You are on page 1of 29

‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫بصائر وبشائر‬

‫‪www.alk a ra s s i.c om‬‬

‫‪1‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الكراسي العلمية‬
‫بصائر وبشائر‬

‫«‪...‬إننا نريد من مجالسنا العلمية أن تكون مجاال رحبا يتيح‬


‫للعلماء أن يؤدوا رسالتهم الدينية والوطنية بدء بتأطير المواطنين‬
‫والمواطنات أينما كانوا لتحصين عقيدتهم‪ ،‬وحماية فكرهم‪،‬‬
‫وإنارة عقولهم وقلوبهم بما يجعلهم مؤمنين بدينهم ومقدساتهم‬

‫غير مهددين بتيارات التشويه والتحريف‪»...‬‬

‫مقتطف من خطاب أمري املؤمنني جاللة امللك محمد السادس حفظه الله (رمضان ‪1421‬هـ‪ ،‬دجنرب ‪2000‬م)‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫وخصص عليه السالم أياما معينة لتعليم النساء‪ ،‬فقد بوب اإلمام البخاري يف صحيحه يف‬
‫كتاب العلم عىل هذا املعنى بقوله‪ :‬هل يجعل للنساء يوم عىل حدة؟ وساق حديث أيب‬ ‫‪ - 1‬نبذة تاريخية موجزة عن الكراسي العلمية‪:‬‬
‫سعيد الخدري ريض الله عنه وفيه‪ :‬أن نسوة قلن للنبي صىل الله عليه وسلم‪ :‬غلبنا عليك‬
‫الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك‪ ،‬فوعدهن يوما‪.‬‬ ‫جاء يف سنن الدارمي من حديث ابن بريدة عن أبيه قال‪ :‬كان النبي صىل الله عليه‬
‫وسلم إذا خطب قام فأطال القيام فكان يشق عليه قيامه‪ ،‬فأيت بجذع نخلة‪ ،‬فحفر له‬
‫قال الحافظ بدر الدين العيني‪ « :‬أي عني لنا يوما» قال‪ :‬وقولهن « غلبنا عليك الرجال»‬ ‫وأقيم إىل جنبه قامئا للنبي صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فكان النبي صىل الله عليه وسلم إذا‬
‫معناه أن الرجال يالزمونك كل األيام يسمعون العلم وأمور الدين‪ ،‬ونحن نساء ضعفة ال‬ ‫خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه‪ ،‬فبرص به رجل كان ورد املدينة فرآه قامئا‬
‫نقدر عىل مزاحمتهم فاجعل لنا يوما من األيام نسمع العلم ونتعلم أمور الدين‪*.‬‬ ‫إىل جنب ذلك الجذع‪ ،‬فقال ملن يليه من الناس‪ :‬لو أعلم أن محمدا يحمدين يف يشء يرفق‬
‫به لصنعت له مجلسا يقوم عليه‪ ،‬فإن شاء جلس ما شاء‪ ،‬وإن شاء قام‪ ،‬فبلغ ذلك النبي‬
‫وقد حرص الصحابة عىل تحصيل العلم الذي يصدر منه‪ ،‬ومن كان لديه عذر ال يستطيع‬ ‫صىل الله عليه وسلم فقال‪ :‬ائتوين به‪ ،‬فأتوه به فأمره أن يصنع له هذه املراقي الثالث أو‬
‫معه حضور جميع املجالس‪ ،‬فإنه يتناوب مع صاحبه ليطلع كل واحد منهام صاحبه عىل‬ ‫األربع‪ ،‬فوجد النبي صىل الله عليه وسلم يف ذلك راحة‪ ،‬فلام فارق النبي صىل الله عليه‬
‫ما فاته من العلم يف مغيبه‪ .‬ولعل أبرز مثال عىل ذلك ما رواه البخاري يف صحيحه عن‬ ‫وسلم الجذع وعمد إىل هذه التي صنعت له؛ جزع الجذع فحن كام تحن الناقة حني فارقه‬
‫عمر ريض الله عنه قال‪ :‬كنت أنا وجار يل من األنصار نتناوب النزول عىل النبي فينزل يوما‬ ‫النبي صىل الله عليه وسلم‪ ،‬فزعم ابن بريدة عن أبيه أن النبي صىل الله عليه وسلم حني‬
‫وأنزل يوما‪ ،‬فإذا نزلت جئته مبا حدث من الوحي وغريه‪ ،‬وإذا نزل فعل مثل ذلك‪...‬‬ ‫سمع حنني الجذع رجع إليه فوضع يده عليه وقال‪ :‬اخرت أن أغرسك يف املكان الذي كنت‬
‫فيه فتكون كام كنت وإن شئت أن أغرسك يف الجنة فترشب من أنهارها وعيونها فيحسن‬
‫وبعد انتقاله صىل الله عليه وسلم إىل الرفيق األعىل سار أصحابه ريض الله عنهم عىل‬ ‫نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من مثرتك ونخلك فعلت‪ ،‬فزعم أنه سمع من النبي صىل الله‬
‫نفس املنهج‪ ،‬فكانوا يقرئون الناس القرآن ويحدثون عن رسول الله صىل الله عليه وسلم‪،‬‬ ‫عليه وسلم وهو يقول له نعم قد فعلت مرتني فسئل النبي صىل الله عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫ويتدارسون الحالل والحرام‪ ،‬ويذكرون بعضهم بعضا‪.‬‬ ‫اختار أن أغرسه يف الجنة‪*.‬‬

‫منذ وقوع هذه الحادثة يف زمن رسول الله صىل الله عليه وسلم وهو يجلس مجلسه‬
‫ذاك الذي صنع له يف املسجد ليعلم أصحابه ويرشدهم إىل ما فيه صالحهم وصالح من‬
‫يأيت بعدهم إىل يوم القيامة‪.‬‬

‫* [عمدة القاري رشح صحيح البخاري ‪]2/134‬‬ ‫* سنن الدارمي ‪ 1/30‬ح ‪32‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫وهكذا انترش تعليم الناس أمور دينهم بهذه الطريقة يف كافة أقطار العامل اإلسالمي‬ ‫وقد تفرت همة بعض الناس عن متابعة دروس العلم التي تلقى يف املسجد‪ ،‬فيهب أحد‬
‫فكان املسجد هو الفضاء املحتضن لهذه املجالس‪ ،‬وكان املستفيدون منها هم طلبة العلم‬ ‫أصحاب رسول الله صىل الله عليه وسلم ليوجه جيل التابعني من خالل مبادرة تربوية‬
‫وعامة الناس‪ ،‬وكانت املادة التي تدرس مأخوذة من الكتاب والسنة‪ ،‬فتخرج منها القراء‬ ‫فوقف‬‫َ‬ ‫بسوق املدين ِة‬
‫ِ‬ ‫ذات طابع تعليمي‪ ،‬قام بها الصحا ّيب الجليل أبو هريرة حينام م َّر‬
‫والفقهاء واملحدثون‪ ...‬وغريهم‪.‬‬ ‫اث‬ ‫وقال‪« :‬يا أهل السوق ما أعجزكم»؟ قالوا‪« :‬وما ذاك يا أبا هريرة»؟ قال‪ :‬ذاك مري ُ‬
‫يقسم وأنتم ههنا؟ أال تذهبون فتأخذون نصيبكم منه؟‬ ‫رسول الله صىل الله عليه وسلم َّ‬
‫وكانت نقطة االنطالق من مسجد رسول الله صىل الله عليه وسلم إىل جانب مسجد‬ ‫قالوا‪ :‬وأين هو يا أبا هريرة؟ قال‪ :‬يف املسجد‪ .‬فخرجوا رساعا‪ ،‬ووقف أبو هريرة لهم حتى‬
‫قباء‪ ،‬فقد ذكر الغزايل يف فاتحة العلوم عن مكحول الشامي أن عرشة من أصحاب الرسول‬ ‫رجعوا‪ ،‬فقال لهم‪ :‬ما لكم؟ فقالوا‪ :‬يا أبا هريرة‪ ،‬قد أتينا املسجد فدخلنا فيه فلم ن َر في ِه‬
‫صىل الله عليه وسلم حدثوه فقالوا‪ :‬كنا ندرس العلم يف مسجد قباء إذ خرج علينا رسول‬ ‫يقسم! فقال لهم‪ :‬وما رأيتم يف املسجد أحدا؟ قالوا‪ :‬بىل رأينا قوما يص ّلون وقوما‬ ‫شيئا ّ‬
‫الله صىل الله عليه وسلم فقال‪« :‬تعلموا ما شئتم أن تعلموا فليس يأجركم الله حتى‬ ‫يقرؤون القرآن وقوما يتذاكرون الحالل والحرام‪ ..‬فقال لهم‪ :‬ويحكم! فذاك مرياث محمد‬ ‫َ‬
‫تعملوا‪ *.‬ثم عمت سائر املساجد الكربى يف مختلف بقاع العامل اإلسالمي‪.‬‬ ‫عليه الصالة والسالم‪*.‬‬

‫أما يف املغرب‪ ،‬فال ميكن الحديث عن الكرايس العلمية دون الحديث عن جامع القرويني‬ ‫وقد كان العلامء يتصدرون هذه املجالس دون مقابل مادي من أحد‪ ،‬دافعهم الوحيد‬
‫ودوره الريادي يف نرش الثقافة الرشعية يف هذه الربوع‪ .‬ويذكر الدكتور عبد الهادي التازي‬ ‫هو الطمع يف مغفرة الله تعاىل ورحمته ورضوانه‪ ،‬روى اإلمام أبو داود يف سننه عن كثري‬
‫أن أقدم رواية وقف عليها مام تنص نصا عىل الجلوس للتدريس بالقرويني ترجع إىل سنة‬ ‫بن قيس قال‪ :‬كنت جالسا مع أيب الدرداء يف مسجد دمشق فجاءه رجل فقال‪ :‬يا أبا‬
‫‪ 515‬هـ عىل يد ابن جامع األنصاري الجياين الذي كان يعطي درسا له بالجهة الغربية‬ ‫الدرداء‪ ،‬إين جئتك من مدينة الرسول صىل الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن‬
‫من القرويني قبيل قيام املرابطني بعمليات البناء فيها‪ ،‬كام أن أبا الحسن عيل القييس‬ ‫رسول الله صىل الله عليه وسلم‪ ،‬ما جئت لحاجة‪ ،‬قال‪ :‬فإين سمعت رسول الله صىل الله‬
‫كان يعطي بها دروسه سنة ‪554‬هـ ‪ ،‬بل إن بعض الروايات تذكر منذ هذا التاريخ املبكر‬ ‫عليه وسلم يقول‪( :‬من سلك طريقا يطلب فيه علام سلك الله به طريقا من طرق الجنة‪،‬‬
‫طوائف من علامء األندلس أخذوا يشدون الرحال إىل مدينة فاس ليتـخصصوا يف بعض‬ ‫وإن املالئكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم‪ ،‬وإن العامل ليستغفر له من يف السموات‬
‫العلوم كام هو حـال الشيخ عبد الحق بن خليل السكوين البلـي ت ‪580‬هـ الذي ورد عىل‬ ‫ومن يف األرض والحيتان يف جوف املاء‪ ،‬وإن فضل العامل عىل العابد كفضل القمر ليلة البدر‬
‫أيب عمر الساللقي ليأخذ عنه علم الكالم وعىل أيب بكر الخدب ليأخذ عنه كتاب سيبويه‪.‬‬ ‫عىل سائر الكواكب‪ ،‬وإن العلامء ورثة األنبياء‪ ،‬وإن األنبياء مل يورثوا دينارا وال درهام‪ ،‬وإمنا‬
‫ورثوا العلم؛ فمن أخذه أخذ بحظ وافر)‪**.‬‬

‫* (رواه الطرباين يف األوسط وحسنه املنذري يف الرتغيب والرتهيب ‪)1/58‬‬


‫* [فاتحة العلوم ص ‪]19‬‬ ‫** (سنن أيب داوود كتاب العام باب الحث عىل طلب العلم ح ‪)3641‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫ويف مساجد مدينتي الرباط وسال؛ وخاصة تلك التي توجد يف الشوارع الكربى أو داخل‬ ‫كام يذكر التاريخ أيضا أن ابن أيب عبيدة األنصاري القرطبي ت ‪582‬هـ درس فيها وأخذ‬
‫الدروب والسكك وحتى الزوايا كالنارصية والقادرية والتجانية ‪ ...‬كانت هي األخرى تعج‬ ‫عنه جامعة بها علوم الحديث‪ ،‬ويتحدث التاريخ كذلك عن أيب منوي الفايس ت ‪ 614‬هـ‬
‫بالدروس العلمية وقد كان يحرضها أعداد كبرية من الناس‪ ،‬وكانت املواد التي تدرس هي‬ ‫الذي تصدر لإلقراء رشقي القرويني بعد أن كان يدرس يف مسجد زقاق الرواح‪*.‬‬
‫النحو‪ ،‬والفقه‪ ،‬والتوحيد‪ ،‬واملنطق‪ ،‬والعروض والقوايف‪ ،‬والرياضيات والحساب‪ ،‬وأصول‬
‫الفقه‪ ،‬وعلوم الحديث‪ ،‬وفقه الحديث‪ ،‬والسرية النبوية‪ ،‬والبالغة‪ ،‬والتفسري‪ ،‬واألدب‪،‬‬ ‫ويف عرص املرينيني والوطاسيني والسعديني‪ ،‬نرى ظاهرة جديدة تدل عىل عظيم اهتامم‬
‫وغريها‪.‬‬ ‫أويل األمر بالعلم والعلامء‪ ،‬وهي تخصيص كثري من األوقاف لدعم الكرايس العلمية‬
‫وتطويرها سيام يف العهد الوطايس والسعدي‪ ،‬حيث عرفت سوس يف هذا العهد نجوما‬
‫وكمثال عىل ذلك؛ فقد كان شيخ الرباط العالمة أبو إسحاق التاديل رحمه الله ت‬ ‫لوامع يف الفكر والثقافة كانت تغذى من األوقاف‪ .‬كام القت الكرايس العلمية يف العرص‬
‫‪1311‬هـ‪1894 /‬م معتكفا عىل التدريس أكرث من ثالثني سنة باملسجد األعظم بالرباط‪،‬‬ ‫العلوي اهتامما كبريا‪ ،‬وخاصة يف عهد املوىل الرشيد الذي كان له تعلق خاص بالعلم‬
‫وأخذ عنه خاللها جمع غفري من الطالب والعلامء‪ ،‬خصوصا مبسقط رأسه أمثال‪ :‬امليك‬ ‫ورجاله‪ ،‬وكان يجالس العلامء ومينحهم مكافآت خاصة زيادة عىل ما يأخذونه من مستفاد‬
‫ال ِب َطاوري‪ ،‬وأحمد بناين‪ ،‬وأحمد َج ّسوس‪ ،‬ومحمد بن عبد السالم ال ُّر ْندَة‪ ،‬والهاشمي بن‬ ‫األوقاف‪ .‬كام كانت الكرايس العلمية يف هذا العرص تشجع من قبل املحسنني من عامة‬
‫الح ْج ِوي‪ ،‬ومحمد َب ْر ِبيش‪ ،‬وآخرون‪.‬‬
‫محمد َ‬ ‫الناس‪ ،‬ومن الشخصيات البارزة يف الدولة‪ ،‬ومن العلامء أيضا ومن امللوك أنفسهم‪.‬‬

‫وكان الحافظ العالمة محمد امليك البطاوري رحمه الله ت ‪1355‬هـ ‪1936/‬م‪ ،‬آية من‬ ‫وكان للموىل إسامعيل دور مهم يف الوقف عىل الكرايس العلمية سيام بالنسبة‬
‫اآليات يف تحصيله وتلقينه وإمالءاته يف شتى املعارف التي كان يدرسها مع طلبته الكثريين‬ ‫لجامع القرويني ككريس «ظهر خصة العني»‪ ،‬وكريس «ظهر الصومعة»‪ .‬ولجامع الرشفاء‬
‫بالزاوية التهامية ورضيح املوىل امليك حتى أصبح مثال الغرابة والندرة يف قوة العارضة‬ ‫ككريس«القبة»‪ ،‬وكريس« ميني القبة»‪ .‬وبالجملة؛ فقد كان ملوك الدولة العلوية – إىل عهد‬
‫وترتيب األفكار وتهذيب املسائل و مثله تالميذه بعروس يف هدوئه وتؤدته وحالوة تعابريه‬ ‫امللكني الراحلني محمد الخامس والحسن الثاين رحمهام الله ‪ -‬يهتمون اهتامما خاصا‬
‫‪ ...‬وال أدل عىل هذا من دروسه الحديثية التي أمالها بني يدي سلطان املغرب املوىل عبد‬ ‫بالعلم والعلامء ويعقدون لهم مجالس الحديث طوال أشهر ثالثة‪ :‬رجب‪ ،‬شعبان و‬
‫الحفيظ بحضور نخبة من علامء املغرب‪*.‬‬ ‫رمضان‪ ،‬يحرضها رجال الدولة وأعيان العلامء واملثقفون من مختلف مدن املغرب‪ ،‬وكانت‬
‫جل مساجد اململكة الرشيفة باملدن الكربى تعج بالدروس العلمية عىل اختالف ألوانها‬
‫ومستويات تالميذها‪.‬‬

‫* [أعالم الفكر املعارص بالعدوتني الرباط وسال ص ‪] 214‬‬ ‫* [جامع القرويني ‪.]2/113‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫والواقع أن هذه الحركة العلمية املباركة مل تكن محصورة يف الرباط وسال‪ ،‬بل كانت‬ ‫ومن األمثلة كذلك؛ دروس التفسري التي كان يلقيها املحدث الكبري العالمة أبو شعيب‬
‫عامة يف مدن املغرب وعواصمه ويف طليعتها العاصمة العلمية فاس‪ ،‬ثم مراكش‪ ،‬ومدن‬ ‫الدكايل ت ‪1356‬هـ ‪1937 /‬م‪ ،‬بعد عودته إىل املغرب واستقراره بالرباط‪ ،‬فدرس تفسري‬
‫سوس وبواديها‪ ،‬وتطوان‪ ،‬وطنجة‪ ،‬وتازة ‪ ...‬وغريها‪.‬‬ ‫الكتاب العزيز بتفسري الجاللني‪ ،‬ثم أعاده مرة أخرى بتفسري العالمة أيب الربكات عبد الله‬
‫بن أحمد النسفي الحنفي املتوىف سنة ‪701‬هـ ‪ .‬كام ألقى دروسا يف رشح أمهات الحديث‬
‫وقد كان من آثار ذلك أن حافظ املغرب عىل هويته اإلسالمية ووحدته العقدية‬ ‫وكتب السنة كالصحيحني وسنن أيب داود وجامع الرتمذي وسنن ابن ماجه وسنن النسايئ‬
‫والفقهية والسلوكية والفكرية مام يحتم رضورة االستمرار يف دعم هذه الدروس وإحيائها‬ ‫والشفا للقايض عياض‪ ...‬وغريها‪ ،‬ووجد الشيخ الدكايل من أبناء الرباط ومثقفيه إقباال نادرا‬
‫وتعميمها عىل كافة املساجد الكربى يف مختلف املدن والعواصم املغربية‪( ،‬خاصة وأننا‬ ‫عىل دروسه التي كان جلها بالزاوية النارصية‪.‬‬
‫فقدنا كثريا من أساطني العلم من طينة العالمة أديب الفقهاء عبد الله كنون‪ ،‬وشيخ‬
‫املفرسين املغاربة العالمة محمد امليك النارصي‪ ،‬والعالمة املحقق محمد بن عبد الهادي‬ ‫كام أن الشيخ محمد املدين بن الحسني ت ‪1378‬هـ‪1959/‬م‪ ،‬كان يدرس صحيح‬
‫املنوين‪ ،‬ومسند القراءات القرآنية باملغرب العالمة الحاج امليك بن كريان‪ ،‬وحجة املذهب‬ ‫البخاري باملسجد األعظم بالرباط بني العشاءين‪ ،‬وملا بلغ فيه إىل كتاب التفسري تفرغ‬
‫املاليك خامتة علامء القرويني العالمة عبد الكريم الداودي‪ ،‬ومحدث املغرب العالمة الحافظ‬ ‫لدراسة الكتاب املبني وتفسريه فألقى دروسا قيمة حول آي الذكر الحكيم‪ ،‬كام ألقى دروسا‬
‫عبد الله بن الصديق الغامري‪ ،‬وعامل سوس الكبري الشيخ جربان املسفيوي‪ ،‬والشيخ محمد‬ ‫كثرية يف رشح زاد املعاد يف هدي خري العباد البن قيم الجوزية‪ ،‬وعمدة األحكام البن دقيق‬
‫الزمزمي الغامري آل بن الصديق‪ ،‬وأرضابهم كثري ممن ال ميكن حرصهم يف هذا املقام)‪*.‬‬ ‫العيد‪ ،‬وبلوغ املرام يف أحاديث األحكام للحافظ ابن حجر العسقالين‪ ،‬ورياض الصالحني‬
‫لإلمام النووي‪.‬‬
‫والحقيقة املؤملة تكمن يف التساؤل عن الخلف أين هو؟ من سيخلف هؤالء؟ ومن‬
‫سيقوم مبهامهم يف تنوير األمة وتنقية أفكارها من الشوائب التي تشوبها وتتعرض لها من‬ ‫وما ذكر يف هذه النبذة املوجزة هو غيض من فيض فقد كان قبل هؤالء العلامء أو‬
‫حني آلخر؟‬ ‫ممن عارصوهم أو جاءوا بعدهم علامء آخرون أمثال العالمة عمر بن عاشور الرباطي‪،‬‬
‫ت‪1314‬هـ‪1896 /‬م‪ ،‬والعالمة أحمد بن قاسم جسوس ت ‪1331‬هـ‪1912 /‬م‪ ،‬والعالمة‬
‫محمد املهدي متجنوش ت ‪1344‬هـ‪1964/‬م‪ ،‬والعالمة محمد بن مصطفى بو جندار ت‬
‫‪1345‬هـ‪1936/‬م‪ ،‬والعالمة أحمد بن الفقيه الجريري ت ‪1353‬هـ ‪1934/‬م‪ ... ،‬وغريهم‬
‫كثري ممن ال يتسع املقام لذكرهم يف هذه املقدمة‪ ،‬وقد أمتعنا برتاجم الكثري منهم العالمة‬
‫عبد الله الجراري يف كتابه النفيس «من أعالم الفكر املعارص بالعدوتني الرباط وسال»‬
‫فلريجع إليه‪.‬‬
‫* [مفهوم العاملية من الكتاب إىل الربانية فريد األنصاري ص ‪]6‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫إننا ح ًًّقا يف هذا العهد الزاهر متفائلون كثريا بالعودة املباركة إىل إحياء دروس العلم‬
‫‪ - 2‬التعري ـ ــف بالمش ـ ـ ــروع‪:‬‬
‫باملساجد‪ ،‬وبعث برامج الكرايس العلمية من جديد‪ ،‬وحث املحسنني من أهل الرب والخري‬
‫عىل وقف بعض أموالهم واستثامرها يف التجارة مع رب العاملني‪ ،‬ليتخرج منها أو تكون‬
‫الكرايس العلمية هو عبارة عن مرشوع علمي تلقى فيه دروس يف العقيدة والتفسري‬
‫سببا يف تخريج علامء ومحدثني أكفاء يف العلوم اإلسالمية نحن اليوم أحوج ما نكون‬
‫والسلوك والفقه والسرية النبوية والقراءات والتجويد والنحو داخل ستة (‪ )6‬مساجد كربى‬
‫إليجادهم بيننا‪ ،‬حقق الله اآلمال‪ ،‬خاصة وأن موالنا أمري املؤمنني جاللة امللك محمد‬
‫مبدينة الرباط‪.‬‬
‫السادس نص يف أكرث من مناسبة عىل أن التنمية البرشية املنشودة يجب أن تأخذ بعني‬
‫االعتبار البعد الروحي‪ ،‬ففي رسالته األخرية املوجهة للمشاركني يف اللقاء األول للعاملات‬
‫‪ - 3‬دواع ـ ـ ــي الـمـش ـ ــروع‪:‬‬
‫والواعظات واملرشدات املؤطرات للشأن الديني بالرباط يوم ‪ 24‬رجب ‪1430‬هـ ‪17 /‬‬
‫ميكن إجاملها فيام ييل ‪:‬‬
‫يوليوز ‪2009‬م‪ ،‬يقول أعزه الله‪:‬‬
‫‪ -‬جهل عموم املواطنني وكذا بعض القيمني الدينيني بالثوابت الدينية لهذه األمة‬
‫املتمثلة يف العقيدة األشعرية واملذهب املاليك والتصوف السني وإمارة املؤمنني وما يرتبط‬
‫( وها هي قافلة التنمية البشرية التي اخترناها عنوانا لمشروعنا المجتمعي‪،‬‬
‫بذلك من معرفة رموزها وأعالمها ومبادئها ومضامينها العلمية والعملية وأشهر ما يتداول‬
‫الحضاري التجديدي الشامل تواصل بعون اهلل وتوفيقه مسيرتها الظافرة نحو‬
‫من مصادرها‪.‬‬
‫تحقيق األهداف التي رسمناها والمقاصد التي توخيناها‪ .‬وكما ال يخفى‬
‫عليكم فإن أي تنمية لإلنسان ال تأخذ بعين االعتبار بعديه الروحي‬
‫‪ -‬إقبال جمهور املثقفني‪ ،‬وخاصة األطر العليا من األساتذة واألطباء واملهندسني عىل‬
‫والجسدي‪ ،‬تظل ناقصة وبدون جدوى‪ ،‬وبالتالي لن يتحقق معها التوازن‬
‫طلب العلم الرشعي الرصني واملمنهج وقصدهم املدارس القرآنية التي أنشأها بعض‬
‫المبتغى واإلصالح المنشود‪.‬‬
‫املحسنني من أجل سد الفراغ الحاصل يف هذا املجال‪ ،‬واألصل أن يكون دور هذه املدارس‬
‫مكمال لدور املساجد بدل العكس‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك‪ ،‬فإن ما نبذله من جهود دؤوبة وما نطلقه من أوراش‬
‫كبرى‪ ،‬في سبيل النهوض باألوضاع االجتماعية واالقتصادية للمواطن‬
‫‪ -‬أن الكرايس العلمية تكون يف الغالب محصورة يف مسجد واحد مام يحول دون‬
‫المغربي‪ ،‬ال يعادله إال ما نقوم به من مبادرات للرقي بالبعد الروحي بكل‬
‫استفادة فئات عريضة من الناس‪ ،‬لبعده عنهم‪ ،‬وألن الوقت املربمج لها غري مناسب لهم‪،‬‬
‫مستوياته ثقافيا ودينيا‪ ،‬وذلك من خالل اإلصالحات العميقة التي تشمل‬
‫كام يحول كذلك دون معرفتهم بعلامئهم الذين يفرتض بهم أن يكونوا معروفني لدى‬
‫مختلف الهيئات والمؤسسات ذات الصلة بالشأن الديني)‪.‬‬
‫الناس يغشون مجالسهم ويشاركونهم أفراحهم وأتراحهم ‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫‪ - 4‬أه ـ ـ ـ ــداف المش ـ ــروع‪:‬‬

‫يهدف مرشوع الكرايس العلمية إىل‪:‬‬


‫‪ - 1‬تقريب العلامء من الناس قصد تبصريهم بأمور الدين اإلسالمي الحنيف وإحياء دور‬
‫املسجد يف نرش فنون العلم واملعرفة‪.‬‬
‫‪ - 2‬إحياء االهتامم بالكرايس العلمية والرفع من عددها ونرش ثقافة التحبيس عليها سريا‬
‫عىل ما دأب عليه املغاربة منذ القدم‪.‬‬
‫‪ - 3‬املساهمة الفعلية يف التعريف بالثوابت الدينية لألمة املغربية وبيان دورها يف‬
‫تحقيق الوحدة التي يتمتع بها املغاربة منذ قرون‪.‬‬

‫‪ – 5‬الفئـ ـ ـ ــة المستهدفـ ـ ــة‪:‬‬

‫القيمون الدينيون‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬


‫طلبة العلـــــــــم‪.‬‬ ‫‪ -‬‬
‫عامة النـــــــــاس‪.‬‬ ‫‪ -‬‬

‫‪ – 6‬ورقــة حــول الكرسـ ـ ـ ــي‪:‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الهــدف من تدري ــس الـمـ ــادة‪:‬‬

‫‪ -‬إحياء النفوس بتعاليم القرآن الكريم القامئة عىل العقيدة السليمة واملعاملة الحسنة‬
‫والتصور الصحيح للحياة اإلنسانية ذات املعامل والغايات الواضحة‪.‬‬
‫‪ -‬تيسري فهم القرآن الكريم وتدبر معانيه والوقوف عىل مكامن اإلعجاز فيه‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة وفهم الظواهر النفسية واالجتامعية واالقتصادية التي عاشها اإلنسان وال يزال‬
‫ومعرفة املنهج اإللهي القويم يف معالجتها‪.‬‬

‫‪-‬المصدر األصل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪:‬‬


‫املحرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز البن عطية‬ ‫كرسي‬
‫أ‪-‬التعريف بصاحب الكتاب‬ ‫اإلمام‬
‫ابن عطية‬
‫صاحب هذا التفسري هو اإلمام العالمة محمد عبد الحق بن غالب بن عطية املحاريب‬
‫الغرناطي األندليس‪ ،‬نشأ يف بيت علم وفضل‪ ،‬اعتنى به والده‪ ،‬وطلب العلم عىل علامء‬
‫بلده وهو مراهق وكان يتوقد ذكاء‪ ،‬ثم رحل طالباً للعلم إىل أن أحاط بعلوم عديدة مام‬
‫كان معروفا يف زمانه‪.‬‬
‫(مادة التفسري)‬

‫قال عنه الحافظ خلف بن بشكوال‪ :‬كان واسع املعرفة قوي األدب متفننا يف العلوم أخذ‬
‫الناس عنه رحمه الله تعاىل‪*.‬‬
‫تويف يف رمضان من عام ‪ 541‬هـ بعد أن خلف آثارا عديدة أهمها تفسريه املسمى‪:‬‬
‫املحرر الوجيز يف تفسري الكتاب العزيز‬

‫*[ترجمته يف السري‪ 19/587-588 :‬ط مؤسسة الرسالة]‬

‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫وقد أجمع العلامء عىل حجيته وأهميته العلمية فقد أحسن فيه وأبدع‪ ،‬وطار –لحسن‬
‫الـمـصـ ـ ـ ــادر التكميلي ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫نيته‪-‬كل مطار‪ ،‬وهو أصدق شاهد عىل تضلع صاحبه يف علوم اللغة والنحو والحديث‬
‫الجامع ألحكام القرآن لإلمام القرطبي‪ ،‬أحكام القرآن البن العريب‪ ،‬تفسري اإلمام الطربي‪،‬‬
‫والفقه مع حصافة رأيه واتساع أفقه وعمق بحثه ورسوخ ملكته‪ ،‬وقد وصفه أبو حيان‬
‫روح املعاين لأللويس‪ ،‬التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور‪ ،‬تفسري املنار لرشيد رىض‪ ،‬أضواء‬ ‫صاحب البحر املحيط بقوله‪ُّ :‬‬
‫«أجل َمن صنَّف يف التفسري‪ ،‬وأفضل من تعرض فيه للتنقيح‬
‫البيان يف إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي‪.‬‬
‫والتحرير»‪.‬‬
‫أستاذ الكرسي‪ :‬فضيلة األستاذ مصطفى البيحياوي‬
‫ب‪-‬التعريف بالكتاب المقرر‬
‫ويعترب كتاب «املحرر الوجيز» من كتب التفسري باملأثور‪ ،‬إذ كان ابن عطية مييل‬
‫السي ـ ـ ـ ـ ــرة الذاتي ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫إىل تفسري القرآن بالقرآن‪ ،‬فيختار من بني اآلراء ويرجح بينها مبا يوافق القرآن ويدعمه‪،‬‬
‫أبو سليامن مصطفى بن أحمد بن عبد الرحامن البيحياوي املراكشـي مولدا الطنجي‬
‫ويعتمد عىل املأثور من األحاديث النبوية ويتخري بني أقوال الصحابة والتابعني أصحها‬
‫منزال وقرارا‪ ،‬ولد سنة ‪1950‬مبدينة مراكش الحمراء ونشأ بها يف كنف والده الشيخ أحمد‬
‫وأقربها ملقتىض الرشع ومقاصده‪،‬كام يهتم بذكر القراءات القرآنية الصحيحة‪...‬‬
‫بن عبد الرحامن البيحياوي حيث حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم متنقال يف ذلك‬
‫بني حلقات العلم التقليدية ومستويات املناهج العرصية‪.‬‬
‫ويتميز تفسريه بأمور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬ال يقبل من الروايات املأثورة إال ما صح عنده أو شهدت له األصول الرشعية من كتاب‬
‫وقد تتلمذ عىل ِج َّلة من الشيوخ‪ ،‬حيث أخذ القرآن والقراءات والنحو عىل والده‬
‫أو سنة أو إجامع‪.‬‬
‫الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البيحياوي‪ ،‬وأخذ عن األستاذ اللغوي أحمد الرشقاوي إقبال‪،‬‬
‫‪ -‬ال يستشهد باإلرسائيليات بل انتقد من سبقه من املفرسين الذين اعتمدوا عىل‬
‫والشيخ محمد بن إسامعيل والشيخ املقرئ عبد الفتاح القايض والشيخ عبد الحكيم عبد‬
‫هذا النوع من الروايات‪ ،‬وقد عرب عن هذا املعنى يف مقدمة تفسريه بقوله‪( :‬ال أذكر من‬
‫اللطيف والشيخ عبد الله بن الصديق والشيخ عبد العزيز بن الصديق والشيخ الفقيه‬
‫القصص إال ما ال تنفك اآلية إال به)‪.‬‬
‫الرحايل الفاروقي والفقيه الحسن الزهراوي والشيخ عبد الله الحموي امليك وآخرين‪.‬‬
‫‪ -‬يكرث من االستشهاد بالشعر ويهتم بالصناعة النحوية‪.‬‬
‫وظل عىل هذا النهج إىل أن أتم مشواره‪ ،‬ثم اشتغل بالتدريس ثم مفتشا بالسلك الثاين‬
‫‪ -‬امتاز كذلك بسالسة األسلوب وسهولة العبارة بعيدا عن أي غموض أو تعقيد‪.‬‬
‫من التعليم الثانوي‪ ،‬وهو اآلن يرشف عىل إدارة مدرسة اإلمام الشاطبي لتحفيظ القرآن‬
‫وقد اهتمت وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية يف املغرب بهذا الكتاب‪ ،‬فعملت عىل طبعه‬
‫الكريم وتدريس علومه بطنجة‪ ،‬كام ميارس الخطابة باملسجد املالصق للمدرسة ويلقي‬
‫وإخراجه إىل الوجود يف ‪ 16‬جزء سنة (‪1395‬هـ‪1975/‬م) وتوىل تحقيقه املجلس العلمي‬
‫دروسا تطوعية للعموم يف التفسري والحديث والقراءات وغريها‪ .‬وله أعامل جليلة منها‪:‬‬
‫بفاس‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫‪ -‬أنظام يف تراجم البخاري‪.‬‬


‫منهـ ـ ـ ـ ـ ــج التدري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‪:‬‬
‫‪ -‬نظم يف مغازي الرسول صىل الله عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -‬نظم للعقيدة الطحاوية‪.‬‬
‫تقديم عام للامدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تكميل نظم العالمة نارص الدين أيب العباس أحمد بن محمد املاليك اإلسكندراين‬
‫تحديد بطاقة السورة‪ :‬موضوعها ‪ ،‬قسمها ‪،‬عددها‪ ،‬سبب نزولها ‪.....‬‬ ‫‪-‬‬
‫املعروف بابن املنري املسمى «التيسري العجيب يف تفسري الغريب» سامه «إضافة اللبيب‬
‫التفسري املوضعي لآلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لتكميل التيسري العجيب يف تفسري الغريب»‪.‬‬
‫رشح املفردات وبيان ما فيها من النكت البيانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الدليل األوفق إىل رواية ورش من طريق األزرق مبشاركة علامء آخرين (من إصدارات‬
‫بيان ما فيها من األحكام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية)‪.‬‬
‫الكالم عىل الخالف اإلقرايئ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشهـ ـ ــادات واإلجـ ـ ـ ــازات‪:‬‬
‫يستعان باإلمالء فيام يخص بعض النكت املرتبطة باملرسوم أو القراءة وتوجيهها أو بعض‬
‫اإلشارات واللطائف مام يجب حفظه والعناية به‪.‬‬
‫• إجازة يف اآلداب‪.‬‬
‫• إجازة يف الفلسفة‪.‬‬
‫اإلج ـ ـ ـ ــازة والش ـ ـ ــروط‪:‬‬
‫• دبلوم الدراسات العليا املعمقة يف القراءات‪.‬‬
‫• دبلوم التفتيش الثانوي‪.‬‬
‫تعطى إجازة توصيفية لتقدير التحصيل للطالب املواظب عىل الحضور بعد اختباره يف‬
‫• إجازات يف روايات قرآنية مختلفة من الشيوخ ‪ :‬عبد الفتاح القايض‪ ،‬عبد الحكيم عبد‬
‫املادة من طرف الشيخ‪.‬‬
‫اللطيف ‪،‬الشيخ الحلواين ‪ ،‬والشيخ عبد الله الحموي املاليك‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الهدف من دراســة الـم ـ ــادة‪:‬‬

‫‪ -‬التعريف بحقوق املصطفى صىل الله عليه وسلم‪.‬‬


‫‪ -‬تقوية أوارص املحبة باعتبارها قطب رحى الدين‪.‬‬
‫‪ -‬إحياء مجالس رسد الشفا باعتبارها املجالس التي تستجلب لها املنافع وتستدفع بها‬
‫املكاره‪.‬‬

‫المصدر األصلي‪:‬‬
‫الشفا بتعريف حقوق املصطفى للقايض عياض‪.‬‬
‫كرسي‬
‫أ‪-‬التعريف بصاحب الكتاب المقرر‬
‫اإلمام‬
‫هو اإلمام املحدث أبو الفضل عياض بن موىس بن عياض بن عمرون بن موىس اليحصبي‬
‫السبتي أحد علامء املغرب املوسومني بالصالح والتصوف‪ ،‬وهو إمام زمانه يف علوم النحو‬ ‫القـاضي عي ـ ــاض‬
‫واللغة والحديث والعلم بأخبار العرب وأنسابهم‪ .‬ولد بسبتة عام ‪476‬هـ يف أرسة عرفت‬ ‫(مادة السرية النبوية)‬
‫بالعلم والفضل‪ ،‬وتفقه يف كثري من العلوم عىل يد شيوخ عرصه‪ ،‬وغني عن البيان أن علامء‬
‫املغرب واملرشق أجمعوا عىل سمو مكانته وأثنوا عليه كثريا‪.‬‬

‫تويف مبراكش عام ‪544‬هـ مخلفا أزيد من ‪ 30‬مؤلفا معظمها من التآليف الكثرية النفع‬
‫الكبرية الحجم‪ ،‬وأشهرها وأجلها هذا الكتاب العظيم الذي مل يؤلف يف اإلسالم مثله‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الشهــادات واإلجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــازات‪:‬‬ ‫ب‪-‬التعريف بالكتاب المقرر‬


‫« الشفا بتعريف حقوق املصطفى» وهو أجمع كتاب يف فضائل نبينا صىل الله عليه وسلم‬
‫اإلجازة يف اآلداب شعبة الدراسات اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ومعجزاته وشامئله وحقوقه وجميع ما يتعلق به‪ ،‬وقد انتفع به الناس وعكفوا عىل قراءته‬
‫دبلوم الدراسات العليا املعمقة من وحدة مناهج الدراسات العلمية للسرية النبوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يف املشارق واملغارب‪ .‬جعله أقساما أربعة‪ ،‬تحت كل قسم عدة أبواب‪ ،‬ويف كل باب‬
‫دبلوم الدراسات العليا املعمقة من مؤسسة دار الحديث الحسنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫فصول‪ ،‬ويف ثنايا كل فصل ما يطرب القارئ من نفائس األبحاث املعززة باآليات القرآنية‬
‫مجاز يف العلوم الرشعية من عدة مشايخ‪ ،‬إجازة عامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫واألحاديث النبوية وأقوال األمئة والعلامء‪.‬‬
‫يحرض الدكتوراه يف (برنامج أيب عبد الله التجيبي ت ‪610‬ه دراسة وتحقيق)‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫طبع الكتاب عدة طبعات‪ ،‬ولعل أحسنها تلك التي هذبها الشيخ عبد الله التليدي‬
‫وهي موجودة ومتداولة‪.‬‬
‫منهـ ـ ـ ـ ـ ــج التدريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‪:‬‬
‫الـمـصـ ـ ـ ـ ـ ــادر التكميليـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫مقدمة عامة يف ‪:‬‬ ‫الشامئل املحمدية للرتمذي‪ ،‬دالئل النبوة للبيهقي‪ ،‬دالئل النبوة أليب نعيم‪ ،‬الروض األنف‬
‫‪ -‬عناية الناس بالشفا ومالزمتهم لقراءته ورسده‪.‬‬ ‫للسهييل‪.‬‬
‫‪ -‬بيان غرض املصنف من تأليف الكتاب‪.‬‬
‫‪ -‬ربط النصوص الواردة فيه بزمانها ومكانها يف سرية الرسول صىل الله عليه وسلم بعد‬ ‫أستاذ الكرسي‪ :‬فضيلة األستاذ الحسن إد سعيد‬
‫رسدها‪.‬‬
‫‪ -‬بيان فقه النصوص وما يستفاد منها وكيفية تنزيلها‪.‬‬ ‫السي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة الذاتي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬

‫اإلجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــازة والشـ ـ ـ ــروط‪:‬‬ ‫الحسن بن الحسني إد سعيد الحميدي السكتاين املولود سنة ‪1384‬ه املوافق ل‬
‫‪1/1/1965‬م بدوار أيت أعزي أيت حميد تاليوين إقليم تارودانت‪ ،‬يشغل اآلن منصب‬
‫تعطى إجازة توصيفية لتقدير التحصيل للطالب الذي تتوفر فيه الرشوط التالية ‪:‬‬ ‫مدير برنامج تكوين األمئة واملرشدات‪ ،‬وهو عضو مؤيد برابطة علامء املغرب منذ سنة‬
‫‪ -‬أن يكون له من الخلق والتعلق بالجناب النبوي ما يؤهله لذلك‪.‬‬ ‫‪ ،1991‬وعضو يف اللجنة الوطنية لوضع مقرر التعليم العتيق سنة ‪ 2003‬بعدما درس‬
‫‪ -‬أن يكون دارسا للسرية النبوية دراسة متكنه من االستفادة منها والذب عنها‪.‬‬ ‫مجموعة من العلوم الرشعية يف املدرسة العتيقة ملدة ‪ 12‬سنة ومجموعة من املواد كأستاذ‬
‫‪ -‬أن يستقيم لسانه يف اللغة العربية متمكنا من قواعدها فهام وأداء‪.‬‬ ‫عريض بكلية اآلداب بأكادير‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪24‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الهـ ـ ــدف من تدري ــس الـمـ ـ ـ ــادة‪:‬‬

‫‪ -‬التعريف باملذهب ورجاالته ومصادره‪.‬‬


‫‪ -‬إحياء الروح االندماجية التي تحققها أصول املذهب والتي تسهم يف صياغة مجتمع‬
‫مغريب قوي ومتآلف‪.‬‬
‫‪ -‬تعليم الفئات املستهدفة ما يجب أن يعلم من الدين رضورة يف الجانب الفقهي‪.‬‬

‫الـمـصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر األصل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪:‬‬


‫موطأ اإلمام مالك رواية يحيى بن يحي الليثي‪ ،‬رشح الزرقاين‪.‬‬

‫أ‪-‬التعريف باإلمام مالك‬ ‫كرسي‬


‫اإلمام مالك هو‪ :‬مالك بن أنس ابن أيب عامر عمرو األصبحي‪ ،‬أبو عبد الله املدين الفقيه‪،‬‬
‫إمام دار الهجرة رأس املتقنني وكبري املتثبتني‪*.‬‬ ‫اإلمام مالك‬
‫مجمع عىل إمامته ودينه وورعه‪ ،‬وقد أورد القايض عياض يف املدارك من ثناء األمئة عليه‬
‫علام‪ ،‬ودينا‪ ،‬وعقال‪ ،‬ورصانة‪ ،‬وهدى‪ ،‬وورعا جاللة ومهابة ما فيه الكفاية‪ ،‬وكذا السيوطي‬
‫(مادة الفقه)‬
‫يف تزيني املاملك مبناقب مالك‪**.‬‬
‫ولد سنة ‪ 93‬أو ‪ 94‬هـ وتويف سنة ‪ 179‬هـ‪ ،‬بعد أن ترك أثرا عظيام يف الفقه اإلسالمي‬
‫فاز به عىل من قبله واقتفى آثاره فيه من بعده‪***.‬‬

‫*(تقريب التهذيب ص ‪ 449‬ت ‪.)2425‬‬


‫**(الفكر السامي يف تاريخ الفقه اإلسالمي ل ‪( :‬محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي ج ‪ 2‬ص ‪.)474‬‬
‫***(املصدر السابق ص ‪.)453‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪26‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫وأعظم ذلك وأجله كتابه املوطأ‪ ،‬وسامه بذلك ألنه وطأ به الحديث أي يرسه للناس‪ ،‬أو‬
‫ب‪-‬التعريف بالكتاب المقرر‬
‫ملواطأة علامء املدينة له وموافقتهم عليه‪ ،‬قال اإلمام مالك ‪ :‬عرضت كتايب هذا عىل سبعني‬
‫فقيها من فقهاء املدينة فكلهم واطأين عليه‪ ،‬فسميته املوطأ‪*.‬‬
‫من أهم الرشوح عىل املوطأ التي تداولها طلبة العلم يف عدد من بلدان العامل اإلسالمي‬
‫وهو معتمد الفقهاء يف رشح أحاديث املوطأ إىل وقت قريب ألن صاحبه قد اعتنى كثرياً‬
‫وقد رواه عنه جامعات كثرية‪ ،‬وبني رواياتهم اختالف من تقديم وتأخري‪ ،‬وزيادة ونقص‪،‬‬
‫رش َح جميع ذلك معتمداً عىل كتب ال ّلغة واملعاجم‪ ،‬مع‬ ‫بضبط األلفاظ الغريبة وتفسريها‪ ،‬و َ‬
‫واشتهرت يف بالد الغرب اإلسالمي رواية يحيى بن يحيى الليثي‪ ،‬وهي املعتمدة عند‬
‫االعتناء بأوجه اإلعراب اعتنا ًء جيدا‪ ،‬كام اعتنى بحكاية أقوال العلامء يف املسائل الفقه ّية‬
‫علامئنا يف هذا البلد قدميا وحديثا‪.‬‬
‫ً‬
‫وناقضا‬ ‫وأوج ِه الخالف فيها مع بيان أد ّلتهم عليها‪ ،‬وغالباً ما يورد أد ّلة املالك ّية مؤيدا لها‬
‫قدح واعرتاض‪ ،‬ثم يذكر من تابع اإلمام مالكاً من أمئة املذاهب األخرى‪،‬‬ ‫ملا قيل فيها من ٍ‬ ‫و قد اهتم العلامء مبوطأ مالك فرشحوه وعرفوا برجالــه‪ ،‬ووصلوا مراسيله و منقطعاته‪،‬‬
‫كام اعتنى بتخريج األحاديث بذكر من أخرج الحديث من أصحاب الكتب الستّة وغريهم‪،‬‬
‫ومن رشوحه املهمة «االستذكار يف رشح مذاهب علامء األمصار» و «التمهيد ملا يف املوطأ‬
‫الصحيحني أو أحدهام‪ ،‬وقد اعتنى كذلك بالجمع بني‬ ‫وخاصة إذا كان الحديث املرشوح يف ّ‬ ‫ّ‬
‫من املعاين واألسانيد» وكالهام البن عبد الرب القرطبي ت ‪**.463‬‬
‫األحاديث ا ّلتي ظاهرها التّعارض ‪ ،‬إ ّما بأجوب ٍة منقول ٍة عن أهل العلم ّ‬
‫السابقني‪ ،‬أو مبا أدّاه‬
‫إليه اجتهاده وفهمه ونظره‪.‬‬
‫ويعترب رشح اإلمام أيب عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد بن علوان‬
‫الزرقاين األزهري املرصي من أشهر الرشوح وأيرسها التي ذاعت يف القرون األخرية‪.‬‬
‫أما املصادر التي اعتمد عليها؛ فنجده يكرث من النقل عن ابن عبد الرب يف كتابيه التمهيد‬
‫واالستذكار‪ ،‬واملنتقى للباجي‪ ،‬ورشح مسلم للنووي‪ ،‬وفتح الباري البن حجر‪ ...‬وغريها من‬
‫ب‪-‬التعريف باإلمام الزرقاني‬
‫كتب الرشوح‪ ،‬هذا إىل جانب اعتامده عىل كتب الحديث املشهورة‪ ،‬كاألمهات الست‪،‬‬
‫وفضل وأَد ٍَب‪ ،‬ف َت َل ّقى تعليمه‬
‫ٍ‬ ‫علم‬
‫ولد اإلمام الزرقاين يف مرص عام ‪1055‬هـ يف َب ْي ِت ٍ‬
‫ومعاجم الطرباين‪ ،‬وكتب الدارقطني‪ ،‬ومستدرك الحاكم وغريها من كتب منت الحديث‪.‬‬
‫األَ َّويل عن والده العالمة الجليل عبد الباقي بن يوسف شارح «مخترص خليل»‪َ ،‬‬
‫وح َِرص‬
‫وقد عني العلامء به فوضعوا عليه حواش وتعليقات منها «تعليق» لسلطان املغرب املوىل‬
‫عىل التتلمذ عىل أبرز شيوخ بلده املعروفني‪ ،‬فخدم العلم خدمة جليلة ما يقارب سبعا‬
‫سليامن بن محمد بن عبد الله العلوي (تـ‪1238‬هـ)‪.‬‬
‫وستني سنة‪ ،‬إىل أن وافته املنية ببلده يف مرص سنة (‪1122‬هـ)‪ .‬وله ـ رحمه الله ـ آثار‬
‫غزيرة النفع‪ ،‬جليلة القدر‪ ،‬من أشهرها عىل اإلطالق – كام سلف‪ -‬هو رشحه عىل املوطأ‪.‬‬
‫طبع هذا الكتاب ألول مرة سنة ‪1280‬هـ ‪1863/‬م‪ ،‬ومازالت طبعاته تتواىل إىل اليوم‪ ،‬وال‬
‫تزال بحاجة إىل تحقيق علمي يصل بالكتاب إىل املستوى املأمول‪.‬‬
‫*(بحوث يف تاريخ السنة املرشفة د‪ .‬أكرم ضياء العمري ص ‪.)309‬‬
‫**(املصدر السابق ص ‪.)311‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الرحيم نبوليس‪ ،‬فأجازه باإلسناد املتصل إىل رسول الله صىل الله عليه وسلم ولقي ثلة من‬
‫الـمـصـ ـ ــادر التكميلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫العلامء كاألستاذ الدكتور فاروق حامدة واألستاذ الدكتور محمد الرويك والشيخ البودراري‬
‫رحمه الله والشيخ األديب الشاعر مصطفى النجار وغريهم‪ ،‬وأجازه الشيخ العالمة محمد‬
‫من أجل التوسع ‪« :‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد»‪« ،‬واالستذكار الجامع‬
‫الحسن الددو الشنقيطي إجازة يف املوطأ برواية يحيى الليثي وبرواية أيب مصعب الزهري‬
‫ملذاهب فقهاء األمصار وعلامء األقطار فيام تض ّمنه املوطأ من معاين اآلثار»‪ ،‬ورشح ذلك‬
‫وأجازه يف الكتب الستة ويف ألفية العراقي ويف نظم الفصيح أليب املرحل وغري ذلك‪ ،‬كام‬
‫ك ّله باإليجاز واالختصار‪ ،‬كالهام للحافظ ابن عبد الرب (ت ‪463‬هـ) ثم املنتقى يف رشح‬
‫أجازه إجازة عامة يف كل ما يصح له أن يرويه وأجازه أيضا محمد األمني بوخبزة الحسني‬
‫املوطأ أليب الوليد سليامن بن خلف الباجي املاليك (تـ‪494‬هـ) ثم القبس يف رشح موطأ‬
‫يف الكتب الستة وسائر مرويات شيخه الحافظ أحمد بن الصديق الغامري رحمه الله‪،‬‬
‫مالك بن أنس أليب بكر بن العريب‪ ،‬وغريب املوطأ البن حبيب‪ ،‬مشارق األنوار للقايض‬
‫وكانت له رحالت إىل القطر املوريتاين‪ ،‬لقي فيه طائفة من العلامء كالشيخ محمد سامل بن‬
‫عياض‪ ،‬وسائر كتب رشوح الحديث‪.‬‬
‫عبد الودود الشنقيطي الهاشمي رحمه الله والشيخ أحمد ولد املرابط وغريهام‪ ،‬وسافر‬
‫إىل مرص فلقي هناك بعض علامء األزهر الرشيف وجلس يف حلقة شيخ األزهر محمد‬
‫الطنطاوي‪ ،‬وسافر إىل الحرمني ولقي طائفة من العلامء هناك كالشيخ عطية سامل املرصي‬
‫أستاذ الكرسي‪ :‬فضيلة األستاذ سعيد الكملي‬
‫رحمه الله والشيخ عبد املحسن العباد والشيخ محمد بن محمد املختار الشنقيطي رحم‬
‫الله األموات منهم وحفظ األحياء‪.‬‬
‫السيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة الذاتيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫الشهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادات واإلجـ ـ ـ ـ ـ ــازات‪:‬‬
‫األستاذ سعيد بن محمد الكميل ولد سنة ‪1392‬هـ ‪ 23/05/1972 /‬بالرباط‪ ،‬تلقى تعليمه‬
‫‪ -‬اإلجازة يف شعبة الدراسات اإلسالمية‪.‬‬
‫اإلعدادي والثانوي بثانوية موالي يوسف ثم بدار السالم ثم العايل باملعهد العايل الدويل‬
‫‪ -‬ماجستري يف الدراسات اإلسالمية‪.‬‬
‫للسياحة بطنجة‪ ،‬وحصل منه عىل شهادة املاسرت يف تسيري وإدارة املقاوالت السياحية‪ ،‬ثم‬
‫‪ -‬تسجيل أطروحة الدكتوراه عن السنة النبوية واستدالل املالكية بها‪.‬‬
‫د ّرس بعد ذلك يف جامعة محمد الخامس كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬شعبة الدراسات‬
‫‪ -‬إجازة يف القراءات السبع من الشيخ عبد الرحيم نبوليس‪.‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مادة الفقه والحديث‪ ،‬وهذه كانت موادا مقررة عىل الطلبة كام درس موادًّا‬
‫‪ -‬إجازة يف املوطأ بروايتي يحيى الليثي وأيب مصعب الزهري من الشيخ محمد الحسن‬
‫أخرى تطوعية منها النحو واألصول واملواريث‪.‬‬
‫الددو‪.‬‬
‫وأثناء دراسته األكادميية‪ ،‬كان يد ُرس العلوم الرشعية فكان يحفظ القرآن عىل أبيه وحفظ‬
‫بعض املتون يف النحو والرصف والبالغة والتجويد والقراءات والفقه والحديث واملنطق‬
‫واألدب‪ ،‬ثم قرأ القراءات السبع املتواترة عىل الشيخ العالمة املقرئ الحافظ الدكتور عبد‬
‫‪31‬‬ ‫‪30‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الهــدف من تدريــس الـم ـ ـ ــادة‪:‬‬

‫‪ -‬التعريف باملذهب العقدي ورجاالته ومصادره‪.‬‬


‫‪ -‬تحصني املواطنني من االنزالقات العقدية التي يكون لها تأثري سلبي عىل املسار‬
‫التنموي للبالد‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية عنرص املامنعة واملقاومة لكل االنحرافات الفكرية لدى املواطنني‪.‬‬

‫المصدر األصلي‪:‬‬
‫ال ُّل َمـع يف الرد عىل أهل الزيغ والبـدع‪ .‬لإلمام أيب الحسن األشعري‬ ‫كرسي‬
‫أ‪-‬التعريف بصاحب الكتاب‬ ‫اإلمام‬
‫أبي الحسن‬
‫هو‪ :‬أبو الحسن عيل بن إسامعيل بن أيب برش إسحاق بن سامل بن إسامعيل بن عبد‬
‫الله بن موىس بن بالل بن أيب ُبر َد َة عامر ابن صاحب رسول الله صىل الله عليه وسلم أيب‬

‫األشعري‬
‫موىس األشعري‪.‬‬
‫ولد بالبرصة سنة ‪260‬هـ وسكن بغداد وتويف بها سنة ‪324‬هـ‪ .‬وعاش – رحمه الله ‪ -‬يف‬
‫حضن زوج أمه شيخ املعتزلة يف زمنه أيب عيل الجبايئ‪.‬‬
‫مل ينل أبو الحسن األشعري ما يستحقه من عناية تتناسب مع مركزه كرائد روحي ألغلب‬ ‫(مادة العقيدة)‬
‫املسلمني إىل اليوم‪ ،‬فحياته ونشأته وكتبه ومؤلفاته‪ ،‬وخصائصه‪ ،‬وصفاته‪ ،‬ال تكاد تجد عنها‬
‫يف كتب املسلمني‪ ،‬بل ويف كتب األشاعرة أنفسهم إال نتفا متفرقة كتلك التي نجدها يف‬
‫كتاب وفيات األعيان البن خلكان وكتاب الطبقات لسبيك‪ ،‬وهي نتف ال تنقع غلة وال‬
‫تشفي غليال‪ ،‬والكتاب الوحيد الذي حاول صاحبه أن يكتب يف ذلك كتابة مستفيضة هو‬
‫كتاب «تبيني كذب املفرتى» البن عساكر‪ ،‬وهي محاولة تحمد لصاحبها ولكنها مل تنجح‬
‫يف إعطاء صورة علمية تحليلية عن شخصية األشعري‪ ،‬ومع ذلك فالكتاب مملوء بالرؤى‬
‫والبشارات واألشعار مام يجعله بعيد الصلة باملنهج العلمي‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫أما مذهب األشعري نفسه فقد مزجه أغلب أتباعه بآرائهم ومن حاول منهم كالشهرستاين‬
‫أستاذ الكرسي‪ :‬فضيلة األستاذ محمد أمين اإلسماعيلي‬
‫أن يصنعه يف صورة خاصة متيزه عن رأي تالميذه وخلفائه‪ ،‬فإنه مل يسلم من الخطأ يف هذا‬
‫التصوير مام كان له أسوأ األثر يف تكوين فكرة خاطئة عن هذا املذهب يف نفس قارئــه‪.‬‬
‫السي ـ ـ ـ ـ ـ ــرة الذاتيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫ولعل كريس اإلمام األشعري سيكون عىل قاعدة رد االعتبار و تبيني الحق الذي هو األصل‬
‫األصيل لإلمام األشعري‪.‬‬
‫الدكتور محمد أمني اإلسامعييل أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط‪ ،‬ومسؤول عن‬
‫ماسرت املذاهب العقدية يف الفكر اإلسالمي‪.‬‬
‫ب‪-‬التعريف بالكتاب المقرر‬
‫شغل عدة مناصب منها مدير ديوان وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬ورئيس شعبة‬
‫ميتاز كتاب «اللمع يف الرد عىل أهل الزيغ والبدع» للشيخ أيب الحسن عيل بن إسامعيل‬
‫الدراسات اإلسالمية يف جامعة الحسن الثاين وجامعة محمد الخامس‪ ،‬ومسؤول عن وحدة‬
‫األشعري بأسلوبه الرصني وتسلسله املنطقي‪ ،‬وقوة حجته‪ ،‬فيه يحاور مخالفيه حوارا هادئا‬
‫املناظرات يف الفكر اإلسالمي‪ ،‬ومشارك يف عدة مؤمترات محلية ودولية وله مؤلفات منها‪:‬‬
‫فيبطل فيه أفكارهم‪ ،‬ويدحض نظرياتهم‪ ،‬ويعريها من منهجيتها ومصداقيتها‪ .‬ويقر الحلول‬
‫‪« -‬التوحيد يف مدارج السالكني»‬
‫بدون شعور بالغلبة بل العذر مقدم عن أي يشء آخر‪.‬‬
‫‪« -‬جوانب من الغزو الفكري املعارص»‬
‫‪« -‬أمري املؤمنني العقديني مالك بن أنس»‬
‫المص ـ ـ ــادر التكميليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫‪« -‬نصوص من الكتب املقدسة»‬
‫‪« -‬الحوار بني األديان»‪ :‬أم الرباهني‪ :‬رشح محمد امليك البطاوري‬
‫مقاالت اإلسالميني أليب الحسن األشعري‪ ،‬الرشح والداللة عىل مقدمة الرسالة البن أيب‬
‫كام أنتج أكرث من ‪ 270‬مقالة علمية تتعلق بالحوار بني األديان والعقيدة اإلسالمية وعلم‬
‫زيد القريواين تأليف األستاذ‪ :‬الوزاين بردعي‪ ،‬متون علمية يف العقيدة (أم الرباهني‪ ،‬جوهرة‬
‫التوحيد‪.‬‬
‫التوحيد‪ ،‬مقدمة ابن عارش)‪.‬‬
‫الشهادات واإلجازات‪:‬‬
‫‪ -‬دكتوراه الدولة يف الرشيعة والدراسات اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬إجازة عامة من الشيخ عبد الغفار حسن من باكستان يف كتب السنة‪.‬‬
‫‪ -‬إجازة عامة لتدريس كتاب اإلميان من صحيح البخاري من الشيخ عبد اللطيف‬
‫فرفور‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫‪34‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫إجازة عامة من الشيخ محمد بن علوي مالكـــي‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫إجازات أخرى من عبد الله بن الصديق الغامري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إجازة عامة من محمد متويل الشعـــــــــــراوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إجازة عامة من الشيخ عبد الله كنون الحسنــي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫منهج التدري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‪:‬‬

‫السرب والتقسيم وهو منهج أصويل يستخدم يف جمع العلل مع بعضها وإفراد العلة‬
‫السقيمة ثم إسقاطها وهو منهج ناجع يف تدريس علم التوحيد‪.‬‬

‫اإلج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــازة والش ـ ـ ـ ـ ـ ــروط‪:‬‬

‫تعطى إجازة توصيفية لتقدير التحصيل للطالب رشيطة أن يكون طالب علم حاصال عىل‬
‫التدرج العلمي والخلق الكريم أو مجازا من الكرايس العلمية يف جامع القرويني أو غريه‬
‫من الكرايس العلمية املعتربة‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫‪36‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الهدف من تدريس المادة ‪:‬‬

‫‪ -‬تخليق القلوب مبحبة الله وترسيخ القيم السامية يف نفوس الناس‪.‬‬


‫‪ -‬ترشيد السلوك الديني العام للمواطنني مبا يؤمنهم روحيا ويدمجهم اجتامعيا‪.‬‬
‫‪ -‬متتني الروابط الروحية بني جميع املكونات الثقافية واالجتامعية والقبلية للمجتمع‪.‬‬

‫المصدر األصلي‪:‬‬
‫رسائل الجنيد ثم الحكم العطائية رشح الشيخ زروق‪.‬‬

‫أ‪-‬التعريف باإلمام الجنيد‬ ‫كرس ــي‬


‫الجنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي البغدادي القواريري شيخ الطريقة وإمامها‪ ،‬ولد‬
‫سنة نيف وعرشين ومائتني‪ ،‬وسمع من الرسي السقطي وصحبه‪ ،‬وتفقه عىل أيب ثور‪.‬‬ ‫اإلمام‬
‫الجنيـ ـ ـ ـ ــد‬
‫كان صاحب علم غزير وحال عظيم‪ ،‬حتى قيل عنه‪ :‬إذا رأيت حاله رجحته عىل علمه‪،‬‬
‫وإذا تكلم رجحت علمه عىل حاله‪ ،‬وكان يقول‪ :‬علمنا – يعني التصوف‪ -‬مضبوط بالكتاب‬
‫والسنة‪ ،‬من مل يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ومل يتفقه ال يقتدى به‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬علمنا‬
‫مشبك بحديث رسول الله صىل الله عليه وسلم‪ .‬ومن حكمه املأثورة‪ :‬أقرب ما تقرب به‬ ‫(مادة التصوف السني)‬
‫املقربون؛ عمل خفي مبيزان ويف‪ .‬مات رحمه الله سنة ‪297‬هـ‪.‬‬

‫ب‪-‬التعريف بالحكم العطائية‬


‫كتاب الحكم البن عطاء الله السكندري هو عبارة عن مجموعة من الحكم صفيت من‬
‫ناحية األسلوب والصياغة‪ ،‬فكانت مثال عاليا لألدب الرفيع يضع ابن عطاء الله يف مصاف‬
‫أعالم األدب الفصيح البليغ‪ ،‬وصفيت من ناحية املضمون فكانت مثال عاليا للفكر الصويف‪،‬‬
‫مام أدى إىل االهتامم بها قراءة وتدريسا ورشحا‪.‬‬
‫ومن أجمل رشوحها؛ رشح الشيخ أحمد بن أحمد بن محمد الفايس املعروف بـ زروق‪،‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪38‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫والهمة العالية إضافة إىل نور البصرية الرباين هو سبب نبوغ هذا العامل الكبري‪.‬‬ ‫وقد علم من حاله مع حكم ابن عطاء أنه افتنت بها افتتانا فكانت ال تفارقه يف سفر وال يف‬
‫تنقل بني مجموعة من املساجد كإمام راتب ليستقر به املقام مبدينة بني مالل كمدير‬ ‫إقامة‪ ،‬وقد رشحها مرارا عديدة‪ ،‬فكان يرشحها فإذا ما انتهى بدأ يرشحها من جديد‪.‬‬
‫وشيخ لدار القران الكريم سنة ‪ ،1991‬وتخرج عىل يديه طلبة كرث يشغلون مناصب‬ ‫والرشح املطبوع املتداول بني أيدينا هو الرشح السابع عرش‪ ،‬وقد نرشته دار البصائر‬
‫متعددة يتميزون بغزارة العلم وطول الباع يف العلوم الرشعية‪.‬‬ ‫بالقاهرة عام ‪ 2004‬بتحقيق‪ :‬عبد الحليم محمود ومحمود بن الرشيف‪.‬‬
‫وقام الشيخ بتدريس‪:‬‬
‫‪ -‬رسالة ابن أيب زيد القريواين‪(.‬يف الفقه)‬ ‫الـمص ـ ـ ـ ــادر التكميليـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫‪ -‬ألفية ابن مالك‪( .‬يف النحــــــــــــــو)‬ ‫رشوح الحكم العطائية‪ ،‬التشوف إىل رجال التصوف‪ ،‬الرسالة القشريية‪ ،‬حلية األولياء أليب‬
‫‪ -‬مراقي السعود‪( .‬يف أصول الفقــــــه)‬ ‫نعيم‪.‬‬
‫‪ -‬ألفية السيوطي‪( .‬يف علوم الحديــث)‬
‫‪ -‬التلخيص للقزويني‪( .‬يف البالغـــــــة)‬ ‫أستاذ الكرسي‪ :‬فضيلة األستاذ عبد اهلل بلمدني‬
‫‪ -‬الجوهر املكنون‪( .‬يف البالغــــــــــة)‬
‫‪ -‬عمدة األحكام‪( .‬يف الفقه املقـــارن)‬ ‫السي ـ ـ ـ ـ ـ ــرة الذاتيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫‪ -‬تفسري القــــــــرآن الكريـــــــــــم‪.‬‬
‫ولد الشيخ عبد الله أبو عطاء الله املعروف بعبد الله بلمدين سنة ‪ 1952‬بالريصاين‬
‫وغري ذلك كثري ال مجال إلحصائه يف هذا املقام‪ ،‬وخالصة القول أنه ما ترك بابا من أبواب‬ ‫إقليم الراشدية جنوب املغرب‪ ،‬ترعرع ونشأ يف بيت علم وورع وتقوى حيث كان أبوه‬
‫العلم الرشعي إال وأتقنه وأفاض القول فيه وتصدى له رشحا ومتحيصا ودراسة‪.‬‬ ‫الشيخ املدين من أعالم تافياللت وشيوخها الذين كانوا وجهة طلبة العلم واألمئة لينهلوا‬
‫وألقى العديد من املحارضات والخطب والدروس داخل املغرب وخارجه‪ ،‬و نرش الكثري‬ ‫من معينه‪.‬‬
‫منها عىل مواقع اإلنرتنيت‪ ،‬كام أنه شارك يف تأطري مجموعة من الدورات العلمية خارج‬ ‫والشيخ بلمدين من الطلبة النجباء لدى أبيه‪ ،‬فلقد حفظ القرآن وهو مل يتم بعد ربيعه‬
‫املغرب‪ ،‬وال ننىس مشاركته املتميزة يف العديد من الربامج التلفزية للقناة األوىل وقناة‬ ‫الثاين عرش‪ ،‬ليتفرغ لحفظ املتون واملنظومات املختلفة‪ ،‬ولينهل من علم أبيه مرابطا بني‬
‫محمد السادس‪.‬‬ ‫يديه منقطعا إىل طلب العلم والتحصيل ال يشغله شاغل حتى نال ما نال من العلم‪.‬‬
‫وهو اآلن عضو املجلس العلمي املحيل ملدينة بني مالل وفاعل أسايس يف أنشطته‪.‬‬ ‫لقد تفتقت مواهب الشيخ مذ كان طالبا للعلم‪ ،‬فتمكن من اللغة العربية وأتقنها‬
‫وأصبح محدثا بارعا ذاع صيته بني الناس‪ .‬فانطلق يعلم القرآن ويحدث الناس حيثام حل‬
‫الشهـ ـ ـ ــادات واإلج ـ ـ ـ ـ ـ ــازات‪:‬‬ ‫وارتحل‪ ،‬ثم إذا فرغ من ذلك عاد إىل بيته‪ ،‬إىل صحبة الكتاب يف عصامية فريدة‪ .‬فهو‬
‫‪ -‬إجازة عامة من والده الشيخ املدين رحمه الله‪.‬‬ ‫ال يكاد يفارق الكتاب إال للرضورة‪ .‬والحق يقال أن التكوين الذايت وتدريس طلبة العلم‬

‫‪41‬‬ ‫‪40‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الهدف من تدريس المادة‪:‬‬


‫• نرش علوم اللغة العربية والعنايـــــــــة بهــــا‪.‬‬
‫• متكني رواد املسجد من جملة من قواعد النحو‪.‬‬
‫• إقدارهم عىل توظيفها مبا يحفظ ألسنتهم من اللحن وكتابتهم من الخطأ‪.‬‬

‫المصدر األصلي‪:‬‬
‫«منت اآلج ُّرومية»‬

‫أ‪-‬التعريف باإلمام ابن آجروم‬ ‫كرسي‬


‫اإلمام‬
‫هو اإلمام أبو عبد ال َّله محمد بن داود الصنهاجي النحوي املشهور بابن ُآج ُّروم ‪ -‬بفتح‬
‫الهمزة املمدودة‪ ،‬وضم الجيم والراء املشددة‪ -‬أي الفقري الصويف كام رشحه بذلك حاجي‬

‫ابن آجروم‬
‫خليفة يف كشف الظنون‪.‬‬
‫ُولِ َد مبدينة فاس سنة اثنتني وسبعني وستامئة من الهجرة ‪672 -‬هـ قال ابن العامد يف‬
‫«شذرات الذهب»‪ 3/62 :‬عن ابن مكتوم قال‪ :‬عن ابن آجروم‪ :‬نحوي مقرئ له معلومات‬
‫من فرائض وحساب وأدب بارع‪ ،‬وله مصنفات وأراجيز‪.‬‬
‫وقال غريه‪ :‬املشهور بالربكة والصالح‪ ،‬ويشهد لذلك عموم النفع مبقدمته‪.‬‬ ‫(مادة النحو)‬
‫توىف ‪ -‬رحمه ال َّله ‪ -‬بفاس سنة ثالث وعرشين وسبعامئة ‪723‬هـ ومل يتجاوز سنه الخمسني‪،‬‬
‫فرحمه ال َّله أوسع الرحامت‪ ،‬وأسكنه فسيح الجنات‪.‬‬

‫ب‪-‬التعريف بالمصدر األصلي‬


‫يتبوأ منت اآلجرومية مكانة كبرية يف علم النحو‪ ،‬فهو أشهر منت يدرسه الطالب املبتدئون‬
‫بعد حفظهم للقرآن الكريم‪ ،‬وقد كتب له من الذيوع واالنتشار مامل يكتب لغريه وانتفع‬
‫به خلق ال يحصون‪ ،‬وذلك –والله أعلم‪ -‬دليل عىل صدق نية صاحبه‪ ،‬حتى إنه مل يشتهر‬

‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫يدرس عىل علامء الرباط يف مجالسهم العلمية مبساجد املدينة‪ ،‬أمثال عبد الرحمن الدكايل‪،‬‬ ‫من تآليفه غريه‪ ،‬وقد ألفه مبكة املكرمة تجاه الكعبة املرشفة‪ ،‬كام تداوله العلامء بالتدريس‬
‫محمد بن الطيب الدكايل‪ ،‬الحاج أحمد اكديرة‪ ،‬الشيخ عبد الله بن العباس الجراري‪.‬‬ ‫واإلقراء ووضع عرشات الرشوح والحوايش عىل هذا الكتاب الصغري‪ ،‬الذي يعد ‪ -‬بحق‪-‬‬
‫ثم التحق مبدرسة املعلمني اإلقليمية ثم مبركز تكوين املفتشني لتعليم الطور األول ثم‬ ‫اللبنة األوىل يف هذا الفن العظيم‪ ،‬فقد بني فيه أنواع الكالم وإعرابه‪ ،‬وقد عرض كل‬
‫للتعليم الثانوي بنفس املركز‪.‬‬ ‫ذلك بإيجاز دون أن يكون ذلك عىل حساب اإليضاح‪ .‬فبني يف باب اإلعراب باب معرفة‬
‫عمل أستاذا مكونا مبدرسة املعلمني اإلقليمية ثم مبركز تكوين املفتشني ثم أصبح مكلفا‬ ‫عالمات اإلعراب ثم عقد فص ًال يف املعربات ثم أتبع ذلك بباب األفعال‪ ،‬حيث بني أنواعها‬
‫مبهمة يف قسم اإلذاعة والتلفزة املدرسية بوزارة الرتبية الوطنية‪ ،‬وأنتج عدة أرشطة يف‬ ‫وأحوالها وإعراب كل حالة وانتقل إىل باب مرفوعات األسامء‪ ،‬ثم باب الفاعل وباب‬
‫الرتبية اإلسالمية ثم أصبح منسقا بني وزارة االتصال ووزارة الرتبية الوطنية إلنتاج أرشطة‬ ‫املفعول وبعدها تناول باباً آخر يف املبتدأ والخرب والعوامل الداخلة عليه‪ ،‬ثم تحدث يف‬
‫تربوية للتوعية العامة‪ ،‬ويشغل حاليا منصب رئيس املجلس العلمي املحيل للرباط‪.‬‬ ‫أبواب الحقة عن التوابع األربعة واملتعديات من األسامء واملفعول به واملصدر وظرف‬
‫وله عدة كتابات يف جرائد وطنية وعربية وإسالمية باإلضافة إىل بحوث تربوية يف الرتبية‬ ‫املكان والزمان‪ ،‬والحال والتمييز واالستثناء واملنادى واملفعول من أجله واملفعول معه ثم‬
‫اإلسالمية وفلسفتها وتطبيقاتها‪ ،‬وله محارضات ودروس بجميع الفضاءات الثقافية‬ ‫اختتم املنت باملخفوضات من األسامء‪.‬‬
‫ومبساجد الرباط وغريها داخل اململكة املغربية وخارجها‪.‬‬
‫المصادر التكميلية‪:‬‬
‫منهج التدري ـ ـ ـ ــس‪:‬‬ ‫جامع العلوم العربية للشيخ (مصطفى الغالييني)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رسد منت اآلج ُّرومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ألفية ابن مالك ورشوحهــــــــــــــــا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نص انطـــــــــالق‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫قطر الندى و َب ُّل الصدى البن هشــام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استخالص القاعدة مع تدعيمها مبا جاء يف املنت‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫شذرات الذهب يف معرفة كالم العرب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعطاء أمثلة للقاعدة من القرآن والسنة والشعر‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫املرشد اآلوي ومعني الناوي رشح منظومة الزواوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫متارين من خالل نصوص‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫رشوح اآلج ّروميــــــــــــــــــــــــــة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اإلجازة والشروط‪:‬‬ ‫أستاذ الكرسي‪ :‬فضيلة األستاذ عبد اهلل اكديرة‬


‫أن يكون متصفا باألخالق الحسنة والتقوى وحسن السمت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن يكون مواظبا عىل الحضور‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السيرة الذاتيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫أن تكون له مشاركة فعالة يف الدروس‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عبد الله بن الطيبي اكديرة‪ ،‬ولد سنة ‪ .1943‬تلقى تعليمه األويل يف الكتاتيب القرآنية‬
‫أن يجتاز االمتحــــــــــــــان‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ثم يف املدرسة االبتدائية الحرة ثم يف التعليم اإلسالمي الثانوي‪ ،‬ومبوازاة مع هذا كان‬

‫‪45‬‬ ‫‪44‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الهــدف من تدري ــس الـم ـ ــادة‪:‬‬

‫‪ -‬التعريف بالرواية والطريق وأصولها‪.‬‬


‫‪ -‬تعليم الناس التالوة الصحيحة برواية ورش من طريق األزرق‪.‬‬

‫المص ـ ـ ـ ـ ـ ــدر األصل ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪:‬‬


‫النجوم الطوالع يف رشح الدرر اللوامع يف أصل مقرإ اإلمام نافع‪.‬‬

‫أ‪-‬التعريف باإلمام ورش‬

‫كرسي‬
‫هو أبو سعيد عثامن بن سعيد بن عبد الله بن عمرو املرصي‪ ،‬لقبه شيخه نافع بورش‬
‫لشدة بياضه‪- ،‬والورش لنب يصنع‪ -‬وكان ال يكرهه‪ ،‬ويقول أستاذي سامين به‪.‬‬

‫اإلمام ورش‬
‫ولد مبرص سنة ‪110‬هـ‪ ،‬ثم رحل إىل نافع باملدينة‪ ،‬فقرأ عليه عدة ختامت‪ ،‬كان جيد‬
‫القراءة‪ ،‬حسن الصوت‪ ،‬إذا قرأ يهمز وميد ويشدد ويبني اإلعراب‪ ،‬ال ميله سامعه‪ ،‬ويقال‬
‫إنه تال عىل نافع أربع ختامت يف شهر واحد‪.‬‬
‫ثم رجع إىل مرص وأقرأ الناس مدة طويلة إىل أن تويف بها سنة ‪ 197‬هـ‪.‬‬ ‫(مادة القراءات والتجويد)‬
‫(سري أعالم النبالء ‪ - 296-295/9‬الوايف يف رشح الشاطبي ص‪)17.‬‬

‫ب‪-‬التعريف بالكتاب المقرر‬


‫وهو كتاب يف التجويد القرآين وعلم القراءات القرآنية ملؤلفه العالمة الشيخ سيدي‬
‫إبراهيم املارغيني املفتي املاليك بالديار املرصية‪ ،‬يرشح أرجوزة « الدرر اللوامع يف أصل‬
‫مقرإ االمام نافع » التي َض َّمنها ابن بري رحمه الله قراءة نافع من روايتيه قالون وورش‬
‫رشحا غري مطول وال مخترص‪ ،‬أورد فيه املصنف كل ما يحتاجه القارئ‬ ‫وبني الخالف بينهام‪ً ،‬‬
‫من حل األلفاظ ومعانيها وبيان ما به العمل والقراءة يف بلده مع ذكر الوجه املقدم يف‬

‫‪47‬‬ ‫‪46‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫اإلنسانية‪ ،‬و درست علم التجويد بدار القرآن عبد الحميد احساين‪ ،‬وهي عضو مؤسس‬ ‫األداء من وجهي أو وجوه الخالف املعول عليه وبعض التنبيهات والتوجيهات املهمة يف‬
‫لجمعية رابطة القراء التي تهدف إىل خدمة كتاب الله ونرش القراءات القرآنية ونرش‬ ‫قراءة وتجويد القرآن التي تشتمل عىل ما تتأكد الحاجة إليها معرضا عن النقول الضعيفة‬
‫املصاحف بالروايات املتواترة‪ ،‬وهي عضو لجنة ضبط وتصحيح املصاحف بعدة روايات‬ ‫وكرثة العلل‪ ،‬وختمه بعدة رسائل متعلقة بالقرآن الكريم وقراءاته وأحكامه وهي‪:‬‬
‫التي أصدرت لحد اآلن‪ :‬روايتي البزي وقنبل عن امليك وروايتي السويس وهشام يف مرحلة‬ ‫• «القول الجيل يف كون البسملة من القرآن أو ال»‪.‬‬
‫الطبع‪ ،‬ولها مجموعة من البحوث والدراسات من أهمها‪« :‬القراءات القرءانية يف تفسري‬ ‫• «املقدم يف األداء من أوجه الخالف بالنسبة لرواة البدور السبعة»‪.‬‬
‫ابن عطية (دراسة تحليلية )» و«نيل األماين لطريق األصبهاين» و« الدرر املرصعة يف فواتح‬ ‫• «أحكام هاء الكناية»‪.‬‬
‫السور ذات الحروف املقطعة » و « سلسلة أصول القراء » وغريها‪.‬‬ ‫• « تحرير الكالم يف وقف حمزة وهشام»‪.‬‬
‫والكتاب نرشته املكتبة العرصية – الدار النموذجية بتحقيق عمر أحمد الراوي سنة‬
‫الشهادات واإلجازات‪:‬‬ ‫‪ 2002-‬ونرشته كذلك دار الفكر للطباعة والنرش والتوزيع سنة ‪.1998‬‬

‫‪ -‬اإلجازة يف اآلداب شعبة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬عنوان البحث « املد يف القرآن »‪.‬‬ ‫المص ـ ـ ـ ــادر التكميلي ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫‪ -‬دبلوم الدراسات العليا يف اآلداب شعبة الدراسات اإلسالمية بعنوان « ابن عطية‬ ‫اإلضاءة يف بيان أصول القراءة للضباع ‪ /‬رواية اإلمام ورش للحرصي ‪ /‬كتاب التيسري للداين‬
‫األندليس قارئا »‪.‬‬ ‫‪ /‬إرشاد املريد إىل مقصود القصيد للضباع ‪ /‬غيث النفع لإلمام السفاقيس‪.‬‬
‫‪ -‬دكتوراة يف اآلداب شعبة الدراسات اإلسالمية بعنوان « القراءات القرآنية عند مفرسي‬
‫الغرب اإلسالمي (ابن عطية منوذجا )» وهي دراسة تحليلية نقدية وتصحيح القراءات‬ ‫أستاذة الكرسي‪ :‬فضيلة األستاذة نعيمة غنام‬
‫القرآنية يف تفسري ابن عطية‪.‬‬
‫السي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة الذاتي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫منه ـ ـ ـ ـ ــج التدري ـ ـ ــس‪:‬‬
‫نعيمة غنام من مواليد سنة ‪ ،1942‬تلقت تعليمها االبتدايئ واإلعدادي والثانوي‬
‫‪ -‬التعريف بالقراءات القرآنية وباإلمام ورش وخصائص روايته من طريق األزرق‬ ‫مبدارس محمد الخامس حيث حصلت عىل الباكلوريا سنة ‪ ،1982‬ثم التحقت بكلية‬
‫املعتمدة عند املغاربة‪.‬‬ ‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬فحصلت عىل اإلجازة سنة ‪ ،1986‬ثم عىل دبلوم الدراسات‬
‫‪ -‬رشح أصول قراءة نافع من روايتيه اعتامدا عىل منظومة ابن بري رحمه الله «الدرر‬ ‫العليا املعمقة من وحدة مذاهب القراء بالغرب اإلسالمي سنة ‪ ،1992‬وتوجت مسريتها‬
‫اللوامع يف أصل مقرإ اإلمام نافع»‪.‬‬ ‫التعليمية بالحصول عىل الدكتوراة من نفس الوحدة سنة ‪ ،2005‬هذا وقد درست علم‬
‫‪ -‬رشح فرش الحروف مع تطبيقات عىل ذلك والتدرب عىل جمع الروايتني بعد إتقان‬ ‫التجويد والقراءات بوحدة البحث والتكوين التي تخرجت منها بكلية اآلداب والعلوم‬

‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫ألصول كل رواية مع فرشها‪.‬‬

‫اإلجـ ـ ــازة والشـ ـ ـ ــروط ‪:‬‬

‫تعطى شهادة تزكية تحدد الرواية أو الروايات التي متكن منها الطالب وأتقنها رشط أن‬
‫يكون‪:‬‬
‫‪ -‬حافظا لكتاب الله كامال أو النصف فأكرث رشط إمتام الحفــظ‪.‬‬
‫‪ -‬متقنا لقواعد التجويد والتالوة برواية ورش من طريق األزرق‪.‬‬
‫‪ -‬ذا مستوى ثقايف ال يقل عىل مستوى الباكلوريــــــا‪.‬‬
‫‪ -‬ملتزما بالحضور املنتظم محرتما للتوقيت إال لرضورة قصــوى‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫‪50‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫ومنتقى األخبار‪...‬من جميع ما يحفظ لألمة كيانها واآلثار‪:‬‬

‫وبهذا القصد القويم‪ ،‬وعلى منهج اهلل وصراطه المستقيم أجيز الطالب النجيب‪،‬‬
‫نموذج إجازة‬
‫والباحث النابغ األريب‪ ،‬والعالم الواعد بالفضل األديب‪ ،‬فيما درسه معي في‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫علم (يذكر العلم المدروس) من كتاب (يذكر الكتاب الذي هو المصدر)‬
‫الحمد هلل رب العالمين‬
‫بدروس الكرسي العلمي الذي يشرف باسم العالم العالمة والحبر البحر اإلمام الفرد‬
‫والصالة والسالم على سيدنا وموالنا محمد وآله وصحبه أجمعين‬
‫الفهامة (يذكر اسم من يحمل الكرسي العلمي اسمه الكريم) في المسجد الذي‬
‫ويتعلم علمه (يذكر اسم المسجد الذي هو محل‬
‫رفعه اهلل بإذنه ليذكر فيه اسمه‪ُ ،‬‬ ‫أما بعد‪ ،‬فيقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه‪( :‬اسم األستاذ واسم والده‬
‫التدريس)‪.‬‬
‫وجده‪ ،‬ثم كنيته‪ ،‬ثم نسبه)‪.‬‬

‫ولما كانت وصية الخير والبر تتمة ما نحن بصدده‪ ،‬وفاتحة معهده وخاتمة‬
‫الحمد هلل الذي أجازنا من نعمه بأكمل إجازة‪ ،‬وأبان لنا منهاج الهدى الواضح‬
‫مورده‪ ،‬فإني أوصي الطالب الموفق المفلح المجاز‪ ،‬بأن يرعى اهلل ويتقيه فيما تعلمه‬
‫ومجازه‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا وموالنا محمد الذي رفع اهلل به سند الحق‬
‫وعلمه‪ ،‬بنشره وتعليمه لمن ال يعلمه‪ ،‬وأن يكون دائما على شريعة من أمر ربه عز‬
‫إلى األوج األعلى بل جازه‪ ،‬وفضله فكان ديباجة الكون وطرازه‪ ،‬أفضل مرسل‪،‬‬
‫وجل‪ ،‬في ظاهره وباطنه‪ ،‬ظاهره مع الخلق بمخالقتهم بأحسن األخالق‪ ،‬وباطنه‬
‫ويتوسل‪ ،‬وعلى آله الذين نالوا بشرف االنتساب إليه القرب‬
‫وأجل من به إليه ُيتوصل ُ‬
‫مع الحق بما يرضيه بإظهار آياته في األنفس واآلفاق‪ ،‬بنفع الخلق إحقاقا للحق لنيل‬
‫والمفازة‪ ،‬وحازوا بصحة االتصال به كل سام من المعارف‪ ،‬وقطعوا كل مفازة‪،‬‬
‫حب الخالق‪..‬وأال يغُفل في كل حين وعلى كل حال عن االبتهال والتضرع‬
‫وعلى أصحابه الذين نقلوا لنا فصاحة لغته ومعجزه وإعجازه‪ ،‬واجتباه مواله‪،‬‬
‫له عز وجل بصالح الحال والمآل‪ ،‬ألمير المؤمنين‪ ،‬وشعبه الوفي األمين‪ ،‬ولجميع‬
‫وزكى إعظامه ووالى إعزازه‪ ،‬وعلى أتباعهم األعالم‪ ،‬أئمة اإلسالم‪ ،‬خالصة أسماء‬
‫المؤمنين‪ ،‬ولمن أجازه بهذه اإلجازة بأن يكون له بما يكون لجميع عباده‬
‫الرجال‪ ،‬المتحلين في الفصاحة والبالغة وحالوة المنطق بما هو تهذيب وتذهيب‬
‫المؤمنين يوم الدين‪.‬‬
‫الكمال‪ ،‬وأدق ميزان لالعتدال‪ ،‬عند أولي األلباب المستمدين من مغني اللبيب‬
‫نية‪،‬‬
‫اللد َّ‬
‫والفتح من الباري‪ ،‬فيض فضله الجاري‪ ،‬والرحمات الغيثية والمواهب ُ‬
‫والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫وعيون األثر‪ ،‬وما يفتح بصائر‬
‫َ‬ ‫ومعرب الكلمات السنية السوية‪ ،‬ونخبَة الف َ‬
‫ِكر‪،‬‬ ‫َ‬
‫النجابة‪ ،‬من الدر المنثور‪ ،‬وما يحفظ للفرع الفرد وعيه‪ ،‬ولألصل الجمع ألبابه‪ ،‬على‬
‫كتبها وأمضاها الفقري إىل ربه سبحانه (اسم املجيز كامال وإمضاؤه)‪.‬‬
‫الخالصة والجمهور‪..‬حتى يفوز المسترشدون من علوم الدنيا والدين بنيل األوطار‪،‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪52‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬ ‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫‪:‬‬‫الفهـ ـ ــرس‬

‫‪ - 1‬نبذة تاريخية موجزة عن الكرايس العلمية‪4 ----------------------------------- :‬‬


‫‪ - 2‬التعريـــــف باملشـــــــروع‪13 ----------------------------------------------- :‬‬
‫‪ - 3‬دواعـــــــي الـمـشـــــروع‪13 ----------------------------------------------- :‬‬
‫‪ - 4‬أهـــــــــداف املشـــــروع‪14 ------------------------------------------------ :‬‬
‫‪ - 5‬الفئــــــــة املستهدفــــــة‪14 ------------------------------------------------ :‬‬
‫‪ - 6‬ورقــة حــول الكرســــــــي‪14 ----------------------------------------------- :‬‬
‫كريس اإلمام ابن عطية (مادة التفسري) ‪16 ------------------------------------‬‬
‫كريس اإلمام القـايض عيـــــاض (مادة السرية النبوية) ‪22 ---------------------‬‬
‫كريس اإلمام مالك (مادة الفقه) ‪26 ------------------------------------------‬‬
‫كريس اإلمام أيب الحسن األشعري (مادة العقيدة) ‪32 --------------------------‬‬
‫كرســـي اإلمام الجنيــــــــــد (مادة التصوف السني) ‪38 ---------------------‬‬
‫كريس اإلمام ابن آجروم (مادة النحو) ‪42 -------------------------------------‬‬
‫كريس اإلمام ورش (مادة القراءات والتجويد) ‪46 ------------------------------‬‬
‫‪ - 7‬منوذج إجــــــــــــــــــــازة‪52 ----------------------------------------------- :‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬
‫الكرايس العلمية بصائر وبشائر‬

‫الطبع و اإلخراج الفني‪:‬‬

‫‪www.sama-design.com‬‬

‫‪56‬‬

You might also like