You are on page 1of 60

‫بحث لنيل شهادة اإلجازة في شعبة الدراسات العربية مسار‬

‫لسانيات تحت عنوان‪:‬‬

‫قراءة في كتاب ذرات اللغة العربية وهندستها‬

‫دراسة استكشافية أدنوية‬

‫ربت إشراؼ الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬


‫ادلنهايب ادلهدم‬ ‫الزكزكيت دمحم‬
‫‪M139454452‬‬

‫ادلوسم اجلامعي‬
‫‪2022/2023‬‬
‫نشكر هللا سبحانه وتعالى أوال ونحمده كثيرا على أن‬

‫يسر لنا أمرنا في القيام بهذا العمل‪.‬‬

‫كما نتقدم بجزيل الشكر وعميق االمتنان وخالص‬

‫العرفان لألستاذ المشرف الدكتور "المنهابي المهدي"‬

‫الذي بذل الجهد الكثير ورغم انشغاالته العلمية المختلفة‬

‫إال أن صدره كان أرحب من كل هذا‪.‬‬

‫ونتقدم بكامل الشكر أيضا إلى كل من قدم لنا يد العون‬

‫من قريب أو بعيد إلنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫والفضل فوق كل هذا يعود لخالقي فأسأله أن يقبلى‬

‫منا خالصا لوجهه الكريم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إلى خالد الذكر الذي وافته المنية وكان خير مثال لرب ألسرة‬

‫والذي لم يتهاون يوما في توفير سيل الخير والسعادة لي‬

‫"أبي الموقر" رحمة هللا عليك وأسكنه فسيح جنته‪.‬‬

‫إلى من أنارت دربي بنصائحها‪ ،‬إلى من منحتني القوة‬

‫والعزيمة لمواصلة لدرب‪ ،‬إلى من علمتني الصبر واالجتهاد‬

‫"أمي الغالية" حفظها هللا ورعاها‪.‬‬

‫إلى إخواتي "عبد العالي – عادل – خديجة" إلى جميع أفراد‬

‫العائلة‪.‬‬

‫إلى أستاذي المشرف الذي كان له الدور الكبير في مساندتي‬

‫ومدي بالمعلومات القيمة ونصحه وتوجيهه طوال فترة‬

‫البحث‪ ،‬إلى كل أساتذة اللغة واألدب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحتوى‬
‫شكر‪1...............................................................................................‬‬

‫االىداء‪2.............................................................................................‬‬

‫ادلقدمة‪5..............................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬نظرة عامة عن الكاتب "عبد القادر الفاسي الفهري" وعن أىم ادلصطلحات الواردة يف‬
‫ادلؤلف‪.‬‬

‫متهيد‪11.........................................................................................‬‬

‫ادلبحث األول‪ :‬معلومات هتم ادلؤلف "عبد القادر الفاسي الفهري"‬

‫‪ .1.1.1‬التعريف ابدلؤلِّف " عبد القادر الفاسي الفهرم " كأىم مؤلفاتو‪12.........................‬‬

‫‪ .2.1.1‬اآلراء النقدية كالعلمية ذباىو‪15.......................................................‬‬

‫ادلبحث الثاين‪ :‬تعريف ادلصطلحات اللسانية‬

‫‪ .1.2.1‬تعريف اللسانيات العربية ‪16.........................................................‬‬

‫‪ .2.2.1‬تعريف الربانمج األدنوم ‪18..........................................................‬‬

‫‪ .3.2.1‬تعريف اجلموع ‪19..................................................................‬‬

‫‪ .4.2.1‬تعريف اجلملة العربية ‪21.............................................................‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬حتديد مضامني الكتاب‪.‬‬

‫متهيد‪25..................................................................................‬‬

‫‪ .1.2‬مضموف الفصل األكؿ‪ " .‬الذرات‪ ،‬اجلموع‪ ،‬العالئق‪ ،‬كالوسائط "‪26.............................‬‬

‫‪ .2.2‬مضموف الفصل الثاين‪ " .‬اجلنسية‪ ،‬ادلعارؼ‪ ،‬النَّكرات‪ ،‬كاألمساء العارية "‪28.......................‬‬

‫‪ .3.2‬مضموف الفصل الثالث‪ " .‬اجلمع يف األفعاؿ "‪30..............................................‬‬

‫‪ .4.2‬مضموف الفصل الرابع‪ " .‬الكل كاجلزء يف األشياء كاألحداث "‪33................................‬‬

‫‪ .5.2‬مضموف الفصل اخلامس‪ " .‬الضمائر الصامتة‪ ،‬الشخص‪ ،‬كالبناء "‪35............................‬‬

‫‪ .6.2‬مضموف الفصل السادس‪ " .‬الرحائل يف اجلملة العربية "‪37......................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬حتديد القضااي ادلطروحة يف الكتاب‪.‬‬

‫متهيد‪41...............................................................................‬‬

‫‪ .1.3‬ربديد القضااي كاإلشكاالت ادلطركحة يف الكتاب‪41............................................‬‬

‫‪ .2.3‬تعريف ادلنهج ادلتبع يف الكتاب كإبراز أىم خصائصو‪44........................................‬‬

‫‪ .3.3‬ربديد النتائج ادلستنبطة من الكتاب‪47........................................................‬‬

‫‪ .4.3‬آفاؽ الكتاب كأعليتو‪49.....................................................................‬‬

‫خامتة‪51.............................................................................................‬‬

‫قائمة ادلراجع وادلصادر‪54............................................................................‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫‪5‬‬
‫احلمد هلل رب العادلُت عليو توكلت كبو أستعُت‪ ،‬كالصالة كالسالـ على سيدان دمحم أشرؼ اخللق كخامت‬

‫النبيُت كعلى آلو كصحبو أمجعُت‪ ،‬كبعد‪...‬‬

‫إف بعض الدراسات ذبمعها رؤية منهجية كاحدة تتمثل يف التتبع النقدم التحليلي للخطاب اللغوم‬

‫للوقوؼ على مدل أتثَت اللسانيات الغربية العامة يف البحث اللساين العريب‪ ،‬كربديدا منذ بداية عصر النهضة‬

‫العربية‪ .‬إذ كاف من ادلتوقع أف ذبد األفكار اللغوية الغربية موقعا يف أحضاف الثقافة العربية‪ .‬كما اِّقًتح الفكر اللغوم‬
‫مجلة من ِّ‬
‫االفًتاضات اللغوية األساسية خالؿ عصر النهضة العربية‪ ،‬كقدـ أعماال كخدمات شليزة‪ ،‬لكنها مل تستثمر‬

‫ألف اإل ىتماـ كاف منصب على كصف بنيات اللغة العربية كصفا اترؼليا يف مستوايت لسانية سلتلفة‪ .‬ككضع كذلك‬

‫إابف مرحلة النهضة رلموعة من األسس اللغوية تنطلق من كاقع اللغة العربية‪ ،‬كذلك لإلجابة عن التساؤالت اللغوية‬

‫العملية اليت تتعلق بكيفية تطويع اللغة العربية‪.‬‬

‫سبثلت ىندسة كقياس بداايت اللغة العربية يف دراسات كأحباث مشلت رلاالت لسانية عديدة متنوعة‪.‬‬

‫بيد أف من الصعب ربديد ىدؼ كغاية الدراسات اللغوية العربية احلديثة‪ ،‬ألف ىذه األخَتة أاثرت الكثَت من‬

‫التساؤالت‪ .‬كعندما نتحدث عن الدراسات اللغوية العربية فإننا نتحدث ابخلصوص عن اللسانيات العربية‪ .‬كيف‬

‫ىذا الصدد انطلقت من اشكالية مفادىا‪ :‬ىل ىناك دراسة تسمى ابللسانيات العربية؟ وىل نتوفر على حبث‬

‫لساين عريب قائم الذات واضح ادلعامل واحلدود؟ وىل مازالت الغيوم حتوم حول اللسانيات احلديثة وواقعها‬

‫ومستقبلها يف العامل العريب؟‬

‫إف اللسانيات التوليدية التحويلية انتقلت إىل البحث اللساين يف الثقافة العربية‪ ،‬بفضل اإلنفتاح الكبَت‬

‫للسانيُت العرب على اللسانيات خارج األكطاف العربية‪ .‬من أبرزىم الفاسي الفهرم الذم كاف لو حظ كافر يف‬

‫تقريب اللسانيات التوليدية التحويلية الداللية إىل القارئ العريب‪ ،‬كذلك بفضل جهوده اللسانية كاقًتاحاتو القيمة‬

‫‪6‬‬
‫يف تناكؿ كثَت من من ظواىر أك قضااي اللغة العربية‪ .‬إذ جاء حبثنا ادلوسوـ "ذرات اللغة العربية وىندستها‪ ،‬دراسة‬

‫استكشافية أدنوية" من أجل معاجلة عدد من ىذه القضااي اللغوية اليت تتعلق ابللسانيات العربية‪ .‬كمنها قضية‬

‫اجلموع‪ .‬فما ىو اجلمع أك اجلموع؟ كىل نظاـ العدد يف األفعاؿ كاألمساء العربية سامل؟ كما ىي الطرؽ كادلستوايت‬

‫اليت يتم هبا اجلمع فيهما؟ كىل ىناؾ إمكاان للتوازم بُت األمساء‪/‬األشياء كاألفعاؿ‪/‬األحداث؟ كما صلد أيضا قضية‬

‫الضمائر يف اللغة العربية؛ كمن ادلعلوـ أف لغتنا تستعمل بكثرة ضمائر صامتة فارغة‪ .‬فلمذا تستعملها بكثافة؟‬

‫كماىي ىذه الضمائر؟ كالقضي ة األساس أك الظاىرة اللغوية األساسية يف لغتنا تتمثل يف اجلملة ككيفية بنائها أك‬

‫تركيبها‪ .‬فما ىي اجلملة العربية؟ كما خصائصها؟‬

‫نفًتض يف ىذا ادلقاـ أف اللسانيات العربية ىي الكتاابت اللسانية اليت ترتبط ابدلناخ العاـ الذم حكم‬

‫الفكر العريب احلديث‪ ،‬كال يت تعتمد بنيات اللغة العربية موضوعا تشتغل بو‪ .‬كما نفًتض أف الفاسي الفهرم‬

‫سيجيب عن عدد من األسئلة اليت أفرزىا اخلطاب اللساين العريب‪ .‬كسيعمل على مقارنة اللغة العربية ببعض‬

‫اللغات األخرل‪.‬‬

‫نفًتض أيضا أف الفاسي الفهرم سيصف اللغة العربية كصفا دقيقا‪ ،‬من خالؿ معاجلتو مجمموعة من‬

‫االشكاالت اليت تلحق اللغة العربية‪ ،‬خاصة على مستول الًتكيب كالداللة‪ .‬كمن خالؿ تناكلو لعدد من الوقائع‬

‫اللسانية كتطبقات كتوقعات أخرل يف النحو العريب‪ .‬كعليو‪ ،‬نفًتض أنو سيتناكؿ خصائص اجلملة العربية ككفية‬

‫بنائها كتركيبها‪ ،‬إضافة إىل أنواعها كأظلاطها كصورىا كتطوراهتا يف النظرايت اللسانية‪ .‬كالعالقات الداخلية بُت‬

‫الوحدات اللغوية كالطرؽ اليت تتألف منها اجلمل من الكلمات‪ .‬كمن جهة أخرل نفًتض أف اجلمع ينشأ يف‬

‫مستوايت سلتلفة‪ ،‬كأف ىناؾ أنواع من اجلموع‪ .‬كأف اجلمع يف األفعاؿ ستكوف لو أتكيالت متباينة تدين للًتكيب‬

‫كالداللة‪ .‬كنفًتض أيضا أف ادلركبات االمسية قد تنقسم إىل طبقات سلتلفة كمتنوعة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إف تصنيفات الدراسات اللغوية العربية احلديثة لإلجابة عن ىذه االشكاليات ؽلكن القوؿ عنها أهنا‬

‫تتشابو‪ .‬إذ تسعى اللسانيات العربية إىل تسويغ مشركعية كجودىا يف الثقافة العربية من خالؿ كصف اللغة العربية‬

‫كصفا كافيا‪ ،‬كبضركرة تبٍت ادلنهج الوصفي يف الدراسات اللسانية‪ .‬كذلذا اعتمدت على ادلنهج الوصفي التحليلي‬

‫بوصف الظاىرة كربليلها أكال‪ ،‬مث حل ادلشكالت اليت تلحقها اثنيا‪ ،‬كصوال يف األخَت إىل نتائج سبكننا يف اإلجابة‬

‫على تساؤالت دراستنا أك اإلجابة على الفرضيات اليت بدأان منها‪.‬‬

‫يف ضوء ىذا كلو‪ ،‬قسمت البحث إىل ثالث فصوؿ؛ يتجلى الفصل األكؿ يف زلاكلة الوقوؼ عند‬

‫العامل اللساين كاخلبَت الدكيل "عبد القادر الفاسي الفهرم" كعن أىم ادلصطلحات اللسانية الواردة يف ىذا ادلؤلف‪.‬‬

‫كا لذم تطرقت فيو إىل مبحثُت؛ فتناكلت يف ادلبحث األكؿ معلومات هتم ادلؤلف الفاسي الفهرم‪ ،‬كيف ادلبحث‬

‫الثاين تعريفات بعض ادلصطلحات اللسانية‪ .‬أما الفصل الثاين ادلوسوـ "ربديد مضامُت الكتاب" تناكلت فيو ستة‬

‫مباحث حبسب عدد مضامُت فصوؿ الكتاب‪ .‬كيف األخَت أييت الفصل الثالت بعنواف ربديد القضااي ادلطركحة يف‬

‫الكتاب‪ ،‬حبيث تناكلت فيو أربعة مباحث؛ فتطرقت يف ادلبحث األكؿ إىل القضااي كاالشكاالت ادلطركحة يف‬

‫الكتاب‪ ،‬كتطرقت يف ادلبحث الثاين إىل ادلنهج ادلتبع فيو‪ ،‬كادلبحث الثالت إىل ربديد النتائج ادلستنبطة منو‪ ،‬كيف‬

‫ادلبحث الرابع تنا كلت أعلية ىذا الكتاب كآفاقو‪ .‬كيف النهاية ذيلت البحث خباسبة‪ ،‬دلا استنتجتو من أىم النتائج اليت‬

‫خرجت هبا يف التحليل‪ .‬كقد استندت الدراسة على مصادر كثَتة‪ ،‬كاف من أبرزىا الكتاابت اللسانية التوليدية اليت‬

‫انقشت قضاايىا بقدر كبَت من التفصيل‪ ،‬منها‪ :‬كتاابت األستاذ عبد القادر الفاسي الفهرم‪ ،‬كدراسة كل من‬

‫مصطفى غلفاف كرفاقو دمحم ادلالخ‪ ،‬كحافظ امساعيلي علوم‪ ،‬ككذا بعض كتاابت شومسكي ‪ chomsky‬ادلًتمجة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كيف األخَت ضلمد هللا الواحد القهار‪ ،‬العزيز الغفار‪ ،‬على ما كفقنا إليو‪ ،‬فإف كفقت فتوفيقي إال ابهلل‬

‫عليو توكلت كإليو أنيب‪ ،‬كإف كاف غَت ذلك فحسب أين حاكلت‪ .‬كما نتقدـ جبزيل الشكر لألستاذ ادلشرؼ‬

‫ادلهدم ادلنهايب على النصائح كالدعم كالتحفيز إلسباـ مسَتة البحث‪ ،‬فجزاه هللا خَت اجلزاء كأكفاه‪.‬‬

‫فنسأؿ هللا التوفيق كالسداد يف ادلواصلة ضلو األفضل‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫نظرة عامة عن الكاتب "عبد القادر الفاسي الفهري"‬

‫وعن أىم ادلصطلحات الواردة يف ادلؤلف‬

‫‪10‬‬
‫متهيد‬

‫قبل اخلوض يف غمار موضوعنا ال أبس من أف نشَت أكال إىل أف عبد القادر الفاسي الفهرم ىو عامل‬

‫لسانيات ابدلغرب‪ ،‬كعامل أبصوؿ النظرايت اللغوية‪ .‬إذ سأعرؼ يف ىذا ادلقاـ أساسا الفاسي الفهرم كمدل إسهامو‬

‫يف تقدـ البحث اللساين العريب احلديث عامة‪ ،‬كادلغريب خاصة‪ ،‬كىو ما يندرج عموما يف الكتاابت اللسانية‬

‫التوليدية العربية‪ .‬كاحلاصل أف اللسانيات التوليدية التحويلية انتقلت إىل البحث اللساين يف الثقافة العربية‪ ،‬بفضل‬

‫اإلنفتاح الكبَت للسانيُت العرب على اللسانيات خارج األكطاف العربية‪ .‬فانتهجت يف البداية أسلوب التعليم بزعامة‬

‫مجاعة من الباحثُت‪ ،‬حيث كاف اذلدؼ ىو تقريب اللسانيات األمريكية من القارئ العريب‪ .‬قبل أف تتخذ طريقها‬

‫الواضح مع الفاسي الفهرم الذم كاف لو حظ كافر يف تقريب اللسانيات التوليدية التحويلية الداللية إىل القارئ‬

‫العريب‪ ،‬كذلك بفضل جهوده اللسانية كاقًتاحاتو القيمة يف تناكؿ كثَت من قضااي اللغة العربية‪.‬‬

‫كسأخصص احلديث أيضا يف ىذا ادلقاـ عن الوظائف كادلسؤكليات اليت شغلها األستاذ الفاسي الفهرم‬

‫يف سلتلف اجلامعات العادلية‪ ،‬ككذا ذبربتو العلمية العربية كالغربية اليت أاتحت لو توظيف سلتلف ادلناىج العلمية‬

‫ادلساعلة يف تقدـ ادلسألة اللغوية يف العامل العريب‪ .‬إضافة إىل احلديث عن رلموعة من ادلؤلفات اليت ألفها من أجل‬

‫مقاربة ككصف اللغة العربية كصفا كافيا‪ .‬كما سأقدـ بعض اآلراء ادلوجهة ذباىو‪ ،‬كمنها آراء بعض العلماء‬

‫اللسانيُت الغربيُت‪ ،‬كآراء كل من "مصطفى غلفاف" يف كتابو "اللسانيات العربية احلديثة"‪ ،‬كاألستاذة "فاطمة الزىراء‬

‫بغداد"‪ ،‬كىي أستاذة ب "جامعة كىراف ‪ -‬أمحد بن بلة" ابجلزائر‪ .‬كمن جهة أخرل سأقدـ تعريفات بعض‬

‫ادلصطلحات اللسانية الواردة يف كتاب "ذرات اللغة العربية كىندستها‪ ،‬دراسة استكشافية أدنوية" ابعتبارىا‬

‫كلمات زلورية يف الكتاب‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ادلبحث األول‪ :‬معلومات هتم ادلؤلف "عبد القادر الفاسي الفهري"‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬التعريف ابدلؤلف عبد القادر الفاسي الفهري وأىم مؤلفاتو‪.‬‬

‫يعد األستاذ عبد القادر الفاسي الفهرم أحد مفاخر ادلغرب‪ ،‬فهو عامل لسانيات كخبَت دكيل‪ ،‬كصاحب‬

‫مشركع لغوم سواء تعلق األمر ابلتخطيط اللغوم أك ابلبحث اللساين‪ ،‬كعامل أبصوؿ النظرايت اللغوية؛ حيث‬

‫خصص جهده لبناء النظرية اللغوية العربية على ضوء ادلعطيات احلديثة‪.‬‬

‫كلد الفاسي الفهرم يوـ ‪ 20‬أبريل ‪ 1947‬يف فاس ابدلغرب‪ ،‬كعاصر يف طفولتو العقد األخَت من‬

‫اإلستعمار الفرنسي‪ .‬كما أنو نشأ يف أسرة ذكؽ كفن ككاف كالده رجل مبادئ كتربية كموسيقى‪ ،‬ككانت أمو‬

‫متحضرة تتقن كل ما تفعلو‪ ،‬ففطر على اللغة العربية كآداب اإلسالـ‪ .‬أما يف ما ؼلص الوظائف كادلسؤكليات‪ ،‬فقد‬

‫حصل على دكتوراه الدكلة كدكتوراه السلك الثالث من "جامعة ابريس السوربوف" يف اللسانيات العامة كالعربية‬

‫كفقو اللغة‪ .‬ككاف زلاضرا يف جامعات أكركبية كأمريكية‪ ،‬أبرزىا ستانفورد‪ ،‬كىارفرد‪ ،‬كليدف أبدلانيا‪ ،‬كجامعة ابريس‬

‫الثالثة‪ .‬كقد شغل منصب مديرا دلعهد الدراسات كاألحباث للتعريب يف جامعة دمحم اخلامس ابدلغرب من ‪1994‬‬

‫إىل ‪ ،2005‬كشغل منصب أستاذ الدراسات العليا للسانيات العربية كادلقارنة يف كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬

‫ابلرابط‪ ،‬كشغل منسق جلنة ربرير مشركع أكادمية اللغة العربية‪ ،‬كرئيسا مؤسسا جلمعية اللسانيات ابدلغرب‪ .‬كما‬

‫كاف عضوا من أعضاء اللجنة الوطنية إلصالح نظاـ الًتبية كالتكوين ابدلغرب‪.‬‬

‫أما على مستول الدراسة كالتكوين فقد تلقى تعليمو األكيل يف فاس‪ ،‬كانؿ اإلجازة يف اللغة العربية‪،‬‬

‫كشهدت مرحلتو الدراسية تفوقا انجحا يف الفرنسية كاحلساب‪ .‬كقد أراد التخصص يف رلاؿ الفلسفة لكنها كانت‬

‫ثقيلة كعميقة ‪ -‬كما يقوؿ‪ -‬مث اذبو بعد ذلك إىل اإلقتصاد‪ ،‬لكن فقو اللغة ىي قدره‪ .‬كيطوؿ بنا احلديث لو أردان‬

‫أف نتحدث عن ذبربتو العلمية‪ ،‬حيث كظف الفاسي الفهرم مناىج علمية ساعلت يف تقدـ ادلسألة اللغوية يف‬

‫‪12‬‬
‫العامل العريب‪ ،‬كساعلت أيضا يف تقعيد أصوؿ الدراسات اللسانية اليت تناكلت اللغة العربية‪ .‬الشيء الذم ساعده‬

‫على بناء النظرية اللغوية العربية على أسس علمية حديثة‪ .‬كيف ادلقاـ نفسو نفصح عن كجهة أخرل تكشف عن‬

‫رلموعة من ادلؤلفات اليت ألفها الفاسي الفهرم اليت تتضمن رلموعة من الدراسات كاألعماؿ خلدمة الفكر اللساين‬

‫احلديث كتطبيقاتو على العربية‪ ،‬كالسعي إىل بناء سياسات لغوية كزبطيطية عربية عقالنية كعادلة‪ .‬كمن أبرز ىذه‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ .1‬ادلقارنة والتخطيط يف البحث اللساين العريب (‪ :)1998‬يتناكؿ ىذا الكتاب دراسة سبثل ظلوذجا‬

‫للعالقة القائمة بُت البحث النظرم كالبحث التطبيقي للغة العربية ابعتبارىا لغة ادلعرفة‪ .‬كىي دراسة جامعة بُت‬

‫مباحث نظرية كأخرل تطبيقية‪.‬‬

‫‪ .2‬اللسانيات واللغة العربية‪ :‬مناذج تركيبية وداللية (‪ :)1985‬يدرس ىذا الكتاب الوضع الذم‬

‫تعيشو اللغة العربية؛ حبيث إف قواعدىا ىي قواعد ضلاة القرف الثاين‪ .‬فهذا الوضع مل ػلضى دبا حضي مثيلو من‬

‫أكضاع اللغات األخرل‪ ،‬الشيء الذم جعل ىذه اللغة لغة كظفية‪.‬‬

‫‪ .3‬البناء ادلوازي‪ :‬نظرية يف بناء الكلمة وبناء اجلملة (‪ :)1988‬تدكر أحداث ىذا الكتاب حوؿ‬

‫بناء الكلمات كبناء اجلمل؛ إذ أنو كضع ظلوذجا عاما لرصد الًتابط القائم بُت بناء الكلمة كبناء اجلملة بشكل‬

‫متوازم‪.‬‬

‫‪ . 4‬أزمة اللغة العربية يف ادلغرب بني اختالالت التعددية وتعثرات الرتمجة (‪ :)0212‬يقدـ ىذا‬

‫الكتاب رلموعة من احللوؿ التصورية كالعملية حلل ادلشكالت اللغوية كالفكرية اليت سبر منها اللغة العربية يف ادلغرب‪.‬‬

‫كما يقدـ أيضا نظرة بنائية للتعدد اللغوم كالثقايف‪ ،‬كيتناكؿ ادلشركع الثقايف العاـ كأىم فوائد الًتمجة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .5‬السياسة اللغوية يف البالد‪ :‬حبثا عن بيئة طبيعية‪ ،‬عادلة‪ ،‬دميوقراطية‪ ،‬وانجعة(‪ :)0212‬يعاًف ىذا‬

‫الكتاب ما تطرحو قضية اللغة كاذلوية من إشكاالت هتدد ىوية العربية الفصحى كتؤثر سلبا على أتزـ الوضع‬

‫الثقايف كالسياسي كالفكرم‪ .‬فهي مسألة استبقاء اللغة العربية كمحايتها‪ ،‬كابدلقابل إيقاؼ زحف اللغات األجنبية‪.‬‬

‫‪ .6‬العدالة اللغوية والنظامة والتخطيط (‪ :)0202‬كتاب حاكؿ من خاللو الفاسي الفهرم اجلمع بُت‬

‫السياسة اللغوية كالعدالة كاألخالؽ من خالؿ أحباث كدراسات التعدد اللغوم‪ .‬إذ تناكؿ موضوعات جديدة يف‬

‫األدبيات اللسانية كالسياسة العربية هتدؼ إىل بلورة عدالة لغوية كتدبَت قضااي الوحدة كالتنوع كالتعدد‪.‬‬

‫‪ .7‬ادلعجم العريب‪ :‬مناذج حتليلية جديدة (‪ :)1986‬حاكؿ من خالؿ ىذا ادلؤلف معاجلة إشكاالت‬

‫عامة زبص اإلطار النظرم كادلنهجي لتحليل خصائص ادلفردات كادلواد ادلعجمية‪ ،‬ككذلك ما ؼلص ادلادة العربية‬

‫ادلعجمية تصورا ككصفا‪ .‬إضافة إىل إشكاالت خاصة هتم صيغة من الصيغ كمعانيها كميزاهتا الًتكيبية‪ ،‬أك معٌت من‬

‫ادلعاين كتشكالتو يف صيغ سلتلفة‪.‬‬

‫‪ .8‬معجم ادلصطلحات اللسانية‪ :‬إنكليزي‪ -‬فرنسي ‪ -‬عريب‪ .‬مبشاركة د‪ .‬اندية العمري عام‬

‫(‪ :)0229‬معجم سلتص عمل على خلق لغة اصطالحية جديدة‪ ،‬تتكوف من مصطلحات متداخلة كغَت متزامنة‪،‬‬

‫ىي مصطلحات يف توالد كمي ككيفي يدعو إىل ادلواكبة كادلراجعة ابستمرار‪ .‬كما يعمل على غلق دالالت‬

‫ادلفردات عند أىل اإلختصاص‪ ،‬كذلك من أجل عزؿ كزبصيص لغة موحدة‪.‬‬

‫كمن بُت ادلؤلفات األخرل صلد‪" :‬البحث اللساين كالسيميائي(‪" ،")1981‬اللسانيات ادلقارنة‬

‫كاللغات يف ادلغرب (‪" ،")1996‬ادلعجمة كالتوسيط‪" ،")1997( :‬لسانيات الظواىر كابب التعليق (‪،")2018‬‬

‫كما إىل ذلك‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫كما ىو مستخلص من كتاابتو أنو أراد كصف اللغة العربية احلالية كصفا كافيا‪ ،‬مؽلَ ِّك من من بناء نظرية اللغة‬
‫‪1‬‬
‫العربية أك(ضلو) ؽلثل ادللكة الباطنية دلتكلم ىذه اللغة كمستعملها‪.‬‬

‫‪ .0.1.1‬اآلراء النقدية والعلمية جتاىو‪.‬‬

‫شلا ال شك فيو أف "عبد القادر الفاسي الفهرم" أستاذ ابحث فريد من نوعو‪ .‬فقد كصفو علماء‬

‫لسانيوف غربيوف أبنو عبقرم كابحث كبَت يف رلاؿ اللسانيات‪ ،‬كاف لو دكرا كبَتا يف أخذ اللسانيات العربية مكانة‬

‫علمية مهمة داخل ميادف البحث كمراكزه‪ ،‬كفتح الباب على مصراعو للبحث يف سلتلف رلالتها‪.‬‬

‫كحضي إبعًتاؼ كاسع من قبيل األكساط العلمية اللسانية‪ ،‬مثل معهد" ماسا‪-‬سوستش" ابلوالايت‬

‫ادلتحدة األمريكية‪ ،‬كما أشاد بقيمة أحباثو العامل اللغوم ادلعركؼ "شومسكي ‪ ."Chomsky‬كقد أشاد بقيمة‬

‫أحباثو أيضا الكاتب مصطفى غلفاف كقاؿ‪" :‬أبنو يقارب اللغة العربية يف أحدث النماذج اللسانية‪ ،‬بل يف آخر‬

‫ظلوذج لساين توليدم كىو ظلوذج الربط العاملي يف كقت ما تزاؿ الكثَت من الكتاابت للتوليدية العربية (مهما كانت‬
‫‪2‬‬
‫طبيعتها سبهيدية أك تطبيقة)"‪.‬‬

‫كأعماؿ ىذا الباحث ادلغريب ال صلد ذلا ذكر يف ادلصادر كادلراجع اليت تقدـ اللسانيات للقارئ العريب أك‬

‫رباكؿ أف تطبقها على الللغة العربية‪ .‬يف أعماؿ ىذا اللساين ابتكار كاجتهاد ال ؽلكن اغفاذلما بسهولة‪ ،‬كصلد‬

‫شومسكي كغَته من التولديُت يضعوف أعماؿ الفاسي ضمن مصادرىم‪ ،‬ىذا ىو اإلسهاـ احلقيق للسانيات‬
‫‪3‬‬
‫العربية‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر الفاسي الفهرم (‪ )1985‬اللسانيات كاللغة العربية‪ ،‬ص ‪.33-32‬‬


‫‪ 2‬انظر غلفاف (‪ )1998‬اللسانيات العربية احلديثة‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ 3‬انظر اللسانيات العربية‪ ،‬حوار الداىي مع غلفاف‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫كلعل كتاابت الفاسي تتميز عن غَتىا من الكتاابت اللسانية‪ ،‬كال ربتاج إىل تنبيو القارئ للفرؽ اذلائل بُت‬

‫كتاابت الفاسي العربية كغَتىا من الكتاابت‪ ،‬إذ أنو كيَّف قواعد النظرية التوليدية دبا يتوافق مع الطبيعة الًتكيبية‬

‫للغة العربية‪ .‬كهبذا يتميز عن غَته ألنو اتصف بشمولية التحليل كتكمالو‪ ،‬مشولية ال تتميز هبا أم مقارنة توليدية‬
‫‪1‬‬
‫عربية أخرل‪.‬‬

‫ادلبحث الثاين‪ :‬تعريف ادلصطلحات اللسانية الواردة يف الكتاب‬

‫‪ .1.0.1‬تعريف مصطلح اللسانيات العربية‬

‫لعلنا ال صلانب الصواب إذا قلنا إف نشأة البحث اللساين العريب احلديث ترتبط ابدلناخ العاـ الذم‬

‫حكم الفكر العريب احلديث‪ ،‬ابتداءا شلا عرؼ بعصر النهضة العربية‪ .‬إذ تناكلت العديد من الدراسات مسألة كاقع‬

‫البحث اللساين احلديث يف الثقافة العربية‪ ،‬كالتعريف بو يقتضي احلديث عن ادلعرفة اللسانية بغية تقوؽلها كأتكيل‬
‫‪2‬‬
‫قراءاهتا‪ ،‬كاستقراء قضااي البحث اللساين العريب عامة كادلغاريب خاصة‪ ،‬كما يرتبط بو من قضااي نظرية كمنهجية‪.‬‬

‫فاللسانيات العربية مصطلح مركب‪ ،‬كىو من ادلصطلحات ادلتداكلة كالرائجة يف ساحة الدراست اللغوية‬

‫العرب ية احلديثة‪ .‬فهناؾ من يرل أف ىذا ادلصطلح يطلق على اجلهود العربية الًتاثية ألهنا تتوافق يف أمور كثَتة من‬

‫الدراسات اللسانية الغربية احلديثة‪ ،‬كىناؾ من يرل أنو أطلق على الكتاابت اللسانية العربية احلديثة دبختلف‬

‫توجهاهتا سواء أكانت كتاابت سبهيدية أك تراثية أك توفيقية‪ .‬إذ ؼلتلف مدلولو من ابحث إىل آخر إبختالؼ‬

‫‪ 1‬انظر بغداد (‪ )2017‬أطركحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف اللسانيات‪ ،‬البحث اللساين يف ادلغرب العريب‪ ،‬ص‪.232‬‬
‫‪ 2‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪16‬‬
‫اخللفيات ادلعرفية‪ ،‬كإذا أردان أف ضلدد أك نبحث عن مدلولو السليم غلب أف نعود إىل أصل ادلصطلحات ادلركبة‬
‫‪1‬‬
‫لو‪.‬‬

‫اللسانيات يف أبسط تعريف ذلا ىي العلم الذم يهتم بدراسة اللغات اإلنسانية كدراسة خصائصها‬

‫كتراكيبها كدراجات التشابو كالتباين فيما بينها‪ .‬كىي الدراسة العلمية ادلوضوعية للساف البشرم‪ ،‬كىو علم غريب‬

‫أراد سوسَت من خاللو دراسة اللغة يف ذاهتا كمن أجل ذاهتا‪ .‬كعندما نظيف إىل ىذا ادلصطلح كلمة "العربية"‬

‫علميا ‪ ،‬غلب أف يكوف ادلطلوب أك ادلقصود الدراسة العلمية للساف البشرم اليت قدمتها اجلهود كالدراسات العربية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كىنا تطرح الكثَت من التساؤالت اليت تثبت أك تنفي كجود ىذا النوع من الدراسة‪.‬‬

‫فاللسانيات العربية ىي الكتابة اللسانية اليت تعتمد بنيات اللغة العربية موضوعا تشتغل بو كيتمحور‬

‫حولو كل اىتماماهتا‪ .‬كيتم النظر للغة العربية يف ىذه الكتاابت ابعتبارىا نسقا صوراي أك كظيفيا ؽلكن كصفو أك‬
‫‪3‬‬
‫تفسَته يف سلتلف ادلستوايت ادلعركفة يف التحليل اللساين احلديث‪.‬‬

‫لقد تدرجت الكتابة اللسانية العربية احلديثة كأصبحت متفاكتة يف قمتها ادلنهجية كمستواىا العلمي‬

‫ابلقياس دلا كصل إليو البحث اللساين العاـ‪ ،‬كبلغت الكتاابت اللسانية العربية اليت تعرؼ ابللسانيات مستول‬

‫جيدا‪ .‬كتمع َكس الكتاابت اللسانية العربية مهما اختلفت مشاريعها الفكرية كطبيعتها النظرية‪ ،‬كتنوعت دراجتها‬
‫‪4‬‬
‫العلمية كادلعرفية كاإلىتماـ البالغ الذم توليو الثقافة العربية احلديثة للسانيات‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر د‪ .‬نعلوؼ كرؽلة (‪ )2021‬زلاضرات يف اللسانيات العربية‪ ،‬ص ‪.12 ،11‬‬


‫‪ 2‬انظر ادلرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر غلفاف (‪ )2007‬اللسانيات العربية‪ :‬رؤية منهجية يف ادلصادر كاألسس النظرية‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ 4‬انظر غلفاف (‪ )2006‬اللسانيات يف الثقافة العربية احلديثة‪ ،‬ص ‪.143‬‬

‫‪17‬‬
‫‪Minimaliste Program‬‬ ‫‪ .0.0.1‬تعريف مصطلح الربانمج األدنوي‬

‫يعد الربانمج األدنوم (‪ )Minimalist Program‬النموذج األكثر حداثة يف حبوث شومسكي‬

‫‪ ،1992 ،1989 ،1981 ،1975 ،1955( Chomsky‬ك‪ )2000‬كيتضح ابإلستمرار مع البداايت‬

‫األكىل للسانيات التوليدية‪ .‬إذ مثل أحد أبرز التشكالت اجلديدة للبحث يف ربديد معامل ادلعرفة اللغوية‪ ،‬أك‬

‫خصائص النحو ابعتباره عضوا ذىنيا‪ ،‬أك ملكة بشرية تدخل دراستها ضمن الدراسات اللغوية‪.‬‬

‫كيعترب ىذا الربانمج امتدادا طبيعيا لصيغ سابقة للنحو التوليدم يف البنية ادلنطقية للنظرية اللسانية منذ‬

‫‪ 1955‬؛ إذ ؽلكن اعتباره امتدادا لنظرية العمل كالربط من جهة الكشف عن اخلصائص العامة للملكة اللغوية‬

‫كتدقيق آليات اشتغاذلا‪ ،‬كادلبادئ العامة ادلتحكمة يف بنائها‪ 1.‬كيشًتؾ يف عدة اِّفًتاضات أساسية مع أسالفو من‬

‫النظرايت منذ مخسينيات القرف ادلاضي حىت اآلف‪ ،‬على الرغم من التغَتات اليت طرأت على ىذه النظرايت على‬

‫طوؿ تقدـ مسار البحث‪ 2.‬فاألمر يتعلق بربانمج كليس نظرية‪ ،‬أم أنو يتبٌت رلموعة من التوجهات كاإلختيارات‬

‫كاإلفًتاضات اليت مل هتيكل بعد دبا يكفي يف إطار نظرية كاضحة قابلة للدحض كالركز‪ .‬حيث شكل ربوال نظراي ال‬

‫مثيل لو يف اتريخ النظرية التوليدية‪ ،‬كسبيز ابستغنائو عن عدد من ادلفاىيم التوليدية كاإلجراءات اليت كانت متبعة يف‬
‫‪3‬‬
‫النماذج السابقة‪ ،‬كاقًتح بعذ ذلك مفاىيم جديدة مل ترد يف تلك النماذح كالتصورات اللسانية‪.‬‬

‫كما ؽليز ىذا التصور اجلديد ىو اعتبار اللغة نظاما زلكما (‪ )Perfect system‬ذا تصميم أمثل؛‬

‫كمعٌت ىذا أف أضلاء اللغات الطبيعية‪ ،‬كاألنساؽ الذىنية األخرل تتفاعل كتتناسب فيما بينها‪ ،‬كخاصة أنظمة‬

‫‪ 1‬انظر غلفاف (‪ )2010‬اللسانيات التوليدية‪ :‬من النموذج ما قبل ادلعيار إىل الربانمج األدنوم‪ ،‬ص ‪.365‬‬
‫‪2‬‬
‫انظر ‪Naom Chomsky: The Minimalist Program Cambridge MA MIT Press 1995‬‬
‫نعوـ شومسكي‪ :‬مقدمة للربانمج األدنوم‪.‬ترمجة أكراس اجلاين‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر ادلالخ‪ ،‬كإمساعيلي علوم‪ )2017( ،‬رللة العلوـ اإلنسانية كاإلجتماعية‪ ،‬الربانمج األدنوم‪ :‬األسس كالثوابت‪ .‬ص ‪.171‬‬

‫‪18‬‬
‫الفكر كالنطق‪ .‬فالربانمج األدنوم ىو إطار عاـ توجهو أسئلة للبحث كزلاكر لالستكشاؼ‪ ،‬ؽلكنها أف تزج‬

‫ابلبحث يف اذباىات غاية يف التنوع كالثراء‪ .‬إنو برانمج مفتوح على آفاؽ عديدة كمتنوعة كسلتلفة للبحث يف اللغة‬
‫‪1‬‬
‫طادلا مل توجد بعد نظرية أدنوية مكتملة للغة‪.‬‬

‫كيندرج ىذا الربانمج من جهة أخرل يف إطار عاـ للمقاربة العلمية اذلادفة إىل تفسَت عاـ للظواىر‬

‫ادلدركسة أببسط الطرؽ‪ ،‬كذلك ابإلعتماد على اإلستنتاجات الصورية القائمة على عدد زلدكد من الفرضيات‬

‫القادرة على تغطية أكرب عدد من ادلعطيات كالوقائع‪ .‬فهذا الربانمج ىو زلاكلة لتبسيط النظرية إىل أبعد حد سواء‬
‫‪2‬‬
‫يف مستول الصياغة الصورية‪ ،‬أك يف عدد مستوايت التمثيل اللساين‪.‬‬

‫‪ .2.0.1‬تعريف مصطلح اجلموع‬

‫اجلمع لغة‪ :‬الضم‪ ،‬يقاؿ‪" :‬مجع الشيء عن تفرقة غلمعو مجعا"‪ 3.‬كقاؿ ابن فارس‪" :‬اجليم كادليم كالعُت أصل‬
‫‪4‬‬
‫كاحد يدؿ على تضاِّـ الشيء"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اصطالحا‪ :‬استعمل لفظ اجلمع منذ بداايت الدرس النحوم؛ إذ صلده يف مواضيع كثَتة من كتاب سيبويو‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫كاستعمل آخركف كالزسلشرم كابن معطي لفظ امجمموع أك اجلموع‪.‬‬

‫كأقدـ ما كجدتو من تعاريف اجلمع من حيث مدلولو اإلصطالحي‪ ،‬قوؿ الرماين‪" :‬اجلمع‪ :‬صيغة مبنية‬

‫من الواحد للداللة على العدد الزائد على اإلثنُت"‪ 1.‬كيدؿ مفهوـ اجلموع أك اجلمع يف اللغوايت على كمية أكثر‬

‫‪ 1‬ادلرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ 2‬ادلرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر ابن منظور‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬مادة "مجع"‪.‬‬
‫‪ 4‬انظر ابن فارس‪ ،‬مقاييس اللغة‪ ،‬مادة "عجم"‪.‬‬
‫‪ 5‬انظر سيبويو (ت‪ 180‬ق) الكتاب‪ ،‬صص ‪.484 ،417 ،322|3 ،48|2‬‬
‫‪ 6‬انظر الزسلشرم (ت‪ 530‬ق)‪ ،‬ادلفصل يف علم العربية‪ ،‬صص ‪.188-111-110‬‬

‫‪19‬‬
‫من اإلثنُت‪ ،‬كعادة ما تطلق على األمساء‪ .‬كما تستخدـ كلمة مجع لتدؿ على كمية غَت الكمية اإلفًتاضية لإلسم‬

‫كاليت ىي عادة الواحد‪ .‬كيوجد اجلمع يف مجيع اللغات الطبيعية‪ ،‬كؽلثل بعدة طرؽ زبتلف حسب اللغات‪.‬‬

‫اجلمع يف اللغة العربية ىو اإلسم الذم يدؿ على أكثر من اثنُت أك اثنتُت‪ ،‬بزايدة يف آخره ضلو[ مدرس‬

‫– مدرسوف ] أكتغيَت يف بنائو‪ ،‬ضلو[ طفل–أطفاؿ ]‪ .‬كينقسم إىل ثالثة أنواع‪ :‬مجع ادلذكر السامل‪ ،‬كمجع ادلؤنث‬

‫السامل‪ ،‬كمجع التكسَت؛ كيسمى النوعاف األكالف مجعا سادلا‪ ،‬ألهنما ال يغَتاف كثَتا يف ادلفردة أك الكلمة‪ ،‬بل يغَتاف‬

‫حرفُت على األكثر‪ ،‬كحسب قواعد اثبة‪ .‬أما النوع الثالث كىو مجع الكسر أك التكسَت فيغَت الكثَت من األحرؼ‬

‫يف اإلسم ادلفرد‪ ،‬كال يتميز بقاعدة اثبتة‪.‬‬

‫كيطوؿ بنا احلديث لو أردان أف نفرد لكل نوع من الثالثة دراسة تبُت خصائص كل كاحد منهم‪:‬‬

‫فاجلمع ادلذكر السامل‪ ،‬ىو مادؿ على اجلمع ادلذكر بزايدة يف آخره‪ ،‬كمن دكف تغيَت يف بنائو‪ ،‬ضلو‪:‬‬

‫"مهندسوف ك كاتبوف" كيسمى سادلا ألنو ال يغَت شيئا يف تركيب الكلمة األصلية‪ ،‬بل يضيف حرفُت فقط‪ ،‬كعلا‬

‫الواك كالنوف يف حالة الرفع‪ ،‬كايء كنوف يف حاليت النصب كاجلر‪ .‬كتكوف ىذه الواك كالياء ادلظافة ىي عالمة إعرابو؛‬

‫فهو يرفع ابلواك‪ ،‬كينصب كغلر ابلياء‪[ .‬الرفع‪ :‬أكل العاملوف – النصب‪ :‬كافأ ادلدير العاملُت – اجلر‪ :‬ذىب دمحم‬

‫إىل العاملُت]‪.‬‬

‫أما اجلمع ادلؤنث السامل‪ ،‬ىو مجع أبلف كاتء زائدتُت‪ ،‬ضلو‪ [ :‬مدرسات – مؤمنات – فاضالت –‬

‫ىندات‪ ]...‬كيسمى سادلا ألنو يغَت حرفا كاحدا فقط من الكلمة األصلية‪ .‬كأما من حيث احلالة اإلعرابية‪ ،‬يرفع‬
‫ِّ‬
‫الورقات على ادلكتب]‬ ‫ادلعلمات] كينصب ابلكسرة النائبة عن الفتحة‪ :‬ضلو‪ [ ،‬إف‬ ‫ابلضمة الظاىرة‪ :‬ضلو‪ [،‬جاءت‬
‫م‬
‫ِّ‬
‫القاعات]‬ ‫كغلر ابلكسرة الظاىرة‪ [ :‬غلتمعوف يف‬

‫‪ 1‬انظر الرماين(ت‪ 384‬ق) احلدكد النحوية‪ ،‬كتاب رسائل يف اللغة كالنحو‪.39 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫وأما مجع التكسري‪ ،‬كيسمى أيضا مجع الكسر‪ ،‬فهو مجع يقوـ بتغيَت عددا كثَتا من األحرؼ يف اإلسم‬

‫ادلفرد دكف اإلعتماد على قاعدة اثبتة‪ ،‬كيسمى مجع تك سَت ألنو يكسر الكلمة كيغَت أصلها‪ .‬كذلذا التغيَت ثالثة‬

‫أشكاؿ‪:‬‬

‫األكؿ‪ :‬تغيَت ابلزايدة‪ ،‬ضلو‪" :‬طفل – أطفاؿ"‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬تغيَت ابلنقصاف‪ ،‬ضلو‪" :‬كتاب – كتب"‪.‬‬

‫مس ٌد"‪.‬‬
‫َس ٌد – أ م‬
‫الثالث‪ :‬تغيَت احلركات‪ ،‬ضلو‪" :‬أ َ‬

‫كحالتو اإلعرابية ىي نفسها لإلسم ادلفرد‪ .‬الضمة للرفع‪ ،‬الفتحة للنصب‪ ،‬كالكسرة للجر‪.‬‬

‫‪ .4.0.1‬تعريف " اجلملة العربية "‬

‫اجلملة لغة‪ :‬من فعل (مجل) كأييت دبعٌت ذبميع شيء مع شيء‪ .‬يقوؿ ابن فارس‪(" :‬مجل)‪ ،‬اجليم كادليم‬

‫كالالـ أصالف‪ :‬أحدعلا َذبَ ُّمع كعظم اخللق‪ ،‬كاآلخر محسن‪ .‬فاألكؿ قولك‪ :‬أمجلت الشيء‪ ،‬كىذه مجلة الشيء‪،‬‬

‫كأمجلتو حصلتو"‪ 1‬كقد أييت دبعٌت ربصيل حساب أك إمجالو‪ ،‬كقد أييت دبعٌت احلم ِّ‬
‫سن كاجلماؿ‪ .‬اصطالحا تعرؼ‬

‫اجلملة يف النحو العريب أبهنا كل كالـ أك لفظ سواء كاف مفيدا أك غَت مفيد‪ .‬إذ عرفها ابن جٍت (ت ‪ 392‬ق)‬
‫‪2‬‬
‫أبهنا كل كالـ مفيد مستقل بنفسو‪ .‬كأهنا على ضربُت‪ ،‬مجلة مركبة من مبتدأ كخرب‪ ،‬كمجلة مركبة من فعل كفاعل‪.‬‬

‫كتفيد اجلملة حبسب الزسلشرم (ت ‪ 538‬ق) "جاء من األظلوذج الزسلشرم أف الكالـ مؤلف إما من امسُت‪ ،‬أسند‬

‫‪ 1‬انظر ابن فارس مقاييس اللغة ج‪ ،1‬ص ‪.481‬‬


‫‪ 2‬انظر ابن جٍت (‪ 392‬ق) اللمع يف العربية‪ ،‬ص ‪.27-26‬‬

‫‪21‬‬
‫أحدعلا إىل األخر ضلو‪ :‬زيد قائم ‪ ،‬كإما من فعل كاسم ضلو‪ :‬ضرب زيد‪ ،‬كيسمى كالما كمجلة"‪ 1.‬أما ابن يعيش‬
‫‪2‬‬
‫(ت ‪ 643‬ق) عرفها بقولو‪" :‬كالكالـ ىو ادلركب من كلمتُت أسندت إحداعلا إىل األخرل‪ ،...‬كيسمى اجلملة"‬

‫كعموما اعتٌت النحاة بدراسة اجلملة كأنواعها كأظلاطها كصورىا‪ ،‬لكن من الصعب اإلحاطة بكل ما‬

‫يتعلق ابجلملة عندىم‪.‬‬

‫كمن جهة أخرل حضيت اجلملة العربية دبكانة متميزة يف اللسانيات التوليدية‪ ،‬إذ تعد من الناحية‬

‫اللسانية احلد األدىن من الكالـ الذم ػلسن السكوت عليو‪ .‬كما عرفها لسانيوف ابحثوف أبهنا كحدة لسانية‬

‫ربكمها مبادئ صرفية كصوتية كتركيبية كداللية‪ .‬فقد حضيت اجلملة بعناية فائقة يف اللسانيات‪ ،‬كأخذت جانبا‬

‫مهما من جهود اللسانيُت احملدثُت‪ ،‬زلاكلُت استثمار ما توصلت إليو اللسانيات احلديثة‪ ،‬كاختلفت مذاىبهم يف‬
‫‪3‬‬
‫ربديد مفهومها أيضا ابِّختالؼ زكااي نظرىم كمنطلقاهتم ادلعرفية‪.‬‬

‫كقد عرفت اجلملة تطورات عديدة بتطور النظرايت اللسانية‪ ،‬ففي اللسانيات التوليدية مر ربليل اجلملة‬

‫بتطورات سريعة مرتبطة بتطور اللسانيات التوليدية‪ .‬فبنية اجلملة يف ظلوذج شومسكي (‪ )1957‬ليست ىي بنية‬

‫اجلملة يف ظلوذج ادلبادئ كالوسائط‪ ،‬أك يف ظلوذج الربانمج األدنوم؛ ذلك أف ربليل اجلملة كاشتقاقها تطور من‬
‫‪4‬‬
‫حيث ادلفاىيم ككيفية اإلشتغاؿ من ظلوذج إىل آخر‪.‬‬

‫كنستنتج من خالؿ ذلك‪ ،‬إف تعريف اجلملة يقوـ على اإلستقالؿ الًتكييب كالتماـ الداليل؛ ابعتربىا أكرب‬

‫عالمة لسانية شلكنة يف اتريخ الفكر اللساين احلديث‪ ،‬كابعتبارىا اآلداة الرئيسة للتواصل كالتعبَت‪ ،‬كأهنا رلموعة من‬

‫العناصر ادلرتبة ترتيبا ضلواي كمنطقيا للتعبَت عن معٌت اتـ‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر الزمخشري(‪ 538‬ه) األنموذج فً النحو‪ ،‬ص ‪.8‬‬


‫‪ 2‬انظر ابن ٌعٌش(‪ 643‬ه) شرح المفصل‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 3‬انظر الغرٌسً (‪ )9119‬بنٌة الجملة بٌن النحو العربً واللسانٌات التولٌدٌة‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ 4‬انظر المرجع نفسه ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أتسيسا على ما تقدـ ذكره ؽلكن القوؿ إف اجلملة منطلق كل دراسة لسانية‪ ،‬كبداية كل كصف لساين‪.‬‬

‫فاجلملة ىي كحدة التفاىم كالتخاطب بُت ادلتكلم كادلتلقي‪ ،‬كالوحدة الداللية الرئيسية يف عملية التواصل اللغوم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل الثاين‬

‫حتديد مضامني الكتاب‬

‫‪24‬‬
‫متهيد‬

‫ال ؼلتلف رأايف يف القوؿ إف الفاسي الفهرم أراد من خالؿ كتاابتو كصف اللغة العربية كصفا كافيا‪،‬‬

‫مؽلَ ِّك من من بناء نظرية اللغة العربية أك(ضلو) ؽلثل ادللكة الباطنية دلتكلم ىذه اللغة كمستعملها‪ 1.‬حبيث ضمن ىذا‬

‫الكتاب بعضا من التحاليل كالنتائج اليت توصل إليها من أحباث كمساعلات سابقة كتبها ابإلصلليزية ألف األحباث‬

‫اجليدة عن العربية اندرة كقليلة‪ .‬فالعربية ال ربضى ابإلىتماـ الكايف‪ ،‬كابإلعًتاؼ ادلشجع‪ ،‬كاألحباث العربية مشتتة‪،‬‬

‫يسودىا نوع من التسيب ادلرجعي‪.‬‬

‫ذلذا تفًتض قراءة ىذا الكتاب أف يقع الًتصيد كالًتاكم يف فهم اإلشكاالت اليت يعاجلها الفاسي‬

‫الفهرم ابللغة العربية‪ ،‬حيث يعاًف موضوعا جديدا كدقيقا يف اللسانيات العربية‪ ،‬كخاصة على مستول الًتكيب‬

‫كالداللة‪ .‬يتعلق األمر ابلبحث يف ذرات األمساء‪ ،‬كذرات األفعاؿ كاألحداث‪ ،‬كيعاًف العدد العريب كما يرتبط بو من‬

‫مفاىيم اجلنس كالنوع كالكتل كالزمر (امجممعات)‪ ،‬كأصناؼ األمساء‪ .‬إضافة إىل اجلمع يف األفعاؿ كاألحداث‪،‬‬

‫كالًتاكيب ادلعكوسة‪ ،‬كبنيات الكل كاجلزء‪ ،‬كخصائص الضمائر الصامتة‪ ،‬كما يتناكؿ بعض خصائص اجلملة‬

‫العربية‪.‬‬

‫سبثل ىذه الدراسات مدخال للسانيات األدنوية‪ ،‬كما كصلت إليو من دقة ككعرة استداللية‪ .‬إذ إف الثورة‬

‫العلمية الشاملة أصبحت متسعة يف العقود األخَتة‪ ،‬كأصبحت تشمل رلاالت متعددة يف العلوـ ادلعرفية‬

‫كاحلاسوبية‪ .‬شهدت ابخلصوص نقالت نوعية يف ربديد التصورات كالنظرايت كادلناىج كالتقنيات‪ ،‬مع إبراز سبثالت‬

‫كمبادئ كمقاييس جديدة‪ ،‬كبناءات استداللية كمنطقية غَت مسبوقة‪ .‬من بينها الربانمج األدنوم الذم يعد الركيزة‬

‫‪ 1‬انظر الفاسً الفهري (‪ )1885‬اللسانٌات واللغة العربٌة‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪25‬‬
‫األساسية لدراسات كأحباث ىذا الكتاب‪ ،‬على أساس أنو أحد أبرز التشكالت اجلديدة للبحث يف ربديد معامل‬

‫ادلعرفة اللغوية‪.‬‬

‫‪ .1.0‬مضمون الفصل األول‪ " .‬الذرات‪ ،‬اجلموع‪ ،‬العالئق‪ ،‬والوسائط "‬

‫ؽلثل ىذا الفصل ذرات الذكات (الكلمات‪ ،‬ادلفردات‪ ،‬كاألجزاء) كالعالئق األساسية اليت تعمل يف‬

‫أتليفها‪ ،‬كالطبقات الضركرية للتمييز بينها‪ .‬كيعتمد ىذا التحليل نظاما للسمات يعتمد على ثالث خصائص‪،‬‬

‫كىي‪[ :‬ذرم‪ ،‬فرادم‪ ،‬كرلمع]‪ ،‬كيعرج على طبقات تصنيف األمساء دبا فيها األفراد كامجممعات(الزمر) كاألنواع‬

‫كالكتل‪.‬‬

‫كيهتم كذلك أبنواع اجلموع كضركب العدد كربليالهتا النظرية؛ إال أف نظاـ العدد يف العربية معقد كملتو‪.‬‬

‫كمن ادلعركؼ أف نظاـ العدد يف العربية نظاما ثالثيا مبنيا على العد‪< :‬مفرد‪ ،‬مثٌت‪ ،‬كمجع> إال أف الواقع كما قلنا‬
‫أكثر تعقيدا‪ ،‬كأقل نسقية من ىذا النموذج العدم الرقمي‪ .‬فالنموذج العدم الرقمي الثالثي للعدد ِّ‬
‫االمسي ؽلكن‬

‫بواسطتو اشتقاؽ ادلثٌت كاجلمع من ادلفرد بقاعدة إلصاؽ‪ ،‬مثل (مدرس‪ ،‬مدرساف‪ ،‬مدرسوف)‪ .‬ىذا النظاـ السلسلي‬

‫(السامل) يكاد يكوف ىامشيا ابلنسبة للجموع‪ ،‬فاجلموع يف األمساء مكسرة عادة‪ ،‬ضلو‪( :‬رجل ← رجاؿ‪،‬‬

‫*رجلوف)‪ ،‬كيظهر على الفعل تركيبيا‪ ،‬من مثل‪( :‬الرجاؿ جاؤكا‪ ،‬أربعة رجاؿ‪ ،‬ألف رجل)‪ .‬كىناؾ اجلمع غَت العاقل‬

‫الذم يبدك ككأنو مؤنث مفرد‪ ،‬مثل (الكالب تنبح (*نبحوا))‪ ،‬كألف األمر يتعلق جبمع‪ ،‬فإف احلديث عن ادلفرد‬

‫كعن ادلؤنث يف مثل ىذه احلاالت مضلل‪ ،‬ألف الكالب قد تكوف ذكورا‪.‬‬

‫كىكذا يتبُت أف اجلمع ؽلكن أف ينشأ يف مستوايت سلتلفة من تركيب ادلركبات ِّ‬
‫االمسية أك احلدية‪ .‬كمن‬
‫جهة اثنية يعد امجممع كامسا للوحدة‪ ،‬كىو مايصطلح عليو ابسم النوع؛ ِّ‬
‫فاالسم الذم يشتق منو اسم الوحدة إسم‬

‫يدؿ على النوع‪ ،‬كرغم كونو مفردا فإنو يدؿ على اجلمع ال على ادلفرد فقط‪ .‬كيتم اشتقاؽ مفردة منو عرب الصقة‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫قد تكوف التاء أك الياء‪ ،‬ضلو‪( :‬مسك ← مسكة‪ ،‬يوانف ← يوانين)‪ ،‬كما ؽلكن اشتقاؽ قاعدة من اسم الوحدة‬

‫(مسكة) للجمع الذم يدؿ على كحدات (مسكات)‪ ،‬ككما يف (يوانين ← يواننيوف)‪.‬‬

‫كيبٌت اِّسم النوع مع زلموؿ ذلذا النوع أك امجممع‪ ،‬ضلو‪( :‬ذبمع السمك‪ ،‬ذبمعت السمكات)‪ ،‬كزلمولو‬

‫ؽلكن أف يكوف مجعا‪ ،‬مثل‪(:‬السمك أمساؾ)‪ ،‬كال ؽلكنو أف يبٌت مع ادلفرد أك اسم الوحدة‪ ،‬ضلو‪*( :‬ذبمعت‬

‫السمكة)‪.‬‬

‫كليس النوع زمرة (رلمعات) ألف النوع ىو اللفظ الذم يدؿ على عموـ ما يدؿ عليو لفظو كعلى‬

‫الوحدات اليت تتحقق يف العامل احملسوس كادلوضوعات كالفرادات‪ .‬أما الزمر فهي التصل إىل أجزائها عادة‪ ،‬كليست‬

‫ذلا مسة فرادم‪ ،‬فالفركؽ األساسية بُت الزمر تتمثل يف كوهنا مبنية يف ادلعجم‪ ،‬أك مركب يف الًتكيب‪ .‬من الزمر‬

‫ادلعجمية "فريق‪ ،‬جلنة"‪ ،‬كالفرؽ بينهما ال ػلمل أم فرؽ داليل‪ ،‬كيدخل عليها اجلمع‪ ،‬كىو مجع رلموع‪ ،‬نقوؿ‪:‬‬

‫(فمػ مرؽ‪ ،‬كجلاف)‪ .‬إذ تتميز ىذه الزمر خبصائص أعلها أف تكوف مفردة‪ ،‬كأتنيثها عادة شكلي‪.‬‬

‫كابلتايل ؽلكن التميز بُت أ نوع سلتلفة من امجممعات منها رلمعات معدكدة‪ ،‬ضلو‪( :‬فريق)‪ ،‬كرلمعات ال‬

‫معدكدة‪ ،‬مثل‪( :‬أاثث)‪ .‬ابإلضافة إىل رلمعات تركيبية تتصرؼ بصفة ملتبسة يف الًتكيب‪ .‬مثل "انس" حيث‬

‫تتصرؼ كجمع موزع‪ ،‬لو تطابق اجلمع العاقل (الناس يصلوف لرهبم)‪ ،‬أك كزمرة ذلا تطابق ادلؤنث (الناس تصلي‬

‫لرهبا)‪ ،‬ابعتباره عنصرا أساسيا من أجل بناء مجع خاص‪ ،‬يدؿ على مجاعة خاصة‪ ،‬أك ذبمع أك زمرة‪.‬‬

‫كمن جهة أخرل ليس النوع كثلة‪ ،‬فالكثلة أك ادلادة‪ ،‬مثل <زيت> ليس ذلا موضوع منفصل ؽلكن أف‬

‫يكوف كحدة لو‪ .‬كالكتلة ىي أساسا ربييد للفرؽ بُت اجلمع كادلفرد‪ ،‬كإحالتها إضافة إىل إحالة اجلنس مرتبطة ابحلد‬

‫أم أداة التعريف‪ ،‬كأف داللة األمساء‪ ،‬دبا فيها داللة اِّسم النوع تظل مستقلة ذاتيا عن داللة احلد‪ .‬فتأكيل ادلركبات‬
‫ِّ‬
‫اال مسية أك احلدية مرتبط بوجود أداة التعريف أك عدـ كجودىا‪ ،‬ففي احلالة األكىل تكوف القراءة جنسية‪،‬‬

‫‪27‬‬
‫ضلو‪(:‬الكال ب تنبح)‪ ،‬كيف الثانية تكوف القراءة كجودية‪ ،‬ضلو‪(:‬كالب تنبح)‪ .‬كنفس الشيء يصدؽ على قراءة‬

‫الكتلة اجلنسية (اشًتيت الزيت)‪ ،‬يف مقابل القراءة الوجودية (اشًتيت زيتا)‪.‬‬

‫‪ .0.0‬مضمون الفصل الثاين‪ :‬اجلنسية‪ ،‬ادلعارف‪ ،‬النَّكرات‪ ،‬واألمساء العارية‬

‫يتناكؿ ىذا الفصل ادلركبات ِّ‬


‫االمسية كادلركبات احلدية ابعتبارىا موضوعا خصبا للتحليل كادلقارنة من أجل‬

‫فرز ظلائط اللغات يف ىذا امجماؿ؛ إذ ىناؾ الكثَت من ادلقارابت اليت تبنت االفًتض احلدم للمركبات االمسية‪.‬‬

‫كتتمثل كظيفة احلد على أهنا انقلة ظلطية‪ ،‬ينقل ادلركب ِّ‬
‫االمسي الذم يدؿ عادة على محل "ذ" (ذات)‪ ،‬أك‬

‫"ز" (زماف)؛ دبعٌت أف الكالـ ػلصر يف النقل من احلمل إىل الذات على اعتبار أف اِّسم اجلنس مثل (كلب) يدؿ‬

‫على خاصية الكلب أك على احلمل‪ ،‬كيصبح ذاات صاحلة ألف تكوف موضوعا حُت يركب مع حد‪ ،‬قد يكوف أداة‬

‫التعريف‪ ،‬مثل‪( :‬نبح الكلب) أك التنكَت مثل‪( :‬رأيت كلبا)‪ .‬كما تستعمل أداة التعريف للداللة على التأكيل‬

‫اجلنسي (الكالب تنبح)‪ ،‬عالكة على التأكيل الوجودم (كالب تنبح)‪ .‬ففي غياب ىذه األداة يكوف التأكيل‬

‫كجوداي ابلضركرة‪ .‬كال بد من اإلشارة إىل أف الوجودية ادلشار إليو ىنا ال تصدؽ على كل األمساء العارية‪.‬‬

‫كمن جهة اثنية‪ ،‬فاحلد يكوف دائما مدرلا يف ِّ‬


‫االسم‪ ،‬كمن الصعب معرفة ىل ىذا اإلدماج يتم يف‬

‫الًتكيب‪ ،‬أـ يف ادلعجم‪ ،‬كإذا كانت ىناؾ مؤشرات تدؿ على أف اإلدماج يتم يف الًتكيب‪ ،‬فإف مسألة زبريج التنوين‬

‫تظل عالقة‪ .‬فالتنوين ليس أداة للتنكَت ابلضركرة‪ ،‬بل قد يكوف ضراب من التمكُت يف االمسية‪.‬‬

‫كعليو‪ ،‬يكوف ِّ‬


‫اال سم النكرة عاراي من األداة يف ىذا التخريج‪ ،‬ضلو‪(:‬كلب صغَت) كيصبح أتكيل التنكَت‬

‫إشكاليا‪ ،‬ككذلك غياب أتكيل النوع‪ .‬ككما رأينا أف التأكيل اجلنسي يف العربية يتطلب كركد أداة التعريف عادة؛ إال‬
‫أف ىناؾ أتكيال جنسيا يظهر مع النكرة‪ ،‬كما يف (كلب صغَت ينبح)‪ ،‬كىذا التأكيل مشركط بضركرة كصف ِّ‬
‫لالسم‬

‫(صغَت)‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫كعالكة على ىذا بُت كارسن (‪ ،Karsen 1977‬ككستنر ككريفيكا (‪)Krifka,Gestner )1987‬‬

‫أف احلد يف اجلنسي ادلعرفة‪ ،‬مثل (األسد) ينبغي أف يقًتف دالليا بنوع معهود أك نوع طبيعي ؽلكن أف ػليل عليو‬

‫ادلركب احلدم ‪ .‬أم أف إحالة احلد غلب أف تقًتف خبلفية معرفية أك معلومة معهودة‪ ،‬كأف نقوؿ مثال (األسد‬

‫سينقرض قريبا)‪ .‬كإذا صح ىذا‪ ،‬فإف احلد الؽلكن أف يكوف فارغا أك حشواي‪.‬‬

‫يفًتض الفاسي الفهرم ىو اآل خر أف احلد ىنا عائد معرفة معهودة‪ ،‬كال ؽلكن أف يكوف صنيفة‬

‫(نفسو)‪( ،‬كأف يكوف نوعا مثال)‪ .‬فاحلد ال ؼللق النوع أك الكثرة أك الفردة‪ ،‬كإذا كاف ىذا صحيحا‪ ،‬فإف احلد يف‬

‫جنس ادلعرفة ليس أقل إحالية من احلد الذم يستعمل يف الفرادات‪ ،‬كالذم ؽلكن اعتباره عائدا خطابيا‪ .‬بيد أف‬

‫أمساء التفضيل يف العربية حينما تكوف مفردة على األقل‪ ،‬ال تكوف إال نكرة يف الًتكيب‪ ،‬ضلو‪( :‬أكرب اجلبل مغطى‬

‫ابلثلج‪* .‬األكرب)‪ ،‬كإذا كصف التفضل يكوف كصفو نكرة ابلضركرة (*ادلغطى)‪ .‬كحُت يقع بعد اإلسم فإنو يكوف‬

‫معرفة ابلضركرة (اجلبل األكرب مغطى ابلثلج‪* .‬أكرب)‪ .‬كمن خصائص اِّسم التفضيل أنو ال يدخل يف اإلضافة‬

‫ادلعرفة‪ ،‬حىت حُت يكوف معرفة (*أكرب اجلبل)‪ ،‬كما ال يدخل التعريف عليو حُت يكوف قبليا (*األكرب اجلبل)‪.‬‬

‫كقد تناكؿ الفاسي الف هرم كذلك يف ىذا الفصل من الكتاب طبقة األمساء الطبيعية؛ حبيث قسمها إىل‬

‫أربعة أقساـ‪/‬طبقات‪ ،‬أكذلا طبقة األفراد (الفرادات)‪ ،‬كمن أمثلتها‪( :‬أكلت سبرة)‪ ،‬كىي طبقة تدؿ عليها صرفية‬

‫خاصية ىي الصقة التاء مثال‪ .‬كاثنيها‪ ،‬طبقة األنواع‪ :‬ضلو‪( :‬أكلت سبرا)‪ ،‬إذ يتبُت من خالؿ ىذا ادلثاؿ أف النوع‬

‫يدؿ عليو مفرد‪ .‬كاثلثها طبقة الزمر‪/‬اجلماعات‪ ،‬ضلو‪( :‬لقيت فريقا)‪ .‬كرابع ىذه الطبقات ىي الكتل‪ ،‬ضلو‪:‬‬

‫(اشًتيت زيتا)‪.‬‬

‫كاحلاصل أف األفراد أك الفرادات زبتلف عن األنواع ادلرتبطة هبا‪ ،‬كوهنا التسمي إال الوحدات ادلنفصلة‬

‫اليت ذلا حدكد فاصل ة حوزية‪ .‬كىناؾ ما يدؿ على أف األفراد مشتقة صرفيا من األنواع‪ ،‬فتلتصق هبا التاء‪ ،‬إذا كانت‬

‫‪29‬‬
‫من اِّسم ذات غَت إنساف‪ ،‬مثل‪( :‬كرؽ ← كرقة) كتكوف الوحدة من اسم إنساف ابلياء‪( ،‬يهود ← يهودم)‪ .‬كما‬

‫زبتلف الزمرة عن كل من الكتلة كالفرد كالنوع؛ إذ إف الزمرة ؽلكن أف تكوف سابقا لعائد مجع بصفة مباشرة أك غَت‬

‫مباشرة‪ .‬فالزمرة سباثل اجلمع يف التطابق مع الفعل أبف يكوف الفعل مجعا‪ ،‬كأف نقوؿ‪( :‬الفالسفة يقولوف ىذا)‪ ،‬أك‬

‫مؤنثا أتكيلو على الزمرة‪ ،‬ال على التأنيث‪ ،‬ضلو‪( :‬الفالسفة تقوؿ ىذا)‪.‬‬

‫‪ .2.0‬مضمون الفصل الثالث‪ :‬اجلمع يف األفعال‬

‫ال ؼلفى على دارس م بادئ كأصوؿ األدبيات احلديثة ما عرفتو من توازايت ىندسية قوية بُت تركيب‬

‫األمساء كتركيب األفعاؿ اعتمادا على بعض الدراسات الغربية من قبيل‪( ،‬أبٍت (‪ ،Abney )1987‬كابخ‬

‫(‪ ،Bach)1986‬ككريفكا (‪ .)Krifka )1992‬إذ إف التحليل ادلدقق للجمع يف األفعاؿ كاألحداث يبُت أف‬

‫افًتاض التوازم ليس ابلسهل‪ ،‬بل ػلتاج إىل تدقيق‪.‬‬

‫قد يولد الفعل مجعا؛ مثل الفعل <رقص>‪ ،‬فهو فعل نشاط يدؿ على مجع ألحداث متتالية يف فًتات‬

‫زمنية متتالية‪ ،‬قد تكوف قصَتة كلكنها متعددة‪ ،‬زايدة على كونو قد يكوف مفردا استثناءا‪ .‬كؽلكن ركز خاصية اجلمع‬

‫(أك التعدد) يف الفعل بطرؽ سلتلفة؛ إذ ؽلكن (مثال) قياس عدد ادلرات اليت يقع فيها احلدث‪ ،‬كما يف (رقص‬

‫الرجاؿ ثالث مرات)‪ ،‬أك عدد كحدات احلدث‪ ،‬ضلو‪( :‬رقص الرجاؿ ثالث رقصات)‪ .‬كىناؾ تراكيب أخرل تفيد‬

‫أبف احلدث الذم يدؿ عليو الفعل متعدد‪ ،‬كمن بينها عبارة "أكثر من" اليت تفيد اجلمع‪ ،‬ضلو‪( :‬رقص الرجاؿ أكثر‬

‫من رقصة)‪ .‬ف هذه القراءات امجمامعة كادلراكمة للحدث تربز يف مجل‪ ،‬كأف نقوؿ‪( :‬رقص أربعة رجاؿ ثالث‬

‫رقصات)‪ ،‬كما يهمنا ىنا ىو أف رلموع الرقصات يف القراءة ادلوازعة ىو ‪ ،3‬كرلموع ادلشاركُت يف الرقص ال يزيد‬

‫كال ينقص عن ‪.4‬‬

‫‪30‬‬
‫كمن ادلعلوـ أف العربية تتضمن صرفا يدؿ على تعدد احلدث‪ ،‬كيتعلق األمر ىنا بتضعيف الصامت؛ أم‬

‫أف احلمل ادلتعدم قد يؤكؿ للتكثَت‪( ،‬جرح اجلندم األطفاؿ)‪ ،‬فهذا الًتكيب ملتبس‪ ،‬كالتضعيف يفيد أكال أف‬

‫اجلن دم أكقع جركحا كثَتا ابألطفاؿ‪ ،‬كىي قراءة سبثل احلدث‪ ،‬دبعٌت أف التكثَت ينطبق على احلدث‪ .‬كاثنيا أنو جرح‬

‫كثَتا من األطفاؿ‪ ،‬كىي قراءة سبثل قراءة ادلشارؾ‪ ،‬دبعٌت أف التكثَت يصدؽ على ادلوضوع ادلشارؾ‪ .‬كعليو فالتكثَت‬

‫ىنا ؽلكن قراءتو على أنو مجع ضلوم‪ ،‬كاجلمع يؤكؿ على أنو مجع تكثَت أك كمية كبَتة‪ ،‬شلا يعٍت أنو ضرب من اجلمع‬

‫ادلزدكج أك الثنائي‪ ،‬اجلمع امجمامع كاجلمع ادلوازع‪.‬‬

‫أنخذ على سبيل ادلثاؿ‪( ،‬جرح أربعة جنود طفال)؛ نالحظ ىنا أف الذات الفاعلة تقع بصفة رلامعة أك‬

‫رلتمعة على احلدث‪ ،‬إذ ىناؾ حدث كاحد ‪-‬أدىن‪ -‬يف التأكيل أك سلسلة من األحداث الفرعية ادلتطابقة‪ ،‬ينجزىا‬

‫نفس الفاعل ادلشارؾ‪ .‬كعليو‪ ،‬ليس ىناؾ إال طفال كاحدا يف التأكيل كاحلدث رلامع‪ ،‬كالتأكيل ىو أف أربعة جنود‬

‫أكقعوا جركحا كثَتة بطفل كاحد مجاعيا‪.‬‬

‫ىذا الطرح يتماشى مع أتكيل شليز أك صيغة أخرل ذلذا الًتكيب‪ ،‬ضلو‪( :‬أربعة جنود جرحوا طفال)‪،‬‬

‫ىذا التأكيل شليز ابمتياز؛ كىو يعٍت أف كل كاحد من اجلنود األربعة قد جرح طفال كاحدا‪ ،‬كاحلصيلة ؽلكن أف تصل‬

‫إىل أربعة أطفاؿ مجرحوا‪ .‬فهذا التأكيل ادلوزع القوم قد غلد مصدره يف تطبيق اجلمع على ادلركب الفعلي‪.‬‬

‫ابدل قابل‪ ،‬صلد أف ىناؾ نوع من التطابق يف اجلمع امجمامع كاجلمع غَت امجمامع كما رأينا سابقا‪ ،‬من مثل‬

‫(الناس تصلي لرهبا‪ ،‬الناس يصلوف لرهبم)‪ .‬كاجلملتاف معا ذلما قراءة رلامعة أك زمرية‪ ،‬حبيث تطابق الزمرة (انس) مسة‬

‫رلامع‪ ،‬كليس مسة التأنيث‪ .‬ككاضح أف "انس" ليست مؤنثة ابلنظر إىل التعارض التايل‪( :‬الناس يصلوف لرهبم‪،‬‬

‫*الناس يصلُت لرهبن)‪ .‬كعليو‪ ،‬تكوف "انس" مجعا (مذكرا) يف كل األحواؿ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫يتبُت إذف أف سبظهرات اجلمع تكوف مرة يف شكل زمر‪ ،‬كمرة أخرل يف شكل رلموع‪ .‬إضافة إىل‬

‫سبظهرات متنوعة يف الًتاكيب العكائسية؛ إذ تتطلب ىذه األخَتة تناظر احلمل‪ ،‬كتم َربز يف مستوايت معجمية أك‬

‫مركبات صرفية أك تركيبية حبسب داللتها كتركيبها‪/‬صرفها‪ .‬فالعكائس اليت تلتصق ابلفعل صرفيا تمف زرز خصائص‬

‫متعددة ‪ ،‬قد تلتقي أكزبتلف مع خصائص عكائس من طبيعة أخرل‪ ،‬فيكوف مركبا حداي مجعا‪ ،‬ضلو‪( :‬زباصم‬

‫الرجاؿ)‪ ،‬أك مركب ا عطفيا دلركبات حدية مفردة‪ ،‬ضلو‪( :‬زباصم زيد كعمر)‪ .‬كال ؽلكن أف يكوف فاعل ىذا الفعل‬

‫مفردا (*زباصم زيد)‪ .‬إال أف تركيب ادلعية (مع) مؽل ِّكن من ربويل مركب فردم إىل متعدد‪ ،‬ضلو‪( :‬زباصم زيد مع‬

‫زيد)‪.‬‬

‫كقد يمستعمل الًتكيب العكائسي ؼ صيغة "فاعل"‪ ،‬ضلو‪( :‬خاصم الرجاؿ بعضهم بعضا)‪ .‬كىي صيغة‬

‫ليست عكائسية ابلضركرة‪ ،‬كإف كانت تدؿ يف بعض احلاالت على ضرب من التفاعل أك ادلشاركة بُت الفاعل‬

‫كادلفعوؿ يف تنفيذ العمل الذم يدؿ عليو الفعل‪ .‬كما اليقبل الًتكيب العبارة الكائسية اليت ربمل إعراب النصب‪،‬‬

‫الرجاؿ بعضهم بعضا)؛ إذ ال تتقابل العكائسية ادلنصوبة مع العكائسية الصرفية‪ ،‬كإذا أردان أف‬
‫َ‬ ‫ضلو‪*( :‬زباصم‬

‫الرجاؿ بعضهم مع‬


‫َ‬ ‫تكوف ىذه العبارة عكائسية منصوبة‪ ،‬فال بد من تغيَت بسيط يف الًتكيب‪ ،‬كأف نقوؿ‪( :‬زباصم‬

‫بعض)‪.‬‬

‫نستنتج إذف أف الفاسي الفهرم قدـ يف ىذا الفصل عددا من سبظهرات اجلمع يف األفعاؿ‪ ،‬انىيك طبعا‬

‫عن أتكيالتو ادلتباينة‪ ،‬كىذا أتكيل مدين للًتكيب أساسا‪ .‬فاجلمع يف األفعاؿ يرد يف مستوايت سلتلفة‪ ،‬على غرار‬

‫كركده يف األمساء‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ .4.0‬مضمون الفصل الرابع‪ :‬الكل واجلزء يف األشياء واألحداث‬

‫انشغل اللغويوف كالفالسفة كادلناطقة أبمساء األشياء كاألحداث‪ ،‬كربديد خصائصها كصنائفها‬

‫(تصنيفاهتا)‪ ،‬كالعالئق القائمة بُت ىذه األصناؼ؛ إذ تطرؽ الفاسي الفهرم يف ىذا الفصل إىل تصنيفات األمساء‬

‫اليت تسمي األشياء‪ ،)2004 ،2003( ،‬كتطرؽ بعد ذلك إىل تصنيفات األحداث‪/‬األفعاؿ بتواز دقيق مع‬

‫األشياء‪/‬األمساء‪ .‬كعرض جوانب من عناصر التفكَت يف ىذه التصنيفات األنطولوجية‪/‬ادلنطقية كاللغوية‪ ،‬كدكر‬

‫ادلنطقي‪/‬الفلسفي فيها مقارنة مع اللغوم‪/‬التجرييب‪.‬‬

‫إف أساس التصنيف عند ادلناطقة كاللغويُت مبٍت على ثنائية الكتلة كادلعدكد‪ ،‬كخصائص ادلوازعة (التقسيم‬

‫كالتجزمء) كادلراكمة اليت اقًتحها ادلناطقة لتحديد عالئق الكل ابجلزء‪ .‬غَت أف ىذا التصنيف الثنائي قاصر تصوراي‬

‫كذبريبيا‪ ،‬كينبغي أف يستبدؿ بتصنيف رابعي مبٍت على مسة َّ‬


‫الذرية اليت تصف حوزية الكل‪ ،‬دبعٌت أنو غَت قابل‬

‫للتجزمء‪ .‬كمسة ال مفرادية اليت تصف حوزية اجلزء‪.‬‬

‫كمن ادلعلوـ أف العبارات ِّ‬


‫االمسية كما رأينا تفرز أربع طبقات تركيبية‪/‬داللية‪ ،‬كىي‪" :‬الفردة‪ ،‬النوع‪،‬‬

‫الزمرة‪/‬اجلماع‪ ،‬كالكتلة"‪ .‬فالطبقة األكىل (الفردة) تشتق بتاء الوحدة‪ ،‬مثل (كرقة ← كرؽ)‪ ،‬كأتكيلها زلدكد يف‬

‫الوحدة من كرؽ؛ أم أف ادلركب االمسي "كرقة" ذَرم كمقًتف بعددية أحادية خالفا للمركب "كرؽ" الذم يعد نوعا‪.‬‬

‫فهو يتصرؼ تصرؼ ادلفرد‪ ،‬كيدؿ على عدد غَت زلدد من الورؽ‪ ،‬قد يكوف كرقة كاحدة‪ ،‬أك كرقتُت‪ ،‬أك أكثر‪.‬‬

‫إضافة إىل أف مجع النوع ال ؽلكن أف تكوف لو رقمية‪ ،‬كإدخاؿ العدد عليو يؤكؿ على عد األصناؼ‪ ،‬ال على عد‬

‫الوحد ات (ثالثة سبور)‪ .‬أما فيما ؼلص اسم اجلماع (الزمرة) الذم يسميو القدماء اسم اجلمع‪ ،‬ضلو‪( :‬فريق‪ ،‬انس)‪،‬‬

‫فإف داللتو ذلا عددية رقمية‪ ،‬كتستلزـ كجود أجزاء لو‪ ،‬كمن مث ؽلكن مجعو كتعداده‪ .‬كيف األخَت صلد اسم الكثلة‪،‬‬

‫من قبيل (خل) الذم لو أجزاء ليست ابحلوزية‪ ،‬بل ؽلكن دائما ذبزيئها‪ ،‬فكل جزء للخل خل‪ ،‬فالكتلة ليست ذرية‬

‫‪33‬‬
‫كال فرادية‪ ،‬كليس يف داللتها عددية زلددة أك كحدات حوزية‪ .‬كيف السياؽ نفسو‪ ،‬ؽلكن أف صلمع اسم الوحدة‬

‫كاسم النوع على احلد السواء‪ ،‬كخَت مثاؿ على ذلك‪" ،‬أكلت سبرات‪ ،‬كأكلت سبورا"‪ ،‬إال أف التأكيل ليس كاحدا‪،‬‬

‫فاجلمع يف اجلملة األكىل ىو مجع ذرات‪ ،‬بينما ىو يف اجلملة الثانية مجع أصناؼ‪.‬‬

‫إىل جانب ىذا التصنيف الرابعي لألشياء‪ ،‬صلد تصنيف فندلر (‪ Vendler )1967‬الرابعي‬

‫(كذلك) للحموؿ الدالة على األكضاع؛ حبيث يتمثل الصنف األكؿ يف اإلسبامات‪ ،‬كمن ظلاذجها‪( ،‬كجد الرجل‬

‫احلل)‪ ،‬كيتمثل الثاين يف اإلصلازات‪ ،‬من مثل (أخذ الرجل اجلائزة)‪ ،‬كيتمثل الثالث يف األنشطة‪ ،‬من مثل (جرل‬

‫الولد)‪ ،‬كيتمثل الصنف الرابع يف احلاالت‪ ،‬من قبيل (عرؼ الرجل اجلواب)‪.‬‬

‫كلربط العالئق بُت ىذه الطبقات اعتمد الفاسي الفهرم على مسيت الذرية كالفرادية كذلك‪ .‬فاإلسباـ‬

‫كاإلصلاز ؽلكن توحيدعلا عرب مسة الذرية‪ ،‬كما يظهر عرب عد احلدث ادلعدكد‪ ،‬ضلو‪( :‬أكلت تفاحة مرتُت‪ ،‬كجدت‬

‫احلل مرتُت)‪ ،‬فالقراءة العدية ذلاتُت اجلملتُت تبُت أف احلدث ىنا ؽلكن عده كوحدة‪ ،‬خبالؼ عد النشاط أك احلالة‪،‬‬

‫(مرض مرتُت‪ ،‬رقص رقصتُت)‪ .‬ىذه الفركؽ تتيح توظيف الفركؽ بُت الفردة كاجلماع ادلوجودين يف امجماؿ اإلمسي‬

‫ليتسعا إىل امجماؿ الفعلي‪.‬‬

‫كلدعم كتوسيع ىذا النظاـ أك التصور ادلالئم‪ ،‬كصف الفاسي الفهرم تطبيقات كتوقعات يف أبواب‬

‫أخرل من النحو‪ ،‬منها اشتقاؽ ادلصادر كالوحدة من احلدث‪ .‬إذ يعترب ادلصدر يف األصل امسا للحدث‪ ،‬كصورتو‬

‫القياسية من الثالثي أتيت على صيغة "فعل"‪ ،‬كسبثل ىذه الصيغة صنف اجلنس أك النوع‪ ،‬كتنطبق للداللة على عموـ‬

‫احلدث أك جنسو أك نوعو‪.‬كما يف‪( :‬جرل جراي‪ ،‬رقص رقصا)‪ ،‬ابدلقابل صلد صيغة أخرل للداللة على احلدث‪،‬‬

‫كىي الصيغة اليت تدؿ على كحدة احلدث اليت تلتحق هبا الصقة التاء‪ ،‬يف تواز اتـ مع الصيغة االمسية (جرل ←‬

‫جرية‪ ،‬رقص ← رقصة)‪ .‬كؽلكن عد ىذه الوحدة كأتكيلها التأكيل ادلناسب‪ ،‬كأف نقوؿ‪( :‬رقص رقصتُت‪* ،‬رقص‬

‫‪34‬‬
‫رقصُت)‪ ،‬حبيث يوازم ىذا السلوؾ سلوؾ "سبر" ك "سبرة" يف امجماؿ اإلمسي‪ .‬كىكذا يكوف التوازم اتما بُت األشياء‬

‫كاألحداث يف عالقة اجلنس أك النوع ابلوحدة‪ ،‬كاستعماؿ العد أك اجلمع‪.‬‬

‫كما صلد أيضا أف اسم الوحدة من احلدث أييت بصفة منتظمة من النشاط‪ ،‬مثلو يف ذلك مثل‬

‫ادلصدر(أكل الرجل أكلة‪ ،‬رقص الرجل رقصة)‪ ،‬كال يتوارد مع ادلفعوؿ بو لقيامهما بدكر شلاثل‪ ،‬كأف نقوؿ مثال‬

‫(*أكل الرجل التفاحة أكلة)‪ .‬كيف نفس اإلذباه ال صلد اسم كحدة من اإلصلاز أك احلالة‪ ،‬ألف اسم احلدث النوع ال‬

‫أييت منها‪( ،‬كجد احلل‪* .‬كجدة)‪ .‬اب دلقابل صلد أفعاؿ مصادرىا على فعوؿ‪ ،‬كمع ذلك أييت منها اسم الوحدة‪ ،‬كمن‬

‫ظلاذجها‪( :‬جلس جلوسا‪ ،‬جلس جلسة) ألف اشتقاؽ ىذا اإلسم يوحي أبنو مبٍت على افًتاض مصدر اعتيادم‬

‫مقدر‪ ،‬يوازم بصيغتو صيغة ادلصدر اجلمعي الفعلي(جلوسا)‪.‬‬

‫كصفوة القوؿ إف ىناؾ إمكاان للتوازم بُت األشياء كاألحداث؛ إذ ػلتاج ىذا التوازم إىل أكليات كمسات‬

‫أنطولوجية مربرة كطبيعية‪ ،‬كتظافر اجلهود بُت الفيلسوؼ كادلنطقي كاللغوم‪.‬‬

‫‪ .5.0‬مضمون الفصل اخلامس‪ :‬الضمائر الصامتة‪ ،‬الشخص‪ ،‬والبناء‬

‫لعلنا ال صلانب الصواب إذا قلنا أف اللغات ذلا فاعل ضمَتم صامت فارغ‪ ،‬أك خفي‪ ،‬أك مستًت‪ ،‬مثل‬

‫العربية كاإلطالية كاإلرلندية‪ .‬إذ تتميز بكوف الصرفة اليت تلتصق أبفعاذلا تكوف غنية‪ ،‬كتقًتف بضمَت فارغ‪ ،‬أك فاعل‬

‫صامت أك غَت منطوؽ‪.‬‬

‫حبث الفاسي الفهرم يف ىذا الفصل يف طبيعة التالزـ بُت ضمَت ادلعرفة‪/‬احمليل‪ ،‬كضمَت النكرة‪/‬اجلنسي‬

‫يف العربية على اخلصوص مقارنة بلغات أخرل‪ .‬فاللغات مثل العربية معركفة بكوهنا تستعمل بكثافة ضمائر فاعلة‬

‫فارغة‪ ،‬كيقًتف ىذا بوجود صرفة غنية على الفعل سبكن من اسًتجاع التأكيل الضمَتم ادلناسب‪ ،‬مثل (يكتب)‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل أنو قدـ ربليال للصمت‪/‬الفراغ الذم يرتبط أساسا بتخصيص الشخص كتسويغو‪ .‬بيد أف ضمَت‬

‫‪35‬‬
‫النكرة كالالشخص يف العربية يتميز بثالث ضمائر‪ ،‬أكذلا ضمَت ادلتكلم اجلمع (ضلن)‪ ،‬كأف نقوؿ‪( :‬من اخلطأ ‪ /‬أف‬

‫نستهل احللوؿ)‪ ،‬فالضمَت ىنا احتوائي‪ ،‬دبعٌت أنو يشمل عموـ الناس‪ ،‬دبا فيهم ادلتكلم‪ .‬كاثنيها ضمَت الغائب‬

‫اجلمع (ىم)‪ ،‬ضلو‪( :‬يف الصحراء ػلبوف الشام احمللي) كىو ضمَت إقصائي‪ ،‬أم أنو ال يشمل ادلتكلم‪ .‬كاثلث ىذه‬

‫الضمائر ىو ضمَت ادلخاطب ادلفرد (أنت)‪ ،‬من مثل‪( :‬بعد اخلطب ذبد أف األسعار ارتفعت)‪ ،‬كىو ضمَت ليس‬

‫إقصائيا‪ ،‬بل قد يكوف احتوائيا‪ .‬كيبدك جليا أف ادلعٌت اجلنسي ىو عموـ الناس‪ ،‬بشموؿ ادلتكلم كادلخاطب يف‬

‫القراءات اإلحتوائية‪ ،‬كإخراجهما يف القراءات اإلقصائية‪ ،‬فكلها تعابَت أك صيغ للمعلوـ‪.‬‬

‫كللحديث عن الضمَت الصامت احمليل نالحظ أف اجلملة "تكتنب"‪ ،‬ذلا نفس بنية اجلملة "أننت تكتنب"‬

‫وضع ليس منطوقا بو يف اجلملة األكىل‪ .‬يف حُت صلده يف اجلملة الثانية منطوقا بو يف‬
‫إذا كضعنا جانبا أف الضمَت ادل َ‬
‫م‬
‫وضع‪ ،‬أك أعيد إغصانو بعد أف أغصن أكال كمخصص ؿ ـ ؼ‪ .‬كيظهر رلددا‬ ‫الصرفة الزمنية‪ ،‬كمت نقلو إىل موقع ادل َ‬
‫م‬
‫عندما تدخل عليو "إف" مثال‪( ،‬إنكن تكتنب)‪ .‬ىذا الطرح ال يتماشى مع الضمَت ادلبهم الزائد أك احلشوم‪ ،‬كأف‬

‫نقوؿ‪*( :‬إنو تكتنب)‪ ،‬لكن ؽلكن ذلذا الضمَت أف يتوافق مع الضمَت اجلنسي‪ ،‬ضلو‪( :‬إنو يتخاصم إىل أيب بكر)‪.‬‬

‫فهذه ادلقابالت توحي أبف الضمَت الصامت احمليل يف (تكتنب) يوجد يف موقع أعلى من الزمن‪ ،‬كليس‬

‫أسفل منو‪ .‬كما ىو احلاؿ يف اجلمل غَت الضمَتية ادلبتدئة بفعل‪ ،‬مثل (جاءت ىند) اليت ؽلكن إقحاـ مبهم‬

‫حشوم ىناؾ (إنو جاءت ىند)‪ ،‬فادلبهم احلشوم ادلوضع ال يتطابق مع الفاعل يف أم مسة إال يف اجلنس يف بعض‬

‫األحياف‪ .‬كعليو‪ ،‬يفًتض الفاسي الفهرم يف مثل ىذا النوع من اجلمل أف الفاعل فيها ال يشبع مبدأ اإلسقاط‬

‫ادلوسع‪ .‬إذ يعد ىذا ادلبدأ إحدل اآلليات الشكلية اليت تسوغ ظهور ادلبهمات احلشوية يف موقع الفاعل‪.‬‬

‫توجد الضمائر ادلبهمة احلشوية يف مواقع غَت زلورية‪ ،‬كيم َس َّوغم كركدىا عادة بصفة شكلية‪/‬صورية‪ ،‬إال أف‬

‫ادلبهمات العربية توجد يف مواقع تنعت عادة أبهنا مواقع مواضع‪ ،‬كليست مواقع فواعل‪ .‬فالعربية ذلا فواعل ظاىرة‬

‫‪36‬‬
‫كليست مضمرة‪ ،‬كما يف احلموؿ ادلتعلقة ابلطقس (أمطرت السماء‪ ،‬سقط الثلج)‪ .‬كيف ىذا الصدد قدـ الفاسي‬

‫الفهرم أمثلة إيطالية منها‪ :Costoso é( ،‬مكلف ىو ) إذ ليس يف العربية مايقابل ىذا ادلثاؿ‪ ،‬فالعربية تلجأ‬

‫ىنا إىل فواعل معجمة ظاىرة‪( ،‬ىذا مكلف) حيث يكمن الفرؽ بُت العربية كاإليطالية يف التعبَت عن ىذه ادلعاين‬

‫ذات طبيعة مع جمية‪ .‬دبعٌت أهنا تتعلق بطبقة الذكات اليت ؽلكن أف ينطبق عليها ضمَت زليل‪ .‬كال يتعلق األمر ىنا‬

‫دببهمات حشوية‪ ،‬ألف ادلبهم ليس منطوقا كال كجود لو دالليا‪.‬‬

‫كسيتبُت ذلك جيدا يف داللة البٌت اليت يوجد فيها مبهم جلي‪( ،‬ىو هلل ريب‪ ،‬ىي احلياة)‪ ،‬فهذه اجلمل‬

‫يتق دمها ضمَت ينعت أبنو "ضمَت الشأف"‪ ،‬كىو يستعمل للتقدًن أك اإلعالف عن حدث أك ذات أيتياف يف‬

‫الًتتيب‪ .‬كتبعا ذلذا دلنطق فالعربية ليس ذلا مبهمات خفية أك صامتية‪ ،‬كأما ادلبهمات الظاىرة فتوجد يف مواقع احملور‬

‫فقط‪.‬‬

‫‪ .6.0‬مضمون الفصل السادس‪ :‬الرحائل يف اجلملة العربية‬

‫يهدؼ ىذا الفصل إىل تفحص خصائص عدد من السَتكرات كالبٌت يف النحو العريب‪ ،‬كيبُت أف‬

‫التحليل الالئق ذلذه السَتكرات كالبٌت يقتضي أف يكوف ادلركب ادلصدرم (ـ مص) ىو ادلوقع ادلصدر ذلذه‬

‫اخلصائص‪ .‬كيبُت كذلك أف ادلصدرم (مص) يتميز بكونو ينتقي أك ال ينتقي بنية إسنادية محلية كفضلة لو‪.‬‬

‫صلد عند شومسكي (‪ Chomsky )2005‬أف ـ مص ك ـ ؼ الصغَت علا الرحيلتاف الوحيداتف يف‬

‫اجلملة؛ فادلصدرم كليس الزمن (ز) ىو الذم يكوف رأسا للرحيلة‪ ،‬كيقوـ بدكر اآلداة الرئيسية للسمات التطابقية‬

‫فام ‪ .Phi‬كعليو‪ ،‬يعترب ـ مص ىو الرحيلة العليا يف اجلملة‪ ،‬بينما يعد ـ ؼ (الصغَت) ىو الرحيلة الدنيا‪.‬‬

‫كلتوضيح ىذا‪ ،‬أقاـ الفاسي الفهرم تالزما بُت ادلصدرايت كالرتبة؛ إذ زبتلف الرتبة من تركيب إىل‬

‫آخر‪ .‬فادلصدرم قد يظهر مع رتبة فعل فاعل‪ ،‬ضلو‪( :‬أراد أف أييت الرجل)‪ ،‬كيف ىذا الًتكيب ال ؽلكن أف تكوف‬

‫‪37‬‬
‫الرتبة فاعل فعل‪ ،‬كأف نقوؿ‪*( :‬أراد أف الرجل أييت)‪ .‬أما يف الًتكيب‪( ،‬حسبت أف النساء دخلت مكاتبهن)‪،‬‬

‫نالحظ أف ادلصدرم يظهر مع رتبة فا ؼ‪ ،‬كال ػلدث العكس‪*( ،‬حسبت أف دخلت النساء مكاتبهن)‪ .‬كىناؾ‬

‫إعراابف للبنيتُت‪ ،‬حبيث أف مصدر البنية األكىل يسند إعرااب زمنيا (كجهيا) إىل الفعل‪ ،‬بينما مصدر البنية الثانية‬

‫يسند إعرااب إمسيا إىل الفاعل (النساء)‪ .‬كمن الصعب أف نتصور الثنائية اإلعرابية (اإلمسية كالزمنية) خاصية للزمنُت‬

‫يف اجلملتُت‪.‬‬

‫كاحلاصل أف الثنائية اإلعرابية كثنائية الرتبة ترتبطاف ابختيارات ادلصدرم‪ ،‬حيث كل مصدرم يبحث‬

‫عن ىديفة سلتلفة بسمات غَت مؤكلة متباينة‪ .‬كابلنظر إىل السمات اليت تربز يف رتبة الفعل (أراد)‪ ،‬أك يف الفعل‬

‫(حسب) ‪ ،‬فالتطابق مع الفاعل يف الفعل األكؿ يكوف "فقَتا"‪ ،‬أم زلصورا يف اجلنس‪ .‬بينما التطابق يف الفعل‬

‫الثاين يكوف "غنيا"‪ ،‬أم يشمل العدد كالشخص‪ ،‬إضافة إىل اجلنس‪.‬‬

‫كىناؾ من يدؿ أف التطابق يف اجلنس يغيب يف العربية القدؽلة يف بعض احلاالت‪ ،‬مثل (عاد نسوة يف‬

‫ادلدينة)‪ ،‬كمن مظاىر غياب تطابق التأنيث الذم يعد أيضا تطابقا صنيفيا‪ ،‬عدـ كجود سبييز بُت ما يعقل كما ال‬

‫يعقل‪ ،‬كما يف لغة "أكلوين الرباغيث" اليت حلنها النحاة‪ .‬كابلتايل ؽلكن القوؿ إف التطابق الضعيف (االمسي) يكوف‬

‫مع ؼ‪/‬ز‪ ،‬كأما التطابق الغٍت أك تطابق العدد(كالشخص)‪ ،‬فهو ربقيق لضمَت فارغ‪ .‬كمرد ىذا إىل اخلصائص‬

‫ادلتباينة للمصدرين‪ ،‬الذم قد يكوف معها إسناداي أك غَت إسنادم‪.‬‬

‫كيف ادلقاـ نفسو نفصح عن كجهة أخرل تكشف قسما ربدث فيو الفاسي الفهرم عن ادلصدرايت‬

‫االستفهامية؛ إذ من ادلعركؼ أف العربية ذلا حرفاف لال ستفهاـ‪ " ،‬أ " ك "ىل" ‪ .‬فاحلرؼ األكؿ (اذلمزة) يظهر مع‬

‫أم رتبة‪ ،‬ضلو‪( :‬أزينب أتت؟‪ ،‬أأتت زينب؟)‪ .‬يف حُت صلد احلرؼ الثاين "ىل" يعد ضراب من ادلوجهات يتم بو‬

‫التأكيد أك التصديق‪ ،‬كال يظهر إال مع الفعل‪ ،‬من مثل‪( :‬ىل أتى الرجل‪* ،‬ىل الرجل أتى)‪ .‬ابدلقابل صلد األدكات‬

‫‪38‬‬
‫ادلوجهة ال تسبق إال رتبة الفعل‪( ،‬قد أييت الرجل‪* ،‬قد الرجل أييت)‪ ،‬كقد يظهر ادلوجو يف بنية يتقدـ فيها الفاعل‬

‫على الفعل‪ ،‬من مثل‪( :‬زعم أف الرجل قد أييت)‪.‬‬

‫أما أدكات النفي فهي رؤكس يف العربية من أنواع سلتلفة‪ ،‬ىناؾ نوع يتصرؼ مثل ادلوجهات‪ ،‬كىناؾ‬

‫نوع آخر زلايد‪ .‬ؼ "لن" مثال‪ ،‬موجو نفي يدؿ على ادلستقبل‪ ،‬كينتقي فعل مثل ابقي ادلوجهات‪( ،‬لن أييت‬

‫الرجل‪* ،‬لن الرجل أييت)‪ .‬كأما "ما" فهي رأس زلايد‪ ،‬كربتل موقعا أعلى يف البنية من بعض رؤكس النفي األخرل‬

‫مثل "ال" (كمشتقاهتا)‪ ،‬كمن ظلاذجهما‪( :‬ما أتى عمر‪ ،‬ما عمر أتى‪* ،‬أتى ما عمر)‪( ،‬كنت ال أنوم ىذا‪* ،‬ال‬

‫كنت أنوم ىذا)‪.‬‬

‫كيف األخَت ؽلكن القوؿ إف الفاسي الفهرم قاـ برصد ثنائيات متعددة يف ضلو العربية‪ ،‬كبُت أف مردىا‬

‫إىل اخلصائص اإلنتقائية للمصدرايت‪ .‬ابدلقابل تقدـ ادلعطيات الوصفية ذلذا الفصل دعما لنظرية الرحائل اليت‬

‫قدمها شومسكي دلعاجلة حوسبة اجلملة‪.‬‬

‫أتسيسا على ما تقدـ ذكره‪ ،‬ؽلكن القوؿ إف الفاسي الفهرم فصل القوؿ يف الفصل األكؿ يف ذرات‬

‫األمساء كأتليفاهتا‪ ،‬كأنواع اجلموع‪ ،‬كاألجناس‪ ،‬كاألنواع‪ ،‬كفرؽ بُت اجلموع ادلعجمية كالًتكيبية‪ .‬كيف الفصل الثاين‪،‬‬

‫حلل اجلنسية كالتعريف كالتنكَت‪ ،‬كخصائص األمساء العارية يف العربية‪ .‬كيف الفصل الثالث‪ ،‬تفحص سبظهرات اجلمع‬

‫يف األفعاؿ‪ ،‬كضركبو‪ ،‬كدقق خصائص العكائسية الًتكيبية كالداللية‪ .‬كيف الفصل الرابع‪ ،‬عاد إىل عناصر التوازم بُت‬

‫الكل كاجلزء يف األشياء كاألحداث‪ ،‬ككازف بُت طبقات األمساء كاألفعاؿ‪ .‬كيف الفصل اخلامس حبث يف خصائص‬

‫الضمائر الصامتة‪ ،‬كخاصة خصائص الشخص فيها‪ ،‬ككذلك خصائص البناء‪ .‬كتطرؽ إىل خصائص ادلبهمات‬

‫احلشوية يف اللغات ذات الفاعل الضمَتم الفارغ‪ .‬كيف الفصل السادس عمد إىل دعم سبثل ادلصدرم على أساس‬

‫أنو الرحيلة العليا يف اجلملة‪ ،‬كقاـ إبعادة ربليل عدد من القضااي يف التطابق كالنفي كاإلستفهاـ‪ ،‬إخل‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫حتديد القضااي ادلطروحة يف الكتاب‬

‫‪40‬‬
‫تمهيد‬
‫تبُت إذف أف ىذا ادلؤلف يعاًف عددا من القضااي ك ِّ‬
‫االشكاالت اليت تلحق اللغة العربية أك اللسانيات‬

‫العربية إف صح التعبَت‪ .‬إذ سنتناكؿ يف ىذا ادلقاـ أساسا رلموعة من العوائق كادلشاكل اليت تواجو بناء النظرية‬

‫اللغوية‪ ،‬كاليت عاجلها الفاسي الفهرم من خالؿ التحليل ادلقدـ كادلعطيات الوصفية لبعض الظواىر اللغوية كاليت‬

‫تتماشى مع توجهات الربانمج األدنوم االستكشايف‪ ،‬هبدؼ نشر ثقافة لسانية مواكبة‪ .‬كما سنتناكؿ أيضا ادلنهج‬

‫الوصفي التحليلي‪ ،‬كإبراز أىم خصائصو ككل ما يتعلق بو كونو حبث شامل يبحث عن الظاىرة كيقدـ حلوال‬

‫للمشكالت اليت تلحقها‪ .‬إذ اِّعتمد عليو الفاسي الفهرم يف كصف الظواىر اللغوية ادلتعلقة أبحباث ىذا ادلؤلف‬

‫ابعتباره من أكثر ادلناىج اللغوية شيوعا‪.‬‬

‫إضافة إىل عرضنا مجمموعة من النتائج ادلستنبطة من ىذا ادلؤلف‪ ،‬كمن دراسة الظواىر اللغوية كادلواقف‬

‫كالعالقات كما ىي حاضرة كموجودة‪ .‬كعرضنا أيضا آلفاؽ كأعلية ىذا الكتاب الذم ؽلكن اعتباره آلة كاصفة‬

‫دلعطيات اللغة العربية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ .1.2‬حتديد القضااي واالشكاالت ادلطروحة يف الكتاب‪.‬‬

‫مثل ىذا ادلؤلف فرصة جديدة ِّالستكناه خصائص اللغة العربية يف عدد من األبواب كالقضااي‬

‫كاإل شكاالت اليت مل تعاجلها اللسانيات العربية من قبل بصفة شاملة كنسقية‪ ،‬كمل تعط الوصف كالتحليل حقهما‬

‫من التنقيب‪ .‬كدبا أف األحباث كالدراسات اجليدة عن العربية اندرة كقليلة‪ ،‬كال ربضى ابلًتصيد الكايف‪ ،‬فإف ىناؾ‬

‫رلموعة من ادلشاكل اليت تواجو بناء النظرية اللغوية‪.‬‬

‫عاًف الفاسي الفهرم رلموعة من ِّ‬


‫اال شكاالت ابللغة العربية من أجل أف يقع ىذا الًتصيد كالًتاكم‬

‫الكايف‪ .‬على أساس أف اللسانيات العربية احلديثة مازالت تعاين من رلموعة من ادلشاكل‪ .‬كيتعلق األمر أكال‪،‬‬

‫بقضية ىندسة ا دلركب االمسي ابعتبار مساتو كذراتو‪ ،‬ككذالك ابحلدث (ادلصدر) كابلفعل‪ .‬إضافة إىل قضية احلد‬

‫الذم يكوف دائما مدرلا يف االسم‪ ،‬كمن الصعب معرفة ىل ىذا االدماج يتم يف الًتكيب‪ ،‬أـ يف ادلعجم‪.‬‬

‫كما صلد أيضا قضية اجلمع يف األفعاؿ اليت تبُت أف ىناؾ امكاان للتوازم بن األشياء كاألحداث‪ ،‬إال أف افًتاض‬

‫ىذا التوازم ليس ابلسهل‪ ،‬بل ػلتاج إىل تدقيق كربليل‪.‬‬

‫كمن بُت االشكاالت أك القضااي األخرل اليت عاجلها الفاسي الفهرم‪ ،‬قضية الضمائر الصامتة‪.‬‬

‫كالسؤاؿ الذم يطرح نفسو ىنا‪ ،‬ىل كل اللغات ذلا ضمائر صامتة أك فارغة أك خفية؟ العربية ذلا فاعل ضمَتم‬

‫صامت فارغ‪ ،‬إذ تتميز بكوف الصرفة اليت تلتصق أبفعاذلا تكوف غنية كتقًتف هبذا الضمَت الفارغ‪.‬‬

‫اضافة إىل ذلك‪ ،‬صلد قضية ادلركب ادلصدرم كادلركب الفعلي الصغَت على أساس أهنما الرحيلتاف‬

‫الوحيداتف يف اجلملة‪ .‬إذ يعترب ـ مص ىو الرحيلة العليا يف اجلملة‪ ،‬يف حُت يعترب ـ ؼ (الصغَت) ىو الرحيلة‬

‫الدنيا‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫كيف كل ىذا‪ ،‬توخى الفاسي الفهرم أف يكوف التحليل ادلقدـ ربليال دقيقا ككاضحا‪ ،‬كأف يتماشى كثَتا‬
‫مع توجهات الربانمج األدنوم‪ .‬إذ حدد ِّ‬
‫االستكشافية منهجا لركز النتائج‪ ،‬أك ااثرة االشكاالت يف اللغة العربية‪.‬‬
‫كيف ىذا الربانمج ِّ‬
‫االستكشايف ال بد من إ قامة التواصل كالتعاكف بُت اللسانييُت العرب هبدؼ نشر ثقافة لسانية‬

‫مواكبة‪ .‬فالفاسي الفهرم يتساءؿ عن مىت نغَت برامج تكوين لسانيينا ليصبح التخصص اللساين ابلفعل زبصصا‬

‫علميا؟ كمىت نتالىف األخطاء ادلنهجية اليت تؤدم إىل جعلنا غرابء يف عامل ادلعرفة اللسانية؟ أكجعلنا مضلَ ِّمل تراثنا‬

‫أتكليالت ال ػلتملها‪ .‬إف ادلسافة بعيدة بُت ما يمكتب ابلعربية‪ ،‬كما يمكتب بغَتىا يف علم اللساف كعلم العربية‪،‬‬

‫فمىت نقصرىا؟‬

‫إف اللسانيات يف الثقافة العربية تعيش نوعا من العبث النظرم كالًتدم اللذاف ؼللفاف كضعية التدمر‬

‫كاليأس من لسانيات كاف يعوؿ عليها كثَتا لتبُت أقداـ احلداثة كادلعاصرة‪ ،‬كلتدليل الصعاب كحل مشاكل لغوية‬
‫‪1‬‬
‫مجة‪ ،‬ما النتيجة ؟‬

‫إف اجلهد مازاؿ خجوال‪ ،‬كما زالت كثَت من الغيوـ ربوـ حوؿ اللسانيات احلديثة‪ ،‬ككاقعها‪ ،‬كمستقبلها‬

‫يف العامل العريب‪ .‬كأف الدراسات العربية مازالت تعاين من كوف اللسانيات الدقيقة احلديثة مازالت ىامشية فيها‪.‬‬

‫فمنها البحث التقليدم الذم قد يكوف فيو جهد أترؼلي أك كصفي‪ ،‬كلكنو ال يواكب نظراي‪ .‬كمنها البحث الذم‬

‫يغرؽ يف ادلرجعيات الغربية‪ ،‬كلكنو ينقصو التطبيق ادلقنع‪ .‬كمنها البحث الذم تغيب عنو اإلشكاالت احلامسة اليت‬

‫أثَتت يف األدبيات‪ ،‬عربيها كغربيها‪.‬‬

‫كقد يكوف مرد ىذا إىل أف البيئة العربية مل تنضج بعد إلقامة حبث علمي انجع كمدمج‪ .‬كقد يكوف‬

‫ضمور تكوين الطلبة كاألساتذة‪ .‬كقد يكوف امجمتمع زلافضا ال يقول على التغيَت‪ ،‬إخل‪ .‬فليس ىناؾ قسما خاصا‬

‫ابللسانيات‪ ،‬كما يف اجلامعات الغربية‪ ،‬كال رللة لسانية علمية يف ادلستول ادلطلوب‪ ،‬كال معاىد لسانية دكرية‪ ،‬كقس‬

‫‪ 1‬انظر مصطفى غلفان (‪ :)9116‬اللسانٌات فً الثقافة العربٌة الحدٌثة‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪43‬‬
‫على ذلك‪ .‬إذ من ادلؤسف لو‪ ،‬أننا يف رلاؿ اللسانيات كما يف معارؼ أخرل‪ ،‬مل نؤسس بعد ثقافة ادلساءلة‬
‫‪1‬‬
‫ادلستمرة كمراجعة الذات دلا نقوـ بو‪.‬‬

‫‪ .0.2‬تعريف ادلنهج ادلتبع يف الكتاب وإبراز أىم خصائصو‪.‬‬

‫إف كل الدراسات ابختالؼ أنواعها كأشكاذلا‪ ،‬كابختالؼ ميادف تطبيقها ربتاج إىل منهج مستخدـ يف‬

‫الدراسة‪ .‬إذ ىناؾ رلموعة من ادلناىج زبتلف ابختالؼ الدراسات‪ ،‬كتتعدد بتعدد الظواىر زلل البحث كالدراسة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كقد يصلح منهج للتعامل مع ظاىرة كلكنو قد يعجز مع أخرل‪.‬‬

‫كتعتمد البحوث الرصينة على ادلنهج الذم ػلدد مسَتىا كينظم أفكارىا‪ ،‬كيسبغ عليها صفة الوضوح‬

‫كالعلمية‪ 3.‬كإذا كاف لكل علم منهج يستعُت بو يف عرض قضاايه‪ ،‬كيتخذه كسيلة يف االرتقاء أبفكاره‪ ،‬فإف لعلم‬

‫اللغة منهجو أيضا‪ .‬كيعد ادلنهج الوصفي يف دراسة اللغة من أكثر ادلناىج اللغوية شيوعا‪ 4.‬فما ىو ادلنهج الوصفي‬

‫التحليلي‪...‬؟‬

‫أكال كقبل تعريف ادلنهج الوصفي التحليلي ال بد أف نتطرؽ إىل تعريف أك ماىية ادلنهج يف حد ذاتو‪ .‬إذ‬

‫يعرؼ ادلنهج لغة على أنو كضوح األمر‪" .‬النهج أك ادلنهج أك ادلنهاج‪ :‬الطريق الواضح"‪ 5.‬كقد كردت ىذه اللفظة‬

‫يف القراف الكرًن هبذا ادلعٌت يف قولو تعاىل‪" :‬لكل جعلنا منكم شرعة كمنهاجا"‪ 6.‬أما ادلعٌت االصطالحي للمنهج‬

‫فهو أسلوب للتفكَت كالعمل يعتمده الباحث يف تنظيم أفكاره كربليلها كعرضها‪ ،‬كابلتايل الوصوؿ إىل نتائج‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر دمحم شلبً(‪ " :)1992‬المنهجٌة فً التحلٌل السٌاسً"‪ .‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 3‬انظر نوزاد حسن أحمد(‪ :)1996‬المنهج الوصفً فً كتاب سٌبوٌه‪ .‬ص ‪34‬‬
‫‪ 4‬انظر المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ 5‬انظر المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪33‬‬
‫‪ 6‬انظر سورة المائدة‪ ،‬اآلٌة ‪.48‬‬

‫‪44‬‬
‫كحقائق معقولة حوؿ الظاىرة موضوع الدراسة‪ 1.‬دبعٌت أنو الطريق ادلؤدم إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوـ‬
‫‪2‬‬
‫بواسطة طائفة من القواعد العامة هتيمن على سَت العقوؿ كربدد عملياتو حىت يصل إىل نتيجة معلومة‪.‬‬

‫إذف فادلنهج عموما ىو أسلوب علمي أك طريقة يتبعها الباحث يف الوصوؿ إىل نتائج أك حقائق علمية‬

‫معينة‪ ،‬أك الوصوؿ إىل حل مشكلتو أك اإلجابة على فرضيات بدأ هبا‪ .‬دبعٌت أنو الربانمج الذم ػلدد لنا السبيل‬
‫‪3‬‬
‫للوصوؿ إىل احلقيقة أك الطريق ادلؤدم إىل الكشف عن احلقيقة يف العلوـ‪.‬‬

‫كىذا ما يقوـ بو ادلنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬كىو عبارة عن اجتماع منهجُت مع بعضهما البعض‪ ،‬كعلا‬

‫ادلنهج الوصفي كادلنهج التحليلي‪ .‬إذ صلد أف ادلنهج االساسي ادلعتمد يف البحث ىو ادلنهج الوصفي‪ ،‬كيساعده‬

‫ادلنهج التحليلي هبدؼ البحث عن الظاىرة كحل ادلشكالت اليت تلحقها‪ .‬ككل ذلك من أجل صلاح عملية‬

‫البحث‪.‬‬

‫ادلنهج الوصفي ىو استقصاء ينصب على ظاىرة من الظواىر كما ىي قائمة يف احلاضر‪ ،‬بقصد‬

‫تشخيصها ككشف جوانبها‪ ،‬كربديد العالقات بُت عناصرىا كبُت ظواىر أخرل‪ 4.‬دبعٌت أنو يعتمد على دراسة‬

‫الظاىرة كما توجد يف الواقع كيهتم بوصفها كصفا دقيقا كيعرب عنها كيفيا أك كميا‪ .‬فالتعبَت الكيفي يصف لنا‬

‫الظاىرة كيوضح خصائصها‪ ،‬أما التعبَت الكمي فيعطيها كصفا رقميا يوضح مقدار ىذه الظاىرة أك حجمها أك‬

‫درجة ارتباطها مع الظواىر األخرل‪ 5.‬كتتمثل كظيفة ىذا ادلنهج يف كصف الظاىرة اليت يدرسها من خالؿ مجع‬
‫‪6‬‬
‫ادلعلومات عنها‪ ،‬ككصفها بدقة كتقدؽلها بتعابَت كيفية أك كمية‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر سعد سلمان المشهدانً (‪ :)9119‬منهجٌة البحث العلمً‪ ،‬ص ‪.114‬‬


‫‪ 2‬انظر عبد الرحمن بدوي(‪ :)1977‬مناهج البحث العلمً‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫احلديث ‪ ،‬ص ‪.81‬‬ ‫‪ 3‬انظرعبد الرحمان العٌساوي (‪ :)1998‬مناهج البحث العلمً يف الفكر اإلسالمي كالفكر‬
‫‪ 4‬انظر عبد الرحمن سٌد سلٌمان(‪ :)9114‬مناهج البحث‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ 5‬انظر سعد سلمان المشهدانً(‪ :)9119‬منهجٌة البحث العلمً‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ 6‬انظر حمٌد جاعد الدلٌمً (‪ :)9118‬أساسٌات البحث المنهجً‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪45‬‬
‫كيهدؼ البحث الوصفي ا ساسا إىل دراسة الظركؼ أك الظواىر أك ادلواقف أك العالقات كما ىي‬

‫موجودة‪ ،‬كاحلصوؿ على كصف دقيق ذلا يساعد على تفسَت ادلشكالت اليت تتضمنها اإلجابة عن األسئلة اخلاصة‬
‫‪1‬‬
‫هبا‪.‬‬

‫كذلذا ادلنهج أربع خطوات تتمثل يف ربديد ادلشكلة كصياغة الفركض كربقيقها أك الرد على التساؤالت‪،‬‬

‫مث تفسَت النتائج‪ 2.‬كما يتميز دبجموعة من األدكات ؽلكن أف صلملها يف ادلالحظة كادلقابلة كاإلختبارات‬
‫‪3‬‬
‫كاالستباانت كادلقاييس ادلتدرجة كربليل الواثئق كالسجالت‪.‬‬

‫كيتمتع دبجموعة من ادلزااي أك اإلجابيات‪ ،‬حبيث أنو يساعد يف إعطاء معلومة حقيقية دقيقة تساعد يف‬

‫تفسَت الظواىر االنسانية كاالجتماعية‪ .‬كيقدـ توضيحات للعالقات بُت الظواىر‪ ،‬كالعالقة بُت السبب كالنتيجة‬

‫مثال‪ 4.‬دبعٌت أنو ؽلدان دبعرفة كاقعية زلددة ككمية عن الكثَت من الظواىر كالقضااي كادلشكالت اليت تواجهنا يف‬

‫رلاالت احلياة االنسانية كافة‪ .‬كال شك يف أف ربديد الواقع ربديدا كميا يفيد ادلخطط السياسي كالًتبوم ككل من‬
‫‪5‬‬ ‫لو اىتماـ بنمو امجمتمع كفق الرؤل السياسية ك ِّ‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫ابدلقابل قد صلد بعض السلبيات اليت تنتج عن البياانت كادلعلومات اليت ذبمع يف البحوث الوصفية من‬

‫األفراد الذين ؽلثلوف عينة الدراسة موضوع البحث‪ .‬كىذا يعٍت أف عملية مجع ادلعلومات تتأثر بتعدد األشخاص‬

‫كاختالؼ آراءىم حوؿ موضوع البحث‪ 6.‬فالبحث الوصفي قد يستند إىل معلومات مشوىة كال تستند إىل الواقع‪،‬‬

‫‪ 1‬انظر عبد الرحمن سٌد سلٌمان(‪ :)9114‬مناهج البحث‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪ 2‬انظر المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.138-137-136-135‬‬
‫‪ 3‬انظر دمحم سرحان علً المحمودي(‪ :)9119‬مناهج البحث العلمً‪ ،‬ص ‪.51-49‬‬
‫‪ 4‬انظر المرجع نفسه‪ .‬ص‪.48‬‬
‫‪ 5‬انظر سعد سلمان المشهدانً(‪ :)9119‬منهجٌة البحث العلمً‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ 6‬المرجع نفسه ‪.131‬‬

‫‪46‬‬
‫الواقع‪ ،‬سواء كانت عن قصد من قبل الباحث أك غَت قصد‪ .‬كىناؾ احتماؿ ربيز الباحث آلراءه كمعتقداتو‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فيأخذ البياانت كادلعلومات اليت تنسجم مع تصوره كيستبعد اليت تتعارض مع رأيو‪.‬‬

‫كخالصة القوؿ إف ادلنهج الوصفي التحليلي يتميز بطريقتو الواقعية يف التعامل مع الظاىرة أك مع مشكلة‬

‫البحث‪ .‬كابلرغم من كجود عيوب كسلبيات يف نتائجو‪ ،‬فإنو يبقى ىو ادلسيطر يف الدراسات البحثية كذلك من‬

‫خالؿ ما يقدمو من حلوؿ للظاىرة‪.‬‬

‫‪ .2.2‬حتديد النتائج ادلستنبطة من الكتاب‪.‬‬

‫إف مجيع لغات العامل زبضع إىل رلموعة من القوانُت ربكمها كتتحكم هبا‪ .‬إذ نستنتج من خالؿ ىذا‬

‫ادلؤلف أف اللغة العربية ترتب كزبضع إىل رلموعة من التصنيفات‪ ،‬كربكمها رلموعة من الظواىر اللغوية ضمن‬

‫األطر التطبيقية فتطبق عليها مجيعا‪ .‬إذ يهدؼ الفاسي الفهرم إىل كضع قواعد منظمة تعٌت بتفسَت اللغة العربية‬

‫للناطقُت هبا‪ ،‬فهو يدرس الطريقة اليت تعمل هبا ىذه اللغة كيبحث يف آلية تطورىا‪ .‬ككضف رلموعة من النماذج‬

‫كالنظرايت تعمل على تفسَت الوقائع اللسانية العربية كالظواىر اللغوية العربية تفسَتا علميا‪.‬‬

‫كمن ىذا ادلعطى استنتجنا أف طبقة األمساء تصنف إىل أربع طبقات‪ ،‬كىي األفراد‪ ،‬الزمر‪ ،‬األنواع‪،‬‬

‫كالكتل‪ .‬بيد أف نظاـ العدد أك اجلمع فيها أعقد شلا نتصور؛ ابعتباره مجعا ينشأ يف مستوايت سلتلفة من تركيب‬

‫ادلركبات االمسية كاحلدية‪ .‬كما نستنتج أف امجممعات تنقسم إىل رلمعات معدكدة كرلمعات غَت معدكدة‪.‬‬

‫أما ابلنسبة لطبقة الكتل‪ .‬فالكتلة ليست ذلا مسة رلمع‪ ،‬بل ىي ترتبط بوجود اداة التعريف أك عدـ‬

‫كجودىا؛ إذ تتمثل كظيفة احلد على أهنا انقلة ظلطية‪ ،‬ينقل ادلركب الذم ػليل على احلمل أك الزماف‪.‬‬

‫يتمثل ىذا احلد يف اداة التعريف أك التنكَت‪ ،‬كتستعمل ىذه اآلداة للداللة إما على التأكيل اجلنسي أك على التأكيل‬

‫‪ 1‬انظر دمحم سرحان علً المحمودي (‪ :)9119‬مناهج البحث العلمً‪ ،‬ص‪.49-48‬‬

‫‪47‬‬
‫الوجودم‪ .‬كعندما يوظف احلد يف جنس ادلعرفة ينبغي أف يقًتف دالليا بنوع معهود أك نوع طبيعي ؽلكن أف ػليل‬

‫عليو ـ حد‪ .‬أم اف إحالتو غلب أف تقًتف خبلفيية معرفية أكمعلومة معهودة‪ .‬كنستنتج أيضا أف أمساء التفضيل‬

‫تكوف يف أغلب األحياف نكرة يف الًتكيب‪ ،‬إال يف حالة كاحدة كىي إذا كقعت بعد االسم فإهنا تكوف معرفة‪.‬‬

‫إف اجلمع يف األفعاؿ يتم بطرؽ سلتلفة‪ ،‬كيرد يف مستوايت سلتلفة على غرار كركده يف األمساء‪ .‬إذ‬

‫نستنتج من خالؿ ىذا أف ىناؾ امكاان للتوازم بُت األشياء كاألحداث‪ .‬كادلستدؿ على ذلك‪ ،‬أف طبقات األمساء‬

‫األربعة تعتمد على مسيت الذرية كالفرادية‪ ،‬ككذلك طبقات احلموؿ الدالة األربعة ىي األخرل تعتمد على نفس‬

‫السمتُت‪.‬‬

‫تستعمل اللغة العربية بكثافة ضمائر فاعلة فارغة‪ ،‬كيقًتف ىذا بوجود صرفة غنية على الفعل سبكن من‬

‫اسًتجاع التأكيل الضمَتم ادلناسب‪ .‬من بُت ىذه الضمائر صلد ضمَت النكرة كالالشخص الذم يتميز بثالثة‬

‫ضمائر‪ ،‬كىي‪" :‬ضلن‪ ،‬ىم‪ ،‬أنت"‪ .‬ابالضافة إىل الضمَت ادلبهم احلشوم أك الزائد (إنو) الذم يتوافق مع الضمَت‬

‫اجلنسي‪ .‬كضمَت الشأف من قبيل "ىو‪ ،‬ىي" الذم يعترب مبهم جلي للتقدًن أك اإلعالف عن حدث أك ذات أيتياف‬

‫يف الًتتيب‪.‬‬

‫كمن االستنتجات األ خرل نستنتج أف ادلركب ادلصدرم ىو ادلوقع ادلصدر لعدد من السَتكرات كالبٌت يف‬

‫النحو العريب‪ ،‬على اساس أف ـ مص ك ـ ؼ الصغَت علا الرحيلتاف الوحيداتف ؼ اجلملة‪ .‬فادلصدرم ىو الذم‬

‫يكوف رأسا للرحيلة العليا يف اجلملة‪ ،‬بينما يكوف ـ ؼ الصغَت ىو الرحيلة الدنيا‪.‬‬

‫كابلتايل ؽلكن القوؿ إف الدراسات كاألحباث اللسانية العربية استطاعت الكشف عن األصوؿ التارؼلية‬

‫للغة العربية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ .4.2‬آفاق الكتاب وأمهيتو‪.‬‬

‫تكمن أعل ية ىذا الكتاب يف كصف اللغة العربية كصفا دقيقا؛ إذ مل يعد ينظر إليها نظرة حرة اعتباطية‬

‫قائمة على التأمل كاالنطباع‪ ،‬كإظلا تتقيد ادلقاربة ابإلطار النظرم للنموذج الذم تشتغل فيو‪ ،‬كزلاكلة تطبيقو على‬

‫اللغة العربية‪ .‬كذلك بواسطة رلموعة من كسائل االستدالؿ كالربىنة‪ .‬فالنماذج ادلستعملة كادلطبقة يف ىذا الكتاب‬

‫تشجع على قراءة نصوص أخرل صدرت ابلعربية من قبيل ىذا ادلؤلف‪ .‬كما تتمثل أعلية ىذا ادلؤلف أيضا يف‬

‫ربديث اآللة الواصفة دلعطيات اللغة العربية؛ كذلك ابالطلراط يف مستجدات األسئلة اليت أفرزىا اخلطاب اللساين‬

‫العريب‪ ،‬كالتوليدم منو بشكل خاص‪.‬‬

‫أحباث ىذا ادلؤلف تبُت أف البحث اللساين يتحرؾ كيتقدـ كيبحث عن اِّكتشافات كاطرادات تضم‬

‫ظلاذج نظرية كاضحة‪ .‬ىي أحباث كدراسات مشلت مستوايت لسانية سلتلفة كعديدة‪ ،‬كحققت نتائج نوعية يف‬

‫الًتكيب كالداللة على اخلصوص‪ .‬إذ صلد الكثَت من ادلعلومات اليت تنتسب إىل الًتكيبات أك البٌت ؽلكن التنبؤ هبا‬

‫من مبادئ عامة تنتظم حسب األنساؽ الفرعية اليت تمكوف النسق الكلي‪ .‬كما أهنا أحباث تقدـ رلموعة من‬

‫الوسائل كاإلمكانيات إلنشاء مجل كتعابَت كنصوص صحيحة سليمة القواعد‪ ،‬مع مراعاة حسن التعبَت ابِّستخداـ‬

‫األلفاظ ادلناسبة دلعانيها ادل ناسبة‪ .‬كذلك من أجل احلفاظ على اللغة العربية الفصحى كتعلمها تعلما سليما‪ .‬كىذا‬

‫إف دؿ فإنو يدؿ على تصحيح كتقوًن كتقييم اللغة بواسطة علم اللسانيات‪.‬‬

‫يعٌت ىذا الكتاب ابلطريقة اليت يتم هبا تركيب اجلمل‪ ،‬كيعٌت كذلك بتصنيف القواعد‪ ،‬كدرس العالقات‬

‫الداخلية بُت الوحدات اللغوية كالطرؽ اليت تتألف منها اجلمل من الكلمات‪ .‬فهذا امجماؿ يعٌت بدراسة الكلمات أك‬

‫ما يعرؼ ابلرتبة‪ .‬كىذا ما يؤدم أك يدفعنا إىل االطالع على ما يتصل بعلم الًتاكيب يف ضلو اللغة العربية من‬

‫قضااي كموضوعات تتعلق ابجلمل‪ .‬كما يؤدم االىتماـ احملض لدراسات العالقات العائدية بُت التعابَت كالًتاكيب‬

‫‪49‬‬
‫كالبٌت احمللية‪ ،‬إضافة إىل الضمائر كالعوائد‪ ،‬إىل استكناه خصائص اللغة العربية أك اجلملة العربية يف عدد من‬

‫األبواب‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫خاتمة‬

‫‪51‬‬
‫كبعد‪...‬‬

‫فهذه هناية مطاؼ رحلتنا العلمية اليت مجعت ما ىو موجود يف البحث اللساين العريب؛ إذ إف العودة إىل‬

‫األحباث اللسانية العربية من أجل معرفة اآلراء ادلتطورة فيها‪ ،‬من األمور اذلامة اليت من شأهنا أف تسلط الضوء على‬

‫مواضيع عديدة تلتقي فيها األحباث العربية مع أحدث ما توصل إليو البحث اللساين احلديث‪ .‬كالذم بال شك‬

‫سيضهر مدل استمرارية البحث اللساين العريب عرب الزمن‪.‬‬

‫كقد توصلت إىل مجلة من ِّ‬


‫االستنتاجات يف حبثي ىذا‪ ،‬من أبرزىا‪:‬‬

‫‪ ‬إف اللغة العربية زبضع إىل رلموعة من التصنيفات‪ ،‬كربكمها رلموعة من الظواىر اللغوية؛ إذ تتميز عن‬

‫أغلب اللغات الطبيعية األخرل بقواعد منظمة تعمل على تفسَتىا‪ .‬كما تتميز بعدة مزااي جعلتها من‬

‫اللغات ادلتميزة يف العامل‪.‬‬

‫‪ ‬تتناكؿ اللغة العربية علوـ متعددة كعلم اللسانيات الذم استطاع أف يكشف عن األصوؿ التارؼلية للغة‬

‫العربية؛ إذ تسعى اللسانيات العربية إىل تسويغ مشركعية كجودىا يف الثقافة العربية من خالؿ كصف اللغة‬

‫العربية كصفا دقيقا‪ .‬كعليو‪ ،‬أراد الفاسي الفهرم كصف اللغة العربية كصفا كافيا ؽلكن من بناء نظرية اللغة‬

‫العربية اِّنطالقا من مشركعو اللغوم ادلتعلق ابلبحث اللساين كالضواىر اللغوية‪.‬‬

‫‪ ‬تطلق اللسانيات العربية على الكتاابت اللسانية العربية احلديثة دبختلف توجهاهتا‪ ،‬سواء أكانت كتاابت‬

‫سبهيدية أك تراثية أك توفيقية‪ .‬فالكتاابت اللسانية تعتمد بنيات اللغة موضوعا تشتغل بو كيتمحور حولو‬

‫كل اىتماماهتا‪ .‬كما أهنا تدرجت كأصبحت متفاكتة يف قمتها ادلنهجية كمستواىا العلمي ابلقياس دلا‬

‫كصل إلو البحث اللساين العريب‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ ‬إف اجلملة العربية حضيت دبكانة متميزة يف اللسانيات التوليدية‪ ،‬كعرفت تطورات عديدة بتطور النظرايت‬

‫اللسانية؛ ابعتبارىا أكرب عالمة لسانية يف اتريخ الفكر اللساين احلديث‪ ،‬كأهنا اآلداة الرئيسية للتواصل‬

‫كالتعبَت‪ .‬كابلتايل فهي منطلق كل دراسة أك حبث لساين‪ ،‬كبداية كل كصف لساين‪.‬‬

‫كشلا الشك فيو‪ ،‬فقد كاجهتٍت صعوابت ؽلكن إمجاذلا يف ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬كثرة ادلصادر كادلراجع اليت ربدثت عن ىذا ادلوضوع شلا شعب علي اخلوض أكثر يف خباايه‪.‬‬

‫‪ ‬اختيار ادلصطلحات اللسانية‪.‬‬

‫‪ ‬األسلوب الغامض الذم يكتنف بعض الكتب ادلًتمجة‪.‬‬

‫كيف ختاـ ىذا البحث‪ ،‬نرجو أف أكوف قد كفقت كلو ابلقدر القليل يف معاجلة كتاب "ذرات اللغة‬

‫العربية وىندستها" كاإلدلاـ أبىم جوانبو‪ ،‬كضلمد هللا على ما أعطاان من صرب كإرادة إلصلاز ىذا العمل‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫قائمة ادلراجع وادلصادر‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬ابن جٍت‪ ،‬أبو الفتح عثماف (‪ 392‬ق) اللمع يف العربية‪ ،‬ربقيق فائز فارس‪ ،‬دار الكتب الثقافية‪ ،‬الكويت‪،‬‬

‫اجلزء ‪ ،1‬ص ‪.27-26‬‬

‫‪ -‬ابن يعيش‪ ،‬يعيش بن علي(‪ 643‬ق) شرح ادلفصل‪ ،‬اجلزء األكؿ‪ ،‬إدارة الطباعة ادلنَتية دبصر‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪ -‬ابن فارس‪ ،‬أبو احلسُت أمحد (‪ 395‬ق) معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ربقيق ىاركف عبد السالـ‪ ،‬دار الفكر للطباعة‬

‫كالنشر كالتوزيع‪ .‬اجلزء ‪ .1‬ص ‪.481‬‬

‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬مجاؿ الدين (‪ 711‬ق) لسان العرب‪.‬‬

‫‪ -‬بغداد فاطمة الزىراء‪ )2017-2016( ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه يف اللسانيات‪ .‬البحث‬

‫اللساين يف ادلغرب العريب‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬جامعة كىراف ‪ - 1‬أمحد بن بلة‪ ،‬كلية اآلداب كالفنوف‪ ،‬قسم اللغة العربية‬

‫كآداهبا‪ ،‬ص ‪.232 ،2‬‬

‫‪ -‬بدكم عبد الرمحن (‪ ،)1977‬مناىج البحث العلمي‪ ،‬ككالة ادلطبوعات‪ ،‬شارع فهد السامل‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط ‪،3‬‬

‫ص ‪.5‬‬

‫‪ -‬الدليمي محيد جاعد (‪ :)2008‬أساسيات البحث ادلنهجي‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‬

‫‪.80‬‬

‫‪ -‬الرماين(ت‪ 384‬ق) رسائل يف اللغة والنحو‪ ،‬احلدود النحوية‪ ،‬ربقيق مصطفى جواد كيوسف مسكوين‪،‬‬

‫ادلؤسسة العامة للصحافة كالطباعة‪ ،‬دار اجلمهورية‪ ،‬بغداد‪ ،1969 ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪ -‬الزسلشرم‪ ،‬زلمود بن عمر اخلوارزمي(‪ 538‬ق) األمنوذج يف النحو‪ ،‬ربقيق األردبيلي دمحم كمعو حاشية قاسم‬

‫بنعيم احلنفي‪ ،‬مطبعة السمياء‪ ،‬دار الكتب كالواثئق ببغداد لسنة ‪ ،2013‬ص ‪.8‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬الزسلشرم‪ ،‬زلمود بن عمر اخلوارزمي (‪ 538‬ق) ادلفصل يف علم اللغة العربية‪ .‬صص ‪.188-111-110‬‬

‫‪ -‬سيبويو (ت‪ 180‬ق) الكتاب‪ ،‬صص ‪.484 ،417 ،322|3 ،48|2‬‬

‫‪ -‬سيد سليماف عبد الرمحاف (‪ :)2014‬مناىج البحث‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬كلية الًتبية‪ ،‬جامعة عُت مشس‪ ،‬صص‬

‫‪.138-137-136-135-131‬‬

‫‪ -‬شليب دمحم (‪ ،)1992‬ادلنهجية يف التحليل السياسي‪ ،‬ادلفاىيم‪ ،‬ادلناىج‪ ،‬االقرتاابت‪ ،‬واألدوات‪ ،‬القاىرة‪،‬‬

‫ص ‪.13‬‬

‫‪ -‬غلفاف مصطفى‪ )2010( :‬اللسانيات التوليدية‪ :‬من النموذج ما قبل ادلعيار إىل الربانمج األدنوي‪ ،‬مفاىيم‬

‫وأمثلة‪ .‬دبشاركة ادمحم ادلالخ‪ ،‬كحافظ إمساعيلي علوم‪ ،‬عامل الكتب احلديث األردف‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.365‬‬

‫‪ -‬غلفاف مصطفى‪ ،)2006( :‬اللسانيات يف الثقافة العربية احلديثة‪ ،‬حفرايت النشأة والتكوين‪ ،‬شركة النشر‬

‫كالتوزيع ادلداريس‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.،143 ،4‬‬

‫‪ -‬غلفاف مصطفى‪ )1998( :‬اللسانيات العربية احلديثة‪ ،‬رؤية منهجية يف ادلصادر واألسس النظرية‪،‬‬

‫منشورات كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية سايس بفاس‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪ -‬غلفاف مصطفى‪ )1998( :‬اللسانيات العربية احلديثة‪ ،‬دراسة نقدية يف ادلصادر واألسس ادلنجية‪ ،‬جامعة‬

‫احلسن الثاين‪ ،‬عُت الشق‪ ،‬كلية اآلدب كالعلوـ اإلنسانية‪ ،‬سلسلة رسائل كأطركحات‪.‬‬

‫‪ -‬اللسانيات العربية‪ ،‬حوار مع د‪ .‬مصطفى غلفاف‪ /‬أجراه دمحم الداىي‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -‬الغريسي دمحم‪ ،)2019( :‬مقال حول بنية اجلملة بني النحو العريب واللسانيات التوليدية‪ ،‬حنو مقاربة تركيبة‬

‫أدنوية‪ ،‬جامعة الدكتور موالم الطاىر سعيدة كلية اآلداب كاللغات كالفنوف سلرب اللسانيات كالًتمجة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬امجملد‬

‫‪ ،6‬العدد ‪ ،2‬عدد الصفحات ‪ ،17‬ص ‪.5‬‬

‫‪ -‬عبد القادر الفاسي الفهرم‪ )1993( ،‬اللسانيات واللغة العربية‪ ،‬مناذج تركيبية وداللية‪ ،‬دار توبقاؿ للنشر‪،‬‬

‫‪ -‬عمارة معهد التسيَت التطبيقي‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،05‬ادلغرب‪ ،‬ط ‪ )1985( 1‬ط ‪ )1988( 2‬ط ‪،)1993(3‬‬

‫صص ‪.33-32‬‬

‫‪ -‬العيساكم عبد الرمحاف‪ )1998( ،‬مناىج البحث العلمي يف الفكر اإلسالمي والفكر احلديث‪ ،‬دار الراتب‬

‫اجلامعية‪ ،‬بَتكت‪-‬لبناف ص ‪.81‬‬

‫‪ -‬علي احملمودم‪ ،‬دمحم سرحاف‪ )2019( ،‬مناىج البحث العلمي‪ ،‬دار الكتب صنعاء‪ ،‬اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ط ‪،3‬‬

‫صص ‪.50-49-48‬‬

‫‪ -‬ادلالخ ادمحم‪ ،‬كإمساعيلي علوم‪ )2017( ،‬جملة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬الربانمج األدنوي‪ :‬األسس‬

‫والثوابت‪ ،‬ص ‪.171‬‬

‫‪ -‬ادلشهداين سعد سلماف (‪ )2019‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬دار أسامة للنشر كالتوزيع‪ ،‬األردف – عماف‪ ،‬ط‬

‫‪ ،1‬ص ‪.131-130 ،126 ،114‬‬

‫‪ -‬ادلائدة‪ ،‬خامس سورة من سور القرآف‪ ،‬ذلا ‪ 120‬آية‪ ،‬سورة مدنية ابإلمجاع‪ ،‬اآلية ‪.48‬‬

‫‪ -‬نعلوؼ كرؽلة‪ )2021 – 2020( ،‬حماضرات يف اللسانيات العربية‪ ،‬جامعة عبد الرمحاف مَتة –جباية‪ -‬كلية‬

‫اآلداب كاللغات‪ ،‬قسم اللغة العربية كآداهبا‪ ،‬السنة الثالثة لسانيات عامة‪ ،‬صص ‪.12-11‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -‬نعوـ شومسكي‪ :‬مقدمة للربانمج األدنوي‪ ،‬ترمجة أكراس اجلاين‪ ،‬رللة جسور ثقافية‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوراي‪.‬‬
‫‪-The Minimalist Program Cambridge MA MIT Press 1995: Naom Chomsky‬‬

‫‪ -‬نوزاد حسن أمحد (‪ ،)1996‬ادلنهج الوصفي يف كتاب سيبويو‪ ،‬منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬دار الكتب‬

‫الوطنية‪ ،‬بنغازم‪ ،‬ط ‪ ،1‬صص ‪.34-33‬‬

‫‪58‬‬

You might also like