You are on page 1of 486

‫املقــدمــــــة‬

‫‪7‬‬ ‫املقـدمـــة‬

‫مقـدمــة‬

‫احلمد هلل الذي أعىل معامل العلم وأعالمه‪ ،‬وأظهر شعائر الرشع وأحكامه‪،‬‬
‫‪،‬‬ ‫ثثا‬ ‫وبعثثر لهثثله وأءه ثثاات اثثللاه اهلل علث هم أ عث اد هثثه احلث‬
‫وأخلفهم علاما اد هن هنتهم اع ‪ ،‬هالك منهج القثرن الكثر م والةثن‬
‫املطهرة الرش ف ‪ ،‬وأشهد أ ال اله اال اهلل وحد ُت ال رش ث لثه‪ ،‬لعث التقثل‬
‫ههه ًا للعلم ﭽﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼﯽ ﭼ [الهقثرة ‪ ،]٢٨٢‬وأشثهد أ ممثد ًا‬
‫حل‬
‫لبثه باحلكمث ‪ ،‬والكاشث‬ ‫عهدت ولهلله‪ ،‬وحه هه وخل لثه الثداعإ اد هثه‬
‫برهالته لالب ب الغم اىل اهلل عل ه وعىل نله الكرام‪ ،‬وأاحابه احلائز مث‬
‫ورشف وع َّظم‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫لىض اهلل أقىص املرام‪ ،‬وه َّلم َّ‬
‫وكرم َّ‬
‫فإ م أعظم ءعم اهلل عىل عهثدت أ دد ثه اد لعلثم نثه‪ ،‬وفهثم أحكثام‬
‫دي اد ذل فقد ألا اهلل بثه خثً ًا‪ ،‬كثام لو معاو ث ‪ ‬أ‬ ‫شثثر عته‪ ،‬فم‬
‫ه ننددي»(‪ ،)1‬وبثثتعلم العق ثثدة‬ ‫النهثثإ ‪ ‬قثثا «منني دننهلل ه بن فننه يفه دلدين‬
‫الصح ح ‪ ،‬واألحكام التإ حيتاج ال ها املةلم يف عها له‪ ،‬واآل اب التثإ نهغثإ‬
‫أ كل عل ها‪ ،‬ةتق م أمرت‪ ،‬و عهد اهلل عىل بصًة‪ ،‬و متلئ قلثب العهثد مهث‬
‫ولعظ ًام لربه‪ ،‬وم لدبر أحكام الرش ع الغراا‪ ،‬علم ما ف ها م كثام وعظمث‬
‫وحتق للمصالح اجلامع ألملل الدء ا واآلخرة‪ ،‬فرش عتنا كامل شامل ااحل‬

‫(‪ )1‬أخرله الهخالي (باب العلم قهث القثل والعمث ‪ ،)٢4/1‬ومةثلم (بثاب النهثإ عث املةث ل‬
‫‪.)71٨/٢‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪8‬‬

‫لك زما ومكا ‪ ،‬و إ الرش ع الرباء املنزل م العز ز احلك م‪.‬‬
‫ههيةنل عامنل‬ ‫ومما ع عىل لعلم ذل لهال خمترصة بعنثلا «ه ندوس‬
‫هألمل» لإلمام العالم جمد العرص عهدالعز ز ب عهداهلل بث بثاز ‪-‬لمحثه اهلل‪،-‬‬
‫و إ لهال عىل اغر حجمها وولازة لفظها‪ ،‬قد عت الدلوس املهمث مث‬
‫عللم العق دة والفقه واآل اب‪ ،‬فهإ كهًة الفائدة‪ ،‬عظ مث النفث ‪ ،‬وقثد ألفهثا‬
‫اإلمام العالم لعام األم ؛ ولذا لااه واضح العهالة‪ ،‬خمترصة فث ام لمثمنته‬
‫فال لطثثل وال اهتطرا ‪ ،‬كثام أاثا لمثمنت مثا حيتثاج ال ثه عامث النثاس يف‬
‫الغالب؛ فالرهال قد لطاب اهمها عثىل مةثام ا‪ ،‬وممثا ز ثد يف ق متهثا اعثتام‬
‫الش خ ‪-‬لمحه اهلل‪ -‬يف مةائلها عىل الكتاب والةن ‪.‬‬
‫وقد قمت ‪ -‬بتلف م اهلل وفم ‪ -‬برشح ذت الرهال يف لام اجلل عد‬
‫بحإ بدل بالر اض‪ ،‬وبدأه يف رشحها لم الةهت امللافث ‪ 14٢5/1/٨‬ثث‪،‬‬
‫ثم اهتقر بعد عشاا ك لم أحد‪ ،‬واءته ت م رشحها يف ثلم األحثد امللافث‬
‫عثىل لهثال الثدلوس‬ ‫واهتفده م الرشوح واحلثلا‬
‫ُ‬ ‫‪ 14٢6/4/٢٨‬ث‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫املهم لعام األم‬

‫رشح‬ ‫(‪ )1‬الرهال – وهلل احلمد – حظ ت با تامم كهً م طله العلم بالرشثح واله ثا ومث ذلث‬
‫مةج لش خنا ‪ .‬عهدالكر م ب عهداهلل اخلمً و ُفرغ وءرش الرشح يف ملق فم لته اإللكثووي‪،‬‬
‫واف للش خ ممد ب عيل العرفج ‪ ،‬وحاش متلهط للشث خ أمحثد بث اثالح الطل ثا ‪،‬‬ ‫ورشح ٍ‬

‫او الفثا ز قثدم وعلث عل هثا‬ ‫وحاش خمترصة بعنلا (األحكام امللم ) للش خ عهدالعز ز ابث‬
‫الش خ عهدالعز ز ب باز ‪-‬لمحه اهلل‪ ،-‬واطلعت أخً ًا عىل رشح بعنثلا (الشثا األمث اد رشح‬
‫واعدا مةفر ب ممد الرشايف‪ ،‬وأ مث ًا كتثاب رشح الثدلوس املهمث‬ ‫الدلوس املهم ) م‬
‫لعهداحلم د نداوي‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫املقـدمـــة‬

‫ويف الكتاب لاا التمه د يف ثالث مطالب‬


‫خمترصة لةامح الش خ العالم عهدالعز ز ب عهداهلل ب باز‬ ‫لر‬ ‫األو‬
‫–لمحه اهلل لعاد‪.-‬‬
‫الثاي فمائ العلم وثمراله وفلائدت‪.‬‬
‫بالرهال ‪.‬‬ ‫–لمحه اهلل‪ -‬والتعر‬ ‫الثالر رشح مقدم املؤل‬
‫سكان منيجي ه رشح كا تايل‪:‬‬
‫‪ ،‬أفر هتا بمةائ ‪.‬‬ ‫قمت بتقط املت اد‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -٢‬ألبط ب املت وما قهله‪ ،‬ثم أ ل وأعل هلذت املةائ ‪.‬‬
‫‪ -3‬حرات عىل ذكر اخت الاه الش خ عهدالعز ز ب باز –لمحثه اهلل‪ -‬يف‬
‫املصا ل األخر ‪.‬‬
‫اخت ال الش خ ابث بثاز –لمحثه اهلل‪ -‬عثام قثرلت يف ثذت‬ ‫‪ -4‬ح نام خيتل‬
‫الرهال ‪ ،‬فإي أعتمدُ ما لاا يف ذت الرهثال ؛ ألاثا مصثنف للعامث ‪،‬‬
‫وف ها املذ ب املعتمد وما عل ه الفتل يف ذا الهلد‪.‬‬
‫‪ -5‬اذا كاءت املة ل م مةائ اخلالف‪ ،‬فإي أشً اد اخلالف العايل ب‬
‫األئم ‪ ،‬م ذكر الروا اه ع اإلمثام أمحثد –لمحثه اهلل‪ ،-‬وغالهث ًا مثا‬
‫أءص عىل املذ ب املعتمد عند مت خري أاحاب اإلمام أمحثد –لمحثه‬
‫اهلل‪.-‬‬
‫‪ -6‬أذكر يف الغالب اخت الاه اللجن الدائم للهحلث العلم ‪ ،‬كام أذكثر‬
‫أح اء ًا اخت الاه ش خ اإلهالم اب ل م وللم ذت اب القث م وفمث ل‬
‫الش خ اب عث م –لمحهم اهلل لعاد‪.-‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪10‬‬

‫‪ -7‬خرلت األحا ر يف املت والرشح‪ ،‬فثإ كثا احلثد ر يف اثح ح‬


‫الهخالي ومةلم أو يف أحدمها‪ ،‬عزوله الث هام أو اد أحثدمها‪ ،‬وأذكثر‬
‫الهاب واجلزا والصفح ‪ ،‬وا كثا احلثد ر يف غًمهثا‪ ،‬فثاذكر مث‬
‫ا منها بحثت عنه يف‬ ‫الكتب الةت ‪ ،‬واذا مل ألدت يف‬ ‫خرله م أ‬
‫الشث خ األلهثاي ‪-‬لمحثه اهلل‪-‬‬ ‫غً ا‪ ،‬ولبام أءق لصح ح ولمثع‬
‫للحد ر‪ ،‬وقد ال أذكثر الهثاب واءثام أكتفثإ باهثم الكتثاب واجلثزا‬
‫والصفح ‪.‬‬
‫العلم‪ ،‬ما اهتطعت‪.‬‬ ‫‪ -٨‬حرات عىل للث النقل م كتب أ‬
‫ويف اخلتام أشكر بعد شكر اهلل ‪ ‬ك ً‬
‫ال م الش خ هع د ب ممثد املر ث‬
‫امام لام اجلل عد – لزات اهلل خً ًا‪ -‬عىل حراه عثىل الثدلس والتثذكً بثه‪،‬‬
‫و ُأثنإ بالشكر للش خ ز د ب ممد اجلل عد عىل عمه للكتثاب وطهاعتثه عثىل‬
‫ءفق والدت ممد ب ز د اجلل عد ‪-‬لمحه اهلل‪ ،-‬وأختم بالشثكر الثلفً لشث خنا‬
‫الش خ ابرا م ب هل ام الوكثإ الثذي لالث الكتثاب‪ ،‬واثحح وأضثاف‬
‫ووله وق م‪ ،‬فجزا م اهلل خً اجلزاا‪ ،‬وألز هلم املثلب واأللر‪.‬‬
‫ذا العم خالص ًا لللهه الكثر م‪ ،‬وأ هثال‬ ‫أه اهلل الكر م أ جيع‬
‫ف ه‪ ،‬و نف به‪ ،‬واهلل اهلا ي اد هلاا الةه ‪.‬‬
‫بسام بن سليمان اليوسف‬
‫صبيحل دوم هخلةيس ههوهفق ‪ 16‬مي شيهلل صلهلل عام ‪1435‬هن‬
‫‪11‬‬ ‫سرية خمتصرة للشيخ ـ رمحه اهلل‬

‫التمهيــد‬

‫(‪)1‬‬
‫ترمجة خمتصرة للشيخ ‪-‬رمحه اهلل‪-‬‬

‫ســــامحة الش ـ ا اامــلع ال امــة ابدــعز ز ــعال اهللا ن ـ ز ــعا ن ـ‬


‫ز عالرمح ن حممع آل نلز ‪ ،‬ولع نمعهللنة الرهلللض زلع ‪1330‬هـ وكلن نصـاا ‪،‬‬
‫وأص ب نمرض يف ز ن ه وكف نرصه سنة ‪1346‬هـ‪.‬‬
‫حفظ القرآن الكرهللم ق ل ال لوغ‪ ،‬وتلقى زلومه الرشز ة زـ أهللـعك ك ـا‬
‫م زلامء الرهلللض منهم‪ :‬الش ا حممع ن ز عاللط ف ن ز عالرمح ن حس ‪،‬‬
‫والش ا حممع ن إنراه م مفتي العهلللر الس وزهللة‪ ،‬والش ا س ع ن زت ق قـل‬
‫الرهلللض‪ ،‬والش ا محع ن فلرس‪ ،‬والش ا س ع وقلص ال خلرك م زلامء مكة‬
‫ابكرمة ‪-‬رمحهم ا رمحة واس ة‪.-‬‬
‫توىل قضلء منطقة اخلرج‪ ،‬والتعرهللس يف م هـع الرهللـلض ال لمـي‪ ،‬وكل ـة‬
‫الرشهلل ة‪ ،‬وزني نلئ ل للدلم ة ااسام ة ثم رئ سل هلـل ‪ ،‬وزـني زـلع ‪1395‬هــ‬
‫رئ سل زلمل ازارة ال حوث ال لم ة‪ ،‬ورئ سل هل ئة ك ـلر ال لـامء‪ ،‬وابفتـي ال ـلع‬
‫للمملكــة‪ ،‬ورئ ســل للمدمــف الفقهــي ااســــامي التــلنف لرانطــة ال ــل‬
‫ااسامي‪ ...‬وتوىل منلصب ك اة رمحه ا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬استفعت يف ترمجة الش ا م كتلب‪( :‬جوانب م ساة ااملع ز عال اهللا ن نلز) للش ا حممع نـ‬
‫إنراه م احلمع‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪12‬‬

‫له م الكتب والرسلئل أك ر مـ إحـع وزرشـهلل رسـللة وكتلنـل‪ ،‬غـا‬


‫الفتلو ‪.‬‬
‫وهلل ع الش ا ز عال اهللا ‪ -‬رمحه ا ‪ -‬مرج ل مـ مراجـف الفقـه والفتـو‬
‫واالجتهلز ‪ ،‬وزلام م أزـاع احلـعهللو والسـنة‪ ،‬ونمو جـل شـلخل مـ نـام ج‬
‫التقو والصاح‪ ،‬وقع ثلم العهلل نفقعه ‪.‬‬
‫ومن أبرز ما متيز به مساحة الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل‪:‬‬
‫منهده يف األخذ نللعل ل وإن كلن خيللف ابذهب ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ن ع النظر وال لب ة يف اهلموع والت لمل مف كل ابسلمني ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اجلمف نني ال لم والعزوة ‪ ،‬فإ ا أفتى قرن فتواه ننص حة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الرفق نحلل ابخللفني حتى اخلصوع اب لنعهلل ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫النشلط العائم وال مل العؤوب ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫سامحته مف النلس صغاهم وك ـاهم زـلمهم ومـت لمهم ‪ ،‬وحم تـه‬ ‫‪-6‬‬
‫للنلس وحم تهم له‪.‬‬
‫ز لزته وتنسكه وهلدـه نللـذكر ‪ ،‬وخشـ ته ونكـلؤه زنـع مراج تـه‬ ‫‪-7‬‬
‫وتذكاه نل ‪.‬‬
‫تواض ه ولني جلن ه‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫زاوفه ز العن ل وزهعه ف هل‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬ح ه لنفف النلس وت ني مشكاهتم والس ي لقضلء حوائدهم ‪.‬‬
‫‪ -11‬ابنالة ال ظ مة التي ج لهل ا له يف قلوب ابسلمني‪ ،‬وهذا م خا‬
‫مل هللكتب‪ ،‬فقع أح ه النـلس ح ـل زظـ ام هللسـتوك يف لـا القـل‬
‫‪13‬‬ ‫سرية خمتصرة للشيخ ـ رمحه اهلل‬

‫والــعاو وال ــرب وال دــم – نــل ابســلمون كلهــم‪ -‬يف مشــلر‬
‫األرض ومغلرهبــل‪ ،‬هلل ــني لــا التــيثر ال د ــب الــذك ظهــر ز ـ‬
‫ابسلمني نوفلته‪ ،‬ولقـع كـلن تـيثرا منقطـف النظـا‪ ،‬واحلـان الـذك‬
‫أصلهبم أره يف ح ليت لشخص آخر‪ ،‬وا ابست لن‪.‬‬
‫تويف الش ا فدر هللوع اخلمـ س السـلنف وال رشـهلل مـ شـهر حمـرع ل ـلع‬
‫‪1420‬هـ نللطلئف‪ ،‬وصيل زل ه اجلم ة نلبسدع احلراع وزف يف مقـةة ال ـعل‬
‫(‪)1‬‬
‫نمكة ابكرمة‪ ،‬رمحه ا رمحة واس ة وأسكنه فس ح جنلته ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ب أراز التوسف يف ترمجة الش ا ‪ -‬رمحه ا ‪ -‬فقع أفرزت ف ه مؤلفلت منهل‪ :‬كتلب (جوانـب مـ‬
‫ساة ااملع ز عال اهللا ن نلز) للعكتور حممع ن إنراه م احلمع‪ ،‬وكتلب (ااملع انـ نـلز‪ :‬زروس‬
‫ومواقف وزة) للعكتور ز عال اهللا ن حممع السعحلن‪ ،‬وكتلب (نسـ م احلدـلز يف سـاة اامـلع‬
‫ز عال اهللا ن نلز) للعكتور سلامن ن فهع ال وزة‪ ،‬وكتلب (إملع ال رص) للعكتور نلرص الاهـراو‪،‬‬
‫وكتلب (الرسلئل ابت لزلة نني الش ا ان نلز وال لامء) للش ا حممع ن موسـى ابوسـى والـعكتور‬
‫حممع ن إنراه م احلمع‪ ،‬وكتلب (مواقف مض ئة يف ح لة اامـلع ز ـعال اهللا نـ نـلز) حلمـوز نـ‬
‫ز عا ابطر‪ ،‬وكتلب (الش ا ان نلز نق ة السلف وإملع اخللف) إصعار مركا اب لومـلت نللنـعوة‬
‫ال لب ة للش لب ااسامي تقعهللم العكتور ملنف اجلهني‪ ،‬وكتلب (ابمتلز يف منلقب الش ا ان نـلز)‬
‫للعكتور زلئض القرو‪ ،‬وكتلب (ااندلز يف ساة ااملع ز عال اهللا ن نـلز) ل ـعالرمح الرمحـة‪،‬‬
‫وكتلب (ااجيلز يف ساة ومؤلفلت ان نلز) لصللح اهلوهللمل‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪14‬‬
‫‪15‬‬ ‫فضـائل العلـم‬

‫فضل العلـم‬

‫مدح اهلل ‪ ‬أهل العلم وأثنى عليهم وخصهم باخلشــية فقــــال تعاىل‪:‬‬
‫ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤﭼ ؛ألهنم أعرف الناس باهلل‪ ،‬وكلام كان‬
‫العبد بربه أعرف كان منه أخشى وأرجى‪.‬‬
‫وقال اهلل تعاىل ‪ :‬ﭽﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ‪ ،‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﭼ ‪ ،‬وقـــال ‪ : ‬ﭽ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬
‫ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑ ﭼ‪.‬‬
‫وقال النبي ‪ ‬يف حديث معاوية ‪ (( : ‬من يرد اهلل به خري ًا يفقهه يف الدين‬
‫))‬

‫(‪)1‬‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫ويف حديث أيب هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪ ... (( :‬ومن سلك طريق ًا يلتمس‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫فيه علام ‪ ،‬سهل اهلل له به طريق ًا إىل اجلنة‬
‫))‬

‫وعنه قال ‪(( : ‬الدنيا ملعونة ‪ ،‬ملعون متا فيهتا ‪ ،‬إذ ر تر اهلل ىلعتاىل ‪ ،‬ومتا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫واذه ‪ ،‬وعامل ًا أو ممعل ًام‬
‫))‬

‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫وعنه قال ‪(( : ‬من خرج يف طلب العلم ان يف سبيل اهلل حمى يرجع‬
‫))‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (باب من يرد اهلل به خري ًا يفقهه يف الدين (‪ ،)179/4( ،)43/1‬ومسلم (باب‬
‫النهي عن املسألة ‪.)718/2‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم (باب فضل االجتامع عىل تالوة القرآن وعىل الذكر ‪.)2074/4‬‬
‫(‪ )3‬رواه الرتمذي (‪ ،)561/4‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ،‬وابن ماجه (‪ ،)1377/2‬وحسنه‬
‫األلباين يف السلسلة الصحيحة (‪.)703/6‬‬
‫(‪ )4‬رواه الرتمذي (‪ ،)29/5‬قال األلباين‪ :‬يف صحيح الرتغيب والرتهيب (‪ :)20/1‬حسن لغريه‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪16‬‬

‫وقال عيل بن أيب طالب ‪ ‬لرجل من أصحابه ‪ :‬يا كميل ‪« :‬العلم خري متن‬
‫املال ‪ ،‬العلم حيرسك وأنت حترس املال ‪ ،‬والعلم حا م ‪،‬واملتال كوتوع عليته ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫واملال ىلنقصه النفقة والعلم يز و باإلنفاق» ‪.‬‬
‫وقــال اامــاش الشــافعي ‪-‬رمحــه اهلل‪« :-‬طلــب العل ـم أفضــل مــن صــالة‬
‫(‪)2‬‬
‫النافلة» ‪.‬‬
‫وقال ااماش أمحد ‪-‬رمحه اهلل‪« :-‬الناس إىل العلم أحـج مـنهم إىل الاعـاش‬
‫والرشاب؛ ألن الرجل حيتـا إىل الاعـاش والرشـاب يف اليـجش مـرة أو مـرت ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وحاجته إىل العلم بعدد أنفاسه» ‪.‬‬

‫مثرات وفوائد العلم ‪:‬‬


‫‪ -1‬بالعلم ُيعرف اهلل ‪ ‬ويعبد ويجحد ‪.‬‬
‫‪ -2‬العلم هج أساس صحة االعتقادات والعبادات ‪.‬‬
‫‪ -3‬طلب العلم عبادة ‪.‬‬
‫‪ -4‬العلم طريق الجصجل إىل اجلنة «ومن سلك طريقـ ًا يلـتمف فيـه علـ ًام‬
‫سهل اهلل به طريق ًا إىل اجلنة»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬جامع بيان العلم وفضله (‪.)120/1‬‬


‫(‪ )2‬سري أعالش النبالء (‪.)53/10( ،)23/10‬‬
‫(‪ )3‬مدار السالك (‪.)470/2‬‬
‫(‪ )4‬سبق خترجيه‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫فضـائل العلـم‬

‫‪ -5‬العلم يكسب صاحبه اخلشية من اهلل ‪ ،‬قال تعاىل ‪ :‬ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ‬


‫ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﭼ‪.‬‬
‫‪ -6‬العلم يجرث صاحبه أعىل املراتب بعد األنبيـاء‪ ،‬ذلـك أن العلـم هـج‬
‫مرياث األنبياء‪ ،‬ويف حـديث أيب الـدرداء ‪ ‬أن النبـي ‪ ‬قـال‪ (( :‬إن‬
‫العلامء هم ورثة األنبياء‪ ،‬وإن األنبياء مل يورثوا دينار ًا وذ درمه ًا‪ ،‬وإنتام‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫))‬ ‫ورثتتوا العلم‪ ،‬فسن أخذه أخذ بحظ وافر‬

‫(‪ )1‬بجب عليه البخاري (باب العلم قبل القجل أو العمل ‪ ،)34/1‬ورواه أمحد (‪ ،)46/36‬وأبج داود‬
‫(‪ ،)354/3‬والرتمذي (‪ ،)48/5‬وصححه األلباين يف صحيح الرتغيب والرتهيب (‪.)17/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪18‬‬
‫‪19‬‬ ‫شـرح مقدمـة املؤلف‬

‫املقــدمــــة‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والعاقبة للمتقني‪ ،‬وصلل‬
‫اهلل وسلم عل عبده ورسوله نبينا حممد‪ ،‬وعل آله وأصحابه أمجعني‪.‬‬
‫أما بعلللللد‪:‬‬
‫ملا جيل أ يعرفله العاملة علن ديلن‬ ‫فهلهه كلملا ملوزة يف بيلا بعل‬
‫املهملة لعاملة األملة( وأسلل اهلل أ ينفل بهلا‬ ‫اإلسلم‪ ،،‬ومسيتهلا‪( :‬اللدرو‬
‫املسلمني‪ ،‬وأ يتقبلها مين‪ ،‬إنه زواد كريم‪.‬‬
‫عبدالعةية بن عبداهلل بن باز‬

‫قوله‪« :‬بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل رب العاملني»‪:‬‬


‫بدأ الشـــيخ ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬رسـللهه بللهمييـــة والهحييـد أسسـي بل بللاهـل‬
‫املجيد – القرآن الاريم‪ ،-‬وعيـ ب‬
‫ً بحـديأ أه يريـر ‪ ‬أن النبـ ‪ ‬قـل‪:‬‬
‫«كل أمر ذي بال ال يبدأ فيه باحلمد‪ ،‬أقطع»‪ ،‬ويف رواية «كلل كلٍ أ أو أملر ذي‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫يفتح بذكر اهلل‪ ،‬فهو أبرت أو قال أقطع» ‪ ،‬وصححه بعض أيل العلم ‪،‬‬
‫بال ال ُ‬
‫قل‪ :‬ابن دقيق العيد وعي ب‬
‫ً بلحلديأ الصحيح املفيـد «كلل أملر ذي بلال‪ -‬أي‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ ،)329/14‬والنملئ يف الاربى (‪ ،)184/9‬وابن ملجه يف المنن (‪،)610/1‬‬


‫وابن حبلن (‪.)173/1‬‬
‫(‪ )2‬قل‪ :‬المندي يف الهعليق عىل سنن ابن ملجه (‪ )610/1‬احلديأ قد حمنه ابن الصًح والنووي‪،‬‬
‫نقله فؤاد عبدالبلق ‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪20‬‬

‫شأن وحال‪ -‬ال يبدأ فيه ببسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬وباحلمد هلل‪ ،‬أو بحملد اهلل أو‬
‫بذكر اهلل‪ ،‬فهو أجلذ أو أقطلع أو أبلرت» روايـل مهعـدد مؤدايـل أن مـ و‬
‫(‪)1‬‬
‫الهميية قليل الربكة‪ ،‬أو مقطوع الزيلد ‪ ،‬ورواية «بذكر اهلل» أعم ‪.‬أ‪.‬يـ‪.‬‬
‫ومعنى «بمم اهلل» أي أسهعني بلهلل يف يذا الفعل‪ ،‬ملهيم بل الربكة منه‪ ،‬والبلء‬
‫لًسهعلنة‪.‬‬
‫قوله‪« :‬والعاقبة للمتقني»‪:‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫جزء من آية يف سور األعراف ‪ ،‬وسور القصص ‪ ،‬وأعن أن العلقبة‬
‫املحيود يف الدنيل واآلخر ملن اأقى اهلل ‪ ‬ففعل أوامره واجهنب نواييه‪ ،‬وال‬
‫خيفى أن أعلم يذه العلوم الرشعية ممل يعقب خري با يف الدنيل واآلخر ‪.‬‬
‫قوله‪« :‬وصل اهلل وسلم عل عبده ورسوله نبينا حممد»‪:‬‬
‫بعد احليــــدلة وســــؤا‪ :‬العلقبــــة‪ ،‬أعقب الشيخ بللصً والمًم‬
‫الصً‬ ‫املصطفى ‪ ،‬وقل‪ :‬مجهور أيل العلم بلســــهحبل‬ ‫عىل النب‬
‫(‪) 4‬‬
‫‪ ،‬ألمر اهلل ‪ ‬يف‬ ‫والمًم عليه ‪ ‬كلام ذكر اســــيه‪ ،‬وقيل بللوجــو‬

‫(‪ )1‬رشح ابن دقيق العيد عىل األربعني النووية (ص‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬يف قولــــه أعلىل ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف قولـــــه أعلىل ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ‬
‫ﯵ ﯶ ﭼ‪.‬‬
‫مر يف العير‪ ،‬بل لقد حاى (القرطب )‬ ‫(‪ )4‬يالد العلامء جييعون عىل وجو الصً والهمليم عليه ّ‬
‫ً بام يقهضيه األمر (ص ّلوا) من الوجو ‪ ،‬وأاون الصً والمًم يف ذلك‬ ‫اإلمجلع عىل ذلك‪ ،‬عي ب‬
‫كللهلفظ بالية الهوحيد‪ ،‬حيأ ال يصح إسًم اإلنملن إال بللنطق هبل‪.‬‬
‫وقد اخهلف العلامء يف حام الصً عىل النب َص ىىل اهللىُ َع َل ْي ِه َو َس ىلم َ يل جتب يف كل جملس‪،‬‬
‫وكلام ذكر اسيه الرشيف َص ىىل اهللىُ َع َل ْي ِه َو َس ىلم َ؟ أم ي مندوبة؟ وذلك بعد اأفلقهم عىل أهنل‬
‫‪21‬‬ ‫شـرح مقدمـة املؤلف‬

‫كهلبه ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫‪ ، ]٥6‬وجلء األحلديأ بلحلأ عىل ذلك‪ ،‬فف‬ ‫[األحزا‬ ‫ﭾﭿﮀ ﭼ‬
‫حديأ عبداهلل بن ممعود ‪ ‬أن رسو‪ :‬اهلل ‪ ‬قل‪« :‬أوىل الناس يب يو القيامة‬
‫(‪)1‬‬
‫عيل صٍة» ‪ ،‬بل ذم من سيع ذكره ‪ ‬ومل يصل عليه فف حديأ‬
‫أكثرهم َّ‬
‫أه يرير ‪ ‬قل‪ :‬قل‪ :‬رسو‪ :‬اهلل ‪« ‬رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل‬
‫(‪)2‬‬
‫عيل ‪ ...‬احلديث» ‪.‬‬
‫َّ‬
‫ومعنى الصً الدعلء‪ ،‬فللصً من اهلل أعلىل الرمحة‪ ،‬ومن املًئاة‬
‫االسهغفلر‪ ،‬ومن اآلدميني الدعلء‪ .‬وقيل الصً عىل النب ‪ ‬يو الثنلء عليه‬
‫يف املأل األعىل‪ ،‬وياون دعلء املًئاة ودعلء اململيني بللصً عليه ‪ ‬بسن يثن‬
‫اهلل أعلىل عليه يف املأل األعىل‪.‬‬
‫ومعنى المًم عليه ‪ ‬فهو الدعلء بمًمة بدنه يف حل‪ :‬حيلأه‪ ،‬وسًمة‬

‫‪ -‬وقل‪:‬‬ ‫واجبة يف العير مر ‪ .‬أ ‪ -‬فقل‪ :‬بعضهم إهنل واجبة ك ىلام ُذكر اسم النب عليه المًم‪.‬‬
‫أارر ذكره عليه المًم يف ذلك املجلس مرا ‪.‬‬ ‫آخرون جتب يف املجلس مر واحد ولو ى‬
‫ج ‪ -‬وقل‪ :‬آخرون جيب اإلكثلر منهل من غري أقييد بعدد أو جملس‪ ،‬وال ياف أن ياون يف العير مر ‪...‬‬
‫وذيب مجهور العلامء إىل أن الصً عىل النب َص ىىل اهللىُ عَ َل ْي ِه َو َس ىلم َ قربة وعبلد ‪ ،‬كللذكر‬
‫والهمبيح والهحييد‪ ،‬وأهنل واجبة يف العير مر ‪ ،‬ومندوبة وممنونة يف كل وقت وحني‪ ،‬وأنه ينبغ‬
‫ِ‬
‫عيل صً واحد ّ‬
‫صىل اهلل عليه‬ ‫صح عنه َص ىىل اهللىُ َع َل ْيه َو َس ىلم َ أنه قل‪« :‬من صىل ّ‬
‫اإلكثلر منهل ملل ّ‬
‫هبل عرش با» ‪ ،...‬قل‪ :‬العًمة أبو المعود «والذي يقهضيه االحهيلط‪ ،‬ويمهدعيه معرفة علو شسنه‬
‫ِ‬
‫الم ًَم ُ‪ ،‬أن يصيل عليه كلام جرى ذكره الرفيع» ‪.‬‬ ‫عَ َل ْيه ى‬
‫الص ًَ َو ى‬
‫ومل ذيب إليه اجليهور يو األصح واألرجح واهلل أعلىل أعلم‪.‬‬
‫روائع البيلن أفمري آيل األحالم (‪.)366 / 2‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه ال مذي (‪ )3٥4/2‬وقل‪ :‬يذا حديأ حمن غريب‪ ،‬وابن حبلن (‪ ،)192/3‬وحمنه‬
‫األلبلين يف صحيح ال غيب وال ييب (‪.)136/2‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه اإلملم أمحد يف ممنده (‪ ،)421/12‬وال مذي (‪ )٥٥0/٥‬وغريمهل‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪22‬‬

‫دينه ‪ ،‬وسًمة بدنه يف قربه‪ ،‬وسًمهه يوم القيلمة‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫وقد مجع املؤلف ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬بني الصً والمًم امهثلالب ألمر اهلل ‪. ‬‬
‫قوله‪« :‬وعل آله وأصحابه أمجعني»‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫آ‪ :‬الرجل يف اللغة أيله وعيلله‪ ،‬و(آ ُل ُه) أيض بل أأبلعه ‪.‬‬
‫وقد اخهلف يف آ‪ :‬النب ‪ ‬عىل أربعة أقوا‪ ،:‬ذكريـل ابـن القـيم يف جـًء‬
‫األفهلم عىل النحو الهليل‬
‫القول األول‪ :‬من حترم عليهم الصدقة‪ ،‬وفيهم ثًثة أقوا‪ :‬للعلامء أحديل‬
‫أهنم بنو يلشم‪ ،‬وبنو املطلب‪ ،‬ويذا مذيب الشلفع وأمحد يف روايـة‪ ،‬والثـلين‬
‫أهنم بنو يلشم خلصة‪ ،‬ويذا مذيب أه حنيفة‪ ،‬والروايـة عـن أمحـد‪ ،‬واخهيـلر‬
‫ابن القلسم صلحب مللك‪ ،‬والثللأ أهنم بنو يلشم‪ ،‬ومن فـوقهم إىل غللـب‪،‬‬
‫فيدخل بنو املطلب‪ ،‬وبنو أمية‪ ،‬وبنو نوفل‪ ،‬ويذا اخهيلر أشـهب مـن أصـحل‬
‫مللك‪ .‬ويذا القو‪ :‬يف اآل‪ -:‬أعن الذين حترم عليهم الصدقة‪ -‬يـو منصـوص‬
‫الشلفع وأمحد واألكثرين‪ ،‬ويو اخهيلر أصحل أمحد والشلفع ‪.‬‬
‫والقول الثاين‪ :‬أن آ‪ :‬النب ‪ ‬يم ذريهه وأزواجه خلصة‪ ،‬حاـله ابـن عبـد‬
‫الرب يف «الهيهيد»‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬أن آله أأبلعه إىل يوم القيلمة‪ ،‬حاله ابن عبد الرب عـن بعـض‬
‫أيل العلم‪ ،‬ورجحه النووي يف «رشح مملم»‪.‬‬

‫(‪ )1‬أ ىلف ابن القيم – رمحه اهلل – كهلب بل‪ّ ،‬‬
‫سامه «جًء األفهلم يف فضل الصً والمًم عىل خري األنلم»‬
‫وقد أوسع يف بيلن معنى الصً عىل النب ‪ ،‬وأحالمهل ‪ ،‬وفوائديل ‪ ،‬فلينظره من أراد الهوسع ‪.‬‬
‫(‪ )2‬خمهلر الصحلح (‪.)2٥‬‬
‫‪23‬‬ ‫شـرح مقدمـة املؤلف‬

‫القول الرابع‪ :‬أن آله يم األأقيلء من أمهه‪ ،‬حاله القليض حمـني والراغـب‬
‫ومجلعة‪.‬‬
‫ثم ذكر ابن القيم رمحه اهلل أدلة أصحل يذه األقوا‪ :‬وعقب ذلك بقولـه‬
‫(‪)1‬‬
‫والصحيح يو القو‪ :‬األو‪ ،:‬ويليه الثلين‪ ،‬وأمل الثللأ والرابع فضعيفلن ‪.‬‬

‫قوله‪« :‬فههه كلما موزة يف بيلا بعل ملا جيل أ يعرفله العاملة علن‬
‫دين اإلسم‪:» ،‬‬
‫«فهلهه» اسم إشلر ‪ ،‬إمل أن ياـون مشـلر با فيـه إىل مـل يف الـذين‪ ،‬فهاـون‬
‫املقدمة سلبقة عىل الرسللة‪ ،‬وإمل أن ياون مشلر با فيه إىل مـل يف ااـلرج‪ ،‬فهاـون‬
‫الرسللة سلبقة عىل املقدمة‪ ،‬وكل ذلك حمهيل‪ ،‬وظليره يو األو‪ ،:‬ويـو صـنيع‬
‫املهقدمني من أيل العلم‪.‬‬
‫قوله «كلما »‪ :‬مجع كلية‪ ،‬وي يف اللغة قـو‪ :‬مفـرد‪ ،‬وأطلـق ويـراد هبـل‬
‫‪،‬‬ ‫[املؤمنـون ‪]100‬‬ ‫اجليلة املفيد ‪ ،‬كام يف قولـه أعـلىل ﭽ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﭼ‬
‫إشلر إىل قوله ﭽ ﮮ ﮯ ﭼ [املؤمنون ‪.]99‬‬
‫قوله «موزة »‪ :‬من الوجلز ‪ ،‬يقل‪ :‬وجـز اللفـظ فهـو وجيـز‪ ،‬أي قصـري‬
‫(‪)2‬‬
‫رسيع الوصو‪ :‬إىل الفهم كام يف املصبلح ‪ .‬ويف القلموس الوجز اافيف مـن‬
‫(‪)3‬‬
‫الاًم واألمر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬جًء األفهلم (‪.)210‬‬


‫(‪ )2‬املصبلح املنري (‪.)648/2‬‬
‫(‪ )3‬القلموس املحيط (‪.)٥28‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪24‬‬

‫واملعنى يذه كلام خمهرص قليلة يف بيلن بعض مـل جيـب أن يعرفـه العلمـة‬
‫عن دين اإلسًم‪ ،‬وي مهام يف العقيد والفقه كللطهلر والصً ونحومهل‪،‬‬
‫ثم اآلدا اإلسًمية كرب الوالدين وصلة األرحلم ونحو ذلك‪.‬‬

‫قوله‪« :‬ومسيتها‪( :‬الدرو املهمة لعامة األمة(»‪:‬‬


‫يذا دليل عىل أن الشيخ يو من كهب املقدمة ومن وضعهل‪ ،‬ومقدمة الشيخ‬
‫منلسبة حلجم الاهل ‪ ،‬فبعض الاهب جتد املؤلف خيهرص املقدمة اخهصلر با خمـ ب‬
‫ً‬
‫فً أف بحجم الاهل وموضوعلأه‪ ،‬وبعض املقدمل أاون أكرب مـن حجـم‬
‫الاهل ‪ ،‬لان الشيخ ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬ينل ذكر مقدمة خمهرص أنلسب كلامأه املوجز‬
‫يف يذه الدروس املهية‪.‬‬

‫قولله‪« :‬وأسلل اهلل أ ينفل بهلا املسللمني‪ ،‬وأ يتقبللها ملين‪ ،‬إنله زلواد‬
‫كريم»‪:‬‬
‫خهم الشيخ مقدمهه بمؤا‪ :‬اهلل ‪ ‬أن ينفع هبذه الدروس عيوم اململيني‪،‬‬
‫كام سسله سبحلنه أن يهقبلهل منه‪ ،‬والذي نرجوه أن اهلل أقبلهل منـه ملـل ظهـر مـن‬
‫نفعهل وقبو‪ :‬النلس هلل‪ ،‬فإن اهلل إذا أقبل العيل بلر فيه‪ ،‬وياذا يـذه الرسـللة‬
‫فقد لقيت من القبو‪ :‬مل يشهد – إن شلء اهلل‪ -‬بحمن قصـد مؤلفهـل رمحـه اهلل‪.‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬
‫أسال املوىل الكريم أن يتغمد املؤلف برمحته ووالدينا واملسلمني أمجعني‪.‬‬
‫الدرس األول‬
‫سورة الفاحتة وقصار السور‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪26‬‬
‫‪27‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫الدرس األول‬
‫سورة الفاحتة وقصار السور‬
‫سورة الفاحتو وموا أمكو مو قصواة السورة مو سورة الزلزلو إىل سورة‬
‫الناس تلقيناً وتصحيحاً للقراء وحتفيظاً وشرحاً ملا جيب فهمه‪.‬‬

‫اول بمهيةدت لم دو ةدارف ال‪ ،‬ودت ل د‬ ‫بدأ املؤلف– رمحه اهلل– الددر‬
‫أ كن ن قص ر السدار لذلد أ الصد ف أم دو أر د ا‪،‬ةد ر لقد ا ف‬
‫ال‪ ،‬وددددددت ر ن ن أر هن لإل ر لاملن‪ ،‬د يف ل ر مت مىل اخت ره املؤلف‬
‫(‪)1‬‬
‫ف لصح الص ف إال بق ا هت يف حق الق در مىل لم مهد ف د ا‬ ‫– رمحه اهلل‪-‬‬
‫اول باجاب لم مه لقد ه مىل غريه ن ةار الق آ ل نةته‬ ‫بدأ الدر‬
‫(‪)2‬‬
‫يف الص ف حلديث‪ « :‬ال صالة ملن مل يقرأ بفاحتة الكتاب» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ذهب اجلمهار ن امل لكةت لالش فمةت لاحلن ب ت إىل أ ق ا ف ال‪ ،‬وت ر ن يف دل ر مدت (املاةدامت‬
‫ال‪،‬قهةت الكايتةت ‪ )288/25‬لاخت ر الشةخ ابن ب ز‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬أهن ر دن يف دل ر مدت (عمدا‬
‫فت لى ابن ب ز ‪.)248/29‬‬
‫(‪ )2‬رلاه البخ ري‪( :‬ب ب لجاب الق ا ف لإل ر لاملمه ار يف الص اات هد يف احل د لالسد‪ ،‬ل د‬
‫جيه فةه ل خي فت ‪ )314/1‬ل س و‪ (:‬ب ب لجاب ق ا ف ال‪ ،‬ودددددت يف ل ر مدت لأهده إذا‬
‫حيسددن ال‪ ،‬وددت لال أ كنه لم مه ق أ لةرس لده دن غريهد ‪ )95/1‬دن حدديث مبد دف بدن‬
‫الص ت ‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪28‬‬

‫فضل سرة الفاحت ‪:‬‬


‫‪ -1‬ال‪ ،‬وت أم و ةارف يف الق آ لدلةل ذلد قالده ‪ ‬ويب ةدمةد بدن‬
‫ككن‬ ‫املمددىل ‪« :‬ألعلمنككأ أع ككر ك ة ي القككرقب أككت أب نككر‬
‫كن املسكجد لكت‪:‬‬ ‫املسجد»‪ ،‬ال‪ :‬فأخك بدكد فلك أ ا أب ركر‬
‫ة ي القرقب‪ ،‬كال‪« :‬نعكر‬ ‫ل اهلل‪ :‬إنأ لت ألعلمنأ أع ر‬ ‫يا‬
‫(احلمد هلل ب العاملني) هك السكأا املينكاا قالقكرقب الع كدر الك‬
‫(‪)1‬‬
‫أقتدته» ‪.‬‬
‫رلى البخ ري يف قصت ال ديغ لأ رج ً قد ر ف قد ه بدمهر الكتد ب‬ ‫‪-2‬‬
‫فربأ فمه له بث ثني ش ف لةق هو لبند ً لقد النبد ‪« :‬ق كا ككاب‬
‫(‪)2‬‬
‫يد يه أهنا دة‪ ،‬ا سم ا قارضب ا يل بسهر» ‪.‬‬

‫أمساء الفاحت ‪:‬‬


‫ةمةت ال‪ ،‬وت ب ل ؛ وهن يست‪،‬تح اه الق ا ف يف الصد ف أل وهند ف ودت‬
‫الكتد ب الكد يو للسددمض أي د ً‪ :‬أر الكتد ب لأر الق د آ لالسددبا املثد ي‬
‫لالق آ الم دةو لاحلمددد؛ وهند ‪،‬تتةدت ب حلمدد للسدمض أي د ً الصد ف‬
‫الق آ ‪.‬‬ ‫لال قةت لالك فةت لالااقةت لأة‬ ‫لالش‪،‬‬

‫(‪ )1‬رلاه البخ ري‪( :‬ب ب ج يف ف وت الكت ب ‪.)32/1‬‬


‫(‪ )2‬أخ جه البخ ري‪( :‬ب ب ف ل ف وت الكت ب ‪ )396/1‬لأخ جه س و (ب ب جااز أخ اوج ف‬
‫مىل ال قةت ب لق آ لاوذ ر ‪ 1728/4‬من أيب ةمةد اخلدري ‪.)‬‬
‫‪29‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫قرله‪( :‬سرة الفاحت )‪ :‬يمن جيب مىل املس و أ يتم و ةددارف ال‪ ،‬ودددت‬
‫وهن ر ن ن أر دد الصدد ف ام يف حديث مب دف بن الصد ت ‪ ‬املتقددر‬
‫لأي ً ال جي ْ‬
‫زي منه يش ن الق آ يف الص ف‪.‬‬

‫وقرله‪( :‬وما أمك م قصاة السرة م سرة الزلزل إىل سرة النواس)‪ :‬لكدا‬
‫أ يتم و قص ر السدار‬ ‫الق ا ف رشلمت يف الص ف يف اجلم ت فةستةب ل م‬
‫لكاهن أةهل م ةه لأرفق به‪.‬‬
‫ن ةارف الزلزلت لحتدض ةدارف‬ ‫لاخت ر الشةخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬أ يكا ذل‬
‫و ين‪:‬‬ ‫الن‬
‫‪ -1‬و ه ه السار شتم ت مىل أم و جيب مىل املس و أ يتم مه دن‬
‫أ االمتق د‪.‬‬
‫ه ةرسد إال‬ ‫الق آ‬ ‫‪ -2‬لو ه ه السار قصريف ةه ت احل‪،‬ظ لإ‬
‫قب هد ةدارف‬ ‫أ بم ه أيرس ن بمض لاملؤلف ذ الزلزلت و‬
‫( يكن ال ين ‪ ،‬لا) قد يصمب ح‪ ،‬ه لالت قب ه ةدارف (اقد أ)‬
‫لفةه طا ‪.‬‬
‫قرله‪( :‬تلقينواً)‪ :‬الت قني‪ :‬أخ الك ر ن ِّيف املتك و ش فهت ليمهيت الت قني‬
‫(‪)1‬‬
‫بممنض الت‪،‬هةو يق ‪ :‬لقن ال ْك ر فهمه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬املصب ح املنري (‪ )558/2‬لخمت ر الصة ح (‪.)284‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪30‬‬

‫فةقدا‬ ‫لاملمنض أهه ي قن فةق أ له أحد ثو ي د ها الق ا ف تم دةو الصدبة‬


‫املم و (احلمد هلل رب الم ملني) فةقا املتم و (احلمدد هلل رب المد ملني) لهكد ا‬
‫حتض يمهيت مىل آخ السارف ل ا يصنا مه يف ب ق السار حتض يتقن‪.‬‬
‫لالشددةخ هند هددل مددىل الت قددني و القد آ الكد يو يف او ددل ت قددض‬
‫ب لت قني فقد ل ق ه النب ‪ ‬ن ِّيف جربيل ‪.‬‬

‫بق ا هتد دك‬ ‫وقرله‪( :‬وتصحيحاً للقوراء )‪ :‬خ ت ال‪ ،‬وت فإ ا‪،‬خ‬
‫مدت فةبدب مدىل املصد أ يصدةح ق ا لده‬ ‫شدف يبط ه لإبط هل إبط ل‬
‫هدت القد ا ف دن ح‪ ،‬ده أل دن‬ ‫ليق أ مىل ن يصدةح لده القد ا ف ةداا‬
‫املصةف حتض لس و ق ا له ن اخلطمه لال ةن‪.‬‬

‫وقرلوه‪( :‬وحتفيظواً) ‪ :‬يمند حي‪،‬ددظ مددن ط يددق الت قددني أل حي‪،‬ددظ بن‪،‬سدده‬
‫ليم ضه مىل غريه ل ام ة ت ق ا له لح‪ ،‬ه ن ال ةن‪.‬‬

‫وقرله‪( :‬وشرحاً ملا جيب فهمه)‪ :‬أي ن آي السارف امل ارف و اهلل ‪‬‬
‫أهز القدد آ الك يو لهدب إىل لدب ه لل‪،‬همه لالممل به ام قدددد لمد ىل‪:‬‬
‫‪(           ‬ص ‪)29‬‬

‫لقاله‪(          :‬حممد ‪.)24‬‬
‫‪            ‬‬

‫‪          ‬‬
‫‪31‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫‪(         ‬ال‪ ،‬وت ‪.)7-2‬‬

‫تفسري خمتصر للفاحت ‪:‬‬


‫يس ُّن لق ري ال‪ ،‬وت داخل الص ف لخ رجه أ يستمة ب هلل ن الشدةط‬
‫ال جةو ثو يمهيت ب لبسم ت لهد ‪) :‬بسدو اهلل الد محن الد حةو( لقدد اخت دف‬
‫الم ام يف البسم ت هل ه آيت ن ال‪ ،‬وت أر لةسدت آيدت نهد لالد ي اختد ره‬
‫(‪)1‬‬
‫املؤلف أهن لةست آيت ن ةارف ال‪ ،‬وت ‪ .‬لها املشهار مند احلن‪،‬ةت لاو ح‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .‬للقد آ ‪ -‬أي االةدتم ذف لالبسدم ت‪ -‬يف‬ ‫مند احلن ب ت لقا أ ثد ال‪،‬قهد‬
‫الص ف رس ًا حتض يف اجله يت‪.‬‬
‫منض (أماذ)‪ :‬أي ألاذ ب هلل لأمتصدو بده لأةدتبري ببن بده دن ذ هد ا‬
‫ي يف دين لدهة ي (لالشةط ) شتق ن (شطن) إذا بمد فهدا‬ ‫المدل أ ي‬
‫بمةد بطبمه لب‪،‬سقه من ل خري ل(ال جةو) امل جار أي املط لد ن ل خري‪.‬‬
‫ن ق ا ف أل دمد‬ ‫منض (بسو اهلل ال محن ال حةو)‪ :‬أي أدخل يف ه ا او‬
‫أل غري ذل (بسو اهلل) ال بةايل لال بقايت بدل أدخدل سدتمةن ً بد هلل ترب د ً‬
‫ب ةمه لب ر للم ىل‪.‬‬
‫آيد ت لهصدف هلل ‪ ‬لثد‬ ‫له ه السارف الم ةمت ةبا آي ت ثد‬
‫آي ت لهصف ل مبد دلةل ذل احلديث ال ي رلاه أبا ه ي ف ‪ ‬ق ‪ :‬ةممت‬
‫رةا اهلل ‪ ‬يقا ق اهلل لم ىل‪ « :‬سمت الصالة بدن قبكني عأكد نصكفني‪،‬‬

‫(‪ )1‬فت لى هار مىل الدرب (‪.)192/8‬‬


‫(‪ )2‬املاةامت ال‪،‬قهةت الكايتةت (‪.)83/8‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪32‬‬

‫فإذا ال‪( :‬احلمد هلل ب العاملني)‪ :‬ال اهلل‪ :‬محدا عأكد ‪ ،‬قإذا كال‪( :‬الكرمحن‬
‫الرحدر)‪ :‬ال اهلل‪ :‬أثنى عيل عأد ‪ ،‬فإذا كال‪ ( :‬الكأ يك ل الكدين)‪ ،‬كال اهلل‪:‬‬
‫جمدا عأد ‪ ،‬فإذا ال‪( :‬إياك نعأد قإياك نستعني)‪ ،‬ال‪ :‬ه ا بدن قبني عأكد‬
‫ا أل‪ ،‬فإذا كال (اهكدنا الطكامل املسكتقدر‪ ،‬اامل الك ين أنعمكت‬ ‫قلعأد‬
‫كا‬ ‫علدهر غري املغض ب علدهر قال الضالني) كال اهلل‪ :‬هك ا لعأكد قلعأكد‬
‫(‪)1‬‬
‫أل» ‪.‬‬
‫ليف اال ط ح‪ :‬الثند مدىل‬ ‫‪    ‬احلمد يف ال غت‪ :‬ط ق الثن‬
‫ق بل هممت أل غدري ق بدل هلد بخد‬ ‫املةماد ا حبه للم ةمه ةاا‬
‫الشك ال ي ال يكا إال ق بل هممدت لاولدف لالد ر يف احلمدد الةدتغ ا‬
‫احلمد هلل ‪.‬‬ ‫مجةا أجن‬
‫الفرق بني احلمد قالشكر‪ :‬بدنه عم ل قخص ص قجه ‪:‬‬
‫لمىل النممت لغريه ‪.‬‬ ‫احلمد‪ :‬يكا ب لق ب لال س‬
‫الشكر‪ :‬يكا ب لق ب لال س لاجلاارح ليكا مىل النممت‪.‬‬
‫لأمدو وهده مدىل النممدت لغريهد ‪.‬‬ ‫ف حلمد أخل وهه ب لق ب لال سد‬
‫لالشك أخل وهه مىل النممت لأمو وهه ب لق ب لال س لاجلاارح‪.‬‬
‫لأ الم ملني فكل ةداى‬ ‫‪    ‬ال ب ها امل ل املترص‬
‫ئكدددت لجدن لأهدددس لغريهد فد هلل مدز لجدل هدا امل لد‬ ‫ن‬ ‫اهلل م‬
‫املترص اه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رلاه س و‪( :‬ب ب لجاب ق ا ف ال‪ ،‬وت يف ل ر مت ‪.)296/1 ...‬‬


‫‪33‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫دن ال محدت لقةدل الد محن جلمةدا‬ ‫شدتق‬ ‫‪    ‬اةام‬
‫خ قه لال حةو ب ملؤ نني فمهحدي أب غ ن اآلخ ‪.‬‬
‫‪     ‬يار الدين‪ :‬يار اجلزا ل احلس ب ليار القة ت‬
‫الدهة‬ ‫لةم بةار الدين؛ و اهلل يدين اخل ق بمهمامهلو لاهلل ‪ ‬ل‬
‫وحد يف ذل الةار ل‬ ‫وهه ال‬ ‫لاآلخ ف للكن خل يار الدين ب مل‬
‫اجلب ر ‪‬‬ ‫لال يبقض إال‬ ‫لامل ددددا لتس قط للزل‬ ‫الم لش لاملامل‬
‫لهدددا‬ ‫(غ ف ‪)16 :‬‬ ‫ام قددد لم ىل‪ :‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ‬
‫يدددار م ةو ﭽﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭﭮ ﭯ‬
‫لال يتك و أحد إال بإذهه ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫(احلج‪)2 :‬‬ ‫ﭰﭱ ﭲﭼ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ﯕ ﭼ (االه‪،‬ط ر‪.)19 – 17 :‬‬
‫‪    ‬المبدددد دف‪ :‬اةدو جد ا لكدل د حيبده اهلل لي ضد ه دن‬
‫اوقاا لاومام الب طنت لال ه ف لهد ممدا دام املةبدددددت لاخل دا‬
‫لقدددر امل‪،‬مددددا إي ل ره ل هتامر لاحلرص لاملمنض‪ :‬ال‬ ‫لاخلا لال‬
‫همبد إال أهت ط م ًت للم ة ًام لإج الً لحمبد ًت لخافد ً لرجد ً لط مدت للم دة ًام‬
‫يف‬ ‫له ا مهددددد ن أهي المبدد أ لمبدده ةدبة هه لالزر ذلد أال لشدد‬
‫مب دله أحد ًا فه مب دف هلل لحده للربؤ ن الرش ‪.‬‬
‫‪ :    ‬أي هط ب ند لحدد املماهدت مدىل مب دلد‬
‫لهربأ ن احلا لالقاف إال ب هلل ‪ ‬فد هسدتمني بمهحدد ةداا لال هتا دل إال‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪34‬‬

‫فها مهد بني المبد لربه أ ال يمبد إال إي ه لال يستمني إال به له ا ها‬ ‫مة‬
‫ام الط مت‪.‬‬
‫ق ابن م شدار يف التة يد لالتنداي ‪ :‬إيد همبدد (جيمدا مندض الدي هدت‬
‫(‪)1‬‬
‫لالرشيمت) لإي هستمني (جيما منض ا‪،‬خ ص هلل يف اومام ) ‪.‬‬
‫‪     ‬له ا دمد ييدح ند أهيد المبدد أ‬
‫ي زق اهلل ة ا الرصاط املستقةو ال ي ها دين اهلل الم ةو الد ي أهزلده مدىل‬
‫رةا ‪ ‬لألجب م ة أ لسمهله يف ل ر مت ن ر م ت د ل ف ضده‬
‫ب ذل الرصاط املستقةو‪.‬‬ ‫له‪ ،‬ه أ يس‬
‫ل منض (اهده )‪ :‬أي دلن لأرشده لاهلدايت لت من الم و الند فا لالممدل‬
‫الص لح‪.‬‬
‫‪      ‬لهو ال ةدا ‪ ‬لأ دة به ل دل دن‬
‫ة ر مىل ط يقهو‪.‬‬
‫‪       ‬املغ اب م دةهو هدو‬
‫الم ام ال ين يمم اا بم مهو لال لا هدو المد ا بد م دو فد ول‬
‫‪،‬ت ل ةهاد لالث ي ‪،‬ت ل نص رى ل ل ن ممل ب م و فهدا دن جدنس‬
‫النص رى ال لني ل دن م دو ل يممدل فهدا دن جدنس الةهداد املغ داب‬
‫م ةهو‪.‬‬
‫ليسن أ يقا بمد ال‪ ،‬اغ ن ال‪ ،‬وت‪( :‬آ ني) لهد لةسدت دن ال‪ ،‬ودت‬
‫ل من هدد (ال هددو اةددتبب) ليف حددديث‬ ‫للكنهدد لددمه ني مددىل الدددم‬

‫(‪ )1‬التة ي لالتناي (‪.)134/1‬‬


‫‪35‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫أيب ه ي ف ‪ ‬املت‪،‬ق م ةه أ ال ةا ‪ ‬ق ‪« :‬إذا أ ن اإل كال فكأ ن ا فكإب كن‬


‫(‪)1‬‬
‫قافق تأ دنه تأ ني املالئكة غفر له ا تقدل ن ذنأه» ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫سرة الزلزل‬
‫ﭧﭨﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵﭶﭷﭸﭹﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﭼ‪.‬‬
‫يف ةارف الزلزلت خيرب لم ىل مدام يكدا يدار القة دت لأ اورز لتزلدز‬
‫فتند جب هلد للسداى‬ ‫لل جف لل لج حتض يسقط م ةه ن بن ل م‬
‫‪،‬ص ً‪ ،‬ال ماج فةه لال أ ت ‪.‬‬ ‫ل هل للكا ق ًم‬
‫ﭽﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭱﭲﭳ ﭴ ﭵ‬
‫يف‬ ‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭼ إذا ر َّجت اورز ًّ‬
‫رج شديدً ا لأخ جت‬
‫ا‪،‬هس فز ًم ‪ :‬ال ي حد هل ؟‬ ‫بطنه ن الض ل ناز للس‬

‫(‪ )1‬أخ جه البخ ري‪( :‬ب ب حرصد ا‪ ،‬د ر ب لتدمه ن ‪ )323/1‬ل سد و‪( :‬بد ب التسدمةا لالتةمةدد‬
‫لالتمه ن ‪.)307/1‬‬
‫(‪ )2‬اةت‪،‬دت ‪ -‬لهلل احلمد لاملنت‪ -‬يف ل‪،‬سري ه ه السارف ل بمدده دن مددف ل‪ ،‬ةدري نهد ‪ :‬لةسدري‬
‫ر املن لإل ر الم ت مبدال محن بن ةدمدي‪-‬رمحده اهلل‪ -‬لالت‪،‬سدري‬ ‫الك يو ال محن يف ل‪،‬سري‬
‫فهد لطب مت املصةف الرشيف بمن يدت هخبدت دن الم دام لعمدا‬ ‫املةرس الص در ن عما امل‬
‫ل‪،‬سري آي ت الق آ الك يو البن ب ز لل‪،‬سري ابن م شار ام اةت‪،‬دت ن ل‪ ،‬ةدري دن لقدد هو‪:‬‬
‫ت‪،‬سري ابن ثري لالنس‪ ،‬لغريي ن الت‪ ،‬ةري‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪36‬‬

‫ﭽﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭼ يدددار القة دددت دددرب‬


‫درب‬ ‫اورز بام ممل م ةه ن خري أل ذ؛ و اهلل ةبة هه للم ىل أ ه بدمه‬
‫بام ممل م ةه ‪.‬‬
‫من‬ ‫ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ يا ئ ي جا الن‬
‫اقف احلس ب أ ن ًف ت‪ ،‬قني؛ لريهيو اهلل مم اا ن السةئ ت لاحلسدن ت‬
‫لجي زهيو م ةه ‪.‬‬
‫ﭽﮇﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎﮏﮐ ﮑ‬
‫خدريا يد ثاابده يف اآلخد ف ل دن‬
‫ً‬ ‫ﮒ ﮓ ﭼ فمن يممل لز هم ت دغريف‬
‫ذا ي مق به يف اآلخ ف‪.‬‬
‫يممل لز هم ت غريف ً‬

‫سرة العاديات‬
‫ﭧﭨﭽﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠﮡﮢ ﮣ ﮤﮥﮦﮧ ﮨﮩ ﮪﮫﮬ‬
‫ﮭﮮﮯﮰﮱ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ ﯛ ﯜﯝ‬
‫ﯞ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙﭚ ﭛ ﭼ‬
‫لت من السارف لنديدا ببةاد ا‪،‬هس لاةتغ اقه يف حب املد للد ري ًا‬
‫‪.‬‬ ‫ب آلخ ف لإح طت اهلله بمهمام الن‬
‫ﭽﮕ ﮖﭼ أقسددو اهلل لم د ىل ب خلةددل اجل ري د ت يف ةددبة ه هةددا‬
‫دن‬ ‫اهت ن رسمدت مددْ له لهلل ‪ ‬أ يقسدو بدام شد‬ ‫المدل حني ي ه‬
‫ِّ‬
‫خم اق له للةس ل مخ ا أ يقسو إال ب هلل فإ القسو بغري اهلل ذ ‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫ﭽﮘ ﮙ ﭼ ف خلةل ال يت لنقدح الن ر ن د بت حااف هد ؛ دن‬


‫شدَّ ف مدْ له ‪.‬‬
‫ﭽﮛ ﮜ ﭼ ف ملغريات مىل اومدا مند الصبح‪.‬‬
‫ﭽﮞ ﮟ ﮠ ﭼ فه َّة ْبن اه ا المدْ ل غب ًرا‪.‬‬
‫فتاةطن ب ب هنن مجا اومدا ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ﭽﮢ ﮣ ﮤﭼ‬
‫ﭽﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫التا ةد لالنصب لبة شدف‬ ‫ﯔﭼ ه ا ها املقسو م ةه لأ د (بإ ه ) ح‬
‫ن ‪ ،‬ا النمو لجةاده ل ا ج التمه ةد يف‬ ‫م ةه جنس ا‪،‬هس‬
‫المطف (الاال) بل أم د ح‬ ‫اآليتني بمده ‪ .‬ل يكتف ةبة هه بة‬
‫التا ةد (إ ه ) لاملمنض‪ :‬إ ا‪،‬هس لنمو ربه جلةاد لإهه ببةاده ذل ملق‬
‫لإهه حلب اخلري لشديد لاخلري اةو جنس يشمل امل لغريه ن ن فا الدهة ‪.‬‬
‫ينت ه إذا أخد ج‬ ‫ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ أف يم و ا‪،‬هس‬
‫اهلل او اات ن القبار ل ةس ب لاجلزا ؟‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ لاةتخ ج اةتك يف الصدلر ن خري أل ذ‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬ملكاذا ر كرب بكني بعينكرة القأك قحتصكدت كا ي الصكدق ي ا يتكني‬
‫السابقتني؟‬
‫فةه ‪.‬‬ ‫القبار لبمث لخي ج ن فةه لالصدلر ل‪،‬تش للبىل لة ه‬ ‫‪-1‬‬
‫ج نه النةد ت لالمدزائو‬ ‫ج نه اوجس د لالصدلر‬ ‫القبار‬ ‫‪-2‬‬
‫لا‪،‬رادات‪.‬‬
‫و ٍ‬
‫لقرب نري لالصدلر ل بدني ددر أةداد‬ ‫القبار بني قرب‬ ‫‪-3‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪38‬‬

‫و لآخ أبةض نري‪.‬‬


‫القبار لبمثد لةةصدل د يف الصددلر لجيدزى المبد د مدىل د يف‬ ‫‪-4‬‬
‫ضامئ هو‪.‬‬
‫اهلل ‪‬‬ ‫أ ه مم يص ح الق اب ذ د القبدار لالصددلر الندريف بد‬ ‫‪-5‬‬
‫لالط مت ةبب لنار القبار لهمةمه ‪ .‬لاهلل أم و‪.‬‬
‫ﭽﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭼ إ راهو اهو لبمهمامهلو يار م ضهو لحس اهو‬
‫خلبري ال خي‪،‬ض م ةه يش ن ذل ‪.‬‬
‫سرة القاةع‬
‫ﭽﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ﭨﭩﭪ ﭫ ﭬﭭﭮﭯ‬
‫ﭰﭱ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺﭻﭼ‬
‫ﭽﭾﭿﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ‬
‫ﮉﮊ ﭼ ‪.‬‬
‫صري املةسنني لاملسةئني فةه ‪.‬‬ ‫يف السارف إه ار اها القة ت لبة‬
‫ﭽﭜﭼ اةو ن أةام يدار القة دت ةدمةت بد ل وهند لقد‬
‫بمههااهل ‪.‬‬ ‫ق اب الن‬
‫ﭽﭞ ﭟﭼ ُّ‬
‫أي يش ه ه الق رمت؟‬
‫ﭽﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭼ ُّ‬
‫لأي يش أم م اه ؟‬
‫ﭽﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭼ يف ذل الةار يكا الن‬
‫يف ث هتو لل‪ ،‬قهو لح تهو ل‪ ،‬اش املنترش لها ال ي يتس قط يف الن ر‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫لصدا‬ ‫ﭽﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ للكا اجلبد‬


‫تمدد اولاا ال ي ينْ‪،‬ش ب لةد فةصري هب ليزل ‪.‬‬
‫ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ فمه دد ددن‬
‫رجةت اازين حسن له فها يف حة ف ضةت يف اجلنت‪.‬‬
‫ﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ لأ ددد دددن خ‪،‬دددت‬
‫اازين حسن له لرجةت اازين ةةئ له فممهلاه جهنو‪.‬‬
‫ﭽﮃ ﮄ ﮅ ﮆﭼ ل أدرا ‪ -‬أهي ال ةا ‪ -‬ه ه اهل ليت؟‬
‫ﭽﮈ ﮉﭼ إهن ه ر قد محةت ن الاقاد م ةه ‪.‬‬

‫سرة التكاثر‬
‫ﭽﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠﮡﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ‪.‬‬
‫يف السارف لنديد ب ملستغ قني يف الدهة ل هل لهمةمه لإه ار هلو ب آلخ ف‪.‬‬
‫ﭽﮋ ﮌﭼ شددغ كو مددن ط مددت اهلل الت‪،‬دد خ بكثدد ف او دداا‬
‫لاولالد‪.‬‬
‫ﭽﮎ ﮏ ﮐﭼ لاةتم اشتغ لكو بد ل إىل أ يلدو إىل املقد ب‬
‫لدفنتو فةه ‪.‬‬
‫رد لزج لها هتديد للمةدد لد ل‬ ‫ح‬ ‫ﭽﮒ ﮓ ﮔﭼ‬
‫يف الدهة لمجا حط ه غ فل من الدار اآلخ ف لالط مد ت املا د ت‬ ‫املستغ‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪40‬‬

‫هل ل ر ذل ال د لالزج يف اآليت الث هةت لتمه ةد الامةد للمه ةد ةا م قبدت‬


‫ذل املتش غل املت‪ ،‬خ بمه ار الدهة مدن الااجبد ت الدينةدت لاوخ ليدت حتدض‬
‫لألض‬ ‫(التكد ث ‪)2 :‬‬ ‫ر إىل املات املش ر إلةه بقاله‪ :‬ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ‬
‫ل ل به م قبدت أ د و‬ ‫لاملمنض‪ :‬ةتستقب ا‬ ‫ال د امل‪،‬ةد ل ةتقب‬ ‫بة‬
‫للب اهشغ لكو‪.‬‬
‫ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﭼ ثددو احدد رلا لةددا لم مددا ةددا م قبددت‬
‫اهشغ لكو منه ‪.‬‬
‫ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﭼ قاله‪ :‬ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ‬
‫لاملمنض لا م متو حق الم و مل أهل و التك ث من ط ب الدار اآلخ ف حتض‬
‫يلو إىل املق ب ثو م ينتو اجلةةو ثو رأيتماه مني الةقني‪.‬‬
‫قاله‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ (التك ث ‪ :)8 :‬أي من او ن‬
‫لالصةت فةام أفنةتماي لقةل‪ :‬من التنمو ال ي شغ كو االلت اذ به من الدين‬
‫بني أيديكو ن‬ ‫لقدي ه‪ :‬لا لم ما‬ ‫للك لة‪،‬دده‪ .‬لجااب (لا) حم ل‬
‫أهاا اآلخ ف لال ر يف قاله (لكل ) لاقمددت يف جااب قسو حم ل‬
‫لقدي ه‪ :‬لاهلل لكل اجلةةو ل ا ال ر يف (لكلهن ) لاولف لال ر يف قاله‬
‫(النمةو)‪ :‬ل ةتغ ا فد مىل أهنو هاا ستغ قني يف همةو الدهة لمجا‬
‫حط ه ‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫سرة العصر‬
‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ‪.‬‬
‫احتات السارف لا ةد ًا ح ةام بمه ال ف ح لإلهس هإال ب ‪،‬يام لالممل‬
‫الص لح لالتاايص ب حلق لالصرب له ه السارف مىل لج زهت ق منه ا‪ ،‬ر‬
‫ه ه السارف لاةمتهو‪ -‬أي م ًت لامتب ر ًا‬ ‫الش فم ‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬لا لدب الن‬
‫‪،‬ت‬ ‫‪ -‬لق ‪ :‬املؤلف ‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬يف ه ه السارف الم ةمت بني اهلل ‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اخل رسين ل ‪ ،‬ت ال ابةني يف أقرص لأيرس مب رف لأبةنه ‪.‬‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭼ أقسددو اهلل ب لددده لقد املؤلددف‬
‫لهدا حمدل أمدام بند آدر دن د لح لطد لح‬ ‫رمحه اهلل‪ :‬المرص ها الز‬
‫ليق ‪ :‬ل ةل لالنهد ر‪ :‬المرصدا فد هلل ‪ ‬يقسدو ب لز د مدىل أ مجةدا بند‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا‪،‬هس يف خرسا‬
‫ن خم اق له لال جياز ل مبد أ يقسو إال ب هلل فدإ‬ ‫لاهلل ‪ ‬يقسو بام ش‬
‫القسو بغري اهلل ذ ‪.‬‬
‫ﭽﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ‬
‫دن بند ا‪،‬هسد‬ ‫د ةداى ذلد‬ ‫فهؤال هو ال ابةا لهو السمدا لأ‬
‫دق اهد ه الصد‪ ،‬ت اوربدا‬ ‫خ رسل يف أي هو للة لةهو لأمامهلو إال دن‬
‫لاةتق ر م ةه فها ال ابح السمةد له ‪ :‬ا‪،‬يام ب هلل لرةداله إيامهد ً د دق ً‬

‫(‪ )1‬عما ل‪،‬سري آي ت الق آ الك يو ل شةخ مبد المزيز بن ب ز (ص ‪.)239‬‬


‫(‪ )2‬املصدر الس بق‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪42‬‬

‫يت ددمن لاحةددده لا‪،‬خ د ص لدده ‪ ‬لا‪،‬يددام ب ة د ه‪ -‬م ددةهو الص د ف‬


‫لالس ر‪ -‬لمىل رأةهو خ متهو هبةن حممد ‪ ‬ثو وقةق ذل ا‪،‬يدام ب لممدل‬
‫د الممدل؛ لهلد ا قد ‪ :‬ﭽ ﭔ ﭕ ﭼ‬ ‫الص لح و ا‪،‬يدام يقت‬
‫حم رر اهلل هد ا‬ ‫يمن ‪ :‬حققاا ل دقاا إيامهنو ب لممل بمهدا ف ائض اهلل لل‬
‫ها الممل الص لح يمند ‪ :‬مم داا د ذ اهلل هلدو فدمهدلا ف ائ ده لل داا‬
‫(‪)1‬‬
‫حم ر ه ل ‪،‬اا من ل هن هو منه ةبة هه للم ىل ‪.‬‬

‫سرة اهلمز‬
‫ﭽﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﭼ ‪.‬‬
‫لملزهو لالت‪ ،‬خ بامله‪.‬‬ ‫يف السارف لمةد مىل ن امت د السخ يت ب لن‬
‫ﭽﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭼ (ليددل) مددت لمةددد لقةددل‪ :‬اةددو لد ٍ‬
‫دااد يف‬
‫(‪)2‬‬
‫لاملمند ‪ :‬ذ‬ ‫لرجدح الشدةخ ابدن مثةمدني اول‬ ‫جهنو لقةل غري ذلد‬
‫طم فةهو‪.‬‬ ‫لكل غت ب ل ن‬ ‫له‬
‫يه مجا امل للمداده‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ ال ي‬
‫ﭽﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭼ ي ن أهه ضمن لن‪،‬سه اه ا املد الد ي مجمده‬
‫اخل اد يف الدهة لا‪،‬ف ت ن احلس ب‪.‬‬

‫(‪ )1‬عما ل‪،‬سري آي ت الق آ الك يو ل شةخ مبدالمزيز بن ب ز (‪.)239‬‬


‫(‪ )2‬عما فت لى ابن مثةمني (‪.)977/10‬‬
‫‪43‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫ﭽﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭼ‪ :‬ﭽﭱﭼ مت رد لزج له مدىل حسدب هه‬


‫ﭽ ﭳ ﭴ ﭵﭼ أي ال ي مجا يف احلطمدت أي يف الند ر التد شدمههن أ‬
‫ق الشةخ ابدن مثةمدني –رمحده اهلل‪:-‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وطو ل ي قض فةه ق له النس‪،‬‬
‫رد أي‪ :‬ل د ه ا الق ئدل أل هد ا احل ةدب‬ ‫)‪ :‬هن يسمةه الم ام ح‬ ‫(‬
‫مددن قالدده أل مددن حس د بنه لحيتمدددددل أ لكددا بممنددض حق د ً يمن د حق د ً‬
‫دةةح لقد ‪ -‬رمحده اهلل‪ :-‬قالده (لةنبد ) هدل هدا‬ ‫يد‬ ‫ل‬ ‫لةنبدددد‬
‫ي ينب ‪.‬أ‪.‬هد(‪.)2‬‬ ‫حب امل أل امل ؟‬
‫ل(احلطمت)‪ :‬اةو ن أةام الن ر لةمةت ب ل وهن و هطو ن فةه ق لده‬
‫ابن ثري لغريه(‪.)3‬‬
‫ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭼ‪ ) ( :‬اةو اةت‪،‬ه ر يف حمل رفدا بتددأ لخدربه‬
‫احلطمت ثدو بةنهد بقالده إهند هد ر اهلل‬ ‫مج ت (أدرا ) ل(أدرا )‪ :‬أي أم م‬
‫املاقدف لاملمنض‪ :‬ل أدرا ‪ -‬أهي ال ةا ‪ -‬حقةقت الن ر؟‬
‫دن‬ ‫ﭽﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﭼ إهن ه ر اهلل املاقدف الت‬
‫شدهت لن‪ ،‬ن اوجس ر إىل الق اب‪.‬‬
‫ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ إهند م ددةهو طبقددت يف ة ةددل‬
‫طالت؛ لئ خي جاا نه ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫لأغ‬

‫(‪ )1‬ل‪،‬سري النس‪.)679/3( ،‬‬


‫(‪ )2‬ل‪،‬سري الم ت ابن مثةمني (‪ )316‬بترص يسري‪.‬‬
‫(‪ )3‬ل‪،‬سري ابن ثري (‪.)481/8‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪44‬‬

‫سرة الفيل‬
‫ﭽﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﭼ‪.‬‬
‫ل منت الت ري بمه الكمبت حد ر اهلل لأ اهلل محد ه ممدن أرادلا بده ةدا ًا‬
‫له ه ن النمو الت ا تن اهلل اه مىل ق يش فدةام ي مدنهو دن أ دة ب‬
‫ال‪،‬ةل ال ين هاا قد مز اا مىل هدر الكمبت لحما أث ه ن الاجاد فمهبد دهو‬
‫اهلل لأرغو آه فهو لخةب ةمةهو لأضل مم هو لردهو برش خةبت ل د هاا‬
‫م ةده قد يش دن مبد دف‬ ‫دينهو إذ ذا أق ب ح الً مم‬ ‫قا ً هص رى ل‬
‫ه ا ن ب ب ا‪،‬رهد ص لالتاطئدت ملبمدث رةدا اهلل ‪‬‬ ‫اولث ‪ .‬للكن‬
‫فإهه يف ذل المد ر للدد مدىل أشده اوقداا للسد حد القددر يقدا ‪:‬‬
‫هنرص و‪ -‬ي مرش ق يش‪ -‬مىل احلبشت خلرييتكو م ةهو للكن دة هت ل بةدت‬
‫د اات اهلل‬ ‫المتةق ال ي ةنرشفه لهم مه لهاق ه ببمثت النبد او د حممدد‬
‫لة ه م ةه خ لو اوهبة (‪.)1‬‬
‫ﭽ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﭼ أ لم و‪ -‬أهيد ال ةدا ‪ -‬ةدف‬
‫فمل رب بمه ة ب ال‪،‬ةل‪ :‬أب هت احلبيش لجةشه الد ين أرادلا لدد ري الكمبدت‬
‫املب ر ت؟‬
‫ﭽﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﭼ أ جيمددل دد د َّبدد له ددن ذ يف إبطددد‬
‫لل ةةا؟‬

‫(‪ )1‬ل‪،‬سري ابن ثري (‪.)483/8‬‬


‫‪45‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﭼ لبمددددث‬
‫تةب ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫طريا يف مج م ت تت بمت لق فهو بةب رف ن طني‬
‫م ةهو ً‬
‫ﭽﮥ ﮦ ﮧ ﭼ فبم هو به حمطمني مهلرا الزر الة بست‬
‫الت أ ته البه ئو ثو ر ت اه ‪.‬‬

‫سرة قريش‬
‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝﭞﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ ‪.‬‬
‫يف السارف ل ري لق يش بنمو اهلله م ةهو لدماله هلدو إىل مب دلده لقد يش‬
‫هو قبة ت النب ‪ ‬مامر البةت لةددهته ل(قد يش)‪ :‬لقدب جدد هد ه القبة دت‬
‫بن ن هت يف قا مجهدار النسد بني لقد بمدض‬ ‫لها‪ :‬فه بن ل بن الن‬
‫بن ن هت(‪.)1‬‬ ‫النس بني‪ :‬إ ق يش ً لقب الن‬
‫بن ن هت ‪ ..‬هدو‬ ‫ق أبا حممد بن حزر‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬فه بن ل بن الن‬
‫ق يش ال ق يش غريهو(‪ .)2‬لق يش غري قد ش لهدا دابدت م ةمدت يف البةد‬
‫لمبث ب لس‪،‬ن شبهاا اه وهن لمه ل لال لؤ ل للم ا لال لمىل ل غ االةدو‬
‫مجمهو قيص بدن‬ ‫ل تم ةو‪ .‬لق أبا حة ‪ :‬ةماا ب ل لتبممهو بمد الت‪،‬‬
‫ب يف احل ر لالتق يش‪ :‬التبما لااللتئ ر(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬التة ي لالتناي (‪.)556/30‬‬


‫(‪ )2‬مجه ف أهس ب الم ب (‪.)12‬‬
‫(‪ )3‬الت‪،‬سري املنري ل زحة (‪.)414/30‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪46‬‬

‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ ا ْمببدداا ‪،‬لددف‬
‫ق يش لأ نهو لاةتق ت ص حلهو لاهت ر رح تةهو يف الشت إىل (الدةمن)‬
‫ليف الصةف إىل (الش ر) للةسري ذل ؛ جل ب حيت جا إلةه‪.‬‬
‫ﭽﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭼ ف ةشدددددك لا للةمبدلا رب ه ا البةت‪-‬‬
‫لها الكمبت‪ -‬ال ي ذفاا به للةاحدله لخي صاا له المب دف‪.‬‬
‫ﭽﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ ال ي أطممهو ن جا‬
‫شديد لآ نهو ن فز لخا م ةو‪.‬‬

‫سرة املاعرن‬
‫ﭽﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ‪.‬‬
‫ن باا ب لبمث لف ةدا أمامهلدو دن‬ ‫ل منت السارف المبب ن ح‬
‫االمتدا مىل ال مةف لاحتق ره لا‪ ،‬س من إطم ر املسدكني لا‪،‬مد از‬
‫من قاامد ا‪،‬ة ر ن الص ف لالز ف؛ وهه ال خيطد بب لده أ يكدا يف فم ده‬
‫(‪)1‬‬
‫جي ب له غ ب اهلل لمق به ‪.‬‬ ‫ذل‬
‫ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭼ أرأيت لاخلطد ب ل نبد ‪ ‬لاملمندض‪:‬‬
‫أرأيت ح ذل ال ي يك ِّ ب ب لدين أي بةار البمث لاجلزا ؟‬

‫(‪ )1‬التة ي لالتناي (‪ )563/30‬بترص ‪.‬‬


‫‪47‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫لقةل‪ :‬م ر لكل ن يتاجه إلةه اخلط ب لاخت ره ابن مثةمني حةدث قد ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لالممار ألىل ‪.‬‬
‫ﭽﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭼ ف ل ال ي يدفا الةتةو بمنف لشدف‬
‫من حقه؛ لقس لف ق به‪.‬‬
‫ﭽﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ لال ُّ‬
‫حيض غدريه مدىل إطمد ر املسدكني‬
‫فكةف له أ يطممه بن‪،‬سه؟‬
‫ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ (فايددل)‪ :‬مددت‬
‫هتو الهدا أي‪ :‬ال يقةماهند مدىل‬ ‫هتديد للمةد ل مص ني ال ين هو من‬
‫لجهه لال يؤدلهن يف لقته ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﭼ أي‪ :‬يت ه ل بمهمام اخلري ا اف ل ن‬
‫د إم رلدده ددن اآلهةددت‬ ‫ﭽﮃ ﮄﭼ ليمنمددا إم د رف د ال ل‬
‫لغريه ف هو أحسناا مب دف راهو لال هو أحسناا إىل خ قه‪.‬‬
‫ق الشةخ ابن مثةمني‪ :‬ل نا امل ما ينقسو إىل قسمني‪:‬‬
‫القسر األقل‪ :‬سر يأثر به اإلنساب‪.‬‬
‫القسر اليناا‪ :‬سر ال يأثر به‪ ،‬لكن يف ته اخلري‪.‬‬
‫جيدب ب لده فدإ ا‪،‬هسد ال‬ ‫فام لجب ب له فإ ا‪،‬هس يمهثو بمنمه ل‬
‫دط يقدا ‪:‬‬ ‫يمهثو بمنمه لكن ي‪،‬اله اخلري‪ .‬ثد ذلد ‪ :‬إهسد جد ه رجدل‬
‫ا‪،‬هد لده لاجدب يدمهثو بك ده‬ ‫أذب دت فبد‬ ‫ً أذبده فدإ‬ ‫أمطن‬
‫حتض إ بمض الم ام يقا ‪ :‬لا ت ه ا ا‪،‬هس فإهه ي منه ب لديت‬ ‫ا‪،‬هس‬

‫(‪ )1‬ل‪،‬سري الم ت ابن مثةمني (‪.)326‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪48‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ط به ‪.‬‬ ‫وهه ها ةبب اله لجيب م ةه ب‬

‫سرة الكرثر‬
‫ﭽﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﭼ‪.‬‬
‫يف السارف برشى لطممههت ل نب ‪ ‬للنديد بمبغ ةه‪.‬‬
‫ﭽ ﮆ ﮇ ﮈﭼ إهد أمطةند ‪ -‬أهيد النبد ‪ -‬اخلدري الكثدري يف‬
‫الدهة لاآلخ ف ل ن ذلد هند الكداث يف اجلندت الد ي ح فتد ه خةد ر ال ؤلدؤ‬
‫لطةنه املس ‪.‬‬ ‫املبا‬
‫َّ‬
‫ه لاذبح ذبةةت له‬ ‫ل‬ ‫ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﭼ فمهخ ل ل ب‬
‫لمىل اةمه لحده‪.‬‬
‫ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ إ بغ د ل ددبغض د جئددت بدده ددن‬
‫اهلدى لالنار ها املنقطا أث ه املقطا ن ل خري‪.‬‬

‫سرة الكافرون‬
‫ﭽ ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ‬
‫ﭯ ﭰ ﭼ‪.‬‬
‫هدد ه السدددارف ه إحدى ةاريت ا‪،‬خد ص و ةداريت ا‪،‬خد ص‬

‫(‪ )1‬ل‪،‬سري الم ت ابن مثةمني (‪.)329‬‬


‫‪49‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫النب ‪ ‬يق أ اهام‬ ‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭼ ل ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ ل‬


‫يف ةنت ال‪،‬ب ليف ةنت املغ ب ليف ر مت الطاا مل ل منت ه ن ا‪،‬خد ص‬
‫هلل ‪.‬‬
‫لالسارف لق ر أ د ً دن أ دا هد ا الددين لأر هده الم ةمدت‪ :‬الداال‬
‫ن دل اهلل‪.‬‬ ‫ل مؤ نني لالربا ن املرش ني لمم يمبدل‬
‫م ندت هلد ا املم دو البد رز دن مد الددين‬ ‫لقد ج ت ةارف الك ف ل‬
‫فمهظه ت الربا ف ن املرش ني ل مباداهتو لخ طبتهو خط ب ً لاضة ً ال هقد ش‬
‫فةه لال داهنت وقةق ً ملبدأ الاال الك ل لإلة ر لأه ه لوطة ًام وي داهنت‬
‫أل الغت يف التخ من لاحةد اهلل‪.‬‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭼ قددل‪ -‬أهيدد ال ةددا ‪ -‬ل دد ين ‪،‬دد لا بدد هلل‬
‫لرةاله‪ :‬ي أهي الك ف ل ب هلل‪.‬‬
‫ن او ن ر لاآلهلت الزائ‪،‬ت‪.‬‬ ‫ﭽﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ ال أمبد لمبدل‬
‫أمبد ن إله لاحد ها‬ ‫ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ لال أهتو م بدل‬
‫اهلل رب الم ملني املستةق لحده ل مب دف‪.‬‬
‫ﭽﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ لال أهد م بددد د مبدددلو ددن او ددن ر لاآلهلددت‬
‫الب ط ت‪.‬‬
‫ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭼ ه ه اآليت هزلت يف قار قد م دو اهلل أهندو ال‬
‫يؤ نا أبدً ا‪ .‬لاخت ف الم ام يف ةبب لك ار الدربا ف دن اجلد هبني مدىل ث ثدت‬
‫أقاا ‪:‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪50‬‬

‫الق ل األقل‪ :‬أ التك ار ل تا ةد لقد ضمف ه ا القا ابن مثةمني و‬


‫الصةغت خمت ‪،‬ت ﭽﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ فمل ﭽﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ «م بد»‬
‫ل«م بدل » اةو لالتا ةد البد أ لكا اجلم ت الث هةت ولىل‪.‬‬
‫الق ل الينكاا‪ :‬أ التكد ار ل مسدتقبل‪ :‬قالده ﭽﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ أي‪:‬‬
‫اآل ﭽﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ يف املستقبل‪.‬‬
‫القكك ل الينالكك ‪ :‬ﭽﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ أي‪ :‬ال أمبددد او ددن ر التدد‬
‫لمبدلهن ‪ .‬ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ أي‪ :‬ال لمبددل اهلل‪ .‬ﭽ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ أي‪ :‬يف المبدد دف يمندد لةسددت مبدد ديت‬
‫مب دلكو لال مب دلكو مب ديت فةكا ه ا ه‪ ،‬ل ‪،‬مل ال ل م‪،‬ما به يمن‬
‫لةس ه‪ً ،‬ة ل ممباد‪ .‬لكنه ه‪ ،‬ل مب دف أي ال أمبد مبد دلكو لال لمبددل أهدتو‬
‫مب ديت و مب ديت خ لصت هلل لمب دلكو مب دف ذ ‪.‬‬
‫الق ل الرابا‪ :‬لاختددد ره شددةخ ا‪،‬ة ر ابن لةمةت ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬أ قاله‪:‬‬
‫ﭽﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭼ ه ا ال‪،‬مل‪ .‬فاافق القا‬
‫اول يف ه ه اجلم ت‪ .‬ﭽ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ‬
‫ل‬ ‫أي‪ :‬يف القبا بممنض للن أقبل غري مب ديت للن أقبل مب دلكو لأهتو‬
‫لن لقب اا‪ .‬فتكا اجلم ت اولىل م ئدف مىل ال‪،‬مل‪ .‬لاجلم ت الث هةت م ئدف مىل‬
‫ل ‪ .‬ال لمبدل اهلل لال‬ ‫القبا لال ض يمن ال أمبده لال أرض ه لأهتو‬
‫ل ضا بمب دله ق الشةخ ابن مثةمني‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬له ا القا إذا لمه ته ال‬
‫(‪)1‬‬
‫ي د م ةه يش ن اهل‪،‬اات الس بقت ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ل‪،‬سري الشةخ حممد بن مثةمني (‪ )337‬بترص لاختص ر‪.‬‬


‫‪51‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫ﭽﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ لكو دينكو ال ي أيرلو مىل الب مده ليل ديند‬


‫ال ي ال أبغ غريه‪.‬‬

‫فائوة ‪ :‬ق الشةخ ابن مثةمني ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬ق بمض أهل الم دو‪ :‬لهد ه‬
‫السارف هزلت قبل ف ز اجله د؛ وهه بمد اجلهد د ال يقد الكد ف مدىل دينده إال‬
‫هاا ن أهل الكت ب أل ن غريهو مىل القا ال اجح‪.‬‬ ‫ب جلزيت إ‬
‫للكن الصةةح أهن ال لن يف او ب جله د حتض هقا إهن نساخت بل ه‬
‫ب قةت لجيب أ هتربأ ن دين الةهاد لالنص رى لاملرش ني يف ل لقت لحني‬
‫لهل ا هق الةهاد لالنص رى مىل دينهو ب جلزيت لهةن همبد اهلل لهدو يمبددل‬
‫دن مبد دف غدري اهلل مدز لجدل‬ ‫يمبدل فه ه السارف فةه الربا ف لالدتخ‬
‫ةاا يف املمباد أل يف ها ال‪،‬مل لفةه ا‪،‬خ ص هلل مدز لجدل لأ ال همبدد‬
‫د لةرسد دن الكد ر مدىل هد ه‬ ‫إال اهلل لحده ال ذي لده‪ .‬لإىل هند ينتهد‬
‫(‪)1‬‬
‫السارف ‪.‬‬
‫مسأل ‪ :‬ةف التافةق بني قاله لم ىل‪ :‬ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ‬
‫لإيام بمض الك‪ ،‬ر بمد هزلهل ؟‬
‫اجل اب‪ :‬التافةق لاهلل أم و‪ :‬أ اآليت حممالت مدىل الك‪،‬د ر الد ين تدب يف‬
‫م و اهلل أهنو ةةمالا مىل الك‪ ،‬ف ل ين تدب م دةهو أهندو ةدةمالا مدىل‬
‫الك‪ ،‬لن يمبدلا إهل أبد ًا‪.‬‬

‫(‪ )1‬ل‪،‬سري الشةخ حممد بن مثةمني (‪.)338‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪52‬‬

‫د دا داا مدىل ذ هدو للدن لتةقدق‬ ‫لقا آخ ‪ :‬إهنو لن يمبدلا إهلد‬


‫د دا داا مدىل ذ هدو فدإ متسدكاا برشد هو لمبددلا اهلل‬ ‫مب دهتو ‪،‬هلد‬
‫(‪)1‬‬
‫فمب دهتو هلل لةست بصةةةت ‪.‬‬

‫سرة النصر‬
‫ﭽﭱﭲﭳ ﭴﭵ ﭶﭷﭸ ﭹ ﭺﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ‪.‬‬
‫ق ابن ةمدي‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬يف ل‪،‬سريه‪« :‬يف ه ه السدارف الك يمدت بشد رف‬
‫لأ ل ةاله ‪ ‬مند حصاهل لإش رف للنبةه مىل يكلب مىل ذل ‪.‬‬
‫يف‬ ‫ف لبش رف ه البش رف بنرص اهلل ل ةاله ‪ ‬لفتةه كت لدخا الند‬
‫د هاا دن‬ ‫ثري نهو ن أه ه لأهص ره بمدد أ‬ ‫أفااج بةةث يكا‬
‫ً‬ ‫دين اهلل‬
‫أمدائه لقد لقا ه ا املبرش به لأ او بمد حصدا النرصد لال‪،‬دتح فدمه‬
‫ليسبح بةمده ليستغ‪ ،‬ه لأ ا‪،‬شد رف فدإ‬ ‫رةاله أ يشك ربه مىل ذل‬
‫يف ذل إش رلني‪ :‬إش رف و يستم النرص هلد ا الددين ليدزداد مندد حصدا‬
‫التسددبةح بةمد اهلل لاةتغ‪ ،‬ره ن رةاله فإ ه ا دن الشدك لاهلل يقدا ‪:‬‬
‫لقد لجد ذلد يف ز دن اخل ‪،‬د‬ ‫(إب اهةو‪)7 :‬‬ ‫ﭽ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭼ‬
‫ال اشدين لبمدهو يف ه ه او ت يز هرص اهلل ستم ً ا حتض ل دل ا‪،‬ةد ر‬
‫يدخل يف غريه حتض حد‬ ‫يصل إلةه دين ن اودي لدخل فةه‬ ‫إىل‬
‫فد بت هو اهلل بت‪،‬د ُّ الك مدت للشدتت‬ ‫ن او ت ن خم ل‪،‬ت أ اهلل حدد‬

‫(‪ )1‬ة س ت الت‪،‬سري ملصط‪،‬ض المدلي (‪.)106/4‬‬


‫‪53‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫فةصل حصل‪.‬‬ ‫او‬


‫[ل ا ه ا] ف ه ه او ت له ا الدين دن رمحدت اهلل للط‪،‬ده د ال خيطد‬
‫أل يدلر يف اخلة ‪.‬‬ ‫ب لب‬
‫لأ ا‪،‬ش رف الث هةت فه ا‪،‬ش رف إىل أ أجل رةا اهلل ‪ ‬قد ق ب لده‬
‫للجه ذل أ مم ه مم ف ضل أقسو اهلل به‪.‬‬
‫لصد ف لاحلدج لغدري‬ ‫لقد مهد أ او ار ال‪ ،‬ض ت تو ب الةدتغ‪ ،‬ر‬
‫ذل ‪.‬‬
‫إش رف إىل أ أج ده قدد‬ ‫فمه اهلل ل ةاله ب حلمد لاالةتغ‪ ،‬ر يف ه ه احل‬
‫اهتهض ف ةستمد ليتهةمه ل ق ربه لخيدتو ممد ه بمهف دل د جيدده د اات اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫لة ه م ةه» ‪.‬‬
‫‪ ‬ن السارف دها أجل النبد ‪ ‬ف‪،‬د املسدند‬ ‫لقد اةتنبط ابن مب‬
‫لغريه أهه ق ‪ :‬مل هزلت ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭼ ق رةا اهلل ‪‬‬
‫()‬
‫السنت ‪. 2‬‬ ‫إيل نفيس» بمههه قباز يف ل‬
‫«نعدت ي‬
‫مل يستقبل ن الز‬ ‫ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭼ (إذا)‪ :‬ظ‬
‫من منض الرشط لال‪ ،‬يف قاله (فسبح) لاقمت يف جااب إذا‬ ‫غ لب ً‬
‫ال‪،‬تح لامل اد فتح كت‬ ‫لاملمنض‪ :‬إذا لو ل النرص مىل ‪ ،‬ر ق يش للو ل‬
‫ن قبل يف قاله لم ىل‪ :‬ﭽ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬ ‫لقد لمد اهلل هبةه ‪ ‬ذل‬
‫ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬

‫(‪ )1‬ل‪،‬سري ابن ةمدي (‪.)936‬‬


‫(‪ )2‬رلاه أمحد يف سنده (‪ )366/3‬لحسنه اولب ي يف شك ف املص بةح (‪ )1684/3‬بدل الزي دف‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪54‬‬

‫ﯡ ﯢ ﯣ ﭼ (ال‪،‬تح‪.)27 :‬‬
‫ﭽﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭼ مج م ت للحداه ‪.‬‬
‫لها‬ ‫ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆﭼ فإذا لقا ذل‬
‫ب ‪ ،‬ث ر ن التسبةح بةمده لا‪ ،‬ث ر ن‬ ‫لاقا ال حم لت فتهةمه ل ق رب‬
‫لاا ًب مىل املسبةني لاملستغ‪ ،‬ين يتاب م ةهو لي محهو‬ ‫اةتغ‪ ،‬ره إهه‬
‫ليقبل لابتهو‪.‬‬
‫النب ‪ ‬يكث بمد هزل ه ه السارف ن قا «ةبة اهلل‬ ‫لل ل‬
‫رةا اهلل ‪ ‬يف آخد أ د ه‬ ‫لبةمده» فمن أر ة مت ريض اهلل منه ق لت‪:‬‬
‫إال ق ‪ :‬ةبة اهلل لبةمده فق ت‪:‬‬ ‫ال يقار لال يقمد لال ي هب لال جي‬
‫لال‬ ‫ي رةا اهلل إه لكث دن ةدبة اهلل لبةمدده ال لد هب لال مد‬
‫لقار لال لقمد إال ق ت‪ :‬ةبة اهلل لبةمده قد ‪« :‬إي أ د ت اهد » فقد ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ إىل آخ السارف ‪.‬‬

‫سرة املسة‬
‫ﭽﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮓﮔ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﭼ‪.‬‬
‫يف ه ه السارف‪ :‬زج ويب هلب مىل قاله‪ :‬لب ً ل أهل ا مجمتن ؟ للمةده مىل‬
‫للمةد ا أله مىل اهتص ره لزلجه لبغ ه النب ‪.‬‬ ‫ذل‬

‫(‪ )1‬رلاه الطربي يف ل‪،‬سريه (‪ )711/24‬لابن ثري (‪.)512/8‬‬


‫‪55‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫ﭽﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﭼ خرست يدا أيب هلب لشق بإي ائده رةدا‬


‫اهلل حممد ًا ‪ ‬لقد وقق خرسا أيب هلب حةث ت ف ًا لالمة ذ ب هلل‪.‬‬
‫أغنض منه له لللده ف ن ي َّدا‬ ‫ﭽﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﭼ‬
‫منه شة ًئ ن م اب اهلل إذا هدز به‪.‬‬
‫ﭽﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﭼ ةددةدخل ه د ًرا‬
‫فتط حده يف ط يدق النبد ‪‬؛‬ ‫هت ومل الشدا‬ ‫تمهجبت ها لا أله الت‬
‫ليف هد ه اآليدت لاآليدت التد‬ ‫وذ َّيته لقةل‪ :‬هت متيش ب لنمةمدت بدني الند‬
‫ن إة ر أيب هلب لإة ر ا أله لأهنام ةدةدخ‬ ‫يد مىل ا‪،‬ي‬ ‫بمده‬
‫الن ر وذيتهام رةا اهلل ‪ ‬للك يبه لالسم يف إبط دينه‪.‬‬
‫فه ه السارف مىل لج زهت آيت ب ه ف ن آيد ت اهلل ‪ ‬فدإ اهلل أهدز هد ه‬
‫السارف لأبا هلب لا أله هي ك لأخربهتام أهندام ةدةم ب يف الند ر لال بدد‬
‫(‪)1‬‬
‫دام‬ ‫ل ن الزر ذل أهنام ال يس ام فاقا ام أخرب به م الغةب لالشده دف‬
‫أهن دلةل لاضح مىل د هباف النب ‪ .‬لاهلل لم ىل أم و‪.‬‬
‫ﭽﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ يف منقه د حبددل حمكددو ال‪ْ ،‬تددل ددن لةددف‬
‫دن خداص ل دن ج داد‬ ‫لقدد ابن قتةبت‪ :‬املسدد‪ :‬حبدل دن لةدف ليكدا‬
‫(‪)2‬‬
‫هت لمهخ احلبل ن املسد لل مه مدىل‬ ‫لاملمنض‪ :‬أ ا أف أيب هلب مل‬ ‫ا‪،‬بل‬
‫رقبته لومل به احلطدددب لل قةه يف طددد يق رةا اهلل ‪ ‬أذيدت لده م قبهد‬
‫اهلل ‪ ‬ن جنس نةمه بمه لطا بةبدل دن سدد الند ر جدزا لف قد ً مدىل‬

‫(‪ )1‬ل‪،‬سري ابن ةمدي (‪.)936‬‬


‫(‪ )2‬غ يب احلديث البن قتةبت (‪.)743/3‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪56‬‬

‫نةمه ب ةا اهلل ‪.‬‬


‫لق ةمةد بن املسةب هت هل ق دف ف خ ف فق لت‪ :‬وه‪،‬قنهد يف مددالف‬
‫حممد يمن ‪ :‬فمهمقبه اهلل اه حب ً يف جةده ن سد الند ر‪ .‬جدزا لف قد ‪ .‬لاهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫أم و ‪.‬‬
‫سرة اإلخالص‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ‪.‬‬
‫لأب ز أغ از ه ه السارف‪ :‬إثب ت لحداهةدت اهلل لمد ىل لأهده ال ي ْقصدد يف‬
‫احلاائج غريه للنزهيه مام ال ي ةق بب له لم متده ‪ ‬لإبطد أ يكدا لده‬
‫ابن لإبط أ يكا املالاد إهل ً ثدل مةسدض م ةده السد ر لاوح ديدث يف‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ف ئ ه ثريف لقد ح أهن لمد ث ث الق آ‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭼ قددل‪ -‬أهي د ال ةددا ‪ :-‬هددا اهلل املت‪ ،‬د د ب ولاهةددت‬
‫لال بابةت لاوةام لالص‪ ،‬ت ال يش ر ه أحد فةه ‪.‬‬
‫احلاائج لال غ ئب‪.‬‬ ‫ﭽﭖ ﭗﭼ اهلل لحده املقصاد يف ق‬
‫حبت‪.‬‬ ‫ﭽﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭼ لةس له للد لال لالد لال‬
‫ﭽﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ ل يكن له مم ث ً لال ش ًاه أحدد دن‬
‫خ قه ال يف أةامئه لال يف ‪ ،‬له لال يف أفم له لب ر للم ىل للقدَّ ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ل‪،‬سري ابن ثري (‪.)515/8‬‬


‫(‪ )2‬التة ي لالتناي (‪ )609/30‬بترص ‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫الدرس األول‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬

‫سرة الفلق‬
‫ﭽﭤ ﭥﭦﭧﭨ ﭩﭪ ﭫﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ‪.‬‬
‫لالغ ز نه لم ةو النب ‪ ‬امت ل تماذ ب هلل ن ذ يتَّقدض ذه دن‬
‫املخ اق ت الرشي ف لاولق ت الت يكث فةه حدل الرش لاوحداا التد‬
‫يكث أفم الرش ن لرائه لئ ي دض ف م اهد بتبم هتد فم َّدو اهلل هبةده هد ه‬
‫يتماذ اه ه السارف لأخته ليدمه‬ ‫املماذف لةتماذ اه لقد ثبت أ النب ‪‬‬
‫أ ة به ب لتماذ اهام فك التماذ اهام ن ةنت املس مني(‪.)1‬‬
‫ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭼ قددل‪ -‬أهي د ال ةددا ‪ :-‬أمدداذ لأمتصددو ب د ب‬
‫ال‪ ،‬ق لها الصبح‪.‬‬
‫ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭼ ن ذ مجةا املخ اق ت لأذاه ‪.‬‬
‫ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ ل ددن ذ لةددل شددديد ال مددت إذا دخددل‬
‫للغ غل ل فةه ن الرشلر لاملؤذي ت‪.‬‬
‫ﭽﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ أي‪ :‬ل ن ذ السد ح ات الد يت‬
‫ن مقد بقصد السة ‪.‬‬ ‫ين‪،‬خن فةام يمقد‬
‫إذا‬ ‫ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ ل دددن ذ ح ةدددد دددبغض ل نددد‬
‫حسدهو مىل لهبهو اهلل ن همو لأراد زلاهل منهو لإيق اوذى اهو‪.‬‬

‫(‪ )1‬التة ي لالتناي (‪.)623/30‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪58‬‬

‫سرة الناس‬
‫ﭽﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋ‬
‫ﮌﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ‪.‬‬
‫لغ ز السارف‪ :‬إرشد د النبد ‪ ‬و‬ ‫خ متت الكت ب املب ر‬ ‫ةارف الن‬
‫ال ي حيد ل إفسد د ممدل النبد ‪ ‬لإفسد د‬ ‫يتماذ ب هلل ربه ن ذ الاةاا‬
‫ا‪،‬م از من دمالده ليف هد ا او د‬ ‫الن‬ ‫لي ق يف ه‪،‬ا‬ ‫إرش ده الن‬
‫إيام إىل أ اهلل لم ىل مة ه دن ذلد فم دمه يف ه‪،‬سده دن لسد ط لةاةدت‬
‫ليتبا ذل لم ةو املسد مني‬ ‫لمو يف الن‬
‫م ةه ل تمو دماله حتض ه‬ ‫الاةاا‬
‫فةكا هلو ن ه ا التماذ ها ح هو ن ق ب ةدت التمد ز إىل‬ ‫التماذ ب ل‬
‫ل ا الس ت نه بمقدار البهو يف الزل‪،‬ض(‪.)1‬‬ ‫الاةاا‬
‫ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﭼ قددل‪ -‬أهي د ال ةددا ‪ :-‬أمدداذ لأمتصددو ب د ب‬
‫الق در لحده مىل ر ِّد ذ الاةاا ‪.‬‬ ‫الن‬
‫الن املترص يف ل شؤلهنو الغن ِّ منهو‪.‬‬ ‫ﭽﮅ ﮆﭼ‬
‫ﭽ ﮈ ﮉﭼ إله الن ال ي ال مباد بةق ةااه‪.‬‬
‫مندد‬ ‫ﭽﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ ن أذى الشةط الد ي ياةدا‬
‫الغ‪ ،‬ت لخيت‪ ،‬مند ذ اهلل‪.‬‬
‫ُّ‬
‫يبددث الرشدد لالشددكا يف‬ ‫ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﭼ الدد ي‬
‫‪.‬‬ ‫دلر الن‬
‫ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ ن شة طني اجلن لا‪،‬هس‪.‬‬

‫(‪ )1‬التة ي لالتناي (‪.)631/30‬‬


‫الدرس الثاني‬
‫أركـــــان اإلســــــالم‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪60‬‬
‫‪61‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬

‫الدرس الثاني‬
‫أركـــــان اإلســــــالم‬
‫للجها‪ ،‬والاقي املنا‬ ‫وأما شاوو (ال إلا إال اهلل) فها ‪ :‬العلا املنا‬
‫للكاب‪ ،‬واحملبا املن فقا‬ ‫للشاو‪ ،‬والصاق املنا‬ ‫املنا‬ ‫للشا‪ ،‬واإلخاص‬
‫للاود والكفاو مبا يعباق ما‬ ‫للرت‪ ،‬واليبال املنا‬ ‫للبغض واالنيق د املن‬
‫دون اهلل‪.‬‬
‫وأوهلا وأعظمها ‪ :‬شاه د أن ال إلا إال اهلل‬ ‫بق ن أرك ن اإلساص اخلمسا‬
‫وأن حممقاً رسل اهلل بشوح مع نقه مع بق ن شوو ال إل إال اهلل ومعن ها ‪:‬‬
‫(ال إل ) ن فق ً مجقع م يعبق م دون اهلل (إال اهلل) مثبت ً العب د هلل وحقه ال‬
‫شوي‪ ،‬ل ‪.‬‬
‫البقت اآلتق ‪:‬‬ ‫وقق جُمعت‬
‫حمبااااااا وانيق د واليبااااااااال هلااا‬ ‫عل يياااا وإخص وصقق‪ ،‬مع‬
‫سلى اإلل م األشقاا ء قااق أهل‬ ‫وزيق ث منه الكفوان من‪ ،‬مب‬

‫هذا هو الدرس الثاين مما جيب عىل املكلف معرفته من دين اإلسالم‪ ،‬وهو‬
‫معرفة أركان اإلسالم وأعظمها معرفة الشهادتني اللتني معرفتهام من أعظم‬
‫الفرائض وأهم الواجبات باتفاق املسلمني‪ ،‬واجلهل هبام من أعظم ما خيل‬
‫بأصل الدين‪ ،‬والعبد ال يكون مسل ًام إال بالنطق هبام‪ ،‬وال يتم له حقيقة اإلسالم‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪62‬‬

‫واإليامن إال بالعمل بمقتضامها‪ ،‬وهو ما تضمنته رشوطهام اآليت ذكرها يف كالم‬
‫الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ ،-‬فعىل العبد املسلم أن يوليهام جل عنايته ويعمل بمدلوهلام‬
‫ومقتضامها‪ ،‬وحيذر ما خيالفهام أو ينقض أصلهام اللذين دال عليه‪ ،‬وهو عبادة‬
‫اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬وإخالص الدين له‪ ،‬وهو مقتىض شهادة أن ال إله إال‬
‫اهلل‪ .‬واالنقياد لرسوله ‪ ‬باتبا ع أوامره واجتناب نواهيه‪ ،‬وتصديق ما جاء به‬
‫من عند ربه جل وعال‪ ،‬وهو مقتىض شهادة أن حممد ًا رسول اهلل ‪.‬‬
‫والشيخ– رمحه اهلل‪ -‬قد خصص هذا الدرس يف الكالم عىل شهادة أن ال‬
‫إله إال اهلل‪ ،‬وذكر رشوطها‪ ،‬وشهادة أن حممد ًا رسول اهلل ألمهيتهام‪ ،‬وتوقف‬
‫صحة إسالم املكلف عليهام‪ ،‬وهذا من حسن تعليم الشيخ للعامة والرتفق هبم‪،‬‬
‫حيث أفرد للشهادتني درس ًا مستقالً‪.‬‬

‫الوك األو ‪ :‬الشه دت ن‪:‬‬


‫تكلم املؤلف– رمحه اهلل تعاىل– عىل الشهادتني وبعض متعلقاهتام‪ ،‬والشييخ‬
‫كعادته يف رسائله‪ ،‬يبدأ بالتوحيد والعقيدة‪ ،‬ألهنا أساس الدين الذي مين أجليه‬
‫خلق اهلل اخللق وأرسل الرسيل‪ ،‬وسينتناول املوعيوع بالشيكل التياان مكانية‬
‫الشهادتني‪ ،‬ومعنامها‪ ،‬وأركاهنام‪ ،‬وفضل ال إله إال اهلل ن‬
‫أوالً‪ :‬مك نتهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬هاتان الشييهادتان مها اليركن األول مين أركيان اإلسيالم؛ حليديث‬
‫عبداهلل بن عمر‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ -‬مرفوع ًا «بني اإلسالم عىل سىل ‪:‬‬
‫شهادة أن ال إلىل إال اهلل وأن حممىلاا رسىلل اهلل وإقىلام الالىلالة وإاءىلا‬
‫‪63‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬
‫(‪)1‬‬
‫الزكاة وصلم رمضان وحج بيت اهلل احلرام» ‪.‬‬
‫‪ -2‬الشهادتان أول واجب عىل العبد‪ ،‬وقبول مجيع األعامل متوقيف عيىل‬
‫نطق الشهادتني والعمل بموجبهام‪ ،‬حلديث معياذ ‪ ‬يف الصيحيحني‬
‫أن النبي ‪ ‬قا ‪ « :‬إنك سءأيت قلما أهل كءىلا فىلذاا ئتىلءه فلىلين‬
‫أو ما تاعله إلي شهادة أن ال إل إال اهلل وأن حمماا رسىلل اهلل ‪...‬‬
‫(‪)2‬‬
‫احلااث » ‪.‬‬
‫‪ -3‬أهنام كلمة التوحيد التي هي أساس الدين وحصنه احلصيني والعيروة‬
‫الوثقى‪.‬‬
‫‪ -4‬الشهادتان من قاهلام صادق ًا دخل اجلنة‪ ،‬ومن قاهلا كاذبي ًا حقنيد دميه‬
‫وأحرزت ماله يف الدنيا‪ ،‬وأما اآلخرة فحسابه عىل اهلل تعاىل‪ ،‬لقوله ‪‬‬
‫يف حديث ابن عمر ((أمرت أن أقاتل الناس حءى اقلللا ال إل إال اهلل‪،‬‬
‫فم قا ال إل إال اهلل فقا عال مني مال ونفس إال بحقىل ‪ ،‬وحسىلاب‬
‫(‪)3‬‬
‫ع اهلل)) ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن ال إله إال اهلل دعوة الرسل واألنبياء مجيع ًا عليهم الصالة والسالم‪،‬‬
‫فقد قالوا مجيع ًا ألقوامهم ﭽﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارين (باب دعاؤكم إيامنكم ‪ ،)12/1‬ومسلمن (باب بيان أركان اإلسيالم ودعائميه‬
‫العظام ‪.)45/1‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخارين (باب أخذ الصدقة من األغنياء وترد يف الفقراء حيث كانوا ‪ ،)265/1‬ومسلمن‬
‫(باب الدعاء إىل الشهادتني ورشائع اإلسالم ‪.)51/1‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارين (باب فإن تابوا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فخلوا سيبيلهم ‪ ،)18/1‬ومسيلمن‬
‫(باب األمر بقتال الناس حتى يقولوا ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل ‪.)53/1 ...‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪64‬‬

‫ث نق ً‪ :‬معن هم ‪:‬‬
‫ال إله إال اهللن أي ال معبود بحيق إال اهلل‪ ،‬يعنيي أنيه هيو املسيتحق للعبيادة‬
‫وحده‪ ،‬ولييس معناهيا أن يقيالن ال خيالق إال اهلل‪ ،‬أو ال موجيود إال اهلل‪ ،‬أو ال‬
‫رازق إال اهلل ألمور منهان أن املرشكني ال ينكرون أن اهلل خيالق رازق موجيود‪،‬‬
‫ومع ذلك مل يؤمنوا هبا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قال أبو عبداهلل القرطبي يف تفسريهن ال إليه إال هيو أي ال معبيود إال اهلل ‪،‬‬
‫وهذا قول الزخمرشي وهو معتزا إال أنه لغوي بارع‪.‬‬
‫ثم العجب من بعض أهل زماننا الذين يدعون ويستغيثون ويذبحون لغري‬
‫‪    ‬‬ ‫اهلل‪ ،‬بل حيجون إىل القبور واملشاهد‪ ،‬واهلل ‪ ‬يقولن‬
‫‪             ‬‬

‫‪(  ‬األنعام ‪.)163-162‬‬


‫فمعناها باختصارن االعتقاد واإلقرار أنه ال يستحق العبادة إال اهلل والتزام‬
‫ذلك والعمل به‪.‬‬
‫ث لث ً‪ :‬أرك ن الشه دت ‪:‬‬
‫ال إل إال اهلل هلا ركنان‪:‬‬
‫األولن النفي وهو مأخوذ من (ال إله)ن فإنه يدل عىل إبطال الرشك بجميع‬
‫أنواعه‪ ،‬ويوجب الكفر بكل ما يعبد من دون اهلل ‪.‬‬
‫والثاينن اإلثبات وهو مأخوذ من (إال اهلل)ن فإنه يدل عىل أنه ال يستحق‬
‫العبادة إال اهلل‪.‬‬

‫(‪ )1‬تفسري القرطبي (‪.)191/2‬‬


‫‪65‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬

‫‪    ‬‬ ‫وقد جاء معنى ذلك يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫‪(      ‬البقرةن ‪.)256‬‬
‫‪ ‬‬ ‫فركييين النفي ‪ ،     ‬وركن اإلثبات‬
‫‪. ‬‬
‫‪         ‬‬ ‫وقيييال تعاىلن‬
‫‪(  ‬الزخرفن ‪.)27-26‬‬
‫‪ ‬‬ ‫فركن النفي يف اآلية ‪ ،      ‬وركن اإلثبات‬
‫‪....  ‬‬

‫رابع ً‪ :‬فض‪ ،‬ال إال اهلل‪:‬‬


‫هلذه الكلمة العظيمة فضائل كثرية‪ ،‬ذكر مجلة منها احلافظ ابن رجب‪ -‬رمحه‬
‫اهلل‪ -‬يف رسالته املوسومة بي «كلمة اإلخالص» ومنهان‬
‫‪ -1‬عظم ثواب من قاهلا‪ ،‬ففي الصحيحني عن أيب هريرة ‪ ‬عن النبي ‪‬‬
‫قالن «م قا ال إل إال اهلل وحاه ال رشاك ل ‪ ،‬لىل اللىلك ولىل احلمىلا‬
‫وهل ع كل يش قاار يف الم مائة مرة‪ ،‬كانت ل عا عرشة رقىلا ‪،‬‬
‫وكءب ل مائة حسنة‪ ،‬وحميت عن مائة سىليتة‪ ،‬وكانىلت لىل حىلر ا مىل‬
‫الشيطان الم الك حءى اميس‪ ،‬ومل اأت أحا بأفضل ممىلا ئىلا بىل إال‬
‫(‪)1‬‬
‫رئل عمل أكثر م الك» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخارين (باب فضل التهليل ‪ ،)176/1‬ومسلمن (باب فضل التهلييل والتسيبيو واليدعاء‬
‫‪.)2071/4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪66‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -2‬أهنا مفت ح اجلن ن حلديث «إن مفءاح اجلنة ال إل إال اهلل» ‪.‬‬
‫‪ -3‬أهنا مث اجلنا ن فعن أنس ‪ ‬قيالن ((جياء أعيرايب إىل رسيول اهلل ‪‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فقالن ما ثمن اجلنة؟ قالن ال إله إال اهلل)) ‪.‬‬
‫‪ -4‬أهنا جن م النا ر؛ ألن النبي ‪ ‬سمع مؤذن ًا يقيولن أشيهد أن ال إليه‬
‫(‪)3‬‬
‫إال اهلل‪ ،‬فقالن «خرئت م النار» ‪.‬‬
‫‪ -5‬أهنا أحساااااا احلسن ت وأفضله ن حليديث أيب ذر ‪ ‬قيالن « قلىلت‪ :‬اىلا‬
‫رسل اهلل! علمني عمال اقربني م اجلنة‪ ،‬واباعاين م النىلار‪ ،‬قىلا ‪:‬‬
‫«إاا عملت سيتة فاعمل حسنة‪ ،‬فذهنا عرش أمثاهلا»‪ .‬قلدن ييا رسيول‬
‫(‪)4‬‬
‫اهلل‪ ،‬ال إله إال اهلل من احلسيينات؟ قالن «هي أفضل احلسنات» ‪.‬‬
‫‪ -6‬أهنا متحل البنل‪ ،‬واخلط يا ن حلديث أم هانئ بنيد أيب طاليب‪-‬ريض‬
‫اهلل عنها‪ -‬عن النبي ‪ ‬قالن «ال إل إال اهلل ال ترتك انبىلا‪ ،‬وال اسىلبقها‬
‫(‪)5‬‬
‫عمل» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام أمحد (‪ ،)169/5‬قال احلافظ يف إحتاف اخلرية املهرة ‪230/8‬ن وله شياهد مرفيوع مين‬
‫حديث معاذ بن جبل‪ ،‬ورواه أمحد بن حنبل‪ ،)...‬وعلقه البخاري لوهب بن قتيبة أ‪.‬هي‪.‬‬
‫(‪ )2‬صفة اجلنة أليب نعيم (‪ ،)77/1‬وقال ابن القيم ‪-‬رمحيه اهلل‪ -‬يف كتابيه حيادي األروا( (‪)60/1‬ن‬
‫(وشواهد هذا احلديث كثرية جد ًا)‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجييه مسييلم ن (بيياب اإلمسيياك عين اإلغييارة عييىل قييوم يف دار الكفيير إذا سييمع فيييهم األذان‬
‫‪.)288/1‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أمحد يف مسنده (‪ ،)386/35‬وحسنه األلباين يف حتقيقه لكتياب (كلمية اإلخيالص البين‬
‫رجب‪ ،‬ص ‪.)55‬‬
‫(‪ )5‬رواه ابن ماجه (‪ ،)1248/2‬واحلاكم يف املستدرك (‪ )513/1‬وقالن هذا حديث صحيو‬
‫اإلسناد‪.‬‬
‫‪67‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬

‫‪ -7‬جتقد م انقرس م اإلمي ن اليلبن حليديث أيب هرييرة ‪ ‬أن النبيي‬


‫‪ ‬قال ألصحابهن «ئادوا إاامنن » قاللا‪ :‬كيف نجىلاد إاامننىلا‪ :‬قىلا ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫«قلللا ال إل إال اهلل» ‪.‬‬
‫‪ -8‬أهنا التي ال ي عاقهل شا ء الالزن فلال وزنات ب لساملات واألر رجحات‬
‫بها ن حلييديث أيب سييعيد اخلييدري ‪ ‬عيين رسييول اهلل ‪ ‬قييالن إن‬
‫موسى ‪ ‬قال‪« :‬اار ‪ :‬علمني شيتا أاكرك ب وأدعلك ب ‪ ،‬قا ‪ :‬اىلا‬
‫ملسى! قل‪ :‬ال إل إال اهلل‪ ،‬قا ‪ :‬اار كل عبادك اقلللن هىلاا‪ ،‬قىلا ‪:‬‬
‫قل‪ :‬ال إل إال أنت‪ ،‬فقا ‪ :‬ال إل إال أنت إنام أراىلا شىليتا نالىلني بىل ‪،‬‬
‫قا ‪ :‬اا ملسى! لل أن السملات السبع وعامره غىلي‪ ،،‬واررنيىل‬
‫(‪)2‬‬
‫السبع يف كفة‪ ،‬وال إل إال اهلل يف كفة‪ ،‬مالت هب ال إل إال اهلل» ‪.‬‬
‫‪ -9‬أهنا توجح بصح ئف الابنل‪،‬ن حلديث عبداهلل بن عمرو بين العياص‪-‬‬
‫ريض اهلل عنهام‪ -‬قالن سمعد رسول اهلل ‪ ‬يقولن «إن اهلل سيخلص‬
‫رج ً‬
‫ال من أمتي عىل رؤوس اخلالئق ييوم القيامية فينرشي علييه تسيعة‬
‫وتسعني سج ً‬
‫ال كل سجل مثل ميد الب‪،‬ي‪ ،‬فيقيولن أتنكير مين هيذا‬
‫شيئ ًا؟ أظلمك كتبتي احلافظون؟ فيقولن ال يارب‪ ،‬فيقولن ألك عذر‪،‬‬
‫فيقولن ال يارب‪ ،‬فيقولن بىل إن لك عندنا حسنة فإنه ال ظليم علييك‬
‫اليوم‪ ،‬فتخرج بطاقة هبان أشهد أن ال إله إال اهلل وأشهد أن حممد ًا عبده‬

‫(‪ )1‬أخرجه اإلمام أمحد (‪ ،)327/14‬وقال اهليثمي يف جمميع الزوائيد (‪ ،)58/1‬رواه أمحيد وإسيناده‬
‫جيد وفيه سمري بن هنار‪ ،‬وثقه ابن حبان‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه النسييائي يف سييننه (‪ ،)208/6‬وأبييو يعييا يف املسييند (‪ ،)528/2‬والطيييناين يف الييدعاء‬
‫(‪ ،)435/1‬واحلاكم يف املستدرك (‪ )710/1‬وقالن هذا حديث صحيو اإلسناد‪ ،‬ومل خيرجاه‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪68‬‬

‫ورسوله‪ ،‬فيقولن أحرض وزنك‪ ،‬فيقولن يارب ميا هيذه البطاقية ميع‬
‫هذه السجالت‪ ،‬فقالن إنك ال تظلم‪ ،‬قالن فتوعع السجالت يف كفة‬
‫والبطاقة يف كفة فطاشد السجالت وثقلد البطاقية فيال يثقيل عيىل‬
‫(‪)1‬‬
‫اسم اهلل يشء)) ‪.‬‬
‫‪ -10‬وهي أفض‪ ،‬م ق ل النبقلن ففي احليديث أن النبيي ‪ ‬قيالن ((خيري‬
‫الدعاء دعاء يوم عرفة وخري ما قلد أنا والنبيون مين قيبا ال إليه إال‬
‫اهلل وحده ال رشيك ليه‪ ،‬ليه املليك وليه احلميد وهيو عيىل كيل يشء‬
‫(‪)2‬‬
‫قدير)) ‪.‬‬
‫‪ -11‬وهي أفض‪ ،‬البكو حليديث جيابر بين عبيداهلل ‪ ‬أن النبيي ‪ ‬قيالن‬
‫(‪)3‬‬
‫((أفضل الذكر ال إله إال اهلل)) ‪.‬‬

‫خ مس ً‪ :‬شوو ال إال إهلل‪:‬‬


‫(‪)4‬‬
‫رشوطها سبعة وزاد بعضهم رشط ًا ثامن ًا‪ ،‬فأصبو جمموع الرشوط ثامنيية‬
‫كام عدها الشيخ– رمحيه اهلل –‪ ،‬وهيي ال تنفيع قائلهيا إال باسيتجامع رشوطهيا‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ ،)570/11‬رواه الرتمذي (‪ ،)24/5‬وابن ماجة (‪ ،)1437/2‬وحسنه األلبياين يف‬
‫اجلامع الصغري وزيادته (‪.)266/1‬‬
‫(‪ )2‬رواه مييييالك يف املوطأن (باب ما جاء يف الدعاء ‪ ،)214/1‬والرتميذي (‪ ،)572/5‬مين حيديث‬
‫عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ ،‬وصححه األلباين يف السلسلة الصحيحة (‪.)1503‬‬
‫(‪ )3‬رواه الرتمذي يف اجلامع (‪ ،)462/5‬وابن ماجهة (‪ ،)711/4‬وصححه األلباين يف اجلامع الصغري‬
‫(‪.)199/1‬‬
‫(‪ )4‬ذكر هذا العدد الشيخ عبدالرمحن بن حسن يف (فتو املجيد ص‪ )83‬وغريه‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬

‫وانتفاء موانعها‪ ،‬فإن مقتىض العمل هبا ال يكون إال بذلك‪ ،‬وهذه الرشيوط قيد‬
‫دل عليها الكتاب والسنة وهي كالتاان‬
‫للجه‪ :،‬وهو العلم بمرادها ومعناها وما تنفيه وميا تثبتيه‪،‬‬ ‫‪ -1‬العل املن‬
‫قال تعيييياىلن ﮋﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﮊ (حممدن ‪ ،)19‬ويف مسلم «م‬
‫(‪)1‬‬
‫مات وهل اعل أن ال إل إال اهلل دخل اجلنة» ‪.‬‬
‫للشا‪ :،‬أن يكون قائلها مستيقن ًا بام دليد علييه‪ ،‬بيأن اهلل‬ ‫‪ -2‬القي املن‬
‫هو املستحق للعبيادة وحيده ال رشييك ليه‪ ،‬فيال يدخليه شيك‪ ،‬ويف‬
‫صحيو مسلم عن أيب هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ ‬قالن «أشىلها أن ال إلىل‬
‫إال اهلل وأين رسل اهلل ال القى اهلل هبام عبا غىلي شىلاك فىليهام إال دخىلل‬
‫(‪)2‬‬
‫اجلنة» ‪.‬‬
‫للشو‪ :،‬فيقصد وجه اهلل ‪ ‬بجميع أقواليه وأفعاليه‪،‬‬ ‫‪ -3‬اإلخص املن‬
‫خملص ًا هلل عز وجل هبذه الشهادة من شوائب الرشيك‪ ،‬ﮋ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮊ (البينةن ‪ ،)5‬وعن أيب هريرة ‪ ‬أن النبيي ‪‬‬
‫قالن «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال ال إله إال اهلل خالص ًا‬
‫(‪)3‬‬
‫من قلبه أو نفسه» ‪.‬‬
‫للكب‪ :،‬فيكون صيادق ًا ميع اهلل يف إيامنيه‪ ،‬ويف عقيدتيه‪،‬‬ ‫‪ -4‬الصق املن‬
‫صادق ًا يف قوله وعمله‪ ،‬فمن قاهلا بلسانه وكيذهبا بقلبيه فهيو املنيافق‪،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلمن ( باب الدليل عىل أن من مات عىل التوحيد دخل اجلنة قطع ًا ‪ )55/1‬مين حيديث‬
‫عثامن ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلمن ( باب الدليل عىل أن من مات عىل التوحيد دخل اجلنة قطع ًا ‪.)55/1‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخارين ( باب من خص بالعلم قوم ًا دون قوم كراهية أن ال يفهموا ‪.)72/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪70‬‬

‫فعن معاذ بن جبل ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قالن «ما م أحا اشىلها أن ال إلىل‬
‫إال اهلل وأن حمماا عباه ورسىللل صىلاقا مىل قلبىل إال حرمىل اهلل عىل‬
‫(‪)1‬‬
‫النار» ‪.‬‬
‫‪ -5‬احملب املن فق للبغض‪ :‬فيحب هذه الكلمة وما دلد عليه من املعاين‬
‫العظيمة‪ ،‬وحيب أهلها العاملني بمقتضاها‪ ،‬ﮋ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ (املائدةن ‪.)54‬‬
‫للرت‪ :،‬فيجب االنقياد ملا تدل عليه من األعامل‬ ‫‪ -6‬االنيق د املن‬
‫الظاهرة والباطنة‪ ،‬وهذا معنى اإلسالم فهو االستسالم هلل ‪‬‬
‫واالنقياد له بالطاعة‪ ،‬ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘ ﮊ (النساءن ‪.(125‬‬
‫للود‪ :‬فيجب قبوهلا وما اقتضته‪ ،‬من عبادة اهلل ‪ ‬وترك‬ ‫‪ -7‬اليبل املن‬
‫عبادة ما سواه‪ ،‬وترك االستكبار عنها‪ ،‬فهؤالء كفار قريش ردوها‬
‫علو ًا واسييييتكبار ًا وعناد ًا ﮋ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮊ (الصافاتن ‪.)35‬‬
‫‪ - 8‬الكفو مب يعبق م دون اهلل م الطلاغقت‪ :‬ﮋ ﰊ ﰋ ﰌ‬
‫(البقرةن‬ ‫ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﮊ‬
‫‪ ،)256‬فإن املقصود بالعروة الوثقى هي كلمة اإلخالص‪ ،‬كلمة‬
‫التوحيد‪ ،‬ال إله إال اهلل‪ ،‬فمن قاهلا عامل ًا بمعناها‪ ،‬عام ً‬
‫ال بمقتضاها‪،‬‬
‫فقد كفر بالطاغوت وآمن باهلل‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارين (باب احلرص عىل احلديث ‪.)57/1‬‬


‫‪71‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬

‫مسأل ‪ :‬ه‪ ،‬يكف النطق باص إلا إال اهلل لاقخل اجلنا ولال ك نات جماود‬
‫ع عم‪ ،‬اليلب واجللارح لقخل اجلن ؟‬
‫النطق بشهادة التوحيد من غري معرفة ملعناها وال يقني وال عمل بام تقتضيه‬
‫من اليناءة من الرشك‪ ،‬وإخيالص القيول والعميل‪ ،‬وقيول القليب واللسيان‪،‬‬
‫وعمل القلب واجلوار(‪ ،‬فغري نافع باإلمجاع‪ ،‬وهو مذهب معليوم الفسياد مين‬
‫الرشيعة ملن وقف عليها‪ ،‬وألنيه يليزم منيه تسيوين النفياق‪ ،‬واحلكيم للمنيافق‬
‫باإليامن الصحيو‪ ،‬وهو باطل قطع ًا‪.‬‬
‫ولذلك قال القرطبي يف املفهمن بابن ال يكفي جمرد التلفظ بالشهادتني بيل‬
‫(‪)1‬‬
‫البد من استيقان القلب ‪.‬‬
‫وقد ُيشكل عىل ذلك ما ورد من أحاديث صحيحة يف أن من قيال أو عليم‬
‫«ال إله اهلل دخل اجلنة»‪ ،‬مع العلم أهنا قيدت يف األحاديث بقوليه «مسيتيقن ًا هبيا‬
‫قلبه» و«خالص ًا من قلبه أو نفسه» و«يبتغيي بيذلك وجيه اهلل»‪ ،‬و«صيادق ًا مين‬
‫قلبه»‪ ،‬فهل ُتغني كلمة (ال إله إال اهلل) لدخول اجلنية إذا جيردت عين العميلن‬
‫واجلواب عن هذا بأمورن‬
‫أن هذه األحاديث كاند قبل نزول الفيرائض واحليدود‪ ،‬قاليه‬ ‫األو ‪:‬‬
‫الزهري والثوري وغريمها‪ ،‬وهذا بعيد جد ًا‪ ،‬ألن كثري ًا من هذه‬
‫األحاديث كاند باملدينة بعد نزول الفرائض واحلدود‪.‬‬
‫الث ن ‪ :‬قيل إن هذه األحاديث منسوخة‪ ،‬فإن أرادوا النسخ يعنيي رفيع‬
‫احلكم‪ ،‬فهذا ععيف ألن النسخ ال يكون إال إذا عليم التياريخ‬

‫(‪ )1‬املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب مسلم (‪.)204/1‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪72‬‬

‫ومل يمكيين اجلمييع فحينهييا حيكييم بالنسييخ‪ ،‬وإن أرادوا النسييخ‬


‫بمعنى التفسري والبيان واإليضا( فممكن‪.‬‬
‫الث لث‪ :‬أن هييذه األحاديييث مطلقيية قيييدت بييأخرل ودليلييه (خملصي ًا‪،‬‬
‫مستيقن ًا‪ ،‬يصدق هبا قلبه لسانه ‪ ...‬إليخ‪ ،‬وهيذا هيو الصيحيو؛‬
‫ألنه ال بد من استيفاء رشوطهيا وانتفياء موانعهيا‪ ،‬وال يتصيور‬
‫مسلم يقوهلا خملص ًا مستيقن ًا صادق ًا ثم ال يعمل‪ ،‬وهذا مثاله كيام‬
‫لو قيلن من صو وعيوؤه صيحد صيالته‪ ،‬فصيحة الوعيوء‬
‫رشط لصحة الصالة‪ ،‬وليسد دلي ً‬
‫ال عىل صحة الصالة‪.‬‬
‫عل ًام بأن املنافقني كانوا يقولون ال إله إال اهلل‪ ،‬ومع ذلك مل تنفعهم شيئ ًا‪،‬‬
‫ألهنم كفروا هبا باطن ًا‪ ،‬ولذلك هم خملدون يف النار بل يف الدرك األسفلن ﭽ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﭼ (النساءن ‪.)145‬‬
‫‪73‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬

‫مع بق ن أن حممقاً رسل اهلل وميتضا ه ‪ :‬تصاقيي فقما أخا‪ ،‬وط عتا‬
‫فقم أمو واجتن ‪ ،‬م نهى عنا وزجاو وأال يُعباق اهلل إال مبا شاوع اهلل عا‬
‫وج‪ ،‬ورسلل صلى اهلل علق وسل ‪.‬‬
‫وها ‪ :‬الصاص وال كا‬ ‫ثا ياب للط لاب بيقا أركا ن اإلساص اخلمسا‬
‫وصل رمض ن وحج البقت احلوا مل استط ع إلق سبقص ‪.‬‬

‫ودليل شهادة (أن حممد ًا رسول اهلل) قوله تعاىلن ﭽ ﮬ ﮭ‬


‫ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ(التوبةن‪ ،)128‬ومن األدلة قوله تعاىلن ﭽ‬
‫ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ(الرعدن ‪.)43‬‬
‫وقد قرن اهلل عز وجل طاعته بطاعة الرسول ‪ ‬كقوله تعاىلن ﭽ ﯵ ﯶ‬
‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﭼ‪ ،‬وقوله تعاىلن ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭼ (النساءن‪)80‬؛ ولذلك قال ابن عباس ثالث آيات مقرونات‬
‫(‪)1‬‬
‫بثالث وال تقبل واحدة بغري قرينتها‪ ،‬وهي ن‪-‬‬
‫األولن ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ‪ ،‬فمن أطاع اهلل ومل يطع الرسول ‪ ‬مل‬
‫يقبل منه‪.‬‬

‫(‪ )1‬ذكره الذهبي يف كتاب الكبائر (ص ‪.)40‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪74‬‬

‫الثاينن ﭽﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ‪ ،‬فمن صىل ومل يزك مل يقبل منه‪.‬‬


‫الثالثن ﭽ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ‪ ،‬فمين شكر اهلل ومل يشكر لوالديه مل يقبل‬
‫منه‪.‬‬
‫قلل ‪( :‬وميتض ه ‪ :‬تصقيي فقم أخ‪ )،‬من أخبار األمم املاعية أو األمور‬
‫املستقبلة‪ ،‬فإخباره حق مصدق‪ ،‬وتصديقه فيام يبلن عن اهلل ‪ ‬وعن سائر‬
‫املغيبات كاجلنة والنار والقيامة‪ ،‬ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ (النجمن ‪.)3‬‬
‫قلل ‪( :‬وط عت فقم أمو) من الواجبات واملستحبات‪.‬‬
‫قلل ‪( :‬واجتن ‪ ،‬م نهى عن وزجو)‪ :‬من املحرمات واملكروهات‪.‬‬
‫قلل ‪( :‬وأال يعبق اهلل إال مب شوع اهلل ع وج‪ ،‬ورسلل ‪ :)‬فمن عبيد اهلل بيام‬
‫رشع الرسول ‪ ‬فهو متبع‪ ،‬ومن عبده بام مل يرشيع فهيو مبتيدع‪ ،‬وقيييد تكيون‬
‫البدعيييية كفر ًا خمرج ًا من امللة كدعاء غيري اهلل واليذبو لغيري اهلل‪ ،‬وقيد تكيون‬
‫معصية وبدعيية‪ ،‬مثل االحتفال باملولد النبوي وغري ذلك‪.‬‬

‫أرك ن شه د أن حممقًا رسل اهلل ركن ن هم ‪:‬‬


‫األولن اإلقرار والتصديق برسالته ‪ ،‬وأنه رسول من عند اهلل عز وجل‪.‬‬
‫الثاينن اعتقاد عبوديته وأنه عبد اهلل ‪ ‬كام قال عليه الصالة والسالم «إنام أنا‬
‫(‪)1‬‬
‫عبا‪ ،‬فقلللا عبا اهلل ورسلل » ‪ ،‬فال ُيرفع فوق منزلته‪ ،‬فيجعل له‬
‫خصائص األلوهية من علم الغيب أو النفع والرض‪ ،‬أو قضاء احلاجات‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخارين (باب قول اهللن ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ ‪.)353/1‬‬


‫‪75‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬

‫وتفريج الكربات‪ ،‬وقد وصفه اهلل سبحانه وتعاىل بالعبودية التي هي‬
‫أرشف املقامات‪ ،‬قال تعاىلن ﮋ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﮊ‬
‫(الفيييييرقانن ‪ ،)1‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﮊ (اإلرساءن ‪ ،)1‬ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮊ (اجلنن ‪ ،)19‬ﮋﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮊ (الزمرن ‪.)36‬‬

‫بيق أرك ن اإلسااص ‪:‬‬


‫قلل ‪( :‬ث يب للط لب بيق أرك ن اإلسص اخلمس وه ‪ :‬الصاص وال كا‬
‫وصل رمض ن وحج البقت احلوا مل استط ع إلق سبقصً)‪:‬‬
‫ثم ذكر الشيخ – رمحه اهلل– بقية أركيان اإلسيالم‪ ،‬قيال الشييخ حمميد بين‬
‫عثيمني‪ -‬رمحه اهلل‪-‬ن أن اهلل عز وجل‪ ،‬نوع أركان اإلسيالم والعبيادات عمومي ًا‬
‫البتالء عباده‪ ،‬فمن عبادة بدنية‪ ،‬ومن عبادة مالية‪ ،‬ومن عبيادة مشيرتكة‪ ،‬لينظير‬
‫(‪)1‬‬
‫من الصادق من الكاذب أ‪.‬هي‪.‬‬
‫والواجب عىل الناس مجيعي ًا اعتقياد أن هيذه األركيان واجبية وهيي ميدار‬
‫اإلسالم‪ ،‬والدين مبني عليهيا‪ ،‬ويتعلميون ميا تصيو بيه عبياداهتم‪ ،‬فيتعلميون‬
‫أحكييام الصييالة‪ ،‬وكييذلك الوعييوء؛ ألنييه رشط لصييحة الصييالة وميياال يييتم‬
‫الواجب إال به فهو واجب‪ ،‬وأما بقية األركان فيجب تعلم ما حيتاج إلييه‪ ،‬فيإن‬
‫كان ذا مال جتب فيه الزكاة وجب عليه معرفة أحكامها‪ ،‬وكذا احلج ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫(‪ )1‬جمموع فتاول ورسائل ابن عثيمني (‪.)239/24‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪76‬‬

‫الوك الث ن ‪ :‬الصص ‪:‬‬


‫وهي آكد األركان بعد الشهادتني‪ ،‬وفيها حديث معاذ بن جبل ‪« ‬رأس‬
‫(‪)1‬‬
‫ارمر اإلسالم وعملده الالالة‪ ،‬واروة سنام اجلهاد يف سبيل اهلل» ‪ ،‬وتوعد‬
‫اهلل من ترك الصالة فقال تعاىلن ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ (مريمن ‪ ،)59‬والصالة هي العالمة املميزة بني‬
‫اإلسالم والكفر والرشك‪ ،‬ملا رول مسلم عن جابر ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قالن «إن‬
‫(‪)2‬‬
‫ب الرئل وب الرشك والنفر ترك الالالة» ‪.‬‬
‫وسوف يتناوهلا الشيخ بمزيد من التفصيل يف الدرسني السادس والرابع‬
‫عرش‪.‬‬

‫الوك الث لث‪ :‬ال ك ‪:‬‬


‫الزكاة قرينية الصييالة يف كتاب اهلل ‪‬ن ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ‬
‫(املزملن ‪ ،)20‬وهي طهرة للعبد وتزكية لنفسه وماله‪ ،‬قال تعاىلن ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﭼ (سورة التوبة ن ‪ ،)103‬واحلكمة من مرشوعيتهان أن‬
‫فيها تطهري ًا للنفس البرشية من رذيلة البخل‪ ،‬والرشه‪ ،‬والطمع‪ ،‬وفيها مواساة‬
‫الفقراء‪ ،‬وسد حاجات املعوزين والبؤساء واملحرومني‪ ،‬وللحد من تضخم‬
‫األموال عند األغنياء‪ ،‬وبأيدي التجار‪ ،‬كيال حت‪ ،‬األموال يف طائفة حمدودة‪،‬‬
‫أو تكون دولة بني األغنياء‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أمحد (‪ ،)345/36‬والرتمذين (‪ )308/4‬وقالن هذا حديث حسن صحيو‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلمن (باب بيان إطالق اسم الكفر عىل من ترك الصالة ‪.)88/1‬‬
‫‪77‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬

‫وتعراف الزكاة‪ :‬هي القدر الواجب إخراجه ملستحقيه يف املال الذي بلن‬
‫نصاب ًا معينا برشوط خمصوصة‪.‬‬
‫وارملا الزكلاة أربعة‪ :‬اخلارج من األرض كاحلبوب والثامر‪ ،‬والسائمة‬
‫من هبيمة األنعام‪ ،‬والذهب والفضة‪ ،‬وعروض التجارة‪ ،‬ولكل منها نصابه‬
‫املحدد‪.‬‬

‫الوك الوابع‪ :‬الصل ‪:‬‬


‫قال تعاىلن ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭼ (البقرةن ‪ ،)183‬والصوم يف اللغةن اإلمساك‪ ،‬و ُيقال‬
‫للساكد صائم‪ ،‬ومنه قوله تعاىلن ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭣ ﭤ ﭼ (مريم ن ‪ ،)26‬أين إمساك ًا عن الكالم‪ ،‬ويف االصطال(ن التعبد هلل‬
‫باإلمساك عن األكل والرشب واجلامع وغريها من املفطرات من طلوع الفجر‬
‫إىل غروب الشمس‪.‬‬
‫والدليل عىل كونه ركن ًا من أركان اإلسالم قول النبي ‪‬ن «بني اإلسالم‬
‫ع س ‪ :‬شىلىلىلهادة أن ال إل إال اهلل وأن حمماا رسىلىلل اهلل‪ ،‬وإقىلام الالىلىلالة‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإاءا الزكاة‪ ،‬وصلم رمضان ‪. »...‬‬
‫وفضائل الصيام كثرية‪ ،‬منهان ما أخرجه مسلم َعن َسهل بن َسعد ‪َ ‬ق َالن‬
‫ان َيد ُخ ُل من ُه ه‬
‫الصائ ُم َ‬
‫ون َيو َم‬ ‫اجلنهة َبا ًبا ُي َق ُال َل ُه ه‬
‫الر هي ُ‬ ‫« َق َال َر ُس ُ‬
‫ول اهلله ‪ ‬إ هن يف َ‬

‫(‪ )1‬رواه البخارين (باب اإلييامن ‪ ،)12/1‬ومسيلمن (بياب بييان أركيان اإلسيالم ودعائميه العظيام‬
‫‪.)45/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪78‬‬

‫ون َف َيد ُخ ُل َ‬
‫ون من ُه َفإ َذا‬ ‫الق َيا َمة‪َ ،‬ال َيد ُخ ُل َم َع ُهم َأ َحد َغ ُري ُهم‪ُ ،‬ي َق ُال َأي َن ه‬
‫الصائ ُم َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َد َخ َل آخ ُر ُهم ُأغل َق َف َلم َيد ُخل من ُه َأ َحد » ‪.‬‬
‫هلل ‪َ ‬ق َال‬ ‫ول َق َال َر ُس ُ‬
‫ول ا ه‬ ‫ومنها ما رواه الشيخانن عن أيب ُه َري َر َة ‪َ ‬ي ُق ُ‬
‫الص َيا َم َفإ هن ُه ا َو َأنَا َأجزي به َو ِّ‬
‫الص َيا ُم ُجنهة َوإ َذا‬ ‫اهللهُن «كُل َع َمل ابن آ َد َم َل ُه إ هال ِّ‬
‫َان َيو ُم َصوم َأ َحدكُم َف َال َير ُفث َو َال َيص َخب َفإن َسا هب ُه َأ َحد َأو َقا َت َل ُه َفل َي ُقل إ ِّين‬
‫ك َ‬
‫هلل من‬ ‫ب عندَ ا ه‬ ‫الصائم َأط َي ُ‬ ‫وف َفم ه‬ ‫ام ُرؤ َصائم»‪َ « ،‬وا هلذي نَف ُس ُحم َ همد ب َيده َخلُ ُل ُ‬
‫ريو املسك»‪« ،‬لل هصائم َفر َحتَان َيف َر ُح ُه َام إ َذا َأف َط َر َفر َ( َوإ َذا َلق َي َر هب ُه َفر َ(‬
‫(‪)2‬‬
‫ب َصومه» ‪.‬‬
‫ويف رمضان ليلة عظيمة‪ ،‬وهي ليلة القدر التي هي خري من ألف شهر‪.‬‬

‫الوك اخل مس‪ :‬احلج إىل بقت اهلل احلوا ‪:‬‬


‫قيييييال تعيييييياىلن ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﭼ‬
‫(آل عمرانن ‪ ،)97‬وفضليييه عظيم‪ ،‬وبه متحى الذنييوب‪ ،‬وال جييب احليج إال ميرة‬
‫واحدة يف العمر‪.‬‬
‫وقال الرسول ‪‬ن «بني اإلسالم ع سىل ‪ :‬شىلهادة أن ال إلىل إال اهلله‪ ،‬وأن‬
‫حممىلىلاا رسىلىلل اهلله‪ ،‬وإقىلىلام الالىلىلالة‪ ،‬وإاءىلىلا الزكىلىلاة‪ ،‬وحىلىلج البيىلىلت‪ ،‬وصىلىللم‬
‫(‪)3‬‬
‫رمضان» ‪ ،‬واحلج فريضة اهلل عىل عباده مرة يف العمر‪ ،‬لقوله ‪‬ن « احلج ميرة‪،‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (باب الريان للصائمني ‪ ،)25/3‬ومسلم (باب فضل الصيام ‪.)808/2‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (باب هل يقول إين صائم إذا شتم ‪ ،)56/1‬ومسلم (باب فضل الصيام ‪.)807/2‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري (باب قول النبي ‪ ‬بني اإلسالم عىل مخس ‪ ،)10/1‬ورواه (باب قول النبي ‪ ‬بني‬
‫اإلسالم عىل مخس ‪.)45/1‬‬
‫‪79‬‬ ‫الدرس الثاني‪ :‬أركان اإلسالم‬
‫(‪)1‬‬
‫فمن زاد فهو تطوع » ‪.‬‬
‫ورشع اهلل ‪ ‬احلج والعمرة حلكم كثرية‪ ،‬ومنافع عظيمية‪ ،‬وأعظيم املنيافع‬
‫كون العبد يتقرب إىل اهلل تعاىل هبذه القربة وهبذا املنسك‪ ،‬ويطلب من اهلل تعياىل‬
‫الثواب واألجر‪ ،‬ويطلب منه أن يضاعف له أجره عيىل ميا يتجشيم مين مشيقة‬
‫وتعب ونصب‪ ،‬فذلك منفعة عظيمة؛ حيث إنه يرتتب عىل ذلك ثواب عظييم‪،‬‬
‫وىف احلج إظهار التيذلل هلل تعياا‪ ،‬وذليك ألن احلياج ييرفض أسيباب اليرتف‬
‫والتزين‪ ،‬ويلبس ثياب اإلحرام مظهرا فقره لربه‪ ،‬ويتجرد عن الدنيا وشواغلها‬
‫التي ت‪،‬فه عن اخللوص ملواله‪ ،‬فيتعرض بذلك ملغفرته ورمحتيه‪ ،‬ثيم يقيف يف‬
‫عرفة عارعا لربه حامدا شاكرا نعامءه وفضله‪ ،‬ومستغفرا لذنوبه وعثراتيه‪ ،‬وىف‬
‫الطواف حول الكعبة البيد احلرام يلوذ بجناب ربه ويلجأ إليه من ذنوبه‪ ،‬ومن‬
‫هول نفسه‪ ،‬ووسوسة الشيطان‪ ،‬ويف احلج والعمرة اجتامع املسلمني من أقطيار‬
‫األرض وأسقاع العامل فيتعرف بعضهم إىل بعض‪ ،‬ويألف بعضهم بعضا‪ ،‬هناك‬
‫حيث تذوب الفوارق بني الناس‪ ،‬فوارق الغنى والفقر‪ ،‬فوارق اجلنس واللون‪،‬‬
‫فوارق اللسان واللغة‪ ،‬تتحد كلمة اإلنسان يف أعظيم ميؤمتر برشيل اجتمعيد‬
‫كلمة أصحابه عىل الين والتقول وعىل التوايص باحلق وبالصين‪ ،‬هدفيه العظييم‬
‫ربط أسباب احلياة بأسباب السامء‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أمحد (‪ ،)392/4‬والدارقطني يف السنن (‪ ،)336/3‬واحلاكم يف املستدرك (‪ ،)321/2‬وقال‬


‫حديث صحيو عىل رشط الشيخني‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪80‬‬

‫وينبغي عىل املسلم إذا أراد احلج أن يتعلم أحكامه ورشوطه وواجباته‬
‫ومفسداته‪ ،‬فام ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪.‬‬
‫الدرس الثالث‬
‫أركـــــان اإلميـــــان‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪82‬‬
‫‪83‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬أركان اإلميان‬

‫الدرس الثالث‬
‫أركــــان اإلميــــان‬

‫وها سااااااااتة‪ :‬أ تامن بانل ونالئكتا‪ ،‬وكتبا‪ ،‬ورساه‪،‬‬ ‫أركان اإلميان‬
‫وبنليوم اآلخر وتمن بنلقدر خريه وشره‪.‬‬

‫تناول الشيخ بعد أركان اإلسالم اخلمسة‪ ،‬أركان اإليامن الستة‪ ،‬وأركان‬
‫اإليامن‪ :‬أصوله التي ُيبنى عليها‪ ،‬ويزول بزواهلا أو بزوال أحدها‪ ،‬واإليامن هبذه‬
‫األركان الستة عىل وجه اإلمجال واجب متحتم عىل كل مكلف من املسلمني‪،‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ -‬رمحه اهلل‪« :-‬فإنه جيب عىل املكلف أن يؤمن باهلل‬
‫ورسوله ‪ ،‬ويقر بجميع ما جاء به الرسول ‪ :‬من أمر اإليامن باهلل‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومالئكته‪ ،‬وكتبه‪ ،‬ورسله‪ ،‬واليوم اآلخر‪ ،‬وما أمر به الرسول ‪ ‬وهنى [عنه]‬
‫بحيث يقر بجميع ما أخرب به‪ ،‬وما أمر به‪ ،‬فال بد من تصديقه فيام أخرب‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫واالنقياد له فيام أمر» ‪ .‬وقال أيض ًا‪« :‬من لقي اهلل باإليامن بجميع ماجاء به‬
‫الرسول ‪ ‬جممالً‪ ،‬مقر ًا بام بلغه من تفاصيل اجلملة‪ ،‬غري جاحد لءيء من‬
‫(‪)3‬‬
‫تفاصيلها فإنه يكون من املؤمنني» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ما بني املعقوفني من وضعنا القتضاء السياق‪ ،‬وليست يف النسخة‪.‬‬


‫(‪ )2‬جمموع الفتاوى (‪.)327/3‬‬
‫(‪ )3‬الفتاوى الكربى (‪.)351/6‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪84‬‬

‫فاملؤلف‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬ذكر يف هذا الدرس أركان اإليامن الستة إمجاالً‪ ،‬ألن‬
‫اإليامن هبا عىل اإلمجال هو الواجب يف حق العامة‪ ،‬ومن بلغه يشء من‬
‫تفاصيلها عىل نحو ما جاء يف الكتاب العزيز‪ ،‬وصح خربه عن رسول اهلل ‪‬‬
‫وجب عليه اإليامن به إيامن ًا صادق ًا‪ ،‬كإخباره عن ما يقع يف اليوم اآلخر من‬
‫أحوال القيامة والبعث والنشور وأخبار اجلنة والنار‪ .‬ونحن‪ -‬إن شاء اهلل‬
‫تعاىل‪ -‬سنأيت عىل تفاصيل ذلك بحسب ما يتسع له املقام‪ .‬واهلل وحده املوفق‪.‬‬

‫قول‪ - ،‬رمح‪ ،‬ال ‪« -‬أركن اإلمين »‪ :‬األركان مجع ركن‪ ،‬وهو جانب‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الءيء األقوى ‪ ،‬هذا يف اللغة‪ .‬ويف االصطالح‪ :‬جزء املاهية ‪ ،‬وقال الراغب‬
‫يف املفردات‪ :‬ركن الءيء‪ :‬جانبه الذي يسكن إليه ‪ ،....‬وأركان العبادة‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫جوانبها التي عليها مبناها‪ ،‬وبرتكها‪ :‬بطالهنا ‪.‬‬
‫فأركان البيت‪ :‬هي قواعده وأسسه التي ال يقوم إال عليها‪ ،‬فكذلك أركان‬
‫اإليامن الستة هي بمثابة األسس والقواعد التي ال يقوم اإليامن إال هبا وعليها‪.‬‬

‫تعريف اإلمين ‪:‬‬


‫اإليامن يف اللغة‪ :‬التصديق‪ :‬قال اهلل تعاىل عن أخوة يوسف يف قوهلم ألبيهم‬
‫ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭼ (يوسف‪ )17 :‬أي وما أنت‬
‫بمصدق لنا‪.‬‬

‫(‪ )1‬خمتار الصحاح (‪.)182‬‬


‫(‪ )2‬املصباح املنري (‪.)237/1‬‬
‫(‪ )3‬املفردات للراغب (‪.)365‬‬
‫‪85‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬أركان اإلميان‬

‫واإليامن يف االصطالح كام عرفه أهل السنة واجلامعة هو‪ :‬اعتقاد بالقلب‪،‬‬
‫وقول باللسان‪ ،‬وعمل باجلوارح واألركان‪ ،‬يزيد بالطاعة وينقص باملعصية‪.‬‬
‫ومنهم من قال‪ :‬اإليامن نية وقول وعمل‪ ،‬وهلم عبارات ال ختتلف عن هذه‬
‫يف معناها‪ ،‬واملؤدى واحد‪ ،‬وقد حكى غري واحد إمجاع الصحابة والتابعني‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫والبغوي‬ ‫والفقهاء واملحدثني عىل ذلك‪ ،‬وممن حكى اإلمجاع الشافعي‬
‫(‪)3‬‬
‫وابن عبد الرب ‪.‬‬

‫الفرق بني اإلمين واإلسالم‪ :‬وفيه أقوال منها‪:‬‬


‫األول‪ :‬أن اإلسالم هو اإليامن واإليامن هو اإلسالم‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أن اإلسالم األعامل الظاهرة واإليامن األعامل الباننة‪ ،‬ودليل من قال‬
‫هبذا القول قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮊ‬
‫(‪)4‬‬
‫(احلجرات‪ ،(1٤ :‬وكام يف حديث جربيل ‪ ‬الطويل عن عمر ‪ ‬يف الصحيح‬
‫‪ ،...‬ويشكل عليه أن النبي ‪ ‬فرس اإليامن لوفد عبد القيس بام فرس به‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن اإلسالم واإليامن إذا افرتقا اجتمعا‪ ،‬وإذا اجتمعا افرتقا‪ ،‬واختاره‬
‫بعض املحققني كشيخ اإلسالم ابن تيمية وغريه‪ .‬فإذا حتدث شخص يف موقف‬

‫(‪ )1‬كتاب اإليامن البن تيمية (‪.)292‬‬


‫(‪ )2‬رشح السنة للبغوي (‪.)38/1‬‬
‫(‪ )3‬التمهيد البن عبد الرب (‪.)28/9‬‬
‫(‪ )٤‬أخرجــه مسلم‪( :‬باب بيان اإليامن واإلسالم واإلحسان ‪ )37/1 ...‬ونص احلديث‪) :‬بينام نحن‬
‫عند رسول اهلل ‪...‬إىل آخر احلديث)‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪86‬‬

‫عن اإلسالم واإليامن فإن اإلسالم يفرس باألعامل الظاهرة ويفرس اإليامن‬
‫باألعامل الباننة‪ ،‬أما إذا حتدث عن أحدمها فقط فإنه جيمع األعامل الظاهرة‬
‫والباننة‪ ،‬وهذا االختيار يراد به اجلمع بني األحاديث التي جاءت بتفسري‬
‫اإلسالم واإليامن‪.‬‬

‫األدلة عهى أركن اإلمين ‪:‬‬


‫‪         ‬‬ ‫قــــول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫‪            ‬‬

‫‪(         ‬البقرة‪ ،)285 :‬وحديث‬
‫جربيل الطـــويل يف الصحيح عن عمر بن اخلطاب ‪« ‬قال‪ :‬أخربين عن‬
‫اإليامن‪ ،‬قال اإليامن‪ :‬أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر‬
‫(‪)1‬‬
‫وبالقدر خريه ورشه» ‪.‬‬

‫زيندة اإلمين ونقصنن‪:،‬‬


‫من أصول أهل السنة واجلامعة‪ :‬أن اإليامن يزيد وينقص‪ .‬وقد دل عىل ذلك‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬فمن أدلة الكتكاب‪ ،‬قولكه تىلكا ‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭼ‬
‫(الفتح‪ ،)٤ :‬وقوله تعـاىل‪  :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ‪( ‬املـدثر‪ ،)31 :‬وحـديث أ سـعيد‬
‫اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬سمعت النبي ‪ ‬يقول‪(( :‬من رأى منكم منككرا فليريكريه بيكده‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪ ،)36/1‬وأبوداود (‪ ،)223/٤‬والنسائي (‪.)96/8‬‬


‫‪87‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬أركان اإلميان‬
‫(‪)1‬‬
‫واإلنكـار‬ ‫))‬ ‫فإن مل يستطع فبلسانه فإن مل يستطع فبقلبه‪ ،‬وذل أضىلف اإليامن‬
‫باليد واللسان أقوى من جهة اإليامن‪ ،‬ويدل أيض ًا أن اإليامن يزيد وينقص‪.‬‬

‫قول‪ - ،‬رمح‪ ،‬ال‪(( :-‬أركن اإلمين وه ستة‪( :‬أ تمن بنل ونالئكت‪،‬‬
‫وكتب‪ ،‬ورسه‪ ،‬وبنليوم اآلخر وتمن بنلقدر خريه وشره) ))‪.‬‬
‫فقول الشيخ – رمحه اهلل– «أركان اإليامن ‪...‬إلخ»‪ ،‬هذا مقتبس من حديث‬
‫عمر بن اخلطاب ‪ ،‬وهذا مسلك كثري من أهل العلم واملحدثني‪ ،‬أهنم‬
‫يصدرون األبواب واملسائل بآي الكتاب العزيز‪ ،‬أو بأحاديث املصطفى ‪ ،‬أو‬
‫با القتباس منها‪ ،‬كام هو فعل األئمة كالبخاري يف الصحيح‪ ،‬والشيخ حممد بن‬
‫عبدالوهاب يف كتاب التوحيد وغريمها‪.‬‬

‫قول‪ –،‬رمح‪ ،‬ال‪« :-‬أ تمن بنل»‪ :‬اإلمين بنل ‪ ‬يتضم أربعة أشينء‪:‬‬
‫‪ -1‬اإليامن بوجوده سبحانه وتعاىل‪ :‬فمن أنكر وجود اهلل تعاىل فليس‬
‫بمؤمـــــن‪ ،‬وال يوجــــــــد أحد ينكـــــــــــر وجوده ‪ ‬عىل‬
‫احلقيقة ظاهر ًا وبانن ًا‪ ،‬حتى فرعـــون الذي قــــال ملوسى‪ :‬ﮋ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﮊ (الشعراء‪ )23 :‬فقد كان يف احلقيقة مقـــر ًا بوجود‬
‫اهلل‪ ،‬قـــــــــال له موسى ‪ :‬ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﮊ (اإلسـراء‪ ،)1٠2 :‬ولكــن كام قـــال اهلل‪:‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬باب بيان كون النهي عن املنكر مـن اإليـامن وأن اإليـامن يزيـد ويـنقص وأن األمـر‬
‫باملعروف والنهي عن املنكر واجبان ‪.)69/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪88‬‬

‫ﮋﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝ ﮊ (النمل‪.)1٤ :‬‬
‫‪ -2‬اإليامن بانفراده بالربوبية‪ :‬أي تؤمن بأنه وحده الرب‪ ،‬والرب هو‬
‫اخلالق الرزاق املحيي املميت‪.‬‬
‫‪ -3‬اإليامن بانفراده باأللوهية‪ ،‬أي أن اهلل هو الذي يستحق أن يعبد وحده‬
‫ال رشيك له‪ ،‬فمن ادعى أن مع اهلل إهلا يستحق أن يعبد‪ ،‬فإنه مل يؤمن‬
‫باهلل‪ ،‬فاهلل ‪ ‬هو املســــتحق للعبادة وحده ال رشيك له‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫ﮋ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ (األنعام‪.)163 – 162 :‬‬
‫‪ -٤‬أن تؤمن بأسامء اهلل وصفاته‪ ،‬الواردة يف القرآن الكريم‪ ،‬وصحيح‬
‫ا لسنة املطهرة‪ ،‬فكل ما أثبته اهلل لنفسه يف كتابه أو أثبته له نبيه ‪ ‬فنثبته‬
‫له من غـــري حتـــــريف وال تعطيل وال تكييف وال متثيل‪ ،‬مثــل‪:‬‬
‫ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ (نه‪ ،)5 :‬ﭽ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﭼ (ص‪،)75 :‬‬
‫والكالم والسمع والبرص حقيقي‪ ،‬لكن ﭽ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ‬
‫ﭦ ﭧﭼ (الشورى‪.)11 :‬‬
‫فمن حرف أو عطل أو مثل أو ك ّيف أسامء اهلل وصفاته فإنه مل‬
‫حيقق اإليامن باهلل‪ ،‬وممن ضل يف هذا الباب‪ :‬اجلهمية‪ ،‬واملعتزلة‪،‬‬
‫واألشاعرة‪ ،‬واإلباضية‪ ،‬والكرامية وغريها من الفرق والطوائف‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬أركان اإلميان‬

‫قول‪ -،‬رمح‪ ،‬ال‪« :-‬ونالئكت‪ :»،‬بدأ باملالئكة قبل الكتب والرسل ‪ ،‬ألهنم‬
‫عامل غيبي‪ ،‬أما الرسل والكتب فعامل حمسوس‪ ،‬وقد يكون من األسباب يف‬
‫التقديم أهنم خلقوا قبل الرسل وإنزال الكتب‪ ،‬فاملالئكة ال يظهرون للعيان إال‬
‫بإذن اهلل‪ ،‬وقد خلق اهلل املالئكة من نور‪ ،‬كام يف حديث عائشة‪ -‬ريض اهلل عنها‪-‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫قالت‪ :‬قال رسول اهلل ‪ُ (( :‬خل َق ِ‬
‫ت املالئكة من نور ‪ ، ))..‬وهم ال حيتاجون إىل‬
‫أكل ورشب ‪ ،‬وهم عابدون هلل ‪ ‬منقادون ألمره‪ :‬ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﮊ (التحريم‪ ،)6 :‬وليس هلـــم من خصائص الربوبية‬
‫واأللوهية يشء‪.‬‬

‫واإلمين بنملالئكة يتضم أربعة أشينء‪:‬‬


‫‪ -1‬اإليامن بوجودهم‪.‬‬
‫‪ -2‬اإليامن بمن علمنا اسمه تفصيال كجربيل وميكائيل وإرسافيل‪ ،‬ومن‬
‫مل نعلم اسمه نؤمن به إمجاالً‪.‬‬
‫‪ -3‬اإليامن بصفاهتم الواردة بالكتاب والسنة‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮤ‬
‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﭼ (فانر‪ ،)1 :‬وكام رأى النبي‬
‫‪ ‬جـربيل عىل صفته التي خلقه اهلل عليها‪ ،‬واملالئكة هلم قدرة عىل‬
‫التشكل‪ ،‬فجربيل جاء إىل النبي ‪ ‬بصورة الرجل الذي ال يرى عليه‬
‫أثر السفر‪ ،‬وجاء املالئكة إىل اخلليل إبراهيم ‪ ‬بصورة ضيوف‪.‬‬
‫‪ -٤‬اإليامن بأعامهلم التي نعلمها من تســــــــبيح وعبادة‪ :‬ﭽ ﯳ ﯴ‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم ‪( :‬باب يف أحاديث متفرقة ‪.)229٤/٤‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪90‬‬

‫ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﭼ‬
‫(األعراف‪ ،)2٠6 :‬وبعضهم له أعامل خاصة‪ ،‬كجربيل ‪ ‬أمني اهلل عىل‬
‫وحيه‪ ،‬وإســـــرافيل املوكل بالنفخ يف الصور‪ ،‬وميكائيل املوكل‬
‫بالقطر‪ ،‬ورضوان خازن اجلنة‪ ،‬ومالك خازن النار‪ ،‬ومنهم محلة‬
‫العرش‪ ،‬واملوكلون بحفــــظ أعامل العباد ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬
‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ ‪ ،‬ومنهم املوكــــل بنفخ األرواح وكتابــــة‬
‫األرزاق واآلجــــال والشقاء والسعادة كام يف حديث عبداهلل بن‬
‫مسعود ‪« ‬إن أحدكم جيمع خلقه يف بطن أمه أربىلني يوما نطفة‪ ،‬ثم‬
‫يكون علقة مثل ذل ‪ ،‬ثم يكون مضرية مثل ذل ‪ ،‬ثم يرسل اهلل إليه‬
‫املل ‪ ،‬فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلامت‪ :‬بكتب رزقه وعمله‬
‫(‪)1‬‬
‫وأجله وشقي أو سىليد » ‪.‬‬
‫ن مثرات اإلمين بنملالئكة‪:‬‬
‫‪ -1‬العلم بعظمة اهلل ‪ ‬وقوته وسلطانه‪ ،‬فإن عظمة املخلوق تدل عىل‬
‫عظمة اخلالق ‪.‬‬
‫‪ -2‬شكر اهلل عىل عنايته ببني آدم‪ ،‬حيث وكل هلم هؤالء املالئكة يقومون‬
‫بحفظ أعامهلم وكتابتها والعمل ملصاحلهم‪.‬‬
‫‪ -3‬حمبة املالئكة عىل ما قاموا به من عبادة اهلل تعاىل‪ ،‬ودعائهم للذين‬
‫آمنوا‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب ذكر املالئكة صلوات اهلل علـيهم ‪ ،)111/٤‬ومسـلم‪( :‬بـاب كيفيـة اخللـق‬
‫اآلدمي يف بطن أمه ‪.)2٠36/٤‬‬
91 ‫ أركان اإلميان‬:‫الدرس الثالث‬

:)،‫ (وكتب‬:-‫ ال‬،‫ رمح‬-،‫قول‬


‫ ألنه ما من رسول إال أنزل‬،‫ التي أنزهلا عىل رسله‬ ‫أي وتؤمن بكتب اهلل‬
       :‫ كام قال تعاىل‬،‫اهلل عليه كتاب ًا‬
‫ فنؤمن إيامن ًا جازم ًا بأن اهلل أنزل عىل‬،)213 :‫ (البقرة‬   
:‫ كام قال تعاىل‬،‫ وهي كــــالم اهلل عىل احلقيقة‬،‫رســله كتب ًا لينــذروا هبا عباده‬
            

           

.)136 :‫ (البقرة‬       


         :‫وقـــــــــوله تعاىل‬
.)15:‫(الشورى‬
:‫واإلمين بنلكتب يتضم أربعة أنور‬
.‫ وأهنا من عند اهلل‬،‫ أنزل عىل رسله كتب ًا‬ ‫ اإليامن بأن اهلل‬-1
ً ‫اإليامن بام علمنا اسمه تفصي‬
  ‫ال كالقرآن والتوراة واإلنجيل‬ -2
           

،‫ والزبور ﭽﭪ ﭫ ﭬﭼ‬،     


‫وصحف إبراهيم وصحف موسى ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
.ً‫ وما مل نعلم اسمه فنؤمن به إمجاال‬، ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ‬
.‫ تصديق ما صح من أخبارها‬-3
‫ والقرآن ناسخ‬،‫ العمل باألحكام الواردة يف الكتب ما مل ينسخ منها‬-٤
.‫جلميعها‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪92‬‬

‫تنبي‪ :،‬كل الكتب السابقة منسوخة بالقـــــــــرآن الكريم لقول اهلل ‪‬‬
‫‪           ‬‬

‫‪(  ‬املائدة‪ ،)٤8 :‬وبنا ًء عليه ال نؤمن بأن الكتب املوجودة بأيدي اليهود‬
‫والنصارى هي الكتب التي من عند اهلل ألهنا حمرفة ومبدلة؛ وألن القرآن‬
‫(‪)1‬‬
‫الكريم ناسخ هلا‪ ،    ‬لكن أصل الكتاب املنزل عىل الرسول‬
‫نؤمن به‪ ،‬والنبي ‪ ‬ملا جاءه عمر بن اخلطاب ‪ ‬ومعه كتاب أصابه من بعض‬
‫أهل الكتاب‪ ،‬غضب النبي ‪ ‬وقال‪(( :‬أمتهوكون فيها يا ابن اخلطاب والذي‬
‫نفيس بيده لقد جئتكم هبا بيضاء نقية ال تسألوهم عن يشء فيخربوكم بحق‬
‫فتكذبوا به أو بباطل فتصدقككككوا به والذي نفيس بيده لو أن موسى ‪ ‬كان‬
‫(‪)2‬‬
‫حيا ما وسىله إال أن يتبىلني)) ‪.‬‬

‫قول‪ -،‬رمح‪ ،‬ال‪( :-‬ورسه‪:)،‬‬


‫أي وتؤمن برسل اهلل عز وجل‪ ،‬وأن اهلل بعث يف كل أمة رسوالً يدعوهم‬
‫إىل عبادته وحده‪  :‬ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾﭿ ‪( ‬النحل‪ ،)36 :‬والرسول هو من أوحي إليه برشع وأمر بتبليغه‪ ،‬وأول‬
‫الرســـل هو نوح عليـه الســالم‪ ،‬كام يف صحيح البخاري يف حديث‬
‫الشفاعة‪ ،‬قال ‪« :‬يأتون إ آدم ليشفع هلم‪ ،‬فيىلتذر إليهم ويقول ائتوا نوحا‬

‫(‪ :    )1‬بمعنى صار شاهد ًا بصحة الكتب املنزلة ومقرر ًا ملا فيها مما مل ينسخ‪ ،‬وناسخ ًا ملا‬
‫خالفه منها‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أمحد (‪ ،)2٤9/23‬والبيهقي يف الشعب (‪ ،)2٠٠/1‬وحسنه األلباين يف اإلرواء (‪.)3٤/6‬‬
‫‪93‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬أركان اإلميان‬
‫(‪)1‬‬
‫أول رسول بىلثه اهلل ‪ ، »...‬وخامتهم حممد ‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳﭼ (األحزاب‪.)٤٠ :‬‬

‫فنئدة‪ :‬الفرق بني الرسول والنيب‪:‬‬


‫قال الشيخ ابن عثيمني‪ :‬يف القرآن معنامها واحد‪ ،‬ويف غري القرآن قيل‬
‫بمعنى واحد‪ ،‬وقيل بل الرسول‪ :‬من أوحي إليه برشع وأمر بتبليغه‪ ،‬والنبي‬
‫أوحي إليه برشع ومل يؤمر بتبليغه‪ ،‬وثمرة هذا املبحث ليست كبرية‪ ،‬وكل‬
‫(‪)2‬‬
‫التعريفات ال تنضبط ‪.‬‬

‫حنجة الننس لهرسل‪:‬‬


‫أعلم أن بعث الرسل نعمة من نعم اهلل عىل خلقه وعباده؛ ألن حاجة البرش‬
‫إليهم أشد من حاجتهم إىل األكل والرشب‪ ،‬وأشد من حاجة املريض إىل‬
‫الطبيب‪ ،‬فإن حاجة اإلنسان إىل األكل والرشب والدواء إلنقاذ نفسه يف احلياة‬
‫الدنيا‪ ،‬بينام حاجته إىل الرسل إلنقاذ نفسه وإسعادها يف الدار اآلخرة‪ ،‬والعقل‬
‫يرجح احلياة الباقية وسعادهتا عىل احلياة الفانية‪ ،‬فكيف وقد قامت دالئل‬
‫الرشع عىل ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪( :‬باب إنا أرسلنا نوح ًا إىل قومه ‪ ،)285/1‬ومسلم‪( :‬باب أوىف أهل اجلنة منزلة‬
‫فيها ‪.)185/1‬‬
‫(‪ )2‬رشح األربعني النووية (‪.)٤٤/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪94‬‬

‫احلكمة يف إرسنل الرسل شيئن ‪:‬‬


‫األول‪ :‬الداللة عىل اهلل ‪ ‬وبيان نريق عبادته وحده ال رشيك له‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل الرشائع التي جاءوا هبا من عند رهبم‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬إقامة احلجة عىل البرش ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ (املائدة‪ ،)19 :‬وقوله‬
‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ(النساء‪.)165 :‬‬
‫وأفضل األنبياء والرسل أولو العزم وهم مخسة‪ :‬نوح وإبراهيم وموسى‬
‫وعيسى وحممد عليهم السالم‪ ،‬وأفضلهم اخلليـــالن إبراهيم وحممد‪ ،‬وأفضل‬
‫(‪)1‬‬
‫تعـــاىل‪:‬‬ ‫اخلليلـــني حممد ‪ ‬لقولـه ‪« :‬أنا سكككيد ولد آدم» ‪ ،‬وقـــال‬
‫‪              ‬‬

‫‪(  ‬البقرة ‪.)253‬‬

‫قول‪-،‬رمح‪ ،‬ال‪( :-‬وبنليوم اآلخر)‪:‬‬


‫أي نؤمن باليوم اآلخر واملراد به القيامة‪ ،‬وسمي باآلخر ألنه ال يوم بعده‪،‬‬
‫وهو الركن اخلامس من أركان اإليامن‪ ،‬واألدلة عىل ذلك كثرية منها‪ :‬قوله‬
‫(النســاء‪:‬‬ ‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﭼ‬
‫‪ ،)162‬ﭽ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ (املؤمنـون‪ ، )16 :‬ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﭼ (الغاشية‪ ،)26 - 25 :‬وقوله ‪( :‬حيرش الناس يوم‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬باب تفضيل نبينا ‪ ‬عىل مجيع اخلالئق ‪.)1782/٤‬‬
‫‪95‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬أركان اإلميان‬
‫(‪)1‬‬
‫القيامة حفاة غرال) ‪ ،‬وكثري ًا ما يقرن سبحانه بني اإليامن به ‪ ‬وباليـوم‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫واإلمين بنليوم اآلخر يتضم ‪:‬‬


‫‪ -1‬اإليامن بوقوعه ال حمالة‪ ،‬وأن اهلل يبعث من يف القبور‪.‬‬
‫‪ -2‬اإليامن باجلــــزاء واحلساب‪ :‬ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﯹ ﯺ ﭼ (الغاشية‪.)26 - 25 :‬‬
‫والرصا‬ ‫‪ -3‬اإل يامن بام يكون يف يوم القيامة من الشفاعة واحلو‬
‫وامليزان وإعطاء الصحف‪.‬‬
‫‪ -4‬اإليامن باجلنـــــة والنار‪ ،‬وأهنام خملــــــوقتان‪ ،‬وأهنام موجودتان‬
‫اآلن‪ ،‬وأهنام ال يفنيـــان‪ ،‬قال تعـــاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭼ‬
‫(آل عمران‪ )133 :‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ‬
‫ﰃ ﰄ ﰅ ﭼ (البقــرة‪.)2٤ :‬‬
‫‪ -5‬اإليامن بام بعد املوت من عذاب القرب ونعيمه‪ ،‬وسؤال امللكني امليـت‪:‬‬
‫من ربك؟ مادينك؟ من نبيك؟‬
‫‪ -6‬اإليامن بأرشا الساعة الصـغرى والكـربى التـي أخـرب اهلل عنهـا يف‬
‫كتابه كالدابــة‪ ،‬ويأجوج ومـأجوج‪ ،‬أو أخـرب بـه النبـي ‪ ‬كاملسـيح‬
‫الدجال‪ ،‬هي مقدمات ليوم القيامة وخاصة أرشا الساعة الكربى‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬باب فناء الدنيا وبيان احلرش يوم القيامة ‪.)156/8‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪96‬‬

‫قول‪ -،‬رمح‪ ،‬ال‪( :-‬وتمن بنلقدر خريه وشره)‪:‬‬


‫يف املتن واحلديث الرشيف مل يكرر الفعل (تؤمن) فقال‪(( :‬أن تؤمن باهلل‬
‫ومالئكته وكتبه ‪ ،))...‬ويف القدر كرر؟ فام السبب يف إعادة الفعل؟ قال العلامء‪:‬‬
‫ألمهيـة اإليامن بالقدر‪ ،‬ألن اإليامن به يقتيض غاية الرىض والتسليم بأقدار اهلل‬
‫تعاىل الكونية والرشعية‪ ،‬كام أنه يقتيض بأن ماشاء اهلل كان‪ ،‬وما مل يشأ مل يكن‪،‬‬
‫وأن كل يشء من عند اهلل ومن اهلل بقضاء وقدر‪ ،‬وهذا هو الركن السادس من‬
‫أركان اإليامن‪.‬‬
‫والقدر‪:‬هو تقدير اهلل تعاىل للكائنات حسب ما سبق به علمه واقتضت‬
‫حكمته‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﭼ (القمر‪ ،(٤9 :‬وقال تعــاىل‪:‬‬
‫ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ (الفرقان‪ ،)2 :‬ويف حديث جربيل الطويل‬
‫«وأن تؤمن بالقدر خريه ورشه»‪ ،‬وكل ما قدره اهلل تعاىل من خري ورش فهو‬
‫حلكمة‪ ،‬وهو عدل منه سبحانه وتعاىل‪ ،‬وهو واقع ال حمالة‪ ،‬وما يصيب العبد‬
‫من مصائب‪ ،‬فبسبب كسبه‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ‬
‫ﰏ ﰐﰑﰒﭼ ( النساء‪.)79 :‬‬

‫ونراتب اإلمين بنلقدر أربع‪:‬‬


‫املرتبة األوىل‪ :‬العهم‪:‬‬
‫فنـؤمن بعلـم اهلل املحيط بكل يشء مجلـــة وتفصيال‪ :‬ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﭼ (األنعام‪.)59 :‬‬
‫‪97‬‬ ‫الدرس الثالث‪ :‬أركان اإلميان‬

‫املرتبة الثننية‪ :‬الكتنبة‪:‬‬


‫فنؤمــن أن اهلل تعــــاىل كتب مقـــادير خلقــــه يف اللوح املحفــوظ‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﮊ (احلــــــج‪ ، )7٠ :‬وقــــوله‪ :‬ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﭼ (يس‪.)12 :‬‬

‫املرتبة الثنلثة‪ :‬املشيئة‪:‬‬


‫اإليامن بأن مجيع الكائنات ال تكون إال بمشيئة اهلل‪ ،‬فام شاء كان‪ ،‬وما مل يشأ‬
‫مل يكن‪ ،‬قــــال تعــــاىل‪ :‬ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ‬
‫(التكوير‪ ، )29 :‬وقــوله‪ :‬ﭽﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭼ‬
‫(يس‪ ،)82 :‬فال راد لقضائه وال معقب حلكمه‪ ،‬وال غالب ألمره‪ ،‬آمنا بذلك كله‪،‬‬
‫وأن ك ً‬
‫ال من عنده‪.‬‬

‫املرتبة الرابعة‪ :‬اخلهق‪:‬‬


‫اإليامن بأن اهلل تعا ىل خالق كل يشء‪ ،‬ال خالق غريه وال رب سواه‪ ،‬ﭽ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ (الزمر‪.)62 :‬‬

‫أثر اإلمين يف حينة الفرد واجلمنعة‪:‬‬


‫وليعلم أنه ال بد من اإليـامن بجميـع األركـان‪ ،‬فمـن آمـن بـاهلل ومل يـؤمن‬
‫بالقدر‪ ،‬فإنه مل يؤمن‪ ،‬ومن آمـن بالرسـل ومل يـؤمن باملالئكـة فلـيس بمـؤمن‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪98‬‬

‫ولإليامن آثاره العظيمة‪ ،‬وهي آثـار كثـرية يفـرح هبـا املـؤمن وجيـدها يف نفسـه‬
‫وفيمن حوله‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -1‬أن اإليامن باهلل هو حياة القلوب‪ ،‬والباعث هلا عىل التحيل بخصال‬
‫اخلري‪ ،‬والتنزه عن الرذائل والسفاسف‪.‬‬
‫‪ -2‬أن اإليامن مصدر للراحة والطمأنينة واهلناء والسىلادة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن اإليامن يطهر النفوس من األوهام واخلرافات‪.‬‬
‫‪ -4‬أن اإليامن يكسب الىلبد عزة ومنىلة‪ ،‬ألنه قوي باهلل جل وعال‪.‬‬
‫‪ -5‬أن اإليامن يدفع الىلبد إ اجلد والىلمل يف الدنيا‪.‬‬
‫الدرس الرابع‬
‫أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪100‬‬
‫‪101‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫الدرس الرابع‬
‫أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬
‫ا ‪ :‬ت‪ ،‬ي ا حيوب‪،‬بي ا ث ثت‪ ،‬ي ا حألي‪،‬ةي ا ث‬ ‫بي ا أ سام ا ت حيد‪ ،‬ي ا ث ثة ا‬
‫ثت‪ ،‬ي حألمس ء ثحيصف ت‪.‬‬
‫سماا ت‪ ،‬ياا حيوب‪،‬بياا ‪ :‬فهااا‪ ،‬حن اا أ بااااأ حا اااالك ش ح‪،‬اا ي ي اا اا ءث‬
‫ءث ال ويك يش يف ذيك‪.‬‬ ‫ثحملدصوف يف ك‬
‫ا ال اويك‬ ‫ثسم ت‪ ،‬ي حألي‪،‬ةي ‪ :‬فه‪ ،‬حن أ بااأ حا االك ش ةا‪ ،‬حملدلا‪،‬‬
‫يااش يف ذيااكث ثةاا‪ ،‬مدلااإ ال هلليااش هللال حاث ف ا أ مدل ة ا ‪ :‬ال مدلاا‪ ،‬ا هللال حاث ف ي ا‬
‫حيدل حت من ص ة ث ص‪،‬ت ثغري ذياك باإ هللص صاه ا ث ا ث ثال با‪ ،‬صاوف ا ء‬
‫مله يغري ‪.‬‬
‫م ثر يف حيقوآأ حي ويمث‬ ‫ثسم ت‪ ،‬ي حألمس ء ثحيصف ت‪ :‬فه‪ ،‬حن أ ب‬
‫علإ حي‪،‬جش حي ئ‬ ‫يث حيصكيك من سمس ء حا ثصف تشث ثهلل ل ته ا ث‬ ‫ثحأل‬
‫بش الك ش من غري حتويفث ثال تدطي ث ثال ت ييفث ثال متثي ؛ ع ً بق‪،‬يش‬
‫ىل‪                 :‬‬ ‫تد‬
‫‪(   ‬اإلخالص)‪ ،‬و قوله عز و جل‪       :‬‬

‫‪(  ‬الشورى‪)11 :‬ث ثا جدله بدض سة حيدلم ‪،‬عنيث ثس ص ت‪ ،‬ي حألمس ء‬


‫ثحيصف ت يف ت‪ ،‬ي حيوب‪،‬بي ث ثال مش ل يف ذيك؛ ألأ حملقص‪ ،‬ثحضح يف ك‬
‫حيدقمي ني‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪102‬‬

‫حيد‪ ،‬ي ‪ :‬مصدر وحده يوحده توحيد ًا‪ ،‬جعله واحد ًا‪ ،‬أي‪ :‬فرد ًا‪ ،‬ووحده‬
‫قال‪ :‬إنه واحد أحد‪ ،‬أو قال‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬والواحد واألحد وصف اسم‬
‫الباري تعاىل الختصاصه باألحدية ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وسمي دين اإلسالم توحيد ًا؛ ألن مبناه عىل أن اهلل واحد يف ملكه‪ ،‬وأفعاله‬
‫ال رشيك له‪ ،‬وواحد يف ذاته وصفاته ال نظري له‪ ،‬وواحد يف آهليته وعبادته‪ ،‬ال‬
‫ند له‪ ،‬وإىل هذه األنواع الثالثة ينقسم توحيد األنبياء واملرسلني الذين جاؤوا به‬
‫من عند اهلل‪ ،‬وهي متالزمة‪ ،‬كل نوع منها ال ينفك عن اآلخر‪ ،‬فمن أتى بنوع‬
‫(‪)2‬‬
‫منها ومل يأت باآلخر‪ ،‬فام ذاك إال ألنه مل يأت به عىل وجه الكامل املطلوب ‪.‬‬
‫وعىل هذا يكــــون التوحيد‪ :‬هو إفراد اهلل ‪ ‬بالربوبية واأللوهية‬
‫واألسامء والصفات‪ ،‬قــــــال اهلل تعاىل‪      :‬‬
‫‪ ،)56‬ومعنى يعبــدون يعني‪ :‬يوحـدون‪ ،‬قال ابن‬ ‫‪(‬الذاريات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عبــاس‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ ،-‬كل موضــــــــع يف القرآن (اعبـدوا) فمعناه‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وحـــدوا اهلل ‪.‬‬

‫سة ي حيد‪ ،‬ي ثعظم ا ش‪:‬‬


‫وانـن مـن أجـل عبادتـه وتوحيـده‪  ،‬‬ ‫‪ -1‬أن اهلل ‪ ‬خلق اإلنـ‬
‫‪.     ‬‬
‫‪ -2‬أن التوحيـد ه و دعــــوة الرسل عليهم السـالم من أوهلم إىل‬

‫(‪ )1‬حاشية كتاب التوحيد البن قاسم (ص‪.)11‬‬


‫(‪ )2‬تيسري العزيز احلميد (‪.)17‬‬
‫(‪ )3‬حاشية األصول الثالثة البن قاسم (‪.)36‬‬
‫‪103‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫آخرهم‪ :‬ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ﭽ ﭾ ﭼ (النحل‪.)36 :‬‬
‫‪ -3‬أن التوحيد أسـاس امللة والدين‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﭼ (البينة‪ ،)5 :‬وقال ‪ :‬ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ (النحل‪ ،)36 :‬فأصل وأساس‬
‫امللة والدين الذي بعث اهلل به أنبيائه ورسله هو التوحيد املشار إليه يف‬
‫قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮛ ﮜﭼ حال كوهنم خملصني هلل الدين‪ ،‬واملشار‬
‫إليه بقوله‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ‪ ،‬فالتوحيد أصل‬
‫الدين واساسه‪.‬‬
‫‪ -4‬أن العبادة ال تقبل إال أن تكون خالصة هلل ‪ ،‬خالصـة مـن شـوائ‬
‫الرشك‪ ،‬كام يف آية البينة املتقدمة‪.‬‬
‫‪ -5‬أن انهــــل بالتوحيد يؤدي إىل الضالل والرشك كام حصل مع‬
‫‪   ‬‬ ‫للخلود يف النار‪:‬‬ ‫األمم الســابقة‪ ،‬والرشك موج‬
‫‪           ‬‬

‫‪( ‬املائدة‪.)72 :‬‬


‫ولذلك وج االهتامم بأمر التوحيد‪ ،‬وتعليمه الناس والعناية به‪ ،‬وقد قـام‬
‫به النبي ‪ ‬أكمل قيام يف مكة واملدينة‪ ،‬بل دعوتـه كلهـا صـلوات اهلل وسـالمه‬
‫عليه قائمة عىل حتقيق هـذا األصـل العظـيم وبيـان مكمالتـه‪ ،‬والتحـذير مـن‬
‫نواقضه ومنقصاته‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪104‬‬

‫فض حيد‪ ،‬ي ‪:‬‬


‫للتوحيد فضل عظيم‪ ،‬فهو سفينة النجاة يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬ففي الدنيا أمن‬
‫وطمأنينة‪ ،‬وهداية وصالح‪ ،‬كام قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ (األنعام‪.)٨2 :‬‬
‫ويف اآلخرة من مات عىل التوحيد دخل اننة ونجاه اهلل مـن النـار‪ ،‬كـام يف‬
‫حديث عتبان بن مالك يف الصحيحني أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬إن اهلل حرم عىل النارر‬
‫(‪)1‬‬
‫من قرل ال إله إال اهلل يبتغي بذلك وجه اهلل» ‪.‬‬
‫واإلمــام ابــن بــاز – رمحــه اهلل– بــني أن أقســام التوحيــد‪ :‬ثالثــة‪ ،‬وه ـي‬
‫(توحيد الربوبية‪ ،‬واأللوهية‪ ،‬واألسـامء والصـفات)‪ ،‬وهـذا التقسـيم مـأخوذ‬
‫باالستقراء لنصوص القرآن الكريم‪ ،‬ومنصوص عليه لدى علامء السلف‪.‬‬
‫قال الشيخ بكر أبو زيد – رمحـه اهلل– ‪« :‬هـذا التقسـيم االسـتقرائي لـدى‬
‫متقدمي علامء السلف أشار إليه ابن منده وابن جرير الطربي وغريمهـا‪ ،‬وقـرره‬
‫شيخا اإلسالم ابن تيمية وابن القيم‪ ،‬وقرره الزبيدي يف تاج العروس‪ ،‬وشـيخنا‬
‫الشنقيطي يف أضواء البيان‪ ،‬وآخـرون‪ ،‬رحـم اهلل انميـع‪ ،‬وهـو اسـتقراء تـام‬
‫لنصوص الرشع‪ ،‬وهو مطرد لدى أهل ِّ‬
‫كل فـ ‪،‬ن‪ ،‬كـام يف اسـتقراء النحـاة كـالم‬
‫العرب إىل اسم وفعل وحرف‪ ،‬والعرب مل تفه هبـذا‪ ،‬ومل يعتـ عـىل النحـاة يف‬
‫(‪)2‬‬
‫ذلك عات ‪ ،‬وهكذا من أنواع االستقراء» ‪.‬أ‪.‬هـ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب املساجد يف البيـوت ‪ ،)211/1‬ومسـلم‪( :‬بـاب الرخصـة يف التخلـف عـن‬
‫انامعة بعذر ‪.)455/1‬‬
‫(‪ )2‬نق ً‬
‫ال عن كتاب القول السديد يف الرد عىل من أنكر تقسيم التوحيد للبدر (ص‪.)29‬‬
‫‪105‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫ومن العلامء املتقدمني الذين قسموا التوحيد إىل ثالثة أقسام‪ :‬اإلمام املتبوع‬
‫أيب حنيفة ت‪150‬هـ‪ ،‬وصاحبه القايض أيب يوسـف ت‪1٨2‬هــ‪ ،‬واإلمـام ابـن‬
‫بطة العكربي ت‪3٨7‬هـ‪ ،‬واإلمام أيب جعفـر الطحـاوي ت‪321‬هــ‪ ،‬واإلمـام‬
‫القرطبي يف تفسريه ت‪671‬هـ‪ ،‬وابن حبان البستي ت‪354‬هــ‪ ،‬وابـن أيب زيـد‬
‫القريواين املالكي ت ‪3٨6‬هـ‪ ،‬وأيب بكر الطرطويش ت ‪520‬هـ‪ ،‬وغريهم كثـري‬
‫(‪)1‬‬
‫كاملقريزي ومال عيل القاري‪ ،‬والصنعاين ‪.‬‬
‫ومن أهل العلم من يقسم التوحيد إىل قسمني‪ :‬التوحيد العلمـي اربـربي‪،‬‬
‫ويشتمل عىل (توحيد الربوبية‪ ،‬واألسامء والصفات)‪ ،‬والثاين التوحيـد الطلبـي‬
‫(وهو توحيد األلوهية)‪ ،‬وعىل كل حال فاملؤدى واحد‪ ،‬واألدلة دلت عىل هـذه‬
‫األقسام‪.‬‬
‫* ومن اآليات التي مجعت أقسام التوحيد الثالثة قول اهلل تبارك وتعاىل‬
‫يف سورة مريم‪        :‬‬
‫‪(       ‬مريم‪ ،)65 :‬فقوله ‪   ‬‬
‫‪    ‬يدل عىل توحيد الربوبية‪ ،‬وقوله ‪  :‬‬
‫‪   ‬يدل عىل توحيد األلوهية‪ ،‬وقوله تعاىل‪   :‬‬
‫‪   ‬يدل على توحيد األمساء والصفات‪.‬‬
‫* ثم رشع الشيخ عبدالعزيز– رمحه اهلل– يف تعريف التوحيد وبيان أنواعه‬
‫الثالثة‪ ،‬فبدأ باألول وهو توحيـد الربوبيـة‪ :‬فقـال‪( :‬سما ت‪ ،‬يا حيوب‪،‬بيا ‪ :‬فها‪،‬‬
‫ءث ثحملدصاوف يف كا ا ءث ال اويك ياش يف‬ ‫حن أ باأ حا الك ش ح‪ ،‬ي ي‬

‫(‪ )1‬القول السديد يف الرد عىل من أنكر تقسيم التوحيد للبدر (ص‪ 29‬وحتى ‪ )47‬باختصار وترصف‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪106‬‬

‫ذيك)‪ :‬فاملقصود‪ :‬هو توحيـد اهلل ‪ ‬بأفعالـه‪ ،‬ومعنـاه اإلقـرار بأفعـال الـرب‬
‫وتدبريه للعامل وترصفه فيه‪ ،‬ومن ذلك اإلقرار بأنـه‪ :‬الـرزا ‪ ،‬املالـك‪ ،‬اربـالق‪،‬‬
‫املحيي‪ ،‬املميت‪ ،‬النافع‪ ،‬الضار ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪     ‬‬ ‫وهذا التوحيد أقر به املرشكون ‪:‬‬
‫‪             ‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪ ،)31 :‬واإليامن بأنواع التوحيد الثالثة‬ ‫‪(       ‬يون‬

‫متالزم فمن أقر هبذا التوحيد ومل يقر بتوحيد اإللوهية واألسامء والصفات مل‬
‫يؤمن باهلل ومل يوحده‪ ،‬كام تقدم إيضاحه‪.‬‬
‫ا‪،‬ل حيشيخ – رمحش حا– )ثسم ت‪ ،‬ي حألي‪،‬ةي ‪ :‬فه‪ ،‬حن أ باأ حا‬
‫ال ويك يش يف ذيكث ثة‪ ،‬مدلإ ال هلليش هللال حاث ف أ مدل ة ‪:‬‬ ‫الك ش ة‪ ،‬حملدل‪،‬‬
‫هللال حاث ف ي حيدل حت من ص ة ثص‪،‬ت ثغري ذيك بإ هللص صه ا‬ ‫ال مدل‪،‬‬
‫ء مله يغري )‪ ،‬فتوحيد األلوهية هو إفراد اهلل وحده‬ ‫ث ثال ب‪ ،‬صوف‬ ‫ث‬
‫بأفعال العباد التي يفعلوهنا عىل وجـه التقرب كالدعاء والنذر والذبح‬
‫‪         ‬‬ ‫والصالة ‪ ، ...‬قال تعاىل‪:‬‬
‫‪(          ‬البينة‪ .)5 :‬ومن أنواع‬
‫العبــادة‪ :‬الصــالة والصوم‪ ،‬والزكــاة‪ ،‬والدعــاء والنذر‪ ،‬واالستعانة‬
‫واالســتغاثـــة‪ ،‬والطــواف‪ ،‬واربـــوف والرجــــاء‪ ،‬والتوكل‪ ،‬واإلنابـــة‬
‫‪         ‬‬ ‫والتــــوبة ‪،...‬‬
‫‪(           ‬األنعام‪.)163-162 :‬‬
‫‪107‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫وهذا التوحيـد هـو الـذي دعـت إليـه الرسـل‪      :‬‬

‫‪(       ‬النحل‪ ،)36:‬وهـو الـذي نـازع فيـه‬
‫املرشــكون وقــالوا‪ :‬ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ (ص‪،)5 :‬‬
‫وقالوا‪(          :‬الزمر‪ ،)3:‬وظل النبي ‪ ‬يف مكة‬
‫ثالث عرشة سنة يقرر هذا التوحيد العظيم‪ ،‬وقد وقع فئام من النـاس اليـوم يف‬
‫خمالفته فرصفوا بعض أنواع العبادة لغري اهلل من الطواف بالقبور والذبح والنذر‬
‫لألموات والغائبني من جن وأولياء‪ ،‬وذلك من رصف خاص حـق اهلل‪ ،‬فنعـوذ‬
‫باهلل من موجبات غضبه وأليم عقابه‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫حيفوق بني ت‪ ،‬ي حيوب‪،‬بي ثحألي‪،‬ةي‬
‫ت‪ ،‬ي حيوب‪،‬بي ‪:‬‬
‫‪- 1‬هو اعتقاد أن خالق الكون ومدبره واحد هو اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪- 2‬هو اعتقاد قلبي فقط‪.‬‬
‫‪- 3‬هو يقتيض توحيد األلوهية ألنه كالسب له والربهان عليه‪.‬‬
‫‪- 4‬أنه جيل مستقر يف الفطر يقر بـه أكثـر النـاس ومـن ثـم اعتمـد عليـه‬
‫الرسل يف دعوهتم لتوحيد األلوهية‪.‬‬
‫‪- 5‬أن اإلقــرار بــه ال يــدخل املــرء يف اإلســالم إال إذا اقــ ن بتوحيــد‬
‫األلوهية‪.‬‬

‫(‪ )1‬ذكرت هذه الفروقات (كاملة الكواري) يف كتاهبا «املجـىل يف رشح القواعـد املـثىل يف صـفات اهلل‬
‫وأسامئه احلسنى البن عثيمني» (صفحة ‪.)34-33‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪108‬‬

‫ت‪ ،‬ي حألي‪،‬ةي ‪:‬‬


‫‪- 1‬هو إفراد اربالق بالعبادة والطاعة والرغبة والرهبة ‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫‪- 2‬أنه اعتقاد وعمل وتوجه وسلوك وانقياد تابع ملا استقر يف القل ‪.‬‬
‫‪- 3‬أنه الزم لتوحيد الربوبية ونتيجة حتمية له‪ ،‬فاربالق الراز املدبر هـو‬
‫املستحق للعبادة دون سواه‪.‬‬
‫‪- 4‬معنى دقيق ضل فيه كثري من الناس ومن ثم كانـت عنايـة الرسـل بـه‬
‫أول ما دعوا الناس إليه‪.‬‬
‫‪- 5‬هو ل اإلسالم ملا فيه من حترير الفرد من كل عبودية لغري اهلل وتقرير‬
‫املساواة بني الناس‪ ،‬وهو سب السيادة يف الدنيا والنجاة يف اآلخرة‪.‬‬

‫م ثر يف‬ ‫ا‪،‬ل حيشيخ ( ثسم ت‪ ،‬ي حألمس ء ثحيصف تث فه‪ ،‬حن أ ب‬


‫يث حيصكيك من سمس ء حا ثصف تشث ثهلل ل ته علإ‬ ‫حيقوآأ حي ويمث سث حأل‬
‫حي‪،‬جش حي ئ بش الك ش من غري حتويف ثال تدطي ثال ت ييف ثال متثي ‪)...‬‬
‫اإليامن بأسامئه ‪ ‬وصفاته التي وردت يف الكتاب العظيم أو السنة‬ ‫فيج‬
‫(‪)1‬‬
‫املطهرة عىل احلقيقة ‪ ،‬وعىل الوجه الالئق به سبحانه‪ ،‬ألنه تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ (الشورى‪ ،)11 :‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭼ (النحل‪ ،)74 :‬قال شيخ‬
‫اإلسالم‪« :‬فأهل السنة وانامعة يثبتون ما أثبته اهلل لنفسه يف كتابه‪ ،‬وعىل لسان‬

‫(‪ )1‬قولنا عىل احلقيقة‪ ،‬رد ًا نريان املجاز واستعامله يف أسامء اهلل وصفاته‪ ،‬كام هـو مـذه املؤولـة مـن‬
‫األشاعرة وغريهم‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫رسوله ‪ ‬من األسامء والصفات عىل الوجه الالئق به سبحانه‪ ،‬فال ينفون وال‬
‫حيرفون الكلم عن مواضعه‪ ،‬وال يلحدون يف أسامء اهلل وآياته‪ ،‬وال يكيفون‪،‬‬
‫وال يمثلون صفاته بصفات خلقه‪ ،‬ألنه سبحانه ال سمي له‪ ،‬وال كفو له‪ ،‬وال‬
‫(‪)2( )1‬‬
‫ند له‪ ،‬وال يقاس بخلقه » ‪.‬أ‪.‬هـ‬
‫وقال املؤلف‪ -‬رمحه اهلل‪« -‬وهذه عقيدة أهل السنة وانامعة مـن أصـحاب‬
‫(‪)3‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬وأتبـاعهم بححسـان» ‪.‬أ‪.‬هــ‪ ،‬فهـذا لمـل اعتقـاد أهـل السـنة‬

‫(‪ )1‬معنى قول شيخ اإلسالم –رمحـه اهلل‪( -‬وال يقـاس بخلقـه)‪ :‬أي ال يقـاس بخلقـه قياسـ ًا يقتيضـ‬
‫املساواة بني اربالق سبحانه وتعاىل وبني املخلو وهو قياس الشـمول والتمثيـل‪ ،‬بخـالف قيـاس‬
‫األوىل‪ ،‬يقول الشيخ ابن عثيمني يف رشحه عـىل الواسـطية (ص‪ :)130‬القيـاس ينقسـم إىل ثالثـة‬
‫أقسام‪ :‬قياس شمول‪ ،‬وقياس متثيل‪ ،‬وقياس أولوية‪ ،‬فهو سبحان وتعـاىل ال يقـاس بخلقـه قيـاس‬
‫متثيل وال قياس شمول‪:‬‬
‫‪ .1‬قياس الشمول‪ :‬هو ما يعرف بالعام الشامل نميع أفراده‪ ،‬بحيث يكون كل فرد منه داخـ ً‬
‫ال يف‬
‫مسمى ذلك اللفظ ومعناه‪ ،‬فمثالً‪ :‬إذا قلنا‪ :‬احلياة‪ ،‬فحنه ال تقاس حياة اهلل تعاىل بحياة اربلق من‬
‫أجل أن الكل يشمله اسم (حي)‪.‬‬
‫‪ .2‬وقياس التمثيل‪ :‬هو أن يلحق اليشء مثيله فيجعل ما ثبت للخالق مثل ما ثبت للمخلو ‪.‬‬
‫‪ .3‬وقياس األولوية‪ :‬هو أن يكون الفرع أوىل باحلكم من األصل‪ ،‬وهلذا يقول العلامء‪ :‬إنه مستعمل‬
‫يف حق اهلل‪ ،‬لقوله تعاىل { َوهللهَ املمَ َث ُل األَع َمىل} [النحل‪ ،]60 :‬بمعنى كل صفة كامل‪ ،‬فلله تعاىل‬
‫أعالها‪ ،‬والسمع والعلم والقدرة واحلياة واحلكمة وما أشبهها موجودة يف املخلوقات‪ ،‬لكن هلل‬
‫أعالها وأكملها‪.‬‬
‫وهلذا أحيان ًا نستدل بالداللة العقلية من زاوية القياس باألوىل‪ ،‬فمثالً‪ :‬نقول‪ :‬العلـو صـفة كـامل يف‬
‫املخلو ‪ ،‬فحذا كان صفة كامل يف املخلو ‪ ،‬فهو يف اربالق من باب أوىل وهذا دائـ ًام نجـده يف كـالم‬
‫العلامء‪.‬أ‪.‬هـ‬
‫(‪ )2‬لموع الفتاوى (‪.)130/3‬‬
‫(‪ )3‬لموع فتاوى ومقاالت (العقيدة الصحيحة ومايضادها)‪.)17/1( ،‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪110‬‬

‫وانامعة يف هذا النوع من التوحيد‪ ،‬فهم ال يتجاوزن به الكتاب والسـنة وفهـم‬


‫سلف األمة له‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫سمثل يألمس ء ثحيصف ت‪:‬‬


‫ومن أمثلة األسامء‪ :‬الرمحن‪ ،‬الرحيم‪ ،‬القاهر‪ ،‬القادر‪ ،‬السميع‪ ،‬البصري‪،‬‬
‫القدوس‪.‬‬
‫والصفات‪ :‬العلو‪ ،‬السمع‪ ،‬البرصـ‪ ،‬الوجـه‪ ،‬اليـد‪ ،‬النـزول‪ ،‬ومـا تضـمنته‬
‫األسامء من صفات كالرمحة ونحوها‪.‬‬
‫قوله‪ -‬رمحه اهلل‪( :-‬من غري حتريف)‪ :‬التحريـف يف اللغـة‪ :‬التغيـري وإمالـة‬
‫الشئ عن وجهه‪ ،‬يقال‪ :‬انحرف عن كذا‪ ،‬مال وعدل‪ ،‬ويف االصـطالح‪ :‬تغيـري‬
‫لفظ النص أو معناه‪ ،‬فمثالً‪ :‬قول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ‬
‫(طـه‪ ،)5 :‬حيرفــونه‪ :‬إىل استوىل‪ ،‬مع أن الفر ظاهر بني اللفظني‪ ،‬فـاألول‪ :‬يـدل‬
‫عىل العلـــو واالستقرار‪ ،‬والثاين‪ :‬يـدل عـىل القهـر والغلبـة‪ ،‬هلـذا يقـول ابـن‬
‫القيم– رمحه اهلل‪:‬‬
‫فأبى وزاد احلرف للنقصرن‬ ‫وكذلك اجلهمي قيل له اسااتوى‬
‫لغااة وعقاا ً‬
‫ال مر مهر س َّيرن‬ ‫قرل اساتوى استوىل وذا من جهله‬
‫(‪)1‬‬
‫باوىل فال خترج عن القرآن‬ ‫عرشون وجه ًر ببلل التأويل برسا‬

‫(‪ )1‬الكافية الشافية (ص‪.)121‬‬


‫‪111‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫وقال أيض ًا‪:‬‬


‫قد حصلت للفررس اللعرن‬ ‫فلهم عبررات عليهر أرباااااااع‬
‫بفع الذي مر فيه نكااااااران‬ ‫وهي استقر وقد عال وكذلك ار‬
‫وأبو عبيدة صرحب الشيبرين‬ ‫وكذا قد صعد الذي هو راباااع‬
‫درى من اجلهمي برلقاااارآن‬ ‫خيترر هذا القول يف بفسااااااريه‬
‫(‪)1‬‬
‫بحقيقة اسااتوىل من البهترن‬ ‫واألشعري يقول بفسااري استوى‬
‫وقوله‪ -‬رمحه اهلل‪( :-‬من غري بعليل)‪ :‬التعطيل يف االصـطالح‪ :‬إنكـار مـا‬
‫جي هلل من صفات وأسامء كتعطيل انهمية واألشاعرة وغريهم‪.‬‬
‫وقوله‪ -‬رمحه اهلل‪( :-‬من غري بكييف)‪ :‬التكييـف هـو تعيـني كنـه الصـفة‪،‬‬
‫يقال‪ :‬ك هيف اليشء‪ ،‬أي‪ :‬اجعل له كيفية معلومة‪ ،‬وصـفات اهلل فـرع عـن ذاتـه‪،‬‬
‫فكام ال ُيعلم كيفية ذاته إال هو فكذا ال يعلم كيفيه صفاته إال هو‪.‬‬
‫وقوله‪ -‬رمحه اهلل‪( :-‬من غري متثيل)‪ :‬التمثيـل‪ :‬هـو إثبـات ااثـل للصـفة‪،‬‬
‫فيقولون يد اهلل كيد فالن؛ تعاىل اهلل عن ذلك علو كبري ًا‪.‬‬
‫فضيل هلل ص ء سمس ء حا ححلملإ‪:‬‬
‫ثبت يف الصحيحني من حديث أيب هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬إن هلل‬
‫(‪)2‬‬
‫بسع ًة وبسعني اس ًام‪ ،‬مرئ ًة إال واحد ًا‪ ،‬من أحصرهر دخل اجلنة» ‪ ،‬أي من‬
‫حفظها‪ ،‬وفهم معانيها ومدلوهلا‪ ،‬وأثنى عىل اهلل هبا‪ ،‬ودعاه هبا ‪ ‬ﭳ ﭴ‬

‫(‪ )1‬املصدر نفســه (ص‪.)٨7‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬باب إن هلل مائة اسم إال واحد ًا ‪ ،)251/1‬ومسلم‪( :‬باب يف أسامء اهلل تعاىل‬
‫وفضل من أحصاها ‪. .)2064/4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪112‬‬

‫ﭵ ﭶ ﭷﭸ ‪( ‬األعراف‪ ،)1٨0 :‬وكان ذلك عن اعتقاد صحيح دخل اننة‪.‬‬


‫[تلليش]‬
‫العدد الوارد يف احلديث؛ ال يدل عىل حرص األسامء بالتسعة والتسعني عـىل‬
‫الصحيح من كالم أهل العلم‪ ،‬بل هناك أسامء استأثر اهلل ‪ ‬هبـا يف علمـه‪ ،‬كـام‬
‫يف احلديث الصحيح «اللهم إين أسألك بكل اسم هو لك سميت باه نفساك أو‬
‫(‪)1‬‬
‫علمته أحد ًا من خلقك أو استأثرت به يف علم الغيب عناد » ‪ ،‬فقولـه ‪« ‬أو‬
‫استأثرت به يف علام الغياب عناد » يـدل عـىل أهنـا غـري ةصـورة يف التسـعة‬
‫والتسعني‪ .‬واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ ،)247/6‬وصححه األلباين يف صحيح ال غي وال هي (‪.)171/2‬‬


‫‪113‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫تابع الدرس الرابع‬


‫‪ :‬وك سكربث ث وك سصغوث ث وك صف ‪.‬‬ ‫ثسام ت حيشوك‬
‫ف يشوك حألكرب‪ :‬ي‪،‬جإ ل‪،‬ط حيد ثح‪،‬ل‪ ،‬يف حيل ر ملن ما ت علياشث كاام قارل‬
‫اهلل بعاااااااااارىل‪(          :‬األنعاااااااااارم‪.)88 :‬‬
‫وقااارل سااابحرنه‪           :‬‬

‫‪(          ‬التوباااة‪ ،)17 :‬وأن مااان‬
‫مرت علياه فلن يغفر له‪ ،‬واجلنة عليه حرام‪ ،‬كام قارل اهلل عاز وجال‪    :‬‬

‫‪(           ‬النسرء‪ ، )48 :‬وقرل سبحرنه‪  :‬‬

‫‪               ‬‬

‫بهامث ثحيلامر امث‬ ‫(املرئدة‪ .)72 :‬ثمن س ‪،‬حعش‪ :‬ع ء حألم‪،‬حتث ثحألصال تث ثحالاادغ‬
‫ثحيمبح مث ثحن‪ ،‬ذيك‪.‬‬
‫سم حيشوك حألصغو‪ :‬فه‪ ،‬م لت ب يلص‪،‬ص من حي د ب سث حيمل تم يدش اوك ًث‬
‫ث ي لش ييس من جلس حيشوك حألكرب؛ ك يوي ء يف بدض حألع ا لث ثححللاف بغاري حاث‬
‫ء حا ث ء ف أث ثحن‪ ،‬ذيك؛ يق‪،‬ل حيليب ‪( :‬سص‪،‬ف ما سصا ف علاي م‬ ‫ثا‪،‬ل‪ :‬م‬
‫(‪)1‬‬
‫حيشااوك حألصاغو) فما علااشث فقا ل‪( :‬حيويا ء) رثح حنما ت سمحا ث ثحيطربح ا ث‬
‫ثحيليهق ث عن حم ‪ ،‬بن يلي حأل ص ري ‪ ‬ب ال جي ث ثرثح حيطربح ا بااا ي‬
‫جي ةث عن حم ‪ ،‬بن يلي ث عن رحف بن ص يجث عن حيليب ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ث ا‪،‬يش ‪( :‬من لف بش ء ثأ حا فقا س اوك) رثح حنما ت سمحا ب اال‬

‫(‪ )1‬رواه أمحد (‪ ،)393/39‬والطرباين يف العجم الكبري (‪ ،)253/4‬والبيهقي يف الشع (‪.)154/9‬‬


‫(‪ )2‬رواه أمحد (‪ ،)414/1‬وأبوداود (‪ ،)223/3‬وال مذي (‪.)110/4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪114‬‬

‫صااكيحث عاان ع ااو باان ح‪،‬ط ا ب ‪‬ث ثرثح سباا‪ ،‬حث ث ثحيذماامي ب ااال صااكيحث ماان‬
‫يث حبن ع و رض حا عله ا ث عان حياليب ‪ ‬س اش اا ل‪( :‬ال تق‪،‬يا‪،‬ح‪ :‬ما ا ء حا‬
‫(‪)1‬‬
‫ث ا ء فا أث ثي اان ا‪،‬ياا‪،‬ح‪( :‬ما ا ء حا اام ا ء فا أ) سصوجااش سباا‪ ،‬حث ب ااال‬
‫صكيحث عن ميف بن حيي أ ‪.‬‬
‫ثةاامح حيلاا‪،‬ي ال ي‪،‬جااإ حيااو ةث ثال ي‪،‬جااإ ح‪،‬لاا‪ ،‬يف حيل ا رث ثي لااش يل ا يف ك ا ل‬
‫حيد‪ ،‬ي حي‪،‬حجإ‪.‬‬
‫سم حيل‪،‬ي حيث يث‪ :‬ثة‪ ،‬حيشوك ح‪،‬ف ث ف ييلش ا‪،‬ل حيليب ‪(( :‬سال سصاربكم اا‬
‫ةاا‪ ،‬سصاا‪،‬ف علااي م عل ا ي ماان حملماايح حي ا ج ل؟)) ا ا ي‪،‬ح‪ :‬بلااإ ي ا رااا‪،‬ل حاث ا ا ل‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫((حيشوك ح‪،‬ف ث يق‪،‬ت حيوج فيصل فيزين ص تش مل يوى من ظو حيوج هللييش)) ث‬
‫رثح حنم ت سمح يف ممل ث عن سب ادي ح‪ ،‬ري ‪.‬‬
‫ثب‪ ،‬سأ يقمم حيشوك هللىل ‪،‬عني فقط‪:‬‬
‫سكرب ثسصغوث سم حيشوك ح‪،‬ف ف ش يد ه ‪.‬‬
‫فيقاا ا يف حألكااااربث كشااااوك حمللاا ا فقني؛ أل هاااام خيفاااا‪،‬أ عق ئاا ا ةم حيل لاا ا ث‬
‫ثيدظ ةوثأ ب نا ت ري ءًث ثص‪،‬ف ً علإ س فمهم‪.‬‬
‫ثي اا‪،‬أ حيشااوك حألصااغوث ك يوي ا ءث ك ا يف ا يث حم اا‪ ،‬باان يلي ا حأل ص ا ري‬
‫حملدق تث ث يث سب ادي حملمك‪،‬رث ثحا ثي حيد‪،‬في ‪.‬‬

‫أن يذكر بعد ذلك ما‬ ‫ملا ذكر الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬التوحيد وأقسامه ناس‬

‫بدأ‬ ‫(‪ )1‬رواه أبو داود‪( :‬باب ال يقال خبثت نفيس ‪.)452/4‬‬
‫بدأ‬ ‫(‪ )2‬رواه أمحد (‪ ،)3٨5/32‬وابن ماجه‪( :‬باب الرياء والسمعة ‪.)1406/2‬‬
‫‪115‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫يناقضه ويضاده وهو الرشك‪ ،‬وهو يف االصطالح‪ :‬مساواة غري اهلل باهلل فيام هو‬
‫من خصائص اهلل‪ ،‬سواء كان ذلك يف ربوبيته أو ألوهيته أو أسامئه وصفاته‪،‬‬
‫والرشك يف اللغة‪ :‬املساواة واملخالطة واملشاركة واملقارنة والنصي ‪.‬‬
‫والرشك أمره عظيم وخطره جسيم‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ (النساء‪ ،)4٨ :‬وقال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ‬
‫(املائدة‪ ،)72 :‬وإبراهيم ‪ ‬يقــول اهلل عنه‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴ ﭵ‬
‫ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ (إبراهيم ‪.)36-35:‬‬
‫قال العلامء‪ :‬فحذا كان اربليل ‪ ‬إمام احلنفاء الذي جعله اهلل أمة وحده‪،‬‬
‫وابتيل بكلامت فأمتهن‪ ،‬وقد كرس األصنام بيده‪ ،‬خياف أن يقع يف الرشك‪ ،‬فكيف‬
‫يأمن الوقوع فيه من هو دونه بمرات ‪ ،‬بل أوىل باربوف منه وعدم الوقوع فيه‪،‬‬
‫وقد قال إبراهيم التيمي‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬ومن يأمن البالء بعد إبراهيم‪.‬أ‪.‬هـ‬
‫والتوحيد ال يتحقق إال ب ك الرشك‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫عىل املكلف أن حيذر الرشك كبريه‬ ‫ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﭼ (النساء‪ ،)36 :‬فالواج‬
‫وصغريه‪ ،‬خفيه وجليه‪ ،‬وأن يسأل ربه ‪ ‬دائ ًام وأبد ًا العافية والسالمة منه‪ ،‬فحن‬
‫مناف ألصل التوحيد‪ ،‬وةبط للعمل‪ ،‬وموج للخلود يف النار‪ ،‬كام ذكر‬ ‫كبريه ٍ‬

‫ذلك الشيخ –رمحه اهلل‪ ،-‬وصغريه ينايف كامل التوحيد الواج ‪ ،‬وصاحبه عىل‬
‫النملة السوداء عىل‬ ‫خطر عظيم‪ ،‬السيام الرشك اربفي‪ ،‬فحنه أخفى من دبي‬
‫الصفاة الصامء يف الليلة الظلامء‪ ،‬كام جاء يف األثر‪ ،‬وهو رشك الثبات واملقاصد‪،‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪116‬‬

‫وسيأيت مزيد إيضاح إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬


‫ا سام ا ت‪ :‬ااوك سكااربث ث ااوك‬ ‫ثحيشاايخ – رمحااش حا‪ -‬اماام حيشاااااوك هللىل‬
‫سصااغوث ث ااااوك صف ا ‪ :‬وهــي طريقــة أئمــة الــدعوة‪ :‬اإلمــام املجــدد وأبنائــه‪،‬‬
‫وتالمذته‪ -‬رمحهم اهلل‪ -‬وذه الشيخ املؤلف‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬وقبله ابـن القـيم إىل‬
‫تقسيم الرشك إىل أكرب وأصغر‪ ،‬وأن الرشك اربفي داخل يف الشــرك األصـغر‪،‬‬
‫وقدم الشيخ هنا تقسيم أئمة الدعوة ألنه هو األشهر‪ ،‬كام سـيأيت إيضـاحه عنـد‬
‫قوله‪« :‬وجيوز أن يقسم الرشك إىل نوعني فقط ‪...‬إلخ»‪ ،‬والشيخ ‪-‬رمحـه اهلل‪ -‬مل‬
‫عرف الرشك األكرب هنا‪ ،‬وإنام اكتفى بذكر حكمه‪ ،‬وذكر بعض أنواعـه فقـال‪:‬‬
‫ُي ِّ‬
‫ومن أنواعه‪ ،‬ومن هنا تبعيضية‪ ،‬دعاء األموات‪ ،‬واألصـنام‪ ،‬واالسـتغاثة هبـم‪،‬‬
‫والنذر هلم‪ ،‬والذبح هلم ونحو ذلك‪.‬‬
‫لكنه –رمحه اهلل‪ -‬عرف الرشك األكرب يف الفتاوى بقوله‪ :‬فالرشك األكرب‪ :‬ما‬
‫تضمن رصف العبادة لغري اهلل أو بعضها‪ ،‬أو يتضمن جحد يشء اا أوجـ اهلل‬
‫من األمور املعلومة من الدين بالرضورة كالصالة‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬أو يتضـمن‬
‫جحد يشء اا حرم اهلل‪ ،‬اا هو معلوم مـن الـدين بالضــرورة كالزنـا واربمـر‬
‫ونحوها‪ ،‬أو يتضمن طاعة املخلو يف معصية اربـالق عـىل وجـه االسـتحالل‬
‫لذلك‪ ،‬وأنه جيوز أن يطاع فالن أو فالنة‪ ،‬فيام خيالف ديـن اهلل عـز وجـل‪ ،‬مـن‬
‫أو وزير أو عامل أو غريهم فكل ما يتضمن رصف بعض العبادة لغـري اهلل‬ ‫رئي‬
‫كدعاء األولياء واالستغاثة هبم والنذر هلم‪ ،‬أو يتضمن استحالل مـا حـرم اهلل‪،‬‬
‫أو إسقاط ما أوج اهلل‪ ،‬كاعتقاد أن الصالة ال جت أو الصوم ال جي أو احلج‬
‫مع االستطاعة ال جي ‪ ،‬أو الزكاة ال جت ‪ ،‬أو اعتقد أن مثل هذا غـري مشــروع‬
‫‪117‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫مطلقــا‪ ،‬كــان هــذا كفــر ًا أكــرب‪ ،‬ورشكــ ًا أكــرب؛ ألنــه يتضــمن تكــذي اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫ورسوله ‪.‬أ‪.‬هـ‬
‫ونحن نزيد التعريف إيضاح ًا‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫حيشااااوك حألكارب‪ :‬هو مســاواة غري اهلل باهلل تعـــاىل فيام هو مـن خصـائص‬
‫اهلل ‪ ،‬ويكون يف األلوهية‪ :‬برصف يشء من أنـواع العبـادة لغـري اهلل رغبـة أو‬
‫رهبة‪ ،‬ويكون يف الربوبية‪ :‬باعتقاد ترصف غري اهلل يف الكون‪ ،‬أو النفع أو الرضـ‬
‫أو الترشيع‪ ،‬وإن كان يف األسامء والصفات‪ :‬فباإلحلـاد هبـا‪ ،‬فمـن وقـع يف يشء‬
‫من ذلك فقد وقع يف الرشك األكرب الذي خيرجه من امللة‪.‬‬
‫وضابط ذلك كله‪ :‬أن جتعل هلل ند ًا وهو خلقك‪ ،‬والند‪ :‬املثل والشبيه‪ ،‬فمن‬
‫رصف شيئ ًا من العبادات لغري اهلل‪ ،‬فقد أرشك به‪ ،‬رشك ًا يبطل التوحيد وينافيـه‪،‬‬
‫ألنه شبه املخلو باربالق وجعله يف رتبته أو بجعله ند ًا هلل يف الترشيع بأن يتخذ‬
‫مرشع ًا له سوى اهلل أو رشيك ًا هلل يف الترشيع‪ ،‬فهذا كله من الرشك األكرب‪.‬‬

‫س ‪،‬حي حيشوك حألكرب‪:‬‬


‫‪ .1‬شااار الدعااوة «الدعرء»؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭱﭲﭳﭼ‬
‫(العنكبوت‪.)65 :‬‬
‫‪ .2‬رش النية واإلرادة والقصد؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈ‬

‫(‪ )1‬لموع فتاوى ومقاالت املؤلف رمحه اهلل (‪.)43/1‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪118‬‬

‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗ ﭼ (هود‪. )16 – 15 :‬‬
‫‪ .3‬رش اللرعاااة؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ‬
‫ﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯡﯢﯣﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ‬
‫ﯰ ﯱ ﭼ (التوبة‪.)31 :‬‬
‫‪ .4‬رش املحبة؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ (البقرة‪.)165 :‬‬
‫م حيشوك حألكرب ثم يذتإ عليش‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه خمرج من امللة‪ ،‬فال جيتمع التوحيد والرشك األكرب‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه ةبط للعمل كله‪ :‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ (الزمر‪.)65 :‬‬
‫‪ -3‬أن صــاحبه خالــد خملــد يف النــار‪ :‬ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮊ (املائدة‪.) 72 :‬‬
‫‪ -4‬الرشك األكرب ال يغفر إال بالتوبة‪ ،‬فمن مات عليه فهو من أهـل النـار‬
‫قطع ًا‪ ،‬وال يدخل حتت املشيئة يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮊ (النساء‪. )116 :‬‬
‫‪ -5‬صاح الرشك األكرب يستباح دمه وماله‪.‬‬
‫[بنبيه]‪ :‬هل هنر فرق بني الكفر والرش ‪ :‬عىل قولني‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أهنام اسامن ملسمى واحد‪ ،‬واستدلوا بقوله تعـاىل‪ :‬ﮋ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮊ (النساء‪ ، )116 :‬فدلت اآلية عىل أن‬
‫‪119‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫ما سوى الرشك قد يغفره اهلل يف انملة‪ ،‬ولو كان كفر اليهود والنصـارى لـي‬
‫فيها أن اهلل يغفـر مـا سـوى‬ ‫برشك لوج أن يغفره اهلل‪ .‬ونوقش‪ :‬أن اآلية لي‬
‫الرشك؛ وإنام دلت عىل أن اهلل يغفر ما دون الرشك‪ ،‬فخـرج الكفـر؛ ألنـه لـي‬
‫دون الرشك بل أعظم‪.‬‬
‫كل كفر رشك ًا‪ ،‬وبه قال أبوحنيفة‬ ‫القول الثرين‪ :‬أن كل رشك كفر‪ ،‬ولي‬
‫والنووي وابن تيمية وابن حجر وأبو هالل العسكري‪ ،‬وابن قاسم‪ ،‬واستدلوا‬
‫بقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬
‫ﭿ ﮀ ﭼ (البينة‪ ،)1 :‬فعطف أهل الكتاب عىل املرشكني‪ ،‬والعطف يقتيض‬
‫املغايرة‪.‬‬
‫ثيدلني حيفوق بني حي فو ثحيشوك من جهدني‪:‬‬
‫أ‪ .‬جهة اللغة‪ :‬فالكفر هو الس ‪ ،‬وأما الرشك‪ :‬فالرشك والرشيك والرشكة‬
‫أن جيعل رشيك ًا‪.‬‬
‫ب‪ .‬من جهة الرشع‪ :‬فقد جاءت آيات بجعل املرشكني صنف ًا من الكفار‪،‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﭼ‬
‫(البقرة‪ ،)105 :‬فجعل املرشكني صنف ًا من الكفار‪ .‬ويتبني الفر بالضد‪ ،‬فضد‬
‫الكفر اإليامن واإلسالم‪ ،‬فمضادته لإليامن ظاهرة‪ ،‬وأما مضادة الكفر لإلسالم‬
‫فيدل هلا قوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭼ‬
‫(التوبة‪ ،)74 :‬وضد الرشك التوحيد‪ .‬ويدل أيض ًا عىل الفر قوله ‪« :‬من حلف‬
‫بغري اهلل فقد كفر أو أرشك»‪ ،‬فكأنه متقرر عند الراوي الفر بينهام‪ ،‬وإن كان‬
‫بلفظ‪« :‬فقد كفر وأرشك»‪ ،‬فالواو تقتيض املغـــــايرة‪ ،‬ويدل عىل الفر قــول‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪120‬‬

‫مؤمن آل فرعون‪ :‬ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬


‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫(غافر‪)42 :‬‬ ‫ﭧﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭼ‬
‫أنواع الكفر األكرب‪:‬‬
‫واليهود‪ ،‬فيعرف بقلبه وال يقر بلسانه‪،‬‬ ‫‪ .1‬كفر اجلحود‪ :‬ككفر إبلي‬
‫قــــــــال تعــــاىل‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭼ‬
‫(النمل‪.)14 :‬‬
‫‪ .2‬كفر التكذيب‪ :‬قال ابـن القـيم‪ :‬فهـو اعتقـاد كـذب الرسل‪.‬أ‪.‬هــ‬
‫لقوله تعـاىل‪ :‬ﭽ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ (العنكبوت‪.)6٨ :‬‬
‫‪ .3‬كفر اإلعراض‪ :‬قــال ابن القيم‪ :‬يعرض بسمعه وقلبه عن‬
‫الرسول ال يصدقه وال يكذبه وال يواليه وال يعاديه‪ ،‬وال يصغي‬
‫إىل ما جاء به ألبتة‪.‬أ‪.‬هـ‪ ،‬قـــال تعاىل‪ :‬ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﭼ ( األحقاف‪ ،)3 :‬وقــال ‪ :‬ﭽ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮜ ﮝﮞﮟﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤﮥﮦﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﭼ (النور‪.)4٨ - 47 :‬‬
‫‪ .4‬كفر الشك والظن‪ :‬قال ابن القيم‪ :‬ال جيزم بصدقه ‪ ‬وال يكذبه‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بل يشك يف أمره‪.‬أ‪.‬هـ وهو كفر بحمجاع العلامء كام حكاه ابن‬

‫(‪ )1‬منحة احلميد يف تقري كتاب التوحيد (ص‪.)91‬‬


‫(‪ )2‬مدارج السالكني (‪.)347/1‬‬
‫‪121‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫حزم والقايض عياض؛ لقوله تعاىل‪:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬


‫ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙﭚﭛ ﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡ‬
‫ﭢﭣﭤ ﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ (الكهف‪.)37 - 35 :‬‬
‫‪ .5‬كفر االمتنرع واالستكبرر‪ :‬وعرفه ابن القيم أنه‪ :‬من عرف صد‬
‫الرسول‪ ،‬وأنه جاء باحلــــق من عند اهلل ومل ينقد له إبا ًء‬
‫واستكبار ًا‪.‬أ‪.‬هـ وهو كفر بحمجــــاع العلامء كام حكاه إسحا بن‬
‫راهـــويه وابـــــن تيميــــة؛ لقــــوله تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﭼ (البقرة‪.)34 :‬‬
‫‪ .6‬كفر البغض‪ :‬وهو كره اإلسالم‪ ،‬وهـو كفـر بحمجـاع العلـامء‪ ،‬كـام‬
‫حكاه ابن تيمية؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﭽﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫ﯭ ﯮ ﭼ (ةمد‪ ، )9 :‬وهذا يف حق كره الدين كامالً‪ ،‬أمـا مـن‬
‫كره شيئ ًا منه فقد اختلف فيه أهل العلم عىل قولني‪.‬‬
‫‪ .7‬كفر النفرق‪ :‬قال ابن القيم‪ :‬فهو أن يظهر بلسانه اإليامن‪ ،‬وينطـوي‬
‫بقلبه عىل التكذي ‪.‬أ‪.‬هـ قـال تعـاىل‪ :‬ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ (املنافقون‪.)3 :‬‬
‫‪ .٨‬كفر املواالة للكرفرين‪.‬‬
‫‪ .9‬كفر اجلهل‪ :‬قال ابن القيم‪ :‬كفر صادر عن جهل وضالل وتقليد‬
‫األسالف‪ ،‬وهو كفر أكثر األتباع والعوام‪.‬أ‪.‬هـ قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯔ‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪122‬‬

‫ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ (األنبياء‪)54 – 53 :‬‬

‫أنواع الكفر األصغر‪:‬‬


‫‪ .1‬كفر النعمة‪ :‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ (إبراهيم‪.)7 :‬‬
‫‪ .2‬إتيان الكاهن والساحر‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .3‬الطعن يف النس وغري ذلك ‪.‬‬

‫[فرئدة]‪:‬‬
‫الفــر بــني الــدعاء واالســتغاثة‪ :‬أن الــدعاء عــام يف مجيــع األحــوال أمــا‬
‫االستغاثة ففي الشدائد ‪ ،‬وكالمها يقتضيان اإلخالص هلل وحده ‪.‬‬

‫بدأ‬ ‫(‪ )1‬منحة احلميد يف تقري كتاب التوحيد (ص ‪.)519‬‬


‫بدأ‬ ‫(‪ )2‬املصدر السابق (ص ‪.)521‬‬
‫‪123‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫ا‪،‬يش‪« :‬سم حيشوك حألصغو‪ :‬فها‪ ،‬ما لات ب يلصا‪،‬ص مان حي دا ب سث حيمال‬
‫تماا يدش اااوك ًث ثي لاااش يااايس مااان جااالس حيشاااوك حألكااارب؛ ك يوياا ء يف بداااض‬
‫ء حا ث ء فا أث ثحنا‪ ،‬ذياك؛ يقا‪،‬ل‬ ‫حألع لث ثححللف بغري حاث ثا‪،‬ل‪ :‬م‬
‫حيااليب ‪« :‬سصاا‪،‬ف ماا سصاا ف علااي م حيشااوك حألصااغو» فماا علااشث فقاا ل‪:‬‬
‫«حيوياا ء» رثح حنماا ت سمحاا ث ثحيطربح اا ث ثحيليهقاا ث عاان حم اا‪ ،‬باان يلياا‬
‫حأل ص ري ‪-‬رض حا علش‪ -‬ب ال جي ث ثرثح حيطربح باا ي جيا ةث عان‬
‫حم ‪ ،‬بن يلي ث عن رحف بن ص يجث عن حيليب ‪.‬‬
‫ثا‪،‬يش ‪« :‬من لف بش ء ثأ حا فق س وك» رثح حنم ت سمح ب اال‬
‫صكيحث عن ع و بن ح‪،‬ط ب ‪‬ث ثرثح سب‪ ،‬حث ث ثحيذممي ب ال صكيحث من‬
‫يث حبن ع و‪ -‬رض حا عله ‪-‬ث عان حياليب ‪ ‬س اش اا ل‪« :‬مان لاف بغاري‬
‫حا فق كفو سث س وك» ثا‪،‬يش ‪« :‬ال تق‪،‬يا‪،‬ح‪ :‬ما ا ء حا ث ا ء فا أث ثي ان‬
‫ا‪،‬يااااااااا‪،‬ح‪ :‬م ا ا ء حا اام ا ء ف ا أ» سصوجااش سباا‪ ،‬حث ب ااال صااكيحث عاان‬
‫ميف بن حيي أ ‪ .‬ثةمح حيل‪،‬ي ال ي‪،‬جإ حيو ةث ثال ي‪،‬جإ ح‪،‬لا‪ ،‬يف حيلا رث‬
‫ثي لش يل يف ك ل حيد‪ ،‬ي حي‪،‬حجإ»‪.‬‬
‫حيشوك حألصغو‪:‬‬
‫مـن جـن‬ ‫عرفه املؤلف بأنه هو الذي ورد يف النصوص أنـه رشك ولـي‬
‫فيـه مسـاواة اهلل تعـاىل بخلقـه أو رصف يشء مـن‬ ‫الرشك األكرب‪ ،‬يعنـي لـي‬
‫العبادات لغريه‪.‬‬
‫وقال عبدالرمحن السعدي– رمحه اهلل– يف «القول السديد»‪ :‬وحـد الرشـك‬
‫األصغر هو كل وسيلة أو ذريعة يتطر منها إىل الرشك األكرب مـن اإلرادات أو‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪124‬‬

‫(‪)1‬‬
‫األقوال أو األفعال التي مل تبل رتبة العبادة ‪.‬‬
‫ومثل له املؤلف بـ «الرياء يف بعض األعامل؛ ولذا قيـده املؤلـف بقولـه (يف‬
‫بعض األعامل) أما إن كان يف أكثر األعـامل فهـذا عمـل أهـل النفـا ‪ ،‬ومثـل‬
‫الرشك األصغر قول‪ :‬ما شاء اهلل وشئت‪ ،‬وما شـاء اهلل وشـاء فـالن‪ ،‬واحللـف‬
‫بغري اهلل تعاىل‪ ،‬ونحو ذلـك‪ ،‬فهـذا كلـه مـن الرشـك األصـغر‪ ،‬وأمـا إذا انتقـل‬
‫احلالف بغري اهلل إىل التعظيم وأن املحلوف به له يشء من خصائص األلوهية أو‬
‫الربوبية فحنه ينتقل من األصغر إىل األكرب‪.‬‬
‫وقد ذكر الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬األدلة الواردة يف الرشك األصـغر‪ ،‬يف قولـه ‪‬‬
‫يف «أخوف مر أخرف عليكم الرش األصاغر»‪ ،‬فسـئل عنـه‪ ،‬فقـال‪« :‬الريـاء»‪،‬‬
‫وحديث ةمود بن لبيد ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬من حلاف بشاايء دون اهلل فقاد‬
‫أرش »‪ ،‬والشيخ حيسن حديث ةمود بن لبيد الذي رواه اإلمام أمحد‪ ،‬وحديث‬
‫ابن عمر‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ -‬أن النبـي ‪ ‬قـال‪« :‬ال تقولـوا‪ :‬مـا شـاء اهلل وشـاء‬
‫فالن‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬ما شاء اهلل ثم شاء فالن» والشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬يصحح هـذا‬
‫احلديث‪.‬‬
‫ثم علق الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬أن هذه األنواع املذكورة من الرشـك األصـغر‪:‬‬
‫ال يوجـ الــردة‪ ،‬وال يوجـ اربلــود يف النــار‪ ،‬ولكنــه ينــايف كــامل التوحيــد‬
‫الواج ‪.‬‬
‫[بنبيه]‪ :‬الرش األصغر‪ :‬هل يدخل حتـت مشـيئة اهلل يف املغفـرة مثـل‬
‫فقد اختلف العلامء‬ ‫كبائر الذنوب‪ :‬ﮋﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮊ (النساء‪)116 :‬‬

‫بدأ‬ ‫(‪ )1‬القول السديد رشح كتاب التوحيد (ص ‪.)54‬‬


‫‪125‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫يف ذلك‪ :‬مـنهم مـن قـال ال يغفـر لدخولـه حتـت مسـمى الرشـك‪ ،‬وبعضـهم‬
‫يقـــــولون‪ :‬تشــمله املشــيئة لقولــه‪ :‬ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮊ (املائـــدة‪ )72 :‬فهـــذا يف الرشك األكرب وال يدخل األصغر فيه‪.‬‬
‫الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬ذكر الرياء يف بعض األعامل‪ ،‬وللعلـامء يف هـذه املسـألة‬
‫تفصيل‪ ،‬وأنقل هنا كالم الشـيخ ابـن عثيمـني‪ -‬رمحـه اهلل‪ -‬يف تفصـيل مسـألة‬
‫الرياء من كتابه القول املفيد‪ ،‬قال‪ :‬الريـاء مـن الرشـك األصـغر؛ ألن اإلنسـان‬
‫قصد بعبادته غـري اهلل‪ ،‬وقـد يصـل إىل األكـرب‪ ،‬وقـد مثـل ابـن القـيم للرشـك‬
‫األصغر؛ فقال‪« :‬مثل يسري الرياء»‪ ،‬وهذا يدل عىل أن الرياء الكثري قد يصل إىل‬
‫األكرب‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬املقام الثاين‪ :‬يف حكم العبادة إذا خالطها الريـاء‪ ،‬وهـو عـىل ثالثـة‬
‫أوجه‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون الباعث عىل العبادة مراءاة الناس من األصـل‪ ،‬كمـن قـام‬
‫يصيل من أجـــــل مـراءاة النـاس ومل يقصـد وجـه اهلل؛ فهـذا رشك والعبـادة‬
‫باطلة‪.‬‬
‫الثرين‪ :‬أن يكون مشارك ًا للعبادة يف أثنائها‪ ،‬بمعنى أن يكـون احلامـل لـه يف‬
‫أول أمره اإلخالص هلل ثم يطرأ الرياء يف أثناء العبادة‪.‬‬
‫فحن كانت العبادة ال ينبني آخرها عىل أوهلـا؛ فأوهلـا صـحيح بكـل حـال‪،‬‬
‫والباطل آخرها‪ .‬مثال ذلك‪ :‬رجل عنده مئة ريال قد أعـدها للصـدقة فتصـد‬
‫بخمسني خملص ًا وراءى يف اربمسني الباقية؛ فاألوىل حكمها صـحيح‪ ،‬والثانيـة‬
‫باطلة‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪126‬‬

‫أما إذا كانت العبادة ينبني آخرها عىل أوهلا؛ فهي عىل حالني‪:‬‬

‫أ ‪ -‬أن يدافع الرياء وال يسكن إليه‪ ،‬بل يعـرض عنـه ويكرهـه؛ فحنـه ال‬
‫يؤثر عليه شيئا؛ لقول النبي ‪« ‬إن اهلل جتروز عن أمتي مر حدثت باه‬
‫(‪)1‬‬
‫أنفسهر مر مل بعمل أو بتكلم» ‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬رجل قام يصيل ركعتني‬
‫بالرياء‪ ،‬فصار يدافعه؛ فحن ذلـك‬ ‫خملص ًا هلل‪ ،‬ويف الركعة الثانية أح‬
‫ال يرضه وال يؤثر عىل صالته شيئا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يطمئن إىل هذا الرياء وال يدافعه؛ فحينئـذ تبطـل مجيـع العبـادة؛‬
‫ألن آخرها مبني عىل أوهلا ومرتبط به‪ .‬مثال ذلك‪ :‬رجل قـام يصـيل‬
‫ركعتني خملصا هلل‪ ،‬ويف الركعة الثانيـة طـرأ عليـه الريـاء إلحساسـه‬
‫بشخص ينظر إليه‪ ،‬فاطمأن لذلك ونزع إليه؛ فتبطـل صـالته كلهـا‬
‫الرتباط بعضها ببعض‪.‬‬
‫الثرلث‪ :‬ما يطرأ بعد انتهاء العبادة؛ فحنه ال يؤثر عليهـا شـيئا‪ ،‬اللهـم إال أن‬
‫يكون فيه عدوان؛ كاملن واألذى بالصدقة‪ ،‬فحن هذا العدوان يكون إثمه مقـاب ً‬
‫ال‬
‫ألجر الصدقة فيبطلهـا؛ لقولـه تعـاىل‪ :‬ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﭼ (البقرة‪.)264 :‬‬
‫من الرياء أن يفرح اإلنسان بعلم الناس بعبادته؛ ألن هـذا إنـام طـرأ‬ ‫ولي‬
‫(‪)2‬‬
‫بعد الفراغ من العبادة‪ .‬أ‪.‬هـ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري (باب اربطأ والنسيان يف العتا والطال ونحوه ‪ )145/3‬بلفظ «ما وسوست‬
‫بدأ‬ ‫به صدورها»‪.‬‬
‫(‪ )2‬القول املفيد رشح كتاب التوحيد (‪ .)124/2‬بدأ‬
‫‪127‬‬ ‫الدرس الرابع‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬

‫ا‪،‬يش‪ -‬رمحش حا‪« :-‬سم حيل‪،‬ي حيث يث‪ :‬ثة‪ ،‬حيشوك ح‪،‬ف ث ف ييلش ا‪،‬ل‬
‫حيليب ‪« :‬سال سصربكم ا ة‪ ،‬سص‪،‬ف علي م عل ي من حملميح حي ج ل؟ ا ي‪،‬ح‪:‬‬
‫بلإ ي را‪،‬ل حاث ا ل‪ :‬حيشوك ح‪،‬ف ث يق‪،‬ت حيوج فيصل فيزين ص تش مل‬
‫يوى من ظااااااو حيوج هللييش» رثح حنم ت سمح يف ممل ث عن سب ادي‬
‫ح‪ ،‬ري ‪.‬‬
‫ثب‪ ،‬سأ يقمم حيشوك هللىل ‪،‬عني فقط‪ :‬سكرب ثسصغوث سم حيشوك ح‪،‬ف‬
‫ف ش يد ه ث فيق يف حألكربث كشوك حملل فقني؛ أل هم خيف‪،‬أ عق ئ ةم‬
‫حيل ل ث ثيدظ ةوثأ ب نا ت ري ءث ثص‪،‬ف علإ س فمهم»‪.‬‬
‫ثي ااا‪،‬أ يف حيشاااوك حألصاااغوث ك يوياا ءث ك اا يف اا يث حم ااا‪ ،‬بااان يلياا‬
‫حأل ص ري حملدق تث ث يث سب ادي حملمك‪،‬ر‪ .‬ثحا ثي حيد‪،‬في ‪.‬‬
‫قال املؤلف رمحه اهلل يف كتابه لموع الفتاوى ما نصـه‪ :‬وهنـاك رشك يقـال‬
‫له‪ :‬الرشك اربفي ذكر بعض أهل العلم أنه قسم ثالث‪ ،‬واحتج عليه بقوله صىل‬
‫اهلل عليه وسلم يف حديث أيب سعيد اربدري‪ :‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬أال أنباككم باام‬
‫هو أخوف عليكم عندي من املسيح الدجرل؟ قارلوا‪ :‬باىل يار رساول اهلل قارل‪:‬‬
‫الرش اخلفي يقوم الرجل فيصيل فيزين صالبه ملر يارى مان نظار رجال إلياه»‬
‫خرجه اإلمام أمحد‪.‬‬
‫قس ًام ثالث ًا‪ ،‬بل هو من الرشـك األصـغر‪ ،‬وهـو قـد‬ ‫والصواب‪ :‬أن هذا لي‬
‫يكون خفيا؛ ألنه يقوم بالقلوب‪ ،‬كام يف هذا احلديث‪ ،‬وكالذي يقـرأ يرائـي‪ ،‬أو‬
‫يأمر باملعروف وينهى عن املنكر يرائي‪ ،‬أو جياهد يرائي‪ ،‬أو نحو ذلك‪.‬‬
‫وقد يكون خفي ًا من جهة احلكم الرشعي بالنسبة إىل بعض الناس كاألنواع‬
‫التي يف حديث ابن عباس السابق‪ .‬وقد يكون خفي ًا وهو من الرشك األكرب‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪128‬‬

‫كاعتقاد املنافقني‪ ..‬فحهنم يراؤون بأعامهلم الظاهرة‪ ،‬وكفرهم خفي مل يظهروه‪،‬‬


‫كام يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬
‫ﮁﮂﮃ ﮄﮅ ﮆﮇ ﮈﮉ ﮊﮋﮌ ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﭼ (النساء‪ ،)143 – 142 :‬واآليات يف كفرهم‬
‫وريائهم كثرية‪ ،‬نسأل اهلل العافية‪.‬‬
‫وبام ذكرنا يعلم أن الرشك اربفـي ال خيـرج عـن النـوعني السـابقني‪ :‬رشك‬
‫أكرب‪ ،‬ورشك أصغر‪ ،‬وإن سمي خفيا‪ .‬فالرشك يكون خفي ًا ويكون جلي ًا‪.‬‬
‫فانيل‪ :‬دعاء األموات واالستغاثة باألموات والنذر هلم‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫واربفي‪ :‬ما يكون يف قلوب املنافقني يصلون مـع النـاس‪ ،‬ويصـومون مـع‬
‫الناس‪ ،‬وهم يف الباطن كفار يعتقدون جواز عبـادة األوثـان واألصـنام‪ ،‬وهـم‬
‫عىل دين املرشكني‪ .‬فهذا هو الرشك اربفي؛ ألنه يف القلوب‪.‬‬
‫وهكذا الرشك اربفـي األصـغر‪ ،‬كالـذي يقصـد بقراءتـه ثنـاء النـاس‪ ،‬أو‬
‫بصالته أو بصدقته أو ما أشبه ذلك‪ ،‬فهذا رشك خفي‪ ،‬لكنه رشك أصغر‪.‬‬
‫فاتضح هبذا أن الرشك رشكان‪ :‬أكرب‪ ،‬وأصـغر‪ ،‬وكـل مـنهام يكـون خفيـ ًا‪:‬‬
‫كرشك املنافقني‪ ..‬وهو أكرب‪ ،‬ويكون خفي ًا أصغر كالذي يقوم يرائـي يف صـالته‬
‫أو صدقته أو دعائه هلل‪ ،‬أو دعوته إىل اهلل أو أمره باملعروف أو هنيه عن املنكـر أو‬
‫(‪)1‬‬
‫نحو ذلك ‪.‬أ‪.‬هـ‬

‫(‪ )1‬لموع فتاوى مقاالت ابن باز (‪.)46/1‬‬


‫الدرس اخلامس‬
‫اإلحســـان‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪130‬‬
‫‪131‬‬ ‫الدرس اخلامس‪ :‬اإلحسان‬

‫الدرس اخلامس‬
‫اإلحســان‬

‫ركن اإلحسان‪ ،‬وهو‪ :‬أن تعبد اهلل كأنك تراه‪ ،‬فإن مل تكن تراه فإنه يراك‪.‬‬

‫ذكد اإلسدم اإلامد‬ ‫اإلحسدل عددر‬ ‫نادل‬ ‫الشيخ يف هذا الدرس‬


‫رش طه ‪ ،‬اإلحسل عىل م انب الرامن‪ ،‬فإ الرامن ثدم م اندب‪ ،‬اىل‬
‫اإلسم ‪ ،‬امل نبة الثلنية اإلام ‪ ،‬امل نبة الثللثة اإلحسل ‪ ،‬قدر سدت كلهدل‬
‫جربامل قل ((أخربين عن اإلحسان))‪ ،‬فقدل‬ ‫يف حرامث جربامل الطوامل‪ ،‬فيه‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الابي ‪(( ‬أن تعبد اهلل كأنك تراه‪ ،‬فإن مل تكن تراه فإنه يراك ‪...‬‬
‫))‬

‫مل اإلحسل فهو إك‬ ‫امقو الشيخ ‪ -‬سمحه اهلل ‪ -‬يف ند امف اإلحسل‬
‫ندبر اهلل كأنك ن اه‪ ،‬فإ مل نكن ن اه فإنه‬ ‫الدبدددددلدة ظله ًا علطا ًل هو‬
‫ام اك‪ ،‬فمن عبددر اهلل عىل هذا االستحضلس فقر دسك م نبة اإلحسل ‪ ،‬اجتمع‬
‫له اخلري كله‪ ،‬ك قل اهلل سبحلنه ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬
‫‪ ،)128‬قل عز وجل‪ :‬ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫(الاحل‬ ‫ﰆﰇ ﭼ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ...)56‬اآلاملت ‪.‬‬ ‫(اىلع اف‬ ‫ﯢﯣﭼ‬

‫(‪ )1‬س اه مسلم (‪ ،)36/1‬عودا د (‪ ،)223/4‬الاسلئي (‪.)96/8‬‬


‫(‪ )2‬رشح اىلصو الثمثة (ص ‪.)65‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪132‬‬

‫ملذا امداي اإلحسل ؟ اإلحسل نوعان‪:‬‬


‫ندبدر‬ ‫‪ -1‬إحسل يف حق اخلللق هو عبلدنه علإلخمص املتلعدة ‪،‬‬
‫اهلل كأنك ن اه فإ مل نكن ن اه فإنه ام اك‪.‬‬
‫دري‬ ‫اهدله‬ ‫‪ -2‬إحسل إ اخللق هو عذ اخلري هلم عدلخللق املدل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫هو املقصود يف موضوعال‪.‬‬ ‫اىل‬
‫عىل م انب الرامن‪ ،‬قر ذك ه اهلل يف ري مل آامة ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫‪ ‬اإلحسددل‬
‫(البق ة‬ ‫‪ ،)90‬ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮊ‬ ‫(الاحل‬ ‫ﭽ ﭾ ﭿﮊ‬
‫ي مل جزاء‬ ‫(ال محن ‪)60‬‬ ‫ﮋﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ‬ ‫‪)195‬‬

‫اإلحسل يف الرنيل إال اإلحسل يف اآلخ ة‪.‬‬


‫‪ ‬قر د الق آ الك امم عىل مداى اإلحسل يف مواضع متدردة‪ ،‬كقوله‬
‫ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﮊ‬ ‫ندل‬
‫‪ ،)4‬قددددوله‬ ‫ﮋ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﮊ ( احلرامر‬ ‫‪ ،)186‬قولدده ندل‬ ‫(البق ة‬

‫‪.)108‬‬ ‫(الاسلء‬ ‫ﮋﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﮊ‬


‫عىل نده امد اك؟ ىل ذلدك اموجدب اخلشدية‬ ‫‪ ‬مللذا ندبر اهلل كأنك ن اه‬
‫اخلوف اهليبة التدظديم هلل ‪ ،‬الاصد يف الدبدلدة عدذ اههدر يف‬
‫حتسياهل إمتلمهل إك هلل‪.‬‬
‫‪ ‬لذلك قللوا اإلحسل امل اد عه امل اقبة حسن الطلعة‪ ،‬فإ مدن ساقدب‬
‫اهلل حسن عمله‪ ،‬هو خلق جلمع هميع عواب اخلري‪ ،‬فيه لب اإلامد‬
‫س حه‪.‬‬
‫‪133‬‬ ‫الدرس اخلامس‪ :‬اإلحسان‬

‫احلكم» يف‬ ‫[فائدة]‪ :‬قل اعن سجب‪ -‬سمحه اهلل‪ -‬يف «جلمددددع الدلو‬
‫قر ثبت يف‬ ‫قوله ‪ ‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﮊ (امونس ‪ ،)26‬قل‬
‫جه اهلل ‪ -‬عز جل‪ -‬يف‬ ‫ِ‬ ‫الز ِ‬
‫املدة عللاّظ ِ إ‬ ‫نفسري ِّ‬ ‫صحي مسلم عن الابي ‪‬‬
‫ُ‬
‫اإلحسل ِ ؛ ىل َّ اإلحسل َ هو َامد ُبرَ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫ىلهل‬ ‫مالسب هدلِه جزا ًء‬
‫ٌ‬ ‫اهاة‪ ،‬هذا‬
‫اقبة‪ ،‬كأنّه ام ا ُه عقلبِ ِه اماظ ُ إليه يف‬
‫ضوس املُ ِ‬ ‫جه احلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫املؤمن س ّعه يف الرُّ نيل عىل‬
‫ُ‬
‫حل عبلدنِ ِه‪ ،‬فكل َ جزا ُء ذلك الاَّظ َ إ اهلل عيلن ًل يف اآلخ ة‪ ،‬عكس هذا مل‬
‫زاء ال ُك َّفدددلس يف اآلخ ِة ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫خرب اهلل ندل عه عن ج ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫جدل ذلك جزا ًء حللهلم يف الرُّ نيل‪ ،‬هو ن اكُم‬ ‫َ‬ ‫ﮉ ﮊ ﭼ (املطففني ‪،)15‬‬
‫جزاؤهم‬
‫ُ‬ ‫لوِبم‪ ،‬حتّى ُح ِج َبت عن مد فتِ ِه ُم اقبته يف الرُّ نيل‪ ،‬فكل‬
‫ال َّ ا ِ عىل ُق ِ‬
‫عىل ذلك ُح ِجبوا عن ُسؤامته يف اآلخ ة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫درجات اإلحسان‪:‬‬
‫ندبر اهلل كأنك ن اه فيستحرض ق ب اهلل ‪ ‬م اقبته‪.‬‬ ‫األوىل‪:‬‬
‫الثانية‪ :‬فددإ مل نكددن ند اه فإندده امد اك هاددل نوجيدده للدبددر عم اقبددة اهلل‬
‫اطمعه عىل الرس خفى‪.‬‬
‫وبناء عليه فإن اإلحسان له مقامان‪:‬‬
‫ً‬
‫كدل مدل‬ ‫احلق مطلع عليه امد‬ ‫امستحرض‬ ‫األول‪ :‬مقل اإلخمص‬
‫امدمل‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬مقل املشلهرة فيغلب عليه مشلهرة احلق عقلبه حتدى كأنده امد اه‬
‫عدياه‪ ،‬هذا املقل عىل من املقل اىل ‪.‬‬

‫(‪ )1‬جلمع الدلو احلكم (‪.)126/1‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪134‬‬
‫الــدرس الســادس‬
‫شروط الصالة‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪136‬‬
‫‪137‬‬ ‫الدرس السادس‪ :‬شروط الصالة‬

‫الدرس السادس‬
‫شـــــروط الصـــــالة‬

‫شروط الصالة‪ ،‬وهي تسعة‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والعقل‪ ،‬والتمييز‪ ،،‬وفعزا اثز و‪ ،‬ولةالزة‬
‫النجاسة‪ ،‬وسرت العوفة‪ ،‬ودخول الوقت‪ ،‬واستقبال القبلة‪ ،‬والنية‪.‬‬

‫‪ ‬بعد انتهاء الشيخ– رمحه اهلل– من تقريرر مارا ا التيديرد ستقاريوته سمرا‬
‫يضاده من الرشك سأنياعه‪ ،‬سكذلك مراتب الردين مرن اإسرم ساإيرو‬
‫ساإداا سأركاهنا‪ ،‬انتقا إىل علم آخر سهري علرم الفقره‪ ،‬سهري اصرا‬
‫بأدكا العبادات‪ ،‬با خصص جزءا كبريا من الكتاب للكم عن الصرم‬
‫سرشسطهررا سأركاهنررا سساجبا ررا‪ ،‬سمبطم را سذلررك س سررتو درس ‪ ،‬ثررم‬
‫اليضيء الذي ال تقبا الصم إال به‪ ،‬سجعا الكم عنه س ثمثرو درس ‪،‬‬
‫سإفراده للصم بالذكر من دس بقيو أركرا اإسرم اهنرا أعظرم أركرا‬
‫اإسم بعد الشهادتني‪ ،‬سصطير تركها‪ ،‬فالقيل بكفر تاركهرا اسنرا هري‬
‫(‪)1‬‬
‫املختار عنده سهي إمجاع الصحابو ‪. ‬‬
‫قوله‪ -‬رمحه اهلل‪ « :-‬شروط الصالة »‪ :‬الرشوط ‪ :‬مجع رشط‪ ،‬سهي س اللغو‬
‫العممو‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﭼ (حممد‪.)18 :‬‬

‫(‪ )1‬س سنن الرتمذي (‪ :)14/5‬قال‪ ... :‬عن عبداهلل بن شقيق العقييل قال‪" :‬كا أصحاب حممد ‪ ‬ال‬
‫يرس شيئا من ااعول تركه كفر غري الصم "‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪138‬‬

‫ويف االصطالح‪ :‬ما يلز من عدمه العد ‪ ،‬سال يلز من سجيده سجريد‪ ،‬سال‬
‫عد لذاته‪ ،‬سمعناه‪ :‬يلز من عد الطهار عد صرحو الصرم ‪ ،‬سال يلرز‬
‫من سجيد الطهار سجيد الصم ‪ ،‬لكن عدمه مبطا هلا‪.‬‬
‫واملراد بشروط الصالة‪ :‬رشسط صحتها سقبيهلا‪ ،‬سقد أمجعر اامرو عرن أ‬
‫(‪)1‬‬
‫للصم رشسطا ال تصح إال هبا‪ ،‬سهي التي تتقدمها ‪ .‬سهذا س اجلملو عن مرا‬
‫سيأيت إيضاده ‪ -‬إ شاء اهلل تعاىل‪ -‬س الكم عن الرشسط‪.‬‬
‫الشرط األول‪ :‬اإلسزززالم‪:‬‬
‫سضرده الكفر‪ ،‬سالكررافر عمله مردسد‪ ،‬سلي عما أي عما‪ ،‬لقيله تعاىل‪:‬‬
‫‪ ،)23 :‬سقيله تعاىل‪:‬‬ ‫‪(           ‬الفرقا‬

‫‪             ‬‬

‫‪(       ‬التيبو‪ ،)17:‬فالصم سالزكا سالصي‬
‫ال يقبا أي سادد منها إال برشط اإسم ‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬العقل‪:‬‬


‫سضده اجلني ‪ ،‬ساملجني مرفيع عنه القلم دتى ُيفيق‪ ،‬لقيله ‪« :‬رفع‬
‫القلم عن ثالثة‪ :‬النائم حتى يستيقظ‪ ،‬واملجنون حتى ُيفيق‪ ،‬والصغري حتى‬
‫(‪)2‬‬
‫يبلغ» ‪ .‬فاملجني لي صن م تصح صمته لعد سجيد العقا‪ ،‬سيلحق بذلك‬

‫(‪ )1‬داشيو الرسض (‪ ،)460/1‬اإفصاح (‪ ،)75/1‬رمحو اامو (‪.)74‬‬


‫(‪ )2‬رساه أمحد (‪ ،)254/2‬سأبي داسد (‪ ،)243/4‬سالرتمذي (‪ ،)32/4‬سالناا ي (‪،)141/8‬‬
‫سصححه االباين س اإرساء (‪.)4/2‬‬
‫‪139‬‬ ‫الدرس السادس‪ :‬شروط الصالة‬

‫الاكرا ‪ ،‬فم تصح منه الصم دال سكره لغياب عقله بالاكر‪ ،‬لقيله تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮ ﭼ (النااء‪ ،)43 :‬قال شيخ اإسم ابن تيميو ‪ -‬رمحه اهلل‪« :-‬صم‬
‫الاكرا الذي ال يعلم ما يقيل‪ ،‬ال جتيز باتفاق‪ ،‬با ال جييز أ يمكن‬
‫(‪)1‬‬
‫من دخيل املاجد»أ‪.‬هر ‪ ،‬سجيب عليه قضاؤها‪ ،‬قال امليفق‪ -‬رمحه‬
‫(‪)2‬‬
‫اهلل‪ :-‬ال نعلم فيه خمفا ‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬التميي‪:،‬‬


‫سضده الصغر‪ ،‬سدد التمييز سبع سنني س الغالب‪ ،‬سإال متى فهم الصرغري‬
‫اصطاب سرد اجلياب فهي مميز‪ ،‬فالصغري الذي م يميز لري صرن‪ ،‬ال تصرح منره‬
‫صمته لفقد رشطها سهي النيو‪ ،‬فرالتمييز‪ :‬رشط لصرحو الصرم مرن الصربي‪،‬‬
‫لقيله ‪« :‬مروا أوالدكم بالصالة وهم أبناا بابع بانو‪ ،‬وارضباوهم عليااا‬
‫(‪)3‬‬
‫لعرشا‪ ،‬وفرقااوا بياانام يف امل ااا ع» ‪ ،‬فيجرريد التمييررز رشط للصررم إذ برره‬
‫ينررريي ستصح العباد ‪.‬‬
‫‪ ‬الرشوط الثالثة األوىل‪ ،‬سهي (اإسم سالعقرا سالتمييرز) رشسط لصرحو‬
‫كا العبادات‪ ،‬إال الزكا فإهنا جتب س مال الصرغري ساملجنري عرن القريل‬
‫الراجح ‪ ،‬سكذلك احلج يصح من الصغري غرري املميرز ‪ ،‬سمرا سرياما مرن‬
‫العبادات البد فيها من الرشسط الثمثو ‪.‬‬

‫(‪ )1‬جمميع الفتاسى (‪.)6/22‬‬


‫(‪ )2‬املغني (‪.)291/1‬‬
‫(‪ )3‬رساه أمحد (‪ ،)56/24‬سأبي داسد (‪ ،)133/1‬سصححه االباين س اإرساء (‪.)266/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪140‬‬

‫الشرط الرابا‪ :‬فعا اث و أو الطهافة من اث و‪:‬‬


‫حلدح ث بالفتحتني‪ :‬هي اليصف القرا م بالبرد ‪ ،‬املرانع مرن فعرا الصرم‬
‫ا ح‬
‫سنحيهرا‪ ،‬سهري احلالرو املناقضرو للطهررار رشعرا‪ ،‬ساملرراد باحلردث‪ :‬نررياق‬
‫اليضيء املعرسفو‪.‬‬
‫ساحلدث ددثا ‪ ،‬أصغر سأكرب‪ ،‬فاحلدث ااصغر‪ :‬مثرا البريل‪ ،‬سالغرا ‪،‬‬
‫اليضيء‬ ‫سالريح‪ ،‬سأكا حلم اجلزسر‪ ،‬سسيأيت الكم ‪ -‬إ شاء اهلل‪ -‬عن نياق‬
‫ماتقا‪ ،‬فهذه اادداث تيجب اليضريء فقر ‪ ،‬سبره يرتفرع احلردث‬ ‫س در‬
‫ااصغر‪.‬‬
‫‪ -‬فهذا ال بد فيه من‬ ‫ساحلي‬ ‫سأما احلدث ااكرب‪- :‬مثا اجلنابو سالنفا‬
‫الطهرررار الكربى سهي الغاررررررا‪ ،‬سبه يرتفع احلدث ااكرب‪ ،‬سدليا‬
‫‪       ‬‬ ‫رفعهو‪ -‬احلدثا ‪ -‬قيله تعاىل‪:‬‬
‫‪        ‬‬

‫اآليو عن أ احلدث‬ ‫‪(       ‬املا د ‪ ،)6:‬فدل‬


‫ااصغر يرتفع باليضيء املعرب عنه س اآليو بصفته‪ ،‬سأ احلدث ااكرب يرتفع‬
‫بالغاا املعرب عنه س اآليو بقيله ‪ ،   ‬كو بينته الانو س دديث‬
‫(‪)1‬‬
‫عا شو سميمينو – ريض اهلل عنهو‪ -‬املخرجا س الصحيحني ‪.‬‬

‫(‪ )1‬دديث عا شو ريض اهلل عنها قال ‪« :‬كان النبي ‪ ‬إذا اغتسل من اجلنابة غسل يديه‪ ،‬ثم توضأ‬
‫وضو ه للصالة‪ ،‬ثم اغتسل‪ ،‬ثم خيلل بيديه شعره‪ ،‬حتى إذا ظن أنه قد أروى برشته‪ ،‬أفاض عليه‬
‫املا ثالث مرات‪ ،‬ثم غسل بائر سده» أخرجه البخاري (‪ ،)59/1‬سمالم (‪.)253/1‬‬
‫سدديث ميمينو ريض اهلل عنها قال ‪« :‬وضعت لربول اهلل ‪ ‬وضو اجلنابة‪ ،‬فأكفأ بيمينه عىل‬
‫يساره مرتو– أو ثالثا‪ -‬ثم غسل فر ه‪ ،‬ثم رضب يده باألرض‪ ،‬أو احلائط مرتو– أو ثالثا‪ -‬ثم‬
‫مت مض وابتنشق‪ ،‬وغسل و اه وذراعيه‪ ،‬ثم أفاض عىل رأبه املا ‪ ،‬ثم غسل سده‪ ،‬ثم تنحى‪،‬‬
‫ٍ‬
‫بخرقة فلم يردها‪ ،‬فجعل ينفض املا بيده» رساه البخاري (‪ ،)63/1‬سمالم‬ ‫فغسل ر ليه‪ ،‬فأتيته‬
‫(‪.)254/1‬‬
‫‪141‬‬ ‫الدرس السادس‪ :‬شروط الصالة‬

‫فاحلدث ااصغر مانع من صحو الصرم دترى يرتفرع باليضريء حلرديث‬


‫عباد بن الصام ‪ ‬أ النبي ‪ ‬قال‪« :‬ال يقبل اهلل صالة أحادكم إذا أحادث‬
‫(‪)1‬‬
‫حتى يتوضأ» ‪ ،‬سدديث ابن عمر ‪ ‬أ النبي ‪ ‬قال «ال يقبل اهلل صاااااالة‬
‫(‪)2‬‬
‫بغري طاور وال صدقة من غلول» ‪.‬‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫رفع اادداث ال يكي إال باستعول املاء س دق الياجد لره سالقرادر عرن‬
‫(‪)3‬‬
‫استعوله‪ ،‬فإ عد املاء أس عجز عن استعوله انتقا إىل التيمم‪ ،‬هذا باإمجاع ‪.‬‬

‫الشرط اخلامس‪ :‬لةالة النجاسة‪:‬‬


‫أس أعيا ماتخبثو‬ ‫النجاسو لغو‪ :‬ضد الطهار ‪ ،‬ساصطمدا‪ :‬قذر خمصي‬
‫يمنع جناه من الصم مثا‪ :‬امليتو سالد سالبيل سالغا ‪.‬‬
‫والطاارة من النجابة تكون يف ثالثة أشيا ‪ :‬الثوب والبقعة والبدن‪:‬‬
‫‪ -1‬دليا الطهار س الثيب‪ :‬قيل اهلل ‪ ‬ﭽ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ ‪ ،‬سما جاء‬
‫أ النبي ‪« ‬بئل عن دم احليض يصاي الثاوب‬ ‫س أداديث احلي‬
‫(‪)4‬‬
‫فأمر أن حتته ثم تقرصه باملا ثم تن حه ثم تصيل فيه» ‪ ،‬وحادي أم‬
‫قيس‪ -‬ريض اهلل عناا‪ -‬أن الربول ‪ُ « ‬أيت إليه بصبي مل يأكل الطعام‬

‫(‪ )1‬رساه البخاري‪( :‬باب س الصم ‪ ،)47/1‬سمالم‪( :‬باب سجيب الطهار للصم ‪.)204/1‬‬
‫(‪ )2‬رساه مالم‪( :‬باب سجيب الطهار للصم ‪.)204/1‬‬
‫‪.)52‬‬ ‫(‪ )3‬رمحو اامو (‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخراري‪( :‬براب غارا الرد ‪ ،)108/1‬سمارلم‪( :‬براب نجاسرو الرد سكيفيرو غارله‬
‫‪.)240/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪142‬‬

‫(‪)1‬‬
‫فبال يف حجره‪ ،‬فن ح ثوبه ومل يغسله» ‪.‬‬
‫‪ -2‬دليا الطهار س البد ‪ :‬حأم ُر النبي ‪ ‬بغاا الذكر ساانثيني من املذي‬
‫(‪)2‬‬
‫س الررجلني‬ ‫س دديث عيل بن أيب طالب ‪ ، ‬سدديث ابن عبا‬
‫(‪)3‬‬
‫الذين يعذبا ‪ ،‬سأددما «ال يستنزه من بوله» ‪.‬‬
‫‪ -3‬دليا الطهار س املكا ‪ :‬قيل اهلل تعاىل‪ :‬ﮋ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﮊ (البقر ‪ ،)125 :‬سدديث ااعرايب‬
‫الذي بال س طا فررو املاررجد فأمر النبي ‪ ‬بذنيب من مررراء‬
‫(‪)4‬‬
‫فأهريق عليه ‪.‬‬

‫الشرط السادس‪ :‬سرت العوفة‪:‬‬


‫سالعير س اللغو اليشء املاتقبح‪ ،‬سما يايء اإناا إخراجه سالنظر إليه‪.‬‬
‫قال ابن عبد الرب س االستذكار‪ :‬استدل من جعا سرت العير من فرا‬
‫الصم ‪ ،‬باإمجاع عن فااد من ترك ثيبه سهي قادر عن االستتار به‪ ،‬سصن‬
‫عريانا‪ ،‬سقال أيضا‪ :‬سأمجع العلوء عن أ سرت العير فرض ساجب باجلملو‬

‫(‪ )1‬رساه البخاري‪( :‬باب بيل الصبيا ‪ ،)233/1‬سمالم‪( :‬باب دكم بيل الطفرا الرضريع سكيفيره‬
‫غاله ‪.)237/1‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪( :‬باب غاا املذي ساليضيء منه ‪ ،)123/1‬سمالم‪( :‬باب املذي ‪.)247/1‬‬
‫(‪ )3‬رساه البخاري‪( :‬باب من الكبا ر أ ال يارترت مرن بيلره ‪ ،)120/1‬سمارلم‪( :‬براب الردليا عرن‬
‫نجاسو البيل سسجيب االسترباء منه ‪.)240/1‬‬
‫(‪ )4‬رساه البخاري‪( :‬باب هيريق املاء عن البيل ‪ ،)122/1‬سمالم‪( :‬باب سجيب غاا البيل سغريه‬
‫من النجاسات ‪.)236/1‬‬
‫‪143‬‬ ‫الدرس السادس‪ :‬شروط الصالة‬

‫عن اآلدميني‪ ،‬سأنه ال جييز ادد أ يصيل عريانا سهي قادر عن ما يارت به‬
‫عيرته من الثياب‪ ،‬سإ م يارت عيرته‪ ،‬سكا قادرا عن سرتها م جتزه‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2()1‬‬
‫‪ ،‬سأيضا دكى اإمجاع شيخ اإسم ابن تيميو – رمحه اهلل–‬ ‫صمته‬
‫سذلك لقيله تعاىل‪         :‬‬
‫(ااعراف‪ ،)31:‬قال ابن عبدالرب‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬عن الزينو س اآليو‪ :‬هي الثياب‬
‫الااتر للعير ‪ ،‬ا اآليو نزل من أجا الذين يطيفي بالبي عرا ‪ ،‬سهذا ال‬
‫(‪)4‬‬
‫خمف فيه بني العلوء ‪.‬‬
‫سعير الرجا‪ :‬من الرس إىل الركبو‪ ،‬فقد سرد س دديث جابر ‪ ‬س‬
‫الصم بالثيب اليادد‪ ،‬فقد قال عليه الصم سالام ‪« :‬فإن كان وابعا‬
‫(‪)5‬‬
‫فالتحف به‪ ،‬وإن كان ضيقا فاتزر به» ‪ ،‬سيرررى الشريخ عبدالعررررزيز بن‬
‫باز– رمحه اهلل– أ سرت العاتقني أس أددما ساجب مع القدر ‪ ،‬حلديث أيب‬
‫(‪)6‬‬
‫هرير ‪« ‬ال يصيل أحدكم يف الثوب الواحد ليس عىل عاتقيه منه يش » ‪.‬‬
‫ساملرأ كلها عير إال سجهها س الصم ‪ ،‬لقيله ‪« ‬ال يقبل اهلل صالة‬

‫(‪ )1‬االستذكار (‪.)197-196/1‬‬


‫(‪ )2‬تنبيه‪ :‬يرد س كتب الفقه النقا عن ابن عبد الرب هذه املقيلو‪ :‬أمجع أها العلم عن فااد صم من‬
‫صن عريانا سهي يقدر‪ .‬أ‪.‬هر‪ ،‬سهذا النقا صحيح املعنى‪ ،‬غري أنه منقيل بالترصف‪ ،‬سنص العبار‬
‫كو أثبتناه من كتابه االستذكار‪ -‬رمحه اهلل‪.-‬‬
‫(‪ )3‬رشح العمد (‪.)259/2‬‬
‫(‪ )4‬االستذكار (‪.)196/2‬‬
‫(‪ )5‬رساه البخاري‪( :‬باب إذا كا الثيب ضيقا ‪.)183/1‬‬
‫(‪ )6‬رساه البخاري‪( :‬باب إذا صن س الثيب اليادد فيجعا عن عاتقيه ‪ ،)182/1‬سمالم‪( :‬باب‬
‫الصم س ثيب سادد سصفه لباه ‪.)368/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪144‬‬

‫(‪)1‬‬
‫حائض إال بخامر» ‪ ،‬سأما إخراج الكفني سالقدمني بالنابو للمرأ س الصم‬
‫ففيه خمف سشيخ اإسم سابن عثيمني يريا أنه ال دليا عن أهنو عير سال‬
‫جيب سرتما‪ ،‬سالشيخ ابن باز يرى سرتما ادتياطا سخرسجا من اصمف‪ ،‬سإ‬
‫ م تفعا صح الصم ‪.‬‬
‫ثم يشرتط س الثيب الذي يارت العير ‪ :‬أال يصف البرش ‪ ،‬سأ يكي‬
‫طاهرا‪.‬‬

‫الشرط السابا‪ :‬دخول الوقت‪:‬‬


‫‪        ‬‬ ‫لقررريله تعررررراىل‪:‬‬
‫‪ ‬‬ ‫حمدد‪ ،‬سقيلرررره تعاىل‪:‬‬ ‫(النااء‪ ،)103 :‬أي فرضا مرررؤقتا بيقرررررر‬
‫‪           ‬‬

‫‪ ،)78‬ففي اآليررررررو إشررررررار إىل ااسقات‬ ‫‪(   ‬اإرساء‪:‬‬

‫اصماررررررو‪ ،‬فدلرررررريك الشمس زساهلا عن كبررررررد الاوء عن التحقيق‬


‫إىل صرررم الظهر سالعرص‪ ،‬سغارررق الليا‪ :‬أي بدايو ظلمو الليا‪ ،‬سقيا‬
‫غرسب الشمس‪ ،‬سأشار إىل املغرب سالعشاء‪ ،‬سقرءا الفجر‪ :‬يعني صم‬
‫الفجر‪.‬‬
‫سقد دددها النبي ‪ ‬س دديث جربيا ‪ ‬أنه أ النبي ‪ ‬س أسل اليق‬

‫(‪ )1‬رساه أمحد (‪ ،)87/42‬س أبي داسد‪( :‬باب املرأ تصيل بغري مخار ‪ ،)244/1‬سابن دبا س صحيحه‬
‫(‪ ،)612/4‬سابن خزيمو (‪ ،)22/2‬سصححه االباين س اإرساء (‪.)295/1‬‬
‫‪145‬‬ ‫الدرس السادس‪ :‬شروط الصالة‬
‫(‪)1‬‬
‫سس آخره‪ ،‬سقال‪« :‬يا حممد الصالة بو هذين الوقتو» ‪.‬‬
‫فم جييز الصم قبا اليق ‪ ،‬سال جييز الصم بعد اليقر إال مرن عرذر‪،‬‬
‫كاجلمع للافر ساملطر ساصيف ساملرض‪ ،‬سمن نا عن صم أس ناريها صرمها‬
‫إذا ذكرها ال كفار هلا إال ذلك‪.‬‬
‫وأوقات الصلوات بإجياة‪:‬‬
‫الفجر ‪ :‬من طليع الفجر الثاين سهي البياض املعرتض باملرشق‪ ،‬ال ظلمرو‬
‫بعده‪ ،‬إىل طليع الشمس‪ ،‬ستعجيلها أفضا مطلقا‪.‬‬
‫ء مثلره‪ ،‬ستعجيلهرا‬ ‫الظار ‪ :‬من زسال الشمس إىل أ يصري ظرا كرا‬
‫أفضا إال س شد احلر‪ ،‬فياتحب تأخريهرا إىل أ ينكرسر احلرر‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حلديث «أبردوا بالظار‪ ،‬فإن شدة احلر من فيح انم» ‪.‬‬
‫العرص‪ :‬من خرسج سق الظهر‪ ،‬إىل أ تصرفر الشرمس أس إىل أ يصرري‬
‫ء مثليه‪ ،‬ثرم يردخا سقر الرضرسر ‪ ،‬سهري منره إىل‬ ‫ظا كا‬
‫غرسب الشمس‪.‬‬
‫املغرب ‪ :‬من غرسب الشمس إىل غرسب الشفق اامحر‪ ،‬سالانو تعجيلها‪.‬‬
‫العشا ‪ :‬من غرسب الشفق اامحر‪ ،‬إىل نصرف الليرا ااسسر ‪ ،‬سسقر‬
‫الرضسر إىل طليع الفجر‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ ،)202/5‬سالرتمذي (‪ ،)278/1‬سأبي داسد (‪ ،)150/1‬سابن دبا (‪،)362/4‬‬


‫سابن خزيمو (‪ ،)168/1‬س صحيحهو‪ ،‬سصححه االباين س املشكا (‪.)128/1‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري (‪ )113/1‬من دديث أيب سعيد اصدري ‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪146‬‬

‫الشرط الثامن‪ :‬استقبال القبلة‪:‬‬


‫‪         ‬‬ ‫لقرريلرره تعاىل‪:‬‬
‫‪           ‬‬

‫‪(   ‬البقر ‪ ،)144 :‬سقيله ‪ ‬س دديث امليسء صمته‪« :‬إذا قمت‬
‫(‪)1‬‬
‫إىل الصالة فأببغ الوضو ثم ابتقبل القبلة فكرب» ‪.‬‬
‫فإذا كا ال يعلم جهو القبلو سال عممو ياتدل هبرا‪ ،‬كمحاريرب املاراجد‪،‬‬
‫اجتهد سسأل من يعرفها دتى هيتدي هلا‪ ،‬سإذا م يكن عنده من ياأله فإنه جيتهد‬
‫سيصيل ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ (البقر ‪ ،)115 :‬فإ كا س البلرد ستبرني أنره‬
‫صن لغري القبلو لزمه إعاد الصم ‪ ،‬ا البلدا ليا حمم لمجتهاد إذا تبرني‬
‫خطؤه‪ ،‬بخمف الرباري‪ ،‬فإنه جيتهد سيصيل سال تلزمه اإعاد إذا تبني له خطرأ‬
‫اجتهاده‪.‬‬
‫سمن متكن من رؤيو الكعبو سجرب عليره اسرتقبال عينهرا‪ ،‬فرإ درال بينره‬
‫سبينها دا ا أس كا بعيدا عنها استقبا جهتهرا‪ ،‬سال يرضر االنحرراف اليارري‪،‬‬
‫حلرديث أيب هريرر ‪ ‬قررال‪ :‬قرال رسريل اهلل ‪« :‬مااا باو املرشامل واملغاارب‬
‫(‪)2‬‬
‫قبلة» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رساه البخاري‪( :‬باب من رد فقال عليك الام ‪ ،)114/1‬سمالم‪( :‬باب سجيب قراء الفاحتو‬
‫س كا ركعو ‪.)298/1‬‬
‫(‪ )2‬رساه الرتمذي‪( :‬باب ما جاء أ ما بني املرشق ساملغرب قبلو ‪ ،)448/1‬سالدار قطني س سننه‬
‫(‪ ،)271/1‬سابن ماجه(‪ ،)141/2‬سصححه االباين س اإرساء (‪.)324/1‬‬
‫‪147‬‬ ‫الدرس السادس‪ :‬شروط الصالة‬

‫الشرط التاسا‪ :‬النيزة‪:‬‬


‫ومعنى النية‪ :‬العز عن فعا العباد تقربا هلل تعاىل‪ ،‬سحملهرا القلرب سهري‬
‫رشط س كا عباد حلديث عمر بن اصطاب ‪ ‬قال سرمع النبري ‪ ‬يقريل‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫«إنام األعامل بالنيات وإنام لكل أمرء ما نوى» ‪ ،‬فيجب أ ينيي عني صرم‬
‫معينو فرضا كالظهر سالعرص‪ ،‬كي يميز بيرنهو‪ ،‬أس كانر العبراد نفرم كراليتر‬
‫سالانو الراتبو سنحيما‪ ،‬فم تشرتط نيو الفرض بأ ينيهيا فرضرا‪ ،‬فيكفري نيرو‬
‫الظهر مثم ملن أراد صم الظهر سهكذا‪.‬‬
‫وتنقسم النية إىل قسمو‪:‬‬
‫‪ -1‬نيو املعميل له‪ :‬بحيث تكي إرادته ابتغاء سجه اهلل ‪. ‬‬
‫سالنيافا‪ ،‬سبني أنياع‬ ‫‪ -2‬نيو العما‪ :‬فالنيو س الصم تفرق بني الفرا‬
‫الفريضو سأنياع النافلو‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬سالتلفظ بالنيو بدعو حمدثو س الدين‪.‬‬
‫ساهلل تعاىل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬رساه البخاري‪( :‬باب كيف كا بدء اليدي إىل رسيل ‪ ،)6/1 ‬سمالم‪( :‬باب قيله ‪ ‬إنو‬
‫ااعول بالنيات ‪.)1515/3‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪148‬‬
‫الدرس السابع‬
‫أركـــــان الصـــالة‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪150‬‬
‫‪151‬‬ ‫الدرس السابع‪ :‬أركان الصالة‬

‫الدرس الســــــابع‬
‫أركان الصـالة‬

‫أركان الصالة‪ ،‬وهي أربعة عشر‪:‬القياا عاا القا‪،‬رة‪ ،‬وريةااإلة ام‪،‬ارا ‪ ،‬و ارا ة‬
‫الفاحتااة‪ ،‬والركااوا‪ ،‬وااع اا‪،‬اا بعاا‪ ،‬الركااوا‪ ،‬والألاااو عسااة ا ع ااا الألاااعة‪،‬‬
‫والرفا عنه‪ ،‬واجلسألة بني الألا‪،‬ريني‪ ،‬والطمأنينة يف مجيا ا فعاا‪ ،‬والرترييب باني‬
‫ا ركان‪ ،‬وال شه‪ ،‬ا خإل‪ ،‬واجلسوس له‪ ،‬والصالة عسة النيب ‪ ،‬وال ألسيم ان‪.‬‬

‫الركن يف اللغة‪ :‬جانب ليشءبا لوىب ال ليشب ي و وب ي مو ببه و ب ل‬


‫مسميت أركان ليشصالة يشك‪ :‬تشبيه ًا هلا أركان ليشبيت ليش ي و و ي و هبا‪.‬‬
‫ويف االصطالح‪ :‬ه جزا لملاهيةل مليشركن و سوط و سه ًل مو عمد ًلل مو‬
‫جهالًل ل تبطل ليشركعة ليشبي سوط منها ليشركنل فإن كان سه ًل ىامت ليشبي تليهبا‬
‫موامهال ميشزم سج د ليشسه ل م ن كان ترك يشب عمبد ًل طلبت ليشصبالة ميشزمب‬
‫عادهتا‪.‬‬

‫الركن ا وا‪ :‬القيا عا الق‪،‬رة‪:‬‬


‫مه ل يف ليشفرضل يشو يش تعاىل‪(      :‬ليشبوبرة‪)238 :‬ل ميشو يشب‬
‫‪ ‬يشعمرلن ن حصني ‪ ‬حينام لشبكى من ليشب لسري‪« :‬صل قائ ًام فإن مل تستطط‬
‫(‪)1‬‬
‫فقاعد ًا‪ ،‬فإن مل تسطط فعىل جنب» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب ذل مل طق ىاعد ًل صىل عىل جن ‪.)506/1‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪152‬‬

‫أما ليشنفل فإن جي ز أن صليها ىاعد ًل مع ليشودرةل ىال لملجد ل ن تيمية‪ -‬رمح‬
‫(‪)1‬‬
‫لهلل‪ -‬يف لملنبوى‪ :‬اب ج لز ليشبنفل جايشس ًا‪.‬أ‪.‬هبب ل مذكبر حبد ث عمبرلن بن‬
‫حصني ‪ ‬أن سأل ليشنبي ‪ ‬عن صالة ليشرجل ىاعد ًلل فوال‪« :‬إن صىل قائ ًام فهو‬
‫(‪)2‬‬
‫أفضل‪ ،‬ومن صىل قاعد ًا فله نصف أجر القائم» أخرجب لامامعبة و مسبل ًام ل‬
‫فدل عىل ج لز صالة ليشنافلة ىاعد ًل مع ليشودرةل يشكن أجرها عىل ليشنصب‪،‬ل ففبي‬
‫حد ث عبدلهلل ن عمر ‪ ‬ىال‪ُ :‬حدثت أن رس ل لهلل ‪ ‬ىال‪« :‬صتال الرجتل‬
‫(‪)3‬‬
‫قاعد ًا عىل نصف الصال » ‪.‬‬

‫الركن الثاني‪ :‬ريةاإلة ام‪،‬را ‪:‬‬


‫مليشببديشيل حببد ث ع ب ‪ ‬أن ليشنبببي ‪ ‬ىببال «مفطتتاح الصتتال الطهتتو ‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وحتريمها الطكبري وحتليلهتا الطستليم» ل محبد ث لمليسبا صبالت «إذا قمت‬
‫(‪)5‬‬
‫للصال فكرب» ‪.‬‬
‫مصفبها «لهلل أكرب» فال جيزئ غريهال حلد ث أيب محيد أن ليشنبي ‪ ‬كبان ذل‬
‫(‪)6‬‬
‫ىاي ىل ليشصالة «اعطدل قائ ًام و ف يديه ثم قال‪ :‬اهلل أكرب» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬منبوى لوخبار يشلمجد ل ن تيمية (‪.)414/1‬‬


‫(‪ )2‬رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب صالة ليشواعد ‪.)47/2‬‬
‫رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب صالة ليشواعد ‪)96/1‬ل ممسله‪ ( :‬اب ج لز ليشنافلة ىائ ًام ىاعد ًل ‪.)507/1‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رمله أمحد (‪)292/2‬ل مليشرتم ي (‪)3/2‬ل مل ن ماجة (‪)101/1‬ل مصحح لويشببا يف لملشبكاة‬ ‫(‪)4‬‬
‫(‪.)67/1‬‬
‫رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب مج ب ليشورلاة يشإلماي ململأم ي ‪)314/1‬ل ممسبله‪ ( :‬باب مجب ب ىبرلاة‬ ‫(‪)5‬‬
‫ليشفاحتة ‪.)298/1‬‬
‫رمله أمحد (‪)7/39‬ل مليشرتم ي (‪)105/2‬ل مل بن ماجبة (‪)280/1‬ل مل بن خز مبة (‪)297/1‬ل‬ ‫(‪)6‬‬
‫مصحح لويشبا يف لإلرملا (‪.)13/2‬‬
‫‪153‬‬ ‫الدرس السابع‪ :‬أركان الصالة‬

‫رينايه‪ :‬مو د من لإلتيان بكبرية لإلحرلي ململص معبدل ايشوياي‪.‬‬


‫فائا‪،‬ة‪ :‬يف كل صالة ر اعيبة لثنببان معنبمن تكببريةل ميف ليشةالثيبة سببع‬
‫عنة تكبريةل ميف ليشةنائية حدا عنة تكبرية‪.‬‬

‫الركن الثالث‪ :‬را ة الفاحتة‪:‬‬


‫ىرلاة ليشفاحتة يف كل ركعة ركن يف حق لإلماي ململنفبردل حلبد ث عببادة بن‬
‫(‪)1‬‬
‫ليشصامت ‪ ‬ىال‪ :‬ىال رس ل لهلل ‪« :‬ال صال ملن مل يقرأ بفاحتتة الكطتا » ل‬
‫أما لملسب ق فإذل أدرك ليشرك ع سوط عن ىرلاة ليشفاحتبة حلبد ث أيب هر برة ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫«من أد ك كعة من الصال فقد أد ك الصال » ‪.‬‬
‫ممج ب ىرلاة ليشفاحتة عىل لملأم ي ه لخبيار ليششيخ رمح لهلل حلد ث عبادة‬
‫(‪)3‬‬
‫ن ليشصامت ‪ ‬ليشسا ق ‪.‬‬

‫الركن الرابا‪ :‬الركوا‪:‬‬


‫يشو يش تعاىل‪(        :‬لحلج‪)77 :‬ل‬

‫(‪ )1‬رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب هل لبفت ومر نزل أم را شيئ ًا م صاى ًا يف ليشوبلبة ‪)346/1‬ل ممسبله‪:‬‬
‫( اب مج ب ىرلاة ليشفاحتة يف كل ركعة ‪.)295/1‬‬
‫(‪ )2‬رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب من أدرك ركعة من ليشصالة ‪)248/1‬ل ممسله‪ ( :‬اب مبن أدرك ركعبة مبن‬
‫ليشصالة فود أدرك ليشصالة ‪.)423/1‬‬
‫(‪ )3‬فباما ن ر عىل ليشدرب (‪ )72/8‬ىال ليششيخ‪ :‬ملخبل‪ ،‬ليشعلاما يف مج هبا عىل لملأم ي عبىل أىب لل‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أهنا جت عىل لملأم ي مطلوا يف ليشرسب ملامهبر‪ .‬مليشةبا ‪ :‬أهنبا جتب عليب يف ليشرسب ةل و يف‬
‫لامهر ة‪ .‬ملورجح أهنا ملجبة علي يف ليشرس ملامهر؛ يشعم ي لوحاد ث ليشدليشة عىل ذيشك‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪154‬‬

‫(‪)1‬‬
‫مى يش ‪ ‬يشلميسا صالت ‪« :‬ثم ا ك حطى تطمئن اكع ًا» ‪.‬‬
‫بدله ركببيب ل يف‬ ‫محد ليشرك ع من ليشوائه‪ :‬لونحناا حيث مكبن أن سب‬
‫حق معبدل لخللوة و ط ل ليشيد ن مو ىصريمهال مىدره من غريمها –كموط ع‬
‫ليشيد ن أم لملشل ل أم لمل ثوة د منح ه من لمل لنع‪ -‬ممن ىاعد موا لبة مجهب‬
‫ما ىدلي ركببي مبن لورضل أدنبى موا لبةل م يبع د ب عبىل ركبيبب مفرجبة‬
‫ميشكن بني ذيشبك مذيشبك حلبد ث أيب‬ ‫لوصا عل مو شخص رأس مو ص‬
‫مسع د عوبة ن عمرم أن ركع فجاىف ني د ل ممضع د عىل ركببي ل مفرج‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ...‬ل مكب ل‬ ‫ني أصا ع من مرلا ركببي ل مىال‪ :‬هك ل رأ ت ليشنببي ‪ ‬صب‬
‫أهته‬ ‫حد ث عائشة ‪ ‬ىايشت‪ :‬كان رس ل لهلل ‪« ‬وكان إذا ك مل يشتص‬
‫(‪)3‬‬
‫ومل يصوبه ولكن بني ذلك» ‪.‬‬

‫الركن اخلاعس‪ :‬ااع ‪،‬اا بع‪ ،‬الركوا‪:‬‬


‫(‪)4‬‬
‫مديشيل حد ث لمليسا صالت «ثم ا ف حطى تعطدل قائ ًام» ‪.‬‬
‫الركن الألا س‪ :‬الألاو عسة ا ع ا الألاعة‪:‬‬
‫يشو يش تعاىل‪(        :‬لحلج‪)77 :‬ل‬
‫(‪)5‬‬
‫مى يش ‪ ‬يشلميسا صالت ‪« :‬ثم اهجد حطى تطمئن هاجد ًا» ل محبد ث ل بن‬

‫(‪ )1‬سبق خترجي (ص ‪.)152‬‬


‫(‪ )2‬أخرج أمحد (‪)311/28‬ل مأ دلمد (‪.)266/1‬‬
‫(‪ )3‬رمله مسله‪ ( :‬اب ما جيمع صفة ليشصالة مما فبح ‪.)357/1‬‬
‫(‪ )4‬سبق خترجي (ص ‪.)152‬‬
‫(‪ )5‬سبق خترجي (ص ‪.)152‬‬
‫‪155‬‬ ‫الدرس السابع‪ :‬أركان الصالة‬

‫عباس‪ -‬ريض لهلل عنهام‪ -‬ىال‪ :‬ىبال ليشنببي ‪ُ « :‬أمتر أن أهتجد عتىل هتبعة‬
‫(‪)1‬‬
‫أعظم‪ ،‬وأشا بيده إىل أنفه واليدين والركبطني وأطراف القدمني» ‪.‬‬
‫ريناياه‪ :‬من سجد مرفع رجلي أم أحدمها حال ليشسج دل ممل يبعهام عبىل‬
‫بركن‬ ‫لورضل ميش سري ًل ىبل ليشرفع من سج ده مل صح سج دهل ون مل بأ‬
‫ليشسج د عىل لوعياا ليشسبعة كام ً‬
‫ال‪.‬‬
‫الركن الألابا‪ :‬الرفا عنه (أي ااع ‪،‬اا عن الألاو )‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حلد ث أيب هبببر رة يف لمليسا صالت «ثم ا ف حطى تطمئن جالس ًا» ‪.‬‬

‫الركن الثاعن‪ :‬اجلسألة بني الألا‪،‬ريني‪:‬‬


‫أهه من الستجد مل‬ ‫حلد ث عائشة ‪ ‬ىايشت‪ :‬كان رس ل لهلل ‪« ‬إذا ف‬
‫(‪)3‬‬
‫يسجد حطى يسطوي قاعد ًا» ‪.‬‬

‫الركن ال اسا‪ :‬الطمأنينة يف مجيا ا فعاا‪:‬‬


‫أن طمئن لملص يف مجيع أفعبال ليشصبالةل مبن ىيباي مركب ع مرفبع منب‬
‫مسج د مرفع من ل مجلسة ني ليشسجدتنيل فبال عجبل يف أي أفعبال ليشصبالة‬
‫مأدلا ه ه لوركانل فيخل ايشطمأنينةل فببطل علي صالت كام يف حد ث لمليسبا‬
‫(‪)4‬‬
‫صالت «ا ج فصل فإنك مل تصتل» ل مىبال ‪« :‬و جتبزئ صبالة و وبيه‬

‫رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب ليشسج د عىل لون‪)373/1 ،‬ل ممسله‪ ( :‬اب أعياا ليشسج د ‪.)354/1‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫سبق خترجي (ص ‪.)152‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫سبق خترجي (ص ‪.)154‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫سبق خترجي (ص ‪.)152‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪156‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ليشرجل فيها صلب يف ليشرك ع مليشسج د» ل مأخبرب ‪ ‬أن ليشنوبر مهب ليشعجلبة‬
‫(‪)2‬‬
‫معدي ليشطمأنينة من صفا لملنافوني ل فيج عىل ليشعبد أن طمئن يف صالت ‪.‬‬
‫مضا ط ليشطمأنينة‪ :‬أن سكن متسبور أعياؤهل ودر ليش كر ليش لج يف كل‬
‫ركن من أركان ليشصالة‪.‬‬

‫الركن العاشر‪ :‬الرترييب بني ا ركان‪:‬‬


‫ني لوركان فودي ليشسج د عىل ليشرك عل أم ليشرك ع عىل ىرلاة‬ ‫فمن مل رت‬
‫ليشفاحتةل مل تصح من صالت ل ون ليشنبي ‪ ‬علبه لمليسبا صبفة ليشصبالة مرتببةل‬
‫مأتى ةه ليشبي تفيد ليشرتتي ل فوال ‪« :‬إذا قم إىل الصال فكرب‪ ،‬ثتم اقترأ متا‬
‫تيرس معك من القرآن‪ ،‬ثم ا ك ‪ ...‬وهكذا»ل مكانت صالت ‪ ‬مرتبة فله ودي‬
‫(‪)3‬‬
‫ركن ًا عىل ركنل مىد ىال ‪« :‬صلوا كام أيطموين أصيل» ‪.‬‬

‫الركن احلا ي عشر‪ :‬ال شه‪ ،‬ا خإل‪:‬‬


‫حلد ث عبدلهلل ن مسع د ‪ ‬مفي «ال تقولوا‪ :‬السالم عىل اهلل متن عبتاده‪،‬‬
‫فتتإن اهلل هو السالم‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬الطحيا هلل والصلوا والطيبتا الستالم‬

‫(‪ )1‬أخرج أ دلمد يف سنن (‪)226/1‬ل مليشرتم ي (‪ )51/2‬مىال‪ :‬حد ث حسن صحيحل مليشنسائي‬
‫(‪)183/2‬ل مل ن ماجة (‪)282/1‬ل كلهه من حد ث أيب مسع د ليشبدري ‪.‬‬
‫ن مايشك ‪ ‬ىال‪ :‬سمعت رس ل لهلل ‪ ‬و ل‪ « :‬تلك صال املنافق‪ ،‬جيلت‬ ‫(‪ )2‬مذيشك يف حدث أن‬
‫حطى إذا كان بني قرين الشيطان‪ ،‬قام فنقرها أ بعا‪ ،‬ال يذكر اهلل فيها إال قليال» رمله‬ ‫يرقب الشم‬
‫مسله ( اب لسبحباب ليشببكري ايشعرص ‪.)434/2‬‬
‫(‪ )3‬رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب من سها عن ليشورلاة ‪.)177/2‬‬
‫‪157‬‬ ‫الدرس السابع‪ :‬أركان الصالة‬

‫عليتتتتك أهيتا النبتو و متتتتة اهلل وبركاتتته‪ ،‬الستتتالم علينتا وعتىل عبتتاد اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫الصاحلني ‪ »...‬ل محد ةب أ يب ًا يف ليشصبحيحنيل ىبال‪ :‬علمنبي ليشرسب ل ‪‬‬
‫ليشبشبببببهد كفببي ببني كفيب كببام علمنببي ليشسب رة مببن ليشوببر ن‪« :‬الطحيتتا هلل‬
‫والصلوا والطيبببا السالم عليك أهيا النبتو و متة اهلل وبركاتته الستالم‬
‫علينا وعىل عباد اهلل الصاحلني أشتهد أن ال إلته إال اهلل وأشتهد أن دمتد ًا عبتده‬
‫(‪)2‬‬
‫و هوله ‪. »....‬‬

‫الركن الثاني عشر‪ :‬اجلسوس لس شه‪ ،‬ا خإل‪:‬‬


‫كبان تاركب ًا‬ ‫ركن من أركان ليشصبالةل فلب سبله عبد ليشسبج د ممل جيلب‬
‫ممل بشهدل كان تارك ًا يشركن ملحدل مه‬ ‫يشركنني‪ :‬لامل س مليشبشهدل ميش جل‬
‫ليشبشهدل متركهام مع ًا أم ترك أحدمها عمد ًل مبطل يشلصالةل مليشديشيل عىل ليشركنيبة‬
‫حد ث ل ن مسع د ‪ ‬أن ليشنبي ‪ ‬ىال‪« :‬إذا قعد أحتدكم يف الصتال ‪ ،‬فليقتل‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الطحيا هلل ‪ »...‬ل مىد دلمي ‪ ‬عىل ه ل لامل س مىال‪« :‬صلوا كام أيطموين‬
‫(‪)4‬‬
‫أصيل» ‪.‬‬

‫لج ‪)382/10‬ل ممسله‪ ( :‬باب‬ ‫(‪ )1‬رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب ما بخري من ليشدعاا عد ليشبشهد ميشي‬
‫ليشبشهد يف ليشصالة ‪.)301/1‬‬
‫(‪ )2‬رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب لوخ ايشيد ن – ليشيد – ‪)121/1‬ل ممسله‪ ( :‬اب مضع ده ليشيمنى عىل‬
‫ليشيرسا ‪.)30/1 ...‬‬
‫(‪ )3‬رمله ليشبخاري ( اب ليشدعاا يف ليشصالة ‪)72/8‬ل ممسله ( اب ليشبشهد يف ليشصالة ‪.)301/1‬‬
‫(‪ )4‬سبق خترجي (ص ‪.)156‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪158‬‬

‫الركن الثالث عشر‪ :‬الصالة عسة النيب ‪:‬‬


‫يشيب‬ ‫مه ركن عىل لملشه ر من م ه لإلماي أمحد‪ -‬رمحب لهلل‪-‬ل مذهب‬
‫ليششافعي‪ -‬رمح لهلل‪-‬ل مسبوهام مجاعة من ليشصحا ة مغبريههل بل ىبال لإلمباي‬
‫(‪)1‬‬
‫لآلجري ‪ :‬من مل صل عبىل ليشنببي ‪ ‬يف تشبهده لوخبري مجب عليب عبادة‬
‫ليشصالة أ‪.‬هب ‪.‬‬
‫ممن لوديشة ى يش ‪« :‬إذا صىل أحدكم فليبتدأ بطحميتد بته ‪ ،‬والثنتا‬
‫(‪)2‬‬
‫عليه‪ ،‬ثم يصيل عىل النبو ‪ ‬ثم يدعو بام شا » ‪.‬‬
‫مأ ي ًا حد ث ل ن مسع د ‪ ‬مفي « ُأمرنا أن نسلم عليتك يتا هتول اهلل‪،‬‬
‫هول ‪ ‬حطى متنينا أنه مل يسأله‪ ،‬ثم قتال هتول‬ ‫فكيف نصيل عليك‪ ،‬فسك‬
‫اهلل ‪ :‬قولوا‪ :‬اللهم صل عىل دمد وعىل آل دمد كام صلي عتىل آل إبتراهيم‬
‫إنك ميتتد جميد‪ ،‬اللهم با ك عىل دمد كام با ك عىل آل إبتراهيم إنتك ميتد‬
‫(‪)3‬‬
‫ن عجرة ىال‪ :‬خرج علينا رس ل لهلل ‪ ‬فولنا ىبد‬ ‫جميد ‪ »...‬ل محد ث كع‬
‫عرفنا كي‪ ،‬نسله عليك فكي‪ ،‬نص عليكل ىال‪« :‬قولوا اللهم صل عىل دمد‬
‫وعىل آل دمد كام صلي عىل إبراهيم إنك ميد جميد‪ ،‬اللهتم بتا ك عتىل دمتد‬
‫(‪)4‬‬
‫كام با ك عىل آل إبراهيم إنك ميد جميد» ل فهب ه لوحاد بث ممبا جباا يف‬

‫(‪ )1‬ليشن عة (‪.)34/3‬‬


‫(‪ )2‬رمله أ دلمد (‪)551/1‬ل مرمله أمحد (‪)363/39‬ل ليشرتم ي (‪)517/5‬ل مىبال حبد ث حسبن‬
‫صحيحل مصحح لويشبا يف صحيح لامامع (‪.)172/1‬‬
‫(‪ )3‬رمله مسله‪ ( :‬اب ليشصالة عىل ليشنبي ‪ ‬عد ليشبشهد ‪.)305/1‬‬
‫(‪ )4‬رمله ليشبخاري‪ ( :‬اب ليشصالة عىل ليشنبي ‪)157/1‬ل ممسبله‪ ( :‬باب ليشصبالة عبىل ليشنببي ‪ ‬عبد‬
‫ليشبشهد ‪.)305/1‬‬
‫‪159‬‬ ‫الدرس السابع‪ :‬أركان الصالة‬

‫معناها ظاهرة عىل فرضية ليشصبالة عبىل ليشنببي ‪ ‬يف ليشبشبهد لوخبريل يشك هنبا‬
‫صيغة لومرل ملومر كام ه مورر يف لوص ل ك ن يشل جب بل فبعبني‬ ‫جاا‬
‫لملصري يشيها‪ .‬ملهلل تعاىل أعله‪.‬‬

‫الركن الرابا عشر‪ :‬ال ألسيم ان‪:‬‬


‫مهي ى ل لملص ‪ :‬ليشسالي عليكه مرمحة لهللل حلد ث ع ليشسا ق «وحتليلها‬
‫(‪)1‬‬
‫هتول اهلل ‪‬‬ ‫الطسليم» ل محد ث عامر ن سعد عن أ يب ىبال‪« :‬كنت أ‬
‫(‪)2‬‬
‫بياض خده» ل ميف حد ث عببدلهلل بن‬ ‫يسلم عن يمينه وعن يسا ه حطى أ‬
‫مسع د ‪« :‬أن النبو ‪ ‬كان يسلم عن يمينته وعتن يستا ه‪ :‬الستالم علتيكم‬
‫(‪)3‬‬
‫و مة اهلل‪ ،‬السالم عليكم و مة اهلل‪ ،‬حطى ير بياض خده» ل ىال ليشش كا ‪:‬‬
‫ميف ليشباب أحاد ث فيها ذكر ليشبسليمبني‪ -‬مساق مجلبة كببرية منهبا‪ -‬ثبه ىبال‪:‬‬
‫مه ه لوحاد ث تدل عىل منمعية ليشبسليمبنيل مىد حكاه ل ن لملنب ر عبن أيب‬
‫كر ليشصد ق مع مل ن مسع د معبامر بن بار مغبريهه مبن ليشصبحا ة ‪‬‬
‫(‪)4‬‬
‫مليشبا عني ل مه م ه لإلماي أمحد م سحاق مغريهه من لوئمة‪ .‬ملهلل تعاىل‬
‫أعله‪.‬‬

‫(‪ )1‬سبق خترجي (ص ‪.)152‬‬


‫(‪ )2‬رمله مسله‪ ( :‬اب ليشسالي يشلبحليل من ليشصالة عند فرلغها مكيفيب ‪.)409/1‬‬
‫(‪ )3‬رمله أ ببب دلمد (‪)261/1‬ل مليشنسبببائي (‪)63/3‬ل مأمحبببد (‪)464/6‬ل مليشرتمببب ي (‪)89/2‬ل‬
‫مصحح لويشبا يف صفة صالة ليشنبي ‪.)187( ‬‬
‫(‪ )4‬نيل لومطار (‪.)345/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪160‬‬
‫الدرس الثامن‬
‫واجبـــات الصـــالة‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪162‬‬
‫‪163‬‬ ‫الدرس الثامن‪ :‬واجبات الصالة‬

‫الدرس الثامن‬
‫واجبــــات الصـــالة‬

‫وهي مثانية‪ :‬مجيع التكبريات غري تكبرية اإلحرام‪ ،‬وقول ‪( :‬مسوع ا نو‬
‫محده) لإلمام واننفرد‪ ،‬وقل ‪( :‬ربنا ولك احلمد) للكل‪ ،‬وقل ‪( :‬سوباا ربوي‬
‫العظيم) يف الركلع‪ ،‬وقل ‪( :‬سوباا ربوي الىلو ) يف السوولد‪ ،‬وقول ‪( :‬ربوي‬
‫اغفر لي) بني السودتني‪ ،‬والتشهد الو ‪ ،‬واجلللس له‪.‬‬

‫* واجبات الصالة‪ :‬وهي األقوال أو األفعال التي إذا تركها املصيل عمداا‬
‫بطل د صددهت ‪ ،‬وإن تركهددا وددهوا أو هدده ف د جيربهددا بودداوس الوددهو‪،‬‬
‫والوا بات ثام ية‪:‬‬
‫اللاجب الو ‪ :‬مجيع التكبريات غري تكبرية اإلحرام‪:‬‬
‫وتومى هذه التكبداات‪ ،‬تكبداات ات ت دال‪ ،‬أي ات ت دال ندر نكدر إ‬
‫نكر‪ ،‬وذلك حلايث عبااهلل بر نوعوس ‪ ‬قال‪« :‬رأيت رسول اهلل ‪ ‬يكرب‬
‫(‪)1‬‬
‫كل خفض ورفع وقيام وقعود» ‪ ،‬وحلايث أ س ‪ ‬يرفعد إ الببدي ‪« ‬إنرب‬
‫(‪)2‬‬
‫ُجعل اإلمام ليؤتم به‪ ،‬فإذا ك فك وا» ‪ ،‬ونااونة الببي ‪ ‬عىل التكباات يف‬

‫(‪ )1‬أخر البخاني‪( :‬باب إمتام التكبا يف الركوع ‪ ،)324/1‬ونولم‪( :‬باب إثبدات التكبدا يف كد‬
‫خفض ونفع ‪.)294/1 ...‬‬
‫(‪ )2‬نواه البخاني‪( :‬باب صهة ال اعا ‪ ،)95/1‬ونولم‪( :‬باب ائتامم املأنوم باإلنام ‪.)308/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪164‬‬

‫(‪)1‬‬
‫صلوات ‪ ،‬وقا قال ‪« :‬صلوا ك رأيتموين أصيل» ‪.‬‬
‫تنبيوه‪ :‬ويوتثبى نر التكباات‪ :‬تكباة الركوع‪ ،‬إذا أتدى املدأنوم واإلندام‬
‫ناكع‪ ،‬ف يكرب تكباة اإلحرام قائام نبتصبا‪ ،‬ف ذا هوى إ الركوع‪ ،‬ف ن التكبا‬
‫(‪)2‬‬
‫يف ح د وددبة‪ ،‬هكددذا قددرنه الف هددا ن هدم اهلل ‪ ،‬وهددو نددا يوددمى بتددااخ‬
‫األحكام‪.‬‬

‫اللاجب الثاني‪ :‬قل ‪( :‬مسع ا ن محده) لإلمام و اننفرد‪:‬‬


‫املفرتض أن يكون الوا ب الثاين قول (ودباان ن العيديم) يف الركدوع‬
‫قب قول (ومع اهلل ملر اه) و(نببا ولك احلمدا)‪ ،‬إت أن الشدي هبدا أخدره‪،‬‬
‫وعانة الكتب الف هية قان قول‪( :‬وباان ن العييم) عىل قول‪( :‬ودمع اهلل‬
‫ملر اه) وهو املوافق لرتتيب أنكان الصهة ووا باهتا‪ ،‬ولعد الشدي –ن د‬
‫اهلل‪ -‬ذكر الوا بات املتعل ة بركر ال يام‪ ،‬ولذلك ا الرتتيب هبذا الشك ‪.‬‬
‫وقول‪( :‬ومع اهلل ملر اه) نر وا بات الصهة‪ ،‬حلايث أ هريدرة ‪ ‬أن‬
‫(‪)3‬‬
‫الببي ‪ ‬كان ي ول‪« :‬سمع اهلل ملن محده حني يرفع صلبه من الركعة » ‪.‬‬
‫وهذا يف حق اإلنام واملبفرس‪ ،‬وأنا املأنوم فه يلزن ذكرها‪ ،‬وإ دام يلزند أن‬
‫ي ول‪« :‬نببا ولك احلما»‪ ،‬كام ويأيت إن شا اهلل تعا يف نوضع ‪.‬‬

‫(‪ )1‬نواه البخاني‪( :‬باب نر وها عر ال را ة ‪.)177/2‬‬


‫اهلل – (‪. )141‬‬ ‫ف العباسات للشي حمما بر عثيمني – ن‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪ )3‬نواه البخاني‪( :‬باب التكبا إذا قام نر الواوس ‪ ،)361/1‬ونولم (باب إثبدات التكبدا يف كد‬
‫خفض ونفع يف الصهة إت نفع نر الركوع في ول في ومع اهلل ملر اه ‪.)293/1‬‬
‫‪165‬‬ ‫الدرس الثامن‪ :‬واجبات الصالة‬

‫اللاجب الثالث‪ :‬قل ‪( :‬ربنا ولك احلمد) للكل‪:‬‬


‫أي لإلنام واملأنوم واملبفرس عىل حا ووا ‪ ،‬حلايث أ هريرة ‪ ‬الوابق يف‬
‫(‪)1‬‬
‫وصف صددهة الببي ‪ ‬وفي ‪« :‬ثربم يوربول و ربو قربارم‪ :‬ربلربا ولرب ا مربد» ‪،‬‬
‫وأيضا حلايث أ س ‪ ‬وفي «وإذا قال سمع اهلل ملن محربده‪ ،‬فوولربوا ربلربا ولرب‬
‫(‪)2‬‬
‫ا مد» ‪.‬‬
‫وقا ونس فيها فضيلة نواف ة املهئكة‪ ،‬ففي احلايث املتفق علي أن الببدي ‪‬‬
‫قال‪« :‬إذا قال اإلمام سمع اهلل ملن محده‪ ،‬فوولوا اللهم ربلا ول ا مد‪ ،‬فإن مربن‬
‫(‪)3‬‬
‫وافق قوله قول املالركة غفر له ما تودم من ذنبربه» ‪ ،‬وقدا ونس التاميدا بدأنبع‬
‫صيغ‪ ،‬وكلها صاياة؛ (نببا لك احلما‪ ،‬نببدا ولدك احلمدا‪ ،‬اللهدم نببدا لدك‬
‫(‪)4‬‬
‫أ‪.‬هد‪ ،‬فبأهيا أتى املصديل‪ ،‬ف دا أتدى بوا دب‬ ‫احلما‪ ،‬اللهم نببا ولك احلما)‬
‫التاميا‪.‬‬

‫اللاجب الرابع‪ :‬قل ‪( :‬سباا ربي العظيم) يف الركلع‪:‬‬


‫حلددايث حذيفددة ‪ ‬قددال‪ :‬صددلي نددع الببددي ‪ ‬فكددان ي ددول يف نكوعد‬
‫(‪)5‬‬
‫«سرببحان ريب العظيم» ‪ ،‬والوبة للمصيل أن ي دول يف نكوعد ‪« :‬سرببحان ريب‬

‫وبق خترجي ( ‪.)164‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫وبق خترجي ( ‪.)163‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫نواه البخاني‪( :‬باب فض اللهم نببا لك احلما ‪ ،)328/1‬ونودلم‪( :‬بداب التودبيا والتاميدا‬ ‫(‪)3‬‬
‫والتأنني ‪.)306/1‬‬
‫ه األفهام (‪ ،)323‬والصهة وحكم تانكها (‪.)235‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫نواه نولم‪( :‬باب اوتاباب تطوي ال را ة يف صهة اللي ‪.)536/1‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪166‬‬

‫(‪)1‬‬
‫العظيم» ثهث نرات وذلك أس ى الكامل ‪ ،‬ول ول الببدي ‪« :‬وأمربا الركربو‬
‫(‪)2‬‬
‫فعظموا فيه الرب ‪. »‬‬
‫اللاجب اخلامس‪ :‬قل ‪( :‬سباا ربي الىل ) يف السولد‪:‬‬
‫حلايث حذيفة ‪ ‬املت ام‪ ،‬قال‪ :‬وكان ي ول يف واوسه «سبحان ريب‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫األعىل» ‪ ،‬والوبة أن ي وهلا ثالث نرات‪ ،‬وهو أس ى الكامل ‪ ،‬وحلايث ع بة‬
‫(األعىل‪:‬‬ ‫بر عمرو ‪ ‬قال‪ :‬ملا زل قول تعا ‪ :‬ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،)1‬قال الببي ‪« :‬اجعلو ا سجودكم» ‪.‬‬
‫وقددول‪( :‬وددباان ن العيدديم) يف الركددوع‪ ،‬و(وددباان ن األعددىل) يف‬
‫الواوس‪ ،‬نرة واحاة‪ ،‬وا بان نر وا بات الصهة‪ ،‬ونر أتى بغامها مل جيزئد ‪،‬‬
‫كأن ي ول (ت إل إت اهلل) أو (وباان اهلل الكدريم) أو ريدا ذلدك مل جيزئد ‪ ،‬ألن‬
‫الببي ‪ ‬أنر ا بذلك وساوم عليهام ‪ ‬يف صهت ‪ ،‬ومل يأت عب رياه‪.‬‬

‫اللاجب السادس‪ :‬قل ‪( :‬ربي اغفر لي) بني السودتني‪:‬‬


‫حلايث حذيفة بر اليامن ‪ ‬أن الببي ‪ ‬كان ي دول بدني الودااتني‪« :‬رب‬
‫(‪)6‬‬
‫اغفر يل‪ ،‬رب اغفر يل » ‪ ،‬وعر ابر عباس‪ -‬نيض اهلل عبهام‪ -‬أن الببي ‪ ‬كدان‬

‫(‪ )1‬كددام يف حددايث ابددر نوددعوس عبددا أ ساوس (‪ ،)230/1‬ووددبر الرتنددذي (‪ ،)46/2‬والبوددائي‬
‫(‪.)224/2‬‬
‫(‪ )2‬نواه نولم‪( :‬باب البهي عر قرا ة ال رآن يف الركوع والواوس ‪.)348/1‬‬
‫‪.)165‬‬ ‫(‪ )3‬وبق خترجي (‬
‫(‪ )4‬وبق خترجي (احلاشية ‪.)1‬‬
‫(‪ ،)287/1‬وأ ا (‪.)630/28‬‬ ‫(‪ )5‬نواه أبو ساوس (‪ ،)324/1‬وابر نا‬
‫(‪ ،)289/1‬والبوائي (‪.)244/1‬‬ ‫(‪ )6‬نواه أبو ساوس (‪ ،)325/1‬وابر نا‬
‫‪167‬‬ ‫الدرس الثامن‪ :‬واجبات الصالة‬
‫(‪)1‬‬
‫ي ول بني الوااتني‪« :‬اللهم اغفر يل وارمحلرب وعربافل وا ربدين واريقلرب » ‪،‬‬
‫والوا ب قول‪« :‬رب اغفر يل» نرة واحاة‪ ،‬ونا زاس عدىل املدرة فهدو ودبة‪ ،‬وإن‬
‫قال‪« :‬رب اغفر يل‪ ،‬وارمحل ‪ ،‬واج ين‪ ،‬وارفعل ‪ ،‬واريقلرب ‪ ،‬وا ربدين»(‪ )2‬كدان‬
‫ذلك أكم إن أنكب ذلك‪.‬‬

‫اللاجب السابع‪ :‬التشهد الو ‪:‬‬


‫التشها األخا نكر نر أنكان الصهة‪ ،‬وقا ت ام‪ ،‬وأنا التشها األول ف د‬
‫وا ب نر وا بات الصهة‪ ،‬وذلدك حلدايث‪« :‬كربان ‪ ‬يوربرأ كربل ركعتربني‬
‫(‪)3‬‬
‫التحيربربربربربة» ‪ ،‬وقددددددول الببددي ‪« :‬إذا قع ربربدتم كربربل ركعتربربني‪ ،‬فوولربربوا‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫التحيات ‪ ، »....‬ف ذا ترك املصيل بأن وي أو قام عب ومل جيلس ل ‪ ،‬رب ذلك‬
‫بواوس الوهو‪ ،‬حلايث عبااهلل بر نالك بر بايبة ‪« :‬أن اللب ‪ ‬صربىل هبربم‬
‫رب‬ ‫الظهر فوام الركعتني األوليربني و للربف فوربام اللرباه معربه حتربق إذا ق‬
‫الصالة وانتظر اللاه تسليمه ك و و جالف فسجد سربجدتني قبربل أن يسربلم‬
‫(‪)5‬‬
‫ثم سلم» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬نواه أبو ساوس (‪ ،)316/1‬والرتنذي (‪ ،)76/2‬وصاا األلباين يف املشكاة (‪.)196/1‬‬


‫(‪ )2‬نواه اإلنام أ ا (‪ ،)460/5‬واحلاكم يف املوتانك (‪ )405/1‬وقال‪ :‬هذا حايث صايا اإلوباس‬ ‫(‪) 2‬‬

‫ومل خير اه ‪.‬‬


‫(‪ )3‬نواه نولم‪( :‬باب نا جيمع صفة الصهة ‪.)357/1‬‬
‫(‪ )4‬نواه أ ددا (‪ ،)227/7‬ونواه البوددائي (‪ ،)238/2‬والطددرباين يف الكبددا (‪ ،)369/8‬وصدداا‬
‫األلباين يف اإلنوا (‪.)43/2‬‬
‫(‪ )5‬نواه البخاني‪( :‬باب نر مل ير التشها األول وا با ‪ ،)380/1‬ونولم‪( :‬بداب الودهو يف الصدهة‬
‫والواوس ل ‪.)399/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪168‬‬

‫اللاجب الثام ‪ :‬اجلللس له‪:‬‬


‫أي اجللوس للتشها األول وا ب‪ ،‬حلايث عبااهلل بر نالك بر بايبدة ‪‬‬
‫الوابق يف صدهة الببدي ‪ ‬اليهدر و وديا اجللدوس للتشدها األول‪ ،‬فوداا‬
‫واوس الوهو‪ ،‬وأيضا ألنره ‪ ‬للميس صهت ف ال‪« :‬فربإذا جلسربت وسرب‬
‫(‪)1‬‬
‫الصالة فاطمئن‪ ،‬وافرتش فخذك اليرسى ثم تشهد» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬نواه أبددو ساوس (‪ ،)331/1‬والبيه ددي يف الوددددبر الكددربى (‪ ،)133/2‬وأصدد احلددايث يف‬
‫الصاياني‪.‬‬
‫الدرس التاســــع‬
‫بيان التشهد‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪170‬‬
‫‪171‬‬ ‫الدرس التاسع‪ :‬بيان التشهد‬

‫الدرس التاســــع‬
‫بيان التشهد‬

‫بي ا ا تشهد ا وهااأ ا ولااأ ‪( :‬تشهحي ا هلل و وتشواا‪،‬أتهللو وتشطيب ا هللو تشم ا‬
‫و‬ ‫ع‪،‬يك و ا تشا و وة اهلل ت وبته الو تشما ع‪،‬ي ا وع‪،‬اا عبا ا ت تشوا‬
‫ا حمم تً عب ه وةسأشل)‪.‬‬ ‫ا ال إشل إال ت و و ش‬ ‫ش‬
‫ثم وو‪،‬ي ع‪،‬ا تش و ‪ ‬و وب ةك ع‪،‬يلو فيلأ ‪( :‬تش‪ ،‬م صل ع‪،‬اا حمما و وع‪،‬اا‬
‫يا ييا و وبا ةك‬ ‫آ حمم و هم ص‪،‬يت ع‪،‬ا إبتتهياااااام وع‪،‬اا آ إباتتهيمو إ اك‬
‫ع‪،‬ا حمم و وع‪،‬ا آ حمم و هم ب ةهت ع‪،‬ا إبتتهيمو وع‪،‬ا آ إبتتهيم إ اك يا‬
‫يي )‪.‬‬

‫تقدم أن التشهد األخري والصالة عىل النبي ‪ ،‬ركنان من أركاان الصاالة‪،‬‬


‫والشيخ ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬قد أفردمها بدرس خاص هبام وبام يسان أن يقللاه ايلصا‬
‫بعد الفراغ منهام‪ ،‬من الدعاء وسؤال اهلل تعاىل من خريي الدنيا واآلخرة‪ ،‬ووجه‬
‫إفرادمها بدرس مستقل فيام يظهر واهلل أعلم‪ ،‬أهنام ركنان قلليان‪ ،‬كالفاحتة‪ ،‬فاال‬
‫بد فيهام من التلقني‪ ،‬سيام أن الرسالة مصنفة للعامة‪.‬‬
‫قأشل– ة ال ت ‪« :-‬تشهحيا هلل و وتشوا‪،‬أتهلل ‪...‬إخل»‪ :‬هاه إدادص غاي‬
‫التشهد‪ ،‬والهي اختار الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬هنا هل ما روا عباداهلل بان مساعلد‬
‫‪ ‬أنه قال‪« :‬علمني الرسول ‪ ‬التشهد كفي بني كفيه كام يعلمني السورة من‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪172‬‬

‫القرآن‪ ،‬التحيات هلل والصلوات والطيبات‪ ،‬السالم عليك أهيا النبني ورةنا اهلل‬
‫وبركاته‪ ،‬السالم علينا وعىل عباد اهلل الصاحلني‪ ،‬أشهد أن ال إلنه إال اهلل وأشنهد‬
‫(‪)1‬‬
‫أن حممد ًا عبده ورسوله» ‪ ،‬ودادي ابان مساعلد ‪ ‬هاها أغا ماا ورد‬
‫التشهد‪ ،‬قاله‪ :‬أبلبكر البزار‪ ،‬وقال الرتمهي‪ :‬ددي ابن مسعلد أغ دادي‬
‫(‪)2‬‬
‫التشهد‪ ،‬والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعني ‪.‬‬
‫وأما الصالة عىل النباي ‪ ‬ففيهاا دادي أ مساعلد البادري‪ ،‬ودادي‬
‫كعب بن عجرة الصحيحني قال كعب‪ :‬خرج عليناا رسالل اهلل ‪ ‬فقلناا ياا‬
‫رسلل اهلل علمتنا كيف نسلم عليك فكيف نص عليك؟ قاال‪ :‬قللالا «اللهن‬
‫صل عىل حممد وعىل آل حممد كام صليت عىل إبنرايي وعنىل آل إبنرايي إ نك‬
‫ةيد جميد‪ ،‬وبارك عىل حممد وعىل آل حممد كام باركت عىل آل إبرايي إ ك ةيد‬
‫(‪)3‬‬
‫جميد» ‪.‬‬
‫«تشهحي هلل »‪ :‬قال ابن دجر‪ -‬رمحه اهلل‪« -‬الفت »‪ :‬وكاان لكال ملاك‬
‫حتية ختصه فلهها مجعت‪ ،‬فكان ايلعنى التحياا التاي كاانلا يسالملن هباا عاىل‬
‫(‪)4‬‬
‫ايلللك كلها مستحقة هلل ‪ .‬وقال الشيخ حممد بن عبداللهاب‪-‬رمحاه اهلل‪ :-‬أي‬
‫مجيع التعظيام ملك ًا واستحقاق ًا مثال اننحنااء والركال والساجلد والبقااء‬
‫والدوام‪ ،‬ومجيع ما يعظم به رب العايلني فهل هلل فمن رصف شيئ ًا لغاري اهلل فهال‬
‫(‪)5‬‬
‫مرشك كافر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬روا البخاري‪( :‬باب األخه باليدين ‪ ،)59/8‬ومسلم‪( :‬باب التشهد الصالة ‪.)302/1‬‬
‫(‪ )2‬فت الباري (‪.)315/2‬‬
‫(‪ )3‬سبق خترجيه (ص ‪.)158‬‬
‫(‪ )4‬فت الباري (‪.)312/2‬‬
‫(‪ )5‬رشح رشوط الصالة وأركاهنا وواجباهتا يلحمد بن عبداللهاب (ص ‪.)64‬‬
‫‪173‬‬ ‫الدرس التاسع‪ :‬بيان التشهد‬

‫«وتشو‪،‬أتهلل»‪ :‬قيل ايلراد الصللا اخلمس‪ ،‬أو ما هل أعام مان كلاك مان‬
‫الفرائض والنلافل كل رشيعة‪ ،‬وقيل‪ :‬ايلراد العبادا كلها‪.‬‬
‫«وتشطيبا هلل»‪ :‬هي األقلال الصااةة‪ :‬كاألككاار والادعلا وماا شااكل‬
‫كلك‪ ،‬كام قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﭼ (فاطر‪.)10 :‬‬
‫ع‪،‬ياك ‪ :» ...‬السالم‪ :‬الدعاء‪ ،‬أي سلمت من ايلكاار ‪ ،‬والساالمة‬ ‫«تشما‬
‫النجاة‪ ،‬فهل دعاء للنبي ‪ ‬بالسالمة والرمحة والربكة‪.‬‬
‫»‪ :‬بعاد ساالمك عاىل النباي ‪‬‬ ‫«تشم ع‪،‬ي وع‪،‬ا عبا ا ت تشوا‬
‫تسلم عىل نفسك وعىل كل عبد غال من ايلالئكة واآلدمياني كاام اةادي‬
‫(‪)1‬‬
‫» ‪،‬‬ ‫«فإ ك إذا فعلت ذلك سلمت عنىل كنل عبند صنال يف السنام وارر‬
‫والسالم بمعنى الدعاء فتدعل لنفسك وللمؤمنني‪.‬‬
‫ف ئا ‪ :‬نقل ابن دجر «الفات » عان القفاال فتاوياه أناه قاال‪ :‬تارك‬
‫الصالة يرض بجميع ايلسلمني؛ ألن ايلصا يقالل‪ :‬اللهام اففار و وللماؤمنني‬
‫وايلؤمنا ‪ ،‬ون باد مان أن يقالل التشاهد‪« :‬الساالم عليناا وعاىل عبااد اهلل‬
‫الصاةني» فيكلن مقرص ًا بخدمة اهلل و دق رسلله و داق نفساه و داق‬
‫(‪)2‬‬
‫كافة ايلسلمني‪ ،‬ولهلك عظمت ايلعصية برتكها ‪.‬‬
‫ختى‪ :‬ككر ابن ايلملقن «اإلعالم» أنه ميؤخه من قللاه ‪« :‬فنإ ك‬ ‫فئ‬
‫(‪)3‬‬
‫»‬ ‫إذا فعلت ذلك‪ ،‬فقد سنلمت عنىل كنل عبند هلل صنال يف السنام وارر‬

‫(‪ )1‬روا البخاري‪( :‬باب من سمى قلم ًا أو سلم الصالة عىل فري ملاجهة وهل ن يعلام ‪)541/1‬‬
‫من ددي عبداهلل بن مسعلد ‪.‬‬
‫(‪ )2‬فت الباري (‪.)317/2‬‬
‫(‪ )3‬سبق خترجيه (ص ‪.)173‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪174‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أن من قال لرجل‪ :‬فالن يسلم عليك ويريد بالسالم هها أنه ن يكلن كاكب ًا ‪.‬‬
‫ا حمم ا ًت عب ا ه وةسااأشل ‪ :»...‬أي‪ :‬مأقاار‬ ‫ا ال إشاال إال ت و ش ا‬ ‫« شا‬
‫واعرتف بأنه ن يستحق العبادة إن اهلل ‪ ،‬و مأقر واعرتف برسالة حممد ‪ ‬وأناه‬
‫عبد اهلل ورسلله‪ ،‬وليس له يشء من الربلبية واألللهية‪ ،‬ون من العبادة‪.‬‬
‫ف ئا ‪ :‬ككرها ابن ايللقن وهي‪ :‬أن نبينا حممد ًا ‪ ‬مسمى هبها انسم لكثارة‬
‫(‪)2‬‬
‫خصاله ايلحملدة ‪.‬‬
‫ايلا‬ ‫«تش‪ ،‬م صال ع‪،‬اا حمما »‪ :‬الصاالة مان اهلل ‪ ،‬ثنااه عاىل عباد‬
‫(‪)3‬‬
‫األعىل‪ ،‬كام ثبت البخااااري عن أ العالية ‪ ،‬فأنت تدعل اهلل أن يثناي عاىل‬
‫ايل األعىل‪ ،‬وهها من دقلقه علينا ‪.‬‬ ‫نبيه‬
‫فالصالة من اهلل الثناء ايل األعاىل‪ ،‬والصاالة مان ايلالئكاة انساتغفار‪،‬‬
‫ومن اآلدميني الدعاء‪.‬‬
‫«وع‪،‬ا آ حمم »‪ :‬آل حمماد هام‪ :‬آل البيات مان بناي هاشام وبناي عباد‬
‫ايلطلب وأزواجه من آل بيته ‪ ‬وقرابته‪ ،‬وقيال‪ :‬أتباعاه عاىل ديناه‪ ،‬ناع علياه‬
‫(‪)4‬‬
‫اإلمام أمحد‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬وعليه أكثر األغحاب ‪.‬‬
‫«هم ص‪،‬يت ع‪،‬ا آ إبتتهيم»‪ :‬وآل إبراهيم كريته من ايلؤمنني‪ ،‬إشارة إىل‬
‫قلله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ (هلد‪،)73 :‬‬

‫(‪ )1‬اإلعالم بفلائد عمدة األدكام (‪.)447/3‬‬


‫(‪ )2‬اإلعالم بفلائد عمدة األدكام (‪.)437/3‬‬
‫(‪ )3‬غحي البخاري (‪.)259/1‬‬
‫(‪ )4‬داشية الروض ايلربع (‪.)40/1‬‬
‫‪175‬‬ ‫الدرس التاسع‪ :‬بيان التشهد‬

‫فأنت تطلب آلل حممد مثل ما أعطا اهلل آلل إبراهيم ‪.‬‬
‫«وب ةك ع‪،‬ا حمم وآ حمما ‪ :»....‬أي أنزل الربكة‪ ،‬وهي الانامء وثباا‬
‫اخلري والرب ودوامه‪ ،‬تطلب هها للنبي ‪ ‬وتطلبه آلله أيض ًا ‪.‬‬
‫«كام باركت عىل إبراهيم وعىل آل إبراهيم» وكلك بقلله تعاىل‪ :‬ﭽﭥ ﭦ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ (هلد‪.)73 :‬‬
‫م‪،‬حأظاهلل‪:‬‬
‫ورد التشهد غي كثرية‪ ،‬أغحها ما اختار الشيخ ابان بااز‪ -‬رمحاه اهلل‪-‬‬
‫قاراءة التشاهد‬ ‫وهل ددي ابن مسعلد ‪ ‬السابق‪ ،‬فينبغي للمسلم أن ينل‬
‫بالصي اللاردة‪ ،‬وقد ككرها العالمااة األلباين كتابه غافة غاالة النباي ‪.‬‬
‫واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪176‬‬

‫يف تشهد تألخري من عذتب ج مو ومن عذتب تشلا‪،‬و‬ ‫قأشل‪(( :‬ثم ومهعيذ ب‬
‫ومن فه هلل تحملي وتملم هللو ومن فه هلل تملميح تش ج و ثام واه ري مان تشا ع ما شا و‬
‫والسيم تملأثأة من ذشكو وم ل‪:‬‬
‫(تش‪ ،‬م عين ع‪،‬ا ذهتك وشكتك وحمن عب ا كو تش‪ ،‬م إ ي ظ‪،‬مات سماي ظ‪،‬ما ً‬
‫هثريتًو وال وغست تشاذ أب إال اتو فا ست شاي مغسات مان ع ا كو وتة اين إ اك ات‬
‫تشغسأة تشتحيم)‪.‬‬
‫إيف تشث شثااهلل يف تش اات وتشعواات‬ ‫ماا يف تشهداا تألو فيلااأ بعاا تشداا ا‬
‫وتملغتب وتشعد و وإا ص‪،‬ا ع‪،‬ا تش و ‪ ‬ف أ فضل؛ شعمأ تألح اوث يف ذشاكو ثام‬
‫ولأ إيف تشث شثهلل ))‪.‬‬

‫بعا تشهدا تألخاري مان عاذتب ج ا م ومان عاذتب‬ ‫قأشل « ثم وماهعيذ با‬
‫تشلاا‪ ،‬ومااان فه اااهلل تحملياا وتملماا هلل ‪ :»...‬وكلاااك ةااادي أ هريااارة ‪‬‬
‫الصحيحني أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬إذا تشهد أحدك فليستعذ باهلل م أربع‪ ،‬يقنول‪:‬‬
‫الله إين أعوذ بك م عنذا ههنن ‪ ،‬ومن عنذا القنن‪ ،‬ومن فتننا ا حينا‬
‫(‪)1‬‬
‫وا امت‪ ،‬وفتنا ا سي الدهال» ‪.‬‬
‫ومعنى قلله‪« :‬ومن فتنة ايلحيا وايلام »‪ :‬فتنة ايلحيا ما يعرض لإلنسان مدة‬
‫دياته من انفتتان بالدنيا شاهلاهتا وشابهاهتا‪ ،‬وأعظمهاا سالء اخلا اة‪ .‬وفتناة‬
‫ايلام ‪ :‬ما يكلن عند اندتضار‪ ،‬فقيل يأتيه الشايطان ويعارض علياه األدياان‬

‫(‪ )1‬روا البخاري‪( :‬باب التعلك من عهاب القرب ‪ ،)205/1‬ومسلم‪( :‬باب ما يساتعاك مناه غاالة‬
‫‪.)412/1‬‬
‫‪177‬‬ ‫الدرس التاسع‪ :‬بيان التشهد‬

‫الكافرة‪ ،‬فربام يطيعه فيختم له بخا ة الكفر‪ ،‬وهناا تكالن فتناة ايلاام باعتباار‬
‫قرب ايلام ‪ ،‬أو أن ايلراد ما حيصل لإلنسان القرب من سؤال ايللكني له‪.‬‬
‫وهها الدعاء اللارد من أعظم األدعية‪ ،‬ولهلك أوجبه بعض أهال العلام‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وأمر طاوس ابنه أن يعيد الصالة يلا مل يد م به‪ ،‬واجلمهلر عاىل عادم وجلباه ‪،‬‬
‫مع أمهية اةرص عليه ألن النبي ‪ ‬كان يستعيه باه‪ ،‬وعلماه الصاحابة‪ -‬ريض‬
‫اهلل عنهم‪.-‬‬
‫قأشل‪« :‬ثم وه ري من تش ع م ش والسيم تملأثأة مان ذشاك »‪ :‬فقاد ورد‬
‫(‪)2‬‬
‫ددي ‪« :‬ث ليتخري م ا سللا ما شنا » ‪ ،‬سالاء مان األدعياة الالاردة‬
‫الكتاب أو السنة أو ايلأثلر منها‪.‬‬
‫ث أورد الشيخ رةه اهلل عدد ًا م اردعيا‪:‬‬
‫ما أوىص به النبي ‪ ‬معاك ًا‪ ،‬دينام قال ‪ ‬لاه‪« :‬ينا معناذ واهلل إين‬ ‫تألو ‪:‬‬
‫رحبك‪ ،‬واهلل إين رحبك» فقال‪ « :‬أوصيك ينا معناذ‪ ،‬ال تندع‬
‫دبر كل صالة أن تقول‪ :‬الله أعني عىل ذكرك وشكرك وحسن‬
‫(‪)3‬‬
‫عبادتك» ‪.‬‬
‫تشث ي‪ :‬ددي عبداهلل بن عمرو الصحيحني أن أبا بكر ‪ ‬قال للنبي‬
‫‪ :‬علمني دعا ًء أدعل به غاليت‪ ،‬قال‪ :‬قل‪« :‬الله إين ظلمت‬

‫(‪ )1‬فت الباري (‪.)321/2‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪( :‬باب السالم اسم من أسامء اهلل تعاىل ‪ ،)105/1 ...‬ومسلم‪( :‬بااب التشاهد‬
‫الصالة ‪.)301/1‬‬
‫(‪ )3‬روا أمحااد (‪ ،)247/5‬وأباال داود (‪ ،)561/1‬وغااح إسااناد الناالوي رياااض الصاااةني‬
‫(‪.)149‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪178‬‬

‫فيس ظل ًام كثري ًا‪ ،‬وال يغفر الذ و إال أ ت‪ ،‬فاغفر يل مغفرة من‬
‫(‪)1‬‬
‫عندك وارةني إ ك أ ت الغفور الرحي » ‪.‬‬

‫إيف تشث شثهلل يف تش ات وتشعوات‬ ‫قأشل‪ (( :‬م تشهد تألو فيلأ بع تشد ا‬
‫وتملغتب وتشعد و وإا ص‪،‬ا ع‪،‬ا تش و ‪ ‬ف أ فضلو شعماأ تألح اواث يف ذشاكو ثام‬
‫ولأ إيف تشث شثاهلل))‪ :‬وهنا يلجه الشيخ إىل أن ايلص يكتفاى اجللساة للتشاهد‬
‫األول الصالة الرباعية والثالثية بالتحيا ‪ ،‬يلاا جااء دادي عباداهلل بان‬
‫مسعلد ‪ ‬قلل النباي ‪« :‬التحينات هلل إ وولنه وأشنهد أن حممند ًا عبنده‬
‫ورسوله»‪ ،‬ثم يقلم إىل الركعة الثالثاة ون ياأيت بالصاالة عاىل النباي ‪ ،‬وإناام‬
‫تكلن الصالة اجللسة للتشهد األخري‪ ،‬وهها هل ايلشهلر من ماههب اإلماام‬
‫أمحد وعليه أكثر العلامء‪ ،‬قال الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪« :-‬وإن غىل عىل النباي ‪ ‬فهال‬
‫كلك» وهااااااها اختياار ‪ -‬رمحاه اهلل‪ -‬واألمار‬ ‫أفضل لعملم األدادي‬
‫كلك واسع»‪ .‬قال ابن هبارية‪ -‬رمحاه اهلل‪ :-‬وإن غاىل عاىل النباي ‪ ‬كاان أوىل‬
‫(‪)2‬‬
‫وأفضل ‪.‬‬

‫قأشل‪ -‬ة ل ت ‪« :-‬ثم ولأ إيف تشث شثاهلل»‪ :‬أي يقلم بعد التشاهد األول إىل‬
‫الركعة الثالثة‪ ،‬ليكمل غالته الثالثية أو الرباعية‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬روا البخاري‪( :‬باب الدعاء قبل التسليم ‪ ،)382/1‬ومسلم‪( :‬باب اساتحباب خفاض الصال‬
‫بالهكر ‪.)2078/4‬‬
‫(‪ )2‬وهل اختياار ابان هبارية واآلجاري (اإلنصااف ‪ ،)56/3‬وهال الصاحي مان ماههب اةنابلاة‬
‫(اإلنصاف ‪.)82/2‬‬
‫الدرس العاشـــر‬
‫سنن الصالة‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪180‬‬
‫‪181‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬سنن الصـالة‬

‫الدرس العاشـــر‬
‫سنن الصـالة‬

‫قال الشيخ – رمحه اهلل– سنن الصالة‪ ،‬ومنها‪:‬‬


‫االستفتاح‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫جعل كل اليل اليمنل علل اليسلى فل الصل ر حل القيللا ‪ ،‬قبل‬ ‫(‪)2‬‬
‫الىك ع وبع ه‪.‬‬
‫رفل الي ل ن مضللم مي األصللاب مم ل و ت حل و املنكللب أو األذن ل‬ ‫(‪)3‬‬
‫عنل التكللبر األول‪ ،‬وعنل الىكل ع‪ ،‬والىفل منلله‪ ،‬وعنل القيللا مللن‬
‫التشه األول إىل الثالثة‪.‬‬
‫ما زا عل واح ة يف تسبيح الىك ع والسج ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ما زا عل ق ل‪ ( :‬ربنا ولك احلم ) بع القيا من الىكل ع‪ ،‬وملا زا‬ ‫(‪)5‬‬
‫عل واح ة يف ال عاء باملغفىة ب السج ت ‪.‬‬
‫(‪ )6‬جع الىأس حيال الظهى يف الىك ع‪.‬‬
‫(‪ )7‬جمافاة العض ن عن اجلنب ‪ ،‬والبطن عن الفخ ن‪ ،‬والفخ ن علن‬
‫الساق يف السج ‪.‬‬
‫(‪ )8‬رف ال راع عن األرض ح السج ‪.‬‬
‫جل س املصلي عل رجله اليسى مفىوشة‪ ،‬ونصل اليمنل يف التشله‬ ‫(‪)9‬‬
‫األول وب السج ت ‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪182‬‬

‫(‪ )11‬الت رك يف التشه األخر يف الىباعية والثالثية وه ‪ :‬اجللل س علل‬


‫مقع ته وجع رجله اليسى حتت اليمن ونص اليمن ‪.‬‬
‫(‪ )11‬اإلشارة بالسبابة يف التشه األول والثاني من ح جيلس إىل نها لة‬
‫التشه وحتى كها عن ال عاء‪.‬‬
‫(‪ )12‬الصلللالة والترب لللك علل ل حممل ل ‪ ،‬وآل حممل ل ‪ ،‬وعلل ل إبلللىاهي ‪ ،‬وآل‬
‫إبىاهي يف التشه األول‪.‬‬
‫(‪ )13‬ال عاء يف التشه األخر‪.‬‬
‫(‪ )14‬اجلهللى بللالقىاءة يف صللالة الفجللى‪ ،‬وصللالة اجلمعللة‪ ،‬وصلالة العيل ن‪،‬‬
‫واالستسقاء‪ ،‬ويف الىكعت األولي من صالة املغىب والعشاء‪.‬‬
‫(‪ )15‬اإلسلللىار بلللالقىاءة يف الظهلللى‪ ،‬والعصلللى‪ ،‬ويف الثالثلللة ملللن املغلللىب‪،‬‬
‫واألخرت من العشاء‪.‬‬
‫(‪ )16‬قىاءة ملا زا علل الفاحتلة ملن القلىآ‪ ،،‬مل مىاعلاة بقيلة ملا ور ملن‬
‫السنن يف الصالة س ما ذكىنا‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ما زا عل ق ل املصلي‪ ( :‬ربنا ولك احلم )‪ ،‬بع الىف من الىكل ع يف حل‬
‫اإلمللا ‪ ،‬واملللوم ‪ ،‬واملنفللى ‪ ،‬فإنلله سللنة‪ ،‬ومللن ذلللك أ ض لاً‪ :‬وض ل الي ل ن عل ل‬
‫الىكبت مفىجي األصاب ح الىك ع‪.‬‬

‫الشللىح‪:‬‬
‫سنن الصالة‪ :‬وهي األقوال أو األفعال الواردة عن النبي ‪ ‬أن ه فعله ا‬
‫صالته‪ ،‬وهي ما عدا الرشوط واألركان والواجبات‪ ،‬بحيث إذا تركه ا اصل ي‬
‫‪183‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬سنن الصـالة‬

‫عمد ًا أو سهو ًا أو جه ً‬
‫ال مل تبطل صالته وال إثم عليه‪.‬‬
‫لكن ينبغي للمسلم أن يأيت هبا‪ ،‬طلب ًا لألجر ومتابعة للرس ول ‪ ‬أقوال ه‬
‫(‪)1‬‬
‫وأفعاله‪ ،‬لعموم قوله ‪« :‬صلوا كام رأيتموين أصيل» ‪.‬‬
‫واللالة الكاملة هي التي تشتمل عىل أربع ة أي يا ‪ :‬الرش وط واألرك ان‬
‫والواجبات والسنن‪.‬‬
‫واللالة اصجزئة هي التي تشتمل ع ىل‪ :‬الرش وط واألرك ان والواجب ات‬
‫دون السنن‪.‬‬
‫وذكر الشيخ ثامين عرشة سن ًة‪ ،‬ثامن منها‪ :‬سنن قولية‪ ،‬وعرش س نن ليلي ة‪،‬‬
‫وقد أوصلها بيضهم إىل اثنتني وثالثني سنة قولية وليلية‪ ،‬وبيان ما ذكره الشيخ‬
‫– رمحه اهلل‪ -‬عىل النحو التايل‪:‬‬
‫(‪« )1‬االستفتاح»‪ :‬وسمي بدعا االستفتاح‪ ،‬ألن اللالة تستفتح به‪ ،‬بعد‬
‫تكبرية اإلحرام‪ ،‬وهو سنة قول أكث ر أه ل العل م‪ ،‬األئم ة الثالث ة‬
‫وغريهم‪ ،‬خالف ًا لإلمام مالك‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬فإنه ال ي را‪ ،،‬ب ل يرش‬
‫(‪)2‬‬
‫القرا ة عقب التكبرية ‪.‬‬
‫وقد ورد االستفتاح بليغ ع دة‪ ،‬فينبغ ي للمس لم أن ين و بينه ا‬
‫صالته‪ ،‬منها‪:‬‬
‫سك‬ ‫‪ -1‬حديث أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬ك ان رس ول اهلل ‪ ‬إذا ك‬
‫هنيهة قبل أن يقرأ‪ ،‬فقل ‪ :‬يا رسول اهلل بأيب أن وأمي‪ ،‬أرأي‬

‫(‪ )1‬سبق خترجيه (ص ‪.)156‬‬


‫(‪ )2‬اصغني (‪ )196/1‬بي األفكار الدولية‪ ،‬ورمحة األمة (‪.)78‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪184‬‬

‫سكوتك بني التكبرية والقرا ة ما تقول؟ ق ال‪ :‬أق ول‪« :‬الله م‬


‫باعد بيني وبني خطاياي ك ام باع دب ب ني ا رش مل وا ر ‪،‬‬
‫اللهم نقني من خطاياي كام ينقى الثو األبيض م ن ال دن ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج وا اء والربد» ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومنها‪« :‬س ححان الله م وبحم دو‪ ،‬ورح ارو اس م وري اىل‬
‫(‪)2‬‬
‫جدو وال إله غ كو» ‪ ،‬وه ي الل يغة اصخت ارة أليب حنيف ة‪،‬‬
‫واإلمام أمحد‪ -‬رمحه اهلل‪ ،-‬واخت ار اإلم ام الش افعي‪ -‬رمح ه‬
‫حديث عي ‪ ‬قال‪ :‬ك ان النب ي ‪ ‬إذا ك ان‬ ‫اهلل‪ -‬ما جا‬
‫اللالة قال‪« :‬وجهت وجهي للذي لط ر الس مواب واألر‬
‫حنيف ًا‪ ،‬وم ا أن ا م ن ا رش كني‪ ،‬اليت ني إىل قول ه وأن ا م ن‬
‫(‪)4()3‬‬
‫‪ ،‬وهذ‪ ،‬هي الليغة الثالثة‪.‬‬ ‫ا سلمني»‬
‫‪ -3‬ومنها ما ورد صالة الليل‪« :‬الله م ر جربايي و وميئايي و‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب ما يقول بعد التكبري ‪ ،)341/1‬ومسلم‪( :‬باب ما يقال بعد تكب رية اإلح رام‬
‫‪.)419/1‬‬
‫(‪ )2‬روا‪ ،‬مسلم‪( :‬باب حجة من قال ال جيهر بالبسملة ‪.)299/1‬‬
‫(‪ )3‬روا‪ ،‬مسلم‪( :‬باب الدعا صالة الليل وقيامه ‪ ،)534/1‬ومتام احلديث‪« :‬وجهت وجهي للذي‬
‫لطر السامواب واألر حنيفا‪ ،‬وما أنا من ا رشكني‪ ،‬إن ص اليت ونس ئي ويي اي‪ ،‬ويت ايت هلل ر‬
‫اليا ني‪ ،‬الرشي له‪ ،‬وبذل أمرب وأنا من ا سلمني‪ ،‬اللهم أنت ا ل ال إله إال أن ت‪ ،‬أن ت ر ‪،‬‬
‫وأنا عحدو‪ ،‬ظلمت نفيس‪ ،‬واعرتلت بذنحي‪ ،‬لاغفريل ذنو مجيي ًا‪ ،‬إن ه ال ي ف ر ال ذنو إال أن ت‪،‬‬
‫واهدين ألحسن األخالمل ال هيدي ألحسنها إال أنت‪ ،‬وارصف عني سيئها ال يرص ف عن ي س يئها‬
‫إال أنت‪ ،‬لحي وسيدي واخلك كل ه ي دي ‪ ،‬والرش ل ي إلي ‪ ،‬أن ا ب وإلي ‪ ،‬رحارك ت‬
‫ورياليت‪ ،‬أست فرو وأرو إلي »‪.‬‬
‫(‪ )4‬رمحة األمة (‪.)78‬‬
‫‪185‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬سنن الصـالة‬

‫‪ ،‬ع ا ال ي و والش هادة‪،‬‬ ‫وإرساليو‪ ،‬لاطر السمواب واألر‬


‫أنت حتئم بني عحادو ليام كانوا ليه خيتلفون‪ ،‬اهدين ا اختل‬
‫(‪)1‬‬
‫ليه من احلق‪ ،‬إن هتدي من رشاء إىل رصاط مستقيم» ‪.‬‬
‫والسنة اإلرسار باالستفتاح‪ ،‬وع دم اهه ر ب ه‪ ،‬ق ال اإلم ام‬
‫أمحد‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬ال جيهر باالفتتاح‪ ،‬قال اصوف ق‪ -‬رمح ه اهلل‪:-‬‬
‫وعليه عامة أهل العلم‪ ،‬ألن النبي ‪ ‬مل جيهر به‪ ،‬وإن جه ر ب ه‬
‫عمر ‪ ‬ليعلم الناس‪ ،‬وإذا نيس االستفتاح أو تركه عمد ًا حتى‬
‫االستعاذة مل يعد إليه‪ ،‬ألنه سنة ف ات لله ا‪ ،‬وك ذا إذا‬ ‫رش‬
‫(‪)2‬‬
‫القرا ة‪ ،‬مل يعد إليه لذلك ‪.‬‬ ‫نيس التعوذ ثم رش‬

‫(‪ )2‬ق له‪ « :‬جع ك الي اليمن عل اليسى ف الص ر حل القيلا ‪،‬‬
‫قب الىك ع وبع ه»‪ :‬وهي سنة فعلية‪:‬‬
‫وهنا مسائ ‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬جع الي اليمن عل اليسى ‪:‬‬
‫ح ديث وائ ل ب ن‬ ‫ك‬ ‫ألن النبي ‪ ‬كان يضع يد‪ ،‬اليمنى عىل اليرس‬
‫(‪)3‬‬
‫حجر ‪ ‬قال‪« :‬ثم وضع يده اليمنى عىل اليرسى» ‪ ،‬وحديث سهو بن س يد‬
‫قال‪« :‬كان الناس يؤمرون أن يضع الرجو اليد اليمن ى ع ىل ذراع ه اليرس ى‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬مسلم‪( :‬باب الدعا صالة الليل وقيامه ‪ )185/2‬من حديث عائشة‪ -‬ريض اهلل عنها‪.-‬‬
‫(‪ )2‬اصغني (‪ )197/1‬ط بي األفكار الدولية‪.‬‬
‫(‪ )3‬روا‪ ،‬مسلم‪( :‬باب وضع اليمنى عىل اليرس ‪.)301/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪186‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الصالة قال أبو حازم‪ :‬ال أعلمه إال ينمي ذل إىل النحي ‪. »‬‬
‫ووضيهام له صفتان ثابتتان‪:‬‬
‫والرس غ ع ىل الس اعد‪ ،‬حل ديث‬ ‫األوىل‪ :‬يضع اليمنى عىل كفه اليرس‬
‫«ك ان يض ع اليمن ى ع ىل ظه ر كف ه اليرس ى والرس ع ع ىل‬
‫(‪)2‬‬
‫الساعد» ‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬القبض باليمنى عىل اليرس ‪ ،‬حل ديث وائ ل ب ن حج ر «رأي ت‬
‫(‪)3‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬إذا كان قايام الصالة قحض يمينه عىل ش امله» ‪.‬‬
‫وجعل اليد اليمنى عىل اليرس ‪ ،‬هو قول أكثر أهل العلم‪ ،‬األئمة‬
‫الثالثة وغريهم‪ ،‬خالف ًا لإلمام مالك ظاهر مذهبه الذي علي ه‬
‫أصحابه من إرسال اليدين بع د الرف ع وكراه ة الق بض‪ ،‬وه و‬
‫(‪)4‬‬
‫مروي عن ابن الزبري‪ ،‬واحلسن ‪ ،‬وينفرد اإلمام مال ك بكراه ة‬
‫(‪)5‬‬
‫القبض بعد الرفع الفرض دون النفل ‪.‬‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب وضع اليمنى عىل اليرس ‪.)341/1‬‬


‫(‪ )2‬روا‪ ،‬أبو داود (‪ ،)193/1‬والنسائي (‪ ،)126/2‬وأمحد (‪ ،)160/31‬وصححه األلباين‬
‫اإلروا (‪.)68/2‬‬
‫صفة اللالة‬ ‫سننه (‪ ،)125/2‬والدارقطني (‪ ،)35/2‬وصححه األلباين‬ ‫(‪ )3‬أخرجه النسائي‬
‫النبي ‪.)88( ‬‬
‫(‪ )4‬اصغني (‪ )196/1‬ط بي األفكار الدولية‪.‬‬
‫(‪ )5‬مواهب اهليل (‪.)235/2‬‬
‫‪187‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬سنن الصـالة‬

‫املسولة الثانية‪ :‬وض الي ن عل الص ر‪:‬‬


‫أما وضعه عىل اللدر ففي ح ديث وائ ل ب ن حج ر‪« :‬ث م ص ليت م ع‬
‫(‪)1‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬ووضع يده اليمنى عىل يده اليرسى عىل صدره» ‪ ،‬وه و اختي ار‬
‫الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ ،-‬وقد اختلف الرواية عن اإلمام أمحد‪ -‬رمح ه اهلل‪ ،-‬ف روي‬
‫عنه بجعلها حت رسته‪ ،‬وهذا هو اصش هور م ن اص ذهب‪ ،‬وورد عن ه‪ :‬يض عه‬
‫(‪)2‬‬
‫فوق الرسة‪ ،‬وهو قول الشافعي ومجاع ة‪ ،‬وه و يل دق ع ىل وض عه ع ىل‬
‫اللدر‪ ،‬أو البطن‪ ،‬وقد استدل اصوفق‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬هلذ‪ ،‬الرواية بحديث وائل بن‬
‫(‪)3‬‬
‫حجر ‪ ‬اصتقدم ‪ ،‬مم ا ي دل ع ىل اح ت ل اص راد‪ ،‬وروي عن ه التخي ري ك‬
‫(‪)4‬‬
‫مس ائل أيب داود‬ ‫‪ ،‬وأم ا وض عه ع ىل الل در فاصش هور عن ه ك‬ ‫اصبد‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬ومشى عليه اإلقن ا ورشح ه ‪ ،‬واألم ر‬ ‫(الكراهة) ‪ ،‬وذكر‪ ،‬اصبد‬
‫واسع ذلك كله‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )3‬ق للله‪« :‬رف ل الي ل ن مضللم مي األصللاب مم ل و ة ح ل و املنكللب أو‬


‫األذن عن التكبر األول‪ ،‬وعن الىك ع‪ ،‬و الىف منه‪ ،‬وعن القيا‬
‫من التشه األول إىل الثالثة»‪ :‬رلع الي دين ا واض ع الري ة س نة‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬ابن خزيمة صحيحه‪( :‬باب وض ع اليم ني ع ىل الش ل الل الة قب ل افتت اح الق را ة‬
‫‪.)243/1‬‬
‫اصغني (‪ )196/1‬ط بي األفكار الدولية‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اصلدر السابق‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫اصبد رشح اصقنع (‪.)432/1‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫مسائل أيب داود (ص ‪.)48‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫اصبد رشح اصقنع (‪.)432/1‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫كشاف القنا (‪.)293/2‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪188‬‬

‫ليلية‪ ،‬وإيضاحه ا سايو التالية‪:‬‬


‫املسولة األوىل‪ :‬م األصاب مضم مة مم و ة ‪:‬‬
‫حلديث أيب هريرة ‪ ‬قال‪« :‬كان رسول اهلل ‪ ‬إذا قام قال هئ ذا–وأش ار‬
‫(‪)1‬‬
‫أبو عامر بيده‪ -‬و يفرج بني أصابيه و يضمهام» ‪ ،‬وروي عنه «كان ‪ ‬يرلع‬
‫(‪)2‬‬
‫يديه مد ًا» ‪.‬‬

‫املسولة الثانية‪ :‬رف الي ن ح و املنكب أو األذن ‪:‬‬


‫عند التك برية األوىل‪ ،‬وعند الركو ‪ ،‬والرف ع من ه‪ ،‬حل ديث عب داهلل ب ن‬
‫عمر‪ -‬ريض اهلل عنه ‪« -‬أن رسول اهلل ‪ ‬كان يرلع يديه حذو منئحيه إذا التتح‬
‫الصالة‪ ،‬وإذا كرب للركوع‪ ،‬وإذا رلع رأسه من الركوع‪ ،‬رليه ام ك ذل أيض ا‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫السجود» ‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬سمع اهلل ن محده‪ ،‬ربنا ول احلمد‪ ،‬وكان ال يفيو ذل‬
‫هذ‪ ،‬اصواضع الثالثة‪.‬‬ ‫فدل احلديث عىل رفعه‬
‫اذي و ام ل روع‬ ‫وحديث مالك بن احلويرث‪« :‬ك ان يرل ع يدي ه حت ى‬
‫(‪)4‬‬
‫أذنيه» ‪.‬‬

‫(‪ ،)42/2‬واحل اكم اصس تدر‬ ‫(‪ )1‬روا‪ ،‬ابن خزيمة صحيحه (‪ ،)233/1‬والبيهقي الك‬
‫(‪.)359/1‬‬
‫(‪ )2‬روا‪ ،‬أمحد (‪ ،)462/14‬وأبوداود (‪ )200/1‬والرتمذي (‪ )5/2‬وحسنه‪.‬‬
‫(‪ )3‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب رفع اليدين التكبرية األوىل مع االفتت اح س وا ‪ ،)338/1‬وروا‪ ،‬مس لم‪:‬‬
‫(باب استحباب رفع اليدين حذو اصنكبني مع تكبرية اإلحرام والركو و الرفع من الركو وأن ه‬
‫ال يفعله إذا رفع من السجود ‪.)293/1‬‬
‫(‪ )4‬روا‪ ،‬مسلم‪( ،‬باب استحباب رفع اليدين حذو اصنكبني مع تكبرية اإلحرام والركو و الرفع م ن‬
‫الركو وأنه ال يفعله إذا رفع من السجود ‪.)292/1‬‬
‫‪189‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬سنن الصـالة‬

‫املسولة الثالثة‪ :‬رف الي ن بع القيا من التشه األول‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫حلديث عي ‪ ‬أن النبي ‪ ‬كان يرفع يديه إذا قام من السجدتني ‪ ،‬واصراد‬
‫(‪)2‬‬
‫بالسجدتني‪ :‬الركعتان‪ ،‬وهو جماز من باب إطالق اهز وإرادة الكل ‪.‬‬
‫وظاهر إفراد الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬لرفع اليدين بعد القيام من التش هد األول‪،‬‬
‫للخالف فيه‪ ،‬فالرواية اصشهورة اصعتمدة اص ذهب ع دم مرش وعية الرف ع‬
‫هذا اصوضع‪ ،‬وفق ًا لألئمة الثالثة أبو حنيفة‪ ،‬ومالك والشافعي‪ ،‬والرواية الثاني ة‬
‫مرش وعية الرف ع‪ ،‬اختاره ا اصج د وي يخ اإلس الم‪ ،‬وص وهبا اإلنل اف‬
‫واختارها مجاعة من الشافعية‪ ،‬كابن اصنذر وأيب عي الط ي‪ ،‬وصوهبا الن ووي‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وهي أظهر الدليل‪ ،‬وهي اختيار الشيخ‪ -‬رمحهم اهلل مجيع ًا‪. -‬‬
‫فتحلل لنا أن رفع األي دي الل الة‪ ،‬أربع ة مواض ع‪ :‬عن د تكب رية‬
‫اإلحرام‪ ،‬وعند الركو ‪ ،‬وعند الرفع م ن الرك و ‪ ،‬وعن د القي ام بع د التش هد‬
‫األول‪ ،‬وال يرفع عند الرفع من السجود صا تقدم حديث ابن عمر‪ -‬ريض اهلل‬
‫عنه ‪.-‬‬
‫فائلل ة‪:‬‬
‫واحلكمة من رفع األيدي اللالة‪ :‬قيل إن هذا من تعظيم اهلل ‪ ‬بحي ث‬
‫جيتمع التعظيم الفعي والقويل‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه إيارة إىل رفع احلج اب بين ك وب ني‬
‫اهلل‪ ،‬وقيل‪ :‬بل ذلك من زينة اللالة‪ ،‬ألنه لو ك دون حرك ة‪ ،‬مل تك ن الل الة‬
‫عىل وجه حسن‪ ،‬وعىل كل حال يكفينا ذلك االقتدا بالنبي ‪. ‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ ،)123/2‬وأبو داود (‪ ،)198/1‬وابن خزيمة (‪.)294/1‬‬


‫(‪ )2‬حايية مسند اإلمام أمحد (‪.)123/2‬‬
‫(‪ )3‬حايية الروض (‪.)80/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪190‬‬

‫(‪ )4‬ق له‪« :‬ما زا عن واح ة يف تسبيح الىك ع و السج »‪:‬‬


‫واصعنى أن من سنن اللالة القولية‪ ،‬ما زاد عىل تسبيحة واحدة الرك و‬
‫والسجود‪ ،‬ألن الواحدة واجبة وما زاد سنة‪ ،‬وهاهنا أمور‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬من الس نة أن يقوهلا ثالث مرات‪ :‬وذلك لرواية حديث حذيف ة‬
‫بن الي ن ‪ ‬أن النبي ‪ ‬كان يقول‪« :‬سححان ر اليظ يم واألع ىل‬
‫(‪)1‬‬
‫ثالث مراب» ‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬أن يقول «سححان اللهم ربنا وبحم دو‪ ،‬الله م اغف ر يل» حل ديث‬
‫عائشة اللحيحني أن النب ي ‪ ‬ك ان يكث ر أن يق ول ركوع ه‬
‫(‪)2‬‬
‫وسجود‪ ،‬هذا الدعا ‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أن يقول «سحوح قدوس‪ ،‬ر ا اليئة والروح» حلديث عايشة ‪ ‬أن‬
‫(‪)3‬‬
‫النحي ‪ ‬كان يقوهلا ركوعه وسجوده ‪.‬‬

‫(‪ )5‬ق له‪« :‬ما زا عل ق ل‪( :‬ربنا ولك احلم ) بع القيلا ملن الىكل ع‪،‬‬
‫و ما زا عن واح ة يف ال عاء باملغفىة ب السج ت »‪:‬‬
‫مسألتني‪:‬‬ ‫فهاتان سنتان قوليتان‪ ،‬والكالم عليه‬

‫(‪ )1‬أخرج ه أمح د (‪ ،)10/39‬وأب و داود (‪ ،)197/1‬والنس ائي (‪ ،)2/3‬والرتم ذي وص ححه‬


‫(‪.)105/2‬‬
‫الركو والسجود‬ ‫الركو ‪ ،)158/1‬ومسلم‪( :‬باب ما يقال‬ ‫(‪ )2‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب الدعا‬
‫‪.)353/1‬‬
‫(‪ )3‬روا‪ ،‬مسلم‪( ،‬باب ما يقال الركو والسجود ‪.)353/1‬‬
‫‪191‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬سنن الصـالة‬

‫املسولة األوىل‪ :‬ما زا عل ق ل (ربنا ولك احلم )‪:‬‬


‫كقوله «محد ًا كثك ًا محارك ًا ليه» وهذا حلديث رفاعة أن رج ً‬
‫ال قاهل ا وه و‬
‫اللالة‪ ،‬فقال النبي ‪ ‬من اصتكلم؟ قال رجل‪ :‬أنا‪ ،‬قال رس ول اهلل ‪« :‬رأي ت‬
‫(‪)1‬‬
‫بضية وثالثني ملئ ًا يحتدروهنا أهيم يئتحه ا أول» ‪ ،‬فالزي ادة ع ىل ق ول «ربن ا‬
‫ء‬ ‫وموء ما ش ئت م ن‬ ‫ول احلمد» سنة‪ ،‬كقول‪« :‬موء السامواب واألر‬
‫عح د الله م ال م انع ا‬ ‫بيد أهو الثناء وا جد أحق ما ق ال اليح د وكلن ا ل‬
‫ح ديث أيب‬ ‫اجل د»‪ ،‬ك‬ ‫أعطيت وال ميطي ا منيت وال ينفع ذا اجلد من‬
‫سعيد اخلدري قال‪ :‬ثم كان رسول اهلل ‪ ‬إذا رف ع رأس ه م ن الرك و ق ال‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫«ربنا ول احلمد موء ‪...‬احلديث» ‪.‬‬

‫املسولة الثانية‪ :‬ما زا عن واح ة يف ال عاء باملغفىة ب السج ت ‪:‬‬


‫صا رو حذيفة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬كان يق ول ب ني الس جدتني «ر اغف ر يل‪،‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ر اغفر يل» ‪ ،‬وأيض ًا «اللهم اغفر يل وارمحني وعالني واهدين وارزقن ي» ‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫أو «ر اغف ر يل‪ ،‬وارمحن ي‪ ،‬وارزقن ي‪ ،‬واه دين» ‪ ،‬فك ل ه ذا س نة‪ ،‬وإن‬
‫الواجب‪ ،‬قول‪« :‬ر اغفر يل» مرة واحدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬البخاري‪( ،‬باب فضل اللهم ربنا لك احلمد ‪.)365/1‬‬


‫(‪ )2‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب رفع اليدين إذا ك وإذا ركع وإذا رفع ‪.)339/1‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)231/1‬والنسائي (‪ ،)231/2‬وابن ماجه (‪ ،)289/1‬وأمحد (‪.)392/38‬‬
‫(‪ )4‬روا‪ ،‬أبو داود‪( :‬باب الدعا بني السجدتني ‪.)316/1‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أمحد (‪.)73/5‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪192‬‬

‫(‪ )6‬ق له‪« :‬جع الىأس حيال الظهى يف الىك ع»‪:‬‬


‫‪« :‬وك ان‪ -‬أي النح ي ‪ - ‬إذا رك ع‬ ‫وذل ك حل ديث عائش ة ‪ ‬قال‬
‫(‪)1‬‬
‫يشخص رأسه و يصوبه‪ ،‬ولئن بني ذل » ‪.‬‬
‫قدح من م اء ع ىل‬
‫وعن عي ‪ ‬قال‪« :‬كان رسول اهلل ‪ ‬إذا ركع لو وضع ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ظه ره هي رمل» ‪.‬‬

‫(‪ )7‬ق لللله‪« :‬جمافلللاة العضلل ن علللن اجلنلللب ‪ ،‬واللللبطن علللن الفخلل ن‪،‬‬
‫والفخ ن عن الساق يف السج »‪:‬‬
‫جي ا العضدين عن اهنبني حلديث عبداهلل ب ن مال ك ب ن بحين ة ‪ ‬أن‬
‫(‪)3‬‬
‫إبطيه» ‪.‬‬ ‫النبي ‪«:‬كان إذا صىل لرج بني يديه حتى يحدو بيا‬
‫وجيا بطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه‪ ،‬ويفرج بني فخذيه‪ ،‬حلديث أيب‬
‫ءم ن‬ ‫محيد ‪ ‬وفيه «وإذا سجد لرج ب ني لخذي ه‪ ،‬غ ك حام و بطن ه ع ىل‬
‫(‪)4‬‬
‫لخذيه» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬مسلم‪( :‬باب ما جيمع صفة اللالة وما يقتنع به وخيت تم ب ه وص فة الرك و واالعت دال من ه‬
‫والسجود واالعتدال منه والتشهد بعد كل ركعتني من الرباعية وصفة اهلوس بني السجدتني و‬
‫التشهد األول ‪.)357/1‬‬
‫(‪ )2‬روا‪ ،‬اإلمام أمحد (‪.)289/2‬‬
‫السجود ‪ ،)196/1‬ومسلم‪( :‬ب اب م ا جيم ع ص فة‬ ‫(‪ )3‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب يبدي ضبعيه وجيا‬
‫اللالة وما يفتتح ‪.)356/1‬‬
‫(‪ )4‬روا‪ ،‬أبو داود (‪.)267/1‬‬
‫‪193‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬سنن الصـالة‬

‫(‪ )8‬ق له‪« :‬رف ال راع عن األرض ح السج »‪:‬‬


‫حلديث أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬اعت دلوا الس جود وال يحس‬
‫(‪)1‬‬
‫أحدكم ذراعيه انحساط الئلو» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وحديث ال ا يرفعه «إذا سجدب لضع كفي وارلع مرلقي » ‪.‬‬

‫(‪ )9‬ق له‪« :‬جل س املصلي عل رجله اليسلى مفىوشلة‪ ،‬ونصل اليمنل يف‬
‫التشه األول وب السج ت »‪:‬‬
‫وتسمى جلس ة االف رتا ‪ ،‬وتك ون التش هد األول وب ني الس جدتني‪،‬‬
‫وذلك حلديث عائشة ‪ ‬قال ‪« :‬وكان يفرش رجله اليرس ى وينص و رجل ه‬
‫(‪)3‬‬
‫اليمنى» ‪ ،‬وحلديث ابن عمر ‪ ‬قال‪« :‬م ن س نة الص الة أن رنص و رجل‬
‫(‪)4‬‬
‫اليمنى ورثني اليرسى» ‪.‬‬

‫(‪ )10‬ق للله ومنهللا‪« :‬التل رك يف التشلله األخللر يف الىباعيللة والثالثيللة‬


‫وه ‪ :‬اجلل س عل مقع ته وجع رجله اليسى حتت اليمن ونصل‬
‫اليمن »‪:‬‬
‫الركي ة‬ ‫حلديث أيب محيد ص فة ص الة النب ي ‪ ‬وفي ه‪« :‬وإذا جل‬

‫روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب ال يفرت ذراعيه السجود ‪ )376/1‬ومسلم‪( :‬باب االعتدال السجود‬ ‫(‪)1‬‬
‫ووضع الكفني عىل األرض ورفع اصرفقني عن اهنب ني ورف ع ال بطن ع ن الفخ ذين الس جود‬
‫‪.)355/1‬‬
‫روا‪ ،‬مسلم‪( :‬باب االعتدال السجود ‪.)356/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫روا‪ ،‬مس لم‪( :‬باب ما جيمع صفة اللالة ‪.)357/1‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب اهلوس للتشهد ‪.)165/1‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪194‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الخرة قدم رجله اليرس ى ونص و األخ رى وقي د ع ىل مقيدر ه» ‪ .‬وه ذ‪،‬‬
‫اهلسة ال تكون إال التشهد األخري من اللالة الرباعية والثالثية‪.‬‬

‫(‪« )11‬اإلشللارة بالسللبابة يف التشلله األول و الثللاني مللن ح ل جيلللس إىل‬


‫نها ة التشه وحتى كها عن ال عاء»‪:‬‬
‫اصقلود أنه يشري بالسبابة نحو القبل ة‪ ،‬وي دل ع ىل حتريكه ا عن د ال دعا‬
‫حديث وائل بن حجر ‪ ‬وفيه‪« :‬ثم قحض ثنتني من أصابيه وحلق حلق ة‪ ،‬ث م‬
‫(‪)2‬‬
‫رلع أصحيه اليمنى‪ ،‬لرأيته ركها يدعو وا» ‪.‬‬
‫واحلكمة اإليارة بالسبابة إىل أن اصعب ود ‪ ‬واح د‪ ،‬وين وي باإلي ارة‬
‫التوحيد واإلخالص فيه‪ ،‬فيكون جامع ًا للتوحيد القويل والعمي‪ ،‬واالعتقادي‪.‬‬

‫(‪ )12‬ق للله‪ :‬ومنهللا‪« :‬الصللالة والترب للك عل ل حمم ل ‪ ،‬وآل حمم ل ‪ ،‬وعل ل‬
‫إبىاهي ‪ ،‬وآل إبىاهي يف التشه األول»‪:‬‬
‫التش هد‬ ‫أي فيسن للملي أن يلي عىل النبي ‪ ‬التشهد األول‪ ،‬ك‬
‫األخري‪ ،‬حلديث عائشة‪ -‬ريض اهلل عنه ا‪ -‬وفي ه‪ ... « :‬لي دعو رب ه‪ -‬أي النح ي‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -‬ثم ينهض وال يسلم» ‪ ،‬واختار‪ ،‬مجع م ن أه ل العل م م نهم‪ :‬الش عبي‪،‬‬
‫وابن هبرية‪ ،‬واآلجري‪ ،‬ومن اصعارصين ابن باز –رمحهم اهلل مجيع ًا‪.-‬‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب سنة اهلوس التشهد ‪.)379/1‬‬


‫(‪ )2‬روا‪ ،‬النسائي (‪ ،)126/2‬وأمحد (‪ ،)160/31‬وابن خزيمة (‪ ،)354/1‬وابن حب ان (‪،)269/5‬‬
‫وصححه األلباين اإلروا (‪.)68/2‬‬
‫(‪ )3‬روا‪ ،‬النسائي (‪ ،)241/3‬وأبو أعوانه مستخرجه (‪.)551/1‬‬
‫‪195‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬سنن الصـالة‬

‫(‪ )13‬ال عاء يف التشه األخر‪:‬‬


‫أي بعد اإلتيان بالتشهد وباللالة عىل النبي ‪ ‬التشهد األخ ري‪ ،‬فيس أل‬
‫اهلل ‪ ‬من خريي الدنيا واآلخرة‪ ،‬صا ورد البخ اري أن النب ي ‪ ‬ق ال‪« :‬ث م‬
‫(‪)1‬‬
‫ليخرت من ا سألة ما شاء» ‪ ،‬وقد ذكرن ا طرف ًا م ن تل ك األدعي ة ال درس‬
‫التاسع مثل‪« :‬اللهم أعني عىل ذكرو وش ئرو وحسن عحادر » و« الله م إين‬
‫ظلمت نفيس ظل ًام كثك ًا‪ ،‬وال ي فر الذنو إال أنت‪ ،‬لاغفر يل م فرة من عن دو‬
‫وارمحني إن أنت ال فور الرحيم»‪.‬‬

‫(‪ )14‬اجلهى بالقىاءة يف صلالة الفجلى‪ ،‬وصلالة اجلمعلة‪ ،‬وصلالة العيل ن‪،‬‬
‫واالستسقاء‪ ،‬ويف الىكعت األولي من صالة املغىب والعشاء‪.‬‬

‫(‪ )15‬واإلسللىار بللالقىاءة يف الظهللى‪ ،‬والعصللى‪ ،‬ويف الثالثللة مللن املغللىب‪،‬‬


‫واألخرت من العشاء‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫قال ابن قدامة اصقديس– رمحه اهلل– كتابه «اصغني» ‪« :‬اههر مواض ع‬
‫اههر‪ ،‬واإلرسار مواضع اإلرسار‪ ،‬جممع عىل اس تحبابه‪ ،‬واألص ل ذل ك‬
‫فعل النبي ‪ ‬وقد ثب ذلك بنقل اخللف عن السلف»‪.‬‬
‫وأما األدلة عىل مواضع اههر واإلرسار فكثرية الس نة‪ ،‬كح ديث جب ري‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب الدعا قبل السالم والتسليم ‪ ،)382/1‬ومسلم ‪(:‬ب اب التش هد الل الة‬
‫‪ )201/1‬من حديث عبداهلل بن مسعود ‪.‬‬
‫(‪ )2‬اصغني (‪.)407/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪196‬‬

‫ابن مطعم ‪ ‬الل حيحني ق ال‪« :‬س ميت رس ول اهلل ‪ ‬يق رأ ا ر‬


‫(‪)1‬‬
‫بالطور» ‪ ،‬وحلديث خباب ‪« ‬أهنم كانوا ييرلون ق راءة النح ي ‪ ‬ص الة‬
‫(‪)2‬‬
‫الظهر واليرص باضطرا حليته» ‪.‬‬

‫(‪ )16‬قىاءة ما زا عن الفاحتة من القىآ‪:،‬‬


‫(‪)3‬‬
‫أي الركعتني األوليني‪ ،‬قال اإلمام ابن قدام ة كتاب ه «اصغن ي» ‪« :‬إن‬
‫قرا ة السورة بعد الفاحتة مسنون الركعتني م ن ك ل ص الة ال نعل م ه ذا‬
‫خالف ًا»‪.‬‬

‫ثل قللال الشلليخ عبل العز للز– رمحلله اهلل–‪ :‬مل مىاعللاة بقيللة مللا ور مللن‬
‫السنن يف الصللللالة س ما ذكىنلا‪ ،‬وملن ذللك‪ :‬ملا زا علل قل ل املصللي‪( :‬ربنلا‬
‫ولك احلم )‪ ،‬بع الىفل ملن الىكل ع يف حل اإلملا ‪ ،‬وامللوم ‪ ،‬واملنفلى ‪ ،‬فإنله‬
‫سنة‪:‬‬
‫الشيخ يرمحه اهلل كرر هذ‪ ،‬العبارة‪ ،‬فقد أوردها العب ارة رق م (‪ ،)5‬لكن ه‬
‫زاد هنا ( حق اإلمام واص أموم واصنف رد)‪ ،‬وذكرن ا ه ذا مفل الً‪ ،‬ول ذلك ال‬
‫توجد هذ‪ ،‬العبارة النسخ القديمة من رسالة (الدروس اصهمة)‪.‬‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب اههر اصغرب ‪ ،)153/1‬ومسلم‪( :‬باب القرا ة اللبح ‪.)338/1‬‬
‫(‪ )2‬روا‪ ،‬البخاري‪( :‬باب رفع البرص عىل اإلمام اللالة ‪.)343/1‬‬
‫(‪ )3‬اصغني (‪.)408/1‬‬
‫‪197‬‬ ‫الدرس العاشر‪ :‬سنن الصـالة‬

‫وق للله – رمحلله اهلل‪ :-‬ومللن ذلللك أ ضللاً‪ :‬وضلل اليلل ن عللل اللللىكبت‬
‫مفىجي األصاب ح الىك ع‪:‬‬
‫يعني أن هذا أيض ًا من السنن الفعلية اللالة‪ ،‬وذلك حل ديث عقب ة ب ن‬
‫عمرو ‪ ‬قال‪« :‬أال أصيل لئم كام رأيت رسول اهلل ‪ ‬يصيل؟ لقلنا‪ :‬بىل‪ .‬لق ام‬
‫‪ ...‬و ا رك ََع َو َض َع راحتيه عىل ركحتيه‪ ،‬وجيو أصابيه م ن وراء ركحتي ه ‪ ..‬ث م‬
‫(‪)1‬‬
‫قال هئذا رأيت رسول اهلل ‪ ‬يصيل‪ ،‬وهئذا يصيل بنا» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬روا‪ ،‬أمحد (‪ ،)311/28‬روا‪ ،‬النسائي (‪ ،)186/2‬وابن حبان (‪.)195/5‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪198‬‬
‫الدرس احلادي عشر‬
‫مبطالت الصالة‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪200‬‬
‫‪201‬‬ ‫الدرس احلادي عشر‪ :‬مبطالت الصالة‬

‫الدرس احلــادي عشر‬


‫مبطالت الصالة‬

‫مبطالت الصالة‪ ،‬وهي مثانية‪:‬‬


‫‪ -1‬الكالالالا الد ال مالالر الالاللم‪ ،‬والداالالا‪ ،‬مالالا الفا الالي وا اهال الالال بطال صالالال‬
‫بللك‪.‬‬
‫‪ -2‬الضحك‪.‬‬
‫‪ -3‬األمالالالالال ‪.‬‬
‫‪ -4‬الشال‪،‬ب‪.‬‬
‫‪ -5‬انكشاف الدورة‪.‬‬
‫‪ -6‬االحن‪،‬اف الكثري عن جهة القباة‪.‬‬
‫‪ -7‬الدبث الكثري املتوالي يف الصالالالة‪.‬‬
‫‪ -8‬انتقاض الطهارة‪.‬‬

‫ملا انتهى املؤلف‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬من ذكر رشوط الصالة‪ ،‬وأركاهنا‪ ،‬وواجباهتا‪،‬‬
‫وسننها‪ ،‬القولية والفعلية‪ ،‬رشع يف ذكر مبطالت الصالة‪ ،‬ليكوو امللولع و‬
‫و موا ذكوره‬ ‫حذر من إبطال صالته‪ ،‬بفعل أحد هذه املبطالت الثامنية‪ ،‬وهو‬
‫النحو التايل‪:‬‬ ‫الشيخ– رمحه اهلل‪-‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪202‬‬

‫والً‪ :‬الكالالالالالالالا‪:‬‬
‫امودا‬ ‫أي أ من مبطالت الصالة أ يتكلع يف الصوالة بطوط أ يكوو‬
‫للكالم‪ ،‬املا بن الكالم يف الصالة يبطلها‪ ،‬إذا كا يف غو مصولحتها‪ ،‬لقصوة‬
‫ذي اليدين وكالمه مع النب ‪ ،‬فإ هذا كا ملصلحة الصالة‪ ،‬وكوام يونن نقول‬
‫حرمة الكالم يف الصالة‪ ،‬وأنه يبطلها‪ ،‬موا جوا‬ ‫ذلك‪ ،‬والدليل‬ ‫اإلمجاع‬
‫يف حديث زيد بن أرقع ‪ ‬قال‪ :‬كنا نتكلع يف الصالة يكلع الرجل منوا صواحبه‬
‫وم ووّلِلَهَِِ َقووِيِ ِ ََ}‬
‫وهووو إج جنبووه يف الصووالة‪ ،‬حتووى نووال قولووه تعوواج‪َ { :‬و ُق ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫فأمريَِبِلسكوتَوهنينَِعنَّلِللكالم» ‪.‬‬ ‫(البقرة‪ُ ، )283:‬‬
‫الللم ملا تكلع يف الصالة جاهال وقوال لوه‬ ‫وأيضا قصة معاوية بن احلكع ُ‬
‫النب ‪« :‬إنَهذهَّلِللصالةَالَيصلحَفيهَِيشءَمنَكالمَّلِللنِسَإيامَهيَّلِلل سوييحَ‬
‫(‪)2‬‬
‫وّلِلل كيريَوقرّلِلءةَّلِللقرآن» ‪ ،‬ومل ينمره النب ‪ ‬باإل ادة ‪.‬‬
‫أ من تكلع يف صالته امدا وهوو‬ ‫قال ابن املنذر‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬وأمجعوا‬
‫(‪)3‬‬
‫ال يريد إصالح يش من أمرها‪ ،‬أ صالته فاسدة ‪.‬‬
‫وظاهر كالم الشيخ –رمحه اهلل‪ -‬أ الكالم العمد مع الذكر والعلوع مبطول‬
‫للصالة‪ ،‬سوا كا ذلك ملصلحتها أم ال‪.‬‬
‫أما إ تكلع جاهال أو ناسيا فال تبطل صالته‪ ،‬كام نص ليه الشيخ – رمحوه‬
‫وأَ‬ ‫اهلل‪ ،-‬حلديث ابن باس أ النبو ‪ ‬قوال‪« :‬إنَّلِلهَجتوِو َ َعونَتم ويَّلِل‬
‫(‪)4‬‬
‫وّلِللنسيِنَومَِّلِلس كرهوّلِلَعليه» ‪ ،‬وهو رواية ن أمحد وفاقا ملالوك والشوافع‬

‫رواه مللع‪( :‬باب حتريع الكالم يف الصالة ونلخ ما كا من إباحة ‪.)383/1‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫رواه مللع‪( :‬باب حتريع الكالم يف الصالة ونلخ ما كا من إباحة ‪.)381/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اإلمجاع (ص ‪.)39‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه البيهق ‪ ،)495/5( :‬وحلنه النووي يف األربعني رقع (‪.)39‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪203‬‬ ‫الدرس احلادي عشر‪ :‬مبطالت الصالة‬

‫ومجهور العلام ‪.‬‬


‫ثانياً‪ :‬الضحالالالك‪:‬‬
‫ويعرب نه بعض الفقها بالقهقهة‪ ،‬بحيث يكو الصوت يلمعه املصيل أو‬
‫(‪)1‬‬
‫أ الضحك يفلد الصالة ‪.‬‬ ‫غ ه‪ ،‬يقول ابن املنذر‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬وأمجعوا‬
‫(‪)2‬‬
‫وأما التبلع فال يبطل الصالة‪ ،‬قال ابن قدامة ‪ :‬وأكثر أهل العلوع و أ‬
‫التبلع ال يفلدها ‪ -‬أي الصالة ‪. -‬‬
‫ثالثاً ورابداً‪ :‬األم والش‪،‬ب‪:‬‬
‫قال ابن املنذر‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬أمجع كل من نحفظ نه أ من أكول ورشب يف‬
‫(‪)3‬‬
‫ليه اإل ادة ‪.‬‬ ‫الفرض امدا أ‬
‫وظاهر كالم الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬أ األكل والطب مبطل للصالة‪ ،‬قلويال‬
‫(‪)4‬‬
‫كا أو كث ا‪ ،‬فرضا كانت أو نفال ‪ ،‬مدا كا ذلك أو سهوا‪ ،‬وهو قول أكثور‬
‫(‪)5‬‬
‫الفقها قاله يف رشح املقنع ‪.‬‬

‫اإلمجاع ( ص ‪.)34‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫املغن (‪.)394/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫اإلمجاع (‪.)39‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الدرب ‪« :)388/10‬أما يف النافلة فنجاز هذا بعض‬ ‫قال الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬يف (فتاوى نور‬ ‫(‪)4‬‬
‫أهل العلع‪ ،‬ومنعه آخرو ‪ ،‬وروي ن بد اهلل بن الاب ريض اهلل نهام أنه كا يطب يف صالة‬
‫النافلة؛ ألنه كا يطيل الصالة والتهجد‪ ،‬وال أ لع دليال واضحا يف إجازة الطب أثنا الصالة‪،‬‬
‫والصالة فيها شغل‪ ،‬فالذي يظهر يل ‪ -‬واهلل أ لع ‪ -‬أ ترك ذلك أوج وأحوط يف النافلة كام يرتك‬
‫يف الفري ضة‪ ،‬والنافلة احلكع فيها كالفريضة إال ما خصه الدليل‪ ،‬وال أ لع دليال واضحا من كتاب‬
‫جواز رشب املا يف النافلة‪ ،‬والذي أراه إلخواين ترك ذلك كام يرتك بالفريضة‪،‬‬ ‫أو سنة يدل‬
‫واهلل سبحانه وتعاج أ لع»‪.‬‬
‫املبدع رشح املقنع (‪.)20/4‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪204‬‬

‫خامساً ‪ :‬انكشاف الدورة ‪:‬‬


‫ذر‪ ،‬بطلت صالته‪ ،‬وذلك أ سرت العورة‬ ‫إذا انكشفت العورة مدا دو‬
‫رشط من رشوط الصالة كام تقدم يف الدرس اللادس‪.‬‬
‫قال ابن بد الرب يف االستذكار‪ :‬استدل من جعل سرت العورة من فرائض‬
‫االستتار به‪ ،‬وص‬ ‫فلاد من ترك ثوبه وهو قادر‬ ‫الصالة‪ ،‬باإلمجاع‬
‫أ سرت العورة فرض واجب باجلملة‬ ‫ريانا‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬وأمجع العلام‬
‫ما يلرت به‬ ‫اآلدميني‪ ،‬وأنه ال جيوز ألحد أ يصيل ريانا وهو قادر‬
‫سرتها مل ِ‬
‫جتاه‬ ‫ورته من الثياب‪ ،‬وإ مل يلرت ورته‪ ،‬وكا قادرا‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2()1‬‬
‫‪ ،‬وأيضا حكى اإلمجاع شيخ اإلسالم ابن تيمية – رمحه اهلل –‬ ‫صالته‬
‫وذلك لقوله تعاج‪         :‬‬
‫‪ ،‬قال ابن بد الرب‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬ن الاينة يف اآلية‪ :‬ه الثياب‬ ‫(األ راف‪)31:‬‬

‫اللاترة للعورة‪ ،‬أل اآلية نالت من أجل الذين يطوفو بالبيت راة‪ ،‬وهذا ال‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫خالف فيه بني العلام‬
‫مل‬ ‫أما لو انكشفت ورته من غ اختيار منه‪ ،‬وسرتها رسيعا من غ‬
‫كث ‪ ،‬فصالته صحيحة‪ ،‬ولو كثر املكشوف‪ ،‬ويلحق يف انكشاف العورة تعمد‬
‫املرأة كشووووووف مجيع رأسها يف الصالة‪ ،‬فإ ذلك مبطل لصالهتا‪ ،‬قال‬

‫(‪ )1‬االستذكار (‪.)197-196/1‬‬


‫فلاد صالة من‬ ‫(‪ )2‬تنبيه‪ :‬يرد يف كتب الفقه النقل ن ابن بد الرب هذه املقولة‪ :‬أمجع أهل العلع‬
‫ريانا وهو يقدر‪ .‬أ‪.‬هو‪ ،‬وهذا النقل صحيح املعنى‪ ،‬غ أنه منقول بالترصف‪ ،‬ونص العبارة‬ ‫ص‬
‫كام أثبتناه من كتابه االستذكار‪ -‬رمحه اهلل‪.-‬‬
‫(‪ )3‬رشح العمدة (‪.)259/2‬‬
‫(‪ )4‬االستذكار (‪.)196/2‬‬
‫‪205‬‬ ‫الدرس احلادي عشر‪ :‬مبطالت الصالة‬

‫أ للمرأة احلرة أ ختمر رأسها إذا‬ ‫املوفق‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬وأمجع أهل العلع‬
‫(‪)1‬‬
‫ليها اإل ادة ‪.‬‬ ‫أهنا إذا صلت ومجيع رأسها مكشوف أ‬ ‫صلت‪ ،‬و‬
‫أما كشف الوجه واليدين والقودمني‪ ،‬فقود تقودم الكوالم ليوه يف رشوط‬
‫(‪)2‬‬
‫الصالة ‪ .‬واهلل أ لع‪.‬‬
‫اد اً‪ :‬االحن‪،‬اف الكثري عن جهة القباة‪:‬‬
‫أل استقبال القبلة رشط من رشوط الصالة كام تقدم يف الدرس اللادس‪،‬‬
‫فإذا انحرف ون القبلوة انحرافوا كثو ا امودا بطلوت صوالته‪ ،‬ومفهوموه أ‬
‫(‪)3‬‬
‫االنحراف اليل ال يرض‪ ،‬لقوله ‪« :‬مَِب َّلِلملرشقَوّلِلملغربَقيلة» ‪.‬‬
‫ابداً‪ :‬الدبث الكثري املتوالي يف الصالة‪:‬‬
‫املراد بالعبث‪ :‬احلركة الت ليلت هلا فائدة واللعب‪ ،‬فإ كا العبوث كثو ا‬
‫(‪)4‬‬
‫متواليا بطلت الصالة إمجا ا‪ ،‬قاله ابن قدامة يف «الكايف» ‪ ،‬وإ قول العبوث مل‬
‫يبطلها‪ ،‬وأما إ كانت احلركة حلاجة‪ ،‬كحكة يف بدنه أو إزالة خماط من أنفوه‪ ،‬أو‬
‫إخراج بلغع ونحوه‪ ،‬فال بنس‪« ،‬ألنَّلِللنييَ‪َ‬محلَتمِمةَبنتَ ينبَيفَّلِللصوالة َ‬
‫(‪)5‬‬
‫فإذّلِلَسجدَوضعهِ َوإذّلِلَقِمَمحلهِ» ‪ ،‬أو كانت احلركة لرضورة كقتول حيوة أو‬
‫قرب ونحومها‪ ،‬فإ ذلك جائا‪ ،‬قال اإلمام أمحد وغ ه‪ :‬جيووز لوه أ يوذهب‬

‫(‪ )1‬املغن (‪ )247/1‬طبعة بيت األفكار الدولية‪.‬‬


‫(‪ )2‬راجع (ص ‪.)144-143‬‬
‫(‪ )3‬رواه النلائ (‪ ،)171/4‬وابن ماجه (‪ ،)323/1‬والرتمذي (‪ )171/2‬وقال‪ :‬هذا حديث حلن‬
‫صحيح‪ ،‬وصححه األلباين يف اإلروا (‪.)324/1‬‬
‫(‪ )4‬الكايف (‪.)278/1‬‬
‫نقه يف الصالة ‪ ،)250/1‬ومللع‪( :‬باب جوواز‬ ‫(‪ )5‬رواه البخاري‪( :‬باب إذا محل جارية صغ ة‬
‫محل الصبيا يف الصالة ‪.)385/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪206‬‬

‫(‪)1‬‬
‫إج النعل فينخذه‪ ،‬ويقتل به احلية والعقرب‪ ،‬ثع يعيده إج مكانه ‪.‬‬
‫واحلركة يعرب نها بالعبث‪ ،‬وقد قلع الشويخ ابون ثيموني‪ -‬رمحوه اهلل‪ -‬يف‬
‫(‪)2‬‬
‫«الطح املمتع» ‪ ،‬احلركة يف الصالة إج مخلة أقلام‪ :‬حركوة واجبوة‪ ،‬وحركوة‬
‫ملتحبة‪ ،‬وحركة مباحة‪ ،‬وحركة مكروهة‪ ،‬وحركة حمرمة‪.‬‬
‫فِحلركةَّلِللوّلِلجيةَمثل‪ :‬من كا منحرفا ون القبلوة و ُنبوه‪ ،‬فيجوب ليوه أ‬
‫يلتقبلها‪ ،‬وهذا ال بد له من حركة‪ ،‬وكذلك من تذكر أ يف غرتته نجاسة‪ ،‬فهنوا‬
‫يتحرك وخيلعها ويرم هبا‪.‬‬
‫وّلِلحلركةَّلِلملس حية‪ :‬كن يلد الصوف ويلواويه‪ ،‬واملباحوة احلركوة اليلو ة‬
‫للحاجة‪.‬‬
‫وتمَِّلِلملكروهوة‪َ:‬فلغو حاجوة‪ ،‬وهوذه حتودي كثو ا‪ ،‬كوالنظر إج اللوا ة‬
‫وحتريك القلع ‪...‬إلخ ‪.‬‬
‫وّلِلملحرَمة‪ :‬ه الكث ة املتوالية لغ رضورة وهذه الت تبطل هبا الصالة‪.‬‬
‫وأما ما يذكره بعض الفقها من حتديد احلركة بعدد معني تبطل بوه الصوالة‬
‫فال دليل ليه واهلل أ لع‪.‬‬
‫ثامفاً‪ :‬انتقاض الطهارة‪:‬‬
‫أل الطهارة رشط من رشوط الصالة‪ ،‬فال تصح الصالة إال هبا‪ ،‬لقولوه ‪‬‬
‫(‪)3‬‬
‫«الَيقيلَّلِلهَصالةَتحدكمَإذّلِلَتحدثَح ىَي وضأ» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬حاشية الروض (‪.)107/2‬‬


‫(‪ )2‬الطح املمتع (‪.)256/3‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخووووواري‪( :‬بوواب يف الصووالة ‪ ،)3469/1‬وملوولع‪( :‬بوواب وجوووب الطهووارة للصووالة‬
‫‪.)204/1‬‬
‫‪207‬‬ ‫الدرس احلادي عشر‪ :‬مبطالت الصالة‬

‫ومن ص ناسيا الوضو أو جاهال فعليه اإل ادة‪ ،‬وكذلك إذا ترك املصويل‬
‫وذر‪ ،‬أو تورك شوي ا‬ ‫ركنا من أركا الصالة‪ ،‬أو رشطا من رشوطها امدا لغ‬
‫ذر مل تصح صالته‪ ،‬واهلل أ لع‪.‬‬ ‫من واجباهتا بغ‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪208‬‬
‫الدرس الثاني عشر‬
‫شروط الوضوء‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪210‬‬
‫‪211‬‬ ‫الدرس الثاني عشر‪ :‬شروط الوضوء‬

‫الدرس الثاني عشر‬


‫شروط الوضوء‬

‫شروط الوضوء‪ ،‬وهي عشرة‪:‬‬


‫اإلسالم‪ ،‬والعقل‪ ،،‬والميييل ‪ ،‬والةيلو‪ ،‬واسمصلاب كميالب نلال ن يةلو قطعالب‬
‫كمى تمم طابرته‪ ،‬وانقطبع موجب الوضوء‪ ،‬واسمةجبء أو اسمجيبر قبله‪ ،‬وطاوريلو‬
‫مبء وإنبكمه‪ ،‬وإزالو مب ميةل وولوله إا البشلرة‪ ،‬ودخللول وقل الصلالة كلم مل‬
‫كدثه دائم‪.‬‬

‫الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬تناول يف الكتاو ‪ :‬سارر الاوةا ‪ ،‬لأركاو اسسا‬


‫لاسيان ‪ ،‬لالترحيااو لأارا‪،‬ااه‪ ،‬ا ةاو ‪،‬ااا الةا ‪ :‬رشلطهااو لأركو ااو‬
‫للاجبوهتو‪ ،‬لسننهو لمبط هتو‪ ،‬ليف هذا الورس يتحو ‪،‬ا الرضرء‪ :‬رشلطاه‬
‫لفرلضه‪ ،‬لاراقضه‪.‬‬
‫وهنا يرد سؤال‪ :‬ملاذا قدم الشيخ ابن باز‪ -‬رمحه اه‪ -‬كتها الاله ع ه‬
‫كتا الوضوء؟‬
‫املعمر به ‪،‬ناو الاههاوء لصو ا ابنوبوا لالشاوفعي ل‪،‬اته ‪ ،‬تهاوي‬
‫‪.‬‬ ‫الرضرء ‪،‬ىل الة ‪ ،‬أل الرضرء ماتوح الة‬
‫‪،‬ىل الرضرء ‪،‬نو الشيخ ‪،‬بوالعزيز با بوز يف كتوبه هاذا لاه‬ ‫لتهوي الة‬
‫احتنال ‪:‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪212‬‬

‫األول‪ :‬أ الشيخ مل يرد الرتتيب املعهرد ‪،‬نو الاههوء‪ ،‬أل الكتو ذكر فيه‬
‫لاسيان لالترحياو‬ ‫املهنت‪ ،‬للذلك تكو ‪،‬اا أركاو اسسا‬
‫لالرضارء لاألصا و ل‪،‬تهاو‪ ،‬ا ملااه ملاو تكوا ‪،‬اا‬ ‫لالة‬
‫الة ‪ ،‬رأى أااه ماا املها أ ياتكو ‪،‬اا الرضارء الاذ هار‬
‫ماتوحهو‪ ،‬فجوء التهوي مهةردا‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أ الشيخ اصتور قو‪،‬و (األلليا ااو دصا يف األللريا ع بمعنا أ‬
‫أل ااو مهةاارد لااذاهتو‪ ،‬ال تطااهح يف حااو مااا‬ ‫تهويمااه لوةا‬
‫األحرا ‪ ،‬بينن الطهور قاو تطاهح ملارو أل صار أل ‪،‬تهاو أل‬
‫تنته لوبو ‪ ،‬لهر التيم ‪ ،‬لما أه العو ما يرى أااه ملذا ضاوو‬
‫الرقت ىل بغت طهور ‪ ،‬للذلك قو اسماو مولاك ‪-‬رمحاه اهلل‪-‬‬
‫يف‬ ‫‪،‬اىل الطهاور ‪ ،‬لأراور ملذ هاذا رايخ اسسا‬ ‫ألقوت الة‬
‫قرا‪،‬وه املطن «النررااي »‪.‬‬
‫لطارا‬ ‫فولرضرء ملذ ليس مهةردا لذاته‪ ،‬ب ألج الطو‪،‬وت ما‬
‫ل‪،‬تمهو‪.‬‬
‫فض‪ ،‬الوضوء‪:‬‬
‫للوضوء فضائل كثريع‪ ،‬وردت هبا أحاديث ديدع منها‪:‬‬
‫‪ -1‬حويث أيب هرير ‪ ‬قو ‪ :‬سامعت رسار اهلل ‪ ‬يهار ‪« :‬إن أمته‬
‫يد ون يوم القيامة غر ًا حمجلني من آثار الوضوء فمن اسهتاا مهن‬
‫(‪)1‬‬
‫أن يايل غرت فليفعل» ‪.‬‬

‫(‪1‬ع رلاه البخور ‪( :‬بو فض الرضرء لالغر املحجور ما آ ور الضرء ‪141/1‬ع‪ ،‬لمطو ‪( :‬باو‬
‫استحبو ملطول الغر لالتحجي يف الرضرء ‪216/1‬ع‪.‬‬
213 ‫ شروط الوضوء‬:‫الدرس الثاني عشر‬

‫ «من توضأ فأحسن الوضوء خرجه خاايها‬:‫ يرفعه‬ ‫ثن‬، ‫ا‬،‫ ل‬-2
)1(
. » ‫ حتى خترج من حت أظفار‬، ‫من جسد‬
‫ه مها يم هو‬ ‫ «أال أدل‬: ‫ قو‬ ‫ أ رسر اهلل‬ ‫ا أيب هرير‬،‫ ل‬-3
:‫ قهال‬،‫ به يها رسهول اه‬:‫اه ب اخلاايا ويرفع ب الهدرجات قهالوا‬
‫ وانتظار الال ع‬،‫ وكثرع اخلاا إىل املساجد‬، ‫امل ار‬ ‫إسباغ الوضوء‬
)2(
. »‫الرباط‬ ‫ فذل‬،‫الرباط‬ ‫ فذل‬،‫بعد الال ع‬

:‫مب جيب له الوضوء‬


:‫جيب الوضوء ألمور ث ثة‬
‫ لهرله‬، ‫ حت اجلنوز‬، ‫ سراء كوات فرضو أل اا‬:‫مطوهو‬ ‫ الةااا‬-1
         :‫تعااااوذ‬
      

            

           

         

         

.‫ع‬6: ‫ (املوئو‬    


‫ ال يقبل اه ص ع‬ ‫ «قال رسول اه‬: ‫ قو‬ ‫لبويث أيب هرير‬

.‫ع‬216/1 ‫ (بو صرلج اخلطويو مع موء الرضرء‬: ‫ع رلاه مطو‬1(


.‫ع‬219/1 ‫ىل املكوره‬، ‫(بو فض ملسبوغ الرضرء‬: ‫ع رلاه مطو‬2(
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪214‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أحدك إذا أحدث حتى يتوضأ» ‪ ،‬لحويث ابا ‪،‬مر ‪ ‬يرفعه‪« :‬ال‬
‫(‪)2‬‬
‫تقبل ص ع بغري طهور ‪ ،‬وال صدقة من غلول» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -2‬الاواف بالبي العتيق‪ :‬لهرله ‪« ‬الاواف بالبي ص ع ‪. »..‬‬
‫‪ -3‬مس املال ف‪ :‬بويث ‪،‬مر با حز لحكي با حزا لابا ‪،‬مر ‪‬‬
‫(‪)4‬‬
‫«ال يمس القرآن إال طاهر» ‪.‬‬
‫قوله‪ -‬رمحه اهلل‪« :-‬شروط الوضوء»‪:‬‬
‫لالرضارء بولضا ‪ :‬أفعاو‬
‫و‬ ‫الرضرء بولاتح‪ :‬اس لوانء الاذ يترضا باه‪،‬‬
‫َ‬
‫(‪)5‬‬
‫الرضرء‪ ،‬لتعرياه يف الرشع‪ :‬استعن موء طهارر ‪،‬اىل أ‪،‬ضاوء قاو بينهاو اهلل‬
‫تعوذ يف كتوبه الكري كن يف اآلي املتهوم ‪ ،‬لهي‪( :‬الرجه‪ ،‬لالياوا ‪ ،‬لالارأس‪،‬‬
‫ع‪.‬‬ ‫لالرج‬
‫قوله‪« :‬وهي عشرة‪ :‬اإلسالم والعق‪ ،‬والمييي »‪:‬‬
‫هذه الرشلط تكومنو ‪،‬نهو يف الورس الطودس (رشلط الةا ع لقوناو مل‬
‫‪ ،‬رشلط لةح ك ‪،‬بود ‪ ،‬ملال الزكاو فهن او اب يف ماو الةاغت‬ ‫هذه الث‬

‫‪204/1‬ع‪.‬‬ ‫(‪1‬ع أصرجه البخور ‪( :‬بو يف الة ‪23/9‬ع‪ ،‬لمطو ‪( :‬بو لجر الطهور لوة‬
‫(‪2‬ع رلاه مطو ‪( :‬بو لجر الطهور لوة ‪203/1‬ع‪.‬‬
‫(‪3‬ع رلاه النطوئي‪( :‬بو ملبوح الك يف الطر ‪222/5‬ع‪.‬‬
‫(‪4‬ع رلاه الطرباين يف كتوبه املعج الكبت ما حويث ‪،‬باواهلل باا ‪،‬مار (‪ 313/12‬ع‪ ،‬لرلاه مولاك يف‬
‫املرط (‪278/2‬ع‪ ،‬لابا أيب ريب (‪140/3‬ع‪ ،‬لأبر دالد يف املراسي (‪121‬ع‪ .‬قو ابا ‪،‬بو الارب يف‬
‫االستذكور (‪471/2‬ع‪ :‬لكتو ‪،‬مرل با حز هذا توهوه العوانء باولهبر لالعما لهار ‪،‬ناوه‬
‫أرهر لأظهر ما اسسنود الراحو املتة أ‪.‬ها‪.‬‬
‫(‪5‬ع بعضه يذكر الني أل قةاو رفاع اباو يف التعريان‪ ،‬أل النيا ‪،‬ناوه رشط‪ ،‬لهار ماذهب‬
‫اجلمهرر‪.‬‬
‫‪215‬‬ ‫الدرس الثاني عشر‪ :‬شروط الوضوء‬

‫لاملجنر ‪،‬ىل الهر الراجح‪ ،‬لكذلك ابج يةح ما الةاغت ‪،‬ات املمياز لال‬
‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬لسراهو ما العبودات ال بو فيهو ما الرشلط الث‬ ‫زيه ‪،‬ا حج اسس‬
‫لتكومنو أيضو ‪،‬ا معن الرشط لالارو بينه لبني الركا لالراجب لالطن ‪.‬‬

‫قوله‪« :‬الةيو»‪:‬‬
‫الني رشط يف مجيع العبودات‪ ،‬لهر النبي ‪« ‬إنه األ ه ل بالنيهات وإنه‬
‫(‪)1‬‬
‫ل ل امرئ ما نوى ‪. »...‬‬
‫ونيو الوضلوء‪ :‬هي ‪،‬ز الهوب ‪،‬ىل فع الرضارء امتثاوال ألمار اهلل تعاوذ‬
‫لرسرله ‪.‬‬
‫لحم الني الهوب‪ ،‬لال يرشع التواظ هبو‪ ،‬ب التواظ هباو بو‪،‬ا ‪ ،‬قاو رايخ‬
‫‪ -‬رمحه اهلل‪( :-‬حم الني الهوب دل الوطو ‪ ،‬بوتاوو أئما املطاومني يف‬ ‫اسس‬
‫(‪)2‬‬
‫مجيع العبوداتع أ‪.‬ها ‪ .‬لأمو الهر ب اه ينطق هبو رسا كن هار املاذهب‪ ،‬فهاذا‬
‫ضعين لعو لرلده‪.‬‬

‫قوله‪ « :‬واسمصاب كمياب نال ن يةو قطعاب كمى تمم طابرته»‪:‬‬


‫ا طحو ابك ‪ :‬بمعن اساتبهوء حكا بات ل الازما املاوى لوازما‬
‫ابورض لاملطتهب مو مل يطرأ ابو ‪،‬ويه‪ ،‬بمعن استوام مل بوت ماو كاو وبتاو‬

‫(‪1‬ع رلاه البخور ‪( :‬بو كين كو بوء الرحي ملذ رسر اهلل ‪61/1 ‬ع‪ ،‬لمطاو ‪( :‬باو قرلاه ‪‬‬
‫"ملان األ‪،‬ن بولني " ‪1515/3 ...‬ع‪.‬‬
‫(‪2‬ع جممرع الاتولى (‪217/22‬ع‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪216‬‬

‫ما اي الطهور حو قيومه هبو حت تت الطهور ‪ ،‬فور ارى قطع النيا قبا ملماو‬
‫الطهور ‪ ،‬بطوت طهورته‪ ،‬ل رر ذلك‪ :‬لر ترضا لبهاي ‪،‬وياه رجا لاحاو ‪،‬‬
‫أترض فين بعو‪ ،‬فهنو ينهطاع‬ ‫لقو ‪ :‬ال أريو أ أجعوه لضرءا‪ ،‬أجعوه اظوف ‪،‬‬
‫لضرؤه للر أت ‪،‬ط رجوه الثواي ‪.‬‬
‫لكااا ال يإا مل ‪،‬وباات النيا ‪،‬ااا بولااه‪ ،‬أ نااوء الرضاارء أل الغطا ألاااه‬
‫لسوئر العبودات‪.‬‬ ‫مةطحب حكمهو‪ ،‬لكذا يف الة‬

‫قوله‪« :‬وانقطبع موجب الوضوء»‪:‬‬


‫ال يترض حت ينهطع مرجب الرضرء كوخلورج ما الطبيوني‪ ،‬لالهيء‪ ،‬ف‬
‫يترض مث لهر يبر ‪ ،‬لملان ينتظر حت ينهطع البار ليطاتنجي‪ ،‬ا يترضا ‪،‬‬
‫لمثوه ملذا أحو أ نوء الرضرء‪ ،‬فهناه يوزمه مل‪،‬ود مو ‪،‬ط ماا أ‪،‬ضاوء لضارءه‬
‫لعو ااهطوع املرجب‪.‬‬

‫قوله‪« :‬واسمةجبء أو اسمجيبر قبله»‪:‬‬


‫االستنجوء‪ :‬هااار ملزالا اخلاورج ماا الطابيوني بوملاوء‪ ،‬لقاو يطواق ‪،‬وياه‬
‫استجنرا‪ ،‬لاالستجنر‪ :‬هر ملزالا اخلاورج ماا الطابيوني بوألحجاور لاملنوديا‬
‫لاحرمهو‪.‬‬
‫يترض ‪ ،‬أمو ملذا‬ ‫لاملهةرد أاه ملذا قىض حوجته ف بو أ يطتنجي أل يطتجمر‪،‬‬
‫مل خيرج ما سبيويه يشء‪ ،‬ف يشرتط أ يطتنجي أل يطاتجمر كان يظناه بعا‬
‫النوس‪.‬‬
‫‪217‬‬ ‫الدرس الثاني عشر‪ :‬شروط الوضوء‬

‫قوله‪« :‬وطاوريو مبء وإنبكمه»‪:‬‬


‫يشرتط أ يكر املاوء طهاررا‪ ،‬فا وارز أ يترضا بانء اجاس‪ ،‬كمياوه‬
‫ته‪.‬‬ ‫مل تةح‬ ‫املجور ‪ ،‬فور ترض بنء اجس مل تةح طهورته‪ ،‬لما‬
‫لأمو اسبوح فوملهةرد أ ال يكر املوء مغةربو أل مرسلقو‪ ،‬فهذا ال وارز‬
‫لضرؤه‪ ،‬ل‪،‬ويه مل برسقته ل‪،‬ةابه كان هار‬
‫ح و‬ ‫الرضرء منه‪ ،‬لكا لر ترض‬
‫(‪)1‬‬
‫مذهب اجلمهرر ‪.‬‬

‫قوله‪ « :‬وإزالو مب مية وووله إا البشرة »‪:‬‬


‫أ وب ملزال مو يمنع ل ر املوء ملذ البرش ‪ ،‬ما طني ل‪،‬جاني لرامع أل‬
‫دها جومو‪ ،‬أل ط ء األظوفر‪ ،‬أل بغ ‪ ...‬أل ‪،‬تهو‪ ،‬لذلاك ليحةا ملسابوغ‬
‫الرضرء امل مرر به‪.‬‬

‫قوله‪ « :‬ودخول وق الصالة كم م كدثه دائم »‪:‬‬


‫النوس مبتىل بطوس البر ‪ ،‬أل الاريح رارج بكثار لباول‬ ‫ذلك أ بع‬
‫ا ‪ ،‬لال‬ ‫ملرادته‪ ،‬أل االستحوضا بولنطاب لونطاوء‪ ،‬فهاؤالء يترضاؤ لكا‬
‫يترضؤل ملال ملذا دص لقت الة ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ليو ‪،‬ويه «أمر النب ‪ ‬املست اضة أن تتوضأ ند كل ص ع» ‪ ،‬لأيضاو‬
‫يف حااويث ‪،‬وئش ا ‪ -‬ريض اهلل ‪،‬نهااو‪ -‬أ أ حبيب ا استحيضاات ساابع ساانني‪،‬‬

‫(‪1‬ع املرسر‪ ،‬الكريتي (‪331/43‬ع‪.‬‬


‫(‪2‬ع رلاه أبر دالد‪( :‬بو الرضرء ما الهبو ‪7/1‬ع‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪218‬‬

‫فط لت رسر اهلل ‪، ‬ا ذلك‪ ،‬ف مرهو أ تغتط ‪ ،‬فهو ‪« :‬هذا ‪،‬رو» فكواات‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬قو اخلطويب‪ :‬أمو قر أكثر الاههاوء فهار الرضارء لكا‬ ‫تغتط لك‬
‫(‪)2‬‬
‫‪،‬قاو اباا بطاو يف رشحاه‪« :‬ف انه‬ ‫ل‪،‬ويه العم يف قار ‪،‬اومته‬
‫(‪)3‬‬
‫تغتسل ل ل ص ع»‪ :‬يريو تغتط ما الو الذ يةيب الارج ‪.‬‬

‫(‪1‬ع رلاه البخااااور ‪( :‬بااو ‪،‬اارو االستحوضاا ‪73/1‬ع‪ ،‬لمطااو ‪( :‬بااو املطتحوضاا ل‪،‬طااوهو‬
‫‪263/1‬ع‪.‬‬
‫(‪2‬ع معومل الطنا (‪92/1‬ع‪.‬‬
‫(‪3‬ع رشح ابا بطو ‪،‬ىل البخور (‪458/1‬ع‪.‬‬
‫الدرس الثالث عشر‬
‫فروض الوضوء‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪220‬‬
‫‪221‬‬ ‫الدرس الثالث عشر‪ :‬فروض الوضوء‬

‫الدرس الثالث عشر‬


‫فروض الوضوء‬

‫فروض الوضوء‪ ،‬وهي ستة‪:‬‬


‫غسللا الوجللو وه للو اة و للة واقست ل ‪ ،‬وغسللا اليللمع هللق اةللرف ‪ ،‬وهسل‬
‫مجيق الرأس وه و األذن ن‪ ،‬وغسا الرجل هق الكعب ‪ ،‬والرتتيب‪ ،‬واةواقة‪.‬‬
‫وعستحب تكرار غسا الوجو‪ ،‬واليمع ‪ ،‬والرجل ثالث هرات‪ ،‬وهكذا اة و ة‪،‬‬
‫‪ ،‬والفرض ه ذلك هرة واحمة‪ ،‬أه هس الرأس فال عسلتحب تكلرار كول‬ ‫واقست‬
‫دلت على ذلك األح دعث الصحيحة‪.‬‬

‫قولو‪ -‬رمحو اهلل‪« -‬فروض الوضوء»‪:‬‬


‫الفرض يف اللغة‪ :‬القطع والتقدير‪ ،‬ورشع ًا‪ :‬ما لزم بدليل قطعي‪ ،‬وحكمه‪::‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أن يستحق العقاب تارك‪ :‬بال عذر‪ ،‬ويكفر جاحده ‪ ،‬ويف املطلع‪ :‬ما وعد عه‬
‫فعل‪ :‬بالثواب‪ ،‬وع ترك‪ :‬بالعقاب‪ .‬والفرض‪ :‬هو الواجب يف ظهاهر املهذهب‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وعن اإلمام أمحد‪ :‬الفرض آكد من الواجب ‪.‬‬
‫والوضوء‪ :‬بضم الواو‪ ،‬فعهل املتوضه ‪ ،‬وههو امهرار املهاء عه أعضها ‪،:‬‬
‫وبالفتح‪ :‬املاء املتوضأ ب‪ ،:‬هذا هو املشهور‪ ،‬وحكي العكس‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنيس الفقهاء (ص ‪ ،)48‬املطلع (ص ‪.)31‬‬


‫(‪ )2‬املطلع ع أبواب املقنع (‪.)32‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪222‬‬

‫(‪)1‬‬
‫والوضوء يف اللغة‪ :‬عبارة عن النظافة واحلسهن ‪ ،‬ورشعه ًا‪ :‬اتهتع م مهاء‬
‫(‪)2‬‬
‫طهور يف األعضاء األربعة ع صفة خمصوصة ‪.‬‬
‫وفروض الوضوء‪ :‬هي أركان‪ ،:‬ألن هذه الفروض ههي التهي تتكهون منهها‬
‫ماهية الوضوء‪ ،‬وكل أقوام وأفعام تتكون منها ماهية العبادة‪ ،‬فإهنا أركان‪.‬‬

‫قولو‪ -‬رمحو اهلل‪« -‬وهي ستة»‪:‬‬


‫أي أن هذه الفروض تتة‪ ،‬أربعة بنص القرآن وهي‪ :‬غسل الوج‪،:‬‬
‫واليدين‪ ،‬ومسح الرأس‪ ،‬وغسل الرجلني‪ ،‬وهي الواردة يف اآلية الكريمة آية‬
‫الوضوء من تهههورة املا هههدة يف قولهههههه‪ :‬تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭬﭭ ﭮﭯﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴﭵﭶ ﭷﭸ ﭹﭺ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﭼ (املا دة‪ ،)6 :‬وكذلك األحههاديث الثابتههة عن النبي ‪ ‬يف‬
‫صفة الوضوء مثل‪ :‬حديث محران موىل عث ن بن عفان ‪ ‬أن‪(( ::‬دعا بوضوء‪،‬‬
‫فغسل كفيه ثالث مرات‪ ،‬ثم متضمض واستنثر‪ ،‬ثم غسل وجهه ثالث مرات‪،‬‬
‫ثم غسل يده اليمنى إىل املرفق ثالث مرات‪ ،‬ثم غسل يده اليرسى مثل ذلك‪ ،‬ثم‬

‫(‪ )1‬املصدر السابق (ص ‪.)32‬‬


‫(‪ )2‬حاشية الروض املربع (‪.)179/1‬‬
‫‪223‬‬ ‫الدرس الثالث عشر‪ :‬فروض الوضوء‬

‫مسح رأسه ‪ ،‬ثم غسل رجله اليمنى إىل الكعبني ثالث مرات‪ ،‬ثم غسل اليرسى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬أما الرتتيب‬ ‫مثل ذلك‪ ،‬ثم قال رأيت رسول اهلل ‪ ‬توضأ نحو وضوئي هذا‬
‫))‬

‫واملههواالة‪ ،‬ومها الفرض اخلامس والسادس‪ ،‬فسيأيت الكالم عليه ‪ -‬ان شاء‬
‫اهلل تعاىل‪.-‬‬

‫الفرض األول‪ :‬غسا الوجو‪:‬‬


‫الوج‪ :‬هو ما حتصل ب‪ :‬املواجهة‪ ،‬وحدوده من منابه شهعر الهرأس اىل مها‬
‫انحدر من اللحيني والذقن طوالً‪ ،‬وعرض ًا مهن األنن اىل األنن‪ ،‬ونلهك لقوله‪:‬‬
‫تعاىل‪(     :‬املا دة‪ ،)6:‬ويف حديث ممحهران مهوىل عهث ن بهن‬
‫عفان ‪ ‬الذي وصف فيه‪ :‬وضهوء النبهي ‪ ‬قهام‪« :‬ثمم غسمل وجهمه ثمالث‬
‫(‪)2‬‬
‫مرات» ‪.‬‬

‫»‪:‬‬ ‫قولو‪« :‬وه و اة و ة واقست‬


‫أي من فروض الوضوء املضمضة واالتتنشاق‪ ،‬لكنه غري مستقلتني‪ ،‬بهل‬
‫مها داخلتان يف غسل الوج‪ ،:‬ونلك حلديث عا شة‪ -‬ريض اهلل عنهها‪ -‬أن النبهي‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬قام‪« :‬إذا توضأت فمضمض» ‪ ،‬وحلديث أيب هريرة ‪ ‬أن النبهي ‪ ‬قهام‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫«من توضأ فليستنثر» ؛ وألن النبي ‪ ‬واظهب عه املضمضهة واالتتنشهاق‪،‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب الوضوء ثالث ًا ثالث ًا ‪ ،)43/1‬ومسلم‪( :‬باب صفة الوضوء وك ل‪.)204/1 :‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬باب الوضوء ثالث ًا ثالث ًا ‪ ،)43/1‬ومسلم‪( :‬باب صفة الوضوء وك ل‪.)204/1 :‬‬
‫(‪ )3‬رواه أبو داود‪( :‬باب يف االتتنثار يف الوضوء ‪.)97/1‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخههاري‪( :‬بههاب صههفة ابلههيس وجنههوده ‪ ،)126/4‬ومسههلم‪( :‬بههاب اإليتههار يف االتههتنثار‬
‫‪.)212/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪224‬‬

‫قام ابن قدامة‪« :‬وألن كل من وصف وضوء رسول اهلل ‪ ‬مستقصيا ذكمر أنمه‬
‫(‪)1‬‬
‫متضمض واستنشق‪ ،‬ومداومته عليهام تدل عىل وجوهبام» ‪.‬‬
‫واملضمضة‪ :‬حتريك املاء يف الفم وغسل‪.:‬‬
‫واالستنشاق‪ :‬ايصام املهاء اىل داخهل األنهف وجذبه‪ :‬بهالنإ إفس اىل أقصهاه‪،‬‬
‫واالتتنثار اخراج املاء من األنف بعد االتتنشهاق‪ ،‬ويكهون االتتنشهاق باليهد‬
‫اليمنى‪ ،‬واالتتنثار باليرسى‪ ،‬ك وردت بذلك السنة‪ ،‬ففي احلديث أن عيل بهن‬
‫أيب طالب ‪« ‬حني توضأ أدخل يده اليمنى فمأل فمه‪ ،‬فمضممض واستنشمق‪،‬‬
‫ونثر بيده اليرسى‪ ،‬فعل ذلك ثالث مرات‪ ،‬ثم قال‪ :‬من رسه أن ينظر إىل طهمور‬
‫(‪)2‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬فهذا طهوره» ‪.‬‬
‫والسهنة يف املضمضهة واالتتنشهاق أن يكهون بغرفهة واحهدة‪ ،‬كه ورد يف‬
‫(‪)3‬‬
‫وصف وضوء النبي ‪ ، ‬ومهن السهنة أيضه ًا املبالغهههة يف االتتنشهاق اال يف‬
‫حالة الصيهههام‪ ،‬لقوم النبي ‪« : ‬وبالغ يف املضمضة واالستنشاق إال أن تكون‬
‫(‪)4‬‬
‫صائام» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬املغني (‪.)132/1‬‬


‫(‪ )2‬رواه النسا ي‪( :‬باب عدد غسل الوج‪.)68/1 :‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري يف صحيح‪ :)51/1( :‬أن النبي ‪ .. « :‬متضمض واتتنثر ثالث مرات من غرفة‬
‫واحدة ‪.» ...‬‬
‫(‪ )4‬رواه أبو داود‪( :‬باب يف االتتنثار ‪.)54/1‬‬
‫‪225‬‬ ‫الدرس الثالث عشر‪ :‬فروض الوضوء‬

‫الفرض الث ني‪ :‬غسا اليمع هق اةرف ‪:‬‬


‫لقول‪ :‬تعاىل‪ ،      :‬وحديث ممحران موىل عهث ن بهن‬
‫عفان ‪« :‬أن عثامن دعا بوضوء ‪ »...‬فذكر صفة وضوء النبي ‪ ،‬وقام محهران‬
‫(‪)1‬‬
‫«ثم غسل يده اليمنى إىل املرفق ثالث مرات ثم غسل اليرسى مثل ذلك» ‪.‬‬
‫واملرفق‪ :‬ههو املفصهل الهذي بهني العضهد والهذرا ‪ ،‬وتهمي بهذلك مهن‬
‫االرتفاق‪ ،‬ألن اإلنسان يرتفق علي‪ :‬أي يتك ‪.‬‬

‫الفرض الث لث‪ :‬هس مجيق الرأس وه و األذن ن‪:‬‬


‫لقول‪ :‬تعاىل‪ ،     :‬وحلديث عبهداهلل بهن ديهد ‪ ‬يف‬
‫صفة وضوء النبي ‪ ‬قام‪« :‬إن النبي ‪ ‬مسح رأسه بيديه‪ ،‬فأقبل هبام وأدبر‪ ،‬بمدأ‬
‫(‪)2‬‬
‫بمقدم رأسه ثم ذهب هبام عىل قفاه ثم ردمها إىل املكان الذي بدأ منه» ‪.‬‬
‫وال يشههر تكرار مسح الرأس‪ ،‬بل يمسح مرة واحدة‪ ،‬وهذا مها يرجحه‪:‬‬
‫الشيخ‪ -‬رمح‪ :‬اهلل‪ ،-‬ك تيأيت‪.‬‬
‫واألننان داخلة يف الرأس لقول‪  :‬يف حهديث أيب أمامهة ‪« ‬األذنمان ممن‬
‫(‪)3‬‬
‫الرأس» ‪ ،‬وملواظبت‪  :‬ع مسههح األننني‪ ،‬أما صفتها‪ :‬ك يف حديث عبهداهلل‬

‫(‪ )1‬رواه البخههاري‪( :‬بههاب املضمضههة يف الوضههوء ‪ ،)44/1‬ومسههلم‪( :‬بههاب صههفة الوضههوء وك لهه‪:‬‬
‫‪.)204/1‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬باب مسح الرأس كل‪ :‬لقول‪ :‬اهلل تعاىل‪،)109/1      :‬‬
‫ومسلم‪( :‬باب يف وضوء النبي ‪.)210/1 ‬‬
‫(‪ )3‬رواه أبو داود‪( :‬باب صفة وضوء النبهي ‪ ،)50/1 ‬والرتمهذي‪( :‬بهاب أن األننهني مهن الهرأس‬
‫‪ ،)5/1‬وابن ماج‪( ::‬باب األننان يف الرأس ‪ ،)152/1‬قهام ابهن عبهدايادي يف تنقهيح التحقيهق‬
‫(‪ :)145/1‬من قوم أيب أمامة غري مرفو وهو الصواب‪.‬أ‪.‬هه‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪226‬‬

‫بن ديد يف صفة وضوء النبي ‪ ‬قهام‪ ..« :‬ثمم مسمح برأسمه‪ ،‬فأدخمل إصمبعيه‬
‫السباحتني يف أذنيمه‪ ،‬ومسمح باهباميمه عمىل ماهر أذنيمه‪ ،‬وبالسمباحتني بماطن‬
‫(‪)1‬‬
‫أذنيه ‪ ، »..‬وال يرش أخذ ماء جديد لألننني بل ب تبقى من مسح رأت‪.:‬‬

‫الفرض الرابق‪ :‬غسا الرجل هق الكعب ‪:‬‬


‫لقولهههههه‪ :‬تعهههاىل‪(       :‬املا ههدة‪ ،)6:‬وحلههديث‬
‫محران موىل عث ن بن عفان ‪« :‬ثمم غسمل رجلمه اليمنمى إىل الكعبمني ثمالث‬
‫مرات ثم اليرسى كذلك»(‪.)2‬‬
‫والكعبان‪ :‬مها العظ ن الناتئان يف أتفل السهاق مهن جهانبي القهدم‪ ،‬قاله‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫أبوعبيد وغريه ‪ ،‬وقد أنكر األصمعي قوم من قام‪ :‬اهن يف ظهر القهدم‪ ،‬وههو‬
‫(‪)4‬‬
‫مذهب الشيعة ‪.‬‬
‫فالواجب غسله ‪ ،‬وأن ال يكون هناك بقهع مرتوكهة‪ ،‬حلهديث عبهداهلل بهن‬
‫عمرو وأيب هريرة وعا شة‪ -‬ريض اهلل عنهم‪ -‬أن النبي ‪ ‬قام‪« :‬ويل لألعقما‬
‫(‪)5‬‬
‫من النار» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود‪( :‬باب الوضوء ثالث ًا ثالث ًا ‪.)51/1‬‬


‫(‪ )2‬تبق خترجي‪( :‬ص ‪.)225‬‬
‫(‪ )3‬حاشية الروض املربع (‪.)208/2‬‬
‫(‪ )4‬املطلع ع أبواب املقنع (ص ‪.)35‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري‪( :‬باب غسل األعقهاب ‪ ،98/1‬ومسهلم‪( :‬بهاب وجهوب غسهل الهرجلني بك يها‬
‫‪.)213/1‬‬
‫‪227‬‬ ‫الدرس الثالث عشر‪ :‬فروض الوضوء‬

‫الفرض اخل هس‪ :‬الرتتيب ‪:‬‬


‫والرتتيب مذهب أمحد والشافعي‪ -‬رمحه اهلل‪ ،-‬وهذا الفهرض قهد دله‬
‫علي‪ :‬السنة الصحيحة عن النبي ‪ ‬الفعلية والقولية‪ ،‬وهو ظاهر القرآن الكريم‪،‬‬
‫ونلك أن اهلل ‪ ‬نكر الوضوء مرتب ًا يف آية املا دة‪ ،‬وأدخل املمسوح وهو الرأس‬
‫بني املغسهوالت‪ ،‬وال يعلم يذا فا دة غري الرتتيب‪ ،‬وقد قام ‪« :‬أبمدأ بمام بمدأ‬
‫(‪)1‬‬
‫اهلل به» ‪ ،‬فمن قدم غسل رجلي‪ :‬ع مسح الرأس‪ ،‬أو غسل يدي‪ :‬قبهل وجهه‪،:‬‬
‫مل يصح وضوؤه‪.‬‬

‫الفرض الس دس‪ :‬اةواقة ‪:‬‬


‫الشيخ‪ -‬رمح‪ :‬اهلل‪ -‬عد املواالة من فروض الوضوء‪ ،‬وهذا مذهب أمحهد يف‬
‫املشهور عن‪ ،:‬وهو اختيار شهيخ اإلتهالم ابهن تيميهة‪ ،‬كه أنه‪ :‬مهذهب اإلمهام‬
‫مالك‪ -‬رمح‪ :‬اهلل‪.-‬‬
‫واملقصود باملواالة أن يأيت بالطهارة يف دمن متصل‪ ،‬فال يؤخر غسل عضهو‬
‫حتى جيف الذي قبل‪ ،:‬حلديث خالد بن معدان أن النبي ‪« :‬رأى رجمال يصم‬
‫(‪)2‬‬
‫ويف هر قدميه ملعة قدر الدرهم مل يصبها املاء‪ ،‬فأمره أن يعيد الوضوء» ‪ ،‬فلهو‬
‫مل جتب املواالة ألمره بغسل اللمعة فقط‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬باب حجة النبي ‪.)886/2 ‬‬


‫(‪ )2‬رواه أبههو داود (‪ ،)45/1‬وابههن ماجهه‪ ،)218/1( :‬وأمحههد (‪ ،)252/24‬وصههحح‪ :‬األلبهها يف‬
‫اإلرواء (‪.)126/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪228‬‬

‫قلل ل ال للي ‪ -‬رمحللو اهلل‪« :-‬وعسللتحب تكللرار غسللا الوجللو‪ ،‬واليللمع ‪،‬‬
‫والللرجل ثللالث هللرات‪ ،‬وهكللذا اة و للة‪ ،‬واقست ل ‪ ،‬الفللرض هل ذلللك هللرة‬
‫واحمة»‪:‬‬
‫فك م الوضوء ثالث مرات‪ ،‬والقدر الواجب‪ ،‬مرة واحدة‪ ،‬ونلك حلديث‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫محران موىل عث ن بن عفان وعبد اهلل بهن ديهد ‪ ، ‬فقهد ثبه عنه‪  :‬أنه‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫توضأ ثالث ًا ثالث ًا‪ ،‬وهذا كثري‪ ،‬وثب أن‪ :‬توضأ مرتني مرتني ‪ ،‬وثب عن‪  :‬أن‪:‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫توضأ مرة مرة ‪ ،‬وثب عن‪ :‬أن‪ :‬غسل بعض أعضا ‪ :‬مهرتني وبعضهها ثالثه ًا ‪،‬‬
‫ف داد ع املرة اىل الثالث‪ ،‬تنة بغري خالف‪.‬‬

‫وقولو‪ -‬رمحو اهلل‪« :-‬وأه هس الرأس فال عستحب تكلرار كول دللت عللى‬
‫ذلك األح دعث الصحيحة»‪:‬‬
‫ونلك حلديث عبد اهلل بن ديد السابق قام‪« :‬ثمم أدخمل يديمه فمسمح هبمام‬
‫(‪)6‬‬
‫رأسه‪ ،‬فأقبل هبام وأدبر مرة واحدة» ‪ ،‬وهذا مذهب اإلمام أيب حنيفة‪ ،‬وأمحهد‪-‬‬

‫(‪ )1‬تبق خترجي‪( :‬ص ‪.)225‬‬


‫(‪ )2‬تبق خترجي‪( :‬ص ‪.)225‬‬
‫(‪ )3‬روى البخاري (‪ )43/1‬من حديث عبد اهلل بن ديد أن النبي ‪(( :‬توضأ مرتني مرتني))‪.‬‬
‫(‪ )4‬روى البخاري (‪ )43/1‬من حديث ابن عباس قام‪(( :‬توضأ النبي ‪ ‬مر ًة مر ًة))‪.‬‬
‫(‪ )5‬روى البخاري (‪ ،)48/1‬ومسلم (‪ )27/1‬من حديث عبد اهلل بن ديد أن النبي ‪(( ‬كان انا توضأ‬
‫أفرغ ع يدي‪ :‬فغسل مرتني ثم مضمض واتتنثر ثالث ًا‪ ،‬ثم غسل وجه‪ :‬ثالث ًا ثم غسل يدي‪ :‬مهرتني‬
‫مرتني اىل املرفقني ‪ ...‬احلديث))‪.‬‬
‫(‪ )6‬تبق خترجي‪( :‬ص‪.)225‬‬
‫‪229‬‬ ‫الدرس الثالث عشر‪ :‬فروض الوضوء‬

‫رمحه اهلل‪ ،-‬رواية واحدة‪ ،‬خالف ًا لإلمهام الشهافعي القا هل باتهتحباب مسهح‬
‫(‪)1‬‬
‫الرأس ثالث ًا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلفصاح (‪ ،)3/1‬رمحة األمة (ص ‪.)48‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪230‬‬
‫الدرس الرابع عشر‬
‫نواقض الوضوء‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪232‬‬
‫‪233‬‬ ‫الدرس الرابع عشر‪ :‬نواقض الوضوء‬

‫الدرس الرابع عشر‬


‫نواقض الوضـوء‬

‫نواقض الوضوء‪ ،‬وهي ستة‪:‬‬


‫اخلارج من السبيلني‪ ،‬واخلارج الفاحش النجس منن ادسنو‪ ،‬وزوال العقن بجنو‬
‫أو غريه‪ ،‬وم الفرج باليو قبالً كان أو دبراً من غري حائ ‪ ،‬وأك حلم اإلبن ‪ ،‬والنرد‬
‫عن اإلسال ‪ ،‬أعاذنا اهلل واملسلمني من ذلك‪.‬‬
‫تجبيه ها ‪:‬‬
‫أما غسن املين ‪ :‬فالصنيي أننه ي قنجقض الوضنوء‪ ،‬وهنو قنول أكرنر أهن العلنم‬
‫لعو الولي على ذلنك‪ ،‬لننن لنو أتناب قنو الفاسن فنرج املين منن غنري حائن و ن‬
‫عليه أي مي فرج املي إي من وراء حائ ‪ ،‬وهنذا م املرأ‬ ‫عليه الوضوء‪ ،‬والوا‬
‫أت ن قننولي‬ ‫ي قننجقض الوضننوء مًلق ناً‪ ،‬سننواء ك نان ذلننك عننن ‪،‬ننوو ‪ ،‬أو غننري ‪،‬ننوو‬
‫العلماء‪ ،‬ما مل خيرج مجه ‪،‬يء؛ ألن الجيب ‪ ‬قب بعض نسائه ثم تلى ومل قتوضأ‪.‬‬
‫آقيت الجساء‪ ،‬واملائو ‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦﭼ‬ ‫أما قنننول اهلل سنبيانه‬
‫(الجساء‪(،)43 :‬املائو ‪ ،)6 :‬فاملراد به‪ :‬ادماع‪ ،‬األت من قولي العلماء‪ ،‬وهو قول ابن‬
‫عباس‪ -‬رضي اهلل عجوما‪ ،-‬ومجاعة من السلف واخللف ‪.‬‬
‫واهلل ولي التوفيق‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪234‬‬

‫قوله‪« :‬نواقض الوضوء»‪:‬‬


‫النواقض‪ :‬مجع ناقض‪ ،‬وقيل‪ :‬مجع ناقضة ال ناقض‪ ،‬ألنه جيمع عىل فواعل‪،‬‬
‫وهو يف اللغة‪ :‬حل املربم‪ ،‬ثم استعمل يف إبطال الوضوء بام عينه الشارع‪.‬‬
‫واملراد هنا مفسداته‪ :‬التي إذا طرأت عليه أفسدته وأبطلت الفائدة منه‪.‬‬
‫ونواقض الوضوء‪ :‬رضبان‪ :‬أحداث‪ ،‬وأسباب‪.‬‬
‫فاألحداث ما تنقض الوضوء بنفسها‪ ،‬وهي عىل النحو التايل‪ :‬اخلارج من‬
‫السبيلني‪ ،‬اخلارج الفاحش النجس م اجلسند‪ ،‬ألنل نم ا‪،‬بنل‪ ،‬النردة عن‬
‫ا‪،‬سالم‪.‬‬
‫وأما األسباب‪ :‬ما لان مظنة لنقض الوضوء‪ ،‬وهي عىل النحو التنايل‪ :‬ووال‬
‫ال لان أو دبر ًا م غري حائل‪.‬‬
‫العقل بنوم أو غريه‪ ،‬ومس الفرج باليد قب ً‬

‫قوله‪« :‬وهي ستة»‪:‬‬


‫أي أن نواقض الوضوء ستة‪ ،‬عىل ما اختاره الشني ‪ -‬رمحنه اه‪ ،-‬وتنقسنم‬
‫إىل قسمني‪:‬‬
‫األول‪ :‬نواقض جممع عليها‪ :‬وهي املستندة إىل لتاب اه وسنة رسوله ‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬نواقض فيها خالف‪ :‬وهي املبنية عىل أدلة خمتلف يف صنحتها‪ ،‬فمن‬
‫صحت عنده م أهل العلنم‪ ،‬قنال ‪،‬نا‪ ،‬ومن ح تننه عننده ح ‪،‬قنل ‪،‬نا‪ ،‬إمنا‬
‫لضعفها أو ملعارضتها ألدلة أخرى‪.‬‬
‫والشي ‪ -‬رمحه اه‪ -‬قد اقترص عىل ما أمجع عليه أو منا صنه دليلنه‪ ،‬أو منا‬
‫لان العمل به أحوط‪ .‬واه أعلم‪.‬‬
‫‪235‬‬ ‫الدرس الرابع عشر‪ :‬نواقض الوضوء‬

‫الجاقض األول‪ :‬اخلارج من السبيلني‪:‬‬


‫لالبول‪ ،‬والغائط‪ ،‬والر‪،‬ه‪ ،‬واملذي‪ ،‬والودي‪ ،‬واملني‪ ،‬فهذه تنقض الوضوء‬
‫(‪)1‬‬
‫إمجاع ًا لام قاله اب قدامة يف «املغني» ‪ ،‬ودم املستحاضة ‪،‬ننقض الوضنوء عنىل‬
‫النحيه‪.‬‬
‫واألدلة‪ :‬قوله تعاىل‪ :‬ﭽﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﭼ (النساء‪ ،)٤٣ :‬و د‪،‬ث‬
‫يأم ُرنانرذا ركاانرواًر نرال رنرناا ر‬
‫صفوان ب عسال قنال‪« :‬كان رسوا ار ر‪‬ر ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫خًنفانرثالثةرالينمرولينليهن‪،‬رذنرمنرجانبة‪،‬رولكانرمانرغانط روبا ارونا م» ‪،‬‬
‫وللحد‪،‬ث املتفق عليه أن النبني ‪ ‬قنال‪« :‬نرياصاارفرالحاكك رحىايريعا ر‬
‫(‪)3‬‬
‫ص ت ننرالورجيكرسحي نرن» ‪.‬‬
‫ال أو لثري ًا‪ ،‬طاهر ًا لناملني‪ ،‬أو‬
‫فالذي خيرج م السبيلني ‪،‬نقض الوضوء قلي ً‬
‫نجس ًا لالبول والغائط‪ ،‬معتاد ًا لان ذلك اخلارج أو نادر ًا‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬خروج الر‪،‬ه م قبل املرأة ال ‪،‬نقض الوضوء‪ ،‬لذا أجابت اللجننة‬
‫(‪)4‬‬
‫الدائمة ‪ .‬واه أعلم‪.‬‬
‫الجاقض الراني‪ :‬اخلارج الفاحش الجس من ادسو‪:‬‬
‫وهنا رشطان‪ :‬أن ‪،‬كون فاحشن ًا أي لثنري ًا‪ ،‬وأن ‪،‬كنون نجسن ًا‪ ،‬مثنل الندم‬
‫الكثري‪ ،‬والقيء الكثري‪ ،‬والند‪،‬د الكثري‪ ،‬والشني ‪ -‬رمحنه اه‪ -‬اعتنرب اخلنارج‬

‫(‪ )1‬املغني (‪ :)125/1‬نقل ا‪،‬مجاع ع اب املنذر‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه أمحد (‪ ،)11/٣0‬والنسائي (‪ ،)8٣/1‬والرتمذي (‪ )159/1‬وقال‪ :‬هذا حد‪،‬ث حس صحيه ‪.‬‬
‫(‪ )٣‬رواه البخاري‪( :‬باب م ح ‪،‬ر الوضوء إال م املخرجني م القبل والدبر)‪ ،‬ومسلم ‪( :‬باب الدليل‬
‫عىل أن م ‪،‬تق الطهارة ثم شك يف ا دث فله أن ‪،‬نيل بطهارة تلك ‪.)276/1 ...‬‬
‫(‪ )٤‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)1٤٤/٣‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪236‬‬

‫الفاحش النجس م بقية اجلسد ناقض ًا عم ً‬


‫ال باألحوط‪ ،‬واملشهور من منذه‬
‫ا‪،‬مام أمحد‪ -‬رمحه اه‪ -‬النقض بذلك ألنه نجاسة خارجة م البندن‪ ،‬أشنبهت‬
‫اخلارج م السبيل‪ ،‬والروا‪،‬ة الثانية عنه‪ ،‬عدم النقض ألنه ال نص فيه‪ ،‬أي نص‬
‫صحيه‪ ،‬وال ‪،‬نه قياسه عىل السبيلني‪ ،‬واختناره شني ا‪،‬سنالم ابن تيمينة‪-‬‬
‫رمحه اه‪ -‬حيث قال‪ :‬والدم والقيء وغريمها م النجاسات اخلارجة من غنري‬
‫املخرج املعتاد ال تنقض الوضو َء ولو لثرت(‪ ،)1‬واختاره الشي عبدالرمح بن‬
‫سعدي(‪ ،)2‬واب عثيمني(‪ ،)3‬واللجنة الدائمة ح تعند الندم ناقضن ًا لعندم وجنود‬
‫الدليل‪ ،‬لك ترى م األحس الوضوء خروج ًا م اخلالف(‪.)4‬‬
‫قال اب قدامنة يف «املغنني»‪ :‬والننجس‪ -‬أي اخلنارج من غنري السنبيلني‪-‬‬
‫وابن عمنر‬ ‫‪،‬نقض الوضنوء يف اجلملة روا‪،‬نة واحندة‪ ،‬روي عن ابن عبنا‬
‫وسعيد ب املسي ‪ ،‬وعلقمة‪ ،‬وعطاء‪ ،‬وقتادة‪ ،‬والثوري‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وأصنحاب‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الرأي ‪ ،‬واختاره الشي حممد ب عبدالوهاب ‪ ،‬واب باو لام سبق‪.‬‬
‫ال أو لثري ًا طاهر ًا لاملخاط والبزاق والعرق وغريهنا‬
‫أما إن لان اخلارج قلي ً‬
‫فإنه ال ‪،‬بطل الوضوء وهذا هو املذه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الفتاوى الكربى (‪.)٣06/5‬‬


‫(‪ )2‬فقه الشي اب سعدي (‪.)27٤/1‬‬
‫(‪ )٣‬جمموع فتاوى ورسائل الشي اب عثيمني (‪.)٣71/22‬‬
‫(‪ )٤‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)261/5‬‬
‫(‪ )5‬املغني (‪.)1٣6/1‬‬
‫(‪ )6‬خمترص ا‪،‬نناف والرشح الكبري (‪.)٤9‬‬
‫‪237‬‬ ‫الدرس الرابع عشر‪ :‬نواقض الوضوء‬

‫الجاقض الرالث‪ :‬زوال العق بجو أو غريه‪:‬‬


‫النوم فيه خالف طو‪،‬ل‪ ،‬والنحيه أن النوم املستغرق النذي ‪،‬نذه معنه‬
‫ا‪،‬حسا ‪ ،‬فال حيس النائم بم حوله‪ ،‬هو الذي ‪،‬نقض الوضوء وهذا اختينار‬
‫شي ا‪،‬سالم اب تيمية‪ ،‬ودليل هذا النناقض حند‪،‬ث عنيل بن أا طالن ‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول اه ‪ « ‬لا مروكنءر لعهرف ن ننمرفليى ضأ» ‪.‬‬
‫أما اجلنون وا‪،‬غامء والسنكر ومنا أشنبه ذلنك من رشب األدو‪،‬نة املز‪،‬لنة‬
‫للعقل‪ ،‬فتنقض الوضوء اليسري منهنا والكثنري‪ ،‬وحكنإل ا‪،‬مجناع يف ذلنك ابن‬
‫(‪)2‬‬
‫قدامة يف «املغني» نق ً‬
‫ال ع ابن املننذر ‪ ،‬وألن هنذه األشنياء أشند يف ذهناب‬
‫م النوم‪ ،‬بدليل أن م تلبس ‪،‬ا أنه ال ‪،‬نتبه إذا نبه‪ ،‬فناجلنون مز‪،‬نل‬ ‫ا‪،‬حسا‬
‫للعقل‪ ،‬وا‪،‬غامء والسكر مغطيان للعقل‪ ،‬و‪،‬لحنق ‪،‬نام املخندر(البنج) ومنا يف‬
‫معناه‪.‬‬
‫الجاقض الرابع‪ :‬م الفرج باليو قبالً كان أو دبراً من غري حائ ‪:‬‬
‫الفرج‪ :‬اسم ملخرج ا دث‪، ،‬تناول الذلر والدبر وقبل املرأة‪.‬‬
‫د‪،‬ث جابر وبرسة بنت صفوان ‪ ‬أن رسول اه ‪ ‬قال‪« :‬منرمسراكرهر‬
‫(‪)3‬‬
‫فليى ضأ» ‪ ،‬ويف الباب حد‪،‬ث أم حبيبة وأا أ‪،‬وب وأا هر‪،‬رة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أمحد (‪ ،)227/2( ،)9٣/28‬وأبو داود (‪ ،)52/1‬و اب ماجه‪ ،)161/1( :‬قال اب حجنر‬
‫يف التلخيص (‪ ...« :)٣٣٣/1‬وقال أمحد حد‪،‬ث عيل أثبنت من حند‪،‬ث معاو‪،‬نة يف هنذا البناب‬
‫وحس َ املنذري واب النالح والنووي حد‪،‬ث عيل‪.»...‬‬
‫َّ‬
‫(‪ )2‬املغني (‪.)128/1‬‬
‫(‪ )٣‬رواه أمحد (‪ ،)265/٤5‬وأبو داود‪ ،)٤6/1( :‬والرتمذي (‪ )126/1‬وقال‪ :‬هذا حد‪،‬ث حس‬
‫صحيه‪ ،‬وقال البخاري‪ :‬هو أصه ٍ‬
‫شئ يف هذا الباب‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪238‬‬

‫والنقض بمس الفرج دون حائل هو املشهور ع ا‪،‬مام أمحد‪ ،‬وهو مذه‬
‫اب عمر وسعيد ب املسي وعطاء‪ ،‬وأبنان بن عنثامن‪ ،‬وعنروة‪ ،‬وسنليامن بن‬
‫‪،‬سار‪ ،‬والزهنننري واألوواعي والشافعي‪ ،‬وهو املشنهور من منذه مالنك‪،‬‬
‫بقيد اللذة‪ ،‬وهي الروا‪،‬ة األخرية(‪ ،)1‬ورجحنت اللجننة الدائمنننننة للبحنوث‬
‫العلمية وا‪،‬فتاء(‪ ،)2‬والشي عبدالعز‪،‬ز ب بناو(‪ - )3‬رمحنه اه‪ -‬الننقض بمنس‬
‫الفرج دون حائل‪.‬‬
‫وأما لو مس الفرج بحائل‪، ،‬عني‪ :‬م وراء ثوب أو خرقة وما شا‪،‬هام فنال‬
‫‪،‬نقض الوضوء‪ ،‬قوالً واحد ًا‪.‬‬
‫أما ما جاء يف حد‪،‬ث طلق ب عيل ‪ ‬يف الرجل ‪،‬منس فرجنه يف الننالة‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فقال ‪« :‬ذنامره ربضعةرماك» ‪ ،‬فهو حد‪،‬ث ضعيف ال ‪،‬قوى عنىل معارضنة‬
‫األحاد‪،‬ث النحيحة الدالة عىل أن مس الذلر ‪،‬ننقض الوضنوء‪ ،‬واألصنل أن‬
‫(‪)5‬‬
‫األمر للوجوب‪ ،‬وعىل تقد‪،‬ر صحته فهو منسوخ بحد‪،‬ث برسة املتقدم ‪ ،‬وأمنا‬
‫شي ا‪،‬سالم اب تيمية‪ -‬رمحه اه‪ :-‬فريى استحباب الوضوء م مس الفنرج‬
‫(‪)6‬‬
‫ال الوجوب ‪.‬‬

‫(‪ )1‬التوضيه رشح خمترص اب ا اج (‪ ،)151/1‬رشح خمترص خلينل للحطناب (‪ ،)٤58/1‬عقند‬


‫اجلواهر الثمينة (‪.)٤6/1‬‬
‫(‪ )2‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)116/٤‬‬
‫(‪ )٣‬جمموع فتاوى اب باو (‪.)20/6‬‬
‫(‪ )٤‬رواه أمحد يف مسنده (‪.)116/26‬‬
‫(‪ )5‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)285/5‬‬
‫(‪ )6‬تيسري الفقه اجلامع لالختيارات الفقهية لشي ا‪،‬سالم اب تيمية (‪.)1٤5/1‬‬
‫‪239‬‬ ‫الدرس الرابع عشر‪ :‬نواقض الوضوء‬

‫الجاقض اخلام ‪ :‬أك حلم اإلب ‪:‬‬


‫نوم الغننم‪،‬‬ ‫د‪،‬ث جابر ب سمرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬سئل ع الوضوء م‬
‫(‪)1‬‬
‫نوم‬ ‫فقال‪« :‬ذ رشئترفى ضأ‪،‬روذ رشئترفاالرتى ضاأ» ‪ ،‬قينل‪ :‬أنتوضنأ من‬
‫(‪)2‬‬
‫ا‪،‬بل؟ قال‪« :‬نع رت ضأرمنرحل مر إلبل» ‪ ،‬و د‪،‬ث الرباء ‪ ‬وفيه «ت ضاؤو ر‬
‫(‪)3‬‬
‫منرحل مر إلبل» ‪ ،‬وهذا هو املذه واملشهور ع ا‪،‬مام أمحد خالفن ًا لئئمنة‬
‫الثالثة‪ ،‬وهل هذا خمنوص باللحم دون بقية األجزاء؟ أم عام؟ مثل‪ :‬الكنر‬
‫والكبد والشحم والكلية واألمعاء‪ ،‬يف املسألة وجهان‪:‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ألوا‪ :‬أنه ال فرق‪ ،‬وهذا اختيار السعدي واب عثيمني ‪.‬‬
‫لثنين‪ :‬أن ذلك خمنوص بناللحم‪ ،‬فنال ‪،‬تعنداه إىل غنريه‪ ،‬وهنذا اختينار‬
‫(‪)6‬‬
‫الشي حممد ب إبراهيم‪ ،‬واللجنة الدائمة والشي عبدالعز‪،‬ز ب‬
‫(‪)7‬‬
‫باو ‪.‬‬
‫وأمننا اللننب واملننرق فننال ‪،‬توضننأ‪ ،‬إال عننىل سننبيل االسننتحباب نند‪،‬ث‪:‬‬
‫(‪)8‬‬
‫«ت ضؤو رمنراللبن ر إلبل» ‪.‬‬

‫وم ا‪،‬بل ‪.)275/1‬‬ ‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬باب الوضوء م‬


‫وم ا‪،‬بل ‪.)275/1‬‬ ‫(‪ )2‬رواه مسلم‪( :‬باب الوضوء م‬
‫(‪ )٣‬رواه أمحد م حد‪،‬ث أسيد ب خضري ‪.٣52/٤ ‬‬
‫(‪ )٤‬فقه الشي اب سعدي (‪.)275/1‬‬
‫(‪ )5‬جمموع فتاوى ورسائل اب عثيمني (‪.)196/11‬‬
‫(‪ )6‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)276/5‬‬
‫(‪ )7‬فتاوى نور عىل الدرب (‪.)2٣1/5‬‬
‫وم ا‪،‬بل ‪.)166/1‬‬ ‫(‪ )8‬رواه أمحد (‪ ،)٤٤٣/21‬واب ماجه‪( :‬باب ما جاء يف الوضوء م‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪240‬‬

‫الجاقض السادس‪ :‬الرد عن اإلسال ‪ ،‬أعاذنا اهلل واملسلمني من ذلك‪:‬‬


‫والردة هي ا‪،‬تيان بام خيرج م ا‪،‬سالم بقول أو عمل أو اعتقاد‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫النطق بكلمة الكفر‪ ،‬أو السجود لغري اه‪ ،‬أو الذبه أو النذر لئولياء‬
‫واملقبور‪ ، ،‬أو جحد ربوبية اه‪ ،‬أو جحد صفة م صفاته أو لتاب م لتبه‪،‬‬
‫أو جحد املالئكة‪ ،‬أو البعث‪ ،‬أو اجلنة‪ ،‬أو النار‪ ،‬أو جحد رسله‪ ،‬أو جحد ما‬
‫حرم اه م املحرمات املعلومة م الد‪ ،‬بالرضورة‪ ،‬أو حتر‪،‬م ما أحل اه مما‬
‫علم م الد‪ ،‬بالرضورة‪ ،‬أو اعتقاد أن ه ‪ ‬صاحبة أو ولد ًا‪ ،‬أو سبه ‪ ،‬أو‬
‫رسوله ‪ ،‬أو االستهزاء بد‪،‬نه‪ ،‬أو الشك يف نبوته أو صحة رسالته‪ ،‬أو‬ ‫س‬
‫جعل وسائط بينه وبني اه ‪،‬دعوهم أو ‪،‬تولل عليهم م دون اه أو مع اه‪ ،‬أو‬
‫الكفر‪،‬ة‪ ،‬لالشيوعية واملارلسية والعلامنية وغريها م‬ ‫انتحال بعض املذاه‬
‫األقوال واألعامل‬ ‫املاد‪،‬ة امللحدة‪ ،‬إىل غري ذلك م‬ ‫املبادئ واملذاه‬
‫واالعتقادات املوجبة لكفر صاحبها وحبوط عمله‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﭽ ﯽ ﯾ‬
‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈﭼ ر( املائدة‪ ،)5 :‬وقوله‪:‬‬
‫ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﭼ (الزمر‪ ،)65 :‬فم أتإل شيئ ًا م هذه النواقض‪ ،‬فقد‬
‫انتقض وضوؤه‪ ،‬ألن الرشك والكفر حمبط للعمل‪ ،‬والوضوء م العمل‪،‬‬
‫ومثله‪ :‬التيمم‪ ،‬فم عاد إىل ا‪،‬سالم‪ ،‬فليس له صالة حتإل ‪،‬توضأ‪ ،‬وإن لان‬
‫متوضئ ًا قبل الردة‪ ،‬عىل مقتىض هذا القول‪ ،‬وعىل املذه ‪ ،‬ال بد له م الغسل‬
‫عىل ما سيأيت إن شاء اه تعاىل‪.‬‬
‫‪241‬‬ ‫الدرس الرابع عشر‪ :‬نواقض الوضوء‬

‫والشي ‪ -‬رمحه اه ‪ -‬عد الردة‪ -‬والعياذ باه‪ -‬م نواقض الوضوء‪ ،‬وفاقن ًا‬
‫ألا القاسم اخلرقي يف خمترصه‪ ،‬والشي حممد ب إبراهيم‪-‬رمحهام اه تعاىل‪ -‬يف‬
‫رشوط النالة‪ ،‬وهو م مفردات مذه ا‪،‬مام أمحد‪ -‬رمحه اه‪ ،-‬وهنو قنول‬
‫األوواعنني وأا ثننور خالف ن ًا لئئمننة الثالثننة‪ ،‬واملشننهور م ن املننذه ‪ ،‬قننال‬
‫الزرليش‪ -‬رمحه اه‪ -‬وح ‪،‬عد القايض يف جامعنه وخنناله‪ ،‬وأبنو اخلطناب يف‬
‫هدا‪،‬ته‪ ،‬واب البنا‪ ،‬واب عقيل يف تذلرته‪ ،‬وصناح التلخنيص‪ ،‬والسنامري‪،‬‬
‫الردة م النواقض‪ ،‬فقيل‪ :‬ألهنا ال تنقض عنندهم‪ ،‬وقينل‪ :‬إننام ترلوهنا لعندم‬
‫فائدهتا‪ ،‬ألنه إن ح ‪،‬عد إىل ا‪،‬سالم فظاهر‪ ،‬وإن عناد إىل ا‪،‬سنالم وجن علينه‬
‫الغسل‪ ،‬و‪،‬دخل فيه الوضوء‪ ،‬وقد أشار إىل ذلنك القنايض يف اجلنامع الكبنري‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فقال‪ :‬ال معنإل جلعلها م النواقض مع وجوب الطهارة الكربى ‪.‬أ‪.‬هن‪.‬‬
‫وا اصل أن حبوط األعامل بالردة مرشوط باملوت عليها بنص‬
‫اآل‪،‬ة‪ :‬ﭽﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢﭼ (البقرة‪ ،)217 :‬لك ما ذلره الشي ‪ -‬رمحه اه‪ -‬فيه احتياط‬
‫وخروج ًا م اخلالف‪ .‬واه أعلم‪.‬‬
‫ثم دعا الشي ‪،‬ذا الدعاء‪ -‬أعاذنا اه واملسلمني م ذلك‪ -‬وهذا م متنام‬
‫حرصه‪ -‬رمحه اه‪ -‬عىل عقائد إخوانه املسلمني‪ ،‬ولعلمه بخطورة هذا النناقض‬
‫الذي حيبط العمل وهيوي بناحبه إىل النار‪ ،‬واه أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬املغني (‪ )85/1‬ط األفكار‪ ،‬رشح الزرليش (‪.)2٤1/1‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪242‬‬

‫قال الشيخ‪ :‬تجبيه ها ‪ :‬أما غس املي ‪ :‬فالصيي أنه ي قنجقض الوضنوء‪،‬‬


‫و هو قول أكرر أه العلم لعو الولي على ذلك‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قال اب قدامة‪ -‬رمحه اه‪ : -‬وهذا قول ألثنر الفقهناء وهنو الننحيه إن‬
‫شاء اه‪ ،‬ألن الوجوب م الشننرع‪ ،‬وح ‪،‬نرد يف هنذا ننص‪ ،‬وال هنو يف معننإل‬
‫املننوص عليه‪ ،‬فبقي عىل األصل‪ ،‬وألنه غسل آدمي‪ ،‬فأشبه غسل ا ي‪ ،‬ومنا‬
‫روي ع أمحد يف هذا حيمل عىل االستحباب دون ا‪،‬جياب‪ ،‬فإن لالمه ‪،‬قتضن‬
‫َ‬
‫العمل با د‪،‬ث املروي ع النبني ‪« ‬مانرغعااااالر‬ ‫نفي الوجوب‪ ،‬فإنه ت ََر َك‬
‫(‪)2‬‬
‫ميى ننرفليغىعل» ‪ ،‬وعلل ذلك بأن النحيه أنه موقوف عىل أا هر‪،‬رة‪ .‬أ‪.‬هن ‪.‬‬
‫والقول الثاين يف املسألة‪ :‬أن غسل امليت ‪،‬نقض الوضوء للحد‪،‬ث املذلور‪،‬‬
‫وأا هر‪،‬نرة‬ ‫و‪،‬فتاء مجاعة م النحابة بذلك لعبداه ب عمرو وابن عبنا‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬أمجعني‪ ،‬وهو قول إسحاق والنخعني ‪ ،‬وهنو املشنهور يف املنذه ‪ ،‬فمن‬
‫توضأ خروج ًا م اخلالف واحتياط ًا للعبادة‪ ،‬فذلك حس ‪ ،‬واه أعلم‪.‬‬

‫قال الشيخ‪ :‬لنن لو أتاب قو الفاس فرج املي من غري حائن و ن علينه‬
‫عليه أي مي فرج املي إي من وراء حائ ‪:‬‬ ‫الوضوء‪ ،‬والوا‬
‫ألنه لام تقرر وترجه سابق ًا وهو ما ‪،‬رجحه الشي اب باو‪ -‬رمحنه اه‪ :-‬أن‬
‫مس الفرج ناقض للوضوء‪ ،‬سواء لان فرج حي أو ميت أو صغري أو لبنري‪ ،‬إال‬

‫(‪ )1‬املغني (‪.)1٤1/1‬‬


‫(‪ )2‬رواه اب ماجه‪( :‬باب ما جناء يف غسنل املينت ‪ ،)٤70/1‬ورواه أمحند من مسنند أا هر‪،‬نرة ‪‬‬
‫‪.187/1٣‬‬
‫(‪ )٣‬املغني (‪ )85/1‬ط األفكار‪.‬‬
‫‪243‬‬ ‫الدرس الرابع عشر‪ :‬نواقض الوضوء‬

‫إن لان املس م وراء حائل‪ ،‬فإنه ال ‪،‬ننقض الوضنوء‪ ،‬والواجن أن ال ‪،‬منس‬
‫فرج امليت إال م وراء حائل عند غسله‪.‬‬

‫قننال الشننيخ عبننوالعهقه ر ننه اهلل‪ :‬وهنننذا م ن املننرأ ي قننجقض الوضننوء‬


‫أتن قنولي العلمناء‪ ،‬منا مل‬ ‫مًلقاً‪ ،‬سواء كنان ذلنك عنن ‪،‬نوو ‪ ،‬أو غنري ‪،‬نوو‬
‫خيرج مجه ‪،‬يء‪:‬‬
‫‪،‬عني مثل املذي‪ ،‬فإن الوضوء ‪،‬نتقض م أجل خروج املذي ال من أجنل‬
‫املس بشهوة‪ ،‬وهو قول أا حنيفة وروا‪،‬ة ع أمحد واختاره شي ا‪،‬سنالم؛ ألن‬
‫الجيب ‪ ‬قب بعض نسائه ثم تلى ومل قتوضأ‪ ،‬لام يف حند‪،‬ث عائشنة‪ -‬ريض‬
‫(‪)1‬‬
‫اه عنها‪«:-‬ال ر لابير‪‬رق َّبلربعضرنعنطهرث رخرجرذىلر لصالةروملريى ضأ» ‪.‬‬
‫وهذا الذي اختاره الشي ‪ -‬رمحه اه‪ -‬أحند األقنوال يف املسنألة‪ ،‬والثناين‪:‬‬
‫‪،‬نقض مطلق ًا‪ ،‬وهو قول الشافعي ومجاعة‪ ،‬والثالنث‪، :‬ننقض إن لنان لشنهوة‪،‬‬
‫وهذا هو املشهور يف املذه ‪ ،‬وهو قول علقمة وأا عبيندة والنخعني وا كنم‬
‫(‪)2‬‬
‫ومحاد ومالك والثنوري وإسنحاق والشنعبي ‪ ،‬وا ند‪،‬ث النذي اسنتدل بنه‬
‫(‪)3‬‬
‫الشي ‪ -‬رمحه اه‪ -‬خمتلف يف صحته يف لالم طو‪،‬ل ألهل العلم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ا‪،‬مام أمحد (‪ ،)79٤/٤2‬والرتمذي (‪ ،)1٣٣/1‬واب ماجه (‪.)168/1‬‬


‫(‪ )2‬املغني (‪ )85/1‬ط األفكار‪.‬‬
‫(‪ )٣‬منحة العالم (‪.)297/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪244‬‬

‫آقيت الجساء‪ ،‬واملائو ‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ‬ ‫قال الشيخ‪ :‬أما قول اهلل سبيانه‬
‫ﯦﭼ (الجساء‪(،)43 :‬املائو ‪ ،)6 :‬فاملراد به‪ :‬ادماع‪ ،‬األت من قولي العلماء‪،‬‬
‫وهو قول ابن عبنننناس رضي اهلل عجوما‪ ،‬ومجاعننننننة من السننننننننلف واخللف‬
‫والشعبي ومرسوق وعكرمة‬ ‫لعيل وعائشنننة ‪ ،‬وعطاء وا س وطاوو‬
‫وسننعيد ب جبري وغريهم ‪ -‬رمحهم اه تعاىل‪ ،-‬وهذا ما اختاره الشي ‪ -‬رمحه‬
‫اه‪ -‬م محل اآل‪،‬ة عىل اجلامع‪ ،‬وهو قول م ذلر م النحابة وغريهم‬
‫م السلف‪ ،‬والقول الثاين يف اآل‪،‬ة‪ :‬أن ذلك حممول عىل ما دون اجلامع‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وهو قول عبداه ب مسعود ومجاعة ‪ ،‬وهو دليل القائلني بنقض الوضوء‬
‫م املس‪ ،‬واه تعاىل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬تفسري اب لثري (‪.)٣15/2‬‬


‫الدرس اخلامس عشر‬
‫التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪246‬‬
‫‪247‬‬ ‫الدرس اخلامس عشر‪ :‬التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬

‫الدرس اخلامس عشر‬


‫التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬

‫التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‪ ،‬ومنها‪:‬‬


‫الصددد ق‪ ،‬واألماندددة‪ ،‬والف‪،‬ددداي‪ ،‬واواددداع‪ ،‬والشددد اعة‪ ،‬والكدددرو‪ ،‬والء‪،‬ددداع‪،‬‬
‫والنزاهة عن كل ما حرو اهلل‪ ،‬وحسن اجلءار‪ ،‬ومساع ة ذوي اواجة حسب الطاقدة‪،‬‬
‫وغري ذلك من األخالق اليت دل الكتاب أو السنة على شرعاتها‪.‬‬

‫ملاذا تناول الشيخ يف هذا الكتاب‪« :‬الدروس املهمة لعامة األمةة» موضوو‬
‫األخالق‪ ،‬أنواعها وفضوالهها‪ ،‬وذلو عدوأ أت تكهو ‪ -‬رمحو اه‪ -‬عو سوور‬
‫الفاحتة وتفسريها‪ ،‬وع الدقيأ وأمهيتها اعتأا ًء عأركات اإلسالم وأركات اإليامت‬
‫وأقسام التوحيأ‪ ،‬ث تكه ع مهامت الفق كالصال والوضوء وغري ذل ‪.‬‬
‫الذي يظهر‪ -‬واه أعه ‪ -‬أنو تنواول موضوو أخوالق املسوه لسسوباب‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أت حس اخلهق م كامل الأي وحماسن ‪ ،‬فد أيب هرير ‪ ‬أت النبو‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬قال‪« :‬أكمل املؤمنني إيامن ًا أحسنهم ُخ ُلق ًا» ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن سبب لأخول اجلنة‪ ،‬وحصول عىل أعوىل مناهلاوا‪ ،‬فدو أيب أماموة‬

‫(‪ )1‬أخرج أمحأ (‪ ،)478/16‬وأعو داود (‪ ،)354/4‬والرتموذي (‪ )466/3‬وقوال‪ :‬حوأي حسو‬


‫صحيح‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪248‬‬

‫البوووواه ‪ ‬قووووال‪ :‬قووووال رسووووول اه ‪« ‬أنةةةةا ةةةة م – أي‬


‫ضامن – بب ت يف ربض‪ -‬اجلنة ملن ترك املراء وإن كان حمق ًا‪ ،‬وبب ت يف‬
‫وسط اجلنة ملن ترك الكذب وإن كان ما ح ًا‪ ،‬وبب ت يف أ ىل اجلنة ملةن‬
‫(‪)1‬‬
‫حسن خلقه» ‪.‬‬
‫‪ -3‬أت اه وصف نبيووو ‪ ‬عحسووو اخلهق عقول ‪ :‬ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫‪ ،(4 :‬وقأ ُأمرنا عاالقتأاء ع ‪ ‬كام يف قول تداىل‪:‬‬ ‫(القه‬ ‫ﮞﮟ ﭼ‬
‫ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭼ (األحزاب‪ ، )21 :‬فالتخهق‬
‫عاألخالق احلسنة اقتأاء عسنة النب ‪. ‬‬
‫‪ -4‬أت حس اخلهق يثقل مواهلي املسوه يووم القياموة‪ ،‬ففو حوأي أيب‬
‫يشء أثقةل يف م ةنان‬
‫الأرداء ‪ ‬قال‪ :‬سمدت رسول اه ‪ ‬قال‪« :‬ما ٌ‬
‫املةةؤمن يةةلق الق امةةة مةةن ُخ ُل ة حسةةن‪ ،‬وإن اح ل ةةب ض ال ةةاح‬
‫(‪)2‬‬
‫البذيء» ‪.‬‬
‫‪ -5‬أت التح عاخلهق احلس يبهغ عصواحب درجوة الصوال القوال ‪ ،‬ففو‬
‫حأي عالشة ريض اه عنها قالت‪ :‬سمدت رسول اه ‪ ‬يقول‪« :‬إن‬
‫(‪)3‬‬
‫املؤمن ل درك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أعووو داود (‪ )400/4‬وصووحح النووووي يف ريوواحل الصوواحل (‪ ،)216‬والنسووال رقوو‬
‫(‪ ،)3133‬وحسن األلباين يف السهسهة الصحيحة (‪.)491/1‬‬
‫(‪ )2‬رواه الرتمذي (عاب ما جاء يف حس اخلهق ‪ ،)362/4‬وصحح األلبواين يف السهسوهة الصوحيحة‬
‫(‪.)450/2‬‬
‫(‪ )3‬رواه أمحأ (‪ ،)470/41‬واع حبات يف صحيح (‪ ،)228/2‬وأعو داود (‪ ،)400/4‬والنسوال يف‬
‫الكربى (‪ ،)12/3‬وصحح األلباين يف حتقيق عىل املشكا (‪.)5082‬‬
‫‪249‬‬ ‫الدرس اخلامس عشر‪ :‬التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬

‫‪ -6‬أت حس اخلهق سبب ملحبة الرسول ‪ ‬والقرب من يوم القيامة‪ ،‬فقأ‬


‫إيل وأقربكم مني جملس ًا يةلق الق امةة‬
‫قال الرسول ‪« :‬إن من أحبكم َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫أحاسنكم أخالق ًا» ‪.‬‬
‫معنى اخلل أو التحيل باخلل ‪:‬‬
‫قووال املوواوردي‪ :‬األخووالق‪ :‬غرالووز كامنووة‪ ،‬تظهوور عاالختيووار وتقهوور‬
‫(‪)2‬‬
‫عاالضطرار ‪ ،‬وقال أيض ًا‪ :‬حس اخلهق‪ :‬أت يكوت سهل الدريكة‪ ،‬ل اجلانب‪،‬‬
‫طهق الوج ‪ ،‬قهيل النفور‪ ،‬طيب الكهمة‪.‬‬
‫ث إت الشيخ اع عاهل‪ -‬رمحو اه‪ -‬ذكور أهو تهو األخوالق‪ ،‬وأعظمهوا‪،‬‬
‫وذكره اا كمثال حيتذى هبا‪ ،‬وإال ه أكثر م ذل ‪.‬‬
‫قال الشاخ‪( :‬ومنها الص ق)‪ :‬والصأق م األخالق األساسية الت يتفر‬
‫عنها غريها‪ ،‬قال احلارث املحاسب ‪ :‬وأعه رمح اه أت الصأق واإلخوال‬
‫أصل كل حال فم الصأق يتشدب الصرب والقناعة والزهأ والرضوا واألنو‬
‫(‪)3‬‬
‫‪..‬الخ ‪.‬‬
‫والصأق‪ :‬مطاعقة الهسوات لهحقيقوة‪ ،‬وأعو منو الصوأق موا اه واهر ًا‬
‫وعاطن ًا‪.‬‬
‫وقأ أمر اه ‪ ‬عباده عالصأق‪ :‬فقوال تدواىل‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ (التوعووة‪ ،)119 :‬وقووال النب و ‪« :‬إن الصةةد‬
‫هيدي إىل الرب‪ ،‬وإن الرب هيدي إىل اجلنة‪ ،‬وإن الرجل ل صد حتى يكتب ند اح‬

‫(‪ )1‬رواه أمحأ (‪ ،)29/11‬والرتمذي (‪.)438/3‬‬


‫(‪ )2‬تسهيل النظر وتدجيل الظفر ( ‪.)5‬‬
‫‪.)170‬‬ ‫(‪ )3‬رسالة املسرتشأي (‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪250‬‬

‫(‪)1‬‬
‫صديق ًا» ‪.‬‬
‫وم الصأق‪ :‬الصأق يف الكالم‪ ،‬ويف املواعيأ‪ ،‬والبيا والرشاء‪ ،‬ويف املزاح‬
‫وغري ذل ‪.‬‬
‫وضأ الصأق الكذب‪ ،‬وقأ حذر من النب ‪ ،‬وعوأه مو ييوات النفواق‪:‬‬
‫فقال ‪« :‬آية املناف ثالث‪ :‬إذا حةدث كةذب‪ ،‬وإذا و ةد أخلة ‪ ،‬وإذا أن ةن‬
‫(‪)2‬‬
‫خان» ‪.‬‬
‫ثم قال الشداخ (واألماندة)‪ :‬قال الكفوي‪ :‬واألمانة‪ :‬كل ما افرتحل اه عىل‬
‫الدباد فهو أمانة كالصال والزكوا والصويام وأداء الوأي ي ‪ ،‬وأوكوأها الودالوا‪،‬‬
‫وأوكأ الودالا كت األرسار‪ ،‬وقال يف موضا يخر‪ :‬كل ما يؤمت عهي م أموال‬
‫(‪)3‬‬
‫وحرم وأرسار فهو أمانة ‪.‬‬
‫قووووال اه تداىل‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬ ‫ولذل‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﭼ‬
‫(األحزاب‪ ، )72 :‬واألمانة هنا الفرالض وحأود اه ‪.‬‬
‫وقووال تدوواىل‪ :‬ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ (النسوواء‪، )58 :‬‬
‫وه الودالا ‪.‬‬
‫وم األمانة ما يكووت عو الرجول وهلوجتو ‪ ،‬ففو احلوأي أت النبو ‪‬‬
‫قال‪« :‬إن مةن أ مةم األمانةة نةد اح يةلق الق امةة‪ ،‬الرجةل ي رة إىل امرأتةه‬

‫(‪ )1‬أخرج البخاري‪( :‬عاب قول تداىل‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭼ‬


‫‪ ،)314/15‬وأخرج مسه ‪( :‬عاب قبح الكذب‪ ،‬وحس الصأق وفضه ‪.)2012/4‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬عاب عالمة املنافق ‪ ،)22/1‬ومسه ‪( :‬عاب عيات خصال النفاق ‪.)78/1‬‬
‫(‪ )3‬كتاب الكهيات ( ‪.)269‬‬
‫‪251‬‬ ‫الدرس اخلامس عشر‪ :‬التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬
‫(‪)1‬‬
‫وت ضةي إل ه ثم ينرش رسها» ‪.‬‬
‫عل أمرنا الرسول ‪ ‬أت نؤدي األمانة حتى إىل م خاننا‪ ،‬فف احلأي ‪« :‬أ ِّد‬
‫(‪)2‬‬
‫األمانة إىل من ائتمنك وال ختن من خانك» ‪.‬‬
‫وضأ األمانة اخليانة‪ ،‬وه م صفات املنافق ‪ ،‬كام يف حأي «آية املنةاف‬
‫(‪)3‬‬
‫ثالث‪ ... :‬وإذا ان ن خان» ‪.‬‬

‫ثددم قددال الشدداخ (والف‪،‬دداي)‪ :‬أي وم و األخووالق املرشووو التخهووق هبووا‪،‬‬


‫الدفاف‪ ،‬ومدنى الدفاف‪ :‬الكف عام ال حيل مو الفوواحو واملحرموات‪ ،‬قوال‬
‫تدوواىل‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭼ (النور‪،)33 :‬‬
‫وذكر النب ‪ ‬أت م السبدة الوذي يظههو اه يف هو يووم ال ول إال هو ‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫«ورجل د ته امرأة ذات منصب ومجال فقال إين أخاف اح» ‪.‬‬
‫واملؤم احلق الذي يكوت عفيف الهسات واليأ والسما والبرص‪ ،‬فالدفة‬
‫عالهسات عرتك السخرية والغيبة واامز والهمز والنميمة والتناعز‪ ،‬والدفة عاليأ‬
‫تكوت عرتك املال احلرام كالرشو والرسقة واالختالس واملسألة‪ ،‬والدفة‬
‫عالسما ع التجس وسام الغناء وغريها م املحرمات‪ ،‬والدفة عالد‬
‫عرصف البرص ع القبيح وما ال حيل‪ ،‬وقأ كات الرسول ‪ ‬يسأل رع الدفاف‬

‫رس املرأ ‪.)1062/2‬‬ ‫أخرج مسه ‪( :‬عاب حتري إفشاء ر‬ ‫(‪)1‬‬


‫أخرج الرتمذي (‪ ،)564/2‬وأعو داود يف سونن ‪( :‬عواب يف الرجول يأخوذ حقو مو حتوت يوأه‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.)313/3‬‬
‫سبق خترجي ( ‪.)250‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أخرج مسه ‪( :‬عاب فضل إخفاء الصأقة ‪ )715/2‬م حي أيب هرير ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪252‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كام يف دعال ‪« ‬اللهم إين أسألك اهلدى والتقى والع ةةاف وال نى» ‪،‬‬
‫وهكذا أمت م عدأه ‪ ‬فينبغ أت تسأل رهبا ‪ ‬الدفاف‪ ،‬وقأ أثنى اه عىل‬
‫طالفة يتدففوت ع سؤال الناس‪ ،‬كام قال تداىل‪ :‬ﭽ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﭼ‬
‫(البقر ‪.)273 :‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ثم قال الشاخ ( واوااع)‪ :‬واحلياء عرف اع حجور عأنو ‪ :‬خهوق يبدو‬
‫عىل ترك القبيح أ‪.‬هو ‪ .‬فيحول ع اإلنسات وع ارتكاب املدايص‪ ،‬ويمند مو‬
‫التقصري يف حق اه ‪ ،‬ولذل فاحلياء شدبة م شدب اإليامت كوام يف حوأي‬
‫أيب هرير قال‪ :‬قال رسووول اه ‪« ‬اإليامن بضة وسةبعلن أو بضة وسةتلن‬
‫شعبة فأفضلها قلل ال إلةه إال اح وأدناهةا إما ةة األذى ةن ال رية وا ةاء‬
‫(‪)3‬‬
‫شعبة من اإليامن» ‪.‬‬
‫وأما ما يمنا م فدل اخلري كاألمر عاملدروف والنه عو املنكور‪ ،‬والدهو‬
‫الرشع ‪ ،‬فهو خجل‪ ،‬ولي حياء‪ ،‬فاحلياء حمبوب مرشوو ‪ ،‬واخلجول موذموم‬
‫ألن يمنا م فدل اخلري‪.‬‬
‫واحليووواء ال يأيت إال عخري‪ ،‬وهو خري كهو وحيبو اه تدواىل‪ ،‬ففو حوأي‬
‫عمرات ع حصو ‪ ‬أت النبو ‪ ‬قوال‪« :‬ا ةاء خةك كلةه» أو «ا ةاء كلةه‬

‫(‪ )1‬أخرجوووو مسه ‪( :‬عاب التدوذ م رش ما عمل م رش يدمل ‪ )81/8‬مو حوأي عبوأاه عو‬
‫مسدود ‪. ‬‬
‫(‪ )2‬فتح الباري (‪.)522/10‬‬
‫(‪ )3‬أخرج مسه يف صحيح ‪( :‬عاب عيات عأد شدب اإليامت وأفضهها وأدناها وفضيهة احلياء وكونو‬
‫م اإليامت ‪.)63/1‬‬
‫‪253‬‬ ‫الدرس اخلامس عشر‪ :‬التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬

‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫خك» ‪ ،‬وقول النب ‪« ‬إن اح ح ٌي ستك حيب ا اء والسرت» ‪.‬‬
‫وم أعظ احلياء‪ :‬احلياء م اه ‪ ،‬فد اع مسدود ‪ ‬أت النب ‪ ‬قال‪:‬‬
‫«استح لا من اح ح ا اء‪ ..‬قال‪ :‬قلنا يارسةلل اح إنةا نسةح ي وا مةد ح‪،‬‬
‫قال‪ :‬ل س ذاك‪ ،‬ولكن االستح اء من اح ح ا اء أن حت ظ الرأس ومةا و ةى‬
‫والب ن وما حلى‪ ،‬ولتذكر امللت والبىل‪ ،‬ومن أراد اآلخرة ترك ينة الدن ا مةن‬
‫(‪)3‬‬
‫فعل ذلك فقد اسةتح ا مةن اح حة ا ةاء» ‪ ،‬واحليواء يبدو عوىل ابداب‬
‫الفاضهة مثل الوقار والسمت والتواضا واحرتام الكبري وتوقري ابخري ‪.‬‬
‫ثم قال الشاخ (والش اعة)‪ :‬أي ويرش التح عخهق الشجاعة‪ ،‬يقول‬
‫اع تيمية‪« :‬وملا كان صالح بني آدق ال يتم يف دينهم ودن اهم إال بالشجا ةةةةة‬
‫والكةةةةةرق‪ّ ،‬بني سبحانه أن من تلىل ن اجلهةةاد بن سه أبدل اح به من‬
‫يقةةةةلق بذلك‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫(‪)4‬‬
‫ﮚﭼ» ‪ ،‬واجلهاد الذي هو ذرو سنام اإلسالم ال يقوم إال عشجاعة‪،‬‬
‫واألمر عاملدروف والنه ع املنكر م خصالص هذه األمة ال يكوت إال‬
‫عشجاعة‪.‬‬

‫رواه مسه ‪( :‬عاب عيات ع شدب اإليامت ‪.)64/1‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫أخرجو أعووو داود (‪ ،)70/4‬وأمحووأ (‪ ،)484/29‬والنسووال (‪ ،)209/5‬وصووحح األلبوواين يف‬ ‫(‪)2‬‬
‫اجلاما الصغري وهليادت (‪.)264‬‬
‫أخرج أمحأ (‪ ،)187/6‬واحلاك (‪ ،)359/4‬والرتمذي (‪ ،)637/4‬وحسن األلباين يف صحيح‬ ‫(‪)3‬‬
‫الرتغيب والرتهيب (‪.)149/2‬‬
‫األمر عاملدروف والنه ع املنكر ( ‪.)33‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪254‬‬

‫ويف حأي أيب هرير ‪ ‬قوال‪ :‬قوال رسوول اه ‪ « ‬املةؤمن القةلي خةك‬
‫(‪)1‬‬
‫ويف كل خك» ‪ ،‬والنب ‪ ‬كات «من أحسن‬ ‫وأحب إىل اح من املؤمن الضع‬
‫(‪)2‬‬
‫الناس وأشج الناس وأجلد الناس» ‪.‬‬
‫والشجاعة غريز فطرية خيهقها اه ‪ ،‬وتقوى أيضو ًا عاالكتسواب وذلو‬
‫عالرتعية واملرات والتأريب وخوحل املواقف‪ ،‬حتى يكتسب هذا اخلهق ‪.‬‬
‫وضأ الشجاعة اجلب ‪ ،‬وقأ استداذ رسوول اه ‪ ‬مو اجلوب يف أحاديو‬
‫(‪)3‬‬
‫كثري ‪ ،‬منها قول ‪« :‬اللهم إين أ لذ بك من اجلبن ‪. »..‬‬

‫ثم قدال الشداخ‪ -‬رمحد اهلل‪( -‬والكدرو)‪ :‬ومو الصوفات التو ينبغو أت‬
‫يتحىل هبا املؤم (الكرم)‪.‬‬
‫يف‬ ‫وعرف اع مسكوي عأت الكرم‪ :‬إنفاق املال الكثوري عسوهولة مو الونف‬
‫(‪)4‬‬
‫األمور اجلهيهة القأر الكثري النفا ‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هو التورب عواملدروف قبول السوؤال واإلطدوام يف املحول‪ ،‬والرأفوة‬
‫(‪)5‬‬
‫عالسالل ما عذل النالل‪ ،‬وقيل‪ :‬هو اإلعطاء عسهولة ‪.‬‬
‫والكري اس م أسامء اه احلسنى‪ ،‬والكرم صفة م صفات الدهيا‪.‬‬

‫رواه مسه ‪( :‬عاب يف األمر عالقو وترك الدجز واالستدانة عاه وتفويض املقادير ‪.)2052/4‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫رواه البخاري‪( :‬عاب الشجاعة يف احلرب واجلب ‪ ،)46/1‬ومسوه (عواب شوجاعة النبو عهيو‬ ‫(‪)2‬‬
‫السالم وتقأم يف احلرب ‪.)1802/4‬‬
‫أخرج البخاري‪( :‬عاب ما ُيتدوذ م اجلب ‪.)47/1‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫هتذيب األخالق الع مسكوي ( ‪.)7‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫نظر الندي (‪.)3214/8‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪255‬‬ ‫الدرس اخلامس عشر‪ :‬التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬

‫والنب ‪ ‬كات م أجود الناس وأكرمه ‪ ،‬قال اع عباس ‪« :‬كان‬


‫(‪)1‬‬
‫رسةةةةةلل اح ‪ ‬أجلد الناس» ‪ ،‬ووصف اه عباده املؤمن عالكرم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ (البقر ‪. )262 :‬‬
‫وم الكرم إكرام الضيف واجلار‪ ،‬كام يف حأي أيب هريور ‪ ‬قوال‪ :‬قوال‬
‫رسول اه ‪« ‬من كان يؤمن باح وال لق اآلخر فل كرق جاره ومةن كةان يةؤمن‬
‫(‪)2‬‬
‫باح وال لق اآلخر فل كرق ض ه‪. » ...‬‬
‫واإلنفاق واجلود خري لإلنسات م اإلمسواك‪ ،‬ففو حوأي أيب أماموة ‪‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول اه ‪« ‬يا بن آدق إنك أن تبذل ال ضل خك لك وأن سكه رش‬
‫لك‪ ،‬وال تةالق ةىل ك ةاف‪ ،‬وابةدأ بمةن تعةلل‪ ،‬وال ةد العل ةا خةك مةن ال ةد‬
‫(‪)3‬‬
‫الس ىل» ‪.‬‬
‫وم يبذل خيهووف اه عهي ‪ ،‬ويدوض خري ًا‪ ،‬يقول تداىل‪ :‬ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ (البقر ‪ ، (272 :‬ويف احلأي ‪« :‬قال‬
‫تعاىل‪ :‬أن يا ابن آدق ُأ ْن ِ ْ ل ك» ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫سبق خترجي ( ‪ 254‬حاشية ‪.)1‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫أخرج البخاري‪ ( :‬عاب إكرام الضيف وخأمت إياه عنفس ‪ ،)2273/5‬ومسه ‪( :‬عاب احل عىل‬ ‫(‪)2‬‬
‫أكرام اجلار ‪.)68/1 ...‬‬
‫رواه مسه ‪( :‬عاب عيات أت يأ اه الدهيا خري م اليأ السفىل ‪.)718/2 ...‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه البخاري‪( :‬عاب فضل النفقة عىل األهل ‪ ،)131/1 ..‬ومسوه ‪( :‬عواب احلو عوىل النفقوة‬ ‫(‪)4‬‬
‫وتبشري املنفق عاخلهف (‪.)690/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪256‬‬

‫وهناك فر بني اجللد والكرق‪:‬‬


‫قال الكفوي‪ :‬الكورم يكووت مسوبوق ًا عاسوتحقاق السوالل والسوؤال منو ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫واجلود ال ُيستحق عاالستحقاق والسؤال ‪.‬‬
‫واعه ‪ -‬رمح اه‪ -‬أت الكري حس الظ عاه ‪ ،‬وأت الكوري حمبووب‬
‫م اخلووالق الكري ‪ ،‬قريب م اخلهق أمجد ‪ ،‬والكرم يزيوأ الربكوة يف الورهلق‬
‫والدمر‪.‬‬

‫ثم قال الشاخ ‪ -‬رمح اهلل‪( -‬والء‪،‬داع)‪ :‬والوفاء ضأ الغأر‪ ،‬والوفاء مو‬
‫أخالق املسه الت أمر اه ‪ ‬هبا‪.‬‬
‫واللفاء أنلاع ‪:‬‬
‫األول‪ :‬وفاء بالعهد‪ :‬وهو إمتام وعأم نقض حفظ قال تداىل‪ :‬ﭽ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ (البقر ‪.)40 :‬‬
‫وفاء بالعقد‪ :‬وقيل هو الدهأ‪ ،‬وقيل هو أوكأ م الدهأ‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫الثاين‪:‬‬
‫الدقود ه ما يتداقأه الناس فيام عينه ‪ ،‬قال تداىل‪ :‬ﭽ ﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ (املالأ ‪.(1 :‬‬
‫الثالث‪ :‬وفاء بالل د‪ :‬واملراد أت يصرب اإلنسات عىل أداء ما َيدأُ ع غريه‬
‫ويبذل م تهقاء نفس ‪.‬‬
‫واجب‬ ‫دين ىل ا ةةر‬ ‫إذا قلت يف ٍ‬
‫ُ‬ ‫فإن «نعم» ٌ‬ ‫يشء «نعم» فأ ةةة ُه‬
‫كاذب‬
‫ُ‬ ‫لئةةال يقةلل النةاس إنةك‬ ‫ُرح هبا‬
‫تسرتح وت ْ‬
‫ْ‬ ‫وإال فقل «ال»‬

‫‪.)545‬‬ ‫(‪ )1‬الكهيات أليب البقاء الكفوي (‬


‫‪257‬‬ ‫الدرس اخلامس عشر‪ :‬التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬

‫إذت الوفاء يكوت عالدهود مو عيدوة‪ ،‬وعيوا ورشاء‪ ،‬و َديو ونوذر ورشوط‬
‫مباحة تتدهق عاملدامالت املالية واالجتامعية‪.‬‬

‫ثددم قددال الشدداخ‪ -‬رمح د اهلل‪( -‬والنزاهددة عددن كددل مددا حددرو اهلل)‪ :‬عوورف‬
‫(‪)1‬‬
‫اجلُرجاين النزاهة‪ :‬عأهنا عبار ع اكتساب مال م غري مهانة وال ه لهغري ‪،‬‬
‫ويضاف أيض ًا‪ :‬وأال يكوت املال حمرم ًا وهذا ما قصأه الشيخ اع عاهل‪ -‬رمحو اه‪،‬‬
‫وم النزاهة أيض ًا التنزه ع مواط الريبة واملطاما الأنية‪.‬‬
‫فم النزاهة‪ ،‬التنزه ع الرعا‪ ،‬والرشو ‪ ،‬وأكل مال اليتي ‪ « ،‬واح ‪ ‬ةب‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ال يقبل إال ب ًا » كام يف حأي أيب هرير املخرج يف صحيح مسه‬
‫وم التنزه ع احلرام ترك املشتب ‪ ،‬فد الندامت ع عشوري ‪ ‬قوال سومدت‬
‫رسووول اه ‪ ‬يقووول‪ « :‬إن ا ةةالل بةةني وإن ا ةةراق بةةني وب ةةنهام مشةةتبهات ال‬
‫يعلمهن كثك من الناس فمن اتقى الشبهات استربأ لدينه و رضه ومن وقة يف‬
‫الشبهات وق يف ا راق كالرا ي ير ى حلل ا مى يلشك أن يرت ف ه أال وإن‬
‫(‪)3‬‬
‫لكل ملك محى أال وإن محى اح حمارمه» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬التدريفات ( ‪.)308‬‬


‫(‪ )2‬أخرج مسه ‪( :‬عاب قبول الصأقة م الكسب الطيب وترعيتها ‪.)703/2‬‬
‫(‪ )3‬أخرج البخاري‪( :‬عاب فضل م استربأ لأين ‪ ،)31/1‬أخرج مسه ‪( :‬عاب أخذ احلالل وتورك‬
‫الشبهات ‪.)1219/3‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪258‬‬

‫ويف حأي احلس ع ع ‪ ‬أت النب ‪ ‬قوال‪« :‬دع مةا يريبةك إىل مةا ال‬
‫(‪)1‬‬
‫يريبك» ‪.‬‬

‫ثم قال الشاخ «و حسن اجلدءار»‪ :‬أي وم األمور الت ينبغ أت يتحىل هبوا‬
‫املسه حس اجلوار‪ :‬واس اجلار يشمل (املسه والكوافر‪ ،‬والداعوأ والفاسوق‪،‬‬
‫وت ‪،‬‬ ‫والصأيق والدأو‪ ،‬والغريب والبهوأي‪ ،‬ومو ترجوو نفدو أو ختواف م‬
‫والقريب واألجنب ‪ ،‬واألقرب دار ًا واألعدأ)‪.‬‬
‫واإلحسوووات إىل اجلار مما جاءت ع الرشيدة‪ ،‬قال تداىل‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﭼ‬
‫عالشة ريض اه عنها «ما ال جربيل‬ ‫(النساء‪ ،)36 :‬ويقول الرسول ‪ ‬يف حأي‬
‫(‪)2‬‬
‫يلص ني باجلار‪ ،‬حتى ظننت أنه س لرثه» ‪.‬‬
‫واجلكان ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬جار مسه ذو قراعة‪ ،‬وهذا ما ذهب ل عدض املفرسي يف قول تدواىل‪:‬‬
‫(واجلار ذي القرعى)‪ ،‬وم أهل الده مو أدخول الزوجوة يف اجلوار‬
‫القريب‪.‬‬
‫عين وعين قراعة‪ ،‬ودليل ذلو قولو تدواىل‪:‬‬ ‫‪ -2‬اجلار املسه لي‬

‫(‪ )1‬رواه أمحأ (‪ ،)252/3‬الرتمذي (‪ ،)668/4‬والنسال (‪ ،)327/8‬وصحح األلباين يف اإلرواء‬


‫(‪.)155/7‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬عاب الوصا عاجلوار ‪ ،)10/8‬ومسوه ‪( :‬عواب الوصوية عاجلوار واإلحسوات إليو‬
‫‪.)2025/4‬‬
‫‪259‬‬ ‫الدرس اخلامس عشر‪ :‬التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬

‫ﭽ ﮧ ﮨﭼ (النساء‪ )36 :‬قيل إن اجلار األجنب ‪.‬‬


‫‪ -3‬واجلار الكافر‪ :‬وقأ كات النب ‪ ‬حيسو إىل جريانو مو اليهوود عول‬
‫ويزوره ‪ ،‬كام يف قصة الغوالم الوذي مورحل فوأعاه الرسوول ‪ ‬إىل‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلسالم ‪.‬‬
‫م الكتواب والسونة‪ ،‬كوام أنو‬ ‫وهذا التقسي موافق ملا جاءت ع النصو‬
‫موافق لهتقسي الدق االستقرال ‪ ،‬وعىل هذا فاجلار الكافر لو حوق اإلحسوات‬
‫إلي وترك إيذال ‪ ،‬وال يدن هذا مواالت وحمبت ‪ ،‬وقأ يكوت اإلحسوات إىل اجلوار‬
‫الكافر سبب ًا إلسالم ‪.‬‬
‫‪ ‬أت‬ ‫واجلار الصالح م سداد الأنيا‪ ،‬كام يف حأي سدأ ع أيب وقوا‬
‫النب ‪ ‬قال‪« :‬أرب من السعادة‪ :‬النوجة الصا ة‪ ،‬واملسةكن اللاسة ‪ ،‬واجلةار‬
‫الصالح‪ ،‬واملركب اهلني‪ ،‬وأرب مةن الشةقاوة‪ :‬اجلةار السةلء‪ ،‬واملةرأة السةلء‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫واملسكن الض ‪ ،‬واملركب الض » ‪.‬‬
‫ولذا يقول مسه ع يسار‪ :‬ما غبطت أحأ ًا عيشء م الأنيا إال جار صالح‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ومسك واسا‪ ،‬وهلوجة صاحلة ‪.‬‬
‫وم اإلحسات إىل اجلار‪ :‬أموره عواملدروف وهنيو عو املنكور‪ ،‬ونصويحت ‪،‬‬

‫(‪ )1‬روى عبأالرهلاق يف مصنف (‪ ،)34/6‬أت النب ‪ ‬كات ل جار هيوودي ال عوأس عخهقو ‪ ،‬فمورحل‬
‫فداده رسول اه ‪ ‬عأصحاع ‪ ..‬احلأي ‪ ،‬وأوردها البخاري يف صحيح (‪ )94/2‬قال‪ :‬كات غالم‬
‫هيودي خيأم النب ‪ ،‬فمرحل‪ ،‬فأتاه النب ‪ ‬يدوده‪ ،‬فقدأ عنأ رأس ‪ ،‬فقال ل ‪« :‬أسه »‪ ،‬فنظور إىل‬
‫أعي وهو عنأه فقال ل ‪ :‬أطا أعا القاس ‪ ،‬فأسه ‪ ،‬فخرج النب ‪ ‬وهو يقول‪« :‬احلموأ ه الوذي‬
‫أنقذه م النار»‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرج اع حبات يف مسنأه‪ ،‬كتاب النكاح ‪.340/9‬‬
‫(‪ )3‬شدب اإليامت (‪.)104/3‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪260‬‬

‫وإهأاؤه‪ ،‬وإطدام ‪ ،‬ففو حوأي أيب ذر ‪ ‬قوال‪« :‬إن خلة يل ‪ ‬أوصةاين إذا‬
‫بخت مرق ًا فأكثر ماءه‪ ،‬ثةم انمةر أهةل ب ةت مةن جكانةك‪ ،‬فأصةبهم منهةا‬
‫(‪)1‬‬
‫بمعروف» ‪.‬‬
‫ثم قال الشاخ‪« :‬ومسداع ة ذوي اواجدة حسدب الطاقدة»‪ :‬مسواعأ ذوي‬
‫احلاجات م أفضل وأعظ القرعات والطاعات‪ ،‬فد أيب هرير ‪ ‬قال‪ :‬قوال‬
‫(‪)2‬‬
‫رسول اه ‪«:‬واح يف لن العبد ما كان العبد يف لن أخ ه» ‪.‬‬
‫ويف حأي عبأاه ع عمر ‪ ‬أت النب ‪ ‬قال‪« :‬من كان يف حاجةة أخ ةه‬
‫(‪)3‬‬
‫كان اح يف حاجته» ‪.‬‬
‫وم أصحاب احلاجات الفقراء واملسواك واألرامول واأليتوام‪ ،‬فدو أيب‬
‫هرير ‪ ‬أت النب ‪ ‬قال‪« :‬السا ي ىل األرملة واملسكني كاملجاهد يف سةب ل‬
‫(‪)4‬‬
‫اح» وأحسب قال‪« :‬وكالقائم ال ي رت وكالصائم ال ي ر» ‪.‬‬
‫ويذكر اع رجب يف «اجلاما»‪ :‬أت أعا عكر الصأيق ‪ ‬كوات حيهوب لهحو‬
‫أغنامه فهام استخهف‪ ،‬قالت جارية منه ‪ :‬ابت ال حيهبها‪ ،‬فقال أعوو عكور‪ :‬عول‬
‫وإين ألرجو أت ال يغريين ما دخهت في ع يشء كنت أفدهو أو كوام قوال ‪،....‬‬
‫وكات عمر ‪ ‬يتداهأ األرامول يسوتق او املواء عالهيول‪ ،‬وريه طهحوة عالهيول‬
‫يأخل عيت امرأ فأخل إليها طهحة هنار ًا‪ ،‬فإذا ه عجوهل عمياء مقدأ فسوأاا‬

‫أخرج مسه ‪( :‬عاب الوصية عاجلار واإلحسات ‪.)37/8‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫أخرج مسه ‪( :‬عاب فضل االجتام عىل تالو القريت ‪.)71/8‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه البخاري‪( :‬عاب ال يظه املسه ُ املسه َ وال يسهم ‪ ،)128/3‬ومسه ‪( :‬عواب حتوري الظهو‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪.)1996/4‬‬
‫رواه البخاري‪( :‬عاب الساع عىل األرمهة ‪ ،)9/8‬ومسه ‪( :‬عاب اإلحسات إىل األرمهة واملساك‬ ‫(‪)4‬‬
‫واليتي ‪.)286/4‬‬
‫‪261‬‬ ‫الدرس اخلامس عشر‪ :‬التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬

‫ما يصنا هذا الرجل عنأك قالوت‪ :‬هوذا موذ كوذا وكوذا يتداهوأين يوأتين عوام‬
‫يصهحن وخيووورج عن األذى فقال طهحة ثكهت أمو يوا طهحوة أعوورات‬
‫(‪)1‬‬
‫عمر تتبا ‪.‬‬
‫وم أصحاب احلاجات م حيتاج شفاعة‪ ،‬ويف احلأي الصحيح «اش علا‬
‫(‪)2‬‬
‫تؤجروا» ‪ ،‬وال تستصغر قهيل الدمول‪ ،‬وال حتقوره‪ ،‬فحتوى «الرجةل تع نةه يف‬
‫(‪)3‬‬
‫دابته فتحمله ل ها أو ترف له ل ها متا ه صدقة» ‪.‬‬

‫ثم قال اإلماو عبد الفززز بدن بدا ‪ -‬رمحد اهلل‪« -‬و غدري ذلدك مدن األخدالق‬
‫اليت دل الكتاب أو السنة على شرعاتها»‪ :‬أي ينبغ التح عكل خهق دل عهي‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وم ذل مما مل يوورده الشويخ يف هوذا البواب‪ ،‬مثول‪ :‬الدفوو‪،‬‬
‫والصفح والصرب والدوز والرمحوة وسوالمة الصوأر واحلهو والرفوق وطيوب‬
‫الكالم والتواضا ‪ ،‬والوقار والور والقناعة وغري ذل كثري ‪.‬‬
‫ولسامحة اإلمام عبأالدزيز ع عاهل‪ -‬رمح اه‪ -‬رسالة قيمة عدنوات‪( :‬أخالق‬
‫املؤمن واملؤمنات) تناواا عنو م التوسا‪.‬‬

‫(‪ )1‬جاما الدهوم واحلك (‪. )295/2‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬عاب التحريض عىل الصأقة والشوفاعة ‪ ،)113/2‬ومسوه ‪( :‬عواب اسوتحباب‬
‫عحرام ‪.)2026/4‬‬ ‫الشفاعة فيام لي‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪( :‬عاب فصل م محل متا صاحب يف السفر ‪ ،)35/4‬ومسه ‪( :‬عاب عيات أت اسو‬
‫الصأقة يقا عىل كل نو م املدروف ‪. )699/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪262‬‬
‫الدرس السادس عشر‬
‫التأدب باآلداب اإلسالمية‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪264‬‬
‫‪265‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫الدرس السادس عشر‬


‫التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫ومنه ا ‪ :‬الساا‪ ،‬و والاش ‪،‬اااو وابااام ا لرب والشاالت ه ا و وال ساابرا ن ا‬
‫إذا محا‬ ‫ا ال ‪،‬ا تو وتشابرا ال ا‬ ‫اءو واحلب ن الفالا‪،‬و واحلبا‬ ‫اال‬
‫اهللو و ر دة املليضو واتا ع اجلن ئز للص‪،‬ة وال فنو واآلدات الشل را ن دخاول‬
‫املسج و أو املنزل واخللوج منهب و و ن السفلو ومع الوال ين وابق رت واجلااا‪،‬و‬
‫والكا ا ر والص ا رو وال هنئااا ا ملولودو وال ربيااب ا لزواجو وال زيااا ا املص ا تو‬
‫وغا ذلب من اآلدات اإلس‪،‬مرا ا اللا واخللع و االن ل‪.‬‬

‫الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬يف هذا الدرس يذكر بعض اآلادا االنن الي ينبغي‬
‫أن ييأاد هبا كي سني و اسن يييية‪ ،‬مليا يف لليم سي ةااية اهلل ‪ ‬اةااية‬
‫رسوله ‪ ،‬اإشااة ل حبة بني املن ني االيآلف االيقار ‪.‬‬
‫ااألاد هو‪ :‬اسيعامل سا حي د قوالً افعالً‪ ،‬ابيعبري آخير‪ :‬األخيذ ب ريار‬
‫األخالق ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ايقنو اب القيو ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬األاد إىل أنواع ثالثية ‪ :‬أاد سي اهلل ‪،‬‬
‫اأاد س رسوله ‪ ‬ارشاه‪ ،‬اأاد س اخل ق أ‪.‬هي ‪ .‬فياألاد سي اهلل بيقيوا ‪،‬‬
‫ااألاد س رسوله بيوقري اإنزاله سنزلييه اليي أنزليه اهلل إياهيا سي العبواديية‬

‫(‪ )1‬سدارج النالرني (‪.)356/2‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪266‬‬

‫بننيه ‪.‬‬ ‫االرسالة ااد رف الصوت بحضور أااند قرب ‪ ...‬إلخ‪ ،‬االع‬
‫ااألاد س اخل ق ب عاس يهو ك بحنبه س االد اجار اضيف اغريهو‪.‬‬
‫ثم َش ع لشيخ بدالشزيزي ‪ -‬رمحه لهلل ‪ -‬بذكر بزض لآلدلب لإلسالمخة‬
‫ومنها‪:‬‬
‫(الساااااا‪:) ،‬‬
‫أي ايرشع إفشاء النال انرش رس ًا اجهر ًا‪ ،‬لقوله اهلل تعاىل‪  :‬‬
‫‪(        ‬النناء‪ ، )86 :‬املا سئ النب ‪‬‬
‫أي اإلسال خري‪ ،‬قال‪« :‬تطزم لشطزام َو َتق َرأ لشسالم بىل من برفت ومن مل‬
‫(‪)1‬‬
‫تزرف» ‪.‬‬
‫اا الرباء ب ااز ‪ ‬قال‪ :‬أسرنا النب ‪ ‬بنب الكير سنهيا‪« :‬وإفياا‬
‫(‪)2‬‬
‫لشسالم» ‪ ،‬االنال حق س حقوق املن و اىل املن و‪ ،‬فيقول النبي ‪« ‬حا‬
‫(‪)3‬‬
‫لملسلم بىل لملسلم مخس ويف رولزة ست ومنها‪ :‬وإذل شقخته فسلم بلخه» ‪.‬‬
‫اس فوائد النال أنه سبب ل وادة اادخول اجلنة‪ ،‬فع أيب هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫قال رسول اهلل ‪« ‬ال تاخلون لجلنة حتى تؤمنول وال تؤمنول حتاى ااابول‪ ،‬أوال‬
‫(‪)4‬‬
‫أدشكم بىل يش إذل فزلتموه اابدتم أفيول لشسالم بخنكم» ‪.‬‬

‫بيان تفاض‬ ‫إةعا الطعا س اإلسال ‪ ،)16/1‬اسن و‪( :‬با‬ ‫(‪ )1‬أخرجه البخييياري‪( :‬با‬
‫اإلسال ‪ ،‬اأي أسور أفض ُ ‪.)65/1‬‬
‫(‪ )2‬راا البخاري ‪( :‬با إفشاء النال ‪.)52/8‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪( :‬با الطيب ل ج عة ‪.)155/2‬‬
‫ال يدخ اجلنيية إال املؤسنون اأن حمبة املؤسنني س اإليامن‪ ،‬اأن إفشاء النال‬ ‫(‪ )4‬راا سن و‪( :‬با‬
‫سبب حلصوهلا ‪.)74/1‬‬
‫‪267‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫صرااغ السااا‪: ،‬‬


‫ل نال أكثر س صيغة‪ ،‬ف نهيا‪ :‬النيال ا ييرو‪ ،‬اسيال ل ا ييرو‪ ،‬اايىل‬
‫األسوات «النال اىل أه الديار س املؤسنني»‪ ،‬فإلا كان النال اىل س ترجو‬
‫النال هو (النال ا يرو ارمحية‬ ‫هداييه‪ :‬النال اىل س اتب اهلدى‪ ،‬اأك‬
‫اهلل ابركاته)‪ ،‬كام يف حدي ا ران ب حصني ‪ ‬قال‪« :‬جا رجل إىل لشندي ‪‬‬
‫فقال‪ :‬لشسالم بلخكم‪ ،‬فرد بلخه ثم جلس‪ ،‬فقال لشندي ‪ :‬برش‪ ،‬ثم جاا رجال‬
‫آخر فقال‪ :‬لشسالم بلخكم ورمحة لهلل‪ ،‬فرد بلخه فجلس‪ ،‬فقال‪ :‬برشون‪ ،‬ثم جاا‬
‫آخار فقاال‪ :‬لشساالم بلاخكم ورمحاة لهلل وبركاتاه‪ ،‬فارد بلخاه فجلاس‪ ،‬فقااال‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ثالثون» ‪.‬‬

‫ت إس‪،‬ميو وله آداتو منه ‪:‬‬


‫والس‪ ،‬أد ٌ‬
‫ايىل القاايد‪ ،‬االق يي ايىل‬ ‫‪ .1‬أن ين و الراكب ايىل امليا ‪ ،‬اامليا‬
‫الرثري‪ ،‬االصغري اىل الربري‪ ،‬فع أيب هريرة ‪ ‬يقيول‪ :‬قيال رسيول‬
‫اهلل ‪« ‬زسلم لشرلكب بىل لملايش‪ ،‬ولملايش بىل لشقابا‪ ،‬ولشقلخال باىل‬
‫(‪)2‬‬
‫لشكثري» ‪ ،‬ايف رااية «االصغري اىل الربري»‪.‬‬
‫‪ .2‬ينيحب النال اند القيا سي املج ي ‪ ،‬حليدي أيب هرييرة ‪ ‬أن‬
‫رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬إذل لنتهى أحاكم إىل جملس فلخسلم‪ ،‬فإن بال شاه‬

‫(‪ )1‬راا أبو اداااد‪( :‬با كيف النال ‪.)516/4‬‬


‫‪ ،)518/15‬اسن و يف صحيحه‪:‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف صحيحه‪( :‬با تن يو الراكب اىل املا‬
‫(با ين و الراكب اىل املا ‪.)1699/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪268‬‬

‫أن جيلس فلاخجلس‪ ،‬ثام إذل ااام فلخسالم فلخسات لبوىل بانح مان‬
‫(‪)1‬‬
‫لآلخرة» ‪.‬‬
‫‪ .3‬النييال باإلشييارة ال ينبغي إال إلا صييحبه الييي ف بالنييال ‪ ،‬ملي ال‬
‫ين عم‪ ،‬ألهنا س ااادات أه الريا ‪.‬‬
‫‪ .4‬خفض الصوت بالنال إلا كان بحرضية نيائو‪ ،‬اقيد كيان النبي ‪‬‬
‫(‪)2‬‬
‫«زسلم تسلخ ًام ال زواظ نائ ًام وزسمع لشخقظان» ‪.‬‬
‫النال اند الدخول إىل املنزل‪ ،‬قال تعاىل‪   :‬‬ ‫‪ .5‬اسيحبا‬
‫‪          ‬‬
‫(النور‪.)61:‬‬
‫‪ .6‬ال جيوز بداءة الرفار بالنال ‪ ،‬ألن النيال اداياء‪ ،‬االنبي ‪ ‬يقيول‪:‬‬
‫«ال تداؤول لشخهود ولشنصارى باشسالم»(‪ ،)3‬ايراد ا يهو اند تني ي هو‬
‫ب سالم ‪ ‬قال‪ :‬قيال رسيول‬ ‫بي (اا يرو)‪ ،‬كام يف حدي أنيييي‬
‫اهلل ‪« ‬إذل سلم بلخكم أهل لشكتاب فقوشول وبلخكم»(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬راا الرتسذي‪( :‬با سا جاء يف الين يو اند القيا اانيد القعيواد ‪ ،)359/4‬اراا ابي حبيان يف‬
‫صحيحه‪( :‬با إفشاء النال اإةعا الطعا ‪.)247/2‬‬
‫(‪ )2‬راا سن و‪( :‬با إكرا الضيف افض إيثار ‪.)128/6‬‬
‫(‪ )3‬راا سن و‪( :‬با النه ا ابيداء أه الريا ‪.)1707/4‬‬
‫(‪ )4‬راا البخاري‪( :‬با س مل ين و اىل س اقرتف لنب ًا امل يراد سالسة حيى تيبني توبيه اإىل سيى تيبني‬
‫توبة العايص ‪.)3148/1‬‬
‫‪269‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫ثم ق ل الشرخ (والاش ‪،‬ا)‪:‬‬


‫رسار يظهر يف الوجه يدل اىل‬
‫ل‬ ‫أي اس اآلادا اإلسالسية البشاشة‪ :‬اه‬
‫سا يف الق ب س حب ال قاء االفرح باملقاب ة‪ ،‬يقول اهلل تعاىل‪ { :‬‬
‫أي سرشقة سضيئة‬ ‫(اب ‪)39-38 :‬‬ ‫‪}     ‬‬
‫ضاحرة سرسارة سنيبرشة قد ا ت ساهلا س الفوز االنعيو اه اجو‬
‫املؤسنني‪.‬‬
‫ايف حدي أيب لر ‪ ‬قال‪ :‬قال النب ‪« :‬ال اقرن من لملزروف شئخ ًا وشو‬
‫(‪)1‬‬
‫أن تلقى أخاك بوجه طل » ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اانه أيض ًا أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬وتدسمك يف وجه أخخك صااة» ‪.‬‬
‫االبشاشة اةالقة الوجه فيها س األجير ااملثوبية سي اهلل ‪ ،‬كيام تيزرع‬
‫األلفة ااملحبة بني املن ني‪ ،‬اه ادلي اىل سالسة الصدر‪ ،‬اةهارة الق ب ‪.‬‬

‫ثم ق ل الشرخ‪( :‬وابام لرب والشلت ه )‪:‬‬


‫س آادا األك االرش ‪ ،‬أن يرون بالي ني‪ ،‬حليدي ابي ا ير ريض اهلل‬
‫ايينهام أن رس يول اهلل ‪ ‬ق يال‪« :‬إذل أكاال أحاااكم فلخنكاال بخمخنااه وإذل شب‬
‫(‪)3‬‬
‫فلخرشب بخمخنه فإن لشيخطان زنكل بيامشه وزرشب بيامشه» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬راا سن و‪( :‬با اسيحبا ةالقة الوجه اند ال قاء ‪.)2026/4‬‬
‫(‪ )2‬راا البخاري يف كيابه األاد املفراد‪( :‬بيا سي َّهيدز ى زُ قاقي ًا أا ةريقي ًا ‪ ،)307/1‬االبيهقي يف‬
‫شعب اإليامن (‪.)66/5‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه سني و يف صيحيحه‪( :‬بيا آادا الطعيا االرشيا اأحرياسهام ‪ ،)109/6‬اصيححه‬
‫األلباين يف صحيح األاد املفراد (‪.)331‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪270‬‬

‫اأخذ مجااة س ظاهر احلدي حرسية األكي بالشيامل ااجوبيه بيالي ني‪،‬‬
‫لصحة الوايد يف األك بالشامل فف سن و ا س ة ب األكوع ‪« ‬أن لشنداي‬
‫‪ ‬رأى رج ً‬
‫ال زنكل بياامشه فقاال كال بخمخناك‪ ،‬ااال‪ :‬ال أساتطخع‪ ،‬فقاال‪ :‬ال‬
‫لستطزت ما منزه إال لشكرب فام رفزها إىل فخه بزاا‪ ،‬أي فاام لساتطا ع رفزهاا بزاا‬
‫(‪)1‬‬
‫ذشك إىل فمه» ‪ ،‬اهو الصحيح أن األك االرش بالشامل ال جيوز‪ ،‬قيال ابي‬
‫حجييير‪ :‬اييييدل ايييىل اجيييو األكييي بيييالي ني ارااد الواييييد يف األكييي‬
‫بالشامل‪.‬أ‪.‬هي(‪ ،)2‬احتريو األك بالشامل‪ ،‬اخييار اب ابيد اليرب‪ ،‬اابي حيز (‪،)3‬‬
‫ااب القيو(‪ ،)4‬ااب اثي ني (‪ ،)5‬امجااة س أه الع و‪ ،‬ألن األسير ل وجيو ‪،‬‬
‫اكذلم ل وايد يف األك بالشامل‪.‬‬
‫ب اراد حيى األخذ ااإلاطاء إنام يرون بالي ني‪ ،‬ففي حيدي أيب هرييرة‬
‫‪ ‬أن النب ‪ ‬قال‪« :‬شخنكل أحااكم بخمخناه وشخرشاب بخمخناه وشخنخاذ بخمخناه‬
‫وشخزط بخمخنه‪ ،‬فإن لشيخطان زنكل بيامشه وزرشب بيامشه وززطي بيامشه وزنخاذ‬
‫(‪)6‬‬
‫بيامشه» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬راا سن و‪( :‬با آادا األك االرش ‪.)1599/3‬‬


‫(‪ )2‬فيح الباري (‪.)522/9‬‬
‫(‪ )3‬اآلادا الرشاية (‪.)168/3‬‬
‫زااد املعااد (‪.)369/2‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫(‪ )5‬رشح رياض الصاحلني (‪.)171/3‬‬
‫(‪ )6‬راا اب ساجه‪( :‬با األك بيالي ني ‪ ،)1087/2‬احنينه األلبياين يف صيحيح اجلياس الصيغري‬
‫ازيااداته ‪.)130/1‬‬
‫‪271‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫اء)‪:‬‬ ‫ق ل الشرخ‪( :‬وال سبرا ن اال‬


‫ااملييرااد باليني ية قييول‪ :‬بنييو اهلل‪ ،‬يف ابيييداء األكي ‪ ،‬حلييدي اائشيية ‪‬‬
‫سرفوا ًا‪« :‬إذل أكل أحاكم طزام ًا فلخقل‪ :‬باسام لهلل‪ ،‬فاإن نيفا يف أوشاه فلخقال‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫باسم لهلل يف أوشه وآخره» ‪ ،‬احلدي ا ر ب أيب س ة قيال «كنات يف حجار‬
‫رسول لهلل ‪ ‬وكانت زاي تطخش يف لشصحفة فقال يل زاا الاالم‪ :‬سام لهلل وكال‬
‫(‪)2‬‬
‫بخمخنك وكل مما زلخك» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اقال بوجو الين ية اند األك مجااة س أهي الع يو ‪ ،‬قيال الع يامء‬
‫غري اينبهه ا يها‪.‬‬ ‫اينيحب أن جيهر بالين ية لين‬
‫ااخيار النواي يف ألكار أن يقول‪ :‬بنو اهلل الرمح الرحيو‪ ،‬فإن قال‪ :‬بنو‬
‫اهلل كفا احص ت الننة‪ ،‬اراد اب حجر بقوله‪ :‬ف و أر ملا ااداا سي األفضي ية‬
‫(‪)4‬‬
‫ال خاص ًا ‪.‬‬
‫ادلي ً‬

‫ن الفلا‪:)،‬‬ ‫ثم ق ل الشرخ‪( :‬واحلب‬


‫ين أن يقول اآلك سا اراد س محد اهلل االدااء بعد متا األك ‪ ،‬فقيد كيان‬
‫النب ‪ ‬إلا رف سائدته قال‪« :‬لحلما هلل محا ًل كثري ًل طخد ًا مدارك ًا فخاه الاري َمكفاي‬

‫راا البخاري‪( :‬با الين ية اىل الطعا ااألك ‪.)2056/6‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫راا سن و‪( :‬با آادا الطعا االرشا اأحراسها ‪.)10599/3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫سنهو اب القيو يف زااد املعااد (‪ ،)362/2‬االصنعاين يف سب النال (‪ ،)522/2‬قال ابي القييو‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫االصحيح اجو الين ية اند األك ‪ ،‬اهو أحد اليوجهني ألصيحا أمحيد‪ ،‬اأحااديي األسير‬
‫صحيحة رصحية‪ ،‬اال سعيارض هليا‪ ،‬اال إمجياع ينيول تالفيهيا اي ظاهرهيا‪ ،‬اتاركهيا رشيريه‬
‫الشيطان يف ةعاسه ارشبه‪ .‬أ‪.‬هي‪.‬‬
‫فيح الباري (‪.)521/9‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪272‬‬

‫وال مود ع وال مستغنى بنه ربنا»‪ ،‬اقال سرة‪« :‬لحلما هلل لشذي كفانا وأرولنا الاري‬
‫(‪)1‬‬
‫مكفي وال مكفور» ‪ ،‬ايف احلدي اآلخر أن النب ‪ ‬قال‪« :‬مان أكال طزاماا‬
‫فقال‪ :‬لحلما هلل لشذي أطزمني هذل ورزانخه من الري حول مني وال اوة الفر شه ما‬
‫(‪)2‬‬
‫تقام من ذنده» ‪.‬‬
‫قال اب القيو يف «الزااد»‪ :‬ال ين ية يف أال الطعا االرشا ‪ ،‬امحيد اهلل يف‬
‫تأثري اجيب يف نفعه ااسي رائه‪ ،‬اادف سرضته‪ ،‬قال اإلسا أمحد‪ :‬إلا مجي‬
‫ل‬ ‫آخر‬
‫الطعا أربع ًا فقد ك ‪ :‬إلا ُلكر اسو اهلل يف أاليه‪ُ ،‬‬
‫امحيد اهلل يف آخير ‪ ،‬اكثيرت‬
‫ا يه األيدي‪ ،‬اكان س ِح ‪ .‬أ‪.‬هي ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫آدات ما ا ابام‪:‬‬
‫‪ .1‬ترك ايب الطعا ‪ ،‬فف حدي أيب هريرة ‪ ‬قال‪« :‬ما بااب رساول‬
‫(‪)4‬‬
‫لهلل ‪ ‬طزام ًا اط‪ ،‬إن لشتهاه أكله‪ ،‬وإن كرهه تركه» ‪ ،‬قال النيواي‪:‬‬
‫س آادا الطعا امليأكدة أال يعيا كقوليه‪ :‬سيالح‪ ،‬حياسض ‪ ،‬ق يي‬
‫(‪)5‬‬
‫امل ح ‪ ،‬غ ي ‪ ،‬رقيق ‪ ،‬غري ناضج‪ ،‬اغري للم ‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ .2‬اد االتراء أثناء األك لقوله ‪( ‬إين ال آكل متكئ ًا) ‪.‬‬

‫راا البخاري‪( :‬با سا يقول إلا فرل س ةعاسه ‪ )2813/1‬س حدي أيب أساسة ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫راا الرتسذي‪( :‬بيا سيا يقيول إلا فيرل سي الطعيا ‪ ،)508/5‬اصيححه األلبياين يف اإلرااء‬ ‫(‪)2‬‬
‫(‪.)47/7‬‬
‫زااد املعااد (‪.)213/4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أخرجه أبو اداااد يف سننه‪( :‬با كراهية ل الطعا ‪.)406/3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫رشح النواي اىل سن و (‪.)26/14‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫راا البخاري‪( :‬با األك سيرئا ‪.)2788/1‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪273‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫‪ .3‬أك ال ق ة الناقطة‪ ،‬فعي جيابر ‪ ‬قيال‪ :‬قيال رسيول اهلل ‪« :‬إذل‬


‫وازت شقمة أحاكم فلخنخذها‪ ،‬فلخمط ما كان هبا مان أذى وشخنكلهاا‬
‫(‪)1‬‬
‫وال زابها شليخطان» ‪.‬‬
‫‪ .4‬س األاد لعق اليد قب غن ها حليدي ابي ابياس ريض اهلل اينهام‬
‫يقول‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬إذل أكل أحاكم مان لشطزاام فاال زمسا‬
‫(‪)2‬‬
‫زاه حتى َزل َز َق َها أو زلز َق َها» ‪.‬‬

‫إذا مح اهلل)‪:‬‬ ‫ال ‪ ،‬تو وتشبرا ال‬ ‫ق ل الشرخ‪( :‬واحلب‬


‫قيد حصي ت ليه‬ ‫العطاس نع ة س نعو اهلل‪ ،‬قيال ابي القييو‪« :‬العياة‬
‫بالعطييياس نع ة اسنفعة بخراج األبخرة املحيقنة يف ادساغه الي لو بقيت فييه‬
‫(‪)3‬‬
‫أحدثت له أادااء انيرة‪ ،‬الذلم رشع له محد اهلل اىل هذ النع ة» ‪.‬‬
‫بي ساليم ‪ ‬قيال‪:‬‬ ‫اراد فيها حيدي أني‬ ‫اسرشااية تش يت العاة‬
‫رجالن اند النب ‪ ‬فش ت أحدمها امل يش ت اآلخر‪ ،‬فقي له‪ ،‬فقيال‪:‬‬ ‫اط‬
‫(‪)4‬‬
‫«هذل محا لهلل‪ ،‬وهذل مل حيما لهلل» ؛ الذلم يرشع احل يد بعيد العطياس‪ ،‬قيال‬
‫اب حجر‪ :‬اظاهر احلدي يقييض اجوبه لثبوت األسر الرصيح به‪ ،‬الر نقي‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ،‬اييدل ا ييه حيدي أيب هرييرة ‪ ‬اي‬ ‫النواي االتفاق اىل االسيحبا‬

‫راا اإلسا سن و‪( :‬با اسيحبا لعق األصاب االقصعة ‪.)1606/3‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أخرجه البخاري (با لعق األصاب اسصيها قبي أن متنيح باملنيدي ‪ ،)82/7‬اسني و‪( :‬بيا‬ ‫(‪)2‬‬
‫اسيحبا لعق األصاب االقصعة ‪.)1605/2‬‬
‫زااد املعااد (‪.)400/2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أخرجه البخاري‪( :‬با تش يت العاة إلا محد اهلل ‪.)3128/1‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫فيح الباري (‪.)600/10‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪274‬‬

‫النب ‪ ‬قيييال‪« :‬إذل بطاس أحااكم فلخقال‪ :‬لحلماا هلل‪ ،‬وشخقال شاه أخاوه أو‬
‫صاحده‪ :‬زرمحك لهلل‪ ،‬فاإذل ااال شاه‪ :‬زرمحاك لهلل‪ ،‬فلخقال‪ :‬هياازكم لهلل وزصال‬
‫(‪)1‬‬
‫باشكم» ‪.‬‬
‫سييأسور بييه‪ ،‬اسنييدا إليييه‪ ،‬اهييو سيي حماسيي‬
‫ل‬ ‫اتشيي يت العيياة‬
‫اديننا‪ ،‬االيشييي يت ب عنى الدااء‪ ،‬فع الرباء ب ااز ‪ ‬قال‪« :‬أمرنا لشنداي‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬بسدع وهنانا بن سدع‪ :‬فذكر وتيمخت لشزاطس ‪. »....‬‬
‫فرض اىل الرفايية إلا فع يه سي يرفي سيق اي‬ ‫اتش يت العاةيي‬
‫الباقني‪ ،‬اال ينبغ تركه حلدي ‪« :‬فإذل بطس أحاكم ومحا لهلل كاان حقا ًا باىل‬
‫(‪)3‬‬
‫كل مسلم سمزه أن زقول شه‪ :‬زرمحك لهلل» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬راا البخاري‪( :‬با إلا اط كيف يش ت ‪.)2298/5‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪( :‬با األسر باتباع اجلنائز ‪.)561/1‬‬
‫(‪ )3‬راا البخاري‪( :‬با سا ينيحب س العاة اسا يرر ‪.)2297/5‬‬
‫‪275‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫صرغ احلب وال شبرا‪:‬‬


‫رد العاطس‬ ‫صيغ التشميت‬ ‫صيغ احلمد‬
‫(‪)1‬‬
‫يغفر اهلل لنا الرو‬ ‫يرمحم اهلل‬ ‫احل د هلل ر العاملني‬
‫(‪)2‬‬
‫هيديرو اهلل ايص ح بالرو‬ ‫يرمحم اهلل‬ ‫احل د هلل ر العاملني‬
‫(‪)3‬‬
‫هيديرو اهلل ايص ح بالرو‬ ‫يرمحم اهلل‬ ‫احل د هلل‬
‫(‪)4‬‬
‫هيديرو اهلل ايص ح بالرو‬ ‫يرمحم اهلل‬ ‫احل د هلل اىل ك حال‬

‫من آدات ال ‪ ،‬ت‪:‬‬


‫‪ .1‬اسيحبا خفض الصيوت انيد العطياس‪ ،‬اكيذلم اضي الييد أا‬
‫ء سي‬ ‫الثو اىل الفو‪ ،‬اللم حيى ال يزاج اآلخيري اال يطيري‬
‫ف ه‪ ،‬راى أبو هريرة ‪« :‬أن لشندي ‪ ‬كان إذل بطاس الطاى وجهاه‬
‫(‪)5‬‬
‫بخاه أو بثوبه والض هبا صوته» ‪.‬‬
‫‪ .2‬اليشي يت ثالث ًا‪ ،‬فام زااد فهو زكا ‪ ،‬حلدي س ة ب األكوع أن النب‬
‫رج اند ‪ ،‬فقال‪« :‬زرمحك لهلل» ثم بطس أخرى فقاال شاه‬ ‫‪ ‬اط‬
‫(‪)6‬‬
‫رسول لهلل ‪« :‬لشرجل ميكاوم» ‪ ،‬اارادت أحااديي أخيرى تقييد‬
‫اليش يت بعد ثالث‪.‬‬

‫أمحد (‪ ،)273/39‬راى حديثه احلياكو يف املنييدرك سوقوفي ًا اسرفواي ًا (‪ ،)296/4‬االرتسيذي‬ ‫(‪)1‬‬


‫(‪ ،)82/5‬اصححه األلباين يف صحيح اجلاس (‪.)179/1‬‬
‫أخرجه أمحد (‪ )275/2‬س حدي ايل ‪ ‬صححه األلباين يف اإلرااء (‪.)246/3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫راا البخاري (‪.)49/8‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫راا الرتسذي (‪ ،)380/4‬اأبو اداااد (‪ ،)307/4‬اأمحد (‪ )276/2‬اغريهو ‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫أخرجه الرتسذي (‪.)383/4‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫أخرجه سن و‪( :‬با تش يت العاة ‪.)2292/4‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪276‬‬

‫اهو يف الصالة فإنه يرشع له أن حي د اهلل ‪ ‬سوا ًء كانت‬ ‫‪ .3‬اس اط‬


‫الصالة فرض ًا أا نفيالً‪ ،‬ابيذلم قيال مجهيور الع يامء سي الصيحابة‬
‫االيابعني‪ ،‬اقال به اإلسا سالم االشافع اأمحد اىل خالف بيينهو‪:‬‬
‫ه يرس بذلم أا جيهر به‪ ،‬االصحيح س قويل أه الع يو اسيذهب‬
‫(‪)1‬‬
‫نفنه ‪ ،‬حلدي رفااة ب‬ ‫أمحد أنه جيهر بذلم‪ ،‬الر بقدر سا ين‬
‫ف َرسول لهللَّ َص َّىل لهللَّ َب َلخه َو َسا َّل َم َف َز َطسات‪،‬‬ ‫راف قال‪َ « :‬ص َّلخت َخل َ‬
‫َفقلت‪َ :‬‬
‫لحلما هللَّ َمحاً ل كَث ًريل َط ِّخ ًدا م َد َاركًا فخه‪ ،‬م َد َاركًا َب َلخاه‪ ،‬ك ََاام حياب‬
‫اف‪،‬‬
‫‪َ ،‬‬ ‫اىل لهللَّ َب َلخاه َو َسا َّل َم لن َ َ‬ ‫اىل َرساول لهللَّ َص َّ‬ ‫َربنَا َو َزر ََض‪َ ،‬ف َل َّام َص َّ‬
‫لشص َالة؟»‪َ ،‬ف َلم َز َت َك َّلم َأ َحاٌ ‪ ،‬ث َّم َا َ‬
‫اَلا لش َّثان َخ َة‪َ « :‬من‬ ‫َف َق َال‪َ « :‬من لمل َت َك ِّلم يف َّ‬
‫لشص َالة؟»‪َ ،‬ف َلم َز َت َك َّلم َأ َحاٌ ‪ ،‬ث َّم َا َ‬
‫اَلا لش َّثاش َث َة‪َ « :‬من لملا َت َك ِّلم يف‬ ‫لمل َت َك ِّلم يف َّ‬
‫اول لهللَّ‪َ ،‬ا َ‬
‫اال‪:‬‬ ‫لشص َالة؟» َف َق َال ر َفا َبة بن َرلف ٍع لبن َبف َارل َ ‪َ :‬أنَاا َزاا َرس َ‬ ‫َّ‬
‫اريل َط ِّخ ًداا م َد َاركًاا فخاه‬ ‫ت؟»‪َ ،‬ا َال‪ :‬الت‪َ :‬‬
‫لحلماا هللَّ َمحااً ل كَث ً‬ ‫«كَخ َ‬
‫ف ال َ‬
‫م َد َاركًا َب َلخه‪ ،‬ك ََام حيب َربنَا َو َزر ََض‪َ ،‬ف َق َال لشنَّدي َص َّىل لهللَّ َب َلخه َو َسا َّل َم‪:‬‬
‫اون َم َلكًاا‪َ ،‬أهيام َزصا َزا‬ ‫« َول َّشذي نَفيف ب َخاه‪َ ،‬ش َقا لبتَاَ َر َها بض َز ٌة َو َث َالث َ‬
‫ار‪َ ،‬و َباامر بان َربخ َزا َة‪" :،‬‬ ‫َس‪َ ،‬و َولئال بان حج ٍ‬ ‫َهبا»‪َ ،‬ويف لش َداب َبن َأن ٍ‬
‫زث بنااَ َبزاض َأهال‬ ‫لحلاا َ‬‫اذل َ‬‫زث َح َس ٌن‪َ ،‬وك ََن َّن َه َ‬ ‫َحازث ر َفا َب َة َحا ٌ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس‬‫َ َاااشول‪ :‬إ َذل َب َط َ‬ ‫ان لشتَّاابز َ‬‫َاري َولحاا م َ‬ ‫لشزلم أنَّه يف لش َّت َطو ع ب َّن ال َ‬
‫لشص َالة لملَكتو َبة إن ََّام َحي َما لهللََّ يف نَفسه َو َمل ز َو ِّسزول ب َنك َث َر مان‬
‫لشرجل يف َّ‬ ‫َّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ك"» ‪.‬‬ ‫َذش َ‬

‫(‪ )1‬فيااى ال جنة الدائ ة برئاسة الشيخ اب باز‪ -‬رمحه اهلل‪.)113/26( -‬‬
‫(‪ )2‬راا الرتسذي (‪ ،)521/1‬االننائ (‪ ،)1145/2‬ااحلاكو (‪.)257/3‬‬
‫‪277‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫ق ل الشرخ‪( :‬و ر دة املليض)‪:‬‬


‫أي اس اآلادا اإلسالسية اياادة املريض‪ ،‬ااياادته ترون‪ :‬بزيارتيه اتفقيد‬
‫أحواله اتعهد االي طف به‪.‬‬
‫ااملرض نواان‪ :‬سرض جنامين‪ ،‬اسرض نفناين‪.‬‬
‫ااملريض يدخ فيه‪ :‬الصغري االربري‪ ،‬ااملرأة االرج ‪ ،‬ااملني و االريافر‪،‬‬
‫حارض الذه ااملغ ى ا يه‪ ،‬ابالننبة لعيياادة امليرأة اشيرت بعيض الع يامء أن‬
‫ترون كبرية يف الن إلا مل تر حمرس ًا ل رج ‪.‬‬
‫اتن اياادة املريض‪ ،‬انق بعض الع امء أهنا فيرض كفايية‪ ،‬اهيذا اليذي‬
‫(‪)1‬‬
‫يرجحه الشيخ اب اثي ني ‪ -‬رمحه اهلل‪ ،-‬اقد ترجو اإلسيا البخياري ل بيا‬
‫(‪)2‬‬
‫بقوله‪ :‬با اجو اياادة املريض ‪ ،‬اقال اجل هيور‪ :‬هي يف األصي نيد ‪،‬‬
‫اقد تص إىل الوجو يف حق بعض ادان بعض‪ ،‬فع أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قيال‬
‫رسول اهلل ‪« ‬مخس جتب شلمسلم بىل أخخه‪ :‬رد لشسالم‪ ،‬وتيامخت لشزااطس ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وإجابة لشابوة‪ ،‬وبخادة لملرزض‪ ،‬ولتدا ع لجلنائي» ‪.‬‬
‫فضم ر دة املليض‪:‬‬
‫‪ .1‬أنه ال يزال يف ُخر َّف ِة ِ‬
‫اجلنة‪ ،‬أي جناها‪ ،‬فرأنه يقطف س ثامرهيا‪ ،‬ففي‬
‫حدي ثوبان سوىل رسيول اهلل ‪ ‬قيال‪« :‬مان بااد مرزضا ًا مل زايل يف‬
‫(‪)4‬‬
‫خر َفة لجلنة» اخل‪ :‬زا رسول لهلل وما خرفة لجلنة؟ اال‪« :‬جناها» ‪.‬‬

‫جم وع فيااى ارسائ اب اثي ني (‪.)71/17‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫صحيح البخاري (‪.)115/7‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫راا البخاري‪( :‬با األسر باتباع اجلنائز ‪ ،)71/2‬راا سن و‪( :‬با س حق املن و ل ني و راد‬ ‫(‪)3‬‬
‫النال ‪.)1704/4‬‬
‫راا سن و‪( :‬با فض اياادة املريض ‪.)1989/4‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪278‬‬

‫‪ .2‬اداوة أه النامء له‪ ،‬فع أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬مان‬
‫باد مرزض ًا نادى مناد من لشسام ‪ :‬طدت وطااب مميااك وتداوأن مان‬
‫(‪)1‬‬
‫لجلنة منيالً» ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن العائد خيوض يف الرمحة‪ ،‬اللم حليدي جيابر بي ابيداهلل ‪ ‬أن‬
‫النب ‪ ‬قال‪« :‬من باد مرزض ًا خاض يف لشرمحة‪ ،‬حتى إذل ازاا لساتقر‬
‫(‪)2‬‬
‫فخها» ‪.‬‬
‫آدات ر دة املليض‪:‬‬
‫‪ .1‬اليخفيف اند اياادة امليريض‪ ،‬فيال يطيي املري اال اجل يوس‪ ،‬ألن‬
‫املريض ااادة سشغول بأاجااه اآالسه‪ ،‬اةول املقا اند يشيق ا ييه‬
‫(‪)3‬‬
‫اقد يزيد يف أمله‪ ،‬فع ةااس ا أبيه قال‪ :‬أفض العيياادة أخفهيا ‪.‬‬
‫اقييييال األازاا ‪ :‬زرنيا ابي سيريي فرنيا ندخييي ا ييه نعيواد‬
‫قياس ًا(‪ ،)4‬لر إن كان يع و س املريض أنه حيب أن يطي املقيا انيد‬
‫أا يريرر زيارتييه‪ ،‬انييدها ال بييأس بطييول اإلقاسيية أا ترييرار الزيييارة‬
‫ل ص حة املرجوة ‪.‬‬
‫‪ .2‬اخييار الزسيان املناسيب ل زييارة‪ ،‬افي يف أاقيات العيياادة املناسيبة‬
‫باخيالف احلال االزسان ااملران‪.‬‬

‫(‪ )1‬راا أمحد (‪ ،)292/14‬االرتسذي‪ ،)433/3( :‬احننه األلباين يف األاد املفراد (ص‪.)126‬‬
‫(‪ )2‬راا البخاري يف األاد املفراد‪( :‬با احلدي ل ريض االعائد ‪.)184/1‬‬
‫(‪ )3‬سصنف ابدالرزاق (‪.)594/3‬‬
‫(‪ )4‬الي هيد الب ابدالرب (‪.)277/24‬‬
‫‪279‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫‪ .3‬الدااء ل ريض فف احلدي الذي راا البخياري أن النبي ‪ ‬ايااد‬


‫(‪)1‬‬
‫سريض ًا فقال له‪« :‬ال بنس طهور إن شا لهلل» ‪.‬‬
‫‪ .4‬رقية املريض باملعولتني اسا تيرس‪ ،‬اسا اراد س األاداية النافعة يف هذا‬
‫البا ‪.‬‬
‫‪ .5‬اجل ييوس انييد رأس املييريض‪ ،‬اهييذا فعيي النبيي ‪ ‬ااقيييدى بييه‬
‫الصاحلون س أسيه س بعد ‪ ،‬فف حدي اب اباس ‪ ‬قيال‪« :‬كاان‬
‫(‪)2‬‬
‫لشندي ‪ ‬إذل باد مرزض ًا جلس بنا رأسه ‪ ...‬لحلازث» ‪.‬‬
‫‪ .6‬ينيحب ت قني ك ة اليوحيد مل تظهر ا يه االسيات امليوت «ال إليه‬
‫إال اهلل» حلييدي أيب سييييعيد اخلييدري ‪ ‬قييال‪ :‬قييال رسييول اهلل ‪‬‬
‫(‪)3‬‬
‫«شقنول موتاكم ال إشه إال لهلل» ‪ ،‬اكرهوا اإلكثار ا ييه اامليواالة ليئال‬
‫يضجر‪ ،‬فإن قاهلا ااااد يف الرال ‪ ،‬فيعااد اليعيريض هبيا ليريون آخير‬
‫كالسه‪.‬‬
‫‪ .7‬تذكري املريض باليوبة االرجوع إىل اهلل ‪ ‬اكثرة الذكر ااالسييغفار‪،‬‬
‫ااصييه بإحنان الظ باهلل‪ ،‬اأن اهلل سبحانه هو الشايف املعايف‪.‬‬

‫(‪ )1‬راا البخاري‪( :‬با اياادة الصبيان ‪.)117/7‬‬


‫(‪ )2‬راا الرتسذي يف سننه ‪.453/5‬‬
‫(‪ )3‬راا أمحد (سنند ابداهلل ب اباس ‪.)92/31‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪280‬‬

‫ق ل الشرخ‪( :‬واتا ع اجلن ئز للص‪،‬ة وال فن)‪:‬‬


‫أي اس اآلادا اإلسالسية اتباع اجلنائز ل صالة االيدف ‪ ،‬ااتبياع اجلنيائز‪،‬‬
‫أي تشيييعها حيييى تييدف ‪ ،‬امح ي اجلنييازة ااتبااهييا كييدفنها االصييالة ا يهييا‬
‫اغن ها‪ ،‬ك هذا س الفراض الرفائية الي إلا قا هبا بعض املني ني سيق‬
‫اإلثو ا الباقني‪ ،‬اإن تركت فإن اإلثو اىل اجل يي ‪ ،‬يقيول اليرباء بي اياز‬
‫‪« :‬أمرنا رسول لهلل باتدا ع لجلنازة وبخادة لملرزض وتيمخت لشزااطس وإجاباة‬
‫(‪)1‬‬
‫لشالبي ون‪ ،‬لملظلوم» ‪.‬‬
‫اقد اراد يف فض تشيي اجلنازة أحاادي كثرية نذكر سنها احلدي امليراي‬
‫يف الصحيحني ا أيب هريرة ‪ ‬أنه ‪ ‬قال‪« :‬مان شاها لجلناازة حتاى زصاىل‬
‫بلخها فله اريلط‪ ،‬ومن شهاها حتى تافن فله اريلطان‪ ،‬اخل وما لشقريلطان اال‪:‬‬
‫مثل لجلدلَ لشزظخمَ‪ ،‬أصغرمها مثل جدل أحا»‪ ،‬قال ابيداهلل بي ا ير‪ :‬لقيد‬
‫(‪)2‬‬
‫فرةنا يف قراري كثرية ‪.‬‬
‫ولتدا ع لجلنازة زكون بنمور ثالثة‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يصيل ا يها‪ ،‬قال زيد ب ثابت ‪« :‬إذل صلخت فقا اضخت لشاذي‬
‫(‪)3‬‬
‫بلخك» ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ييبعها إىل القرب ثو يقف حيى تدف ‪.‬‬

‫(‪ )1‬راا البخيييياري‪( :‬با آنيه الفضية ‪ ،)113/7‬اسني و‪( :‬بيا حتيريو اسييعامل إنياء اليذهب‬
‫االفضة ‪.)1635/3 ...‬‬
‫(‪ )2‬راا البخاري‪( :‬با فض اتباع اجلنيائز ‪ ،)87/2‬اسني و‪( :‬بيا فضي الصيالة ايىل اجلنيازة‬
‫اإتبااها ‪.)652/2‬‬
‫(‪ )3‬راا البخاري‪( :‬با فض اتباع اجلنائز ‪.)597/5‬‬
‫‪281‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫‪ .3‬أن يقف بعيد اليدف فينييغفر ل ييت اينيأل اهلل ليه اليثبييت انيد‬
‫النؤال ايداو له بالرمحة ااملغفرة‪ ،‬كام جاء يف احلدي أن رسيول اهلل‬
‫‪ ‬كان إلا ادفي سييي ًا اقيف اقيال‪« :‬لساتغفرول شاه‪ ،‬ولسانشول لهلل شاه‬
‫(‪)1‬‬
‫لشتثدخت فإنه لآلن زسنل» ‪.‬‬

‫آدات اتا ع اجلن ئز ودفنه ‪:‬‬


‫‪ .1‬اإلرساع هبا إرساا ًا أق س اجلري حيى ال يضطر املييت‪ ،‬حليدي‬
‫البخاري اسن و اال في ل بخياري‪« :‬أرسباول باجلناازة فاإن تكان‬
‫صاحلة فخري تقاموهنا إشخه‪ ،‬وإن تكن سوى ذشك فرشا تضازونه بان‬
‫(‪)2‬‬
‫راابكم» ‪.‬‬
‫‪ .2‬كام ين يف حق امليب ل جنيازة أن يريون خاشيع ًا سيفرير ًا يف سصيري‬
‫سيعظ ًا باملوت ابام يصري إليه املييت‪ ،‬اال ييحيدث يف أحااديي اليدنيا‬
‫اال يضحم‪ .‬اقد رأى بعيض الني ف الصيالح رجي ً‬
‫ال يضيحم يف‬
‫جنازة فقال‪ :‬أتضحم اأنت تيب اجلنازة؟ ال ك يم أبد ًا‪.‬‬
‫‪ .3‬ين اند اإلسا ساليم االشيافع ‪ -‬رمحهيو اهلل تعياىل‪ -‬امليشي أسيا‬
‫اجلنازة إلا كانوا ساشني أسا إلا كانوا راكبني فإهنو ينريان خ فهيا؛ مليا‬
‫راا اخل نة اي ابي ا ير‪ ‬أنيه رأى النبي ‪ ‬اأبيا برير اا ير‬

‫(‪ )1‬راا أبو اداااد (‪ ،)215/3‬االبيهق يف الرربى (‪ ،93/4‬اصيححه األلبياين يف صيحيح اجلياس‬
‫(‪.)224/1‬‬
‫(‪ )2‬راا البخاري‪( :‬با الرساة باجلنازة ‪ ،)76/2‬اسن و‪( :‬با اإلرساع باجلنازة ‪.)651/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪282‬‬

‫ي شون أسا اجلنازة؛ ألن املشي شفي ل يت‪ ،‬االشيفي ييقيد سي‬
‫(‪)1‬‬
‫املشفوع له ‪ .‬االصحيح أن األسر ااس هنا ملا راا أمحيد اصيححه‬
‫احلاكو ا املغرية ب شعبة ا النبي ‪ ‬أنيه قيال‪« :‬لشرلكاب خلاف‬
‫لجلنازة ولملايش حخث شااا َ منها‪ ،‬أمامها ارزد ًا‪ ،‬أو بن زمخنهاا ارزدا ًا‪،‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أو زسارها ارزد ًا» ‪ ،‬قال الثوري‪ :‬ك للم يف الفض سيواء ‪ ،‬اأسيا‬
‫القيا ل جنازة إلا سرت ف ننوخ اهو قول األئ ة األربعة بدلي قول‬
‫ايل ‪« :‬كان رسول لهلل ‪ ‬أمرنا باشقخام يف لجلنازة ثم جلاس بزائاذ‬
‫(‪)4‬‬
‫وأمرنا باجللوس» ‪.‬‬
‫قب اضعها‪ ،‬حلدي أيب هريرة سرفواي ًا‪:‬‬ ‫‪ .4‬يرر مليب اجلنازة أن جي‬
‫(‪)5‬‬
‫«من تدع جنازة فال زقزان حتى توضع» ‪.‬‬
‫‪ .5‬ينبغ مل ييب اجلنازة أن يطي الصي ت‪ ،‬ايرير رفي الصيوت‪ ،‬مليا‬
‫ب اباادة أنه قال‪ :‬كان أصحاب رسول لهلل ‪ ‬زكرهون‬ ‫راى قيييي‬
‫(‪)6‬‬
‫رفع لشصون بنا ثالثة‪ :‬بنا لشقتال‪ ،‬وبنا لجلنازة‪ ،‬ولشذكر ‪.‬‬
‫‪ .6‬حييير اتباع اجلنييازة بنار أا صوت؛ ملا أخرجه أمحيد اي أيب هرييرة‬

‫(‪ )1‬راا أبو اداااد (‪ ،)205/3‬االرتسذي (‪ ،)320/3‬االننائ (‪ ،)56/4‬اابي ساجيه (‪،)475/1‬‬


‫اأمحد (‪.)229/10‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أمحد (‪ ،)110/30‬ااملنيدرك (‪.)517/1‬‬
‫(‪ )3‬رشح الزرقاين اىل املوةأ (‪.)78/2‬‬
‫(‪ )4‬راا اإلسا أمحد يف املنند (‪.)57/2‬‬
‫(‪ )5‬راا الرتسذي يف سننه‪( :‬با القيا ل جنازة ‪.)360/2‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه اب أيب شيبه يف املصنف (‪ ،)513/6‬االبيهق يف الرربى (‪.)124/4‬‬
‫‪283‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬
‫(‪)1‬‬
‫أنييه ‪ ‬قييال‪« :‬ال تتدااع لجلنااازة بنااار وال صااون» ؛ املييا أخرجييييه‬
‫الطرباين يف الربري ا زيد ب أرقو ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قيال‪« :‬إن لهلل‬
‫بي وجل حياب لشصمااات بناا ثاال ‪ :‬بناا تاالوة لشقارآن‪ ،‬وبناا‬
‫(‪)2‬‬
‫لشيحف‪ ،‬وبنااا لجلناااازة» ‪ ،‬اهلذا ييبني لم ت م البدع املحدثييية‬
‫س رفي الصيوت حييى باليذكر اغييييري سي األصيوات يف هيذ‬
‫األزسان يف بعض الب دان‪.‬‬
‫‪ .7‬اينبغ أال ي يش بني القبور بنع يه ب خي عها احرتاسي ًا لمسيوات سي‬
‫املن ني ألن حرسة املن و اهو سيت كحرسيه اهو حي ‪ ،‬خاصية إلا‬
‫كان ال يوجد بينها أشواك أا سا يؤلي اند امليش‪ ،‬فف حيدي بشيري‬
‫اب اخلصاصية قال‪:‬بينام أنا أسيش سي رسيول اهلل ‪ ‬ف ير ايىل قبيور‬
‫املن ني فرأى رج ً‬
‫ال ي يش بني القبور ا يه نعالن فقال‪« :‬زا صااحب‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫لشسدتختَ أش سدتختخك» ‪ ،‬كام حير اجل وس اىل القبور االريابية‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد يف املنند (‪.)485/16‬‬


‫ينيو‪ ،‬اجم ي الزاائيد (‪،)29/3‬‬
‫ز‬ ‫(‪ )2‬راا الطرباين يف الربري (‪ ،)213/5‬اقال الطيب ‪ :‬فيه رجي مل‬
‫اقال البوصريي يف إحتاف اخلرية املهرة بزاائد املنانيد العرشة (‪ :)147/5‬هيذا إسينا لاد ضيعيف؟‬
‫جلهالة اليابع ‪ ،‬لر املي له شاهدل س حدي أيب سوسى األشعري‪ ،‬راا أبواداااد يف سننه اسرت‬
‫ا يه‪ ،‬فهو اند حدي صالح ل ع ي بيه الالحيجياج‪ ،‬اضيعفه األلبياين يف الن ني ة الضيعيفة‬
‫(‪.)507/12‬‬
‫الني َّ و – ييخيذ‬
‫(‪ )3‬النبيية بررس النني ننبة إىل النبت‪ :‬اه ج واد البقر املدبوغية بيالق َّرظ – ارق ز‬
‫سنها النعال‪ ،‬اس يت بذلم ألنه َّس َّبت َّشعرها أي‪ُ :‬ح ق اأزي ‪ ،‬اقي ألهنا اننيبيت باليدبال‪ ،‬أي‬
‫النت‪( ،‬النهاية الب األثري ‪.)330/2‬‬
‫(‪ )4‬راا الننائ (‪ ،)96/4‬االطرباين يف املعجو الربري (‪ ،)185/17‬اصيححه األلبياين يف صيحيح‬
‫اجلاس الصغري ازيااداته (‪.)894/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪284‬‬

‫ا يها اجتصيصها فف صحيح اإلسا سن و‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬سي حيدي‬


‫جابر ‪ ‬قال‪« :‬هنى رسول لهلل ‪ ‬أن جيصص لشقارب وأن زقزاا بلخاه‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وأن زدنى بلخه» ‪ :‬ايف زياادة اند الرتسذي (اأن يريب ا يه) ‪.‬‬
‫‪ .8‬امما جيب أن يع و أنه حير اىل النناء اتبياع اجلنيائز ازييارة القبيور‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حلدي أ اطية ريض اهلل انها قالت‪« :‬هنخناا بان لتداا ع لجلناائي» ‪.‬‬
‫االنه يقييض اليحريو‪ ،‬اا اب اباس ريض اهلل اينهام‪ :‬أن رساول‬
‫لهلل ‪ ‬شزن زلئرلن لشقدور(‪ ،)4‬فاملرأة ال تزار القبور‪ ،‬ال قرب النبي ‪‬‬
‫اال قرب غري ‪ ،‬اإنام زيارة القبور خاصة بالرجال ‪.‬‬
‫‪ .9‬اتنيحب تعزية املصيا باملييت‪ ،‬احثيه ايىل الصيرب ااالحينيا‬
‫ايعزيه بقول‪ :‬أاظو اهلل أجرك اأحن ازاءك‪ ،‬اغفر ملييم‪ ،‬قال اب‬
‫(‪)5‬‬
‫القيو‪ -‬رمحه اهلل‪ : -‬اكان س هديه ‪ ‬تعزية أهي املييت‪ ،‬امل يري‬
‫ل عزاء ايقرأ له القرآن ال اند قرب اال غري ‪ ،‬اك‬ ‫س هديه أن جيي‬
‫هذا بداة حاادثة سرراهة‪ ،‬اكان س هديه النيرون االرضيا بقضياء‬
‫اهلل‪ ،‬ااحل د هلل ااالسرتجاع‪ ،‬ايربأ مم خرق ثيابه ألج املصييبة‪ ،‬أا‬
‫رف صوته بالند االنياحة‪ ،‬أا ح ق هلا شعر أ‪.‬هي‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه سن و‪( :‬با النه ا جتصيص القرب االبناء ‪.)61/3‬‬


‫(‪ )2‬جاس الرتسذي (‪.)359/3‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪( :‬با اتباع النناء اجلنائز ‪.)577/1‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه سن و‪( :‬با هن النناء ا اتباع اجلنائز )‪.‬‬
‫(‪ )5‬زااد املعااد (‪.)508/1‬‬
‫‪285‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫ق ا ل الشاارخ‪( :‬واآلدات الشاال را ن ا دخااول املسااج أو املناازل واخلاالوج‬


‫منهب )‪:‬‬
‫ين اند ادخول املنجد تقديو الرج الي نى‪ ،‬ااند اخلراج تقديو رج يه‬
‫‪ ‬قال‪« :‬من لشسنة إذل دخلت لملسجا أن تدااأ برجلاك‬ ‫اليرسى‪ ،‬حلدي أن‬
‫(‪)1‬‬
‫لشخمنى‪ ،‬وإذل خرجت أن تداأ برجلك لشخرسى» ‪.‬‬
‫االدايياء بام اراد اند ادخول املنجد ااند اخلراج سنه بعد أن ين و ايىل‬
‫النب ‪ ‬فع أيب أسيد قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« ‬إذل دخل أحاكم لملسجا فلخقل‬
‫لشلهاام لفاات يل أبااولب رمحتااك‪ ،‬وإذل خاارل فلخقاال لشلهاام إين أساانشك ماان‬
‫(‪)2‬‬
‫فضلك» ‪.‬‬
‫ااند أيب اداااد «إذل دخل أحكم لملسجا فلخسالم باىل لشنداي ‪ ‬ثام شخقال‪:‬‬
‫لشلهاام لفاات يل أبااولب رمحتااك‪ ،‬فااإذل خاارل فلخقاال لشلهاام إين أساانشك ماان‬
‫(‪)3‬‬
‫فضلك» ‪.‬‬
‫اينيحب أيض ًا اند الدخول أن يقول‪« :‬أبوذ باهلل لشزظخم وبوجهه لشكرزم‬
‫وسلطانااااه لشقازم من لشيخطان لشرجخم»؛ حليدي ابيداهلل بي ا يرا ‪ ‬أن‬
‫النب ‪ ‬كان إلا ادخي املنيجد قيال‪« :‬أباوذ بااهلل لشزظاخم وبوجهاه لشكارزم‬
‫(‪)4‬‬
‫وسلطانه لشقازم من لشيخطان لشرجخم» ‪.‬‬

‫راا احلاكو يف املنيدرك (‪ ،)338/1‬اقال‪ :‬صحيح اىل رش سن و ااافقه الذهب ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫راا سن و‪( :‬با سا يقول إلا ادخ املنجد ‪.)494/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫راا أبو اداااد يف سننه‪( :‬با فيام يقوله الرج اند ادخوله ‪ ،)126/1‬ااب ساجه يف سيننه‪( :‬بيا‬ ‫(‪)3‬‬
‫الدااء اند ادخول املنجد ‪ ،)254/1‬ااب خزي ية يف صيحيحه‪( :‬بيا النيال ايىل النبي ‪‬‬
‫‪ )210/4‬ازااد‪( :‬اليق ‪ :‬ال هو أجرين س الشيطان الرجيو)‪.‬‬
‫راا أبو اداااد يف سننه‪( :‬با فيام يقوله الرج اند ادخوله ‪.)175/1‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪286‬‬

‫اآلدات ن دخول املنزل واخللوج منه‪:‬‬


‫اينييييحب ل نيي و إلا ادخيي بييه أن ييذكر اسيييو اهلل تعياىل‪ ،‬فقيييد‬
‫النبي ‪ ‬يقيييول‪« :‬إذل دخال‬ ‫اراد ا جيييييابر بي ابيييداهلل ‪ ‬أنيه سي‬
‫لشرجل بخته فذكر لهلل حَ دخوشاااه وبنا طزامااااه ااال لشياخطان‪ :‬ال مدخات‬
‫شكم وال بيا ‪ ،‬وإذل دخل فلام زاذكر لهلل حاَ دخوشااااه‪ ،‬اااااال لشياخطان‪:‬‬
‫أدركااتم لملدخاات‪ ،‬وإذل مل زااذكر لهلل بنااا مطزمااااااه اااال‪ :‬أدركااتم لملدخاات‬
‫(‪)1‬‬
‫ولشزيا » ‪.‬‬
‫اينيحب أن يقال الدااء الواراد‪ ،‬كام يف حيدي أيب ساليم األشيعري ‪‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬إذل وشج لشرجل يف بخته فلخقل لشلهام إين أسانشك خاري‬
‫لملوشج وخري لملخرل‪ ،‬بسم لهلل وجلنا وبسم لهلل خرجنا وبىل لهلل ربنا توكلناا ثام‬
‫(‪)2‬‬
‫شخسلم بىل أهله» ‪.‬‬
‫ااند اخلراج يقول‪ :‬بنو اهلل توك ت ايىل اهلل ال حيول اال قيوة إال بياهلل‪،‬‬
‫ب سالم ‪ ‬أن النب ‪ ‬قال‪« :‬إذل خرل لشرجل مان بختاه فقاال‪:‬‬ ‫حلدي أن‬
‫بسم لهلل توكلت بىل لهلل ال حول وال ااوة إال بااهلل‪ ،‬ااال زقاال حخنئاذ‪ :‬هاازت‬
‫وكفخت وواخت‪ ،‬فتتنحى شه لشيخاطَ فخقول شه شخطان آخر كخاف شاك برجال‬
‫(‪)3‬‬
‫اا هاي وكفي وواي» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬راا سن و‪( :‬با آادا الطعا االرشا اأحراسها ‪.)1598/3‬‬


‫(‪ )2‬راا أبو اداااد‪( :‬با سا يقول الرج إلا ادخ بييه ‪.)486/4‬‬
‫(‪ )3‬راا أبو اداااد يف سننه‪( :‬با سا يقول الرج إلا خرج س بييه)‪.‬‬
‫‪287‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫ق ل الشرخ‪( :‬و ن السفل)‪:‬‬


‫أي ينبغ اىل املن و أن ييحىل باآلادا الرشاية اند النفر‪ ،‬االنفر قطعة‬
‫س العذا كام يف حدي أيب هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قيال‪« :‬لشسافر اطزاة مان‬
‫زجال إىل‬
‫لشزذلب زمنع أحاكم طزامه وشلبه ونوماه‪ ،‬فاإذل اضااى هنمتاه فلخ ِّ‬
‫(‪)1‬‬
‫أهله» ‪.‬‬
‫ولذلب ا ‪ ،‬للسفل آدات منه ‪:‬‬
‫‪ .1‬ينيحب ل نافر أن يوادع أه ه اقرابيه اإخوانه‪ ،‬فيإن اهلل جااي يف‬
‫املنيافر بيدااء النبي ‪« ‬أساتود ع لهلل دزناك‬
‫ُ‬ ‫اداائهو بركية‪ ،‬ف ُييوادع‬
‫(‪)2‬‬
‫وأمانتك وخولتخم بملك» ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ينافر س مج س الناس‪ ،‬حلدي ابداهلل ب ا را ب العياص ‪‬‬
‫قال‪ :‬قال الرسول ‪« ‬لشرلكب شخطان ولشرلكداان شاخطانان ولشثالثاة‬
‫(‪)3‬‬
‫ركب» ‪.‬‬
‫‪ .3‬اسيحبا اليأسري يف النفر إلا كانوا ثالثية فيأكثر‪ ،‬حليدي أيب سيعيد‬
‫اخلدري ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬إذل خرل ثالثااة يف سفر فلخؤمرول‬
‫(‪)4‬‬
‫أحاهم» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬راا البخاري‪( :‬با النفر قطعة س العذا ‪ ،)826/1‬اسن و‪( :‬با النفر قطعة س العذا‬
‫‪.)1526/3‬‬
‫(‪ )2‬راا أبو اداااد‪( :‬با الدااء اند الواداع ‪ ،)339/2‬االرتسذي يف سيننه‪( :‬بيا سيا يقيول إلا اادع‬
‫إننان ًا ‪ ،)499/5‬ااب ساجه‪( :‬با تشي الغزاة ااادااهو ‪.)943/2‬‬
‫(‪ )3‬راا أبو اداااد يف سننه‪( :‬با الرج ينافر احد ‪ ،)340/2‬ااإلسا سالم يف املوةيأ‪( :‬بيا سيا‬
‫جاء يف الوحدة يف النفر ل رج ‪ ،)1425/5‬االرتسذي‪ ( :‬با سا جاء يف كراهية أن ينافر الرج‬
‫احد ‪.)193/4‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو اداااد يف سننه‪( :‬با يف القو ينافران يؤسران أحدهو ‪.)340/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪288‬‬

‫‪ .4‬الدااء بام اراد يف النفر‪ ،‬حلدي ابد اهلل ب ا ير ‪« ‬أن رساول لهلل‬
‫‪ ‬كان إذل لستوى بىل بزاريه خارجا ًا إىل سافر كارب ثالثا ًا ثام ااال‪:‬‬
‫سدحان لشذي سخر شنا هذل وما كنا شه مقارنَ وإنّاا إىل ربناا ملنقلداون‬
‫لشلهم إنا نسنشك يف سفرنا هذل لشرب ولشتقوى ومن لشزمال ماا تارَض‪،‬‬
‫لشلهم هون بلخنا سفرنا هذل ولطوي بنا بزاه‪ ،‬لشلهم أنات لشصااحب‬
‫يف لشسفر ولخللخفة يف لبهل‪ ،‬لشلهم إين أباوذ باك مان وبثاا لشسافر‬
‫وكآبة لملنظر وسو لملنقلب يف لملاال ولبهال» وإذل رجاع اااَلن وزلد‬
‫(‪)1‬‬
‫فخهن‪« :‬آزدون تائدون باباون شربنا حاماون» ‪.‬‬
‫‪ .5‬اس آادا النفر الرتخص برخص النفر س قرص الصالة امجعهيا‪،‬‬
‫ااملنح اىل اخلفني ثالثة أيا ب ياليه ‪ ،‬االفطر يف النفر إن شق ا ييه‬
‫الصيا ‪.‬‬
‫‪ .6‬اسيحبا اليربري ل نافر إلا صعد الثنايا‪ ،‬اتنبيحه إلا هب األاادية‬
‫انحوها‪ ،‬ااسيحبا تعجي املنيافر الرجيوع إىل أه يه حليدي أيب‬
‫(‪)2‬‬
‫زجل إىل أهله» ‪.‬‬
‫هريرة ‪ ‬النابق «فإذل اضاى هنمته فلخ ِّ‬
‫‪ .7‬اينيحب ابيداء القااد س النفر باملنجد الذي بجوار اصالته فييه‬
‫ركعيني حلدي كعب ب سالم ‪« ‬أن رسول لهلل ‪ ‬كان إذل اام من‬
‫(‪)3‬‬
‫سفر باأ باملسجا فركع فخه ركزتَ ‪ ...‬لحلازث» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬راا اإلسا سن و يف صحيحه‪( :‬با سا يقول إلا ركب إىل سفر احلج ‪.)978/2‬‬
‫(‪ )2‬سبق فرجيه (ص ‪ 287‬حاشية ‪.)1‬‬
‫ية ا زليذيِ‬
‫يىل ال زثال َّث ِ‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪( :‬با حدي كعب بي ساليم اقيول اهلل ايز اجي ‪َّ { :‬ااَّ َّ‬
‫َّ‬
‫ُخ ُفوا} ‪ ،)3/6‬اسن و‪( :‬با حدي توبة كعب ب سالم اصاحبيه ‪.)2120/4‬‬
‫‪289‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫ق ل الشرخ‪« :‬ومع الوال ين ‪:»....‬‬


‫الرشاية‪ :‬اإلحنان ل والدي ابرمها‪ ،‬اقد جع اهلل ‪‬‬ ‫أي اس اآلادا‬
‫برمها قري اليوحيد‪ ،‬اشررمها سقران ًا بشرر اهلل ‪ ،‬ااإلحنان إليهام س‬
‫أج األاامل اأحبها إىل الربري امليعال‪ :‬فقال تعاىل‪     :‬‬
‫‪           ‬‬
‫‪(        ‬اإلرساء‪)23 :‬‬ ‫‪   ‬‬
‫اقييييال تعاىل‪         :‬‬
‫‪(           ‬لقامن‪. )14 :‬‬
‫اقيال تعاىل‪           :‬‬
‫(النناء‪ )36 :‬؛ الذلم قال اب اباس ‪ :‬ثالث آيات سقرانات بثالث‪ ،‬ال تقب‬
‫أةاع اهلل امل يط‬ ‫ااحدة بغري قرينيها‪( :‬اأةيعوا اهلل اأةيعوا الرسول)‪ ،‬ف‬
‫صىل امل يزك مل يقب‬ ‫الرسول مل يقب سنه‪( ،‬اأقي وا الصالة اآتوا الزكاة)‪ ،‬ف‬
‫شرر هلل امل يشرر لوالديه مل يقب‬ ‫سنييييييه‪( ،‬أن أشرر يل الوالديم)‪ ،‬ف‬
‫(‪)1‬‬
‫سنه أ‪.‬هي‪.‬‬
‫افضيي بر الوالدي ارادت بيه النصيوص الرشياية الرثيرية‪ ،‬فعي ابي‬
‫سنعواد ‪ ‬قال‪ :‬سنشت رسول لهلل ‪ ‬أي لشزمال أحاب إىل لهلل؟ ااال «لشصاالة‬
‫بىل واتها» الت‪ :‬ثم أي ؟ اال‪« :‬بر لشولشازن» الت‪ :‬ثم أي؟ ااال‪« :‬لجلهااد يف‬
‫(‪)2‬‬
‫سدخل لهلل» ‪.‬‬
‫ابر الوالدي يعدل اجلهااد يف سبي اهلل اسالقاة األاداء ارض رقاهبو ب‬

‫(‪ )1‬لكر الذهب يف كيا الربائر (‪.)40‬‬


‫(‪ )2‬راا البخاري‪( :‬با فض الصالة اىل اقيها ‪.)256/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪290‬‬

‫قد يفض ه‪ ،‬فف الصحيحني ا ابداهلل بي ا يرا ‪ ‬قيال‪« :‬جاا رجال إىل‬
‫أحاي ولشاالك ؟ ااال‪ :‬نزام ااال‪ :‬ففاخهام‬
‫ٌ‬ ‫لشندي ‪ ‬زستنذنه يف لجلهااد‪ ،‬فقاال‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فجاها» ‪.‬‬
‫قال احلياف يف «الفييح»‪ :‬أي إن كيان ليم أبيوان فياب د جهيدك يف برمهيا‬
‫(‪)2‬‬
‫ااإلحنان إليهام‪ ،‬فإن للم يقو سقا قيال األاداء ‪ ،‬اقيال يف سوضي آخير‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اقد يرون برمها أفض س اجلهااد ‪.‬‬
‫ارىض اهلل ‪ ‬س رىض الوالدي ‪« :‬رَض لشرب يف رَض لشولشاا‪ ،‬وساخط‬
‫(‪)4‬‬
‫لشرب يف سخط لشولشا» ‪.‬‬

‫ومن اإلحس ‪ ،‬للوال ين‪:‬‬


‫‪ .1‬ةاايهام ااجينا سعصييهام‪ ،‬اأال يقد ا يهام أحيد ًا سي البرشي سي‬
‫زاجة اصديق‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلحنان إليهام بالقول االفع ‪.‬‬
‫‪ .3‬خفيض اجلناح هلام‪ :‬ﭽﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﭼ‬
‫(اإلرساء‪ ،)24 :‬اخفض اجلناح يرون باليذل هلام االيواض االيطاس ‪.‬‬

‫راا البخاري‪( :‬با اجلهااد بإلن األبوي ‪ ،)1423/1‬اراا سن و‪( :‬بيا بير الواليدي اأهنيام‬ ‫(‪)1‬‬
‫أحق به ‪.)1975/4‬‬
‫فيح الباري (‪.)403/10‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫املصدر النابق (‪.)140/6‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أخرجه الرتسيذي ( ‪ ،)310/4‬اييرجح الرتسيذي اقفيه‪ ،‬االبخياري يف األاد املفيراد (‪،)42/1‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫احننه األلباين يف الن ن ة الصحيحة (‪.)43/2‬‬
‫‪291‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫‪ .4‬اإلصغاء إلييهام‪ :‬الليم باإلقبيال ا ييهام بالوجيه إلا حتيدثا‪ ،‬اتيرك‬


‫سقاةعيهام أا سنازايهام احلدي ‪.‬‬
‫‪ .5‬الفرح بأااسرمهيا اتيرك اليضيجر االييأفف (فيال تقي هليام أف اال‬
‫تنهرمها)‪.‬‬
‫‪ .6‬ةالقه الوجه هلام االبرش االرتحا هبام‪.‬‬
‫‪ .7‬اليواداد هلام االيحبيب‪ :‬اسي لليم بيدمهمها بالنيال اتقبيي أييدهيام‬
‫‪.‬‬ ‫ارأسيهام االيوسي هلام يف املج‬
‫‪ .8‬االسيئذان سنهام ااالسينارة بيرأهيام‪ ،‬ابعي اإلحنياس انيدمها أنيه‬
‫للم س‬ ‫بحاجة إىل رأهيام‪ ،‬اأنه يررب رأهيام ايقدر ‪ ،‬اال يرون ار‬
‫االسيغناء ا رأهيام‪.‬‬
‫‪ .9‬أال يداومها باس هام‪.‬‬
‫‪ .10‬أن ي يش خ فهام‪.‬‬
‫‪ .11‬أن يداو هلام باملغفرة ك ام اداا لنفنه‪.‬‬
‫‪ .12‬إكرا أصدقاء الوالدي ‪.‬‬

‫ق ل الشرخ‪« :‬وابق رت ‪:»....‬‬


‫أي اس اآلادا اإلسيالسية اإلحنيان لمقيار ‪ ،‬اأقيار اإلننيان هيو‬
‫أرحاسه‪ ،‬قال الشيخ اب اثي ني‪ :‬ااألرحا هو أقيار اإلننيان نفنيه‪ :‬كأسيه‬
‫اأبيه اابنه ابنيه‪ ،‬اك س كان بينه ابينه ص ة س ِقب أبيه أا سي قبي أسيه أا‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪292‬‬

‫(‪)1‬‬
‫س قب ابنه أا س قب ابنيه ‪.‬‬
‫فضم اإلحس ‪ ،‬لألق رت‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلحنان لمقار سبب ل قر س اجلنة االبعد ا النار‪ ،‬فعي أيب‬
‫أيو ‪ ‬أن أارابي ًا ايرض ل نبي ‪ ‬يف سنيري ‪ ،‬فقيال‪ :‬أخيربين سيا‬
‫يقربن س اجلنة ايباادين س النار‪ ،‬قال‪« :‬تزدا لهلل ال ترشك به شاخئ ًا‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وتقخم لشصالة‪ ،‬وتؤيت لشيكاة‪ ،‬وتصل لشرحم» ‪.‬‬
‫‪ .2‬اس اص رمحه اص ه اهلل‪ ،‬فع أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قيال ‪« :‬خلا‬
‫لهلل ‪ ‬لخلل فلام فرغ منه اامت لشرحم‪ ،‬فقال‪ :‬مه‪ ،‬ااشت‪ :‬هاذل مقاام‬
‫لشزائذ بك من لشقطخزة‪ ،‬اال‪ :‬أال ترضَ أن أصل من وصلك وأاطاع‬
‫(‪)3‬‬
‫من اطزك ؟ ااشت‪ :‬بىل زارب‪ ،‬اال‪ :‬فذشك شك» ‪.‬‬
‫‪ .3‬اص ة الرحو تزيد يف الع ر االرزق‪ ،‬قال ‪« :‬من أحب أن زدسط شاه‬
‫(‪)4‬‬
‫يف رزاه وأن زنسن شه يف أثره فلخصل رمحه» ‪ ،‬فرام أن الصحة اةييب‬
‫اهلواء االغذاء س أسبا ةول الع ر‪ ،‬فرذلم صي ة اليرحو جع هيا‬
‫اهلل سبب ًا رباني ًا‪.‬‬

‫(‪ )1‬سوق الشيخ اب اثي ني‪( :‬األخالق ااآلادا اص ة الرحو)‪.‬‬


‫(‪ )2‬راا البخاري‪( :‬با سؤال جربي ل نب ‪ ‬ا اإليامن ااإلسالس ‪ ،)37/1‬اراا سن و‪( :‬با‬
‫بيان اإليامن ااإلسال ااإلحنان ‪.)36/1‬‬
‫(‪ )3‬راا البخاري‪( :‬با اتقطعوا أرحاسرو ‪ ،)2487/1‬اراا سن و‪( :‬با صي ة اليرحو احتيريو‬
‫قطعها ‪.)1980/4‬‬
‫(‪ )4‬راا البخاري‪( :‬با س يبن له يف الرزق بص ة الرحو ‪ ،)3028/1‬اراا سن و يف صيحيحه‪:‬‬
‫(با ص ة الرحو احتريو قطعها ‪.)1982/4‬‬
‫‪293‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫ارف يكو‪ ،‬اإلحس ‪ ،‬لألق رت‪:‬‬


‫‪ .1‬البشاشة اند ال قاء‪.‬‬
‫‪ .2‬ال ني يف املعاس ة‪.‬‬
‫‪ .3‬ةيب القول اةالقة يف الوجه‪.‬‬
‫‪ .4‬الزيارات ِ‬
‫االصالت ااملراملات ااهلدايا‪.‬‬
‫‪ .5‬املشاركة يف األفراح‪ ،‬ااملواساة يف األتراح‪.‬‬
‫يحهو‬
‫‪ .6‬اإلحنييييان إىل املحييياج سيينهو‪ ،‬اب يذل املعييراف هلييو‪ ،‬انصي ُ‬
‫االنصح هلو‪.‬‬
‫ِ‬
‫سرراهبو ااياادة سريضهو‪.‬‬ ‫‪ .7‬سناند ُة‬
‫صفح ا اثراهتو‪ ،‬اترك سضارهتو‪.‬‬ ‫‪ .8‬ال ُ‬
‫ُ‬
‫إيصيال سيا‬ ‫ِ‬
‫اجلياس ليذلم ك يه‬ ‫اال ير أه ُ م أشقى اخل ِق بم‪ ،‬ااملعنى‬
‫أس َّر س اخلري‪ ،‬اادف ُ سا أسر َّ س َّ الرش‪.‬‬

‫ق ل الشرخ‪ « :‬واجلاا‪:».... ،‬‬


‫أي اسي اآلادا اإلسييالسية اإلحنييان إىل اجلييار‪ ،‬اقييد تقييد الرييال يف‬
‫ارش ا اسو اجلار اسالا يعن ‪ ،‬اأادلة للم‪ ،‬اأنواع اجليريان‪،‬‬ ‫الدرس اخلاس‬
‫اكيف يرون اإلحنان إليهو ‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪294‬‬

‫ق ل الشرخ‪ ... « :‬و الكا ر و الص ر ‪:» ...‬‬


‫أي اس اآلادا اإلسالسية توقري الربار‪ ،‬االعطف اىل الصغار‪ ،‬اهيذا مميا‬
‫جاءت به رشيعة اإلسال ‪ ،‬اأسرنا اديننا احلنيف به‪.‬‬
‫فع اب ا ر ‪ ‬أن النب ‪ ‬قال‪« :‬أرلين يف لملنام أتسوك‪ ،‬فجا ين رجاالن‬
‫أحامها أكرب من لآلخر‪ ،‬فناوشت لشسولك لبصاغر‪ ،‬فقخال يل‪ :‬كارب‪ ،‬فافزتاه إىل‬
‫(‪)1‬‬
‫لبكرب منهام» ‪.‬‬
‫احلدي أيب سوسى ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬إن من إجالل لهلل تزااىل‪،‬‬
‫إكرلم ذي لشيخدة لملسلم‪ ،‬وحامل لشقرآن الري لشغايل فخه وال لجلايف بناه‪ ،‬وإكارلم‬
‫(‪)2‬‬
‫ذي لشسلطان لملقسط» ‪.‬‬
‫ااملرااد بذي الشيبة املن و‪ :‬الذي ابييض شيعر ‪ ،‬انفيد ا ير يف اإلسيال‬
‫ااإليامن ‪.‬‬
‫احلدي ا را ب شعيب ا أبيه ا جد ‪ ‬قيال‪ :‬قيال رسيول اهلل ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫«شخس منا من مل زرحم صغرينا وززرف شف كدرينا» ‪.‬‬
‫سنا س مل جي كبرينا‪ ،‬اييرحو صيغرينا‪ ،‬ايعيرف لعاملنيا‬ ‫ايف رااية‪« :‬لي‬
‫(‪)4‬‬
‫حقه» ‪.‬‬

‫راا سن و‪( :‬با رمهيا النب ‪.)1779/4 ‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫راا أبو اداااد‪( :‬با يف تنزي الناس سنازهلو ‪ ،)411/4‬احننه األلباين يف األاد املفراد (‪.)130‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫راا الرتسذي يف سننه‪( :‬با سا جاء يف رمحة الصيبيان ‪ ،)385/3‬اأبيو اداااد (‪ ،)286/4‬اأمحيد‬ ‫(‪)3‬‬
‫(‪.)345/11‬‬
‫راا البخاري‪( :‬با إلا مح جارية صغرية اىل انقه يف الصالة ‪ ،)109/1‬اسن و‪( :‬با جواز‬ ‫(‪)4‬‬
‫مح الصبيان يف الصالة ‪.)385/1‬‬
‫‪295‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫ايف الصحيحني ا أيب قياادة األنصاري‪( :‬أن لشندي ‪ ‬صاىل وهاو حامال‬
‫(‪)1‬‬
‫أمامة بنت ززنب بنت رسول لهلل ‪ ،‬فإذل ااام محلهاا‪ ،‬وإذل ساجا وضازها)‬
‫اهذا س متا رمحة النب ‪ ‬بالصغار‪.‬‬
‫‪ ‬أن النب ‪ ‬كان يقول ألخ الصغري‪« :‬زا أبا بمري ماا فزال‬ ‫اا أن‬
‫(‪)2‬‬
‫لشنغري» االنغري ةائر صغري كان ي عب به‪ ،‬فامت ف يذلم كيان يامزحيه النبي‬
‫‪.‬‬

‫ارفرا اإلحس ‪ ،‬إىل الكا ر والص ر‪:‬‬


‫تقديو لي الن يف النيواك االطعيا االرشيا اامليشي االريال ‪ ،‬سيا مل‬
‫يرتتب القو ‪ ،‬فإن ترتبوا فالننة األي ‪.‬‬
‫اينيحب تعظيو الربار اإجالهلو اتبجي هو‪ ،‬كام ينيحب الرمحية بصيغار‬
‫املن ني اللم بالشفقة ا يهو‪ ،‬ااإلحنان إليهو‪.‬‬

‫ق ل الشرخ‪« :‬وال هنئا ملولود»‪:‬‬


‫االيهنئة باملولواد س اآلادا اإلسالسية ألهنا تدخ النيرار ايىل املني و‪،‬‬
‫اربنا ‪ ‬يبرش خ ي ه إبراهيو ‪ ‬ب ولواد األال‪ ،‬فيقول‪َ { :‬ف َد ّياَرنَاه بغاال ٍم‬
‫َحلخ ٍم} (الصيافات‪ ، )101 :‬اكان النب ‪ ‬يداو ل ولواد باخلري االربكة‪ ،‬كيام اراد‬
‫يف صحيح سن و يف حدي أيب سوسى حينام مح ابنه إىل النبي ‪ ‬كيام سييأ ‪،‬‬

‫(‪ )1‬راا البخاري‪( :‬با إلا مح جارية صغرية اىل انقه يف الصيالة ‪ ،)250/1‬راا سني و‪( :‬بيا‬
‫جواز مح الصبيان يف الصالة ‪.)385/1‬‬
‫(‪ )2‬راا البخاري‪( :‬با االنبنا إىل س الناس ‪.)3086/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪296‬‬

‫ااراد ا احلن البرصي أنه ا و رج ً‬


‫ال اليهنئية‪ ،‬فقيال‪« :‬اال‪ :‬باورك شاك يف‬
‫(‪)1‬‬
‫لملوهوب‪ ،‬وشكرن لشولهب وبلغ رشاه ورزات بره» ‪ ،‬ايف رااية قال‪« :‬ال‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫جزله لهلل مدارك ًا بلخك وبىل أمة حمما ‪. »‬‬
‫(‪)3‬‬
‫قال النواي‪ -‬رمحيه اهلل‪ : -‬ينييحب هتنئية املوليواد ليه‪ ،‬قيال أصيحابنا‪:‬‬
‫اينيحب أن هينأ بام جاء ا احلن ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬الكر ‪.‬‬
‫وهن آدات ت لق هنئا املولود‪:‬‬
‫‪ .1‬أن هينئه باملولواد سوا ًء كان ابني ًا أ بنيي ًا‪ ،‬فيإن أهي اجلاه يية سيا كيانوا‬
‫هينئيييون إال بياالب ابوفياة البنيت‪ ،‬ااألحييياادي يف فضي البنيات‬
‫كثرية‪.‬‬
‫‪ .2‬اسيييييحبا اليألي يف ألن الصب الي نيى‪ ،‬حليدي أيب رافي قيال‪:‬‬
‫«رأزاات رسااااول لهلل ‪ :‬أذن يف أذن لحلساان باان بااي حااَ وشاتااه‬
‫(‪)4‬‬
‫فاطمة» ‪.‬‬
‫‪ .3‬اسيحبا حتنيم املولواد بي رة االدااء له بالربكة‪ ،‬حليدي أيب سوسيى‬
‫‪ ‬قال‪« :‬وشا يل الالم‪ ،‬فنتخت لشندي ‪ ‬فساامه إبارلهخم وحنكاه بتمارة‬
‫(‪)5‬‬
‫ودبا شه باشربكة‪ ،‬ودفزه إيل» ‪.‬‬

‫األلكار ل نواي (‪ ،)289/1‬ااب القيو يف حتفة املولواد ( ص ‪.)29‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫راا الطرباين يف الدااء ا احلن (ص ‪.)294‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫األلكار (‪.)289/1‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫راا أمحد (‪ ،)166/45‬اأبو اداااد (‪ ،)328/4‬االرتسذي (‪ )97/4‬اقال‪ :‬حدي هيذا حيدي‬ ‫(‪)4‬‬
‫حن صحيح‪.‬‬
‫راا البخاري‪( :‬با تن ية املولواد غداة يولد مل مل يعق انه احتنيريه ‪ ،)2817/1‬راا سني و‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫(با اسيحبا حتنيم املولواد اند االادته ‪.)1690/3‬‬
‫‪297‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫‪ .4‬اسيحبا إساةة األلى ا املولواد س ح ق شعر رأسه البيح العقيقية‬


‫انه‪ ،‬حلدي س امن ب ااسر الضب قال‪ :‬س عت رسول اهلل ‪ ‬يقيول‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫«مع لشغالم بقخقة فنهرزقول بنه دم ًا وأمخطاول بناه لبذى» ‪ ،‬اجياء يف‬
‫حدي س رة ‪« ‬كل الالم رهخناة بزقخقتاه‪ ،‬تاذب بناه زاوم ساابزه‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وزسمى فخه وحيلا رأساه» ‪ ،‬ايف حيدي اائشية‪ -‬ريض اهلل انهيا‪-‬‬
‫(‪)3‬‬
‫«بن لشغاالم شااتان متكافئتاان‪ ،‬وبان لجلارزاة شااة» ‪ ،‬فيدلت هيذ‬
‫األحاادي اىل أنه يذبح ا الغال شياتان ااي اجلاريية شييياة‪ ،‬كيام‬
‫ادلت اىل اسيحبا ح ق شعر املولواد الذكر‪ ،‬اتن ية املولواد لكر ًا كان‬
‫أا أنثى‪.‬‬

‫ق ل الشرخ‪« :‬وال ربيب لزواج»‪:‬‬


‫هذ ال فظيية ال توجد يف أكثر الننخ‪ ،‬لرنها سوجوادة يف املج د الثال س‬
‫«جم ييوع فيااى اسقيياالت ابي بياز‪ -‬رمحيه اهلل‪ »-‬سي مجي اليدكيور حم يد‬
‫الشويعر (ص ‪ ،)295‬الذلم ااي دت هذ ال فظة‪.‬‬
‫االيربيم بالزااج أاد إسالس ‪ ،‬فيه س تيآلف الق يو ‪ ،‬اإشيااة امليوادة‬
‫ااملحبة بني املن ني‪ ،‬اإظهار النيرار ألفيراح اآلخيري ‪ ،‬اقيد اراد يف لليم‬
‫حدي أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬كان النب ‪ ‬إلا رفأ اإلننان إذا تزاج‪ -‬قال‪« :‬باارك‬

‫(‪ )1‬راا البخاري‪( :‬با إساةة األلى ا الصب يف احلقيقة ‪.)20820/1‬‬


‫(‪ )2‬راا أمحييد (‪ ،)271/33‬االننييائ (‪ ،)166/7‬اأبييو اداااد (‪ ،)106/3‬اصييححه األلبيياين يف‬
‫اجلاس (‪.)843/2‬‬
‫(‪ )3‬راا أمحد (‪ ،)321/11‬االرتسذي (‪ ،)96/4‬اأبو اداااد (‪ ،)105/3‬االننائ (‪.)162/7‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪298‬‬

‫(‪)1‬‬
‫لهلل شك‪ ،‬وبارك بلخك‪ ،‬ومجع بخنكام يف خري» ‪.‬‬
‫احيص ي بييه االسيييقرار ااألن ي ‪،‬‬ ‫االييزااج يبعي الط أنينيية يف اليينف‬
‫ايصون النظر ا اليط إىل سيا ال حيي ‪ ،‬احيصي الفيرج احيفظيه‪ ،‬االيزااج‬
‫سبب حلصول الذرية الصاحلة الي ينف اهلل هبا اليزاجني اينيفي هبيا املجي ي‬
‫اإلسالس ‪.‬‬

‫ومن آدات الزواج‪:‬‬


‫‪ .1‬اد املغاالة يف املهور‪ ،‬يقول ا ر ب اخلطا ‪« ‬ال تغااشول يف صاا‬
‫لشنسا ‪ ،‬فإهنا شو كانت مكرمة يف لشانخا أو تقوى يف لآلخرة كان أوالكام‬
‫هبا لشندي ‪ ،‬ما أصا رساول لهلل ‪ ‬لمارأة مان نساائه‪ ،‬وال أصااات‬
‫(‪)2‬‬
‫لمرأة من بناته أكثر من ثنتي برشة أواخة» ‪.‬‬
‫‪ .2‬اينيحب الولي ة ب ناسبة الزااج‪ ،‬قال النب ‪ ‬لعبد الرمح ب اوف‬
‫(‪)3‬‬
‫ملا تزاج‪« :‬أومل وشو بياة» ‪ ،‬اه اىل قدر حيال اليزاج‪ ،‬فيال ينبغي‬
‫تركها اال جيوز اإلرساف فيها‪ ،‬اال ينبغ االقيصار اىل اداوة األغنيياء‬
‫الاي اجلا اترك الفقراء‪ ،‬اجيب ترك اإلرساف يف حفيالت الزفياف‪،‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه أمحد (‪ ،)518/14‬اأبو اداااد (‪ ،)207/2‬االرتسذي (‪ )392/3‬اقيال‪ :‬حيدي حني‬


‫صحيح‪ ،‬ااحلاكو يف املنيدرك (‪ ،)199/2‬اقال‪ :‬صحيح اىل رش سن و امل خيرجا ‪.‬‬
‫(‪ )2‬راا أبييو اداااد يف سييننه (‪ ،)199/2‬االننييائ (‪ ،)117/6‬اأمحييد (‪ ،)382/1‬ااحليياكو يف‬
‫املنيييدرك (‪ ،)23/4‬اقييال‪ :‬هييذا حييدي صييحيح اإلسيينااد اا يييه الع ي ‪ ،‬اراا اب ي ساجييه‬
‫(‪.)607/1‬‬
‫(‪ )3‬راا البخاري‪( :‬با كيف يداى ل يزاج ‪ ،)21/7‬اسن و ‪( :‬با الصداق ‪.)1042/2 ...‬‬
‫‪299‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬

‫اسا حيص فيه س ج ب آالت الطر االغناء املحرسة‪ ،‬اإنيام امليألان‬


‫فيه اسيعامل الدف ل ننياء‪ ،‬بشيير ايد سيامع الرجيال ألصيواهت ‪،‬‬
‫اينبغ جتنب ألفييياظ اخلالايية اامليواة ااملجون‪.‬‬
‫‪ .3‬اينبغ احلذر س اليصوير االنفور‪ ،‬ف قيد اصي احليال بيبعض سي‬
‫لهبت َّغ َّري ُهتو اق حيامههو أن يضعوا العراسني أسا الننياء في ييق‬
‫أساسيه بري سيواية‬ ‫هلو الصور‪ ،‬ايشاهد الرج النناء اهي يييامي‬
‫اخالاة اجمون‪.‬‬
‫ق ل الشرخ‪ « :‬وال زيا ا املص ت»‪:‬‬
‫اليعزية أاد رفي ‪ ،‬الذلم رشاها اإلسال ملا فيها سي املواسياة ل ني و‬
‫املصا اتصبري ‪ ،‬االوقوف سعه يف حمنيه‪ ،‬االدااء ملييه باملغفرة االرمحة‪.‬‬
‫امما اراد يف فض اليعزية‪ :‬حدي ‪« :‬من بيى أخاه لملؤمن من مصخدة كساه‬
‫(‪)1‬‬
‫ب سالم ‪ ‬اي النبي ‪« :‬مان‬ ‫لهلل حلل لشكرلمة زوم لشقخامة» ‪ ،‬اا أن‬
‫بيى أخاه لملؤمن يف مصخدته كساه لهلل حلة خرضل حي َرب هبا زوم لشقخامة‪ ،‬اخال زاا‬
‫(‪)2‬‬
‫رسول لهلل‪ :‬ما حي َرب؟ اال‪ :‬زغدط» ‪.‬‬
‫امما اراد س ألفاظ اليعزية‪ ،‬سا ازى به النب ‪ ‬ابنيه فقال‪« :‬إن هلل ماا أخاذ‬
‫(‪)3‬‬
‫وهلل ما أبطى‪ ،‬وكل يش بناه إىل أجل مسمى فلتصرب وشتحتسب» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الطرباين يف الدااء (‪ ،)369‬االبيهق يف الرربى (‪ ،)98/4‬االوسطى (‪ ،)32/2‬احننه‬


‫األلباين يف صحيح الرتغيب االرتهيب (‪.)206/3‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطرباين يف الدااء (‪ ،)369‬االبيهق يف الشعب (‪ ،)464/11‬احننه األلباين يف اإلرااء‬
‫(‪.)217/3‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ييب سي املُحنيننيَّ } ‪،)33/9‬‬
‫(‪ )3‬راا البخاري‪( :‬با سا جياء يف قوليه تعياىل‪{ :‬إِ زن َّرمحَّي َّة اهللزِ َّق ِر ل‬
‫اسن و‪( :‬با البراء اىل امليت ‪.)635/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪300‬‬

‫(‪)1‬‬
‫قال النواي ‪ :‬اهذا احلدي أحن سا ُيعزى به‪.‬‬
‫اأيض ًا مما اراد ملا ادخ اىل أ س ة ريض اهلل انها قال‪« :‬لشلهام لالفار ب‬
‫سلمة ولرفع درجته يف لملهازَ وأخلفه يف بقده يف لشغابرزن ولالفر شنا وشه زارب‬
‫(‪)2‬‬
‫لشزاملَ ولفس شه يف اربه ونور شه فخه» ‪.‬‬
‫ال ن و أن يعزي أخا املن و بام يظ أنه ين يه اخيفف س حزنه احي ه‬
‫اىل الرضا االصرب مما ثبت يف النصوص الرشاية إن كان ينيحرض ‪ ،‬اإال فيبام‬
‫تيرس له س الرال احلن الذي حيقق له الغرض اال خيالف الرشع‪ ،‬فبأي لف‬
‫ازا حص املقصواد‪ ،‬فال حجر يف للم اال حرج‪.‬‬
‫اينيحب مل سات له سيت أن يقول سا اراد يف حيدي أ سي ة ريض اهلل‬
‫انها قالت‪ :‬س عت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪« :‬ما من بدا تصخده مصخدة فخقول‪ :‬إناا‬
‫هلل وإنا إشخه رلجزون‪ :‬لشلهم أجرين يف مصخدتي‪ ،‬ولخلف يل خري ًل منها‪ ،‬إال آجاره‬
‫لهلل تزاىل يف مصخدته‪ ،‬وأخلف شه خري ًل منها‪ ،‬ااشت‪ :‬فلام تويف أبو سلمة‪ ،‬الت ماا‬
‫(‪)3‬‬
‫أمرين رسول لهلل ‪ ،‬فنخلف يل خري ًل منه رسول لهلل ‪. »‬‬
‫الهب مجهور الفقهاء‪ :‬اىل أن سدة اليعزيية ثالثية أييا ‪ ،‬ااسييدلوا ليذلم‬
‫بإلن الشارع يف اإلحدااد يف الثالث فق ‪ ...‬اترير بعيدها ألن املقصيواد سنهيا‬
‫سرون ق ب املصا ‪ ، ...‬فال جييداد ليه احليزن باليعزيية‪ ،‬إال إلا كيان أحيدمها‬
‫املعزى أا املعزي غائب ًا‪ ... ،‬فإنه يعزى بعد الثالثة‪ ،‬احرى إسا احلرسني اجهي ًا‬

‫(‪ )1‬األلكار (‪.)150‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه سن و‪( :‬با يف إغامض امليت االدااء له إلا حرض ‪.)624/2‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه سن و يف صحيحه‪( :‬با سا يقال اند املصيبة ‪.)631/3‬‬
‫‪301‬‬ ‫الدرس السادس عشر‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬
‫(‪)1‬‬
‫اهو قول بعض احلناب ة‪ :‬إنه ال حد ل يعزية ‪.‬‬

‫قاا ا ل الشاااارخ‪« :‬وغااااا ذلااااب ماااان اآلدات اإلساااا‪،‬مرا ا اللااااا واخللااااع‬


‫واالن ل»‪:‬‬
‫أي امما رشع اهلل سي اآلادا اإلسيالسية‪ ،‬االنين الرثيرية‪ ،‬اليي ينبغي‬
‫ل ني و أن ييييأاد اييييحىل هبييا‪ ،‬سثي آادا ال قيياء‪ ،‬اآادا الزيييارة‪ ،‬اآادا‬
‫الضيييافة‪ ،‬اآادا املجييال ‪ ،‬اآادا الرييال ‪ ،‬اآادا اليييخيل‪ ،‬اآادا النييو ‪،‬‬
‫اآادا ال بيياس االزينيية‪ ،‬اآادا الركييو اامليشيي‪ ،‬اآادا الطريييق‪ ،‬اآادا‬
‫اجلوار‪ ،‬اآادا العرشة‪ ،‬اآادا الدااء‪ ،‬اغري للم س اآلادا ‪.‬‬
‫الكر الشيخ اب باز‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬أسث ية كثيرية ليبادا سثي ال يب ‪ :‬سي‬
‫البيياض‪ ،‬ااجيو سيرت العيورة‪،‬‬ ‫اجلديد‪ ،‬ااسيحبا ليب‬ ‫الدااء اند لب‬
‫احتريو اإلسبال‪ ،‬الباس الشهرة‪.‬‬
‫اكذا يف االنيعال ااخل ‪ :‬س تقيديو الرجي الي نيى يف ال يب ‪ ،‬اتقيديو‬
‫اليرسى يف اخل ‪ ،‬حلدي اائشة ريض اهلل انها أن رسول اهلل ‪« ‬كاان ززجداه‬
‫(‪)2‬‬
‫لشتخمن يف تنزله وترجله وطهوره وشننه كله» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬املوسواة الروييية (‪.)288/12‬‬


‫‪.)3004/1‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪( :‬با الرتج االيي‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪302‬‬
‫الدرس السابع عشر‬
‫التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪304‬‬
‫‪305‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫الدرس السابع عشر‬


‫التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫والساااا هلل‬ ‫ومنهاااا ‪ :‬الساااا املوبقاااا (املهلكاااا ) وهاااا ‪ :‬الشاااااهلل‪ ،‬باااا‬


‫وقتل النفس اليت حهللم ا إال ب حلق وأكل الهللب وأكل ما ل اليتاي‪ ،‬والتاول ماوم‬
‫الغ فال املؤمن ‪.‬‬ ‫الزحف وقذف احملصن‬
‫ومنهااااااا ‪ :‬عقااااااااو الوالاااااااايمة وقحي‪،‬ااااااا الااااااااهللح‪ ،‬وشااااااااه ‪ ،‬الاااااااازو‬
‫واألماااااوال‬ ‫الااااايم‬ ‫وللااااا‪ ،‬الناااا‬ ‫واألمياااا الك ذباااا وإماااااذا اجلاااا‬
‫واألعهللاض وشهللب املساكهلل ول‪،‬ا القاا ‪ -‬وهاو امليساهلل‪ -‬والغي ا والناياا وغا‬
‫ذلك مم نهى ا ‪ ‬عنه أو سوله ‪.‬‬

‫ملا انتهى الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬من ذكر مجلة من األخالق واآلداب املشـروعة‬
‫لكل مسلم‪ ،‬أراد أن يتمم األمر بالنهي عن الرشك والكبائر والفواحش التـي‬
‫يسع املسلم جهلها‪ ،‬و يستقيم دينه إ باجتناهبا‪.‬‬
‫والشيخ راعى قاعدة البدء باملأمورات ثم املنهيات‪ ،‬يقـو يـيخ االمـال‬
‫ابن تيمية‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬قاعدة يف أن جنس فعل املأمور بـه أعمـم مـن جـنس تـرك‬
‫املنهي عنه وأن جنس ترك املأمور به أعمم من جنس فعل املنهي عنه وأن مثوبة بنـي‬
‫آد عىل أداء الواجبات أعمم من مثوبتهم عىل تـرك املررمـات وأن عقـوبتهم عـىل‬
‫ترك الواجبات أعمم من عقوبتهم عىل فعل املررمات(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬جمموع الفتاوى (‪.)87/20‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪306‬‬

‫فبدأ يف هـــذا الدرس بالســــبع املوبقــــات‪ :‬ألهنا أكرب الكبائر‪ ،‬حلديث‬


‫أيب هريرة ‪ ‬أن رمو اهلل ‪ ‬قا ‪« :‬اجتنبوا السبع املوبقات‪ ،‬قالوا‪ :‬ياا سواو‬
‫اهلل وما هي؟ قا ‪ :‬الرشك باهلل‪ ،‬والسحر‪ ،‬وقتل النفس التي حرم اهلل إال بااق‪،،‬‬
‫وأكل الربا‪ ،‬وأكل ما اليتيم‪ ،‬والتاو ياوم الفحا ‪ ،‬وقاااااذف املحصانات‬
‫(‪)1‬‬
‫الغافالت املؤمنات» ‪.‬‬
‫ومعنى «اجتنبوا»‪ :‬ابتعدوا واتركوا‪ ،‬وا جتناب أبلغ من الرتك ألن اجتنبوا‬
‫معناه‪ :‬أن تكون يف جانب وهي من جانب آخر‪ ،‬وهذا يستلز البعد عنهـا‪ ،‬أمـا‬
‫الرتك فقد يرتكها وهو قريب منها‪.‬‬
‫واملوبقات هي‪ :‬املهلكات‪ ،‬ومميت موبقات؛ ألهنا هتلك فاعلها يف الدنيا‪،‬‬
‫بام يرتتب عليها من العقوبات‪ ،‬ويف اآلخرة من العذاب‪.‬‬
‫واملوبقات هي الكبائر‪ :‬والكبرية هي كل معصية ترتب عليها حد يف الدنيا‪،‬‬
‫أو وعيد يف اآلخرة أو غضب أو هتديد أو وعيد بنفي االيامن‪.‬‬
‫قوله‪« :‬والس املوبق »‪ :‬يقتيض احلرص‪ ،‬بـل هنـاك موبقـات وكبـائر‬
‫أخرى ذكرت‪ ،‬مثل‪« :‬التعرب بعد اهلجرة»‪ ،‬و«اليمني الفاجرة»‪.‬‬
‫فالكبائر إذن ليست حمصورة بام ورد يف احلديث بل تبلـغ أكثـر مـن ذلـك؛‬
‫ولذلك ورد أن ابن عباس ‪ ‬مئل عن الكبائر وهل هي مـبع‪ ،‬قـا ‪« ‬هاي‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫إىل السبعني أقرب» ‪ ،‬ويف سوايا «إىل السابعئة » ‪ ،‬وذكـر الـذهبي يف كتابـه‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬


‫ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ ‪ ،)1317/1‬ومسلم‪( :‬باب بيان الكبائر وأكربها ‪.)92/1‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البيهقي يف الشعب (‪ ،)463/1‬والبغوي يف رشح السنة (‪.)87/1‬‬
‫(‪ )3‬مرقاة املفاتي رشح املشكاة (‪ )122/1‬عن معيد بن حبري‪.‬‬
‫‪307‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫«الكبائر» مبعني كبرية‪ ،‬ثم إن الكبائر تتفاوت‪ ،‬فبعضـها أكـرب مـن بعـال‪ ،‬و‬
‫كبرية مع ا متغفار‪ ،‬و صغرية مع االرصار‪.‬‬

‫»‪:‬‬ ‫ق ل الشيخ‪« :‬الشهلل‪ ،‬ب‬


‫أي من املوبقات «الشـرك باهلل ‪ »‬بـل هـو أعممهـا وأكربهـا‪ ،‬وتقـد يف‬
‫الدرس الرابع الكال عن أقسا الشــرك الثالثـة (رشك أكـرب‪ ،‬ورشك أصـغر‪،‬‬
‫ورشك خفي)‪ ،‬والكال عن خطره عىل العبد‪ ،‬وحكمه ومـا يرتتـب عليـه مـن‬
‫اخلروج من امللة‪ ،‬وإحباطه العمل‪ ،‬واخللود يف النـار وغـري ذلـك‪ ،‬فلرياجـع يف‬
‫مكانه‪.‬‬
‫ق ل الشيخ‪« :‬والس هلل»‪:‬‬
‫السرر لغة‪ :‬ما خفي ولطف مببه‪.‬‬
‫وحقيقته‪ُ :‬عقد ورقى‪ -‬قراءات وطالمم‪ -‬وكال وأعام ‪ ،‬يتوصل هبا‬
‫الساحر إىل امتخ دا الشياطني فيام يريد به رضر املسرور‪ ،‬والسرر أنواع‬
‫كثرية؛ منه ما له حقيقة يؤثر يف القلوب واألبدان‪ ،‬ومنه ما يمرض‪ ،‬ويقتل‪،‬‬
‫ويفرق بني املرء وزوجه ‪      ‬‬
‫(البقرة‪.)102 :‬‬ ‫‪  ‬‬
‫ومنـــه ما يكــــــــون ختيي ً‬
‫ال ألعني الناس و حقيقة له‪ ،‬كام قا اهلل‬
‫تعاىل‪             :‬‬
‫‪           ‬‬
‫‪(  ‬طه‪. )66-65 :‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪308‬‬

‫حكااا‪ ،‬الساا هلل‪:‬‬


‫يكون ماحر ًا إ‬ ‫والســرر حمر ‪ ،‬وهو كفر باهلل تعاىل‪ ،‬ألن الساحر‬
‫بصلته بالشياطني وعبادهتم من دون اهلل‪ ،‬وادعاء علم الغيب‪ ،‬يقو اهلل تعاىل‪:‬‬
‫‪          ‬‬
‫(البقرة ‪ ، )102‬وقا ‪           :‬‬
‫‪(  ‬البقرة‪ ،)102 :‬ويف األثر عن ابن مسعود ‪ ‬مرفوع ًا‪« :‬من أتى كاهن ًا أو‬
‫(‪)1‬‬
‫واحر ًا فصدقه بئ يقو ‪ ،‬فقد كفر بئ أنف عىل حممد ‪ ، »‬قا الشيخ‬
‫عبدالرمحن بن حسن– رمحه اهلل –‪« :‬وفيه دليل عىل كفر الكاهن والساحر‪،‬‬
‫ألهنام يدعيان علم الغيب وذلك كفر‪ ،‬واملصدق هلام يعتقد ذلك ويرىض به‬
‫(‪)2‬‬
‫وذلك كفر أيض ًا» ‪.‬‬
‫وحد الساحر رضبة بالسيف‪ ،‬ورد عن ثالثـة مـن صـرابة رمـو اهلل ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫قا االما أمحد‪ :‬عن ثالثة من أصراب النبي ‪ ، ‬ففي حديث جندب اخلري‬
‫(‪)4‬‬
‫مرفوع ًا «حد الساحر رضب ٌ بالسي » ‪ .‬وأيضـ ًا عـن بجالـة بـن عبـده‪ ،‬قـا ‪:‬‬
‫«كتب عمر بن اخلطــاب ‪ :‬أن اقتلـوا كـل مـاحر ومـاحرة»‪ ،‬قـا ‪ :‬فقتلنـا‬
‫(‪)5‬‬
‫ثالث مواحر» ‪ ،‬وص عن حفصة ريض اهلل عنها‪« :‬أهنا أمرت بقتال جاسيا‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود‪( :‬باب يف الكاهن ‪ ،)21/4‬أخرجه أبو نعيم يف احللية وأبو يعىل بإمناد جيد موقوفـ ًا‬
‫(‪ ،)280/9‬وجود إمناده احلافظ ابن حجر يف الفت (‪ )217/10‬فقا ‪« :‬رواه البـزار وأبـو يعـىل‬
‫من حديث ابن مسعود بسند جيد‪ ،‬لكن مل يرصح برفعه»‪.‬‬
‫(‪ )2‬فت املجيد (‪.)297/1‬‬
‫(‪ )3‬كتاب التوحيد (‪ ،)79‬والثالثة هم‪ :‬عمر وحفصة وجندب‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه الرتمذي‪( :‬باب ما جاء يف حد الساحر ‪ ،)112/3‬وقا الرتمذي الصري إنه موقوف‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه وأمحد (‪ ،)196/3‬وأبو داود (‪ ،)168/3‬وابن أيب ييبه يف املصنف (‪.)562/5‬‬
‫‪309‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬
‫(‪)1‬‬
‫هلا وحرهتا‪ ،‬ف ُقتلت» ‪.‬‬

‫حك‪ ،‬الذه ب إىل الس هلل والكه ‪:‬‬


‫جيــوز للمســلم الــذهاب إىل الســررة والكهــان‪ ،‬و ُمــؤاهلم‪ ،‬و‬
‫تصديقهم فيام يكذبون به من ادعائهم علم الغيب‪ ،‬وفيام خيربون مـن احلـوادث‬
‫ُ‬
‫واألخبــار التــي يزعمـــــون وقوعهــا يف املســتقبل وقــراءة الكــف والفنجــان‬
‫وغريمها‪.‬‬
‫قــا تعــاىل‪          :‬‬
‫‪(  ‬النمــل ‪ ، )65‬وقــا مــبرانه‪       :‬‬
‫‪            ‬‬
‫‪(   ‬اجلن ‪. )27-26‬‬
‫قا الشيخ عبدالرمحن بن حسن– رمحه اهلل –‪ :‬فكل من تلقى هـذه األمـور‬
‫عمن تعاطاها فقد برئ منه رمو اهلل ‪ ‬لكوهنا كفر ًا كالكهانة والسرر‪ ،‬فمـن‬
‫(‪)2‬‬
‫ريض بذلك وتابع عليه‪ ،‬فهو كالفاعل لقبوله الباطل واتباعه ‪.‬‬
‫وقد ورد الوعيد الشديد ملصدقهم‪ ،‬كام يف احلديث أن النبي ‪ ‬قا ‪« :‬ثالثا‬
‫(‪)3‬‬
‫ال يدخلون اجلن ‪ :‬مدمن مخر‪ ،‬وقاطع سحم‪ ،‬ومصدق بالسحر» ‪.‬‬
‫وأما من مل يصدق الكاهن ولكن أتاه مل تقبل له صالة أربعـني يومـ ًا كـام يف‬
‫احلديث أن النبي ‪ ‬قا ‪« :‬من أتى عرافا ًا فساهله عان مل ق يقبال لاه اال‬

‫(‪ )1‬أخرجــه مالــك يف املوطــأ‪ ،‬بــاب القضــاء يف الســررة ( ‪ ،)502/2‬وعبــدالرزاق يف املصــنف‬


‫(‪.)180/10‬‬
‫(‪ )2‬فت املجيد (‪.)297/1‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه االما أمحد يف مسنده من حديث أيب مومى األيعري(‪.).339/32‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪310‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أسبعني ليل » ‪.‬‬

‫أقس م الس هلل‪:‬‬


‫قسم الشيخ حممد بن عثيمني‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬يف كتابه «القو املفيد عىل كتـاب‬
‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫التوحيد» السرر إىل قسمني‪:‬‬
‫األو ‪ :‬عقــد ورقــى‪ ،‬أي‪ :‬قــراءات وطالمــم يتوصــل هبــا الســاحر إىل‬
‫امتخدا الشياطني فيام يريد به رضر املسرور‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أدوية وعقاقري تؤثر يف بدن املسرور‪ ،‬وعقله وإرادته وميله‪.‬‬
‫فاألو ‪ :‬رشك وهو الذي يكـون بوامـطة الشـياطني‪ ،‬ألنـه يتقـرب إلـيهم‬
‫ويعبدهم ليسـلطهم عـىل املسـرور‪ ،‬وهـذا يكفـر صـاحبه؛ ألنـه يتـأتى إ‬
‫بالرشك‪ ،‬ويقتل صاحبه ردة‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬عدوان وفســـق‪ :‬وهو ما كان بوامطة األدوية والعقـاقري‪ .‬وهـذا‬
‫يعد الساحر فيـه عاصـي ًا معتـدي ًا‪ ،‬ويقتـل قتـل الصـائل لـدفع أذاه وفسـاده يف‬
‫األرض‪.‬‬
‫فراصل كال الشيخ ابن عثيمني‪ -‬رمحـه اهلل ‪ -‬بيـان الفـرق بـني السـاحر‬
‫الذي يقتل كفر ًا وردة عن االمال ‪ ،‬وبـني السـاحر الـذي يكـون عملـه فسـق ًا‬
‫ومعصية‪ ،‬ويكون قتله من باب التعزير‪ ،‬وأن مرجع ذلك جتهاد االمـا عـىل‬
‫ما خيتاره الشيخ‪ ،‬وبني من يكـون قتلـه كفـر ًا وردة‪ ،‬وظـاهر النصـوا القتـل‬
‫مطلق ًا دون تفريق‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬باب حتريم الكهانة وإتيان الكهان ‪.)1751/4‬‬


‫(‪ )2‬القو املفيد (‪.)489/1‬‬
‫‪311‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫حك‪ ،‬حل الس هلل ب لس هلل‪:‬‬


‫حل السرر بسرر مثله يسمى «النُرشة»‪ ،‬و جيوز فـك السـرر بالسـرر‪،‬‬
‫فعن جابر بن عبداهلل ريض اهلل عنهام أن رمو اهلل ‪ ‬مئل عن النرشـة‪ ،‬فقـا ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫«هي من عمل الشيطان» ‪ ،‬وهو حرا وبه أفتى مامحة املؤلـف ‪ -‬رمحـه اهلل‪-‬‬
‫(‪)2‬‬
‫واللجنة الدائمة للبروث العلمية واالفتاء ‪.‬‬
‫قا ابن القيم‪ -‬رمحـه اهلل‪« :-‬النرشـة حـل السـرر عـن املسـرور‪ ،‬وهـي‬
‫نوعان‪ :‬حل السرر بسرر مثله‪ ،‬وهو الذي من عمل الشيطان‪ ،‬والثاين‪ :‬النرشة‬
‫(‪)3‬‬
‫بالرقية والتعوذات واألدوية املباحة فهذا جائز» ‪ .‬أ‪.‬هـ‬
‫ولسامحة املؤلف الشيخ عبدالعزيز بن بـاز‪ -‬رمحـه اهلل‪ -‬رمـالة يف السـرر‬
‫وعالجه‪ ،‬فهي مفيدة وجيدة يف موضوعها‪.‬‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬وقتل النفس اليت حهللم ا إال ب حلق»‪:‬‬


‫أي ومن املوبقات املهلكات‪ :‬قتل النفس التي حر اهلل إ باحلق‪.‬‬
‫والقتل‪ :‬إزهاق الروح‪ ،‬واملراد بالنفس‪ :‬البدن الـذي فيـه الـروح‪ ،‬واملـراد‬
‫نفس اآلدمي‪.‬‬
‫قا الشيخ حممد بن عثيمني‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬والنفس املررمـة أربعـة أنفـس‪:‬‬
‫ِ‬
‫واملستأمن‪ -‬بالكرس طالب األمان‪ ،-‬فـاملؤمن‬ ‫نفس املؤمن‪ ،‬والذمي‪ ،‬واملعاهد‪،‬‬

‫(‪ )1‬رواه االما أمحــد (‪ ،)40/22‬وعنه أبو داود يف السـنن (‪ ،)6/4‬وحسـنه احلـافظ ابـن حجـر يف‬
‫الفت (‪.)233/10‬‬
‫(‪ )2‬فتاوى اللجنة العلمية (‪.)270/1‬‬
‫(‪ )3‬إعال املوقعني (‪.)301/4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪312‬‬

‫(‪)1‬‬
‫اليامنه‪ ،‬والذمي لذمته‪ ،‬واملعاهد لعهده‪ ،‬واملستأمن لتأمينه ‪.‬‬
‫ونفس املؤمــــن أعمم هذه األنفـس حرمـة ثـم الـذمي ثـم املعاهـد ثـم‬
‫(‪)2‬‬
‫املستأمن أ‪.‬هـ ‪.‬‬

‫الوعيي الشيمي ملة قتل مؤمن ً‪:‬‬


‫ورد الوعيد الشديد يف قتل املؤمن‪ ،‬حتى اختلف أهل العلم‪ :‬هل للقاتل‬
‫(‪)3‬‬
‫؟ ‪ ،‬قا تعاىل‪       :‬‬ ‫توب ٌة أ‬
‫‪،          ‬‬
‫وقـــــا مـــبرانه‪          :‬‬
‫‪        ‬‬
‫‪(  ‬املائدة‪.)32 :‬‬
‫ويف صري البخاري أن النبي ‪ ‬قا ‪« :‬ال يفا املؤمن يف فسح مان ييناه‬
‫(‪)4‬‬
‫ما ق يصب يم ًا حرام ًا» ‪.‬‬
‫وعــن أيب بكــرة ‪ ‬أن رمــو اهلل ‪ ‬قــا ‪« :‬إذا التقااى املساالئن بساايفي ئ‬

‫(‪ )1‬الذمي‪ :‬الذي يسكن معنا ونرميه ويعطي اجلزية عىل محايته وبقائه‪ ،‬واملعاهد‪ :‬من كان بيننـا وبينـه‬
‫عهدٌ ‪ ،‬واملستأمن‪ :‬قد من دار احلرب لكن دخل إلينا بأمان لبيع أو رشاء أو عمل‪.‬‬
‫(‪ )2‬القو املفيد (‪.)499/1‬‬
‫(‪ )3‬قا البغــوي يف تفسريه (‪ ،)267/2‬والذي عليه األكثرون‪ ،‬وهو مـذهب أهـل السـنة‪ :‬أن قاتـل‬
‫ـك ملَ ِـ ْن‬
‫ون َذلِ َ‬
‫ـه َو َيغ ِْف ُـر َمـا ُد َ‬
‫ـك بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املسلم عمد ًا توبته مقبولة لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ إ َّن اهللََّ َيغْف ُـر َأ ْن ُي ْ َ‬
‫رش َ‬
‫َي َشا ُءﭼ‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجــه البخــاري‪( :‬بــاب قولــه تعــاىل‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ ‪.)3419/1‬‬
‫‪313‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫فالقاتل واملقتو يف الناس»‪ ،‬قيل‪ :‬يارمو اهلل‪ ،‬هذا القاتل‪ ،‬فام با املقتو ؟ قا ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫«إنه كان حريص ًا عىل قتل احبه» ‪.‬‬
‫قو الشيخ «إال باق‪ :»،‬أي إ املسـترقة للقتـل‪ ،‬بفعـل موجـب القتـل‪،‬‬
‫وهــي الــواردة يف حــديث عبــداهلل بــن مســعود ‪ ‬قــا ‪ :‬قــا رمــو اهلل ‪‬‬
‫«ال حيل يم امرئ مسلم إال بإحاد ثاال‪ ::‬الانفس باالنفس‪ ،‬والثياب الافاين‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والتاسك لدينه املفاسق للجئع » ‪.‬‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬وأكل الهللب »‪:‬‬


‫أي ومن املوبقات‪ :‬أكل الربا‪.‬‬
‫والربا يف اللغة‪ :‬الزيادة‪ ،‬ومنه قولـه تعـاىل‪ :‬ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫ﯯﭼ (احلج‪.) 5 :‬‬
‫ويف الرشع‪ :‬تفاضل يف عقد بني أيياء جيب فيها التساوي وهو ربا الفضل‪،‬‬
‫وربا النسيئة هو التأخري يف عقد بني أيياء جيب فيها التقابال‪.‬‬
‫والربا من الكبائر التي تفشت بني املسلمني اليو ‪ ،‬وهي مبب مـن أمـباب‬
‫مخط اهلل تعاىل وغضـبه عـىل العبـاد‪ ،‬وفيـه مـن املفامـد الرشـعية والدنيويـة‬
‫واألخروية وا قتصادية اليشء الكثري‪.‬‬
‫مخسا من العقوبات‪:‬‬
‫الربا ً‬
‫خس‪ :‬ذكر اهللّ تعاىل آلكل ّ‬
‫الرس ّ‬
‫قا ّ‬
‫إحداهــــــا‪ :‬التّخ ّبط‪ ،‬قــا اهللّ تعـاىل‪    :‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪( :‬باب "وإن طائفتان من املؤمنني اقتتلوا فاصلروا بينهام" ‪.)28/1‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬باب قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ ‪.)2521/6‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪314‬‬

‫‪          ‬‬
‫(البقرة ‪.)275‬‬
‫واملـراد‪:‬‬ ‫‪( ‬البقـرة ‪)276‬‬ ‫ال ّثانية‪ :‬املرق‪ ،‬قـا تعـاىل‪    :‬‬
‫اهلالك وا متئصا ‪ ،‬وقيل‪ :‬ذهاب الربكة وا متمتاع حتّى ينتفع به هـو و‬
‫ولده بعده‪.‬‬
‫ال ّثالثة‪ :‬احلرب‪ ،‬قا اهللّ تعاىل‪.        :‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‪‬‬‫الر َبا إِن كُناتُم ؤماؤمن َ‬
‫الرابعة‪ :‬الكفر‪ ،‬قا اهللّ تعاىل‪َ  :‬و َذ ُسوا َما َبق َي م َن ِّ‬
‫ّ‬
‫اب كُال كَفااس َأثِايم‪‬‬ ‫ِ‬
‫الربـا‪َ  :‬واهللهُ الَ ُحي ؤ‬ ‫(البقـرة‪ ،)278:‬وقا مـبرانه بعـد ذكـر ّ‬
‫الربا‪.‬‬‫فاجر بأكل ّ‬ ‫ٍ‬ ‫الربا‪ ،‬أثي ٍم‬
‫ار بامترال ّ‬ ‫(البقرة‪ ،)276:‬أي‪ :‬ك ّف ٍ‬
‫اب الن ِ‬
‫اس ُهم‬ ‫ك َأ َح ُ‬ ‫اخلامسة‪ :‬اخللود يف النّار‪ ،‬قا تعاىل‪َ  :‬و َمن َعا َي َف ُهو َلائِ َ‬
‫‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ون‪( ‬البقرة‪)275:‬‬
‫ِ‬
‫َ ا َخالدُ َ‬ ‫فِي‬
‫ويضاف إىل ذلك (العذاب يو القيامة) ففي حديث ممرة بن جنـدب ‪‬‬
‫قا ‪ :‬قا النبي ‪« :‬سأيت الليلا سجلاني أتيااين فهخرجااين إىل أسد مقدوا‬
‫فانطلقنا حتى أتينا عىل هنر من يم فيه سجل قاةم‪ ،‬وعىل ووط الن ار سجال باني‬
‫يديه حجاس ‪ ،‬فهقبل الرجال الاذ يف الن ار‪ ،‬فاإذا أساي الرجال أن جار سماى‬
‫الرجل بحجر يف فيه فريه حيث كان‪ ،‬فجعال كلائ جاا ليجار سماى يف فياه‬
‫بحجر فريجع كئ كان‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا؟ ‪ ....‬فقا ‪ :‬الاذ سأيتاه يف الن ار آكال‬
‫(‪)2‬‬
‫الربا» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬املبسوط (‪.)109/12‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬باب ما قيل يف أو د املرشكني ‪.)628/1‬‬
‫‪315‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫ويضاف إىل ذلك أن املرايب ملعون عىل لسان رمو اهلل ‪ ،‬فعن جابر ‪:‬‬
‫«قا ‪ :‬لعن سواو اهلل ‪ ‬آكال الرباا وموكلاه وكاتباه وشااهديه‪ ،‬وقاا ‪ :‬هام‬
‫(‪)1‬‬
‫ووا » ‪.‬‬

‫أقس م الهللب ‪:‬‬


‫الربا هو زيادة يف أيياء‪ ،‬ونسأ يف أيياء‪.‬‬
‫وربا الفضل‪ :‬وهـو الزيـادة‪ ،‬يعنـي‪ :‬بيـع جـنس بجنسـه متفاضـ ً‬
‫ال‪ ،‬وربـا‬
‫النسيئة‪ :‬هو تأخري القبال فيام جيري فيه الربا‪ ،‬وهو جيري يف متة أمـوا ‪ ،‬ب ّينهـا‬
‫الرمو ‪ ‬يف قوله‪« :‬الذهب بالذهب‪ ،‬والفض بالفض ‪ ،‬والا باال ‪ ،‬والتمار‬
‫بالتمر‪ ،‬والشعري بالشعري‪ ،‬وامللح بامللح‪ ،‬فإذا اختلفت األجناس‪ ،‬فبيعاوا كيا‬
‫(‪)2‬‬
‫شئتم إذا كان يد ًا بيد» ‪.‬‬
‫فهذه األموا الربوية بنص احلديث وإمجاع املسلمني‪.‬‬
‫فال جيوز بيع اجلنس من األصناف الستة بجنسه متفاضـال‪ :‬فـال جيـوز بيـع‬
‫مائة جرا ذهبا قديام بتسعني جراما ذهبا جديـدا‪ ،‬عـىل مـبيل املثـا ‪ ،‬وكـذلك‬
‫الفضة‪.‬‬
‫و جيوز بيع كيلتني من قم رديء بكيلـة مـن قمـ جيـد‪ ،‬وهكـذا بقيـة‬
‫األصناف‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري بلفظ (لعن النبي ‪ ‬الوايمة واملستويمة وآكل الربا وموكله ‪ )...‬يف بـاب مهـر‬
‫البغــي والنكــاح الفامــد(‪ ،)61/7‬وأخرجــه االمــا مســلم‪( :‬بــاب لعــن آكــل الربــا ومؤكلــه‬
‫‪.)1218/3‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم‪( :‬باب الصدف وبيع الذهب بالورق نقد ًا ‪.)1587/3‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪316‬‬

‫و جيوز التأخري يف القبال وإن كان هناك متاثل‪ ،‬بل بد مـن التقـابال يف‬
‫املجلس‪ ،‬فيشرتط يف بيع الفضل التساوي والتقابال‪.‬‬
‫فإن اختلفت األجناس جاز البيع والرشاء متفاضـال وجـاز التـأخري‪ ،‬كـأن‬
‫تشرتي قمرا بنقد‪ ،‬أو ملرا بنقد‪.‬‬
‫وإن اختلفت األجناس واحتدت العلة جاز التفاضل دون التأخري‪ :‬فيجـوز‬
‫أن تشرتي عرشين جراما ذهبا بامئة فضة مثال‪ ،‬أو تشرتي كيلتـني قمرـا بـأربع‬
‫يعريا‪ ،‬أو تشرتي مائة ريا معودي ًا بتسعني جنيه ًا مرصي ًا‪ ،‬فهذا التفاضل جائز‬
‫رشيطة التقابال يف املجلس‪ ،‬فال جيـوز أن تشـرتي مائـة ريـا بتسـعني جنيهـ ًا‬
‫وتبقى لك أو عليك بقية‪.‬‬
‫وكذلك جيوز أن تشرتي ذهب ًا بنسيئة‪ ،‬و أن تدفع بعال القيمـة ويبقـى‬
‫عليك بعضها‪ ،‬بل بد من دفع القيمة كلها نقد ًا قبـل مغـادرة املجلـس‪ ،‬ومـن‬
‫اخلطأ الذي يقع فيه كثري من الناس عند امتبدا الذهب القـديم بجديـد أهنـم‬
‫يبيعون القديم و يقبضون ثمنه‪ ،‬ثم يشرتون اجلديد ويـدفعون الفـرق‪ ،‬وهـذا‬
‫داخل يف ربا الفضل‪ ،‬وإنام الواجب أن تبيع ما معك وتقبال ثمنه‪ ،‬ثـم تشـرتي‬
‫اجلديد وتدفع ثمنه‪.‬‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬وأكل م ل اليتي‪:»،‬‬


‫أي ومن املهلكات املوبقات‪ ،‬أكل ما اليتيم‪.‬‬
‫واليتيم‪ :‬هو الذي مات أبوه قبل بلوغه‪ ،‬موا ًء كان ذكر ًا أو أنثـى‪ ،‬أمـا مـن‬
‫ماتت أمه قبل بلوغه‪ ،‬فليس يتي ًام رشع ًا و لغ ًة؛ ألن اليتيم مأخوذ من ال ُيتْم‪،‬‬
‫‪317‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫وهو ا نفراد‪ ،‬أي‪ :‬انفرد عـن الكامـب لـه‪ ،‬ألن أبـاه هـو الـذي يكسـب لـه؛‬
‫ولذلك قيــل اليتيم مـــن اآلدمي من مات والـده‪ ،‬واليتـيم مـن احليـوان مـن‬
‫ماتت أمه‪.‬‬
‫وخص اليتيم‪ ،‬ألنه أحد يدافع عنه‪ ،‬وألنه األوىل أن يرحم‪ ،‬وهلـذا ذكـره‬
‫اهلل كثري ًا يف حفظ حقه والرأفة به‪ ،‬فإذا كان األوىل أن يرحم فكيـف يسـطا عـىل‬
‫حقه فيؤكل ماله‪.‬‬
‫قـــــا اهلل تعاىل‪        :‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪( ‬النساء‪)10:‬‬ ‫‪      ‬‬
‫‪(          ‬األنعا ‪ ،)152 :‬عن ابن‬
‫عباس ريض اهلل عنهام قا ‪« :‬ملا أنز اهلل عز وجل ‪    ‬‬
‫‪ ،       ‬و‪    ‬‬
‫‪  ‬انطلق من كان عنده يتيم‪ ،‬فعز طعامه من طعامه‪ ،‬ورشابه من‬
‫رشابه‪ ،‬فجعل يفضل من طعامه فيربس له‪ ،‬حتى يأكله أو يفسد‪ ،‬فايتد ذلك‬
‫عليهم فذكروا ذلك لرمو اهلل ‪ ‬فأنز اهلل ‪     ‬‬
‫‪(         ‬البقرة‪ ،)220 :‬فخلطوا‬
‫(‪)1‬‬
‫طعامهم بطعامه ورشاهبم برشابه» ‪.‬‬
‫لكن القائم عىل يأن اليتيم يف تربيته وإصالحه‪ ،‬إن كان فقري ًا‪ ،‬فله أن يأكل‬
‫باملعــروف لقوله تعاىل‪(        :‬النسـاء‪،)6 :‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود (‪ ،)114/3‬واحلاكم يف املستدرك (‪ ،)113/2‬وقا ‪ :‬هذا حديث صـري االمـناد‬
‫ومل خيرجاه‪ ،‬والبيهقي يف الكربى (‪.)465/6‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪318‬‬

‫فال يرسف يف األخذ‪ ،‬حتى قا بعال الفقهاء‪ :‬يأكل إ بمقدار عمله يف ما‬
‫اليتيم‪ ،‬وقيل‪ :‬هو القرض يستلفه ثم يرده ‪ ...‬إىل غري ذلك‪ ،‬فال يتقي باملـه مـا‬
‫اليتيم‪ ،‬و يبذر و يرسف‪ ،‬ففي احلديث عن عبداهلل بـن عمـرو بـن العـاا‬
‫ريض اهلل عنهام‪ :‬أن رج ً‬
‫ال أتى النبي ‪ ‬فقا ‪ :‬إين فقري لـيس ءء‪ ،‬و يتـيم‪،‬‬
‫قا ‪ :‬فقا ‪« :‬كل من ما يتيمك‪ ،‬غري مرسف وال مبذس وال متهثال»‪ ،‬ويف روايـة‬
‫(‪)1‬‬
‫«مباذس»‪ ،‬وأخرى «مبايس» ‪.‬‬
‫مباذر‪ :‬قيل ‪ :‬تأكيد لـرسااف‪ ،‬ومبـادر‪ :‬يبـادر إنفـاق مـا اليتـيم قبـل‬
‫بلوغه‪ .‬ومتأثل‪ :‬أصل املا ‪ ،‬ومنه أثلة اليشـء أصـله‪ ،‬فـال يأـ بأصـل املـا ‪،‬‬
‫ووجه إباحة األكل له من ما اليتيم أن يكون ذلك جزاء ما يسترقه من العمل‬
‫فيه وا متصالح له وأن يأخذ منه باملعروف عىل قدر عمله‪.‬‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬والتول موم الزحف»‪:‬‬


‫أي ومن املوبقات‪ :‬التو يو الزحف‪.‬‬
‫والتو يو الزحف‪ :‬يعني الفرار واهلروب عند لقاء أعداء اهلل مـن الكفـار‬
‫وعند الترا الصفوف‪ ،‬وممي يو الزحف‪ :‬ألن اجلمـوع إذا تقابلـت جتـد أن‬
‫بعضها يزحف إىل بعال‪ ،‬كالذي يميش زحف ًا‪ ،‬كل واحد مـنهام اـاب اآلخـر‪،‬‬
‫فيميش رويد ًا رويدا‪.‬‬
‫والتو يو الزحف من كبائر الذنوب‪ ،‬ومن املهلكـات املوبقـات‪ ،‬وذلـك‬
‫أن التو يو الزحف فيه‪ :‬االعراض عـن اجلهـاد يف مـبيل إىل اهلل ‪ ،‬وكرسـ‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود (‪ ،)74/3‬والنسائي (‪ ،)256/6‬وأمحد (‪ ،)594/11‬وصرره األلباين يف صري‬


‫اجلامع (‪.)829/2‬‬
‫‪319‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫قلوب املسـلمني‪ ،‬وتقويـة أعـداء اهلل ‪ ،‬وهـذا بطبيعـة احلـا يـؤدي هلزيمـة‬
‫املسلمني‪ ،‬وألن اجلهاد جيب عىل من حأه‪.‬‬
‫يقو اهلل ‪         :‬‬
‫‪         ‬‬
‫‪            ‬‬
‫‪.)16-15 :‬‬ ‫‪( ‬األنفا‬ ‫‪ ‬‬
‫فاوتثنى اهلل ‪ ‬حالتني‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬أن يكون متررف ًا لقتا ‪ :‬أي متهيئ ًا له‪ ،‬كمن ينصـرف ليصـل مـن‬
‫يأنه أو ايئ األملرة ويعـدها‪ ،‬أو ينرـرف إىل مكـان آخـر يـأ‬
‫العدو من جهته‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬املتريز إىل فئة‪ :‬كام إذا حأت اية للمسلمني يمكـن أن يقيضـ‬
‫عليها العدو‪ ،‬فينرصف إليها لينقذها‪ ،‬برشط أ يكون عىل اجلـيش‬
‫رضر بذهابه‪.‬‬
‫عن عبداهلل بن عمرو بن العاا ‪« ‬أن سواو اهلل ‪ ‬اواتعاذ مان وابع‬
‫موتات‪ :‬موت الفجا ‪ ،‬ومن لدغ اقي ‪ ،‬ومن السبع‪ ،‬ومن الغرق‪ ،‬ومن اقرق‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومن أن جر عليه مل ‪ ،‬ومن القتل عند فراس الفح » ‪.‬‬
‫متى جيوز الفهللا ‪:‬‬
‫قا الشيخ حممد بن عثيمني‪« :‬جيوز الفرار إذا كان الكفار أكثر من ِم ْث ََل‬
‫املسلمني‪ ،‬لقوله تعاىل‪        :‬‬
‫‪           ‬‬

‫(‪ )1‬رواه االما أمحد (‪ ،)168/11‬ورواه البزار‪.)301/1( :‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪320‬‬

‫يمكن‬ ‫‪ ،)66 :‬أو كان عندهم عدة‬ ‫(األنفا‬ ‫‪    ‬‬
‫للمسلمني مقاومتها‪ ،‬كالطائرات إذا مل يكن عند املسلمني من الصواريخ ما‬
‫يدفعها‪ ،‬فإذا علم أن الصمود يستلز اهلالك والقضاء عىل املسلمني‪ ،‬فال جيوز‬
‫(‪)1‬‬
‫هلم أن يبقوا‪ ،‬ألن مقت ى ذلك أن يغرروا بأنفسهم» ‪.‬‬

‫الغ فال املؤمن »‪:‬‬ ‫وق ل الشيخ‪« :‬وقذف احملصن‬


‫أي ومن املوبقات املهلكات‪ :‬القذف‪.‬‬
‫والقذف‪ :‬بمعنى الرمي‪ ،‬واملراد به هنـا الرمـي بالزنـا‪ ،‬واملرصـنات هنـا‪:‬‬
‫احلرائر‪ ،‬وقيل العفيفـات عـن الزنـا‪ ،‬والغـافالت‪ :‬هـن العفيفـات عـن الزنـا‬
‫خيطر عىل بـاهلن هـذا األمـر‪ ،‬املؤمنـات‪ :‬احـرتاز ًا مـن‬ ‫البعيدات عنه‪ ،‬الال‬
‫الكافرات‪.‬‬
‫فمن قذف امرأة هذه صفتها‪ ،‬ومل يقم البينة عىل صدقه‪ ،‬فقد ارتكـب كبـرية‬
‫من كبائر الذنوب وموبقة ومهلكة‪ ،‬ويرتتب عىل ذلك مخس عقوبات‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬يقام عليه اقد‪ ،‬وهو ثئنون جلد ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬ال تقبل له ش اي أبدا‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬ويكون فاوق ًا بذلك‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬اللعن يف الدنيا واآلخر ‪.‬‬
‫اخلامس ‪ :‬العذاب العظيم‪.‬‬
‫قــــــــــا اهلل تعاىل‪      :‬‬
‫‪(         ‬النور‪.)23:‬‬

‫(‪ )1‬القو املفيد (‪.)504/1‬‬


‫‪321‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫ويقــــو اهلل ‪        :‬‬
‫‪          ‬‬
‫‪(   ‬النور‪ ،)4:‬ثم قا ‪       :‬‬
‫يشمل أو اجلمل با تفاق‪ ،‬ويشمل‬ ‫‪(  ‬النور‪ ،)5:‬وهذا ا متثناء‬
‫آخر اجلمل با تفاق‪ ،‬واختلف العلامء يف اجلملة الثانية وهي قبو الشهادة ‪.‬‬

‫وهن مس ئل تت‪،‬لق ب لقذف‪:‬‬


‫األوىل‪ :‬أن قذف أمهات املؤمنني أوىل بالدخو يف هذا من كـل حمصـنة‪،‬‬
‫ميام إذا علمنا أن مبب نزو هذه اآلية عائشة ‪ ،‬وقـد أمجـع‬
‫العلامء عىل أن من مبها بعد هذا ورماها فإنه كافر معاند مكـذب‬
‫للقرآن‪ ،‬وبقية أمهات املؤمنني كذلك‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬مجهور أهل العلـم عـىل أن قـذف الرجـل كقـذف املـرأة‪ ،‬وإنـام‬
‫خصت املرأة‪ ،‬ألن الغالب أن القذف يكون للنساء أكثر‪ ،‬وقـذف‬
‫املرأة أيد‪ ،‬ألنه يستلز الشـك يف نسـب أو دهـا مـن زوجهـا‪،‬‬
‫فيعد هذا قيد ًا أغلبي ًا‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬حرمة قذف املامليك‪ ،‬ففي صري البخاري ومسلم أن النبـي ‪‬‬
‫قا ‪« :‬من قذف مملوكه بالفنا أقيم عليه اقاد ياوم القياما إال أن‬
‫(‪)1‬‬
‫يكون كئ قا » ‪ ،‬قا النووي‪ :‬فيـه إيـارة إىل أنـه حـد عـىل‬
‫قاذف العبد يف الدنيا وهذا جممـع عليـه لكـن يعـزر قاذفـه؛ ألن‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب قذف العبيد ‪ ،)2515/6‬ومسلم‪( :‬بـاب التغلـيظ عـىل مـن قـذف كلوكـه‬
‫‪.)92/5‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪322‬‬

‫العبد ليس بمرصن مواء فيه من هو كامل الـرق أو فيـه يـائبة‬


‫احلرية كاملدبر واملكاتب وأ الولد‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬من قذف رج ً‬
‫ال باللواط‪ ،‬موا ًء قذفه بأنـه فاعـل أو مفعـو بـه‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فيقا عىل القاذف احلد ثامنون جلدة‪ ،‬ذكره ابن قدامة ‪.‬‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬ومنه ‪ :‬عقو الواليمة»‪:‬‬


‫أي من املوبقات املهلكات‪ :‬عقوق الوالدين‪.‬‬
‫والعقوق مشتق من العق وهو القطع‪ ،‬واملراد به صدور ما يتأذى به الوالـد‬
‫من ولده من قو أو فعل إ يف رشك أو معصية‪.‬‬
‫ويف الدرس الذي قبله تقـد الكـال عـىل فضـيلة بـر الوالـدين‪ ،‬وكيفيـة‬
‫االحسان إليهام‪.‬‬
‫أما يف هذا الباب‪ ،‬فنوضح عظم العقوق والعقوبات الواسي فيه ومن ا‪:‬‬
‫‪ -1‬أن عقـــوق الوالدين من أكـرب الكبـائر‪ ،‬كـام يف حـديث عبـداهلل بـن‬
‫عمرو بن العاا ‪ ‬قا «جا أعرايب إىل النبي ‪ ‬فقاا ‪ :‬ياا سواو‬
‫اهلل ما الكبااةر؟ قاا ‪ :‬ااكاك بااهلل‪ ،‬قاا ‪ :‬ثام مااذا؟ قاا ‪ :‬عقاوق‬
‫(‪)2‬‬
‫الوالدين‪ ،‬قا ثم ماذا؟ قا ‪ :‬اليمني الغموس» ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن العقوق يعجل لصاحبه العقاب يف حياته قبل كاته‪ ،‬فعن أيب بكـرة‬
‫‪ ‬قا ‪ :‬ممعت رمو اهلل‪ ،‬يقو ‪« :‬كل الذنوب ياؤخر اهلل ماا شاا‬

‫(‪ )1‬املغني (‪.)87/9‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬باب إثم من أرشك باهلل وعقوبتـه يف الـدنيا واآلخـرة ‪ ،)3445/1‬ورواه مسـلم‪:‬‬
‫(باب بيان الكبائر وأكربها ‪.)64/1‬‬
‫‪323‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫من ا إىل يوم القيام إال عقوق الوالدين فإن اهلل تعاىل يعجلاه لصااحبه‬
‫(‪)1‬‬
‫يف اقيا قبل املئت» ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن اهلل ينمر يو القيامة للعاق بوالديه‪ ،‬فعـن ابـن عمـر‪ -‬ريض اهلل‬
‫عنهام‪ -‬أن النبي ‪ ‬قا ‪« :‬ثالث ال ينظر اهلل إلي م يوم القياما ‪ :‬العااق‬
‫(‪)2‬‬
‫لوالديه‪ ،‬ومدمن اخلمر‪ ،‬واملنان» ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنه مبب مخط الرب ‪ ،‬فعن ابن عمر ‪ ‬قـا ‪« :‬سضاا الارب يف‬
‫(‪)3‬‬
‫سضا الوالد ووجط الرب يف وجط الوالد» ‪.‬‬
‫‪ -5‬أنه مانع من دخو اجلنة‪ ،‬فعن عبـد اهلل بـن عمـرو ‪ ‬عـن النبـي ‪‬‬
‫(‪)4‬‬
‫قا ‪« :‬ال يدخل اجلن عاق وال منان وال مدمن مخر» ‪.‬‬
‫وأصب العقوق من أكـرب الكبـائر‪ :‬ألن فيـه معصـية هلل تعـاىل وبعـد ًا عـن‬
‫مرضاته‪ ،‬وجرد ًا للجميل ونكران ًا للمعروف‪ ،‬وألن الرب والعقوق َدين ووفاء‪،‬‬
‫وألن العقوق حيدث خلخلة يف املجتمـع املسـلم‪ ،‬فمـن يـرب والديـه يـربه‬
‫أبناؤه و جريانه و جمتمعه‪.‬‬
‫مة صااااو ال‪،‬قو ‪:‬‬
‫التأفــف من أوامــرمها وهنرمها‪ :‬يقو اهلل ‪   :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪         ‬‬

‫رواه احلاكم يف مستدركه (‪ ،)172/4‬وقا ‪ :‬هذا حديث صري االمناد ومل خيرجاه‪ ،‬والبيهقي يف‬ ‫(‪)1‬‬
‫يعب االيامن (‪.)288/20‬‬
‫رواه النسائي‪( :‬باب املنان بام أعطى ‪.)80/5‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه ابن حبان يف صريره‪( :‬باب حق الوالدين ‪.)172/2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه النسائي (‪ ،)318/8‬وأمحد (‪ ،)473/11‬والدرامي يف السنن (‪.)1330/2‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪324‬‬

‫‪(  ‬اارسا ‪ ،)23:‬فال تقل‪ُ  :‬أ ّ‬


‫ف ‪ ،‬هذا أقل ءء حير‬
‫عليك فعله‪ ،‬وهو أن تمهر بتنفسك املرتدد ضجرا‪ ،‬فرذار حذار ‪.‬‬
‫التسبب يف لعنهام ويتمهام‪ ،‬فكيف من يلعنهام‪ ،‬فعن عبداهلل بن‬ ‫‪-2‬‬
‫عمرو ‪ ‬قا ‪ :‬قا رمو اهلل ‪« ‬إن من أك الكباةر أن يلعن‬
‫يلعن الر ُج ُل والديه؟‬ ‫الرجل والديه»‪ ،‬قيل‪ :‬يا سوو اهلل وكي‬
‫ب‬
‫فيس ُ‬
‫ويسب أم ُه ُ‬
‫ُ‬ ‫فيسب أباه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫قا ‪« :‬يسب الر ُج ُل أبا الر ُج ِل‬
‫(‪)1‬‬
‫أم ُه» ‪.‬‬
‫وإحداد النمر إليهام‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تقديم الزوجة عىل الوالدة‪ ،‬وتقديم الصديق عىل الوالد‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫عصياهنام والتلكؤ يف قضاء يؤوهنام‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫مد اليد بالسوء إليهام ولعنهام وغيبتهام والكذب عليهام‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫هنرمها وتوبيخهام وقهرمها والتأفف منهام والتكرب عليهام‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫الدعاء عليهام‪ ،‬كأن يقو ا بن لوالده‪ :‬أراحنا اهلل منك‪ ،‬أو أخذك‬ ‫‪-8‬‬
‫اهلل‪ ،‬أو عجل اهلل بزوالك‪.‬‬
‫العبوس وتقطيب اجلبني أمامهام‪ ،‬والنمر إليهام يزر ًا‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -10‬انتقاد الطعا الذي تعده الوالدة‪.‬‬
‫‪ -11‬ترك االصغاء حلديثهام‪.‬‬
‫‪ -12‬ذ الوالدين أما الناس‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب يسب الرجل والديه ‪.)3021/1‬‬


‫‪325‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫‪ -13‬إثارة املشكالت أمامهام إما مع األخوة‪ ،‬أو مع الزوجة‪.‬‬


‫‪ -14‬إدخا املنكرات للمنز ‪ ،‬أو مزاولة املنكرات أمامهام‪.‬‬
‫‪ -15‬املكث طوي ً‬
‫ال خارج املنز ‪ ،‬مع حاجة الوالدين وعد إذهنام للولد‬
‫يف اخلروج‪.‬‬
‫‪ -16‬إيداعهام دور العجزة أو أحدمها‪.‬‬
‫‪ -17‬متني زواهلام‪.‬‬
‫‪ -18‬قتلهام عياذ ًا باهلل‪.‬‬
‫‪ -19‬البخل عليهام واملنة‪ ،‬وتعداد األيادي عليهام‪.‬‬
‫‪ -20‬كثرة الشكوى واألنني أما الوالدين‪.‬‬

‫مة أس ب ال‪،‬قو ‪:‬‬


‫‪ - 1‬غياب اخلوف من اهلل ‪ ،‬والغفلة عن عقاب هذه الكبرية العميمة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫عقـوق لوالـداام‪ ،‬فيبتلـيهام اهلل‬ ‫‪ - 2‬أن يقع من األب أو األ يف السـابق‬
‫مبرانه وتعاىل بابن يعقهام كام كانا مها يعقان والداام‪ ،‬واجلـزاء مـن‬
‫جنس العمل‪َ  ،‬وال َيظلِ ُم َس ؤب َك َأ َحدً ا‪. ‬‬
‫‪ - 3‬موء الرتبية أحد أهم أمباب العقوق‪ ،‬فغالـب تربيتنـا ألبنائنـا فيهـا‬
‫الزائـد‪ ،‬ومنـا مـن يربيـه عـىل‬ ‫خلل‪ ،‬فمنا من يريب ابنه عىل الـد‬
‫الشدة املفرطة‪ ،‬ومنا من يربيه عىل االمها بل ويرتك تربيته للشارع‪،‬‬
‫ثم إذا كرب ا بـن وكـان عاقـ ًا يعـرف حقـوق الوالـدين تعجـب‬
‫الوالدان من هذا رغم أهنام مها اللذان زرعا يف ا بن أمباب العقوق‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪326‬‬

‫من حيث يشعران‪ ،‬فيا من تريد ولد ًا بار ًا يرحيك يف كربك‪ ،‬عليـك‬
‫بتعهده منذ الصغر‪ ،‬تعهده بالرتبية كام يتعهد الفالح النبتة يوم ًا بيـو‬
‫حتى تصري يجرة مثمرة‪.‬‬
‫‪ - 4‬املعاملة السـيئة مـن اآلبـاء نرـو األبنـاء‪ :‬كـالتفريق بـني األبنـاء يف‬
‫التعامل ويف العطاء‪ ،‬فهذا يو ّلد يف أكثر األحيان ردة فعل مـن ا بـن‬
‫نرو األب أو األ ‪ ،‬يقو ‪ ‬فيام أخرجه الطـرباين عـن الـنعامن بـن‬
‫بشري‪« :‬اعدلوا بني أواليكم يف النِّ َحل كئ حتبون أن يعدلوا بيانكم يف‬
‫(‪)1‬‬
‫ال واللط » ‪.‬‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬وقحي‪ ،‬الهللح‪:»،‬‬


‫رمحِ ِه وذوي قرابتـه‪ ،‬فـال يصـلهم‬
‫قطيعة الرحم‪ :‬هي أن يعق االنسان ُأو ِ‬

‫بربه‪ ،‬و يمدهم بإحسانه‪ ،‬وخيتلـف ذلـك برسـب حـا القـاطع واملقطـوع‪،‬‬
‫فتـــارة يكون بمنع املا ‪ ،‬وتارة برجـب اخلدمــــة والزيـارة والسـال وغـري‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وقد تناولنا يف الدرس السادس عرش معنـى األقـارب‪ ،‬وفضـل االحسـان‬
‫إليهم‪ ،‬وكيفية االحسان إليهم‪ ،‬ويف هذا الدرس‪ -‬إن ياء اهلل‪ -‬نتنـاو الوعيـد‬
‫الشديد الوارد يف حق القاطع‪ ،‬ومضار قطـع األرحـا ‪ ،‬والفـرق بـني الواصـل‬
‫واملكافئ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أمحد (‪ ،)328/30‬وأبـو داود (‪ ،292/3‬وابـن حبـان (‪ ،)503/11‬وصـرره األلبـاين يف‬
‫صري اجلامع الصغري وزيادته (‪.)239/1‬‬
‫‪327‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫وقد وسي يف كثري من النصوص الوعيد الشاديد عاىل قطيعا الارحم فمان‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬حلو لعنة اهلل ‪ ‬عىل القاطع‪ :‬لقوله تعاىل‪    :‬‬
‫‪        ‬‬
‫‪(       ‬حممد‪ ،)22:‬فنهى اهلل‬
‫عن االفساد يف األرض عموم ًا‪ ،‬وعن قطع األرحا خصوص ًا‪،‬‬
‫فهؤ ء لعنهم اهلل‪ ،‬فأصمهم وأعمى أبصارهم‪.‬‬
‫‪ -2‬عد دخو اجلنة‪ :‬فعن جبري بن مطعم بن عدي ‪ ‬قا ‪ :‬قا رمو‬
‫اهلل ‪« :‬ال يدخل اجلن قاطع»‪ ،‬قا ابن أيب عمر‪ :‬قا وفيان‪ :‬يعني‬
‫(‪)1‬‬
‫قاطع سحم» ‪.‬‬
‫‪ -3‬قطيعة اهلل ‪ ‬للقاطع‪ :‬فعن عائشة ‪ ‬قالت‪ :‬قا رمو اهلل ‪:‬‬
‫«الرحم معلق بالعرش تقو ‪ :‬من و لني و َ َل ُه اهلل‪ ،‬ومن قطعني‬
‫(‪)2‬‬
‫َق َط َع ُه اهلل» ‪.‬‬
‫‪ -4‬تعجيل العقوبة للقاطع يف الدنيا مع ما يكون يف اآلخرة‪ :‬ففي حديث‬
‫أيب بكرة ‪ ‬قا ‪ :‬قا رمو اهلل ‪« ‬ما من ذنب أحر أن يعجل اهلل‬
‫تعاىل عقوبته يف الدنيا مع ما يدخر لصاحبه يف اآلخر من البغي‬
‫(‪)3‬‬
‫وقطيع الرحم» ‪.‬‬
‫‪ -5‬القاطــع يعرض له عمل‪ :‬فعن أيب هريرة ‪ ‬قا ‪ :‬قا رمو اهلل‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬باب صلة الرحم وحتريم قطيعتها ‪.)1981/4‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪( :‬باب صلة الرحم وحتريم قطيعتها ‪.)1981/4‬‬
‫(‪ )3‬رواه الرتمذي (‪ ،)664/4‬واالما أمحد من حديث أيب بكرة (‪.)38/5‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪328‬‬

‫‪« ‬إن أعئ بني آيم تعرد كل مخيس ليل اجلمع فال يقبل عمل‬
‫(‪)1‬‬
‫قاطع سحم» ‪.‬‬

‫ح ل السلف محه‪ ،‬ا م ق ط الهللح‪:،‬‬


‫الرحم‪ ،‬يقو أبـو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لقد كان الصرابة ‪ ‬يستوحشون من اجللوس مع قاطع ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫كل قاط ِع سحم ملَا قاام مان عنادنا» ‪ ،‬ونقـل عـن ابـن‬
‫أحر عىل ِّ‬
‫هريرة ‪ِّ « :‬‬
‫قااطع الارحم‬
‫َ‬ ‫مسعود ‪ ‬أنه كان جالس ًا بعد الصب يف حلقة‪ ،‬فقا ‪َ « :‬أنشدُ اهللَ‬
‫ندعو سبنا‪ ،‬وإن أبواب السئ ُمر َ ََت – أ مغلقا – يون‬
‫َ‬ ‫ملَا قام عنا‪ ،‬فإ هنا نريد أن‬
‫(‪)3‬‬
‫قاط ِع الرحم» ‪.‬‬
‫ـَل بــن احلســني ابنَــه ‪ ‬أمجعــني‪ ،‬فقــا ‪:‬‬ ‫ولقــد أوز زي ـ ُن العابــدين عـ ُ‬
‫كتاااب اهللِ يف ثالثاا ِ‬
‫ِ‬ ‫قاااطع سحاام‪ ،‬فااإين وجدتُااه ملعوناا ًا يف‬ ‫«ال تصاحاااااب‬
‫َ‬
‫(‪)4‬‬
‫مواضع» ‪.‬‬

‫الفهلل بني الواصل واملك فئ‪:‬‬


‫تفضـل‬ ‫َ‬
‫الواصل من َي َّ‬ ‫ِ‬
‫االحسان باالحسان مكافأ ٌة وجمازاة‪ ،‬ولكن‬ ‫إن مقابل َة‬
‫ّ‬
‫َفضل عليه‪ ،‬فعن عبـداهلل بـن عمـرو ‪ ‬أن النبـي ‪ ‬قـا ‪:‬‬ ‫عىل صاحبِه‪ ،‬و ُيت ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫ولكن الوا َل َمن إذا ُقط َعت س ُ‬
‫محه و َ ل ا» ‪ ،‬وقيال‬ ‫ه‬ ‫ليس الوا ل باملكافئ‪،‬‬
‫« َ‬

‫رواه االما أمحد مسند أيب هريرة ‪.)191/16( ‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫األدب املفرد للبخاري (‪ ،)35‬والبيهقي يف يعب االيامن (‪.)341/10‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه البيهقي يف كتاب يعب االيامن‪( :‬باب صلة األرحا ‪.)339/10‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الزواجر عن اقرتان الكبائر (‪ ،)126/2‬وحلية األولياء (‪.)184/3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫رواه البخاري‪( :‬باب ليس الواصل باملكافئ ‪.)6/8‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪329‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫الارحم؟ قاا ‪« :‬تُساتَق َبل إذا أق َبلات‪ ،‬وتُت َباع إذا‬


‫حا‪ ،‬ه‬‫حمريياف‪ :‬ماا ه‬
‫لعبد اهلل بان ُ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫أي َبرت» ‪.‬‬

‫إىل الواصل‪:‬‬ ‫الوعيي الشيمي ملة مق بل الوصل ب إلس‬


‫النبـي ‪ ‬فقـا ‪ :‬يـا رمـو َ اهلل‪ّ ،‬‬
‫إن‬ ‫ّ‬ ‫فعن أيب هريرة ‪ ‬أنه جاء ٌ‬
‫رجل إىل‬
‫أصــلهم ويقطعــونني‪ ،‬و ُأ ِ‬
‫حســن إلــيهم ويســيؤون إ ّ ‪ ،‬وأحلــم علــيهم‬ ‫قراب ـ ًة ِ‬
‫وجيهلون عَل‪ ،‬فقا عليه الصالة والسال ‪« :‬لئن كان كئ تقاو فكاهنهئ ِ‬
‫تسا ؤف م‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫(‪)2‬‬
‫املَ هل‪ ،‬وال يفا معك من اهلل ظ ري ما َ‬
‫يمت عىل ذلك» ‪ ،‬واملَ ّل‪ :‬الرماد احلار‪.‬‬

‫مة مض قحي‪ ،‬الهللح‪:،‬‬


‫‪ -1‬قطع الصلة باهلل ‪ ،‬والبعد عن رضاه‪.‬‬
‫‪ -2‬ضيق الرزق‪.‬‬
‫‪ -3‬قلة الربكة يف العمر‪.‬‬
‫‪ -4‬تعجيل العقوبة يف الدنيا قبل اآلخرة‪.‬‬
‫‪ -5‬عد عرض عمله عىل اهلل ‪.‬‬
‫‪ -6‬يوجب دخو النار‪.‬‬
‫‪ -7‬خيرب الديار العامرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مكار األخالق بن أيب الدنيا (‪.)51‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم‪( :‬باب صلة الرحم وحتريم قطيعتها ‪.)1982/4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪330‬‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬وشه ‪ ،‬الزو »‪:‬‬


‫يهادة الزور من كبائر الذنوب‪ ،‬قا تعاىل‪    :‬‬
‫‪(     ‬احلج‪ ،)30‬قا عبداهلل بن مسعود ‪ :‬عدلت‬
‫يهادة الزور باالرشاك باهلل تعاىل وقرأ هذه اآلية‪.‬‬
‫وقـــا تعاىل يف صفات عباد الرمحن‪    :‬‬
‫‪(  ‬الفرقان‪ ،)72:‬وعن أيب بكرة عن أبيه قا ‪ :‬قا رمو اهلل ‪« :‬أال‬
‫أنبئكم بهك الكباةر؟»‪ ،‬قلنا‪ :‬بىل يا سواااااو اهلل‪ .‬قا ‪« :‬ااكاك باهلل‪،‬‬
‫وعقوق الوالدين»‪ ،‬وكان متكئ ًا فجلس‪ ،‬فقا ‪« :‬أال وقو الفوس» فئ زا‬
‫(‪)1‬‬
‫يكرسها حتى قلنا‪ :‬ليته وكت» ‪.‬‬

‫ت‪،‬هللمف شه ‪ ،‬الزو ‪:‬‬


‫قا القرطبي يف تعريفها‪ :‬يهاد ُة الزور هي الشهادة بالكذب‪ ،‬ليتوصل هبا‬
‫نفس‪ ،‬أو أخذ ما ٍ ‪ ،‬أو حتليل حرا ‪ ،‬أو حتريم حال ‪.‬‬
‫إىل الباطل من إتــالف ٍ‬
‫قا الذهبي بعد أن ذكـر أهنـا مـن الكبـائر‪ :‬إن يـاهد الـزور قـد ارتكـب‬
‫عمائم‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬الكذب وا فرتاء‪.‬‬
‫أنه َظ َل َم الـذي يـهد عليـه حتـى أخـذ بشـهادته َما َلـ ُه وعرضـه‬ ‫ثاني ا‪:‬‬
‫وروحه‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب ما قيـل يف يـهادة الـزور ‪ ،)1233/1‬ورواه مسـلم‪( :‬بـاب بيـان الكبـائر‬
‫وأكربها ‪.)91/1‬‬
‫‪331‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫ثالث ا‪ :‬أنه َظ َل َم الذي يهد له بأن ماق إليه املا احلرا فأخـذه بشـهادته‬
‫فوجبت له النار‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سابع ا‪ :‬أنه أباح ما حر اهلل تعاىل‪ .‬أ‪ .‬هـ ‪.‬‬
‫واليو تساهل بعال الناس يف قضية الشـهادة‪ ،‬فبعضـهم يشـهد لصـاحبه‬
‫نرصة له يف الباطل من أجل نسب أو مبب‪ ،‬ومنهم من يبيـع يـهادته بـالنقود‪،‬‬
‫وما علم عمم ذلك‪ ،‬ومنهم من يقيم هلا وزن ًا و حو و قوة إ باهلل‪.‬‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬واألمي الك ذب »‪:‬‬


‫أي ومن الكبائر‪ ،‬األيامن الكاذبة‪ ،‬يقو اهلل عز وجل‪   :‬‬
‫‪           ‬‬
‫‪          ‬‬
‫عمران‪ ،)77 :‬ففي هذه اآلية خيربنا احلق مبرانه عن الذين‬ ‫(آ‬ ‫‪  ‬‬
‫يتعاملون مع الناس باحللف واأليامن الفاجرة ليرصلوا عىل األثامن الزهيدة‬
‫خالق هلم يف‬ ‫القليلة من عروض هذه احلياة الدنيا الفانية الزائلة‪ ،‬إهنم‬
‫نصيب هلم فيها و حظ هلم فيها‪ ،‬و يكلمهم اهلل و ينمر‬ ‫اآلخرة‪ ،‬أي‪:‬‬
‫يكلمهم كال لطف ولني‪ ،‬و ينمر إليهم بعني‬ ‫إليهم يو القيامة‪ ،‬أي‪:‬‬
‫يطهرهم من الذنوب بل يأمر هبم إىل النار وهلم‬ ‫الرمحة‪ ،‬و يزكيهم‪ ،‬أي‪:‬‬
‫عذاب أليم‪.‬‬
‫وعن أيب ذر ‪ ‬قا ‪ :‬قا رمو اهلل ‪« :‬ثالث ال يكلم م اهلل‪ ،‬وال ينظر‬

‫(‪ )1‬الكبائر (‪ )79‬بترصف‪.‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪332‬‬

‫إلي م يوم القيام ‪ ،‬وال يفكي م‪ ،‬وهلم عذاب أليم»‪ ،‬فذكر من م «املن ِّف‪ ،‬ولعته‬
‫(‪)1‬‬
‫الكاذب ‪. »...‬‬ ‫باقل‬
‫وعن عبداهلل بن عمـرو ‪ ‬قـا ‪ :‬قـا رمـو اهلل ‪« :‬الكبااةر‪ :‬ااكاك‬
‫(‪)2‬‬
‫باااهلل‪ ،‬وعقااوق الوالاادين‪ ،‬وقتاال الاانفس‪ ،‬واليمااني الغمااوس» ‪ ،‬واليمــني‬
‫الغموس‪ :‬التي يتعمد فيها الكـــذب‪ ،‬مميت غموم ًا ألهنا تغمس احلـالف يف‬
‫االثم أو يف جهنم‪.‬‬
‫عىل يمني ليقتطع‬ ‫وعن عبداهلل بن مسعود ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قا ‪« :‬من حل‬
‫هبا ما امرئ مسلم‪ ،‬لقي اهلل وهو عليه غضبان»‪ ،‬قيل‪ :‬وإن كان ييئ ًا يسري ًا؟‬
‫(‪)3‬‬
‫قا ‪« :‬وإن كان قضيب ًا من أساك» ‪.‬‬

‫أقس م األمي ‪:‬‬


‫يقسم أهل العلم اليمني إىل ثالثة أقسا ‪ :‬يمني اللغو‪ ،‬واليمني املنعقدة‪،‬‬
‫واليمني الغموس‪.‬‬
‫القسم األو ‪ :‬يمني اللغو‪ :‬فهي احللف من غري قصد اليمني‪ ،‬مثل‪ :‬ما‬
‫واهلل‪ ،‬وبىل واهلل ونرومها‪ ،‬ويف حديث عائشة‪-‬ريض اهلل‬ ‫جيري عىل اللسان‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫واهلل‪ ،‬وبىل واهلل» ‪،‬‬ ‫عنها‪ -‬مرفوع ًا‪« :‬اللغو يف اليمني كال الرجل يف بيته‪،‬‬
‫وأحلق العلامء بلغو اليمني من حلف يمن صدق نفسه‪ ،‬فبان بخالفه‪ ،‬قا‬

‫رواه مسلم (‪. ،)102/1‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رواه البخاري‪( :‬باب اليمني الغموس ‪.)3334/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه البخاري‪( :‬باب اخلصومة يف البئر والقضاء فيها ‪.)1081/1‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه النسائي (‪ ،)223/3‬وصرره ا لباين يف االرواء (‪ ،)194/8‬وقـا ‪ :‬رواه أبـوداود وغـريه‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ورواه البخاري موقوف ًا‪.‬‬
‫‪333‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬
‫(‪)1‬‬
‫ومن اللغو أن حيلف عىل ءء يمن صدقه فيمهر‬ ‫االما مالك رمحه اهلل‬
‫خالفه فهو من باب اخلطأ و كفارة فيها لقوله مبرانه‪ :‬ﭽ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ (املائدة‪ ،)89 :‬فهذا القسم كفارة‬
‫فيه لآلية‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬اليمني املنعقد ‪ :‬هي اليمني باهلل أو بامم من أمامء اهلل‪ ،‬أو‬
‫صفة من صفاته أو بكتابه‪ ،‬والتي يقصدها احلالف عىل أمر مستقبل ككن‪ ،‬فإن‬
‫ٍ‬
‫ماض كاذب ًا عامل ًا‪ ،‬فهي اليمني الغموس‪ ،‬واليمني املنعقدة‪ :‬جتب‬ ‫حلف عىل أمر‬
‫الكفارة فيها‪ ،‬إذا حنث فيها‪ ،‬بخالف اليمني الغموس‪ ،‬والكفارة هي‬
‫املــذكورة يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬
‫ﯸ ﯹﯺﯻ ﯼﭼ (املائدة‪.)89 :‬‬
‫ٍ‬
‫ماض يعلم كذب‬ ‫القسم الثالث‪ :‬اليمني الغموس‪ :‬وهي اليمني عىل أمر‬
‫كفارة فيها‪ ،‬فهي أعمم من أن تكفر‪ ،‬وجيب فيها‬ ‫نفسه فيه‪ ،‬فهذه اليمني‪،‬‬
‫التوبة بكل حا ‪.‬‬
‫ومن األيامن املنهي عنها اليمني التي حيلف هبا املسلم ليمتنع هبا من فعل‬
‫اخلري‪ ،‬قا تعاىل‪ :‬ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭼ (البقرة‪ .) 224 :‬أي‪ :‬جتعلوا أيامنكم‬
‫باهلل مانعة لكم من الرب وصلة الرحم إذا حلفتم عىل تركها‪ ،‬وذلك بأن ُيدعى‬
‫أحدكم إىل صلة رحم أو عمل بر فيمتنع بسبب يمينه‪.‬‬

‫(‪ )1‬املدونة الكربى (‪ )578/1‬بترصف‪.‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪334‬‬

‫تن يه‪ :‬وإذا حلف املسلم عىل ٍ‬


‫أمر ورأى اخلري يف غريه‪ ،‬فإنه ينتقل للذي‬
‫خري ويكفر عن يمينه‪ ،‬ففي الصريرني أن النبي ‪ ‬قا ‪« :‬وإين واهلل إن شا اهلل‬
‫عىل يمني فهس غريها خريا من ا إال كفرت عن يميني وأتيت الذ‬ ‫ال أحل‬
‫(‪)1‬‬
‫هو خري‪ ،‬أو أتيت الذ هو خري وكفرت عن يميني» ‪.‬‬

‫جتب إ يف القسم الثاين من‬ ‫تن يه‪ :‬قد َع َر َف ت كا تقد أن الكفارة‬


‫اليمني‪ ،‬وهي اليمني املنعقدة‪ ،‬ويشرتط لوجوب هذه الكفارة ثالثة رشوط‪،‬‬
‫األو ‪ :‬أن تكون اليمني منعقدة وقد تقد ‪ ،‬الثاين‪ :‬أن يكون احلالف خمتار ًا‪ ،‬فإن‬
‫كان مكره ًا أو نامي ًا أو خمطئا‪ ،‬مل تنعقد يمينه‪ ،‬لقوله ‪« :‬سفع عن أمتي اخلطه‬
‫(‪)2‬‬
‫والنسيان‪ ،‬وما اوتكرهوا عليه» ‪ ،‬الثالث‪ :‬احلنث يف اليمني بأن يفعل ما‬
‫حلف عىل تركه أو يرتك ما حلف عىل فعله خمتار ًا ذاكر ًا ليمينه‪.‬‬

‫تن يه‪ :‬من قا يف يمني مكفرة‪ ،‬إن ياء اهلل‪ ،‬مل حينث يف يمينه‪ ،‬إذا فعل ما‬
‫حلف عىل تركه أو ترك ما حلف عىل فعله‪ ،‬بأن قصد املشيئة‪ ،‬واتصلت بيمينه‬
‫(‪)3‬‬
‫فقا ‪ :‬إن شا اهلل ق حينث» ‪ ،‬وقوهلم‪:‬‬ ‫لفم ًا أو حك ًام‪ ،‬ولقوله ‪« ‬من حل‬
‫حك ًام‪ :‬كام لو قطع اليمني عن ا متثناء نفس أو معا أو عطاس ونروه‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب قوله " يؤاخذكم اهلل يف اللغو إيامنكم‪.)3313/1 "...‬‬
‫(‪ )2‬رواه البيهقي (‪ ،)105/4‬وصرره األلباين يف صري اجلامع (‪.)358/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه أمحد (‪ ،)450/13‬والرتمذي (‪ ،)108/4‬وابن حبـان (‪ ،)183/10‬وصـرره األلبـاين يف‬
‫االرواء (‪.)196/8‬‬
‫‪335‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬وإمذا اجل »‪:‬‬


‫أي أن إيذاء اجلار من الكبائر املوبقات املهلكات‪ ،‬وااليـذاء يكـون بـالقو‬
‫والفعل‪ ،‬ويف الدرس اخلامس عرش تناولنا امم اجلـار ومـا يشـمل مـن املسـلم‬
‫والكافر والعابد والفامق والصديق والعدو والقريب والبعيـد‪ ،‬وأيضـ ًا تقريـر‬
‫الرشيعة حلق اجلريان‪ ،‬ومـراتبهم‪ ،‬وكيـف يكـون االحسـان للجـار‪ ،‬ويف هـذا‬
‫الدرس يذكر الشيخ أن إيذاء اجلريان من كبائر الذنوب‪.‬‬
‫وقد ورد الوعيد الشديد ملـن آذى جـاره‪ ،‬ففـي حـديث أيب هريـرة ‪ ‬أن‬
‫رمو اهلل ‪ ‬قا ‪« :‬واهلل ال ياؤمن واهلل ال ياؤمن واهلل ال ياؤمن» قيال‪ :‬مان ياا‬
‫(‪)1‬‬
‫سوو اهلل ؟ قا «الذ ال يهمن جاسه بواةقه» ‪ ،‬وحديث‪« :‬ال يدخل اجلن مان‬
‫(‪)2‬‬
‫ال يهمن جاسه بواةقه» ‪ ،‬والبوائق مجع بائقة وهـي الداهيـة‪ ،‬واليشـء املهلـك‪،‬‬
‫واألمر الشديد‪ ،‬والبوائـق‪ :‬يعنـي غـدره وخيانتـه وظلمـه وعدوانـه‪ ،‬ويشـمل‬
‫الرشور القولية والفعلية‪ ،‬فالذي يأمن جاره مـن ذلـك فلـيس بمـؤمن‪ ،‬وإذا‬
‫كان يفعل ذلك ويوقعه فع ً‬
‫ال فهو أيد وأنكى‪.‬‬
‫وعن أيب هريرة ‪ ‬أن رمو اهلل ‪ ‬قا ‪« :‬من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر‬
‫(‪)3‬‬
‫فال يؤذ جاسه ‪...‬اقديث» ‪.‬‬
‫ويف األدب املفرد أورد البخاري (باب يكاية اجلـار)‪ :‬فعـن أيب هريـرة ‪‬‬
‫قا ‪ :‬قا سجل يا سوو اهلل إن جاس ًا يؤذيني‪ ،‬فقا ‪ :‬انطلا‪ ،‬فاهخر متاعاك‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب أثم من يؤمن جاره بوائقه ‪ ،)2240/5‬ورواه مسلم‪( :‬باب حتـريم إيـذاء‬
‫اجلار ‪.)68/1‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم‪( :‬باب بيان حتريم إيذاء اجلار ‪.)68/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪( :‬باب الوصاة بالنساء ‪ ،)26/7‬ومسلم‪( :‬باب احلث عىل إكرا اجلار ‪.)68/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪336‬‬

‫إىل الطري‪ ،،‬فهخر متاعه‪ ،‬فاجتمع الناس عليه‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما شهنك‪ ،‬قا ‪ :‬جاس‬
‫يؤذيني‪ ،‬فذكرت ذلاك للنباي ‪ ‬فقاا ‪ :‬انطلا‪ ،‬فاهخر متاعاك إىل الطريا‪،،‬‬
‫فجعلوا يقولون‪ :‬الل م العنه الل م أخفه‪ ،‬فبلغه‪ ،‬فهتاه فقا ‪ :‬اسجاع إىل منفلاك‬
‫(‪)1‬‬
‫فواهلل ال أؤذيك» ‪ ،‬واحلديث يد عىل جواز يـكاية اجلـار املـؤذي عـىل مـن‬
‫يستطيع وقف إيذائه‪.‬‬
‫وعن ثوبان ‪ ‬أن رمو اهلل ‪ ‬قا ‪« :‬ما من جاس يظلم جاسه ويق ره حتى‬
‫(‪)2‬‬
‫حيمله ذلك عىل أن جر من منفله إال هلك» ‪.‬‬

‫صو مة إمذا اجل ‪:‬‬


‫‪ -1‬الزنا برليلة اجلار‪ ،‬فعن ابن مسعود ‪ ‬قا ‪ :‬قلـت‪ :‬ياسواو اهلل‪ :‬أ‬
‫الذنب أعظم ؟ قا ‪« :‬أن َتعل هلل ند ًا وهو خلقاك»‪ ،‬قلات‪ :‬ثام أ ؟‬
‫قا ‪« :‬أن تقتل ولدك خماف أن يهكل معك»‪ ،‬قلات‪ :‬ثام أ ‪ ،‬قاا ‪« :‬أن‬
‫تفين بحليل جاسك»‪ ،‬فهنف اهلل تصدي‪ ،‬قو سواو اهلل ‪ ‬والاذين ال‬
‫يدعون مع اهلل إهلا آخر وال يقتلون النفس التي حرم اهلل إال بااق‪ ،‬وال‬
‫(‪)3‬‬
‫يفنون ومن يفعل ذلك يل‪ ،‬آثاما» ‪ .‬وذلك أن الزنا كبـرية مـن كبـائر‬
‫الذنوب‪ ،‬لكن الزنا برليلة اجلار أعمم ذنب ًا وأفرش‪ ،‬لقطعـه مـا أمـر‬
‫اهلل به أن يوصـل مـن رعايـة حقـه ودفـع األذى عنـه‪ ،‬وإبطـا حـق‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري يف األدب املفرد‪( :‬باب يكاية اجلار ‪ ،)56/1‬وقا األلباين يف صري األدب املفرد‬
‫(‪ )71‬حسن صري ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخـــاري يف األدب املفرد‪( :‬بـاب الكـر ‪ ،)69/1‬وصـرره األلبـاين يف صـري األدب‬
‫املفرد (‪.)72‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪ ( :‬باب قتل الولد خشية أن يأكل معه ‪.)3033/1‬‬
‫‪337‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫اجلوار‪ ،‬واخليانة ملن امتأمنك‪ ،‬فلقبره خصه بالذكر يف احلديث‪.‬‬


‫وهذا الشاعر اجلاهَل يقو ‪:‬‬
‫حتى يواري جار مأواها‬ ‫وأغال طريف ما بدت جار‬
‫‪ -2‬منع اجلار الترصف يف ملكه كغرز خشبة أو غريهـا‪ ،‬ففـي حـديث أيب‬
‫هريرة ‪ ‬أن رمـو اهلل ‪ ‬قـا ‪« :‬ال يمناع أحادكم جااسه أن يغارز‬
‫(‪)1‬‬
‫خشب يف جداسه» ‪.‬‬
‫‪ -3‬الرسقة من اجلار‪ ،‬والرسقة كبرية من كبائر الذنوب وحمرمة‪ ،‬لكنهـا يف‬
‫حق اجلار مضاعفة‪ ،‬ففي حديث املقداد بن األمود ‪ ‬أن رمـو اهلل‬
‫‪ ‬قا ‪« :‬ألن يرسق الرجل من عرش أبيات أيرس عليه من أن يرساق‬
‫(‪)2‬‬
‫من بيت جاسه» ‪.‬‬
‫‪ -4‬طبخ األكل بريث يشم اجلار رائرته ثـم يطعمـه‪ ،‬خاصـة إن كـان‬
‫فقري ًا حمتاج ًا‪ ،‬وكذا ذب النَّعم وعد إطعامه منها‪ ،‬فعن أيب هريـرة ‪‬‬
‫قا ‪ :‬قا رمو اهلل ‪« ‬يا نسا املسلئت ال حتقرن جاس جلاسهتا ولاو‬
‫فِر ِو َن شا » ‪ ،‬والفرمن حـافرة الشـاة‪ ،‬وعـن أيب ذر ‪ ‬قـا ‪ :‬قـا‬
‫(‪)3‬‬

‫رمــو اهلل ‪« ‬يااا أبااا ذس إذا طبجاات مرق ا ً فااهكثر ما هااا وتعاه اد‬
‫(‪)4‬‬
‫جريانك» ‪.‬‬

‫والنبي ‪ ‬يف حديث أيب هريرة يقو ‪« :‬تعوذوا باهلل من جااس الساو يف ياس‬

‫رواه مسلم‪( :‬باب غرز اخلشب يف جدار اجلار ‪.)1230/3‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رواه االما أمحد (‪ ،)277/39‬والطرباين يف الكبري (‪ ،)256/20‬وصـرره األلبـاين يف صـري‬ ‫(‪)2‬‬
‫اجلامع (‪.)900/2‬‬
‫رواه مسلم‪( :‬باب احلث عىل الصدقة ولو بالقليل ‪.)714/2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه مسلم‪( :‬باب الوصية باجلار واالحسان إليه ‪.)2025/4‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪338‬‬

‫املُ َقا ِم فإن جاس البايي ِ يتحو عنك» ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫واألموال واألعهللاض»‪:‬‬ ‫اليم‬ ‫ق ل الشيخ‪« :‬ولل‪ ،‬الن‬


‫ظلم الناس يف دمائهم وأمواهلم وأعراضهم من الكبائر واملهلكات‬
‫املوبقات‪ ،‬والملم عرفه الكفوي‪ :‬بأنه وضع اليشء يف غري موضعه‪ ،‬والترصف‬
‫(‪)2‬‬
‫يف حق الغري‪ ،‬وجماوزة حد الشارع ‪.‬‬
‫يقـــو اهلل ‪(          ‬الشورى‪ ،)8:‬ويقو‬
‫‪(      ‬احلج‪       ، )71:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪(  ‬غافر‪. )18:‬‬
‫ومن األحاديث اجلامعة يف الترذير من ظلم الناس يف أمواهلم وأعراضـهم‬
‫ودمائهم‪ :‬حديث أيب ذر ‪ ‬عن النبي ‪ ‬فيام روى عـن اهلل تبـارك وتعـاىل أنـه‬
‫قــا ‪« :‬يااا عباااي إين حرماات الظلاام عااىل نفيا وجعلتااه بياانكم حمرمااا فااال‬
‫(‪)3‬‬
‫تظاملوا» ‪.‬‬
‫وعن ابـن عمـر وجـابر ‪ ‬قـا ‪ :‬قـا الرمـو ‪« ‬الظلام ظلائت ياوم‬
‫(‪)4‬‬
‫القيام » ‪ ،‬وعن أيب هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قا ‪« :‬املسلم أخو املسالم ال يظلماه‬

‫رواه النسائي‪( :‬باب ا متعاذة من جار السوء ‪ ،)274/8‬وحسنه األلباين يف األدب املفرد (‪.)54‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫كتاب الكليات للكفوي (‪.)594‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه البخــاري‪( :‬بــاب الملــم ظلــامت يــو القيامــة ‪ ،)129/3‬ومســلم‪( :‬بــاب حتــريم الملــم‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪.)1994/4‬‬
‫رواه البخــاري‪( :‬بــاب الملــم ظلــامت يــو القيامــة ‪ ،)129/3‬ومســلم‪( :‬بــاب حتــريم الملــم‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪.)1996/4‬‬
‫‪339‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫(‪)1‬‬
‫وال جذله وال حيقره ‪ ...‬كل املسلم عىل املسلم حرام يمه وماله وعرضه‪. »...‬‬
‫قا الذهبي‪ :‬الملم يكون بأكـل األمـوا ‪ ،‬وأخـذها ظلـ ًام‪ ،‬وظلـم النـاس‬
‫بالأب والشتم والتعـدي وا مـتطالة عـىل الضـعفاء‪ ،‬وعـده يف كتابـه مـن‬
‫(‪)2‬‬
‫الكبائر ‪.‬‬
‫فالملم إذن يكون يف ثالثـة أيـياء‪ :‬الـدماء واألمـوا واألعـراض وهـي‬
‫املذكورة يف األحاديث الصريرة‪.‬‬
‫فأما ظلم الناس يف دمائهم‪ :‬فال جيوز أن يعتـدي عـىل د أحـد‪ ،‬عـىل د‬
‫تفوت به النفس‪ -‬ومبق الكـال عـن قتـل الـنفس‪ ،-‬و عـىل د حيصـل بـه‬
‫النقص‪ ،‬كد اجلروح وكرس العما وما أيبهها‪ ،‬ففي احلديث املتفق عليـه عـن‬
‫أيب بكــرة ‪ ‬أن رمــو اهلل ‪ ‬قــا ‪« :‬إن يماااااا كم وأمااوالكم وأعراضااكم‬
‫عليكم حرام‪ ،‬كحرم يومكاااام هذا‪ ،‬يف ش ركم هذا‪ ،‬يف بلدكم هذا‪ ،‬أال هال‬
‫(‪)3‬‬
‫بلغت‪ ...‬الل م فاش د» ‪.‬‬
‫‪    ‬‬ ‫وظلم الناس يف أمــواهلم‪ :‬يقو تعاىل‪:‬‬
‫‪(  ‬البقرة‪ ،)188 :‬ويدخل يف أكل أموا الناس بالباطل‪ :‬الريوة‪ ،‬والغش‬
‫يف املعامالت‪ ،‬أو أخذ املا بالقوة‪ ،‬أو الرسقة‪ ،‬أو اختطاف أو خيانة‪ ،‬أو نقص‬
‫املكاييل‪ ،‬والقامر‪ ،‬ومطل الغني‪ ،‬وجرد القروض والديون‪ ...‬إلخ‪ ،‬وظلم‬
‫األجري بعد إعطائه حقه أو هضمه حقه‪ ،‬فعن أيب هريرة ‪ ‬أن رمو اهلل ‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬باب حتريم ظلم املسلم وخذله ‪.)1986/4‬‬


‫(‪ )2‬كتاب الكبائر (‪.)104‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪( :‬باب حجة الوداع ‪.)39/4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪340‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عرقه» ‪.‬‬ ‫قا ‪« :‬أعطوا األجري أجره قبل أن جي‬
‫‪  ‬‬ ‫وأما ظلم الناس يف أعراضهم‪ :‬فيقو اهلل ‪‬‬
‫‪          ‬‬

‫(األحزاب‪ ،)58:‬فمن ظلم األعراض‪ :‬الغيبة والنميمة – وميأ الكال عنهام –‬


‫والتجسس والسباب والبهتان‪ ،‬والبذاءة‪ ،‬ففي احلديث‪« :‬إن من ك الناس‬
‫(‪)2‬‬
‫منفل عند اهلل من تركه أو ويعه الناس اتقا فحشه» ‪.‬‬
‫فاملسلم حيذر من دعوة اململو فإنه ليس بينها وبني اهلل حجاب كام يف‬
‫حديث معاذ بن جبل ‪ ‬املتفق عليه‪ ،‬ملا بعثه النبي ‪ ‬لليمن قا له ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫«‪ ...‬وات‪ ،‬يعو املظلوم فإنه ليس بين ا وبني اهلل حجاب» ‪ ،‬وينبغي للمسلم‬
‫أن يرد املمامل قبل أ يكون درهم و دينار‪ ،‬ففي احلديث أن رمو اهلل ‪‬‬
‫قا ‪« :‬من كانت عنده مظلم ألخيه‪ ،‬من عرضه أو من مل فليتحلله منه اليوم‬
‫قبل أال يكون ييناس وال يسهم‪ ،‬إن كان له عمل الح أخذ منه بقدس مظلمته‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وإن ق يكن له حسنات أخذ من ويئات أخيه فطرحت عليه» ‪ ،‬وملسلم عنه أن‬
‫النبي ‪ ‬قا ‪« :‬لتؤين اققوق إىل أهل ا يوم القيام حتى يقاي للشا اجللحا من‬

‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه‪( :‬باب أجر األجري ‪ ،)817/2‬والبيهقي يف الكربى (‪ ،)199/6‬وصرره األلبـاين‬
‫يف االرواء (‪.)320/5‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخــاري‪( :‬بــاب املــداره مــع النــاس ‪ ،)21/8‬ومســلم‪( :‬بــاب مــدارة مــن يتقــى فرشــه‬
‫‪.)2002/4‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪( :‬باب ا تقاء واحلذر من دعوة اململو ‪ ،)129/3‬ومسلم‪( :‬باب األمر بااليامن‬
‫‪.)50/1‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري‪( :‬باب القصاا يو القيامة ‪.)3275/1‬‬
‫‪341‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬
‫(‪)1‬‬
‫الشا القرنا » ‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ق ل الشيخ‪« :‬وشهللب املسكهلل» ‪:‬‬
‫أي من الكبائر املهلكات املوبقات رشب املسكرات‪.‬‬
‫واملســـكر ‪ :‬امم جامع لكل ما غطى العقل وخامره وأمكره‪ ،‬يقو النبي‬
‫(‪)3‬‬
‫‪« :‬كل مسكر مخر‪ ،‬وكل مسكر حرام» ‪ .‬وموا ًء كان هذه املسكر كثري ًا أو‬
‫(‪)4‬‬
‫قليالً‪ ،‬لقو النبي ‪« ‬ما أوكر كثريه فقليله حرام» ‪.‬‬
‫واليو تنوعت املسكرات وتفنن أهلها فيها‪ :‬فمن اخلمر إىل احلشيش‪،‬‬
‫واهلريوين واحلبوب والكوكائني والبتكس‪ ...‬وغريها‪ ،‬وكلها من املسكرات‬
‫الوارد فيها الوعيد‪.‬‬
‫وبعضها أيد رضر ًا من اخلمر‪ ،‬يقو ابن تيمية‪ -‬رمحه اهلل‪ :-‬إن احلشيشة‬
‫حرا ‪ ،‬حيدُ متناوهلا كام حيد يارب اخلمر‪ ،‬وهي أخبث من اخلمر من جهة أهنا‬
‫تفسد العقل واملزاج‪ ،‬حتى يصري يف الرجل ختنث ودياثة‪ ،‬وغري ذلك من‬
‫(‪)5‬‬
‫الفساد‪ ،‬وأهنا تصد عن ذكر اهلل ‪.‬أ‪.‬هـ ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬باب حتريم الملم ‪ ،)1997/4‬ورواه الرتمذي‪ ( :‬بـاب يـأن احلسـاب والقصـاا‬
‫‪.)614/4‬‬
‫لفمة (ورشب املسكر‪ ،‬ولعب القامر‪ ،‬والغيبة والنميمة) توجد يف بعال النسخ‪ ،‬وأظنها القديمة‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫فقد يكون الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬راجع الرمالة وزاد عليها هذه األلفاظ األربع‪.‬‬
‫رواه مسلم‪( :‬باب بيان أن كل مسكر مخر وأن كل مخر حرا ‪.)1587/3‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه الرتمذي‪ ،)292/4( :‬ورواه أبو داود‪ ،)368/3( :‬والنسائي (‪ ،)300/8‬وصرره األلباين‬ ‫(‪)4‬‬
‫يف االرواء (‪.)42/8‬‬
‫جمموع الفتاوى (‪ )329/28‬بترصف يسري‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪342‬‬

‫اهلل ‪         ‬‬ ‫يقو‬
‫‪          ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪(      ‬املائدة‪.)91-90 :‬‬


‫ويف حديث ابن عمر ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قـــا ‪« :‬لعن اهلل اخلمر‪ ،‬وشاسهبا‪،‬‬
‫وواقي ا‪ ،‬ومبتاع ا‪ ،‬وباةع ا‪ ،‬وعارصها‪ ،‬ومعترصها‪ ،‬وحامل ا‪ ،‬واملحمول‬
‫(‪)1‬‬
‫إليه» ‪.‬‬
‫وللمسكرات عقوبات ينيوي وأخروي ‪:‬‬
‫فالدنيوي ‪ :‬اجللد ثامنني جلدة‪ ،‬وإن عاد يف املرة الرابعة يقتل‪ ،‬لقوله ‪« ‬من‬
‫كب اخلمر فاجلدوه ثم إذا كب فاجلدوه ثم إذا كب فاجلدوه ثم إذا‬
‫(‪)2‬‬
‫كب يف الرابع فاقتلوه» ‪ ،‬قا يــيخ االمــال ‪ :‬يقتل يف الرابعة عند‬
‫(‪)3‬‬
‫أ‪.‬هـ‪ ،‬وهذا من باب السيامة‬ ‫احلاجـة إليه‪ ،‬إذا مل ينته الناس دون القتل‬
‫الرشعية‪.‬‬
‫وأيض ًا من العقوبات اآلخروي ‪:‬‬
‫‪ -1‬اللعن وهو الطرد واالبعاد عن رمحة اهلل وجنته‪ ،‬كام يف حديث ابن‬
‫عمر ريض اهلل عنهام املتقد ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن من رشب اخلمر يف الدنيا مل يرشهبا يف اآلخرة‪ ،‬حلديث ابن عمر‬

‫(‪ )1‬رواه االما أمحد (‪ ،)9/10‬أبو داود (‪ ،)366/3‬وصرره األلباين يف االرواء (‪.)297/2‬‬
‫(‪ )2‬رواه أمحـــد (‪ ،)334/10‬أبـــو داود (‪ ،)282/4‬ورواه الرتمـــذي (‪ ،)84/4‬ورواه النســـائي‬
‫(‪ ،)313/8‬وصرره األلباين يف صري الرتغيب والرتهيب (‪.)302/2‬‬
‫(‪ )3‬املستدرك عىل جمموع الفتاوى (‪.)110/5‬‬
‫‪343‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫‪ ‬أن رمو اهلل ‪ ‬قا ‪« :‬من كب اخلمر يف الدنيا‪ ،‬ثم ق يتب من ا‬


‫(‪)1‬‬
‫ُحرم ا يف اآلخر » ‪.‬‬
‫‪ -3‬أنه يسقى يو القيامة من طينة اخلبا ‪ ،‬حلديث جابر أن النبي ‪ ‬قا ‪:‬‬
‫«إن عىل اهلل ‪ ‬ع د ًا ملن يرشب املسكر أن يسقيه من طين اخلبا ‪،‬‬
‫قالوا يا سوو اهلل وما طين اخلبا ‪ ،‬قا عرق أهل الناس أو عصاس‬
‫(‪)2‬‬
‫أهل الناس» ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنه يلقى اهلل كعابد وثن‪ :‬فقد روى االما أمحد أن النبي ‪ ‬قا ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫«مدمن اخلمر إن مات‪ ،‬لقي اهلل كعابد وثن» ‪.‬‬

‫مض شهللب املسكهللا ‪:‬‬


‫‪ -1‬الصد عن ذكر اهلل ‪ ‬وعن الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬وقوع العداوة والبغضاء بني ياربيه‪ ،‬وبينهم وبني من يعارشوهنم‪،‬‬
‫‪       ‬‬ ‫يقو اهلل تعاىل‪:‬‬
‫‪           ‬‬

‫‪(   ‬املائدة‪.)91 :‬‬


‫يعقلون ييئ ًا‪ ،‬وإذا ما فقد املرء‬ ‫‪ -3‬حتوهلم إىل صورة املجانني الذين‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخـاري‪( :‬بـاب قولـه تعـاىل‪ :‬ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ‬


‫‪.)2865/1‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم‪( :‬باب بيان أن كل مسكر مخر وأن كل مخر حرا ‪.)1587/3‬‬
‫(‪ )3‬أمحد (‪ ،)265/4‬رواه ابن ماجه‪( :‬باب مدمن اخلمر ‪ ،)1120/2‬والطرباين يف الكبري (‪،)45/12‬‬
‫وصرره األلباين يف صري اجلامع (‪.)1115/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪344‬‬

‫عقله‪ ،‬مل يفرق بينه وبني مائر احليوانات واجلامدات‪ ،‬بل ربام كانت‬
‫هذه أكثر نفع ًا لآلدمي‪ ،‬يقو احلسن البرصي‪ :‬لو كان العقل يشرتى‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫لتغاىل الناس يف ثمنه‪ ،‬فالعجب كن يشرتي بامله ما يفسده ‪.‬‬
‫‪ -4‬املسكرات مفتاح لبقية الكبائر والفواحش‪ ،‬كالزنا واللواط والقتل‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ولذلك مامها عثامن بن عفان ‪ ‬أ اخلبائث ‪.‬‬
‫‪ -5‬امتنفاد األموا والثروات‪ ،‬حتى يصب الغني فقري ًا‪ ،‬بل ربام باع‬
‫عرضه للرصو عىل هذه املسكرات‪.‬‬
‫‪ -6‬تغيري ِ‬
‫اخللقة‪ ،‬فتجرظ العيون‪ ،‬وتفسد األمنان‪ ،‬وتتقرح األمعاء‬
‫ويضعف النسل‪.‬‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬ول‪ ،‬القا ‪ -‬وهو امليسهلل‪:»-‬‬


‫لعب القامر من الكبائر‪ ،‬وقد عرفه اجلرجاين‪ :‬بأنه كل لعب يشرتط فيه‬
‫(‪)3‬‬
‫غالب ًا من املتغالبني ييئ ًا من املغلوب ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كل ءء فيه خطر فهو من امليرس ‪ ،‬واملعنى كل لعب‬ ‫وعرفه الكفوي‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫املخاطرة بفقد املا نتيجة ذلك اللعب‪ ،‬فهو قامر‪.‬‬ ‫يؤدي إىل‬
‫اهلل ‪         ‬‬ ‫يقو‬
‫‪          ‬‬

‫ربيع األبرار ونصوا األخيار للزخمرشي (‪.)17/5‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫منن النسائي (‪.)315/8‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫التعريفات ( ا ‪.)179‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الكليات (ا ‪.)803‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪345‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫‪            ‬‬

‫‪(      ‬املائدة‪.)91-90 :‬‬


‫ووجه كون امليرس أو القامر من الكبائر‪ ،‬أن اهلل ‪ ‬قرنه باخلمر واألنصاب‬
‫وهذه كبائر‪ ،‬ولذلك عده الذهبي الكبرية العرشين‪ ،‬وهنا عدّ ه الشيخ‬ ‫واألز‬
‫عبدالعزيز بن باز من الكبائر‪.‬‬
‫ويف الصريرني من حديث أيب هريرة ‪ ‬أنه قا ‪ :‬قا رمو اهلل ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫«الرجل إذا قا لصاحبه تعا أقامرك فليتصدق» ‪ ،‬فإذا اقت ى مطلق القو‬
‫طلب الكفارة بالصدقة فام ظنك بالفعل واملبارشة‪.‬‬

‫الفهلل بني القا وامليسهلل‪:‬‬


‫الشيخ ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬قا ‪« :‬ولعب القامر وهو امليرس»‪ ،‬وهذا يد عىل أنه‬
‫يرى أن امليرس مرادف للقامر وليس بينهام ثمة فرق‪ ،‬وهو رأي اجلمهور‪ ،‬ونقل‬
‫عن ابن عمر وابن عباس ‪ ‬أهنام كانا يقو ن‪ :‬امليرس هو القامر‪.‬‬
‫ومن أهل العلم من جعل القامر أعم ألنه يطلق عىل كل مغالبة وخماطرة‬
‫تقع بني اثنني‪ ،‬وجعل امليرس أخص منه‪ ،‬ومنهم من عكس فجعل امليرس أعم‪،‬‬
‫فهو كل خماطرة ومغالبة عىل رهان أو معاملة ونروها‪ ،‬والقامر أخص فيكون‬
‫خماطرة ومغالبة عىل ما ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬باب من مل ير إكفار من قا ذلك متأو وجاه ً‬


‫ال ‪ ،)3076/1‬ومسلم‪( :‬باب من‬
‫حلف بالالت والعزى ‪.)1267/3‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪346‬‬

‫ومة أضهللا القا وامليسهلل‪:‬‬


‫‪ -1‬أنه أكل ألموا الناس بالباطل‪.‬‬
‫‪ -2‬يوقع العداوة والبغضاء بني املتقامرين‪.‬‬
‫‪ -3‬يلهي عن ذكر اهلل وعن الصالة‪.‬‬
‫‪ -4‬يذهل عن تربية األو د‪ ،‬ومتابعة املنز وامل حاجياته‪.‬‬

‫ومة صو القا وامليسهلل زم نن هذا‪:‬‬


‫املسابقات الفضائية‪ :‬وتلك األمئلة الساذجة‪ ،‬والتي جتني من ورائها‬
‫الطائلة جراء هذه املكاملات‬ ‫القنوات والرشكات االعالنية األموا‬
‫وا تصا ت‪ ،‬فإما أن يغر املعلنون أو يغر املتصلون وهذا هو القامر‪.‬‬
‫واملسابقات التي جترى عىل الرقم (‪ ،)700‬فا تصا عىل هذا الرقم هو‬
‫بمثابة ثمن قسيمة ا يرتاك (الكوبون) يف اليانصيب ‪ .‬واملا الذي يغنمه أحد‬
‫املتسابقني (املقامرين) يف مسابقات الرقم (‪ -)700‬واملتمثل يف اجلائزة التي‬
‫يفوز هبا‪ -‬هو يف احلقيقة جز ٌء من األموا التي تكبدها املتسابقون اآلخرون‬
‫جراء اتصاهلم عىل هذا الرقم‪.‬‬
‫ّ‬
‫فالقامر وامليرس يدخل فيهام تلك املسابقات واأللعاب التي خيرس فيها أحد‬
‫الطرفني وفيها دفع أموا ‪.‬‬
‫ق ل الشيخ‪« :‬والغي »‪:‬‬
‫أي ومن املوبقات املهلكات الغيبة‪.‬‬
‫والغيبة‪ :‬ذكر مساوئ االنسان يف غيبته وهي فيه‪ ،‬وقيل‪ :‬أن تذكر أخاك بام‬
‫‪347‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫يكر ُه ُه‪ ،‬ومن أحسن تعاريفها «ذكر العيب بمهر الغيب»‪.‬‬


‫َ‬
‫قا ابن حجر‪ :‬هي ذكر املرء بام يكرهه‪ ،‬موا ٌء كان ذلك يف بدنه أو دينه أو‬
‫(‪)1‬‬
‫دنياه أو نفسه أو خلقه أو ماله ‪.‬‬
‫والغيبة كبرية من كبائر الذنوب‪ ،‬قا ابن عبدالقوي يف منمومته (منمومة‬
‫اآلداب)‪:‬‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫نص أمحد‬
‫وكلتامها كُربى عىل ٍّ‬ ‫وقد ق َيل ُصغرى ِغي َب ٌة ونميم ٌة‬
‫اهلل تعاىل‪          :‬‬ ‫يقو‬
‫‪(             ‬احلجرات‪.)12:‬‬
‫ففي اآلية هنى اهلل عن الغيبة‪ ،‬ثم رضب مث ً‬
‫ال ينفر منه كل أحد‪ ،‬وهو أكل‬
‫يستطيع أن يدافع عن نفسه‪ ،‬ثم‬ ‫حلم املسلم امليت‪ ،‬ووجه التشبيه بامليت أنه‬
‫أمر اهلل ‪ ‬بالتقوى‪ ،‬وفيه إيارة إىل أن املغتاب مل يتق اهلل ‪.‬‬
‫وعن أيب هريرة ‪ ‬أن رمو اهلل ‪ ‬قا ‪« :‬أتدسون ما الغيب ؟» قالوا‪ :‬اهلل‬
‫وسووله أعلم‪ ،‬قا ‪« :‬ذكرك أخاك بئ يكره»‪ ،‬قيل‪ :‬أسأيت إن كان يف أخي ما‬
‫(‪)3‬‬
‫أقو ؟ قا ‪ :‬إن كان فيه ما تقو ‪ ،‬فقد اغتبته‪ ،‬وإن ق يكن فيه فقد هبت ُه» ‪ ،‬وهذا‬
‫الفرق بني الغيبة والبهتان بالباطل‪.‬‬
‫والغيبة كبرية من كبائر الذنوب‪ ،‬لكنها ختتلف برسب من اغتبته‪ ،‬فغيبة‬
‫آحاد املسلمني‪ ،‬ليست كغيبة و ة األمر‪ ،‬وليست كغيبة العلامء‪ ،‬وغيبة أهل‬

‫(‪ )1‬فت الباري (‪.)469/10‬‬


‫(‪ )2‬غذاء األلباب رشح منمومة اآلداب (‪.)13/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪( :‬باب حتريم الغيبة ‪.)2001/4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪348‬‬

‫الو يات‪ ،‬ألن يف ذلك يرن ًا لقلوب العامة عىل و هتم وعلامئهم‪ ،‬ونزع الثقة‬
‫منهم‪ ،‬فيرصل من التفرق وا ختالف ما حيصل‪.‬‬
‫ُ‬
‫للغيبة‬ ‫ثم إن الغيبة تأكل احلسنات‪ ،‬وتفنيها‪ ،‬قا احلسن البرصي‪ :‬واهلل‬
‫أاع يف دين الرجل من األَكِ َل ِة يف اجلسد ‪ ،‬و جيوز مامع الغيبة‪ ،‬فيجب أن‬
‫(‪)1‬‬

‫تنكر عىل املغتاب‪ ،‬وتنقله إىل حديث آخر‪ ،‬فإن انتهى وإ تقو من املجلس‬
‫و تسمع له‪.‬‬
‫واعلم أن الغيب قد تباح لغرد حيح كعي ال يمكن الو و إليه إال‬
‫هبا‪ ،‬وهي كالتا ‪:‬‬
‫األو ‪ :‬الــتملم‪ ،‬فيجــوز للمملــو أن يــتملم إىل الســلطان والقــايض‬
‫وغريمها‪ ،‬كن له و ية أو قدرة عـىل إنصـافه مـن ظاملـه‪ ،‬فيـذكر‬
‫ظامله بام فيه من الملم والتعدي عليه‪.‬‬
‫ا متفتاء‪ :‬فيقو للمفتي ظلمني أيب أو أخي أو زوجي ‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫الثاين‪:‬‬
‫الثالث‪ :‬ا متعانة يف تغيري املنكر ورد العايص إىل الصـواب‪ ،‬فيقـو ملـن‬
‫يرجو قدرته عىل إزالة املنكر‪ :‬فالن يعمـل كـذا‪ ،‬يرشـب اخلمـر‪،‬‬
‫يفعل الفواحش‪ ،‬بقصد االنكار عليه‪ ،‬ورجاء كفه‪ ،‬فإن مل يقصـد‬
‫ذلك كان حرام ًا‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬حتذير املسلمني من الرش ونصيرتهم‪ :‬مثل جرح الرواة والشهود‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬املشاورة يف مصاهرة إنسان أو مشاركته يف عمل أو يف جماورته‬

‫(‪ )1‬البداية والنهاية (‪.)300/9‬‬


‫‪349‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫ونرو ذلك ‪..‬الخ‪.‬‬


‫السادس‪ :‬أن يكـــــون جماهر ًا بفســــقه أو بدعته‪ ،‬كاملجاهر برشب‬
‫اخلمر ‪...‬الخ‪.‬‬
‫السابع‪ :‬التعريف إذا كان االنسان معروف ًا بلقب‪ ،‬كاألعمش واألعرج‬
‫واألحو وغريهم‪ ،‬جاز تعريفهم بذلك‪ ،‬وليس هذا من الغيبة‪،‬‬
‫ولو أمكنه تعريفه بغري ذلك‪ ،‬كان ذلك أوىل‪ ،‬وحير إطالقه عىل‬
‫وجه التنقص وا زدراء‪.‬‬
‫تن يه‪ :‬هنا مقولة تقا ( غيبة لفامق)‪ :‬قا الشيخ ابن عثيمني‪ -‬رمحه‬
‫اهلل‪ :-‬هذا ليس حديث ًا وليس قو ً مقبو ً‪ ،‬بل الفامق له غيبة مثل غريه‪ ،‬وقد‬
‫يكون له غيبة‪ ،‬فإذا ذكرنا فسقه عىل وجه العيب والسب‪ ،‬فإن ذلك جيوز‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإذا ذكرناه عىل مبيل النصيرة والترذير منه فال بأس بل قد جيب ‪.‬أ‪.‬هـ‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬والنايا »‪:‬‬


‫ٍ‬
‫بعال عىل جهة االفساد‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫النميمة‪ :‬هي نقل كال الناس ِ‬
‫بعض ِهم إىل‬
‫إفشاء الرس‪ ،‬وهتك السرت عام يكر ُه كش ُف ُه‪.‬‬
‫والفــرق بني الغيبـــة والنميمـــة‪ :‬أن الغيبـــة الكال عىل إنسان مستور‬
‫بام هو فيه كا يكرهه‪ ،‬أما النميمـة‪ :‬فهـي نقـل كـال صـادر عـن الغـري بغيـــة‬
‫االفساد‪.‬‬

‫(‪ )1‬رشح رياض الصاحلني بن عثيمني (‪.)111/6‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪350‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وعدها الذهبي‪ :‬من الكبائر‪ ،‬وقا ‪ :‬وهي حرا بإمجاع املسلمني ‪.‬‬
‫قا تعاىل‪(      :‬القلم‪ ،)11:‬وعن حذيفة ‪ ‬قا ‪ :‬ممعت‬
‫(‪)2‬‬
‫رمو اهلل ‪ ‬يقو ‪« :‬ال يدخل اجلن نئم» ‪ ،‬وعن ابن عباس ‪ ‬أن سواااو‬
‫اهلل ‪ ‬مر عىل ق ين‪ ،‬فقا ‪« :‬إهنئ ليعذبان وما يعذبان يف كبري‪ ،‬ثم قا ‪« :‬بىل‪،‬‬
‫أما أحدمها فكان يسعى بالنميمااا » ‪ ...‬إىل أن قاااا فهخذ جااريد سطب‬
‫عن ئ ما ق‬ ‫فشق ا نصفني وغرز عىل كل ق واحد ‪ ،‬وقا ‪« :‬لعله جف‬
‫(‪)3‬‬
‫ييبسا» ‪.‬‬
‫فالنميمة مبب لعد دخو اجلنة‪ ،‬ومبب لعذاب القـرب‪ ،‬وهـل يمكـن أن‬
‫يكون نقل كال االنسان يف االنسان نصـيرة‪ ،‬مثـل أن يـرى يخصـ ًا مغـرور ًا‬
‫بشخص‪ ،‬يفيض إليه أااره ويالزمه‪ ،‬والشخص اآلخر يفيضـ أاار صـاحبه‬
‫وخيدعه‪ ،‬فإنه حيذر الشخص ويقا له إنه ينقل كالمك للناس وأاارك‪ ،‬فهـذا‬
‫من باب النصيرة ليس غرضه أن يفرق بـني النـاس ولكـن غرضـه أن يسـدي‬
‫(‪)4‬‬
‫النصيرة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬كتاب الكبائر للذهبي (‪.)160‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪( :‬باب بيان غلظ حتريم النميمة ‪.)101/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪( :‬باب ما جاء يف غسل البو ‪ ،)121/1‬ومسلم‪( :‬باب بيـان غلـظ كـريم النميمـة‬
‫‪.)101/1‬‬
‫(‪ )4‬ذكر هذه الصــــورة الشـيخ حممـد بـن عثيمـني‪ -‬رمحـه اهلل‪ -‬يف رشحـه عـىل ريـاض الصـاحلني‬
‫(‪. )148/6‬‬
‫‪351‬‬ ‫الدرس السابع عشر‪ :‬التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬

‫ق ل الشيخ‪« :‬وغ ذلك مم نهى ا ‪ ‬عنه أو سوله ‪:»‬‬


‫أي وغــــري ذلك مـن الكبـائر واألمـور املنهـي عنهـا‪ ،‬والتـي مل يـذكرها‬
‫الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬مثل‪ :‬البدع واالحداث يف الدين‪ ،‬والكرب والرياء والعجـب‬
‫والفخــر والكــذب والســب والشــتم والســخرية والبخــل واحلســد واللــواط‬
‫والغلو والرسقة وقتل املرء نفسه‪ ،‬وتشبه الرجا بالنساء والعكس‪ ،‬والدياثـة‪،‬‬
‫واخليانـة‪ ،‬وكتم العلم‪ ،‬والتصوير‪ ،‬وإمـبا الثيـاب‪ ،‬ولـبس احلريـر والـذهب‬
‫للرجا ‪ ،‬وترك صالة اجلامعة من غري عذر‪ ،‬ومب أحد الصرابة ‪.‬‬
‫وضابط الكبرية مبق ذكره يف أو الدرس‪ ،‬وهو كل معصية ترتب عليها‬
‫حد يف الدنيا‪ ،‬أو وعيد يف اآلخرة أو غضب أو هتديد أو وعيد بنفي االيامن‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪352‬‬
‫الدرس الثامن عشر‬
‫جتهيز امليت والصالة عليه ودفنه‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪354‬‬
‫‪355‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬

‫الدرس الثامن عشر‪:‬‬


‫جتهيز امليت والصالة عليه ودفنه‬

‫وإليك تفصيل ذلك‪:‬‬


‫‪« :‬ل ر ر‬ ‫ر ‪( :‬ال إلررإ إال ره)؛ ل ر ا رل ر‬ ‫يش ر ت تني ررت ر‬ ‫أوالً‪:‬‬
‫م تررم ‪ :‬ال إلررإ إال ره» روره مسررني ي صررحيحإو ورمل ر رب ملررممل تى ي‬
‫ونو وه من ظه ت عنييه أممررت رمل ت‪.‬‬ ‫هذر رحلديث‪ :‬ر‬
‫ثمنيمً‪ :‬إذر تي ن م تإ أغم ت عي مه و شد حليمه؛ ل روب رلس ة ملذلك‪.‬‬
‫ثملثمً‪ :‬جيب غسرل رمليرت رملسرني و إال أن ي ر ن شرهيدرً مرمت ي رملإ رة نرإ ال‬
‫‪ ‬مل يغسررل‬ ‫يغسررل وال يصررنيى عنييررإو ملررل يررد ن ي ثيمملررإ؛ ن رلر‬
‫ق نيى أحد و مل يصلِّ عنييه ‪.‬‬
‫ررملإمً‪ :‬صفة غسرل رمليرت‪ :‬أنرإ تسرع ع رترإو ثر ي ر قنيري ً و يإصر مل رإ‬
‫عصر رً رقي رمًو ثر ينيرل رلغم رل عنيرى يرده ق قرة أو ا هرم ي يرإ‬
‫ملهمو ث ي ضئإ وض ء رلص ةو ث يغسل رأ إ وحلي إ مبرمء و ردر أو‬
‫ا هو ث يغسل ش إ ر مينو ث ر يس و ث يغسنيإ ذلك م ة ثمنية‬
‫وثملثةو مي ي ل م ة يده عنيى مل إو ر ن قر م م رإ شرسء غسرنيإو‬
‫و د ر ل مل رن أو ار هو ر ن مل يس مسرك رر ت حر و أو مل رم ل‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪356‬‬

‫رل ب رحلديثة؛ ملنيزق و ار ه‪ .‬و يإيرد وضر ءهو وإن مل ي رث ملرث‬


‫زيررد إخ ر‪،‬سو أو إخ ررر و ث ر ي شررفإ ملث ر و وجيإررل رل يررب ي‬
‫بهو وإن طيرإ نيإ رمن حسر مًو وجيمر أ فمنرإ‬ ‫مغممل إو وم رض‬
‫ملررررملر رو وإن ررررمن شررررمرملإ أو أظفررررمره ط ينيررررة أقررررذ م هررررمو وإن‬
‫ح مو وال يس ح شرإ هو وال حينيرث عمن رإو وال ن رإ؛‬ ‫ت ك ذلك‬
‫لإدم رلدليل عنيى ذلكو ورملر أة يففر شرإ هم ث ثرة قر ونو ويسردا‬
‫من ورر هم‪.‬‬
‫ل أن ي فن رل جل ي ث ثة أث ر مليض لي‪،‬س يهم‬ ‫قممسمً‪ :‬ت فت رمليت‪ :‬ر‬
‫‪‬و يردرم يهرم إبررجرمًو وإن فرن‬ ‫قميص وال عمممةو مم إل رل‬
‫‪ .‬ورملر أة ت فرن ي سرة أثر ر ‪:‬‬ ‫ي قمريص و إزرر و لفم رة ر ملر‬
‫ورحد إخ ث ثة‬ ‫برتو و مرو وإزررو ولفم ت‪ .‬وي فن رلص ي ث‬
‫أث ر و وت فن رلصغرية ي قميص ولفم ت‪.‬‬
‫ورحرد يسرع عير رمليرتو و ل رن إذر رمن‬ ‫ورل رجب ي حث رجلمي ث‬
‫رمليرت حم مرمً نرإ يغسرل مبرمء و ردرو وي فرن ي إزرره وربر رإ أو ي‬
‫غريهمرررمو وال يغ رررى رأ رررإ وال وجهرررإو وال ي يرررب؛ نرررإ يرإرررث يرر م‬
‫رل يممة منيريرمًو مرم صر ملرذلك رحلرديث عرن ر ر ا ره ‪‬و وإن رمن‬
‫م رم أة ف ت غريهمو ول ن ال ت يبو وال يغ ى وجههم مل رم و‬ ‫ر‬
‫وال يدرهم مل فمزينو ول ن يغ ى وجههم و يدرهم ملرمل فن رلرذك ف رت‬
‫يإو مم ت دم مليمن صفة ت فت رمل أة‪.‬‬
‫‪357‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫مب مً‪ :‬أحرررث رل رررم ملغسرررنيإ ورلصر ر ة عنييرررإ وب رررإ‪ :‬وصررريإ ي ذلررركو ثر ر‬
‫مرن رلإصررمت ي حرث رل جرل‪.‬‬ ‫رم ق‬ ‫و ث رجلردو ثر ر قر‬ ‫ر‬
‫ور وخ ملغسررل رملرر أة‪ :‬وصرري همو ثرر ر مو ثرر رجلرردةو ثرر ر قرر‬
‫مرررن نسر ررم همو ولنيرررزوجت أن يغسرررل أحررردهمم ر قر ر ؛ ن‬ ‫رررم ق‬
‫رلصديث ‪ ‬غسني إ زوج إو و ن عنييمً ‪ ‬غسل زوج إ مطمرة رضرس‬
‫ره ع هم‪.‬‬
‫مملإمً‪ :‬صفة رلص ة عنيرى رمليرت‪ :‬ي ر أرملإرمًو و ي ر أ ملإرد ر وخ‪ :‬رلفمحترةو‬
‫وإن ق أ مإهم رة قصررية أو آيرة أو آير ت حسرن؛ لنيحرديث رلصرحي‬
‫رلثمنيرة ويصرنيس عنيرى‬ ‫رل ررب عن رملن عرم رضس ره ع هممو ث ي‬
‫رلثملثةو وي ا‪( :‬رلنيه رغف‬ ‫‪ ‬ص تإ ي رل شهدو ث ي‬ ‫رل‬
‫حلي رررم ومي رررمو وشرررمهدنم وغم ر رررمو وصرررغرينم و ررينرررمو وذ نرررم‬
‫وأنثمنمو رلنيه من أحيي إ م م حيإ عنيى رإل مو ومرن ت ي رإ م رم‬
‫إ عنيى رإلميمنو رلنيه رغف لإو وررمحإو وعم رإو ورعرل ع رإو‬
‫وأ م نزلإو وو ر مدقنيرإو ورغسرنيإ ملمملرمء ورلرثني ورلر بو ون رإ مرن‬
‫ر ملريض مرن رلردن‪،‬سو وأملدلرإ برررً قرريرً مرن‬ ‫رخل ميم مم ي ى رلثر‬
‫بررهو وأ ه ً قرريرً مرن أهنيرإو وأبقنيرإ رجل رةو وأعرذه مرن عرذر رل ر و‬
‫وعرذر رل رمرو وأ سر لرإ ي قر هو ونر ر لرإ يرإو رلنيره ال حت م رم‬
‫رل رملإةو و يسني تسنييمإ ورحردة عرن‬ ‫أج ه وال ت ني م ملإده)و ث ي‬
‫ميي إ‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪358‬‬
‫‪359‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬

‫الدرس الثامن عشر‬


‫(‪)1‬‬
‫جتهيز امليت والصالة عليه ودفنه‬

‫قما رلشيخ‪ :‬وإليك تفصيل ذلك‪:‬‬


‫‪« : ‬ل ررر ر‬ ‫ررر ‪( :‬ال إلرررإ إال ره)؛ ل ررر ا رلررر‬ ‫أو ًال‪ :‬يشررر ت تني رررت ر‬
‫ي صررررحيحإو و رملرر ر رب ملررررممل تى ي هررررذر رحلررررديث‪:‬‬ ‫‪ :‬ال إلررررإ إال ره» روره مسررررني‬ ‫م تررررم‬
‫ونو وه من ظه ت عنييه أممررت رمل ت‪.‬‬ ‫ر‬
‫مناسبة هذا الدرس األخري يف الرسالة كونه متعلقا بآخر أعامل املرء يف هذه‬
‫احلياة الدنيا‪ ،‬فكالمها خري بالنسبة ملوضوعه‪.‬‬
‫ملمذر ط ح رلشيخ هذر رمل ض ت ؟‬
‫الشيخ رأى أن طرح هذا املوضوع من األمور املهمةة التةي بنب ةي للعةامي‬
‫وغريه تعلمها‪ ،‬لألسبا التالية‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن املوت هنابة كل حي من املخلوقات‪ ،‬وكل خملوق وال بد سيكون‬
‫بوما ميتا‪ ،‬فمن الرضوري أن بعرف املسلم ما بفعله يف حال االحتضةار لنفسةه‬
‫ول ريه‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬جهل الناس هبذه األمور‪ ،‬ابتداء بام بلقن املحترض‪ ،‬وما بقةال عنةده‪،‬‬
‫ويف كيفية ت سيله‪ ،‬وتكفينه والصالة عليه‪ ،‬ومحله‪ ،‬ودفنه‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذا الدرس فيه زبادات كثرية ‪ ،‬فأثبت الزبادات التي يف النسخ األخرية والتي طبع بعضها يف حياة‬
‫الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪.-‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪360‬‬

‫‪( :‬ال إلإ إال ره)‪:»...‬‬ ‫قما رلشيخ‪« :‬يش ت تني ت ر‬


‫بلقن املحترض الشهادة وبقترص عىل «ال إله إال اهلل» لورود احلدبث بةذلك‪،‬‬
‫فقد أخرج مسلم يف صحيحه عن أيب سعيد اخلدري ‪ ‬أنةه قةال‪ :‬قةال رسةول‬
‫(‪)1‬‬
‫اهلل ‪« ‬لقنوا موتاكم ال إله إال اهلل»‪ ،‬وأخرجه أبضا عن أيب هربرة ‪. ‬‬
‫واألحادبث يف بيان فضل من قال هذه الكلمة‪ ،‬منها حدبث معاذ بن جبةل‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪ « :‬من كان آخر كالمه ال إله إال اهلل دخل اجلنة» ‪.‬‬
‫وعن عثامن ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« ‬من مات وهو يعلمم نهمه ال إلمه إال‬
‫(‪)3‬‬
‫اهلل دخل اجلنة» ‪.‬‬
‫وعن أيب ذر ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬نتماين ربييمل رشن مين نهمه ممن ممات ال‬
‫ي ك باهلل شيئ ًا دخمل اجلنمة قلم‪ ::‬وإن ق وإن نهم ق قمال‪ :‬وإن ق وإن‬
‫(‪)4‬‬
‫نه » ‪.‬‬
‫ومن الطرائف ما ذكره ابن حجةر يف الفةت ‪ ،‬قةال‪ :‬روى ابةن أيب حةاتم يف‬
‫ترمجة أيب زرعة‪ ،‬أنه ملا احترض أرادوا تلقينه‪ ،‬فتذاكروا حدبث معاذ‪ ،‬فحدثهم به‬
‫(‪)5‬‬
‫أبو زرعة بإسناده‪ ،‬وخرجت روحه يف آخر قول ال إله إال اهلل ‪.‬أ‪.‬هة‬

‫رواه مسلم‪( :‬با تلقني املوتى ال إله إال اهلل ‪.)631/2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫رواه أبو داود‪( :‬با يف التلقني ‪ ،)159/3‬رواه أمحد‪( :‬با حدبث معاذ بن جبل ‪.)363/36‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫وح ّرم عىل النار ‪.)55/1‬‬
‫رواه مسلم‪( :‬با من لقي اهلل باإلبامن وهو غري شاك فيه دخل اجلنة ُ‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه البخاري‪ :‬با (كالم الر مع جرببل ‪ ،)142/9‬ومسلم‪( :‬با مةن مةات ال ب ةك بةاهلل‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪.)94/1‬‬
‫فت الباري (‪.)109/3‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪361‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫يفية رل ني ت ‪:‬‬
‫إن كان املحترض م كا‪ ،‬فإنه بؤمر بقول «ال إلةه إال اهلل»‪ ،‬وبةدل عليةه مةا‬
‫أخرجه البخاري ومسلم يف قصةةةة وفةاة أيب طالةع عةم النبةي ‪ ‬وأنةه أمةره‬
‫(‪)1‬‬
‫بقول ال إله إال اهلل ‪.‬‬
‫وإن كان املحترض مسلام‪ ،‬فإنه بةذكر اهلل عنةده حتةى بسةمع فيتةذكر‪ ،‬فةإن‬
‫بةن مالةك ‪:‬‬ ‫ذكرها‪ ،‬وإال ُأمر هبا بحيث ال ُبضجر‪ ،‬وبدل عليه حدبث أنة‬
‫«نن رسول اهلل ‪ ‬عاد ررب ً‬
‫ال من األهصارق رشقال‪ :‬يا خال قل ال إله إال اهللق رشقال‪:‬‬
‫نخال نم عمق رشقال‪ :‬ال بل خالق قال‪ :‬رشخري يل نن نقول ال إله إال اهلل رشقمال الننم‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ :‬هعم» ‪.‬‬
‫فإن تكلم املحترض بعدها بكالم‪ ،‬فيعاد تلقينه‪ ،‬ليكون آخر كالمه من الدنيا‬
‫ال إله إال اهلل‪.‬‬
‫عند املحترض‪ ،‬أن بدعو له وال بقول إال خريا‪ ،‬حلدبث أم‬ ‫وبنب ي ملن جيل‬
‫سلمة‪ -‬ريض اهلل عنهةا‪ -‬قالةت‪ :‬قةال رسةول اهلل ‪« ‬إذا حرضمتم ارمري أ نو‬
‫(‪)3‬‬
‫اري‪:‬ق رشقولوا خري ًاق رشإن ارالئكة يؤمنون عىل ما تقولون» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬با قصة أيب طالةع ‪ ،)52/5‬ومسةلم‪( :‬بةا أول اإلبةامن قةول ال إلةه إال اهلل‬
‫‪.)54/1‬‬
‫(‪ )2‬رواه اإلمام أمحد (‪ ،)31/20‬وحسنه األلباين يف كتا أحكام اجلنائز (‪.)11‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪( :‬با ما بقال عند املربض وامليت ‪.)633/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪362‬‬

‫ثمنيمً‪ :‬إذر تي ن م تإ أغم ت عي مه وشد حليمه؛ ل روب رلس ة ملذلك‪:‬‬


‫ق لإ «إذر تي ن م ترإ»‪ :‬بظهور عالمات الوفاة ومنها‪ :‬انخساف الصةدغني‬
‫وميل األنف وانفصال كفيه واسرتخاء رجليةه وبةرودة البةدن واختفةاء سةواد‬
‫بمكةن التةيقن مةن املةوت عةن طربةك الكشةف‬ ‫العينني‪ ،‬ويف العرص احلةا‬
‫الرسبري‪.‬‬
‫وقد نص الفقهاء عىل أن من كان موته فجأة دون مؤثرات أو حةاد فإنةه‬
‫ال بستعجل يف جتهيزه ودفنه الحتامل حياته‪.‬‬

‫ق لإ « أغم ت عي مه »‪ :‬بسن ت مةيض عينةي امليةت‪ ،‬حلةدبث أم سةلمة‪-‬‬


‫ريض اهلل عنها‪ -‬قالت‪« :‬دخل رسول اهلل ‪ ‬عىل نيب سملةةق وقم شم بهم ق‬
‫(‪)1‬‬
‫تنعه النه» ‪.‬‬ ‫رشأغةضه ثم قال‪ :‬إن الروح إذا ُقن‬
‫وأبضا بسن ت طية امليت بثو بسرت مجيع بدنةه‪ ،‬حلةدبث عائشةة‪-‬ريض اهلل‬
‫(‪)2‬‬
‫ية» ‪ ،‬و(بةرد حةربة)‪ :‬نةوع‬ ‫عنها‪« :-‬نن رسول اهلل ‪ ‬حني تويف سج بِ ِ ِ‬
‫يد ح أ أ‬
‫ُْ‬
‫من برود اليمن خمطط غايل الثمن‪.‬‬
‫وأما إن كان امليت حمرما‪ ،‬فال ب طةى رأسةه حلةدبث ابةن عبةاس‪-‬ريض اهلل‬
‫بعررشمة إذ وقم عمن راحل مه‬ ‫عنهام‪ -‬يف الصحيحني قةال‪« :‬بيمن رربمل واقم‬
‫رشوقص هق رشقال النن ‪ :‬اغسلو ب ء وس رق وكفنو يف ثموبنيق وال ننومو‬
‫(‪)3‬‬
‫وال ختةروا رنسه رشإهه ينعث يوم القيامة ملني ًا» ‪.‬‬

‫رض ‪.)633/2‬‬ ‫ِ‬


‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬با يف إغامض امليت والدعاء له إذا ُح ر‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬با الربود واحلرية والشملة ‪.)2965/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخةةاري‪( :‬بةةا الكفةةن يف ثةةوبني ‪ ،)75/2‬ومسةةلم‪( :‬بةةا مةةا بتعلةةك بةةاملحرم إذا مةةات‬
‫‪.)866/2‬‬
‫‪363‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ق لإ « وشد حليرمه »‪ :‬أي ربطهام‪ ،‬واللحيان‪ :‬مها عظام احلنةك اللةذان هبةام‬
‫األسنان‪ ،‬فيشدان بعصابة أو خيط أو لفافة‪ .‬والفائدة من ربطهام‪ :‬حتى ال بنفت‬
‫الفم وببقى مشدودا إذا برد امليت‪ ،‬وأبضا حلفظ أن بدخله هوام أو هواء‪ ،‬حتةى‬
‫يف قربه‪.‬‬
‫وبضاف إىل ذلك‪ :‬تليني املفاصل ليسةهل نقلةه وغسةله وتكفينةه‪ ،‬وبةذكر‬
‫بعض الفقهاء‪ :‬وضع حدبدة عىل بطنه أو نحوها مةن األشةياء الثقيلةة حتةى ال‬
‫بنتفخ بطنه‪.‬‬
‫وق لإ « ل روب رلس ة ملذلك »‪ :‬أي يف إغامض عينيه‪ ،‬حلدبث أم سلمة ريض‬
‫اهلل عنها‪ ،‬وقد تقدم‪ ،‬أما شد حلييه‪ ،‬فقد نص الفقهاء من أصحا اإلمةام أمحةد‬
‫(‪)1‬‬
‫وغريهم عىل استحبا ذلك ‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬امل ني (‪ )444/1‬ط دار األفكار الدولية‪ ،‬مواهع اجلليل عىل خمترص خليل (‪. )513/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪364‬‬

‫ثملثمً‪ :‬جيب غسل رمليت رملسني و إال أن ي ن شرهيدرً مرمت ي رملإ رة نرإ ال‬
‫‪ ‬مل يغسرل ق نيرى أحرد‬ ‫يغسل وال يصنيى عنييإو ملل يد ن ي ثيمملإ؛ ن رلر‬
‫ومل يصلِّ عنييه ‪.‬‬
‫إذا مات املسلم ص ريا كان أو كبريا وجع ت سيله‪ ،‬كامل جسده أو بعضةه‬
‫فقط‪ ،‬حلدبث ابن عباس‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ -‬يف الرجل الذي وقصته دابته‪ ،‬فقةال‬
‫(‪)1‬‬
‫» ‪ .‬وحلدبث أم عطية‪ -‬ريض اهلل عنهةا‪ -‬أن‬ ‫النبي ‪« :‬اغسلو ب ء وس ر‬
‫النبي ‪ ‬قال حينام ماتت ابنتةه زبنع‪« :‬اغسلنها ثالث ًا نو مخس ًا نو سنع ًا نو نكثمر‬
‫(‪)2‬‬
‫» ‪.‬‬ ‫من ذلك‬
‫وت سيل امليت فرض كفابة‪ ،‬وت سيله من حماسةن اإلسةالم‪ ،‬ومةن حقةوق‬
‫املسلم عىل أخيه‪ ،‬بل هو من أعظم احلقوق أن بقدم املسةلم أخةاه إىل ربةه عةىل‬
‫أكمل هيئة وأحسن حال من ال سل والطيع وأمجل الثيا ‪.‬‬
‫وأما الشهيد وهو الذي قتل يف املعركة لتكةون كلمةة اهلل هةي العليةا‪ ،‬فةال‬
‫ب سل‪ ،‬بل بةدفن يف ثيابةه‪ ،‬حلةدبث جةابر يف شةهداء أحةد‪ ،‬أن النبةي ‪« ‬نممر‬
‫(‪)3‬‬
‫ب رشنهم يف دمائهمق ومل يغسلواق ومل يصل عليهم» أي قتىل أحد‪ ،‬وحدبث ابةن‬
‫عباس‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ -‬أن النبي ‪« :‬نمر بق ىل نحم نن ينم ع عمنهم اد يم‬
‫(‪)4‬‬
‫واجللود ونن ي رشنوا ب مائهم وثياهبم» ‪ ،‬وحلدبث جابر ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قةال يف‬

‫(‪ )1‬سبك خترجيه (ص ‪.)376‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬با غسل امليت ووضةوئه باملةاء والسةدر)‪ ،‬ورواه مسةلم‪( :‬بةا غسةل امليةت‬
‫‪.)646/2‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪( :‬با الصالة عىل الشهيد ‪.)92/2‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود يف سننه (‪ ،)195/3‬وابن ماجه (‪.)485/1‬‬
‫‪365‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫قتىل أحد‪« :‬ال تغسلوهم رشإن كل ربرح نو كل دم يفوح مسكا يموم القياممةق ومل‬
‫(‪)1‬‬
‫يصل عليهم» ‪ ،‬وألنه ببعث بوم القيامة عىل ما مات عليه من القتةل‪ ،‬ولةذلك‬
‫ببعث وجرحه بثعع دما‪ ،‬اللون لون الدم‪ ،‬والرب رب املسك كةام يف حةدبث‬
‫أيب هربرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« ‬ما من مكلوم يكلم يف سنيل اهلل إال ربماء‬
‫(‪)2‬‬
‫يوم القيامة وكلةه أي ْ أم ق اللون لون دم والريح ريح مسك» ‪.‬‬
‫أما املقتول ظلام‪ ،‬وكةذا مةن سةمي شةهيدا بسةبع غةري السةبع املةذكور‪،‬‬
‫كاملبطون وال ربك واحلربك وغريهم‪ ،‬فإهنم ب سلون وبصةىل علةيهم‪ ،‬وكةذلك‬
‫من مات من أهل املعركة متأثرا بجراحه‪.‬‬

‫ملمذر ال يغسل رلشهيد وال يصنيى عنييإ؟‬


‫فالشهيد ببعث عىل حاله بأيت بوم القيامة جرحه بثعع دما‪ ،‬اللةون لةون دم‬
‫والرب رب مسك‪ ،‬وأما الصالة عىل امليت‪ ،‬فهةي طلةع الشةفاعة ةذا امليةت‬
‫والدعاء له‪ ،‬وأما الشهيد‪ ،‬فهو بشفع بوم القيامةةة لآلخربن‪ ،‬واست نى بشهادته‬
‫عن شفاعةةةةةةة اآلخربن له‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام أمحد (‪ ،)97/22‬وصححه األلباين يف اإلرواء (‪.)164/3‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬با املسك ‪.)2848/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪366‬‬

‫ررملإمً‪ :‬صفرة غسل رمليت‪:‬‬


‫قنيي ً ويإص مل رإ عصر رً ر ي رمًو ثر ينيرل رلغم رل‬ ‫أنإ تسع ع رتإو ث ي‬
‫عنيى يده ق قة أو ا هرم ي يرإ ملهرمو ثر ي ضرئإ وضر ء رلصر ةو ثر يغسرل رأ رإ‬
‫وحلي إ مبمء و در أو ا هو ث يغسل شر إ ر ميرنو ثر ر يسر و ثر يغسرنيإ رذلك‬
‫م ة ثمنية وثملثةو مي ي ل م ة يده عنيى مل إو ن ق م م إ شرسء غسرنيإو و رد‬
‫ر ررل مل ررن أو ا ر هو ر ن مل يس مسررك ررر ت ح ر و أو مل ررم ل رل ررب رحلديثررة؛‬
‫ملنيزق وا ه‪.‬‬
‫زيد إخ ‪،‬سو أو إخ ر و ثر ي شرفإ ملثر و‬ ‫ويإيد وض ءهو وإن مل ي ث ملث‬
‫و جيإررل رل يررب ي مغممل ررإو وم رض ر ر بهو وإن طيرررإ نيررإ ررمن حس ر مًو وجيم ر‬
‫أ فمنرإ ملرملر رو وإن ررمن شرمرملإ أو أظفرمره ط ينيررة أقرذ م هرمو وإن تر ك ذلرك ر‬
‫ح ر مو وال يس ر ح شررإ هو وال حينيررث عمن ررإو وال ن ررإ؛ لإرردم رلرردليل عنيررى ذلرركو‬
‫ورمل أة ي ف شإ هم ث ثة ق ونو ويسدا من ورر هم‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ررملإمً‪ :‬صفة غسل رمليت»‪:‬‬
‫أي طربقة غسل امليت التي وردت هبا األدلة ال عية‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬أنإ تسع ع رتإ»‪:‬‬
‫ألن عورة امليت كعورة احلي‪ ،‬وحلدبث عيل ‪« :‬وال تنظمر إ رشخمذ حم‬
‫(‪)1‬‬
‫وال مي‪ ، »:‬وحدبث رج ْر رهةد أن النبةي ‪ ‬قةال‪« :‬غم رشخمذكق رشمإن الفخمذ‬
‫(‪)2‬‬
‫عورة» ‪ ،‬فيجرد امليت من ثيابه إال ما بني الرسة والركبة ألهنا موضةع العةورة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود‪( :‬با النهي عن التعري ‪ ،)437/2‬ورواه الرتمذي‪( :‬با ما جاء أن الفخذ عةورة‬
‫‪.)407/4‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه اإلمام أمحد (‪ ،)275/25‬والرتمذي (‪ ،)111/5‬وقال‪ :‬حدبث حسن‪.‬‬
‫‪367‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫هذا بالنسبة للرجل امليت عند الرجال امل سلني‪ ،‬وكذلك املرأة امليتة عند النسةاء‬
‫امل سالت‪ ،‬ولو قيل إن املرأة ب طى منها ما تسرته عةادة عنةد حمارمهةا ونسةائها‬
‫لكان أوىل‪ ،‬ألن هذا اختيار بعض أهل العلم يف عورة املرأة‪ ،‬وهةي مةا ي بظهةر‬
‫عادة وعرفا‪ ،‬وهو املعمول به عند السلف ويف حياة النبي ‪ ،‬وبرجحةه شةيخنا‬
‫عبدالكربم اخلضري‪.‬‬
‫قنيي ً و يإص مل إ عص رً ر ي مً»‪:‬‬ ‫ق لإ‪« :‬ث ي‬
‫والقصد من رفعه قليال لكةي رةرج مةا يف بطنةه مةن الفضةالت والقةذر‬
‫املتهيء للخروج‪ ،‬وحتى ال خترج هذه الفضالت أثناء محله وتكفينه‪ .‬والعرصة‬
‫بكون برفك ولني‪ ،‬ألن حرمة امليت كحرمته حيا‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ث ينيل رلغم ل عنيى يده ق قة أو ا هم ي يإ ملهم»‪:‬‬
‫أي إذا فعل ما ُذكر من رفعه وعرص بطنه‪ ،‬فحينها بلف عىل بدبةه خرقةة أو‬
‫قفاز فينجيه هبا‪ ،‬أي ب سل فرجه مما خرج من القذر‪ ،‬أو مما خرج قبل وفاتةه وي‬
‫عورة امليت‪ ،‬فةإذا‬ ‫اخلرقة أو القفازبن عىل اليدبن حلرمة م‬ ‫بستنج منه‪ ،‬ولب‬
‫كان النظر لعورته حمرم فكذلك مسها حمرم‪.‬‬
‫هذا احلكم ملن كان عمره سبع سنني فأكثر‪ ،‬أما من كان دون ذلةك‪ ،‬فلةه أن‬
‫لعورتةه حكةم‪ ،‬بةل‬ ‫بنجيه مبارشة‪ ،‬ألن ما دون سبع سنني عند الفقهةاء‪ ،‬لةي‬
‫عورته مثل بده‪ ،‬ومثله النظر إىل عورته‪.‬‬
‫سائر جسده إال بخرقة أو قفةاز غةري األوىل التةي‬ ‫وبستحع أبضا أال بم‬
‫(‪)1‬‬
‫نجاه هبا‪ ،‬وذلك أنقى ل سله ودلكه‪ ،‬قاله صاحع «الزاد» ‪.‬‬

‫(‪ )1‬زاد املستقنع يف اختصار املقنع (ص ‪ ،)68‬قال‪« :‬وبستحع أال بم َّ سائِ رره إال بخرقة»‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪368‬‬

‫ق لإ‪« :‬ث ي ضئإ وض ء رلص ة»‪:‬‬


‫ملا روت أم عطية‪ -‬ريض اهلل عنها‪ -‬أن النبي ‪ ‬قال يف غسةل ابنتةه زبنةع‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫«اب نن بةيامنها ومواض الوضموء منهما» ‪ ،‬وال ُبةدخل املةاء يف أنةف امليةت‬
‫وفمه‪ ،‬ألن احلي إذا متضمض أو استنشك جمه وأخرجه‪ ،‬وأما امليت فإنةه بنحةدر‬
‫إىل بطنه‪.‬‬
‫وبكفي عن ذلك أن بدخل خرقة مبلولة فينظف هبةا أسةنان امليةت وفمةه‪،‬‬
‫وكذلك منخربه‪ ،‬وهذا بقوم مقام املضمضة واالستنشاق‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ث يغسل رأ إ وحلي إ مبمء و در أو ا ه»‪:‬‬
‫حلدبث ابن عباس‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ -‬يف الصةحيحني أن النبةي ‪ ‬قةال يف‬
‫املحرم الذي وقصته دابته‪« :‬اغسلو ب ء وسم ر» ‪ ،‬والسةدر‪ :‬شةجرة النَّبِةك‪،‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وهو مادة منظفة‪ ،‬له رغوه مثل الصابون‪ ،‬ولذلك قال الشةيخ‪« :‬أو نحةوه»‪ :‬أي‬
‫نحو السدر من املنظفات والشامبوات احلدبثة‪ ،‬ألن املقصود التنظيف‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ث يغسل ش إ ر مينو ث ر يس »‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫لقولةةه ‪ ‬يف حةةدبث أم عطيةةه‪ -‬ريض اهلل عنهةةا‪« :-‬وابم نن بةيامنهمما» ‪.‬‬
‫وحلدبث عائشة‪ -‬ريض اهلل عنهةا‪ -‬يف الصةحيحني‪« :‬نن الننم ‪ ‬كمان يعجنمه‬
‫(‪)4‬‬
‫ال يةن يف تنعله وترربله وطهور وشأهه كله» ‪.‬‬

‫رواه البخاري‪( :‬با التيمن يف الوضوء وال سل ‪ ،)99/1‬ومسلم‪( :‬با غسل امليت ‪.)646/2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫سبك خترجيه (ص ‪.)376‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫سبك خترجيه (ص ‪.)364‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أخرجه البخاري‪( :‬با التيمن يف الوضوء وال سل ‪ ،)45/1‬ومسلم‪( :‬بةا التةيمن يف الطهةور‬ ‫(‪)4‬‬
‫وغريه ‪.)226/1‬‬
‫‪369‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ق لررإ‪« :‬ثر يغسررنيإ ررذلك مر ة ثمنيررة وثملثررةو يُمر ُ ي ررل مر ة يررده عنيررى‬
‫مل إ»‪:‬‬
‫في سله ثال مرات هبذه الطربقة‪ ،‬حلدبث أم عطيةة‪ -‬ريض اهلل عنهةا‪ -‬أن‬
‫(‪)1‬‬
‫النبي ‪ ‬قال‪« :‬اغسلنها ثالث ًا نو مخس ًا نو نكثر من ذلك إن رني ن ذلك» ‪ ،‬وبمر‬
‫يف كل مرة من هذه ال سالت بده عىل بطنه لعرصه وإخةراج مةا بةه مةن القةذر‬
‫والفضالت‪ ،‬وعىل هذا فيعرص بطنه أربع مرات‪ :‬األوىل التةي قبةل االسةتنجاء‬
‫عندما برفع رأسه قليال‪ ،‬وثال عند غسله‪.‬‬

‫قما رلشيخ‪ « :‬ن ق م م إ شسء غسنيإو و د ر ل مل ن أو ا هو ن مل‬


‫يس مسك ر ت ح و أو مل م ل رل ب رحلديثة؛ ملنيزق وا ه»‪:‬‬
‫فإن خرج من بطنه قذر نحو بول أو غائط أو دم بعد هذه ال سةالت‪ ،‬فإنةه‬
‫بسد املحل بقطن أو نحوه من أجل أن بتوقف‪ ،‬فإن بقي ررج حتى بعد وضةع‬
‫القطن‪ ،‬فإنه بسد املحل بطني حر– وهو الطني الذي ي رلط برمةل – أو بةأي‬
‫يشء بقوم مقامه من وسائل الطع احلدبثة كاللزق ونحوه‪.‬‬
‫قما‪« :‬ويإيد وض ءه»‪ :‬بعني إذا خرج من امليةت يشء بعةد ت سةيله‪ ،‬فإنةه‬
‫بعيد وضوء امليت ألنه يف حكم املنتقض‪.‬‬
‫زيد إخ ‪،‬سو أو إخ ر »‪:‬‬ ‫ق لإ‪« :‬وإن مل ي ث ملث‬
‫أو سةبع أو‬ ‫فإذا غسل امليت ثالثا وي بنك‪ ،‬فإنه بةزاد عةىل الةثال بخمة‬
‫أكثر من ذلك عند احلاجة‪ ،‬ملةا روت أم عطيةة ‪ -‬ريض اهلل عنهةا‪ -‬أن النبةي ‪‬‬

‫(‪ )1‬سبك خترجيه (ص ‪.)364‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪370‬‬

‫قال حني غسلن ابنته‪« :‬اغسلنها ثالث ًا نو مخسم ًا نو سمنع ًا نو نكثمر ممن ذلمك إن‬
‫(‪)1‬‬
‫رني ن ذلك» ‪ ،‬وبكون ال سل وترا ثالثةا أو مخسةا أو سةبعا‪ ،‬عنةد احلاجةة إىل‬
‫الزبادة لإلنقاء‪ ،‬واملقصود إن حصل اإلنقاء بثال فهةو املنةدو ‪ ،‬وال بشةةرع‬
‫ال سلة الرابعة‪ ،‬وأرجع الشارع النظر يف الزبةةةادة إىل ال اسةل‪ ،‬وبكةون ذلةك‬
‫بحسع احلاجة‪ ،‬ال التشهي‪ ،‬لقوله ‪« :‬إن رني ن ذلك» أي احتجت َّن‪.‬‬
‫مس لة‪ :‬الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬ي بةذكر وضةع الكةافور يف ال سةلة األخةرية‪،‬‬
‫ولعلها سقطت سهوا من الشيخ‪ ،‬وقد وردت يف حدبث أم عطيةةة ‪ ‬أن النبي‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬قال‪« :‬واربعلن يف األخرية كارشور ًاق نو شيئ ًا من كارشور» ‪ ،‬والكةافور طيةع‬
‫معروف أبيض بشبه الشع‪ ،‬بدق وجيعل يف اإلناء الذي ب سل به آخةر غسةلة‪،‬‬
‫واختيار الكافور من األطيا ‪ ،‬ألنه بارد بشدُّ ‪ ،‬وبطرد ا وام لقوة رائحته‪ ،‬لكن‬
‫(‪)3‬‬
‫املحرم ال بط ّيع‪ ،‬لقول النبي ‪ ‬يف املحرم‪« :‬وال متسو طين ًا» ‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ث ي شفإ ملث »‪:‬‬
‫ملا روى أمحةد عن ابن عبةةاس ريض اهلل عةنهام قةال‪« :‬رما ارب ةم القمموم‬
‫ح إذا رشرغمموا من غسل رسول اهلل ‪‬ق وكان يغسل‬ ‫لغسل رسول اهلل ‪‬‬
‫(‪)4‬‬
‫» ‪.‬‬ ‫باراء والس رق ربففو‬
‫ق لإ‪ « :‬وجيإل رل يب ي مغممل إ»‪:‬‬
‫امل ابن‪ :‬طي الركبتني‪ ،‬وحتةةةت اإلبط‪ ،‬والسةرة‪ ،‬وتطييبهةا ورد عةن ابةن‬

‫سبك خترجيه (ص ‪.)364‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫سبك خترجيه (ص ‪.)364‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أخرج هذه اللفظة البخاري‪( :‬با كيف بكفن املحرم ‪.)76/2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه أمحد (‪.)187/4‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪371‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫(‪)1‬‬
‫عمر‪ -‬ريض اهلل عنهام‪. -‬‬
‫به»‪:‬‬ ‫ق لإ‪« :‬وم رض‬
‫تطيع مواضع السجود ت بفا ا‪ ،‬وهي اجلبهة واألنف واليدان والركبتان‬
‫وأطراف القدمني‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وإن طيرإ نيإ من حس مً»‪:‬‬
‫ألن ابن سةةةريبن طىل إنسانا باملسك من قرنه إىل قدمةه‪ ،‬وروى عةن ابةن‬
‫(‪)2‬‬
‫عمر‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ -‬أنه ذر عليه ‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وجيم أ فمنإ ململر ر»‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حلدبث جابر أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬إذا مجرتم اري‪ :‬رشأمجرو ثالث ًا» ‪ ،‬وهةذا يف‬
‫غري املحرم‪ ،‬وقوله «إذا مجرتم امليت» أي بخرمتوه‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬وإن رمن شرمرملإ أو أظفرمره ط ينيرة أقرذ م هرمو وإن تر ك ذلرك ر‬
‫ح م»‪:‬‬
‫الشار واألظفار تؤخذ إذا طالت‪ ،‬فإن كانت قصرية أو كان امليت أخذها‬
‫عن قر فإهنا ال تؤخذ‪ ،‬بل تبقى عىل ما هي عليه‪ ،‬ومثلهام اإلبط‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وال يس ح شإ ه»‪:‬‬
‫ال برسح شعر امليت أي ال بمشط؛ ألن فيه تقطيع الشعر مةن غةري حاجةة‪،‬‬
‫وروي عن عائشة ريض اهلل عنها أهنا مرت بقوم برسحون شعر ميتهم‪ ،‬فنهةتهم‬

‫(‪ )1‬امل ني (‪.)349/2‬‬


‫(‪ )2‬امل ني (‪.)349/2‬‬
‫(‪ )3‬أخرجةةه أمحةةد (‪ ،)411/22‬وابةةن حبةةان (‪ ،)310/7‬وصةةححه األلبةةاين يف صةةحي اجلةةامع‬
‫(‪.)113/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪372‬‬

‫(‪)1‬‬
‫عن ذلك‪ ،‬وقالت‪« :‬عالم رتن ُُّصون ميتكم» أي‪ :‬عالم ترسحون شعره‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وال حينيث عمن إ»‪:‬‬
‫هذا قول مجهور أهل العلم‪ ،‬ملا يف ذلةك مةن كشةف العةورة والنظةر إليهةا‬
‫وملسها‪ ،‬بخالف اإلبط واألظافر‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وال ن إ؛ لإدم رلدليل عنيى ذلك»‪:‬‬
‫ألن احلكمة من اخلتان طهارة احلي‪ ،‬وأما بعد موته فقد زال املقصةود‪ ،‬فةال‬
‫حاجة ألخةةةذها بل هي ُمثلة‪ ،‬قال الوزبر وغريه‪ :‬أمجعةةةوا عةىل أن امليةت إذا‬
‫(‪)2‬‬
‫مات وهو غري خمتون‪ ،‬أنه برتك عىل حاله وال رتن ‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ورمل أة يفف شإ هم ث ثة ق ونو ويسدا من ورر هم»‪:‬‬
‫رشض أفرها شمعرها ثالثمة قمرونق‬
‫حلدبث أم عطية‪ -‬ريض اهلل عنها‪ -‬قالت‪ « :‬أ‬
‫(‪)3‬‬
‫رشألقيناها خل أفها» ‪ ،‬وقد كان فعل أم عطية يف ظفر الشعر وجعله قرونةا ثالثةة‬
‫من أمر النبي ‪ ،‬فقد روى سعيد بن منصور بلفظ األمر من روابةة هشةام عةن‬
‫حفصة عن أم عطية قالت‪ :‬قةال لنةا رسةول اهلل ‪« :‬اغسملنها وتمر ًا واربعلمن‬
‫(‪)4‬‬
‫شعرها ضفائر» ‪ ،‬ومن طربك محاد عن أبو قال‪ :‬قالت حفصة عن أم عطيةة‬
‫(‪)5‬‬
‫«اغسلنها ثالث ًا نو مخس ًا نو سنع ًا واربعلن هلا ثالثة قمرون» ‪ .‬والقةرون الثالثةة‬
‫جانبا الرأس والناصية‪.‬‬

‫أخرجه البيهقي يف الكربى (‪ ،)548/3‬وعبدالرزاق يف مصنفه (‪.)436/3‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫حاشية الروض املربع (‪.)47/3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أخرجه البخاري‪( :‬با ُبلقى شعر املرأة خلفها ‪.)75/2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫فت الباري (‪.)134/3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫أخرجه ابن حبان يف صحيحه (‪ ،)305/7‬والطرباين يف املعجم الكبري (‪.)49/25‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪373‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫قممسمً‪ :‬ت فرت رمليت‪:‬‬
‫ل أن ي فن رل جل ي ث ثة أث ر مليض لي‪،‬س يهم قميص وال عمممةو مرم‬ ‫ر‬
‫‪.‬‬ ‫مل‬ ‫‪‬و يدرم يهم إبررجمًو وإن فن ي قميص وإزرر ولفم ة‬ ‫إل ململ‬
‫سة أثر ر ‪ :‬برتو و رمرو وإزررو ولفرم تو وي فرن رلصر‬ ‫ورمل أة ت فن ي‬
‫ورحد إخ ث ثة أث ر و وت فن رلصغرية ي قميص ولفم ت‪.‬‬ ‫يث‬
‫ورحد يسع عي رمليتو ل ن إذر رمن رمليرت حم مرمً‬ ‫ورل رجب ي حث رجلمي ث‬
‫نإ يغسرل مبرمء و ردرو وي فرن ي إزرره وربر رإ أو ي غريهمرمو وال يغ رى رأ رإ وال‬
‫وجهررإو وال ي يرربو نررإ يرإررث يرر م رل يممررة منيريمًو مررم ص ر ملررذلك رحلررديث عررن‬
‫ر ر ا ره ‪‬و وإن ررمن ر ر م رم ر أة ف رت غريه رمو ول ررن ال ت يرربو وال يغ ررى‬
‫وجههم مل م و وال يدرهم مل فمزينو ول ن يغ ى وجههرم ويردرهم ملرمل فن رلرذك ف رت‬
‫يإو مم ت دم مليمن صفة ت فت رمل أة‪.‬‬
‫الكفن‪ :‬ما بلف به امليت من ثيا أو غريها‪ ،‬فبعد الفراغ من غسل امليةت‪،‬‬
‫جيع تكفينه‪ ،‬ألمر النبي ‪ ‬بذلك يف حدبث املحرم الذي وقصته دابتةه فقةال‪:‬‬
‫«وكفنو يف ثوبيه»‪ ،‬وحدبث أم عطية أن النبي ‪« :‬نعو النساء الاليت غسملن‬
‫(‪)1‬‬
‫ابن ه حقو – ني إنار – وقال‪ :‬نشعرهنا إيا » بعني اجعلنه شعارا وهو الةذي‬
‫بيل البدن‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪( :‬با جيع اإلشعار للميت ‪( ،75/2‬وبا ما بستحع أن ب سل وترا ‪،)74/2‬‬
‫ومسلم‪( :‬با يف غسل امليت ‪.)646/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪374‬‬

‫ررل أن ي فررن رل جررل ي ث ث رة أث ر ر ملرريض لرري‪،‬س يهررم‬ ‫قررما رلشرريخ‪ :‬ر‬


‫‪‬و يدرم يهم إبررجمًو وإن فن ي قمريص‬ ‫قميص وال عمممةو مم إل ململ‬
‫‪.‬‬ ‫مل‬ ‫وإزرر ولفم ة‬
‫حلدبث عائشة – ريض اهلل عنها‪ -‬قالت‪« :‬إن رسمول اهلل ‪ ‬كفمن يف ثالثمة‬
‫رشيهما قةميال وال‬ ‫سحولية من كرس – ني قومن– لمي‬ ‫نثواب ي هية بي‬
‫(‪)1‬‬
‫ع مة ندرج رشيها إدرارب ًا» ‪.‬‬
‫فأما كوهنا بيض حلدبث ابن عبةاس‪ -‬ريض اهلل عةنهام‪ -‬أن النبةي ‪ ‬قةال‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫«النسوا من ثيابكم النياض رشإهنا من خري ثيابكمق وكفنوا رشيها موتاكم» ‪ ،‬وإن‬
‫كفن ب ري البيض جاز‪.‬‬
‫والسحولية بالضم والفت ‪.‬‬
‫وسحولية‪ :‬نسبة لسحول قربة باليمن‪ُ ،‬‬
‫ط ي ة رل فت‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تبسط الثيا األوىل ومتد والثانية والثالثة‪ ،‬وجيعل احلنوط بينهةا‪ ،‬ودليةل‬
‫(‪)3‬‬
‫احلنوط‪ ،‬قول النبي ‪ ‬يف الذي وقصته دابته «وال حتنطوه» ‪ ،‬فإن هذا بدل عىل‬
‫أن من عادهتم حتنيط األموات‪ ،‬ثم بوضع امليةت يف اللفةائف مسةتلقيا‪ ،‬وجيعةل‬
‫من احلنوط يف قطن بني إليتيه‪ ،‬وبؤتى هبةذا الطيةع وبوضةع مةا بةني األكفةان‬
‫الثالثة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬با الثيا البيض للكفن ‪.)572/1‬‬


‫(‪ )3‬رواه اإلمام أمحةد(‪ ،)161/5‬وأبةو داود (‪ ،)51/4‬والرتمةذي (‪ )310/3‬وقةال‪ :‬حةدبث حسةن‬
‫صحي وهو الذي بستحبه أهل العلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخالط طيع تصنع لألموات‪.‬‬
‫(‪ )3‬سبك خترجيه (ص ‪.)376‬‬
‫‪375‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫»‪ :‬هةةذا إذا ي بمكةةن‬ ‫وق لررإ‪« :‬وإن فررن ي قمرريص وإزرر ولفم ررة ر مل ر‬
‫تكفينه يف ثالثة أثوا ‪ ،‬ألن املقصود هو سرته‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ورمل أة ت فن ي سة أث ر ‪ :‬برتو و مرو وإزررو ولفم ت»‪:‬‬
‫وكون املرأة تكفن يف مخسة أثوا هو رأي أكثر أهل العلةم‪ ،‬كةام قةال ابةن‬
‫املنذر‪ :‬أكثر من نحفةظ عنةه مةن أهةل العلةم‪ ،‬بةرى أن تكفةن املةرأة يف مخسةة‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬واستحع ذلك ألن املرأة تزبد يف حال حياهتا عىل الرجةل يف السةرت‪،‬‬ ‫أثوا‬
‫لزبادة عورهتا عن عورته‪ ،‬فكذلك بعد املوت‪.‬‬
‫والثياب اخلةسة ه ‪:‬‬
‫وهو القميص‪.‬‬ ‫درع‪:‬‬
‫القميص‪.‬‬ ‫ما ب طى به الرأس‪ ،‬فتقنع به بعد أن تلب‬ ‫واخل ر‪:‬‬
‫ما بؤتزر به‪ ،‬وبكون يف أسفل البدن‪.‬‬ ‫واإلنار‪:‬‬
‫واللفارش ان ‪ :‬كالرجل وتعامن مجيع البدن‪.‬‬
‫وقد ورد يف ذلك حدبث ليىل الثقفية مرفوعا يف تكفني ابنته ‪ ‬أم كلثةوم يف‬
‫(‪)2‬‬
‫مخسة أثوا ‪ ،‬واحلدبث يف إسناده نظر‪ ،‬وضعفه األلباين ‪.‬‬

‫(‪ )1‬امل ني (‪.)346/2‬‬


‫(‪ )2‬يف اإلسناد‪ :‬نوح بن حكيم الثقفي وهو جمهول كام قةال احلةافظ وغةريه‪ ،‬وفيةه علةه أخةرى بينهةا‬
‫الزبلعي يف نصع الرابة (أحكام اجلنائز لأللباين ‪.)65‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪376‬‬

‫ورحررد إخ ث ثررة أثرر ر و وت فررن‬ ‫قررما رلشرريخ‪ :‬وي فررن رلصرر ي ثرر‬
‫رلصغرية ي قميص ولفم ت‪.‬‬
‫فيكةةون الصةةبي كالرجةةل‪ ،‬والصة رية ال حتتةةاج إىل مخةةار يف حةةال حياهتةةا‬
‫فكذلك بعد مماهتا‪ ،‬لكن بكفيهام ثو واحد كام سيأيت– إن شاء اهلل تعاىل–‪.‬‬
‫ورحد يسع عي رمليت‪.‬‬ ‫قما رلشيخ‪ :‬ورل رجب ي حث رجلمي ث‬
‫فالواجع يف كفن امليت ثو واحد بسرته‪ ،‬سةواء كةان رجةال أو امةرأة أو‬
‫صبيا أو ص رية‪ ،‬ب ط أن بكون صفيقا ال ترى من ورائه الب ة‪.‬‬
‫والدليل عىل أن الثو الواحد بكفةي‪ ،‬أن الصةحابة الةذبن قرصةت هبةم‬
‫ثياهبم عن الكفن‪ ،‬أمر النبي ‪ ‬أن جيعل الكفن مةن عنةد الةرأس وجيعةل عةىل‬
‫الرجلني يشء من اإلذخر وهو نبات معروف؛ وألن العةورة امل لظةة جيةزئ يف‬
‫سرتها ثو واحد‪.‬‬
‫قما رلشيخ‪ :‬ول ن إذر من رمليت حم ممً نإ يغسرل مبرمء و ردرو وي فرن ي‬
‫إزرره وربر رإ أو ي غريهمررمو وال يغ رى رأ ررإ وال وجهرإو وال ي يرربو نرإ يرإررث‬
‫ي م رل يممة منيريمًو مم ص ملذلك رحلديث عن ر ا ره ‪.‬‬
‫حلدبث ابن عباس‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ -‬يف الرجل الذي وقصته دابتةه‪ ،‬فقةال‬
‫النبي ‪« :‬اغسلو ب ء وس ر وكفنو يف ثوبيهق وال ختةروا رنسه رشإهه ينعث يوم‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫القيامة ملني ًا» وملسلم‪« :‬وال وربهمه» ‪ ،‬وال ُبطيةع‪ :‬ألن الطيةع مةرم عةىل‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬با قوله تعاىل‪ { :‬إِنَّا رأ ْر رس ْلنرا نُوحا إِ رىل رق ْو ِم ِه ‪ ،)134/4 }...‬ومسلم‪( :‬با مةا‬
‫بفعل املحرم إذا مات ‪.)865/2‬‬
‫(‪ )2‬تفرد هبا مسلم عن البخاري‪( :‬با ما بفعةل املحةرم إذا مةات ‪ ،)867/2‬ووردت بألفةاظ‪( :‬وأن‬
‫بكشفوا وجهه)‪ ،‬و(ال وجهه)‪ ،‬و (ووجهه)‪.‬‬
‫‪377‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫(‪)1‬‬
‫املحرم يف حال احلياة فكذلك بعد املامت‪ ،‬ولقول النبي ‪« :‬وال متسو طينم ًا»‬
‫يف املحرم الذي وقصته دابته‪ ،‬وهي زبادة عند البخاري‪.‬‬
‫م رم أة ف ت غريهم‪:‬‬ ‫قما رلشيخ‪ :‬وإن من ر‬
‫فتعامل املرأة املحرمة بعد املامت‪ ،‬كاملحرمة يف حال احلياة‪ ،‬فيجوز ا لةب‬
‫املخيط؛ ولذلك تكفن يف درع ومخار وإزار ولفافتني‪.‬‬
‫قما رلشيخ‪ :‬ول ن ال ت يبو وال يغ ى وجههم مل م و وال يدرهم مل فمزين‪:‬‬
‫ألهنا منهية عن ذلك حال اإلحرام‪ ،‬حلدبث ابن عمر‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ -‬أن‬
‫(‪)2‬‬
‫القفمانين» ؛ وقولةه‪« :‬ولكةن ال‬ ‫النبي ‪ ‬قال‪« :‬وال تن قب ارحرمة وال تلن‬
‫تطيع»‪ :‬وذلك ألهنا حمرمة‪ ،‬وألن الطيع مرم عىل املرأة والرجل حال اإلحرام‬
‫يف احلياة فكذلك بعد املامت‪ ،‬وحلدبث ابن عباس‪ -‬ريض اهلل عةنهام‪ -‬يف الةذي‬
‫(‪)3‬‬
‫وقصته دابته‪ ،‬فقال النبي ‪« :‬ال متسو طينم ًا» ‪ ،‬وقولةه‪« :‬وال ب طةى وجههةا‬
‫بنقا وال بدها بقفازبن»‪ :‬هذا هو اختيار الشيخ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬وهو اختيار شةيخ‬
‫اإلسالم ابن تيميةة‪ :‬فةاملرأة منهيةة عةن لبةاس خةاص وهةو الربقةع والنقةا‬
‫والقفةةةازان‪ ،‬واملذهع أهنا منهيةة عةن ت طيةة وجههةا مطلقةا‪ ،‬وهةذا باتفةاق‬
‫األئمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪( :‬با كيف بكفن املحرم ‪.)76/2‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬با ما بنهى يف الطيع للمحرم واملحرمة ‪.)844/1‬‬
‫(‪ )3‬سبك خترجيه (ص ‪.)376‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪378‬‬

‫قررما رلشرريخ‪ :‬ول ررن يغ ررى وجههررم ويردرهم ملررمل فن رلررذك ف ررت يررإو مررم‬
‫ت دم مليمن صفة ت فت رمل أة‪.‬‬
‫أي ب طى وجه املرأة وبةداها بةالكفن كحةال احلةالل‪ ،‬ألن املةرأة املحرمةة‬
‫مأمورة بت طية وجهها حال وجود األجانةع يف حياهتةا‪ ،‬فكةذلك بعةد مماهتةا‪،‬‬
‫حلدبث عائشةةةة ‪ -‬ريض اهلل عنها‪« -‬كان الركنان يةرون بنا وهحن م رسمول‬
‫اهلل ‪ ‬حمرمات رشإذا حاذوا بنا س ل‪ :‬إح اها ربلناهبا من رنسها عىل وربهها رشمإذا‬
‫(‪)1‬‬
‫الربقةع والنقةا والقفةازبن‬ ‫رباونوها كشفنا » ‪ ،‬وإنام املرأة منهية عةن لةب‬
‫حال اإلحرام‪ ،‬فكذا احلال إذا ماتت حمرمة‪ ،‬وظاهر كالم الشيخ ولو كان ذلةك‬
‫بعد التحلل األول‪ ،‬ولكنه غري مراد‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود‪( :‬با يف املحرمة ت طي وجهها ‪.)104/2‬‬


‫‪379‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫و‬ ‫مب مً‪ :‬أحث رل م ملغسنيإ ورلص ة عنييإ وب إ‪ :‬وصيإ ي ذلكو ث ر‬
‫من رلإصرمت ي حث رل جل‪.‬‬ ‫م ق‬ ‫ث رجلدو ث ر ق‬
‫مرن‬ ‫رم ق‬ ‫ور وخ ملغسل رمل أة‪ :‬وصري همو ثر ر مو ثر رجلردةو ثر ر قر‬
‫نسم همو ولنيزوجت أن يغسرل أحردهمم ر قر و ن رلصرديث ‪ ‬غسرني إ زوج رإو و ن‬
‫عنييمً ‪ ‬غسل زوج إ مطمة رضس ره ع هم‪.‬‬
‫وذلك عند التنازع‪ ،‬فيمن ب سل امليت‪ ،‬وبستفاد من ذلك أنه جيوز للميةت‬
‫أن بويص أن ال ب سله وبصيل عليه وال بدفنه إال فالنا‪.‬‬
‫واري‪ :‬ق يويص بذلك ألسناب منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن بكون تقيا بسرت ما براه من مكروه‪.‬‬
‫‪ -2‬أو بكون عاملا بأحكام الت سيل والصالة والدفن‪.‬‬
‫‪ -3‬أو بكون رفيقا أو صدبقا عدال‪.‬‬
‫والدليل عةىل تقةدبم الةويص‪ ،‬أن أبةا بكةر الصةدبك ‪ ‬أوىص أن ت سةله‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬أن ب سةله‬ ‫‪ -‬ريض اهلل عنهةا‪ ،-‬وأوىص أنة‬ ‫امرأته أسامء بنةت عمةي‬
‫(‪)2‬‬
‫حممد بن سريبن ‪.‬‬
‫وأبو بكر أوىص أن بصيل عليه عمر قاله أمحد‪ ،‬وعمر أوىص أن بصيل عليةه‬
‫صهيع‪ ،‬وأم سلمة أوصت أن بصيل عليها سعيد بن زبد‪ ،‬وعائشةة أوصةت أن‬
‫(‪)3‬‬
‫بصيل عليها أبو هربرة ‪ ...‬وهكذا كثري يف الصحابة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البيهقي يف السنن الكربى (‪ ،)557/3‬وابن أيب شيبه (‪.)136/3‬‬


‫(‪ )2‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد (‪.)21/3‬‬
‫(‪ )3‬امل ني (‪.)358/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪380‬‬

‫»‪:‬‬ ‫ق لإ‪« :‬ث ر‬


‫فإن ي بوص امليت‪ ،‬وتنازع النةاس فةيمن ب سةله أو بصةيل عليةه أو بدفنةه‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬ألنه أشفك الناس وأحناهم عليه‪ ،‬وألن األ أعلةم عةادة مةن‬ ‫فيقدم األ‬
‫األبناء لكرب سنه‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ث رجلد»‪:‬‬
‫ثم األحك بالتقدبم بعد األ ‪ :‬اجلد الذي من قبل األ ‪.‬‬
‫من رلإصرمت ي حث رل جل»‪:‬‬ ‫م ق‬ ‫ق لإ‪« :‬ث ر ق‬
‫لقوله ‪« :‬ليِلِ ِه نقربكمق إن كان يعلم» ‪ ،‬فيقدم االبن ثةم ابنةه وإن نةزل‪،‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ثم األخ الشقيك‪ ،‬ثم األخ أل ‪ ،‬ثم األعامم عىل ترتيع املريا ‪.‬‬
‫وهذا عند املشاحنة والتنازع‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ور وخ ملغسل رمل أة‪ :‬وصي هم»‪:‬‬
‫ي بذكر الصالة وال الدفن‪ ،‬ألن املرأة ال تتوىل هذه األمةور باالتفةاق‪ ،‬فةإن‬
‫أوصت بال سل فتنفذ وصيتها لألسبا املذكورة آنفا يف حك الرجل‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ث ر م»‪:‬‬
‫فإن ي توص امليتة‪ ،‬وتنازع الناس فيمن ب سلها‪ ،‬فتقةدم األم‪ ،‬ألهنةا أشةفك‬
‫وأعطف وأحنى عىل بنتها‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ث رجلدة»‪ :‬أي أم أمها وإن علت‪.‬‬

‫(‪ )1‬هنا قدموا األصول عىل الفروع‪ ،‬ويف با املريا قدموا الفروع عىل األصول‪ ،‬ويف والبةة النكةاح‬
‫قدموا األصول عىل الفروع ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه اإلمام أمحد (‪.)374/41‬‬
‫‪381‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫من نسم هم»‪:‬‬ ‫م ق‬ ‫ق لإ‪« :‬ث ر ق‬
‫فيهن عصةبة‬ ‫ي بقل (ثم األقر فاألقر من العصبات)؛ ألن النساء لي‬
‫إال بال ري أو مع ال ري‪.‬‬
‫فعند التنازع تقدم ابنتها وإن نزلت‪ ،‬ثم أختهةا الشةقيقة أو أل أو ألم ثةم‬
‫عامهتا فخاالهتا إىل آخره‪.‬‬
‫ق لرررإ‪« :‬ولنيرررزوجت أن يغسرررل أحررردهمم ر قر ر و ن رلصرررديث ‪ ‬غسرررني إ‬
‫زوج إو و ن عنييمً ‪ ‬غسل زوج إ مطمة رضس ره ع هم»‪:‬‬
‫أي للزوج أن ب سل زوجته إذا ماتت‪ ،‬والزوجة ةا أن ت سةل زوجهةا إذا‬
‫نن تغسمله نورب مه‬ ‫مات‪ ،‬ودليله ما سبك من حةدبث أيب بكةر ‪« :‬نهمه نو‬
‫(‪)1‬‬
‫مم‪ :‬قمن‬
‫نس ء بن‪ :‬عةي » ‪ ،‬وأبضا قول النبي ‪ ‬لعائشةة‪« :‬مما كك لمو ب‬
‫(‪)2‬‬
‫غسةل فاطمةة‪ -‬ريض‬
‫رشغسل ك وكفن كق ثم صلي‪ :‬عليك ودرشن ك» ‪ ،‬وعيل ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫اهلل عنهام‪ -‬؛ وقول عائشة‪ :‬لو استقبلت مةن أمةري مةا اسةتدبرت مةا غسةل‬
‫(‪)4‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬إال نسةاهه ‪ ،‬وألن آثةار النكةاح مةن عةدة وإر باقيةة‪ ،‬فكةذا‬
‫ال سل‪.‬‬

‫سبك خترجيه (‪.)379‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رواه أمحد (‪ ،)81/43‬وابن ماجه (‪ ،)470/1‬والبيهقي يف الكربى (‪ ،)555/3‬وصححه األلباين‬ ‫(‪)2‬‬
‫يف اإلرواء (‪.)160/3‬‬
‫رواه احلاكم يف املستدرك (‪ ،)179/3‬وحسنه األلباين يف اإلرواء (‪.)162/3‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه أمحد (‪ ،)331/43‬وأبو داود (‪ ،)196/3‬واحلاكم (‪ ،)61/3‬وقال‪ :‬هةذا حةدبث صةحي‬ ‫(‪)4‬‬
‫عىل رشط مسلم وي ررجاه‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪382‬‬

‫زوجها‪ ،‬حكاه أمحد وابن املنذر ومجاعة إمجاعا‪ ،‬وحكاه الوزبر‬


‫ر‬ ‫و رغ ْس ُل املرأة‬
‫اتفاقا‪ ،‬أما ت سيل الرجل زوجته فمحةل خةالف‪ ،‬فاملةك والشةافعي ومجهةور‬
‫العلامء عىل جوازه‪ ،‬وخالف أبو حنيفة يف ذلك معلال بزوال الزوجية‪ ،‬واملعتمةد‬
‫ما ذهع إليه اجلمهور حلدبث عائشة املتقدم وفعل عيل يف غسل فاطمة ‪. ‬‬
‫مس لة‪ :‬اإلمام اليوم املعني من قبل ويل األمر هل بقدم عليه الويص وغريه‪.‬‬
‫قال ابن قدامة‪ :‬أكثر أهل العلم برون تقدبم األمري عىل األقار يف الصالة‬
‫(‪)1‬‬
‫عىل امليت ‪ ، ...‬ومن قدمه الوايل فهو بمنزلته‪ ،‬ألهنا والبة تثبت له‪ ،‬فكانت له‬
‫(‪)2‬‬
‫أ‬
‫الرربل يف سلواهه» ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الرربل‬ ‫االستنابة لقوله ‪« :‬وال يؤ ُم‬
‫ورج الشيخ عبدالعزبز بن باز‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬أن إمام املسجد أوىل بالصةالة‬
‫(‪)3‬‬
‫عىل اجلنازة من الشخص املوىص به للحدبث السابك ‪.‬‬
‫مس لة‪ :‬إذا كان الويص فاسقا أو األقر فاسقا‪:‬‬
‫قال ابن قدامة‪ :‬فإن كان الويص فاسقا أو مبتدعا ي تقبةل الوصةية ‪ ، ...‬كةام‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫بمنع من التقدبم يف الصلوات اخلم‬

‫امل ني (‪.)359/2‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رواه مسلم‪( :‬با من أحك باإلمامة ‪.)465/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫جمموع فتاوى ابن باز (‪.)137/13‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫امل ني (‪.)246/2‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪383‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫مملإمً‪ :‬صفة رلص ة عنيى رمليت‪:‬‬
‫أرملإمًو و ي أ ملإد ر وخ‪ :‬رلفمحتةو و إن قر أ مإهرم ر رة قصررية أو آيرة أو‬ ‫ي‬
‫آير ت حسرن؛ لنيحررديث رلصررحي رلر ررب عررن رملررن عرررم رضررس ره ع همررمو ثر ي ر‬
‫‪ ‬ص ر تإ ي رل شررهدو ثر ي ر رلثملثررةو وي ر ا‪:‬‬ ‫رلثمنيررة ويصررنيس عنيررى رلر‬
‫(رلنيه رغف حلي م ومي مو وشمهدنم وغم ر مو وصغرينم و ررينمو وذ نم وأنثمنرمو‬
‫رإ عنيرى رإلميرمنو‬ ‫رلنيه من أحيي إ م رم حيرإ عنيرى رإل ر مو ومرن ت ي رإ م رم‬
‫رلنيه رغف لإو و ررمحإو وعم إو ورعل ع إو وأ م نزلإو وو ر مدقنيرإو ورغسرنيإ‬
‫ر مليض من رلردن‪،‬سو وأملدلرإ‬ ‫ملمملمء ورلثني ورل بو ون إ من رخل ميم مم ي ى رلث‬
‫برررً قررريرً مررن بررهو وأهر ً قررريرً مررن أهنيررإو وأبقنيررإ رجل ررةو وأعررذه مررن عررذر رل ر و‬
‫وعذر رل مرو وأ س لرإ ي قر هو ونر ر لرإ يرإو رلنيره ال حت م رم أجر ه وال ت رني م‬
‫رل رملإةو ويسني تسنييمة ورحدة عن ميي إ‪.‬‬ ‫ملإده)و ث ي‬
‫يديإ م ل ت رريةو وإذر من رمليت رم أة ي رما‪( :‬رلنيره رغفر‬ ‫ويس حب أن ي‬
‫هلررم‪ )...‬إخلو وإذر منررت رجل ررم ز رث ر ت ي رما‪( :‬رلنيرره رغف ر هلمررم‪ )...‬إخلو وإن‬
‫منررت رجل ررم ز أ ثر مررن ذلررك قررما‪( :‬رلنيرره رغفر هلر ‪ )...‬إخلو أمررم إذر ررمن طرمً‬
‫ي ررما ملرردا رلرردعمء لررإ ملررمملغف ة‪( :‬رلنيرره رجإنيررإ ط رمً و ذق ر ًر ل رلديررإو وشررفيإمً‬
‫جمممل رمًو رلنيرره ث ررل ملررإ م رزي همررمو و أعف ر ملررإ أج رهم رمو وأحل ررإ ملصررمف ررنيل‬
‫رملررنم تو ورجإنيررإ ي فملررة إمل ر رهي عنييررإ رلصر ة ورلسر مو وقررإ مل مح ررك عررذر‬
‫جه )‪.‬‬
‫ورلس ة أن ي ل رإلممم حرذرء رأ رل جرلو وو ر رملر أةو وأن ي ر ن رل جرل ارم‬
‫ينيس رإلممم إذر رج مإت رجل م زو ورمل أة ام ينيس رل رنيةو وإن رمن مإهر أطفرما قردم‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪384‬‬

‫عنيى رمل أةو ثر رملر أةو ثر رل فنيرةو و ي ر ن رأ رلصر حيرما رأ رل جرلو‬ ‫رلص‬
‫رمل أة حيما رأ رل جلو و ه ذر رل فنية ي ن رأ هم حيما رأ رمل أةو وي ر ن‬ ‫وو‬
‫و هم حيما رأ رل جلو و ي ن رملصني ن عيإمً قنيل رإلمممو إال أن ي ن ورحدرً مل‬
‫جيد م منمً قنيل رإلممم نإ ي ل عن ميي إ‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬صفة رلص ة عنيى رمليت»‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الصالة عىل امليت املسلم غةري الشةهيد فةرض كفابةة بإمجةاع املسةلمني‪،‬‬
‫وذلك ك سله وتكفينه ودفنه‪ ،‬فقد كان الرسول ‪ ‬بصيل عىل أموات املسةلمني‬
‫(‪)2‬‬
‫يف الرجةل الةذي عليةه دبةن‪،‬‬ ‫ما ال مىص‪ ،‬وقال ‪« :‬صلوا عىل صاحنكم»‬
‫(‪)3‬‬
‫قال الفاكهي‪ :‬الصالة عىل امليت من خصائص هذه األمة ‪.‬‬
‫ل رلص ة عنيى رمليت‪:‬‬
‫ورد يف حدبث أيب هربرة ‪ ‬أن النبي قال‪« :‬من شه اجلنمانة ح م يصمىل‬
‫عليهاق رشله قرياطق وممن شمه ها ح م تم رشن كمان لمه قرياطمان»‪ ،‬قيةل‪ :‬ومةا‬
‫(‪)4‬‬
‫القريطان‪ ،‬قال‪« :‬مثل اجلنلني العظيةنيق نصغرمها مثل ربنمل نحم » ‪ ،‬ثةم إن‬
‫الواحد منا قد ال بفةةرط يف قرياط ص ري من الذهع‪ ،‬فكيف بقةرياط حسةنات‬
‫بعدل جبل أحد‪.‬‬

‫بعني إذا قام هبا من بكفي من املسلمني سقطت عن الباقني‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رواه البخاري‪( :‬با صفوف الصبيان مع الرجال عىل اجلنائز ‪.)597/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫فيض القدبر (‪ ،)546/4‬والتيسري ب ح اجلامع الص ري(‪.)188/2‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه البخاري‪( :‬با من انتظر حتى تدفن ‪ ،)87/2‬ومسلم‪( :‬با فضةل الصةالة عةىل اجلنةازة‬ ‫(‪)4‬‬
‫اعها ‪.)652/2‬‬ ‫وا ِّتب ِ‬
‫ر‬
‫‪385‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫فإذا تعددت اجلنائز فله بكل جنازة قةةرياط‪ ،‬وهو اختيةةةةةار الشةيخ ابةن‬
‫(‪)1‬‬
‫باز‪ -‬رمحه اهلل ‪ : -‬فالقراربط تتعدد بعدد اجلنائز‪ ،‬وهذا من فضل اهلل وجةوده‬
‫وكرمه عىل عباده‪.‬‬
‫أرملإمً »‪:‬‬ ‫ق لإ‪« :‬ي‬
‫(‪)2‬‬
‫ألن النبي ‪ ‬كرب عىل النجةةةةايش أربعا ‪ ،‬وعةن ابةن عبةاس‪ -‬ريض اهلل‬
‫(‪)3‬‬
‫عنهام‪ -‬أن الرسول ‪ ‬كرب عىل قرب بعدما دفن أربعا ‪.‬‬
‫مس لة‪ :‬هل ي ي ال كنريات عن نرب ‪ :‬عىل خالف بني نهل العلم‪:‬‬
‫فمن أهل العلم من قال بكرب أربعا أو مخسا حلدبث ابن أيب ليىل يف صةحي‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫مسلم ‪ ،‬وستا إىل تسع لةبعض اآلثةار املوقوفةة ‪ ،‬وبعضةهم قةال‪ :‬األفضةل‬
‫االقتصار عىل أربع‪ ،‬قال الشيخ عبدالعزبز‪ :‬األفضل االقتصار عةىل أربةع‪ ،‬كةام‬

‫جمموع فتاوى ومقاالت (‪.)137/13‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رواه البخاري‪( :‬با التكبريات عىل اجلنازة أربعا ‪ ،)89/2‬ومسلم‪( :‬با يف التكبري عىل اجلنةازة‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.)656/2‬‬
‫رواه البخاري‪( :‬با الصالة عىل القرب بعد ما بدفن ‪ ،)89/2‬ومسلم‪( :‬بةا الصةالة عةىل القةرب‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪.)658/2‬‬
‫حدبث عبدالرمحن بن أيب ليىل‪ ،‬قال‪ :‬كان زبد بكرب عىل جنائزنا أربعا‪ ،‬وإنه كرب عةىل جنةازة مخسةا‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫فسألته فقال‪" :‬كان رسول اهلل ‪ ‬بكربها"‪ ،‬رواه مسلم‪( :‬با الصالة عىل القرب (‪.)659/2‬‬
‫(‪ )5‬روى عبدالرزاق يف مصنفه (‪ ،)481/3‬قال‪ :‬قدم علقمة من الشام فقال البن مسعود‪ :‬إن أخوتك‬
‫بالشام بكربون عىل جنائزهم مخسا‪ ،‬فلو وق َّتم لنا وقتا نتابعكم عليه‪ ،‬فاطرق عبداهلل ساعة ثم قةال‪:‬‬
‫"انظروا جنائزكم فكربوا عليها ما كرب أئمتكم ال وقت وال عر در رد"‪.‬‬
‫وروى ابن أيب شيبة يف مصنفه (‪ :)495/2‬أن عليا كرب يف سلطانه أربعا أربعا‪ ،‬إال عةىل سةهل بةن‬
‫حنيف فإنه كرب عليه ستا‪ ،‬ثم ألتفت عليهم فقال‪":‬إنه بدري"‪ ،‬ويف روابة عنده عن عيل "سبعا"‪.‬‬
‫وروى الطرباين يف املعجم الكبري (‪ :)62/11‬أن النبي ‪ ‬أمر بحمزة فهيء إىل القبلة ثم كرب عليةه‬
‫تسعا ‪."...‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪386‬‬

‫عليه العمل اآلن؛ ألن هذا هةةو اآلخر من فعل النبي ‪ ،‬والنجايش مةع كونةه‬
‫(‪)1‬‬
‫له مزبة كبرية اقترصعليه ‪ ‬يف التكبريعليه بأربع ‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ي أ ملإد ر وخ‪ :‬رلفمحتة»‪:‬‬
‫والفاحتة يف صالة اجلنازة ركةن‪ ،‬لقولةه ‪« :‬ال صةالة ملةن ي بقةرأ بفاحتةة‬
‫(‪)2‬‬
‫الكتا » ‪ ،‬وصالة اجلنازة صالة‪ ،‬وعن ابن عباس‪ -‬ريض اهلل عنهام‪ -‬أنةه قةرأ‬
‫(‪)3‬‬
‫الفاحتة عىل جنازة‪ ،‬وقال‪« :‬ل علةوا نهنا سنة» ‪ ،‬وقراءة الفاحتة تكون رسا ولةو‬
‫يف الليل‪.‬‬
‫مس لة‪ :‬هل ي أ رال ف مح ملإد رل ررية ر وخ‪:‬‬
‫الصحي – واهلل أعلم– أنةه ال بقةرأ أدعيةة االسةتفتاح يف صةالة اجلنةازة‪،‬‬
‫وأكثر العلامء أنه ال بستفت ‪ ،‬ألنه ي برد دليل عىل ذلك‪.‬‬
‫قال ابن قدامة‪ :‬وال بسن– بعني االستفتاح– قةال أبةو داود سةمعت أمحةد‬
‫ُبسأل عن الرجل بستفت الصالة عىل اجلنازة بسبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬قةال‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ما سمعت ‪. ...‬‬
‫‪   ‬‬ ‫وقبل الفاحتـــة يستعيذ باهلل من الشيطان الرجيم‬
‫‪ ،)98‬وبقرأ البسملة‪ ،‬وذلك‬ ‫‪(      ‬النحل‪:‬‬

‫استحبابا‪.‬‬

‫(‪ )1‬جمموع فتاوى ومقاالت (‪.)148/13‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬با وجو القراءة لإلمام ‪ ،)151/1‬ومسلم‪( :‬با وجةو قةراءة الفاحتةة يف‬
‫كل ركعة ‪ ،)295/1‬من حدبث عبادة بن الصامت‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪( :‬با قراءة فاحتة الكتا عىل اجلنازة ‪.)89/2‬‬
‫(‪ )3‬امل ني (‪.)362/2‬‬
‫‪387‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ق لإ‪« :‬وإن ق أ مإهم رة قصرية أو آية أو آي ت حسن؛ لنيحديث رلصحي‬
‫رل ررب عن رملن عرم – رضس ره ع همم ‪:»-‬‬
‫جيوز أن بقرأ بعد الفاحتة سورة قصرية‪ ،‬أو آبة أو آبتني‪ ،‬حلدبث طلحةة بةن‬
‫ابن عناس– ريض اهلل عنه ‪ -‬عىل ربنمانة‬ ‫عبداهلل بن عوف قال‪« :‬صلي‪ :‬خل‬
‫رشقرن بفانة الك اب وسورة وربهر ح نسةعنا رشل رشمر نخمذت بيم رشسمأل ه‬
‫(‪)1‬‬
‫رشقال سنة وح » ‪.‬‬
‫‪ ‬ص تإ ي رل شهد»‪:‬‬ ‫رلثمنية ويصنيس عنيى رل‬ ‫ق لإ‪« :‬ث ي‬
‫واملراد أن بصيل عىل النبي ‪ ‬كام يف التشهد األخري‪ ،‬فيقةول‪« :‬اللهةم صةل‬
‫عىل حممد وعىل آل حممد‪ ،‬كام صليت عىل إبراهيم وعىل آل إبةراهيم إنةك محيةد‬
‫جميد‪ ،‬وبارك عىل حممد وعىل آل حممد‪ ،‬كام باركت عىل إبراهيم وعىل آل إبراهيم‬
‫إنك محيد جميد»‪.‬‬
‫وإن اقترص عىل قوله «اللهم صل عىل حممد» كفى‪ ،‬ألهنا تكفي يف التشهد‪.‬‬
‫رلثملثةو وي ر ا‪( :‬رلنيره رغفر حلي رم ومي رمو وشرمهدنم‬ ‫ق لإ‪« :‬ث ي‬
‫وغم ر مو وصغرينم و ررينمو وذ نم وأنثمنمو رلنيه من أحيي إ م م حيإ عنيى‬
‫ررإ عنيررى رإلميررمنو رلنيرره رغف ر لررإو وررمحررإو‬ ‫رإل ر مو ومررن ت ي ررإ م ررم‬
‫وعم ررإو ورعررل ع ررإو وأ ر م نزلررإو وو ر مدقنيررإو ورغسررنيإ ملمملررمء و رلررثني و‬
‫ر ملريض مرن رلردن‪،‬سو وأملدلرإ برررً‬ ‫ورل بو ون رإ مرن رخل ميرم مرم ي رى رلثر‬
‫قرريرً مررن بررهو وأهر ً قرريرً مررن أهنيررإو وأبقنيرإ رجل ررةو وأعررذه مرن عررذر رل ر و‬

‫(‪ )1‬رواه النسائي (‪ ،)74/4‬وأبو بعىل (‪ ،)67/5‬وابن حبان (‪ ،)341/7‬وصححه األلباين يف أحكام‬
‫اجلنائز ( ص ‪.)119‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪388‬‬

‫وعررذر رل ررمرو ور سرر لررإ ي قرر هو ونرر ر لررإ يررإو رلنيرره ال حت م ررم أجرر ه‬
‫وال ت ني م ملإده)»‪:‬‬
‫الدعاء للميت عام وخاص‪ ،‬فيبدأ بالعام‪ ،‬كةام فعةل الشةيخ‪ -‬رمحةه اهلل‪،-‬‬
‫والدعاء السابك عبارة عن ثالثة أحادبث‪:‬‬
‫األول‪ :‬حدبث أيب هربرة وأيب قتادة ‪ ‬أن النبةي ‪ ‬كةان إذا صةىل عةىل‬
‫جنةةازة بقةةول‪« :‬اللهممم اغفممر دينمما ومي نمماق وشمماه ها وغائننمماق‬
‫وصغريها وكنريهاق وذكرها ونهثاهاق اللهم من نحيي ممه منّما رشاحيمه‬
‫(‪)1‬‬
‫عىل اإلسالمق ومن تورشي ه منا رش ورشه عىل اإليم ن» ‪ ،‬وكةذلك يف‬
‫(‪)2‬‬
‫احلةةدبث نفسةةه‪« :‬اللهممم ال نرمنمما نربممر وال تض ملنا بع م »‬
‫وجعلها الشيخ يف آخر الدعاء‪.‬‬
‫حدبث عوف بن مالك أن النبي ‪ ‬صةىل عةىل جنةازة فحفظةت‬ ‫الثاين‪:‬‬
‫عنمهق ونكمرم‬ ‫من دعائه‪ « :‬اللهم اغفر له وارمحمه وعارشمه واعم‬
‫ه لهق ووس م خلهق واغسمله بارماء والمثلا والميدق وهقمه ممن‬
‫من ال ه ق ونب له دار ًا خري ًا من‬ ‫اخلوايا ك ينق الثوب األبي‬
‫ال خري ًا من نهلهق ونوربم ًا خمري ًا ممن نوربمهق وقمه رش نمة‬
‫دار ونه ً‬
‫(‪)3‬‬
‫وعذاب القيق وعذاب النار» ‪ ،‬قال عوف‪ :‬فتمنيت أن أكون أنا‬
‫ذلك امليت‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أمحةةد يف املسةةند (‪ ،)406/14‬وأبةةو داود‪( :‬بةةا الةةدعاء للميةةت ‪ ،)188/3‬والرتمةةذي‬
‫(‪ ،)334/2‬واملستدرك عىل الصحيحني‪.‬‬
‫(‪ )2‬الزبادة عند احلاكم وأيب داود‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪( :‬با الدعاء للميت يف الصالة ‪.)662/2‬‬
‫‪389‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫الثالث‪ :‬حدبث أم سلمة‪ -‬ريض اهلل عنها‪ -‬أن النبي ‪ ‬ملا دخةل عةىل أيب‬
‫سلمة قال‪« :‬اللهم اغفر أليب سملةة واررشم دررب مه يف ارهم ينيق‬
‫واخلفه يف عقنمه يف الغمابرينق واغفمر لنما ولمه يمارب العمارنيق‬
‫(‪)1‬‬
‫وارشسح له يف قي وهور له رشيه» ‪.‬‬
‫رل رملإة »‪:‬‬ ‫ق لإ‪ « :‬ث ي‬
‫(‪)2‬‬
‫أنه بةدعو بقولةه‪:‬‬ ‫وهل بدعو بعدها عىل خالف‪ ،‬رتار بعض األصحا‬
‫(‪)3‬‬
‫«اللهم ال نرمنا نربر وال تف نا بع ق واغفر لنا وله» ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ :‬أنه بكرب ثم بسكت قليال ثم بسلم بعةد الرابعةة‪،‬‬ ‫والشيخ ابن باز برج‬
‫ألنه ي بثبت يشء يف ذلك‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬ويسني تسنييمة ورحدة عن ميي إ»‪:‬‬
‫واملذهع أنه بسلم تسليمة واحدة وهو املعمول به اآلن‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه البأس‬
‫أن بسلم مرة ثانية‪ ،‬وعىل كل حال بتبع اإلمام يف ذلك فإن سلم تسليمة واحدة‬
‫(‪)5‬‬
‫تبعه‪ ،‬أو اثنتني تبعه ‪.‬‬
‫يديإ م ل ت ررية »‪:‬‬ ‫ق لإ‪ « :‬ويس حب أن ي‬
‫فريفع بدبةةةه يف التكةةبريات األربع‪ ،‬كام يف صالة الفربضة‪ ،‬حيال املنكبني‬

‫رواه مسلم‪( :‬با إغامض امليت والدعاء له إذا حرض ‪.)634/2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ال ح املمتع (‪.)335/5‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه مالك يف املوطأ (‪ ،)228‬وابن ماجه (‪.)493/1‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫جمموع فتاوى ومقاالت (‪.)147/13‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ورد حدبث ابن مسعود ‪ ‬قال‪« :‬ثال خالل كان رسول اهلل ‪ ‬بفعلهن‪ ،‬تركهن الناس إحداهن‬ ‫(‪)5‬‬
‫التسليم عىل اجلنازة مثل التسليم يف الصالة»‪ ،‬رواه البيهقي (‪ ،)71/4‬وحسنه األلبةاين يف أحكةام‬
‫اجلنائز (‪ ،)127‬وبنظر ال ح املمتع (‪.)337-336/5‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪390‬‬

‫أو حيةةال األذنني‪ ،‬وترجي رفع اليدبن يف مجيع التكبريات لألدلة التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما روى الدارقطني يف علله عن ابن عمر‪ -‬ريض اهلل عنهام‪« -‬نن النن‬
‫‪ ‬كان إذا صىل عىل اجلنمانة ررش ي يمهق وإذا اهصممرف سملم»‪ ،‬وقةد‬
‫(‪)1‬‬
‫أعلةةه الدراقطني بعمر بن شيبة ‪ ،‬لكن الشةيخ عبةدالعزبز بةن بةاز‬
‫جود إسناده‪ ،‬ألن عمر ثقةة‪ ،‬والزبةادة مةن الثقةة عنةد بعةض علةامء‬
‫(‪)2‬‬
‫احلدبث مقبولة‪ ،‬إذا ي تكن منافية وهنا ال تنايف ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما روى البيهقي يف سننه عن ابن عمر‪ -‬ريض اهلل عةنهام‪« :-‬نهمه كمان‬
‫بمن‬ ‫ويذكر عن نهم‬ ‫يررش ي يه عىل كل تكنرية من تكنري اجلنانة‬
‫(‪)3‬‬
‫مالك نهه كان يررش ي يه كل كي عىل اجلنانة» ‪.‬‬
‫‪ -3‬قال ابن قدامة‪« :‬أمجع أهل العلم عىل أن املصيل عىل اجلنائز برفع بدبةه‬
‫يف أول تكبرية بكربها وكان ابن عمر برفع بدبةه يف كةل تكبةرية‪ ،‬وبةه‬
‫بن أيب حةازم والزهةري‬ ‫قال ساي وعمر بن عبد العزبز وعطاء وقي‬
‫وإسحاق وابن املنذر واألوزاعي والشافعي‪ ،‬وقةال مالةك والثةوري‬
‫وأبو حنيفة‪ :‬ال برفع بدبه إال يف األوىل ألن ك َّل تكبرية مقام ركعةة وال‬
‫(‪)4‬‬
‫أ‪.‬هة ‪.‬‬ ‫ترفع األبدي يف مجيع الركعات»‬

‫(‪ )1‬رواه الدارقطني يف العلل (‪.)348/12‬‬


‫(‪ )2‬تعليك الشيخ عىل الفت (‪.)226/3‬‬
‫(‪ )3‬رواه البيهقي (‪.)30/2‬‬
‫(‪ )4‬امل ني (‪.)366/2‬‬
‫‪391‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ق لإ‪ « :‬وإذر من رمليت رم أة ي ما‪( :‬رلنيه رغف هلرم‪ )...‬إخلو و إذر منرت‬
‫رجل م ز رث ت ي ما‪( :‬رلنيه رغف هلمم‪ )...‬إخلو وإن منرت رجل رم ز أ ثر مرن‬
‫ذلك قما‪( :‬رلنيه رغف هل ‪ )...‬إخل»‪:‬‬
‫وذلك ملناسبة الضةمري‪ ،‬فةال بناسةع أن ُبةدعى للمةرأة بضةمري الةذكر أو‬
‫العك ‪ ،‬وكذلك املثنى بضمري الواحةد‪ ،‬وهنةا مسةألة‪ :‬إذا جهةل املصةيل نةوع‬
‫اجلنازة هل هي ذكر أو أنثى‪ ،‬فيبقى عىل األصل فيقول‪« :‬اللهم اغفر لةه ‪ »..‬أي‬
‫امليت سواء كان ذكرا أو أنثى‪ ،‬وإن قال‪« :‬اللهم اغفر ةا‪ »...‬أي اجلنةازة سةواء‬
‫كانت ذكرا أو أنثى فحسن‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬أمم إذر من طمً ي ما ملدا رلردعمء لرإ ملرمملغف ة‪( :‬رلنيره رجإنيرإ‬
‫طمً وذق رً ل رلديإو و شفيإمً جممملرمًو رلنيره ث رل ملرإ م رزي همرمو وأعفر ملرإ‬
‫أج رهمررمو وأحل ررإ ملصررمف ررنيل رملررنم تو ورجإنيررإ ي فملررة إمل ر رهي عنييررإ‬
‫رلص ة ورلس مو وقإ مل مح ك عذر جه »‪:‬‬
‫الفرط‪ :‬هو الص ري ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬فيسةتبدل الةدعاء بةامل فرة بالةدعاء‬
‫له ذنةو ؛ ألنةه‬ ‫لوالدبه؛ ألن الدعاء بامل فرة ملن كان له ذنو ‪ ،‬والص ري لي‬
‫غري مكلف أصال‪ ،‬فناسع ت يري الدعاء‪ ،‬والدعاء السابك ي برد يف حدبث وإنةام‬
‫هو من كالم الفقهاء‪ ،‬واحلدبث الوارد حدبث امل رية بن شعبة ‪ ‬أن النبةي ‪‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قال‪« :‬والسق يصىل عليه وي ع لوال يه بارغفرة والرمحة» ‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬رجإنيإ طمً»‪ :‬أي أجرا بتقدمنا‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود يف سةةننه‪( :‬با امليشة أمةام اجلنةازة ‪ ،)178/3‬ورواه أمحةد يف مسةنده يف حةدبث‬
‫امل رية بن شعبة ‪.110/30‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪392‬‬

‫ق لإ‪« :‬وذق رً ل رلديرإ»‪ :‬قال اإلمام ابن حجر رمحه اهلل شبه تقدمه لوالدبةه‬
‫بكون أمامها مدخرا إىل وقت حاجتهام له بشفاعته ةام‪ ،‬كةام صة‬ ‫بيشء نفي‬
‫قوله‪( :‬وشفيعا) أي إجعله مقبول الشفاعة‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وشفيإمً جممملمً»‪ :‬الشفيع هو الذي بتوسط ل ريه بجلع نفع أو دفةع‬
‫‪ ،‬وسمي شفيعا ألنه جيعل املشفوع له اثنني بعد أن كان وترا‪.‬‬
‫وجمابا‪ :‬ألن الشفيع قد جيةا وقةد ال جيةا ‪ ،‬فسةأل اهلل أن بكةون شةفيعا‬
‫جمابا‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬رلنيه ث رل ملرإ م رزي همرم»‪ :‬أي‪ :‬مةوازبن األعةامل‪ ،‬وذلةك يف كونةه‬
‫أجرا ام؛ ألنه كلام كان أجرا ثقلت به املوازبن‪.‬‬
‫واملوازبن‪ :‬مجع ميزان‪ ،‬وهو‪ :‬ما توزن به أعامل العباد بوم القيامة‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وأعف ملرإ أج رهمرم»‪ :‬بعنةي أعظةم بثةوا الصةرب عةىل فقةده‪ ،‬أو‬
‫الرضا به‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وأحل إ ملصمف نيل رملنم ت»‪ :‬أي ضمه وأتبعه بصة ار املةؤمنني الةذبن‬
‫سلفوا‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ورجإنيإ ي فملة إملر رهي ‪ :»‬هذا دعاء له أي اجعل هذا الولةد ممةن‬
‫بكفلهم إبراهيم ألن إبراهيم عليه السالم قد رآه النبي ‪ ‬ومعه أوالد املسةلمني‬
‫مع العلم أن مذهع أهل السنة واجلامعة أن أوالد املسلمني الذبن بموتون وهم‬
‫ص ار أهنم يف اجلنة بإذن اهلل‪.‬‬
‫وق لإ‪« :‬وقإ مل مح ك عذر جه »‪ :‬هل بعةذ الطفةل الصة ري الةذي ي‬
‫ببلغ؟ قةةةةةال العلامء‪ :‬ما من إنسةةان إال وبلج النار‪ ،‬ومن ذلةك قولةه تعةاىل‪:‬‬
‫‪393‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ (مةةربم‪ ،(71 :‬فيكةةون هةةذا‬
‫دعاء للصبي بأن بقيه اهلل عذا النار إذا عرض عليها‪.‬‬
‫مسر لة ‪ :1‬إذا دخل املصيل املسجد وقد فاته الفةرض؛ واإلمةام واملةأمومون‬
‫بصلون عىل اجلنازة‪ ،‬ماذا بفعل ؟‬
‫امل وع أن بصيل عىل اجلنازة أوال‪ ،‬ثم بصيل الفرض‪ ،‬ما ي بضةك الوقةت‪،‬‬
‫ألن صالة اجلنازة تفوت‪ ،‬والفرض ال بفوت مع اتساع الوقت‪ ،‬وأما إذا محلةت‬
‫اجلنازة فال بصيل عليها إال بعد الدفن‪.‬‬
‫مس لة ‪ :2‬إذا فاته بعض التكبريات عىل اجلنازة مع اإلمام‪ ،‬فامذا بفعل؟‬
‫بقضيها يف احلال‪ ،‬فإذا أدرك الثالثة فإنه بكرب وبقرأ الفاحتة‪ ،‬وإذا كرب اإلمةام‬
‫الرابعة فإنه بكرب الثانية بالنسبة إليه‪ ،‬وبصيل عىل النبي ‪ ،‬وإذا سلم اإلمام كةرب‬
‫(‪)1‬‬
‫الثالثة ودعا‪ ،‬ثم بكرب الرابعة وبسلم ‪ ،‬هذا هو اختيار الشيخ املؤلةف ‪ -‬رمحةه‬
‫اهلل‪ ،-‬وظاهره ولو رفعت اجلنةازة‪ ،‬واملةذهع إذا خيشة رفعهةا تةابع التكبةري‪،‬‬
‫رفعت أم ي ترفع‪ ،‬قدمه يف الفروع‪ ،‬وحكاه نصا عن اإلمام أمحةد ملةا روى نةافع‬
‫عن ابن عمر ‪ ‬أنه قال‪« :‬ال بقيض‪ ،‬فإن كرب متتابعا فال بأس»‪ ،‬قةال املوفةك‪ :‬ي‬
‫(‪)2‬‬
‫بعرف له خمالف من الصحابة ‪ ‬فكان إمجاعا ‪ ،‬ويف الةروض‪ :‬وإن سةلم مةع‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلمام وي بقضه صحت‪.‬أ‪.‬هة ‪ ،‬وعن اإلمام بقضيه بعةد سةالم إمامةه‪ ،‬وهةي‬
‫التي اختارها الشيخ ها هنا‪.‬‬

‫(‪ )1‬جمموع فتاوى ومقاالت (‪.)150/13‬‬


‫(‪ )2‬امل ني (‪.)369/2‬‬
‫(‪ )3‬الروض مع حاشيته (‪.)99/3‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪394‬‬

‫وحاصلة‪ :‬أن أحوال املسةبوق يف صةالة اجلنةازة ثةال حةاالت‪ ،‬ذكرهةا‬


‫الشيخ ابن عثيمني يف ال ح املمتع وهي كالتايل‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬أن بمكنه قضاء ما فةات قبةل أن حتمةل اجلنةازة فهنةا بقيضة‪ ،‬وال‬
‫إشكال فيه؛ لعموم قوله عليه الصالة والسالم‪« :‬ما فاتكم فأمتوا»‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن رشى من رفعهةا فيتةابع التكبةري‪ ،‬وإن ي بةدع إال دعةاء قلةيال‬
‫للميت‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الثالثة‪ :‬أن بسلم مع اإلمام‪ ،‬وبسقط عنه ما بقي من التكبري ‪.‬‬
‫رمل أة»‪:‬‬ ‫ق لإ‪ « :‬ورلس ة أن ي ل رإلممم حذرء رأ رل جلو وو‬
‫بستحع أن بقوم اإلمام عند رأس الرجل ووسط املةرأة‪ ،‬ألن السةنة ثبتةت‬
‫بن مالك عىل ربنانة رشقام حيمال رنسمه‬ ‫بذلك‪ ،‬فعن غالع قال‪ :‬صلي‪ :‬م نه‬
‫ثم رباءوا بجنانة امرنة من قريشق رشقالوا يا نبا مح ة ! صل عليهماق رشقمام حيمال‬
‫وس الرسير رشقال له العالء بن نياد هكمذا رنيم‪ :‬الننم ‪ ‬قمام عمىل اجلنمانة‬
‫(‪)2‬‬
‫مقامك منها ومن الرربل مقامكم منه؟ قال‪" :‬هعم" رشل رشمر قمال‪ :‬احفظموا ‪.‬‬
‫وبالنسبة للمرأة‪ ،‬ففي حدبث سمرة بن جند ‪ ‬قال‪« :‬صلي‪ :‬وراء النن ‪‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وس أو أها» ‪ ،‬وألن قيامه وسط املةرأة أسةرت ةا‬
‫عىل امرنة مات‪ :‬يف هفاسهاق رشقام أ‬
‫من الناس‪.‬‬

‫(‪ )1‬ال ح املمتع (‪.)343/5‬‬


‫(‪ )2‬رواه الرتمذي (‪ ،)343/2‬وقال حدبث حسن‪ ،‬وأبو داود (‪ ،)208/2‬وأمحد (‪.)219/19‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪( :‬با الصالة عىل النفساء وسطها ‪ ،)73/1‬ومسلم‪( :‬با أن بقوم اإلمةام مةن‬
‫امليت للصالة عليه ‪.)664/2‬‬
‫‪395‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫والوقةوف عنةد رأس الرجةةل ووسةط املةرأة مسةةتحع‪ ،‬فلةو وقةف عنةةد‬
‫األرجل أجزأ وخالف السنة‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬وأن ي ن رل جل ام ينيس رإلممم إذر رج مإت رجل م زو ورملر أة ارم‬
‫ينيس رل رنية»‪:‬‬
‫فعن ابن عمر أنه صىل عىل تسع جنائز رجال ونساء‪ ،‬فجعل الرجال مما بةيل‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلمام‪ ،‬والنساء مما بيل القبلة وصفهم صفا واحدا ‪.‬‬
‫ق لررإ‪ « :‬وإن ررمن مإه ر أطفررما قرردم رلص ر عنيررى رمل ر أةو ث ر رمل ر أةو ث ر‬
‫رل فنية»‪:‬‬
‫فيكون األول من جهة اإلمام امليت الرجل ثم الصبي‪ ،‬ثم املرأة ثم الطفلةة‪،‬‬
‫وأخرج أبو داود والنسائي وغريمها بسند صحي قال عامر‪ :‬شةهدت جنةازة أم‬
‫كلثوم وابنها‪ ،‬فجعل ال الم مما بيل اإلمام‪ ،‬فأنكرت ذلك عليه‪ ،‬ويف القةوم ابةن‬
‫(‪)2‬‬
‫عباس وأبو سعيد اخلدري وأبو قتادة وأبو هربرة فقالوا‪ :‬هذه السنة ‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬وي ر ن رأ رلصر حيرما رأ رل جرلو وو ر رملر أة حيرما رأ‬
‫رل جلو وه ذر رل فنية ي ن رأ هم حيما رأ رمل أةو وي ن و هم حيرما رأ‬
‫رل جرل»‪ :‬فاألجناس بساوى بني رهوسهم‪ ،‬فالرجةل والصةبي الةرهوس عنةد‬
‫بعضها‪ ،‬واملرأة والطفلة رهوسهام تساوى‪ ،‬ثم توضةع وسةط املةرأة عنةد رأس‬
‫الرجل لألدلة السابقة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه النسائي (‪ ،)71/4‬والبيهقي يف الكربى (‪.)52/4‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه النسائي (‪.)71/4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪396‬‬

‫ق لرإ‪ « :‬وي ر ن رملصررني ن عيإر ًم قنيررل رإلمررممو إال أن ي ر ن ورحرردرً مل جيررد‬


‫م منمً قنيل رإلممم نإ ي ل عن ميي إ»‪:‬‬
‫وهذا تنبيه من الشيخ عىل ما مصل بعض األحيان‪ ،‬مةن أن أقةار امليةت‬
‫إذا وضعوه صفوا مع اإلمام‪ ،‬وهذا خالف السنة‪ ،‬وإنةام برجعةون إىل أمةاكنهم‬
‫وبصفون مع املصلني‪ ،‬فإن ي جيدوا أماكن‪ ،‬فإهنم بصفون صفا آخر بةني اإلمةام‬
‫والصف األول‪ ،‬وإذا ي جيدوا مكانا جاز م أن بصفوا عن بمني اإلمام‪.‬‬
‫‪397‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ثمم مً‪ :‬صفة ب ن رمليت‪:‬‬
‫رل جلو وأن ي ن يإ حلد من جهة رل رنيةو‬ ‫إخ و‬ ‫رملش وت تإميث رل‬
‫وأن ي ض رمليت ي رلنيحد عنيى ج رإ ر مينو وحتل ع د رل فنو وال ت زت ملل تعكو‬
‫وال ي شل وجهإ رء من رمليت رج ً أو رم أةو ث ي صب عنييإ رلنينبو وي ت ح ى‬
‫يثرت وي يإ رلعر و ن مل ي يس رلنينب رغري ذلك من ر ل رحو أو أح مرو أو قشب‬
‫ي يإ رلعر و ث يهما عنييإ رلعر و ويس حب أن ي ما ع د ذلك‪( :‬ملم رهو وعنيى‬
‫قدر ش و وي ض عنييإ حصرمء إن تيس ذلكو وي ش‬ ‫رل‬ ‫منية ر ا ره)و وي‬
‫ملمملمء‪.‬‬
‫‪ ‬من إذر غ‬ ‫ويدع ر لنيميت؛ ن رل‬ ‫ويش ت لنيمشيإت أن ي ف ر ع د رل‬
‫من ب ن رمليت وقرل عنييرإو وقرما‪( :‬ر ر غف ور قري و ور ر ل ر لرإ رل ثريرتو نرإ‬
‫ر ن يس ا)‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬صفة ب ن رمليت»‪:‬‬
‫أي كيفية دفن امليت‪ ،‬ودفن امليت فرض كفابة‪ ،‬مثل ت سيله وتكفينه‬
‫والصالة عليه‪ ،‬لقولةةةه تعاىل‪ :‬ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ‬
‫بعني بعيشون عليها أحياء‪ ،‬وبدفنون فيها أمواتا‪ ،‬وقال تعاىل‪:‬‬ ‫(املرسالت‪(26 - 25 :‬‬

‫‪ (21 :‬أي جعله مقبورا‪ ،‬وقربه دفنه ‪.‬‬ ‫(عب‬ ‫ﭽﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ‬


‫ودفن امليت بر وطاعة هلل تعاىل‪ ،‬وإكةرام للميةت وأهلةه‪ ،‬وفعلةه النبةي ‪‬‬
‫وتابعه عليه الصحابة وأهل الفضل حتى استمر عمل املسلمني عىل ذلك‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪398‬‬

‫رل جل »‪:‬‬ ‫إخ و‬ ‫ق لإ‪ « :‬رملش وت تإميث رل‬


‫السةةنة تعميةةك القةةرب وتوسةةيعه‪ ،‬فيعمةةك يف احلفةةر‪ ،‬وقةةد اختلةةف يف حةةد‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلعامق فذهع الشافعية واألكثر من احلنابلة إىل أنه بسةتحع توسةيع القةرب‬
‫و‬
‫قامةة وبسةطة‪ ،‬واملةراد قامةة رجةل معتةدل بقةوم وببسةط بةده‬ ‫وتعميقه قةدر‬
‫(‪)2‬‬
‫مرفوعة ‪ ،‬وال حدَّ إلعامقه‪ ،‬والقصد مةن تعميةك القةرب‪ ،‬حتةى بمنةع وصةول‬
‫السباع والطري إىل امليت‪ ،‬وبمنع رائحته أن خترج‪ ،‬فعةن هشةام بةن عةامر قةال‪:‬‬
‫شكونا إىل النبي ‪ ‬بوم أحد فقلنا‪ :‬بارسول اهلل احلفر علينا لكل إنسان شةدبد‪،‬‬
‫فقال ‪« :‬احفروا ونعةقوا ونحسنوا وادرشنوا االثنمني والثالثمة يف قمي واحم »‬
‫قالوا‪ :‬رشةن هق م يا رسول اهلل قال‪« :‬ق موا نكثرهم قرآها» قال‪ :‬رشكمان نيب ثالمث‬
‫(‪)3‬‬
‫ثالثة يف قي واح » ‪.‬‬
‫وال بدفن أكثر من ميت يف قرب واحد إال لرضورة ككثرة املوتى‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬وأن ي ن يإ حلد من جهة رل رنية»‪:‬‬
‫اللح ‪ :‬أن مفر للميت يف قاع القرب حفرة مةن جهةة القبلةة ليوضةع فيهةا‪،‬‬
‫وسمي حلدا ألنه مائل من جانع القرب‪.‬‬
‫واللحد أفضل من الشك‪ ،‬ملا ورد عن سعد بةن أيب وقةاص ‪ ‬أنةه قةال يف‬
‫مرضه الذي هلك فيةةه‪« :‬ندمم وا يل د ا واهصنوا ع اللنن هصنا كم صمن‬

‫(‪ )1‬اإلعةامق‪ :‬مجةع عمةك‪ ،‬والعمةك‪ :‬البعةةد إىل أسةفل‪ ،‬وإعةامق األرض نواحيهةا (املعجةم الوسةةيط‬
‫‪ ،)651/2‬وبو اإلمام النسائي (‪ )80/4‬عىل ذلك فقال‪( :‬با ما بستحع مةن إعةامق القةرب)‪،‬‬
‫وبو ابن أيب شيبة يف مصنفه (‪( )16/3‬با ما قالوا يف إعامق القرب)‪.‬‬
‫(‪ )2‬املوسوعة الفقهية الكوبتية (‪.)246/32‬‬
‫(‪ )3‬رواه النسائي (‪ ،)80/4‬وأمحد (‪ ،)187/26‬والبيهقي يف الكربى (‪.)58/3‬‬
‫‪399‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫(‪)1‬‬
‫برسول اهلل ‪ ، » ‬قال النووي يف رشح مسلم‪ :‬فيه استحبا اللحةد ونصةع‬
‫(‪)2‬‬
‫اللبن وأنه فعل ذلك برسول اهلل ‪ ‬باتفاق الصةحابة ‪ ، ‬ويف حةدبث ابةن‬
‫(‪)3‬‬
‫عباس أن الرسول ‪ ‬قال ‪« :‬اللح لنا والشم لغريهما» ‪ ،‬قةال ابةن حجةر يف‬
‫(‪)4‬‬
‫«الفت »‪ :‬وهو بؤبد فضيلة اللحد عىل الشك‪ .‬واهلل أعلم ‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وأن ي ض رمليت ي رلنيحد عنيى ج رإ ر مين »‪:‬‬
‫األفضل أن بوضع امليت عةىل جنبةه األبمةن؛ ألهنةا سةنة للنةائم‪ ،‬والنةوم‬
‫واملوت كالمها وفاة‪ ،‬وجيع أن بوضع مستقبال القبلةة؛ ألن النبةي ‪ ‬قةال عةن‬
‫(‪)5‬‬
‫البيت احلرام‪« :‬قنل كم نحياء ونموات ًا» ‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وحتل ع د رل فنو وال ت زت ملل تعك »‪:‬‬
‫بستحع حل العقد‪ ،‬وال تنزع بل ترتك؛ ألن القصد من عقدها اخلوف مةن‬
‫انتشاره‪ ،‬وقد أمن بدفنةه‪ ،‬وأليب داود يف مسةائله قلةت ألمحةد ( أو سةئل) عةن‬
‫(‪)6‬‬
‫العقد حتل يف القرب؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬وقةال ابنةه عبةد اهلل يف مسةائله‪ :‬مةات أخ يل‬
‫ص ري فلام وضعته يف القرب وأيب قائم عىل شفري القرب قةال يل‪ :‬بةا عبةد اهلل! حةل‬
‫(‪)7‬‬
‫العقد فحللتها ‪ ،‬وروي عن ابن مسةعود وسمرة بن جند‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬با يف اللحد ونصع اللبن ‪.)665/2‬‬


‫رشح النووي عىل مسلم (‪.)34/7‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه النسائي (‪ ،)80/4‬وأمحد (‪ ،)187/26‬والبيهقي يف الكربى (‪.)58/3‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫فت الباري (‪.)218/3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫رواه أبو داود‪( :‬با ما جاء يف التشدبد يف أكل مايل ‪ ،115/3‬واحلةاكم يف مسةتدركه (‪،)127/1‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫وحسنه األلباين يف اإلرواء (‪..)154/3‬‬
‫مسائل اإلمام أمحد روابة أيب داود ( ص ‪.)223‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫(‪ )7‬مسائل اإلمام أمحد روابة ابنه عبداهلل (ص ‪.)144‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪400‬‬

‫ق لإ‪ « :‬وال ي شل وجهإ رء من رمليت رج ً أو رم أة »‪:‬‬


‫كشف الوجه ال أصل له‪ ،‬ولذلك ال بكشف وجه امليت سواء كةان رجةال‬
‫(‪)1‬‬
‫أو امرأة إال املحرم لقوله ‪« :‬ال ختةروا رنسه رشإهه ينعث يوم القيامة ملنيم ًا» ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫» ‪.‬‬ ‫وملسلم‪« :‬وال ختةروا رنسه وال وربهه‬
‫ق لإ‪ « :‬ث ي صب عنييإ رلنينب »‪:‬‬
‫بعدما بنتهون من إدراج امليت يف قربه ووضعه عىل جنبةه األبمةن مسةتقبال‬
‫القبلة‪ّ ،‬‬
‫وحل عقد الكفن‪ ،‬فإهنم بنصةبون اللةبن نصةبا‪ ،‬حلةدبث سةعد بةن أيب‬
‫وقاص ‪ ‬قال‪ « :‬يف مرضه الذي هلك رشيه ند وا يل د ًا واهصمنوا عم اللمنن‬
‫(‪)3‬‬
‫هصنا ك صن برسول اهلل ‪. » ‬‬
‫ق لإ‪ « :‬وي ت ح ى يثرت وي يإ رلعر »‪:‬‬
‫بعني بسد اخللل الذي بني اللبن بالطني‪ ،‬حتةى بتامسةك اللةبن‪ ،‬وحتةى ال‬
‫(‪)4‬‬
‫بدخل الرتا عىل امليت ‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬ن مل ي يسر رلنيرنب ررغري ذلرك مرن ر لر رحو أو أح رمرو أو قشرب‬
‫ي يإ رلعر »‪:‬‬
‫بعني ب طي اللحد ب ةري اللةبن إن ي بوجةد‪ ،‬مةن األلةواح أو األحجةار أو‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬با الكفن يف ثوبني ‪.)75/2‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪( :‬با ما بفعل باملحرم إذا مات ‪.)866/2‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪( :‬با يف اللحد ونصع اللبن عىل امليت ‪.)665/2‬‬
‫(‪ )4‬ورد يف ذلك حدبث‪ :‬أيب أمامة أن النبي ‪ ‬قال‪ « :‬وبقول سدوا خالل اللبن ثةم قةال أمةا أن هةذا‬
‫احلةي» رواه أمحةد (‪ ،)524/36‬والبيهقةي (‪ ،)574/3‬وإسةناده‬ ‫بيشء ولكنه بطيع بةنف‬ ‫لي‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪401‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫القصع أو اخلشع أو الشجر أو غري ذلك مما ي متسه النار‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬ث يهما عنييإ رلعر »‪:‬‬
‫بعني بصع عليه الرتا بمسحاة أو غريها‪ ،‬إرساعا يف تكميل الدفن‪.‬‬
‫وبستحع ملن حرض أن مثو الرتا عىل امليت ثال حثيات‪ ،‬ملا ورد أن أبا‬
‫هربرة ‪ ‬قال‪« :‬نن رسول اهلل ‪ ‬صىل عىل ربنمانة ثمم نتم قمي اريم‪ :‬رشحثم‬
‫(‪)1‬‬
‫عليمممه من قنل رنسه ثالث ًا» ق وروي عن ابن عبةاس ريض اهلل عةنهام أنةه ملةا‬
‫(‪)2‬‬
‫دفن زبد بن ثابت رح رثى عليه الرتا ‪ ،‬ثم قال‪ :‬هكذا بدفن العلم ‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬ويس حب أن ي ما ع د ذلك‪( :‬ملم رهو وعنيى منية ر ا ره)»‪:‬‬
‫االستحبا الوارد عند إدخال امليت يف قربه حلدبث ابةن عمةر‪ -‬ريض اهلل‬
‫عنهام‪« -‬نن النن ‪ ‬كان إذا ندخل اري‪ :‬القيق قال ‪ :‬بسم اهلل وعىل ملة رسمول‬
‫(‪)3‬‬
‫اهلل ‪ »‬وروي «سنة» ‪.‬‬
‫والذي بفهم من كالم الشيخ أنه بقول‪( :‬بسم اهلل وعىل ملة رسول اهلل) بعد‬
‫إهالة الرتا عليه أو عند اإلهالة‪ ،‬ولكن الوارد أهنا تقال عنةد وضةع امليةت يف‬
‫قربه‪ ،‬وهذا ما بدل عليه احلدبث السابك‪.‬‬
‫قدر ش »‪:‬‬ ‫رل‬ ‫ق لإ‪ « :‬وي‬
‫السنة أن برفع القرب عن األرض قدر شرب‪ ،‬ألن هذه هي صفة قرب النبةي ‪‬‬
‫وقربي صاحبيه‪ ،‬كام يف صحي البخاري عن سفيان التامر «نهمه رن قمي الننم‬

‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه (‪ ،)799/1‬وصححه األلباين يف اإلرواء (‪.)200/3‬‬


‫(‪ )2‬مصنف عبدالرزاق (‪.)501/3‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪( :‬با ما جاء يف قرب النبي ‪ ‬وأيب بكر وعمر ريض اهلل عنهام ‪.)632/1‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪402‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬مسن ً » ‪ ،‬وعن غنيم بن بسةطام املدبني قال‪ :‬رأبت قةرب النبةي ‪ ‬يف إمةارة‬
‫(‪)2‬‬
‫عمر بن عبد العزبز فرأبته مرتفعا نحوا من أربع أصابع ‪ ،‬ورفعه عةن األرض‬
‫بقدر شرب‪ ،‬حتى بعرف أنه قرب فيحرتم وبزار الزبارة ال عية‪ ،‬وألن ترا القرب‬
‫سيزبد؛ ألن مكانه أصب فيه امليت‪ ،‬فيوضع عىل القرب عىل شكل سنام ‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬وي ض عنييإ حصرمء إن تيس ذلكو وي ش ملمملمء»‪:‬‬
‫حلدبث «نن النن ‪ ‬رش عىل قي ابنه إبراهيم اراء ووض عليه حصناء من‬
‫(‪)3‬‬
‫حصناء العرصة وررش قي ق ر شي» ‪ ،‬ورش القرب باملاء بعد وضةع احلصةباء‬
‫أثبت له‪ ،‬وأبعد عن دروسةه وأن تةذهع الربةاح والسةيول بةه‪ ،‬وهةذا العمةل‬
‫استمر عليه فعل املسلمني‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬ويش ت لنيمشيإت أن ي فر ر ع رد رل ر ويردع ر لنيميرتو ن رلر‬
‫‪ ‬من إذر غ من ب ن رمليت وقل عنييإو وقما‪( :‬ر ر غف ور قري و ور ر ل ر‬
‫لإ رل ثريتو نإ ر ن يس ا) »‪:‬‬
‫أي اطلبوا له من اهلل تعاىل أن بثبت لسانه وجنانه جلوا امللكني قال‪« :‬رشإهه‬
‫اآلن يسأل»‪ :‬أي بسأله امللكان منكر ونكري فهو أحوج مةا كةان إىل االسةت فار‪،‬‬
‫وذلك لكامل رمحته بأمته ونظره إىل اإلحسةان إىل ميةتهم ومعاملتةه بةام بنفعةه‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫واحلدبث رواه أبو داود وبو عليه (با االسةت فار عنةد القةرب للميةت يف‬

‫رواه الرتمذي (‪ ،)364/3‬ورواه ابن ماجه (‪.)494/1‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫ال بعة لآلجري (‪.)2391/5‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أخرجةه الشةافعي يف املسةةند (‪ ،)33/1‬والبيهقةي يف الصة رى (‪ ،)28/2‬والكةةربى (‪-576/3‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ ،)1577‬وضعفه األلباين يف إرواء ال ليل (‪.)206-205/3‬‬
‫رواه أبو داود (‪ ،)315/3‬واحلاكم يف املستدرك (‪ ،)526/1‬وصححه األلباين يف اجلامع الصة ري‬ ‫(‪)4‬‬
‫وزبادته (‪.)224/1‬‬
‫‪403‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫وقت االنرصاف)‪ ،‬قال ابن عبد الرب يف االستذكار‪ :‬كان عثامن إذا وقف عىل قرب‬
‫بكى حتى تبل حليته فقيل له تذكر اجلنة والنار وال تبكي وتبكي من هذا‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫إن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬إن القي نول منانل اآلخرة رشةن هجا منه رش بعم نيرسم‬
‫(‪)2( )1‬‬
‫‪.‬‬ ‫منه وإن مل ينا منه رش بع نش »‬
‫ومما بؤسف له اليوم ما نشاهده من انش ال كثري من الناس بعد دفن امليةت‬
‫عن الدعاء له وسؤال اهلل ‪ ‬له الثبات‪.‬‬
‫يديإ ع د رلدعمء ي رمل ة‪:‬‬ ‫مس لة‪ :‬هل ي‬
‫(‪)3‬‬
‫بذهع الشيخ ابن باز ‪ :‬إىل أنه جيةوز رفةع اليةدبن أثنةاء الةدعاء للميةت‬
‫حلدبث عائشة –ريض اهلل عنها‪« :-‬نن النن نار النقي رشقمام رشأطمال القيمام ثمم‬
‫(‪)4‬‬
‫ررش ي يه ثالث مرات» ‪.‬‬
‫مس لة‪ :‬وض و مبة لنيميت من لنب وغريه‪:‬‬
‫قال ابن قدامة‪ :‬وبضع حتت رأسه لبنة أو حجرا أو شيئا مرتفعا كةام بصةنع‬
‫احلي وقد روي عن عمر ‪ ‬قال‪ :‬إذا جعلتموين يف اللحد فأفضةةةوا بخدي إىل‬
‫األرض‪ ،‬وبدنى من احلائط لئال بنكع عىل وجهه وبسند من ورائه برتا لةئال‬
‫(‪)5‬‬
‫بنقلع ‪.‬‬

‫ذكره ا ندي يف كنز العةامل (‪ ،)634/15‬وحسةنه األلبةاين يف صةحي اجلةامع الصة ري وزبادتةه‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪.)347/1‬‬
‫االستذكار (‪.)62/3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫فتاوى ومقاالت سامحة الشيخ ابن باز (‪.)338/13‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه مسلم‪( :‬با ما بقال عند الدخول للقبور ‪.)669/2‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫امل ني (‪.)428/3‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪404‬‬

‫(‪)1‬‬
‫قال النووي‪ :‬بستحع أن بوسد لبنة أو حجرا ونحومها ‪.‬‬
‫قالت اللجنة الدائمة للبحو العلمية واإلفتاء‪ :‬وبوضع حتةت رأسةه يشء‬
‫مرتفع لبنة أو حجر أو ترا كام بصنع باحلي‪ ،‬وبةدنى مةن اجلةدار القةبيل مةن‬
‫القرب لئال بنقلع عىل وجهةةه‪ ،‬وبسند بيشةء مةن وراء ظهةره لةئال بنقلةع إىل‬
‫(‪)2‬‬
‫خلفه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬املجموع (‪.)258/5‬‬


‫(‪ )2‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحو العلمية (‪.)426/8‬‬
‫‪405‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫‪‬‬ ‫تم إمً‪ :‬ويُش ت ملن مل يُصَلِّ عنييررإ أن يصنيس عنييإ ملإد رلد ن؛ ن رل‬
‫قلو ن منت رملدة أ ث من ذلرك‬ ‫إل ذلكو عنيى أن ي ن ذلك ي حدوب شه‬
‫‪ ‬أنإ صنيى عنيرى قر ملإرد‬ ‫مل تش ت رلص ة عنيى رل ؛ نإ مل ي ل عن رل‬
‫شه من ب ن رمليت‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ق لإ‪ « :‬ويش ت ملن مل يصلِّ عنييإ أن يصنيس عنييإ ملإد رلد نو ن رلر‬
‫إل ذلك»‪:‬‬
‫بعني من فاتته الصالة عىل اجلنازة‪ ،‬وقد دفنت‪ ،‬فله أن بصيل عةىل امليةت يف‬
‫قربه استحبابا‪.‬‬
‫تقةم املسةجد‪،‬‬
‫ودليل ذلك‪ :‬حدبث أيب هربرة ‪ ‬يف قصة املرأة التي كانت ُّ‬
‫أي ترفع قاممتةةه وتنظفه‪ ،‬فامتت ليال‪ ،‬وي بؤذن النبي ‪ ‬بذلك لئال بشقوا عليه‬
‫‪ ،‬فلةةام سةةأل عنهةةا أخةةربوه أهنةةا ماتةةت فقةةال‪« :‬هممال كن م م آذه ةمموين» أي‬
‫أخربمتوين‪ ،‬فقال‪« :‬دلوين عىل قيهاق رشخرج بنفسه عليه الصالة والسالم وصمىل‬
‫(‪)1‬‬
‫عىل قيها» ‪.‬‬
‫ويف حدبث ابن عباس ‪« ‬نن النن ‪ ‬صىل عمىل قمي بعم ما درشمن رشكمي‬
‫(‪)2‬‬
‫نربع ًا» ‪ ،‬قال اإلمام أمحد رمحه اهلل ‪ :‬بروى عن النبي ‪ ‬من ستة وجةوه كلهةا‬
‫(‪)3‬‬
‫حسان ‪.‬‬
‫وجيعل املصيل القرب بينه وبني القبلة‪ ،‬فإن كان رجةال قةام عنةد رأسةه‪ ،‬وإن‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬با اخلدم للمسجد ‪ ،)99/1‬ومسلم‪( :‬با الصالة عىل القرب ‪.)659/2‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪( :‬با الصفوف عىل اجلنازة ‪ ،)86/2‬ومسلم‪( :‬با الصالة عىل القرب ‪.)659/2‬‬
‫(‪ )3‬امل ني (‪.)283/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪406‬‬

‫كانت امرأة قام وسطها وذلك استحبابا‪ ،‬وتصىل مجاعةة وفةرادى‪ ،‬قةال اإلمةام‬
‫(‪)1‬‬
‫أمحد‪ :‬ال بأس به فعله عدة من أصحا النبي ‪. ‬‬

‫قرلو ر ن منرت رملردة أ ثر مرن‬ ‫ق لإ‪« :‬عنيى أن ي ن ذلك ي حردوب شره‬


‫‪ ‬أنإ صنيى عنيرى قر‬ ‫ذلك مل تش ت رلص ة عنيى رل ؛ نإ مل ي ل عن رل‬
‫ملإد شه من ب ن رمليت »‪:‬‬
‫والدليل ما رواه سعيد بن املسيع «نن نم سع مات‪ :‬والنن ‪ ‬غائب رشلم‬
‫(‪)2‬‬
‫ق م صىل عليها وق مىض لذلك شهر» ‪.‬‬
‫وحدبث ابن عباس‪« :‬نن النن ‪ ‬صىل عىل قي بع شهر» وقال عيل‪ :‬تفرد‬
‫(‪)3‬‬
‫بن آدم وخالفه غريه عن أيب عاصم ‪.‬‬ ‫به ب‬
‫(‪)4‬‬
‫والتحدبد بشهر قول اإلمام أمحد وإسحاق‪ -‬رمحهةام اهلل تعةاىل ‪ ، -‬وعةىل‬
‫كل حال فاألحادبث يف التحدبةد بشةهر ضةعيفة‪ ،‬قةال ابةن قاسةم‪ :‬وي بثبةت‬
‫توقيت جيع املصري إليه‪ ،‬وأما الصالة عليه مطلقا فباطل ‪.‬أ‪.‬هةة؛ ألن النبةي ‪‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ال ُبصىل عليه اآلن إمجاعا ‪.‬‬

‫الكايف البن قدامة (‪.)367/1‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رواه الرتمذي (‪.)346/2‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه البيهقي (‪ ،)57/4‬وعيل هو الدارقطني‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫قال الرتمذي (‪ :)346/3‬وقال أمحد وإسحاق‪ :‬بصىل عىل القرب إىل شهر‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫حاشية الروض املربع (‪.)101/3‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪407‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ويف صحي مسلم يف روابة ابن نمري قةال‪« :‬اه هم رسمول اهلل ‪ ‬إ قمي‬
‫(‪)1‬‬
‫رطبق رشصىل عليهق وصفوا خلفهق وكمي نربعم ًا» ‪ ،‬ورطةع‪ :‬بعنةي جدبةدا ي‬
‫تطل مدته فييب ‪ ،‬وهذا الصحي واهلل أعلم‪ ،‬أنه ُبصىل عةىل امليةت يف قةربه مةا‬
‫دامت املدة قرببة‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬با الصالة عىل القرب ‪.)55/3‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪408‬‬

‫عمش ر رً‪ :‬ال جي ر ز هررل رمليررت أن يص ر إ ر طإمم رمً لني ررم ل ر ا ج ي ر ملررن‬
‫عردره رلر نيس رلصحمملس رجلنييل ‪ « :‬م نإد رالج ممت إخ أهل رمليت وص إة‬
‫رل إمم ملإد رلد ن من رل يمحة» روره رإلممم أمحد ملس د حسنو أمم ص رل إمم‬
‫و ويش ت قمرملإ وجريرنإ أن يص إ ر هلر رل إرممو‬ ‫مل‬ ‫هل و أو ل ي ه‬
‫‪ ‬ملم جمءه رخل مب ت جإف ملن أملرس طملرب ‪ ‬ي رلشرمم أمر أهنيرإ‬ ‫ن رل‬
‫أن يص إ ر طإمم ًم هل جإف و وقما‪« :‬إنإ أتمه مم يشغنيه »‪.‬‬
‫وال ح م عنيى أهرل رمليرت أن يردع ر جريرنهر و أو غريهر لن رل مرن رل إرمم‬
‫رملُهْدَى إليه و ولي‪،‬س لذلك وقت حمدوب يمم نإني من رلش ت‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ال جي ز هل رمليت أن يص إ ر طإمم ًم لني م و ل ا ج ي ملرن عررد‬
‫ره رلر نيررس رلصررحمملس رجلنييررل ‪ « :‬ررم نإررد رالج مررمت إخ أهررل رمليررت وصر إة‬
‫رل إمم ملإد رلد ن من رل يمحة» روره رإلممم أمحد ملس د حسن »‪.‬‬
‫صنع أهل امليت طعامةا للنةاس ال جيةوز؛ ألن فيةه زبةادة عةىل مصةيبتهم‪،‬‬
‫وش ال م إىل ش لهم‪ ،‬وتشبها بصنيع أهل اجلاهليةة؛ وألن فيةه خمالفةة للسةنة‬
‫باألمر بصنع الطعام ألهل امليت كام سيأيت إن شاء اهلل‪.‬‬
‫قال الشيخ أمحد بن عبةدالرمحن البنةا يف «الفةت الربةاين يف ترتيةع مسةند‬
‫اإلمام أمحد»‪ :‬فام بفعله النةاس اآلن مةن االجةتامع للتعةةزبة‪ ،‬وذبة الةذبائ ‪،‬‬
‫وهتيئة الطعام‪ ،‬ونصع اخليام‪ ،‬والقةامش املزخةرف بةاأللوان‪ ،‬وفةرش البسةط‬
‫وغريها‪ ،‬ورصف األموال الطةةائلة يف هذه األمور املبتدعةة التةي ال بقصةدون‬
‫هبا إال التةفةاخر و الرباء ليقول الناس فالن فعل كذا و كذا‪ ،‬وأنفك كةذا وكةذا‬
‫يف مأتم أبيه ماال‪ ،‬كله حرام خمالف دي النبي ‪ ‬وهدي السلف الصال مةن‬
‫‪409‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫(‪)1‬‬
‫الصحابة و التابعني‪ ،‬وي بقل به أحد من أئمة الدبن‪ ،‬نسأل اهلل السالمة ‪.‬‬
‫وهذا الذي بدل عليه حدبث جربر بن عبد اهلل البجيل‪« :‬كنا هعم االربم ع‬
‫(‪)2‬‬
‫إ نهل اري‪:‬ق وصنعة الوعام بع ال رشن من النياحة» كام يف املتن‪.‬‬

‫و ويشر ت قمرملررإ‬ ‫ق لررإ‪ « :‬أمررم صر رل إررمم هلر و أو ل رري ه ر ملر‬


‫‪ ‬ملم جرمءه رخلر مبر ت جإفر ملرن‬ ‫وجريرنإ أن يص إ ر هل رل إممو ن رل‬
‫أملس طملب ‪ ‬ي رلشمم أم أهنيإ أن يصر إ ر طإممرمً هرل جإفر و وقرما‪« :‬إنرإ‬
‫أتمه مم يشغنيه »‪:‬‬
‫ُب ّسن صنع الطعام ألهل امليت‪ ،‬بصنعه أقار امليت أو جريانةه أو غةريهم‪،‬‬
‫ا أو غائبا‪ ،‬إعانة م‪ ،‬وجةربا لقلةوهبم‪ ،‬ودليلةه حةدبث‬ ‫سواء كان امليت حا‬
‫عبداهلل بن جعفر ‪ ‬قال‪« :‬را رباء هعم ربعفمر قمال الننم ‪ ‬اصمنعوا ألهمل‬
‫(‪)3‬‬
‫ربعفر طعاما رشإهه ق رباءهم ما يشغلهم» ‪.‬‬
‫واحلكمة واضحة يف احلدبث من صنع الطعام‪ ،‬وهو أن أهل امليت أصةيبوا‬
‫بمصيبة عظيمة‪ ،‬فاشت لوا بمصةيبتهم وبمةن أتةى إلةيهم عةن إصةالح طعةام‬
‫ألنفسهم‪ ،‬وروي عن عبداهلل بن أيب بكر أنه قال‪ :‬فةام زالةت السةنة فينةا‪ ،‬حتةى‬
‫(‪)4‬‬
‫تركها من تركها ‪.‬‬

‫الفت الرباين (ص ‪.)1203‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رواه أمحد يف مسند عبداهلل بن عمر (‪.)505/11‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه الرتمةةذي (‪ )314/2‬وقةةال‪ :‬حةةدبث حسةةن صةةحي ‪ ،‬وأبةةو داود (‪ ،)195/3‬وأمحةةةةد‬ ‫(‪)3‬‬
‫(‪.)380/3‬‬
‫امل ني (‪.)410/2‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪410‬‬

‫ق لإ‪ « :‬و ال ح م عنيى أهرل رمليرت أن يردع ر جريرنهر و أو غريهر لن رل مرن‬


‫رل إمم رملهدى إليه »‪:‬‬
‫الشةةيخ‪ -‬رمحةةه اهلل‪ :-‬ال بةةرى أن دعةةوة اجلةةريان أو إطعةةام الضةةيوف‬
‫املوجودبن عند أهل امليت‪ ،‬منهي عنه وال أنه من النياحة‪.‬‬
‫ولعل مستند الشيخ عبدالعزبز بةن بةاز‪ -‬رمحةه اهلل ‪ -‬حةدبث عاصةم بةن‬
‫كليع عن أبيه عن رجل من األنصار قال‪« :‬خرربنا م رسول ‪ ‬يف ربنانة رشل‬
‫(‪)1‬‬
‫ررب اس قنله داع امرنة – ويف رواية امرنته ‪ -‬رشجاء ورب ء بالوعمام رشوضم‬
‫(‪)2‬‬
‫ي ثم وض القومق رشأكلوا رشنظمر آبانهما رسمول ‪ ‬يلموك اللقةمة يف رشيمه» ‪،‬‬
‫فاحلدبث بدل عىل جواز الدعوة إىل الطعام‪.‬‬
‫لكن بنتبه إىل أن الطعام ألهل امليت‪ ،‬فال بتحول إىل ضةيافات‪ ،‬وال بتوسةع‬
‫يف ذلك‪.‬‬

‫ق لإ‪ « :‬ولي‪،‬س لذلك وقت حمدوب يمم نإني من رلش ت »‪:‬‬


‫لةه وقةت معةني‪ ،‬أو أن صةنع الطعةام‬ ‫إما أن بقصد الشيخ‪ :‬أن العزاء لي‬
‫له وقت معني‪ ،‬وهو األقر ‪ ،‬فام داموا مشةت لني بمصةيبتهم‪،‬‬ ‫ألهل امليت لي‬
‫فيصنع م طعام‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬يف روابة أمحد وأيب داود والبيهقي «داعي امرأة»‪ ،‬ويف مشكاة املصابي «داعي امرأته»‪ :‬قال يف حتفةة‬
‫األحوذي (‪ :)67/4‬فإن الضمري املجرور يف امرأته راجع إىل ذلك امليت الذي خرج رسول اهلل ‪‬‬
‫يف جنازته ‪ ، ...‬قلت قد وقع يف املشكاة لفظ داعي امرأته بإضافة لفظ امرأة إىل الضمري وهو لةي‬
‫بصحي بل الصحي داعي امرأة ب ري اإلضافة والدليل عليه أنه قد وقةع يف سةنن أيب داود داعةي‬
‫امرأة ب ري اإلضافة أ هة‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه أبو داود (‪ ،)244/3‬وأمحد (‪ ،)185/37‬والبيهقي يف الكربى (‪.)547/5‬‬
‫‪411‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫حمبك عش ‪ :‬ال جي ز لنيم أة رإلحدرب عنيى ميت أ ث مرن ث ثرة أيرمم إال عنيرى‬
‫زوجهم نإ جيب عنييهم أن حترد عنييرإ أرملإرة أشره وعشر رًو إال أن ت ر ن حرمم ً‬
‫‪ ‬ملذلكو أمم رل جرل ر‬ ‫خ وض رحلملو لثر ت رلس ة رلصحيحة عن رل‬
‫جي ز لإ أن حيد عنيى أحد من ر قمر أو غريه ‪.‬‬

‫ق لإ‪ « :‬ال جي ز لنيم أة رإلحدرب عنيى ميت أ ث من ث ثة أيمم»‪:‬‬


‫املقصود باإلحداد‪ :‬امتناع املرأة املتوىف عنها زوجهةا مةن الزبنةة كلهةا مةن‬
‫(‪)1‬‬
‫لباس وطيع وغريمها وكل ما كان من دواعي اجلامع‪ ،‬قاله ابن بطال ‪.‬‬
‫وجيوز للمرأة أن حتد عىل غري الزوج مدة ثالثةة أبةام فقةط‪ ،‬كأبيهةا وابنهةا‬
‫وغريه من الرجال األقار حلدبث أم حبيبة وأم عطية الذي سةوف بةأيت بعةد‬
‫بواجةع وال بنب ةي أبضةا‪ ،‬لكنةه جيةوز؛ ألن الةنف‬ ‫أسطر‪ ،‬واإلحةداد لةي‬
‫بطبيعتها مع شدة الصدمة تتأثر وال شةك أن مةزاج اإلنسةان بت ةري‪ ،‬وال مةع‬
‫االنطالق إىل املالذ واللباس‪.‬‬
‫قال ابن بطال‪ :‬وأباح الشارع للمرأة أن حتد عىل غري زوجها ثالثةة أبةام ملةا‬
‫ذلك واجبا؛ التفةاقهم عةىل‬ ‫ب لع من لوعة احلزن وجهجم من أي الوجد ولي‬
‫(‪)2‬‬
‫أن الزوج لو طالبها باجلامع ي مل ا منعه يف تلك احلال ‪ .‬أ‪.‬هة‪.‬‬
‫ودليله حدبث زبنع أنه ملا جاء نعةي أيب سةفيان ‪ ‬مةن الشةام دعةت أم‬
‫حبيبة‪ -‬ريض اهلل عنها‪ -‬بصفرة يف اليوم الثالث فمسحت عارضيها وذراعيهةا‪،‬‬

‫(‪ )1‬رشح صحي البخاري (‪.)268/3‬‬


‫(‪ )2‬املصدر السابك (‪.)268/3‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪412‬‬

‫وقالت‪ :‬إين كنت عن هذا ل نية لوال أين سمعت رسول اهلل ‪ ‬بقةول‪« :‬ال حيمل‬
‫المرنة تؤمن باهلل واليوم اآلخر نن ن عىل مي‪ :‬رشو ثالث إال عمىل نوج رشإهنما‬
‫(‪)1‬‬
‫ن عليه نربعة نشهر وع ا» ‪.‬‬
‫وحدبث أم عطية‪ -‬ريض اهلل عنها‪ -‬أن رسول اهلل ‪ ‬قةال‪ « :‬ال نم اممرنة‬
‫ثوبما مصمنوغا‬ ‫عىل مي‪ :‬رشو ثالث إال عىل نوج نربعة نشهر وع ا وال تلن‬
‫(‪)2‬‬
‫طينا إال إذا طهرت هنمذة ممن قسم نو‬ ‫إال ثوب عصب وال تك حل وال مت‬
‫(‪)3‬‬
‫نظفار» ‪ -،‬القسط واألظفار نوعان من البخور ‪.‬‬
‫ق لرررإ‪ « :‬إال عنيرررى زوجهرررم نرررإ جيرررب عنييهرررم أن حترررد عنييرررإ أرملإرررة أشررره‬
‫وعش رً»‪:‬‬
‫أما الزوج إذا مات فإنه جيع عىل الزوجة اإلحداد‪ ،‬فال تتزبن وال تتعطر‬
‫ثوبا فيه زبنة ‪ ، ...‬لقوله تعاىل ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬ ‫وال تلب‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛﭼ (البقرة‪ ،)234 :‬وحلدبث أم عطية وأم حبيبة‬
‫(‪)4‬‬
‫السابقني أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬إال عىل نوج نربعة نشهر وع ًا» ‪.‬‬

‫احلادة ثيا العصع ‪ ،)2761/1‬ومسلم‪( :‬با وجو اإلحةداد يف‬ ‫رواه البخاري‪( :‬با تلب‬ ‫(‪)1‬‬
‫عدة الوفاة ‪.)1124/2‬‬
‫العصع‪ :‬بعني مفتوحة ثم صاد ساكنة‪ ،‬وهو من برود اليمن‪ ،‬بعصةع عز ةا ثةم تنسةج‪ ،‬ومعنةى‬ ‫(‪)2‬‬
‫احلدبث النهي عن مجيع الثيا املصبوغة إال ثو العصع‪.‬‬
‫رواه البخاري‪( :‬با القسط للحادة عند الطهر ‪ ،)60/7‬ومسلم‪( :‬با وجو اإلحداد يف عةدة‬ ‫(‪)3‬‬
‫الوفاة ‪.)1127/2‬‬
‫سبك خترجيه (نف الصفحة حاشية ‪ 1‬و‪.)3‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪413‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫واررنة ارح ة عىل نوربها يل مها اآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬تلزم بيتها الذي مات زوجهةا وهةي سةاكنة فيةه‪ ،‬وال ختةرج منةه إال‬
‫لرضورة أو حاجة‪.‬‬
‫‪ -2‬جتتنع أنواع الطيع ونحوها إال إذا طهرت من حيضها فةال بةأس أن‬
‫تتبخر بالبخور‪.‬‬
‫‪ -3‬جتتنع احليل من الذهع والفضة واألملاس وغريها سواء كانت قالئد‬
‫أو أساور أو خواتم أو غري ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬جتتنع الكحل؛ ألن النبي ‪ ‬هنى املحدة عن هذه األمور كلها‪.‬‬
‫الزبنة واجلامل‪.‬‬ ‫‪ -5‬جتتنع مالب‬
‫ق لإ‪ « :‬إال أن ت ن حمم ً خ وض رحلملو لثرر ت رلسر ة رلصرحيحة عرن‬
‫‪ ‬ملذلك »‪:‬‬ ‫رل‬
‫(‪)1‬‬
‫قال ابن قدامة يف «امل ني» ‪ :‬أمجع أهل العلم يف مجيع األعصار عىل أن‬
‫املطلقة احلامل تنقيض عدهتا بوضع محلها‪ ،‬وكذلك كل مفارقة يف احلياة‪،‬‬
‫وأمجعوا أبضا عىل أن املتوىف عنها زوجهةةا إذا كانت حامال أجلها وضع محلها‬
‫إال ابن عباس ‪ ‬وروي عن عيل ‪ ‬من وجه منقطع‪ ،‬أهنا تعتد بأقىص‬
‫األجلني‪ ،‬وقد روي عن ابن عباس أنه رجع إىل قول اجلامعة ملا بل ه حدبث‬
‫سبيعة اآليت ولقولةةةه تعاىل‪ :‬ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ‬
‫(الطالق‪ ،)4 :‬وحدبث سبيعة األسلمية‪« :‬نهنا كاه‪ :‬ن‪ :‬سع بن خولة وهو من‬
‫بن عامر بن لؤيق وكان ممن شه ب ر ًا رش ويف عنها يف حجة الوداعق وه حامل‬

‫(‪ )1‬امل ني (‪.)117/8‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪414‬‬

‫رشلم تنشب نن وضع‪ :‬محلها بع ورشاتهق رشل تعل‪ :‬من هفاسها جتةل‪:‬‬
‫للخواب رش خل عليها نبو السنابل ابن أب ْعكأك رربل من بن عن ال ارق رشقال‬
‫هلا‪ :‬ما يل نراك جتةل‪ :‬للخوابق ترربني النكاحق رشإهك واهلل ما نه‪ :‬بناكح ح‬
‫متر عليك نربعة نشهر وع ًاق قال‪ :‬سنيعة‪ :‬رشل قال يل ذلك مجع‪ :‬ع ثيايب‬
‫حني نمسي‪ :‬ونتي‪ :‬رسول اهلل ‪ ‬رشسأل ه عن ذلك رشأرش اين بأين ق حلل‪ :‬حني‬
‫(‪)1‬‬
‫وضع‪ :‬مح ونمرين بال وج إن ب ا يل» ‪ .‬وهذا احلدبث هو الذي بقصده‬
‫الشيخ عبدالعزبز بن باز بقوله‪« :‬لثنوت السنة الصحيحة عن النن ‪ ‬بذلك»‪،‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬
‫مس لة‪ :‬إذا أسقطت املرأة املتوىف عنها زوجها فهل تنقيض عدهتا ؟‬
‫إذا أسقطت املرأة جنينا تبني فيه خلك اإلنسان‪ ،‬كأن بكون له رأس ورجةل‬
‫وبةةد‪ ،‬فتنقيضة عةةدهتا باإلسةةقاط‪ ،‬وأمةةا النطفةةة والعلقةةة فةةال تنقيضة العةةدة‪،‬‬
‫واختلفوا يف املض ة‪ ،‬بقول ابن القيم‪ :‬وال تنقيض عدة احلامل إذا أسقطت حتى‬
‫(‪)2‬‬
‫بتبني خلقه فإذا بان له بد أو رجل عتقت به األمة وتنقيض به العدة ‪.‬‬
‫وقال ابن املنذر‪ :‬أمجع كل من نحفظ عنه من أهل العلم‪ ،‬عىل أن عدة املةرأة‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫تنقيض بالسقط إذا علم أنه ولد ‪.‬‬
‫مس لة‪ :‬هل جيوز إقامة مناسبة وعزبمة خلروج املرأة من عدة الوفاة؟‬

‫رواه البخاري‪( :‬با فضل من شهد بدرا ‪ ،)1954/1‬ومسلم‪( :‬با انقضاء عةدة املتةويف عنهةا‬ ‫(‪)1‬‬
‫زوجها ‪.)1122/2‬‬
‫زاد املعاد (‪.)530/5‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫السقط الكرس والتثليث‪ :‬أي تثليث السني‪( .‬قاله يف املصباح ‪.)231‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫امل ني (‪.)119/8‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪415‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫أجابت اللجنة الدائمةة مةا ملخصةه‪« :‬الةوالئم التةي تعمةل للمةرأة عنةد‬
‫خروجها من عدة الوفاة‪ ،‬إن كانت من با العادة وإكرام املرأة فال بةأس‪ ،‬وإن‬
‫(‪)1‬‬
‫كانت من با التدبن واعتقاد أهنا م وعة فإهنا ال جتوز» ‪.‬‬
‫جي ز لإ أن حيد عنيى أحد من ر قمر أو غريه »‪:‬‬ ‫ق لإ‪ « :‬أمم رل جل‬
‫أحكام اإلحداد مما ختتص به النساء دون الرجال‪ ،‬ومما بدل عةىل ذلةك‪ :‬أن‬
‫النبي ‪ ‬ي مد عىل ابنه إبراهيم وال أحةد مةن صةحابته الةذبن مةاتوا يف حةال‬
‫حياته ‪ ،‬وكذلك الصحابة ي مدوا عىل أيب بكر الصدبك وال عمةر وال عةثامن‬
‫وعيل وهكذا‪ ،‬وإمجاع املسةلمني عةىل أنةه ال إحةداد عةىل الرجةل‪ ،‬ومةن تأمةل‬
‫احلكمة التي من أجلها رشع اإلحداد علم أنه من خصائص النساء ‪.‬‬
‫ولعل مما ُابتليت به األمة يف هذا الزمن اإلحداد عىل بعض الزعامء وامللوك‪،‬‬
‫قال الشيخ عبدالعزبز ابن باز‪« :‬فقد جرت عادة الكثري من الدول اإلسالمية يف‬
‫هذا العرص باألمر باإلحداد عىل من بموت من امللوك والزعامء ملدة ثالثةة أبةام‬
‫األعالم‪ ،‬وال شك أن هذا‬ ‫أو أقل أو أكثر مع تعطيل الدوائر احلكومية وتنكي‬
‫يف‬ ‫العمل خمالف لل بعة املحمدبة‪ ،‬وفيه تشةبه بأعةداء اإلسةالم ‪ ، ...‬ولةي‬
‫الشةربعة الكاملة ما جييزه عىل ملك أو زعةيم أو غريمهةا‪ ،‬وقةد مةات يف حيةاة‬
‫النبي ‪ ‬ابنه إبراهيم وبناتةه الةثال وأعيةان آخةرون فلةم مةد علةيهم عليةه‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬وقتل يف زمانه أمراء جيش مؤتة‪ :‬زبد بن حارثة‪ ،‬وجعفةر بةن‬
‫أيب طةةالع‪ ،‬وعبد اهلل بن رواحة ‪ ‬فلم مد عليهم‪ ،‬ثةم تةويف النبةي ‪ ‬وهةو‬
‫أرشف اخللك وأفضل األنبياء وسيد ولد آدم‪ ،‬واملصيبة بموتةه أعظةم املصةابع‬

‫(‪ )1‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحو العلمية بالسعودبة (‪.)477/20‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪416‬‬

‫وي مد عليه الصحابة ‪ ،‬ثم مات أبو بكر الصدبك ‪ ‬وهو أفضل الصةحابة‪،‬‬
‫وأشةةةةرف اخللك بعد األنبياء فلم مدوا عليه‪ ،‬ثم قتل عمر وعةثامن وعةيل ‪‬‬
‫وهم أفضل اخللةةةةةك بعةةةةةةد األنبياء وبعةد أيب بكةر الصةدبك فلةم مةدوا‬
‫(‪)1‬‬
‫عليهم ‪ »...‬أ‪.‬هة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬جمموع فتاوى ومقاالت (‪.)411/1‬‬


‫‪417‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ثررمنس عش ر ‪ :‬يش ر ت لني جررما زيررمرة رل ر ر ر ملررت وقررت وآق ر لنيرردعمء هل ر و‬
‫‪« :‬زورور رل ر رو نهم‬ ‫ورلعح عنييه و وتذ رمل ت ومم ملإده؛ ل ا رل‬
‫ي صحيحإو و من ‪ ‬يإني أصحمملإ إذر زررور رل ر ر أن‬ ‫أق جإ رإلممم مسني‬ ‫ر ق ة»‬ ‫تذ‬
‫ي ل ر‪« :‬رلس م عنيي أهل رلديمر من رملنم ت ورملسنيمتو وإنم إن شرمء ره مل ر‬
‫الح نو نس ا ره ل م ول رلإم يةو ي ح ره رمل ردمت م رم ورملسر ق ين»‬
‫أمررم رل سررمء نيرري‪،‬س هلررن زيررمرة رل ر ر ر؛ ن رل ر ا ‪‬ولإررن زر ر رت رل ر ر رو‬
‫و نهررن نشررى مررن زيررمرتهن رلف ررة وقنيررة رلصر و وه ررذر ال جير ز هلررن رترررمت‬
‫ا ‪ ‬نهمهن عن ذلركو أمرم رلصر ة عنيرى رمليرت ي‬ ‫رجل م ز إخ رمل ة؛ ن رل‬
‫رملس دو أو ي رملصنيى هس مش وعة لني جما ولني سمء عيإم‪.‬‬

‫ق لإ‪ « :‬يش ت لني جما زيمرة رل ر ر ملت وقت وآق لنيردعمء هلر و ورلعحر‬
‫‪( :‬زورور رل ر رو نهم تذ‬ ‫عنييه و وتذ رمل ت ومم ملإده؛ ل ا رل‬
‫ر ق ة)»‪:‬‬
‫زبارة القبور سنة ثابتة‪ :‬بالسنة واإلمجةاع‪ ،‬كةام نقلةه النةووي‪ -‬رمحةه اهلل‪،-‬‬
‫فالسنة من قول النبي ‪ ‬وفعله‪ ،‬فمن قولةه ‪ « :‬هنيم كم عمن نيمارة القنمورق‬
‫(‪)1‬‬
‫رش وروها» ‪ ،‬وأما فعله ‪ : ‬فقد ثبت أنةه كةان رةرج إىل البقيةع فيسةلم عةىل‬
‫أصحاهبا‪.‬‬
‫ونما ادكةة من نيارة القنور رشةنها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الزبارة تور رقة القلع‪ ،‬وتذكر املوت والبىل‪ ،‬فعن أيب هربرة ‪‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬با استئذان النبي ‪ ‬ربه عز وجل يف زبارة قرب أمه ‪.)672/2‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪418‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬نوروا القنور رشإهنا تذكركم اروت» ‪ ،‬فإن املةؤمن‬
‫إذا ما رأى القرب واللحد والظلمةةة‪ ،‬فال بد أن برق قلبه‪.‬‬
‫‪ -2‬أهنةةا تةةذكرة اآلخةةرة‪ ،‬فقةةد قةةال ‪« :‬نوروا القنممور رشإهنمما تممذكركم‬
‫(‪)2‬‬
‫اآلخرة» ‪.‬‬
‫‪ -3‬الدعاء لألموات‪ ،‬ألهنم أشد حاجة إىل العمل الصال ‪ ،‬ومةن العمةل‬
‫الصال الذي بصلهم الدعاء‪ ،‬لقوله ‪« :‬إن هذ القنور مملوءة ظلةة‬
‫(‪)3‬‬
‫عممىل نهلهمما وإن اهلل ينورهمما هلممم بصمماليت علمميهم» ‪ ،‬وتعليمةةه ‪‬‬
‫أصحابه الدعاء ألهل املقابر كام سيأيت– إن شاء اهلل تعةاىل– بةامل فرة‬
‫والرمحة‪.‬‬
‫وهذه هي الزبارة ال عية التي دلت عليها األدلة‪ ،‬وأمةا الزبةارة البدعيةة‪:‬‬
‫فهي زبارة القبور من أجل دعاء األموات‪ ،‬والتربك هبم‪ ،‬والطواف عند قبورهم‬
‫ا‪.‬‬ ‫أو الذب‬
‫ق لإ‪« :‬و من ‪ ‬يإني أصحمملإ إذر زررور رل ر ر أن ي ل ر‪( :‬رلس م عنيري‬
‫أهل رلديمر من رملنم ت و رملسنيمتو وإنم إن شمء ره مل الح نو ونس ا ره ل م‬
‫ول رلإم يةو ي ح ره رملس دمت م م ورملس ق ين) »‪:‬‬
‫ففي صحي مسلم عن بربةدة ‪ ‬قةال‪« :‬كمان رسمول اهلل ‪ ‬يعلةهمم إذا‬
‫خرربوا إ ارقابر رشكان قائلهم يقمول يفيف روايمة نيب بكمر)‪ :‬السمالم عمىل نهمل‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬با نكاح املتعة‪ ،‬وبيان أنه أبي ثم نسخ ثم أبي ثم نسخ واستقر حتربمه بوم القيامة‬
‫‪.)1023/2‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم‪( :‬با الصالة عىل القرب ‪.)/2‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪( :‬با الصالة عىل القرب ‪.)659/2‬‬
‫‪419‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ال يار يفويف رواية نهري)‪ :‬السالم عليكم نهل ال يار من ارؤمنني وارسلةني وإها‬
‫(‪)1‬‬
‫إن شمماء اهلل لالحقممونق نسممأل اهلل لنمما ولكممم العارشيممة» ‪ ،‬وقولةةه‪« :‬يممرحم اهلل‬
‫(‪)2‬‬
‫ارس ق مني منا وارس أخرين» أبضا يف صحي مسلم وغريه‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬رلس م عنيي أهل رلديمر من رملرنم ت ورملسرنيمت»‪ :‬السةالم‪ :‬اسةم‬
‫من أسامء اهلل ‪ ،‬لكنه يف التحية ال براد به اسم اهلل‪ ،‬وإنام براد بةه التسةليم‪ ،‬أي‬
‫الدعاء بالسالم علةيكم‪ ،‬فالةداعي بسةأل اهلل ‪ ‬ألهةل القبةور السةالمة مةن‬
‫العذا ‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬وإنم إن شمء ره مل الح ر ن»‪ :‬واملعنى أنا الحقون بكةم إن شةاء‬
‫اهلل عىل اإلبامن‪ ،‬ومتى شاء اهلل حلقناكم باملوت‪ ،‬ولذلك علك باملشيئة‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬أ ا ره ل م ول رلإم يرة»‪ :‬العافية لنا يف البةدن‪ ،‬والعافيةة مةن‬
‫الذنو واملعايص‪ ،‬وأما العافية ألهل القبور فهي‪ :‬العافية من عذا القرب‪.‬‬
‫ق لإ‪« :‬ير ح ره رملسر دمت م رم ورملسر ق ين»‪ :‬أي املتقةدمني بالوفةاة‬
‫واملستأخربن هبا‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬أمم رل سمء نيي‪،‬س هلن زيمرة رل رر ر؛ ن رل ر ا ‪ ‬لإرن زر ر رت‬
‫رل ر ر »‪:‬‬
‫اختلف العلامء يف زبةارة النسةاء للقبةور عةىل ثالثةة أقةوال‪ ،‬وهةي ثةال‬
‫(‪)3‬‬
‫روابات عن اإلمام أمحد‪ -‬رمحه اهلل‪: -‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪( :‬با ما بقال عند دخول القبور ‪.)671/2‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪( :‬با ما بقال عند دخول القبور ‪.)669/2‬‬
‫(‪ )3‬للشيخ بكر بن عبداهلل أبو زبد (جزء يف زبارة النساء للقبةور) ضةمن كتابةه (األجةزاء احلدبثيةة)‪،‬‬
‫استعرض األقوال وأدلة املجيزبن واملانعني وناقشها‪ ،‬وكةالم املحققةني يف ذلةك‪ ،‬وتوصةل إىل أن‬
‫الراج فيها التحربم‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪420‬‬

‫نوالً‪ :‬الكراهة من غري حتربم‪ ،‬وبذهع إليه أكثر الشافعية وبعةض احلنفيةة‬
‫وهو املةذهع عنةد احلنابلةة‪ ،‬ودلةيلهم حةدبث أم عطيةة‪-‬ريض اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫عنها‪ -‬قالت‪ُ « :‬هنينا عن اتناع اجلنائ ومل يع م علينا» ‪.‬‬
‫ثاهي ًا‪ :‬أهنا مباحة ةن غةري مكروهةة‪ ،‬وبةه قةال أكثةر احلنفيةة واملالكيةة‪،‬‬
‫وأدلتهم عامة ما ورد يف الرتغيع يف زبارة القبور‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أن زبارهتن حمرمة‪ ،‬ألحادبةث اللعةن وغريهةا ممةا بعضةدها‪ ،‬وهةو‬
‫مذهع بعض املالكية والشافعية واحلنفية‪ ،‬وإليه بةذهع أكثةر أهةل‬
‫احلدبث وبعض املحققني كشيخ اإلسالم ابن تيميةة‪ ،‬وابةن القةيم‪،‬‬
‫والنووي‪ ،‬والسيوطي‪ ،‬والسندي‪ ،‬وابةن حجةر ا يتمةي الشةافعي‪،‬‬
‫والساعايت‪ ،‬وصدبك حسن‪ ،‬وحممةد بةن عبةدالوها ‪ ،‬وحممةد بةن‬
‫إبراهيم‪ ،‬وابن قاسم يف حاشيته‪ ،‬وابن باز‪ ،‬وابن عثيمةني وغةريهم‪،‬‬
‫وأدلتهم‪ :‬حةدبث أيب هربةرة ‪« :‬نن رسمول اهلل ‪ ‬لعمن نوارات‬
‫(‪)2‬‬
‫القنور» ويف البا عن ابن عباس وحسةان بةن ثابةت‪ ،‬وزوارات‬
‫بمعنى زائرات قاله اجلةالل املحةيل‪ ،‬والسةيوطي‪ ،‬وأقةره السةندي‪،‬‬
‫واملنةةاوي‪ ،‬وهةةي مجةةع ُزوار بعنةةي‪ :‬ذوات زبةةارة القبةةور‪ ،‬وليسةةت‬
‫للمبال ة‪ ،‬وبؤبده روابة ابن عباس «نائرات»‪ ،‬وأبضةا حةدبث ابةن‬
‫عباس ‪ ‬قال‪« :‬لعن رسول اهلل ‪ ‬نائرات القنور وار خذين عليها‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪( :‬با اتباع النساء اجلنازة ‪ ،)577/1‬ورواه مسلم‪( :‬بةا هنةي النسةاء عةن اتبةاع‬
‫اجلنائز)‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه الرتمذي‪( :‬با ما جاء يف كراهية زبارة القبور للنساء ‪.)362/2‬‬
‫‪421‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫(‪)1‬‬
‫ارسارب والرسج» ‪.‬‬
‫واللعن الوارد يف احلدبثني‪ :‬إمةا أن بكةون خةربا عةن اهلل فهةو خةرب‬
‫صدق‪ ،‬وإما دعاء من رسول اهلل ‪ ‬فيا وبل من دعا عليه رسول اهلل‬
‫‪ ،‬وهذا اللعن مفيد حلكمني مها‪ :‬التحربم والوعيد‪ ،‬فهةذا الوعيةد‬
‫الشدبد دليل عىل أن زبةارة النسةاء للقبةور حمرمةة بةل وكبةرية مةن‬
‫(‪)2‬‬
‫الكبائر‪ ،‬ألن معنى اللعن هو الطرد واإلبعاد عن رمحة اهلل ‪.‬‬
‫والنهي عن زبارة القبور ن عام يف أي قرب كان‪ ،‬ولو كان قرب النبةي‬
‫‪ ،‬وقرب صاحبيه كام هو املذهع عند احلنابلةة‪ ،‬لعمةوم األحادبةث‬
‫الواردة يف هني النساء عةن زبةارة القبةور ولعةنهن عةىل ذلةك‪ ،‬وال‬
‫بوجد نص رص قربه ‪.‬‬

‫ق لإ‪ « :‬و نهن نشى من زيمرتهن رلف ة وقنية رلص »‪:‬‬


‫فةإن النسةاء ضةعيفات التحمةةل‪ ،‬قوبةات العاطفةة‪ ،‬رسبعةات االنفعةةال‪،‬‬
‫كثريات التجزع‪ ،‬وهن أقر إىل ارتكا املنهي عنةه مةن لطةم اخلةدود وشةك‬
‫الوجه‬ ‫اجليو ‪ ،‬و ذا ُخصصن بالنهي عن احللك والشك والصلك –قيل‬
‫وقيل رفع الصوت‪ ، -‬ويف هذا العصةر زادت املخالفةات؛ فةالتربج والسةفور‬
‫واالختالط‪ ،‬هذا مؤذن بالقول بتحربم زبارهتن إىل املقابر‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود‪( :‬با يف زبارة القبور ‪ ،)212/3‬ورواه الرتمذي‪( :‬با كراهية أن بتخذ عىل القةرب‬
‫مسجدا ‪ ،)136/2‬ورواه النسائي‪( :‬با الت ليظ يف اختاذ الرسج عىل القبور ‪.)94/4‬‬
‫(‪ )2‬جزء زبارة النساء للقبور من األجزاء احلدبثية للشيخ بكر بن عبداهلل أبو زبد‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪422‬‬

‫ق لرإ‪ « :‬وه ررذر ال جير ز هلررن رترررمت رجل ررم ز إخ رمل ر ةو ن رل ر ا ‪‬‬
‫نهمهن عن ذلك »‪:‬‬
‫كام يف حدبث أم عطية ‪ -‬ريض اهلل عنها‪ -‬قالت‪ُ « :‬هنينا عمن اتنماع اجلنمائ ق‬
‫(‪)1‬‬
‫ومل يع م علينا» ‪ ،‬ونقل النةووي عةن القةايض عيةاض‪ :‬قةال مجهةور العلةامء‬
‫(‪)2‬‬
‫بمنعهن من اتباعها ‪ -‬أي اجلنازة ‪. -‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬وأما قول أم عطية «وي بعةزم علينةا» فقةد بكةون مرادهةا ي‬
‫بنهةي‬ ‫بؤكد النهى علينا‪ ،‬وهذا ال بنفي التحربم وقد تكون هي ظنت أنةه لةي‬
‫(‪)3‬‬
‫حتربم واحلجة يف قول النبي ‪ ‬ال يف ظن غريه ‪.‬‬

‫ق لررإ‪ « :‬أمررم رلص ر ة عنيررى رمليررت ي رملس ر دو أو ي رملصررنيى هررس مش ر وعة‬


‫لني جما ولني سمء عيإمً»‪:‬‬
‫ألن صالة اجلنازة من العبادات التي رشعها اهلل ‪ ‬ورسوله ‪ ،‬واألصةل‬
‫أن اخلطا يف العبادات موجه للرجال والنساء‪ ،‬وثبةت أن عائشةة ‪ -‬ريض اهلل‬
‫عنها‪ -‬أمرت أن بؤتى بسعد بن أيب وقاص لتصيل عليه‪ ،‬وثبت أبضا أن النسةاء‬
‫صلني عىل النبي ‪ ‬كام صىل عليه الرجال‪ ،‬فدل ذلك عةىل أن املةرأة ُب ةع ةا‬
‫الصالة عىل امليت‪ ،‬لكن تكون يف الصفوف اخللفية‪.‬‬

‫(‪ )1‬سبك خترجيه (ص ‪.)420‬‬


‫(‪ )2‬رشح النووي عىل مسلم (‪.)2/7‬‬
‫(‪ )3‬جمموع الفتاوى (‪.)355/24‬‬
‫‪423‬‬ ‫الدرس الثامن عشر‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه‬
‫ودفنه‬
‫ق لإ‪ « :‬هذر آق مم تيس عإإ»‪:‬‬
‫بعني هذا ما تيرس مجعه من الدروس املهمة والتي متاج إليهةا عامةة األمةة‬
‫يف االعتقاد والفقه واآلدا والسلوك ونحوها‪.‬‬
‫ق لإ‪ « :‬وصنيى ره و ني عنيى نري م حممدو وآلإ وصحرإ »‪:‬‬
‫قال ابن القيم‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬يف «جالء األفهام يف فضل الصالة والسالم عةىل‬
‫حممد خري األنام ‪ :»‬املوطن الثالث والع ون مةن مةواطن الصةالة عليةه ‪‬‬
‫عند تبليغ العلم إىل الناس‪ ،‬وعند التذكري والقصص وإلقاء الةدروس‪ ،‬وتعلةيم‬
‫(‪)1‬‬
‫العلم‪ ،‬يف أول ذلك وآخره ‪.‬‬
‫هذا ما برس املوىل الكربم مجعه وتأليفه عىل هذه الرسالة املباركةة املوسةومة‬
‫بة(الدروس املهمة لعامة األمةة)‪ ،‬واحلمةد اهلل الةذي بنعمتةه تةتم الصةاحلات‪،‬‬
‫وصىل اهلل وسلم وبارك عىل عبةده ورسةوله نبينةا حممةد وعةىل آلةه وأصةحابه‬
‫أمجعني‪.‬‬

‫(‪ )1‬جالء األفهام (ص ‪.)414‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪424‬‬
‫فهـرس املراجـع‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪426‬‬
‫‪427‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫املراجــــع‬

‫[حرف األلف]‬

‫إحتاف املهرة بالفوائد املبتكرة من أطرراف الرشةرة لإلمام يب الفضا‬ ‫‪‬‬

‫يبمحد بن عيل بن حممد بن يبمحد بن حجر العسقالين ت ‪852‬هاا‪ ،‬جمما‬


‫امللك فهد لطبمعة املصحف الرشيف (بمملدينة) ‪ -‬ومركز خدماة السانة‬
‫والسرية النبوية (بمملدينة)‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1415 ،‬ها ‪.‬‬
‫األجزاء احلديثية للشيخ بكار بان عباداب يبباو تياد ت ‪1429‬هاا‪ ،‬اا‬ ‫‪‬‬

‫العمصمة‪ ،‬الريمض‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1416‬ها‪.‬‬

‫ت‬ ‫اإلمجاع لإلمم يب بكار حمماد بان اباراهي بان املنار النيسامبو‬ ‫‪‬‬

‫‪319‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬فؤاا عبد املانع يبمحاد‪ ،‬اا املسال للنرشا والزوتيا ‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1425‬ها‪.‬‬

‫اإلحسان يف تقريب صحيررررح ابن حبان لإلمم حمماد بان حبامن بان‬ ‫‪‬‬

‫يبمحد بن حبمن بن معمذ بن َم ْعبدَ ‪ ،‬الزميمي‪ ،‬يببو حمت ‪ ،‬الدا مي‪ ،‬ال ُبسازي‬
‫ت‬ ‫ت ‪354‬ها‪ ،‬ترتيب‪ :‬األمري عاال الادين عايل بان بلبامن الفام‬
‫‪739‬هااا‪ ،‬حققااو وخاارا يبحمايعااو وعلااق عليااو‪ :‬وااعيب األ ااؤو ‪،‬‬
‫مؤسسة الرسملة‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1408‬ها ‪.‬‬

‫الادين‪ ،‬بان ا اما‬ ‫أحكام اجلنائرز للشيخ يب عبد الرمحن حممد ام‬ ‫‪‬‬

‫األلبامين ت ‪1420‬هاا‪ ،‬املكزاب‬ ‫وح بن جميت بان دا ‪ ،‬األواقوا‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪428‬‬

‫اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪1406‬ها‪.‬‬

‫اآلداب الةعية واملنح املرعية ملحمد بن مفل بن حممد بن مفرا‪ ،‬يبباو‬ ‫‪‬‬

‫الرامينااث ا الصاام ي ا ناابيل ت‬ ‫عبااد اب‪ ،‬واامد الاادين املقاد‬


‫‪763‬ها‪ ،‬عممل الكزب‪.‬‬
‫األدب املفرد لإلمم املحدث حممد بن اسامعي بن اباراهي بان املةارية‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬يببو عبد اب ت ‪256‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاا عباد البام ي‪ ،‬اا‬ ‫البخم‬
‫البشمئر اإلسالمية – بريوت‪ ،‬الطبعة العملعة ‪1409‬ها‪.‬‬

‫ا النااوو ت‬ ‫األذكررا لإلماام يب تكرياام حميااي الاادين ياث باان‬ ‫‪‬‬

‫‪676‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد القاما األ اؤو ‪ ،‬اا الفكار للطبمعاة والنرشا‬
‫والزوتي ‪ ،‬بريوت – لبنمن‪1414 ،‬ها‪.‬‬
‫ا الناوو‬ ‫األ برشون النووية لإلمم يب تكريم حميي الدين يث بان‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪676‬ها‪ُ ،‬عن ِ َي بِ ِو‪ :‬يصا حمماد او حل ا االن‪ ،‬يب او بان يب بكار‬


‫الشيخي‪ ،‬اا املنهما للنرش والزوتي ‪ ،‬لبنمن – باريوت‪ ،‬الطبعاة األوىل‬
‫‪1430‬ها‪.‬‬

‫الادين‬ ‫إ واء الغليل يف ختريج أحاديث منا السبيل للشيخ حممد ام‬ ‫‪‬‬

‫األلبمين ت ‪1420‬ها‪ ،‬ا اا‪ :‬تهري الشمويش‪ ،‬املكزاب اإلساالمي –‬


‫بريوت‪ ،‬الطبعة العم ية ‪1405‬ها‪.‬‬

‫االستذكا لإلمم يب عمر يوسف بن عبد اب بن حممد بن عبد الرب بان‬ ‫‪‬‬

‫عمص النمر القرطبي ت ‪463‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬سممل حممد عطم‪ ،‬حممد عيل‬
‫‪429‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫معوض‪ ،‬اا الكزب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1421‬ها‪.‬‬

‫اإلعالم بفوائد عمدة األحكام للحمفظ ابن امللقن يب حفص عمار بان‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪804‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬عبادالعزيز بان‬ ‫عيل بن يبمحد الشمفعي األ صم‬


‫يبمحد املشيق ‪ ،‬تقدي ا‪ .‬صمل الفوتان وا‪ .‬بكر يببو تيد‪ ،‬اا العمصمة‪،‬‬
‫الريمض ‪1417‬ها‪.‬‬

‫إعالم املوقرشني عن ب الرشاملني لإلمم حممد بن يب بكر بان يبياوب بان‬ ‫‪‬‬

‫سعد ومد الدين ابن اي اووتياة ت ‪751‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬حمماد عباد‬


‫السااال ابااراهي ‪ ،‬اا الكزااب العلميااة – بااريوت‪ ،‬الطبعااة األوىل‬
‫‪1411‬ها‪.‬‬

‫إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لإلمم حممد بن يب بكر بن يبيوب بن‬ ‫‪‬‬

‫سعد ومد الدين ابن ي اووتية ت ‪751‬ها‪ ،‬حتقياق‪ :‬حمماد حمماد‬


‫الفقي‪ ،‬مكزبة املعم ا‪ ،‬الريمض‪ ،‬اململكة العربية السعواية‪.‬‬

‫األفصاح عن مرشاين الصحاح (يف الفقه عىل املذاهب األ برشرة‪ ،‬للاوتير‬ ‫‪‬‬

‫عون الدين يب املظفر يث بن حممد بن هبرية ت‪560‬هاا‪ ،‬اا الكزاب‬


‫العلمية‪-‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1417‬ها‪.‬‬

‫األمر باملرشروف والنهي عن املنكر لشيخ اإلسال يب العبمحل يبمحاد بان‬ ‫‪‬‬

‫عبد ا لي بن عبد السال بن ابن تيمية ا اراين ا نابيل الدمشاقي ت‬


‫‪728‬ها‪ ،‬وتا ة الشئون اإلساالمية واألو اما والادعوة واإل واما ‪-‬‬
‫اململكة العربية السعواية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1418‬ها‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪430‬‬

‫اإلنصاف يف مرشرفة الراجح من اخلالف لعال الدين يب ا سن عيل بان‬ ‫‪‬‬

‫سليامن املرااو الدمشاقي الصام ي ا نابيل ت ‪885‬هاا‪ ،‬اا احيام‬


‫الرتاث العر ‪ ،‬الطبعة العم ية‪.‬‬

‫أنيس الفقهاء يف ترشريفات األلفاظ املتداولة بني الفقهاء للشايخ مسا‬ ‫‪‬‬

‫القو و ت ‪978‬ها ‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكزو يبمحد بان عبادالرتان الكبي ا‪،‬‬


‫اا ابن اووت ‪ ،‬الريمض‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1427‬ها‪.‬‬

‫اإليامن لزقي الدين يب العبمحل يبمحد بن عبد ا لي بن عبد الساال بان‬ ‫‪‬‬

‫عبد اب بن يب القمس بن حممد ابن تيمية ا راين ا نابيل الدمشاقي ت‬


‫الدين األلبمين‪ ،‬املكزب اإلساالمي‪ ،‬عاامن‪،‬‬ ‫‪728‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد م‬
‫األ ان‪ ،‬الطبعة اخلممسة‪1416 ،‬ها‪.‬‬
‫[حرف الباء]‬

‫بداية املجتهرررد وهناية املقتصد لإلمم يب الولياد حمماد بان يبمحاد بان‬ ‫‪‬‬

‫حممد بن يبمحد بن ود القرطبي الشهري بمبن ود ا فياد ت ‪595‬هاا‪،‬‬


‫اا ا ديث – القمهرة‪1425 ،‬ها‪.‬‬

‫[حرف التاء]‬

‫حتفرة األحوذي بةرح جراما الذمرذي للشايخ يب العاال حمماد عباد‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪1353‬هااا‪ ،‬اا الكزااب‬ ‫الاارمحن باان عبااد الاارحي املبم كفااااو‬


‫العلمية – بريوت‪.‬‬

‫تسهيل النظر وترشجيل الظفر يف أخالق اململك وسياسة املُلك لإلمام يب‬ ‫‪‬‬
‫‪431‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫ا سن عيل بن حممد بن حممد بن حبياب البيا البةاداا ‪ ،‬الشاهري‬


‫بمملمو ا ت ‪450‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬حمي هالل الرسحمن وحسن السامعميت‪،‬‬
‫اا النهضة العربية – بريوت‪.‬‬

‫الترشريفررات لعايل بان حمماد بان عايل الازين الرشايف اور امين ت‬ ‫‪‬‬

‫‪816‬هااا‪ ،‬اا الكزااب العلميااااة بااريوت – لبناامن‪ ،‬الطبعااة األوىل‬


‫‪1403‬ها‪.‬‬

‫تفسري ابن عاشو التحرير والتنوير «حترير املرشنى السديد وتنوير الرشقل‬ ‫‪‬‬

‫اجلديد من تفسري الكتاب املجيد» للشيخ حمماد الطامهر بان حمماد بان‬
‫ت ‪1393‬ها‪ ،‬الدا الزو سية للنرش –‬ ‫حممد الطمهر بن عموو الزو‬
‫تو د‪ 1984 ،‬ها‪.‬‬
‫تفسرري البغروي (مرشراا التنزيرل يف تفسرري القرر ن‪ ،‬لإلمام يب حمماد‬ ‫‪‬‬

‫ا سني بن مسعوا البةو ت ‪510‬ها‪ ،‬حتقيق‪ ،‬حممد عباد اب النمار ‪-‬‬


‫عااعامن ةعااة ةاامريية ‪ -‬سااليامن مساال ا اار ‪ ،‬اا طيبااة للنرشاا‬
‫والزوتي ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ 1417‬ها ‪.‬‬

‫تفسررري جررزء عرر للشاايخ حممااد باان صاامل باان حممااد الععيمااني‬ ‫‪‬‬

‫السليامن‪ ،‬اا العريم للنرش‬ ‫ت ‪1421‬ها‪ ،‬اعداا وختريج‪ :‬فهد بن م‬


‫والزوتي ‪ ،‬الريمض‪ ،‬الطبعة العم ية‪ 1423 ،‬ها‪.‬‬

‫تفسري الطربي = جاما البيان عن تأويرل ي القرر ن لإلمام حمماد بان‬ ‫‪‬‬

‫رير بن يزيد بن كعري بن غملب اآلميل‪ ،‬يببو عفر الطرب ت ‪310‬ها‪،‬‬


‫حتقيق‪ :‬الدكزو عبد اب بن عبد املحسان الرتكاي بملزعامون ما مركاز‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪432‬‬

‫البحوث والد اسمت اإلسالمية بدا هجر‪ ،‬اا هجر للطبمعة والنرشا‬
‫والزوتي واإلعالن‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1422 ،‬ها‪.‬‬

‫تفسري القر ن الرشظي أل الفدا اسامعي بان عمار بان كعاري القار‬ ‫‪‬‬

‫الدمشقي ت ‪774‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬سممي بن حممد ساالمة‪ ،‬اا‬ ‫البي‬


‫طيبة للنرش والزوتي ‪ ،‬الطبعة العم ية ‪1420‬ها‪.‬‬

‫تفسري القرطبي (اجلاما ألحكام القر ن‪ ،،‬لإلمم يب عبد اب حمماد بان‬ ‫‪‬‬

‫اخلز ي وامد الادين القرطباي‬ ‫يبمحد بن يب بكر بن فرح األ صم‬


‫ت ‪671‬ها‪ ،‬حتقياق ‪ :‬يبمحاد الارباوين واباراهي يبطفايش‪ ،‬اا الكزاب‬
‫امليية – القمهرة‪ ،‬الطبعة العم ية ‪1384 ،‬ها‪.‬‬

‫التفسري املنري يف الرشقيدة والةيرشة واملنهج للدكزو وهبة بان مصاطفث‬ ‫‪‬‬

‫– امشق‪ ،‬الطبعة العم ية ‪ 1418‬ها‪.‬‬ ‫الزحييل‪ ،‬اا الفكر املعم‬

‫تفسري النسفي (مدا ك التنزيل وحقائق التأويل‪ ،‬أل الربكمت عباد اب‬ ‫‪‬‬

‫بن يبمحد بن حمموا حمفظ الدين النسافي ت ‪710‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬يوساف‬


‫عيل بديو ‪ ،‬ا عو و اد لاو‪ :‬حمياي الادين اياب مسازو‪ ،‬اا الكلا‬
‫الطيب‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1419‬ها ‪.‬‬

‫التمهيد ملا يف املوطأ من املرشاين واألسانيد لإلمم يب عمار يوساف بان‬ ‫‪‬‬

‫عباداب بان حمماد بان عبدالااااارب بان عمصا النماار القرطبااي ت‬


‫‪463‬ها‪ ،‬حتقياااق‪ :‬مصطفث بن يبمحاد العلاو ‪ ،‬حمماد عباااد الكباري‬
‫البكاار ‪ ،‬وتا ة عمااو األو ااما والشااؤون اإلسااالمية – املةاارب‪،‬‬
‫‪1387‬ها‪.‬‬
‫‪433‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫هتذيب األخالق وتطهري األعراق أل عيل يبمحد بن حمماد بان يعقاوب‬ ‫‪‬‬

‫مسكويو ت ‪421‬ها‪ ،‬حققو و ح غريبو‪ :‬ابن اخلطيب‪ ،‬مكزباة العقمفاة‬


‫الدينية‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬

‫التوحيد لإلمم حممد بن عبدالوهمب ت ‪1206‬ها‪ ،‬حتقياق‪ :‬يب مملاك‬ ‫‪‬‬

‫يبمحد بن عيل بن معناث القفاييل‪ ،‬مكزباة عباما الارمحن بميا‪،‬‬ ‫الريم‬


‫ومكزبة العلو وا ك بمي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1429‬ها‪.‬‬

‫التوضيح رشح خمترص ابن احلاجب خللي بن اسحمن اوند اململكي‬ ‫‪‬‬

‫ت‪776‬ها‪ ،‬حققو‪ :‬يببوالفض الدميمطي يبمحد بان عايل‪ ،‬مركاز الارتاث‬


‫العقميف املةر ‪-‬الدا البيضم ‪ ،‬اا ابن اووت ‪-‬الريمض‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪1433‬ها‪.‬‬
‫التيسري بةح اجلاما الصغري لزين الدين حممد املدعو بعبد الرؤوا بن‬ ‫‪‬‬

‫املنمو القمهر ت‬ ‫تما العم فني بن عيل بن تين العمبدين ا داا‬


‫‪1031‬ها‪ ،‬مكزبة اإلمم الشمفعي – الريمض‪ ،‬الطبعة العملعة‪1408 ،‬هاا‬
‫‪. 1988 -‬‬

‫تيسري الرشزيز احلميد يف رشح كتاب التوحيرد الرذه هرو حرق ا عرىل‬ ‫‪‬‬

‫الرشبيررد للشاايخ سااليامن باان عبااد اب باان حممااد باان عبااد الوهاامب ت‬
‫‪1233‬هااا‪ ،‬حتقيااق‪ :‬تهااري الشاامويش‪ ،‬املكزااب اتسااالمي‪ ،‬بااريوت‪،‬‬
‫امشق‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1423‬ها‪.‬‬

‫تيسري الفقه اجلاما لألختيا ات الفقهية لشيخ اإلسرالم ابرن تيميرة ت‬ ‫‪‬‬

‫‪726‬هر ألمحد موايف دا ابن اجلوزي الطبرشة األوىل ‪1413‬هر‪.‬‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪434‬‬

‫تيسري الكري الرمحن يف تفسري كالم املنان للشيخ عبد الرمحن بن ام‬ ‫‪‬‬

‫بن عباد اب الساعد ت ‪1376‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬عباد الارمحن بان معاال‬


‫اللو ق‪ ،‬مؤسسة الرسملة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1420‬ها‪.‬‬

‫[حرف اجليم]‬
‫جاما بيان الرشل وفضله لإلمم يب عمر يوسف بن عبداب بن حممد بن‬ ‫‪‬‬

‫عبد الرب بن عمص النمر القرطبي ت ‪463‬ها‪ ،‬حتقياق‪ :‬يب األوابمل‬


‫الزهري ‪ ،‬اا ابن اووت ‪ ،‬اململكة العربية الساعواية‪ ،‬الطبعاة األوىل‪،‬‬
‫‪1414‬ها‪.‬‬

‫جاما الرشلوم واحلك يف رشح مخسني حديثا من جواما الكلر لإلمام‬ ‫‪‬‬

‫الساالمي‬
‫اب بان ا سان‪َ ،‬‬ ‫تين الدين عباد الارمحن بان يبمحاد بان‬
‫الدمشقي ا نبيل ت ‪795‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬وعيب األ امؤو‬ ‫البةداا ‪،‬‬
‫‪ -‬ابااراهي باام د‪ ،‬مؤسسااة الرسااملة – بااريوت‪ ،‬الطبعااة الساامبعة‬
‫‪1422‬ها‪.‬‬
‫جالء األفهام يف فضل الصالة والسالم عرىل ممرد خرري األنرام لإلمام‬ ‫‪‬‬

‫حممد بن يب بكر بن يبيوب بن سعد ومد الدين ابان اي اووتياة ت‬


‫‪751‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬واعيب األ امؤو ‪ -‬عباد القاما األ امؤو ‪ ،‬اا‬
‫العروبة – الكويت‪ ،‬الطبعة العم ية‪1407 ،‬ها‪.‬‬

‫مجهرة أنساب الرشرب أل حمماد عايل بان يبمحاد بان ساعيد بان حاز‬ ‫‪‬‬

‫القرطبي الظمهر ت ‪456‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬ونة من العلاام ‪ ،‬اا‬ ‫األ دل‬


‫الكزب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1403 ،‬ها‪.‬‬
‫‪435‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫جوانب من سرية اإلمام عبدالرشزيز بن باز ت ‪1420‬هرر واياة الشايخ‬ ‫‪‬‬

‫حممد بن موسث املوساث‪ ،‬للشايخ حمماد بان اباراهي ا ماد‪ ،‬اا ابان‬
‫خزيمة ‪. 2002‬‬

‫[حرف احلاء]‬
‫حادي األ واح إىل بالد األفراح لإلمم حممد بن يب بكر بن يبياوب بان‬ ‫‪‬‬

‫سعد ومد الدين ابن ي اووتية ت ‪751‬ها‪ ،‬مطبعة املدين‪ ،‬القمهرة‪.‬‬

‫حاشية (األصول الثالثة ملحمد بن عبد الوهاب‪ ،‬للشايخ عباد الارمحن‬ ‫‪‬‬

‫بن حممد بن مس العمصمي القحطمين ا نبيل النجاد ت ‪1392‬هاا‪،‬‬


‫اا الزاح ‪ ،‬الطبعة العم ية‪1423 ،‬ها‪. 2002-‬‬

‫حاشرررية الروض املربا رشح زاد املسرتقنا للشاايخ عبادالرمحن بان‬ ‫‪‬‬

‫حممد بن مس العمصمي ا نبيل النجد ت ‪1392‬ها‪ ،‬الطبعاة األوىل‬


‫‪1397‬ها‪.‬‬

‫حاشية السندي عىل سنن ابن ماجه كفايرة احلاجرة يف رشح سرنن ابرن‬ ‫‪‬‬

‫ماجه للشيخ حممد بان عباد اداما الززاو ‪ ،‬يبباو ا سان او الادين‬
‫السند ت ‪1138‬ها‪ ،‬اا اوي – بريوت‪.‬‬

‫حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرمحن بن حممد بن مس العمصامي‬ ‫‪‬‬

‫القحطمين ا نبيل النجد ت ‪1392‬ها‪ ،‬الطبعة العملعة ‪1408‬ها‪.‬‬

‫عي يبمحد بن عبد اب بن يبمحد بن‬ ‫حلية األولياء وطبقات األصفياء أل‬ ‫‪‬‬

‫اسحمن بان موساث بان مهاران األصابهمين ت ‪430‬هاا‪ ،‬اا الكزاب‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪436‬‬

‫العلمية‪ -‬بريوت ‪1409‬ها‪.‬‬

‫حلية البة يف تا يخ القرن الثالث عةر لعباد الارتان بان حسان بان‬ ‫‪‬‬

‫ابراهي البيطم امليداين الدمشقي ت ‪1335‬هاا‪ ،‬حققاو و ساقو وعلاق‬


‫عليو حفيده‪ :‬حممد هبجة البيطم ‪ -‬من يبعضم جمم اللةاة العربياة‪ ،‬اا‬
‫صما ‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة العم ية ‪1413‬ها ‪. 1993 -‬‬

‫[حرف الدال]‬

‫الدعاء للطرباين لإلمم سليامن بن يبمحد بان يبياوب بان مطاري اللخماي‬ ‫‪‬‬

‫الشممي‪ ،‬يببو القمس الطرباين ت ‪360‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفث عبد القاما‬


‫عطم‪ ،‬اا الكزب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1413‬ها‪.‬‬

‫[حرف الراء]‬
‫م اب الزخمرش ت‬ ‫بيا األبرا ونصوص األخيا للمفرس اللةو‬ ‫‪‬‬

‫‪ 583‬ها‪ ،‬مؤسسة األعلمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1412‬ها‪.‬‬

‫محررة األم رة يف اخررتالف األئمررة أل عبااداب حممااد باان عباادالرمحن‬ ‫‪‬‬

‫الدمشااقي العااعامين الشاامفعي ت ‪780‬هااا‪ ،‬حققااو وعلااق عليااو‪ :‬عاايل‬


‫‪ ،‬مؤسسة الرساملة‪ ،‬باريوت‪ ،‬الطبعاة األوىل‬ ‫الرشبجي‪ ،‬و مس النو‬
‫‪1414‬ها‪.‬‬
‫ا الناوو‬ ‫ياض الصاحلني لإلمم يب تكريم حميي الدين يث بان‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪676‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬واعيب األ اؤو ‪ ،‬مؤسساة الرساملة‪ ،‬باريوت‪،‬‬


‫لبنمن‪ ،‬الطبعة العملعة ‪1419‬ها‪.‬‬
‫‪437‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫[حرف الزاي]‬

‫زاد املستقنا يف اختصا املقنا للشايخ يب النجام موساث بان يبمحاد بان‬ ‫‪‬‬

‫موسث بن سممل بن عيسث بن سممل ا جامو املقاد ‪ ،‬ا الصام ي‪،‬‬


‫العسكر‪،‬‬
‫ا الدين ت ‪968‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن بن عيل بن حممد ّ‬
‫اا الوطن للنرش – الريمض‪.‬‬

‫زاد املرشاد يف هدي خري الرشباد لإلمم حممد بن يب بكار بان يبياوب بان‬ ‫‪‬‬

‫سعد ومد الدين ابن اي اووتياة ت ‪751‬هاا‪ ،‬مؤسساة الرساملة‪،‬‬


‫بريوت ‪ -‬مكزبة املنم اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة السمبعة والعرشون‪،‬‬
‫‪1415‬ها‪.‬‬

‫الزواجر عن اقذاف الكبائر لأل العبمحل يبمحد بن حمماد بان عايل بان‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪974‬هااا‪ ،‬اا الفكر‪،‬الطبعااة‬ ‫حجاار اديزمااي السااعد األ صاام‬


‫األوىل ‪1407‬ها‪.‬‬

‫[حرف السني]‬
‫سبل السالم ملحمد بن اسامعي بن صالح بن حممد ا سني‪ ،‬الكحالين‬ ‫‪‬‬

‫الصنعمين‪ ،‬يب ابراهي ‪ ،‬عاز الادين‪ ،‬املعاروا كأساالفو بامألمري ت‬


‫‪1182‬ها‪ ،‬اا ا ديث‪.‬‬
‫سلسلة األحاديث الصحيحة ويشء مرن فقههرا وفوائردها للشايخ يب‬ ‫‪‬‬

‫الادين‪ ،‬بان ا اما اوح بان جاميت بان دا ‪،‬‬ ‫عبد الرمحن حممد ام‬
‫األلبمين ت ‪1420‬ها‪ ،‬اا املعام ا‪ ،‬الريامض ‪ -‬اململكاة‬ ‫األوقوا‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪438‬‬

‫العربية السعواية‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬

‫سلسلة األحاديث الضرشيفة واملوضوعة وأثرها السيئ يف األمة للشايخ‬ ‫‪‬‬

‫الدين بن ا اما اوح بان جاميت بان دا ‪،‬‬ ‫يب عبد الرمحن حممد م‬
‫األلبمين ت ‪1420‬ها‪ ،‬اا املعام ا‪ ،‬الريامض ‪ -‬اململكاة‬ ‫األوقوا‬
‫العربية السعواية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1412 ،‬ها ‪.‬‬

‫سلسلة التفسري أل عبد اب مصاطفث بان العادول والبمية امليا ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ا وحل صوتية م بزفريةهم مو الشبكة اإلسالمية‪.‬‬

‫سررنن أيب داود لإلمم يب ااوا سليامن بن األواعث بان اساحمن بان‬ ‫‪‬‬

‫الس ِج ْسزمين ت ‪275‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬حمماد‬


‫ّ‬ ‫بشري بن وداا بن عمرو األتا‬
‫حميي الدين عبد ا ميد‪ ،‬املكزبة العيية‪ ،‬صيدا – بريوت‪.‬‬
‫سنن ابن ماجه لإلمم يب عبد اب حممد بن يزيد القزويني ت ‪273‬هاا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫حتقيق‪ :‬حممد فاؤاا عباد البام ي‪ ،‬اا احيام الكزاب العربياة ‪ -‬فيصا‬
‫عيسث البم ا لبي‪.‬‬
‫سنن الذمذي لإلمم حممد بن عيسث بن َس ْو ة بن موسث بن الضاحم‬ ‫‪‬‬

‫الرتمر يب عيسث املزوىف‪279 :‬ها‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬يبمحد حمماد وامكر‬


‫كة مكزبة ومطبعة مصطفث البم ا لباي – ميا‪ ،‬الطبعاة‬ ‫وةمعة‪،‬‬
‫العم ية ‪ 1395‬ها ‪.‬‬

‫سرنن الدا قطني أل ا سن عيل بان عمار بان يبمحاد بان مهاد بان‬ ‫‪‬‬

‫مسعوا بن النعامن بن اينم البةاداا الادا طني ت ‪385‬هاا‪ ،‬حققاو‬


‫‪439‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫وةبط صو وعلق عليو‪ :‬وعيب ات ؤو ‪ ،‬حسن عبد املانع والبي‪،‬‬


‫عبد اللطيف حرت اب‪ ،‬يبمحد برهو ‪ ،‬مؤسسة الرسملة‪ ،‬بريوت – لبنامن‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1424‬ها ‪.‬‬

‫سرنن الدا مي أو مسرند الردا مي لإلمام يب حمماد عباد اب بان عباد‬ ‫‪‬‬

‫الرمحن بان الفضا بان َهبارا بان عباد الصامد الادا مي‪ ،‬الزميماي‬
‫السامر ند ت ‪255‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬حساني سالي يبساد الادا اين‪ ،‬اا‬
‫املةنااي للنرش ا والزوتي ا ‪ ،‬اململكااة العربيااة السااعواية‪ ،‬الطبعااة األوىل‬
‫‪ 1412‬ها ‪.‬‬

‫السررنن الكررربه لإلماام يبمحااد باان ا سااني باان عاايل باان موسااث‬ ‫‪‬‬

‫رس ْو ِ را اخلراسمين‪ ،‬يب بكر البيهقي ت ‪458‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬حمماد‬ ‫اخلُ ْ َ‬


‫عبد القما عطم‪ ،‬اا الكزب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنامن‪ ،‬الطبعاة العملعاة‪،‬‬
‫‪1424‬ها‪.‬‬

‫السررنن الصررغره لإلماام يبمحااد باان ا سااني باان عاايل باان موسااث‬ ‫‪‬‬

‫رس ا ْو ِ را اخلراساامين‪ ،‬يببااو بكاار البيهقااي ت ‪458‬هااا‪ ،‬حتقيااق‪:‬‬


‫اخلُ ْ َ‬
‫عبداملعطي يبماني لعجاي‪ ،‬ممعاة الد اسامت اإلساالمية‪ ،‬كرات ا ا‬
‫بمكسزمن‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1410‬ها‪.‬‬
‫سنن النسائي الصغره (املجتبى مرن السرنن‪ ،‬لإلمام يب عباد الارمحن‬ ‫‪‬‬

‫يبمحد بن وعيب بن عيل اخلراسمين‪ ،‬النسمئي ت ‪303‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬عباد‬


‫الفزمح يببو غدة‪ ،‬مكزب املطبوعمت اإلسالمية – حلب‪ ،‬الطبعة العم ياة‪،‬‬
‫‪1406‬ها‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪440‬‬

‫سنن النسائي الكربه لإلمم يب عبد الرمحن يبمحد بن واعيب بان عايل‬ ‫‪‬‬

‫اخلراسمين‪ ،‬النسامئي ت ‪303‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬حسان عباد املانع والبي‪،‬‬


‫مؤسسة الرسملة – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1421 ،‬ها‪.‬‬

‫سري أعالم النبالء لإلمم ومد الدين يببو عبد اب حمماد بان يبمحاد بان‬ ‫‪‬‬

‫ععامن بن َ م ْيامت الارهبي ت ‪748‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬جمموعاة مان املحققاني‬


‫بإ اا الشيخ وعيب األ مؤو ‪ ،‬مؤسسة الرساملة‪ ،‬الطبعاة العملعاة ‪،‬‬
‫‪ 1405‬ها ‪.‬‬

‫[حرف الشني]‬

‫رشح األ برشني النووية للشيخ حممد بن صامل بان حمماد الععيماني ت‬ ‫‪‬‬

‫‪1421‬ها‪ ،‬اا العريم للنرش‪.‬‬


‫رشح األ برشني النووية يف األحاديرث الصرحيحة النبويرة لإلمام تقاي‬ ‫‪‬‬

‫الدين يببو الفز حممد بن عيل بن وهب بن مطيا القشاري ‪ ،‬املعاروا‬


‫باامبن ا يااق العيااد ت ‪702‬هااا‪ ،‬مؤسسااة الرياامن‪ ،‬الطبعااة السماسااة‬
‫‪1424‬ها ‪.‬‬

‫رشح ثالثررة األصررول للشاايخ عبااد العزيااز باان عبااد اب باان باامت ت‬ ‫‪‬‬

‫‪1420‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬عيل بن صمل بن عبد ادما املر ‪ -‬ويبمحد بن عبد‬


‫العزيز بن عبد اب بن بمت‪ ،‬اا املسري‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1418‬ها ‪.‬‬

‫رشح ياض الصاحلني للشيخ حممد بن صمل بان حمماد الععيماني ت‬ ‫‪‬‬

‫‪1421‬ها‪ ،‬اا الوطن للنرش‪ ،‬الريمض‪ ،‬الطبعة ‪ 1426‬ها‪.‬‬


‫‪441‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫رشح الز كيش عىل خمترص اخلرقي يف الفقه عىل مذهب اإلمام أمحد برن‬ ‫‪‬‬

‫حنبل لشرمس الردين ممرد برن عبردا الز كيشر املرصري احلنرب‬
‫ت‪772‬هر حتقيق وختريج‪ :‬عبدا بن عبدالرمحن اجلربين‪.‬‬

‫رشح السنة لإلمم يب حممد ا سني بان مساعوا بان حمماد بان الفارا‬ ‫‪‬‬

‫البةااو الشمفعي ت ‪516‬ها‪ ،‬حتقياااق‪ :‬واعيب األ اؤو ‪ -‬حمماد‬


‫تهري الشاااامويش‪ ،‬املكزاب اإلساالمي – امشااق‪ ،‬باريوت‪ ،‬الطبعاة‬
‫العم ية ‪1403‬ها‪.‬‬

‫رشح رشوط الصررالة وأ كاهنررا وواجباهتررا لشرريخ اإلسررالم ممررد بررن‬ ‫‪‬‬

‫عبدالوهاب للشيخ عبد املحسن بن محد بن عبد املحسان بان عباد اب‬
‫بن محد العبما البد ‪ ،‬فهرسة مكزبة امللك فهاد الوطنياة‪ ،‬الطبعاة األوىل‬
‫‪1425‬ها‪.‬‬

‫رشح صحيح البخا ي البن بطال أل ا سن عيل بن خلف بان عباد‬ ‫‪‬‬

‫امللك ت ‪449‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬يببو متي يمرس بن اباراهي ‪ ،‬مكزباة الرواد ‪-‬‬
‫السعواية‪ ،‬الريمض‪ ،‬الطبعة العم ية ‪1423‬ها‪.‬‬

‫رشح الرشقيدة الواسطية للشيخ حممد بن صمل بان حمماد الععيماني ت‬ ‫‪‬‬

‫‪1421‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬سعد فاوات الصامي ‪ ،‬اا ابان اواوت ‪ ،‬الريامض‪،‬‬


‫اململكة العربية السعواية‪ ،‬الطبعة اخلممسة ‪1419‬ها‪.‬‬

‫رشح عمدة الفقه (من كتاب الطهاة واحلج‪ ،‬لشيخ اإلسال يب العبمحل‬ ‫‪‬‬

‫يبمحد بن عبدا لي بن عبسدالسال ابن تيمية ا راين ا نبيل الدمشاقي‬


‫ت‪728‬ها حتقيق‪ :‬ا‪ .‬سعوا بن صامل العطيشامن‪ ،‬مكزباة العبيكامن‪،‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪442‬‬

‫الريمض‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1413‬ها‪.‬‬

‫الةح املمتا عىل زاد املستقنا للشيخ حممد بن ععيماني ت ‪1421‬هاا ‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫عنميااة مؤسسااة الشاايخ حممااد باان صاامل الععيمااني اخلرييااة‪ ،‬اا اباان‬
‫اووت ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1422‬ها‪.‬‬
‫الةيرشة لإلمم يب بكر حممد بن ا سني بن عبد اب اآل ُ ِّر ُّ البةاداا‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪360‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكزو عبد اب بن عمر بن سليامن الادميجي‪ ،‬اا‬


‫الوطن ‪ -‬الريمض‪ ،‬الطبعة العم ية ‪1420‬ها‪.‬‬

‫او ِ را‬
‫رس ْ‬
‫شرشب اإليامن لإلمم يبمحد بن ا سني بن عيل بن موسث اخلُ ْ َ‬ ‫‪‬‬

‫اخلراسمين‪ ،‬يب بكر البيهقي ت ‪458‬ها‪ ،‬حققو و ا صوصو وخرا‬


‫يبحمايعو‪ :‬الدكزو عبد العايل عباد ا مياد حمماد‪ ،‬يب ا عا حتقيقاو‬
‫وختريج يبحمايعو‪ :‬خمزم يبمحد الندو ‪ ،‬صمحب الدا السلفية ببومبم –‬
‫ادند‪ ،‬مكزباة الرواد للنرشا والزوتيا بملريامض بملزعامون ما الادا‬
‫السلفية ببومبم بمدند‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1423‬ها ‪.‬‬
‫[حرف الصاد]‬

‫صحيرررح األدب املفرد لإلمم املحدث حممد بن اسامعي بن اباراهي‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬يبباو عباد اب ت ‪256‬هاا‪ ،‬حقاق يبحمايعاو وعلاق‬ ‫بن املةرية البخم‬


‫الدين األلبمين‪ ،‬اا الصديق للنرش والزوتي ‪ ،‬الطبعاة‬ ‫عليو‪ :‬حممد م‬
‫الرابعة ‪ 1418‬ها ‪.‬‬

‫صحيرررح ابن حبان بذتيب ابن بلبان ملحمد بن حبامن بان يبمحاد بان‬ ‫‪‬‬
‫‪443‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫حبمن بان معامذ بان َم ْعبادَ ‪ ،‬الزميماي‪ ،‬يبباو حامت ‪ ،‬الادا مي‪ ،‬ال ُبسازي‬
‫‪354‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬وعيب األ ؤو ‪ ،‬مؤسسة الرسملة – بريوت‪ ،‬الطبعة‬
‫العم ية ‪1414‬ها‪.‬‬

‫صحيح ابن خزيمة لإلمم يب بكر حممد بن اساحمن بان خزيماة بان‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪311‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬ا‪.‬‬ ‫املةرية بن صمل بن بكر السلمي النيسمبو‬


‫حممد مصطفث األعظمي‪ ،‬املكزب اإلسالمي – بريوت‪.‬‬

‫صحيح البخا ي (اومم املسند الصحي املخزي مان يبماو ساول‬ ‫‪‬‬

‫اب ص اب عليو وسل وسننو ويبيممو)‪ ،‬لإلمم حممد بان اساامعي يبباو‬
‫‪،‬‬ ‫النم‬ ‫اوعفي ت‪ ،256‬حتقيق‪ :‬حممد تهري بن م‬ ‫عبداب البخم‬
‫اا طون النجمة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1422 ،‬ها‪.‬‬
‫الادين األلبامين ت‬ ‫صحيح الذغيب والذهيب للمحدث حممد م‬ ‫‪‬‬

‫‪1420‬ها‪ ،‬مكزبة املعم ا – الريمض‪ ،‬الطبعة اخلممسة‪.‬‬

‫صحيرررح اجلراما الصرغري وزياداتره أل عباد الارمحن حمماد ام‬ ‫‪‬‬

‫األلباامين‬ ‫الاادين‪ ،‬باان ا ااما ااوح باان جااميت باان دا األوااقوا‬


‫ت‪1420‬ها‪ ،‬املكزب اإلسالمي‪.‬‬

‫صحيح مسل (املسند الصحي املخزي بنقا العادل عان العادل اىل‬ ‫‪‬‬

‫سول اب ص اب عليو وسل )‪ ،‬لإلمم مسل بن ا جما يبباو ا سان‬


‫ت ‪261‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاا عباد البام ي‪ ،‬اا‬ ‫القشري النيسمبو‬
‫احيم الرتاث العر – بريوت‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪444‬‬

‫صفة اجلنة لإلمم يب عي يبمحد بن عبد اب بان يبمحاد بان اساحمن بان‬ ‫‪‬‬

‫موسث بن مهران األصبهمين ت ‪430‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬عيل ةم عبد اب‪ ،‬اا‬


‫املأمون للرتاث ‪ -‬امشق ‪ /‬سو يم‪.‬‬

‫صفة صالة النبي صىل ا عليه وسل مرن التكبرري إىل التسرلي كأنرك‬ ‫‪‬‬

‫الادين األلبامين ت ‪1420‬هاا‪ ،‬مكزباة‬ ‫تراها للمحادث حمماد ام‬


‫املعم ا للنرش والزوتي – الريمض‪.‬‬

‫الصالة وأحكام تا كها لإلمم حممد بن يب بكر بان يبياوب بان ساعد‬ ‫‪‬‬

‫ومد الادين ابان اي اووتياة ت ‪751‬هاا‪ ،‬مكزباة العقمفاة بمملديناة‬


‫املنو ة‪.‬‬

‫[حرف الضاد]‬
‫ضرشيرف األدب املفرد لإلمم املحدث حممد بن اساامعي بان اباراهي‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬يبباو عباد اب ت ‪256‬هاا‪ ،‬حقاق يبحمايعاو وعلاق‬ ‫بن املةرية البخم‬


‫الدين األلبمين‪ ،‬اا الصديق للنرش والزوتي ‪ ،‬الطبعاة‬ ‫عليو‪ :‬حممد م‬
‫الرابعة ‪ 1419‬ها ‪.‬‬

‫الدين بان‬ ‫ضرشيف اجلاما الصغري وزيادته أل عبد الرمحن حممد م‬ ‫‪‬‬

‫األلبمين ت‪1420‬هاا‪ ،‬يب ا‬ ‫ا ما وح بن جميت بن دا األوقوا‬


‫ع طبعو‪ :‬تهري الشمويش‪ ،‬املكزب اإلسالمي‪.‬‬

‫[حرف العني]‬

‫عقد اجلواهر الثمينة يف مذهب عاا املدينرة واالل الادين عباداب بان‬ ‫‪‬‬
‫‪445‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫ج بن ومحل ت ‪616‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬يب‪.‬ا محيد بن حممد مر‪ ،‬اا الةرب‬


‫اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1423‬ها‪.‬‬

‫علل الدا قطني (الرشلل الوا دة يف األحاديث النبوية‪ ،‬لإلمم يب ا سن‬ ‫‪‬‬

‫عيل بن عمر بن يبمحاد بان مهاد بان مساعوا بان الانعامن بان اينام‬
‫البةداا الدا طني ت ‪385‬ها‪ ،‬حتقيق وختريج‪ :‬حمفوظ الارمحن تيان‬
‫اب السلفي‪ ،‬اا طيبة – الريمض‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1405‬ها‪.‬‬

‫[حرف الغني]‬

‫غذاء األلباب يف رشح منظومة اآلداب للشيخ ومد الدين‪ ،‬يب العاون‬ ‫‪‬‬

‫حممد بن يبمحد بان ساممل السااافم يني ا نابيل ت ‪1188‬هاا‪ ،‬مؤسساة‬


‫رطبة – مي‪ ،‬الطبعة العم ية ‪ 1414‬ها‪.‬‬
‫غريررب احلررديث أل حممااد عبااد اب باان مساال باان زيبااة الاادينو‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬مطبعة العمين – بةداا‪ ،‬الطبعة‬ ‫ت‪276‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬ا‪ .‬عبد اب اوبو‬


‫األوىل ‪1397‬ها‪.‬‬
‫[حرف الفاء]‬

‫الفتاوه الكربه البن تيمية لزقي الدين يببو العبمحل يبمحد بن عبد ا لي‬ ‫‪‬‬

‫بن عبد السال بن عبد اب بن يب القمس بن حمماد ابان تيمياة ا اراين‬


‫ا ناابيل الدمشااقي ت ‪728‬هااا‪ ،‬اا الكزااب العلميااة‪ ،‬الطبعااة األوىل‪،‬‬
‫‪1408‬ها‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪446‬‬

‫فترراوه نررو عررىل الررد ب للشاايخ عبااد العزيااز باان عبااد اب باان باامت‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪1420‬ها‪ ،‬ةعهم‪ :‬ا حممد بن سعد الشويعر‪ ،‬د دم‪ :‬عبد العزيز بن‬
‫عبد اب بن حممد دل الشيخ‪.‬‬

‫فتح البا ي رشح صحيح البخا ي للحمفظ يبمحد بن عيل بان حجار يب‬ ‫‪‬‬

‫الفض العسقالين الشمفعي‪ ،‬اا املعرفة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ا كزباو ويببواباو‬


‫ويبحمايعو‪ :‬حممد فؤاا عبد البم ي‪ ،‬م بإخرا و وصححو ويب ا عا‬
‫طبعو‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪ ،‬عليو تعليقامت العالماة‪ :‬عباد العزياز بان‬
‫عبداب بن بمت‪.‬‬

‫فتررح املجيد رشح كتاب التوحيد للشيخ عباد الارمحن بان حسان بان‬ ‫‪‬‬

‫حممد بن عبد الوهمب بن سليامن الزميمي ت ‪1285‬ها‪ ،‬حتقياق‪ :‬حمماد‬


‫حممد الفقي‪ ،‬مطبعة السنة املحمدية‪ ،‬القمهرة‪ ،‬ميا‪ ،‬الطبعاة السامبعة‬
‫‪1377‬ها‪.‬‬

‫الفتح الرباين رشح ترتيب مسند اإلمرام أمحرد برن حنبرل الشريباين مرا‬ ‫‪‬‬

‫رشحه بلوغ األماين من أرسا الفتح الرباين للشيخ يبمحد بن عبادالرمحن‬


‫البنم الشهري بملسمعميت ت‪1378‬ها‪ ،‬اعزنث بو حسامن عباداملنمن‪ ،‬بيات‬
‫األفكم الدويل‪.‬‬
‫فقه الشيخ ابن سرشدي محه ا ت ‪1376‬ها‪ ،‬للدكزو عبداب بن حممد‬ ‫‪‬‬

‫الطيم والدكزو سليامن بن عبداب دبم اخلي ‪ ،‬اا العمصامة‪ ،‬الريامض‪،‬‬


‫الطبعة األوىل ‪1416‬ها‪.‬‬
‫فقه الرشبادات للشيخ حممد بن صمل الععيماني ت ‪1421‬هاا‪ ،‬حتقياق‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪447‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫حممد حممد تممر‪ ،‬مكزبة اإليامن‪ ،‬املنصو ة‪.‬‬

‫فرريا القرردير رشح اجلرراما الصررغري لاازين الاادين حممااد املاادعو‬ ‫‪‬‬

‫ا‬ ‫بعبدالرؤوا بن تما العم فني بن عيل بن تيان العمبادين ا اداا‬


‫املنامو القامهر ت ‪1031‬هاا‪ ،‬املكزباة الزجم ياة الكاربل – ميا‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1356 ،‬ها‪.‬‬

‫[حرف القاف]‬

‫القاموس املحيط ملجد الدين يببو طمهر حممد بن يعقوب الفريوتدبامال‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪817‬هااا‪ ،‬حتقيااق‪ :‬مكزااب حتقيااق الاارتاث يف مؤسسااة الرسااملة‪،‬‬


‫بإ اا‪ :‬حممد عي العر ُسو ‪ ،‬مؤسساة الرساملة للطبمعاة والنرشا‬
‫والزوتي ‪ ،‬بريوت – لبنمن‪ ،‬الطبعة العممنة‪1426 ،‬ها‪.‬‬

‫القررول السررديد رشح كترراب التوحيررد للعااممل الشاايخ يب عبااد اب‬ ‫‪‬‬

‫بان محاد دل ساعد ت‬ ‫بان عباد اب بان ام‬ ‫عبدالرمحن بن ام‬


‫‪1376‬ها‪ ،‬وتا ة الشئون اإلسالمية واألو ما والادعوة واإل واما ‪-‬‬
‫اململكة العربية السعواية‪ ،‬الطبعة العم ية ‪1421‬ها‪.‬‬

‫القررول السرررررديد يف الرررد عررىل مررن أنكررر تقسرري التوحيررد للشاايخ‬ ‫‪‬‬

‫عبدالرتان بن عباد املحسان الباد ‪ ،‬اا ابان القاي ‪ ،‬الادمم ‪ ،‬اململكاة‬


‫العربيااة السااعواية‪ ،‬اا اباان عفاامن‪ ،‬القاامهرة‪ ،‬مي ا‪ ،‬الطبعااة العملعااة‬
‫‪1422‬ها‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪448‬‬

‫القول املفيد عىل كتاب التوحيرد للشايخ حمماد بان صامل بان حمماد‬ ‫‪‬‬

‫الععيمني ت‪1421‬ها‪ ،‬اا ابن اووت ‪ ،‬الريمض‪ ،‬الطبعة العم ياة حمار‬
‫‪1424‬ها‪.‬‬

‫[حرف امليم]‬
‫املبدع يف رشح املقنا أل اسحمن برهمن الدين ابراهي بان حمماد بان‬ ‫‪‬‬

‫عبااداب باان مفلا املااؤ ت ا ناابيل ت‪884‬هااا‪ ،‬املكزااب اإلسااالمي‪،‬‬


‫‪. 1980‬‬

‫املبسرروط ملحمااد باان يبمحااد باان يب سااه واامد األئمااة الرسخ ا‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪483‬ها اا املعرفة – بريوت‪1414 ،‬ها‪.‬‬

‫متن القصيدة النونية أل بكر حممد بن يبيوب بان ساعد وامد الادين‬ ‫‪‬‬

‫ابن ي اووتية ت ‪751‬ها‪ ،‬مكزبة ابن تيمية‪ ،‬القامهرة‪ ،‬الطبعاة العم ياة‬
‫‪1417‬ها‪.‬‬

‫املجىل يف رشح القواعد املثىل يف صرفات ا وأسرامئه احلسرنى‪ ،‬لكمملاة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬مرا عة‪ :‬الدكزو عبدالرمحن بن صمل املحماوا والادكزو‬ ‫الكوا‬


‫عمئض القرين‪ ،‬اا ابن حز ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪. 2002‬‬

‫جمما الزوائد ومنبا الفوائد لإلمم يب ا سن او الادين عايل بان يب‬ ‫‪‬‬

‫بكر بن سليامن اديعمي ت ‪807‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬حسام الادين القاد ‪،‬‬


‫مكزبة القد ‪ ،‬القمهرة‪1414 ،‬ها‪.‬‬

‫جمموع تفسري يات القر ن الكري لسامحة الشيخ عبدالعزيز بن عباداب‬ ‫‪‬‬
‫‪449‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫بن بمت – محو اب‪ ،-‬بإ اا الدكزو عبدالعزيز بان حمماد السادحمن‪،‬‬
‫ة وترتيب يزيد بن حممد الراعمن‪ ،‬مادا الاوطن للنرشا‪-‬الريامض‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1434‬ها‪.‬‬

‫جمموع الفتاوه لإلمم تقي الدين يب العبمحل يبمحد بن عباد ا لاي بان‬ ‫‪‬‬

‫تيمية ا راين ت ‪728‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن مس ‪ ،‬جمم‬


‫امللك فهد لطبمعة املصحف الرشيف‪ ،‬املدينة النبوياة‪ ،‬اململكاة العربياة‬
‫السعواية‪1416 ،‬ها‪.‬‬

‫جمموع فتاوه و سائل الشيخ ممد بن صرالح برن ممرد الرشثيمرني ت‬ ‫‪‬‬

‫بان اباراهي الساليامن‪ ،‬اا‬ ‫‪1421‬ها‪ ،‬ة وترتيب ‪ :‬فهاد بان ام‬
‫الوطن ‪ -‬اا العريم‪ 1413 ،‬ها‪.‬‬
‫جمموع فتاوه ومقاالت متنوعة لإلمم عبد العزيز بن عباداب بان بامت‬ ‫‪‬‬

‫ت‪1420‬ها‪ ،‬يب ا ع ةعو وطبعو‪ :‬حممد بن سعد الشويعر‪ ،‬طبمعاة‬


‫الرئمسة العممة للبحوث العلمية واإلفزم بملريمض‪.‬‬
‫خمتا الصحاح لزين الدين يببو عبد اب حممد بن يب بكر بن عبد القاما‬ ‫‪‬‬

‫ا نفاي الاارات ت ‪666‬هاا‪ ،‬حتقيااق‪ :‬يوساف الشاايخ حمماد‪ ،‬املكزبااة‬


‫العيااية ‪ -‬الاادا النموذ يااة‪ ،‬بااريوت – صاايدا‪ ،‬الطبعااة اخلممسااة‪،‬‬
‫‪1420‬ها‪.‬‬

‫خمترص اإلنصاف والةرح الكبرري (مطباو ةامن جمموعاة مؤلفامت‬ ‫‪‬‬

‫الشاايخ حممااد باان عبااد الوهاامب‪ ،‬اوااز العاامين) لإلماام حممااد باان‬
‫عبدالوهمب بن سليامن الزميمي النجاد ت ‪1206‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬عباد‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪450‬‬

‫العزيز بن تيد الروماي‪ ،‬ا‪ .‬حمماد بلزام ي‪ ،‬ا‪ .‬سايد حجامب‪ ،‬مطامب‬
‫الريمض – الريمض‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬

‫مدا ج السالكني بني منازل إياك نرشبد وإياك نسترشني لإلمام حمماد بان‬ ‫‪‬‬

‫يب بكر بن يبيوب بن سعد ومد الدين ابن ي اووتياة ت ‪751‬هاا‪،‬‬


‫حتقيق‪ :‬حممد املعزص بمب البةداا ‪ ،‬اا الكزامب العار – باريوت‪،‬‬
‫الطبعة العملعة‪1416 ،‬ها‪.‬‬

‫املدونة لإلمم مملك بن يب د بن مملك بان عاممر األصابحي املادين ت‬ ‫‪‬‬

‫‪179‬ها‪ ،‬اا الكزب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1415‬ها‪.‬‬

‫املراسيل لإلمم يب ااوا سليامن بن األوعث بن اسحمن بان بشاري بان‬ ‫‪‬‬

‫الس ِج ْساازمين ت ‪275‬هااا‪ ،‬حتقيااق‪ :‬وااعيب‬


‫ِّ‬ ‫وااداا باان عماارو األتا‬
‫األ مؤو ‪ ،‬مؤسسة الرسملة – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1408‬ها‪.‬‬

‫مرقاة املفاتيح رشح مشكاة املصابيح للشيخ عيل بن (سلطمن) حممد يب‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪1014‬هاا‪ ،‬اا الفكار‪،‬‬ ‫ا سن او الادين املاال ادارو القام‬


‫بريوت – لبنمن‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1422‬ها ‪.‬‬

‫مسررائل اإلمررام أمحررد وايرررررة أيب داود السجسررتاين لإلماام يب ااوا‬ ‫‪‬‬

‫سليامن بن األوعث بن اسحمن بن بشري بن واداا بان عمارو األتا‬


‫الس ِج ْسزمين ت ‪275‬ها‪ ،‬حتقياق‪ :‬يب معامذ طام ن بان عاوض اب بان‬
‫ِّ‬
‫حممد‪ ،‬مكزبة ابن تيمية‪ ،‬مي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1420‬ها‪.‬‬

‫مسائل أمحد بن حنبل واية ابنه عبد ا لعباداب بان اإلمام يبمحاد بان‬ ‫‪‬‬
‫‪451‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫حممد بن حنب بن هالل بن يبسد الشايبمين ت ‪241‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬تهاري‬


‫الشمويش‪ ،‬املكزب اإلسالمي – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1401 ،‬ها ‪.‬‬

‫املستد ك عىل الصحيحني ت عبد اب ا امك حمماد بان عباد اب بان‬ ‫‪‬‬

‫حممد بن محدويو بان ُعاي بان ا كا الضابي الطهاامين النيسامبو‬


‫املعروا بمبن البي ت ‪405‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفث عبد القما عطام‪ ،‬اا‬
‫الكزب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1411 ،‬ها‪.‬‬

‫مسررتخرج أيب عوانررة أل عوا ااة يعقااوب باان اسااحمن باان ابااراهي‬ ‫‪‬‬

‫اإلساافراييني ت ‪316‬هااا‪ ،‬حتقيااق‪ :‬يبيماان باان عاام ا‬ ‫النيساامبو‬


‫الدمشقي‪ ،‬اا املعرفة – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1419 ،‬ها‪.‬‬

‫املسرررتد ك عرىل الصرحيحني لإلمام يب عباد اب ا امك حمماد بان‬ ‫‪‬‬

‫عبداب بن حمماد بان محدوياو بان ُعاي بان ا كا الضابي الطهاامين‬


‫املعروا بمبن البيا ت ‪405‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬مصاطفث عباد‬ ‫النيسمبو‬
‫القما عطم‪ ،‬اا الكزب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1411‬ها‪.‬‬
‫املستد ك عىل جمموع فتاوه شيخ اإلسالم لزقي الادين يبمحاد بان عباد‬ ‫‪‬‬

‫ا لي بن تيمية ا راين ت ‪728‬هاا‪ ،‬ةعاو و تباو وطبعاو‪ :‬حمماد بان‬


‫عبدالرمحن بن مس ت‪1421‬ها‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1418 ،‬ها‪.‬‬
‫مسند اإلمام أمحرررد بن حنبل لإلمم يب عباد اب يبمحاد بان حمماد بان‬ ‫‪‬‬

‫حنب ا باان ه ااالل باان يبسااد الشاايبمين ت ‪241‬هااا‪ ،‬حتقيااق‪ :‬وااعيب‬


‫األ ؤو وعمال مرود ودخرون‪ ،‬ا اا‪ :‬ا عبد اب بان عبداملحسان‬
‫الرتكي‪ ،‬مؤسسة الرسملة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1421‬ها‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪452‬‬

‫مسرند أيب يرشىل لإلمم يب يع يبمحد بان عايل بان امل ُعناث بان ياث بان‬ ‫‪‬‬

‫عيسث بن هالل الزميمي‪ ،‬املوصيل ت ‪307‬ها‪ ،‬حتقياق‪ :‬حساني سالي‬


‫يبسد‪ ،‬اا املأمون للرتاث – امشق‪ ،‬الطبعة األوىل‪1404 ،‬ها‪.‬‬

‫مسرند البزا املنشرو باس البحرر الزخرا لإلمام يب بكار يبمحاد بان‬ ‫‪‬‬

‫عمرو بن عبد اخلملق بن خالا بن عبيد اب العزكي املعروا باملبزا ت‬


‫‪292‬ها‪ ،‬مكزبة العلو وا ك – املدينة املنو ة‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬

‫مسند الشافرشي لإلمم يب عبد اب حمماد بان اا ياد بان العبامحل بان‬ ‫‪‬‬

‫املكاي ت‬ ‫ععامن بن ومف بن عبد املطلب بن عبد منما املطلبي القر‬


‫‪204‬ها‪ ،‬اا الكزب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنمن‪ 1400 ،‬ها‪.‬‬

‫املفردات يف غريرب القرر ن أل القمسا ا ساني بان حمماد املعاروا‬ ‫‪‬‬

‫بملراغب األصفهم ث ت ‪502‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬صفوان عد من الداوا ‪ ،‬اا‬


‫القل ‪ ،‬الدا الشممية ‪ -‬امشق بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1412‬ها‪.‬‬

‫مشكاة املصابيح ملحمد بن عبد اب اخلطيب العمر ‪ ،‬يببو عباد اب‪ ،‬ويل‬ ‫‪‬‬

‫الادين األلبامين‪،‬‬ ‫الدين‪ ،‬الزربياز ت ‪741‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬حمماد ام‬


‫املكزب اإلسالمي – بريوت‪ ،‬الطبعة العملعة‪. 1985 ،‬‬

‫املصباح املنري يف غريب الةح الكبري أل العبمحل يبمحاد بان حمماد بان‬ ‫‪‬‬

‫عاايل الفيااومي ا ا مااو ‪ ،‬يببااو العباامحل ت حااو ‪770‬هااا‪ ،‬املكزبااة‬


‫العلمية‪ -‬بريوت‪.‬‬

‫مصنف ابن أيب شيبة (الكتاب املصنف يف األحاديرث واآلثرا ‪ ،‬لإلمام‬ ‫‪‬‬
‫‪453‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫يب بكر بن يب وايبة‪ ،‬عباد اب بان حمماد بان اباراهي بان عاعامن بان‬
‫ت ‪235‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬كاامل يوساف ا اوت‪ ،‬مكزباة‬ ‫خواسزي العب‬
‫الرود – الريمض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1409 ،‬ها‪.‬‬

‫مصنف عبدالرزاق لإلمام يب بكار عباد الارتان بان بام بان امف‬ ‫‪‬‬

‫ا مااري الاايامين الصاانعمين ت ‪211‬هااا‪ ،‬حتقيااق‪ :‬حبيااب الاارمحن‬


‫األعظمي‪ ،‬املكزب اإلسالمي – بريوت‪ ،‬الطبعة العم ية ‪1403‬ها‪.‬‬

‫املطلا عىل أبواب املقنا أل عبداب حممد بن يب الفاز لابعيل ا نابيل‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪709‬هااا‪ ،‬حتقيااق‪ :‬حممااوا األ اامؤو ويمسااني اخلطيااب‪ ،‬مكزبااة‬


‫السواا للزوتي ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1432‬ها‪.‬‬

‫مرشاا السنن وهو رشح سنن أيب داود أل ساليامن محاد بان حمماد بان‬ ‫‪‬‬

‫ابراهي بن اخلطمب البسزي املعاروا بمخلطام ت ‪388‬هااا املطبعاة‬


‫العلمية – حلب‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1351‬ها‪.‬‬

‫املرشج الكبري لإلمم سليامن بان يبمحاد بان يبياوب بان مطاري اللخماي‬ ‫‪‬‬

‫الشممي‪ ،‬يب القمس الطرباين ت ‪360‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬محد بن عبد املجياد‬


‫السلفي‪ ،‬مكزبة ابن تيمية – القمهرة‪.‬‬

‫املغني للفقيو يب حممد موفق الدين عبد اب بن يبمحد بن حممد بان داماة‬ ‫‪‬‬

‫ت‬ ‫الدمشقي ا نبيل‪ ،‬الشهري بمبن داماة املقاد‬ ‫اوامعييل املقد‬


‫‪620‬ها‪ ،‬مكزبة القمهرة‪.‬‬

‫املغني للفقيو يب حممد موفق الدين عبد اب بن يبمحد بن حممد بان داماة‬ ‫‪‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪454‬‬

‫ت‬ ‫الدمشقي ا نبيل‪ ،‬الشهري بمبن داماة املقاد‬ ‫اوامعييل املقد‬


‫‪620‬ها‪ ،‬طبعة بيت األفكم الدولية‪.‬‬

‫املفه ملا أشكل من تلخيص كتاب مسل أليب الرشباس أمحد بن عمر بن‬ ‫‪‬‬

‫إبراهي القرطبي ت‪656‬هر حتقيق‪ :‬مي الدين مستو ويوسرف بردوي‬


‫و خرين دا ابن كثري ودا الكل الطيب دمشق‪.‬‬

‫مكا م األخالق تبن يب الد يم يب بكر عبد اب بن حممد بان عبياد بان‬ ‫‪‬‬

‫ت ‪281‬ها حتقياق‪ :‬جماد‬ ‫سفيمن بن يد البةداا األمو القر‬


‫السيد ابراهي ‪ ،‬مكزبة القردن‪ ،‬القمهرة‪.‬‬

‫املنتقى يف األحكام الةعية مرن كرالم خرري الربيرة ‪ ‬جماد الادين يب‬ ‫‪‬‬

‫الربكمت عبدالسال بن تيمية ا راين ت ‪652‬هاا‪ ،‬حتقياق‪ :‬طام ن بان‬


‫عوض اب بن حممد‪ ،‬اا ابن اووت ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1423‬ها‪.‬‬

‫منحة احلميد يف تقريب كتاب التوحيد خملد بن عبداب الدبيخي‪ ،‬ريبه‬ ‫‪‬‬

‫وعلق عليو الشايخ ا‪ .‬عبادالعزيز بان حمماد دل عباداللطيف‪ ،‬اا بان‬


‫اووت ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1433‬ها‪.‬‬

‫منحة الرشرالم يف رشح بلروغ املررام عباداب بان صامل الفاوتان‪ ،‬اا‬ ‫‪‬‬

‫اووت ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1427‬ها‪.‬‬


‫املنهرراج رشح صحيح مسل بن احلجراج لإلمام تكريام حمياي الادين‬ ‫‪‬‬

‫ا النااوو ت ‪676‬هااا‪ ،‬اا احياام الاارتاث العاار –‬ ‫ي اث باان‬


‫بريوت‪ ،‬الطبعة العم ية ‪1392‬ها‪.‬‬
‫‪455‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫ح خمزي الشايخ خليا ‪ ،‬أل عباداب حمماد بان‬ ‫مواهب اولي يف‬ ‫‪‬‬

‫حممد بن عبدالرمحن اململكي املةر الشهري بم طمب ت ‪954‬ها‪ ،‬ومعو‬


‫مزخي الشيخ خلي ‪ ،‬تصحي وحتقياق‪ :‬حمماد ساممل بان حمماد عايل‪،‬‬
‫واليدايل بن ا ما يبمحد‪ ،‬اا الرةوان‪ ،‬واكشاو ‪ ،‬مو يزم يام‪ ،‬الطبعاة‬
‫األوىل ‪1431‬ها‪.‬‬

‫املوسوعة الفقهيرة الكويتيرة وتا ة األو اما والشائون اإلساالمية –‬ ‫‪‬‬

‫الكويت‪ ،‬الطبعة (من ‪ 1427 - 1404‬ها)‪.‬‬

‫موطأ اإلمام مالك لإلمم مملك بن يب د بن مملك بن عممر األصبحي‬ ‫‪‬‬

‫املدين ت ‪179‬ها‪ ،‬صححاااو و ماو وخارا يبحمايعاو وعلاق علياو‪:‬‬


‫حممد فؤاا عبد البام ي‪ ،‬اا احيام الارتاث العار ‪ ،‬باريوت – لبنامن‪،‬‬
‫‪1406‬ها‪.‬‬

‫موقرررا الشررريخ ممرررد برررن صرررالح الرشثيمرررني ت ‪1421‬هاااا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.http://www.ibnothaimeen.com‬‬
‫[حرف الكاف]‬

‫الكرررايف يف فقه اإلمام أمحرد للفقياو العالماة يب حمماد موفاق الادين‬ ‫‪‬‬

‫ا الدمشاقي‬ ‫عبداب بن يبمحد بن حممد بان داماة اوامعاييل املقاد‬


‫ت ‪620‬هاا‪ ،‬اا الكزاب العلمياة‪،‬‬ ‫ا نبيل‪ ،‬الشهري بمبن دامة املقد‬
‫الطبعة األوىل‪1414 ،‬ها‪.‬‬

‫الكبائر لشمد الدين يب عبد اب حممد بن يبمحد بان عاعامن بان َ ام ْيامت‬ ‫‪‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪456‬‬

‫الرهبي ت ‪748‬ها‪ ،‬اا الندوة اوديدة – بريوت‪.‬‬

‫كشاف القنراع عرن اإلقنراع ملنصاو بان ياو د البهاويت ا نابيل ت‬ ‫‪‬‬

‫‪1051‬هااا‪ ،‬حتقيااق وختااريج وتو يااق‪ :‬وتا ة العاادل بمململكااة العربيااة‬


‫السعواية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1421‬ها‪.‬‬
‫الكليات مرشج يف املصطلحات والفروق اللغوية أليوب بان موساث‬ ‫‪‬‬

‫ا سيني القريمي الكفو ‪ ،‬يببو البقام ا نفاي ت ‪1094‬هاا‪ ،‬حتقياق‪:‬‬


‫عد من ا ويش ‪ -‬حممد املي ‪ ،‬مؤسسة الرسملة – بريوت‪.‬‬

‫[حرف النون]‬

‫نرضة النرشي يف مكا م أخالق الرسول الكرري ‪ ،‬تاأليف‪ :‬عادا مان‬ ‫‪‬‬

‫املخزصاااااني بااإ اا الشاايخ‪ /‬صاامل بان عبااداب باان محيااد اماام‬


‫وخطيب ا ر املكاي‪ ،‬اا الوسايلة للنرشا والزوتيا ‪ ،‬ادة‪ ،‬الطبعاة‬
‫الرابعة‪.‬‬
‫بان‬ ‫النهاية يف غريب احلديث واألثر ملجد الدين يببو السعماات املبام‬ ‫‪‬‬

‫ابان األ اري‬ ‫حممد بن حممد بن حممد ابن عبد الكري الشايبمين اواز‬
‫ت ‪606‬ها‪ ،‬حتقياق‪ :‬طامهر يبمحاد الازاول ‪ -‬حمماوا حمماد الطنامحي‪،‬‬
‫املكزبة العلمية ‪ -‬بريوت‪1399 ،‬ها‪.‬‬

‫نيل األوطا من أرسا منتقى األخبرا ملحماد بان عايل بان حمماد بان‬ ‫‪‬‬

‫عبداب الشوكمين املزوىف‪1250 :‬ها‪ ،‬حتقيق‪ :‬عصام الادين الصابمبطي‪،‬‬


‫‪457‬‬ ‫املــراجــــع‬

‫اا ا ديث – مي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1413‬ها‪.‬‬

‫[حرف الياء]‬

‫يتيمة الدهر يف ماسن أهرل الرشرصر لعبادامللك بان حمماد يب منصاو‬ ‫‪‬‬

‫الععملبي ت‪429‬ها‪ ،‬حتقيق ا‪ .‬مفيد حممد محية‪ ،‬اا الكزب العلمياة‪-‬‬


‫بريوت‪1403 ،‬ها‪.‬‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪458‬‬
‫فهرس الفوائد واملسائل‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪460‬‬
‫‪461‬‬ ‫فهرس الفوائد واملسائل‬

‫فهرس الفوائد واملسائل‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪12‬‬ ‫ما متيز به الشيخ عبدالعزيز بن باز – رمحه اهلل –‬
‫‪21‬‬ ‫معنى الصالة والسالم عىل النبي ‪‬‬
‫‪29‬‬ ‫سبب اختيار املؤلف لقصار السور من الزلزلة وحتى سورة الناس‬
‫‪32‬‬ ‫الفرق بني احلمد والشكر‬
‫‪37‬‬ ‫فائدة‪ :‬ملاذا ُقرن اهلل ‪ ‬بني بعثرة القبور وحتصيل ما يف الصدور؟‬

‫‪51‬‬ ‫فائدة للشيخ ابن عثيمني – رمحه اهلل – بخصوص سورة الكافرون‬
‫مسألة‪ :‬كيف التوفيق بني قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ‪،‬‬
‫‪51‬‬
‫وإيامن بعض الكفار بعد نزوهلا؟‬
‫‪71‬‬ ‫هل يكفي النطق بال إله إال اهلل لدخول اجلنة ؟‬
‫‪75‬‬ ‫احلكمة يف تنوع أركان اإلسالم‬
‫‪85‬‬ ‫الفرق بني اإليامن واإلسالم‬
‫‪93‬‬ ‫الفرق بني الرسول والنبي‬
‫‪94‬‬ ‫احلكمة يف إرسال الرسل شيئان‬
‫‪96‬‬ ‫تكرار الفعل تؤمن يف اإليامن بالقدر‬
‫‪104‬‬ ‫تقسيم التوحيد إىل ثالثة أقسام عند متقدمي السلف ‪...‬‬
‫‪107‬‬ ‫الفرق بني توحيد الربوبية واأللوهية‬
‫‪112‬‬ ‫تنبيه‪ :‬حول عدد أسامء اهلل الوارد يف احلديث‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪462‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪117‬‬ ‫أنواع الرشك األكرب‬
‫‪119‬‬ ‫الفرق بني الرشك والكفر‬
‫‪120‬‬ ‫أنوا ع الكفر األكرب‬
‫‪122‬‬ ‫أنواع الكفر األصغر‬
‫‪122‬‬ ‫فائدة‪ :‬الفرق بني الدعاء واالستغاثة‬
‫‪123‬‬ ‫حد الرشك األصغر‬
‫‪124‬‬ ‫تنبيه‪ :‬هل يدخل الرشك األصغر حتت املشيئة‬
‫‪125‬‬ ‫ما يرتتب عىل العبادة إذا دخلها الرياء‬
‫‪133‬‬ ‫فائدة‪ :‬يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﮊ‬

‫‪153‬‬ ‫فائدة‪ :‬عدد التكبريات يف الصلوات الرباعية والثالثية والثنائية‬


‫‪173‬‬ ‫ترك الصالة يرض بجميع املسلمني‬
‫‪173‬‬ ‫فائدة‪ :‬فإنكم إذا سلمتم عىل كل عبد هلل ‪...‬‬
‫‪183‬‬ ‫فائدة‪ :‬عدد سنن الصالة‬
‫‪189‬‬ ‫فائدة‪ :‬احلكمة من رفع األيدي يف الصالة‬
‫‪211‬‬ ‫ملاذا قدم الشيخ الصالة عىل الوضوء‬
‫‪256‬‬ ‫أنواع الوفاء‬
‫‪265‬‬ ‫تقسيم بديع البن القيم لآلداب‬
‫‪272‬‬ ‫فائدة البن القيم حول تأثري التسمية يف نفع الطعام ‪..‬‬
‫‪273‬‬ ‫حكم تشميت العاطس‬
‫‪463‬‬ ‫فهرس الفوائد واملسائل‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪275‬‬ ‫صيغ احلمد والتشميت‬
‫‪277‬‬ ‫حكم عيادة املريض‬
‫‪319‬‬ ‫متى جيوز الفرار يوم الزحف ‪...‬‬
‫‪323‬‬ ‫صور من عقوق الوالدين‬
‫‪332‬‬ ‫أقسام األيامن (اللغو‪ ،‬املنعقدة‪ ،‬الغموس)‬
‫‪334‬‬ ‫يشرتط لوجوب كفارة اليمني املنعقدة ثالثة رشوط‬
‫‪334‬‬ ‫من قال يف يمني منعقدة إن شاء اهلل‬
‫‪345‬‬ ‫الفرق بني القامر وامليرس‬
‫‪348‬‬ ‫أغراض صحيحة تباح فيها الغيبة‬
‫‪349‬‬ ‫تنبيه حول مقولة (ال غيبة لفاسق)‬
‫‪360‬‬ ‫طرفة ذكرها ابن حجر يف الفتح عند احتضار أيب زرعة‬
‫‪365‬‬ ‫ملاذا ال يغسل الشهيد وال يصىل عليه؟‬
‫‪370‬‬ ‫مل يذكر املؤلف – رمحه اهلل‪ -‬وضع الكافور يف الغسلة األخرية ‪...‬‬
‫‪382‬‬ ‫مسألة‪ :‬اإلمام املعني من ويل األمر هل يقدم عىل الويص‬
‫‪382‬‬ ‫هيل يقدم اإلمام املعني من ويل األمر عىل الويص يف صالة اجلنازة؟‬
‫‪382‬‬ ‫مسألة‪ :‬إذا كان الويص فاسقا أو األقرب فاسقا‬
‫‪385‬‬ ‫الزيادة عىل التكبريات األربع يف صالة اجلنازة ‪! ...‬‬
‫‪386‬‬ ‫هل يقرأ دعاء االستفتاح بعد التكبرية األوىل يف صالة اجلنازة؟‬
‫مسألة‪ :‬إذا دخل املصيل املسجد وقد فاته الفرض؛ واإلمام واملأمومون‬
‫‪393‬‬
‫يصلون عىل اجلنازة ‪ ،‬ماذا يفعل ؟‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪464‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪393‬‬ ‫مسألة‪ :‬إذا فاته بعض التكبريات عىل اجلنازة مع اإلمام‪ ،‬فامذا يفعل؟‬
‫‪403‬‬ ‫هل يرفع املشيع يديه عند الدعاء يف املقربة؟‬
‫‪403‬‬ ‫مسألة‪ :‬وضع وسادة للميت من لبن أو غريه !‬
‫‪410‬‬ ‫دعوة اجلريان أو الضيوف لألكل من الطعام ا ُملهدى ألهل امليت‬
‫‪414‬‬ ‫مسألة‪ :‬إذا أسقطت املرأة املتوىف عنها زوجها فهل تنقيض عدهتا؟‬
‫‪415‬‬ ‫مسألة‪ :‬إقامة مناسبة أو عزيمة خلروج املرأة من إحدادها!‬

‫فائدة‪ :‬البن القيم يف املوطن الثالث والعرشين من مواطن الصالة عىل‬


‫‪423‬‬
‫النبي ‪‬‬
‫الفهـرس العـام‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪466‬‬
‫‪467‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪5‬‬ ‫املق ــدم ـ ـ ـ ــة‬
‫‪7‬‬ ‫مقــدمـــة الشـــارح‬
‫‪11‬‬ ‫ترمجة خمترصة للمؤلف‬
‫‪15‬‬ ‫فـــــضـــل العلـــم‬
‫‪16‬‬ ‫ثمرات وفوائد العلـم‬
‫‪19‬‬ ‫شـرح مقدمـة املؤلف‬
‫‪25‬‬ ‫الدرس األول ‪ :‬سورة الفاحتة وقصار السور‬
‫‪28‬‬ ‫فضل سورة الفاحتة‬
‫‪28‬‬ ‫أسامء سورة الفاحتة‬
‫‪31‬‬ ‫تفسري خمترص للفاحتـة‬
‫‪32‬‬ ‫الفرق بني احلمد والشكر‬
‫‪35‬‬ ‫تفسري سورة الزلزلة‬
‫‪36‬‬ ‫تفسري سورة العاديات‬
‫‪38‬‬ ‫تفسري سورة القارعة‬
‫‪39‬‬ ‫تفسري سورة التكاثر‬
‫‪41‬‬ ‫تفسري سورة العرص‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪468‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪42‬‬ ‫تفسري سورة اهلمزة‬
‫‪44‬‬ ‫تفسري سورة الفيل‬
‫‪45‬‬ ‫تفسري سورة قريش‬
‫‪46‬‬ ‫تفسري سورة املاعون‬
‫‪48‬‬ ‫تفسري سورة الكوثر‬
‫‪48‬‬ ‫تفسري سورة الكافرون‬
‫‪52‬‬ ‫تفسري سورة النرص‬
‫‪54‬‬ ‫تفسري سورة املسد‬
‫‪56‬‬ ‫تفسري سورة اإلخالص‬
‫‪57‬‬ ‫تفسري سورة الفلق‬
‫‪58‬‬ ‫تفسري سورة الناس‬
‫‪59‬‬ ‫الدرس الثاني ‪ :‬أرك ـ ــان اإلسـ ـ ــالم‬
‫‪62‬‬ ‫الركن األول‪ :‬الشهادتان‬
‫‪62‬‬ ‫أوالً‪ :‬مكانتها‬
‫‪64‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬معنامها‬
‫‪64‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬أركان الشهادتني‬
‫‪65‬‬ ‫رابع ًا‪ :‬فضل ال إله إال اهلل‬
‫‪68‬‬ ‫خامس ًا‪ :‬رشوط ال إله إال اهلل‬
‫‪71‬‬ ‫مسألة‪ :‬هل يكفي النطق بال إله إال اهلل لدخول اجلنة إذا جتردت عن العمل‬
‫‪469‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪73‬‬ ‫شهادة أن حممد ًا رسول اهلل‬
‫‪74‬‬ ‫أركان شهادة أن حممد ًا رسول اهلل‬
‫‪75‬‬ ‫بقية أركان اإلسالم‬
‫‪75‬‬ ‫فائدة‪ :‬احلكمة يف تنوع أركان اإلسالم‬
‫‪76‬‬ ‫الركن الثاين‪ :‬الصالة‬
‫‪76‬‬ ‫الركن الثالث‪ :‬الزكاة‬
‫‪77‬‬ ‫الركن الرابع‪ :‬الصوم‬
‫‪78‬‬ ‫الركن اخلامس‪ :‬احلج إىل بيت اهلل احلرام‬
‫‪81‬‬ ‫الدرس الثالث ‪ :‬أركـ ــان اإلميـ ــان‬
‫‪84‬‬ ‫تعريف اإليامن‬
‫‪85‬‬ ‫الفرق بني اإليامن واإلسالم‬
‫‪86‬‬ ‫األدلة عىل أركان اإليامن‬
‫‪86‬‬ ‫زيادة اإليامن ونقصانــه‬
‫‪87‬‬ ‫الركن األول‪ :‬اإليامن باهلل ‪‬‬
‫‪89‬‬ ‫الركن الثاين‪ :‬اإليامن باملالئكة‬
‫‪90‬‬ ‫من ثمرات اإليامن باملالئكة‬
‫‪91‬‬ ‫الركن الثالث‪ :‬اإليامن بالكتب‬
‫‪92‬‬ ‫الركن الرابع‪ :‬اإليامن بالرسل‬
‫‪93‬‬ ‫الفرق بني الرسول والنبي‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪470‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪93‬‬ ‫حاجة الناس للرسل‬
‫‪94‬‬ ‫احلكمة يف إرسال الرسل شيئان‬
‫‪94‬‬ ‫الركن اخلامس‪ :‬اإليامن باليوم اآلخر‬
‫‪96‬‬ ‫اإليامن باليوم اآلخر يتضمن أمور‬
‫‪96‬‬ ‫الركن السادس‪ :‬اإليامن بالقدر خريه ورشه‬
‫‪96‬‬ ‫مراتب اإليامن بالقدر‬
‫‪97‬‬ ‫أثر اإليامن يف حياة الفرد واجلامعة‬
‫‪99‬‬ ‫الدرس الرابع ‪ :‬أقسام التوحيد و أقسام الشرك‬
‫‪102‬‬ ‫تعريف التوحيد‬
‫‪102‬‬ ‫سبب أمهية التوحيد وعظم شأنه‬
‫‪104‬‬ ‫فضل التوحيد‬
‫‪104‬‬ ‫تقسيم التوحيد عند السلف‬
‫‪105‬‬ ‫توحيد الربوبية‬
‫‪106‬‬ ‫توحيد األلوهية‬
‫‪107‬‬ ‫الفرق بني توحيد الربوبية واأللوهية‬
‫‪108‬‬ ‫توحيد األسامء والصفات‬
‫‪110‬‬ ‫أمثلة لألسامء والصفــات‬
‫‪111‬‬ ‫فضيلة إحصاء أسامء اهلل احلسنى‬
‫‪112‬‬ ‫تنبيه‪ :‬حول عدد أسامء اهلل الوارد يف احلديث‬
‫‪471‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪113‬‬ ‫أقسام الرشك الثالثة‬
‫‪114‬‬ ‫ملاذا ذكر املؤلف أنواع الرشك وعرفها؟‬
‫‪117‬‬ ‫الرشك األكرب‬
‫‪117‬‬ ‫أنواع الرشك األكرب‬
‫‪118‬‬ ‫حكم الرشك األكرب وما يرتتب عليه‬
‫‪119‬‬ ‫الفرق بني الكفر والرشك‬
‫‪120‬‬ ‫أنواع الكفر األكرب‬
‫‪122‬‬ ‫أنواع الكفر األصغر‬
‫‪122‬‬ ‫فائدة‪ :‬الفرق بني الدعاء واالستغاثة‬
‫‪123‬‬ ‫الرشك األصغر‬
‫‪123‬‬ ‫فائدة‪ :‬حد الرشك األصغر‬
‫‪124‬‬ ‫تنبيه‪ :‬هل يدخل الرشك األصغر حتت املشيئة‬
‫‪125‬‬ ‫ما يرتتب عىل العبادة إذا دخلها الرياء‬
‫‪127‬‬ ‫الرشك اخلفي‬
‫‪129‬‬ ‫الدرس اخلامس ‪ :‬اإلحس ـان‬
‫‪131‬‬ ‫مراتب الدين‬
‫‪132‬‬ ‫أنواع اإلحسان‬
‫‪133‬‬ ‫فائدة‪ :‬يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﮊ‬

‫‪133‬‬ ‫درجات اإلحسان‬


‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪472‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪135‬‬ ‫الدرس السادس ‪ :‬ش ـروط الصـ ـالة‬
‫‪137‬‬ ‫تعريف الرشوط يف اللغة واالصطالح‬
‫‪138‬‬ ‫الرشط األول‪ :‬اإلسالم‬
‫‪138‬‬ ‫الرشط الثاين‪ :‬العقــل‬
‫‪139‬‬ ‫الرشط الثالث‪ :‬التمييز‬
‫‪140‬‬ ‫الرشط الرابع‪ :‬رفع احلدث‬
‫‪141‬‬ ‫الرشط اخلامس‪ :‬إزالة النجاسة‬
‫‪142‬‬ ‫الرشط السادس‪ :‬سرت العورة‬
‫‪144‬‬ ‫الرشط السابع‪ :‬دخول الوقت‬
‫‪145‬‬ ‫أوقات الصلوات باختصار‬
‫‪146‬‬ ‫الرشط الثامن‪ :‬استقبال القبلة‬
‫‪147‬‬ ‫الرشط التاسع‪ :‬النية‬
‫‪149‬‬ ‫الدرس الس ـ ـابع ‪ :‬أركان الصالة‬
‫‪151‬‬ ‫تعريف الركن يف اللغة واالصطالح‬
‫‪151‬‬ ‫الركن األول‪ :‬القيام مع القدرة‬
‫‪152‬‬ ‫الركن الثاين‪ :‬تكبرية اإلحرام‬
‫‪153‬‬ ‫الركن الثالث‪ :‬قراءة الفاحتة‬
‫‪153‬‬ ‫الركن الرابع‪ :‬الركوع‬
‫‪154‬‬ ‫الركن اخلامس‪ :‬االعتدال بعد الركوع‬
‫‪473‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪154‬‬ ‫الركن السادس‪ :‬السجود عىل األعضاء السبعة‬
‫‪155‬‬ ‫الركن السابع‪ :‬الرفع منه (أي االعتدال من السجود)‪:‬‬
‫‪155‬‬ ‫الركن الثامن‪ :‬اجللسة بني السجدتني‬
‫‪155‬‬ ‫الركن التاسع‪ :‬الطمأنينة يف مجيع األفعال‬
‫‪156‬‬ ‫الركن العارش‪ :‬الرتتيب بني األركان‬
‫‪156‬‬ ‫الركن احلادي عرش‪ :‬التشهد األخري‬
‫‪157‬‬ ‫الركن الثاين عرش‪ :‬اجللوس للتشهد األخري‬
‫‪158‬‬ ‫الركن الثالث عرش‪ :‬الصالة عىل النبي ‪‬‬
‫‪159‬‬ ‫الركن الرابع عرش‪ :‬التسليمتان‬
‫‪161‬‬ ‫الدرس الثام ـ ـ ـن ‪ :‬واجبـات الصـالة‬
‫‪163‬‬ ‫تعريف واجبات الصالة‬
‫‪163‬‬ ‫الواجب األول‪ :‬مجيع التكبريات غري تكبرية اإلحرام‬
‫‪164‬‬ ‫الواجب الثاين‪ :‬قول (سمع اهلل ملن محده) لإلمام واملنفرد‬
‫‪165‬‬ ‫الواجب الثالث‪ :‬قول (ربنا ولك احلمد) للكل‬
‫‪165‬‬ ‫الواجب الرابع‪ :‬قول (سبحان ريب العظيم) يف الركوع‬
‫‪166‬‬ ‫الواجب اخلامس‪ :‬قول (سبحان ريب األعىل) يف السجود‬
‫‪166‬‬ ‫الواجب السادس‪ :‬قول (ريب اغفر يل) بني السجدتني‬
‫‪167‬‬ ‫الواجب السابع‪ :‬التشهد األول‬
‫‪168‬‬ ‫الواجب الثامن‪ :‬اجللوس له‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪474‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪169‬‬ ‫الدرس التاس ـ ـع ‪ :‬بيان التشهد‬
‫‪171‬‬ ‫رشح التشهد‬
‫‪173‬‬ ‫فائدة‪ :‬ترك الصالة يرض بجميع املسلمني‬
‫‪173‬‬ ‫فائدة‪ :‬فإنكم إذا سلمتم عىل كل عبد هلل ‪...‬‬
‫‪176‬‬ ‫االستعاذة من أربع بعد التشهد األخري‬
‫‪177‬‬ ‫األدعية بعد التشهد األخري‬
‫‪178‬‬ ‫الصالة عىل النبي ‪ ‬يف التشهد األول‬
‫‪179‬‬ ‫الدرس العاش ــر ‪ :‬سنن الصالة‬
‫‪182‬‬ ‫تعريف سنن الصالة‬
‫‪183‬‬ ‫فائدة‪ :‬عدد سنن الصالة‬
‫‪183‬‬ ‫االستفتاح‬
‫‪185‬‬ ‫جعل اليد اليمنى عىل اليرسى‬
‫‪187‬‬ ‫وضع اليدين عىل الصدر‬
‫‪187‬‬ ‫املسألة األوىل‪ :‬رفع اليدين مضمومتي األصابع ‪...‬‬
‫‪188‬‬ ‫املسألة الثانية‪ :‬رفع اليدين حذو املنكبني أو األذنني‬
‫‪189‬‬ ‫املسالة الثالثة‪ :‬رفع اليدين بعد القيام من التشهد األول‬
‫‪189‬‬ ‫فائدة‪ :‬احلكمة من رفع األيدي يف الصالة‬
‫‪190‬‬ ‫ما زاد عن واحدة يف تسبيح الركوع والسجود‬
‫‪190‬‬ ‫ما زاد عىل قول (ربنا ولك احلمد)‬
‫‪475‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪191‬‬ ‫املسألة األوىل‪ :‬ما زاد عىل قول (ربنا ولك احلمد)‬
‫‪191‬‬ ‫املسألة الثانية‪ :‬ما زاد عن واحدة يف الدعاء باملغفرة بني السجدتني‬

‫‪192‬‬ ‫جعل الرأس حيال الظهر يف الركوع‬


‫‪192‬‬ ‫جمافاة العضدين عن اجلنبني‪ ،‬والبطن عن الفخذين ‪...‬‬
‫‪193‬‬ ‫رفع الذراعني عن األرض حني السجود‬
‫‪193‬‬ ‫جلوس املصيل يف التشهد األوىل عىل رجله اليرسى ‪...‬‬
‫‪193‬‬ ‫التورك يف التشهد األخري‬
‫‪194‬‬ ‫اإلشارة بالسبابة يف التشهد األول والثاين‬
‫‪194‬‬ ‫الصالة والتربيك عىل حممد وآل حممد ‪...‬‬
‫‪195‬‬ ‫الدعاء يف التشهد األخري‬
‫‪195‬‬ ‫اجلهر بالقراءة يف صالة الفجر‪ ،‬واجلمعة‪ ،‬والعيدين ‪...‬‬
‫‪195‬‬ ‫األرسار بالقراءة يف الظهر والعرص ‪...‬‬
‫‪196‬‬ ‫قراءة ما زاد عن الفاحتة من القرآن‬
‫‪197‬‬ ‫وضع اليدين عىل الركبتني مفرجتي األصابع حني الركوع‬
‫‪199‬‬ ‫الدرس احلادي عشر ‪ :‬مبطالت الصالة‬
‫‪202‬‬ ‫أوالً‪ :‬الكالم‬
‫‪203‬‬ ‫ثاني ًا‪ :‬الضحك‬
‫‪203‬‬ ‫ثالث ًا ورابع ًا‪ :‬األكل والرشب‬
‫‪204‬‬ ‫خامس ًا‪ :‬انكشاف العورة‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪476‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪205‬‬ ‫سادس ًا‪ :‬االنحراف الكثري عن جهة القبلة‬
‫‪205‬‬ ‫سابع ًا‪ :‬العبث الكثري املتوايل يف الصالة‬
‫‪206‬‬ ‫ثامن ًا‪ :‬انتقاض الطهارة‬
‫‪209‬‬ ‫الدرس الثاني عشر ‪ :‬شروط الوضوء‬
‫‪211‬‬ ‫ملاذا قدم الشيخ الصالة عىل الوضوء؟‬
‫‪212‬‬ ‫فضل الوضوء‬
‫‪213‬‬ ‫ما جيب له الوضوء‬
‫‪214‬‬ ‫رشوط الوضوء‬
‫‪214‬‬ ‫اإلسالم والعقل والتمييز‬
‫‪215‬‬ ‫النيــــة‬
‫‪215‬‬ ‫استصحاب حكمها‬
‫‪216‬‬ ‫انقطاع موجب الوضوء‬
‫‪216‬‬ ‫استنجاء أو استجامر قبل الوضوء‬
‫‪217‬‬ ‫طهورية ماء وإباحته‬
‫‪217‬‬ ‫إزالة ما يمنع وصول املاء إىل البرشة‬
‫‪217‬‬ ‫دخول وقت الصالة يف حق من حدثه دائم‬
‫‪219‬‬ ‫الدرس الثالث عشر ‪ :‬فروض الوضوء‬
‫‪221‬‬ ‫معنى فروض الوضوء‬
‫‪223‬‬ ‫الفرض األول‪ :‬غسل الوجه‬
‫‪477‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪223‬‬ ‫ومنه املضمضة واالستنشاق‬
‫‪225‬‬ ‫الفرض الثاين‪ :‬غسل اليدين مع املرفقني‬
‫‪225‬‬ ‫الفرض الثالث‪ :‬مسح مجيع الرأس ومنه األذنان‬
‫‪226‬‬ ‫الفرض الرابع‪ :‬غسل الرجلني مع الكعبني‬
‫‪227‬‬ ‫الفرض اخلامس‪ :‬الرتتيب‬
‫‪227‬‬ ‫الفرض السادس‪ :‬املواالة‬
‫‪228‬‬ ‫استحباب تكرار غسل الوجه واليدين والرجلني ثالث مرات ‪..‬‬
‫‪228‬‬ ‫هل يستحب تكرار مسح الرأس؟‬
‫‪231‬‬ ‫الدرس الرابع عشر ‪ :‬نواقض الوضوء‬
‫‪234‬‬ ‫معنى نواقض الوضوء‬
‫‪234‬‬ ‫نواقض الوضوء رضبان‬
‫‪134‬‬ ‫وهي ستة‬
‫‪235‬‬ ‫الناقض األول‪ :‬اخلارج من السبيلني‬
‫‪235‬‬ ‫الناقض الثاين‪ :‬اخلارج الفاحش النجس من اجلسد‬
‫‪237‬‬ ‫الناقض الثالث‪ :‬زوال العقل بنوم أو غريه‬
‫‪237‬‬ ‫الناقض الرابع‪ :‬مس الفرج باليد قبالً كان أو دبر ًا من غري حائل‬
‫‪239‬‬ ‫الناقض اخلامس‪ :‬أكل حلم اإلبل‬
‫‪240‬‬ ‫الناقض السادس‪ :‬الردة عن اإلسالم‬
‫‪242‬‬ ‫غسل امليت ال ينقض الوضوء‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪478‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪242‬‬ ‫لو أصابت يد الغاسل فرج امليت ‪ ...‬ما احلكم ‪...‬‬
‫‪243‬‬ ‫مس املرأة هل ينقض الوضوء؟‬
‫‪244‬‬ ‫معنى قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦﭼ‬

‫‪245‬‬ ‫الدرس اخلامس عشر ‪ :‬التحلي باألخالق املشروعة لكل مسلم‬


‫‪247‬‬ ‫ملاذا تناول الشيخ يف رسالته موضوع األخالق؟‬
‫‪249‬‬ ‫الصدق‬
‫‪250‬‬ ‫األمانة‬
‫‪251‬‬ ‫العفاف‬
‫‪252‬‬ ‫احلياء‬
‫‪253‬‬ ‫الشجاعة‬
‫‪254‬‬ ‫الكرم‬
‫‪256‬‬ ‫الوفاء‬
‫‪257‬‬ ‫النزاهة عن كل ما حرم اهلل‬
‫‪258‬‬ ‫حسن اجلوار‬
‫‪260‬‬ ‫مساعدة ذوي احلاجة حسب الطاقة‬
‫‪263‬‬ ‫الدرس السادس عشر ‪ :‬التأدب باآلداب اإلسالمية‬
‫‪265‬‬ ‫تعريف اآلداب‬
‫‪265‬‬ ‫تقسيم بديع البن القيم لآلداب‬
‫‪266‬‬ ‫السالم‬
‫‪479‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪267‬‬ ‫صيغ السالم وآدابه‬
‫‪269‬‬ ‫البشاشة‬
‫‪269‬‬ ‫األكل باليمني والرشب هبا‬
‫‪271‬‬ ‫التسمية عند االبتداء باألكل‬
‫‪271‬‬ ‫احلمد عند الفراغ من األكل‬
‫‪272‬‬ ‫آداب عامة يف األكل‬
‫‪273‬‬ ‫احلمد بعد العطاس وتشميت العاطس إذا محد اهلل‬
‫‪274‬‬ ‫مرشوعية تشميت العاطس وحكمه‬
‫‪275‬‬ ‫صيغ احلمد والتشميت‬
‫‪275‬‬ ‫من آداب العطاس‬
‫‪277‬‬ ‫عيادة املريض‬
‫‪277‬‬ ‫فضل عيادة املريض‬
‫‪278‬‬ ‫آداب عيادة املريض‬
‫‪280‬‬ ‫اتباع اجلنائز للصالة والدفن‬
‫‪281‬‬ ‫آداب اتباع اجلنائز ودفنها‬
‫‪285‬‬ ‫اآلداب الرشعية عند دخول املسجد أو املنزل واخلروج منهام‬
‫‪287‬‬ ‫آداب السفر‬
‫‪289‬‬ ‫اآلداب مع الوالدين‬
‫‪290‬‬ ‫من اإلحسان للوالدين‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪480‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪291‬‬ ‫اآلداب مع األقارب‬
‫‪292‬‬ ‫فضل اإلحسان لألقارب‬
‫‪293‬‬ ‫كيف يكون اإلحسان لألقارب؟‬
‫‪293‬‬ ‫اآلداب مع اجلريان‬
‫‪294‬‬ ‫اآلداب مع الكبار والصغار‬
‫‪295‬‬ ‫التهنئة باملولود‬
‫‪296‬‬ ‫آداب التهنئة باملولود‬
‫‪297‬‬ ‫آداب التربيك بالزواج‬
‫‪298‬‬ ‫آداب الزواج‬
‫‪299‬‬ ‫التعزية يف املصاب‬
‫‪301‬‬ ‫آداب يف اللبس واخللع واالنتعال ‪...‬‬
‫‪303‬‬ ‫الدرس السابع عشر ‪ :‬احلذر التحذير من الشرك وأنواع املعاصي‬
‫‪306‬‬ ‫هل الكبائر حمصورة؟‬
‫‪307‬‬ ‫الرشك باهلل ‪‬‬
‫‪307‬‬ ‫السحر وحكمه‬
‫‪310‬‬ ‫تقسيم للسحر من كتاب القول املفيد‬
‫‪311‬‬ ‫حكم حل السحر بالسحر؟‬
‫‪311‬‬ ‫قتل النفس التي حرم اهلل إال باحلق‬
‫‪312‬‬ ‫الوعيد الشديد ملن قتل مؤمناً‬
‫‪481‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪313‬‬ ‫أكل الربا‬
‫‪315‬‬ ‫أقسام الربا‬
‫‪316‬‬ ‫أكل مال اليتيم‬
‫‪318‬‬ ‫التويل يوم الزحف‬
‫‪319‬‬ ‫متى جيوز الفرار‬
‫‪320‬‬ ‫قذف املحصنات الغافالت املؤمنات‬
‫‪321‬‬ ‫مسائل تتعلق بالقذف‬
‫‪322‬‬ ‫عقوق الوالدين‬
‫‪323‬‬ ‫من صور العقوق‬
‫‪325‬‬ ‫من أسباب العقوق‬
‫‪326‬‬ ‫قطيعة الرحم‬
‫‪328‬‬ ‫حال السلف مع قاطع الرحم‬
‫‪328‬‬ ‫الفرق بني الواصل واملكايفء‬
‫‪329‬‬ ‫الوعيد الشديد ملن يقابل الوصل باإلساءة‬
‫‪329‬‬ ‫مضار قطيعة الرحم‬
‫‪330‬‬ ‫شهادة الزور‬
‫‪331‬‬ ‫األيامن الكاذبة‬
‫‪332‬‬ ‫أقسام األيامن‬
‫‪334‬‬ ‫تنبيه‪ :‬وإذا حلف املسلم عىل ٍ‬
‫أمر ورأى اخلري يف غريه‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪482‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪334‬‬ ‫تنبيه‪ :‬رشوط وجوب الكفارة‬
‫‪334‬‬ ‫تنبيه‪ :‬من قال يف يمني مكفرة إن شاء اهلل‬
‫‪335‬‬ ‫إيذاء اجلار‬
‫‪336‬‬ ‫صور من إيذاء اجلار‬
‫‪338‬‬ ‫ظلم الناس يف الدماء واألموال واألعراض‬
‫‪341‬‬ ‫رشب املسكر‬
‫‪342‬‬ ‫عقوبات املسكر الدنيوية واألخروية‬
‫‪343‬‬ ‫مضار رشب املسكرات‬
‫‪344‬‬ ‫لعب القامر – امليرس‪-‬‬
‫‪345‬‬ ‫الفرق بني القامر وامليرس‬
‫‪346‬‬ ‫من أرضار القامر وامليرس‬
‫‪346‬‬ ‫من صور القامر يف زماننا‬
‫‪346‬‬ ‫الغيبة‬
‫‪348‬‬ ‫أغراض صحيحة للغيبة‬
‫‪349‬‬ ‫تنبيه‪ :‬مقولة (ال غيبة لفاسق)‬
‫‪349‬‬ ‫النميمة‬
‫‪353‬‬ ‫الدرس الثامن عشر ‪ :‬جتهيز امليت والصالة عليه ودفنه‬
‫‪359‬‬ ‫ملاذا طرح الشيخ هذا املوضوع؟‬
‫‪360‬‬ ‫تلقني املحترض ال إله إال اهلل‬
‫‪483‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪360‬‬ ‫طرفة ذكرها ابن حجر يف الفتح عند احتضار أيب زرعة‬
‫‪361‬‬ ‫كيفية التلقني‬
‫‪362‬‬ ‫إذا تيقن موته‬
‫‪362‬‬ ‫إغامض عني امليت‬
‫‪363‬‬ ‫شد حلياه‬
‫‪364‬‬ ‫وجوب غسل امليت إال شهيد املعركة‬
‫‪365‬‬ ‫ملاذا ال يغسل الشهيد وال يصىل عليه؟‬
‫‪366‬‬ ‫صفة غسل امليت‬
‫‪366‬‬ ‫سرتة عورة امليت‬
‫‪367‬‬ ‫رفع امليت وعرص بطنه‬
‫‪367‬‬ ‫يلف الغاسل عىل يده خرقة‬
‫‪368‬‬ ‫توضئة امليت‬
‫‪368‬‬ ‫غسل رأس امليت وحليته بامء وسدر‬
‫‪368‬‬ ‫غسل شقه األيمن ثم األيرس‬
‫‪369‬‬ ‫تكرار غسل امليت‬
‫‪369‬‬ ‫إن خرج من امليت يشء غسله‬
‫‪369‬‬ ‫إن مل ينق الثالث‬
‫‪370‬‬ ‫الشيخ مل يذكر وضع الكافور يف الغسلة األخرية‬
‫‪370‬‬ ‫تنشيف امليت‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪484‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪370‬‬ ‫جعل الطيب يف مغابنه ومواضع السجود‬
‫‪371‬‬ ‫هل يرسح شعر امليت؟‬
‫‪372‬‬ ‫هل ححتلق عانته؟‬
‫‪372‬‬ ‫اخلتان بعد املوت‬
‫‪373‬‬ ‫تكفني امليت‬
‫‪375‬‬ ‫تكفني املرأة‬
‫‪376‬‬ ‫تكفني الصبي والصغرية‬
‫‪376‬‬ ‫الواجب يف حق اجلميع ثوب واحد يسرت امليت‬
‫‪376‬‬ ‫تكفني املحرم واملحرمة‬
‫‪379‬‬ ‫أحق الناس بغسل امليت والصالة عليه‬
‫‪381‬‬ ‫للزوجني أن يغسل أحدمها اآلخر‬
‫‪382‬‬ ‫مسألة‪ :‬اإلمام املعني من ويل األمر هل يقدم عىل الويص‬
‫‪382‬‬ ‫مسألة‪ :‬إذا كان الويص فاسقا أو األقرب فاسق ًا‬
‫‪383‬‬ ‫صفة الصالة عىل امليت‬
‫‪384‬‬ ‫فضل الصالة عىل امليت‬
‫‪385‬‬ ‫مسألة‪ :‬هل يزيد التكبريات عن أربع‬
‫‪386‬‬ ‫هل يقرأ باالستفتاح بعد التكبرية األوىل‬
‫‪387‬‬ ‫قراءة سورة قصرية أو آية ‪ ...‬بعد الفاحتة‬
‫‪391‬‬ ‫الدعاء للمرأة‬
‫‪485‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪391‬‬ ‫الدعاء للفرط‬
‫‪394‬‬ ‫السنة يف وقوف اإلمام عىل اجلنازة‬
‫‪397‬‬ ‫صفة دفن امليت‬
‫‪403‬‬ ‫هل يرفع املشيع يديه عند الدعاء يف املقربة‬
‫‪403‬‬ ‫وضع وسادة للميت من لبن وغريه‬
‫‪405‬‬ ‫الصالة عىل امليت بعد الدفن وحدوده الزمنية‬
‫‪408‬‬ ‫صنع أهل امليت الطعام للناس وحكمه‬
‫‪409‬‬ ‫حكم صنع الطعام ألهل امليت‬
‫‪410‬‬ ‫دعوة اجلريان أو الضيوف لألكل من الطعام املهدى ألهل امليت‬
‫‪410‬‬ ‫حتديد وقت التعزية‬
‫‪411‬‬ ‫إحداد املرأة عىل غري زوجها‬
‫‪412‬‬ ‫إحداد املرأة عىل امليت إذا كان زوجها‬
‫‪414‬‬ ‫مسألة‪ :‬إذا أسقطت املرأة املتوىف عنها زوجها‬
‫‪415‬‬ ‫مسألة‪ :‬إقامة مناسبة أو عزيمة خلروج املرأة من إحدادها‬
‫‪415‬‬ ‫حكم إحداد الرجل عىل أحد من أقاربه‬
‫‪417‬‬ ‫مرشوعية زيارة القبور للرجال‬
‫‪417‬‬ ‫احلكمة من زيارة القبور‬
‫‪418‬‬ ‫دعاء زيارة القبور‬
‫‪419‬‬ ‫رشح دعاء زيارة القبور‬
‫الفوائد مجة لشرح الدروس املهمة‬ ‫‪486‬‬

‫الصفحـــة‬ ‫املوضـــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪419‬‬ ‫حكم زيارة النساء للقبور‬
‫‪423‬‬ ‫فائدة‪ :‬البن القيم يف مواطن الصالة عىل النبي ‪‬‬
‫‪425‬‬ ‫املراج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع‬
‫‪459‬‬ ‫فهرس الفوائد واملسائل‬
‫‪465‬‬ ‫الفهرس العام‬

‫‪‬‬

You might also like