‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‬

‫ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻦ ﻣﻬﻴﺪﻱ‬
‫‪ -‬ﺃﻡ ﺍﻟﺒﻮﺍﻗﻲ ‪-‬‬
‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‬

‫ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻠﻐﺔ و اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ﻣﺳﺎر ‪ :‬ﻧﻘد أدﺑﻲ ﺣدﯾث و ﻣﻧﺎھﺟﮫ‬

‫إﺷراف اﻷﺳﺗﺎذ ‪:‬‬ ‫إﻋــداد اﻟطﺎﻟﺑﺔ ‪:‬‬

‫د‪ .‬ﻓﺎﺗﺢ ﺣﻣﺑﻠﻲ‬ ‫‪ -‬ﻧﺟﺎة ﺑﻼﺗﺔ‬

‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ 2012 :‬ﻣـ‪ 2013/‬ﻣـ‬

‫‪ 1433‬ھـ ‪ 1434/‬ھـ‬
 ‫ﺍﻟﺤﻤﺪ ﷲ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻝ‬

‫ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻫﺪﻧﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‬

‫ﻭ ﺃﻗﺾ ﻟﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ ﻭ ﺍﻵﻣﺎﻝ‬

‫ﻳﺎ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ‬

‫ﻳﺎ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ‬

‫ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ‬

‫ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺎ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ‬

‫اﻟﻠﮭم آﻣﯾـن‬
‫ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ‪ ،‬ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻴﺮﺍﻉ ﻟﻴﻔﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻂ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ‪ ،‬ﻟﻴﺠﻤﻌﻬﺎ‬

‫ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ‪ ...‬ﺗﺘﺒﻌﺜﺮ ﺍﻷﺣﺮﻑ ﻋﺒﺜﺎ ‪ ....‬ﻭ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻄﻮﺭ‬

‫ﺳﻄﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ‪...‬‬

‫ﻭ ﺍﻵﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻷﺷﺮﻋﺔ ﻭ ﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﻤﺮﺳﺎﺓ ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻋﺮﺽ ﺑﺤﺮ ﻭﺍﺳﻊ ﻫﻮ‬

‫ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ ﺑﻘﻨﺪﻳﻞ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ‪ ،‬ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ‪ ،‬ﺇﻟﻴﻬﻢ‬

‫ﺧﺎﻟﺺ ﺷﻜﺮﻱ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺺ ﺑﺠﺰﻳﻞ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻌﻞ ﺷﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺏ ﻋﻤﻠﻲ ﻫﺬﺍ‬

‫ﻭ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﺮ ﻭ ﺃﻋﻄﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻓﻜﺮﻫﻢ ﻟﻴﻨﻴﺮﻭﺍ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ‬

‫ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ‪.‬‬

‫ﻭ ﺃﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﻤﺒﻠﻲ ﻓﺎﺗﺢ ‪ ،‬ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻔﻀﻞ ﺑﺈﺷﺮﺍﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ‬

‫ﻓﺠﺰﺍﻩ ﺍﷲ ﻋﻨﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ‪.‬‬

 ‫• ﺍﻟﻤﻘﺩﻤـﺔ ‪:‬‬

‫ﺘﻌﺘﺒﺭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﺸﺭﻑ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻤﻜﺎﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻥ ﺒﻌﻠﻭﻤﻬﺎ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻨﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﺤﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺭﺼﺩ‬
‫ﻭ ﺘﺴﺠﻴل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ‪ ،‬ﻭﻭﻀﻊ ﺤﺩﻭﺩ ﻭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻀﺎﺒﻁﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺔ ‪ ،‬ﺘﺤﻔﻅ ﺃﻟﺴﻨﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﻁﻘﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻓﻲ ﺤﺭﻑ ﻤﻥ ﺤﺭﻭﻓﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﻤﻥ ﺘﺭﺍﻜﻴﺒﻬﺎ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ‬
‫ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻟﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻭ ﺼﻴﺎﻨﺘﻪ ﻤﻥ ﻜل ﺘﺼﺤﻴﻑ ﺃﻭ ﺘﺤﺭﻴﻑ‪.‬‬

‫ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ "ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ" ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺨﺫﻫﺎ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻟﻪ‬
‫ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺘﻀﺎﻓﺭﺕ ﺠﻬﻭﺩ ﻨﻘﺎﺩﻫﺎ ﻭ ﻟﻐﻭﻴﻴﻬﺎ ﻟﻠﻨﻬﻭﺽ ﺒﻬﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺇﺒﺩﺍﺀ ﻤﻼﺤﻅﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻭ ﺘﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻘﻁﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻴﺤﺩﺜﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ‪ ،‬ﺒﺨﺭﻭﺠﻬﻡ ﻋﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺄﻟﻭﻑ ﻭ ﺴﺎﺌﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺴﺘﻅﻬﺭﻨﺎ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﻨﺤﺎﺘﻬﺎ ﻭ ﻟﻐﻭﻴﻴﻬﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺠﺭﺩ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺃﻋﻅﻡ ﻋﻤل ﻨﻘﺩﻱ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻔﺭﻏﻭﺍ ﻟﻠﻐﻭﺹ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺭﻓﻊ‬
‫ﺼﺭﺤﻬﺎ ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ‪ :‬ﺃﺒﻲ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ‪ ،‬ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ‪ ،‬ﺃﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩﺓ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪ ، ....‬ﻭ ﻏﻴﺭﻫﻡ‬
‫ﻜﺜﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ)ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ( ﺍﻟﺫﻱ ﺨﺼﺼﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠﻬﻭﺩﻩ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺤﺩ‬
‫ﺃﻗﻁﺎﺏ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺭﺴﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ‪ ،‬ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜﻴﻑ ﻨﺸﺄ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﻋﺎﻤﺔ‬
‫ﻭﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺨﺎﺼﺔ ‪،‬ﻭ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﺠﻬﻭﺩ ﻋﻠﻤﺎﺌﻪ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺤﻜﻤﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭ ؟‬

‫ﺃﻤﺎ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻫﻭ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻨﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﺨﺼﺼﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻟﺠﻬﻭﺩﻩ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ"‪ ،‬ﻋﺭﻓﺎﻨﺎ ﺒﻤﺎ ﻗﺩﻤﻪ ﻟﻠﻐﺔ‬

‫أ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﺠﻠﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭ ﺇﺜﺭﺍﺌﻬﺎ ﺒﺸﺘﻰ ﺃﻨﻭﺍﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﻗﺩ ﻋﺎﻟﺠﺕ ﺒﺤﺜﻲ ﻫﺫﺍ ﻭﻓﻕ ﺨﻁﺔ ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻤﻜﻭﻨﺔ ﻤﻥ ﻤﻘﺩﻤﺔ ‪ ،‬ﻤﺩﺨل ﻭ ﻓﺼﻠﻴﻥ ‪ ،‬ﻤﻠﺤﻕ‬
‫ﻭ ﺨﺎﺘﻤﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺃﻥ ﺃﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﻤﻬﺩﺓ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ ﺩﻭﻥ ﺘﻁﻭﻴل ﻤﻔﺭﻁ ﺃﻭ ﺇﻴﺠﺎﺯ ﻤﺨل ‪ ،‬ﺃﻤﺎ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﺨل ﻓﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻓﻴﻪ ﺒﻌﺽ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﺜل ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ‪ ،‬ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻠﺤﻥ ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ‪.‬‬

‫ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺘﻁﺭﻗﺕ ﺇﻟﻰ ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﻫﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺘﻜﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻭ ﺃﻫﻡ ﻨﻘﺎﺩﻫﺎ ﻭ ﻟﻐﻭﻴﻴﻬﺎ ﻭ ﺠﻬﻭﺩﻫﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﺎﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻟﻤﺎ ﻟﻠﺒﻼﻏﺔ ﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﻨﻘﺩ‪.‬‬

‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻓﻴﻪ ﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻜﺎﻤل‬
‫ﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺘﺒﻌﻪ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻓﻴﻪ ‪،‬ﻭ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﻗﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﺘﻁﺭﻕ ﻷﻫﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ﻓﻴﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‪.‬‬

‫ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﺤﻕ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻓﻴﻪ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭ ﺃﻫﻡ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ ‪.‬‬

‫ﺜﻡ ﺨﺎﺘﻤﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺤﻭﺼﻠﺔ ﻷﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻫﺎﺘﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻤﺘﺒﻭﻋﺔ‬
‫ﺒﻔﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ‪ ،‬ﺜﻡ ﻓﻬﺭﺱ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ‪.‬‬

‫ﻭ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻨﺕ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻨﻲ ﺴﺄﻗﻭﻡ ﺒﺭﺼﺩ ﻭ ﺘﺤﻠﻴل‬
‫ﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﻜﺘﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻭ ﺠﻬﻭﺩ ﻋﻠﻤﺎﺌﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﻭﺍ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺁﻨﺫﺍﻙ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺍﻋﺘﻤﺩﻫﺎ‪.‬‬

‫ﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ‬
‫ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ‪ :‬ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻠﻤﺒﺭﺩ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ﻟﻠﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﺒﻐﻴﺔ‬
‫ب‬
‫ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ ﻟﻠﺴﻴﻭﻁﻲ ‪ ،‬ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ‪،‬ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻭﺍﻟﺠﻤﻭﺩ‬
‫ﻟﻨﻌﻤﺔ ﺭﺤﻴﻡ ﺍﻟﻌﺯﺍﻭﻱ‪.‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﺃﻱ ﺒﺤﺙ ﻤﻥ ﺃﻴﺔ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻓﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺘﻨﻲ ‪ :‬ﻋﺩﻡ‬
‫ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﻭﺍﺤﺩ‪ ،‬ﻭ ﺃﺸﺩﻫﺎ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻭ ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺩ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻟﺒﺴﺎ ﻓﻲ ﻓﻬﻤﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﺍﻟﺠﻴﺩﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﻟﺴﺕ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻤﻥ ﻴﺩﻋﻲ ﺍﺴﺘﻘﺼﺎﺀ ﺠﻤﻴﻊ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻓﺭﺒﻤﺎ ﻁﺭﻗﺕ ﺒﺎﺒﺎ‬
‫ﻭ ﺃﻫﻤﻠﺕ ﺃﺒﻭﺍﺒﺎ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل‪ ،‬ﻟﻴﺱ ﺘﻜﺎﺴﻼ ﻤﻨﻲ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ‬
‫ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻲ ﺃﻥ ﺃﺘﻁﺭﻕ ﺍﻟﻰ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺤﻘﺎ ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺸﻭﺍﻫﺩ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺘﻌﺫﺭ ﻋﻠﻲ ﺇﺤﺼﺎﺌﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﻭ ﻗﻴﺎﻤﺎ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻻ ﻴﺴﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺇﻻ ﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﻔﻀل ﺃﻭﻻ ﷲ‬
‫ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪ ،‬ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻘل ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﻪ ﺒﺫﻭﻴﻪ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﺨﺹ ﺒﺎﻟﺸﻜﺭ ﺃﺴﺘﺎﺫﻱ ﺍﻟﻔﺎﻀل‪ :‬ﻓﺎﺘﺢ ﺤﻤﺒﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻀﻊ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺒﻔﻀل ﻨﺼﺎﺌﺤﻪ ﻭ ﺇﺭﺸﺎﺩﺍﺘﻪ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﻔﻭﺘﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﺸﻜﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺎﺘﺫﺘﻲ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺒﺨﻠﻭﺍ‬
‫ﻋﻠﻲ ﺒﺎﻟﻨﺼﺢ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭ ﺇﻤﺩﺍﺩﻱ ﺒﺎﻟﻜﺘﺏ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﺭ ﻤﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺴﺎﻋﺩﻨﻲ‬
‫ﻭ ﻟﻭ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﺘﺸﺠﻴﻊ ‪ ،‬ﺒﺎﺭﻙ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﻡ ﺠﻤﻴﻌﺎ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﷲ ﺍﻟﻤﻭﻓﻕ‬

‫ج‬
‫إﺷﻛﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣﺻطﻠـــﺢ اﻟﻧﻘدي‬
‫‪ .1‬ﻣﻔﮭوم اﻟﻧﻘد‬
‫أ‪ .‬ﻟﻐــــــــﺔ‬
‫ب‪ .‬اﺻطﻼﺣﺎ‬
‫‪ .2‬ﻣﻔﮭوم اﻟﻠﻐﺔ‬
‫أ‪ .‬ﻟﻐــــــــﺔ‬
‫ب‪ .‬اﺻطﻼﺣﺎ‬
‫‪ .3‬ﻣﻔﮭوم اﻟﻠﺣن‬
‫‪ .4‬ﻣﻔﮭوم اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي‬
 ‫ﻣدﺧل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘدي‬

‫‪ .1‬ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻨﻘﺩ ‪:‬‬

‫ﺃ‪ .‬ﻟﻐــﺔ ‪:‬‬

‫ﺇﺫﺍ ﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻷﺼل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻨﻘﺩﻱ ﻨﺠﺩ ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻤﺘﻨﻭﻋﺔ‬
‫ﻓﺴﺄﻜﺘﻔﻲ ﺒﺒﻌﺽ ﻤﺎﻟﻪ ﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ‪ ،‬ﻓﻤﻥ ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ‪ " :‬ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻬﻭ ﺇﺫﻥ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺨﺒﺭﺓ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻤﻴﺯ ﺠﻴﺩﻫﺎ ﻋﻥ ﺭﺩﻴﺌﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻨﻘﺩ ﺠﻴﺩ ﻭﻨﻘﻭﺩ ﺠﻴﺎﺩ "‬
‫ﺒﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﺠﻴﺩﻩ ﻤﻥ ﺭﺩﻴﺌﻪ ‪ ،‬ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ‪ " :‬ﻨﻘﺩﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﻨﻘﺩ ﻟﻪ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺃﻱ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﺃﻱ ﺃﻋﻁﺎﻩ ﺇﻴﺎﻩ ﻓﺎﻨﺘﻘﺩﻫﺎ ﺃﻱ ﻗﺒﻀﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻨﻘﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﺍﻨﺘﻘﺩﻫﺎ ﺃﻱ ﺃﺨﺭﺝ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺯﻴﻑ "‬
‫ﺘﻤﻴﺯ ﺠﻴﺩ ﺍﻟﻨﻘﻭﺩ ﻤﻥ ﺭﺩﻴﺌﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ " ﻭﻨﻘﺩ ﺍﻟﻜﻼﻡ ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﻨﻘﺩﻩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﻨﻘﺎﺩﻩ ")‪.(3‬‬

‫ﺏ‪ .‬ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ ‪:‬‬

‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻻﺼﻁﻼﺤﻲ ﻓﻨﺠﺩﻩ ﻋﻨﺩ ﺍﺒﻥ ﺴﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﺤﻲ ﻴﻘﻭل ﻓﻴﻪ ‪ " :‬ﻭﻟﻠﺸﻌﺭ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﻜﺴﺎﺌﺭ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﺘﺜﻘﻔﻪ ﺍﻟﻌﻴﻥ ‪ ،‬ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﺘﺜﻘﻔﻪ‬
‫ﺍﻷﺫﻥ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﺘﺜﻘﻔﻪ ﺍﻟﻴﺩ ‪ ،‬ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺜﻘﻔﻪ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ‪ ...‬ﻭﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﻬﺒﺫﺓ ﺒﺎﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺩﺭﻫﻡ ﻻ‬
‫ﺘﻌﺭﻑ ﺠﻭﺩﺘﻬﻤﺎ ﺒﻠﻭﻥ ﻭﻻ ﺒﻠﻤﺱ ﻭﻻ ﻁﺭﺍﺯ ﻭﻻ ﺭﺴﻡ ﻭﻻ ﺼﻔﺔ ‪ ،‬ﻭﻴﻌﺭﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺔ‬

‫ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻔﻀل ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﻜﺭﻡ ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻲ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ‪ :‬ﻤﺠﻠﺩ ‪ ، 13‬ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‬ ‫‪1‬‬

‫ﺹ ‪.280‬‬
‫ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ‪ :‬ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ‪ ،‬ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﺹ ‪.498‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ‪ :‬ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ‪ ،‬ﺸﺭ ﻭ ﺘﻊ ‪ ،‬ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﻗﺎﺴﻡ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ‬ ‫‪3‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺼﻴﺩﺍ ‪1426 ،‬ﻫـ‪ ، 2005/‬ﺹ ‪.871‬‬

‫‪6‬‬
 ‫ﻣدﺧل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘدي‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻬﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻤﻥ‬ ‫ﻓﻴﻌﺭﻑ ﺒﻬﺭﺠﻬﺎ ﻭ ﺯﺍﺌﻔﻬﺎ "‬
‫ﺍﻟﺭﺩﻱﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﻫﻡ ﻭﺍﻟﺩﻨﺎﻨﻴﺭ‪.‬‬

‫ﻭﻟﻡ ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻻﺼﻁﻼﺤﻲ ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻭﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ‬
‫ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ " ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ" ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻭل ﻤﺼﺩﺭ ﻴﺤﻤل ﻜﻠﻤﺔ ﻨﻘﺩ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل ‪:‬‬
‫" ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﺸﻌﺭ ﻴﻨﻘﺴﻡ ﺃﻗﺴﺎﻤﺎ ‪ ،‬ﻗﺴﻡ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﻋﺭﻭﻀﻪ ﻭﻭﺯﻨﻪ ‪ ،‬ﻗﺴﻡ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻓﻴﻪ‬
‫ﻭ ﻤﻘﺎﻁﻌﻪ ‪ ،‬ﻭﻗﺴﻡ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﻏﺭﻴﺒﻪ ﻭﻟﻐﺘﻪ ‪ ،‬ﻭﻗﺴﻡ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﺩ ﻤﻨﻪ‬
‫ﻭﻗﺴﻡ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ ﺠﻴﺩﻩ ﻭﺭﺩﻴﺌﺔ ‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﻋﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻭﻀﻊ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﻭﻤﺎ ﻴﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺘﺎﻤﺔ ‪ ...‬ﻭﻟﻡ ﺃﺠﺩ ﺃﺤﺩﺍ ﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺘﺨﻠﻴﺹ ﺠﻴﺩﻩ ﻤﻥ ﺭﺩﻴﺌﻪ ﻜﺘﺎﺒﺎ ‪ ،‬ﻭﻜﺎﻥ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﻬﻭ ﻗﺩ ﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺃﻭﻟﻰ ﺒﺎﻟﺸﻌﺭ ﻤﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻬﻭﺩﺓ "‬
‫ﺍﻻﺼﻁﻼﺤﻲ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ‪ :‬ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺠﻴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﻥ ﺭﺩﻴﺌﻪ ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺸﺎﺌﻊ ﻋﻨﺩ‬
‫ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻨﻘﺩ ﻫﻭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﻤﻭﺍﺯﻨﺘﻬﺎ ﺒﻐﻴﺭﻫﺎ ﺜﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺒﻴﺎﻥ‬
‫ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻭﺘﻤﻴﻴﺯ ﺠﻴﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺭﺩﻴﺌﻬﺎ ﻭﻜﻤﺎ ﻋﺭﻓﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻨﺩﻭﺭ ﺒﺄﻨﻪ‪ " :‬ﻓﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻤﻭﻀﻌﻴﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﺇﺯﺍﺀ ﻜل ﻟﻔﻅﺔ‬
‫ﻴﺼﻨﻊ ﺍﻹﺸﻜﺎل ﻭﻴﺤﻠﻪ ")‪.(3‬‬

‫ﺍﻟﺠﻤﺤﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﺒﻥ ﺴﻼﻡ ‪ :‬ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻓﺤﻭل ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ‪ ،‬ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪ ،‬ﺹ ‪.54‬‬

‫‪ 2‬ﻗداﻣﺔ ﺑن ﺟﻌﻔر ‪ :‬ﻧﻘد اﻟﺷﻌر ‪ ،‬ﺗﺢ – ﺗﻊ ‪ ،‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻔﺎﺟﻲ ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ص‬
‫‪.61‬‬
‫‪ 3‬ﻣﺣﻣد ﻣﻧدور‪ :‬ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان اﻟﺟدﯾد ‪ ،‬ﻧﺷر و ﺗوزﯾﻊ ﻣؤﺳﺳﺎت ع ﺑن ﻋﺑد ﷲ ‪ ،‬ﺗوﻧس ‪ ،‬ط‪ ، 1988 ، 1‬ص‬
‫‪.156‬‬
‫‪7‬‬
 ‫ﻣدﺧل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘدي‬
‫" ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻭﻓﻬﻡ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺤﻜﻡ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻨﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺒﻌﺽ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬ﻓﺎﻟﻨﻘﺩ ﺇﺫﻥ ﺒﻌﺩﻤﺎ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺃﻭ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ "‬
‫ﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺭﺩﻴﺌﻪ ﺃﺼﺒﺢ ﻓﻨﺎ ﻟﻔﻬﻡ ﻭﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺇﺫﺍ ﻓﺎﻟﻨﻘﺩ ﻫﻭ ﻓﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻰ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ‬
‫ﻭﺘﻤﻴﺯﻫﺎ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﻬﻭ )ﺍﻟﻨﻘﺩ( ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻤﻘﺘﺼﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺩﻱﺀ ﺒل ﺘﻌﺩﺍﻩ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻭﺘﺤﻠﻴﻠﻪ‬

‫‪ .2‬ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪:‬‬

‫أ‪ .‬ﻟﻐــﺔ ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ‪ " :‬ﻤﻥ ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻭﺍﺼﻠﻬﺎ ﻟﻐﻭﺓ ﻤﻥ ﻟﻐﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﻜﻠﻡ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺎ ‪ :‬ﻤﺎ ﻻ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻹﺒل ﻓﻲ ﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻟﺼﻐﺭﻫﺎ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬ﺍﻟﻠﺴﻥ ‪ ،‬ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻭﺍﻟﻠﻐﻭ‬
‫ﺍﻟﻨﻁﻕ ‪ ،‬ﻴﻘﺎل ‪ :‬ﻫﺫﻩ ﻟﻐﺘﻬﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻠﻐﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﺃﻱ ﻴﻨﻁﻘﻭﻥ ")‪.(2‬‬

‫ﻭﻗﻴل ﺃﻨﻬﺎ " ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﻭ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻨﻁﻕ ‪ ،‬ﻭﻤﻨﻪ ﺴﻤﻌﺕ ﻟﻭﺍﻏﻲ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﺃﻱ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﻡ ")‪.(3‬‬

‫ﻭﻋﻨﺩ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ‪ :‬ﻟﻐﺎ ‪ :‬ﺃﻱ ﻗﺎل ﺒﺎﻁﻼ ﻭ ﺒﺎﺒﻪ ﻋﺩﺍ ﻭﺼﺩﻯ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﺼﻠﻬﺎ ﻟﻐﻲ ﺁﻭ ﻟﻐﻭ ﻭﺠﻤﻌﻬﺎ‬
‫ﻟﻐﻰ ﻭﻟﻐﺎﺕ ﺃﻴﻀﺎ ")‪.(4‬‬

‫‪ 1‬ﻗداﻣﺔ ﺑن ﺟﻌﻔر ‪ :‬ﻧﻘد اﻟﺷﻌر ‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪ 2‬ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ‪ :‬ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 13‬ﺹ ‪.214-213‬‬
‫ﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ‪ :‬ﺴﺭ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ‪،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻁ‪1782، 1‬ﻡ‪ ،‬ﺹ ‪.42‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ‪ :‬ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ‪ ،‬ﺹ ‪.499‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
 ‫ﻣدﺧل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘدي‬

‫ﺏ‪ .‬ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺩ ﺍﻫﺘﻡ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺃﺼﻭﺍﺕ ﻴﻌﺒﺭ ﺒﻬﺎ ﻜل ﻗﻭﻡ ﻋﻥ ﺃﻏﺭﺍﻀﻬﻡ " ﺃﻱ ﺃﻥ‬ ‫ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ "‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﻴﻴﺭ ﻋﻥ ﺤﺎﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺼﻭﺕ‪.‬‬

‫ﻭﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﻤﺎ ﻴﺘﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ‪ ...‬ﻴﻘﺎل ﻓﻲ ﻟﻐﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ ﻤﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻭﺍﺘﻔﺎﻗﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺸﻲﺀ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﻑ ﺍﻟﻘﺎﻁﻊ ﺤﺴﺎﻡ "‬
‫ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﻜﺫﺍ ﻤﺜل ﺍﻟﺴﻴﻑ ﺒﺎﻟﺤﺴﺎﻡ ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺴﺩ ﺒﺎﻟﻌﺭﻨﺩﺱ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ‪.‬‬

‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺘﻪ ‪ " :‬ﺃﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﻤﻘﺼﻭﺩﻩ ‪ ،‬ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻓﻌل ﻟﺴﺎﻨﻲ ﻨﺎﺸﺊ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺒﺈﻓﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﻼﻡ‬
‫ﻓﻼ ﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﺼﻴﺭ ﻤﻠﻜﺔ ﻤﺘﻘﺭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻀﻭ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﻜل ﺃﻤﺔ ﺒﺤﺴﺏ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻓﻬﻭ ﻫﻨﺎ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻴﻘﺭ ﻫﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻤﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻓﻜل‬ ‫ﺍﺼﻁﻼﺤﺎﺘﻬﺎ"‬
‫ﻗﻭﻡ ﺃﻭ ﺃﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺃﻤﺎ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻫﺘﻤﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺒﺎﻟﻐﺎ ﺤﻴﺙ ﻋﺭﻓﻬﺎ " ﺩﻱ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻓﻬﻭ ﻟﻡ ﻴﺒﺘﻌﺩ ﻜﺜﻴﺭﺍ‬ ‫ﺴﻭﺴﻴﺭ‪ " :‬ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﻨﻅﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ "‬
‫ﻋﻥ ﺘﻌﺭﻴﻑ " ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ " ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ‪.‬‬

‫ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ‪ ،‬ﺘﺢ ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪ ،1982‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.33‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ‪ :‬ﺴﺭ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.41‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 3‬ﺹ ‪.1264‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻓﻴﺭﺩﻴﻨﺎﻥ ﺩﻱ ﺴﻭﺴﻴﺭ ‪ :‬ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ‪،‬ﺘﺭ‪،‬ﻴﻭﺌﻴل ﻴﻭﺴﻑ ﻋﺯﻴﺯ‪،‬ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ‪،‬ﻤﺎﻟﻙ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﻤﻁﻠﺒﻲ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻻﻓﺎﻕ‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻐﺩﺍﺩ‪ ،‬ﺹ‪.37‬‬

‫‪9‬‬
 ‫ﻣدﺧل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘدي‬
‫ﻭﻴﻌﺭﻓﻬﺎ " ﺘﺸﻭﻤﺴﻜﻲ " ﺒﺄﻨﻬﺎ "ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤل ﻜل ﺠﻤﻠﺔ ﻁﻭﻟﻬﺎ‬
‫ﻤﺤﺩﻭﺩ ﻭﻤﺅﻟﻔﺔ ﻤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ")‪.(1‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻜﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻋﻨﺩﻩ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺘﺄﺜﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻴﺌﺘﻪ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻜﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﺭﻜﺯﺍ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺯﺓ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﻴﺯﻩ ﻋﻥ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ)‪.(2‬‬

‫ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻫﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺼﻭﺘﻴﺔ ﻨﺎﺘﺠﺔ ﻋﻥ ﺘﺄﺜﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻤﺠﺘﻤﻌﻪ‬
‫ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺨﺎﺼﻴﺔ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺘﺼﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻐﻴﺭﻩ ﻓﻬﻲ ﻭﻋﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜﺭ ‪ ،‬ﻭﻤﺭﺁﺓ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ‬
‫ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻌﻜﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺘﺨﺎﻁﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ‪.‬‬

‫ﻭﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻏﻴﺭ ﺠﺎﻤﺩﺓ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺘﺘﻁﻭﺭ ﺒﺘﻁﻭﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺤﻴﺎﺘﻪ‬
‫ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎ ﻭﺜﻴﻘﺎ ‪ ،‬ﻓﺘﺭﻗﻰ ﺒﺭﻗﻴﻪ ﻤﺴﺘﺠﻴﺒﺔ ﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ " ﻭﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﻗﻭﻡ ﻓﻲ ﺤﻘﺒﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ‬
‫ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﻙ ﺃﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭﻤﺎ ﻫﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺭﻗﻲ ﻭﺘﻘﺩﻡ ﺁﻭ ﺠﻤﻭﺩ ﻭﺘﺨﻠﻑ ")‪.(3‬‬

‫ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺘﺘﻁﻭﺭ ﺒﺘﻁﻭﺭﻩ ﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ‬
‫ﻤﺭﺍﺤل ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻓﻬﻲ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠﺘﺤﻭل ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ‪.‬‬

‫ﻓﻬﺫﺍ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻤﺒﺴﻁ ﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺸﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻌﻤﻕ ﻓﻴﻪ‪.‬‬

‫ﻤﻴﺸﺎل ﺯﻜﺭﻴﺎ ‪ :‬ﺍﻷﻟﺴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻟﻴﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻭﻴﻠﻴﺔ ﻭ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ " ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻷﻟﺴﻨﻴﺔ " ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1982 ، 1‬ﺹ ‪.25‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ‪ ،‬ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.16‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻨﻌﻤﺔ ﺭﺤﻴﻡ ﺍﻟﻌﺯﺍﻭﻱ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ‪ ،‬ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺒﻐﺩﺍﺩ ‪ 1984 ،‬ﺹ ‪.24‬‬

‫‪10‬‬
 ‫ﻣدﺧل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘدي‬

‫‪ .3‬ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻠﺤﻥ ‪:‬‬

‫ﻭﺭﺩﺕ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺴﺘﺔ ﻤﻌﺎﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻠﺤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ " ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ‪ ،‬ﻴﻘﺎل ﻤﻨﻪ ﻟﺤﻥ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ ‪ ،‬ﺒﻔﺘﺢ ﺍﻟﺤﺎﺀ ‪ ،‬ﻴﻠﺤﻥ ﻟﺤﻨﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻭ‬
‫ﻟﺤﺎﻥ ﻭﻟﺤﺎﻨﺔ ")‪.(1‬‬

‫ﻭﺠﺎﺀ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻭﻤﻨﻪ ﻗﻭل "ﺍﻟﺭﻤﺨﺸﺭﻱ‪ " :‬ﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﻭﺍﻟﻠﺤﻥ ﻷﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻡ‬
‫ﻏﺭﻴﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﻭﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﻭﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﺴﻨﻥ" ‪ ،‬ﻭﻜﻘﻭﻟﻪ‪ <:‬ﺃﺒﻲ ﺃﻗﺭﺃﻨﺎ ﻭ ﺇﻨﺎ ﻟﻨﺭﻏﺏ ﻋﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻟﺤﻨﻪ ‪ ،‬ﺃﻱ ﻤﻥ ﻟﻐﺘﻪ "‬

‫ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻗﻭل " ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ‪ -‬ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ‪ -‬ﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﺍﻟﻔﺭﺍﺌﺽ ﻭﺍﻟﺴﻨﻥ ﻭﺍﻟﻠﺤﻥ ﻜﻤﺎ‬
‫ﺘﻌﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ " ﺃﻱ ﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻟﺤﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻴﻠﺤﻥ ﻟﺤﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﻜﻠﻡ ﺒﻠﻐﺘﻪ ")‪.(3‬‬

‫ﻭ ﻭﺠﺎﺀ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﻁﻨﺔ " ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ‪ :‬ﻭﻟﻌل " ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺃﻟﺤﻥ ﺒﺤﺠﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺭ ﺃﻱ ﺃﻓﻁﻥ ﺒﻬﺎ "‪.‬‬

‫ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ‪ " :‬ﺇﻨﻜﻡ ﺘﺨﺘﺼﻤﻭﻥ ﺇﻟﻲ ﻭﻟﻌل ﺒﻌﻀﻜﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﻟﺤﻥ ﺒﺤﺠﺘﻪ ﻤﻥ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﺃﻱ ﺍﻓﻁﻥ ﻟﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺒﻌﺽ "‬

‫ﻭﺠﺎﺀ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ‪ " :‬ﺍﻟﻠﺤﻥ ‪ :‬ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻭﺒﺎﺒﻪ ﻗﻁﻊ ﻭ ﻴﻘﺎل ﻓﻼﻥ ﻟﺤﺎﻥ‬
‫ﻭﻟﺤﺎﻨﺔ ﺃﻴﻀﺎ ‪ ،‬ﺃﻱ ﻴﺨﻁﺊ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻠﺤﻴﻥ ﺍﻟﺘﺨﻁﺌﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻠﺤﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﺍﺤﺩ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻠﺤﻭﻥ ﻭﻤﻨﻪ‬
‫ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ " ﺇﻗﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺒﻠﺤﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ")‪.(5‬‬

‫ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ‪:‬ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 13‬ﺹ‪.182‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ‪.182‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ‪:‬ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪. 860‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ‪:‬ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 13‬ﺹ‪.182‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ‪ :‬ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ‪ ،‬ﺹ ‪. 283‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪11‬‬
 ‫ﻣدﺧل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘدي‬
‫"‪4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ﺘﻌﺎﻟﻰ‬ ‫ﻜﻘﻭﻟﻪ‬ ‫‪:‬‬ ‫ﻭﺍﻟﻔﺤﻭﻯ‬ ‫ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ‬ ‫"‬ ‫ﻴﻘﺎل‬ ‫ﻤﺎ‬ ‫ﻜﺫﻟﻙ‬ ‫ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ‬ ‫ﻭﻤﻥ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪" ÉAöqs)ø9$# Ç`óss9 ’Îû óOßg¨YsùÌ•÷ètGs9ur‬‬

‫ﺃﻱ ﻓﺤﻭﻯ " ﺍﻟﻘﻭل ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻅﻬﺭﺕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺨﺘﻼﻁ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﻐﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﺎﺠﻡ ﻤﻥ ﺭﻭﻡ ﻭﻓﺭﺱ ﻭﻏﻴﺭﻫﻤﺎ‬
‫ﻓﻨﺯل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻭﺍﺨﺘﻠﻁﻭﺍ ﺒﺄﻫﻠﻬﺎ ﺒﻌﺩﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﻨﺩﻫﻡ‬
‫ﺼﺎﻓﻴﺔ ﻓﺼﻴﺤﺔ " ﻭ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻼﻁ ﺘﻐﻴﺭﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺒﻤﺎ ﺃﻟﻘﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻠﻤﺘﻌﺭﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺠﻡ – ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻠﺴﺎﻨﻴﺔ – ﻓﻔﺴﺩﺕ ﺒﻤﺎ ﺍﻟﻘﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻤﺎ ﻴﻐﺎﻴﺭﻫﺎ‬
‫ﻟﺠﻨﻭﺤﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﻋﺘﻴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻤﻊ")‪.(3‬‬

‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﺈﻫﻤﺎل ﺍﻟﻨﻘﻁ ﻭﺍﻟﺸﻜل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻁﺭﻴﺔ ﺘﻐﻨﻰ ﻋﻥ ﻨﻘﻁ‬
‫ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻭ ﺸﻜﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﻡ ﻴﻌﺭﻓﻭﺍ ﺍﻟﻨﻘﻁ ﻭ ﻻ ﺍﻟﺸﻜل ﻭ ﻗﻴل ﺃﻥ " ﺃﻭل ﻟﺤﻥ ﺴﻤﻊ ﺒﺎﻟﺒﺎﺩﻴﺔ " ﻫﺫﻩ‬
‫ﻋﺼﺎﺘﻲ" ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ "ﻋﺼﺎﻱ "‪.‬‬

‫)‪(4‬‬
‫‪،‬ﻭ‬ ‫ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪" $pköŽn=tæ (#àsž2uqs?r& y“$|Átã" :‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪.‬ﻭ ﻟﻌل ﺃﻭل ﻤﺎ‬ ‫ﺃﻭل ﻟﺤﻥ ﺴﻤﻊ ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ "ﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺡ " ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ " ﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻼﺡ "‬
‫ﺍﺨﺘل ﻭ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻜﻘﻭل ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ‪ " :‬ﻷﻥ ﺃﻗﺭﺃ‬
‫)‪(6‬‬
‫‪ .‬ﻓﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺠﻡ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺭﺏ ﺇﻁﻼﻗﺎ ﻤﺜل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻬﻭ‬ ‫ﻓﺄﺴﻘﻁ ﺃﺤﺏ ﺇﻟﻲ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺃﻗﺭﺃ ﻓﺄﻟﺤﻥ "‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﻤﺤﻤﺩ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ‪ :‬ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻤﺞ‪.183 ، 13‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 3‬ﺹ ‪.1256‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﻁﻪ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.18‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ‪ :‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 2‬ﺹ ‪.219‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺯﻫﺭ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺃﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ‪ ،‬ﺸﺭﺤﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺠﺎﺩ ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ ‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﺩ‬ ‫‪6‬‬

‫ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻱ ‪ ،‬ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 2‬ﺹ ‪.396‬‬
‫‪12‬‬
 ‫ﻣدﺧل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘدي‬
‫" ﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻭ ﺼﻼ ‪ ،‬ﻭ ﻗﻁﻌﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻭ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل‬
‫ﺇﻻ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﻁﻊ ")‪.(1‬‬

‫ﻓﺎﻟﻠﺤﻥ ﺇﺫﺍ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻥ ﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﻭﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺘﻐﻴﻴﺭ‬
‫ﺸﻜل ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺃﻭ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻤﺨﺭﺠﻪ‪.‬‬

‫• ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﻠﺤﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻁﺭﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻗﺩﻴﻤﺎ ﺃﺜﺎﺭﺕ ﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻭ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ‬
‫ﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻓﺴﺎﺩﻫﺎ ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻤﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ‪.‬‬

‫‪ .4‬ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ‪:‬‬

‫ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻷﺩﺏ ﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻨﻘﺩ ﻤﻭﺠﻪ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺨﻠﻕ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪،‬ﻓﺘﺘﻔﺎﻭﺕ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻨﻘﺩ ‪ ،‬ﻭﺘﺘﻌﺩﺩ ﻤﻘﺎﻴﻴﺴﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻜل‬ ‫ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻉ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺩ‬
‫ﻨﺎﻗﺩ ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻤﻥ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺒﻌﻀﻬﻡ ﻴﻌﻨﻰ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ‬
‫ﻭ ﻫﻡ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺒﺘﻔﺴﻴﺭ ﺴﻠﻭﻙ‬ ‫ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻨﻪ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻪ ‪ ،‬ﻭﻫﻡ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ‬
‫ﻟﻜﻥ ﺃﺩﺭﻙ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻜﻭﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻭﻻ ﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﺃﻥ " ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ " ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻩ ﻤﻥ ﻓﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﻼﺌﻡ ﻟﻬﺫﻩ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﻭﺍﺴﺘﺠﻼﺀ ﺩﻗﺎﺌﻘﻬﺎ ﻻﺭﺘﺒﺎﻁﻪ ﺒﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ‬
‫ﻟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﺼﻠﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺎﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻴﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺃﻥ " ﻴﺘﺒﺤﺭ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻨﻅﺭﻴﺎﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻴﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺩﺭﺴﻬﺎ ﻭﻓﻘﻬﻬﺎ ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻀﺭﺏ‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻠﺤﻥ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺸﺭﻭﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻠﻤﺎﻥ‬ ‫‪1‬‬

‫ﻁ‪ ، 2008 ، 1‬ﺹ ‪.08‬‬

‫ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻗﺏ ‪ :‬ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻜﺎﺭ ﻨﺎﻗﺩﺍ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻴﺎﺯﻭﺭﺩﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 2‬ﻋﻤﺎﻥ ‪2007 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،‬ﺹ ‪.139‬‬
‫ﻴﻨﻅﺭ‪ :‬ﻨﻌﻤﺔ ﺭﺤﻴﻡ ﺍﻟﻌﺯﺍﻭﻱ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ‪ ،‬ﺹ ‪.9-6‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪13‬‬
 ‫ﻣدﺧل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧﻘدي‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻴﺯﻴﺩﻩ ﺒﺼﺭﺍ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻤﺎ ﺘﺯﺨﺭ ﺒﻪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ‬
‫ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﻁﺎﻗﺎﺕ ﺘﻌﺒﻴﺭﻴﺔ ")‪.(1‬‬

‫ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺃﻥ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻜل ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻨﻅﺭﻴﺎﺘﻬﺎ ﻟﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻓﻙ ﻤﻐﺎﻟﻕ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻨﺩﻭﺭ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﻭﻤﻨﺎﻫﺞ ﺒﺤﺜﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻨﺎﻗﺩ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺯ ﺒﻬﺎ ﻭﻴﻅﻔﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺄﻭﻓﻰ ﻨﺼﻴﺏ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺃﻥ ﻴﻠﻡ ﺒﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻤﻨﻬﺠﻬﺎ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﻟﻔﺎﻅﻬﺎ ﻭﺼﻴﻐﻬﺎ‬
‫ﻭﺘﺭﺍﻜﻴﺒﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺃﺩﺒﻨﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ " ﻴﻌﺠﺏ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻷﻓﺫﺍﺫ ﻤﻥ‬
‫ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻭﻗﺩﺭﺓ ﻓﺎﺌﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺠﻼﺀ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﻔﻭﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ‬
‫ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺃﺴﺭﺍﺭﺍ ﻭﺇﻴﺤﺎﺀﺍﺕ ﺘﺯﻴﺩﻨﺎ ﻤﺘﻌﺔ ﺒﺎﻟﻨﺹ ")‪.(3‬‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ‬

‫ﻭﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻓﻙ ﻤﻐﺎﻟﻘﻪ ﻭﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺩﻗﺎﺌﻘﻪ ‪،‬ﻓﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻫﻲ‬
‫ﺇﻨﺎﺭﺓ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﺭ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻟﻴﺅﺩﻱ ﺍﻟﻐﺭﺽ ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺜﺎﺭﺓ ﻭﺍﻹﻤﺘﺎﻉ ‪ ،‬ﻓﺎﻷﺩﻴﺏ ﺒﻌﻘﻠﻪ‬
‫ﻭﻤﻭﻫﺒﺘﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎ ﺨﺎﺼﺎ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﺒﺫﻭﻗﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﺭﺏ ‪ ،‬ﻴﺠﻠﻭ ﺴﻤﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﺨﺎﺹ ‪ ،‬ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﺃﺤﺴﻥ ﻓﻬﻤﺎ)‪.(4‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ‪ ،‬ﺹ ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻨﺩﻭﺭ ‪ :‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ‪ ،‬ﺹ ‪.134‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻨﻌﻤﺔ ﺭﺤﻴﻡ ﺍﻟﻌﺯﺍﻭﻱ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ‪ ،‬ﺹ ‪.16‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ‪ :‬ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.19‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬
‫‪ .1‬ﻧﺷﺄة اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي‬
‫‪ .2‬ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ‪:‬‬
‫اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺻوﺗﻲ‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺣوي‬
‫ج‪ -‬اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺻرﻓﻲ‬
‫د‪ -‬اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﻲ‬
‫‪ .3‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻟﺑﻼﻏﻲ ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻟﻔﺎظ‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗراﻛﯾب‬
‫‪ .4‬ﺟﮭود ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﯾن‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫‪ .1‬ﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻐل ﺤﻴﺯﺍ ﻭﺍﺴﻌﺎ ﻓﻲ ﺘﺭﺍﺜﻨﺎ ﺍﻟﻨﻘﺩﻱ ‪ ،‬ﻭﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﺘﻁﻭﺭ ﻜﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ‪ ،‬ﻭﺍﻥ ﻟﻜل ﻋﺼﺭ ﻨﻅﺭﻴﺎﺘﻪ ﻭﻤﻘﺎﻴﻴﺴﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻘﺎﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﺘﻠﻐﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻌﻬﺎ ﺠﺯﺌﻴﺎ ‪ ،‬ﻟﻜﻥ ﺜﻤﺔ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻻ‬
‫ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺯﻭل ﺒل ﺘﺘﻁﻭﺭ ﻭﺘﺒﻘﻰ ﺭﺍﺴﺨﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺭﺒﻤﺎ ﺍﻜﺘﻤﻠﺕ ﻭﻨﻀﺠﺕ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻫﺎ ﻭﻤﻨﻬﺎ‬
‫ﻤﻭﻀﻭﻉ – ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ – ﺍﻟﺫﻱ ﻅﻬﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺒﺴﺒﺏ‬
‫" ﺸﻴﻭﻉ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻷﻋﺎﺠﻡ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻟﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺱ ﻓﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺘﺒﺘﻌﺩ ﺸﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻭﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ‬ ‫ﻋﻥ ﻓﺼﺎﺤﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻀﻌﻔﺕ ﺴﻠﻴﻘﺘﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﻋﻨﺩ ﺒﻠﻐﺎﺌﻬﻡ ﻭﺨﻁﺒﺎﺌﻬﻡ ﺍﻟﻤﻔﻭﻫﻴﻥ "‬
‫ﻭﻗﻊ ﺒﻴﻥ " ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﻴﻌﻤﺭ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﺤﻜﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﺃﺘﺠﺩﻨﻲ ﺃﻟﺤﻥ ؟ ﻓﻘﺎل‬
‫ﻴﺤﻴﻰ ‪ :‬ﺍﻷﻤﻴﺭ ﺃﻓﺼﺢ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻋﺯﻤﺕ ﻋﻠﻴﻙ ﻟﺘﺨﺒﺭﻨﻲ ﻓﻘﺎل ﻴﺤﻴﻰ ‪ :‬ﻨﻌﻡ‪ .‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﻓﻲ‬
‫ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ؟ ﻗﺎل ‪ :‬ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ‪ .‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺫﻟﻙ ﺃﺴﻭﺍ ﻓﻔﻲ ﺃﻱ ﺤﺭﻑ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ؟ ﻗﺎل‬
‫ﻗﺭﺃﺕل ْ" إ ِن ْ ﻛ آ‬
‫َﺎن َﺑ َﺎؤ ُو َﻛ أ َُم ْﺑ ْﻧ َﺎؤ ُو َﻛإ ُم ِْﺧ ْ و َ اﻧو َُﻛأ ُم َْز ْ و َ اﺟوُﻛَ ُم ْﻋ َ ﺷ ِ ﯾر َ ﺗ ُﻛو َُم ْأ َﻣ ْ و َ ااﻗلْﺗٌ َر َ ﻓ ْﺗ ُ ﻣ ُووھ ََﺎﺗ ِﺟ َ ﺎر َ ة ٌ‬ ‫ﻗُ‬
‫ُوا َ ﺗ ﱠﻰ ٰ‬
‫ب ﱠﯾ ْﻛ ُم ْ ﻣ ِن َﷲ ﱠو ِ َ ر َ ﺳ ُوﻟِوﮫ ِ َ ﺟ ِ ﮭ َﺎد ٍ ﻓِﻲﺳ َ ﺑ ِ ﯾﻠِﻓﮫ َِﺗ َر َ ﺑ ﱠ ﺻ ﺣ‬
‫ﺗ َﺧ ْ ﺷ َو ْ ن َﻛ َﺳ َ ﺎد َ ھو َ َﺎﻣ َﺳ َ ﺎﻛﺗِنَر ُ ْ ﺿ َ و ْ ﻧ َ ﮭأَﺎَﺣ َإ ِ ﻟ َ‬
‫◌ َ ﷲ ﱠ ُﻻ َ ﯾ َ ﮭ ْ داﻟ ِْيﻘ َو ْ اﻟم َْ ﻔ َﺎﺳ ِ ﻘِﯾن َ ﴿‪.(2)"﴾٢٤‬‬
‫ﷲﺑ ِ ﱠﺄ ُ َ ﻣ ْر ِ ه ِو‬
‫ﯾ َﺄ ْ ﺗِﻲ َ‬

‫)‪(3‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭﻫﻭ ﺃﺸﻬﺭ ﺨﻁﺒﺎﺀ‬ ‫ﻓﺭﻓﻌﺕ ﺃﺤﺏ ﻭﻫﻭ ﻤﻨﺼﻭﺏ ﻓﻐﻀﺏ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻬﺩ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ‪ ،‬ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﺃﺼﻭﻟﻬﺎ ﻴﻠﺤﻥ ﻓﻲ‬
‫ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺤﺭﻑ ﻤﻥ ﺤﺭﻭﻑ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ‪ ،‬ﻓﻜﻴﻑ ﻫﻭ ﺤﺎل ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺸﺎﻉ ﺍﻟﻠﺤﻥ‬
‫ﻭﺘﻌﺩﺩﺕ ﻤﻅﺎﻫﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻟﺘﺸﻤل ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻭﺍﻟﻠﻔﻅ ﻭﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ‪ " ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ‬
‫ﺃﺯﻋﺞ ﺍﻟﺤﺱ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﻭﺤﺭﻜﺕ ﺍﻟﻐﻴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻤﻥ ﻟﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭﻨﺤﺎﺓ‬

‫ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 8‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﺹ ‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.24‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﺘﻴﻕ ‪ :‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ – ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﺹ ‪.181‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪16‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻟﺤﻔﻅ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻤﻥ ﺃﻱ‬ ‫ﻓﺎﻨﻁﻠﻘﻭﺍ ﻴﺒﺤﺜﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻟﻐﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺔ "‬
‫ﺘﺤﺭﻴﻑ‪.‬‬

‫ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭﺃﺨﺭﻯ ﺠﻌﻠﺕ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻥ ﻴﺠﻤﻌﻭﺍ ﺃﻟﻔﺎﻅﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺃﺸﻌﺎﺭﻫﺎ " ﻭﻴﺴﻌﻭﻥ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻭﻗﺎﺌﻴﺔ ﺘﺼﻭﻥ ﻟﻐﺘﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﺫﻭﺏ ﻤﻘﻭﻤﺎﺘﻬﺎ ﻭﺨﺼﻭﺼﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﻭﻗﺩ ﺍﺸﺘﺭﻁﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺃﻥ ﻻ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺭﺒﺔ ‪ ،‬ﻭﻟﻺﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺘﻬﺎ ﻭﺘﻤﺎﺜل ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ "‬
‫ﻴﺄﺨﺫﻭﺍ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻤﻥ ﻋﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﻴﺭﺤﻠﻭﺍ ﻓﻲ ﻁﻠﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﺎﻁﻥ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺩﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﻨﺎﺒﻴﻌﻬﺎ‬
‫ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ‪ /‬ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﺼﺩﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻴﺘﻴﻥ ‪ " :‬ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ ‪ :‬ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻤﻭﺍ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻡ ﻭﻴﻜﺘﺴﺒﻭﺍ ﺍﻟﺴﻠﻴﻘﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ‪ ،‬ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ‪ :‬ﺃﻥ ﻴﻠﺘﻘﻁﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻭﺍﻩ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﺎﺩﺘﻬﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ "‬
‫ﺠﻌل ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﻱ ﺍﻟﺘﺭﺤﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻭﺍﺩﻱ ﻭﻤﻌﻬﻡ ﻗﻭﺍﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺩﺍﺩ ﻭﺃﺤﻤﺎل ﺍﻟﺼﺤﻑ ‪ ،‬ﻟﻴﺩﻭﻨﻭﺍ‬
‫ﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻓﻭﺍﻩ ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ‪ " ،‬ﻓﻤﻀﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺩﺘﻴﻥ )ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭﺓ(‬
‫ﻭﺘﻼﻤﻴﺫﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﻤﺸﺎﻓﻬﺔ ﺍﻷﻋﺭﺍﺏ ﻭﺴﻤﺎﻉ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﻭﺍﻷﺸﻌﺎﺭ ﻤﻨﻬﻡ ‪ ،‬ﻭﺃﻀﺎﻓﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ‬
‫ﻤﺎ ﺴﻤﻌﻭﻩ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﺘﺫﺘﻬﻡ ")‪.(4‬‬

‫ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺒﻔﻀل ﻤﺎ ﺠﻤﻌﻭﻩ ﻤﻥ ﺜﺭﻭﺓ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﻀﻌﻭﺍ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻭﻀﻭﺍﺒﻁ‬
‫ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ " ﻫﻴﺄﺕ ﻟﻨﺸﻭﺀ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﻭﻭﻀﻊ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻪ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻘﺼﺎﺀ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﻟﻠﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ‪ ،‬ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺎﻤﺔ ﺒﺨﻭﺍﺼﻬﺎ‬
‫)‪(5‬‬
‫ﻤﻤﺎ ﺃﻜﺴﺒﻬﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺘﺫﻭﻗﻪ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻕ ﻓﻴﻪ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ‬ ‫ﻭﺃﻭﻀﺎﻋﻬﺎ ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ "‬
‫ﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭﻜل " ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺃﻨﺴﺎﺒﻬﺎ ﻭﺭﻭﺍﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺸﺭﺤﻪ ﻭﻭﻗﻭﻓﻬﻡ‬

‫‪ 1‬ﺭﺍﺒﺢ ﺍﻟﻌﻭﻴﻨﻲ ‪ :‬ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻟﻠﻬﺠﺭﺓ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 2005 ، 1‬ﺹ ‪.40‬‬
‫‪2‬ﻣوﻗﻊ اﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب‪) www.owv-dam-org:‬اﻟﻧﻘد اﻻدﺑﻲ(‬
‫‪ 3‬ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ :‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺍﻷﻭل ‪ ،‬ﻁ‪ ، 5‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻤﺼﺭ ‪ ،‬ﺹ ‪.118‬‬
‫ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ :‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 2‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻤﺼﺭ ‪ ،‬ﺹ ‪.142‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.12‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪17‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻜﻤﺎ ﺴﺎﻋﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺒﺩﺍﺀ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻡ ﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻭ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺽ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ "‬
‫ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ " ﻤﻠﺘﺯﻤﻴﻥ ﻓﻲ‬
‫ﻨﻘﺩﻫﻡ ﺒﺎﻷﺼﻭل ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﻭﻫﺎ ﻓﻼ ﻴﺴﻤﺤﻭﻥ ﻟﻐﻴﺭﻫﻡ ﺒﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ‪ ،‬ﻭﺇﺫﺍ ﺘﻌﺩﺍﻫﺎ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﻡ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺎﻟﺸﺩﺓ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺨﻁﺄﻭﻩ ﻭﺜﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻗﺩﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ "‬
‫ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺴﺎﻤﺢ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﺩﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺏ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺴﻼﻤﺘﻬﺎ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻑ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﻨﻘﻴﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺩﺨﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﻭﺸﻴﺔ‪.‬‬

‫" ﻓﺎﻟﻨﺎﻗﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﺠﻭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻭﺨﻴﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ‪ ،‬ﻗﺩﺭ ﻋﻨﺎﻴﺘﻪ ﺒﻠﻐﺘﻪ ﻭﻤﺘﺎﺒﻌﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺃﻱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻪ‬ ‫ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺃﺨﻁﺎﺌﻪ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺼﺤﺔ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﺍﻟﺼﺭﻑ "‬
‫ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻠﺤﻥ ﻭ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﻑ ﻭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺠﺎﻋﻠﻴﻥ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ‬
‫ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻨﺼﺏ ﺃﻋﻴﻨﻬﻡ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻁﻕ ﺒﻪ‪ ،‬ﻤﻊ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭ ﺍﻷﺴﺱ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺘﻭﺼﻠﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ )ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ( ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﺼﺩﺍﻡ ﺒﻴﻥ ﻫﺅﻻﺀ " ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻭ ﺒﻴﻥ‬ ‫ﺍﻟﺤﺭﺍﺱ ﺍﻷﻤﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﻭﺍ ﺩﻗﺎﺌﻘﻬﺎ ﻭ ﺠﻤﻌﻭﺍ ﺸﻌﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ "‬
‫ﻓﺭﻴﻕ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻟﻴﺱ ﻭﻗﻭﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺼﻭﺍﺒﻲ ﻟﻠﻜﻼﻡ‬
‫)‪(5‬‬
‫‪،‬ﻓﺎﻟﻨﻘﺩ‬ ‫ﻓﻘﻁ ﺒل ﻫﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﺼﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻭ ﺘﺤﻠﻴﻠﻪ ﻭ ﺘﺒﻴﺎﻥ ﺃﺴﺭﺍﺭﻩ "‬
‫ﺤﺴﺏ ﺭﺃﻴﻬﻡ ﻻ ﻴﻘﻑ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺒﻘﺩﺭ‬

‫ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺼﺎﻭﻱ ﺍﻟﺠﻭﻴﻨﻲ ‪ :‬ﺃﻟﻭﺍﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.79‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺃﻨﻴﺱ ‪ :‬ﻤﻥ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭ ﻤﺼﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 7‬ﺹ ‪.10‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺇﻴﺎﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ‪ :‬ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﻭﺠﻬﻭﺩﻩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﻕ ﻟﻠﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﻁ‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ، 2001‬ﺹ ‪.419‬‬
‫ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ :‬ﺍﻟﻔﻥ ﻭ ﻤﺫﺍﻫﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻤﺼﺭ ‪ ،‬ﺹ ‪.124‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﺼﻴﻔﻲ ‪ :‬ﺒﻴﺌﺎﺕ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‬ ‫‪5‬‬

‫ﻁ‪ ، 2‬ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ‪ ، 1990 ،‬ﺹ ‪.31‬‬

‫‪18‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﻟﻬﺫﺍ ﺍﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ "‬
‫ﻓﺎﻟﻨﺤﺎﺓ ﻴﺘﻬﻤﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺒﺎﻟﺨﻁﺄ ﻭ ﺍﻟﻠﺤﻥ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺒﺩﻭﺭﻫﻡ ﻴﺘﻬﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎل ")‪.(1‬‬

‫" ﻓﺎﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭ ﻫﻡ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻁﻘﻭﻥ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻋﻥ ﺴﻠﻴﻘﺔ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻟﻴﺴﺘﺴﻴﻐﻭﺍ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺒﻠﻭﺍ ﺍﻟﻨﻘﺩ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻤﻤﻥ ﺍﻜﺘﺴﺒﻭﺍ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻜﺘﺴﺎﺒﺎ ")‪.(2‬‬

‫ﻟﻜﻥ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻭﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ " ﻴﻨﻘﺩﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻨﻘﺩﺍ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ ‪ ،‬ﻨﻘﺩﺍ ﻴﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺼﺏ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻭ ﻴﺭﺍﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﻨﻭﺍﺤﻴﻪ ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﺃﺭﺴﻭﺍ ﻤﻘﺎﻴﻴﺴﻬﻡ ﻓﻲ‬
‫ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﺎﻀﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﺃﺤﺎﻁﻭﺍ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺩﻗﺎﺌﻕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺃﺼﻭل‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺯﺍﺩ " ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭ ﺃﻋﺎﺭﻴﺽ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﻤﺎ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ "‬
‫ﺘﻁﻭﺭﺍ ﻭ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭﺍ ﻜﺒﻴﺭﻴﻥ ﺒﻔﻀل ﺠﻬﻭﺩ ﻋﻠﻤﺎﺌﻬﺎ ﻭ ﺘﻨﺎﺴﺒﺎ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺒﻠﻐﻪ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﻨﻀﺞ ﺜﻘﺎﻓﻲ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻨﻭﻉ ﻭ ﺍﺘﺴﺎﻉ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺘﻪ ﻭ ﺘﻌﺩﺩ ﻤﻘﺎﻴﻴﺴﻪ ﻷﻥ ﺘﻐﻴﺭ‬ ‫ﻭ ﺃﺩﺒﻲ ﻜﺒﻴﺭ "‬
‫ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺼﺤﺒﻪ ﺘﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻷﻥ ﻓﻲ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺼﺭ " ﺃﺨﺫ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ﻴﺘﺤﻭﻻﻥ ﺇﻟﻰ ﻓﻥ ﻭ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻨﺎ ﻴﺼﺩﺭﺍﻥ ﻋﻥ ﻁﺒﻊ‬
‫ﻭ ﺴﻠﻘﻴﺔ ‪ ...‬ﻭ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﺄﺨﺫ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ‬
‫ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺍﻟﺫﻭﻕ ﺍﻟﻔﻁﺭﻱ ﺒﺎﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭ ﺃﻥ‬
‫ﻴﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺫﻭﻕ ﻤﺜﻘﻑ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺘﺒﻌﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻨﻌﻡ ﺘﻠﻴﻤﺔ ‪ ،‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺭﺍﻀﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﺩﺍﺨل ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺤﻭل ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺘﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻨﺼﻭﺹ‬ ‫‪1‬‬

‫ﺒﻼﻏﻴﺔ ﻭ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻭ ﺤﺩﻴﺜﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ، 1985 ،‬ﺹ ‪.185‬‬
‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﺘﻴﻕ ‪ :‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.280‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.280‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻔﺎﺠﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻟﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻁ‪1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ، 2004‬ﺹ ‪.103‬‬
‫‪19‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ ﻴﺸﺘﻐﻠﻭﻥ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺘﺩﻭﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺠﻤﻊ‬ ‫ﻭ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭ ﻴﻔﻴﺩ ﻤﻨﻬﺎ "‬
‫ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻭ ﺃﻗﻭﺍل ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﻤﻌﻭﺍ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺩﻱ ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ‪ ،‬ﺃﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﻤﻌﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺜﻨﻰ ‪ ،‬ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ‪،‬‬
‫ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺜﻘﻔﻲ ‪ ،‬ﻋﻨﺒﺴﺔ ﺒﻥ ﻤﻌﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﻴل ‪ ،‬ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪ ،‬ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ‬
‫ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ‪ ،‬ﺨﻠﻑ ﺍﻷﺤﻤﺭ ‪ ،‬ﺍﻷﺨﻔﺵ ‪ ...،‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻨﻬﻡ " ﻜﺎﻨﻭﺍ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻟﺘﺴﺘﻤﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ‬ ‫ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻬﺩﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻤﺎﻡ ﻏﻴﺭﻫﻡ "‬
‫ﺒﻌﺩ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﻨﻘﺎﺩ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ " ﺍﻤﺘﺩﺍﺩﺍ ﻟﻠﺫﻴﻥ ﺠﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺍﺸﺘﻐﻠﻭﺍ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭ ﻓﺤﺼﺎ ﻓﺘﻭﺼﻠﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ‬ ‫ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻠﻬﺠﺭﺓ "‬
‫ﺘﻭﺼﻠﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺤﻴﺙ ﺩﻋﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﻭﻭﻀﻊ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻀﻌﻬﺎ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻭ ﺍﻹﺒﻬﺎﻡ ﻟﻜﻲ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﻀﻭﺡ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺹ‬
‫ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻻ ﻴﻭﺼﻑ ﺒﺎﻟﺤﺴﻥ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺤﺘﻰ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ " ﻟﺫﻟﻙ ﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ‬
‫ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺒﻨﻴﺔ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻤﺘﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭ ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺔ‪ ،‬ﻓﻌﻤﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴﻠﻪ ﻭ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻤﻥ‬
‫ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﻻﻟﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺩﻯ ﻤﻁﺎﺒﻘﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ‬
‫ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻻ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻓﺘﻠﻙ ﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻓﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻤﻔﺭﺩﺍﺘﻬﺎ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺩﻋﻭﻥ "‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﺘﻴﻕ ‪ :‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.281‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺇﺤﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ ‪ :‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻫـ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﺸﺭﻭﻕ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ، 2006 ،‬ﻋﻤﺎﻥ – ﺍﻷﺭﺩﻥ ‪ ،‬ﺹ ‪.83‬‬

‫ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺤﺴﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻓﻲ ﺁﺜﺎﺭ ﺃﻋﻼﻤﻪ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ،‬ﻁ‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪ ، 1996 ،‬ﺹ ‪.203‬‬

‫ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﺭﺒﻴﻌﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻤﺠﻠﺔ ﻓﺼﻭل ‪ ،‬ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ‪ ،‬ﻉ‪ ، 1984 ، 1‬ﺹ ‪.39‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪20‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﺴﻼﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻨﻕ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺃﻟﻔﺎﻅﻬﺎ ﻗﺩﻴﻤﺎ ﻟﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﻭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻭ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﻨﺜﺭﻱ ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻨﻭﺍ‬
‫ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺸﻴﺭﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺭﺩﺍﺀﺓ ﻓﻴﻪ‪.‬‬

‫ﻭ ﻗﺩ ﺍﻨﺼﺏ ﻨﻘﺩﻫﻡ ﻟﻠﺸﻌﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﺌل ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﺜل ‪ :‬ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﻁﺒﻊ ﻭ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻭ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻭ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ "‬

‫ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺩ " ﻴﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﻭ ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ")‪.(2‬‬

‫ﻟﺫﺍ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻴﺤﺘﻜﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺨﻼل ﻋﻤﻠﻴﺘﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ‪،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻤﻠﺯﻤﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﺍﻹﺒﺩﺍﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ .2‬ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ‪:‬‬

‫ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻨﻘﺩﻫﻡ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ‬
‫ﻭ ﻫﻲ‪:‬‬

‫ﺃ‪ .‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ‪:‬‬

‫ﺤﺭﺹ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ‬
‫ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺼﻭﺘﻴﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﺭﻭﻓﻬﺎ ﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ ‪،‬ﻭ ﻴﻘﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﻋﺩ ﺴﻤﺔ‬
‫ﻤﻥ ﺴﻤﺎﺕ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺄﻟﻴﻑ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﻤﻥ ﺤﺭﻭﻑ ﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﺭﺝ ﺘﻠﻙ‬
‫ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺘﺠﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﺇﺫ ﺍﺠﺘﻤﻌﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ‬

‫ﻨﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺴﺩ ‪ :‬ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﻘﺼﻴﺩﺓ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺍﻷﻭل‬ ‫‪1‬‬

‫ﺩﺍﺭ ﻫﻭﻤﺔ ‪ ،‬ﺒﻭﺯﺭﻴﻌﺔ – ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1‬ﺹ ‪.230‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.207‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪21‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﺍﻟﻤﻨﻅﺭ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻭﺍﺩ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻔﺭﺓ ﻟﻘﺭﺏ ﻤﺎ‬
‫ﺒﻴﻨﻪ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺴﻭﺩ ‪،‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻻ ﻴﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻓﻴﻪ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ‪،‬ﺇﺫﺍ ﻤﺯﺠﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻬﻭ ﺭﺒﻁ ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﺒﺘﺒﺎﻋﺩ ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺤﺭﻭﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻤﺸﺒﻬﺎ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﺒﻤﺎ ﺘﺭﺍﻩ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ"‬
‫ﻤﻨﺎﻅﺭ ﻤﺘﺒﺎﻋﺩﺓ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ‪.‬‬
‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻴﺒﻴﻥ " ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ " ﻤﺘﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻨﺴﺠﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﺇﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺘﺴﺘﺤﺴﻥ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﻤﺎ ﺘﺒﺎﻋﺩﺕ ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺤﺭﻭﻓﻪ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻬﻤﺯﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻭﻥ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺤﺎﺀ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﺎﺀ‬
‫ﻨﺤﻭ‪ :‬ﺁﻥ ‪ ،‬ﻭﻨﺄﻱ ‪ ،‬ﻭﺤﺏ ‪ ،‬ﻭﺒﺢ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺴﺘﻘﺒﺢ ﻤﺎ ﺘﻘﺎﺭﺒﺕ ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺤﺭﻭﻓﻪ ")‪.(2‬‬
‫ﻭﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺭﺍﻥ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻴﻡ ﻻ‬
‫ﺘﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﻅﺎﺀ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺍﻟﻘﺎﻑ ﻭﻻ ﺍﻟﻁﺎﺀ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﻴﻥ ‪ ،‬ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭﻻ ﺘﺄﺨﻴﺭ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺯﺍﻱ ﻻ ﺘﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﻁﺎﺀ ﻭﻻ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﻀﺎﺩ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺍﻟﺫﺍل ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭﻻ ﺘﺄﺨﻴﺭ ")‪،(3‬ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻗﺘﺭﺍﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ‬
‫ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ ‪ ،‬ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ " ﻤﺎ ﻻﺤﻅﻪ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻌﻴﺩ ﻓﻲ ﻗﻭل ﺃﺒﻲ ﺘﻤﺎﻡ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻓﺭ‬
‫ﺼﻭﺘﻲ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺘﻤﺎﻡ ‪:‬‬
‫ﻤ‪‬ﻌ‪‬ﻲ ﻭ‪ ‬ﻤ‪ ‬ﹶﺘﻰ ﻤ‪‬ﺎ ﻟﹸﻤ‪‬ﺘﻪ ﻟﹸﻤ‪‬ﺘﹸﻪ ﻭ‪‬ﺤ‪‬ﺩ‪‬ﻱ‬ ‫ﻜﹶﺭﹺﻴﻡ‪ ‬ﻤ‪ ‬ﹶﺘﻰ َﺃﻤ‪‬ﺩ‪‬ﺤ‪‬ﻪ ﺃَﻤ‪‬ﺩ‪‬ﺤﻪ ﺍﻟﻭ‪‬ﺭ‪‬ﻯ‬

‫ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻫﻭ ﺨﺎﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍل ‪،‬ﻨﺎﻓﺭ ﻜل ﺍﻟﻨﻔﺎﺭ ")‪.(4‬‬

‫ﻭﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻫﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ‪ -‬ﺃﻤﺩﺤﻪ – ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻤﻌﺕ ﺒﻴﻥ‬
‫ﺤﺭﻓﻴﻥ ﺤﻠﻘﻴﻴﻥ ﻤﺘﺠﺎﻭﺭﻴﻥ )ﺍﻟﻬﺎﺀ ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺎﺀ( ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺘﻜﺭﺍﺭﻩ ﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﻤﺭﺘﻴﻥ‪.‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺍﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ‪ :‬ﺴﺭ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.54‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 2‬ﺹ ‪.228‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺒﺤﺭ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ‪ :‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ‪ ،‬ﺘﺢ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 4‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 1‬ﺹ ‪.69‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻘﻴﺭﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﺒﻥ ﺭﺸﻴﻕ ‪ :‬ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﻨﻘﺩﻩ‪،‬ﺘﺢ‪-‬ﺘﻊ‪،‬ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ‪،‬ﺩﺍﺭ‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﺠﻴل ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪،‬ﻁ‪،5‬ﺴﻭﺭﻴﺎ‪ ،1981،‬ﺹ ‪.242‬‬

‫‪22‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻴﺒﻴﻥ " ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﺒﻭﺼﻑ ﻜل ﻤﺨﺭﺝ ﻭ ﻤﺎ ﻴﺼﺤﺒﻪ ﻤﻥ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻁﻕ ‪ ،‬ﺜﻡ‬
‫ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻭﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻭﻗﻴﻡ ﺼﻭﺘﻴﺔ ﻜﺎﻟﺸﺩﺓ ﻭﺍﻟﺭﺨﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻬﺭ ﻭﺍﻟﻬﻤﺱ‬
‫ﻭﺍﻹﻁﺒﺎﻕ ﻭﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ")‪.(1‬‬
‫ﻓﺎﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻴﻌﻨﻰ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻭﻤﺨﺎﺭﺠﻬﺎ ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺼﻔﺎﺘﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ‬
‫ﻅﻭﺍﻫﺭ ﻜﻤﺎ ﺍﻫﺘﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺒﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻁﻕ‪.‬‬

‫ﺏ‪ .‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ‪:‬‬

‫ﻻ ﻴﻘل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻩ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﻭﺍﻟﺼﻭﺍﺏ‬
‫ﻭﻗﺩ ﺃﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻲ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻏﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻴﺴﻌﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ " ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ‬
‫ﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭﻫﺎ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﻓﻙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻟﻨﺼل ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺯﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻜل ﻟﻐﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ")‪.(2‬‬
‫ﻓﺎﻟﺘﺤﻠﻴل ﻫﻭ ﺘﺠﺯﺌﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻫﻭ ﺘﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻷﻥ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ " ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻨﺤﻭﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻜﺎﻟﺨﺒﺭ ﻭ ﺍﻹﻨﺸﺎﺀ ﻭ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻭ ﺍﻟﺸﺭﻁ ‪ ،...‬ﻭ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻨﺤﻭﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻷﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻜﺎﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭﻟﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ‪ ، ...‬ﻭ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺭﺍﺌﻥ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﺼﺎﻟﺤﺔ ﻋﻨﺩ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﻌﻼﻗﺔ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺹ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ")‪.(3‬‬

‫ﻋﻠﻲ ﺯﻭﻴﻥ ‪ :‬ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ )ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ( ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﺒﻐﺩﺍﺩ‬ ‫‪1‬‬

‫ﻁ‪ ، 1986 ، 1‬ﺹ ‪.60‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ ‪.72‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ‪www.004.com/vp/showthre ad.php 17/03/2013 . :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪23‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻤﺜل ﻨﻅﺭﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺴﺎﺕ ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﻭﺍ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﺠﻭﻫﺭﺍ‬
‫ﻜﻤﺎ ﺠﻌﻠﻭﻩ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ‪ ،‬ﻭ" ﺭﺃﻭ ﺃﻥ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻻ ﻴﺘﻐﻴﺭ ﺒﺎﻹﻋﻼل ﺃﻭ ﺒﺈﺒﺩﺍل ‪ ،‬ﻓﺎﻷﺼل ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭ‬
‫ﻓﻲ "ﻗﺎل" "ﻗﻭل" ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﻓﻌل ﺍﻷﻤﺭ ﻤﻥ "ﻭﻓﻰ" "ﺇﻭﻑ" ﻭ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺔ "ﻨﻬﻰ" "ﻨﻬﻰ")‪.(1‬‬
‫ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﻴﻌﻨﻰ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻲ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻭﻓﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺤﻘﻬﺎ ﺤﻴﺙ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻤﻥ ﻀﺒﻁ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻭ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻏﺎﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺩﻗﺔ‪.‬‬

‫ﺝ‪ .‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺼﺭﻓﻲ ‪Morpholoqy :‬‬

‫ﻟﻘﺩ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﻨﻘﺩﻫﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻰ‬
‫ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻨﺎﻭل " ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺼﻴﻎ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻴﻥ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻔﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺸﺘﻘﺎﻗﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ‬
‫ﺃﺨﺭﻯ ﺜﻡ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﻤﺎ ﻴﺘﺼل ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﻠﺤﻘﺎﺕ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻴﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻴﻪ ﺤﻭل ﺃﺼﻠﻬﺎ‬
‫ﻭ ﺼﻴﻐﺘﻬﺎ ﻭﻭﺯﻨﻬﺎ ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺯﺍﺌﺩ ﻭ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻤﻥ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﺎ ")‪.(3‬‬

‫• ﻭ ﻴﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻥ ﺜﻼﺙ ﺩﻋﺎﺌﻡ ﻭ ﻫﻲ ‪:‬‬

‫‪ (1‬ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﺭﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ ﻜﺎﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻭ ﺍﻟﻌﺩﺩ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻜﻴﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭ ﺍﻻﺸﺘﻘﺎﻕ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻐﻴﺭ‪،‬ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﻜﺎﻟﻁﻠﺏ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺭﻭﺭﺓ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻭﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ‪.‬‬
‫‪ (2‬ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺯﻭﺍﺌﺩ ﻭ ﺍﻟﻠﻭﺍﺼﻕ‪.‬‬

‫ﺘﻤﺎﻡ ﺤﺴﺎﻥ ‪ :‬ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻨﺠﻠﻭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ‪،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ‪،1990،‬ﺹ ‪.19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.170‬‬

‫ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ‪www.004.com :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪24‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫‪ (3‬ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻀﻭﻴﺔ ﺍﻻﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ‪ ،‬ﻭ ﺒﻴﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻭ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻜﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ " ﻀﺭﺏ‪-‬ﺸﻬﻡ" ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﺸﺎﺒﻬﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺼﻴﻐﺔ "ﻓﻌل" ‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﺄﻭﻟﻬﻤﺎ‬
‫ﻤﺼﺩﺭ ﻭ ﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ ﺼﻔﺔ ﻤﺸﺒﻬﺔ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺘﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭ ﺼﺎﺤﺒﺘﻬﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ )ﺍﻟﺘﺠﺭﺩ ﻓﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻭ ﺍﻻﺴﻤﻴﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ‪،‬ﺍﻟﻤﺫﻜﺭ‬ ‫ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ "‬
‫ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﻤﺅﻨﺙ‪.(...‬‬

‫ﺩ‪ .‬ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ‪:‬‬

‫ﻭ ﻴﺴﻤﻰ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻤﻌﺠﻤﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ " ﺇﺫ ﺘﻨﺘﻘل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺠﺎل ﺩﻻﻟﻲ ﻤﻌﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺎل ﺩﻻﻟﻲ ﺁﺨﺭ ﻭ ﻗﺩ ﺘﺨﺘﻠﻑ‬
‫ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻓﺎﺴﺤﺔ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﻟﺩﻻﻟﺔ ﺴﻴﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﻘﻴﻤﺔ ﺘﻌﺒﻴﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺴﻠﻭﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻐﺩﻭ‬
‫ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﺠﺩﻴﺩ ﻭ ﻴﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻓﻲ ﺤﺭﻜﺔ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺎﻟﺒﻁﺊ ﻭ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ‬
‫ﻭ ﻴﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭ ﻴﻨﺯﺍﺡ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻟﻴﺤل ﻤﻜﺎﻨﻪ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺁﺨﺭ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﻌﻠﻡ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭ ﺘﻨﻭﻉ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭ ﺘﻁﻭﺭﻫﺎ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺇﻥ ﻜل ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻟﻠﻐﺔ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺘﻨﺘﻘل " ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻴﻘﺼﺩﻩ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻤﻥ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻜﻼﻤﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺭﻗﻲ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺘﻌﺩﻴل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ‬
‫ﺩﻻﻻﺕ ﻤﻜﺭﻭﻫﺔ ﻓﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺒﺂﺨﺭ ﺫﻱ ﺩﻻﻟﺔ ﻴﺴﺘﺤﺴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺫﻭﻕ‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺘﻤﺎﻡ ﺤﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.174‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ‪www.004.com :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﻋﻠﻲ ﺯﻭﻴﻥ ‪ ،‬ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ‪ ،‬ﺹ ‪.74‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪25‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻤﺜﻼ‬ ‫ﻓﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺘﺠﺩﺩ ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺜﺎﺒﺕ ﻴﻠﺯﻤﻬﺎ ﺒﻤﺩﻟﻭﻻﺘﻬﺎ "‬
‫ﻜﻠﻤﺔ ﻁﻭل ﺍﻟﻴﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﻭﺩ ﻭ ﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻭ ﻫﻲ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻠﻴﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻀﺤﺕ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ‬
‫ﻁﻭﻴل ﺍﻟﻴﺩ ‪ ،‬ﻓﺘﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﺒﺎﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ‪.‬‬

‫‪ .3‬ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﺎﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ‪:‬‬

‫ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺃﺜﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻭ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﺩ ﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﻡ‬
‫ﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺘﺭﺍﻜﻴﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻭ ﺒﺤﺜﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻌﺘﺭﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺜﻘل ﻭ ﺨﻔﺔ ﻭ ﻤﺎ ﻴﻁﺭﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ‬
‫ﺘﻨﺎﻓﺭ ﻭ ﺘﻼﺅﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﺫﻜﺭﻭﺍ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘل ﻭ ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻼﺅﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ‬
‫ﻓﺼﺎﺤﺔ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﻗﺩ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺒﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ‬
‫ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭ ﺍﻟﻘﺒﺢ ﻭ ﺍﻟﺘﻼﺅﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﻫﻭ ﺃﺴﺎﺱ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼل ﺒﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺨﺎﺼﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﻤﺘﻜﺎﻤﻼ ﺠﻤﻴﻼ ﻤﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﻭ ﻤﻤﻴﺯﺍﺘﻪ)‪.(2‬‬

‫ﺃ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ‪:‬‬

‫ﺍﺴﺘﻔﺎﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﺤﻴﻥ ﻴﺘﻌﺭﻀﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻓﺼﺎﺤﺔ‬
‫ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺘﻌﺎﺩﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﺜﻘل ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻜﺫﻟﻙ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻤﻬﺠﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺤﺸﻴﺔ ﻻ ﻴﻅﻬﺭ‬
‫ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﻨﻘﻴﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻬﻲ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﻋﻥ‬
‫ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﻫﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅﻪ ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ‬
‫ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒﻴﻥ ﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭ ﺍﻟﻨﺜﺭ ﻭ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﻷﻨﻬﻡ ﻏﺭﺒﻠﻭﺍ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻟﻔﺎﻅﻬﺎ ﻭ ﺴﻴﺭﻭﺍ ﻭﻗﺴﻤﻭﺍ ﻓﺎﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺎﺴﺘﻌﻤﻠﻭﻩ ﻭ ﻨﻔﻭﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻋﻨﻬﺎ‬

‫ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ‪www.004.com :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ‪ :‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺤﺴﻴﻥ ‪ ،‬ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ‬ ‫‪2‬‬

‫ﺹ ‪.24‬‬
‫‪26‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻭ ﺃﻫﻤﻠﻭﻩ ‪ ،‬ﻓﺤﺴﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒﺴﺒﺏ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ‪ ،‬ﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﺒﺴﺒﺏ‬
‫ﻅﻬﻭﺭﻫﺎ ﻭ ﺒﻴﺎﻨﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ)‪.(1‬‬

‫ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻓﻲ ﻨﻘﺩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﻲ‬
‫ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺃﻫﻡ ﺸﻲﺀ ﻴﺸﺘﺭﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺫﻟﻙ‬
‫ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻔﺎﻅﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺫﺍﺕ ﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺠﻴﺩﺓ ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ‬
‫ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻭﺘﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻭ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﻭﺍﻟﻭﻀﻭﺡ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ‬
‫ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻴﺩ ﺇﻴﺼﺎﻟﻪ ﺒﻜل ﻭﻀﻭﺡ ﻭﺒﻴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭﻗﺩ‬
‫ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺭﺩﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﺘﺘﻨﺎﻓﺭ ﺤﺭﻭﻓﻬﺎ ﻭﺘﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﻐﺭﺍﺒﺔ ﻭﺍﻻﺒﺘﺫﺍل ‪ ،‬ﻓﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﻓﺄﻫﻡ ﺸﻲﺀ ﺍﺸﺘﺭﻁﻪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ﻓﻲ ﻨﻘﺩﻫﻡ‬ ‫ﻏﻤﻭﺽ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻟﻠﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﻫﻭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺤﺴﻨﺔ ﺠﻴﺩﺓ ‪ ،‬ﻭﻤﻭﻗﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﺠﻭﺩﺓ ﻴﻜﻤﻥ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻨﺴﺠﺎﻤﻬﺎ ﺼﻭﺘﻴﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﺨﺎﺭﺝ ﺃﺼﻭﺍﺘﻬﺎ ﻭﺘﺒﺎﻋﺩ ﺤﺭﻭﻓﻬﺎ ‪.‬‬

‫ﻤﺜﻠﻤﺎ ﺃﺴﺘﻨﻜﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﺍﻟﺼﻭﺘﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﻋﺩﻭﻩ ﻋﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﻟﻐﺘﻪ‬
‫ﻨﺭﺍﻫﻡ ﻴﺤﺭﺼﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺨﻠﻭ ﻟﻐﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻐﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﺤﻭﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺒﺘﺫﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﻴﺔ ‪ " ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﻓﺄﻨﻬﺎ ﺘﻌﺩ ﻭﺤﺸﻴﺔ ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺍﺫﺍ ﻭﻀﻌﺕ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺤﺴﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻌﺒﺭ ﻋﻨﻪ ")‪.(3‬‬

‫ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻲ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ‬
‫ﻓﺼﻴﺤﺔ ‪ ،‬ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﻤﺒﺘﺫﻟﺔ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺨﺘﻼل ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﻤﺤﻤﺩ ﺍﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ‪ ،‬ﺴﺭ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.50‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪:‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ ‪.54‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.108‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪27‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻓﺤﺴﺏ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﻭﻭﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻼﺌﻕ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻫﺘﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﻨﻘﺩﻫﻡ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﺃﻴﻀﺎ ‪.‬‬

‫‪ – 2‬ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ‪:‬‬

‫ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺒﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻠﻔﻅﺔ ﻭﺍﻨﺴﺠﺎﻡ ﺤﺭﻭﻓﻬﺎ ‪ ،‬ﻨﺠﺩﻫﻡ ﻴﻌﺘﻤﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺜﻬﻡ ﻋﻥ ﺠﻭﺩﺓ ﺘﺄﻟﻴﻑ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺸﻌﺭﻱ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﻡ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺤﻴﺙ ﺃﻟﺢ ﺍﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻻﻨﺴﺠﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻟﻠﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻭﺩﻋﻭﺘﻪ ﺃﻥ " ﻴﺠﺘﻨﺏ ﺍﻟﻨﺎﻅﻡ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﺄﻟﻴﻑ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻤﺴﺘﺸﻬﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﻜﻼﻡ "‬

‫ﻭﻟﻴﺱ ﻗﺭﺏ ﻗﺒﺭ ﺤﺭﺏ ﻗﺒﺭ‬ ‫ﻭﻗﺒﺭ ﺤﺭﺏ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﻗﻔﺭ‬

‫ﻭﻗﺩ ﻋﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻓﻤﺒﻨﻲ ﻤﻥ ﺤﺭﻭﻑ ﻤﺘﻘﺎﺭﺒﺔ ﻭﻤﻜﺭﺭﺓ ‪ ،‬ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﺜﻘل ﺍﻟﻨﻁﻕ‬
‫ﺒﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺯﻋﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﺠﻥ‪ ،‬ﻭﻴﺨﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺒﺈﻨﺸﺎﺩﻩ ﺜﻼﺙ ﻤﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ‬
‫ﻏﻠﻁ ﻭ ﻻ ﺘﻭﻗﻑ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﺎﺤﺘﻭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻜﺎﻟﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺎﻑ ﻭﺍﻟﺭﺍﺀ ‪ ،‬ﻤﻤﺎ‬
‫ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺜﻘل ﻭﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻟﻨﻁﻕ ﺒﻪ‪.‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﺤﺭﺼﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺴﺒﺒﻪ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﺭﻜﻴﺯﺓ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﺴﻭﺀ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻏﻴﺭ ﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﺎﺩ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻏﻤﻭﻀﻪ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﻭﺼﻭﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺒﺘﺠﻨﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﻓﻨﺠﺩ ﺃﺒﻭ‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ‪ ،‬ﺹ ‪.87‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.88‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻫﻼل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻴﻨﺒﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻭﻴﺭﺠﻌﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﻤﻌﻘﺩﺓ‬
‫ﺘﺴﺘﻬﻠﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻓﻜﺎﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﻭﺼﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺒﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻓﻴﻘﻭل ‪ " :‬ﺇﻴﺎﻙ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻭﻋﺭ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻭﻋﺭ ﻴﺴﻠﻤﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻬﻠﻙ ﻤﻌﺎﻨﻴﻙ ﻭﻴﺸﻴﻥ ﺃﻟﻔﺎﻅﻙ "‬
‫ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻭﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺇﺫﺍ ﺭﺍﺠﻊ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺸﻌﺭﻱ ﺤﻴﺙ ﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭﺘﺄﺨﻴﺭ ﺃﺨﺭﻯ ﻜﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻌل‬
‫ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ‪ ،‬ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻨﺠﻡ ﻋﻨﻪ ﺨﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻏﻤﻭﻀﻪ ‪ ،‬ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻬﺩ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ‬
‫ﻓﻬﺫﻩ ﻨﻅﺭﺓ ﻤﺨﺘﺼﺭﺓ ﻋﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺩﺍﺨل ﻭﻴﺸﺘﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻘﺩ‬
‫ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﺒﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﺤﻴﺙ ﺍﺸﺘﺭﻁﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﻴﺩ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ‬
‫ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ ‪.‬‬

‫‪ .4‬ﺠﻬﻭﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻴﻴﻥ ‪:‬‬

‫ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﻨﻘﺩﺍ ﻤﺘﻁﻭﺭﺍ ﻭﻤﺯﺩﻫﺭﺍ ‪ ،‬ﺒﻔﻀل ﺠﻬﻭﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﻨﺤﻭ ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻬﺩ ﻟﻬﻡ ﺒﺎﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭﻴﺄﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ‪:‬‬

‫‪ 1‬ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺃﺒﻭ ﻫﻼل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ‪ :‬ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺘﻴﻥ ‪ ،‬ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﺘﺢ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻱ ‪ ،‬ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﺼﻴﺩﺍ‪ -‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪ ، 1986 ،‬ﺹ ‪.134‬‬
‫‪29‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫‪) :‬ﺕ ‪ 154‬ﻫـ( ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ (1‬ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ‬

‫ﻤﻥ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺩﺨﻠﻭﺍ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻤﻴﻠﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻜﻴﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻘﺩﻫﻡ ‪ ،‬ﻓﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﻨﻘﺩﻩ ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻁﺎﺒﻊ ﻨﺤﻭﻱ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ‬
‫ﻭﺍﻟﺨﻁﺄ ‪ ،‬ﻜﻘﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺫﻱ ﺍﻟﺭﻤﺔ ﺤﻴﺙ ﻏﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺩﺨﺎل " ﺇﻻ " ﺒﻌﺩ " ﻤﺎ ﻴﻨﻔﻙ "‬
‫ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺴﻑ ﺃﻭ ﺘﺭﻤﻲ ﺒﻬﺎ ﺒﻠﺩﺍ ﻓﻘﺭﺍ‬ ‫ﺤﺭﺍﺭﻴﺞ ﻤﺎ ﺘﻨﻔﻙ ﺇﻻ ﻤﻨﺎﺨﺔ‬

‫ﻷﻥ " ﺇﻻ " ﻻ ﺘﺩﺨل ﻤﻊ ﻤﺎ " ﻴﻨﻔﻙ " ﻭ" ﻤﺎ ﻴﺯﺍل " ‪ ،‬ﻭ" ﻤﺎ " ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺨﺒﺭ ﻭﻟﻴﺴﺕ‬
‫ﺒﺠﺤﺩ ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺤﻲ ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ " ﻤﺎ " ﺠﺤﺩﻭﺍ ﻭ " ﺇﻻ " ﺘﺤﻘﻴﻕ ‪ ،‬ﻓﻜﻴﻑ‬
‫ﻴﺠﺘﻤﻌﺎﻥ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﺘﺩل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺍﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻜﺎﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﺎﻹﻁﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ‪ ،‬ﻭﻴﺘﺸﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ‬
‫ﻗﺎل ﻟﻪ ﺒﻌﺽ ﻤﻌﺎﺼﺭﻴﻪ ﺃﺨﺒﺭﻨﺎ ﻋﻤﺎ ﻭﻀﻌﺕ ﻤﻤﺎ ﺴﻤﻴﺘﻪ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺃﻴﺩﺨل ﻓﻴﻬﺎ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﻠﻪ ؟‬
‫ﻓﻘﺎل ﻻ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻜﻴﻑ ﺘﺼﻨﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺨﺎﻟﻔﺘﻙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻫﻭ ﺤﺠﺔ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺃﻋﻤل ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻜﺜﺭ‬
‫ﻭﺃﺴﻤﻲ ﻤﺎ ﺨﺎﻟﻔﻨﻲ ﻟﻐﺎﺕ ")‪.(3‬‬

‫* ﻫﻭ ﺭﺒﺎﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼ ﺒﻥ ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺭﻴﺎﻥ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺼﻴﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ‪ ،‬ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ‪،‬‬
‫ﻜﺎﻥ ﺃﺸﺭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻭﺠﻭﻫﻤﺎ ‪ ،‬ﺃﺨﺫ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ ‪ ،‬ﻜﺎﻥ ﺃﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺃﻴﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻓﺎﺘﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻘﻑ ﺜﻡ ﺘﻨﺴﻙ ﻓﺄﺤﺭﻗﻬﺎ ‪ ،‬ﻜﺎﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﻟﻠﻌﺭﺏ ﻭ ﻻ ﻴﻁﻌﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻤﺩﺤﻪ‬
‫=ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ﻭ ﻏﻴﺭﻩ ‪ ،‬ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪194‬ﻫـ‪) ، 773/‬ﺃﻨﻅﺭ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ﻻﺒﻥ ﺍﻟﻨﺩﻴﻡ ‪ ،‬ﺹ ‪ ، 28‬ﺸﻌﺭﺍﺀ‬
‫ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺍﻷﻭل ﻋﺒﺩ ﻋﻭﻥ ﺍﻟﺭﻭﻀﺎﻥ ‪ ،‬ﺹ ‪.(47‬‬
‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ﻤﺂﺨﺫ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﺍﻨﻭﺍﻉ ﻤﻥ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺘﺢ‪،‬ﺘﻊ‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻱ ﺩﺍﺭ ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ‪ ، 1965،‬ﺹ ‪.286‬‬

‫ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.28-27‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪30‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻓﺎﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻜﺜﻴﺭﺓ ‪ ،‬ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻓﻬﻲ ﺘﺩل‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻭﻍ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﻼﻤﻪ ‪ ،‬ﻓﻴﻭﻗﻊ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻷﻨﻪ‬
‫ﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ ﻭﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺍﻷﺫﻥ ﺃﻥ ﺘﺴﻤﻌﻪ ‪ ،‬ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻋﺭﺒﻴﺎ ﻻ ﺒﺩ ﺃﻥ‬
‫ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻀﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺏ ")‪.(1‬‬

‫ﻓﻌﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻟﻡ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺱ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺘﺨﻁﺌﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻀﻠﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ ‪ " ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﻀل ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ﻭﻴﻨﺘﺼﺭ ﻟﻪ ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﻤﺭﺓ ﻴﺸﺒﻬﻪ ﺒﺯﻫﻴﺭ ﺒﻥ‬
‫ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺴﻠﻤﻰ ‪ ،‬ﻭﻓﻲ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻨﺘﻘﺩﻩ ﺍﺒﻥ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻻ ﻤﺴﺤﺘﺎ ﺃﻭ ﻤﺠﻠﻑ‬ ‫ﻭﻋﺽ ﺯﻤﺎﻥ ﻴﺎﺒﻥ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﻟﻡ ﻴﺩﻉ‬

‫ﻴﻘﻭل ﻟﻠﻔﺭﺯﺩﻕ ‪ :‬ﺃﺼﺒﺕ ! ﻭﻫﻭ ﺠﺎﺌﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ")‪.(2‬‬

‫ﻟﻜﻥ ﺃﺒﺎ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻟﻡ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﻨﻘﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﻓﻘﻁ ﺒل ﺇﻤﺘﺩ ﻟﻴﺸﻤل ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﻭﻀﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪،‬ﻓﻘﺩ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻹﻗﻭﺍﺀ‪ ،‬ﻭﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻭﻀﻴﺔ ﺒﺄﻥ ﻋﺭﻓﻪ‬
‫ﺒﻘﻭﻟﻪ‪ " :‬ﺃﻨﻪ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻷﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻓﻲ ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺎﻓﻴﺔ ﻤﺭﻓﻭﻋﺔ ﻭﺃﺨﺭﻯ‬
‫ﻤﺨﻔﻭﻀﺔ")‪.(3‬‬

‫ﻭﻤﺜل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻭﻗﻌﻭﺍ ﻓﻴﻪ )ﺍﻹﻗﻭﺍﺀ( ﺍﻟﻨﺎﺒﻐﺔ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﺯﻡ ﺒﺄﻨﻪ "ﺩﺨل ﻴﺜﺭﺏ ﻓﻐﻨﻲ‬
‫ﺒﺸﻌﺭﻩ ﻓﻔﻁﻥ ﻓﻠﻡ ﻴﻌﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻗﻭﺍﺀ ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺒﺸﺭ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺯﻡ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺴﻭﺍﺩﺓ ﺃﺨﻭﻩ ﺇﻨﻙ ﺘﻘﻭﻱ ﻓﻘﺎل ‪:‬‬
‫ﻭﻤﺎ ﺍﻹﻗﻭﺍﺀ؟ ﻓﺄﻨﺸﺩﻩ ﺒﻴﺘﻪ ‪ ،‬ﻭﺃﺨﺭ ﺍﻷﻭل ﻤﻨﻬﺎ ﻨﺴﻴﺕ ﺠﺩﺍﻡ ‪ ،‬ﻓﺭﻓﻊ ‪ ،‬ﺜﻡ ﻗﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﺸﺎﻤﻲ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻓﺎﻹﻗﻭﺍﺀ ﻴﻌﺩ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺴﻘﻁﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﻭﻀﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺨﻔﺽ ‪ ،‬ﻓﻔﻁﻥ ﺒﺸﺭ ﻓﻠﻡ ﻴﻌﺩ "‬

‫ﺃﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺩﻭﻱ ‪ :‬ﺃﺴﺱ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1960 ، 2‬ﺹ ‪.170‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ‪ :‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﺘﻴﻕ ‪ ،‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.186‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ‪ ،‬ﺹ ‪.81‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ‪.82‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪31‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻓﻴﻘﻭل ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﺃﻥ ﺒﺸﺭ ﺒﻥ ﺤﺎﺯﻡ ﺃﻗﻭﻯ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫ﻴـﺴـﻠﻲ ﻤﺜل ﻤﺎ ﻨﺴﻴﺕ ﺠــــﺩﺍﻡ‬ ‫ﺃﻟـﻡ ﺘـﺭ ﺃﻥ ﻁـﻭل ﺍﻟــﺩﻫـﺭ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻓـﺴـﻘـﻨﺎﻫـﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒـﻠﺩ ﺍﻟﺸـﺎﻤـﻲ‬ ‫ﻭﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻗـﻭﻤﺎ ﻓﺒـﻐﻭﺍ ﻋـﻠـﻴﻨﺎ‬
‫ﻓﺭﻓﻊ ﺃﺨﺭ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﻭل ﻭﻜﺴﺭ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪.‬‬

‫ﻭﻜﻤﺎ ﻻﺤﻅ ﺍﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻗﻭل ﺍﻟﻨﺎﺒﻐﺔ ‪:‬‬

‫ﻭﺒـﺫﻟﻙ ﺨـﺒﺭﻨﺎ ﺍﻟـﻐـﺭﺍﺏ ﺍﻷﺴــــﻭﺩ‬ ‫ﺯﻋـﻡ ﺍﻟـﺒـﻭﺍﺭﺡ ﺃﻥ ﺭﺤـﻠﺘﻨﺎ ﻏـﺩﺍ‬

‫)‪(2‬‬
‫ﺇﺫﺍ ﻜـﺎﻥ ﺘـﻔـﺭﻴـﻕ ﺍﻷﺤـﺒﺔ ﻓـﻲ ﻏـﺩ‬ ‫ﻻ ﻤﺭﺤﺒـﺎ ﺒﻐــﺩ ﻭﺃﻫــﻼ ﺒــﻪ‬
‫ﺃﻨﻪ ﺃﻗﻭﻯ ﻓﻲ ﻫﺎﺫﻴﻥ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻥ ﺤﻴﺙ ﺭﻓﻊ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﻭل ﻭﻜﺴﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭﻫﻭ ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﻘﺎﻋﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﻭﻀﻴﺔ‪ .‬ﻭﻴﻌﻠﻕ ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯ ﺃﺒﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺸﻌﺭ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺒﻐﺔ ﻭﺒﺸﺭ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺯﻡ ﺒﻘﻭﻟﻪ‪ ":‬ﻭﺃﻗﻭﻯ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻓﺎﻟﻔﻴﺭﻭﺯ ﺃﺒﺎﺩﻱ‬ ‫ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﺎ ﺨﺎﻟﻑ ﻗﻭﺍﻓﻴﻪ ﺒﺭﻓﻊ ﺒﻴﺕ ﻭﺠﺭ ﺁﺨﺭ ‪ ،‬ﻭﻗﻠﺕ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻟﻬﻡ ﺒﻼ ﺇﻗﻭﺍﺀ "‬
‫ﻴﻘﺭ ﺒﺄﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﻗﺼﺎﺌﺩﻫﻡ ﻻ ﺘﺨل ﻤﻥ ﺍﻹﻗﻭﺍﺀ‪.‬‬

‫" ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﺤﺭﻕ ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﻭ ﻜﺘﺒﻪ ﻟﻭﺠﺩﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺠﻬﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻁﺎﻕ ﺃﻭﺴﻊ ")‪.(4‬‬

‫ﻓﻌﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺭﺠﻌﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺼﻭل ﻓﻴﺼﺩﺭﻭﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻓﻴﺼﻭﺒﻭﻥ ﻭﻴﺨﻁﺌﻭﻥ ‪ ،‬ﻤﺴﺘﻨﺩﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﻋﻠﻤﻬﻡ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﻓﻬﻤﻬﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ‬
‫ﻟﻤﻤﻴﺯﺍﺘﻬﺎ ﻭﺃﺴﺎﻟﻴﺒﻬﺎ ‪.‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ‪ ،‬ﺹ ‪.80‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ‪ ،‬ﺹ ‪.81‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 1‬ﺹ ‪.240‬‬

‫‪ 4‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﻠﻘﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1982 ، 2‬ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ‬
‫ﺹ ‪.341‬‬
‫‪32‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫‪) :‬ﺕ ‪ 205‬ﻫـ(‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ‬ ‫‪(2‬‬

‫ﻴﻌﺩ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺃﻭﺍﺌل ﻨﺤﺎﺓ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ‪ ،‬ﻭﻤﻥ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺴﻬﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻋﺩ‬ ‫ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻓﻜﺎﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﻨﻘﺩ‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﺔ ﻟﻤﺎ ﻴﺴﻤﻌﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻤﺎ ﻴﺴﻤﻌﻪ ﻋﻨﻬﻡ ‪ ،‬ﻭﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻴﺎﺴﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻔﺭﺯﺩﻕ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻭﺭﺩﻩ ﻓﻲ ﺃﺸﻌﺎﺭﻩ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻭﺍﺫ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪،‬ﻓﻘﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﺴﻼﻡ ﺃﻨﻪ‬
‫ﻟﻤﺎ ﺴﻤﻊ ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ﻴﻨﺸﺩ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﺤﻪ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ‪:‬‬

‫ﺒﺤﺎﺼﺏ ﻜﻨﺩﻴﻑ ﺍﻟﻘﻁﻥ ﺒﻤﻨﺜـﻭﺭ‬ ‫ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻥ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺘﻀﺭﺒﻬﻡ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺤﻑ ﺘﺯﺠـﻰ ﻤﺨﻬﺎﺭﻴﺭ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺎﺌﻤﻨﺎ ﻴﻠﻘﻰ ﻭ ﺃﺭﺤﻠﻨــﺎ‬
‫ﻓﻘﺎل ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺃﺴﺄﺕ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ " ﺭﻴﺭ "ﺒﺎﻟﺭﻓﻊ ‪ ،‬ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭ)‪.(4‬‬

‫ﻓﻤﺨﻬﺎﺭﻴﺭ ﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭﺨﺒﺭ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﺭﻓﻭﻉ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻠﻭﻡ "ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ﻜﺴﺭ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﻨﺯﻭﻻ‬
‫)‪(5‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻡ ﺍﺘﺴﺎﻕ ﺇﻴﻘﺎﻉ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ‬
‫ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻌﺠﺏ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﻓﺨﻁﺄﻩ ‪،‬ﻭﻤﻊ ﻜﺜﺭﺓ ﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﺒﻥ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﻟﻠﻔﺭﺯﺩﻕ‬
‫ﻭ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻌﻠﻭﻡ ﻗﻠﻤﺎ ﻴﻤﻠﻙ ﺃﺩﻴﺏ ﺃﻭ ﺸﺎﻋﺭ ﻤﻨﻘﻭﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻴﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺃﻋﺼﺎﺒﻪ ﻓﺎﻨﺯﻋﺞ ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ "‬
‫ﻭﻫﺠﺎ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫*ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﺴﺤﺎﻕ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ ‪ ،‬ﺃﻭل ﻤﻥ ﺒﻌﺞ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭ ﻤﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻭ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻌﻠل ﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﺎﺌﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ‬
‫ﺃﺨﺫ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ‪،‬ﻜﺎﻥ ﺃﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ‪ ،‬ﺘﻭﻓﻲ ﻋﻥ‬
‫ﻋﻤﺭ ﻴﻨﺎﻫﺯ ﺜﻤﺎﻥ ﻭ ﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﺴﻨﺔ )ﺃﻨﻅﺭ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ‪ :‬ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﺒﻥ ﺴﻼﻡ ‪ ،‬ﺹ ‪ ، 15‬ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻟﻠﺴﻴﻭﻁﻲ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 2‬ﺹ ‪.(348‬‬
‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﺘﻴﻕ ‪ ،‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.281‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.23‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺍﺒﻥ ﺴﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﺤﻲ ‪ :‬ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻓﺤﻭل ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ‪ ،‬ﺹ ‪.17‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺤﻠﻤﻲ ﻤﺭﺯﻭﻕ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 2004 ، 1‬ﺹ‬ ‫‪4‬‬

‫‪.31‬‬
‫‪33‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻟﻜﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﻭﻟﻰ ﻤﻭﺍﻟﻴﺎ‬ ‫ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﻭﻟﻰ ﻫﺠﻭﺘﻪ‬

‫ﻓﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﻟﻘﺩ ﻟﺤﻨﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻙ‪ " :‬ﻤﻭﻟﻰ ﻤﻭﺍﻟﻴﺎ "‪ ،‬ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻫﺠﺎﺀ ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ﺍﻻ ﺃﻥ ﺃﺒﻲ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﻟﻡ ﻴﻬﺘﻡ ﻟﺫﻟﻙ‬ ‫ﺘﻘﻭل" ﻤﻭﻟﻰ ﻤﻭﺍل "‬
‫ﻭﺘﺠﺎﻭﺯﻩ ﻭﻜﺎﻥ ﻫﻤﻪ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﻨﺒﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺨﻁﺄ ﻨﺤﻭﻱ‪.‬‬

‫‪) :‬ﺕ ‪216‬ﻫـ(‬ ‫)‪(2‬‬

‫‪ (3‬ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ‬

‫ﻟﻘﺩ ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﺭﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺎﻑ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻭ ﻤﻴﺯﻩ ﻋﻥ ﺃﻗﺭﺍﻨﻪ‬
‫ﻟﻨﺸﺎﻁﻪ ﻭﺠﻬﻭﺩﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺘﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻋﺒﺔ ﻟﻠﻘﺩﻴﻡ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻜل ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺃﻥ ﻴﺒﻴﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭ ﺃﻥ ﻴﺒﺭﺯ‬
‫ﻤﻨﺯﻟﺘﻪ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻷﻱ ﺸﻌﺭ ﻤﺎ ﻭ ﻨﻘﺩﻩ ﺃﻴﻀﺎ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ‬
‫ﺒﻨﻰ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻔﺤﻭﻟﺔ ﻓﻬﻭ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺃﻭﻻ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﺤﻼ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻔﺤل ﻋﻨﺩﻩ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﻘﺩ ﺴﺌل ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﻋﻥ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻓﺎﻟﻔﺤﻭﻟﺔ ﻋﻨﺩﻩ ﺼﻔﺔ‬ ‫ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻔﺤل ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻟﻪ ﻤﺯﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻜﻤﺯﻴﺔ ﺍﻟﻔﺤل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﺎﻕ "‬
‫ﻋﺯﻴﺯﺓ ﺘﻌﻨﻰ ﺍﻟﺘﻔﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻁﻠﺏ " ﻏﻠﺒﺔ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺀ ‪ ،‬ﻏﻠﺒﺔ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻷﻥ ﻁﻭل ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ‬ ‫ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﻋﺩﺩﺍ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔل ﻟﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭ "‬
‫ﻭ ﻜﺜﺭﺓ ﻋﺩﺩﻫﺎ ﻴﻭﺤﻲ ﺒﺈﺤﺎﻁﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻭ ﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭ ﻤﻥ ﺜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﻌﺭﻫﻡ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﺘﺸﺩﺩﺍ‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﻤﺤﻤﺩ ﺍﺒﻥ ﺴﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﺤﻲ ‪ ،‬ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻓﺤﻭل ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ‪ ،‬ﺹ ‪.21‬‬ ‫‪1‬‬
‫*‬
‫ﻫﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺒﻥ ﻗﺭﻴﺏ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺼﻤﻊ ﺒﻥ ﻤﻅﻬﺭ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺒﺎﻫﻠﻲ ﺍﻟﻤﻜﻨﻰ ﺒﺄﺒﻲ ﺴﻌﻴﺩ‬
‫ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ‪ ،‬ﻭﻟﺩ ﺒﺎﻟﺒﺼﺭﺓ ﺴﻨﺔ ‪122‬ﻫـ‪ ، 740/‬ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ‪ ،‬ﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺭﻭﺍﺓ‬
‫ﺘﻌﻠﻡ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻋﻠﻰ ﺨﻠﻑ ﺍﻷﺤﻤﺭ ‪ ،‬ﺘﻭﻓﻲ ﺒﺎﻟﺒﺼﺭﺓ ﺴﻨﺔ ‪216‬ﻫـ‪) ، 831/‬ﺃﻨﻅﺭ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺍﻷﻭل ‪ ،‬ﺹ ‪ ، 87‬ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ‪ ،‬ﺹ ‪.(28‬‬
‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ‪ ،‬ﺹ ‪.63‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ ‪.63‬‬

‫‪34‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻭﻤﺘﻌﺼﺒﺎ ﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻗﻭﺍﻋﺩﻫﺎ ﻭ ﻻ ﻴﺘﺴﺎﻤﺢ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻔﺤﻭل ﻤﻨﻬﻡ ﻓﻼ ﻴﺤﻕ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ‬
‫ﺃﻱ ﺍﻨﺤﺭﺍﻓﺎﺕ ﺃﻭ ﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﺤﻭﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺱ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ‪ ،‬ﻨﻘﺩﻩ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﻟﺒﻴﺕ ﺫﻱ ﺍﻟﺭﻤﺔ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻗﺎل ﻓﻴﻪ ‪:‬‬

‫ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻤﻴﺱ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺭﺍﺭﻴﺞ‬ ‫ﻜﺄﻥ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﻤﻥ ﺇﻴﻐﺎﻟﻬﻥ ﺒﻨﺎ‬

‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﺴﺎﻍ ﻷﻨﻪ ﻴﺭﻴﺩ ﻜﺄﻥ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻤﻴﺱ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺭﺍﺭﻴﺦ‬
‫ﻤﻥ ﺇﻴﻐﺎﻟﻬﻥ ﺒﻨﺎ ")‪.(1‬‬

‫ﻓﺎﻷﺼﻤﻌﻲ ﻋﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﺭﻤﺔ ﻷﻨﻪ ﻓﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻡ‬
‫ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺸﻌﺭﻩ ﻓﻴﻪ ﺨﻁﺄ ﻭ ﻟﺤﻥ ‪ ،‬ﻴﻘﻭل ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ "‬
‫ﻟﻭ ﺃﺩﺭﻜﺕ ﺫﺍ ﺍﻟﺭﻤﺔ ﻷﺸﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺩﻉ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺸﻌﺭﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺨﻴﺭﺍ ﻟﻪ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﺭﻤﺔ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ‪،‬ﻫﻭ ﻤﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﻭﺍﻟﻐﻤﻭﺽ‪.‬‬

‫ﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ‪ ،‬ﻭﻀﻊ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﻲ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻴﺩ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺇﻴﺼﺎﻟﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻋﺎﺒﻪ ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﻋﻠﻰ " ﺃﺒﻲ ﺫﺅﻴﺏ ﺍﻟﻬﺫﻟﻲ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫ﻭ ﺇﻥ ﺠﺯﺍﻙ ﺍﻟﻀﻌﻑ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﻗﺒﻠﻲ‬ ‫ﺠﺯﻴﺘﻙ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﻭﺩ ﻭ ﻤﺎ ﺃﺸﺘﻜﻴﺘﻪ‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ‪ ،‬ﺹ ‪.296‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻴﺎﻗﻭﺕ ‪ :‬ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺩﻴﻊ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﺝ‪1995 ، 1‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺹ ‪.80‬‬
‫‪35‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ :‬ﻟﻡ ﻴﺼﺏ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺠﺯﻴﺘﻙ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﻭﺩ ﻟﻤﺎ ﺍﺸﺘﻜﻴﺘﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ‬
‫ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﺠﺯﻴﺘﻙ ﻀﻌﻔﻲ ﺍﻟﻭﺩ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻀﻌﻔﺕ ﻟﻙ ﻭ ﻤﺎ ﺇﻥ ﺠﺯﺍﻙ ﺃﺤﺩ ﻗﺒﻠﻲ")‪.(1‬‬

‫ﻭ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ ﻴﻌﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺒﻐﺔ ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫ﻤﺜل ﺍﻻﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﻭﺍﺩﻱ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﺤﺯﻤﺎ‬ ‫" ﺘﺤﻴﺩ ﻤﻥ ﺃﺴﺘﻥ ﺴﻭﺩ ﺃﺴﺎﻓﻠﻪ‬
‫ﻓﻘﺎل ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻭﺼﻑ ﺍﻻﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺒﺎﻟﺭﻭﺍﺡ ﻻ ﺒﺎﻟﻐﺩﻭ ﻷﻨﻬﻥ ﻴﺠﺌﻥ ﺒﺎﻟﺤﻁﺏ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﺎﻷﺼﻤﻌﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎﺭﺴﻭﺍ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﺱ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻥ ﻟﻐﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﻭ ﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﺒﻨﻅﺭﺓ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻻﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﻭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻷﻨﻪ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ‬
‫ﻤﺅﺍﺨﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ)‪.(3‬‬

‫)ﺕ ‪209‬ﻫـ(‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ (4‬ﺃﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﻤﻌﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺜﻨﻰ‬

‫ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻤﺎﺭﺴﻭﺍ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻘﺩ ﻜﻭﻨﺕ ﻤﻼﺤﻅﺎﺘﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻫﺩﻓﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﺒﺄﺴﺎﻟﻴﺒﻬﻡ ‪ ،‬ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻨﺘﻘﺩﻫﻡ‬
‫ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺨﺭﻭﺠﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﺎﺨﺘل ﻨﻅﻤﻬﻡ ﻭﻀﻌﻑ‬
‫ﺒﻨﺎﺅﻫﻡ ‪،‬ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻨﺘﻘﺩﻫﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺃﺒﻭ ﻨﻭﺍﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺸﺒﻬﻪ ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻠﻙ ﻜل ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل‬
‫ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﻘﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺒﻨﺎﺅﻩ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ﻓﻘﺎل ﻋﻨﻪ‪ " :‬ﻫﻭ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺒﺎﻥ ﻜﻤﻠﺕ ﺁﻟﺘﻪ ﻭ ﻨﻘﺹ‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ‪ ،‬ﺹ ‪.65‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.54‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺇﻴﺎﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﺍﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ‪ ،‬ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﻭ ﺠﻬﻭﺩﻩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺹ ‪.42‬‬ ‫‪3‬‬

‫* ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﻤﻌﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺜﻨﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ‪ ،‬ﻤﻥ ﺘﻤﻴﻡ ﻗﺭﻴﺵ ﻻ ﺘﻤﻴﻡ ﺍﻟﺭﺒﺎﺏ ‪ ،‬ﻜﺎﻥ ﺃﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺃﻨﺴﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭ ﺃﺨﺒﺎﺭﻫﺎ ﻭ ﻫﻭ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺼﻨﻑ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ )ﻏﺭﻴﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ( ‪ ،‬ﺃﺨﺫ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻭ ﻴﻭﻨﺱ ﺒﻥ‬
‫ﺤﺒﻴﺏ ‪ ،‬ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ )‪209‬ﻫـ( ‪) ،‬ﺃﻨﻅﺭ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ﻻﺒﻥ ﺍﻟﻨﺩﻴﻡ ‪ ،‬ﺹ ‪ ، 79‬ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﻟﻴﺎﻗﻭﺕ‬
‫ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ ‪ ،‬ﺹ ‪.(80‬‬
‫‪36‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻭ ﻟﻌل ﻫﺫﺍ ﺭﺍﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ‬ ‫ﺒﻨﺎﺅﻩ ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻨﺎﺅﻩ ﺃﺠﻭﺩ "‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻨﻰ ﺃﺒﻭ ﻨﻭﺍﺱ ﺸﻌﺭﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻭﻱ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﺃﻨﻪ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﻘﺒل ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺨﻁﺄ‬
‫ﻋﺭﻭﻀﻲ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ‪" :‬‬

‫ﺃﻴﺩﻱ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻓﺯﺍﺩﻭﺍ ﻤﺘﻨﻪ ﻟﻴﻨﺎ‬ ‫ﺃﻭ ﻜﺎﻫﺘﺯﺍﺯ ﺭﺩﻴﻨﻲ ﺘﺩﺍﻭﻟﻪ‬

‫ﺜﻡ ﻗﺎل ‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺤﺘﻰ ﺯﺩﺘﻨﻰ ﻟﻴﻨﺎ‬ ‫ﻨﺎﺯﻉ ﺃﻟﻴﺎﺘﻬﺎ ﻟﺒﻰ ﺒﻤﻘﺘﺼﺭ‬
‫ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺭ ﺃﻭﻁﺄ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺒﺄﻥ ﻜﺭﺭ ﻟﻔﻅ )ﻟﻴﻨﺎ( ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻥ ﺍﻷﻭل ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‪.‬‬
‫ﻭﻟﻘﺩ ﺘﺒﻭﺃ ﺒﻤﻜﺎﻨﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻤﺭﻤﻭﻗﺎ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ " ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺨﺎﺭﺠﻲ‬
‫ﻭ ﺠﻤﺎﻋﻲ ﺃﻋﻠﻡ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻤﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﺒﻴﺩﺓ ")‪.(3‬‬

‫)ﺕ ‪182‬ﻫـ(‬ ‫)‪(4‬‬

‫‪ (5‬ﻴﻭﻨﺱ ﺒﻥ ﺤﺒﻴﺏ‬

‫ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﺸﻜﻠﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺤﻴﺙ ﺃﻭﻻﻫﺎ‬
‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ " ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﺤﻠﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺒﺎﻫﺭﺓ ﺍﻷﻨﻭﺍﺭ‬
‫ﻴﻨﺘﺎﺒﻬﺎ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺃﻫل ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﻓﺼﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﺜﺭ ﻋﻨﻪ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﻤﻥ ﻴﺤﺘﻜﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ‪ ،‬ﺹ ‪.407‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.05‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﺤﺭ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ‪ :‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 1‬ﺹ ‪.331‬‬

‫* ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺼﻴﻔﻲ ‪ ،‬ﺍﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻩ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺭﺠﻊ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ‪ ،‬ﺃﻋﻠﻡ‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺘﺼﺎﺭﻴﻑ ﺍﻟﻨﺤﻭ ‪ ،‬ﺃﺨﺫ ﺍﻷﺩﺏ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﻋﻤﺭﻭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﻼﺀ ‪ ،‬ﻭ ﺃﺨﺫ ﻋﻨﻪ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﺒﻥ ﻤﻌﻤﺭ ‪ ،‬ﻭ ﺨﻠﻑ‬
‫ﺍﻷﺤﻤﺭ ﻭ ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ ‪ ،‬ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﺫﺍﻫﺏ ﻭﺍﻗﻴﺴﺔ ﻴﻨﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻴﻘﺎل ﺃﻨﻪ ﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﺎﺌﺔ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﻩ‬
‫)ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ﻻﺒﻥ ﺍﻟﻨﺩﻴﻡ ‪ ،‬ﺹ ‪.( 63‬‬
‫‪37‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺍﺸﺘﻬﺭ ﺒﺂﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ ﻓﻘﺩ ﺼﺤﺢ‬ ‫ﻓﺘﺄﺘﻴﻪ ﻭ ﺘﻌﺭﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﻗﺭﺍﺌﺤﻬﻡ "‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭ ﻋﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻷﻋﺸﻰ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺘﻘﺩ ﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺃﻟﻔﺎﻅﺎ ﻻ ﺘﺼﻠﺢ ﻟﻠﺸﻌﺭ " ﺤﻴﺙ ﻋﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻁﺤﺎل ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫ﻓﺄﺼﺒﺕ ﺤﺒﺔ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭ ﻁﺤﺎﻟﻬﺎ‬ ‫ﻓﺭﻤﻴﺕ ﻏﻔﻠﺔ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻥ ﺸﺎﺘﻪ‬

‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﻭﺍﻓﻘﻪ ﻓﻲ ﻨﻘﺩﻩ ﻫﺫﺍ ﻗﻭﻡ ﻜﺜﻴﺭ " ﻷﻨﻬﻡ‬ ‫ﻗﺎل ﺍﻟﻁﺤﺎل ‪ :‬ﻻ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﺇﻻ ﺃﻓﺴﺩﻩ "‬
‫ﺭﺃﻭ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﺩ ﻴﺘﺭﺩﺩ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻋﻨﺩ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻭﻕ‪ ،‬ﻭﻤﺎ‬
‫ﻴﺠﺩﻩ ﺍﻟﻤﻐﺭﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺭﺏ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻡ ﻴﺠﺩﻭﺍ ﺍﻟﻁﺤﺎل ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺇﺫ ﻻ ﺼﻨﻊ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻭ ﻻ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺤﺭﺍﺭﺓ ﻭ ﺤﺭﻜﺔ ﻭﺤﺯﻥ ﻭ ﻻ ﻋﺸﻘﺎ ﻭ ﺒﺭﺩﺍ ﻭ ﺴﻜﻭﻨﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻓﺭﺡ ﺃﻭ ﻅﻔﺭ ﻓﺎﺴﺘﻬﺠﻨﻭﺍ ﺫﻜﺭﻩ ")‪.(3‬‬

‫ﻓﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻗﻬﺎ ﻴﻭﻨﺱ ﺒﻥ ﺤﺒﻴﺏ ﻴﻅﻬﺭ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺭﺍﻀﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل‬
‫ﺍﻷﻋﺸﻰ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻷﻨﻪ ﻴﻔﺴﺩ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﻴﺫﻫﺏ ﺭﻭﻨﻘﻪ ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﺇﺫﻥ "ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺍﺱ ﺍﻷﻤﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻭﻀﻌﻭﺍ ﺩﻗﺎﺌﻘﻬﺎ ﻭ ﺠﻤﻌﻭﺍ ﺸﻌﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﺘﺨﺫﻭﺍ ﻟﻪ ﻤﺜﻼ ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻠﻔﺼﺎﺤﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ")‪.(4‬‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺠﺒﻭﺭﻱ ‪ :‬ﻴﻭﻨﺱ ﺒﻥ ﺤﺒﻴﺏ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻭ ﺁﺭﺍﺀﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﺠﻠﺔ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻉ‪ ، 1‬ﻤﻁﺒﻌﺔ‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﺒﻐﺩﺍﺩ ‪ ، 1976 ،‬ﺹ ‪.102‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ‪ ،‬ﺹ ‪.75‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ ‪.76-75‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ :‬ﺍﻟﻔﻥ ﻭ ﻤﺫﺍﻫﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺹ ‪.124‬‬

‫‪38‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫‪) :‬ﺕ ‪180‬ﻫـ(‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪ (6‬ﺨﻠﻑ ﺍﻷﺤﻤﺭ‬

‫ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻷﺨﺭ ﺤﺭﻴﺹ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ ﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺼﻴﺎﻨﺔ ﻤﺘﻨﻬﺎ ﻭ ﻤﻔﺭﺩﺍﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ‬
‫ﺴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺼﺏ ﻟﻠﻐﺔ ﻏﺎﻟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺁﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ‪ ،‬ﻭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﻁﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ "ﺨﻠﻑ" ﻫﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﻜﺭﺍﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﺤﺸﻭ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺍﻫﺘﺩﻯ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺒﻔﻀل ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻟﻠﺸﻌﺭ‪.‬‬
‫ﻓﻘﺩ ﻋﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫ﺒﻌﺙ ﺍﻟﻨﻭﻯ ﺒﺎﻟﺒﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﺤﺎل‬ ‫ﺭﻗﺩ ﺍﻟﻨﻭﻯ ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﺘﻨﺒﻪ ﺍﻟﻬﻭﻯ‬
‫ﺒﺎﻟﺘﻭﺼل ﺒﻴﻥ ﻤﻴﺎﻤﻴﻥ ﻭ ﺸﻤﺎل‬ ‫ﻤﺎ ﻟﻠﻨﻭﻯ ﺠﺩ ﺍﻟﻨﻭﻯ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻨﻭﻯ‬
‫ﻓﻘﺩ ﻜﺭﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻟﻔﻅﺔ )ﺍﻟﻨﻭﻯ( ﺨﻤﺱ ﻤﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻫﺎﺫﻴﻥ ﺍﻟﺒﻴﺘﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻌﺩ‬
‫ﻓﺄﺜﺎﺭ ﺴﺨﺭﻴﺔ ﺨﻠﻑ ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﺒﺄﻥ ﺍﺘﺨﺫ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭ ﻫﻭ ﺠﻤﻊ ﻨﻭﺍﺓ ﺍﻟﺘﻤﺭ ﻤﻁﻴﺔ‬
‫ﻟﻨﻘﺩﻩ ﺍﻟﺘﻬﻜﻤﻲ ﺤﻴﺙ ﺭﺩ ﺨﻠﻑ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻗﺎﺌﻼ ‪:‬‬

‫ﺩﻉ ﻗﻭﻟﻲ ﻭ ﺃﺤﺫﺭ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﻓــﻭﺍﷲ‬

‫ﻟﺌﻥ ﻅﻔﺭﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻟﺘﺠﻌﻠﻪ ﺒﻌﺭﺍ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻲ ﻤﺎ ﻅﻨﻨﺕ ﺒﻙ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ‬
‫ﻓﻬﺫﺍ ﺘﻜﺭﺍﺭ ﻤﺴﺘﻘﺒﺢ ﻴﻔﺴﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻻ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻪ‪.‬‬

‫ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺩﻫﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻤﻥ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺤﺸﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺭﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺘﺠﻨﺒﻪ ﻤﻨﻬﺎ " ﻗﻭل ﻋﺩﻱ ﺒﻥ ﺯﻴﺩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﻱ ‪:‬‬

‫*‬
‫ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﻤﺤﺭﺯ ﺨﻠﻑ ﺒﻥ ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻷﺤﻤﺭ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ‪ ،‬ﺒﻥ ﺒﻼل ﺒﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﺍﻷﺸﻌﺭﻱ ‪ ،‬ﻜﺎﻥ ﺭﺍﻭﻴﺎ ﻭ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺒﻐﺭﻴﺏ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ‪ ،‬ﺃﺨﺫ ﻋﻥ ﺤﻤﺎﺩ ﺍﻟﺭﺍﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﺭﺽ ﻗﺒل ﻭﻓﺎﺘﻪ ﻭ ﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ)‪180‬ﻫـ(‬
‫)ﺃﻨﻅﺭﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﻟﻴﺎﻗﻭﺕ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 11‬ﺹ ‪ ، 77‬ﻭ ﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺍﻷﻭل ‪ ،‬ﻋﺒﺩ‬
‫ﻋﻭﻥ ﺍﻟﺭﻭﻀﺎﻥ ‪ ،‬ﺹ ‪.(130‬‬
‫ﻴﻨﻅﺭ‪ :‬ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ‪ ،‬ﺹ ‪.557‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫ﻭ ﺃﻟﻔﻰ ﻗﻭﻟﻬﺎ ﻜﺫﺒﺎ ﻭ ﻤﻴﻨﺎ‬ ‫ﻭ ﻗﺩﺩﺕ ﺍﻷﺩﻴﻡ ﻟﺭﺍﻫﺸﻴﻪ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻓﺎﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻟﻬﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅﺘﻴﻥ )ﺍﻟﻜﺫﺏ( ﻭ )ﺍﻟﻤﻴﻥ(‬ ‫ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻭ ﺍﻟﻤﻴﻥ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩ‬
‫ﻴﺤﻤﻼﻥ ﻤﻌﻨﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﺠﻌﻠﻪ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺤﺸﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺩﻫﺎ ﺨﻠﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﺤﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪.‬‬

‫ﻭ ﻤﻥ ﺴﻴﺎﻗﻨﺎ ﻟﻤﺨﺘﻠﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻭ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻨﺸﻐﻠﻭﺍ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ‬
‫ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻨﺼﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺭﺓ ﻭﺍﻻﺴﺘﺤﺴﺎﻥ ﻭﺍﻻﺴﺘﻬﺠﺎﻥ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺸﻌﺭ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺃﻟﻔﺎﻅﺎ ﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺸﺎﻋﺭ ﺃﻥ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻟﻜﻥ ﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﻓﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻥ ﻫﺩﻑ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻬﺎ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺇﻟﻰ‬ ‫ﻴﺘﺠﺎﻭﺯﻫﺎ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺭﻱ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺘﺘﺒﻊ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺎﻟﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻏﺭﺍﺒﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺴﻭﺀ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ‬
‫ﺃﻭ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻟﺩ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻘﻨﻌﻭﺍ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻬﺎﺕ "‬
‫ﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﻟﻐﺘﻪ ﻭ ﺃﻥ ﻟﻐﺘﻬﻡ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ‬
‫ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﻭﻫﺎ ﻭﺍﺤﺘﻜﻤﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﺇﺤﺩﻯ ﻨﺼﺎﺌﺢ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭ ﻫﻭ ﻋﻤﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻗﺎﺌﻼ ‪:‬‬

‫)‪(3‬‬
‫ﻤﺎ ﺘﻌﺭﻓﻭﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﺭﻓﻭﺍ ﻓﺩﻋﻭﺍ‬ ‫ﻤﺎ ﻜل ﻗﻭﻟﻲ ﻤﺸﺭﻭﺤﺎ ﻟﻜﻡ ﻓﺨﺫﻭﺍ‬
‫ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻴﻠﺠﺄﻭﻥ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ‪،‬ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻻ ﻴﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺫﻟﻙ‪،‬ﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﻭ ﻅﻭﺍﺒﻁﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ‪:‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ‪ ،‬ﺹ‪.558‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺭﺸﻴﻕ ﺍﻟﻘﻴﺭﻭﺍﻨﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 1‬ﺹ ‪.430‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺭﺍﻀﻲ ‪ ،‬ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 2003،1‬ﺹ ‪.15‬‬

‫‪40‬‬
 ‫آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب " اﻟﻛﺎﻣل"‬
‫ﻟﻠﻣﺑرد‬
‫‪ .1‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل‬
‫‪ .2‬ﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﺑرد ﻣن ﺧﻼل اﻟﻛﺗﺎب‬
‫‪ .3‬أھم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺎﻣل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬آراؤه اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬
‫ب‪ -‬اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﺣوﯾﺔ‬
‫ج‪ -‬اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ‬
‫‪ .4‬اﻷﺻول اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدرس اﻟﻠﻐوي ﻋﻧد اﻟﻣﺑرد‬
‫‪ .5‬آراء اﻟﻧﻘﺎد ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫‪ .1‬ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪:‬‬

‫ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﻭﺴﻊ ﺃﺤﺩ ﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﻤﺎ ﺨﻁﺘﻪ ﺃﻗﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﻭ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﺸﺘﻰ‬
‫ﻓﺭﻭﻉ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺨﻠﻔﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﺘﺭﺍﺜﺎ ﻀﺨﻤﺎ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﻭ ﺍﻹﺒﺩﺍﻉ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻠﻎ ﺫﺭﻭﺘﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻋﺼﺭ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭ ﻜﺘﺎﺒﻴﻥ ﺒل ﻜﺎﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ‬
‫ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ" ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ" ﺼﺎﺤﺏ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﺍﺴﻤﻪ ﺒﺎﺴﻡ ﻜﺘﺎﺒﻪ‬
‫ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ "ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ" ﺒﺎﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ "ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ" ﺒﺎﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ﻫﻭ " ﺁﺨﺭ ﻤﺎ ﺃﻟﻔﻪ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻥ ﻜﺒﺭﻴﺎﺕ ﻜﺘﺒﻪ ‪ ،‬ﻓﻜﺎﻥ ﺨﻴﺭﻫﺎ ﺠﻼل‬
‫ﻗﺩﺭ ﻭ ﻋﻤﻴﻡ ﻨﻔﻊ ‪ ،‬ﻭ ﺘﻤﺜﻠﺕ ﻓﻴﻪ ﺒﻭﻓﺎﺀ ﻭ ﺼﺩﻕ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﻜل ﺠﻭﺍﻨﺒﻬﺎ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﺤﻭﻴﺔ‬
‫ﺃﻭ ﺃﺩﺒﻴﺔ")‪.(1‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ " ﻤﻔﺼﺤﺎ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ﺁﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻔﺭﺩ ﺒﻬﺎ ﻭ ﺍﺴﺘﺠﺎﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﻗﻭﺍل ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ‬
‫ﺠﺎﻤﻌﺎ ﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ﻤﺴﺠﻼ ﻤﺎ ﺘﺠﻴﺵ ﺒﻪ ﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﻭ ﻨﺜﺭ‬
‫ﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﺼل ﺒﻪ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ")‪.(2‬‬

‫ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻴﻌﺩ ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﻀﻤﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺩﺭﺴﺎ ﻭ ﺘﻨﺎﻭﻻ‬
‫ﻭﺸﻭﺍﻫﺩ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﻭﻉ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻴﺤﻤل " ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻟﻑ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻓﻬﻭ ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻁﺭﺍﺩ ﻭ ﻴﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﻗﻀﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺭﻯ ﻷﺩﻨﻰ ﻤﻼﺒﺴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻭ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﺡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺏ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﻭ ﺘﺘﺒﻊ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﻠﻔﻅ‬
‫ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﻫﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻋﻨﺩ ﺠﻤﻬﺭﺓ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ")‪.(3‬‬

‫ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﻜﻲ‪ :‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1999 ، 8‬ﺹ ‪.221‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻋﻀﻴﻤﺔ ‪ :‬ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺭﺸﺩ ‪ ،‬ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ‪ ،‬ﻁ‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1405‬ﻫـ‪ ،‬ﺹ ‪.150‬‬

‫ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﻜﻲ‪ :‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.223‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻜﻤﺎ ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻭﺍﺏ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺒﻠﻐﺕ ‪ 59‬ﺒﺎﺒﺎ ‪ ،‬ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺒﺎﺏ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻨﻭﻥ‬
‫ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ‪ ،‬ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻀﻴﻌﻪ‪ :‬ﻤﻥ ﻜﻼﻤﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻟﻸﻨﺼﺎﺭ‪ ،‬ﻤﻤﺎ‬
‫ﻴﺅﺜﺭ ﻤﻥ ﺤﻜﻴﻡ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭ ﺒﺎﺭﻉ ﺍﻵﺩﺍﺏ‪ ،‬ﺤﺩﻴﺙ ‪ " :‬ﺇﻨﻜﻡ ﻟﺘﻜﺜﺭﻭﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻔﺯﻉ ﻭ ﺘﻘﻠﻭﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻁﻤﻊ‬
‫‪.(1)" ...‬‬

‫ﻭ ﺁﺨﺭﻫﺎ ‪ :‬ﺒﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﺫﻜﺭ ﺭﺴﺎﺌل ﻭ ﻤﻨﺘﺤل ﻁﺭﻴﻑ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺫﻜﺭ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺭﺒﻤﺎ ﻏﻠﻁ ﻓﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻗﻲ ﺃﺒﻭﺍﺒﻪ ﻓﺠﻠﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﻨﻭﻥ ﺒﺎﺴﻡ ﻤﻌﻴﻥ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎ‬ ‫ﻤﺠﺎﺯﻫﺎ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻭﻥ‬
‫ﻭﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺇﻻ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻌﻨﻭﻨﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻟﺒﺎﺏ ‪" 31‬ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺔ" ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﺎﺏ ‪" 34‬ﻓﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺒﻌﺽ ﻫﺠﺎﺀ ﺠﺭﻴﺭ" ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺒﺎﺏ ‪" 43‬ﻓﻲ ﺃﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺏ"‬

‫ﻟﻜﻥ ﺘﻘﺴﻴﻤﻪ ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺘﻘﺴﻴﻤﺎ ﻅﺎﻫﺭﻴﺎ ﻻ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ ‪ ،‬ﻓﻜل ﺒﺎﺏ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ‬
‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺇﻤﺎﻡ ﻤﺩﺭﺴﺔ‬
‫ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻭ‪.‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻟﻘﻲ " ﺍﻟﻜﺎﻤل " ﺘﻘﺩﻴﺭﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ‪ ،‬ﻭ ﺍﺤﺘﺫﺍﺀ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ‪ ،‬ﻓﺄﻟﻑ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ‬
‫ﺒﻥ ﻤﺎﻫﻭﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﻋﺎﺭﺽ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ " ﻜﺎﻤﻠﻪ " ‪ ،‬ﻭ ﺃﻟﻑ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺠﻌﻔﺭ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺘﺢ‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺍﻏﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﺃﺴﻤﺎﻩ " ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻤﻁ ﺍﻟﻜﺎﻤل "‪.‬‬

‫ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪ :‬ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﺘﺢ ‪ ،‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﻫﻨﺩﺍﻭﻱ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪-‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﻁ‪1424 ، 1‬ﻫـ‪ ، 2003/‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.501‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.638‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.502‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪43‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻜﻤﺎ ﺍﻫﺘﻡ ﺒﺸﺭﺤﻪ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﻟﺒﻁﻠﻴﻭﺴﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻡ‬
‫ﻴﺫﻜﺭ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﻜﺘﺎﺒﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺸﺭﺤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻭﻟﻴﺩ ﻫﺸﺎﻡ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻭﻗﺸﻲ ﻭ ﺴﻤﻲ ﺸﺭﺤﻪ‬
‫ﺒـ "ﻨﻜﺕ ﺍﻟﻜﺎﻤل" ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ " ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ ")‪.(1‬‬

‫ﻭ ﺸﺭﺤﻪ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ "ﺴﻴﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺭﺼﻔﻲ" ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺃﺴﻤﺎﻩ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻵﻤل ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ ،‬ﻭ ﺸﺭﺤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺩﻟﺤﻤﻭﻨﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺒﻪ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺴﺒﺎﻋﻲ ﺒﻴﻭﻤﻲ ﻜﺫﻟﻙ)‪.(2‬‬

‫" ﻁﺒﻊ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ‪ ،‬ﻨﺸﺭﺘﻪ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﺯﺝ ‪ Leipzig‬ﻋﺎﻡ‬
‫‪ ، 1864‬ﻭ ﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺜﻼﺙ ﻤﺠﻠﺩﺍﺕ ﺒﺈﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺭﻗﻴﻥ ﺭﺍﻴﺕ ‪ ، W.Wright‬ﻭ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬
‫ﻤﻼﺤﻅﺎﺘﻪ ﻭ ﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺘﻪ ﻭ ﺃﻟﺤﻕ ﺒﻪ ﻓﻬﺎﺭﺱ ﻤﻨﻭﻋﺔ ")‪ " ،(3‬ﻭ ﻁﺒﻊ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪1286‬ﻫـ ﺒﺎﻟﻤﻁﺒﻌﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺭﺓ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻁﺒﻊ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪1308‬ﻫـ ﺒﺎﻟﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺨﻴﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﺜﻡ ﻁﺒﻊ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ‬
‫‪1286‬ﻫـ ﺒﺎﻷﺴﺘﺎﻨﺔ ﻭ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ‪ 1355‬ﻓﻲ ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺯﻜﻲ ﻤﺒﺎﺭﻙ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻌﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ‬ ‫ﻭ ﺃﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺸﺎﻜﺭ ‪"...‬‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ﺒﻪ‪.‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻴﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ " ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺼﻌﺏ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺇﺩﺭﺍﺠﻬﺎ ﻀﻤﻥ ﻓﺭﻉ ﻤﻥ ﻓﺭﻭﻉ‬
‫ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﺠﺎﻤﻊ ﻷﺸﺘﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻻ ﻴﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺇﻻ‬
‫ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﺯ ﺍﻷﺩﺏ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﻬﻤﻪ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻘﺩﺍﻤﻰ ﻭ ﻟﻬﺫﺍ ﻋﺩ ﻤﻥ ﺃﻤﻬﺎﺕ ﺍﻷﺩﺏ‬
‫ﻭ ﺃﺼﻭﻟﻪ")‪.(5‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﻤﻜﻲ ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.230‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.18‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﻜﻲ ‪ :‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.234‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻋﺯ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺹ ‪.157‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 1‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 4‬ﺹ ‪.1970‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪44‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻓﻬﻭ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﺠﻭﺍﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺭﺍﺕ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻭ ﺒﻼﻏﻴﺔ ﺘﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺫﻟﻪ ﺼﺎﺤﺒﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ‪.‬‬

‫‪ .2‬ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪:‬‬

‫ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ ﺃﻥ ﻴﺘﺒﻊ ﺃﻱ ﻤﺅﻟﻑ ﻤﻨﻬﺠﺎ ﻤﺤﺩﺩﺍ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﻜﺘﺎﺒﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻨﻬﺠﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﻜﺎﻤل" ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺼﺩﺭﻫﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل ‪ " :‬ﻫﺫﺍ ﻜﺘﺎﺏ ﺃﻟﻔﻨﺎﻩ ‪ ،‬ﻴﺠﻤﻊ‬
‫ﻀﺭﻭﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻵﺩﺍﺏ ‪ ،‬ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻜﻼﻡ ﻤﻨﺜﻭﺭ ‪ ،‬ﻭ ﺸﻌﺭ ﻤﺭﺼﻭﻑ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺜل ﺴﺎﺌﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻭﻋﻅﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ‬
‫ﻭ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻥ ﺨﻁﺒﺔ ﺸﺭﻴﻔﺔ ﻭ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺒﻠﻴﻐﺔ ‪ ...‬ﻭ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﻨﻔﺴﺭ ﻜل ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻥ‬
‫ﻜﻼﻡ ﻏﺭﻴﺏ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﺴﺘﻐﻠﻕ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﻨﺸﺭﺡ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﺽ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺸﺭﺤﺎ ﻭﺍﻓﻴﺎ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ‬
‫ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻤﻜﺘﻔﻴﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﺩ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻤﺴﺘﻐﻨﻴﺎ ")‪.(1‬‬

‫ﻓﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ " ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ " ﻓﻬﻭ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺸﻤﻭل ﻭ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ‬
‫ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﺍﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜل ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﻏﺭﻴﺏ ﻭ ﺸﺭﺡ ﻤﺎ‬
‫ﻴﻌﺭﺽ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺸﺭﺤﺎ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺇﺤﺎﻁﺔ ﺘﻐﻨﻲ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل‬
‫ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺘﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻭ " ﻴﺄﺘﻲ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﻜﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺩﻴﺜﺎ ‪ ،‬ﺜﻡ ﻴﺄﺨﺫ ﻓﻲ ﺸﺭﺤﻪ ﻟﻐﻭﻴﺎ ﻭ ﻨﺤﻭﻴﺎ ﻤﺴﺘﺸﻬﺩﺍ ﻓﻲ‬
‫ﺫﻟﻙ ﺒﺭﻭﺍﺌﻊ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺍﻟﻨﺜﺭ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺭﻍ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﺩﻡ ﻨﺼﺎ ﺁﺨﺭ ﻜﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺨﻁﺒﺔ ﺃﻭ ﺭﺴﺎﻟﺔ‬
‫ﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﻷﺤﺩ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ")‪.(2‬‬

‫ﻭ ﻗﺩ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻭﺍﺏ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻪ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻅﺎﻫﺭﻱ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺇﺫ ﻴﺸﺘﻤل ﻜل ﺒﺎﺏ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﻨﻰ ‪ ،‬ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻘﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻨﻭﻉ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺃﻭ ﻨﺴﻕ ﻨﻅﺎﻡ ‪ ،‬ﻤﻊ‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.25‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋﺯ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻏﺭﻴﺏ ﻟﻠﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺩ ﺕ ﻁ ‪ ،‬ﺹ‬ ‫‪2‬‬

‫‪.154‬‬
‫‪45‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﺍﺴﺘﻁﺭﺍﺩﺍﺕ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ ﻟﻠﺒﺎﺏ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﺁﻨﺫﺍﻙ‬
‫ﻟﻴﺘﺴﻡ ﺒﻬﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﺩﺭﺝ ﻓﻴﻪ ﻗﺩﺭﺍ ﻭﺍﻓﺭﺍ ﻤﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻤﻔﺴﺭﺍ ﺘﻔﺴﻴﺭﺍ ﻭﺍﻀﺤﺎ‬
‫ﻴﺴﺘﻤﺩ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﺒﺈﻀﺎﻓﺔ ﻋﺩﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ‬
‫ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻟﺘﺨﺩﻡ ﻏﺭﻀﺎ ﻟﻐﻭﻴﺎ ﺃﻭ ﻨﺤﻭﻴﺎ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ‬
‫ﻴﻭﻅﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻔﻅﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﻭﻋﺒﻬﺎ ﻫﻭ ﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺭﺠﺎل ﻋﺼﺭﻩ)‪.(1‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺄﻤل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻟﻡ ﻴﻘﺼﺩ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺃﻭ ﺘﺒﻭﻴﺏ ﺒﻌﻴﻨﻪ ﻟﻜﻨﻪ‬
‫ﻜﺎﻥ ﻴﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﺨﺒﺎﺭﺍ ﻭ ﻗﺼﺼﺎ ﻏﺎﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﺇﻴﺭﺍﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﻴﺸﻘﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺒﻴﺎﻥ ﻏﺭﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﻭ ﺸﺭﺡ ﺠﻤﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺒﻴﺎﻥ ﺍﺸﺘﻘﺎﻕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺘﺼﺎﺭﻴﻔﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺒﻴﺎﻥ ﺃﺴﺭﺍﺭﻫﺎ ﻭ ﻓﻘﻬﻬﺎ ﻭ ﺒﻌﺽ ﻤﻌﺎﻨﻲ‬
‫ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﺒﻴﺎﻨﻪ ﻭ ﺒﺩﻴﻌﻪ ﻤﻥ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺤﺴﻥ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﻟﻁﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﺒﻠﻴﻐﺔ‪.‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﻭﻉ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻭ ﻴﺨﻠﻁ ﺍﻟﺠﺩ ﺒﺎﻟﻬﺯل ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻟﻴﺭﻭﺡ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ‪ ،‬ﻭ ﻴﻜﺜﺭ ﻓﻴﻪ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻁﺭﺍﺌﻑ ﻭ ﺍﻟﻨﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﺘﻌﺎﺕ ")‪.(2‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﻌﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺫﻭﻗﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺜﺎل‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﻤﺜل ‪ " :‬ﻓﻬﺫﺍ ﺃﻭﻀﺢ ﻤﻌﻨﻰ ﻭ ﺃﻗﺭﺏ ﻤﺄﺨﺫﺍ "‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ ،‬ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺤﺴﺎﻨﻪ ﻟﺒﻴﺕ ﺸﻌﺭﻱ ﺒﺄﻨﻪ " ﺃﺨﺭﺠﻪ ﻟﻔﺼﺎﺤﺘﻪ ﻭ ﻋﻠﻤﻪ ﺒﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ "‬
‫ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﺴﺘﺤﺴﻨﻬﺎ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ :‬ﻫﺫﺍ ﻜﻼﻡ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﻓﻀل ﻋﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ ")‪.(5‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﻜﻲ ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.220‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.18‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.107‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.200‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.80‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪46‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻭ ﻫﻜﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻌﻔﻭﻱ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻜﻡ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ‬
‫ﻋﻤﻭﻤﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﻐﺯﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﺒﺭﺯ ﻤﺎ ﻴﻤﻴﺯﻩ ﺒﻴﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ‬
‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ .3‬ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺴﺎﻫﻤﺕ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻴﺘﻀﺢ ﻫﺫﺍ‬
‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﺁﺭﺍﺌﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﻌﺎﺭ ﻭ ﻨﻘﺩﻩ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ‪.‬‬

‫ﺃ‪ .‬ﺁﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻭ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺁﺭﺍﺌﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻗﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻓﻤﻥ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻔﻬﻤﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﺭﺼﻑ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻭﺼﻑ ‪ ،‬ﻗﻭل ﺍﻟﺤﻁﻴﺌﺔ ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ﺇِﻟﹶﻰ ﻤ‪‬ﺎ‪‬ﻟﻪ‪ ‬ﻻﹶ ﺘﹶﺄْﺘ‪‬ﻪ‪ ‬ﺒﹺﺸﹶﻔ‪‬ﻴﻊﹺ "‬ ‫ﻭ‪ ‬ﹶﺫﺍﻙ‪ ‬ﻓﹶﺘﻰ‪ ‬ﺇﻥ‪ ‬ﺘﹶﺄﺘ‪‬ﻪ‪ ‬ﻓ‪‬ﻲ ﺼ‪‬ﻨ‪‬ﻴﻌ‪‬ﺔ‪‬‬
‫ﻭ ﻗﻭل ﻋﻨﺘﺭﺓ ‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ﺃَﻏﹾﺸﹶﻰ ﺍﻟﻭ‪‬ﻏﹶﻰ ﻭ‪ ‬ﺃَﻋ‪‬ﻑﱡ ﻋ‪‬ﻨﹾﺩ‪ ‬ﺍﻟﻤ‪‬ﻐﹾﻨﹶﻡﹺ‬ ‫ﻴ‪‬ﺨﹾﺒﹺﺭ‪‬ﻙ‪ ‬ﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﺸﹶﻬﹺﺩ‪ ‬ﺍﻟﻭ‪‬ﻗ‪‬ﻴﻌ‪‬ﺔﹸ ﺃﻨﱠﻨ‪‬ﻲ‬
‫ﻭ ﻗﻭل ﺯﻫﻴﺭ ‪:‬‬

‫)‪(4‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫ﻭ‪ ‬ﻋ‪‬ﻨﹾﺩ‪ ‬ﺍﻟﻤ‪‬ﻘ‪‬ﻠﹼﻴﻥ‪ ‬ﺍﻟﺴ‪‬ﻤ‪‬ﺎﺤ‪‬ﺔﹶ ﻭ‪ ‬ﺍﻟﺒ‪‬ﺫﹾلُ‬ ‫ﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﻴ‪‬ﻌ‪‬ﺘﹶﺭﹺﻴﻬﹺﻡ‪‬‬ ‫ﻋ‪‬ﹶﻠﻰ ﻤ‪‬ﻜﺜ‪‬ﺭﹺﻴﻬﹺﻡ‪ ‬ﺤ‪‬ﻕﹼ‬
‫ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺃﻋﺠﺒﺕ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﺼﻨﻔﻬﺎ ﻀﻤﻥ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﻔﻬﻡ ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭ ﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻭﺼﻑ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.56‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.56‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺭﻭﻱ )ﺤﻕ( ﻭ )ﺭﺯﻕ( ‪ ،‬ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺯﻫﻴﺭ ﻴﺸﺭﺡ ﺍﻷﻋﻠﻡ ‪ ،‬ﺹ ‪ ، 42‬ﻨﻘﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻟﻠﻤﺒﺭﺩ ‪ ،‬ﺹ ‪.75‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.57‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪47‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻗﻭل ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ‪:‬‬

‫ﻟﹶﻴ‪‬لُ ﻴ‪‬ﺼ‪‬ﻴﺢ‪ ‬ﺒﹺﺠ‪‬ﺎﻨ‪‬ﺒ‪‬ﻴ‪‬ﻪ‪ ‬ﹶﻨﻬ‪‬ﺎﺭ‪‬‬ ‫ﻭ‪ ‬ﺍﻟﺸﹾﻴﺏ‪ ‬ﻴ‪‬ﻨﹾﻬ‪‬ﺽ‪ ‬ﻓ‪‬ﻲ ﺍﻟﺴ‪‬ﻭ‪‬ﺍﺩ‪ ‬ﻜﹶﺄَﻨﹼﻪ‪‬‬
‫ﺃﻨﻪ ﺃﻭﻀﺢ ﻤﻌﻨﻰ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻋﺭﺏ ﻟﻔﻅ ﻭ ﺃﻗﺭﺏ ﻤﺄﺨﺫ ")‪.(1‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻴﻔﻀل ﻗﻭل " ﺃﺒﻲ ﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻤﻴﺭﻱ ‪:‬‬

‫ﻋ‪‬ﺸ‪‬ﻴ‪ ‬ﹶﺔ َﺁﺭ‪‬ﺍﻡﹺ ﺍﻟﻜ‪‬ﻨﹶﺎﺱﹺ ﺭ‪‬ﻤ‪‬ﻴـﻡ‪‬‬ ‫ﺭ‪‬ﻤ‪‬ﺘﹾﻨ‪‬ﻲ ﻭ‪ ‬ﺴ‪‬ﺘﹾﺭ‪ ‬ﺍﷲِ ﺒ‪‬ﻴ‪‬ﻨ‪‬ﻲ ﻭ‪ ‬ﺒ‪‬ﻴ‪‬ﻨﹶﻬ‪‬ﺎ‬
‫ﻭ‪ ‬ﹶﻟﻜ‪‬ﻥ‪ ‬ﻋ‪‬ﻬ‪‬ﺩ‪‬ﻱ ﺒﹺﺎﻟﻨ‪‬ﻀ‪‬ﺎ‪‬ل ﹶﻗﺩ‪‬ﻴﻡ‪‬‬ ‫ﺃَﻻﹶ ﺭ‪‬ﺏ‪ ‬ﻴ‪‬ﻭ‪‬ﻡﹺ ﹶﻟﻭ ﺭ‪‬ﻤ‪‬ﺘﻨ‪‬ﻲ ﺭ‪‬ﻤ‪‬ﻴ‪‬ﺘﻬ‪‬ﺎ‬
‫ﻷﻨﻪ ‪ " :‬ﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻑ ﻭ ﺴﻼﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﻴﺩ ‪ ،‬ﻭ ﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﻬﻭ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻩ ﻜﻼﻡ ﺒﺴﻴﻁ ﻭﺍﻀﺢ ﺨﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ‪.‬‬

‫ﻭ ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺘﺤﺴﻥ ﻟﻔﻅﻪ ﻭ ﻴﺴﺘﻐﺭﺏ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻭ ﻴﺤﻤﺩ ﺍﺨﺘﺼﺎﺭﻩ ﻗﻭل ﺃﻋﺭﺍﺒﻲ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﻜﻼﺏ ‪:‬‬

‫ﻏﺭ‪‬ﻀ‪‬ــﺎﻥﹺ‬
‫ﺒﹺﺤ‪‬ﺠ‪‬ﺭﹺ ﺇﹶﻟﻰ ﺃﻫ‪‬لِ ﺍﻟﺤ‪‬ﻤ‪‬ﻰ ﹶ‬ ‫ﻓﹶﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﻴ‪‬ﻙ‪ ‬ﻟﹶﻡ‪ ‬ﻴ‪‬ﻐﹾﺭ‪‬ﺽ‪ ‬ﻓ‪‬ﺈﻨ‪‬ﻲ ﻭ‪ ‬ﹶﻨﺎ ﹶﻗﺘ‪‬ﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻭ‪ ‬ﺃُﺨﹾﻔ‪‬ﻲ ﺍﻟﺫﹼﻱ ﻟﹶﻭ‪ ‬ﻻﹶ ﺍﻷﺴ‪‬ﻰ ﻟﹶﻘﹶﻀ‪‬ﺎﻨ‪‬ﻲ‬ ‫ﺘﹶﺤ‪‬ﻥ‪ ‬ﻓﹶﺘﹸﺒ‪‬ﺩ‪‬ﻱ ﻤ‪‬ﺎ ﺒﹺﻬ‪‬ﺎ ﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﺼ‪‬ﺒ‪‬ﺎﺒ‪‬ـﺔ‪‬‬
‫ﻭ ﺸﺭﺤﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻭ ﺃﻤﺎ ﻗﻭﻟﻪ ﻟﻘﻀﺎﻨﻲ ﻓﺈﻨﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ﻟﻘﻀﻰ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﺕ‪ ،‬ﻓﺄﺨﺭﺠﻪ ﻟﻔﺼﺎﺤﺘﻪ‬
‫ﻭ ﻋﻠﻤﻪ ﺒﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﺨﺭﺝ ")‪.(4‬‬

‫ﻭ ﻤﻤﺎ ﻴﺴﺘﺤﺴﻥ ﺇﻨﺸﺎﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻟﺼﺤﺔ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻭ ﺠﺯﺍﻟﺔ ﻟﻔﻅﻪ ﻭ ﻜﺜﺭﺓ ﺘﺭﺩﺩ ﻀﺭﺒﻪ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﻭل ﺍﺒﻥ ﻤﻴﺎﺩﻩ ﻟﺭﻴﺎﺡ ﺒﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﻱ ﻤﻥ "ﻤﺭﺓ ﻏﻁﻔﺎﻥ"‪ ،‬ﻭ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﻨﺔ‬
‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺤﺴﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﻥ ﺃﺸﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺄﻥ ﻴﻌﺘﺯل ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻓﻠﻡ ﻴﻔﻌل ﻓﻘﺘل ﻓﻘﺎل ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.58‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.58‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.60‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.60‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪48‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻓﹶﻘﹸﻠﺕﹸ ‪ :‬ﻫ‪‬ﺸ‪‬ﻴﻤ‪‬ﺔﹶ ﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﺃَﻫ‪‬لِ ﻨﹶﺠ‪‬ﺩ‪‬‬
‫ﻋ‪‬ﹶﻠﻰ ﻤ‪‬ﺤ‪‬ﺒ‪‬ﻭﻜﹶﺔ‪ ‬ﺍﻷﺼ‪‬ﻼﹶﺏﹺ ﺠ‪‬ﺭ‪‬ﺩ‪‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻭ‪ ‬ﻤ‪‬ﺎ َﺃﻏﹾ ﹶﻨﻴ‪‬ﺕﹸ ﺸﹶﻴ‪‬ﺌَﺎ ﻏﹶﻴ‪‬ﺭ‪ ‬ﻭ‪‬ﺠ‪‬ﺩ‪‬ﻱ"‬
‫ﻓﺎﺴﺘﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ‪.‬‬
‫ﺃَﻤ‪‬ﺭ‪‬ﺘﹸﻙ‪ ‬ﻴ‪‬ﺎ ﺭﹺﻴ‪‬ﺎﺡ‪ ‬ﺒﹺﺄﻤ‪‬ﺭﹺ ﺤ‪‬ﺯ‪‬ﻡﹺ‬
‫ﻨﹶﻬ‪‬ﻴ‪‬ﺘﹸﻙ‪ ‬ﻋ‪‬ﻥ‪ ‬ﺭﹺﺠ‪‬ﺎلِ ﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﻗﹶﺭﻴﺵﹺ‬
‫ﻭ‪‬ﻭ‪‬ﺠ‪‬ﺩ‪‬ﺍ ﻤ‪‬ﺎ ﻭ‪‬ﺠ‪‬ﺩ‪‬ﺕﹸ ﻋ‪‬ﹶﻠﻰ ﺭﹺﻴ‪‬ﺎﺡﹺ‬

‫ﻭ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ ﻴﺼﻑ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻗﺎﺭﺏ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺇﺫﺍ ﺸﺒﻪ‪ ،‬ﻭ ﺃﺤﺴﻥ ﻤﻨﻪ‬
‫ﻤﺎ ﺃﺼﺎﺏ ﺒﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻨﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺒﻔﻁﻨﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺨﻔﻰ ﻟﻐﻴﺭﻩ ﻭ ﺴﺎﻗﻪ ﺒﺭﺼﻑ ﻗﻭﻱ ﻭ ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ‬
‫ﻗﺭﻴﺏ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺜل ﻟﻬﺎ ﺒﻘﻭل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ﺭ‪‬ﻭ‪‬ﻴﺩ‪ ‬ﺍﻟﻬ‪‬ﻭ‪‬ﻯ ﺤ‪‬ﺘﱠﻰ ﺘﻐ‪‬ﺏ‪ ‬ﻟﹶﻴ‪‬ﺎﻟِﻴ‪‬ﺎ "‬ ‫ﻏﻴ‪‬ﺭ‪ ‬ﹶﻟﻴ‪‬ﻠﹶﺔ‪‬‬
‫ﺃﺸﹶﻭ‪‬ﻗﹶﺎ ﻭ‪ ‬ﻟﹶﻤ‪‬ﺎ ﺘﹶﻤ‪‬ﻀ‪‬ﻲ ﻟِﻲ ﹶ‬
‫ﻓﻌﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﺃﻭﻀﺤﻪ ﻤﻌﻨﻰ ")‪.(3‬‬

‫ﻓﻬﺫﻩ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻭ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺹ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺇﻤﺎ‬
‫ﺒﺎﺴﺘﺤﺴﺎﻨﻪ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺱ‪.‬‬

‫ﺏ‪ .‬ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺃﺤﺩ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻘﺩ ﺘﺄﺜﺭ ﺒﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﺘﺄﺜﺭﺍ ﻭﺍﻀﺤﺎ ﺤﺘﻰ ﺇﻨﻪ ﻋﺩ‬
‫ﻨﻔﺴﻪ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺒﺼﺭﻱ ﺒﻌﺩﻩ ‪ ،‬ﻭ ﻭﻗﻑ ﺒﺜﺒﺎﺕ ﺃﻤﺎﻡ ﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ ﻭ ﻋﺼﺒﻴﺘﻬﻡ ‪،‬ﻭ ﻋﻤل‬
‫ﻤﺎﻓﻲ ﺠﻬﺩﻩ ﺃﻻ ﻴﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﺇﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻁﻊ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ‬
‫ﻭﺍﻀﺤﺔ)‪.(4‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ،1‬ﺹ ‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪:‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ ‪.250‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ ‪.250‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﻋﻭﺽ ﺤﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﺯﻱ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﻨﺸﺄﺘﻪ ﻭ ﺘﻁﻭﺭﻩ ﺤﺘﻰ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻫﺠﺭﻱ ‪ ،‬ﺩﻴﻭﺍﻥ‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ‪ ، 1983 ،‬ﺹ ‪.179‬‬

‫‪49‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﺄﺜﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻜﺒﻴﺭﺍ ‪ ،‬ﻓﻨﺠﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﻋﻨﺩﻩ " ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ‬
‫ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻴﻔﻌل ﻭ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺼﻰ ‪ ،‬ﺒل ﻟﻘﺩ ﺘﺎﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ‬
‫ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺄﺨﺫ ﺸﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ‪ ،‬ﻓﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻴﺴﻤﻲ ﺍﻟﺤﺭﻑ ﺍﻟﻤﺘﺤﺭﻙ ﺤﺭﻓﺎ ﺤﻴﺎ ﻓﻴﺤﺎﻓﻅ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺼﻼﺤﻴﺘﻪ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ‪ ،‬ﻓﺘﺭﺍﻩ ﻴﻘﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺍﻭ ﻓﻲ ﻤﺜل‬
‫)ﺠﺩﻭل ‪ ،‬ﻭ ﻗﺴﻭﺭﺓ( ﺇﻨﻬﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺤﻴﺔ ﺃﻱ ﻤﺘﺤﺭﻜﺔ ﻭ ﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ ‪ :‬ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺤﺭﻙ ﺤﺭﻑ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ " ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻓﻴﻪ ﻭ ﺃﻁﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎل ﻜﻤﺎ ﻋﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻤﺯﺓ‬ ‫ﺤﻲ "‬
‫ﺒﺎﻷﻟﻑ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌل ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ")‪.(2‬‬

‫ﻫﺫﺍ ﻴﺩل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻜﺎﻥ ﺤﺎﺭﺴﺎ ﺃﻤﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻟﻴﺤﻔﻅ ﻟﻠﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻅﺎﻓﺭﺕ ﺠﻬﻭﺩ ﺃﺌﻤﺔ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻋﻠﻰ ﺼﻨﺎﻋﺘﻪ ‪ ،‬ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ ﻤﻘﻠﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻜل ﺸﻲﺀ ‪ ،‬ﺒل‬
‫ﺇﻨﻪ ﻗﺩ ﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﺒﺂﺭﺍﺀ ﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭ ﺼﺭﻓﻴﺔ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﺒﻌﺩﻩ‪.‬‬

‫ﻓﻤﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺴﺎﻗﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ﻤﻥ ﺃﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻡ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺠﻬﻭﺩ ﻨﺤﻭﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل ‪ " :‬ﻜﺎﻥ ﺃﺒﻭ‬
‫ﺍﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻗﺘﺩﺍﺭﻩ ﻓﻲ ﻗﻭل ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺴﻬﻭﻟﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻴﻜﺜﺭ ﻋﺜﺎﺭﻩ ﻭ ﺘﺼﺎﺏ ﺴﻘﻁﺎﺘﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﻥ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻴﺒﻴﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺍﻟﻨﻘﺩﻱ ﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﺃﺒﻲ‬ ‫ﻴﻠﺤﻥ ﻓﻲ ﺸﻌﺭﻩ ﻭ ﻴﺭﻜﺏ ﺍﻷﻋﺎﺭﻴﺽ "‬
‫ﺍﻟﻌﺘﺎﻫﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻤﻊ ﺭﻓﻌﺔ ﻗﺩﺭﻩ ﻭ ﻋﻅﻤﺔ ﺸﻌﺭﻩ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻊ‬
‫ﻓﻲ ﺴﻘﻁﺎﺕ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻓﻴﻠﺤﻥ ﻓﻲ ﺸﻌﺭﻩ ‪.‬‬

‫ﻭ ﻤﻤﺎ ﺨﻁﺄﻩ ﻓﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫ﻼ‬
‫ل ﺍﻟﺸﹼﻲﺀ ﻻﹶ ﻴ‪‬ﺴ‪‬ﻭﹺﻯ ﹶﻓﺘ‪‬ﻴ ﹶ‬ ‫ﻭ‪ ‬ﹶﻟﺭ‪‬ﺒ‪‬ﻤ‪‬ﺎ ﺴ‪‬ﺌِلَ ﺍﻟﻨﹶﺨ‪‬ﻴـ‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ‪ ،‬ﺹ ‪.156‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.156‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ‪ ،‬ﺹ ‪.406‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪50‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻭﺍﺏ ﻻ ﻴﺴﺎﻭﻱ ﻓﺘﻴﻼ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻤﻥ ﺴﺎﻭﻩ ﻴﺴﺎﻭﻴﻪ)‪.(1‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻋﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﺼﺭﻓﻪ ﻴﺯﻴﺩ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ﻤﻥ " ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫ﻫ‪‬ﻭ ﺍﻟﺫﹼﻱ ﺭ‪‬ﺩ‪ ‬ﺭ‪‬ﻭﺤ‪‬ﻲ ﺒ‪‬ﻌ‪‬ﺩﻤ‪‬ﺎ ﻤ‪‬ﺕﱡ‬ ‫ﻟﹶﻭﻻﹶ ﻴ‪‬ﺯﹺﻴﺩ‪ ‬ﺒ‪‬ﻥ‪ ‬ﻤ‪‬ﻨﺼ‪‬ﻭﺭ ﻟﹶﻤ‪‬ﺎ ﻋ‪‬ﺸﹾــﺕﹸ‬
‫ﻷَﺸﹾﻜﹸﺭ‪‬ﻥ‪ ‬ﻴ‪‬ﺯﹺﻴﺩ‪‬ﺍ ﺤ‪‬ﻴ‪‬ﺜﹸﻤ‪‬ﺎ ﻜﹸﻨــﺕﹸ‬ ‫ﻭ‪ ‬ﺍﻟﻠ‪‬ﻪ ﺭ‪‬ﺏﹺ ﻤ‪‬ﻨ‪‬ﻲ ﻭ‪ ‬ﺍﻟﺭ‪‬ﺍﻗ‪‬ﺼ‪‬ﺎﺕ ﺒﹺﻬـَـﺎ‬
‫ﻓﹶﻘﹶﺩ‪ ‬ﻜﹶﻔﹶﺎﻨ‪‬ﻲ ﺒ‪‬ﻌ‪‬ﺩ ﺍﷲِ ﻤ‪‬ﺎ ﺨ‪‬ﻔﹾــﺕﹸ‬ ‫ﻼ‬
‫ﺨﺎ‪‬ﺌ ﹶﻔﺎ ﻭ‪‬ﺠﹺ ﹶ‬
‫ﻤ‪‬ﺎ ﺯﻟﺕ ﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﺭ‪‬ﻴﺏﹺ ﺩ‪‬ﻫ‪‬ﺭﹺﻱ ﹶ‬
‫ﺇِﻻﱠ ﻭ‪ ‬ﹶﻓﻀ‪‬لُ ﻴ‪‬ﺯﹺﻴﺩ ﹶﻓﻭ‪‬ﻕﹶ ﻤ‪‬ﺎ ﻗﹸﻠـﺕﹶ‬ ‫ﺸﻴ‪‬ﺌَﺎ ﻷَﻤ‪‬ﺩ‪‬ﺤ‪‬ـــﻪ‪‬‬
‫ﻤ‪‬ﺎ ﻗﻠﺕ ﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﻓﹶﻀ‪‬ﻠ‪‬ﻪ ﹶ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻭ ﺼﺭﻑ )ﻴﺯﻴﺩ( ‪ ،‬ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻴﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﺼﺭﻓﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻻﺴﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺒﺯﺤﺎﻑ ﻗﺒﻴﺢ "‬
‫ﻓﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻭﺯﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﺯﻤﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺎﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ‪.‬‬

‫ﻓﻤﻥ ﺁﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺩل ﺤﻴﺙ ﻗﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻀﺭﺏ ﻭ ﺸﺭﺤﻬﺎ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻀﺭﺏ ﺍﻷﻭل ‪ :‬ﻋﺭﻓﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﺃﻥ ﻴﺒﺩل ﺃﺤﺩ ﺍﻻﺴﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻵﺨﺭ ﺇﺫﺍ ﺭﺠﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺤﺩ‬
‫ﻭ ﻻ ﺘﺒﺎﻟﻲ ﺃﻤﻌﺭﻓﺘﻴﻥ ﻜﺎﻨﺎ ﺃﻡ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭ ﻨﻜﺭﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺘﻘﻭل ‪ :‬ﻤﺭﺭﺕ ﺒﺄﺨﻴﻙ ﺯﻴﺩ ‪ ،‬ﻷﻥ "ﺯﻴﺩﺍ" ﻫﻭ ﺍﻷﺥ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ﻭﻤﺜﻼ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬‬ ‫ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ‪ :‬ﻤﺭﺭﺕ ﺒﺭﺠل ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ‪ ،‬ﻓﻬﺫﺍ ﻭﺍﺤﺩ "‬
‫‪xÞºuŽÅ_Ç9$#‬‬ ‫‪$tRω÷d$#‬‬
‫‪tûïÏ%©!$# xÞºuŽÅÀ‬‬ ‫‪ÇÏÈ tLìÉ)tGó¡ßJø9$#‬‬
‫&‪.(4)" ÇÐÈ öNÎgø‹n=tã |MôJyè÷Rr‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ‪ ،‬ﺹ ‪. 406‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.406‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.34‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ ‪ ،‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.06‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪51‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻭ ﻤﺜل ﻟﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰو َ‪ ِ " :‬ﱠ ِ ﻋ َ ﻠ َﻰ‬
‫‪ ،‬ﻭ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺒﺩل ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻤﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ‬
‫ﺍﻟﻀﺭﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻫﻭ ‪ " :‬ﺃﻥ ﻴﺒﺩل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻤﻨﻪ "‬
‫)‪(2‬‬
‫س ِ ﺣ ِ ﺞ ﱡ اﻟ ْ ﺑ َ ﯾ ْ ت ِ ﻣ َن ِ اﺳ ْ ﺗ َط َ ﺎع َ إ ِ ﻟ َ ﯾ ْ ﮫ ِ ﺳ َ ﺑ ِ ﯾﻼ ً "‬
‫ﺨﻔﺽ ‪ ،‬ﻷﻨﻬﺎ ﺒﺩل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ")‪.(3‬‬

‫ﺍﻟﻀﺭﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ‪ :‬ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻵﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪Ç`tã y7tRqè=t«ó¡o„ " :‬‬

‫)‪(4‬‬
‫‪"( ÏmŠÏù 5A$tFÏ% ÏQ#t•ysø9$# Ì•ök¤¶9$#‬‬
‫ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل ‪ :‬ﻫل ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺭ ﺍﻟﺤﺭﺍﻡ ؟ ")‪.(5‬‬

‫ﺍﻟﻀﺭﺏ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ‪ :‬ﻋﺭﻓﻪ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪ " :‬ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻐﻠﻁ‬
‫)‪(6‬‬
‫ﻭ ﻤﺜل ﻟﻪ ﺒـ "‬ ‫ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻓﻴﺴﺘﺩﺭﻙ ﻏﻠﻁﻪ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻴﻨﺴﻰ ﻓﻴﺫﻜﺭ ﻓﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﺎ ﻴﻘﺼﺩ ﻟﻪ "‬
‫ﻤﺭﺭﺕ ﺒﺎﻟﻤﺴﺠﺩ ﺩﺍﺭ ﺯﻴﺩ ‪ ،‬ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ‪ :‬ﻤﺭﺭﺕ ﺒﺩﺍﺭ ﺯﻴﺩ ‪ ،‬ﻓﺈﻤﺎ ﻨﺴﻲ ﻭ ﺇﻤﺎ ﻏﻠﻁ ‪ ،‬ﻓﺎﺴﺘﺩﺭﻙ‬
‫ﻓﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺼﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻏﻠﻁ ﻓﻴﻪ ")‪.(7‬‬

‫ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﻤﻌﻪ ﻓﻲ "ﺍﻟﻭﺍﻭ" ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺘﻲ ﺒﻤﻌﻨﻰ "ﻤﻊ" ﺤﻴﺙ ﻋﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﻭل‬
‫ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ‪:‬‬

‫ﻤ‪‬ﺘﻘﻠ‪‬ﺩ‪َ‬ﺍ ﺴ‪‬ﻴ‪‬ﻔﹶﺎ ﻭ ﺭ‪‬ﻤﺤ‪‬ﺎ‬ ‫ﻴ‪‬ﺎ ﹶﻟﻴ‪‬ﺕﹶ ﺯ‪‬ﻭﺠ‪‬ﻙ‪ ‬ﹶﻗﺩ‪ ‬ﻏﹶـــﺩ‪‬ﺍ‬

‫ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ :‬ﺍﻟﺭﻤﺢ ﻻ ﻴﺘﻘﻠﺩ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻥ ﺃﺩﺨﻠﻪ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺘﻘﻠﺩ ﻓﺘﻘﺩﻴﺭﻩ " ﻤﺘﻘﻠﺩﺍ ﺴﻴﻔﺎ ﻭ ﺤﺎﻤﻼ ﺭﻤﺤﺎ‬

‫ﻭ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﻭل ﺠﺭﻴﺭ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.34‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺁل ﻋﻤﺭﺍﻥ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.97‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.34‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.217‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.35‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.35‬‬ ‫‪6‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.35‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪52‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻭ‪ ‬ﻗﹸﻤ‪‬ﺕﹶ ﻓ‪‬ﻴﻪ‪ ‬ﺒﹺﺤ‪‬ﻕ ﺍﷲ ﻴ‪‬ﺎ ﻋ‪‬ﻤ‪‬ــﺭ‪‬ﺍ‬ ‫ﺕ َﺃﻤ‪‬ﺭ‪‬ﺍ ﺠ‪‬ﺴ‪‬ﻴﻤ‪‬ﺎ ﻓﹶﺎﺼﻁﹶﺒﺭ‪‬ﺕﹶ ﻟﹶﻪ‪‬‬
‫ﺤ‪‬ﻤ‪‬ﻠﹾ ﹶ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺠﻭﻡ‪ ‬ﺍﻟﻠﻴل ﻭ‪ ‬ﺍﻟﻘﹶﻤ‪‬ﺭﹺﺍ"‬
‫ﺘﹶﺒ‪‬ﻜ‪‬ﻲ ﻋ‪‬ﹶﻠﻴ‪‬ﻙ‪ ‬ﻨﹸ ‪‬‬ ‫ﻓﹶﺎﻟﺸﹶﻤ‪‬ﺱ‪ ‬ﻁﺎ‪‬ﻟﻌ‪‬ﺔ‪ ‬ﻟﻴ‪‬ﺴ‪‬ﺕﹾ ﺒﹺ ﹶﻜﺎﺴ‪‬ﻔﹶــﺔ‪‬‬
‫ﻓﻌﻠﻕ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﺘﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻙ ﻨﺠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻴل ﻭ ﺍﻟﻘﻤﺭﺍ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ "ﺍﻟﻭﺍﻭ" ﻓﻲ‬
‫ﻤﻌﻨﻰ "ﻤﻊ" ‪ ،‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻜﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻗﺒل ﺍﻻﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺒﻌﺩﻩ ﻓﻌل ﺍﻨﺘﺼﺏ ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﻓﺄﺼل ﺍﻟﻭﺍﻭ ﻫﻨﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﻤﻊ‪.‬‬ ‫ﻤﻔﻌﻭل ﻭﺼل ﺍﻟﻔﻌل ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻨﺼﺒﻪ "‬

‫ﺍﻟﻭﺍﻭ ‪ :‬ﻟﻠﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻤﺭﺍ ‪ :‬ﻤﻔﻌﻭل ﻤﻌﻪ ﻤﻨﺼﻭﺏ‪.‬‬

‫ﻭ ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺜﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ‪ ،‬ﺃﺠﺎﺯ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻓﻲ ﻨﺤﻭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫‪èps%Í‘$¡¡9$#ur‬‬ ‫‪ä-Í‘$¡¡9$#ur‬‬ ‫"‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ‬ ‫‪" $yJßgtƒÏ‰÷ƒr& (#þqãèsÜø%$$sù‬‬
‫‪’ÎT#¨“9$#ur‬‬ ‫‪èpu‹ÏR#¨“9$#‬‬ ‫ﺃﻴﻀﺎ‪":‬‬ ‫ﺘﻌﺎﻟﻰ‬
‫‪7‰Ïnºur‬‬ ‫‪¨@ä.‬‬ ‫‪(#rà$Î#ô_$$sù‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﻘﺩﺭ‬ ‫‪" ( ;ot$ù#y_ sps•($ÏB $yJåk÷]ÏiB‬‬
‫)‪(5‬‬
‫‪ ،‬ﺍﻟﻔﺎﺀ ‪ :‬ﻟﻠﺠﺯﺍﺀ ﻓﻤﺠﺎﺯﺍﺓ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺭﻗﺔ ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻴﺩ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺯﺍﻨﻴﺔ ﻭ‬ ‫ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﺤﺫﻭﻓﺎ "‬
‫ﺍﻟﺯﺍﻨﻲ ﺍﻟﺠﻠﺩ‪.‬‬

‫ﺃﻤﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻨﺠﺩﻩ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﻟﻤﻌﻨﻰ‬
‫ﻭﺍﺤﺩ ‪ ،‬ﻓﻤﺜﻼ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ ‪ ،‬ﻨﺠﺩﻩ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺜﻼﺙ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ ﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ‪ :‬ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﺭﻴﺭ ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻪ ﻟﻠﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻨﻪ‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.04‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ ‪ ،‬ﺹ ‪.38‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.38‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻨﻭﺭ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.02‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.498‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪53‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻤﻭﺍﺯﻴﺎ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ ‪ ،‬ﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﻗﻭﻟﻪ ‪ :‬ﻴﺎ ﻗﺭﻁ ﻗﺭﻁ ﺤﻲ‪ ،‬ﻨﺼﺒﻬﻤﺎ ﻤﻌﺎ‬
‫ﻭ ﺘﺄﻭﻴﻠﻬﺎ ‪ :‬ﻴﺎ ﻗﺭﻁ ﺤﻲ ‪ ،‬ﻓﺄﻀﺎﻓﻭﺍ "ﻗﺭﻁ" ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻭﻜﻴﺩﺍ ")‪.(1‬‬

‫ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﻤﺼﻁﻠﺢ "ﺍﻟﺨﻔﺽ" ﻟﻠﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ "ﺍﻟﺠﺭ" ‪ ،‬ﻤﻊ ﺃﻨﻪ ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ "ﺍﻟﺠﺭ" ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻻ‬
‫ﺃﻥ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺨﻔﺽ ﻫﻭ ﺍﻷﻏﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺘﻪ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻓﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ "ﺤﻴﻥ" ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺩ‬
‫ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﺸﺌﺕ ﺨﻔﻀﺕ "ﺤﻴﻥ" ﻭ ﺇﻥ ﺸﺌﺕ ﻨﺼﺒﺘﻪ ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺨﻔﺽ ﻓﻸﻨﻪ ﻤﺨﻔﻭﺽ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﺍﺴﻡ‬
‫ﻤﻨﺼﺭﻑ ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺭ ﻓﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻠﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺒﻌﺩﻫﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻨﻪ‬
‫ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺇﻁﻼﻕ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺨﻔﺽ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﻭ ﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻭ ﺤﺭﻭﻑ‬
‫ﺍﻟﺨﻔﺽ ﻴﺒﺩل ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ)‪.(2‬‬

‫ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﺴﺘﻤﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻥ ﺴﻌﺔ ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭ ﺍﻁﻼﻋﻪ ﻭ ﺍﻷﺨﺫ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻗﻴﺎﺴﻪ ﻭ ﺴﻤﺎﻋﻪ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﺼﺭﻴﻪ‪.‬‬

‫ﺝ‪ .‬ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺘﻪ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭ ﺁﺭﺍﺌﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﺴﺎﻫﻡ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺩﺭﺱ‬
‫ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺠﺩﻴﺭﺓ ﺒﺄﻥ ﺘﺫﻜﺭ ﺒﻤﺎ ﻟﻠﻨﻘﺩ ﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﺒﻼﻏﺔ‪ ،‬ﻭ ﺘﻅﻬﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺠﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ‬
‫ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻫﺫﺍ "ﺍﻟﻜﺎﻤل" ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﻨﺜﺭ ﺒﻴﻥ ﺩﻓﺘﻴﻪ ﻋﺩﺓ ﺁﺭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻭ ﻻ ﺘﺯﺍل ﻤﺤﻁ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ‬
‫ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﺘﺤﺕ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ )ﺍﻟﺨﺒﺭ ‪ ،‬ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ‪ ، (...‬ﻭ ﻤﻨﻬﺎ‬
‫ﻤﺎ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﺘﺤﺕ ﻤﺒﺤﺙ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺒﺩﻴﻊ )ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ‪ (.... ،‬ﻓﺴﺄﻜﺘﻔﻲ ﺒﺫﻜﺭ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻨﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ .1‬ﺃﻀﺭﺏ ﺍﻟﺨﺒﺭ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.403‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ‪ ،‬ﺹ ‪.131‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪54‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺭﻱ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل ‪ " :‬ﺭﻜﺏ ﺍﻟﻜﻨﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻔﻠﺴﻑ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭ ﻗﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﺇﻨﻲ‬
‫ﻷﺠﺩ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺤﺸﻭﺍ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ‪ :‬ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻭﻀﻊ ﻭﺠﺩﺕ ﺫﻟﻙ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺃﺠﺩ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﺌﻡ ‪ ،‬ﺜﻡ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ‪ :‬ﺇﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﺌﻡ ‪ ،‬ﺜﻡ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ‪ ،‬ﺇﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻟﻘﺎﺌﻡ‬
‫ﻓﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﻤﺘﻜﺭﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺤﺩ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ‪ :‬ﺒل ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ‬
‫ﻓﻘﻭﻟﻬﻡ ‪ :‬ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﺌﻡ ﺍﺨﺒﺎﺭ ﻋﻥ ﻗﻴﺎﻤﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻗﻭﻟﻬﻡ ‪ :‬ﺇﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻗﺎﺌﻡ ﺠﻭﺍﺏ ﻋﻥ ﺴﺅﺍل ﺴﺎﺌل‬
‫ﻭ ﻗﻭﻟﻬﻡ ‪ :‬ﺇﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻟﻘﺎﺌﻡ ﺠﻭﺍﺏ ﻋﻥ ﺇﻨﻜﺎﺭ ﻤﻨﻜﺭ ﻗﻴﺎﻤﻪ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺘﻜﺭﺭﺕ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻟﺘﻜﺭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻓﻤﺎ‬
‫ﺃﺤﺎﺭ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺠﻭﺍﺒﺎ ")‪.(1‬‬

‫ﻓﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻥ ﻓﻬﻡ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﻨﺩﻱ ﻭﻭﻀﺢ ﺒﺄﻨﻪ‬
‫ﻜﻠﻤﺎ ﺘﻜﺭﺭ ﻟﻔﻅ ﻴﺘﻐﻴﺭ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ‪.‬‬

‫ﻭ ﺒﻔﻀل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺃﻀﺎﻑ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﻭﻥ ﺒﺎﺒﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺴﻤﻭﻩ "ﺃﻀﺭﺏ ﺍﻟﺨﺒﺭ" ﻭ ﺃﻭﺠﺩﻭﺍ‬
‫ﻟﻜل ﻀﺭﺏ ﻤﻨﻪ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻴﻭﺍﻓﻘﻪ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺴﻤﻭ ﺍﻟﻀﺭﺏ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﺒﺘﺩﺍﺌﻴﺎ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻀﺭﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻁﻠﺒﻴﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻀﺭﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺇﻨﻜﺎﺭﻴﺎ ")‪.(2‬‬

‫ﺇﻥ ﺒﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻨﺤﻭﻴﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﻴﻥ ﺘﻨﺒﻬﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﻤﺎ ﺍﻫﺘﺩﻯ ﺇﻟﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪ ،‬ﻭ ﺫﻜﺭﻭﺍ ﻓﻀﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﺒﺼﺎﺌﺭﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺅﺩﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺇﻥ‬
‫ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺠﻭﺍﺭﻩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ‪ ،‬ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﺃﺩﺭﺠﻭﻩ ﻀﻤﻥ ﺃﺩﻕ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤﻠﻭﻩ ﺤﺠﺔ ﻷﻫﻤﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ‪.‬‬

‫‪ .2‬ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ‪:‬‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺩﻻﺌل ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ‪ ،‬ﺘﺢ‪،‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ‪،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ‪،‬ﺝ‪ ، 1‬ﻁ ‪ ،4‬ﺩ‪.‬ﺕ‪ ،‬ﺹ ‪.209‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺤﻤﺎﺩﻱ ﺼﻤﻭﺩ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ )ﺃﺴﺴﻪ ﻭ ﺘﻁﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ( ‪ ،‬ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1981 ، 1‬ﺹ ‪.360‬‬

‫‪55‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﻜﺎﻤل" ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﻴﻎ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﺭﺠﺕ ﻋﻤﺎ ﻭﻀﻌﺕ ﻟﻪ ﻜﺼﻴﻐﺔ‬
‫ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻤﺜﻼ ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪:‬‬ ‫ﻓﻲ ﻗﻭل ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ‬

‫ﻓﹶﺈﻥ‪ ‬ﻋ‪‬ﺭ‪‬ﻀ‪‬ﺕﹶ ﺃَﻴ‪‬ﻘﹶﻨﹾﺕﹸ ﺃَﻥ ﻻﹶ ﺃَﺨﹶﺎ ﻟِﻴ‪‬ﺎ‬ ‫ﺃَﺃَﻨﹾﺕﹶ ﺃﺨ‪‬ﻲ ﻤ‪‬ﺎ ﹶﻟﻡ‪ ‬ﺘﹶﻜﹸﻥ‪ ‬ﻟِﻲ ﺤ‪‬ﺎﺠ‪‬ﺔﹸ‬
‫ﻭ ﻗﻑ ﻋﻨﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻗﺎﺌﻼ ‪ " :‬ﺇﻨﻪ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻭ ﻟﻜﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ ‪ :‬ﺃﻨﻲ ﻗﺩ ﺒﻠﻭﺘﻙ ﺘﻅﻬﺭ‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺒﺩﺕ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﻟﻡ ﺃﺭ ﻤﻥ ﺇﺨﺎﺌﻙ ﺸﻴﺌﺎ ")‪.(2‬‬

‫ﻭ ﻗﺎل ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭ ﺠل ‪... " :‬ﺃَﺃَﻨﹾﺕﹶ ﻗﹸﻠﹾﺕﹶ ﻟِﻠﻨﱠﺎﺱﹺ ﺍﺘﱠﺨ‪‬ﺫﹸﻭﻨ‪‬ﻲ ﻭ‪‬ﺃُﻤ‪‬ﻲ‪ ‬ﺇِﹶٰﻟﻬ‪‬ﻴ‪‬ﻥﹺ ﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﺩ‪‬ﻭﻥﹺ ﺍﻟﻠﱠﻪ‪.(3)"..... ◌‬‬

‫ﻓﻭﻀﺢ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺘﻭﺒﻴﺦ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺒﺎﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻭ ﻫﻭ ﺠل ﻭﻋﺯ ﺒﺄﻥ ﻋﻴﺴﻰ ﻟﻡ‬
‫ﻴﻘﻠﻪ ")‪.(4‬‬

‫ﻓﻬﻭ ﻫﻨﺎ ﻴﻭﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻗﺩ ﻴﺄﺘﻲ ﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻭﺒﻴﺦ ﻭ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺼﻴﻐﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ‪.‬‬

‫ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺤﺫﻑ ﺃﻟﻑ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻗﻭل " ﺍﻤﺭﺉ ﺍﻟﻘﻴﺱ ‪:‬‬

‫ﻜﹶﻠﹶﻤ‪‬ﻊﹺ ﺍﻟﻴ‪‬ﺩ‪‬ﻴ‪‬ﻥﹺ ﻓ‪‬ﻲ ﺤ‪‬ﺒﻲ ﻤ‪‬ﻜﹶﻠلُ‬ ‫ﺃﺤ‪‬ﺎﺭﹺ ﺘﹶﺭ‪‬ﻯ ﺒ‪‬ﺭﻗﹶﺎ ﺃُﺭﹺﻴﻙ‪ ‬ﻭ‪‬ﻤ‪‬ﻴﻀ‪‬ﻪ‪‬‬
‫)‪(5‬‬
‫ﻭ ﻗﺩ ﻋﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ " ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺠﻭﺯ ﺤﺫﻑ ﺍﻷﻟﻑ‬ ‫ﻓﺤﺫﻑ ﺃﻟﻑ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻴﺭﻴﺩ )ﺃﺘﺭﻯ( "‬
‫ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻴﻬﺎ ")‪.(1‬‬

‫ﻤﺎﺯﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺠﺯ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ‪ ،‬ﻁ‪1400 ، 2‬ﻫـ‪ ، 1979/‬ﺹ ‪.61‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.196‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.116‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.196‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.384‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪56‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﺃﻱ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺤﺫﻑ ﺃﻟﻑ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ‪.‬‬

‫‪ .3‬ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ‪:‬‬

‫ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﺎ ﺴﻤﻲ ﺒﺎﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ " ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺨﻔﺎﺀ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺘﻘﺩﻴﻤﻬﺎ ﻋﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻬﺎ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻔﺼل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭ ﻴﺘﺼل ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺒﻌﺽ ")‪.(2‬‬

‫ﻭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ‪ " :‬ﻭ ﻤﻥ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﺠﻥ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﺃﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻗﻭﻟﻪ ‪:‬‬

‫)‪(3‬‬
‫ﺃﺒﻭ ﺃﻤﻪ ﺤﻲ ﺃﺒﻭﻩ ﻴﻘﺎﺭﺒﻪ "‬ ‫ﻭ ﻤﺎ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﻤﻤﻠﻜﺎ‬
‫ﻓﻌﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺌﻼ ‪ " :‬ﻤﺩﺡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﺒﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﻥ ﻫﺸﺎﻡ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻐﻴﺭﺓ‬
‫ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻤﺨﺯﻭﻡ ﻭ ﻫﻭ ﺨﺎل ﻫﺸﺎﻡ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل )ﻭ ﻤﺎ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ‬
‫ﻤﻤﻠﻜﺎ( ﻴﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﻤﻤﻠﻙ ﻫﺸﺎﻤﺎ ﺃﺒﻭ ﺃﻡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻙ ﺃﺒﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻤﺩﻭﺡ ﻭ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻬﻪ‬
‫ﻟﻜﺎﻥ ﻗﺒﻴﺤﺎ ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ‪ :‬ﻭ ﻤﺎ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺤﻲ ﻴﻘﺎﺭﺒﻪ‬
‫ﺇﻻ ﻤﻤﻠﻙ ﺃﺒﻭ ﺃﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻤﻠﻙ ﺃﺒﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻤﺩﻭﺡ ‪ ،‬ﻓﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﺨﺎﻟﻪ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﻭ ﻫﺠﻨﻪ ﺒﻤﺎ‬
‫ﺃﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﺤﺘﻰ ﻜﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻟﻡ ﻴﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺼﺩﺭ ﺭﺠل ﻭﺍﺤﺩ ")‪.(4‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻓﺴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﻫﺠﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﻭل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ‪،‬ﻫﻭ ﻟﺠﻭﺀ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻓﺼﺎﺤﺔ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻥ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﻫﻭ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻏﻤﻭﺽ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺢ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻻﺤﻅﻪ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻥ ﻓﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ‬
‫ﺒﻌﻀﻪ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ ‪ " ،‬ﻓﺎﻟﻤﺒﺘﺩﺃ ﻤﻨﻔﺼل ﻋﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻨﻌﺕ ﻤﻨﻔﺼل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻨﻌﻭﺕ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻰ‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ‪.384‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﺘﻴﻕ ‪ :‬ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ّ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1‬ﺩ ﺕ ‪ ،‬ﺹ ‪.41‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.57‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ‪.57‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪57‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻟﻡ ﻴﻌﻘﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤﻨﻪ" ‪ ،‬ﻜل ﻫﺫﺍ ﻭﺍﻀﺢ ﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺤﻴﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻌﻪ ﻭ ﻓﺴﺭ‬
‫ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺒﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ ﻤﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﻭﻥ ﺤﻴﻥ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ‬
‫ﻓﺼل ﺒﻴﻥ ﺃﺒﻭ ﺃﻤﻪ ﻭ ﻫﻭ ﻤﺒﺘﺩﺃ ‪ ،‬ﻭ ﺃﺒﻭﻩ ﻫﻭ ﺨﺒﺭ ﺒﺤﻲ ﻭ ﻫﻭ ﺃﺠﻨﺒﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺼل ﺒﻴﻥ ﺤﻲ‬
‫ﻭ ﻴﻘﺎﺭﺒﻪ ﻭ ﻫﻭ ﻨﻌﺕ ﺤﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺃﺒﻭﻩ ﻭ ﻫﻭ ﺃﺠﻨﺒﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻰ ﻤﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﻜﻤﺎ‬
‫ﺘﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻡ ﻴﺨﺭﺠﻭﺍ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﻋﻥ ﻓﺤﻭﻯ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ")‪.(1‬‬

‫ﻭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل ‪ " :‬ﻓﻤﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ‬
‫ﻤﻭﻀﻌﻬﺎ ﺃﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﺤﺘﻰ ﻴﺅﺩﻱ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﻤﻌﻨﺎﻩ ‪ ،‬ﻭ ﺇﻋﺭﺍﺒﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﻴﻔﺼل ﻓﻴﻪ ﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﻘﺒﺢ ﻓﺼﻠﻪ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ‬
‫ﻜﺎﻟﺼﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺼﻭل ﻭ ﻤﺎ ﺃﺸﺒﻬﻬﻤﺎ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﺎﺴﺘﺸﻬﺩ ﻫﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻟﻘﻭل ﺍﻟﻔﺭﺯﺩﻕ ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻴﻪ ‪ " :‬ﻓﻔﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﻡ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﻤﺎ ﻗﺩ ﺃﺤﺎل ﻤﻌﻨﺎﻩ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻓﺴﺩ ﺇﻋﺭﺍﺒﻪ ﻷﻨﻪ ﻴﻘﺼﺩ ﻭ ﻤﺎ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺤﻲ ﻴﻘﺎﺭﺒﻪ ﺇﻻ‬
‫ﻤﻤﻠﻜﺎ ﺃﺒﻭ ﺃﻤﻪ ﺃﺒﻭﻩ ‪ ،‬ﻴﻌﻨﻲ ﻫﺸﺎﻤﺎ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺃﺒﺎ ﺃﻤﻪ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻤﻤﺩﻭﺡ ")‪.(3‬‬

‫ﻓﺎﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺨﻴﺭ ﻭ ﻋﺩﻡ ﻭﻀﻊ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ‪ ،‬ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺩ‬
‫ﻭﻋﺩﻡ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ‪.‬‬

‫‪.4‬ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ‪:‬‬
‫ﻭ ﻫﻲ ﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ‪ ،‬ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﻴﺙ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻴﺠﺭﻱ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻀﺭﻭﺏ ﻓﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﻴﻜﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﺒﻐﻴﺭﻩ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻤﺜﻼ ﻓﻴﻜﻭﻥ‬
‫ﺃﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺼﻑ ")‪.(1‬‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺤﺴﻴﻥ ‪ :‬ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻏﺭﻴﺏ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﻁ‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻁ‪ ، 1‬ﺹ ‪.207-206‬‬

‫ﺍﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ‪ :‬ﺴﺭ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.101‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.101‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪58‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻷﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﺒﻠﻭﺭﺘﻬﺎ‬
‫ﺒﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﺴﺒﻘﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺤﺩ‪.‬‬
‫ﻭﻗﺩ ﻗﺴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻷﻭل ‪ :‬ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﻭ ﻤﺜل ﻟﻬﺎ ﺒﻘﻭل " ﺍﻟﻨﺎﺒﻐﺔ ﺍﻟﺠﻌﺩﻱ ‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ﺍﷲ ﺨﹶﻔ‪‬ﻴ‪‬ﺎﺕ‪ ‬ﻜﹸلﱠ ‪‬ﻤﻜﹾﺘﹶﺘﹶﻡﹺ"‬ ‫ﺃُﻜﹶﻨﱢﻲ ﺒﹺﻐﹶﻴ‪‬ﺭﹺ ﺍ‪‬ﺴ‪‬ﻤ‪‬ﻬ‪‬ﺎ ﻭ‪ ‬ﹶﻗﺩ‪ ‬ﻋ‪‬ﻠ‪‬ﻡ‬
‫ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﺨﺴﻴﺱ ﺍﻟﻤﻔﺤﺵ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ﺍﻻﺼﻁﻼﺤﻴﺔ‬
‫ﻗﺎل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ‪ " :‬ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺫﻟﻙ ﺃﺤﺴﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﺨﺴﻴﺱ ﺍﻟﻤﻔﺤﺵ‬
‫ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻩ ")‪.(3‬‬

‫ﻭﻗﺩ ﻤﺜل ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﻫﻭ ﻴﻔﺴﺭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﺒﻥ ﻤﺭﻴﻡ ﻭ ﺃﻤﻪ – ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ‪-‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ ،‬ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻭﺇﻨﻤﺎ‬ ‫" ‪" 3 tP$yè©Ü9$# ÈbŸxà2ù'tƒ $tR%Ÿ2‬‬
‫ﻫﻭ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ")‪.(5‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻓﺴﺭ ﻜﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪öNÏdÏŠqè=ßÚÏ9 (#qä9$s%ur " :‬‬

‫)‪(6‬‬
‫ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ‬ ‫‪" $oYø‹n=tã öN›?‰Îgx© zNÏ9‬‬
‫ﺍﻟﻔﺭﻭﺝ ﻭ ﻤﻥ ﻟﻬﺫﺍ ﻜﺜﻴﺭ ")‪.(7‬‬

‫ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺃﺤﺴﻨﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.140‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ‪ ،‬ﺹ ‪.13‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.14‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.75‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.14‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﻓﺼﻠﺕ ‪:‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.21‬‬ ‫‪6‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.14‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪59‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ‪ :‬ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻔﺨﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻅﻴﻡ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل ﻓﻴﻬﺎ ‪ " :‬ﻭ ﻤﻨﻪ ﺍﺸﺘﻘﺕ "ﺍﻟﻜﻨﻴﺔ" ﻭ ﻫﻭ ﺃﻥ‬
‫ﻴﻌﻅﻡ ﺍﻟﺭﺠل ﺃﻥ ﻴﺩﻋﻰ ﺒﺎﺴﻤﻪ ‪ ،‬ﻭﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﺒﻴﻥ ‪ :‬ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺔ‬
‫ﺍﻟﺘﻔﺎﺅل ؛ ﺒﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﺩ ﻭ ﻴﺩﻋﻰ ﺒﻭﻟﺩﻩ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﺴﻤﻪ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﻨﺎﺩﻯ ﺒﺎﺴﻡ ﻭﻟﺩﻩ‬
‫ﺼﻴﺎﻨﺔ ﻻﺴﻤﻪ ")‪.(1‬‬

‫ﻭ ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ "ﺍﻟﻜﺎﻤل" ‪ ،‬ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ﺒﻠﻔﻅﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻔﻴﺩ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺒﺎﻟﺒﻘﺭﺓ‬ ‫ﻤﻭﺍﻁﻥ ﻜﺜﻴﺭﺓ ‪ ،‬ﻤﺭﻜﺯﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺜﻼ ﺘﻜﻨﻴﺘﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻨﻌﺠﺔ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻜﺜﻴﺭ‬

‫ﻜﻤﺎ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻋﻥ "ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ" ﺒـ " ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﻟﻨﻔﺴﻪ" ﻭ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺃﺒﻠﻎ ﻤﻥ‬
‫ﻤﺼﻁﻠﺢ "ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭ ﺃﻗﺭﺏ ﻤﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ‬
‫ﻟﺘﺠﺭﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﻜل ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻼﺒﺱ ﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‪،‬ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ‬
‫ﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ﺒﻴﻥ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ‪ ،‬ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺫﺍﺘﻪ ﻭ ﻻ ﻴﺸﻴﺭ‬
‫ﺇﻟﻰ ﺸﻲﺀ ﺨﺎﺭﺝ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻋﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺼل ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﺘﻡ ﺒﺩﻭﻥ ﻭﺍﺴﻁﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻷﺼﺢ ﻴﺘﻡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻌﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻨﻪ ﻭ ﺒﻴﻥ ﻗﺼﺩ ﻗﺎﺌﻠﻪ ﺘﻁﺎﺒﻕ‬
‫ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻔﻅﻪ ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ)‪.(3‬‬

‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﻔﻲ ﻜﻼﻤﺎ ﺁﺨﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ﺨﺎﺭﺠﻪ ﻗﺼﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ‬
‫ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻓﺠﻌل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺎﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﻟﻔﻅﻪ ﻭ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻋﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻐﺎﺌﺏ‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ‪،‬ﺹ ‪.14‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪ / 381-166‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.153-140‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺤﻤﺎﺩﻱ ﺼﻤﻭﺩ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.352‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪60‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻭ ﻤﺴﻠﻜﺎ ﻹﺩﺭﺍﻜﻪ ‪ ،‬ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻨﻌﺩﺩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌﻁ ﻭ ﻨﻭﻟﺩ ﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻠﻔﻅ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻜل ﻭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺼﺒﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻻ ﻏﺎﻴﺘﻪ)‪.(1‬‬

‫ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻜﺎﻤل" ﻟﻡ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ‬
‫ﻭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻗﺒﻠﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺸﻘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺃﻭ ﺍﻻﺼﻁﻼﺤﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻌل ﺃﺒﺭﺯ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺘﺄﺜﺭ‬
‫ﺒﺄﺴﻼﻓﻪ ﺒﻘﺎﺅﻫﺎ )ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ( ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺃﺸﺩ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﺎﻟﻌﺎﻤل ﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻌﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬
‫ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻨﺸﺄﺘﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﺤﺴﺎﻨﻪ ﻟﻀﺭﺒﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ )ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﺨﺴﻴﺱ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﺤﺵ(‪.‬‬

‫‪.5‬ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ‪:‬‬

‫ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﻤﺘﻔﺭﻗﺔ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻔﺭﺩ ﻟﻪ ﺒﺎﺒﺎ ﺃﻭ ﻴﻘﺼﺩ‬
‫ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺼﺩﺍ‪.‬‬

‫‪ã•õ3tB‬‬ ‫‪ö@t/‬‬ ‫ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺫﻜﺭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ " ﺒل ﻤﻜﺭﻜﻡ ﻓﻲ‬ ‫‪" Í‘$yg¨Y9$#ur È@ø‹©9$#‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﻭ ﺃﻀﻴﻑ ﻤﺼﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻟﻪ ﻤﻤﺎ ﺒﻪ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻠﻴل ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ "‬
‫ﻤﻼﺒﺴﺔ ﻤﻌﺘﺒﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻓﺎﻟﻠﻴﻠﺔ ﻴﻤﻜﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‪.‬‬

‫ﻜﻤﺎ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻋﺩﺓ ﺁﻴﺎﺕ ﻭ ﻴﻔﺴﺭﻫﺎ ﻭ ﻴﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺠﺎﺯ ﻭ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ‬
‫ﻭ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪sptƒö•s)ø9$# È@t«ó™ur " :‬‬
‫‪uŽ•Ïèø9$#ur‬‬ ‫‪$pkŽÏù‬‬ ‫‪$¨Zà2‬‬ ‫‪ÓÉL©9$#‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ‪ ،‬ﺹ ‪.353‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﺴﺒﺄ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.33‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.267‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪61‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫‪$¯RÎ)ur ( $pkŽÏù $uZù=t6ø%r& ûÓÉL©9$#‬‬

‫‪.(1)" ÇÑËÈ šcqè%ω»|Ás9‬‬

‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﻭ ﻴﻀﻴﻑ ﺒﻌﺽ ﺃﻗﻭﺍل‬ ‫ﻭ ﻴﺴﺘﺭﺴل ﻗﺎﺌﻼ ‪ " :‬ﻨﺼﺏ ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﺴﺄل ﺃﻫل ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ "‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺏ‪ " :‬ﻭ ﺘﻘﻭل ﺒﻨﻭ ﻓﻼﻥ ﻴﻁﺅﻫﻡ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺘﺭﻴﺩ ﺃﻫل ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ‪ ،‬ﻓﺤﺫﻓﺕ ﺃﻫل ﻓﺭﻓﻌﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺤﺫﻑ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ ﻭ ﺃﻗﻴﻡ ﺍﻟﻤﻀﺎﻑ‬ ‫ﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﻤﺭﻓﻭﻉ ﻓﻌل ﻫﺫﺍ ﻓﻘﺱ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ "‬
‫ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻘﺎﻤﻪ ﻭ ﺃﻋﻁﻰ ﺤﻜﻤﻪ‪.‬‬

‫ﻭ ﻤﻥ ﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻋﻨﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺤﻜﺎﻴﺔ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻋﻥ ﻨﺒﻲ ﺍﷲ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ‪ ،‬ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ‪" :‬ﻭ‪‬ﺍﺠ‪‬ﻌ‪‬لْ ﻟِﻲ ﻟِﺴ‪‬ﺎﻥ‪ ‬ﺼ‪‬ﺩ‪‬ﻕ‪ ‬ﻓ‪‬ﻲ ﺍﻟﹾﺂﺨ‪‬ﺭﹺﻴﻥ‪"﴾٨٤﴿ ‬‬
‫)‪(5‬‬
‫)‪þ’ÎoTÎ‬‬ ‫‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪" :‬‬ ‫ﻓﻘﺎل " ﺜﻨﺎﺀ ﺤﺴﻥ "‬
‫)‪(6‬‬
‫‪ ،‬ﻗﺎل ‪ " :‬ﺃﻱ ﺃﻋﺼﺭ‬ ‫&‪"( #\•ôJyz çŽÅÇôãr& ûÓÍ_1u‘r‬‬
‫)‪(7‬‬
‫‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻁﺒﻌﺎ ﻤﺠﺎﺯ ﻤﺭﺴل ﻭ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ‪.‬‬ ‫ﻋﻨﺒﺎ ﻓﺼﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺎل"‬

‫)‪(8‬‬
‫‪ ،‬ﻗﺎل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ‪ " :‬ﻭ‬ ‫… "‬ ‫ﻭ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻴﻀﺎ ‪ " :‬ﻓﹶﻤ‪‬ﻥ‪ ‬ﺸﹶﻬﹺﺩ‪ ‬ﻤ‪‬ﻨﹾﻜﹸﻡ‪ ‬ﺍﻟﺸﱠﻬ‪‬ﺭ‪ ‬ﻓﹶﻠﹾﻴ‪‬ﺼ‪‬ﻤ‪‬ﻪ‪◌‬‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺭ ﻻ ﻴﻐﻴﺏ ﻋﻨﻪ ﺃﺤﺩ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺠﺎﺯ ﺍﻵﻴﺔ ‪ :‬ﻓﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻜﻡ ﺸﺎﻫﺩﺍ ﺍﻟﺸﻬﺭ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻩ ﻓﻠﻴﺼﻤﻪ " ‪" ،‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﻴﻭﺴﻑ ‪:‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.82‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.422‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.423‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.84‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪:‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.378‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﻴﻭﺴﻑ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.36‬‬ ‫‪6‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.292‬‬ ‫‪7‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪185‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪62‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻓﻤﻥ ﺸﻬﺩ ﻤﻨﻜﻡ " ﺃﻱ ﻓﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﺸﺎﻫﺩﺍ ﻓﻲ ﺸﻬﺭ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻓﻠﻴﺼﻤﻪ ﻨﺼﺏ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭ ﻻ ﻨﺼﺏ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﻌﻭل ﺒﻪ ")‪.(1‬‬

‫‪ .6‬ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ‪:‬‬

‫ﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ‪ ،‬ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻟﻠﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻵﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻭ ﻗﺩ ﻟﻔﺕ‬

‫ﻨﻅﺭﻩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪Ÿ@ö6s% ¼çms9 ÷LäêZtB#uä tA$s% " :‬‬
‫)‪¼çm¯RÎ‬‬ ‫(‬ ‫‪öNä3s9‬‬ ‫‪tbsŒ#uä‬‬ ‫&‪÷br‬‬
‫‪ãNä3yJ¯=tæ‬‬ ‫‪“Ï%©!$#‬‬ ‫‪ãNä.玕Î6s3s9‬‬
‫‪öNä3tƒÏ‰÷ƒr& ÆyèÏeÜs%_|sù ( t•ósÅb¡9$#‬‬
‫‪7#»n=Åz‬‬ ‫‪ô`ÏiB‬‬ ‫‪/ä3n=ã_ö‘r&ur‬‬
‫‪È@÷‚¨Z9$# Æírä‹ã` ’Îû öNä3¨Yt7Ïk=|¹_{ur‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﻗﺎل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻟﻬﺎ ‪ " :‬ﺃﻱ "ﻋﻠﻰ" ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺠﺫﻭﻉ ﺇﺫﺍ ﺃﺤﺎﻁﺕ ﺩﺨﻠﺕ "ﻓﻲ" ﻷﻨﻬﺎ‬ ‫‪"£‬‬
‫ﻴﻘﺎل‪" :‬ﻓﻼﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺨل ﺃﻱ ﻗﺩ ﺃﺤﺎﻁ ﺒﻪ ‪ ،‬ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ‪:‬‬ ‫ﻟﻠﻭﻋﺎﺀ‬

‫)‪(3‬‬
‫ﻓﹶﻼﹶ ﻋ‪‬ﻁﹶﺴ‪‬ﺕﹶ ﺸﹶﻴ‪‬ﺒ‪‬ﺎﻥ‪ ‬ﺇﻻﱠ ﺒﹺ َﺄﺠ‪‬ﺩ‪‬ﻋ‪‬ﺎ‬ ‫ﻫ‪‬ﻡ‪ ‬ﺼ‪‬ﹶﻠﺒ‪‬ﻭﺍ ﺍﻟﻌ‪‬ﺒ‪‬ﺩ‪‬ﻱ ﻓ‪‬ﻲ ﺠﹺﺫﹾﻉﹺ ﹶﻨﺨﹾﹶﻠﺔ‪‬‬
‫ﻭﻗﺎل ﻋﺯ ﻭ ﺠل ‪tbqãèÏJtGó¡o„ ÒO¯=ß™ öNçlm; ÷Pr& " :‬‬

‫‪ ،‬ﻗﺎل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪" :‬ﺃﻱ ﻋﻠﻴﻪ")‪.(5‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫("‬ ‫‪ÏmŠÏù‬‬

‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺤل ﻓﻴﻬﺎ ﺤﺭﻑ ﻤﺤل ﺤﺭﻑ ﺁﺨﺭ )ﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﺭ(‬
‫ﻭ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﻴﻥ ﻴﻌﺩﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ)‪.(6‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.354‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﻁﻪ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.71‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪.76، 2‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﻁﻭﺭ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪.38‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.77‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻋﻀﻴﻤﺔ ‪ ،‬ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺭﺸﺩ ‪ ،‬ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ‬ ‫‪6‬‬

‫ﻁ‪1425 ، 1‬ﻫـ ‪ ،‬ﺹ ‪.25‬‬

‫‪63‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻭ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ‪ " :‬ﺃُﻭﹶٰﻟﺌِﻙ‪ ‬ﺍﻟﱠﺫ‪‬ﻴﻥ‪ ‬ﻁﹶﺒ‪‬ﻊ‪ ‬ﺍﻟﻠﱠﻪ‪ ‬ﻋ‪‬ﻠﹶﻰٰ ﻗﹸﻠﹸﻭﺒﹺﻬﹺﻡ‪ ‬ﻭ‪‬ﺍﺘﱠﺒ‪‬ﻌ‪‬ﻭﺍ ﺃَﻫ‪‬ﻭ‪‬ﺍﺀ‪‬ﻫ‪‬ﻡ‪﴾١٦﴿ ‬‬
‫ﻭ ﺃﺼﻠﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻴﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﺨﻠﺔ ﺍﻟﺩﻨﻴﺌﺔ ﻓﺘﺭﻜﺒﻪ ﻜﺎﻟﺤﺎﺌل ﺒﻴﻨﻪ ﻭ ﺒﻴﻥ‬ ‫ﻗﺎل ‪ " :‬ﻭ ﺍﻟﻁﺒﻊ ﺃﺴﻭﺃ ﺍﻟﻁﻤﻊ‬
‫ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻟﻘﺒﺢ ﻤﺎ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻨﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﺜل ﻭ ﺃﺼﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻑ ﻭ ﻤﺎ ﺃﺸﺒﻬﻪ ‪ ،‬ﻴﻘﺎل ‪ :‬ﻁﺒﻊ ﺍﻟﺴﻴﻑ ‪ ،‬ﺇﺫﺍ‬
‫ﺭﻜﺒﻪ ﺼﺩﺍ ﻴﺴﺘﺭ ﺤﺩﻴﺩﻩ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﻬﻭ ﻫﻨﺎ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﻁﻤﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻴﺏ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻓﻴﻔﺴﺩﻫﺎ ﻭ ﻴﻤﻨﻊ ﺼﻔﺎﺀﻫﺎ ﻭ ﺇﺩﺭﺍﻜﻬﺎ ﻟﻠﺤﻕ‬
‫ﻭﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻟﻪ‪ ،‬ﺒﺎﻟﺼﺩﺃ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺴﻭ ﺍﻟﺴﻴﻭﻑ ﻓﻴﻤﻨﻊ ﺒﺭﻴﻘﻬﺎ ﻭﺤﺩﺘﻬﺎ ﻭ ﻴﺼﻴﺒﻬﺎ ﺒﺎﻟﺘﺂﻜل ﻭ ﺍﻟﺘﻠﻑ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ‬
‫ﺍﺴﺘﻌﺎﺭﺓ ﺘﺼﺭﻴﺤﻴﺔ ‪ ،‬ﻭﻭﺠﻪ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺴﺩ ﻭﺍﻷﺩﺍﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺭﻴﻨﺔ ﻫﻲ ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﺼﻴﺏ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺍﻟﺼﺩﺃ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺁﻓﺔ‬
‫ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ‪.‬‬

‫‪ .7‬ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺩ ﺃﻓﺭﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻟﻠﺘﺸﺒﻴﻪ ﺒﺎﺒﺎ ﻤﺴﺘﻘﻼ ﺃﻁﺎل ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﺒﺩﺃﻩ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺒﺎﺏ ﻁﺭﻴﻑ‬
‫ﻨﺼل ﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺫﻜﺭﻨﺎﻩ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﻤﺭ ﻟﻠﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻴﺏ‬
‫ﻭﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ ﺒﻌﺩﻫﻡ ")‪.(3‬‬

‫ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻗﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻜﺜﻴﺭ ﻭ ﻫﻭ ﺒﺎﺏ ﻜﺄﻨﻪ ﻻ ﺁﺨﺭ ﻟﻪ ")‪.(4‬‬

‫ﻓﻘﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ‪ ،‬ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻘل ﺤﻴﺙ‬
‫ﺍﻫﺘﻡ ﺒﺎﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺩﺙ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻨﺘﻘﻰ ﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻤﻥ ﺘﺸﺒﻴﻬﺎﺕ ﻤﺼﻴﺒﺔ ﻭ ﺠﻴﺩﺓ‪.‬‬

‫ﺴﻭﺭﺓ ﻤﺤﻤﺩ ‪ :‬ﺍﻵﻴﺔ ‪. 17‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.57‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.43‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.116‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪64‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻭ ﻜﺎﻥ " ﻴﻭﺭﺩ ﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻬﻡ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﻤﺎ ﺘﻌﻭﺩﻭﺍ ﺃﻥ‬
‫ﻴﺸﺒﻬﻭﺍ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﺘﻘﻊ ﺘﺤﺕ ﺤﺴﻬﻡ ﻤﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻭ ﻗﺩ ﺍﺭﺘﺴﻤﺕ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻨﻬﻡ ﺒﻤﻌﺎﻥ ﺨﺎﺼﺔ‬
‫ﻭ ﻴﺒﺩﺃ ﺒﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﺜﻡ ﻴﺘﺒﻌﻪ ﺒﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻭﺍﺴﺘﺤﺴﻥ ﻓﻲ ﺸﻌﺭ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ")‪.(1‬‬

‫ﻭ ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪ " :‬ﻭ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺘﺸﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻀﺭﺏ ‪:‬‬
‫ﻓﺘﺸﺒﻴﻪ ﻤﻔﺭﻁ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﻤﺼﻴﺏ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﻤﻘﺎﺭﺏ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺒﻌﻴﺩ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭ ﻻ ﻴﻘﻭﻡ‬
‫ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻫﻭ ﺃﺨﺸﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ")‪.(2‬‬

‫ﻭ ﻗﺩ ﻤﺜل ﻟﻠﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﻔﺭﻁ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺯ ‪ "،‬ﺒﻘﻭﻟﻬﻡ ﻟﻠﺴﺨﻲ ‪ :‬ﻫﻭ ﻜﺎﻟﺒﺤﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻠﺸﺠﺎﻉ ‪ ،‬ﻜﺎﻷﺴﺩ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺒﻠﻴﻎ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ‪.‬‬ ‫ﻭ ﻟﻠﺸﺭﻴﻑ ‪ :‬ﺴﻤﺎ ﺤﺘﻰ ﺒﻠﻎ ﺍﻟﻨﺠﻡ "‬

‫ﻭ ﻤﺜل ﻟﻠﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻘﻭﻡ ﺇﻻ ﺒﻨﻔﺴﻪ " ﺒﻘﻭل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ‪:‬‬

‫)‪(4‬‬
‫ﺇﺫﹾ ﺃﻨﹶﺎ ﻓ‪‬ﻲ ﺍﻟﺩ‪‬ﺍﺭﹺ ﻜﹶﺄَﻨﹼﻲ ﺤ‪‬ﻤ‪‬ﺎﺭ‪"‬‬ ‫ﺒ‪‬لْ ﹶﻟﻭ‪ ‬ﺭ‪َ‬ﺃﺘﹾﻨ‪‬ﻲ ﺃُﺨﹾﺕﹸ ﺠﹺﻴﺭ‪‬ﺍﻨ‪‬ﻨﹶﺎ‬
‫ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻓﺈﻨﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺼﺤﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﺫﺍ ﺒﻌﻴﺩ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺴﺘﺩل ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺒﻐﻴﺭﻩ")‪.(5‬‬

‫ﻭ ﺫﻜﺭ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺸﺎﺒﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺫﻜﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺴﻨﺔ‬
‫ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺃﻥ ﻴﺸﺒﻬﻭﺍ ﻋﻴﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻟﻅﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻷﻨﻑ ﺒﺤﺩ ﺍﻟﺴﻴﻑ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻔﻡ ﺒﺎﻟﺨﺎﺘﻡ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺭ‬
‫)‪(6‬‬
‫ﺒﺎﻟﻌﻨﺎﻗﻴﺩ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻌﻨﻕ ﺒﺈﺒﺭﻴﻕ ﻓﻀﺔ ‪"...‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻋﻀﻴﻤﺔ ‪ :‬ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ‪،‬ﺹ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.104‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.104‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.107‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.107‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﺹ ‪.107‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪65‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻜﻤﺎ ﺃﺒﺩﻯ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺇﻋﺠﺎﺒﻪ ﺒﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻗﺎل ‪ " :‬ﻭ ﻤﻥ ﺘﺸﺒﻴﻬﻬﻡ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺠﻴﺩ‬
‫ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻗﻭل ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻁﻤﺤﺎﻥ ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ﺩ‪‬ﺠ‪‬ﻰ ﺍﻟﹼﻠﻴ‪‬لِ ﺤ‪‬ﺘﱠﻰ ﹶﻨﻅﱠﻡ‪ ‬ﺍﻟﺠﹺﺯ‪‬ﻉ‪ ‬ﹶﺜﺎﻗ‪‬ﺒ‪‬ﻪ‪" ‬‬ ‫ﺃَﻀ‪‬ﺎﺀ‪‬ﺕﹾ ﻟﹶﻬ‪‬ﻡ‪ ‬ﺃَﺤ‪‬ﺴ‪‬ﺎﺒ‪‬ﻬ‪‬ﻡ‪ ‬ﻭ‪‬ﻭ‪‬ﺠ‪‬ﻭﻫ‪‬ﻬ‪‬ﻡ‪‬‬
‫ﻭ ﻤﺜل ﻟﻠﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﻭﻴل ﺃﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻗﻭل ﺫﻱ ﺍﻟﺭﻤﺔ ‪:‬‬

‫)‪(3) (2‬‬
‫"‬ ‫ﻭ ﻗﺩ ﺠﻠﻠﺘﻪ ﺍﻟﻅﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻨﺎﺩﺱ‬ ‫ﻭ ﺭﻤل ﻜﺄﻭﺭﺍﻙ ﺍﻟﻌﺫﺍﺭﻯ ﻗﻁﻌﺘﻪ‬
‫ﻭ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﻠﻭﺏ ﻭ ﻗﺩ ﻋﻘﺩ ﻟﻪ ﻓﺼﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺃﺴﻤﺎﻩ‬
‫" ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻔﺭﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺼﻭل " ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺫﻜﺭ ﺒﻴﺕ ﺫﻱ ﺍﻟﺭﻤﺔ ﻭ ﻋﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺌﻼ ‪ " :‬ﺃﻓﻼ ﺘﺭﻯ ﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﺭﻤﺔ ﻜﻴﻑ ﺠﻌل ﺍﻷﺼل ﻓﺭﻋﺎ ﻭ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺃﺼﻼ ﻭ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﻓﻲ ﻨﺤﻭ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﺘﺸﻴﻪ‬
‫ﺃﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺒﻜﺜﺒﺎﻥ ﺍﻷﻨﻘﺎﺀ ‪ ...‬ﻓﻘﻠﺏ ﺫﻭ ﺍﻟﺭﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ‪ ،‬ﻓﺸﺒﻪ ﻜﺜﺒﺎﻥ ﺍﻷﻨﻘﺎﺀ‬
‫ﺒﺄﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻜﺄﻨﻪ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ‪ ،‬ﺃﻱ ﻗﺩ ﺜﺒﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ‬
‫ﻷﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭ ﺼﺎﺭ ﻜﺄﻨﻪ ﺍﻷﺼل ﻓﻴﻪ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﺸﺒﻪ ﺒﻪ ﻜﺜﺒﺎﻥ ﺍﻷﻨﻘﺎﺀ ")‪.(4‬‬

‫ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﻫﺩ ﻭ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ‪ ،‬ﻓﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ‬
‫ﻟﻠﺘﺸﺒﻴﻪ ﻨﻅﺭﺓ ﺁﻟﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺨﻴﺭ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻋﻨﺩﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻤﻊ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﻗﻠﻴل ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ‬
‫ﻜﻼﻡ ﺒﻌﻴﺩ ﻋﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ)‪.(5‬‬

‫ﻭ ﻟﻡ ﻴﻘﻑ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻋﻨﺩ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻭ ﺘﺸﺒﻴﻬﺎﺘﻬﻡ ‪ ،‬ﺒل ﺃﺸﺎﺩ ﻜﺫﻟﻙ ﺒﺄﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ ﻭ ﺫﻜﺭ‬
‫ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺘﺸﺒﻴﻬﺎﺘﻬﻡ ‪ ،‬ﺃﻤﺜﺎل ﺃﺒﻲ ﻨﻭﺍﺱ ‪ ،‬ﻭ ﺒﺸﺎﺭ ﺒﻥ ﺒﺭﺩ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺹ ‪.105‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﺤﻨﺎﺩﺱ ‪ :‬ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻅﻠﻤﺔ‪ ،‬ﻴﻨﻅﺭ ‪ ،‬ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 6‬ﺹ ‪.58‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ :‬ﻤﺞ‪ ،2‬ﺹ ‪.93‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ‪:‬ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﺹ ‪.302‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻁﺎﺸﺔ ﺍﻟﺸﻭﺍﺒﻜﺔ ‪ ،‬ﺃﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺼﻭﺍﻟﺤﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ‬ ‫‪5‬‬

‫ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ ‪ ،‬ﻁ‪1430 ، 1‬ﻫـ‪ ، 2009/‬ﺹ ‪.96‬‬

‫‪66‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫‪ .4‬ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪:‬‬

‫ﺃ‪ .‬ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ‪:‬‬

‫ﺍﻋﺘﻨﻰ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﻭ ﻤﻀﻰ ﻓﻲ ﺇﺜﺭ ﺃﺴﺘﺎﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ﻻ ﻴﺭﺘﻀﻲ ﺒﻌﺽ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﻻ ﺘﻁﺭﺩ ﻤﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺸﺩﺩ ﻤﺜل ﺴﺎﻟﻔﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ‬
‫ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺄﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﻻ ﺘﺴﺘﻘﻴﻡ ﻤﻊ ﻤﻘﺎﻴﻴﺴﻪ‬
‫ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻨﺩ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ )‪.(1‬‬

‫ﺏ‪ .‬ﺍﻟﺘﻌﻠﻴل ‪:‬‬

‫ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻴﻌﻠل ﻜل ﺭﺃﻱ ﻴﻭﺭﺩﻩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺴﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺴﻌﺔ ﺠﻌﻠﺘﻪ ﻴﻌﻤﻤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ‬
‫ﺤﺎﺠﺔ ﻟﻠﻨﻁﻕ ﺒﻪ ‪ ،‬ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻌﻠﻴﻠﻪ ﻟﻤﺠﻲﺀ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻜﻠﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻭﺍﺌﻠﻬﺎ ﻭ ﺃﻭﺴﻁﻬﺎ ‪ ،‬ﻴﻘﻭل‪:‬‬
‫" ﻟﻡ ﻴﺠﻌل ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﺃﻭﻻ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻷﻭل ﺘﻠﺯﻤﻪ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻟﻼﺒﺘﺩﺍﺀ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺒﺩﺃ ﺇﻻ ﺒﻤﺘﺤﺭﻙ‬
‫ﻭ ﻻ ﻴﻭﻗﻑ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﻜﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺘﻠﺯﻤﻪ ﻟﻡ ﺘﺩﺨل ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻹﻋﺭﺍﺏ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺭﻜﺘﻴﻥ‬
‫ﻻ ﺘﺠﺘﻤﻌﺎﻥ ﻓﻲ ﺤﺭﻑ ﻭﺍﺤﺩ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻤﺎ ﻓﺎﺕ ﻭﻗﻭﻋﻪ ﺃﻭﻻ ﻟﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﻭﺴﻁﺎ ‪ ،‬ﻷﻥ ﺃﻭﺴﺎﻁ‬
‫ﺍﻷﺴﻤﺎﺀ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﻼﺜﻴﺔ ﻭ ﺭﺒﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺨﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺴﺒﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﻭﺴﺎﻁﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺎﺕ‬
‫ﺫﻟﻙ ﺠﻌل ﺁﺨﺭﺍ ﺒﻌﺩ ﻜﻤﺎل ﺍﻻﺴﻡ ﺒﺒﻨﺎﺌﻪ ﻭ ﺤﺭﻜﺎﺘﻪ ")‪.(2‬‬

‫ﺝ‪ .‬ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ‪:‬‬

‫ﺍﺤﺘﻜﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺒﻌﺩ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺎﻟﺴﻤﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﻓﺽ ﻤﺎ ﻗل ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺜﺭ‬
‫ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻡ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﺩ ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﻓﻭﺍﻫﻬﻡ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺤﻴﻥ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻫﺫﻩ‬

‫‪1‬ﻴﻨﻅﺭ‪ :‬ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.131‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﺹ ‪.132‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪67‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﺍﻟﻜﺜﺭﺓ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﺴﺢ ﻟﻠﻘﻴﺎﺱ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﺴﺢ ﻟﻪ ﺤﻴﻥ ﻴﺸﻴﻊ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻴﺱ‬
‫ﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺫ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ‪ ،‬ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻘﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﻤﻊ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻨﻬﻡ‪.‬‬

‫ﻓﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻨﻬﻡ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺼﻴﻐﺔ" ﻓﻌﺎل" ﻤﺴﺘﻐﻨﻴﻥ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻴﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺏ‬
‫"ﻜﺨﺒﺎﺯ" ﻭ "ﺒﺯﺍﺯ" ﻭ" ﻗﺯﺍﺯ" ﻭ "ﺴﻘﺎﺀ" ﻭ "ﺒﻨﺎﺀ" ﻭ "ﺯﺠﺎﺝ" ﻭ"ﺒﻘﺎل" ﻭ "ﺨﻴﺎﻁ" ﻭ "ﻨﺠﺎﺭ" ﻭ "ﻟﺒﺎﻥ"‬
‫ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺼﻴﻐﺔ" ﻓﺎﻋل" ﻤﺜل ‪":‬ﺤﺎﺌﻙ" ﻭ "ﺸﺎﻋﺭ" ﺃﻱ ﺫﻱ ﺸﻌﺭ ﻭ "ﻓﺎﺭﺱ" ﺃﻱ ﺫﻱ ﻓﺭﺱ‬
‫ﻭ"ﻁﺎﻋﻡ" ﺃﻱ ﺫﻱ ﻁﻌﺎﻡ ‪ ،‬ﻟﻜﻥ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻴﻐﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻤﻭﻗﻭﻓﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ‬
‫ﻭ ﻻ ﻴﻘﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺸﻲﺀ ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻜﺜﺭ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻬﻡ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻴﻘﺎل ﻟﺼﺎﺤﺏ "ﺍﻟﺒﺭ" ‪"-‬ﺒﺭﺍﺭ" ‪ ،‬ﻭ ﻻ‬
‫ﻟﺼﺎﺤﺏ "ﺍﻟﺸﻌﻴﺭ"‪"-‬ﺸﻌﺎﺭ" ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻟﺼﺎﺤﺏ "ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ"‪"-‬ﺩﻗﺎﻕ "ﻭ ﻻ ﻟﺼﺎﺤﺏ "ﺍﻟﻔﺎﻜﻬﺔ"‪ "-‬ﻓﻜﺎﻩ"‪ ،‬ﺒﻴﻨﻤﺎ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻗﺎﺱ ﺍﻟﺼﻴﻐﺘﻴﻥ ﺠﻤﻴﻌﺎ ‪ ،‬ﻤﺤﺘﺠﺎ ﺒﺄﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﺼﻰ‬
‫ﻭ ﻴﺴﺘﻘﺼﻰ)‪.(1‬‬

‫‪ .5‬ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪:‬‬

‫ﺍﺤﺘل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻤﺭﻤﻭﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﻌﺎﺼﺭﻴﻪ ﻭ ﺤﻅﻲ ﺒﺈﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ‬
‫ﻴﺸﻬﺩﻭﻥ ﻟﻪ ﺒﺴﻌﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻭ ﺘﻨﻭﻉ ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﺍﺸﺘﻬﺭ ﺒﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺭﺽ ﻓﻴﻪ ﻤﺎﺩﺘﻪ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﺃﺩﺒﻴﺔ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻻ ﻏﻨﻰ‬
‫ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻡ ﻋﻥ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﺠﻌﻠﻪ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻥ ﺍﻷﺩﺏ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻤﻊ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻻﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ﻟﻠﺠﺎﺤﻅ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻭﺍﺩﺭ ﻷﺒﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﺎﻟﻲ"‬
‫ﻭﻟﻭ ﺘﺼﻔﺤﻨﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻟﻭﺠﺩﻨﺎﻫﺎ ﺘﺸﻜل ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺃﺴﺱ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﻡ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻨﻘﺩﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺒﻼﻏﻴﺔ ﻭ ﻋﺭﻭﻀﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ‪:‬ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﺹ ‪.133‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 1‬ﺹ ‪.09‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪68‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻓﻴﺭﻯ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺯﻏﻠﻭل ﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل " ﻫﻭ ﻜﺘﺎﺏ ﺃﺩﺏ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﻨﻘﺩ‬
‫ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺨﻁﺭﺍﺕ ﻋﺎﺒﺭﺓ ﻴﻘﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻜﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺃﺒﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﻁﻌﺔ ﻨﺜﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﺘﻔﺤﺼﻨﺎ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩﻩ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﺒل ﻴﺠﻤﻊ ﻀﺭﻭﺒﺎ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻜﻼﻡ ﻤﻨﺜﻭﺭ ﻭ ﺸﻌﺭ ﻤﺭﺼﻭﻑ ﻭ ﻤﺜل ﺴﺎﺌﺭ‪ ،‬ﻭ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻥ ﺨﻁﺒﺔ ﺸﺭﻴﻔﺔ‬
‫ﻭﺭﺴﺎﻟﺔ ﺒﻠﻴﻐﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺸﺒﻴﻪ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ﻟﻠﺠﺎﺤﻅ ‪ ،‬ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ‬
‫ﺃﺨﺹ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻭ ﺃﻟﺯﻡ ﻻﺘﺠﺎﻩ ﺒﻌﻴﻨﻪ ‪ ،‬ﺃﻤﺎ ﻫﺫﺍ ﻓﻠﻡ ﻴﺘﺠﻪ ﻓﻴﻪ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎ ﺒﻌﻴﻨﻪ ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ‬
‫ﻋﻥ ﻤﺨﺘﺎﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺜﺭ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻴﻌﺭﻀﻬﺎ ﺜﻡ ﻴﺸﺭﺤﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻴﺩﻟل ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ‬
‫ﺍﻹﻋﺭﺍﺒﻴﺔ ﻓﻴﻪ ")‪.(1‬‬

‫ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺒﺩﻭﻱ ﻁﺒﺎﻨﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ " ﺯﺍﺨﺭ ﺒﻔﻨﻭﻥ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﻤﻊ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﺸﺭﺡ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ‪ ،‬ﻭ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺔ ﻭ ﻗﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻭ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻔﻁﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ ‪ ،‬ﻜﺎﻟﺒﺤﺙ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﻓﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ‪ ...‬ﻭ ﻜﻜﻼﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ‪ ...‬ﻭ ﻓﻴﻪ ﻜﺫﻟﻙ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ‬
‫ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﺫﻭﻗﻪ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻭ ﺘﻨﺒﻪ ﺤﺎﺴﺘﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ")‪.(2‬‬

‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺭﺃﻴﻴﻥ ﺃﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻟﻠﻤﺒﺭﺩ ﻴﻌﺩ ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﻭﻨﺤﻭﻴﺔ‬
‫ﻭﺭﻜﻨﺎ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ‪،‬ﻭﺯﺍﺩﺍ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﻭﺭﺼﻴﺩﺍ ﺜﻘﺎﻓﻴﺎ ﻟﻜل ﻤﻥ ﻴﻘﺭﺃﻩ ‪ ،‬ﻟﻤﺎ ﺘﻤﻴﺯ ﺒﻪ‬
‫ﻤﻥ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺠﺎﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ )ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ( ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﻠﻭﻡ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻜﺎﻟﻨﺤﻭ ﻭ ﺍﻟﺼﺭﻑ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺽ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺒﺭﺯ‬
‫ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺏ ﻭ ﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ‬
‫ﻜﻤﺎ ﻴﻀﻡ ﻜل ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻪ ﺒﻴﻥ ﺩﻓﺘﻴﻪ ﺃﺸﻜﺎﻻ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺯﻏﻠﻭل ﺴﻼﻡ ‪ :‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻤﺼﺭ ‪ ، 1961 ،‬ﺹ‬ ‫‪1‬‬

‫‪.237‬‬
‫ﺒﺩﻭﻱ ﻁﺒﺎﻨﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪-‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ، 1985 ،‬ﺹ ‪.80‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪69‬‬
 ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫ﻭﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻤﺩﺍ ﻭﻗﺼﺩ ﻋﻼﺠﻬﺎ ﻗﺼﺩﺍ‪ ،‬ﺒﺤﻴﺙ‬
‫ﺠﻌل ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺃﻨﻔﺱ ﻭﺃﻤﺘﻊ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻪ ﻭﺃﺯﻤﻨﺔ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ‪ ،‬ﻴﺜﻘﻑ ﺍﻟﻨﻔﺱ‬
‫ﻭﻴﻬﺫﺏ ﺍﻟﺭﻭﺡ ‪ ،‬ﻭﻴﺼﻘل ﺍﻟﻌﻘل‪ ،‬ﻭﻴﻨﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻠﻜﺔ ﺤﺏ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﻋﺸﻕ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ‪.‬‬

‫‪70‬‬
 ‫• ﺨﺎﺘﻤـﺔ ‪:‬‬

‫ﺒﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻴﺠﺩﺭ ﺒﻲ ﻓﻲ ﺨﺎﺘﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ﺃﻥ ﺃﻀﻊ ﺃﺒﺭﺯ‬
‫ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺤﺙ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺸﺘﻐﻠﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ‬
‫ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺴﻠﻁﺕ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪ ،‬ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﻜﺎﻤل" ‪ ،‬ﻭ ﺨﻠﺼﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬

‫* ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺃﻤﺭ ﻗﺩﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻟﺤﺭﺹ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﺃﻭﻻ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭﻱ ﻭ ﺍﻟﻨﺜﺭﻱ ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ ،‬ﻫﻭ ﻤﺎ ﻅﻬﺭ ﺘﺤﺕ ﻟﻭﻥ‬
‫ﻨﻘﺩﻱ ﺠﺩﻴﺩ ﻫﻭ " ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ " ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ‬
‫ﺍﻷﻭل ﻭ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻟﻠﻬﺠﺭﺓ‪.‬‬

‫* ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻭﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﻬﺕ ﻟﻠﺸﻌﺭﺍﺀ ﺤﻭل ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻬﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺎﻫﻤﻭﺍ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﺩ‪.‬‬

‫* ﺘﻤﻴﺯﺕ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﻡ ﺒﺎﻟﺸﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺤﻴﺙ ﺩﺍﺭﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺘﻬﻡ‬
‫ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺒﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻁ ﺍﻟﺼﻭﺘﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﻻﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻀﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺏ ﺠﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺒﺴﺎﻁﺘﻬﺎ ﻭ ﺘﻌﻘﻴﺩﻫﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺭ ﻭ ﺍﻟﻐﺭﺍﺒﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻜﺭﺍﻩ ‪ ...‬ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﻴﺎﺭﺍ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺠﻴﺩﻩ‬
‫ﻤﻥ ﺭﺩﻴﺌﻪ‪.‬‬

‫* ﺃﻤﺎ ﻋﻨﺩ ﺩﺭﺍﺴﺘﻲ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻟﻠﻤﺒﺭﺩ ﻓﺎﺘﻀﺢ ﻟﻲ ﺒﺄﻥ ﻟﺩﻴﻪ ﺠﻬﺩ ﺒﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻠﻲﺀ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺭﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ‬
‫ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﻌﺘﻤﺩﺍ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺸﻭﺍﻫﺩ ﻟﻐﻭﻴﺔ ﺴﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺃﺩﻟﺔ ﻗﻴﺎﺴﻴﺔ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫* ﻴﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺭﻜﻥ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻴﺤﻭﻱ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ‬
‫ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ )ﻜﺎﻟﻨﺤﻭ ‪ ،‬ﺍﻟﺼﺭﻑ ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺭﻭﺽ( ﻤﺩﻟﻼ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻕ ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﺒﺎﻟﻌﻠﻭﻡ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺒﺭﺯ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ‬
‫ﺠﺎﺀﺕ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ )ﺨﻁﺏ ‪ ،‬ﺭﺴﺎﺌل(‪.‬‬

‫* ﺍﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻹﻴﺼﺎل ﻤﺎ ﺍﻋﺘل ﻓﻲ ﺼﺩﺭﻩ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ‪ ،‬ﻭﺠﺩ ﻤﺘﻨﻔﺱ ﻟﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺒﻴﺌﺔ ﺘﻌﺞ ﺒﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻥ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺘﻤﺎﻤﺎ ‪ ،‬ﺒل ﻜﺎﻨﺕ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﺎ ﻴﺸﻭﺒﻬﺎ‬
‫ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﻭ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﺼﻠﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻠﺭﺠل ﻋﺫﺭﻩ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻻﺴﺘﻁﺭﺍﺩ ﻫﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﻴﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ‪.‬‬

‫ﻭ ﻟﻌﻠﻲ ﻟﻡ ﺃﻑ ﺍﻟﺭﺠل ﺤﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻜﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻌل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻟﻡ ﻴﻀﻲﺀ ﻜل ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻀﺎﺀﺓ ﻜﺎﺸﻔﺔ ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻨﻨﻲ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﻗﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺠﺎﻨﺒﺎ ﺃﺼﻴﻼ ﻤﻥ‬
‫ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ‪ ،‬ﺃﻻ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻨﻘﺩﻱ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻟﻤﺎ ﻟﻠﺒﻼﻏﺔ ﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﻨﻘﺩ ﻓﻜﺎﻨﺕ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻺﻁﻼﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺘﺄﻟﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ‪.‬‬

‫ﻭ ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ‬

‫‪73‬‬
‫أﺑــــو اﻟﻌﺑـــــﺎس اﻟﻣﺑر ّ د‬

‫ﻣوﻟده و ﻧﺳﺑﮫ‬ ‫‪.1‬‬

‫ﻧﺷﺄﺗﮫ و ﺣﯾﺎﺗﮫ‬ ‫‪.2‬‬
‫ﺳﺑب ﺗﻠﻘﺑﮫ ﺑﺎﻟﻣﺑرد‬ ‫‪.3‬‬
‫ﺛﻘﺎﻓﺗــﮫ‬ ‫‪.4‬‬
‫ﻣؤﻟﻔﺎﺗـﮫ‬ ‫‪.5‬‬
‫أﺳﺎﺗذﺗﮫ و ﺗﻼﻣﯾذه‬ ‫‪.6‬‬
‫وﻓﺎﺗــﮫ‬ ‫‪.7‬‬
‫ﻣﻠﺣــق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ‬

‫‪ .1‬ﻤﻭﻟﺩﻩ ﻭ ﻨﺴﺒﻪ ‪:‬‬

‫ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﺒﻥ ﻋﻤﻴﺭ ﺒﻥ ﺤﺴﺎﻥ ﺒﻥ ﺴﻠﻴﻡ ﺃﻭ )ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ( ﺒﻥ ﺴﻌﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ‬
‫ﺍﷲ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﻋﺎﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺒﻼل ﺍﺒﻥ ﻋﻭﻑ ﺒﻥ ﺃﺴﻠﻡ –ﻭ ﻫﻭ‬
‫ﺜﻤﺎﻟﺔ‪ -‬ﺒﻥ ﺃﺤﺠﻥ ﺒﻥ ﻜﻌﺏ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺒﻥ ﻜﻌﺏ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﺒﻥ ﻨﻀﺭ ﺒﻥ ﺍﻷﺯﺩ ﺒﻥ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻴﻜﻨﻰ ﺒﺄﺒﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ‪ ،‬ﻭ ﻴﻠﻘﺏ ﺒﺎﻟﻤﺒﺭﺩ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻐﻭﺙ‬

‫ﻭﻟﺩ ﻴﻭﻡ ﺍﻻﺜﻨﻴﻥ " ﻏﺩﺍﺓ ﻋﻴﺩ ﺍﻷﻀﺤﻰ ﺴﻨﺔ ﻋﺸﺭ ﻭ ﻤﺎﺌﺘﻴﻥ ")‪.(2‬‬

‫‪ .2‬ﻨﺸﺄﺘﻪ ﻭ ﺤﻴﺎﺘﻪ ‪:‬‬

‫ﺃﻤﻀﻰ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺼﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻤﻊ ﻭﺍﻟﺩﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﺠﻴﻴﻥ ﻴﻜﺴﺢ ﺍﻷﺭﺽ‬
‫ﻭ ﻴﻘﺎل ﻟﻪ ‪ :‬ﺤﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﺠﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻴﻤﻨﻲ ﺘﺯﻭﺝ ﺍﺒﻨﺔ ﺍﻟﺤﻔﺼﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﺸﺭﻴﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ)‪.(3‬‬

‫ﻗﻀﻰ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﺓ ﻤﺘﻌﻠﻤﺎ ‪ ،‬ﺘﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻼﻤﻬﺎ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ‪ ،‬ﺜﻡ‬
‫ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺃﻥ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ "ﺴﺭ" ﻤﻥ ﺭﺃﻯ ﺘﻠﺒﻴﺔ ﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻭﻜل ﻟﻪ)‪.(4‬‬

‫ﻭ ﺒﻘﻲ ﻓﻲ" ﺴﺭ" ﻤﻥ ﺭﺃﻯ ﺤﺘﻰ ﻗﺘل ﺍﻟﻤﺘﻭﻜل ‪ ،‬ﺜﻡ ﺘﺭﻜﻬﺎ ﻤﺘﻭﺠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺍﻟﺒﻠﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ‬
‫ﻋﻬﺩ ﻟﻪ ﺒﺄﻫﻠﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺤﺩﺍ ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﺃﺤﺩ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻓﻲ ﻤﻭﻁﻨﻪ‬
‫ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺒﻤﺎ ﺃﻭﺘﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻫﺏ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺃﺩﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﺃﻨﻅﺎﺭ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻷﺩﻤﻐﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ‪ ، 64/1 :‬ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪.478/5 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪.748/5 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ‪.65/1 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ ‪.269/1:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﻠﺣــق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﺘﺸﻭﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﺘﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻓﺘﻤﺩﺩ ﺒﻬﺎ ﺫﻜﺭﻩ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻫﺘﺯﺕ ﺒﻪ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺇﻋﺠﺎﺒﺎ ﻭ ﻁﺭﺒﺎ‬
‫ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺼﺩﺭ ﺒﻬﺎ ﻟﻼﺸﺘﻐﺎل ﻭ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ")‪.(1‬‬

‫‪ .3‬ﺴﺒﺏ ﺘﻠﻘﻴﺒﻪ ﺒﺎﻟﻤﺒﺭﺩ ‪:‬‬

‫ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺤﻭل ﺴﺒﺏ ﺘﻠﻘﻴﺏ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺒـ "ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ" ﻓﻘﺩ ﺘﻨﺎﻓﺱ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻤﻭﻥ ﻓﻲ‬
‫ﻀﺒﻁ "ﺭﺍﺀ" ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪ ،‬ﻓﻀﺒﻁﻬﺎ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻭ ﻀﺒﻁﻬﺎ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺒﺎﻟﻜﺴﺭ‪.‬‬

‫ﻓﺄﻤﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻀﺒﻁﻭﻫﺎ ﺒﺎﻟﻔﺘﺢ ﻓﺄﺭﺠﻊ ﺃﻜﺜﺭﻫﻡ ﺴﺒﺏ ﺘﻠﻘﻴﺒﻪ ﺒﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺩﺨﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﻼﻑ ﻤﺯﻤﻠﺔ ‪،‬‬
‫ﺘﻭﻗﻴﺎ ﻤﻥ ﻤﻼﻗﺎﺓ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺩﻋﺎﻩ ﻟﻠﻤﻨﺎﺩﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ‪.‬‬

‫ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺨﻠﻜﺎﻥ ‪ " :‬ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﻀﻡ ﺍﻟﻤﻴﻡ ﻭ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺸﺩﺩﺓ ﻭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺩﺍل‬
‫ﻤﻬﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻟﻘﺏ ﻋﺭﻑ ﺒﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺴﺒﺏ ﺘﻠﻘﻴﺒﻪ ﺒﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺫﻱ ﺫﻜﺭﻩ ﺍﻟﺤﺎﻓﻅ ﺃﺒﻭ‬
‫ﺍﻟﻔﺭﺝ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﻭﺯﻱ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ )ﺍﻷﻟﻘﺎﺏ( ﺃﻨﻪ ﻗﺎل ‪ :‬ﺴﺌل ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻟﻡ ﻟﻘﺒﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻠﻘﺏ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻜﺎﻥ‬
‫ﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﻁﻠﺒﻨﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎﺩﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﻓﻜﺭﻫﺕ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ ‪ ،‬ﻓﺩﺨﻠﺕ ﺇﻟﻰ‬
‫ﺃﺒﻲ ﺤﺎﺘﻡ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻨﻲ ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺴﻭل ﺍﻟﻭﺍﻟﻲ ﻴﻁﻠﺒﻨﻲ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ﺃﺒﻭ ﺤﺎﺘﻡ ‪ :‬ﺍﺩﺨل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ –ﻴﻌﻨﻲ ﻏﻼﻑ‬
‫ﻤﺯﻤﻠﺔ ﻓﺎﺭﻏﺎ‪ -‬ﻓﺩﺨﻠﺕ ﻓﻴﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻏﻁﻰ ﺭﺃﺴﻪ ﺜﻡ ﺨﺭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻭ ﻗﺎل ‪ :‬ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﻋﻨﺩﻱ‪ ،‬ﻓﻘﺎل‪:‬‬
‫ﺃﺨﺒﺭﺕ ﺃﻨﻪ ﺩﺨل ﺇﻟﻴﻙ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﺍﺩﺨل ﺍﻟﺩﺍﺭ ﻭ ﻓﺘﺸﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﺩﺨل ﻓﻁﺎﻑ ﻜل ﻤﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﻭ ﻟﻡ‬
‫ﻴﻔﻁﻥ ﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻤﺯﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﺜﻡ ﺨﺭﺝ ﻓﺠﻌل ﺃﺒﻭ ﺤﺎﺘﻡ ﻴﺼﻔﻕ ﻭ ﻴﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺯﻤﻠﺔ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ‬
‫ﻭ ﺴﺎﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺫﻟﻙ ﻓﻠﻬﺠﻭﺍ ﺒﻪ ")‪.(2‬‬

‫ﻭ ﻗﻴل ‪ :‬ﺇﻨﻪ ﻟﻘﺏ ﺒﺫﻟﻙ ﻟﺤﺴﻥ ﻭﺠﻬﻪ)‪.(3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ‪.269/1 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪.480/5 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ ‪.269/1 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻣﻠﺣــق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻭ ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺭﺒﻪ ‪ :‬ﻟﻘﺏ ﺒﺫﻟﻙ ؛ ﻷﻨﻪ ﺃﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﺴﻤﺎﻩ )ﺍﻟﺭﻭﻀﺔ( ‪ ،‬ﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﺨﺒﺎﺭ‬
‫ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ ﻭ ﺃﺸﻌﺎﺭﻫﻡ ‪ ،‬ﻓﺎﺨﺘﺎﺭ ﻟﻜل ﺸﺎﻋﺭ ﺃﺒﺭﺩ ﻤﺎ ﻋﻨﺩﻩ ﻭ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﺃﻻ‬
‫ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﻤﺤﻤﺩﺍ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﺒﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭﻀﻊ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﺴﻤﺎﻩ‬
‫ﺒﺎﻟﺭﻭﻀﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺼﺩ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﻴﻥ ‪ ،‬ﻓﻠﻡ ﻴﺨﺘﺭ ﻟﻜل ﺸﺎﻋﺭ ﺇﻻ ﺃﺒﺭﺩ ﻤﺎ ﻭﺠﺩ ﻟﻪ‬
‫ﺤﺘﻰ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﻫﺎﻨﺊ ‪ ،‬ﻭ ﻗﻠﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﻟﻪ ﺒﺒﻴﺕ ﻀﻌﻴﻑ ﻟﺭﻗﺔ ﻓﻁﻨﺘﻪ ﻭ ﺒﺴﺎﻁﺔ ﺒﻨﻴﺘﻪ‬
‫ﻭ ﻋﺫﻭﺒﺔ ﺃﻟﻔﺎﻅﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﺴﺘﺨﺭﺝ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﺩ ﺃﺒﻴﺎﺘﺎ ﻤﺎ ﺴﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻭ ﻻ ﺭﻭﻴﻨﺎﻫﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻻ ﻨﺩﺭﻱ ﻤﻥ ﺃﻴﻥ‬
‫ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ...‬ﻓﻤﺎ ﺃﺤﺴﺒﻪ ﻟﺤﻘﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ –ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ‪ -‬ﺇﻻ ﻟﺒﺭﺩﻩ ")‪.(1‬‬

‫ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻀﺒﻁﻭﻫﺎ ﺒﺎﻟﻜﺴﺭ ‪ ،‬ﻓﺭﺒﻁﻭﺍ ﺫﻟﻙ ﺒﺤﺎﺩﺜﺔ ﺠﺭﺕ ﺒﻴﻨﻪ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺸﻴﺨﻪ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ﺭﻭﺍﻫﺎ‬
‫ﻴﺎﻗﻭﺕ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ ﻓﻘﺎل ‪ " :‬ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻟﻘﺏ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ؛ ﻷﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﺼﻨﻑ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ﻜﺘﺎﺏ )ﺍﻷﻟﻑ ﻭ ﺍﻟﻼﻡ( ﺴﺄﻟﻪ‬
‫ﻋﻥ ﺩﻗﻴﻘﻪ ﻭ ﻋﻭﻴﺼﻪ ﻓﺄﺠﺎﺒﻪ ﺒﺄﺤﺴﻥ ﺠﻭﺍﺏ ‪ ،‬ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ‪ :‬ﻗﻡ ﻓﺄﻨﺕ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ‪ ،‬ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﺭﺍﺀ‬
‫ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺜﺒﺕ ﻟﻠﺤﻕ ‪ ،‬ﻓﺤﺭﻓﻪ ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻭﻥ ﻭ ﻓﺘﺤﻭﺍ ﺍﻟﺭﺍﺀ ")‪.(2‬‬

‫ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﻭل ﺘﻨﺒﺊ ﺒﺄﻥ ﺃﺒﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻗﺩ ﺍﺸﺘﻬﺭ ﺒﻬﺫﻴﻥ ﺍﻟﻠﻘﺒﻴﻥ ﻭ ﻋﺭﻑ ﺒﻬﻤﺎ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﻨﺎﻗﻠﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻤﻭﻥ ‪ ،‬ﻜﻠﻬﺎ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﺘﺤﻔﻅ ﻟﻪ ﺠﻼل ﻗﺩﺭﻩ ﻭ ﻋﻠﻭ ﻤﻨﺯﻟﺘﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻴﻥ ﺇﻻ‬
‫ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻩ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺭﺒﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻠﻴﻕ ﺒﻪ‪.‬‬

‫‪ .4‬ﺜﻘﺎﻓﺘـﻪ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻤﻥ ﺠﻴل ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ )ﺕ ‪276‬ﻫـ( ‪ ،‬ﻭ ﺘﻠﻤﻴﺫ ﻟﻠﺠﺎﺤﻅ )ﺕ ‪225‬ﻫـ( ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻋﺩﺓ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﻤﻥ ﻜﺘﺒﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻗﺩ ﺼﺭﺡ ﺒﺭﻭﺍﻴﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﻜﺎﻤل" ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻠﻤﺫﺓ ﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻟﺩ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺘﺠﺎﻨﺱ ﻓﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﺏ ‪ ،‬ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻨﺕ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻜل‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﻭ ﺍﺒﻥ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﺸﻤﻭل ﻭ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻋﻲ ‪ ،‬ﻤﻊ ﻓﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻭﻉ ؛‬

‫ﻴﻨﻅﺭ‪:‬ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ‪.65/1،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪.480/5 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻣﻠﺣــق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻤﺴﺨﺭﺓ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻋﻘﺎﺌﺩﻴﺔ ﺃﻤﻼﻫﺎ ﺍﻨﺘﻤﺎﺅﻫﻤﺎ ﺍﻟﻤﺫﻫﺒﻲ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻏﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ‬
‫ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﺎﻟﺭﺠل ﺸﻴﺦ ﻤﻥ ﺸﻴﻭﺥ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻤﺘﺼﻔﺢ ﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻴﺭﻯ‬
‫ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻏﻠﺒﺔ ﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺯﻋﻴﻥ –ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭ ﺍﻷﺩﺒﻲ‪ ،-‬ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﺨﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺒﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻑ‬
‫ﻓﻲ ﻤﺸﺎﻏل ﻋﺼﺭﻩ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺇﻤﺎ ﺒﺎﺸﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﻟﻐﻭﻴﺔ ‪ ...‬ﺃﻭ ﺃﻥ ﻤﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻻ ﺘﻌﺩﻭ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ‬
‫ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ")‪.(1‬‬

‫‪ .5‬ﻤﺅﻟﻔﺎﺘـﻪ ‪:‬‬

‫ﺨﻠﻑ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺜﺭﻭﺓ ﻫﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻟﻐﺔ ﻭ ﺸﻌﺭ ﻭ ﻨﺜﺭ ﻭ ﺃﺨﺒﺎﺭ‬
‫ﻭ ﻨﺤﻭ ﻭ ﺼﺭﻑ ﻭ ﻋﺭﻭﺽ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﺒﺎﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﺒﺭﺍﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻏﻴﺭ ﺃﻥ‬
‫ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﻴﺼل ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭ ﻤﻨﻬﺎ ‪:‬‬

‫ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ‪ /‬ﺃﺩﺏ ﺍﻟﺠﻠﻴﺱ ‪ /‬ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﺍﻫﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ /‬ﺍﻻﺸﺘﻘﺎﻕ ‪ /‬ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ‪ /‬ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ‪/‬‬
‫ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ ‪ /‬ﺍﻟﺘﻌﺎﺯﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺍﺜﻲ ‪ /‬ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ‪ /‬ﺍﻟﺨﻁ ﻭﺍﻟﻬﺠﺎﺀ ‪ /‬ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ‪ /‬ﺍﻟﺭﻭﻀﺔ ‪ /‬ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ‬
‫‪ /‬ﺸﺭﺡ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭ ﺘﺨﻠﻴﺹ ﺃﻟﻔﺎﻅﻬﺎ ﻭ ﻤﺯﺍﻭﺠﺔ ﻜﻼﻤﻬﺎ ﻭ ﺘﻘﺭﻴﺏ ﻤﻌﺎﻨﻴﻬﺎ ‪ /‬ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﻴﻥ‬
‫ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﻴﻥ ﻭ ﺃﺨﺒﺎﺭﻫﻡ ‪ /‬ﺸﺭﺡ ﺸﻭﺍﻫﺩ ﻜﺘﺎﺏ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ‪ /‬ﺍﻟﻌﺭﻭﺽ ‪ /‬ﺍﻟﻘﻭﺍﻓﻲ ‪ /‬ﺍﻟﻤﺩﺨل ﻓﻲ )ﺃﻭ ﺇﻟﻰ(‬
‫ﻜﺘﺎﺏ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ ‪ /‬ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻡ ‪ /‬ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ‪ /‬ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﻐﻠﻁ‬
‫) ﺘﻌﻘﺏ ﻓﻴﻪ ﺴﻴﺒﻭﻴﻪ (‪ /‬ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﺏ ‪ /‬ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ /‬ﺍﻟﻔﺘﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻥ ‪ /‬ﺍﻟﻤﻤﺎﺩﺡ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﺢ ‪ /‬ﺍﻟﻤﺫﻜﺭ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻤﺅﻨﺙ ‪ /‬ﺍﻟﻨﺎﻁﻕ ‪ /‬ﺍﻟﻭﺸﻲ ‪/‬‬

‫ﻓﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻤﻭﻥ ﻭ ﻻ ﻨﻌﺭﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺸﻴﺌﺎ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻔﻘﻭﺩﺓ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻟﻡ ﻴﺼل ﺇﻟﻴﻨﺎ‪.‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺤﻤﺎﺩﻱ ﺼﻤﻭﺩ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺹ ‪.242‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪ ، 480/5 ،‬ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ‪ ، 66/1 ،‬ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 14/ 1‬ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ ‪.270/1 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫ﻣﻠﺣــق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .6‬ﺃﺴﺎﺘﺫﺘﻪ ﻭ ﺘﻼﻤﻴﺫﻩ ‪:‬‬

‫ﺍﻋﺘﻨﻰ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺘﺼﺤﻴﺢ ﻨﺸﺄﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ؛ ﻭ ﻟﺫﺍ ﺭﺴﻡ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻤﻨﻬﺠﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻴﻐﺘﺭﻑ ﻤﻨﻪ‬
‫ﻓﻼﺯﻡ ﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺼﺭﻩ ﻭ ﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﻤﺜل ‪ :‬ﺃﺒﻲ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ ‪ ،‬ﻋﺒﺩ‬
‫ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺘﻭﺯﻱ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ ‪ ،‬ﺃﺒﻭ ﻤﻠﺤﻡ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﺃﺒﻭ ﺇﺴﺤﺎﻕ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺴﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﻱ‬
‫ﺃﺒﻭ ﺤﺎﺘﻡ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﺃﺒﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ‪ ،‬ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﻋﺒﺎﺱ ﺒﻥ ﺍﻟﻔﺭﺝ ﺍﻟﺭﻴﺎﺸﻲ ‪ ،‬ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻤﻥ ﺫﻜﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻜﺎﻤل‪.‬‬ ‫ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ‪ ،‬ﻤﺤﻤﺩ ﺍﺒﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻲ ‪" ...‬‬

‫ﻋﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺤﻲ ﺍﻟﻤﻠﻘﺏ ﺒﺜﻌﻠﺏ ﺼﺎﺤﺏ ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ" ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻋﻼﻡ‬
‫ﺍﻟﻜﻭﻓﻴﻴﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻊ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺼﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭ ﻤﻨﺎﻅﺭﺍﺕ)‪.(2‬‬

‫ﻭ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻜﺎﻥ " ﻴﺤﺏ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭﺓ ﺒﺜﻌﻠﺏ ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻜﺜﺎﺭ ﻤﻨﻪ ﻴﻜﺭﻩ ﺫﻟﻙ‬
‫ﻭ ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻤﻨﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺤﻜﻰ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺠﻌﻔﺭ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺤﻤﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻤﻭﺼﻠﻲ ﻭ ﻜﺎﻥ ﺼﺩﻴﻘﻬﻤﺎ ‪،‬‬
‫ﻗﺎل ‪ :‬ﻗﻠﺕ ﻷﺒﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺩﻴﻨﻭﺭﻱ ﺨﺘﻥ ﺜﻌﻠﺏ ‪ ،‬ﻟﻡ ﻴﺄﺕ ﺜﻌﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺒﺎﻟﻤﺒﺭﺩ ؟ ﻓﻘﺎل ‪ :‬ﻷﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺤﻠﻭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﺼﻴﺢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ‪ ،‬ﻭ ﺜﻌﻠﺏ ﻤﺫﻫﺒﻪ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬ﻟﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺃﻫل‬ ‫ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺠﺘﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﻤﺤﻔل ﺤﻜﻡ ﻟﻠﻤﺒﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ "‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻭ ﻗﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻓﻴﻬﻤﺎ ‪:‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺤﺼﻴل ﻴﻔﻀﻠﻭﻨﻪ‬

‫ﻭ‪ ‬ﻋ‪‬ﺫﹾ ﺒﹺﺎﻟﻤ‪‬ﺒ‪‬ﺭ‪‬ﺩ‪ ‬ﺃَﻭ‪ ‬ﺜﹶﻌ‪‬ﻠﹶـــﺏﹺ‬ ‫ﺃَﻴ‪‬ﺎ ﻁﹶﺎ‪‬ﻟﺏ‪ ‬ﺍﻟﻌ‪‬ﻠﹾﻡﹺ ﻻﹶ ﺘﹶﺠ‪‬ﻬ‪‬ﻠﹶـﻥ‪‬‬

‫ﻓﹶﻼﹶﺘﹶﻙ‪ ‬ﻜﹶﺎﻟﺠ‪‬ﻤ‪‬لِ ﺍﻷَﺠ‪‬ـــﺭ‪‬ﺏﹺ‬ ‫ﺘﹶﺠﹺﺩ‪ ‬ﻋ‪‬ﻨﹾﺩ‪ ‬ﻫ‪‬ﺫﹶﻴ‪‬ﻥﹺ ﻋ‪‬ﻠﹾﻡ‪ ‬ﺍﻟﻭ‪‬ﺭ‪‬ﻯ‬
‫)‪(5‬‬
‫ﺒﹺﻬ‪‬ﺫﹶﻴ‪‬ﻥﹺ ﻓ‪‬ﻲ ﺍﻟﺸﱠﺭ‪‬ﻕ‪ ‬ﻭ‪ ‬ﺍﻟﻤ‪‬ﻐﹾﺭﹴﺏﹺ "‬ ‫ﻋ‪‬ﻠﹸﻭﻡ‪ ‬ﺍﻟﺨﹶﻼﹶﺌِﻕ‪ ‬ﻤ‪‬ﻘﹾﺭ‪‬ﻭﻨﹶــﺔﹸ‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ‪ ، 67/1 ،‬ﺍﻟﻜﺎﻤل ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ،478 ، 95 ، 91 ، 57/ 1‬ﻤﺞ‪.231 ، 403/ 2‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪.522/5 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪.522/5 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻴﻨﻅﺭ ‪ :‬ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺓ ‪.269/1 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪.518/5 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪5‬‬
‫ﻣﻠﺣــق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﻑ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺒﺎﻷﺨﺫ ﻋﻥ ﺃﺌﻤﺔ ﺯﻤﺎﻨﻪ ‪ ،‬ﺒل ﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﺘﺤﺕ ﻴﺩﻩ ﻤﻥ‬
‫ﻜﺘﺏ ﺍﻷﺌﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ‪ ،‬ﺸﺄﻨﻪ ﺸﺄﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﻭﻟﻪ ‪ " :‬ﻭ ﻗﺭﺃﺕ ﺃﻭﺭﺍﻗﺎ ﻤﻥ‬

‫ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺵ‬ ‫ﺃﺤﺩ ﻜﺘﺎﺒﻲ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﻓﻜﺎﻥ ﻜﺎﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺼﻭل ")‪.(1‬‬

‫ﻓﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻼﺯﻤﺔ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻗﺭﺍﺀﺓ ﻜﺘﺒﻬﻡ ﺘﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ‪ ،‬ﻭﺍﺴﺘﻬﻭﻯ ﺃﻓﺌﺩﺓ ﻁﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ‪ ،‬ﻭﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ‬
‫ﻤﺩﺭﺴﺘﻪ ﺨﻠﻕ ﻜﺜﻴﺭ‪ ،‬ﺭﻭﻭﺍ ﻭﺘﺘﻠﻤﺫﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻴﺩﻩ ﻤﻨﻬﻡ‪ :‬ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺠﻌﻔﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻭﺭﻱ‪،‬ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺘﺯ‪،‬ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﺒﻥ ﻭﻻﺩ‪ ،‬ﺍﺒﻥ ﻜﻴﺴﺎﻥ‪ ،‬ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ‪ ،‬ﺍﻷﺨﻔﺵ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ‪،‬ﺍﺒﻥ‬
‫ﺍﻟﺼﺭﺍﺝ‪ ،‬ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺸﻘﻴﺭ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ ‪ ،‬ﻨﻔﻁﻭﻴﻪ‪ ،‬ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺤﻴﻰ ﺍﻟﺼﻭﻟﻲ‬

‫‪ .7‬ﻭﻓﺎﺘـﻪ ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫)‪285‬ﻫـ(‬ ‫ﺫﻜﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻤﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺘﻭﻓﻲ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺴﻨﺔ ﺨﻤﺱ ﻭ ﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﻭ ﻤﺎﺌﺘﻴﻥ‬
‫ﻓﻲ ﺸﻬﺭ ﺸﻭﺍل ‪ ،‬ﻭ ﻗﻴل ‪ :‬ﻓﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﻌﺩﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻗﻴل ‪ :‬ﻴﻭﻡ ﺍﻻﺜﻨﻴﻥ ﻟﻠﻴﻠﺘﻴﻥ ﺒﻘﻴﺘﺎ ﻤﻥ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻤﻥ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ)‪.(3‬‬

‫ﻭ ﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻥ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺩﻓﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﺭ ﺒﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻜﻭﻓﺔ)‪.(4‬‬

‫ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪.519/5 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ‪ ، 65/1 :‬ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪.485/5 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪.485/5 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻨﻔﺴﻪ ‪.485/5 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪6‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر و اﻟﻣراﺟﻊ‬
‫ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ‪:‬‬

‫‪ .1‬ﺍﻟﺠﺎﺤﻅ ﺃﺒﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺒﺤﺭ ‪ :‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ‪ ،‬ﺘﺤﻘﻴﻕ ‪ :‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻔﻜﺭ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 1‬ﻁ‪.4‬‬
‫‪ .2‬ﺍﻟﺠﺭﺠﺎﻨﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭ ‪ :‬ﺩﻻﺌل ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ‪ ،‬ﺘﺤﻘﻴﻕ ‪ :‬ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪1952 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﺍﻟﺠﻤﺤﻲ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﺴﻼﻡ ‪ :‬ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻓﺤﻭل ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ‪ ،‬ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻨﺸﺭ‬
‫ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪.‬‬
‫‪ .4‬ﺍﺒﻥ ﺠﻨﻲ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ‪ :‬ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ‪ ،‬ﺘﺤﻘﻴﻕ ‪ :‬ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪1952 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .5‬ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ‪ ،‬ﺝ‪ ، 1‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪ ،‬ﻁ‪.4‬‬
‫‪ .6‬ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ‪ :‬ﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ‬
‫ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ‪-‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪.‬‬
‫‪ .7‬ﺍﻟﺯﻤﺨﺸﺭﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ‪ :‬ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ‪ ،‬ﺸﺭﺡ ﻭ ﺘﻌﻠﻴﻕ ‪ :‬ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﻗﺎﺴﻡ‬
‫ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺼﻴﺩﺍ ‪1426 ،‬ﻫـ‪2005/‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .8‬ﺍﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻔﺎﺠﻲ ‪ :‬ﺴﺭ ﺍﻟﻔﺼﺎﺤﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪-‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﻁ‪1‬‬
‫‪1982‬ﻡ‪.‬‬

‫‪82‬‬
 ‫‪ .9‬ﺍﻟﺴﻴﻭﻁﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺠﻼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ‪:‬‬
‫§ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ‪ :‬ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ‪ ،‬ﻁ‪1399 ، 2‬ﻫـ‪1979/‬ﻡ‪.‬‬
‫§ ﺍﻟﻤﺯﻫﺭ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺃﻨﻭﺍﻋﻬﺎ ‪ :‬ﺸﺭﺤﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭ ﺸﺭﻜﺎﺅﻩ‬
‫ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪.‬‬
‫ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻔﺭﺝ ﻗﺩﺍﻤﺔ ﺒﻥ ﺠﻌﻔﺭ ‪ :‬ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭ ﺘﻌﻠﻴﻕ ‪ :‬ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻨﻌﻡ‬ ‫‪.10‬‬
‫ﺨﻔﺎﺠﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪-‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﺩ ﺕ ﻁ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻘﻴﺭﻭﺍﻨﻲ ﺍﺒﻥ ﺭﺸﻴﻕ ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭ ﻨﻘﺩﻩ‬ ‫‪.11‬‬
‫ﺤﻘﻘﻪ ﻭ ﻓﺼﻠﻪ ﻭ ﻋﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺤﻭﺍﺸﻴﻪ ‪ ،‬ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل‬
‫ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 5‬ﺴﻭﺭﻴﺎ ‪1981 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﺯﻴﺩ ‪ :‬ﺍﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﺘﺤﻘﻴﻕ ‪ :‬ﻋﺒﺩ‬ ‫‪.12‬‬
‫ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﻫﻨﺩﺍﻭﻱ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 1‬ﻤﺞ‪ ، 2‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪-‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﻁ‪1‬‬
‫‪1423‬ﻫـ‪2003/‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﺭﺯﺒﺎﻨﻲ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩﺓ ﺍﷲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺸﺢ ﻤﺂﺨﺫ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻓﻲ‬ ‫‪.13‬‬
‫ﻋﺩﺓ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻤﻥ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﻠﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻱ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ‬
‫‪1965‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺍﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻔﻀل ﺠﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﻤﻜﺭﻡ ‪ :‬ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻤﺞ‪ ، 13‬ﺩﺍﺭ‬ ‫‪.14‬‬
‫ﺼﺎﺩﺭ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪.‬‬
‫ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻨﺩﻴﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺴﺤﺎﻕ ‪ :‬ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪-‬‬ ‫‪.15‬‬
‫ﻟﺒﻨﺎﻥ‪.‬‬
‫ﺃﺒﻭ ﻫﻼل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ‪ :‬ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺘﻴﻥ ﻟﻠﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺭ ‪ ،‬ﺘﺤﻘﻴﻕ ‪ :‬ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻱ‬ ‫‪.16‬‬
‫ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻔﻀل ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﺼﻴﺩﺍ‪-‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪1986 ،‬ﻡ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ﻴﺎﻗﻭﺕ ﺸﻬﺎﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻤﻭﻱ ‪ :‬ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ ‪ :‬ﺝ‪ ، 19‬ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ‬ ‫‪.17‬‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ‪:‬‬

‫ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺃﻨﻴﺱ ‪ :‬ﻤﻥ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭ ﻤﺼﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 7‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ‪.‬‬ ‫‪.18‬‬
‫ﺇﺤﺴﺎﻥ ﻋﺒﺎﺱ ‪ :‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ‬ ‫‪.19‬‬
‫ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻕ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ‪-‬ﺍﻷﺭﺩﻥ ‪2006 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺃﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﺩﻭﻱ ‪ :‬ﺃﺴﺱ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ ‪،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫ﻁ‪1960 2‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻗﺏ ‪ :‬ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻜﺎﺭ ﻨﺎﻗﺩﺍ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻴﺎﺯﻭﺭﺩﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ‬ ‫‪.21‬‬
‫ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻋﻤﺎﻥ ‪ ،‬ﻁ‪2007 ، 2‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﺼﻴﻔﻲ ‪ :‬ﺒﻴﺌﺎﺕ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺭ‬ ‫‪.22‬‬
‫ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻁ‪1990 ، 2‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺇﻴﺎﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ‪ :‬ﺍﻷﺼﻤﻌﻲ ﻭﺠﻬﻭﺩﻩ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪،‬‬ ‫‪.23‬‬
‫ﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻭﺭﺍﻕ ﻟﻠﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﻁ‪2001 ، 1‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺒﺩﻭﻱ ﻁﺒﺎﻨﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪-‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﺩ ﻁ ‪1985 ،‬ﻡ‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫ﺘﻤﺎﻡ ﺤﺴﺎﻥ ‪ :‬ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭ ﻤﺼﺭﻴﺔ ‪ /‬ﺩ ﻁ ‪،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫‪1990‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺤﺴﻥ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻓﻲ ﺁﺜﺎﺭ ﺃﻋﻼﻤﻪ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‬ ‫‪.26‬‬
‫ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ ‪ ،‬ﻁ‪1996 ، 1‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﻠﻘﺎﺌﻲ ‪ :‬ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ‬ ‫‪.27‬‬
‫ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ‪ ،‬ﻁﺭﺍﺒﻠﺱ ‪ ،‬ﻁ‪1982 ، 2‬ﻡ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺭﺍﻀﻲ ‪ :‬ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺨﺼﺎﺌﺹ‬ ‫‪.28‬‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ‬
‫‪2003‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺤﻠﻤﻲ ﻤﺭﺯﻭﻕ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ‬ ‫‪.29‬‬
‫ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻁ‪.1‬‬
‫ﺤﻤﺎﺩﻱ ﺼﻤﻭﺩ ‪ :‬ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪) ،‬ﺃﺴﺴﻪ ﻭ ﺘﻁﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ‬ ‫‪.30‬‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ( ‪ ،‬ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻨﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻁ‪1981 ، 1‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺩﺍﻭﺩ ﻏﻁﺎﺸﺔ ﺍﻟﺸﻭﺍﺒﻜﺔ ‪ ،‬ﺃﺤﻤﺩ ﺃﺤﻤﺩ ﺼﻭﺍﻟﺤﺔ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺤﺘﻰ‬ ‫‪.31‬‬
‫ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻟﻠﻬﺠﺭﻱ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ‪ ،‬ﻋﻤﺎﻥ ﻁ‪1430 ، 1‬ﻫـ‪2009/‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺭﺍﺒﺢ ﺍﻟﻌﻭﻴﻨﻲ ‪ :‬ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻟﻠﻬﺠﺭﺓ‬ ‫‪.32‬‬
‫ﻁ‪2005 ، 1‬ﻡ‪.‬‬
‫ﺸﻭﻗﻲ ﻀﻴﻑ ‪:‬‬ ‫‪.33‬‬
‫§ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺍﻷﻭل ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻤﺼﺭ‬
‫ﻁ‪.5‬‬
‫§ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻤﺼﺭ‬
‫ﻁ‪.5‬‬
‫§ ﺍﻟﻔﻥ ﻭ ﻤﺫﺍﻫﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻤﺼﺭ ‪ ،‬ﺩ ﺕ ﻁ‪.‬‬
‫§ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻤﺼﺭ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 8‬ﺩ ﺕ‪.‬‬
‫ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﻜﻲ ‪ :‬ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺏ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ‬ ‫‪.34‬‬
‫ﻁ‪1999 ، 8‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻋﺘﻴﻕ ‪:‬‬ ‫‪.35‬‬
‫§ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪-‬ﻟﺒﻨﺎﻥ‬
‫ﺩ ﺕ ﻁ‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫§ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻴﺭﻭﺕ‪-‬ﻟﺒﻨﺎﻥ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1‬ﺩ ﺕ‪.‬‬
‫ﻋﺯ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ‬ ‫‪.36‬‬
‫ﻏﺭﻴﺏ ﻟﻠﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺩ ﻁ ﺕ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺯﻭﻴﻥ ‪ :‬ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﻭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ )ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ( ﺩﺍﺭ‬ ‫‪.37‬‬
‫ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﺒﻐﺩﺍﺩ ‪ ،‬ﻁ‪1986 ، 1‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻋﻭﺽ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻘﻭﺯﻱ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺍﻟﻨﺤﻭﻱ )ﻨﺸﺄﺘﻪ ﻭ ﺘﻁﻭﺭﻩ ﺤﺘﻰ ﺃﻭﺍﺨﺭ‬ ‫‪.38‬‬
‫ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ( ‪ ،‬ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ‪ ،‬ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ‪1983 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺤﺴﻴﻥ ‪ :‬ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ‬ ‫‪.39‬‬
‫ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ‪ ،‬ﻁ‪.1‬‬
‫ﻤﺎﺯﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ‪ :‬ﺍﻟﻤﻭﺠﺯ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ‪ ،‬ﻁ‪2‬‬ ‫‪.40‬‬
‫‪1400‬ﻫـ‪1979/‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻤﺤﻤﺩ ﺨﻔﺎﺠﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻟﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ‬ ‫‪.41‬‬
‫ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ‪ ،‬ﻁ‪2004 ، 1‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻤﺤﻤﺩ ﺯﻏﻠﻭل ﺴﻼﻡ ‪ :‬ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ‬ ‫‪.42‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﻤﺼﺭ ‪1961 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﻋﻅﻴﻤﺔ ‪ :‬ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﻭ ﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﻤﻜﺘﺒﺔ‬ ‫‪.43‬‬
‫ﺍﻟﺭﺸﺩ ‪ ،‬ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ‪ ،‬ﻁ‪1405 ، 1‬ﻫـ‪.‬‬
‫ﻤﺤﻤﺩ ﻤﻨﺩﻭﺭ ‪ :‬ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ‪ ،‬ﻨﺸﺭ ﻭ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ‪ ،‬ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ‬ ‫‪.44‬‬
‫ﺍﷲ ‪ ،‬ﻁ‪1988 ، 1‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺘﻤﻨﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻠﺤﻥ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻭ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺩﻗﻴﻕ‬ ‫‪.45‬‬
‫ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ‪ ،‬ﺸﺭﻭﻕ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻠﻤﺎﻥ ‪ ،‬ﻁ‪2008 ، 1‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻴﺎﻗﻭﺕ ‪ :‬ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ‪ ،‬ﺍﻟﺒﺩﻴﻊ‬ ‫‪.46‬‬
‫ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪1995 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺼﺎﻭﻱ ﺍﻟﺠﻭﻴﻨﻲ ‪ :‬ﺃﻟﻭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺫﻭﻕ ﺍﻷﺩﺒﻲ ‪ ،‬ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ‬ ‫‪.47‬‬
‫ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻨﻌﻡ ﺘﻠﻴﻤﺔ ‪ ،‬ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺭﺍﻀﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﺩﺍﺨل ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺤﻭل‬ ‫‪.48‬‬
‫ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺘﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ‪ ،‬ﻨﺼﻭﺹ ﺒﻼﻏﻴﺔ ﻭ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﻭ ﺤﺩﻴﺜﺔ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ‬
‫ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪1985 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻤﻴﺸﺎل ﺯﻜﺭﻴﺎ ‪ :‬ﺍﻷﻟﺴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﻟﻴﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻭﻴﻠﻴﺔ ﻭ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ "ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ‬ ‫‪.49‬‬
‫ﺍﻷﻟﺴﻨﻴﺔ" ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ‪ ،‬ﻁ‪1982 ، 1‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻨﻌﻤﺔ ﺭﺤﻴﻡ ﺍﻟﻌﺯﺍﻭﻱ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ‪ ،‬ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺩﺍﺌﺭﺓ‬ ‫‪.50‬‬
‫ﺍﻟﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ‪ ،‬ﺒﻐﺩﺍﺩ ‪1984 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫ﻨﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺴﺩ ‪ :‬ﺍﻟﺸﻌﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﻘﺼﻴﺩﺓ‬ ‫‪.51‬‬
‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﺍﻷﻭل ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﻫﻭﻤﺔ ‪ ،‬ﺒﻭﺯﺭﻴﻌﺔ‪-‬ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ‪ ،‬ﻁ‪ ، 1‬ﺩ ﺕ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻤﺔ ‪:‬‬

‫ﻓﻴﺭﺩﻴﻨﺎ ﻨﺩﻱ ﺴﻭﺴﻴﻴﺭ ‪ :‬ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ،‬ﺘﺭﺠﻤﺔ ‪ :‬ﻴﻭﺌﻴل ﻴﻭﺴﻑ ﻋﺯﻴﺯ ‪،‬‬ ‫‪.52‬‬
‫ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻤﺎﻟﻙ ﻴﻭﺴﻑ ﺍﻟﻤﻁﻠﺒﻲ ‪ ،‬ﺩﺍﺭ ﺁﻓﺎﻕ ﻋﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻐﺩﺍﺩ ‪ ،‬ﺩ ﺕ ﻁ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺎﺕ ‪:‬‬

‫ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺍﻟﺠﺒﻭﺭﻱ ‪ :‬ﻴﻭﻨﺱ ﺒﻥ ﺤﺒﻴﺏ ﻭ ﺁﺭﺍﺅﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﺠﻠﺔ ﺁﺩﺍﺏ‬ ‫‪.53‬‬

‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺩﺩ ‪ ، 1‬ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‪ ،‬ﺒﻐﺩﺍﺩ ‪1976 ،‬ﻡ‪.‬‬
‫‪ .54‬ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﺭﺒﻴﻌﻲ ‪ :‬ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻷﺩﺒﻲ ‪ ،‬ﻤﺠﻠﺔ ﻓﺼﻭل ‪ ،‬ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ‪1984 ،‬ﻡ‪.‬‬

‫‪87‬‬
 ‫ﺍﻟﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻻﻟﻜﺘﺭﻭﻨﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻤﻭﻗﻊ ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ ‪www.owv-dam.org. :‬‬ ‫‪.55‬‬

‫ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ‪:‬‬ ‫‪.56‬‬
‫‪http://004 .com /vb/showthre ad.php.‬‬

‫‪88‬‬
 ‫ﻓﮭرس‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أ‪.‬ب‪.‬ج‬ ‫* ﻣﻘدﻣﺔ‬

‫ﻣدﺧل ‪ :‬إﺷﻛﺎﻟﯾــﺔ اﻟﻣﺻطﻠــﺢ اﻟﻧﻘدي‬

‫‪6‬‬ ‫‪ .1‬ﻣﻔﮭوم اﻟﻧﻘد‬
‫‪6‬‬ ‫أ‪ .‬ﻟﻐـــــــــﺔ‬
‫‪6‬‬ ‫ب‪ .‬اﺻطﻼﺣﺎ‬
‫‪8‬‬ ‫‪ .2‬ﻣﻔﮭوم اﻟﻠﻐﺔ‬
‫‪8‬‬ ‫أ‪ .‬ﻟﻐـــــــــﺔ‬
‫‪9‬‬ ‫ب‪ .‬اﺻطﻼﺣﺎ‬

‫‪11‬‬ ‫‪ .3‬ﻣﻔﮭوم اﻟﻠﺣن‬

‫‪13‬‬ ‫‪ .4‬ﻣﻔﮭوم اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺑﺎﺳﻲ‬

‫‪16‬‬ ‫‪ .1‬ﻧﺷﺄة اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي‬
‫‪21‬‬ ‫‪ .2‬ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي‬
‫‪21‬‬ ‫أ‪ -‬اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺻوﺗﻲ‬
‫‪23‬‬ ‫ب‪ -‬اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺣوي‬
‫‪24‬‬ ‫ج‪ .‬اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺻرﻓﻲ‬
‫‪25‬‬ ‫د‪ .‬اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﻲ‬
‫‪26‬‬ ‫ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻠﻐوي ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻟﺑﻼﻏﻲ‬ ‫‪.3‬‬
‫‪26‬‬ ‫أ‪ .‬ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻟﻔﺎظ‬
‫‪28‬‬ ‫ب‪ .‬ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗراﻛﯾب‬
‫‪29‬‬ ‫ﺟﮭود ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﯾن‬ ‫‪.4‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬آﻟﯾﺎت اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب "اﻟﻛﺎﻣل" ﻟﻠﻣﺑرد‬

‫‪90‬‬
 ‫ﻓﮭرس‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪42‬‬ ‫اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل‬ ‫‪.1‬‬

‫‪45‬‬ ‫ﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﺑرد ﻣن ﺧﻼل ﻛﺗﺎﺑﮫ اﻟﻛﺎﻣل‬ ‫‪.2‬‬
‫‪47‬‬ ‫أھم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺎﻣل‬ ‫‪.3‬‬
‫‪47‬‬ ‫أ‪ .‬ﺁﺭﺍﺅﻩ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ‬

‫‪49‬‬ ‫ب‪ .‬ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻨﺤﻭﻴﺔ‬

‫‪54‬‬ ‫ج‪ .‬ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ‬

‫‪67‬‬ ‫‪ .4‬اﻷﺻول اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدرس اﻟﻠﻐوي ﻋﻧد اﻟﻣﺑرد‬

‫‪68‬‬ ‫‪ .5‬آراء اﻟﻧﻘﺎد ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل‬
‫‪72‬‬ ‫* ﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫* ﻣﻠﺣـق‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -‬أﺑو اﻟﻌﺑﺎس اﻟﻣﺑرد‬
‫‪82‬‬ ‫* ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر و اﻟﻣراﺟﻊ‬
‫‪90‬‬ ‫* ﻓﮭرس‬

‫‪91‬‬