻷﻣﺔ ﻧﺑﯾﻧﺎ ﻧور اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن
ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻛﻣﺎ ﯾطﯾب ﻟﻧﺎ أن ﻧﺗوﺟﮫ ﺑﺎﻟﺷﻛر
اﻟﺟزﯾل و ﻓﺎﺋق اﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻸﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف ´´ﻗﺎدة ﯾﻌﻘوب ´´ اﻟذي ﻛﺎن ﻟﻧﺎ
اﻟﺷرف ﻟﻧﺑﺣث ﺗﺣت إﺷراﻓﮫ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺗﮫ وﻧﺻﺣﮫ وﺗوﺟﯾﮭﮫ ﻟﻧﺎ ﺑﺈﺗﻣﺎم
ھدا اﻟﺑﺣث و ﻛذﻟك ﻷﺳﺎﺗذة اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑوﯾرة و
إﻟﻰ ﺟل اﻷﺳﺎﺗذة اﻟﻠذﯾن وﻗﻔوا ﻣﻌﻧﺎ وﻗﻔت ﺗﺳﺗﺣق ﻣﻧﺎ إﻟﯾﮭم ھدا اﻟﺷﻛر
واﻟﺗﻘدﯾر و ﺑـ اﻷﺧص اﻷﺳﺗﺎذ ´´اﺣﻣد ﺣﯾدوش ´´اﻷﺳﺗﺎذ ´´ ﻗﺎرة ﺣﺳﯾن
´´ اﻷﺳﺗﺎذ ´´ﻋﺑد اﻟﺣق ﻛﻧﺎوي ´´ ﻛﻣﺎ ﻧﺗﻘدم ﺑﺟزﯾل اﻟﺷﻛر و اﻟﻌرﻓﺎن إﻟﻰ
ﻛل ﻣن أﺷﻌل ﺷﻣﻌﺔ ﻓﻲ درب ﻋﻣﻠﻧﺎ ﻣن ﻗرﯾب أو ﻣن ﺑﻌﯾد
2
اھدي ﺛﻣرة ﺟﮭدي إﻟﻰ ﻣن اﺣﻣل اﺳﻣﮫ ﺑﻛل ﻓﺧر ،ﯾﺎ ﻣن اﻓﺗﻘدك ﻣﻧد اﻟﺻﻐر ،ﯾﺎ ﻣن
ﯾرﺗﻌش ﻗﻠﺑﻲ ﻟذﻛرك ،ﯾﺎ ﻣن أودﻋﺗﻧﻲ أھدﯾك ھدا اﻟﺑﺣث أﺑﻲ اﻟﻐﺎﻟﻲ رﺣﻣﺔ ﷲ ﻋﻠﯾك
إﻟﻰ ﻣﻼك ﺣﯾﺎﺗﻲ إﻟﻰ ﻣن ﺳﻘﺗﻧﻲ ﻣﺣﺑﺔ وروﺗﻧﻲ ﻣودة إﻟﻰ ﻣن ﺳﮭرت اﻟﻠﯾﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻣن ﻛﺎن
دﻋﺎﺋﮭﺎ ﻣﻔﺗﺎح ﻧﺟﺎﺣﻲ و ﺣﻧﺎﻧﮭﺎ ﺑﻠﺳم ﺟراﺣﻲ إﻟﻰ ﻣن ﺣﺑﮭﺎ ﺧﺎﻟد ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ إﻟﻰ آﺧر ﯾوم ﻓﻲ
ﻋﻣري أﻣﻲ اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ ´´ﻓﺎطﻣﺔ´´ أطﺎل ﷲ ﻓﻲ ﻋﻣرھﺎ .
إﻟﻰ ﻣن ﺣﺑﮭم ﯾﺟري ﻓﻲ ﻋروﻗﻲ أﺧواﺗﻲ و إﺧواﻧﻲ و أوﻻدھم و أزواﺟﮭم دون اﺳﺗﺛﻧﺎء .
3
اﻟﺣﻣد رﺑﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن و اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗم اﻷﻧﺑﯾﺎء واﻟﻣرﺳﻠﯾن ﻣﺣﻣد
ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اھدي ھدا اﻟﻌﻣل:
إﻟﻰ زﻣﯾﻠﺗﻲ و رﻓﯾﻘﺔ درﺑﻲ أﺣﻼم اﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣﻧﺎ ﺳوﯾﺎ ﺑﺎﻧﺟﺎز ھدا اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗواﺿﻊ
إﻟﻰ ﻣن ﻛﺎﻧوا ﻟﻲ أوﻓﯾﺎء ...ﺟﻣﯾﻊ أﺣﺑﺎﺋﻲ و أﺻدﻗﺎﺋﻲ .
4
5
ﻟﻘد ظﻬرت ﻋدة ﻧظرﯾﺎت ﻏرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻧطﻠق اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻣﺟﺎﻻت ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﻟﺣظ اﻷوﻓر ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ،وﺻل ﺻداﻫﺎ ﺣﺗﻰ إﻟﻰ اﻟوطن
اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻔﺿل اﻻﺣﺗﻛﺎك واﻟﻣﺟﺎرات ،وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻟﻣؤﺳﺳﻬﺎ
ﺳﯾﻐﻣوﻧد ﻓروﯾد راﺋد اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻟﻪ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺷﻐﻠﯾن ﺑﻌﻠم اﻟﻧﻔس واﻟطب
اﻟﻧﻔﺳﻲ.
وﻗد اﻧطﻠق ﻓروﯾد ﻣن دراﺳﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻛﺎﺋن اﻟﺑﺷري ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،واﻟﻛﺷف ﻋن
ﻣﯾوﻻت اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻋﺎﻟﻣﻪ اﻟداﺧﻠﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻛﻣﺎ أﺳﻬم ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﺟذورﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ذﻟك أن اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوﻗف اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ
ﻣﻣﺎﺛﻼ ﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻷﻓﻛﺎر واﻟﺗﺧﯾﻼت ٕواظﻬﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﺿرة .
وظﻬر ذﻟك ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻣﺑدع أﺛﻧﺎء إﺑداﻋﺎﺗﻪ،
ﻓﺎﻟﻔﻧﺎن ﻟﻪ ﻣﻛﺑوﺗﺎت داﺧﻠﯾﺔ ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض
اﻟﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ وﯾظﻬر أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ أﺳﻠوﺑﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وﻛﺎن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت
ﺧﺎﺻﺔ وﺻوﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﺎﻗد اﻟﻌرﺑﻲ واﻟذي أﺳﻘطﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ اﻷدﺑﻲ اﻟﻌرﺑﻲ.
6
وﻣن ﺑﯾن ﻧﻘﺎد اﻟﻌرب اﻟذﯾن ﺗﺄﺛروا ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،اﻟﻧﺎﻗد اﻟدﻛﺗور ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل
ﺑﻣﺎ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﺑﺣوث ودراﺳﺎت ﻟﻬذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣﯾث ﻛﺎن ﻟﻪ اﻟﺣظ اﻻوﻓر ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق
وﻟﻘد ﺗم اﺧﺗﯾﺎر أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻣؤﻟﻔﺎت وﻫو ﻛﺗﺎب " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " اﻟذي ﯾﺟﻣﻊ
ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﻐرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺣﺎول ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن
وﻣن ﺧﻼل اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻋﻧوان ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث وﻫو
وﺻف اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " ﻟﻌز دﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل،
ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي اﺗﺑﻌﻧﺎﻩ ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺑﺣﻛم أن اﻟﻣوﺿوع ﯾﻌﺗﻣد
-1ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺻطﻠﺢ
أ – ﻟﻐﺔ
ب -اﺻطﻼﺣﺎ.
7
-2ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ.
-1-2دراﺳﺔ اﻟﻌﻧوان.
8
وأﯾﺿﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ وظﻔﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل وﻗﻣﻧﺎ
ﺑﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ,ﺛم ﺧﺗﻣﻧﺎ ﻫذا ﺑﺧﺎﺗﻣﺔ ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
وﻗد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ :ﻛﺗﺎب
ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻟﺻﻼح ﻓﺿل ،وﻛﺗﺎب ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻷدﺑﻲ ...اﻟﺦ
-ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻠل أﻋﻣﺎل اﻟﻧﺎﻗد " ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل " ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.
وﻗد ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع واﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧﺑﻪ وﻓﻲ اﻷﺧﯾر أﺣب
9
10
-1ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺻطﻠﺢ :
أ-ﻟﻐﺔ :ورد ﻓﻲ ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور أن " :اﻟﺻﻼح ﺿد اﻟﻔﺳﺎد واﻟﺻﻠﺢ :اﻟﺳﻠم،
اﺻﺎﻟﺣوا ".1
وﻗد اﺻطﻠﺣوا وﺻﻠﺣوا ،وﺗﺻﺎﻟﺣواّ ،
اﻟﻘول :زال ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﺧﻼف وﻋﻠﻰ اﻷﻣر ﺗﻌﺎرﻓوا ﻋﻠﯾﻪ واﺗﻔﻘوا .2" ...
3
اﺻﻠَﺣوا ﺑﻣﻌﻧﻰ واﺣد "
اﻟﺻﻠُْﺢ ﺗﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘومَ ،
وﻗﺎل اﻷزﻫري ﻓﻲ ﻣﺎدة ) ص .ل .ح( " ﱡ
- 1اﺑن ﻣﻧظور :ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ط ،04دار ﺻﺎدر ،ﺑﯾروت ،2005 ،ﻣﺎدة ) ص ل ح ( ﻣر ،8ص .267
- 2ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟوﺳﯾط ،ط ،04ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2004 ،ﻣﺎدة ) ص ل ح ( ،ص
.520
- 3ﻣﺻطﻔﻰ طﺎھر اﻟﺣﯾﺎدة :ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻠﻐوي اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻧظرة ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻼت ﺗﻌرﯾب اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻠﻐوي
اﻟﻣﻌﺎﺻر ،اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻟث ،ط ،01ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث ،اﻷردن ،2003 ،ص .12
11
اﺻﻠﺣﺎ ﻣﺷددة اﻟﺻﺎد ،ﻗﻠﺑوا اﻟﺗﺎء ﺻﺎدا وادﻏﻣوﻫﺎ
وﻧﺟد ﻋن اﻟزﺑﯾدي " :واﺻطﻠﺣﺎ ،و ﱠ
اﺻﻠﺣﺎ ﺑﺎﻟﺗﺎء ﺑدل اﻟطﺎء ﻛل ذﻟك ﺑﻣﻌﻧﻰ واﺣد ﺗﺣل ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق
وﺗﺻﺎﻟﺣﺎ ،ﱠ
ً ﻓﻲ اﻟﺻﺎد،
ﻫﻧﺎك ﻣن ﻋﺎﻟﺞ ﻫذﻩ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﺗﺣت ﺑﺎب اﻹﺻﻼح واﻻﺻطﻼﺣﺎت ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ﻧﺟد ﻓﯾﻪ " اﻻﺻطﻼح " ﻣﺻدر أﺻﻠﺢ واﺗﻔﺎق طﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء
وﻓﻲ ﻣﺳﺗدرك اﻟﺗﺎج ﻫو " اﺗﻔﺎق طﺎﺋﻔﺔ ﻣﺧﺻوﺻﺔ ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣﺧﺻوص ،ﻓﯾﻘﺎل ﻣﺛﻼ :
اﺻطﻠﺢ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ رﻣوز اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء ،أي اﺗﻔﻘوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻫذﻩ اﻟرﻣوز ﻫﻲ ﻣﺻطﻠﺣﺎت
3
أي ﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬﺎ "
واﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻫﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن طﺎﺋﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣﻌﯾن ،ﻓﺈذا
ﻛﺎن ﻫذا اﻷﻣر ﻫو ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻔظ ﻣﺎ ﻓﺈن ﻣوﺿوع اﻻﺗﻔﺎق ﻫو ﺗﺧﺻﯾص دﻻﻟﺔ ﻟﻔظ ﺑﻬذا
1
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ :ص .13
2
-ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،ط ،04ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2004 ،ص .520
3
-ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺷﮭﺎﺑﻲ :اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم واﻟﺣدﯾث ،دار ﺻﺎدر ،1995 ،ص .5
12
ب -اﺻطﻼﺣﺎ :
ﻟم ﺗذﻛر اﻟﻣﻌﺎﺟم وﻛﺗب اﻷواﺋل ﺗﻌرﯾﻔﺎ اﺻطﻼﺣﯾﺎ ﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ ،إﻻ اﻟﺷرﯾف اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ
اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﺑﻘوﻟﻪ " :ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺗﻔﺎق ﻗوم ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺷﻲء ﺑﺎﺳم ﻣﺎ ﯾﻧﻘل ﻋن
ﻣوﺿوع اﻷول ٕواﺧراج اﻟﻠﻔظ ﻣﻧﻪ وﻗﺑل اﻻﺻطﻼح اﺗﻔﺎق طﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻠﻔظ ﺑﺈزاء
اﻟﻣﻌﻧﻰ وﻗﺑل اﻻﺻطﻼح إﺧراج اﻟﺷﻲء ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻐوي أﺧر ﻟﺑﯾﺎن اﻟﻣراد وﻗﯾل
وﻗﺎل ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺷﯾﺑﺎﻧﻲ " :ﻟﻘد اﺗﻔق اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذﻩ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﻌﻧﻰ ﻣن
اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ...واﻻﺻطﻼح ﯾﺟﻌل – إذًا -ﻟﻸﻟﻔﺎظ ﻣدﻟوﻻت ﺟدﯾدة ﻏﯾر ﻣدﻟوﻻﺗﻬﺎ
وﺟود ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻛﺑﯾرة ﻛﺎﻧت أو ﺻﻐﯾرة ﺑﯾن ﻣدﻟوﻟﻪ اﻟﻠﻐوي وﻣدﻟوﻟﻪ اﻻﺻطﻼﺣﻲ ،ﻓﺎﻟﺳﯾﺎرة
ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ،واﻟﻘوم ﯾﺳﯾرون ،وﻫﻲ ﻓﻲ اﺻطﻼح اﻟﻔﻠﻛﯾن ،اﺳم ﻷﺣد اﻟﻛواﻛب
اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر ﺣول اﻟﺷﻣس ،وﻓﻲ اﻻﺻطﻼح اﻟﺣدﯾث ﻫﻲ " اﻷوﺗوﻣﺑﯾل ".2
واﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻧد اﺑن اﻟﻌرﺑﻲ ﻫو " :ﻛﻠﻣﺔ ﺗرﻣز إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ واﺣدة ﻟﻬﺎ ﻋدة
وﺟوﻩ ".3
- 1ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺳﯾن اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺣﻣد ﺑﺎﺳل ﻋﯾون اﻟﺳود ،ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ
ﺑﯾﺿون ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،2003 ،ص .32
- 2ﺣﺎﻣد ﺻﺎدق ﺗﺑﻧﻲ :ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﻣﺻطﻠﺢ ،ط ،01دار اﺑن اﻟﺟووزي ،اﻷردن ،2005 ،ص .125
- 3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ :ص .170
13
ﻓﺎﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻫو ﺳﯾد اﻟﻣوﻗف ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،وﻫو وﺣدة ﻣن وﺣدات ﻟﻐﺔ
اﻟﻌﻠم اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ إﺛﺑﺎت ﺣﺻﺎد اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺟرﯾب ،وﻫو أﯾﺿﺎ ﻟﺑﻧﺔ ﻣن ﻟﺑﻧﺎت ﻧﺳﯾﺞ
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛدﻩ ﻣﺣﻣد اﻟدﯾداوي ﺑﻘوﻟﻪ " :اﻻﺻطﻼح ﻓﻲ
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺳﺗﻧﺞ أن ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﺻطﻼح ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻌﻠوم وﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﺗﺗﻌﺎرف
أﻣﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﻧﻰ ) اﻟﻣﺻطﻠﺢ ( ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﺟم اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﻌﺟم اﻻﻧﺟﻠﯾزي ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﻛﻠﻣﺔ " "Termﺑﺄﻧﻬﺎ " ﻟﻔظ أو ﺗﻌﺑﯾر ذو ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺣدد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻻت أو
ﻣﻌﻧﻰ ﺧﺎص ﺑﻌﻠم أو ﻓن ،أو ﻣﻬﻧﺔ أو ﻣوﺿوع " ،2ﻓﺎﻟﻠﻐﺎت اﻷورﺑﯾﺔ ﺗﺿﻊ ﻟﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم
- 1ﻣﺣﻣد اﻟدﯾداوي ،اﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﺗﻌرﯾب ﺑﯾن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ واﻟﻠﻐﺔ اﻟﺣﺎﺳوﺑﯾﺔ ،ط ،01اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ،
اﻟﻣﻐرب ،2002 ،ص .275
- 2ﯾوﺳف وﻏﻠﯾﺳﻲ :إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ ااﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ،ط ،01اﻟدار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم ،ﺑﯾروت،
،2008ص .23 – 22
14
ﻛﻠﻣﺎت ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧطق واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣن طراز Termeاﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ و Termاﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ
اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ Terminuesوﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن ﻣﺻطﻠﺢ Termeﺑﺗﺣدﯾد ﻋﺎم ﻫو " ﻛل
وﺣدة ﻟﻐوﯾﺔ داﻟﺔ ﻣؤﻟﻔﺔ ﻣن ﻛﻠﻣﺔ ) ﻣﺻطﻠﺢ ﺑﺳﯾط ( أو ﻣن ﻛﻠﻣﺎت ﻣﺗﻌددة ) ﻣﺻطﻠﺢ
ﻣرﻛب ( وﺗﺳﻣﻰ ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﻣﺣددا ﺑﺷﻛل وﺣﯾد اﻟوﺟﻬﺔ داﺧل ﻣﯾدان ﻣﺎ ".1
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن " اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻐوﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ رﻛﻧﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ
ﻓﺻل داﻟﻬﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾري ﻋن ﻣدﻟوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺿﻣوﻧﻲ ،أو ﺣدﻫﺎ ﻋن ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ،أﺣدﻫﻣﺎ اﻟﺷﻛل
ﻟﻠﻣﺗﺻور اﻟذﻫﻧﻲ" ،2ﻓﺎﻟﻣﺻطﻠﺢ دﻟﯾل ﻟﺳﺎﻧﻲ ﯾﺗﺷﻛل ﻣن ﻟﻔظ وﻣﻔﻬوم ﯾﻘوم اﻷول ﺑﺗﺣدﯾد
اﻟﺛﺎﻧﻲ .
أﻗرت اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﻣﯾزة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻷدب وﻋﻠم اﻟﻧﻔس وﻗد ﯾﻛون ﻣن
اﻟﺻﻌب اﻟﻔﺻل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻷن " اﻟﻧﻔس ﺗﺻﻧﻊ اﻷدب وﻛذﻟك ﯾﺻﻧﻊ اﻷدب اﻟﻧﻔس )"( ...
واﻟﻧﻔس اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﻟﺗﺻﻧﻊ اﻷدب ﻫﻲ اﻟﻧﻔس اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻷدب ﻟﺗﺻﻧﻊ اﻟﺣﯾﺎة،
إﻧﻬﺎ داﺋرة ﻻ ﯾﻔﺗرق طرﻓﺎﻫﺎ إﻻ ﻟﻛﻲ ﯾﻠﺗﻘﯾﺎ ،وﻫﻣﺎ ﺣﯾن ﯾﻠﺗﻘﯾﺎن ﯾﺻﻧﻌﺎن ﺣول اﻟﺣﯾﺎة
1
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ :ص.24
2
-اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق :ص .27
15
إطﺎرا ،ﻓﯾﺻﻧﻌﺎن ﻟﻬﺎ ﺑذﻟك ﻣﻌﻧﻰ ،واﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﯾﻌرف ﻧﻔﺳﻪ إﻻ ﺣﯾن ﯾﻌرف ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻣﻌﻧﻰ،
وﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﯾﺳت ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺳﺗﻛﺷﻔﺎ ﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﺣدﯾث ،ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﻧذ أن
وأﻛد ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس أﻫﻣﯾﺔ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺧﺗزﻧﺔ ﻟدى اﻟﻣﺑدﻋﯾن واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
ﻋد
ﻣﻛوﻧﺎت أﻧﻔﺳﻬم ،وﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑدﻋون ﺑﻬﺎ أﻋﻣﺎﻟﻬم اﻷدﺑﯾﺔ ﻣﻧطﻠﻘﯾن ﻣن ّ
اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣؤﺛرات ﺧﺎﺻﺔ " ،وﻫو ﯾﺻدر ﻋن ﻗوى ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ".2
ﻓﺎﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ارﺗﺑط ﺑﻌﻠم اﻟﻧﻔس واﻟﺗﻘﻔوﻩ اﻟﻧﻘﺎد ووظﻔوﻩ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ﺑﺣﯾث أﻧﻪ أﺻﺑﺢ
ﻓﻬو اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟذي ﯾدرس ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺄﺧوذة ﻣن
ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻫﻲ ﻓﻲ ﺻﻣﯾم اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻠﻐوي اﻷدﺑﻲ وﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻬﺎ ﻧص ﻓﻲ أي ﻋﺻر وﻋﻠﻰ أي ﻣذﻫب وﻫﻲ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻧص ﻗوة وﺗﻌطﯾﻪ
ﺧﺻوﺻﯾﺔ ،ﺗﻛون ﻟﻪ ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن اﻟﺟﻣﺎل وﻋواﻣل اﻟﻧﺟﺎح وﻣن ﻫذا وﺟﺑت
1
-أﺣﻣد أﻣﯾن :اﻟﺑﺣث اﻷدﺑﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﻘﺎھرة ،ط .1992 ،07
2
-ﺟﺎن ﺑﯾﻠﻣﺎن ﻧوﯾل :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻷدب ،ﺗرﺟﻣﺔ ﺣﺳن اﻟﻣودن ،اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ ،ط .1997 ،01
16
ﻓﺎﻟﻧﺎﻗد ﻫﻧﺎ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻔن ،وﻗوام اﻟﻔن اﻟﺣﯾﺎة ،وﻗوام اﻟﺣﯾﺎة ﻧﻔس اﻟﻔﻧﺎن وﻣﺎ اﻧطﺑﻊ ﻓﻲ
ﻧﻔﺳﻪ ﻣن أﺛﺎر اﻟطﺑﯾﻌﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻣﻸﻫﺎ ﻋﺎطﻔﺔ وأﺛﺎرﻫﺎ ﺧﯾﺎﻻ ﺣﺗﻰ ﺑﺎﺗت اﻷﻟﻔﺎظ
وﺗﺄﺛﯾر.1
واﻟﺻور اﻟﻣﺷﺣوﻧﺔ ﻗوة ً ا
ارﺗﺑط اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﻌﻠم اﻟﻧﻔس ﺑﺻدور ﻣؤﻟﻔﺎت ) ﺳﯾﻐﻣوﻧد ﻓروﯾد (
ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺗﺄﺳﯾﺳﻪ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﺳﺗﻌﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺄﺳﯾس ﺑدراﺳﺔ ظواﻫر
اﻹﺑداع ﻓﻲ اﻷدب واﻟﻔن ﻛﺗﺟﻠﯾﺎت ﻟﻠظواﻫر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺗﺑر ﻣﺎ ﻗﺑل
" ﻓروﯾد" ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗؤﺳس ﻟﻣﻧﻬﺞ ﻧﻔﺳﻲ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر إرﻫﺎﻗﺎ
وﺗوطﺋﺔ ﻟﻪ.2
ﻓﻘد رأى ﻓروﯾد أن اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ﻣوﻗﻊ أﺛري ﻟﻪ دﻻﻟﺔ واﺳﻌﺔ وﻻ ﺑد ﻣن ﻛﺷف ﻏواﻣﺿﻪ
وأﺳ اررﻩ ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﯾﺑﻧﻲ واﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻊ رﻏﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ وﻣﺧﺎوﻓﻪ وﯾﻌﺑر
ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﺳﻠوك أو ﻟﻐﺔ أو ﺧﯾﺎل ،3وﯾرى أن " اﻟﻼﺷﻌور" أو "اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺎطن" ﻓﻬو
ﻣﺳﺗودع ﻟﻠرﻏﺑﺎت واﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎق ﺑﺷﻛل ﻣﺗواﺻل وﻟﻛن ﻻ
- 1ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺎج ﺣﺳن :اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ أﺛﺎر أﻋﻼﻣﮫ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ط ،01
1416ھـ1996-م ،ص .22
- 2ﺻﻼح ﻓﺿل ،ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،دار اﻷﻓﺎق اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة ،ط 1417 ،01ھـ ،ص .64
- 3ﻣﯾﺟﺎن اﻟروﯾﻠﻲ وﺳﻌد اﻟﺑﺎزﻋﻲ :دﻟﯾل اﻟﻧﺎﻗد اﻷدﺑﻲ ،ص .333
17
ﺗطﻔوا اﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺷﻌور إﻻ أذا ﺗوﻓرت ﻟﻬﺎ اﻟظروف اﻟﻣﺣﻔزة ﻟظﻬورﻫﺎ ﻓﺎﻷدب واﻟﻔن
وﻗد ﻛﺎن اﻫﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻷﻋﻼم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻧﺎﻓذة اﻟﺗﻲ ﯾطل ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻼﺷﻌور واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋن ذاﺗﻬﺎ ﻓﻛﺎن اﻟﺗﻧﺎظر ﺑﯾن اﻷﻋﻼم ﻣن
ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔن واﻷدب ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻐرﯾﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻔن ﻣظﻬ ار أﺧ ار ﻣن ﻣظﺎﻫر ﺗﺟﻠﻲ
اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺣدد ﻓروﯾد ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺣﻠم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷوﺻﺎف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻛﺛﯾف ،واﻹزاﺣﺔ واﻟرﻣز ﺛم أدرك أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم أﯾﺿﺎ طﺑﯾﻌﺔ
ﻓﺎﻟﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ واﻷدﺑﻲ ﻋﻧد " ﻓروﯾد " ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻻ ﺗﻛون
اﻟرﻏﺑﺔ رﻏﺑﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺣﻲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﯾن اﻹﺷﺑﺎع ﻋﺎﺋق ﻣﺎ :ﻛﺎﻟﺗﺣرﯾم اﻟدﯾﻧﻲ واﻟﺣظر
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻟﻬذا ﺗﻛون اﻟرﻏﺑﺔ ﺣﺳﯾﺔ ﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ اﻟﻼوﻋﻲ ﻣن ﻋﻘل اﻟﻔﻧﺎن
أو اﻷدﯾب ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺟد ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﺗﻧﻔﺳﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺻﯾﻎ ﻣﻌرﻓﺔ وأﻗﻧﻌﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺧﻔﻲ
طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.3
وﯾؤﻛد " ﻓروﯾد " ﻋﻠﻰ أن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ﺑﻛل اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ واﺿطراﺑﺎﺗﻬﺎ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ اﻟداﺧل
وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺳﻣﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ،ﻓﺈذا ﻋﺎﻧﻰ اﻟطﻔل ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﺣرﻣﺎن ﻓﻲ
1
-ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ص .65-64
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ :ﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ .
3
-ﻣﯾﺟﺎن اﻟروﯾﻠﻲ وﺳﻌد اﻟﺑﺎزﻋﻲ :دﻟﯾل اﻟﻧﺎﻗد اﻷدﺑﻲ ،ص .333
18
اﻟداﺧل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،ﻛﺎﻧت ﻫﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻷﻫم ﻣﻼﻣﺢ طرﯾﻘﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك وﻓﻲ
اﻟﺗﺻور ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫذا اﻹﻧﺳﺎن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻣﺑدﻋﺎ أو ﺷﺎﻋرا ،أﺻﺑﺢ ﻣﺣﻛوﻣﺎ ﺑﺟﻣﻠﺔ ﺗﺟﺎرﺑﻪ
اﻟطﻔوﻟﯾﺔ ﺗﻠك ،واﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻣن رﻣوز ﯾوظﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ اﻹﺑداﻋﻲ
وﻫذا ﯾدﻓﻊ " ﻓروﯾد " إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻼﺷﻌور ﻫو ﻣﺻدر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،واﻷﻋﻣﺎل
اﻹﺑداﻋﯾﺔ ﻫﻲ ﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻣﺣﺗوى ﻣﺳﺗودع اﻟﻼﺷﻌور ﻣن اﻟرﻏﺑﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷﺑﻌﺔ ) ﻋﺎدة ﻫﻲ
ﺑﻘﺎﯾﺎ ﻣن اﻟدواﻓﻊ واﻟﻐراﺋز اﻟطﻔوﻟﯾﺔ ( ﻓﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ أﻋراف وﻗواﻧﯾن
وﻗد ﻋﻣد " ﻓروﯾد " إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب ﯾﺳﺗﻣد ﻣﻧﻪ ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻣﻘوﻻﺗﻪ وﻣﺻطﻠﺣﺎﺗﻪ ﻓﻲ
اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﺳﻣﻲ ﺑﻌض ظواﻫر اﻟﻌﻘد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻣﺛﻼ ﺑﺄﺳﻣﺎء ﺷﺧﺻﯾﺎت أدﺑﯾﺔ ﻣﺛل
ﻋﻘدة " اودﯾب" و ﻋﻘدة " اﻟﻛﺗرا" وﻏﯾرﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﻟﺟﺄ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﺑﻌض اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ
اﻟﻧﻔﺳﻲ.2
وﻟﻌل " ﻓروﯾد " ﺑﺎﻟﻎ ﺣﯾﻧﻣﺎ وﺻف اﻷدﯾب ﺑﺄﻧﻪ ﻣرﯾض ﻧﻔﺳﯾﺎ ،وﻋﻣﻠﻪ ﯾﻌﻛس ﻋﻘدﻩ
اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ وأﻣراﺿﻪ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻫو ﻫﻧﺎ ﯾرﺟﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔإﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ
ﺳﯾﻛف ﻋن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ؟ وﻫل ﺳﯾﺗوﻗف اﻟﺗدﻓق اﻹﺑداﻋﻲ؟ وﻫل ﻛل اﻷدﺑﺎء ﺣﻘﺎ ﯾﻌﺎﻧون
أﻣراض ﻧﻔﺳﯾﺔ.1
وﻟذﻟك ظﻬر ﻋﻠم " ﻧﻔس اﻹﺑداع " ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ إذ ﯾﺟﻌل اﻟﺗﻔوق ﻓﻲ اﻹﺑداع
ﻧظﯾر ﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﺑﻘرﯾﺔ ﺛم ﯾﻘرن ﻫذﻩ اﻟﻌﺑﻘرﯾﺔ ﺑﻠون ﻣن أﻟوان اﻟﺟﻧون ﻓذروة اﻟﺗﻔوق ﻓﻲ
اﻹﺑداع ﺗوازي ذروة اﻟﺷذوذ ﻋن اﻟﻧﺳق اﻟﺳوي ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻻ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠم اﻹﺑداع ﻋﻠﻰ
واﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﺻﺣﺣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺗم إﺧﺿﺎع ﻣﺳودات اﻷﻋﻣﺎل
وﻟم ﺗﻠﺑث ﻣدارس ﻋﻠم اﻟﻧﻔس أن ﺗطورت وﻧﺷﺄت اﺗﺟﺎﻫﺎت أﺧرى ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺛرﻫﺎ اﻟﺑﺎﻟﻎ
ﻓﻲ اﻛﺗﺷﺎف ﺟواﻧب ﻏﯾر ﻓردﯾﺔ ﻟرﺑط اﻟﻌﺎﻟم اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﺎﻹﺑداع اﻷدﺑﻲ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻣدرﺳﺔ
"ﻛﺎرل ﯾوﻧﻎ " اﻟذي ﻧﻘل ﺑﺣﺛﻪ ﻣن اﻟﻼﺷﻌور اﻟﻔردي إﻟﻰ اﻟﻼﺷﻌور اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ.
ﻓﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظرﻩ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺣدود ﺗﺟرﺑﺗﻬﺎ اﻟﻔردﯾﺔ ﺑل ﺗﻣﺗد ﻟﺗﺳﺗوﻋب
اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣوﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘدم وأن ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺣﺗﻔظ ﻓﻲ ﻗ ارراﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻧﻣﺎذج واﻷﻧﻣﺎط اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﺻر ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻋﺑر اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
وﺗﻧﺗﻘل ﻋﻠﻰ ﺷﻛل رواﺳب ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣوروﺛﺔ ﻋن ﺗﺟﺎرب اﻷﺳﻼف ،وﺗدﺧل ﻫذﻩ اﻟﻧﻣﺎذج
1
-ﺻﺎﻟﺢ ھوﯾدي :اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،ﻗﺿﺎﯾﺎ وﻣﻧﺎھﺟﮫ ،ص .79
2
-ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ص .68
20
واﻷﻧﻣﺎط ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﺧﯾل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وطرﯾﻘﺔ اﻟﺷﻌور وﻓﻲ ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﯾم،
ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻓﻲ " ﯾوﻧﻎ " ﻣﻊ أﺳﺗﺎذﻩ " ﻓروﯾد " ﻓﻲ ﻓﻛرة اﻟﻼﺷﻌور ﻧﺟدﻩ ﯾرﻓض
ﻣﻐﺎﻻة أﺳﺗﺎذﻩ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻹﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ ﻧوع اﻟﻌﻘد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ٕواﻋطﺎﺋﻬﺎ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑرى
ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔﻧﺎن واﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﯾوﻧﻎ ﯾرى أن اﻟﻔﻧﺎن أﻫم ﺑﻛﺛﯾر ﺑل رﺑﻣﺎ ﻻ
ﯾﻣﻛن ﻣﻘﺎرﻧﺗﻪ ﺑﻣرﯾض اﻷﻋﺻﺎب ﻣﻣﺎ أﺗﺎح اﻟﻔرﺻﺔ ﻟظﻬور ﺗﺣﻠﯾل ﻧﻔﺳﻲ ﺟدﯾد ﻟﻸدب.2
ﻓﻘد ﺟﻧﺣت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻧﻘت ﻧظرﯾﺔ " ﯾوﻧﻎ " ﻓﻲ اﻟﻼﺷﻌور اﻟﺟﻣﻌﻲ ﻧﺣو ﺗﻘﺻﻲ
ﻣظﺎﻫر اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻓﻲ اﻷدب واﻟﻔن واﻷﺳﺎطﯾر واﻟﺻور اﻟﺷﻌرﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﻛﺳﻬﺎ إﺑداع ﻫؤﻻء اﻷدﺑﺎء واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻬم ﺑواﺳطﺔ ﺗﻠك اﻟرواﺳب اﻟﻣﻧﺣدرة إﻟﯾﻬم
ﻣن أﺳﻼﻓﻬم وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻬﻣﻬﺎ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺿوء ﻣﻌرﻓﺗﻬﺎ ﻟﻠﻧﻣﺎذج اﻷﺳطورﯾﺔ واﻟﺷﻌﺎﺋرﯾﺔ
ﻟﻸﻣم واﻟﺷﻌوب.3
وﻛﺎن ﻣن أﻫم اﻟﻧﻘﺎد اﻟذﯾن وظﻔوا ﻧظرﯾﺎت " ﯾوﻧﻎ " ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل
اﻷدب " ﻧورﺛوب ﻓراي " ﻓﻘد ﻋرض ﻓﻲ ﻛﺗﺎب " ﺗﺷرﯾﺢ اﻟﻧﻘد " ﻧظرﯾﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻔﺳﯾر
اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ " آدﻟر " اﻟرﻣزﯾﺔ وﻫﻲ ﻣدرﺳﺔ ﺗﻘﺎرن ﺑﯾن اﻷﺣﻼم واﻟرﻣوز ﺑﺷﻛل
ﺑﺎﻫر.1
وﻗد رﻓض " آدﻟر " ﺗﻔﺳﯾر أﺳﺗﺎذﻩ " ﻓروﯾد " ﻟﻺﺑداع ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﻘﻧﻌﺎ ﻋن ﻛﺑت ﺟﻧﺳﻲ
ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺑدع وﺿرﺑﺎ ﻣن ﺿروب اﻟﺗﻧﻔس ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗﻼؤم ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم وﺗﻔﺎدﯾﺎ
ﻓﻘد ﻛﺎن " آدﻟر " ﯾرى أن اﻟﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣرﻛﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟذات ﻫﻲ اﻟداﻓﻊ واﻟﯾﻧﺑوع اﻷﺻﯾل
ﻟﺣل اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،ﻷن ذات اﻹﻧﺳﺎن أﺻدق ﺑﻪ ﺟﻧﺳﻪ ،وﻗد طﺑق ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس ﻫذﻩ
اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ " آدﻟر " ﻓﺑﺎﺗوا ﯾراﺟﻌون ﻓﺻول ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓظﻬر ﻟﻬم أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ
طﻔوﻟﺗﻪ اﻟﻣﺑﻛرة أﻻﻣﺎ ﺷدﯾدة ﻣن ﻣرض " ﻟﯾن اﻟﻌظﺎم " اﻟﻣﻌوق ﻟﻠﺣرﻛﺔ وﻛﺎﻧت آﻻﻣﻪ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أﺷد ﻓﺄدرك أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺣرﻛﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﺟﻌﻠﻪ
ﻟﻘد أﺗﺎﺣت ﻧظرﯾﺔ " آدﻟر " اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠدارﺳﯾن واﻟﻧﻘﺎد اﻟذﯾن ﺗﺄﺛروا ﺑﻬﺎ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻋﻣل
اﻟﻣﺑدﻋﯾن وﻋﻘدﻫم وﻧواﻗﺻﻬم واﻟرﺑط ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن إﺑداﻋﻬم وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺿوء
1
-أﻧظر :اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .74
2
-أﻧظر :ﺻﻼح اﻟﮭوﯾدي ،اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،ﻗﺿﺎﯾﺎه وﻣﻧﺎھﺟﮫ ،ص .86
22
وﻛﺎﻧت ﻣدرﺳﺔ اﻟﺟﺎﺷﺗﺎﻟت أﺣد اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﻠورت ﻣﻼﻣﺢ ﻧظرﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن ﻣدرﺳﺔ
اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻔروﯾدي ،ﺣﯾن ﻗدﻣت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ طروﺣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺣدﺛت ﻧﻘﻠﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ﻣن ﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘوﻻت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف
ﻫذا اﻟﻘرن ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻘد اﻫﺗم ﺟﺎن ﺑﯾﺎﺟﯾﻪ أﺣد
ﻣؤﺳﺳﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﺑﻧﯾوي ﺑﻌﻠم ﻧﻔس اﻷطﻔﺎل وﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻛرار اﻟﻠﻐﺔ ﻟدﯾﻬم.2
ﺛم أﻋﻠن " ﻻﻛﺎن " اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﺣد رواد اﻟﻔﻛر اﻟﺑﻧﯾوي اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻠﻐﺔ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻷدب
ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺞ ﺷدﯾد اﻟﺗﻣﺎﺳك ،واﻋﺗﺑر أن اﻟﻼﺷﻌور ﻣﺑﻧﻲ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻟﻐوﯾﺔ وﺑذﻟك ﯾﻌﺗﺑر اﻷدب
أﻗرب اﻟﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﻠﻐوي ﺗﻣﺛﯾل ﻫذا اﻟﻼوﻋﻲ ﻓﺗﺻﺑﺢ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ اﻟﻣدﺧل اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﻧﻘد
اﻟﻧﻔﺳﻲ.3
ﺛم ظﻬرت ﻣﯾﺎدﯾن ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،وأﺧذت ﺗﻣﺗد ﻟﺗﺷﻣل دراﺳﺔ اﻟذاﻛرة وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻣﻠﻬﺎ
واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑوظﯾﻔﺗﻬﺎ ،وأﺻﺑﺣت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب
ﻓﺳﯾوﻟوﺟﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺑﺣث ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺦ ﺑوظﺎﺋﻔﻪ وﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﻌﻣﻠﻲ ﯾرﺗﺑط
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺎت ﻣﺧﺗﺎرة ﻻﺧﺗﯾﺎر ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟذﻛﺎء اﻻﺻطﻧﺎﻋﻲ ﻣن ﻓروع
ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ،وﻫذا اﻟﻔرع ذو أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ،
- 1أﻧظر :ﻋﺑد اﻟﺟواد اﻟﻣﺣﻣص :اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌر أﺑو اﻟوﻓﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣرس
اﻟوطﻧﻲ ،ﺗﺻدر ﻋن رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣرس اﻟوطﻧﻲ اﻟﺳﻌودي ،اﻟﺳﻧﺔ ،16اﻟﻌدد ،155ﺻﻔر 1419ھـ ،ص .80
- 2ﺳﻌد أﺑو اﻟرﺿﺎ :اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث أﺳﺳﮫ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ص .82
- 3اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق :ص .82
23
ﻷﻧﻬﺎ ذات ﻣؤﺷرات ﻋﻠﻣﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﻻ ﺗﺷرح ﻟﻧﺎ ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﺷﺎء اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ ﺑل ﺗﺷرح
وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﻠﺗﻬم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻟم ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺳل وﻟم ﺗﻌد ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﺷذوات اﻟﻣﺗﻔرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص ٕواﻧﻣﺎ أﺧذت ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﺗﺷرح ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻪ اﻟذﻫﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ واﻟﺣﺳﯾﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ وﻧوع ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻓﻬﻣﻪ
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻘدﻧﺎ اﻟﻘدﯾم )ﻧظرات( ﻧﻔﺳﯾﺔ ) ﻻ ﻧظرﯾﺎت ( ،ﻓﻘد أﺷﺎر إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻔزات ﻋﻠﻰ ﻗول اﻟﺷﻌر ،وروي أن ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ﺑن ﻣروان ﺳﺄل أرطﺄة ﺑن ﺳﻣﯾﺔ :
أﺗﻘول اﻟﺷﻌر اﻟﯾوم ? ﻗﺎل :واﷲ ﻣﺎ أطرب,وﻻ أﻏﺿب ,وﻻ أرﻏبٕ ,واﻧﻣﺎ ﯾﺟﻲء اﻟﺷﻌر
ﻋﻧد إﺣداﻫن ,وﻫدﻩ اﻟﺑواﻋث اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾر اﻟﺗوﺗرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ إﻟﻰ ﻗول اﻟﺷﻌر
,ﻧﺟدﻫﺎ ﻋﻧد ﻏﯾر ﺷﺎﻋر :ﻓدﻋﺑل ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺧزاﻋﻲ ﯾﻘول :ﻣن أراد اﻟﻣدﯾﺢ ﻓﺎﻟرﻏﺑﺔ
,وﻣن أراد اﻟﻬﺟﺎء ﻓﺎﻟﺑﻌﺿﺎء وﻣن أراد اﻟﺷﺑﯾب ﻓﺎﻟﺑﺷوق واﻟﻌﺷق وﻣن أراد اﻟﻣﻌﺎداة
ﻓﺎﻻﺳﺗﺑطﺎء ,وأﺑوﺗﻣﺎم ﯾوﺻﻲ ﺗﻠﻣﯾذﻩ اﻟﺑﺣﺗري ﺑﻘوﻟﻪ :اﺟﻌل ﺷﻬوﺗك ﻟﻘول اﻟﺷﻌر اﻟذرﯾﻌﺔ
1
-ﻧﻔﺳﮫ :ص .75
2
-ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ص 77-76
24
ﻓﺻﺣﯾﺢ ان اﻟﻘدﻣﺎء اﺛﺎروا إﺷﺎرات ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻻدﺑﻲ ﺑﯾد ان ﻣﺎ ﻗدﻣوﻩ ﻻ
وﻻ ﺷك أن اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻗد ﻟﻘﻲ رواﺟﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ
وﺗواﻟت اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣوﺿوﻋﻬﺎ دراﺳﺔ اﻷدب وﻓﻬﻣﻪ وﺗﺣﻠﯾل
ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻷدﺑﻲ ،أو ﻧﻘد اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ،وﻻ ﯾزال ﻫذا ﯾﺣﺿﻰ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم داﺧل أروﻗﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت وﺧﺎرﺟﻬﺎ وﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻘول اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟرﺑﯾﻌﻲ " :أﻧﻪ ﻟﯾس ﻛل ﻣﺎ
ﯾﻛﺗب ﺗﺣت راﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻪ ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺳﺗﺣق اﻻﻫﺗﻣﺎم وﻣن دراﺳﺎت اﻟﻣﺑﻛرة ﻓﻲ ﻫذا
-1ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ط ، 01دار اﻻﻓﺎق اﻟﻌرﺑﯾﺔ 1417 ،ھـ ،ص64
اﻟﻣﺟﺎل ﻣﺎ ﻧﺷرﻩ اﻷﺳﺗﺎذ " أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻲ " ﻋﺎم 1939م ،ﻓﻘد ﻧﺷر ﻓﺻﻼ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠد
اﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻷدب ﺑﻌﻧوان اﻟﺑﻼﻏﺔ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻟذي ﻻﺣظ
ﻓﯾﻪ وﺟود اﺗﺻﺎل وﺛﯾق ﺑﯾن ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،وﺣﯾن ﺑﺣث ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻼﻏﺔ
ﻋﻧد اﻟﺑﻼﻏﯾﯾن اﻟﻘداﻣﻰ وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾﻣﻬم أﺿرب اﻟﺧﺑر ﺑﻣراﻋﺎة ﺣﺎل اﻟﻣﺧﺎطب وﻻ
ﺷك أن ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻟواﺿﺢ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺗﺎذ " أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻲ " ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ
ﺛم ﯾﺄﺗﻲ دور اﻟدﻛﺗور " ﻣﺣﻣد ﺧﻠف اﷲ أﺣﻣد " اﻟذي ﺗﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ أﺑﺣﺎﺛﻪ
ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻷدب ،وﺗﻛوﻧت ﻟﻪ أﺛﻧﺎء ذﻟك وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺷرﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ
1
-أﻧور ﻣوﺳﻰ :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻷدﺑﻲ ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن1432 ،ھـ2011/م ،ص .183
25
ﻣن اﻟوﺟﻬﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﺣث اﻷدب وﻧﻘدﻩ وﻫو ﯾﺣﻣل طﺎﺑﻊ ﻧظرﯾﺎ وﺗﻛﻣن ﻗﯾﻣﺗﻪ إﻟﻰ ﺣد
ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﺷﺎراﺗﻪ اﻟﺗراﺛﯾﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻔﺳﯾر ﺑﻌض أراء ﻋﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﻛذﻟك ﯾﺣﻣل ﻛﺗﺎب ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ) ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻷدﺑﻲ ( طﺎﺑﻌﺎ ﻧظرﯾﺎ وﻟﻪ طﺎﺑﻊ وﺳط
وﻟم ﯾﻛد ﯾﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرون ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻟدﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣدرﺳﺔ ﻧﺷﺄت
وأﺻﺑﺢ ﻟﻬﺎ إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺗﻔرد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﺑداع أﺳﺳﻬﺎ ﻋﺎﻟم ﺟﻠﯾل ﻫو ﻣﺻطﻔﻰ
ﺳوﯾف اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻷﺳس اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻺﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر ﺧﺎﺻﺔ 1950ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﻧﻘطﺔ اﻻرﺗﻛﺎز اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﻲ إن ﺗﺷﺑﻌت ﺑﻌد ذﻟك ﻟدى ﺗﻼﻣﯾذﻩ،
ﻓﻛﺗﺑوا ﺑﺣوﺛﻬم ودراﺳﺎﺗﻬم اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻷﺟﻧﺎس اﻷدﺑﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻛﺗﺑت ﻣﺻري ﺧﺗورة
اﻷﺳس اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻺﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ وﻛﺗﺑﻪ أﯾﺿﺎ اﻷﺳس اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻺﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ
اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻘﺻﯾرة ،وﻫﻛذا ﺗﻛوﻧت ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧواة اﻟﻣدرﺳﺔ ﻟﻌﻠم ﻧﻔس اﻹﺑداع.1
ﻟﻛن ﻣﺎ ﯾﻠﻔت ﻧظرﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻧﺎﻗدﻧﺎ ﻟﻠظواﻫر اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻫو أن ﯾﻔﺗرض اﻟرﻣوز ﻓﻲ ﻛل
ﻗﺻﯾدة ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻓﯾﻬﺎ رﻣز ،ﺛم ﯾﻔﺳر ﻫذﻩ اﻟرﻣوز ﺗﻔﺳﯾ ار ﻓروﯾدﯾﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟرﻣوز
اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ رﻣوز اﻟﺻورة اﻟﺣوارﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة ﺛﺎﻧﯾﺔ رﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﺷﺎﻋر ﻋﺑد ﺑدوي ﺛم ﺗﺑﻠور
واﺗﺿﺢ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋن ) اﺑن اﻟروﻣﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣن ﺷﻌرﻩ ( وﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋن ) ﺷﻌراء ﻣﺻر
وﺑﯾﺋﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺟﯾل اﻟﻣﺎﺿﻲ ( ،وأﺑﻲ ﻧواس اﻟﺣﺳن ﺑن ﻫﺎﻧﻰء وﻣﺣﻣد اﻟﻧوﯾﻬﻲ ﻓﻲ
دراﺳﺗﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﯾﺔ أﺑﻲ ﻧواس ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻓرض ﻛذﻟك وﻫو أن أﺑﺎ ﻧواس
1
-ﺻﻼح اﻟﻔﺿل ،ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ص .103
26
ﻣﺻﺎب ﺑﻌﻘدة أودﯾب ﻣﺳﺗﻧدا ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺳﯾرﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ ،وﻣﺳﻠﻛﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﺗﺄوﯾل
ﺑﻌض ﻧﺻوص ﻣن ﺷﻌرﻩ.1
وﻟﻠدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﻧوﯾﻬﻲ ﻛﺗﺎب ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻧﺎﻗد اﻷدﺑﻲ وﺗﻧﺎول ﻓﯾﻪ ﺟواﻧب اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻧﺎﻗد ﻛﻲ ﯾﺣﺳن ﻓﻬم اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ واﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ،أﻣﺎ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺷﺎر
1951م ،ﻓﻼ ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺟﻪ ﻋن ﻛﺗﺎب اﻟﻌﻘﺎد ﻋن اﺑن اﻟروﻣﻲ ﻟﻛن اﻟﻧوﯾﻬﻲ ﯾﻌود
ﻓﯾطﻠﻌﻧﺎ 1953م ﺑﻛﺗﺎب أﺧر ﻋن ﻧﻔﺳﯾﺔ أﺑﻲ ﻧواس ﺣﺎول ﻓﯾﻪ ﺷرح ﺷﻌر اﻟﺷﺎﻋر ﻋﻠﻰ
1
-ﻋﺛﻣﺎن ﻣواﺿﻲ :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ واﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑﯾﺔ ،ج ،01ص .65
27
28
-1ﻧﺑذة ﻋن اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :
ﻣﺻري ،ﺗﻘﺎﺳم ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷدب ﻟﺳﻧﺔ
وﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﺑﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﺑزﯾﺎرات ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻗﺻﯾرة إﻟﻰ ﻛل ﻣن
اﻟﯾﻣن واﻷردن واﻟﻌراق ودوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة واﻟﻛوﯾت وﺗوﻧس وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ
واﻟﺑﺣرﯾن.3
ﺗوﻟﻰ ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻣﺎدة ﻛﻠﯾﺔ آداب ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣن 1980
ﻣﺗﻔرﻋﺎ ﺑﻘﺳم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ آداب ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ﺑﻌد
إﻟﻰ ، 1982وﻋﯾن أﺳﺗﺎذا ً
- 1اﻟﺑروﻓﯾﺳور ﻣوﻗﻊ ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ :ﺑــ 21ﻧﺳﺧﺔ ﻣﺣﻔوظﺔ ،ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ،واي ﺑﺎك ﻣﺷﯾن،
ﺳﺑﺗﻣﺑر 2017ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ.
- 2ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟﺎﺋزة ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌود اﻟﺑﺎﺑطﯾن ﻣوﻗﻊ ب ﻧﺳﺧﺔ ،ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :ﻟﻺﺑداع اﻟﺷﻌري واي ﺑﺎك
ﻣوﻗﻊ ﻣﺣﻔوظﺔ ﻣﺷﯾن.
- 3اﻷﺳﺗﺎذ :ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن اﻟﺷﻣس ﻣوﻗﻊ خ ح ج ث ث ب ،ﻧﺳﺧﺔ اﻟدﻛﺗور ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ،واي ﺑﺎك ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ
ﻣﺣﻔوظﺔ وﺻﻠﺔ ﻣﻛﺳورة ﻣﺷﯾن.
29
ﻋﻣل ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣدﯾراً ﻟﻠﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﺑوت ﺑﺄﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ
) (1965-1964وﻋﯾن أﻣﯾﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﻧﺔ ،1984ﺛم رﺋﯾﺳﺎ
ﻛﻣﺎ ﯾﻌد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل أﺣﺳن ﻣن طﺑق ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ إذ أﻧﻪ
ﻓﺳرﻫﺎ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻧﻔﺳﯾﺎ ،ورﺑﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن اﻷوﺿﺢ اﻹﺷﺎرةإﻟﻰ أن ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻟم
* ﻧﻘد
-اﻟﻔن واﻹﻧﺳﺎن.
30
* ﺷﻌر
* ﺗرﺟﻣﺔ
-ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷدب ) اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ،
. (2000
31
ﯾﻌد اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل واﺣدا ﻣن أﻫم ﻧﻘﺎدﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن اﻟذﯾن أﻏﻧوا ﻣﻛﺗﺑﺗﻧﺎ
ﺑدراﺳﺎت ﻧﻘدﯾﺔﻣﻬﻣﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻫو اﺗﺟﺎﻩ ﻣﻬدت ﻟﻪ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻣﺣدﺛﯾن ﻧذﻛر ﻣﻧﻬم أﻣﯾن اﻟﺧواﻟﻲ ،اﻟﻌﻘﺎد ،طﻪ ﺣﺳﯾن.1
ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟﻠﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل دور ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺗرﺳﯾﺦ اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺗﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ إذ
ﺗوﺟﻪ ﺑدراﺳﺗﻪ ﻧﺣو اﻷﺛر اﻷدﺑﻲ ﺑذاﺗﻪ ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗرﻛز ﻋن
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷدﯾب وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ " ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " واﻟذي
ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب ﻫو " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " ﻋﻧد ﺗﻌﻣق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻧوان ،ﻧﺟد أن اﻟﻧﺎﻗد
ﻗد ﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﺗﻘدﯾم ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻸدب وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل
اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﻛس اﻟﻌﻧوان أن اﻟﻧﺎﻗد ﻗد وﺟﻪ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠﻧص اﻷدﺑﻲ ﺑذاﺗﻪ وﻟﯾس
ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣؤﻟف وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻧﺎﻗد ﻗد ﻧﺣﻰ ﻣﻧﺣﺎ ﺟدﯾدا ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ
1
-ﻟطﯾﻔﺔ اﺑراھﯾم ﺑرھم :دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻧﻘد اﻟﻧﻘد ،ط ،01دار اﻟﯾﻧﺎﺑﯾﻊ ﻋن ﺳورﯾﺎ ،دﻣﺷق ،2009 ،ص .61
32
-2-2دراﺳﺔ واﺟﻬﺔ اﻟﻛﺗﺎب :
ﺟﺎءت واﺟﻬﺔ اﻟﻛﺗﺎب ﻋﺎدﯾﺔ وﻻ ﺗﺣﻣل أي ﺻورة وﻻ رﻣز ،ﻣﺎ ﻋدا وﺟود إطﺎر ﯾﺣﯾط
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ،ﺣﯾث ﻧﺟد اﺳم اﻟﻣؤﻟف ﻓﻲ اﻷﻋﻠﻰ ،ﺑﻌدﻫﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺄن
ﻓﺗﺢ ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻛﺗﺎﺑﻪ " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " ﺑﺎﻓﺗﺗﺎح ﻗﺎم ﻓﯾﻪ ﺑرﺻد
ﻣﺣﺎوﻻت ﻧﻘﺎد اﻟﻌرب اﻟﻘداﻣﻰ واﻟﻣﺗﺣدﺛﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺣﯾث ﺗﻧﺎول
ﻣﺛﻼ ﺟﻬود اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ﻗدﯾﻣﺎ وﻛل ﻣن ﻣﺣﻣد ﺧﻠف وأﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻲ ﺣدﯾﺛﺎ وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ذﻛر
أﺳﺑﺎب ﺗﺄﻟﯾﻔﻪ ﻟﻬذا اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﯾﻌد اﻣﺗدادا ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﺛم ﯾذﻛر ﻣﻧﻬﺟﻪ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ
اﻟدراﺳﺔ ،اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻠﯾل وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺑﯾﻧﻪ ﻟﻠﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺣﯾث
ﯾﻘول .... " :وﻣﻊ أﻧﻧﻲ ﻗد اﺳﺗﻔﯾدﻣن ﺣﻘﺎﺋق ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﺎم إﻻ أن أﺳس دراﺳﺗﻲ
ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻋرﺿت ﻛﺎﻧت داﺋﻣﺎ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﺣﻘﺎﺋق ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ".1
وﯾﻌود ﺳﺑب ﺗﺑﻧﻲ ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻟﻬذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ ﻛوﻧﻪ ﯾرى ﺑﺄن اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ﻧﺎﺑﻊ
ﻛﻣﺎ أﻛد اﻟﻧﺎﻗد ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷدب وﺑﯾن ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯨﺈﺛﺑﺎت ﻷﻧﻪ ﻟﯾس
ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻧﻛرﻫﺎ وﻛل ﻣﺎ ﺗدﻋو اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻪ ﻫو ﺑﯾﺎن اﻟﻌﻼﻗﺔ ذاﺗﻬﺎ وﺷرح ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ.2
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل : ،اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ط ،04دار ﻏرﯾب ،اﻟﻘﺎھرة ،ص .8
2
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ ،ص .5
33
ﺛم ﯾذﻛر ﻓﻲ ﺧﺗﺎم اﻻﻓﺗﺗﺎح ﺑﺄن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻛﺗﺎب ﻣزﻋﻣﺔ ﻣﻣﺎ
أدى ﺑﺎﻟﺑﻌض إﻟﯨﺈﻧﻛﺎرﻫﺎ ﻷﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺣب أن ﻧواﺟﻪ أﻧﻔﺳﻧﺎ ،وﻟﻛن اﻟذي ﯾﻬم ،ﻋز اﻟدﯾن
إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻫو اﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺎرئ ﺑﻬذا اﻟﺗﻔﺳﯾر أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدارﺳﯾن ﻓﻬو ﯾرى ﺑﺄﻧﻪ وﻗﻊ ﺑﯾن
أﯾدﯾﻬم ﻛﺗﺎﺑﺎ ﺳﯾﺳﺎﻋدﻫم ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺳﯾﺳﺎﻋدﻫم
ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻪ.1
ﯾرى ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺎب اﻷول واﻟذي ﻋﻧواﻧﻪ اﻟﺣﻛم واﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
إذ ﯾرى ﺑﺄن اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟم ﯾﻌودا ﻛﺎﻓﯾﯾن ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل ﺑل أﺻﺑﺣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ
إﻟﻰ ﻣﻧﻬﺞ أﺷﻣل ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻻﺗﺟﺎﻫﯾن وﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺛم ﺗطرق اﻟﻧﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل
اﻷول ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺎب إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺗﯾن ﻫﺎﻣﺗﯾن ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ واﻷﻋﻣﺎل
اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،إذ ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرى ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل
اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣﺎ دام ﻫذا اﻷدب ﻟم ﯾﺷﻬد ﻫذﻩ
1
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص .5
2
-ﻧﻔﺳﮫ :ص .8
34
إذ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧطﺑﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﺷﻛﺳﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻫﻣﻠت ،ﻓﻣظﺎﻫر
اﻟﺣﯾﺎة ﻻ ﺗﺗﻐﯾر وﻟﻛن اﻟزاوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻧظر ﻣﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﯾر ﻓﻘد ﯾﺗراءى ﻟﺷﻛﺳﺑﯾر
ﺟﺎﻧب ﻣﻧﻬﺎ وﯾﻛﺗﺷف ﻟﻔروﯾد ﺟﺎﻧب أﺧر ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺗﺑدو اﻟﺻورة أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ ﻟﻬذا ﻓﻼ ﺿﯾر
أن ﯾﻔﯾد ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻣﺗﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻓروﯾد ﻣن اﻟﺷﻌر وﺷﻛﺳﺑﯾر ﻣﺎ دام اﻟﻬدف ﻫو اﻟﻛﺷف
أﻣﺎ اﻟﺷق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻹﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻟدى
اﻟﻛﺗﺎب واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻓﻬو ﯾطرح ﺳؤاﻻ ﻫﺎﻣﺎ وﻫو أﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺑدع أن ﯾﻠم
ﻓﻬو ﯾرى ﺑﺄن ﻛﺑﺎر اﻟﻣﺑدﻋﯾن ﻟم ﯾﻧﺗظروا ذﯾوع ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﺑدﻋوا أﻋﻣﺎﻟﻬم
أﻣﺛﺎل ﺷﻛﺳﺑﯾر و دوﺳﺗو ﻓﯾﺳﻛﻲ ﻓﻘد أﺧرﺟوا أﻋﻣﺎﻟﻬم اﻟﻔﻧﯾﺔ دون أن ﺗﺗﺎح ﻟﻬم ﻓرﺻﺔ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻋﻧواﻧﻪ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻔﻧﺎن واﻟذي ﯾﻔﺗﺣﻪ ﺑﻘول ﻟﻠﺷرﻧوﺑﻲ: 2
1
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص .14
2
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص 19
35
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ أن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﺑﻌﯾدة وﺻﻌﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎل ،وﻛﻠﻣﺎ زاد ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻋﻧﻬﺎ ﻛﻠﻣﺎ
ﺣﺎول ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل أن ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘوﻟﺗﻲ اﻟﻌﺻﺎبواﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ ،ﻓﺄول ﺷﻲء ﺷﺧﺻت ﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻧﺎن ﻫﻲ
اﻟﻌﺻﺎب وﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﻛذﻟك ﻓﻌﻣﻠﻪ أﯾﺿﺎ ﻋﺻﺎﺑﻲ وﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟواﻗﻊ ارﺗﺑﺎطﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ. 1
وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺣول ﻋﺻﺎب اﻟﻔﻧﺎن ﯾﺗوﺻل ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ
ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻌﺻﺎب ﻻ ﯾﻔﺳر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداع ،ﻓﻬل ﺗﻔﺳرﻩ اﻟﻣﻘوﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﻧرﺟﺳﯾﺔ
ﻓﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻧﺎن ﻟذاﺗﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺟد ﻋﻣﻠﻪ ﻗﺑوﻻ ﻋﻧد اﻟﺟﻣﻬور ،ﺑﺄن ﯾﺑدع ﻋﻣﻼ ﻓﻧﯾﺎ ﻻ ﯾﺗم إﻻ
ﺑﻌد دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﺑﺎب ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻧﺎﻗد ،ﻗد ﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﯾﺔ اﻹﺑداع ﻣن
ﺧﻼل رﺻدﻩ ﻟﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﻣﺷﻛﻼت ) اﻟﻌﺻﺎب اﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ ( وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء
ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ أن اﻟﻧﺎﻗد ﻟم ﯾﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣﻠول ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم ﺑل ﺗرﻛﻬﺎ ﻣﻔﺗوﺣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﻘﯾت
ﻏﺎﻣﺿﺔ وﻣﺑﻬﻣﺔ.
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .20
2
--اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص .24
36
ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻌﻣل اﻟﺷﻌري وﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ :
ﯾﺣﺎول ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب "
اﻟذي ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻓﺻﻠﯾن ﻧظري وﺗطﺑﯾﻘﻲ ﺣﯾث ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ :اﻟﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟزﻣﺎﻧﻲ واﻟﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻗﺿﯾﺔ اﻟوزن وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﻌورﯾﺔ ،ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻورة اﻟﺷﻌرﯾﺔ ،اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺻورة اﻟﻣرﺋﯾﺔ واﻟﺣﺳﯾﺔ.
ﺛم ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟذي ﻋﻧواﻧﻪ " دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ " ﺣﯾث ﻗﺎم ﻓﯾﻪ ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻋﻠﻰ ﻧﻣﺎذج ﺷﻌرﯾﺔ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻋﺻور ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻓﻘد ﺗطرق اﻟﻧﺎﻗد إﻟﻰ ظﺎﻫرة اﻟوزن وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ واﻟﺷﻌورﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻲ ذﻫب إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺧﻠﯾل ﺑن أﺣﻣد اﻟﻔراﻫﯾدي أن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻷوزان ﺗﺗﻔق وﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺣزن وﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﺗﻔق وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻬﺟﺔ ،ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ،ﻻ ﯾﺻﺢ إﻻ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣن اﺳﺗﺧدم اﻟوزن ﻷول ﻣرة ،ﻓﻬذا اﻟﺷﺎﻋر ﻗد ﻧﺳق اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺣﯾﻧﺋذ ﺗﻧﺳﯾق ﻟم
ﯾﻛون ﻧﺎﺟز ﻣن ﻗﺑل ،وﻫذا اﻟﺑﻧﺎء ﺻورة ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﺎﻋر أي ﯾﻛون ﺗﺷﻛﯾل اﻟﺷﺎﻋر
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .51
37
ﺗﻔﺳﯾر اﻷدب اﻟﻣﺳرﺣﻲ ﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻧﻔﺳﻲ :
أراد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ أن ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﻗراءة ﻟﺑﻌض
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج
اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺳرﺣﯾﺔ " ﻫﺎﻣﻠت " ﻟﺷﻛﺳﺑﯾر وﻣﺳرﺣﯾﺔ " أﯾﺎم ﺑﻼ ﻧﻬﺎﯾﺔ " ﻟﯾوﺟﯾن
أوﻧﯾل Eugene Onilوﻛذا ﻣﺳرﺣﯾﺔ " ﺳر ﺷﻬرزاد " ﻷﺣﻣد ﺑﻛﺛﯾر ،وﻛﺎن ﯾﺑدأ ﻓﻲ
ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﻠﺧص ﻟﻠﻣﺳرﺣﯾﺔ ﺛم اﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻟﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل وأﺧﯾ ار اﻟﺗﻔﺳﯾر
ﻟﻬﺎ.
ﻓﻔﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻫﺎﻣﻠت ﻟﺷﻛﺳﺑﯾر ،ﯾرى أن ﻟﻐز ﻫﺎﻣﻠت وﺗواﻧﯾﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻷﺑﯾﻪ
ظل ﻏﺎﻣﺿﺎ وﻣﺣﯾ ار ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدارﺳﯾن ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور ﻋدة ﺗﻔﺳﯾرات ﻓﻬﻧﺎك ﻣن
أرﺟﻌﻪ إﻟﻰ ﺧﻠل ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ وﻫو رأي ذﻫب إﻟﯾﻪ ﻛل ﻣن " ﺷﻠﯾﻔل " و " ﻛوﻟردج" و
"ﺟوﺗﻪ" وذﻟك ﺑﺈرﺟﺎﺋﻬم ﺗردد ﻫﺎﻣﻠت ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم ﺑﺳﺑب إدﻣﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ،ﻓﻛﺛرة
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻟﯾﺳت ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺻﺣﺔ ﻷن أﺣداث اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﻋﻛس
ذﻟك ﻓﻬو ﻛﺎن داﺋم اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺣﻘﺎ وﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﺑل ﻛﺎن ﻣﻔرطﺎ وﻫو ﻣﺎ
ﺗوﺿﺣﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣواﻗف ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺣﺎوﻟﺗﻪ ﻗﺗل " ﺑوﻟﯾﻧوس " وﺳﯾرﻩ وراء اﻟﺷﺑﺢ
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .129-128
38
ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻠﯾل دون أن ﯾﺧﺷﻰ ﺷﯾﺋﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾؤﻛد أن ﻓﻛرة ﺗواﻧﻲ " ﻫﺎﻣﻠت " ﻓﻲ اﻷﺧذ
ﯾﺣﺎول اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺗﻘدﯾم ﺗﺣﻠﯾل ﻟﻠرواﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﺗطرق ﻟﻧﻣوذج ﻏرﺑﻲ وﻫو رواﯾﺔ " اﻷﺧوة ﻛﺎرﻣﺎزوف " ﻟ ـ "ﻓﯾدور
دﺳﺗو ﻓﯾﺳﻛﻲ " وأﺧر ﻋرﺑﻲ وﻫو رواﯾﺔ " اﻟﺳراب " ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ .
ﻓﻘد اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟرواﯾﺔ " اﻷﺧوة ﻛﺎرﻣﺎزوف " ﻋﻠﻰ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺣﯾﺛﯾﺎت ﺣﯾﺎة
وﺷﺧﺻﯾﺔ دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ ﯾرى ﺑﺄن ﻗﺻص دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ ،ﺻورة ﻣﻧﻪ ،وأي ﻣن ﻛﺎن ﯾﻌﺑر ﻋن
ﻛﻣﺎ أﺷﺎر ﺑﺄن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻟﻛﺎﺗب ،ﻗد ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻘد
واﻟﻣﺷﻛﻼت ﻓﻘد ﺗﻣﯾزت ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎﺳوﺷﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷذوذ اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻛل ﻫذﻩ
ﻣﻣﺎ وﻟد ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ ﻧزﻋﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن وﻫﻣﺎ اﻟﺳﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﺳوﺷﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﺣﻣل ﺻﻔﺎت ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻓﻬو اﻟﺷﺎﻋر واﻟرﺟل اﻟﻣرﯾض
1
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ ،ص .133
39
ﺑﺎﻟﻌﺻﺎب ،واﻟﻣﻔﻛر اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﺧطﺊ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﺣب وﯾﺗﻘدم ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ
وﻓﻲ ﺧﺗﺎم ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺗطرق اﻟﻧﺎﻗد إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل " ﻗﺻﺔ اﻟﺳراب " ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ ﻓﻲ ﻧوع
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻗد أرﺟﻊ اﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻫذا إﻟﻰ ﺳﺑﺑﯾن اﻷول ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻛون اﻟﻘﺻﺔ ،ﻫﻲ
ﻗﺻﺔ ﺗﺟﺳد واﻗﻌﺎ ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﻘﻼ ﺧﺻﺑﺎ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣن
ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻟﯾوﺿﺢ ﻧﻘطﺔ ﺑﺄن اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻫﻲ اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻣﺳﺗﻛﻔﯾﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ،وﻓﻲ
ﻏﻧﻰ ﻋن اﻟﺗﻔﺳﯾر ،ﺑل اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺳد ظﺎﻫرة ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺣورت ﻋن اﻟواﻗﻊ
ﻣﺻﺎﻏﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻟب ﻓﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﺳﺎﻋدت اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺷف ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻘﺻﺔ
اﻟﺳراب ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻗﺻﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ،إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﻧﻔﻲ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﻔﻧﯾﺔ وأن ﺗطﺑﯾق
ﻓﻘد ﺣﻠل اﻟﻧﺎﻗد ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻋﻘدة أورﺳت إذ ﯾرى ﺑﺄن ﻋﻘدة أودﯾب وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر
ﻛﺎﻓﯾﺔ ٕوان ﻛﺎن ﺗرﻛﯾزﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﻣﻧﺻﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣل ﺑطل اﻟﻘﺻﺔ وﻟم ﯾﻠﺟﺄ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ
ﻓﻘد رأى اﻟﻧﺎﻗد ﺑﺄن ﻋﻘدة أورﺳت ﻫﻲ اﻟﺣل اﻷﻣﺛل اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧواﺟﻪ ﺑﻪ ﻗﺻﺔ
اﻟﺳراب ،3ﻣﺳﺗﻧدا ﻓﻲ رأﯾﻪ ﻫذا إﻟﻰ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻛل ﻣن
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .223-222
2
-ﻋﻣر وﻋﯾﻼن :اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﻧﻘد اﻟﻧﻘد ،ص .144
3
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .251
40
أورﺳت وﻛﺎﻣل ﻓﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻣﻘﺗل أﻣﻪ ﻟﻠﺗﺣرر ﻣن ﺳﯾطرﺗﻬﺎ وﺗوﺟﯾﻪ ﺣﺑﻪ إﻟﻰ
ﺗوظﯾف اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " :
ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻧذﻛر :اﻟﻌﺻﺎب ،اﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ،
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ،اﻟﻼﺷﻌور ،اﻟﺳﺎدﯾﺔ ،اﻟﻌﻘدة اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،اﻟﺷذوذ اﻟﺟﻧﺳﻲ ،ﻋﻘدة أودﯾت.
اﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ :Narcissisme:
إﻧﻬﺎ اﻟﺣب اﻟﻣوﺟﻪ إﻟﻰ ﺻورة اﻟذات اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أﺳطورة ﻧرﺳﯾس اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ.1
ﯾطرح اﻟﻧﺎﻗد ﺳؤاﻻ ﻣﻔﺎدﻩ ﻫل ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻹﻓراط ﻓﻲ ﺣب اﻟذات ﻣﻔﺳر ﻟﻛوﻧﻪ ﻓﻧﺎﻧﺎ؟
ﺛم ﯾﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻔرﯾق " زاﺧس " ﺑﯾن اﻟﺷﺎﻋر وﺣﺎﻟم اﻟﯾﻘظﺔ ﺣﯾث ﯾرى ﺑﺄن اﻟﺣﺎﻟم ﯾﺟﻌل
ﻣن ﻧﻔﺳﻪ ﺑطﻼ داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺷﺎﻋر ﻻ ﯾﺻﻧﻊ ذﻟك ،ﻓﺎﻟﻔﻧﺎن ﯾﺿﺣﻲ ﺑﻧرﺟﺳﯾﺗﻪ ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل أن ﯾﺟد ﻋﻣﻠﻪ ﻗﺑوﻻ ﻋﻧد اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻠﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻧﺎن ﻟذاﺗﻪ ،ﺑﺄن ﯾﺑدع ﻋﻣﻼ ﻓﻧﯾﺎ ﻻ ﯾﺗم
-1ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧﺷو.ج.ﺑﺑوﻧﺗﺎﻟﯾس :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺗر :ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺣﺟﺎزي ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ،2002 ،ص .220
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .25
41
ﻟﯾﺗوﺻل اﻟﻧﺎﻗد ﻓﻲ ﺧﺗﺎم دراﺳﺗﻪ ﻟﻧرﺟﺳﯾﺗﻪ ﺑﺄن ﻧرﺟﺳﯾﺔ اﻟﻔﻧﺎن ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻧرﺟﺳﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟم
ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺗرك ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ رﺿﻰ اﻟﺟﻣﻬور ﻓﺎﻟﻔﻧﺎن ﻟﯾس ﻧرﺟﺳﯾﺎ اﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻣﺄﻟوف ﻓﺎﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ ﻣﻣﺣورة وﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻣﻠﻐﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺣﺎﻟم واﻟزﻋﯾم ،ﻟﯾﺻل ﻓﻲ
اﻷﺧﯾر ﺑﺄن اﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ ارر اﻟﻌﺻﺎب ﻻ ﺗﻔﺳر ﻟﻧﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،إذ ﻻ ﯾﻌد
اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺧدم اﻟﻬدف ﻟذا ﻓﺎﻟﺗﻘﺳﯾم اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﺎ زال ﻣﻔﺿﻼ ﺛم ﯾﻧﺗﻘل اﻟﻧﺎﻗد
ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ورﺑطﻬﺎ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻛﺎﻟﻌﺑﻘرﯾﺔ واﻟذﻛﺎء
ﻟﯾﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ أن ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداع ﻣﺎ ﯾزال ﺑﻌﯾدا وﺻﻌب اﻟﻣﻧﺎل.1
وﻣﻧﻪ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﻧﺎﻗد ﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﯾﺔ اﻹﺑداع ﻣن ﺧﻼل رﺻدﻩ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت
اﻟﻌﺻﺎب :Néurose:
إﻧﻪ إﺻﺎﺑﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄ ﺗﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻋراض ﺗﻌﺑﯾ ار رﻣزﯾﺎ ﻋن ﺻراع ﻧﻔﺳﻲ ﯾﺳﺗﻣد
وﯾظﻬر ذﻟك ﺟﻠﯾﺎ ﻋﻧد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﻓﺄول ﺷﻲء ﺗﺷﺧص ﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻧﺎن
1
أﻧﻪ ﻋﺻﺎﺑﻲ " "... " Neuratic
ﺟﯾﻣس " واﻟذي ﯾﻌد ﻣﺛﺎﻻ طﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدم اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ إذ ﻟم ﯾﻌد ﻋﺻﺎب اﻟﻔﻧﺎن،
ظﺎﻫرة ﺻرﻓﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق وﺑﺄن وﺟودﻩ ﻻ ﯾﻧﻘص ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ روﺣﯾﺎ
وﻣﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻓﻛرة أن ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺷﺧص وآﻻﻣﻪ ﻫﻲ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ
إﺑداﻋﻪ.
ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟﻌﺻﺎﺑﻲ ﯾﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﻣﺗﻌﺔ وﯾﻧزل ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻟﻸﻟم ﻛﻲ ﯾﺿﻣن ﻧوﻋﺎ أﺧر ﻣن اﻟﻘوة
أي اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ﻓﻲ اﻟﺳﺑﯾل إﻟﻰ اﻟوﺣﻲ أي اﻹﺑداع ﻓﻬذﻩ اﻟﻧﺷوة ﻫﻲ ﻣرض اﻟﺷﺎﻋر ودواءﻩ،
ﻓﺎﻹﺑداع ﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻺﺧﻔﺎف ﻋن اﻷﻟم واﻟﺗﻠذذ ﺑﻬﺎ ﻓﻠوﻻ اﻷﻟم ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟوﺣﻲ وﻟو ﻻ
اﻟوﺣﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻠذة وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺗﺄﻛد اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﻋﺻﺎب اﻟﻔﻧﺎن وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ
اﻹﺑداع.2
وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺣول ﻋﺻﺎب اﻟﻔﻧﺎن ﯾﺗوﺻل ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾﻺﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ
أن اﻟﻔﻧﺎن ﻛﺄي ﺷﺧص أﺧر ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ
ﻣﺟﻧون ﻓﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻔﻧﺎن ﻋﺻﺎﺑﯾﺎ ﻻ ﯾﻛون ﻟﻌﺻﺎﺑﻪ أي دﺧل ﻓﻲ ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .20
2
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص .24
43
اﻹﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻷﻧﻪ ﺣﯾن ﯾﺑدع ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﺔ واﻟﯾﻘظﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟواﻋﯾﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ
وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﺧﺗﺎم اﻟﻔﺻل اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﻗﺻﯾدة ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ رﯾﻔﯾﺔ
ﻟﻠﺷﺎﻋر " ﻋﺑدو ﺑدوي " ﻓﻲ ﺣوار ﺑﯾن اﻟرﯾﻔﻲ ﺣﻣدان وزوﺟﺗﻪ " ﺣﻣﯾدة "
ﻓﺎﻟﻘﺻﯾدة ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﺣوار ﺑﻌﯾد ﻛل اﻟﺑﻌد ﻋﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗد وﻫو ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ
اﻟﻧﺎﻗدة ﻟطﯾﻔﺔ اﺑراﻫﯾم ﻣن ﺧﻼل ﻗوﻟﻬﺎ " أﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻌﺑر اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻘﺻﯾدة وﺻورﻫﺎ ﻋن ﺗﺟرﺑﺔ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون ...إﻧﻪ اﺣﺗﻣﺎل وارد ﻓﻠﻣﺎذا ﻧظر اﻟﻧﺎﻗد
ﻋﻠﻰ اﻟﻧص اﻟﺷﻌري ﻣن زاوﯾﺔ ﺿﯾﻘﺔ ﺟدا وﻟم ﯾﺣﺎول رؤﯾﺗﻪ ﻣن زاوﯾﺔ أﺧرى.2
ﻧﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ أن ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻗد ﻏﺎﻟب ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻠﻘﺻﯾدة ،ﺣﯾث
ردﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻘدة اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧطﻠﻘت ﻣﻧﻬﺎ ٕواﻟﯾﻬﺎ اﻧﺗﻬت وﻟم ﯾﻔﺗرض ﺗﻔﺳﯾ ار أﺧر ،وﺑﻬذا
ﺣﻣل اﻟﻧص ﻣﺎﻟم ﯾﺣﺗﻣل ﻣن دﻻﻻت وﻫو ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗد وﻟﯾد ﻗﺻﺎب ﯾﻘول " :وﻗد
ﺑدا واﺿﺣﺎ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗد ﻣن ﻏﻠو وﺗﺳﻠط وﻣن اﻋﺗﺳﺎف ﻓﻲ اﻟﺗﺄوﯾل وﺗﺣﻣﯾل ﻟﻠﻧص
ﻓوق ﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻓﻛرة ﻣﺳﺑﻘﺔ ﯾﺧطﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗد وﯾرﯾدإﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ". 3
1
-ﻧﻔﺳﮫ :ص25
2
-ﻟطﯾﻔﺔ اﺑراھﯾم ﺑرھم :دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻧﻘد اﻟﻧﻘد ،ص .64
3
-وﻟﯾد ﻗﺻﺎب ،ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث رؤﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،01دار اﻟﻔﻛر2007 ،م ،ص .78
44
وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﺗﺣﻠﯾل ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻟﻠﻘﺻﯾدة ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻧﻘد ،وﻫو ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠﻘﺻﯾدة
إﻧﻬﺎ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن رﻏﺑﺎت اﻟﺣب واﻟﻌداء اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻌر ﺑﻬﺎ اﻟطﻔل ﺗﺟﺎﻩ واﻟدﯾﻪ ﺗظﻬر
أراد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل أن ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﻗراءة ﻟﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل آﻟﯾﺎت
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺳرﺣﯾﺔ
ﻓﻔﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ " ﻫﺎﻣﻠت " ﻟﺷﻛﺳﺑﯾر ﯾرى ﺑﺄن ﻟﻐز ﻫﺎﻣﻠت وﺗواﻧﯾﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻷﺑﯾﻪ
ﯾذﻫب إﻟﻰ أن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻫﺎﻣﻠت ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﻔﺳﻲ ﻗد ﻓﺷﻠت
1
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .290
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .195
45
ﺛم ﯾﺷرع ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺗﻔﺳﯾر أﺧر وﻫو ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗرﻛﯾزﻩ ﻋﻠﻰ
ﻋﻼﻗﺔ ﻫﺎﻣﻠت ﺑﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻓﯾرى ﺑﺄن ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺄﻣﻪ ﻋﻼﻗﺔ أدﺑﯾﺔ ﻓﻘد ﻋﺎش
ﻫﺎﻣﻠت ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن أي طﻔل ﺻﻐﯾر ﻣن ﻋﻘدة أودﯾب واﻟﺗﻲ ظﻠت ﻣﻛﺑوﺗﺔ ،إﻟﻰ أن ﻣﺎت
واﻟدﻩ ﻓﻌﺎدت ﻟﻠطﻬور وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾرﻓض اﻟﺟﻠوس ﺑﺟﺎﻧﺑﻬﺎ ﻋﻧد أداء اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ وﻓﺿل
اﻟﺟﻠوس ﺑﺟﺎﻧب " أوﻓﯾﻠﯾﺎ " ﻟﯾﺛﺑت ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ إذ ﻫﻲ اﺗﺧذت ﺣﺑﯾﺑﺎ أﺧر ﻓﻬو ﯾﺗﺧذ ﺣﺑﯾﺑﺔ
ﻏﯾرﻫﺎ.
ﻟﻧﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ أن ﻫﺎﻣﻠت ﻋﺎﻧﻰ ﻛﺛﯾ ار ﺑﺳﺑب اﻟﺻراع اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ
داﺧﻠﻪ ،ﻫذا اﻟﺻراع اﻟذي ﻛﺎن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺣدﻩ ﻣن أﺳد ﻟﻪ اﻟﺳﺗﺎر ﻋﻧد اﻟوﺻول
إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ،ﺛم ﯾﻧﺗﻘل اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾﻺﻟﻰ ﻧﻣوذج ﻣﺳرﺣﻲ أﺧر وﻫو ﻣﺳرﺣﯾﺔ
اﻟﻛﺎﺗب " ﯾوﺟﯾن أوﻧﯾل " " أﯾﺎم ﺑﻼ ﻧﻬﺎﯾﺔ " .
ﻓﻘد ﻓﺳر اﻟﻧﺎﻗد ﻫذﻩ اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣﺳﺗﻧدا إﻟﻰ أراء ﻛل ﻣن ﻓروﯾد وﯾوﻧﻎ ﺣول اﻟﻼﺷﻌور
اﻟﺟﻣﻌﻲ إذ ﯾرى ﺑﺄن ﻣﺷﻛﻠﺔ " ﺟون " ﻟم ﺗﻛن ﻣﺷﻛﻠﺗﻪ وﺣدﻩ ﺑل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺻر ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ
وﻛذا " ﻋﻘدة أودﯾب " ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺳر ﻟﻧﺎ ﻋودة " ﺟون " إﻟﻰ إﯾﻣﺎﻧﻪ اﻟﻘدﯾم اﻟذي ﻋرﻓﻪ
وﻫو ﺻﺑﻲ ،إن ﺣب ﺟون ﻷﺑﯾﻪ ﻛذﻟك وﻫو ﻓﺿل ﻻ ﯾﺿﻊ ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻷن ﻫذا اﻟﺣب
ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻣدا ﻣن ﻗوة اﻟرﻣز اﻟذي ﯾﻣﺛﻠﻪ اﻷب ﻋﻠﻰ ﺻدق ﺗﻠك اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣدﻫﺷﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻘول أن اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺎدة اﻟﻣوﺿوع ﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﺗﺣددﻩ ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ
ﺗﻠك اﻟرﻓﻌﺔ اﻟﺗﻲ أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ اﺻطﻼح ﻋﻘدة أودﯾب.
46
اﻟﻼﺷﻌور : " Un cousions " :
اﺳﺗدﻋﺎﺋﻪ إﻟﻰ ﺳطﺢ اﻟﺷﻌور إﻻ ﺑﺻﻌوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ إن ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﻟﻣرة ﺑواﺳطﺔ ﻣﺣﻠل ﻧﻔﺳﻲ
وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ) ...ﻓﻘد ﺷﻔﻲ ﻣن أزﻣﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل إﺗﺣﺎد ذاﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻧﻲ
وﺑﻬذا ﯾﻛون ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻗد ﺣﻠل ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺷﻬرﯾﺎر وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ
ﺳﺑﻘﺗﻪ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻼﺷﻌور ﺣﯾث رأى ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺳﺑب اﻟﻛﺎﻣن وراء ﻛل ﻣﺎ ﻣرت ﺑﻪ اﻟﺷﺧوص
ﻣن ﻣﺷﺎﻛل وأزﻣﺎت إﻻ أن إرﺟﺎع ﻛل اﻟظواﻫر إﻟﻰ اﻟﻼﺷﻌور اﻟﻣؤﻟف وﻻ ﺳﻠطﺔ ﻟﻪ
ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗد ﺷﺎﯾف ﻋﻛﺎﺷﺔ اﻟذي ﯾرى أن رد اﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﻼﺷﻌور ﯾﻬﻣل ﻣﯾزة اﻷدب ذاﺗﻪ إذ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ﻣﺟرد ﻛﻠﻣﺎت اﻧﺑﺛﻘت ﻣن ﻻ
1
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .288
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .195
3
-ﺷﺎﯾف ﻋﻛﺎﺷﺔ :اﺗﺟﺎھﺎت اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺻر ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1985 ،ص .165
47
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب : Sentiment de alpabill:
ﯾﺳﺗﺧدم ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺷﻛل ﻓﺿﻔﺎض ﻓﻬو ﻗد ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ
ﯾﺑدو ذﻟك واﺿﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺳرﺣﯾﺔ " ﺳر ﺷﻬرزاد "
ﻷﺣﻣد ﺑﺎﻛﺛﯾر.
وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ " :إن ﻛل اﻟﺻراع اﻟذي ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻧﻪ " ﺷﻬرﯾﺎر " راﺟﻊ اﻟﻰ اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟذﻧب ".2
وﺻول ﺷﻬر زاد إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺧطﺗﻬﺎ وﻫﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﯾواﺟﻪ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺗﻌرﯾﺿﻪ
ﻟﻠﻣوﻗف ﻣﺷﺑﻪ ﻟﻠذي واﺟﻬﻪ ﻣﻊ ﺑدور ،ﻓﯾﺧر ﺑﺎﻛﯾﺎ وﯾﻛﺗﺷف ﻣﺎ ارﺗﻛﺑﻪ ﻣن ﺧطﯾﺋﺔ وﯾﺷﻌر
ﺑﺎﻟذﻧب واﻟﻧدم وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ اﺻطﻠﺢ اﻟﻧﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ " ﺑﻌﻘدة ﺷﻬرزاد " .
وﻣﻧﻪ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌد اﻟﻧدم وﻓوات اﻷوان وﻫذا ﻣﺎ ﻋﺎﺷﻪ ﺷﻬرﯾﺎر.
ﺗﻛون ﺣول اﻟﺧﺻﺎء اﻟذي ﯾﺣﻣل اﻟﺟواب ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐز اﻟذي ﯾطرﺣﻪ اﻟﻔرق اﻟﺷراﺣﻲ ﻣﺎ
1
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .280
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .195
3
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .280
48
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ رﻏﺑﺔ دﺳﺗوﺳﻔﻛﻲ ﻓﻲ اﺣﺗﻼل ﻣﻛﺎن واﻟدﻩ ﻫذا اﻟﻔﻌل اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺧﺻﺎء ﻣن ﻗﺑل اﻟواﻟد ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﻘﻠﻊ ﻋن ﻫذﻩ اﻟرﻏﺑﺔ ﺧوﻓﺎ ﻣن اﻟﺧﺻﺎء وﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ذﻛورﺗﻪ ﻓﺗﺑﻘﻰ ﻫذﻩ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻻﺷﻌورﻩ ﻓﺗوﻟد ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ،واﻟﺗﻲ
ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت واﻟﻌﻘد ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻرع اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻧﺗﺎﺑﻪ
ﻓﻲ ﺻﻐرﻩ وﻛذا اﻟﺷذوذ اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل إﻟﻰ اﻟﻣﯾل اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻷﻧﺛوي .Bisexual
اﻟﺳﺎدﯾﺔ : Sadisme
1
" إﻧﻪ ﺷذوذ ﺟﻧﺳﻲ ﯾرﺗﺑط ﻓﯾﻪ اﻹﺷﺑﺎع ﺑﺎﻟﺗﻌذﯾب أو اﻹذﻻل اﻟذي ﯾﺻب ﻋﻠﻰ اﻷﺧر "
ﺣﺎول اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺗﻘدﯾم ﺗﺣﻠﯾل ﻟﻠرواﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﺗطرق ﻟﻧﻣوذج ﻏرﺑﻲ وﻫو رواﯾﺔ " اﻷﺧوة ﻛﺎرﻣﺎزوف" .
ﻓﻘد اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠرواﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺣﯾﺛﯾﺎت ﺣﯾﺎة وﺷﺧﺻﯾﺔ
دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﺧﻼل ﻗوﻟﻪ ... " :وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﺷﺧﺻﯾﺔ
ﺣﯾث ﯾرى اﻟﻧﺎﻗد أن دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ ﻋﺎﻧﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻘد واﻟﻣﺷﻛﻼت ﻓﻘد ﺗﻣﯾزت ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ
ﺑﺎﻟﺳﺎدﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻌود ﻣردﻫﺎ إﻟﻰ " ﻋﻘدة أودﯾت " وﻣوت واﻟدﻩ اﻟذي ﯾﺷﻛل ﻣﻧﻌرﺟﺎ
1
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .280
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .214
49
ﺧطﯾرا ،ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ واﻟذي ﻛﺎن اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ وراء ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ اﻟﻧوﺑﺎت اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻣوت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺎﺑﻬﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻫذﻩ اﻟﻧوﺑﺎت ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻘﺎب.
وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﺷﺧﺻﯾﺔ دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ وﻟدت ﻋﻧﻬﺎ ﻧزﻋﺔ اﻟﺳﺎدﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب.
ﻫو اﻧﺣراف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﺟﻧﺳﻲ واﻟذي ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺟﻣﺎع ﯾرﻣﻲ اﻟﻰ
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﻟﺑوﺷﺎ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺷﻬواﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ورﺛﻬﺎ ﻋن واﻟدﻩ وﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل
ورث اﻟﻌﻔﺔ ﻋن أﻣﻪ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻬﺎ ﺷدﯾدا وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾرﻓض ﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت
اﻟﺟﺎرﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﻔوﻩ ﺑﻬﺎ زﻣﻼﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬم ﯾﻧﻌﺗوﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺣﻣل ﺻﻔﺎت
أﻧﺛوﯾﺔ ﻓﻘد أﺣس " اﻟﯾوﺷﺎ" ﺑﻔراغ ﻛﺑﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻘداﻧﻪ ﻷﻣﻪ وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﻧﺟذب ﻟﻸب
" روﺳﯾﻣﺎ " اﻟذي رأى ﻓﯾﻪ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋن ﺣب واﻟدﺗﻪ وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺑﻛﻲ دﻣوﻋﺎ ﺣﺎرﻗﺔ
ﻋﻧد ﻣ وﺗﻪ ﻻ ﻟﻔﻘدﻩ ﻫو ٕواﻧﻣﺎ ﻟﻔﻘد أﻣﻪ ﻓﯾﻪ ،ﻛﺎن ﯾﺷﻌر اﺗﺟﺎﻫﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘت ﻷﻧﻪ ﻛﺎن اﻟﺳﺑب
- 1ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :و .ج ﺑوﻧﺗﺎرﯾس ،ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺗر :ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺟﺎزي ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
ﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ،2002 ،ص .288
- 2ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .237
50
وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﻓروﯾد اﺳﺗﺑﻌد "اﻟﯾوﺷﺎ" ﻣن ﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻗﺗل واﻟدﻩ وذﻟك ﺑﺳﺑب ﺷذوذﻩ
اﻟﺟﻧﺳﻲ.
ﺣﻠل اﻟﻧﺎﻗد ﻗﺻﺔ اﻟﺳراب ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ ﻓﻲ ﺿوء ﻋﻘدة أورﺳت ،إذ ﯾرى ﺑﺄن ﻋﻘدة
أودﯾب وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ،وأﻧﻪ ﻛﺎن ﺗرﻛﯾزﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﻣﻧﺻﺑﺎ ﻋﻠﻰ " ﻛﺎﻣل " ﺑطل
اﻟﻘﺻﺔ وﻟم ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﺣﯾﺛﯾﺎت ﺣﯾﺎة اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟرواﯾﺔ " اﻷﺧوة
ﻛﺎرﻣﺎزوف" ،ﻟدوﺳﺗﻔﺳﻛﻲ اﻟذي اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣؤﻟف ﺑﺷﻛل ﻣﻛﺛف ،ﻓﻘد رأى
اﻟﻧﺎﻗد ﺑﺄن ﻋﻘدة أورﺳت ﻫﻲ اﻟﺣل اﻷﻣﺛل اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧواﺟﻪ ﺑﻪ ﻗﺻﺔ اﻟﺳراب وﻫﻧﺎ
ﯾﺻﺢ ﻟﻧﺎ أن ﻧﻘول إن اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻛﺎﻣل ﻻ ﺗﻔﺳرﻩ ﻟﻧﺎ إﻻ ﻋﻘدة أورﺳت".1
ﻓﻘد رأى اﻟﻧﺎﻗد ﺑﺄن ﻋﻘدة أورﺳت ﻫﻲ اﻟﺣل اﻷﻣﺛل ﻣﺳﺗﻧدا ﻓﻲ رأﯾﻪ ﻫذا اﻟﻰ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ
اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻛل ﻣن أورﺳت وﻛﺎﻣل ﻓﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ
ﻣﻘﺗل أﻣﻪ ﻟﻠﺗﺣرر ﻣن ﺳﯾطرﺗﻬﺎ وﺗوﺟﯾﻪ ﺣﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﺑدل اﻟداﺧل.
ﻓﻛل اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛﺎن ﻷﻣﻪ دور ﻛﺑﯾر ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺣﺑﻪ ﻷﻣﻪ ﺟﻌﻠﻪ
ﯾﻔﺷل ﻣﻊ زوﺟﺗﻪ وﻋدم اﺳﺗطﺎﻋﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻏرﯾزﺗﻪ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻛوﻧﻪ ﯾﻌود
1
-ﻋز اﻟدﯾن اﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .251
51
52
ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أﻫﻣﻬﺎ :
اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﺗﺣت ﺑﺎب اﻹﺻﻼح واﻻﺻطﻼح وﯾوﺟد ﻣن ﻗﺎل طﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ أﻣر
ﻣﺧﺻوص.
واﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻫﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن طﺎﺋﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣﻌﯾن.
– 2أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح ﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﺗﺗﻌﺎرف اﻟطواﺋف
أن ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻬﺎ ﻧص ﻓﻲ أي ﻋﺻر وﻋﻠﻰ أي ﻣذﻫب وﻫﻲ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻧص ﻗوة وﺗﻌطﯾﻪ
ﺧﺻوﺻﯾﺔ.
– 4ﻧﺷﺄة اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺗﻌود إﻟﻰ ﺳﯾﻐﻣوﻧد ﻓروﯾد ،أن اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ﻣوﻗﻊ أﺛري ﻟﻪ
دﻻﻟﺔ واﺳﻌﺔ وﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻛﺷف ﻋن ﻏواﻣﺿﻪ وأﺳ اررﻩ ،ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﯾﺑﻧﻲ واﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ
أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن رﻏﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ وﻣﺧﺎوﻓﻪ وﯾﻌﺑر ﺑﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳﻠوك أو ﻟﻐﺔ وﯾرى أن اﻟﻼﺷﻌور
ﻣﺳﺗودع ﻟﻠرﻏﺑﺎت واﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﺑﺎﻷﻋﻣﺎق ﺑﺷﻛل ﻣﺗواﺻل ،وﯾؤﻛد ﻓروﯾد
ﻋﻠﻰ أن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ﺑﻛل اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ واﺿطراﺑﺎﺗﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺳﻣﺎت اﻟﺷﺧص
53
وﺑﺄن اﻟﻼﺷﻌور ﺑﻧظر ﻓروﯾد ﻫو ﻣﺻدر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،واﻷﻋﻣﺎل اﻹﺑداﻋﯾﺔ ﻫﻲ
وﻗد ﻋﻣد ﻓروﯾد إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب ﻟﯾﺳﺗﻣد ﻣﻧﻪ ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻣﺻطﻠﺣﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ
ﻓﺳﻣﻰ ﺑﻌض ظواﻫر اﻟﻌﻘد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﻣﺎء ﺷﺧﺻﯾﺎت أدﺑﯾﺔ ) ﻋﻘدة أودﯾت ،ﻋﻘدة
اﻟﻛﺗ ار (...
-اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻘﻲ رواﺟﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ وﺗواﻟت
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣوﺿوﻋﻬﺎ دراﺳﺔ اﻷدب وﻓﻬﻣﻪ وﺗﺣﻠﯾل ﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻷدﯾب أو ﻧﻘد اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ،وﻧﺟدﻩ ﻋﻧد ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب ﻣﻧﻬم :أﻣﯾن ﺧوﻟﻲ،
-ﻛﺗﺎب ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟذي ﻛﺎن ﻣﺣل دراﺳﺗﻧﺎ
اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺣﯾث ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﻪ دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ذﻛرﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻧﺑذة ﻋن اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن
إﺳﻣﺎﻋﯾل .
54
55
أ-ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر :
– 1ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ط ،04دار اﻟﻐرﯾب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
-1ﻣﺻطﻔﻰ طﺎﻫر اﻟﺣﯾﺎدة :ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻠﻐوي اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻧطرة ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻼت
ﺗﻌرﯾب اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻠﻐوي اﻟﻣﻌﺎﺻر ،اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻟث ،ط ،01ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث،
اﻷردﻧﻲ.2003 ،
ﻋﯾون اﻟﺳود ،ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺑﯾﺿون ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن،
.2003
-4ﺣﺎﻣد ﺻﺎدق ﻗﺗﯾﺑﻲ :ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﻣﺻطﻠﺢ ،ط ،01دار اﺑن
56
-5ﯾوﺳف وﻏﻠﯾﺳﻲ :اﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ،ط ،01
-6أﺣﻣد أﻣﯾن :اﻟﺑﺣث اﻷدﺑﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط .1992 ،07
-7ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺎج ﺣﺳن :اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ أﺛﺎر أﻋﻼﻣﻪ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت
-8ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،دار اﻷﻓﺎق اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط ،01
1417ه.
-11ﻋﺑد اﻟﺟواد اﻟﻣﺣﻣص :اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌر أﺑو
اﻟوﻓﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣرس اﻟوطﻧﻲ ،ﺗﺻدر ﻋن رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣرس اﻟوطﻧﻲ اﻟﺳﻌودي ،ﺳﻧﺔ 16
ﻋدد .155
-13أﻧور ﻣوﺳﻰ :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻷدﺑﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن،
1432ه2011/م.
57
-14ﻋﺛﻣﺎن ﻣواﻓﻲ :ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ واﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑﯾﺔ ،ج .01
-16وﻟﯾد ﻗﺻﺎب :ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث رؤﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،01دار اﻟﻔﻛر،
2007م
-17ﻋﻣر ﻋﯾﻼن :اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﻧﻘد اﻟﻧﻘد ،ط ، 01ﻣﻧﺷورات
-18ﻣﺣﻣد اﻟدﯾداوي :اﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﺗﻌرﯾب ﺑﯾن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ واﻟﻠﻐﺔ اﻟﺣﺎﺳوﺑﯾﺔ ،ط ،01
-19ﺟﺎن ﺑﯾﻠﻣﺎن ﻧوﯾل :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻷدب ،ﺗر :ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﺗرو ،ﻣﻧﺷورات
ﻣﺎدة)ص.ل.ح( م .8
58
-21ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟوﺳﯾط ،ط ،04ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺻر،
2004م.
-23اﻟﺑروﻓﺳور :ﻣوﻗﻊ ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ :ب 21ﻧﺳﺧﺔ ﻣﺣﻔوظﺔ ،ﻋز
اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :واي ﺑﺎك ﻣﺷﯾن ،ﺳﺑﺗﻣﺑر 2017ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ.
-24ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟﺎﺋزة ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌود اﻟﺑﺎﺑطﯾن ﻣوﻗﻊ ب ﻧﺳﺧﺔ ،ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :
ﻟﻺﺑداع اﻟﺷﻌري واي ﺑﺎك ﻣوﻗﻊ ﻣﺣﻔوظﺔ ﻣﺷﯾن.
59
60
ﻓﻬرس اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت :
واﻟﻣﺛل اﻟدﯾﻧﯾﺔ
61
ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ اﻧﺑﻧﺎء ﻛل اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أي
ﺗﻛوﯾﻧﻬﻣﺎ.
62
ﺑﺣد ذاﺗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺳﺑب ﺑﺎﻹزﻋﺎج ﺗﺟﺎﻩ ﻣطﺎﻟب
أﺧرى.
ﯾﺳﺗﺧدم ﯾوﻧﻎ ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻛﻣرادف ﻟﻌﻘدة Complexe d’Electre ﻋﻘد إﻟﻛﺗ ار
ﯾﺳﺗﻣد ﻓروﯾد ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘدة اﻻﺑوة Complexe paternel
اﻟﻣﺗﺟﺎذﺑﺔ ﻣﻊ اﻻب
وﺿﻊ ﻓروﯾد ﻫذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ رواﯾﺔ أﺳرﯾﺔ roman famillail
63
إﻧﻬﺎ ﻣطﻠب داﺧﻠﻲ اﻓﺗرض ﻓروﯾد وﺟودﻩ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ Besoin de punition
ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش و.ج.ب ﺑوﻧﺗﺎﻟﯾس :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ص ، 416ص ، 439ص ، 428ص357
،ص ، 300ص353
64
65
اﻟﻔﻬرس:
ﺗﺷﻛرات .
اﻫداء.
ﻣﻘدﻣﺔ 09-05..................................................................
-اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ 54-52...............................................................
-اﻟﻣﻼﺣق 64-60.............................................................
-اﻟﻔﻬرس 66-65.............................................................
66
وزارة اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ
ﺟﺎﻣﻌـﺔ أﻛﻠﻲ ﻣﺤﻨﺪ اوﻟﺤﺎج
Université akli mohand oulhadj اﻟﺒﻮﯾﺮة
Bouira
Faculté des lettres et des ﻛﻠﯿﺔ:اﻵداب واﻟﻠﻐﺎت
langues
ﻣﺬﻛﺮة
ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻠﯿﺴﺎﻧﺲ
وﺻﻒ اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ´´اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻸدب ´´
ﻟ ـ ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
1
ﻻ ﯾطﯾب اﻟﻠﯾل إﻻ ﺑﺷﻛرك وﻻ ﯾطﯾب اﻟﻧﮭﺎر إﻻ ﺑﻌطﺎﺋك وﻻ ﺗطﯾب
اﻟﻠﺣظﺎت إﻻ ﺑذﻛرك وﻻ ﺗطﯾب اﻵﺧرة إﻻ ﺑﻌﻔوك و ﻻ ﺗطﯾب إﻻ
ﺑرؤﯾﺗك .
إﻟﻰ ﻣن ﺑﻠﻎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ و أدى اﻷﻣﺎﻧﺔ و ﻧﺻﺢ اﻷﻣﺔ ﻧﺑﯾﻧﺎ ﻧور اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن
ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻛﻣﺎ ﯾطﯾب ﻟﻧﺎ أن ﻧﺗوﺟﮫ ﺑﺎﻟﺷﻛر
اﻟﺟزﯾل و ﻓﺎﺋق اﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻸﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف ´´ﻗﺎدة ﯾﻌﻘوب ´´ اﻟذي ﻛﺎن ﻟﻧﺎ
اﻟﺷرف ﻟﻧﺑﺣث ﺗﺣت إﺷراﻓﮫ وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺗﮫ وﻧﺻﺣﮫ وﺗوﺟﯾﮭﮫ ﻟﻧﺎ ﺑﺈﺗﻣﺎم
ھدا اﻟﺑﺣث و ﻛذﻟك ﻷﺳﺎﺗذة اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑوﯾرة و
إﻟﻰ ﺟل اﻷﺳﺎﺗذة اﻟﻠذﯾن وﻗﻔوا ﻣﻌﻧﺎ وﻗﻔت ﺗﺳﺗﺣق ﻣﻧﺎ إﻟﯾﮭم ھدا اﻟﺷﻛر
واﻟﺗﻘدﯾر و ﺑـ اﻷﺧص اﻷﺳﺗﺎذ ´´اﺣﻣد ﺣﯾدوش ´´اﻷﺳﺗﺎذ ´´ ﻗﺎرة ﺣﺳﯾن
´´ اﻷﺳﺗﺎذ ´´ﻋﺑد اﻟﺣق ﻛﻧﺎوي ´´ ﻛﻣﺎ ﻧﺗﻘدم ﺑﺟزﯾل اﻟﺷﻛر و اﻟﻌرﻓﺎن إﻟﻰ
ﻛل ﻣن أﺷﻌل ﺷﻣﻌﺔ ﻓﻲ درب ﻋﻣﻠﻧﺎ ﻣن ﻗرﯾب أو ﻣن ﺑﻌﯾد
2
اھدي ﺛﻣرة ﺟﮭدي إﻟﻰ ﻣن اﺣﻣل اﺳﻣﮫ ﺑﻛل ﻓﺧر ،ﯾﺎ ﻣن اﻓﺗﻘدك ﻣﻧد اﻟﺻﻐر ،ﯾﺎ ﻣن
ﯾرﺗﻌش ﻗﻠﺑﻲ ﻟذﻛرك ،ﯾﺎ ﻣن أودﻋﺗﻧﻲ أھدﯾك ھدا اﻟﺑﺣث أﺑﻲ اﻟﻐﺎﻟﻲ رﺣﻣﺔ ﷲ ﻋﻠﯾك
إﻟﻰ ﻣﻼك ﺣﯾﺎﺗﻲ إﻟﻰ ﻣن ﺳﻘﺗﻧﻲ ﻣﺣﺑﺔ وروﺗﻧﻲ ﻣودة إﻟﻰ ﻣن ﺳﮭرت اﻟﻠﯾﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻣن ﻛﺎن
دﻋﺎﺋﮭﺎ ﻣﻔﺗﺎح ﻧﺟﺎﺣﻲ و ﺣﻧﺎﻧﮭﺎ ﺑﻠﺳم ﺟراﺣﻲ إﻟﻰ ﻣن ﺣﺑﮭﺎ ﺧﺎﻟد ﻓﻲ ﻗﻠﺑﻲ إﻟﻰ آﺧر ﯾوم ﻓﻲ
ﻋﻣري أﻣﻲ اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ ´´ﻓﺎطﻣﺔ´´ أطﺎل ﷲ ﻓﻲ ﻋﻣرھﺎ .
إﻟﻰ ﻣن ﺣﺑﮭم ﯾﺟري ﻓﻲ ﻋروﻗﻲ أﺧواﺗﻲ و إﺧواﻧﻲ و أوﻻدھم و أزواﺟﮭم دون اﺳﺗﺛﻧﺎء .
3
اﻟﺣﻣد رﺑﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن و اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺗم اﻷﻧﺑﯾﺎء واﻟﻣرﺳﻠﯾن ﻣﺣﻣد
ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اھدي ھدا اﻟﻌﻣل:
إﻟﻰ زﻣﯾﻠﺗﻲ و رﻓﯾﻘﺔ درﺑﻲ أﺣﻼم اﻟﺗﻲ ﺳﺎھﻣﻧﺎ ﺳوﯾﺎ ﺑﺎﻧﺟﺎز ھدا اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗواﺿﻊ
إﻟﻰ ﻣن ﻛﺎﻧوا ﻟﻲ أوﻓﯾﺎء ...ﺟﻣﯾﻊ أﺣﺑﺎﺋﻲ و أﺻدﻗﺎﺋﻲ .
4
5
ﻟﻘد ظﻬرت ﻋدة ﻧظرﯾﺎت ﻏرﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻧطﻠق اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻣﺟﺎﻻت ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﻟﺣظ اﻷوﻓر ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ،وﺻل ﺻداﻫﺎ ﺣﺗﻰ إﻟﻰ اﻟوطن
اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻔﺿل اﻻﺣﺗﻛﺎك واﻟﻣﺟﺎرات ،وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻟﻣؤﺳﺳﻬﺎ
ﺳﯾﻐﻣوﻧد ﻓروﯾد راﺋد اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻟﻪ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺷﻐﻠﯾن ﺑﻌﻠم اﻟﻧﻔس واﻟطب
اﻟﻧﻔﺳﻲ.
وﻗد اﻧطﻠق ﻓروﯾد ﻣن دراﺳﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻛﺎﺋن اﻟﺑﺷري ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،واﻟﻛﺷف ﻋن
ﻣﯾوﻻت اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻋﺎﻟﻣﻪ اﻟداﺧﻠﻲ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻛﻣﺎ أﺳﻬم ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﺟذورﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ذﻟك أن اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣوﻗف اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ
ﻣﻣﺎﺛﻼ ﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻷﻓﻛﺎر واﻟﺗﺧﯾﻼت ٕواظﻬﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﺎﺿرة .
وظﻬر ذﻟك ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻣﺑدع أﺛﻧﺎء إﺑداﻋﺎﺗﻪ،
ﻓﺎﻟﻔﻧﺎن ﻟﻪ ﻣﻛﺑوﺗﺎت داﺧﻠﯾﺔ ﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗظﻬر ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض
اﻟﻌﻘد اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ وﯾظﻬر أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ أﺳﻠوﺑﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،وﻛﺎن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت
ﺧﺎﺻﺔ وﺻوﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﺎﻗد اﻟﻌرﺑﻲ واﻟذي أﺳﻘطﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ اﻷدﺑﻲ اﻟﻌرﺑﻲ.
6
وﻣن ﺑﯾن ﻧﻘﺎد اﻟﻌرب اﻟذﯾن ﺗﺄﺛروا ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،اﻟﻧﺎﻗد اﻟدﻛﺗور ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل
ﺑﻣﺎ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﺑﺣوث ودراﺳﺎت ﻟﻬذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣﯾث ﻛﺎن ﻟﻪ اﻟﺣظ اﻻوﻓر ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق
وﻟﻘد ﺗم اﺧﺗﯾﺎر أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻣؤﻟﻔﺎت وﻫو ﻛﺗﺎب " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " اﻟذي ﯾﺟﻣﻊ
ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﻐرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺣﺎول ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن
وﻣن ﺧﻼل اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻋﻧوان ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث وﻫو
وﺻف اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " ﻟﻌز دﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل،
ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي اﺗﺑﻌﻧﺎﻩ ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺑﺣﻛم أن اﻟﻣوﺿوع ﯾﻌﺗﻣد
-1ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺻطﻠﺢ
أ – ﻟﻐﺔ
ب -اﺻطﻼﺣﺎ.
7
-2ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ.
-1-2دراﺳﺔ اﻟﻌﻧوان.
8
وأﯾﺿﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ وظﻔﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل وﻗﻣﻧﺎ
ﺑﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ,ﺛم ﺧﺗﻣﻧﺎ ﻫذا ﺑﺧﺎﺗﻣﺔ ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
وﻗد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ :ﻛﺗﺎب
ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻟﺻﻼح ﻓﺿل ،وﻛﺗﺎب ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻷدﺑﻲ ...اﻟﺦ
-ﻗﻠﺔ اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻠل أﻋﻣﺎل اﻟﻧﺎﻗد " ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل " ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.
وﻗد ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع واﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧﺑﻪ وﻓﻲ اﻷﺧﯾر أﺣب
9
10
-1ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺻطﻠﺢ :
أ-ﻟﻐﺔ :ورد ﻓﻲ ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور أن " :اﻟﺻﻼح ﺿد اﻟﻔﺳﺎد واﻟﺻﻠﺢ :اﻟﺳﻠم،
اﺻﺎﻟﺣوا ".1
وﻗد اﺻطﻠﺣوا وﺻﻠﺣوا ،وﺗﺻﺎﻟﺣواّ ،
اﻟﻘول :زال ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﺧﻼف وﻋﻠﻰ اﻷﻣر ﺗﻌﺎرﻓوا ﻋﻠﯾﻪ واﺗﻔﻘوا .2" ...
3
اﺻﻠَﺣوا ﺑﻣﻌﻧﻰ واﺣد "
اﻟﺻﻠُْﺢ ﺗﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘومَ ،
وﻗﺎل اﻷزﻫري ﻓﻲ ﻣﺎدة ) ص .ل .ح( " ﱡ
- 1اﺑن ﻣﻧظور :ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ط ،04دار ﺻﺎدر ،ﺑﯾروت ،2005 ،ﻣﺎدة ) ص ل ح ( ﻣر ،8ص .267
- 2ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟوﺳﯾط ،ط ،04ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2004 ،ﻣﺎدة ) ص ل ح ( ،ص
.520
- 3ﻣﺻطﻔﻰ طﺎھر اﻟﺣﯾﺎدة :ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻠﻐوي اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻧظرة ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻼت ﺗﻌرﯾب اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻠﻐوي
اﻟﻣﻌﺎﺻر ،اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻟث ،ط ،01ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث ،اﻷردن ،2003 ،ص .12
11
اﺻﻠﺣﺎ ﻣﺷددة اﻟﺻﺎد ،ﻗﻠﺑوا اﻟﺗﺎء ﺻﺎدا وادﻏﻣوﻫﺎ
وﻧﺟد ﻋن اﻟزﺑﯾدي " :واﺻطﻠﺣﺎ ،و ﱠ
اﺻﻠﺣﺎ ﺑﺎﻟﺗﺎء ﺑدل اﻟطﺎء ﻛل ذﻟك ﺑﻣﻌﻧﻰ واﺣد ﺗﺣل ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق
وﺗﺻﺎﻟﺣﺎ ،ﱠ
ً ﻓﻲ اﻟﺻﺎد،
ﻫﻧﺎك ﻣن ﻋﺎﻟﺞ ﻫذﻩ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﺗﺣت ﺑﺎب اﻹﺻﻼح واﻻﺻطﻼﺣﺎت ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ﻧﺟد ﻓﯾﻪ " اﻻﺻطﻼح " ﻣﺻدر أﺻﻠﺢ واﺗﻔﺎق طﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء
وﻓﻲ ﻣﺳﺗدرك اﻟﺗﺎج ﻫو " اﺗﻔﺎق طﺎﺋﻔﺔ ﻣﺧﺻوﺻﺔ ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣﺧﺻوص ،ﻓﯾﻘﺎل ﻣﺛﻼ :
اﺻطﻠﺢ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ رﻣوز اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء ،أي اﺗﻔﻘوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻫذﻩ اﻟرﻣوز ﻫﻲ ﻣﺻطﻠﺣﺎت
3
أي ﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻬﺎ "
واﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻫﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن طﺎﺋﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣﻌﯾن ،ﻓﺈذا
ﻛﺎن ﻫذا اﻷﻣر ﻫو ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻔظ ﻣﺎ ﻓﺈن ﻣوﺿوع اﻻﺗﻔﺎق ﻫو ﺗﺧﺻﯾص دﻻﻟﺔ ﻟﻔظ ﺑﻬذا
1
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ :ص .13
2
-ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،ط ،04ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2004 ،ص .520
3
-ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺷﮭﺎﺑﻲ :اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم واﻟﺣدﯾث ،دار ﺻﺎدر ،1995 ،ص .5
12
ب -اﺻطﻼﺣﺎ :
ﻟم ﺗذﻛر اﻟﻣﻌﺎﺟم وﻛﺗب اﻷواﺋل ﺗﻌرﯾﻔﺎ اﺻطﻼﺣﯾﺎ ﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ ،إﻻ اﻟﺷرﯾف اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ
اﻟذي ﻋرﻓﻪ ﺑﻘوﻟﻪ " :ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺗﻔﺎق ﻗوم ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺷﻲء ﺑﺎﺳم ﻣﺎ ﯾﻧﻘل ﻋن
ﻣوﺿوع اﻷول ٕواﺧراج اﻟﻠﻔظ ﻣﻧﻪ وﻗﺑل اﻻﺻطﻼح اﺗﻔﺎق طﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﻠﻔظ ﺑﺈزاء
اﻟﻣﻌﻧﻰ وﻗﺑل اﻻﺻطﻼح إﺧراج اﻟﺷﻲء ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻐوي أﺧر ﻟﺑﯾﺎن اﻟﻣراد وﻗﯾل
وﻗﺎل ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺷﯾﺑﺎﻧﻲ " :ﻟﻘد اﺗﻔق اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذﻩ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﻌﻧﻰ ﻣن
اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ...واﻻﺻطﻼح ﯾﺟﻌل – إذًا -ﻟﻸﻟﻔﺎظ ﻣدﻟوﻻت ﺟدﯾدة ﻏﯾر ﻣدﻟوﻻﺗﻬﺎ
وﺟود ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻛﺑﯾرة ﻛﺎﻧت أو ﺻﻐﯾرة ﺑﯾن ﻣدﻟوﻟﻪ اﻟﻠﻐوي وﻣدﻟوﻟﻪ اﻻﺻطﻼﺣﻲ ،ﻓﺎﻟﺳﯾﺎرة
ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ،واﻟﻘوم ﯾﺳﯾرون ،وﻫﻲ ﻓﻲ اﺻطﻼح اﻟﻔﻠﻛﯾن ،اﺳم ﻷﺣد اﻟﻛواﻛب
اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر ﺣول اﻟﺷﻣس ،وﻓﻲ اﻻﺻطﻼح اﻟﺣدﯾث ﻫﻲ " اﻷوﺗوﻣﺑﯾل ".2
واﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻧد اﺑن اﻟﻌرﺑﻲ ﻫو " :ﻛﻠﻣﺔ ﺗرﻣز إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ واﺣدة ﻟﻬﺎ ﻋدة
وﺟوﻩ ".3
- 1ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺣﺳﯾن اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ :اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ،ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺣﻣد ﺑﺎﺳل ﻋﯾون اﻟﺳود ،ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ
ﺑﯾﺿون ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،2003 ،ص .32
- 2ﺣﺎﻣد ﺻﺎدق ﺗﺑﻧﻲ :ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﻣﺻطﻠﺢ ،ط ،01دار اﺑن اﻟﺟووزي ،اﻷردن ،2005 ،ص .125
- 3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ :ص .170
13
ﻓﺎﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻫو ﺳﯾد اﻟﻣوﻗف ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،وﻫو وﺣدة ﻣن وﺣدات ﻟﻐﺔ
اﻟﻌﻠم اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ إﺛﺑﺎت ﺣﺻﺎد اﻟﺑﺣث واﻟﺗﺟرﯾب ،وﻫو أﯾﺿﺎ ﻟﺑﻧﺔ ﻣن ﻟﺑﻧﺎت ﻧﺳﯾﺞ
اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛدﻩ ﻣﺣﻣد اﻟدﯾداوي ﺑﻘوﻟﻪ " :اﻻﺻطﻼح ﻓﻲ
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺳﺗﻧﺞ أن ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﺻطﻼح ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻌﻠوم وﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﺗﺗﻌﺎرف
أﻣﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﻧﻰ ) اﻟﻣﺻطﻠﺢ ( ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﺟم اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﻌﺟم اﻻﻧﺟﻠﯾزي ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﻛﻠﻣﺔ " "Termﺑﺄﻧﻬﺎ " ﻟﻔظ أو ﺗﻌﺑﯾر ذو ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺣدد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻻت أو
ﻣﻌﻧﻰ ﺧﺎص ﺑﻌﻠم أو ﻓن ،أو ﻣﻬﻧﺔ أو ﻣوﺿوع " ،2ﻓﺎﻟﻠﻐﺎت اﻷورﺑﯾﺔ ﺗﺿﻊ ﻟﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم
- 1ﻣﺣﻣد اﻟدﯾداوي ،اﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﺗﻌرﯾب ﺑﯾن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ واﻟﻠﻐﺔ اﻟﺣﺎﺳوﺑﯾﺔ ،ط ،01اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ،
اﻟﻣﻐرب ،2002 ،ص .275
- 2ﯾوﺳف وﻏﻠﯾﺳﻲ :إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ ااﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ،ط ،01اﻟدار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم ،ﺑﯾروت،
،2008ص .23 – 22
14
ﻛﻠﻣﺎت ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧطق واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣن طراز Termeاﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ و Termاﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ
اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ Terminuesوﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن ﻣﺻطﻠﺢ Termeﺑﺗﺣدﯾد ﻋﺎم ﻫو " ﻛل
وﺣدة ﻟﻐوﯾﺔ داﻟﺔ ﻣؤﻟﻔﺔ ﻣن ﻛﻠﻣﺔ ) ﻣﺻطﻠﺢ ﺑﺳﯾط ( أو ﻣن ﻛﻠﻣﺎت ﻣﺗﻌددة ) ﻣﺻطﻠﺢ
ﻣرﻛب ( وﺗﺳﻣﻰ ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﻣﺣددا ﺑﺷﻛل وﺣﯾد اﻟوﺟﻬﺔ داﺧل ﻣﯾدان ﻣﺎ ".1
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن " اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻐوﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ رﻛﻧﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻻ ﺳﺑﯾل إﻟﻰ
ﻓﺻل داﻟﻬﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾري ﻋن ﻣدﻟوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺿﻣوﻧﻲ ،أو ﺣدﻫﺎ ﻋن ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ،أﺣدﻫﻣﺎ اﻟﺷﻛل
ﻟﻠﻣﺗﺻور اﻟذﻫﻧﻲ" ،2ﻓﺎﻟﻣﺻطﻠﺢ دﻟﯾل ﻟﺳﺎﻧﻲ ﯾﺗﺷﻛل ﻣن ﻟﻔظ وﻣﻔﻬوم ﯾﻘوم اﻷول ﺑﺗﺣدﯾد
اﻟﺛﺎﻧﻲ .
أﻗرت اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﻣﯾزة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻷدب وﻋﻠم اﻟﻧﻔس وﻗد ﯾﻛون ﻣن
اﻟﺻﻌب اﻟﻔﺻل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻷن " اﻟﻧﻔس ﺗﺻﻧﻊ اﻷدب وﻛذﻟك ﯾﺻﻧﻊ اﻷدب اﻟﻧﻔس )"( ...
واﻟﻧﻔس اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻟﺣﯾﺎة ﻟﺗﺻﻧﻊ اﻷدب ﻫﻲ اﻟﻧﻔس اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻷدب ﻟﺗﺻﻧﻊ اﻟﺣﯾﺎة،
إﻧﻬﺎ داﺋرة ﻻ ﯾﻔﺗرق طرﻓﺎﻫﺎ إﻻ ﻟﻛﻲ ﯾﻠﺗﻘﯾﺎ ،وﻫﻣﺎ ﺣﯾن ﯾﻠﺗﻘﯾﺎن ﯾﺻﻧﻌﺎن ﺣول اﻟﺣﯾﺎة
1
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ :ص.24
2
-اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق :ص .27
15
إطﺎرا ،ﻓﯾﺻﻧﻌﺎن ﻟﻬﺎ ﺑذﻟك ﻣﻌﻧﻰ ،واﻹﻧﺳﺎن ﻻ ﯾﻌرف ﻧﻔﺳﻪ إﻻ ﺣﯾن ﯾﻌرف ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻣﻌﻧﻰ،
وﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻟﯾﺳت ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺳﺗﻛﺷﻔﺎ ﻟﻺﻧﺳﺎن اﻟﺣدﯾث ،ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﻧذ أن
وأﻛد ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس أﻫﻣﯾﺔ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺧﺗزﻧﺔ ﻟدى اﻟﻣﺑدﻋﯾن واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
ﻋد
ﻣﻛوﻧﺎت أﻧﻔﺳﻬم ،وﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑدﻋون ﺑﻬﺎ أﻋﻣﺎﻟﻬم اﻷدﺑﯾﺔ ﻣﻧطﻠﻘﯾن ﻣن ّ
اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣؤﺛرات ﺧﺎﺻﺔ " ،وﻫو ﯾﺻدر ﻋن ﻗوى ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ".2
ﻓﺎﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ارﺗﺑط ﺑﻌﻠم اﻟﻧﻔس واﻟﺗﻘﻔوﻩ اﻟﻧﻘﺎد ووظﻔوﻩ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ﺑﺣﯾث أﻧﻪ أﺻﺑﺢ
ﻓﻬو اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟذي ﯾدرس ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺄﺧوذة ﻣن
ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻫﻲ ﻓﻲ ﺻﻣﯾم اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻠﻐوي اﻷدﺑﻲ وﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻬﺎ ﻧص ﻓﻲ أي ﻋﺻر وﻋﻠﻰ أي ﻣذﻫب وﻫﻲ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻧص ﻗوة وﺗﻌطﯾﻪ
ﺧﺻوﺻﯾﺔ ،ﺗﻛون ﻟﻪ ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن اﻟﺟﻣﺎل وﻋواﻣل اﻟﻧﺟﺎح وﻣن ﻫذا وﺟﺑت
1
-أﺣﻣد أﻣﯾن :اﻟﺑﺣث اﻷدﺑﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﻘﺎھرة ،ط .1992 ،07
2
-ﺟﺎن ﺑﯾﻠﻣﺎن ﻧوﯾل :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻷدب ،ﺗرﺟﻣﺔ ﺣﺳن اﻟﻣودن ،اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ ،ط .1997 ،01
16
ﻓﺎﻟﻧﺎﻗد ﻫﻧﺎ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻔن ،وﻗوام اﻟﻔن اﻟﺣﯾﺎة ،وﻗوام اﻟﺣﯾﺎة ﻧﻔس اﻟﻔﻧﺎن وﻣﺎ اﻧطﺑﻊ ﻓﻲ
ﻧﻔﺳﻪ ﻣن أﺛﺎر اﻟطﺑﯾﻌﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻣﻸﻫﺎ ﻋﺎطﻔﺔ وأﺛﺎرﻫﺎ ﺧﯾﺎﻻ ﺣﺗﻰ ﺑﺎﺗت اﻷﻟﻔﺎظ
وﺗﺄﺛﯾر.1
واﻟﺻور اﻟﻣﺷﺣوﻧﺔ ﻗوة ً ا
ارﺗﺑط اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﻌﻠم اﻟﻧﻔس ﺑﺻدور ﻣؤﻟﻔﺎت ) ﺳﯾﻐﻣوﻧد ﻓروﯾد (
ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺗﺄﺳﯾﺳﻪ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﺳﺗﻌﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺄﺳﯾس ﺑدراﺳﺔ ظواﻫر
اﻹﺑداع ﻓﻲ اﻷدب واﻟﻔن ﻛﺗﺟﻠﯾﺎت ﻟﻠظواﻫر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺗﺑر ﻣﺎ ﻗﺑل
" ﻓروﯾد" ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗؤﺳس ﻟﻣﻧﻬﺞ ﻧﻔﺳﻲ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر إرﻫﺎﻗﺎ
وﺗوطﺋﺔ ﻟﻪ.2
ﻓﻘد رأى ﻓروﯾد أن اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ﻣوﻗﻊ أﺛري ﻟﻪ دﻻﻟﺔ واﺳﻌﺔ وﻻ ﺑد ﻣن ﻛﺷف ﻏواﻣﺿﻪ
وأﺳ اررﻩ ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﯾﺑﻧﻲ واﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻊ رﻏﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ وﻣﺧﺎوﻓﻪ وﯾﻌﺑر
ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﺳﻠوك أو ﻟﻐﺔ أو ﺧﯾﺎل ،3وﯾرى أن " اﻟﻼﺷﻌور" أو "اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺎطن" ﻓﻬو
ﻣﺳﺗودع ﻟﻠرﻏﺑﺎت واﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎق ﺑﺷﻛل ﻣﺗواﺻل وﻟﻛن ﻻ
- 1ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺎج ﺣﺳن :اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ أﺛﺎر أﻋﻼﻣﮫ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ط ،01
1416ھـ1996-م ،ص .22
- 2ﺻﻼح ﻓﺿل ،ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،دار اﻷﻓﺎق اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎھرة ،ط 1417 ،01ھـ ،ص .64
- 3ﻣﯾﺟﺎن اﻟروﯾﻠﻲ وﺳﻌد اﻟﺑﺎزﻋﻲ :دﻟﯾل اﻟﻧﺎﻗد اﻷدﺑﻲ ،ص .333
17
ﺗطﻔوا اﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺷﻌور إﻻ أذا ﺗوﻓرت ﻟﻬﺎ اﻟظروف اﻟﻣﺣﻔزة ﻟظﻬورﻫﺎ ﻓﺎﻷدب واﻟﻔن
وﻗد ﻛﺎن اﻫﺗﻣﺎم ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻷﻋﻼم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻧﺎﻓذة اﻟﺗﻲ ﯾطل ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻼﺷﻌور واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋن ذاﺗﻬﺎ ﻓﻛﺎن اﻟﺗﻧﺎظر ﺑﯾن اﻷﻋﻼم ﻣن
ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔن واﻷدب ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻐرﯾﺎ ﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻔن ﻣظﻬ ار أﺧ ار ﻣن ﻣظﺎﻫر ﺗﺟﻠﻲ
اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺣدد ﻓروﯾد ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺣﻠم ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷوﺻﺎف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻛﺛﯾف ،واﻹزاﺣﺔ واﻟرﻣز ﺛم أدرك أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم أﯾﺿﺎ طﺑﯾﻌﺔ
ﻓﺎﻟﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ واﻷدﺑﻲ ﻋﻧد " ﻓروﯾد " ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻻ ﺗﻛون
اﻟرﻏﺑﺔ رﻏﺑﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺣﻲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﯾن اﻹﺷﺑﺎع ﻋﺎﺋق ﻣﺎ :ﻛﺎﻟﺗﺣرﯾم اﻟدﯾﻧﻲ واﻟﺣظر
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻟﻬذا ﺗﻛون اﻟرﻏﺑﺔ ﺣﺳﯾﺔ ﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ اﻟﻼوﻋﻲ ﻣن ﻋﻘل اﻟﻔﻧﺎن
أو اﻷدﯾب ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺟد ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﺗﻧﻔﺳﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺻﯾﻎ ﻣﻌرﻓﺔ وأﻗﻧﻌﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺧﻔﻲ
طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.3
وﯾؤﻛد " ﻓروﯾد " ﻋﻠﻰ أن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ﺑﻛل اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ واﺿطراﺑﺎﺗﻬﺎ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ اﻟداﺧل
وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺳﻣﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ،ﻓﺈذا ﻋﺎﻧﻰ اﻟطﻔل ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﺣرﻣﺎن ﻓﻲ
1
-ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ص .65-64
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ :ﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ .
3
-ﻣﯾﺟﺎن اﻟروﯾﻠﻲ وﺳﻌد اﻟﺑﺎزﻋﻲ :دﻟﯾل اﻟﻧﺎﻗد اﻷدﺑﻲ ،ص .333
18
اﻟداﺧل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،ﻛﺎﻧت ﻫﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻷﻫم ﻣﻼﻣﺢ طرﯾﻘﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك وﻓﻲ
اﻟﺗﺻور ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫذا اﻹﻧﺳﺎن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻣﺑدﻋﺎ أو ﺷﺎﻋرا ،أﺻﺑﺢ ﻣﺣﻛوﻣﺎ ﺑﺟﻣﻠﺔ ﺗﺟﺎرﺑﻪ
اﻟطﻔوﻟﯾﺔ ﺗﻠك ،واﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻣن رﻣوز ﯾوظﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ اﻹﺑداﻋﻲ
وﻫذا ﯾدﻓﻊ " ﻓروﯾد " إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻼﺷﻌور ﻫو ﻣﺻدر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،واﻷﻋﻣﺎل
اﻹﺑداﻋﯾﺔ ﻫﻲ ﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻣﺣﺗوى ﻣﺳﺗودع اﻟﻼﺷﻌور ﻣن اﻟرﻏﺑﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷﺑﻌﺔ ) ﻋﺎدة ﻫﻲ
ﺑﻘﺎﯾﺎ ﻣن اﻟدواﻓﻊ واﻟﻐراﺋز اﻟطﻔوﻟﯾﺔ ( ﻓﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ أﻋراف وﻗواﻧﯾن
وﻗد ﻋﻣد " ﻓروﯾد " إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب ﯾﺳﺗﻣد ﻣﻧﻪ ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻣﻘوﻻﺗﻪ وﻣﺻطﻠﺣﺎﺗﻪ ﻓﻲ
اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﺳﻣﻲ ﺑﻌض ظواﻫر اﻟﻌﻘد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻣﺛﻼ ﺑﺄﺳﻣﺎء ﺷﺧﺻﯾﺎت أدﺑﯾﺔ ﻣﺛل
ﻋﻘدة " اودﯾب" و ﻋﻘدة " اﻟﻛﺗرا" وﻏﯾرﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﻟﺟﺄ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﺑﻌض اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ
اﻟﻧﻔﺳﻲ.2
وﻟﻌل " ﻓروﯾد " ﺑﺎﻟﻎ ﺣﯾﻧﻣﺎ وﺻف اﻷدﯾب ﺑﺄﻧﻪ ﻣرﯾض ﻧﻔﺳﯾﺎ ،وﻋﻣﻠﻪ ﯾﻌﻛس ﻋﻘدﻩ
اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ وأﻣراﺿﻪ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻫو ﻫﻧﺎ ﯾرﺟﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔإﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ
ﺳﯾﻛف ﻋن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ؟ وﻫل ﺳﯾﺗوﻗف اﻟﺗدﻓق اﻹﺑداﻋﻲ؟ وﻫل ﻛل اﻷدﺑﺎء ﺣﻘﺎ ﯾﻌﺎﻧون
أﻣراض ﻧﻔﺳﯾﺔ.1
وﻟذﻟك ظﻬر ﻋﻠم " ﻧﻔس اﻹﺑداع " ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ إذ ﯾﺟﻌل اﻟﺗﻔوق ﻓﻲ اﻹﺑداع
ﻧظﯾر ﻟﻧوع ﻣن اﻟﻌﺑﻘرﯾﺔ ﺛم ﯾﻘرن ﻫذﻩ اﻟﻌﺑﻘرﯾﺔ ﺑﻠون ﻣن أﻟوان اﻟﺟﻧون ﻓذروة اﻟﺗﻔوق ﻓﻲ
اﻹﺑداع ﺗوازي ذروة اﻟﺷذوذ ﻋن اﻟﻧﺳق اﻟﺳوي ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻻ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠم اﻹﺑداع ﻋﻠﻰ
واﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﺻﺣﺣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺗم إﺧﺿﺎع ﻣﺳودات اﻷﻋﻣﺎل
وﻟم ﺗﻠﺑث ﻣدارس ﻋﻠم اﻟﻧﻔس أن ﺗطورت وﻧﺷﺄت اﺗﺟﺎﻫﺎت أﺧرى ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺛرﻫﺎ اﻟﺑﺎﻟﻎ
ﻓﻲ اﻛﺗﺷﺎف ﺟواﻧب ﻏﯾر ﻓردﯾﺔ ﻟرﺑط اﻟﻌﺎﻟم اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﺎﻹﺑداع اﻷدﺑﻲ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻣدرﺳﺔ
"ﻛﺎرل ﯾوﻧﻎ " اﻟذي ﻧﻘل ﺑﺣﺛﻪ ﻣن اﻟﻼﺷﻌور اﻟﻔردي إﻟﻰ اﻟﻼﺷﻌور اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ.
ﻓﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظرﻩ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺣدود ﺗﺟرﺑﺗﻬﺎ اﻟﻔردﯾﺔ ﺑل ﺗﻣﺗد ﻟﺗﺳﺗوﻋب
اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣوﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘدم وأن ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺣﺗﻔظ ﻓﻲ ﻗ ارراﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻧﻣﺎذج واﻷﻧﻣﺎط اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﺻر ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻋﺑر اﻷﺟﯾﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
وﺗﻧﺗﻘل ﻋﻠﻰ ﺷﻛل رواﺳب ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣوروﺛﺔ ﻋن ﺗﺟﺎرب اﻷﺳﻼف ،وﺗدﺧل ﻫذﻩ اﻟﻧﻣﺎذج
1
-ﺻﺎﻟﺢ ھوﯾدي :اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،ﻗﺿﺎﯾﺎ وﻣﻧﺎھﺟﮫ ،ص .79
2
-ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ص .68
20
واﻷﻧﻣﺎط ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﺧﯾل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وطرﯾﻘﺔ اﻟﺷﻌور وﻓﻲ ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﯾم،
ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻓﻲ " ﯾوﻧﻎ " ﻣﻊ أﺳﺗﺎذﻩ " ﻓروﯾد " ﻓﻲ ﻓﻛرة اﻟﻼﺷﻌور ﻧﺟدﻩ ﯾرﻓض
ﻣﻐﺎﻻة أﺳﺗﺎذﻩ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻹﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ ﻧوع اﻟﻌﻘد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ٕواﻋطﺎﺋﻬﺎ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑرى
ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔﻧﺎن واﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﯾوﻧﻎ ﯾرى أن اﻟﻔﻧﺎن أﻫم ﺑﻛﺛﯾر ﺑل رﺑﻣﺎ ﻻ
ﯾﻣﻛن ﻣﻘﺎرﻧﺗﻪ ﺑﻣرﯾض اﻷﻋﺻﺎب ﻣﻣﺎ أﺗﺎح اﻟﻔرﺻﺔ ﻟظﻬور ﺗﺣﻠﯾل ﻧﻔﺳﻲ ﺟدﯾد ﻟﻸدب.2
ﻓﻘد ﺟﻧﺣت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻧﻘت ﻧظرﯾﺔ " ﯾوﻧﻎ " ﻓﻲ اﻟﻼﺷﻌور اﻟﺟﻣﻌﻲ ﻧﺣو ﺗﻘﺻﻲ
ﻣظﺎﻫر اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻓﻲ اﻷدب واﻟﻔن واﻷﺳﺎطﯾر واﻟﺻور اﻟﺷﻌرﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﻛﺳﻬﺎ إﺑداع ﻫؤﻻء اﻷدﺑﺎء واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻬم ﺑواﺳطﺔ ﺗﻠك اﻟرواﺳب اﻟﻣﻧﺣدرة إﻟﯾﻬم
ﻣن أﺳﻼﻓﻬم وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻬﻣﻬﺎ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺿوء ﻣﻌرﻓﺗﻬﺎ ﻟﻠﻧﻣﺎذج اﻷﺳطورﯾﺔ واﻟﺷﻌﺎﺋرﯾﺔ
ﻟﻸﻣم واﻟﺷﻌوب.3
وﻛﺎن ﻣن أﻫم اﻟﻧﻘﺎد اﻟذﯾن وظﻔوا ﻧظرﯾﺎت " ﯾوﻧﻎ " ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل
اﻷدب " ﻧورﺛوب ﻓراي " ﻓﻘد ﻋرض ﻓﻲ ﻛﺗﺎب " ﺗﺷرﯾﺢ اﻟﻧﻘد " ﻧظرﯾﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻔﺳﯾر
اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ " آدﻟر " اﻟرﻣزﯾﺔ وﻫﻲ ﻣدرﺳﺔ ﺗﻘﺎرن ﺑﯾن اﻷﺣﻼم واﻟرﻣوز ﺑﺷﻛل
ﺑﺎﻫر.1
وﻗد رﻓض " آدﻟر " ﺗﻔﺳﯾر أﺳﺗﺎذﻩ " ﻓروﯾد " ﻟﻺﺑداع ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻣﻘﻧﻌﺎ ﻋن ﻛﺑت ﺟﻧﺳﻲ
ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺑدع وﺿرﺑﺎ ﻣن ﺿروب اﻟﺗﻧﻔس ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗﻼؤم ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻟم وﺗﻔﺎدﯾﺎ
ﻓﻘد ﻛﺎن " آدﻟر " ﯾرى أن اﻟﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣرﻛﺔ ﻹﺛﺑﺎت اﻟذات ﻫﻲ اﻟداﻓﻊ واﻟﯾﻧﺑوع اﻷﺻﯾل
ﻟﺣل اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،ﻷن ذات اﻹﻧﺳﺎن أﺻدق ﺑﻪ ﺟﻧﺳﻪ ،وﻗد طﺑق ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس ﻫذﻩ
اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ " آدﻟر " ﻓﺑﺎﺗوا ﯾراﺟﻌون ﻓﺻول ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓظﻬر ﻟﻬم أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ
طﻔوﻟﺗﻪ اﻟﻣﺑﻛرة أﻻﻣﺎ ﺷدﯾدة ﻣن ﻣرض " ﻟﯾن اﻟﻌظﺎم " اﻟﻣﻌوق ﻟﻠﺣرﻛﺔ وﻛﺎﻧت آﻻﻣﻪ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أﺷد ﻓﺄدرك أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺣرﻛﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﺟﻌﻠﻪ
ﻟﻘد أﺗﺎﺣت ﻧظرﯾﺔ " آدﻟر " اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠدارﺳﯾن واﻟﻧﻘﺎد اﻟذﯾن ﺗﺄﺛروا ﺑﻬﺎ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻋﻣل
اﻟﻣﺑدﻋﯾن وﻋﻘدﻫم وﻧواﻗﺻﻬم واﻟرﺑط ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن إﺑداﻋﻬم وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺿوء
1
-أﻧظر :اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .74
2
-أﻧظر :ﺻﻼح اﻟﮭوﯾدي ،اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،ﻗﺿﺎﯾﺎه وﻣﻧﺎھﺟﮫ ،ص .86
22
وﻛﺎﻧت ﻣدرﺳﺔ اﻟﺟﺎﺷﺗﺎﻟت أﺣد اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﻠورت ﻣﻼﻣﺢ ﻧظرﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن ﻣدرﺳﺔ
اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻔروﯾدي ،ﺣﯾن ﻗدﻣت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ طروﺣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺣدﺛت ﻧﻘﻠﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ﻣن ﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘوﻻت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف
ﻫذا اﻟﻘرن ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻘد اﻫﺗم ﺟﺎن ﺑﯾﺎﺟﯾﻪ أﺣد
ﻣؤﺳﺳﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﺑﻧﯾوي ﺑﻌﻠم ﻧﻔس اﻷطﻔﺎل وﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻛرار اﻟﻠﻐﺔ ﻟدﯾﻬم.2
ﺛم أﻋﻠن " ﻻﻛﺎن " اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﺣد رواد اﻟﻔﻛر اﻟﺑﻧﯾوي اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻠﻐﺔ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻷدب
ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺞ ﺷدﯾد اﻟﺗﻣﺎﺳك ،واﻋﺗﺑر أن اﻟﻼﺷﻌور ﻣﺑﻧﻲ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻟﻐوﯾﺔ وﺑذﻟك ﯾﻌﺗﺑر اﻷدب
أﻗرب اﻟﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﻠﻐوي ﺗﻣﺛﯾل ﻫذا اﻟﻼوﻋﻲ ﻓﺗﺻﺑﺢ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ اﻟﻣدﺧل اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﻧﻘد
اﻟﻧﻔﺳﻲ.3
ﺛم ظﻬرت ﻣﯾﺎدﯾن ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،وأﺧذت ﺗﻣﺗد ﻟﺗﺷﻣل دراﺳﺔ اﻟذاﻛرة وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻣﻠﻬﺎ
واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑوظﯾﻔﺗﻬﺎ ،وأﺻﺑﺣت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب
ﻓﺳﯾوﻟوﺟﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺑﺣث ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺦ ﺑوظﺎﺋﻔﻪ وﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﻌﻣﻠﻲ ﯾرﺗﺑط
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺎت ﻣﺧﺗﺎرة ﻻﺧﺗﯾﺎر ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟذﻛﺎء اﻻﺻطﻧﺎﻋﻲ ﻣن ﻓروع
ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ،وﻫذا اﻟﻔرع ذو أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ،
- 1أﻧظر :ﻋﺑد اﻟﺟواد اﻟﻣﺣﻣص :اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌر أﺑو اﻟوﻓﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣرس
اﻟوطﻧﻲ ،ﺗﺻدر ﻋن رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣرس اﻟوطﻧﻲ اﻟﺳﻌودي ،اﻟﺳﻧﺔ ،16اﻟﻌدد ،155ﺻﻔر 1419ھـ ،ص .80
- 2ﺳﻌد أﺑو اﻟرﺿﺎ :اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث أﺳﺳﮫ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ص .82
- 3اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق :ص .82
23
ﻷﻧﻬﺎ ذات ﻣؤﺷرات ﻋﻠﻣﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﻻ ﺗﺷرح ﻟﻧﺎ ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﺷﺎء اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ ﺑل ﺗﺷرح
وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﻠﺗﻬم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻟم ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺳل وﻟم ﺗﻌد ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﺷذوات اﻟﻣﺗﻔرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص ٕواﻧﻣﺎ أﺧذت ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﺗﺷرح ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻪ اﻟذﻫﻧﯾﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ واﻟﺣﺳﯾﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ وﻧوع ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻓﻬﻣﻪ
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻘدﻧﺎ اﻟﻘدﯾم )ﻧظرات( ﻧﻔﺳﯾﺔ ) ﻻ ﻧظرﯾﺎت ( ،ﻓﻘد أﺷﺎر إﻟﻰ
اﻟﻣﺣﻔزات ﻋﻠﻰ ﻗول اﻟﺷﻌر ،وروي أن ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ﺑن ﻣروان ﺳﺄل أرطﺄة ﺑن ﺳﻣﯾﺔ :
أﺗﻘول اﻟﺷﻌر اﻟﯾوم ? ﻗﺎل :واﷲ ﻣﺎ أطرب,وﻻ أﻏﺿب ,وﻻ أرﻏبٕ ,واﻧﻣﺎ ﯾﺟﻲء اﻟﺷﻌر
ﻋﻧد إﺣداﻫن ,وﻫدﻩ اﻟﺑواﻋث اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾر اﻟﺗوﺗرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ إﻟﻰ ﻗول اﻟﺷﻌر
,ﻧﺟدﻫﺎ ﻋﻧد ﻏﯾر ﺷﺎﻋر :ﻓدﻋﺑل ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺧزاﻋﻲ ﯾﻘول :ﻣن أراد اﻟﻣدﯾﺢ ﻓﺎﻟرﻏﺑﺔ
,وﻣن أراد اﻟﻬﺟﺎء ﻓﺎﻟﺑﻌﺿﺎء وﻣن أراد اﻟﺷﺑﯾب ﻓﺎﻟﺑﺷوق واﻟﻌﺷق وﻣن أراد اﻟﻣﻌﺎداة
ﻓﺎﻻﺳﺗﺑطﺎء ,وأﺑوﺗﻣﺎم ﯾوﺻﻲ ﺗﻠﻣﯾذﻩ اﻟﺑﺣﺗري ﺑﻘوﻟﻪ :اﺟﻌل ﺷﻬوﺗك ﻟﻘول اﻟﺷﻌر اﻟذرﯾﻌﺔ
1
-ﻧﻔﺳﮫ :ص .75
2
-ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ص 77-76
24
ﻓﺻﺣﯾﺢ ان اﻟﻘدﻣﺎء اﺛﺎروا إﺷﺎرات ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻻدﺑﻲ ﺑﯾد ان ﻣﺎ ﻗدﻣوﻩ ﻻ
وﻻ ﺷك أن اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻗد ﻟﻘﻲ رواﺟﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ
وﺗواﻟت اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣوﺿوﻋﻬﺎ دراﺳﺔ اﻷدب وﻓﻬﻣﻪ وﺗﺣﻠﯾل
ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻷدﺑﻲ ،أو ﻧﻘد اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ،وﻻ ﯾزال ﻫذا ﯾﺣﺿﻰ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم داﺧل أروﻗﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت وﺧﺎرﺟﻬﺎ وﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻘول اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟرﺑﯾﻌﻲ " :أﻧﻪ ﻟﯾس ﻛل ﻣﺎ
ﯾﻛﺗب ﺗﺣت راﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻪ ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺳﺗﺣق اﻻﻫﺗﻣﺎم وﻣن دراﺳﺎت اﻟﻣﺑﻛرة ﻓﻲ ﻫذا
-1ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ط ، 01دار اﻻﻓﺎق اﻟﻌرﺑﯾﺔ 1417 ،ھـ ،ص64
اﻟﻣﺟﺎل ﻣﺎ ﻧﺷرﻩ اﻷﺳﺗﺎذ " أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻲ " ﻋﺎم 1939م ،ﻓﻘد ﻧﺷر ﻓﺻﻼ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠد
اﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻷدب ﺑﻌﻧوان اﻟﺑﻼﻏﺔ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻟذي ﻻﺣظ
ﻓﯾﻪ وﺟود اﺗﺻﺎل وﺛﯾق ﺑﯾن ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،وﺣﯾن ﺑﺣث ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﺑﻼﻏﺔ
ﻋﻧد اﻟﺑﻼﻏﯾﯾن اﻟﻘداﻣﻰ وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾﻣﻬم أﺿرب اﻟﺧﺑر ﺑﻣراﻋﺎة ﺣﺎل اﻟﻣﺧﺎطب وﻻ
ﺷك أن ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻟواﺿﺢ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺗﺎذ " أﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻲ " ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ
ﺛم ﯾﺄﺗﻲ دور اﻟدﻛﺗور " ﻣﺣﻣد ﺧﻠف اﷲ أﺣﻣد " اﻟذي ﺗﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ أﺑﺣﺎﺛﻪ
ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻋﻠم اﻟﻧﻔس واﻷدب ،وﺗﻛوﻧت ﻟﻪ أﺛﻧﺎء ذﻟك وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺷرﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ
1
-أﻧور ﻣوﺳﻰ :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻷدﺑﻲ ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن1432 ،ھـ2011/م ،ص .183
25
ﻣن اﻟوﺟﻬﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﺣث اﻷدب وﻧﻘدﻩ وﻫو ﯾﺣﻣل طﺎﺑﻊ ﻧظرﯾﺎ وﺗﻛﻣن ﻗﯾﻣﺗﻪ إﻟﻰ ﺣد
ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﺷﺎراﺗﻪ اﻟﺗراﺛﯾﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻔﺳﯾر ﺑﻌض أراء ﻋﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﻛذﻟك ﯾﺣﻣل ﻛﺗﺎب ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ) ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻷدﺑﻲ ( طﺎﺑﻌﺎ ﻧظرﯾﺎ وﻟﻪ طﺎﺑﻊ وﺳط
وﻟم ﯾﻛد ﯾﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرون ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻟدﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣدرﺳﺔ ﻧﺷﺄت
وأﺻﺑﺢ ﻟﻬﺎ إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺗﻔرد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﺑداع أﺳﺳﻬﺎ ﻋﺎﻟم ﺟﻠﯾل ﻫو ﻣﺻطﻔﻰ
ﺳوﯾف اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻷﺳس اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻺﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر ﺧﺎﺻﺔ 1950ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﻧﻘطﺔ اﻻرﺗﻛﺎز اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﻲ إن ﺗﺷﺑﻌت ﺑﻌد ذﻟك ﻟدى ﺗﻼﻣﯾذﻩ،
ﻓﻛﺗﺑوا ﺑﺣوﺛﻬم ودراﺳﺎﺗﻬم اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻷﺟﻧﺎس اﻷدﺑﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻛﺗﺑت ﻣﺻري ﺧﺗورة
اﻷﺳس اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻺﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ وﻛﺗﺑﻪ أﯾﺿﺎ اﻷﺳس اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻺﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻲ
اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻘﺻﯾرة ،وﻫﻛذا ﺗﻛوﻧت ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧواة اﻟﻣدرﺳﺔ ﻟﻌﻠم ﻧﻔس اﻹﺑداع.1
ﻟﻛن ﻣﺎ ﯾﻠﻔت ﻧظرﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻧﺎﻗدﻧﺎ ﻟﻠظواﻫر اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻫو أن ﯾﻔﺗرض اﻟرﻣوز ﻓﻲ ﻛل
ﻗﺻﯾدة ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻓﯾﻬﺎ رﻣز ،ﺛم ﯾﻔﺳر ﻫذﻩ اﻟرﻣوز ﺗﻔﺳﯾ ار ﻓروﯾدﯾﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟرﻣوز
اﻟﻣﻔﺗرﺿﺔ رﻣوز اﻟﺻورة اﻟﺣوارﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة ﺛﺎﻧﯾﺔ رﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﺷﺎﻋر ﻋﺑد ﺑدوي ﺛم ﺗﺑﻠور
واﺗﺿﺢ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋن ) اﺑن اﻟروﻣﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻣن ﺷﻌرﻩ ( وﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋن ) ﺷﻌراء ﻣﺻر
وﺑﯾﺋﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺟﯾل اﻟﻣﺎﺿﻲ ( ،وأﺑﻲ ﻧواس اﻟﺣﺳن ﺑن ﻫﺎﻧﻰء وﻣﺣﻣد اﻟﻧوﯾﻬﻲ ﻓﻲ
دراﺳﺗﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﯾﺔ أﺑﻲ ﻧواس ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻓرض ﻛذﻟك وﻫو أن أﺑﺎ ﻧواس
1
-ﺻﻼح اﻟﻔﺿل ،ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ص .103
26
ﻣﺻﺎب ﺑﻌﻘدة أودﯾب ﻣﺳﺗﻧدا ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺳﯾرﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ ،وﻣﺳﻠﻛﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﺗﺄوﯾل
ﺑﻌض ﻧﺻوص ﻣن ﺷﻌرﻩ.1
وﻟﻠدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﻧوﯾﻬﻲ ﻛﺗﺎب ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻧﺎﻗد اﻷدﺑﻲ وﺗﻧﺎول ﻓﯾﻪ ﺟواﻧب اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻧﺎﻗد ﻛﻲ ﯾﺣﺳن ﻓﻬم اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ واﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ،أﻣﺎ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺷﺎر
1951م ،ﻓﻼ ﯾﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺟﻪ ﻋن ﻛﺗﺎب اﻟﻌﻘﺎد ﻋن اﺑن اﻟروﻣﻲ ﻟﻛن اﻟﻧوﯾﻬﻲ ﯾﻌود
ﻓﯾطﻠﻌﻧﺎ 1953م ﺑﻛﺗﺎب أﺧر ﻋن ﻧﻔﺳﯾﺔ أﺑﻲ ﻧواس ﺣﺎول ﻓﯾﻪ ﺷرح ﺷﻌر اﻟﺷﺎﻋر ﻋﻠﻰ
1
-ﻋﺛﻣﺎن ﻣواﺿﻲ :ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ واﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑﯾﺔ ،ج ،01ص .65
27
28
-1ﻧﺑذة ﻋن اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :
ﻣﺻري ،ﺗﻘﺎﺳم ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷدب ﻟﺳﻧﺔ
وﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﺑﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﺑزﯾﺎرات ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻗﺻﯾرة إﻟﻰ ﻛل ﻣن
اﻟﯾﻣن واﻷردن واﻟﻌراق ودوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة واﻟﻛوﯾت وﺗوﻧس وأﻟﻣﺎﻧﯾﺎ
واﻟﺑﺣرﯾن.3
ﺗوﻟﻰ ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻣﺎدة ﻛﻠﯾﺔ آداب ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣن 1980
ﻣﺗﻔرﻋﺎ ﺑﻘﺳم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻛﻠﯾﺔ آداب ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ﺑﻌد
إﻟﻰ ، 1982وﻋﯾن أﺳﺗﺎذا ً
- 1اﻟﺑروﻓﯾﺳور ﻣوﻗﻊ ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ :ﺑــ 21ﻧﺳﺧﺔ ﻣﺣﻔوظﺔ ،ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ،واي ﺑﺎك ﻣﺷﯾن،
ﺳﺑﺗﻣﺑر 2017ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ.
- 2ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟﺎﺋزة ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌود اﻟﺑﺎﺑطﯾن ﻣوﻗﻊ ب ﻧﺳﺧﺔ ،ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :ﻟﻺﺑداع اﻟﺷﻌري واي ﺑﺎك
ﻣوﻗﻊ ﻣﺣﻔوظﺔ ﻣﺷﯾن.
- 3اﻷﺳﺗﺎذ :ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن اﻟﺷﻣس ﻣوﻗﻊ خ ح ج ث ث ب ،ﻧﺳﺧﺔ اﻟدﻛﺗور ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ،واي ﺑﺎك ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ
ﻣﺣﻔوظﺔ وﺻﻠﺔ ﻣﻛﺳورة ﻣﺷﯾن.
29
ﻋﻣل ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣدﯾراً ﻟﻠﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﺑوت ﺑﺄﻟﻣﺎﻧﯾﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ
) (1965-1964وﻋﯾن أﻣﯾﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ ﺳﻧﺔ ،1984ﺛم رﺋﯾﺳﺎ
ﻛﻣﺎ ﯾﻌد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل أﺣﺳن ﻣن طﺑق ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ إذ أﻧﻪ
ﻓﺳرﻫﺎ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻧﻔﺳﯾﺎ ،ورﺑﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن اﻷوﺿﺢ اﻹﺷﺎرةإﻟﻰ أن ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻟم
* ﻧﻘد
-اﻟﻔن واﻹﻧﺳﺎن.
30
* ﺷﻌر
* ﺗرﺟﻣﺔ
-ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻷدب ) اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ،
. (2000
31
ﯾﻌد اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل واﺣدا ﻣن أﻫم ﻧﻘﺎدﻧﺎ اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن اﻟذﯾن أﻏﻧوا ﻣﻛﺗﺑﺗﻧﺎ
ﺑدراﺳﺎت ﻧﻘدﯾﺔﻣﻬﻣﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻫو اﺗﺟﺎﻩ ﻣﻬدت ﻟﻪ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻣﺣدﺛﯾن ﻧذﻛر ﻣﻧﻬم أﻣﯾن اﻟﺧواﻟﻲ ،اﻟﻌﻘﺎد ،طﻪ ﺣﺳﯾن.1
ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟﻠﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل دور ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺗرﺳﯾﺦ اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺗﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ إذ
ﺗوﺟﻪ ﺑدراﺳﺗﻪ ﻧﺣو اﻷﺛر اﻷدﺑﻲ ﺑذاﺗﻪ ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗرﻛز ﻋن
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷدﯾب وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ " ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " واﻟذي
ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب ﻫو " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " ﻋﻧد ﺗﻌﻣق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻧوان ،ﻧﺟد أن اﻟﻧﺎﻗد
ﻗد ﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﺗﻘدﯾم ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻸدب وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل
اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﻛس اﻟﻌﻧوان أن اﻟﻧﺎﻗد ﻗد وﺟﻪ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠﻧص اﻷدﺑﻲ ﺑذاﺗﻪ وﻟﯾس
ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣؤﻟف وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻧﺎﻗد ﻗد ﻧﺣﻰ ﻣﻧﺣﺎ ﺟدﯾدا ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ
1
-ﻟطﯾﻔﺔ اﺑراھﯾم ﺑرھم :دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻧﻘد اﻟﻧﻘد ،ط ،01دار اﻟﯾﻧﺎﺑﯾﻊ ﻋن ﺳورﯾﺎ ،دﻣﺷق ،2009 ،ص .61
32
-2-2دراﺳﺔ واﺟﻬﺔ اﻟﻛﺗﺎب :
ﺟﺎءت واﺟﻬﺔ اﻟﻛﺗﺎب ﻋﺎدﯾﺔ وﻻ ﺗﺣﻣل أي ﺻورة وﻻ رﻣز ،ﻣﺎ ﻋدا وﺟود إطﺎر ﯾﺣﯾط
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ،ﺣﯾث ﻧﺟد اﺳم اﻟﻣؤﻟف ﻓﻲ اﻷﻋﻠﻰ ،ﺑﻌدﻫﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺄن
ﻓﺗﺢ ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻛﺗﺎﺑﻪ " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " ﺑﺎﻓﺗﺗﺎح ﻗﺎم ﻓﯾﻪ ﺑرﺻد
ﻣﺣﺎوﻻت ﻧﻘﺎد اﻟﻌرب اﻟﻘداﻣﻰ واﻟﻣﺗﺣدﺛﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺣﯾث ﺗﻧﺎول
ﻣﺛﻼ ﺟﻬود اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ﻗدﯾﻣﺎ وﻛل ﻣن ﻣﺣﻣد ﺧﻠف وأﻣﯾن اﻟﺧوﻟﻲ ﺣدﯾﺛﺎ وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ذﻛر
أﺳﺑﺎب ﺗﺄﻟﯾﻔﻪ ﻟﻬذا اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﯾﻌد اﻣﺗدادا ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﺛم ﯾذﻛر ﻣﻧﻬﺟﻪ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ
اﻟدراﺳﺔ ،اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻠﯾل وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺑﯾﻧﻪ ﻟﻠﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﺣﯾث
ﯾﻘول .... " :وﻣﻊ أﻧﻧﻲ ﻗد اﺳﺗﻔﯾدﻣن ﺣﻘﺎﺋق ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﺎم إﻻ أن أﺳس دراﺳﺗﻲ
ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻋرﺿت ﻛﺎﻧت داﺋﻣﺎ ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﺣﻘﺎﺋق ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ".1
وﯾﻌود ﺳﺑب ﺗﺑﻧﻲ ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻟﻬذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ ﻛوﻧﻪ ﯾرى ﺑﺄن اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ﻧﺎﺑﻊ
ﻛﻣﺎ أﻛد اﻟﻧﺎﻗد ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷدب وﺑﯾن ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯨﺈﺛﺑﺎت ﻷﻧﻪ ﻟﯾس
ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻧﻛرﻫﺎ وﻛل ﻣﺎ ﺗدﻋو اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻪ ﻫو ﺑﯾﺎن اﻟﻌﻼﻗﺔ ذاﺗﻬﺎ وﺷرح ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ.2
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل : ،اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ط ،04دار ﻏرﯾب ،اﻟﻘﺎھرة ،ص .8
2
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ ،ص .5
33
ﺛم ﯾذﻛر ﻓﻲ ﺧﺗﺎم اﻻﻓﺗﺗﺎح ﺑﺄن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻛﺗﺎب ﻣزﻋﻣﺔ ﻣﻣﺎ
أدى ﺑﺎﻟﺑﻌض إﻟﯨﺈﻧﻛﺎرﻫﺎ ﻷﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺣب أن ﻧواﺟﻪ أﻧﻔﺳﻧﺎ ،وﻟﻛن اﻟذي ﯾﻬم ،ﻋز اﻟدﯾن
إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻫو اﻗﺗﻧﺎع اﻟﻘﺎرئ ﺑﻬذا اﻟﺗﻔﺳﯾر أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدارﺳﯾن ﻓﻬو ﯾرى ﺑﺄﻧﻪ وﻗﻊ ﺑﯾن
أﯾدﯾﻬم ﻛﺗﺎﺑﺎ ﺳﯾﺳﺎﻋدﻫم ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺳﯾﺳﺎﻋدﻫم
ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻪ.1
ﯾرى ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺎب اﻷول واﻟذي ﻋﻧواﻧﻪ اﻟﺣﻛم واﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ
إذ ﯾرى ﺑﺄن اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟم ﯾﻌودا ﻛﺎﻓﯾﯾن ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل ﺑل أﺻﺑﺣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ
إﻟﻰ ﻣﻧﻬﺞ أﺷﻣل ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻻﺗﺟﺎﻫﯾن وﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺛم ﺗطرق اﻟﻧﺎﻗد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل
اﻷول ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺎب إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺗﯾن ﻫﺎﻣﺗﯾن ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ واﻷﻋﻣﺎل
اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،إذ ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرى ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل
اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣﺎ دام ﻫذا اﻷدب ﻟم ﯾﺷﻬد ﻫذﻩ
1
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص .5
2
-ﻧﻔﺳﮫ :ص .8
34
إذ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧطﺑﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل ﺷﻛﺳﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻫﻣﻠت ،ﻓﻣظﺎﻫر
اﻟﺣﯾﺎة ﻻ ﺗﺗﻐﯾر وﻟﻛن اﻟزاوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻧظر ﻣﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﯾر ﻓﻘد ﯾﺗراءى ﻟﺷﻛﺳﺑﯾر
ﺟﺎﻧب ﻣﻧﻬﺎ وﯾﻛﺗﺷف ﻟﻔروﯾد ﺟﺎﻧب أﺧر ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺗﺑدو اﻟﺻورة أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ ﻟﻬذا ﻓﻼ ﺿﯾر
أن ﯾﻔﯾد ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻣﺗﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻓروﯾد ﻣن اﻟﺷﻌر وﺷﻛﺳﺑﯾر ﻣﺎ دام اﻟﻬدف ﻫو اﻟﻛﺷف
أﻣﺎ اﻟﺷق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻹﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻟدى
اﻟﻛﺗﺎب واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻓﻬو ﯾطرح ﺳؤاﻻ ﻫﺎﻣﺎ وﻫو أﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺑدع أن ﯾﻠم
ﻓﻬو ﯾرى ﺑﺄن ﻛﺑﺎر اﻟﻣﺑدﻋﯾن ﻟم ﯾﻧﺗظروا ذﯾوع ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻛﻲ ﯾﺑدﻋوا أﻋﻣﺎﻟﻬم
أﻣﺛﺎل ﺷﻛﺳﺑﯾر و دوﺳﺗو ﻓﯾﺳﻛﻲ ﻓﻘد أﺧرﺟوا أﻋﻣﺎﻟﻬم اﻟﻔﻧﯾﺔ دون أن ﺗﺗﺎح ﻟﻬم ﻓرﺻﺔ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻋﻧواﻧﻪ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻔﻧﺎن واﻟذي ﯾﻔﺗﺣﻪ ﺑﻘول ﻟﻠﺷرﻧوﺑﻲ: 2
1
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص .14
2
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص 19
35
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ أن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﺑﻌﯾدة وﺻﻌﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎل ،وﻛﻠﻣﺎ زاد ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻋﻧﻬﺎ ﻛﻠﻣﺎ
ﺣﺎول ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل أن ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘوﻟﺗﻲ اﻟﻌﺻﺎبواﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ ،ﻓﺄول ﺷﻲء ﺷﺧﺻت ﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻧﺎن ﻫﻲ
اﻟﻌﺻﺎب وﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﻛذﻟك ﻓﻌﻣﻠﻪ أﯾﺿﺎ ﻋﺻﺎﺑﻲ وﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟواﻗﻊ ارﺗﺑﺎطﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ. 1
وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺣول ﻋﺻﺎب اﻟﻔﻧﺎن ﯾﺗوﺻل ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ
ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻌﺻﺎب ﻻ ﯾﻔﺳر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداع ،ﻓﻬل ﺗﻔﺳرﻩ اﻟﻣﻘوﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﻧرﺟﺳﯾﺔ
ﻓﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻧﺎن ﻟذاﺗﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺟد ﻋﻣﻠﻪ ﻗﺑوﻻ ﻋﻧد اﻟﺟﻣﻬور ،ﺑﺄن ﯾﺑدع ﻋﻣﻼ ﻓﻧﯾﺎ ﻻ ﯾﺗم إﻻ
ﺑﻌد دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﺑﺎب ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻧﺎﻗد ،ﻗد ﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﯾﺔ اﻹﺑداع ﻣن
ﺧﻼل رﺻدﻩ ﻟﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﻣﺷﻛﻼت ) اﻟﻌﺻﺎب اﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ ( وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء
ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ أن اﻟﻧﺎﻗد ﻟم ﯾﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣﻠول ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم ﺑل ﺗرﻛﻬﺎ ﻣﻔﺗوﺣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺑﻘﯾت
ﻏﺎﻣﺿﺔ وﻣﺑﻬﻣﺔ.
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .20
2
--اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص .24
36
ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻌﻣل اﻟﺷﻌري وﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ :
ﯾﺣﺎول ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب "
اﻟذي ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻓﺻﻠﯾن ﻧظري وﺗطﺑﯾﻘﻲ ﺣﯾث ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ :اﻟﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟزﻣﺎﻧﻲ واﻟﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻗﺿﯾﺔ اﻟوزن وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﻌورﯾﺔ ،ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺻورة اﻟﺷﻌرﯾﺔ ،اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺻورة اﻟﻣرﺋﯾﺔ واﻟﺣﺳﯾﺔ.
ﺛم ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟذي ﻋﻧواﻧﻪ " دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ " ﺣﯾث ﻗﺎم ﻓﯾﻪ ﺑﺈﺳﻘﺎط اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻋﻠﻰ ﻧﻣﺎذج ﺷﻌرﯾﺔ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻋﺻور ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻓﻘد ﺗطرق اﻟﻧﺎﻗد إﻟﻰ ظﺎﻫرة اﻟوزن وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ واﻟﺷﻌورﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻲ ذﻫب إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺧﻠﯾل ﺑن أﺣﻣد اﻟﻔراﻫﯾدي أن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻷوزان ﺗﺗﻔق وﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺣزن وﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﺗﻔق وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻬﺟﺔ ،ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ،ﻻ ﯾﺻﺢ إﻻ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣن اﺳﺗﺧدم اﻟوزن ﻷول ﻣرة ،ﻓﻬذا اﻟﺷﺎﻋر ﻗد ﻧﺳق اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺣﯾﻧﺋذ ﺗﻧﺳﯾق ﻟم
ﯾﻛون ﻧﺎﺟز ﻣن ﻗﺑل ،وﻫذا اﻟﺑﻧﺎء ﺻورة ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﺎﻋر أي ﯾﻛون ﺗﺷﻛﯾل اﻟﺷﺎﻋر
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .51
37
ﺗﻔﺳﯾر اﻷدب اﻟﻣﺳرﺣﻲ ﻣن اﻟﻣﻧظور اﻟﻧﻔﺳﻲ :
أراد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ أن ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﻗراءة ﻟﺑﻌض
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج
اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺳرﺣﯾﺔ " ﻫﺎﻣﻠت " ﻟﺷﻛﺳﺑﯾر وﻣﺳرﺣﯾﺔ " أﯾﺎم ﺑﻼ ﻧﻬﺎﯾﺔ " ﻟﯾوﺟﯾن
أوﻧﯾل Eugene Onilوﻛذا ﻣﺳرﺣﯾﺔ " ﺳر ﺷﻬرزاد " ﻷﺣﻣد ﺑﻛﺛﯾر ،وﻛﺎن ﯾﺑدأ ﻓﻲ
ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﺑﺗﻘدﯾم ﻣﻠﺧص ﻟﻠﻣﺳرﺣﯾﺔ ﺛم اﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻟﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل وأﺧﯾ ار اﻟﺗﻔﺳﯾر
ﻟﻬﺎ.
ﻓﻔﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻫﺎﻣﻠت ﻟﺷﻛﺳﺑﯾر ،ﯾرى أن ﻟﻐز ﻫﺎﻣﻠت وﺗواﻧﯾﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻷﺑﯾﻪ
ظل ﻏﺎﻣﺿﺎ وﻣﺣﯾ ار ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدارﺳﯾن ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ظﻬور ﻋدة ﺗﻔﺳﯾرات ﻓﻬﻧﺎك ﻣن
أرﺟﻌﻪ إﻟﻰ ﺧﻠل ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ وﻫو رأي ذﻫب إﻟﯾﻪ ﻛل ﻣن " ﺷﻠﯾﻔل " و " ﻛوﻟردج" و
"ﺟوﺗﻪ" وذﻟك ﺑﺈرﺟﺎﺋﻬم ﺗردد ﻫﺎﻣﻠت ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم ﺑﺳﺑب إدﻣﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ،ﻓﻛﺛرة
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻟﯾﺳت ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺻﺣﺔ ﻷن أﺣداث اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﻋﻛس
ذﻟك ﻓﻬو ﻛﺎن داﺋم اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺣﻘﺎ وﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﺑل ﻛﺎن ﻣﻔرطﺎ وﻫو ﻣﺎ
ﺗوﺿﺣﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣواﻗف ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺣﺎوﻟﺗﻪ ﻗﺗل " ﺑوﻟﯾﻧوس " وﺳﯾرﻩ وراء اﻟﺷﺑﺢ
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .129-128
38
ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻠﯾل دون أن ﯾﺧﺷﻰ ﺷﯾﺋﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾؤﻛد أن ﻓﻛرة ﺗواﻧﻲ " ﻫﺎﻣﻠت " ﻓﻲ اﻷﺧذ
ﯾﺣﺎول اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺗﻘدﯾم ﺗﺣﻠﯾل ﻟﻠرواﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﺗطرق ﻟﻧﻣوذج ﻏرﺑﻲ وﻫو رواﯾﺔ " اﻷﺧوة ﻛﺎرﻣﺎزوف " ﻟ ـ "ﻓﯾدور
دﺳﺗو ﻓﯾﺳﻛﻲ " وأﺧر ﻋرﺑﻲ وﻫو رواﯾﺔ " اﻟﺳراب " ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ .
ﻓﻘد اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟرواﯾﺔ " اﻷﺧوة ﻛﺎرﻣﺎزوف " ﻋﻠﻰ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺣﯾﺛﯾﺎت ﺣﯾﺎة
وﺷﺧﺻﯾﺔ دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ ﯾرى ﺑﺄن ﻗﺻص دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ ،ﺻورة ﻣﻧﻪ ،وأي ﻣن ﻛﺎن ﯾﻌﺑر ﻋن
ﻛﻣﺎ أﺷﺎر ﺑﺄن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻟﻛﺎﺗب ،ﻗد ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻘد
واﻟﻣﺷﻛﻼت ﻓﻘد ﺗﻣﯾزت ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣﺎﺳوﺷﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷذوذ اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻛل ﻫذﻩ
ﻣﻣﺎ وﻟد ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ ﻧزﻋﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن وﻫﻣﺎ اﻟﺳﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﺳوﺷﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﺣﻣل ﺻﻔﺎت ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻓﻬو اﻟﺷﺎﻋر واﻟرﺟل اﻟﻣرﯾض
1
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ ،ص .133
39
ﺑﺎﻟﻌﺻﺎب ،واﻟﻣﻔﻛر اﻷﺧﻼﻗﻲ واﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﺧطﺊ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﺣب وﯾﺗﻘدم ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ
وﻓﻲ ﺧﺗﺎم ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺗطرق اﻟﻧﺎﻗد إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل " ﻗﺻﺔ اﻟﺳراب " ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ ﻓﻲ ﻧوع
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻗد أرﺟﻊ اﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻫذا إﻟﻰ ﺳﺑﺑﯾن اﻷول ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻛون اﻟﻘﺻﺔ ،ﻫﻲ
ﻗﺻﺔ ﺗﺟﺳد واﻗﻌﺎ ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻧﻘﻼ ﺧﺻﺑﺎ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻣن
ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻟﯾوﺿﺢ ﻧﻘطﺔ ﺑﺄن اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻫﻲ اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻣﺳﺗﻛﻔﯾﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ،وﻓﻲ
ﻏﻧﻰ ﻋن اﻟﺗﻔﺳﯾر ،ﺑل اﻟﻘﺻﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺳد ظﺎﻫرة ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺣورت ﻋن اﻟواﻗﻊ
ﻣﺻﺎﻏﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻟب ﻓﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﺳﺎﻋدت اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺷف ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻘﺻﺔ
اﻟﺳراب ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻗﺻﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ،إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﻧﻔﻲ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﻔﻧﯾﺔ وأن ﺗطﺑﯾق
ﻓﻘد ﺣﻠل اﻟﻧﺎﻗد ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻋﻘدة أورﺳت إذ ﯾرى ﺑﺄن ﻋﻘدة أودﯾب وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر
ﻛﺎﻓﯾﺔ ٕوان ﻛﺎن ﺗرﻛﯾزﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﻣﻧﺻﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣل ﺑطل اﻟﻘﺻﺔ وﻟم ﯾﻠﺟﺄ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ
ﻓﻘد رأى اﻟﻧﺎﻗد ﺑﺄن ﻋﻘدة أورﺳت ﻫﻲ اﻟﺣل اﻷﻣﺛل اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧواﺟﻪ ﺑﻪ ﻗﺻﺔ
اﻟﺳراب ،3ﻣﺳﺗﻧدا ﻓﻲ رأﯾﻪ ﻫذا إﻟﻰ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻛل ﻣن
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .223-222
2
-ﻋﻣر وﻋﯾﻼن :اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﻧﻘد اﻟﻧﻘد ،ص .144
3
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .251
40
أورﺳت وﻛﺎﻣل ﻓﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻣﻘﺗل أﻣﻪ ﻟﻠﺗﺣرر ﻣن ﺳﯾطرﺗﻬﺎ وﺗوﺟﯾﻪ ﺣﺑﻪ إﻟﻰ
ﺗوظﯾف اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب " اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب " :
ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻧذﻛر :اﻟﻌﺻﺎب ،اﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ،
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ،اﻟﻼﺷﻌور ،اﻟﺳﺎدﯾﺔ ،اﻟﻌﻘدة اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،اﻟﺷذوذ اﻟﺟﻧﺳﻲ ،ﻋﻘدة أودﯾت.
اﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ :Narcissisme:
إﻧﻬﺎ اﻟﺣب اﻟﻣوﺟﻪ إﻟﻰ ﺻورة اﻟذات اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ أﺳطورة ﻧرﺳﯾس اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ.1
ﯾطرح اﻟﻧﺎﻗد ﺳؤاﻻ ﻣﻔﺎدﻩ ﻫل ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻹﻓراط ﻓﻲ ﺣب اﻟذات ﻣﻔﺳر ﻟﻛوﻧﻪ ﻓﻧﺎﻧﺎ؟
ﺛم ﯾﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻔرﯾق " زاﺧس " ﺑﯾن اﻟﺷﺎﻋر وﺣﺎﻟم اﻟﯾﻘظﺔ ﺣﯾث ﯾرى ﺑﺄن اﻟﺣﺎﻟم ﯾﺟﻌل
ﻣن ﻧﻔﺳﻪ ﺑطﻼ داﺋﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺷﺎﻋر ﻻ ﯾﺻﻧﻊ ذﻟك ،ﻓﺎﻟﻔﻧﺎن ﯾﺿﺣﻲ ﺑﻧرﺟﺳﯾﺗﻪ ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل أن ﯾﺟد ﻋﻣﻠﻪ ﻗﺑوﻻ ﻋﻧد اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻠﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻧﺎن ﻟذاﺗﻪ ،ﺑﺄن ﯾﺑدع ﻋﻣﻼ ﻓﻧﯾﺎ ﻻ ﯾﺗم
-1ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧﺷو.ج.ﺑﺑوﻧﺗﺎﻟﯾس :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺗر :ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺣﺟﺎزي ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ،2002 ،ص .220
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .25
41
ﻟﯾﺗوﺻل اﻟﻧﺎﻗد ﻓﻲ ﺧﺗﺎم دراﺳﺗﻪ ﻟﻧرﺟﺳﯾﺗﻪ ﺑﺄن ﻧرﺟﺳﯾﺔ اﻟﻔﻧﺎن ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﻧرﺟﺳﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟم
ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺗرك ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ رﺿﻰ اﻟﺟﻣﻬور ﻓﺎﻟﻔﻧﺎن ﻟﯾس ﻧرﺟﺳﯾﺎ اﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻣﺄﻟوف ﻓﺎﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ ﻣﻣﺣورة وﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻣﻠﻐﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺣﺎﻟم واﻟزﻋﯾم ،ﻟﯾﺻل ﻓﻲ
اﻷﺧﯾر ﺑﺄن اﻟﻧرﺟﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ ارر اﻟﻌﺻﺎب ﻻ ﺗﻔﺳر ﻟﻧﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،إذ ﻻ ﯾﻌد
اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺧدم اﻟﻬدف ﻟذا ﻓﺎﻟﺗﻘﺳﯾم اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﺎ زال ﻣﻔﺿﻼ ﺛم ﯾﻧﺗﻘل اﻟﻧﺎﻗد
ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ورﺑطﻬﺎ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻛﺎﻟﻌﺑﻘرﯾﺔ واﻟذﻛﺎء
ﻟﯾﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ أن ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداع ﻣﺎ ﯾزال ﺑﻌﯾدا وﺻﻌب اﻟﻣﻧﺎل.1
وﻣﻧﻪ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﻧﺎﻗد ﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺿﯾﺔ اﻹﺑداع ﻣن ﺧﻼل رﺻدﻩ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت
اﻟﻌﺻﺎب :Néurose:
إﻧﻪ إﺻﺎﺑﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄ ﺗﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻋراض ﺗﻌﺑﯾ ار رﻣزﯾﺎ ﻋن ﺻراع ﻧﻔﺳﻲ ﯾﺳﺗﻣد
وﯾظﻬر ذﻟك ﺟﻠﯾﺎ ﻋﻧد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﻓﺄول ﺷﻲء ﺗﺷﺧص ﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔﻧﺎن
1
أﻧﻪ ﻋﺻﺎﺑﻲ " "... " Neuratic
ﺟﯾﻣس " واﻟذي ﯾﻌد ﻣﺛﺎﻻ طﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدم اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ إذ ﻟم ﯾﻌد ﻋﺻﺎب اﻟﻔﻧﺎن،
ظﺎﻫرة ﺻرﻓﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق وﺑﺄن وﺟودﻩ ﻻ ﯾﻧﻘص ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ روﺣﯾﺎ
وﻣﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻓﻛرة أن ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺷﺧص وآﻻﻣﻪ ﻫﻲ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ
إﺑداﻋﻪ.
ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟﻌﺻﺎﺑﻲ ﯾﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﻣﺗﻌﺔ وﯾﻧزل ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻟﻸﻟم ﻛﻲ ﯾﺿﻣن ﻧوﻋﺎ أﺧر ﻣن اﻟﻘوة
أي اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ﻓﻲ اﻟﺳﺑﯾل إﻟﻰ اﻟوﺣﻲ أي اﻹﺑداع ﻓﻬذﻩ اﻟﻧﺷوة ﻫﻲ ﻣرض اﻟﺷﺎﻋر ودواءﻩ،
ﻓﺎﻹﺑداع ﻫو اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻺﺧﻔﺎف ﻋن اﻷﻟم واﻟﺗﻠذذ ﺑﻬﺎ ﻓﻠوﻻ اﻷﻟم ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟوﺣﻲ وﻟو ﻻ
اﻟوﺣﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻠذة وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺗﺄﻛد اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﻋﺻﺎب اﻟﻔﻧﺎن وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ
اﻹﺑداع.2
وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺣول ﻋﺻﺎب اﻟﻔﻧﺎن ﯾﺗوﺻل ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾﻺﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ
أن اﻟﻔﻧﺎن ﻛﺄي ﺷﺧص أﺧر ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ ﻣرﺿﯾﺔ وﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ
ﻣﺟﻧون ﻓﺣﺗﻰ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻔﻧﺎن ﻋﺻﺎﺑﯾﺎ ﻻ ﯾﻛون ﻟﻌﺻﺎﺑﻪ أي دﺧل ﻓﻲ ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ
1
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .20
2
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ :ص .24
43
اﻹﺑداع اﻟﻔﻧﻲ ﻷﻧﻪ ﺣﯾن ﯾﺑدع ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﺔ واﻟﯾﻘظﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟواﻋﯾﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ
وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﺧﺗﺎم اﻟﻔﺻل اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﻗﺻﯾدة ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ رﯾﻔﯾﺔ
ﻟﻠﺷﺎﻋر " ﻋﺑدو ﺑدوي " ﻓﻲ ﺣوار ﺑﯾن اﻟرﯾﻔﻲ ﺣﻣدان وزوﺟﺗﻪ " ﺣﻣﯾدة "
ﻓﺎﻟﻘﺻﯾدة ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﺣوار ﺑﻌﯾد ﻛل اﻟﺑﻌد ﻋﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗد وﻫو ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ
اﻟﻧﺎﻗدة ﻟطﯾﻔﺔ اﺑراﻫﯾم ﻣن ﺧﻼل ﻗوﻟﻬﺎ " أﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻌﺑر اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻘﺻﯾدة وﺻورﻫﺎ ﻋن ﺗﺟرﺑﺔ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻔﻼﺣون ...إﻧﻪ اﺣﺗﻣﺎل وارد ﻓﻠﻣﺎذا ﻧظر اﻟﻧﺎﻗد
ﻋﻠﻰ اﻟﻧص اﻟﺷﻌري ﻣن زاوﯾﺔ ﺿﯾﻘﺔ ﺟدا وﻟم ﯾﺣﺎول رؤﯾﺗﻪ ﻣن زاوﯾﺔ أﺧرى.2
ﻧﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ أن ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻗد ﻏﺎﻟب ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻠﻘﺻﯾدة ،ﺣﯾث
ردﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻘدة اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧطﻠﻘت ﻣﻧﻬﺎ ٕواﻟﯾﻬﺎ اﻧﺗﻬت وﻟم ﯾﻔﺗرض ﺗﻔﺳﯾ ار أﺧر ،وﺑﻬذا
ﺣﻣل اﻟﻧص ﻣﺎﻟم ﯾﺣﺗﻣل ﻣن دﻻﻻت وﻫو ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗد وﻟﯾد ﻗﺻﺎب ﯾﻘول " :وﻗد
ﺑدا واﺿﺣﺎ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗد ﻣن ﻏﻠو وﺗﺳﻠط وﻣن اﻋﺗﺳﺎف ﻓﻲ اﻟﺗﺄوﯾل وﺗﺣﻣﯾل ﻟﻠﻧص
ﻓوق ﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﻣل ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻓﻛرة ﻣﺳﺑﻘﺔ ﯾﺧطﻬﺎ اﻟﻧﺎﻗد وﯾرﯾدإﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ". 3
1
-ﻧﻔﺳﮫ :ص25
2
-ﻟطﯾﻔﺔ اﺑراھﯾم ﺑرھم :دراﺳﺎت ﻓﻲ ﻧﻘد اﻟﻧﻘد ،ص .64
3
-وﻟﯾد ﻗﺻﺎب ،ﻣﻧﺎھﺞ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث رؤﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،01دار اﻟﻔﻛر2007 ،م ،ص .78
44
وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﺗﺣﻠﯾل ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻟﻠﻘﺻﯾدة ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻧﻘد ،وﻫو ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠﻘﺻﯾدة
إﻧﻬﺎ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن رﻏﺑﺎت اﻟﺣب واﻟﻌداء اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻌر ﺑﻬﺎ اﻟطﻔل ﺗﺟﺎﻩ واﻟدﯾﻪ ﺗظﻬر
أراد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل أن ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ ﻗراءة ﻟﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل آﻟﯾﺎت
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺳرﺣﯾﺔ
ﻓﻔﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ " ﻫﺎﻣﻠت " ﻟﺷﻛﺳﺑﯾر ﯾرى ﺑﺄن ﻟﻐز ﻫﺎﻣﻠت وﺗواﻧﯾﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم ﻷﺑﯾﻪ
ﯾذﻫب إﻟﻰ أن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻫﺎﻣﻠت ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﻔﺳﻲ ﻗد ﻓﺷﻠت
1
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .290
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .195
45
ﺛم ﯾﺷرع ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ﺗﻔﺳﯾر أﺧر وﻫو ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗرﻛﯾزﻩ ﻋﻠﻰ
ﻋﻼﻗﺔ ﻫﺎﻣﻠت ﺑﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻓﯾرى ﺑﺄن ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺄﻣﻪ ﻋﻼﻗﺔ أدﺑﯾﺔ ﻓﻘد ﻋﺎش
ﻫﺎﻣﻠت ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄن أي طﻔل ﺻﻐﯾر ﻣن ﻋﻘدة أودﯾب واﻟﺗﻲ ظﻠت ﻣﻛﺑوﺗﺔ ،إﻟﻰ أن ﻣﺎت
واﻟدﻩ ﻓﻌﺎدت ﻟﻠطﻬور وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾرﻓض اﻟﺟﻠوس ﺑﺟﺎﻧﺑﻬﺎ ﻋﻧد أداء اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ وﻓﺿل
اﻟﺟﻠوس ﺑﺟﺎﻧب " أوﻓﯾﻠﯾﺎ " ﻟﯾﺛﺑت ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ إذ ﻫﻲ اﺗﺧذت ﺣﺑﯾﺑﺎ أﺧر ﻓﻬو ﯾﺗﺧذ ﺣﺑﯾﺑﺔ
ﻏﯾرﻫﺎ.
ﻟﻧﺻل ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ أن ﻫﺎﻣﻠت ﻋﺎﻧﻰ ﻛﺛﯾ ار ﺑﺳﺑب اﻟﺻراع اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ
داﺧﻠﻪ ،ﻫذا اﻟﺻراع اﻟذي ﻛﺎن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺣدﻩ ﻣن أﺳد ﻟﻪ اﻟﺳﺗﺎر ﻋﻧد اﻟوﺻول
إﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ،ﺛم ﯾﻧﺗﻘل اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾﻺﻟﻰ ﻧﻣوذج ﻣﺳرﺣﻲ أﺧر وﻫو ﻣﺳرﺣﯾﺔ
اﻟﻛﺎﺗب " ﯾوﺟﯾن أوﻧﯾل " " أﯾﺎم ﺑﻼ ﻧﻬﺎﯾﺔ " .
ﻓﻘد ﻓﺳر اﻟﻧﺎﻗد ﻫذﻩ اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻣﺳﺗﻧدا إﻟﻰ أراء ﻛل ﻣن ﻓروﯾد وﯾوﻧﻎ ﺣول اﻟﻼﺷﻌور
اﻟﺟﻣﻌﻲ إذ ﯾرى ﺑﺄن ﻣﺷﻛﻠﺔ " ﺟون " ﻟم ﺗﻛن ﻣﺷﻛﻠﺗﻪ وﺣدﻩ ﺑل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺻر ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ
وﻛذا " ﻋﻘدة أودﯾب " ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺳر ﻟﻧﺎ ﻋودة " ﺟون " إﻟﻰ إﯾﻣﺎﻧﻪ اﻟﻘدﯾم اﻟذي ﻋرﻓﻪ
وﻫو ﺻﺑﻲ ،إن ﺣب ﺟون ﻷﺑﯾﻪ ﻛذﻟك وﻫو ﻓﺿل ﻻ ﯾﺿﻊ ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻷن ﻫذا اﻟﺣب
ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻣدا ﻣن ﻗوة اﻟرﻣز اﻟذي ﯾﻣﺛﻠﻪ اﻷب ﻋﻠﻰ ﺻدق ﺗﻠك اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣدﻫﺷﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻘول أن اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺎدة اﻟﻣوﺿوع ﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﺗﺣددﻩ ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ
ﺗﻠك اﻟرﻓﻌﺔ اﻟﺗﻲ أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ اﺻطﻼح ﻋﻘدة أودﯾب.
46
اﻟﻼﺷﻌور : " Un cousions " :
اﺳﺗدﻋﺎﺋﻪ إﻟﻰ ﺳطﺢ اﻟﺷﻌور إﻻ ﺑﺻﻌوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ إن ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﻟﻣرة ﺑواﺳطﺔ ﻣﺣﻠل ﻧﻔﺳﻲ
وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ) ...ﻓﻘد ﺷﻔﻲ ﻣن أزﻣﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل إﺗﺣﺎد ذاﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻧﻲ
وﺑﻬذا ﯾﻛون ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻗد ﺣﻠل ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺷﻬرﯾﺎر وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ
ﺳﺑﻘﺗﻪ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻼﺷﻌور ﺣﯾث رأى ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺳﺑب اﻟﻛﺎﻣن وراء ﻛل ﻣﺎ ﻣرت ﺑﻪ اﻟﺷﺧوص
ﻣن ﻣﺷﺎﻛل وأزﻣﺎت إﻻ أن إرﺟﺎع ﻛل اﻟظواﻫر إﻟﻰ اﻟﻼﺷﻌور اﻟﻣؤﻟف وﻻ ﺳﻠطﺔ ﻟﻪ
ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻧﺎﻗد ﺷﺎﯾف ﻋﻛﺎﺷﺔ اﻟذي ﯾرى أن رد اﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ إﻟﻰ
اﻟﻼﺷﻌور ﯾﻬﻣل ﻣﯾزة اﻷدب ذاﺗﻪ إذ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ﻣﺟرد ﻛﻠﻣﺎت اﻧﺑﺛﻘت ﻣن ﻻ
1
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .288
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .195
3
-ﺷﺎﯾف ﻋﻛﺎﺷﺔ :اﺗﺟﺎھﺎت اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺻر ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1985 ،ص .165
47
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب : Sentiment de alpabill:
ﯾﺳﺗﺧدم ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺷﻛل ﻓﺿﻔﺎض ﻓﻬو ﻗد ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ
ﯾﺑدو ذﻟك واﺿﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺳرﺣﯾﺔ " ﺳر ﺷﻬرزاد "
ﻷﺣﻣد ﺑﺎﻛﺛﯾر.
وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ " :إن ﻛل اﻟﺻراع اﻟذي ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻧﻪ " ﺷﻬرﯾﺎر " راﺟﻊ اﻟﻰ اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟذﻧب ".2
وﺻول ﺷﻬر زاد إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺧطﺗﻬﺎ وﻫﻲ ﺟﻌﻠﻪ ﯾواﺟﻪ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺗﻌرﯾﺿﻪ
ﻟﻠﻣوﻗف ﻣﺷﺑﻪ ﻟﻠذي واﺟﻬﻪ ﻣﻊ ﺑدور ،ﻓﯾﺧر ﺑﺎﻛﯾﺎ وﯾﻛﺗﺷف ﻣﺎ ارﺗﻛﺑﻪ ﻣن ﺧطﯾﺋﺔ وﯾﺷﻌر
ﺑﺎﻟذﻧب واﻟﻧدم وﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ اﺻطﻠﺢ اﻟﻧﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ " ﺑﻌﻘدة ﺷﻬرزاد " .
وﻣﻧﻪ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌد اﻟﻧدم وﻓوات اﻷوان وﻫذا ﻣﺎ ﻋﺎﺷﻪ ﺷﻬرﯾﺎر.
ﺗﻛون ﺣول اﻟﺧﺻﺎء اﻟذي ﯾﺣﻣل اﻟﺟواب ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐز اﻟذي ﯾطرﺣﻪ اﻟﻔرق اﻟﺷراﺣﻲ ﻣﺎ
1
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .280
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .195
3
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .280
48
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ رﻏﺑﺔ دﺳﺗوﺳﻔﻛﻲ ﻓﻲ اﺣﺗﻼل ﻣﻛﺎن واﻟدﻩ ﻫذا اﻟﻔﻌل اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺧﺻﺎء ﻣن ﻗﺑل اﻟواﻟد ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﻘﻠﻊ ﻋن ﻫذﻩ اﻟرﻏﺑﺔ ﺧوﻓﺎ ﻣن اﻟﺧﺻﺎء وﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ذﻛورﺗﻪ ﻓﺗﺑﻘﻰ ﻫذﻩ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻻﺷﻌورﻩ ﻓﺗوﻟد ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ،واﻟﺗﻲ
ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت واﻟﻌﻘد ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻرع اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻧﺗﺎﺑﻪ
ﻓﻲ ﺻﻐرﻩ وﻛذا اﻟﺷذوذ اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل إﻟﻰ اﻟﻣﯾل اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻷﻧﺛوي .Bisexual
اﻟﺳﺎدﯾﺔ : Sadisme
1
" إﻧﻪ ﺷذوذ ﺟﻧﺳﻲ ﯾرﺗﺑط ﻓﯾﻪ اﻹﺷﺑﺎع ﺑﺎﻟﺗﻌذﯾب أو اﻹذﻻل اﻟذي ﯾﺻب ﻋﻠﻰ اﻷﺧر "
ﺣﺎول اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺗﻘدﯾم ﺗﺣﻠﯾل ﻟﻠرواﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﺗطرق ﻟﻧﻣوذج ﻏرﺑﻲ وﻫو رواﯾﺔ " اﻷﺧوة ﻛﺎرﻣﺎزوف" .
ﻓﻘد اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠرواﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺣﯾﺛﯾﺎت ﺣﯾﺎة وﺷﺧﺻﯾﺔ
دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﺧﻼل ﻗوﻟﻪ ... " :وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﺷﺧﺻﯾﺔ
ﺣﯾث ﯾرى اﻟﻧﺎﻗد أن دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ ﻋﺎﻧﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻘد واﻟﻣﺷﻛﻼت ﻓﻘد ﺗﻣﯾزت ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ
ﺑﺎﻟﺳﺎدﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﯾﻌود ﻣردﻫﺎ إﻟﻰ " ﻋﻘدة أودﯾت " وﻣوت واﻟدﻩ اﻟذي ﯾﺷﻛل ﻣﻧﻌرﺟﺎ
1
-ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ص .280
2
-ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .214
49
ﺧطﯾرا ،ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ واﻟذي ﻛﺎن اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ وراء ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ وﯾﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ اﻟﻧوﺑﺎت اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻣوت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺎﺑﻬﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻫذﻩ اﻟﻧوﺑﺎت ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻘﺎب.
وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﺷﺧﺻﯾﺔ دﺳﺗوﻓﺳﻛﻲ وﻟدت ﻋﻧﻬﺎ ﻧزﻋﺔ اﻟﺳﺎدﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب.
ﻫو اﻧﺣراف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻌل اﻟﺟﻧﺳﻲ واﻟذي ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺟﻣﺎع ﯾرﻣﻲ اﻟﻰ
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﻟﺑوﺷﺎ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺷﻬواﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ورﺛﻬﺎ ﻋن واﻟدﻩ وﻟﻛﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل
ورث اﻟﻌﻔﺔ ﻋن أﻣﻪ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﻬﺎ ﺷدﯾدا وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾرﻓض ﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت
اﻟﺟﺎرﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﻔوﻩ ﺑﻬﺎ زﻣﻼﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬم ﯾﻧﻌﺗوﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺣﻣل ﺻﻔﺎت
أﻧﺛوﯾﺔ ﻓﻘد أﺣس " اﻟﯾوﺷﺎ" ﺑﻔراغ ﻛﺑﯾر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻘداﻧﻪ ﻷﻣﻪ وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﻧﺟذب ﻟﻸب
" روﺳﯾﻣﺎ " اﻟذي رأى ﻓﯾﻪ ﺗﻌوﯾﺿﺎ ﻋن ﺣب واﻟدﺗﻪ وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺑﻛﻲ دﻣوﻋﺎ ﺣﺎرﻗﺔ
ﻋﻧد ﻣ وﺗﻪ ﻻ ﻟﻔﻘدﻩ ﻫو ٕواﻧﻣﺎ ﻟﻔﻘد أﻣﻪ ﻓﯾﻪ ،ﻛﺎن ﯾﺷﻌر اﺗﺟﺎﻫﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘت ﻷﻧﻪ ﻛﺎن اﻟﺳﺑب
- 1ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش :و .ج ﺑوﻧﺗﺎرﯾس ،ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺗر :ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺟﺎزي ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
ﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ،2002 ،ص .288
- 2ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .237
50
وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﻓروﯾد اﺳﺗﺑﻌد "اﻟﯾوﺷﺎ" ﻣن ﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻗﺗل واﻟدﻩ وذﻟك ﺑﺳﺑب ﺷذوذﻩ
اﻟﺟﻧﺳﻲ.
ﺣﻠل اﻟﻧﺎﻗد ﻗﺻﺔ اﻟﺳراب ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ ﻓﻲ ﺿوء ﻋﻘدة أورﺳت ،إذ ﯾرى ﺑﺄن ﻋﻘدة
أودﯾب وﺣدﻫﺎ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ،وأﻧﻪ ﻛﺎن ﺗرﻛﯾزﻩ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﻣﻧﺻﺑﺎ ﻋﻠﻰ " ﻛﺎﻣل " ﺑطل
اﻟﻘﺻﺔ وﻟم ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﺣﯾﺛﯾﺎت ﺣﯾﺎة اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟرواﯾﺔ " اﻷﺧوة
ﻛﺎرﻣﺎزوف" ،ﻟدوﺳﺗﻔﺳﻛﻲ اﻟذي اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣؤﻟف ﺑﺷﻛل ﻣﻛﺛف ،ﻓﻘد رأى
اﻟﻧﺎﻗد ﺑﺄن ﻋﻘدة أورﺳت ﻫﻲ اﻟﺣل اﻷﻣﺛل اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﻧواﺟﻪ ﺑﻪ ﻗﺻﺔ اﻟﺳراب وﻫﻧﺎ
ﯾﺻﺢ ﻟﻧﺎ أن ﻧﻘول إن اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻛﺎﻣل ﻻ ﺗﻔﺳرﻩ ﻟﻧﺎ إﻻ ﻋﻘدة أورﺳت".1
ﻓﻘد رأى اﻟﻧﺎﻗد ﺑﺄن ﻋﻘدة أورﺳت ﻫﻲ اﻟﺣل اﻷﻣﺛل ﻣﺳﺗﻧدا ﻓﻲ رأﯾﻪ ﻫذا اﻟﻰ اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ
اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻛل ﻣن أورﺳت وﻛﺎﻣل ﻓﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ
ﻣﻘﺗل أﻣﻪ ﻟﻠﺗﺣرر ﻣن ﺳﯾطرﺗﻬﺎ وﺗوﺟﯾﻪ ﺣﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﺑدل اﻟداﺧل.
ﻓﻛل اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛﺎن ﻷﻣﻪ دور ﻛﺑﯾر ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺣﺑﻪ ﻷﻣﻪ ﺟﻌﻠﻪ
ﯾﻔﺷل ﻣﻊ زوﺟﺗﻪ وﻋدم اﺳﺗطﺎﻋﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻏرﯾزﺗﻪ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻛوﻧﻪ ﯾﻌود
1
-ﻋز اﻟدﯾن اﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ص .251
51
52
ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺣث إﻟﻰ ﻋدد ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أﻫﻣﻬﺎ :
اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﺗﺣت ﺑﺎب اﻹﺻﻼح واﻻﺻطﻼح وﯾوﺟد ﻣن ﻗﺎل طﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ أﻣر
ﻣﺧﺻوص.
واﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻫﻲ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن طﺎﺋﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ أﻣر ﻣﻌﯾن.
– 2أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم اﻹﺻﻼح ﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﺗﺗﻌﺎرف اﻟطواﺋف
أن ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻬﺎ ﻧص ﻓﻲ أي ﻋﺻر وﻋﻠﻰ أي ﻣذﻫب وﻫﻲ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻧص ﻗوة وﺗﻌطﯾﻪ
ﺧﺻوﺻﯾﺔ.
– 4ﻧﺷﺄة اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺗﻌود إﻟﻰ ﺳﯾﻐﻣوﻧد ﻓروﯾد ،أن اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ﻣوﻗﻊ أﺛري ﻟﻪ
دﻻﻟﺔ واﺳﻌﺔ وﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻛﺷف ﻋن ﻏواﻣﺿﻪ وأﺳ اررﻩ ،ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﯾﺑﻧﻲ واﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ
أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن رﻏﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ وﻣﺧﺎوﻓﻪ وﯾﻌﺑر ﺑﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳﻠوك أو ﻟﻐﺔ وﯾرى أن اﻟﻼﺷﻌور
ﻣﺳﺗودع ﻟﻠرﻏﺑﺎت واﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﺑﺎﻷﻋﻣﺎق ﺑﺷﻛل ﻣﺗواﺻل ،وﯾؤﻛد ﻓروﯾد
ﻋﻠﻰ أن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ﺑﻛل اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ واﺿطراﺑﺎﺗﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺳﻣﺎت اﻟﺷﺧص
53
وﺑﺄن اﻟﻼﺷﻌور ﺑﻧظر ﻓروﯾد ﻫو ﻣﺻدر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،واﻷﻋﻣﺎل اﻹﺑداﻋﯾﺔ ﻫﻲ
وﻗد ﻋﻣد ﻓروﯾد إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب ﻟﯾﺳﺗﻣد ﻣﻧﻪ ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻣﺻطﻠﺣﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ
ﻓﺳﻣﻰ ﺑﻌض ظواﻫر اﻟﻌﻘد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﻣﺎء ﺷﺧﺻﯾﺎت أدﺑﯾﺔ ) ﻋﻘدة أودﯾت ،ﻋﻘدة
اﻟﻛﺗ ار (...
-اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻘﻲ رواﺟﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ وﺗواﻟت
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣوﺿوﻋﻬﺎ دراﺳﺔ اﻷدب وﻓﻬﻣﻪ وﺗﺣﻠﯾل ﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻷدﯾب أو ﻧﻘد اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ،وﻧﺟدﻩ ﻋﻧد ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻘﺎد اﻟﻌرب ﻣﻧﻬم :أﻣﯾن ﺧوﻟﻲ،
-ﻛﺗﺎب ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟذي ﻛﺎن ﻣﺣل دراﺳﺗﻧﺎ
اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺣﯾث ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﻪ دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ذﻛرﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻧﺑذة ﻋن اﻟﻧﺎﻗد ﻋز اﻟدﯾن
إﺳﻣﺎﻋﯾل .
54
55
أ-ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر :
– 1ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻸدب ،ط ،04دار اﻟﻐرﯾب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
-1ﻣﺻطﻔﻰ طﺎﻫر اﻟﺣﯾﺎدة :ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻠﻐوي اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻧطرة ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻼت
ﺗﻌرﯾب اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻠﻐوي اﻟﻣﻌﺎﺻر ،اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻟث ،ط ،01ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث،
اﻷردﻧﻲ.2003 ،
ﻋﯾون اﻟﺳود ،ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺑﯾﺿون ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن،
.2003
-4ﺣﺎﻣد ﺻﺎدق ﻗﺗﯾﺑﻲ :ﻣﺑﺎﺣث ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﻣﺻطﻠﺢ ،ط ،01دار اﺑن
56
-5ﯾوﺳف وﻏﻠﯾﺳﻲ :اﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ،ط ،01
-6أﺣﻣد أﻣﯾن :اﻟﺑﺣث اﻷدﺑﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط .1992 ،07
-7ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺎج ﺣﺳن :اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ﻓﻲ أﺛﺎر أﻋﻼﻣﻪ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت
-8ﺻﻼح ﻓﺿل :ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،دار اﻷﻓﺎق اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط ،01
1417ه.
-11ﻋﺑد اﻟﺟواد اﻟﻣﺣﻣص :اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌر أﺑو
اﻟوﻓﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣرس اﻟوطﻧﻲ ،ﺗﺻدر ﻋن رﺋﺎﺳﺔ اﻟﺣرس اﻟوطﻧﻲ اﻟﺳﻌودي ،ﺳﻧﺔ 16
ﻋدد .155
-13أﻧور ﻣوﺳﻰ :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻷدﺑﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن،
1432ه2011/م.
57
-14ﻋﺛﻣﺎن ﻣواﻓﻲ :ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ واﻟدراﺳﺎت اﻷدﺑﯾﺔ ،ج .01
-16وﻟﯾد ﻗﺻﺎب :ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث رؤﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ ،ط ،01دار اﻟﻔﻛر،
2007م
-17ﻋﻣر ﻋﯾﻼن :اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻲ ﻧﻘد اﻟﻧﻘد ،ط ، 01ﻣﻧﺷورات
-18ﻣﺣﻣد اﻟدﯾداوي :اﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﺗﻌرﯾب ﺑﯾن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ واﻟﻠﻐﺔ اﻟﺣﺎﺳوﺑﯾﺔ ،ط ،01
-19ﺟﺎن ﺑﯾﻠﻣﺎن ﻧوﯾل :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻷدب ،ﺗر :ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﺗرو ،ﻣﻧﺷورات
ﻣﺎدة)ص.ل.ح( م .8
58
-21ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ :اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟوﺳﯾط ،ط ،04ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷروق اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺻر،
2004م.
-23اﻟﺑروﻓﺳور :ﻣوﻗﻊ ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻠك ﻓﯾﺻل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ :ب 21ﻧﺳﺧﺔ ﻣﺣﻔوظﺔ ،ﻋز
اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :واي ﺑﺎك ﻣﺷﯾن ،ﺳﺑﺗﻣﺑر 2017ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ.
-24ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟﺎﺋزة ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌود اﻟﺑﺎﺑطﯾن ﻣوﻗﻊ ب ﻧﺳﺧﺔ ،ﻋز اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل :
ﻟﻺﺑداع اﻟﺷﻌري واي ﺑﺎك ﻣوﻗﻊ ﻣﺣﻔوظﺔ ﻣﺷﯾن.
59
60
ﻓﻬرس اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت :
واﻟﻣﺛل اﻟدﯾﻧﯾﺔ
61
ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ اﻧﺑﻧﺎء ﻛل اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أي
ﺗﻛوﯾﻧﻬﻣﺎ.
62
ﺑﺣد ذاﺗﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺳﺑب ﺑﺎﻹزﻋﺎج ﺗﺟﺎﻩ ﻣطﺎﻟب
أﺧرى.
ﯾﺳﺗﺧدم ﯾوﻧﻎ ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻛﻣرادف ﻟﻌﻘدة Complexe d’Electre ﻋﻘد إﻟﻛﺗ ار
ﯾﺳﺗﻣد ﻓروﯾد ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘدة اﻻﺑوة Complexe paternel
اﻟﻣﺗﺟﺎذﺑﺔ ﻣﻊ اﻻب
وﺿﻊ ﻓروﯾد ﻫذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ رواﯾﺔ أﺳرﯾﺔ roman famillail
63
إﻧﻬﺎ ﻣطﻠب داﺧﻠﻲ اﻓﺗرض ﻓروﯾد وﺟودﻩ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ Besoin de punition
ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش و.ج.ب ﺑوﻧﺗﺎﻟﯾس :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ص ، 416ص ، 439ص ، 428ص357
،ص ، 300ص353
64
65
اﻟﻔﻬرس:
ﺗﺷﻛرات .
اﻫداء.
ﻣﻘدﻣﺔ 09-05..................................................................
-اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ 54-52...............................................................
-اﻟﻣﻼﺣق 64-60.............................................................
-اﻟﻔﻬرس 66-65.............................................................
66