Professional Documents
Culture Documents
KHAZANAH NAQARIYAH
STUDY, PRINTING & PUBLISHING
Jln. Sultan Hasanuddin RT. 01 / 02 Tanah Grogot Pasir Kaltim
Indonesia. SMS & MOBILE +62 852 4811 0609
@ Cetakan Pertama, April 2013 / J. Akhir 1434 H
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
بقلم
أيب الكماؿ عبد السبلـ بن أٛتد مغٍت بن اٝتاعيل النقاري حفظو هللا
الباري
KHAZANAH NAQARIYAH
STUDY, PRINTING & PUBLISHING
Jln. Sultan Hasanuddin RT. 01 / 02 Tanah Grogot Pasir Kaltim
Indonesia. SMS & MOBILE +62 852 4811 0609
@ Cetakan Pertama, April 2013 M / J. Akhir 1434 H
2
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
كثَتا
ٛتدا ً
اٟتمد ً
ُ لِل َٛتْ ًدا َكثِ ًَتا طَيِّبًا ُمبَ َارًكا فِ ِيو .اللهم لك
اٟتم ُد َِِ
َْ ْ
ٛتدا ال ُمْنتَػ َهى لو دو َف مشيئتِك ,و خالِ ًدا مع خ ِ
لودؾ ,و لك اٟتمد ً ُ
أجَر لقالِئِ ِو إال رضاؾ .أشهد أنك أنت هللا الذي ٛتدا ال ْ لك اٟتمد ً
آل إلو إال أنت اٟتي القيوـ الذي عنت لك الوجوه وخشعت لك
األصوات ووجلت القلوب من خشيتك .أنت هللا األحد الصمد
الذي دل يلد ودل يولد ودل يكن لو كفوا أحد .وأشهد أف سيدنا ٤تمدا
عبده ورسولو الذي أعطاه صفاء ا٠تُلَة وجعلو واسطة احملبة حيث قاؿ
الِلُ َويَػ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َو َ
الِلُ :قُ ْل إِ ْف ُكْنتُ ْم ُِٖتبُّو َف َ
الِلَ فَاتَبِعُ ِون ُْ٭تبِْب ُك ُم َ
بالِلَ َال ُِ٭ت ُّ
وؿ فَِإ ْف تَػ َولَْوا فَِإ َف َ الِلَ َوالَر ُس َ
َطيعُوا َ َغ ُفور رِحيم .قُل أ ِ
ٌ َ ٌ ْ
ِ
ين [آؿ عمراف .]ٖٕ-ٖٔ/اللهم صل على واسطتك العظمى الْ َكاف ِر َ
وحبيبك ورسولك وعبدؾ ٤تمد وآلو وصحبو وبارؾ وسلم .أما بعد :
فيقوؿ أفقر الورى إذل نظر الباري ,عبد السبلـ بن أٛتد مغٍت النقاري
:قد سنح رل أف أكتب رسالة ُب أسرار الطريق وأصولو وأسانيدي ُب
3
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ذلك فقد رأيت الناس ألفوا ُب ذلك كتبا كثَتة طواال فهنا أحب أف
أكتب رسالة ٥تتصرة تتضمن أسرار الطريق وىي أربعة :
األوؿ :صحبة شيخ كامل يعلمك الشريعة والطريقة واٟتقيقة
والثان :حبلوة ذكر دائم وطاعة وعبادة دائمتُت مع حضور تاـ
وخضوع كامل بعد التلقُت وا١تبايعة,
والثالث :التحكيم وإلباس ا٠ترقة يوثق عنقك ويوصلك إذل اٞتنة
بشروطو.
والرابع :الفتوحات الذوقية الروحية وتسمى إ٢تامات وإمدادات والعلوـ
اللدنية والكشوفات وغَت ذلك.
وتتضمن أصوؿ الطريق ولكل طريقة أصوؿ.
وتتضمن نبذة ُب ذكر بعض أسانيدي للطرائق العشرة بل األربعُت
وىي :القادرية ,الشاذلية ,العلوية العيدروسية ,العلوية العطاسية,
العلوية اٟتدادية ,النقشبندية ,السنوسية ,اإلدريسية ,األشرفية,
األىدلية ,السمانية ,الشطارية ,والبدوية.......
فقد قاؿ اٟتافظ ا١تنذري ُب كتابو " الًتغيب والًتىيب " ج ٔ ص ٚٛ
الرَدين قاؿ قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو
اٟتديث : ٔ٘ٙوعن أيب ُ
4
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وسلم " :ما من قوـ ٬تتمعوف على كتاب هللا يتعاطَونو بينهم إال كانوا
أضيافا هلل وإال حفتهم ا١تبلئكة حىت يقوموا أو ٮتوضوا ُب حديث
العلم) أو
ٯتوت (اي ُغَته ,وما من عا ٍدل ٮترج ُب طلب العلم ٥تافةَ أف َ
درس (أي ٘تحى آثاره وتزوؿ) إال كاف كالغازي ِ
استنساخو ٥تافةَ أف يُ َ
الرائح ُب سبيل هللا ,ومن ي ِ
بط ُئ بو عملُو دل يُس ِرع بو نسبو " رواهُ
الطربان ُب الكبَت من رواية إٝتاعيل بن عياش .وعن أيب ىريرة رضي
هللا عنو قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم " :إذا مات ابن
آدـ انقطع عملو إال من ثبلث :صدقة جارية ,أو علم ينتفع بو ,أو
ولد صاحل يدعو لو " رواه مسلم وغَته .قاؿ ا١تنذري :وناسخ العلم
النافع لو أجره وأجر من قرأه أو نسخو أو عمل بو َمن بعده ما بقي
خطو والعمل بو ٢تذا اٟتديث وأمثالو .اىػ منذري.
وقاؿ إمامنا الشافعي رٛتو هللا " :لوال ا١ت َحابِر ٠تطبت الزنادقة على
َ
ا١تنابر " ( ديواف اإلماـ الشافعي للشيخ ٤تمد عبد الرحيم الدمشقي
ص .) ٜ٘
5
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
6
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الباب األوؿ
ُب ذكر أسرار الطريق وفيو فصوؿ
األوؿ :سر الصحبة
الثان :أسرار الذكر والتلقُت وا١تبايعة
الثالث :سر التحكيم وإلباس ا٠ترقة الصوفية
الرابع :سر الفتوحات الذوقية الروحية
ا٠تامس :سر اإلستقامة
وهللا ورل التوفيق
7
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الفصل األوؿ
سر الصحبة
وىناؾ اصطبلحات أخرى :التلقي والتلقُت واألخذ كلها ٔتعٌت
متقارب
ِ ِ ِ ِ ٍ
قاؿ تعاذل :فَػتَػلَقَى آَ َد ُـ م ْن َربِّو َكل َمات فَػتَ َ
اب َعلَْيو إِنَوُ ُى َو التَػ َو ُ
اب
يم [البقرة]ٖٚ/ ِ
الَرح ُ
9
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
احباً ُ :م َسلَماً ومن ا١ت َجا ِز ْ :ام ِ وعه ِدؾ إِ َذل بػلَ ِدنا ِ .
ص َ وم َص ُحوباً ُ ض َم ْ َ َ َْ
ب فُبلَناً : ِ ومعاَب .وتَػ ُق ُ ِ
َص َح َ احباً .وأ ْص َ وؿ عْند التػ َْوديع ُ :م َعاناً ُم َ َُ ً
ومْنو ُب التػْن ِزيل :وال ىم ِمنَا يصحبوف .قاؿ الَز َجاج يػع ٍِت ِ
اآل٢تَة منَػعو ِ
َْ ُ ْ َُ ُ َ ََ
ِ
ص َحبوف ٬ُ :تَ ُاروف أَي ال ُكفَار .أَال ال ٘تَْنَ ُع أَنْػ ُف َسها .والَ ُىم منَا يُ ْ
اؿالعَرب تقوؿ :أَنا َج ٌار لك ومعناه أ ُِجَتُؾ وأ َْمنَػعُك فَػ َق َ تَػَرى أَ َف َ
هللا ِٓتََْت .وقاؿ يصحبوف با ِإلجارة .وقَاؿ قَػتادةُ :ال يصحبوف ِمن ِ
ُ ْ َُ ََ ََ ُ َ َُ
ب أَي ٯتُْنَ ُعص َح ُ ت الَر ُج َل أَي َمنَػ ْعتُو .تُ ْ أَبُو عُثْ َماف ا١تَ ِازنّ :أ ْ
َص َحْب ُ
ص ِحبَك هللاُ أَي َح ِفظك وَكا َف ظ .وقَاؿ َغْيػُره :ىو من قَػ ْولو َ : و٭ت َف ُ
ُْ
ب ُك ِّل َش ْيء ك جاراً .ومن ا١تجا ِز :ىو صاحب ِع ْلم وماؿ ِ
وصاح ُ َ َ ََ لَ َ َ
:ذُوهُ .اىػ
وا١تقصود ىنا :أف تصحب شيخا كامبل يرشدؾ وٕتعلو أستاذا لك
وتبلزمو إذل وفاتو وال تفارقو إال بإذنو.
الِلِ َوَر ُسولِِو َوإِذَا َكانُوا
ين آَ َمنُوا بِ َ ِ َِ َِ
ودليلها قولو تعاذل :إ٪تَا الْ ُم ْؤمنُو َف الذ َ
ِ ِ ِ َِ ِ
كين يَ ْستَأْذنُونَ َ َم َعوُ َعلَى أ َْم ٍر َجام ٍع َدلْ يَ ْذ َىبُوا َح َىت يَ ْستَأْذنُوهُ إ َف الذ َ
ض َشأِْنِِ ْم فَأْذَ ْفوؾ لِبَػ ْع ِ ِِ أُولَئِك الَ ِذين يػؤِمنو َف بِ َِ
الِل َوَر ُسولو فَِإذَا ْ
استَأْذَنُ َ َ ُْ ُ َ
01
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وعرض ْتاؿ ا١تنافقُت وتسللهم لواذاً .ومعٌت قولو َ { :دلْ اإلٯتانُت ّ ،
ئذنُوهُ } دل يذىبوا حىت يستأذنوه ويأذف ٢تم ،أال تراه ي ْذىبواْ حىت يست ِ
َ َْ َ َُ
كيف علق األمر بعد وجود استئذاِنم ٔتشيئتو وإذنو ١تن استصوب أف
يأذف لو .واألمر اٞتامع :الذي ٬تمع لو الناس ،فوصف األمر
00
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
02
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
قاؿ أبو حياف ُب تفسَته البحر احمليط بعد نقلو كبلـ الز٥تشري (ج ٛ
/ص : )ٖٖٛوىو تفسَت حسن .اىػ
قلت :عندؾ
سألٍت بعض احملبُت من فمنكيو :أي العمل خَت ؟ ُ
طريقة ؟ قاؿ :ال ,ما عندي من طريقة ,قلت :الزـ أف تكوف لك
طريقة تتبعها.
الطريقة عرفا ىي الكيفية أعٍت كيفية السلوؾ مسالك األخيار لتفوز
باٞتنة دار القرار .فنفسك أو قلبك أو حياتك وسعادتك كبدنك أو
سيَارتك .البدف ٭تتاج إذل ترويض ومعاٞتة ( .)terapiفقلَما بد ٌف ُب
الس َمن ()kolestrolىذه األزمنة خبل عن مرض من مثل ُّ َ ِ
السكر و ّ
والكبد وغَت ذلك وكلها أمراض ضارة .وكذلك سيارتك٘ ,تشي كل
يوـ ما شاء هللا أف ٘تشي فقلما ٗتلو عن مشكلة خاصة هبا دوف سائر
السيارات.
03
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
فكيف تصح وليس عندؾ ترويض أـ كيف تدخل اٞتنة ودل تعلم
مسالك
َ ٭ترر لك الطريقةَ ُب دخلو٢تا وسلوكها ؟ .إ ًذا ٖتتاج إذل ٍ
طبيب ِّ
وٖترر أمامو مشاكل صحتكص َحتِك .وطريقو :أف ٕتيئ إذل الطبيب ِّ
فعند ذلك يرشدؾ مسالك صحتك من اٟتِ ْمية واألدوية.
مشاكل نفسك من الكسل ُب
َ وٖتِّرر أم َامو
وكذلك الشيخ ٕ :تيئ إليو ُ
العبادة وعدـ اإلنتباه لصبلة الصبح أو التهجد وغَت ذلك كما ٕتيئ
إذل ٍ
فقيو تسألو وتستفتيو ,وإالَ فا١ترض النفسي أىم من فروع الفقو
بأسرىا .كما قاؿ الوالد رٛتو هللا :الفقو كثَت التكلم ُب أمور غَتؾ
لست بتاجر مثبلً .فبل يكفي ُب ذلك أف ٖتضر
كأبواب ا١تعاملة و َ
٣تلس وعظو ُب ٚتع من الناس فقط ألنو ليس فيو ٖترير أمراضك
النفسية ا١تتخصصة بك.
واألسلم من الطرائق :أف تتبع طريقة اتفقت األئمة على أِنا موافقة
للكتاب العزيز والسنة ا١تطهرة كالقادرية والعلوية والشاذلية وغَتىا على
يدي شيخ استوى عنده الذىب واٟتجر ,عادل بعلوـ التوحيد والفقو
َ
والتصوؼ أو تقوؿ :عادل جامع بُت علمي الباطن والظاىر ,عنده
سلسلة متصلة مسلسلة ببعض أئمة تلك الطرائق ا١تعتربة السنية.
04
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وصفت سعادتُك وُب يديو ُحورؾ .قاؿ تعاذل : ُ فبالشيخ الذي كما
ور ِ ِ ات ِحسا ٌف (ٓ )ٚفَبِأ ِ ِ ِ ِِ
َي آََالء َربّ ُك َما تُ َك ّذبَاف (ُٔ )ٚح ٌ ّ فيه َن َخْيػَر ٌ َ
ِ ِ ا٠تِي ِاـ (ٕ )ٚفَبِأ ِ ِ
َي آََالء َربِّ ُك َما تُ َك ّذبَاف (َٖ )ٚدلْ ّ ات ُِب ْ َ ص َور ٌ َم ْق ُ
َي آََال ِء ربِ ُكما تُ َك ِّذب ِ ِ ِ ِ
اف َ َّ َ س قَػْبػلَ ُه ْم َوَال َجاف (ٗ )ٚفَبأ ِّ يَطْمثْػ ُه َن إنْ ٌ
َي آََال ِء ِ ض ٍر وعبػ َق ِر ٍ ِ ٍ
ي ح َساف ( )ٚٙفَبأ ِّ
ٍ
ُت َعلَى َرفْػَرؼ ُخ ْ َ َْ ّ
ِِ
(ُ٘ )ٚمتَكئ َ
اإل ْكَرِاـ ()ٚٛ ك ِذي ا ْٞتََبل ِؿ َو ِْ اس ُم َربِّ َ ِ ِ
َربِّ ُك َما تُ َك ّذبَاف ( )ٚٚتَػبَ َارَؾ ْ
وؼ َعلَْي ِه ْم ِولْ َدا ٌف ُ٥تَلَ ُدو َف
[الرٛتن .]ٚٛ-ٚٓ/وقاؿ جل شأنو :يَطُ ُ
يق وَكأْ ٍس ِم ْن َمعِ ٍ ِ ٍ ِ
صدَعُو َف َعْنػ َها َوَال ُت (َ )ٔٛال يُ َ ( )ٔٚبأَ ْك َواب َوأَبَار َ َ
يػُْن ِزفُو َف (َ )ٜٔوفَاكِ َه ٍة ِ٦تَا يػَتَ َخيَػُرو َف (ٕٓ) َو َٟتْ ِم طٍََْت ِ٦تَا يَ ْشتَػ ُهو َف
وف (ٖٕ) َجَزاءً ِٔتَا َكانُوا ُت (ٕٕ) َكأَمثَ ِاؿ اللُّ ْؤلُ ِؤ الْمكْنُ ِ (ٕٔ) وح ِ
َ ْ ور ع ٌَُ ٌ
يما (ٕ٘) إَِال قِ ًيبل َس َبل ًما ِ ِ
يَػ ْع َملُو َف (ٕٗ) َال يَ ْس َمعُو َف ف َيها لَ ْغ ًوا َوَال تَأْث ً
َس َبل ًما ([ )ٕٙالواقعة.]ٕٙ-ٔٚ/
وصفت يعطيك اٟتبور والسرور ُب أياـ الدنيا وُب
ُ فشيخك الذي كما
داخل القبور وُب يوـ البعث والنشور .فهو يعطيك كل شيئ .فمن
البلزـ عليك أف ٖتًتمو وٕتعلو فوؽ كل شيئ من أمورؾ حىت وإف
05
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
06
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
قاؿ اإلماـ قطب الواصلُت مسند السادة العلويُت العبلمة العارؼ باهلل
اٟتبيب عيدروس بن عمر اٟتبشي ُب ثبتو عقد اليواقيت ٔ ٖٔٛ /
ما نصو :
قاؿ األوزاعي :اذا ذىب األستاذ ذىب العلم.
وقاؿ اإلماـ عبد هللا بن ا١تبارؾ :اإلسناد الدين كلو ولوال
اإلسناد لقاؿ من يشاء ٔتا يشاء.
وقاؿ اٟتجة الغزارل :ا١تريد ال غٌت لو عن شيخ وأستاذ يَقتدي
بو ومن دل يكن لو شيخ يَهديو قاده الشيطاف إذل مهاويو.
صلُو بسلسلة وقاؿ أبو العباس ا١ترسي :من دل يكن لو أستاذ ي ِ
َ
اإلتِّباع ويكشف عن قلبو القناع فهو ُب ىذا الشأف لقي ٌ
ط ال
أب لو ودعي ال نسب لو.
07
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
قاؿ الكمشخانوي رٛتو هللا ُب كتابو " جامع األصوؿ ُب األولياء "
ص ٕٖ :واعلم أف من ال يعرؼ أباه وأجداده ُب الطريق فهو مطرود
وكبلمو دعوى غَت مقبولة ورٔتا انتسب إذل غَت أبيو فيدخل ُب قولو
صلى هللا عليو وسلم " :لعن هللا من انتسب إذل غَت أبيو " .وقد
أٚتع السلف كلهم على أف من دل يصح لو نسب القوـ وال أذف ُب
أف ٬تلس للناس ال ٬توز لو التصدر إذل إرشاد الناس وال أف يأخذ
عليهم عهدا وال أف يلقنهم ذكرا وال شيئا من الطريق ,إذ السر ُب
الطريق إ٪تا ىو ارتباط القلوب بعضها ببعض إذل الرسوؿ صلى هللا
عليو وسلم إذل حضرة اٟتق جل جبللو .فمن دل يدخل ( ُب )
سلسلة القوـ فهو غَت معدود منهم .اىػ
08
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ومثلو قاؿ الشيخ ٤تمد أمُت الكردي ُب كتابو " تنوير القلوب " ص
فصل .ينبغي للمريدين أف يعرفوا نسبة شيخهم ورجاؿ ٖٗٗ ٌ :
السلسلة كلها من مرشدىم إذل النيب صلى هللا عليو وسلم ,ألِنم إذا
أرادوا ا١تدد من روحانيتهم وكاف انتساهبم إليهم صحيحا حصل ٢تم
ا١تدد من روحانيتهم .فمن دل تتصل سلسلتو إذل اٟتضرة النبوية فإنو
مقطوع الفيض ودل يكن وارثا لرسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم وال
تؤخذ منو ا١تبايعة واإلجازة .اىػ.
وقاؿ (أي الكردي) فيو أيضا ص ( : ٗٙٙفائدة ُب قرائة السلسلة
وفضلو) .قاؿ أبو سعيد ٤تمد ا٠تادمي :من قرأ سلسلة ا١تشائخ بعد
ختم اٞتواجكاف (ا٠تواجكاف ٚ :تع فارسي ٠تواجو بواو ٍب ألف وال
تقرأ الواو إ٪تا أٌب هبا لتفخيم ا١تد .وا٠تواجو ٔتعٌت الشيخ .وحكمة
تسمية ا٠تتم ختما أف السادات كانوا إذا اجتمع ا١تريدوف عندىم
وأحب الشيخ اإلنصراؼ ختم ٣تلسو هبذه األذكار ا١تسماة بػ"ختم
ا٠تواجكاف") وعند تلقُت الذكر وعند الشروع ُب ذكره و٘تاـ ورده :
ص َل لو الًتقيات وا١تكاشفات ,ويقرأىا لتفريج الكروب وا٢تموـ
ٖت َ
09
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وقاؿ اإلماـ ابن عجيبة اٟتسٍت ُب كتابو " إيقاظ ا٢تمم ُب شرح
اٟتكم " ٔ : ٕٕٚ /تنبيو قد رأينا كثَتاً من الناس يًتاموف على ىذا
ا١تقاـ الكامل من غَت صحبة وال جذب واالختطاؼ من شهود
األكواف إذل شهود ا١تكوف وال بد من سكر ٍب صحو وجذب ٍب
سلوؾ وٚتع ٍب فرؽ وفناء ٍب بقاء ,نعم قد يكوف بعض األفراد أقوياء
ُ٬تذبوف إذل حضرة اٟتق مع مشاىدة ا٠تلق ويسَتوف بُت جذب
وسلوؾ كما تقدـ ُب الطريقة الشاذلية وأمثا٢تا .وأما من دل يصحب
العارفُت الذين سلكوا ىذه ا١تقامات فبل يطمع ُب نيل ىذا ا١تقاـ أبداً
إال الفرد النادر الذي ال حكم لو وهللا تعاذل أعلم .اىػ
وقاؿ اٟتبيب عيدروس ُب العقد أيضا ٕ : ٕٔٛ /قاؿ سيدنا عبد هللا
اٟتداد :إذا قيل فبلف أخذ عن فبلف ليس معناه أنو أخذ عنو ُب
كتاب أو قرأ عليو ُب كتاب .إ٪تا معناه :انو اقتدى بو ُب سَتتو
بأخبلقو وأفعالو وأقوالو ,فإذا فعل ذلك فذلك شيخو وىو لو مريد .اىػ
وقاؿ اإلماـ أبو علي الكوىن الفاسي ا١تتوَب سنة ٖٔٗٚىػ ُب كتابو
" طبقات الشاذلية الكربى " ص ٖٔٛعند ترٚتة القطب ٤تمد بن
عبد الكرمي السماف ا١تدن :ومن قولو قدس هللا سره ُب كتابو "
النفحات اإل٢تية " :صحبة أىل الطريق ىي التخلق بأخبلؽ أولئك
الفريق .اىػ
قلت :إ ًذا فبل بد ُب الصحبة غالبا من أمرين :األوؿ :طوؿ زماف
الصحبة ,إذ بو يَعرؼ ا١تريد أحواؿ شيخو .الثان ٗ :تلقو بأخبلؽ
شيخو اٞتميلة اٟتسنة .لكن طوؿ الزماف ليس بشرط ,فنظرةٌ واحدة
من الكاملُت تقع ُب قلب ا١تريد تفيده أحواال سنية ,ولرٔتا رؤية واحدة
من ا١تريد لشيخو العارؼ ينظر فيها تواضعو أثَرت ُب قلبو بَردا أبرد من
أيت
شاىدت بنفسي حينما ر ُ
ُ الثلج ال ينفك من فلبو أبدا كما
20
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
نادر ال يَأْبَوُ بو ُ
الناس .فإذا وجدتو ُب ىذه األزمنة ا١تتأخرة ٌ
ك بو فإنو كا٠تضر ١توسى عليهما السبلـ ,وتَع ِرفُو فتم َس ْ
بأماراتو اليت سأبينها.
ٕ .شيخ الفتح أو شيخ الفتوح ,سأبينو لك
ٖ .شيخ التلقي ويسمى أيضا شيخ القرائة .وىو أف تقرأ أو
تدرس عليو كتابا من الكتب الدينية ُب العلوـ اإلسبلمية
كعلوـ القرآف من التجويد والقراآت واٟتديث والفقو والنحو
والصرؼ وغَت ذلك
ٗ .شيخ التربؾ ويسمى أيضا شيخ اإلجازة .وىو أف تتفق بشيخ
وٕتتمع بو ُب مكاف من ا١تكاف مرَة أو مر ٍ
ات قليلةً أو تراسلو
أو تكاتبو وتستفيد منو بعض الفوائد أوتستجيز منو إجازة
بعد.
عامة أو خاصة ٍب دل ٕتتمع بو فيما ُ
ٍب إليك بعض بياف ذلك :
أما شيخ الًتبية فقد قاؿ شيخنا وشيخ شيوخنا األستاذ اٞتليل العبلمة
الصوُب ا١تتخشن العارؼ باهلل اٟتبيب عبد هللا بن أٛتد بن ٤تمد
23
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
24
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الوصاؿ ور٭تاف اٞتماؿ وجنة الكماؿ وقاؿ تعاذلَ :ال ٯتََ ُّس ُه ْم فِ َيها
ب [اٟتجر ]ٗٛ/اي تعب ,ولكن ال تدرؾ الراحة إال بعد التعب صٌنَ َ
وال ٭تصل الظفر اال بالطلب "حفت اٞتنة با١تكاره -وحفت النار
بالشهوات" رواه مسلم ُب صحيحو .-اىػ
قاؿ القطب اٟتبيب عبد هللا بن علوي اٟتداد ُب رسالتو " آداب
سلوؾ ا١تريد " ص ٖ٘ : ٘ٙ-واعلم أف الشيخ الكامل ىو الذي
يفيده (أي ا١تريد) هبمتو وفعلو وقولو و٭تفظو ُب حضوره و َغيبتو وإف
ب منو إشارةً كاف ا١تريد بعيدا عن شيخو من حيث ا١تكا ُف .فليطلُ ْ
أضر شيئ على ا١تريد تغيُّػُر قلب ويًتؾ .و ُّ
كليةً فيما يأٌب من أمره ُ
الشيخ عليو ولو اجتمع على إصبلحو بعد ذلك مشائخ ا١تشرؽ
شيخو .واعلم أنو ينبغي
ُ وا١تغرب دل يستطيعوه إال أف يرضى عنو
كل من يُذكر
ُب نفسو َ للمريد الذي يطلب شيخا أف ال ُ٭تَ ِّك َم
تمع عليو قلبُو. و٬ت َ
با١تشيخة وتسليك ا١تريدين حىت يَعرؼ أىليتو َ
وكذلك ال ينبغي للشيخ إذا جاء ا١تريد يطلب الطريق أف يَ ْس َم َح لو هبا
وشدة تعطُّ ِشو إذل من يدلُّو على ربو. قبل أف ٮتترب ِصدقَو ُب طلبِو ِ
َ من ِ
وىذا كلو ُب شيخ التحكيم ,وقد شرطوا على ا١تريد أف يكوف معو
25
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
كا١تيت بُت يدي الغاسل وكالطفل مع أمو ,وال ٬تري ىذا ُب شيخ
أكثر من
التربؾ دوف التحكيم فكلما َ
التربؾ .ومهما كاف قصد ا١تريد َ
لقاء ا١تشائخ وزيارهتم والتربؾ هبم كاف أحسن .وإذا دل ٬تد ا١تريد
شيخا فعليو ٔتبلزمة اٞتِ ِّد واإلجتهاد مع كماؿ الصدؽ ُب اإللتجاء إذل ً
رشده فسوؼ ُ٬تيبو َمن ٬تيب هللا واإلفتقار إليو ُب أف يػ َقيِض لو من ي ِ
ُّ َ َ ُ
بعض ِ ِ
سوؽ إليو َمن يَأخذ بيده من عباده .وقد َ٭تسب ُ ا١تضطر ويَ ُ
شيخ لو ,فتجده يطلب الشيخ ,ولو شيخ دل يره ,يػَُربِّْي ِوا١تريدين أنو ال َ
بنظره ويُراعيو بعُت رعايتو وىو ال يشعر ,وإال فا١تشائخ احملققوف
موجودوف ولكن سبحاف من دل ٬تعل الدليل على أولياءه إال من
حيث الدليل عليو ودل ي ِ
وصل إليهم إال من أراد أف يوصلو إليو .اىػُ ُ
وقاؿ الشيخ اٝتاعيل عثماف زين اليمٍت ُب ثبتو " صلف ا٠تلف
بأسانيد السلف " ص ٘ ٛعن شيخو الشيخ حامد بن ابراىيم ا٢ترري
قاؿ :ىل اإلجازة من الشرائع القدٯتة أو من خصائص ىذه األمة ؟
ُجيز ؟ وىل للمشيخة أصل ُب كتاب هللا ؟ أما اإلجازة
ومن أوؿ من أ َ
فهي من الشرائع القدٯتة كما صح ذلك .وأما اإلسناد فهو من
خصائص ىذه األمة .وأوؿ من أجيز " آدـ عليو السبلـ " أجازه هللا
26
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
بقولو " وعلم آدـ األٝتاء كلها " كما ذكر ذلك القسطبلن على
البخاري .وأما ا١تشيخة فلها أصل أصيل ُب كتاب هللا ,فقد ذكر
السيد العبلمة عبد الرٛتن بن سليماف األىدؿ ُب كتابو بركة الدنيا
واآلخرة حيث قاؿ :وأما ا١تشيخة فشأِنا عظيم وأمرىا جسيم فقد
ألَف فيها العلماء الرسائل سيما أىل اٟتديث ,وذكر شيخ الًتبية
والتخريج فقاؿ :ىو الشيخ البالغ ُب العلوـ الثبلثة اليت ىي علم
الشريعة والطريقة واٟتقيقة إذل اٟتد الذي من بلغو كاف عا١تا ربانيا مربيا
ِ َِ
ىاديا مهديا ,إذل أف قاؿ :واألصل ُب ا١تشيخة قولو تعاذل :إ َف الذ َ
ين
الِلُ قُػلُوبَػ ُه ْم
ين ْامتَ َح َن َ الِل أُولَئِ َ ِ
وؿ َِيػغُضُّو َف أَصواتَػهم ِعْن َد رس ِ
ك ا لذ َ
َ َُ َْ ُ ْ َ
يم [اٟتجرات ]ٖ/وإذل غَت ذلك من ِ ِ ِ
َجٌر َعظ ٌ
للتَػ ْق َوى َ٢تُ ْم َم ْغفَرةٌ َوأ ْ
اآليات واألحاديث ا١تذكورة ُب حا٢تا .اىػ
وأما شيخ الفتح فقاؿ اٟتبيب حسن بن سقاؼ السقاؼ ُب كتابو "
نشر ٤تاسن األوصاؼ " ص ٕٓٔ :يقاؿ :من عبلمة شيخ الفتح
من ُ٬تدي فيك (أي ينفعك) سكوتو كما ٬تدي كبلمو .وقاؿ فيو ص
ٕٕٔ :فمن كبلمو (أي اٟتبيب عمر بن زين بن ٝتيط) رضي هللا
عنو :أف شيخ الفتح يقع واف دل ٭تصل بو اتفاؽ (أي فرصة اجتماع)
27
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
28
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ذلك الشيخ واإلنتظاـ ُب سلك مريديو وعا١تا ٔتعٌت تلك القراءة ولو
من بعض الوجوه ,سواءٌ اف تكلم ذلك الشيخ على شيئ من معان
تلك القراءة أو سكت .وىذا القسم يسمى أخذ إرادة ويسمى أخذ
ٖتقيق .ولئلكثار والتقليل من ذلك حكمهما .ومن ىذا القسم تصاغ
حلقات سبلسل األخذ ,وعليو تنبٍت األثبات ٚتع ثبت بالتحريك.
قاؿ العبلمة ا١تسند الشيخ يوسف بن اٝتاعيل النبهان على ظهر ثبتو
" ىادي ا١تريد إذل طرؽ األسانيد " :الثبت بفتح الثاء ا١تثلثة وسكوف
ا١توحدة الثقة العدؿ ,وبفتح ا١توحدة ىو ما ٬تمع مرويات الشيخ
انتهى .قلت (القائل :اٟتبيب علي بن حسُت) :وأوؿ شيخ ٭تصل
للمريد عنده شرح الصدر وصفاء الذىن وذوؽ العلم يسمى شيخ
الفتح .فيجب على ا١تريد تعظيمو وتقدٯتو زيادة على غَته من بقية
ا١تشايخ مع حفظ كرامتهم والوفاء ْتقهم.
وثانيها :مشيخة النسبة .وىو أف شيوخ شيوخك ىم مشاٮتك أيضا.
شيخك .ويسمى ىذا القسم
تباد َؿ األخ َذ معو ُ
وكذلك كل من َ
األخذ بالواسطة.
29
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
31
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وحسن سريرة وسَتة يرجع ُب علمو إذل شيخ أو شيوخ ٢تم سلسلة ُ
متصلة يرتفع سندىا إذل رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم ,واف اتفق
شريف علوي حسيٍت سٍت فهو الكماؿ قاؿ عليو الصبلة والسبلـ :
عادل قريش ٯتؤل طباؽ األرض علما .اٟتديث ا١تشهور .وقاؿ أيضا :
تعلموا منها أي من قريش ,ألنك بذلك تصَت لو ابنًا فيكوف لك أبًا
و٭تصل اإلتصاؿ الروحي الذي أدرؾ سلماف وجرى عليو السلف
وا٠تلف.
فإذا لقيت ذلك الشيخ فينبغي لك أف تلقي قيادؾ إليو وتعتمد ُب
مهمات أمورؾ عليو وٗتضع نفسك باإلنقياد لديو وٕتعلو واسطة
بينك وبُت هللا وتأخذ لك منو إجازة ُب رواية العلوـ الشرعية ٚتلة
وتطلب منو لباس ا٠ترقة الصوفية وتلقُت كلمة ال إلو إال هللا وا١تصافحة
ا١تعروفة عند أىل الطريق ,فإنك بذلك تنتظم ُب سلك أىل تلك
السلسلة ويكوف لك ما ٢تم وعليك ما عليهم اف شاء هللا تعاذل
وتعاملو باألدب ْتيث ال تصدر إال عن رأيو من كل أمر وعلى كل
حاؿ وإف َ
دؽ ,وتعتمد ما قالو وإف ش َق .وتعتمد ُب معرفة ما لو
30
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
32
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
33
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اىػ كبلـ اٟتبيب علي بن حسُت صاحب التاج ,وىو كما ترى غُ ٌرر
غالية مفيدة اف شاء هللا تعاذل ,وكل ذلك فوائد نفيسة ترجع إذل ا١تريد
ُب دينو وسعادة دنياه وآخراه ,وهللا يتوذل ُىدانا آمُت.
قاؿ الشيخ ٤تمد عبد الباقي األيويب ُب كتبو " ا١تناىل السلسلة ُب
األحاديث ا١تسلسلة " ص : ٖٜٙ-ٖٙٛالشيخ شيخاف :شيخ
الًتبية والتحكيم وشيخ الصحبة والتربؾ .فشيخ الًتبية ال ٬توز تعدده.
وبالغ الشيخ األكرب (ابن عريب) ُب ٖتتُّم وحدتو .وذكر العارؼ عبد
الكرمي السماف (لعلو ٤تمد بن عبد الكرمي) أف عليو ٚتهور ا١تشائخ.
وقاؿ صاحب الرائية (من ْتر الطويل) :
34
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
(لعلو ا١تدد) .وأما شيخ الصحبة فج َوزوا تعدده وىو ٤تمل قوؿ
الفاسي (حيث قاؿ :ا١تعترب ُب لباس ا٠ترقة الشريفة كثرة ا١تشائخ إذ
بكثرهتم يكثر أنواع ا٠تَت) ألنو يتربؾ باألخذ عنو .وقاؿ احملدث ورل
هللا العمري ُب تكرار البيعة من شخصُت (شيخُت) :أنو إف كاف
بظهور خلل فيمن بايعو فبل بأس ,وكذلك بعد موتو أو غيبتو
ا١تنقطعة .وأما ببل عذر فإنو يشبو التبلعب ويُذىب الربكة ويصرؼ
قلوب الشيوخ عن تعهده ,انتهى (كبلـ العمري) .بل قاؿ بعضهم :
إف من بايع على يد من دل يتأىل للمشيخة أنو ال تصح إرادتو ,وإ٪تا
ِ
مكمل ,وإن ْتمد هللا دل أتقدـ با١تبايعة
تصح اإلرادة مع شيخ كامل ّ
على يد شيخنا وموالنا ٤تمد عبد الرزاؽ األنصاري إال بعد أف تيقنت
استقامتو وٖتققت واليتو ٍب دل تر عيٍت ُب حياتو وال بعد ٦تاتو مثلَو.
اىػ أيويب .أال ترى وىو كبلـ غاؿ ٤تشو بالآلؿ فاغتنمو ! .والظاىر
عندي أف مقصوده بالتأىل للمشيخة ىو من يعلمك الشريعة
والطريقة واٟتقيقة .أما من يعلمك اٟتقيقة وال يعلمك الشريعة فهو
شيطاف وىذا كثَت ُب ىذا الزماف.
35
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
36
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
37
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
38
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ذكر اإلماـ أبو علي الكوىن الفاسي ُٚتبل من فضائل األولياء و٤تبتهم
ُب كتابو القيم " طبقات الشاذلية الكربى " ص ٔٔ – ٔٚفمما
قاؿ :
39
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
41
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
40
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
حسن استعداده,
إذل الرجل الصادؽ فيستنشق بنفوذ بصَتتو َ
اىب هللا تعاذل ا٠تاصة ,فيقع ُب قلبو ٤تبةُ ا١تريد
واستئهالو مو َ
بصَتة ,وىم من جنود ٍ الصادؽ ,وينظر إليو نظرَة ٍ
٤تبة عن
هللا ,فيكسبوف بنظرىم أحواال سنيةً ,ويهبوف آثارا مرضية.
الرجل من نفس
َ وقاؿ الشاذرل رضي هللا عنو :إن ألُوصل
واحد .وقاؿ ا١ترسي رضي هللا عنو :وهللا ما بيٍت وبُت الرجل
إال أف أنظر إليو نظرة وقد أغنيتو يعٍت الغٌت ا١تعنوي فهو
الغٌت الدائم.
42
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
أٛتد هللا تعاذل عليو اآلف .فقد أدركنا بفضلو سبحانو هبذه
ومعٌت .وهلل اٟتمد وا١تنة.
قبل حسا ً
النظرة ما دل نُدركو من ُ
قاؿ العارؼ الكبَت شيخنا الشيخ سيدي أبو ا١تواىب فتح
هللا البنان الرباطي رضي هللا عنو :من زار وليا من أولياء هللا
تعاذل حيا كاف أو ميتا ,فإف الًتاب الذي ٯتشي عليو ُب
طريق ذىابو لزيارة ذلك الورل يَنقلو هللاُ تعاذل إذل ببلد
الكفار ,فكل من مشى عليو من الكفار ألقى هللا ُب قلبو
ا٢تداية ,وأ٢تمو كلمة التوحيد ,فينعكس من الظلمة إذل النور,
ويكتب ثواب ذلك إذل الزائر .أو كبلـ ىذا معناه .فانظر يا
أخي إذل ىذه الكرامة العظيمة ,وهللا يهدي بفضلو من
يشاء .اىػ
43
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وقاؿ اإلماـ أٛتد الكمشخانوي أيضا ُب كتابو " جامع األصوؿ ُب
األولياء " ص ٘٘ٔ :بياف حرمة ا١تشائخ والتعظيم ٢تم وترؾ
ا١تخالفة.
قاؿ هللا تعاذل ُب قصة موسى مع ا٠تضر عليهما السبلـ " :
ىل أتبعك " ١تا أراد الصحبة حفظ شروط األدب فاستأذف
فيها أوال ,فشرط عليو ا٠تضر أف ال يعارضو ُب شيئ بقولو "
فإف اتبعتٍت فبل تسألٍت عن شيئ " ,و١تا خالفو ٕتاوز عنو ُب
ا١ترة األوذل والثانية ,فلما انتهى إذل الثالثة وىي أُوذل مراتب
الكثرة سامو الفرقة بقولو " ىذا فراؽ بيٍت وبينك ".
وقاؿ النيب صلى هللا عليو وسلم :ما أكرـ شاب شيخا لسنو
إال قيض هللا من يكرمو عند كرب سنو.
وقاؿ ا١تشائخ :عقوؽ األستاذين ال توبة لو.
وقاؿ أبو سهل الصعلوكي َ :من قاؿ ألستاذه " ِدلَ " ال
يفلح.
وقيل :إف شقيقا البلخي وأبا تراب النخشي قدما على أيب
يزيد وعنده شاب ٮتدمو فحضر الطعاـ فقاال للشاب :كل
44
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
معنا ,فقاؿ :أنا صائم ,فقاؿ أبو تراب :كل ولك أجر
صوـ شهر ,فأىب ,فقاؿ ٢تما أبو يزيد :دعا من سقط من
عُت هللا ,فأخذ ذلك ُب السرقة بعد سنة وقطعت يده.
وقيل :ما استصغر أحد أحدا إال حرـ فائدتو .اىػ
وقاؿ اٟتبيب عبد هللا بن علوي اٟتداد ُب " آداب سلوؾ ا١تريد " ص
ولتكن لك أيها ا١تريد عنايةٌ تامةٌ بصحبة األخيار و٣تالسة
ْ ٔ٘: ٖ٘-
الصاٟتُت األبرار,
وكن شديد اٟترص على طلب شيخ صاحل مرشد ناصح عارؼ
بالشريعة سالك للطريقة ذائق للحقيقة كامل العقل واسع الصدر
حسن السياسة عارؼ بطبقات الناس ٦تَُيِّز بُت غرائزىم وفِطَرىم
وأحوا٢تم.
نفسك عليو وح ِّك ْمو ُب ٚتيع أمورؾ و ْارِج ْع إذل ِ
رت بو فألْق َ
ِ
فإف ظف َ
وم ُشورتو ُب كل شأنك واقتد بو ُب ٚتيع أفعالو وأقوالو إال فيمارأيو َ
ومداراهتم ودعوةيكوف خاصا منها ٔترتبة ا١تشيخة كمخالطة الناس ُ
ِ
القريب والبعيد إذل هللا وما أشبو ذلك فتُ َسلّ ُمو لو وال تع ًِت ْ
ض عليو ُب
45
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
شيئ من
شيئ من أحوالو ال ظاىرا وال باطنا .وإف وقع من قلبك ٌ
نتف فح ِّد ْ
ث بو ا٠تواطر ُب جهتو فاجتهد ُب نفيو عنك ,فإف دل ي ِ
َ
الشيخ ليُػ َعِّرفك وجوَ ا٠تبلص منو ,وكذلك ُٗتربه بكل ما يقع لك
َ
خصوصا فيما يتعلق بالطريق.
تعلم أنو يطلع عليك وتَعصيو ُب
وحيث ُ
ُ احذر أف تطيعو ُب العبلنية
و ْ
السر وحيث ال يعلم فتَػ َق ُع ُب ا٢تبلؾ.
بأحد من ا١تشايخ ا١تتظاىرين بالتسليك إال عن إذنو ,فإف وال ٕتتمع ٍ
ْ
أردت .وإف دل يأذف لك فاعلم اجتمع ٔتن َ
أذف لك فاحف ْظ قلبَك و ْ
اٟتسد والغَيػرَة ,معا َذ ِ
هللا أف أنو قد آثر مصلحتك فبل تَػتَ ِه ْمو وتظن بو
َ َْ
مثل ذلك. ِ
يصد َر عن أىل هللا وخاصتو ُ ُ
احذر من مطالبة الشيخ بالكرامات وا١تكاشفة ٓتواطرؾ فإف الغيب
و ْ
يطلعو هللا على بعض الغيوب ُب
ال يعلمو إال هللا .وغايةُ الورل أف َ
بعض األحياف ,ورٔتا دخل ا١تريد على شيخو يطلب منو أف يكاشفو
وسًتا
ومكاشف بو صيانةً للسر ً
َ ٓتاطره فبل يكاشفو وىو مطَلِ ٌع عليو
للحاؿ ,فإِنم رضي هللا عنهم أحرص الناس على كتماف األسرار
46
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وصِّرفوا ِ
أبعدىم عن التظاىر بالكرامات وا٠توارؽ وإف ُم ّكنُوا منها ُ
و ُ
فيها.
وأكثر الكرامات الواقعة من األولياء وقعت بدوف اختيارىم وكانوا إذا
وصوف َمن ظَ َهَر لو أف ال ُ٭ت ِّدث بو حىت
شيئ من ذلك يُ ُ
ظهر عليهم ٌ
ٮترجوا من الدنيا .ورٔتا أظهروا منها شيئا اختيارا ١تصلحة تزيد على
مصلحة ال َس ًْت .اىػ رٛتو هللا تعاذل.
ين آَ َمنُوا ِدلَ تَػ ُقولُو َف َما َال تَػ ْف َعلُو َف (ٕ) َكبُػَر َِ
قاؿ هللا تعاذل :يَا أَيػُّ َها الذ َ
الِل أَ ْف تَػ ُقولُوا َما َال تَػ ْف َعلُو َف (ٖ) سورة الصف. م ْقتا ِعْن َد َِ
ًَ
قاؿ اإلماـ أبو القاسم القشَتي فيمن أدركو ٖتلى ْتلية القوـ ُب
ظاىره وتعرى عنهم ُب باطنو :
47
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
48
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
قاؿ اإلماـ ابن عريب ُب كتابو " روح القدس ُب ٤تاسبة النفس " ص
ِ : ٔٚ
وهللا ما أعلم أىل الطريق كذا ,وما كاف الطريق إال بالقعود ُب
اضعا) ٣تاىد ًة ,وٖتمل األذى وكفة رياضة ,والرٛتة
مرابض الكبلب (تو ً
والشفقة والعطف على الفقراء وا١تساكُت وا١تسلمُت كافة ٖتقيقا
ومعرفة ,أين ىم من صفة أىل هللا ؟ .اىػ
فعلينا أف نفر من أمثاؿ ىؤالء وال نصاحبهم وال نتعلم الدين منهم
شفقةً لديننا فإف الطبع يسرؽ من الطبع فقد ثبت ُب الصحيحُت عن
أيب ىريرة رضي هللا عنو قاؿ ٝتعت رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم
َس ِد. ِ ِ ِ ِ ِ
يقوؿ :فَر م ْن الْ َم ْج ُذوـ فَر َارَؾ م ْن ْاأل َ
وقد قاؿ اإلماـ الغزارل رٛتو هللا ُب كتابو " إحياء علوـ الدين " (ج ٕ
/ص ٖ : )ٔٚوأما اٟتريص على الدنيا فصحبتو سم قاتل ,ألف
الطباع ٣تبولة على التشبو و االقتداء ,بل الطبع يسرؽ من الطبع من
حيث ال يدري صاحبو .فمجالسة اٟتريص على الدنيا ِّ
ٖترؾ اٟترص.
تزىد ُب الدنيا .فلذلك تُكره صحبة طبلب الدنيا ِ
و٣تالسة الزاىد ّ
ويستحب صحبة الراغبُت ُب اآلخرة .اىػ
49
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
يقوؿ شيخنا العارؼ باهلل الشيخ السيد يوسف بن ٤تي الدين البخور
اٟتسٍت الشاذرل ا١تصري :إذا تقدـ ا٠تاطب على امرأة يريد ِخطبتها
بسوء األدب فمن ا١تعروؼ عادةً أِنا يرميها ْتذائها .اىػ أو كما قاؿ
حفظو هللا تعاذل.
بيت .وفبلف صاحبُك أو تلميذؾ استأجره قلت :مثاؿ آخر :لك ٌ ُ
منك فآجرتو على واحد مليوف روبية شهريا مثبل فسكنو بأىلوٍ .ب بعد
فدخلت فيو ببل إذف من صاحبك.
َ جئت إذل ذلك البيت
ُت َ حٍ
تنبو من مثل ىذا فإنو
فذلك سوء األدب وإف كاف البيت بيتك .فليُ ْ
نفيس.
ٌ
51
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الفصل الثان
أسرار الذكر
قاؿ تعاذل :يا أَيػُّها الَ ِذين آَمنُوا اذْ ُكروا َ ِ ِ
الِلَ ذ ْكًرا َكث ًَتا (ٔٗ) َو َسبِّ ُحوهُ ُ َ َ َ َ
صلِّي َعلَْي ُك ْم َوَم َبلئِ َكتُوُ لِيُ ْخ ِر َج ُك ْم ِم َن ِ ِ
بُكَْرةً َوأَص ًيبل (ٕٗ) ُى َو الَذي يُ َ
يما (ٖٗ) [األحزاب-ٗٔ/ ات إِ َذل النُّوِر وَكا َف بِالْمؤِمنِ ِ
الظُّلُم ِ
ُت َرح ً ُْ َ َ َ
ٖٗ]
ففي ىلتُت اآليتُت ذَ َكَر هللا معٌت الذكر وىو :اإلٯتاف والعمل الصاحل.
وذكر فضيلتو وىو :طوىب وحسن مآب .ال ِّذكر وسيلة وطريقة,
ُّ
التفكر والتعلُّم وسيلتاف أيضا واإلٯتاف والعمل الصاحل وكذلك
مقصوده.
كوت ِ
وُب كتاب " عقيدة السنة " لشيخ شيوخنا الشيخ اٝتاعيل نػَلّْي ْ
رٛتو هللا ص ٓ ٖٛنقبل عن " بغية ا١تسًتشدين " ص ُ : ٗٛب
كل ما يَتو َجوُ بو العبد إذل اٟتق ظاىرا
الذكر ُ :
اصطبلح الصوفية ُ
وباطنا .اىػ
قاؿ اإلماـ القرطيب ُب تفسَته " اٞتامع ألحكاـ القرآف " (ج ٕ /ص
أمر وجوابُو .وفيو معٌت
: )ٔٙٙقولو تعاذل ( :فاذكرون أذكركم ) ٌ
52
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
53
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
54
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ا١تسألة الثانية :أنو تعاذل أمر رسولو بالذكر مقيداً بقيود .
ك } وا١تراد بذكر هللا ُب نفسوك ُِب نَػ ْف ِس َ
القيد األوؿ { :واذكر َربَ َ
كونو عارفاً ٔتعان األذكار اليت يقو٢تا بلسانو مستحضراً لصفات
الكماؿ والعز والعلو واٞتبلؿ والعظمة ،وذلك ألف الذكر باللساف إذا
كاف عارياً عن الذكر بالقلب كاف عدمي الفائدة .أال ترى أف الفقهاء
أٚتعوا على أف الرجل إذا قاؿ :بعت واشًتيت مع أنو ال يعرؼ معان
ىذه األلفاظ وال يفهم منها شيئاً ،فإنو ال ينعقد البيع والشراء ،
فكذا ىهنا ويتفرع على ما ذكرنا أحكاـ :
اٟتكم األوؿ :
ٝتعت أف بعض األكابر من أصحاب القلوب كاف إذا أراد أف يأمر
واحداً من ا١تريدين با٠تلوة والذكر ،أمره با٠تلوة والتصفية أربعُت يوماً
ٍ ،ب عند استكماؿ ىذه ا١تدة وحصوؿ التصفية التامة ،يقرأ عليو
األٝتاء التسعة والتسعُت ،ويقوؿ لذلك ا١تريد اعترب حاؿ قلبك عند
ٝتاع ىذه األٝتاء ،فكل اسم وجدت قلبك عند ٝتاعو قوي تأثره
وعظم شوقو ،فاعرؼ أف هللا إ٪تا يفتح أبواب ا١تكاشفات عليك
55
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
بواسطة ا١تواظبة على ذكر ذلك االسم بعينو ،وىذا طريق حسن
لطيف ُب ىذا الباب .
اٟتكم الثان :
قاؿ ا١تتكلموف :ىذه اآلية تدؿ على إثبات كبلـ النفس ألنو تعاذل
١تا أمر رسولو بأف يذكر ربو ُب نفسو وجب االعًتاؼ ْتصوؿ الذكر
النفسان وال معٌت لكبلـ النفس إال ذلك .
فإف قالوا :دل ال ٬توز أف يكوف ا١تراد من الذكر النفسان العلم
وا١تعرفة؟
قلنا :ىذا باطل ألف اإلنساف ال قدرة لو على ٖتصيل العلم بالشيء
ابتداء ألنو إما أف يطلبو حاؿ حصولو أو حاؿ عدـ حصولو .واألوؿ
باطل ألنو يقتضي ٖتصيل اٟتاصل وىو ٤تاؿ .والثان باطل ألف ما
ال يكوف متصوراً ،كاف الذىن غافبلً عنو والغافل عن الشيء ٯتتنع
كونو طالباً لو فثبت أنو ال قدرة لئلنساف على ٖتصيل التصورات ،
فامتنع ورود األمر بو ،واآلية دالة على ورود األمر بالذكر النفسان ،
فوجب أف يكوف الذكر النفسان معٌت مغايراً للمعرفة والعلم والتصور ،
وذلك ىو ا١تطلوب .
56
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
57
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
58
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
نص هللا تعاذل على أنو ال بد منو وأجيب عنو بأف ا٠توؼ على
قسمُت :األوؿ :خوؼ العقاب ،وىو مقاـ ا١تبتدين .والثان :
خوؼ اٞتبلؿ وىو مقاـ احملققُت ،وىذا ا٠توؼ ٦تتنع الزواؿ وكل من
كاف أعرؼ ّتبلؿ هللا كاف ىذا ا٠توؼ ُب قلبو أكمل ،وأجيب عن
ىذا اٞتواب بأف ألصحاب ا١تكاشفات مقامُت :مكاشفة اٞتماؿ ،
ومكاشفة اٞتبلؿ ،فإذا كشفوا باٞتماؿ عاشوا ،وإذا كوشفوا
باٞتبلؿ طاشوا ،وال بد ُب مقاـ الذكر من رعاية اٞتانبُت .
القيد الثالث :قولو َ { :و ِخي َفةً } وُب قراءة أخرى { َو ُخ ْفيَةً } وقاؿ
الزجاج :أصلها «خوفة» فقلبت الواو ياء النكسار ما قبلها ،أقوؿ
ىذا ا٠توؼ يقع على وجوه :أحدىا :خوؼ التقصَت ُب األعماؿ .
وثانيها :خوؼ ا٠تا٘تة .واحملققوف خوفهم من السابقة ،ألنو إ٪تا
يظهر ُب ا٠تا٘تة ما سبق اٟتكم بو ُب الفاٖتة ،ولذلك كاف عليو
السبلـ يقوؿ " :جف القلم ٔتا ىو كائن إذل يوـ القيامة " وثالثها :
خوؼ أن كيف أقابل نعمة هللا اليت ال حصر ٢تا وال حد بطاعاٌب
الناقصة وأذكاري القاصرة؟ وكاف الشيخ أبو بكر الواسطي يقوؿ :
الشكر شرؾ ،فسألون عن ىذه الكلمة فقلت :لعل ا١تراد وهللا أعلم
59
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
أف من حاوؿ مقابلة وجوه إحساف هللا بشكره فقد أشرؾ .ألف على
ىذا التقدير يصَت كأف العبد يقوؿ :منك النعمة ومٍت الشكر ،وال
شك أف ىذا شرؾ ،فأما إذا أتى بالشكر مع خوؼ التقصَت ومع
االعًتاؼ بالذؿ وا٠تضوع ،فهناؾ يشم فيو رائحة العبودية .
وأما القراءة الثانية :وىو قولو َ { :و ُخ ْفيَةً } فاإلخفاء ُب حق
ا١تبتدين يراد لصوف الطاعات عن شوائب الرياء والسمعة ،وُب حق
ا١تنتهُت ا١تقربُت منشؤه الغَتة ،وذلك ألف احملبة إذا استكملت أوجبت
الغَتة ،فإذا كمل ىذا التوغل وحصل الفناء ،وقع الذكر ُب حُت
كل لسانو ". اإلخفاء بناء على قولو عليو السبلـ " :من عرؼ هللا َ
القيد الرابع :قولو َ { :وُدو َف اٞتهر ِم َن القوؿ } وا١تراد منو أف يقع
ذلك الذكر ْتيث يكوف متوسطاً بُت اٞتهر وا١تخافتة كما قاؿ تعاذل
ُت ذلك َسبِيبلً } [ { :والَ َْٕتهر بِصبلتِك والَ ُٗتافِ ِ
ت هبَا وابتغ بػَ ْ َ
َ َْ َ َ َ َ ْ
اإلسراء ] ٔٔٓ :وقاؿ عن زكريا عليو السبلـ { :إِ ْذ نادى َربَوُ نِ َداء
َخ ِفيّاً } [ مرمي ] ٖ :قاؿ ابن عباس :وتفسَت قولو َ { :وُدو َف اٞتهر
نفسو ،فإف ا١تراد ٍ ِ ِ
م َن القوؿ } ا١تعٌت :أف يذكر ربو على وجو يُسمع َ
حصوؿ الذكر اللسان ،والذكر اللسان إذا كاف ْتيث يسمع نفسو
61
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
60
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اليوـ الثان ،فسمى آخر النهار أصيبلً ،لكونو مبلصقاً ١تا ىو
األصل لليوـ الثان .
ا١تسألة الثانية :خص الغدو واآلصاؿ هبذا الذكر ،واٟتكمة فيو أف
عند الغدوة انقلب اإلنساف من النوـ الذي ىو كا١توت إذل اليقظة
اليت ىي كاٟتياة ،والعادل انقلب من الظلمة اليت ىي طبيعة عدمية
إذل النور الذي ىو طبيعة وجودية .وأما عند اآلصاؿ فاألمر بالضد
ألف اإلنساف ينقلب فيو من اٟتياة إذل ا١توت ،والعادل ينقلب فيو من
النور ا٠تالص إذل الظلمة ا٠تالصة .وُب ىذين الوقتُت ٭تصل ىذاف
النوعاف من التغيَت العجيب القوي القاىر وال يقدر على مثل ىذا
التغيَت إال اإللو ا١توصوؼ باٟتكمة الباىرة والقدرة الغَت ا١تتناىية ،
فلهذه اٟتكمة العجيبة خص هللا تعاذل ىذين الوقتُت باألمر بالذكر .
ومن الناس من قاؿ :ذكر ىذين الوقتُت وا١تراد مداومة الذكر
وا١تواظبة عليو بقدر اإلمكاف .عن ابن عباس أنو قاؿ ُب قولو { :
الذين يَ ْذ ُكُرو َف هللا قياما َوقُػعُوداً وعلى ُجنُوهبِِ ْم } [ آؿ عمراف ٜٔٔ :
] لو حصل البن آدـ حالة رابعة سوى ىذه األحواؿ ألمر هللا بالذكر
عندىا وا١تراد منو أنو تعاذل أمر بالذكر على الدواـ .
62
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
63
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اإلشراقات الروحانية آثار زائدة إذل اللساف ومنو إذل ا٠تياؿ ٍ ،ب مرة
أخرى إذل العقل ،وال يزاؿ تنعكس ىذه األنوار من ىذه ا١ترايا بعضها
إذل بعض ،ويتقوى بعضها بعض ويستكمل بعضها ببعض ،و١تا
كاف ال ِناية لتزايد أنوار ا١تراتب ،ال جرـ ال ِناية لسفر العارفُت ُب
ىذه ا١تقامات العالية القدسية وذلك ْتر ال ساحل لو ،ومطلوب ال
ِناية لو .
ك ُِب نػَ ْف ِس َ
ك } وإف كاف ظاىره واعلم أف قولو تعاذل { :واذكر َربَ َ
خطاباً مع النيب عليو السبلـ ،إال أنو عاـ ُب حق كل ا١تكلفُت ولكل
أحد درجة ٥تصوصة ومرتبة معينة ْتسب استعداد جوىر نفسو
ِ
الناطقة كما قاؿ ُب صفة ا١تبلئكة َ { :وَما منَا إِالَ لَوُ َم َق ٌاـ َم ْعلُ ٌ
وـ }
[ الصافات . ] ٔٙٗ :اىػ رازي وىو كبلـ جليل .
وقاؿ اإلماـ اٟتارث احملاسيب ا١تتوَب سنة ٖٕٗ ىػ رٛتو هللا تعاذل ُب
كتابو " شرح ا١تعرفة وبذؿ النصيحة " ط .دار القلم دمشق ص ٔٛ
:والناس ُب الذكر رجبلف :فرجل ذكر هللا بلسانو وىو غافل بقلبو,
فهذا ال ٬تد حبلوة وال لذاذة .ورجل ذكر هللا عز وجل بلسانو مع
قلبو ,فهذا ضلت مكائد إبليس عنده .اىػ
64
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
َِ
ين آَ َمنُوا دليل الذكر بلفظ اٞتبللة " هللا " قولو تعاذل :يَا أَيػُّ َها الذ َ
صلِّي ِ ِ ِ
الِلَ ذ ْكًرا َكث ًَتا َو َسبِّ ُحوهُ بُكَْرًة َوأَص ًيبل ُى َو الَذي يُ َ
اذْ ُكروا َ ِ
ُ
ات إِ َذل النُّوِر َوَكا َف علَي ُكم وم َبلئِ َكتُو لِيخ ِرج ُكم ِمن الظُّلُم ِ
َ َ ْ ْ ََ ُ ُ ْ َ ْ َ
يما [األحزاب .]ٖٗ-ٗٔ/وقاؿ جل جبللو :قُ ِل بِالْمؤِمنِ ِ
ُت َرح ً ُْ َ
الِلُ ٍبَُ َذ ْرُى ْم ُِب َخ ْو ِض ِه ْم يَػ ْل َعبُو َف [األنعاـ.]ٜٔ/ َ
دليل الذكر بلفظ التهليل " الالو اال هللا " :فَػ َه ْل يَػْنظُُرو َف إَِال
اعةَ أَ ْف تَأْتِيَػ ُه ْم بَػ ْغتَةً فَػ َق ْد َجاءَ أَ ْشَراطُ َها فَأ َ
َّن َ٢تُ ْم إِذَا َجاءَتْػ ُه ْم ال َس َ
الِل واستَػ ْغ ِفر لِ َذنْبِ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ُت
ك َول ْل ُم ْؤمن َ اعلَ ْم أَنَوُ َال إلَوَ إَال َُ َ ْ ْ ذ ْكَر ُاى ْم فَ ْ
الِلُ يَػ ْعلَ ُم ُمتَػ َقلَبَ ُك ْم َوَمثْػ َوا ُك ْم [٤تمد]ٜٔ-ٔٛ/ ات َو َ والْمؤِمنَ ِ
َ ُْ
65
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
َح ٌد دليل الذكر بكلمة الضمَت " ىو هللا " :قُ ْل ُى َو َ
الِلُ أ َ
[اإلخبلص]ٔ/
روى الًتمذي والنسائي وابن ماجو وابن حباف واٟتاكم وصححاه عن
الِل صلى هللا وؿ َِت َر ُس َ الِل عْنػهما يػ ُق ُ ِ جابِ ٍر بن عب ِد َِ ِ
وؿ َٝ :ت ْع ُ الِل َرض َي َُ َ ُ َ َ َ ْ َ َْ
ُّع ِاء ْ
اٟتَ ْم ُد ض ُل الد َ ض ُل ال ِّذ ْك ِر َال إِلَوَ إَِال َ
الِلُ َوأَفْ َ وؿ :أَفْ َ
عليو وسلم يَػ ُق ُ
َِِ
لِل.
قاؿ الشيخ أٛتد الكمشخانوي النقشبندي ُب كتابو " جامع أصوؿ
األولياء " ص ٖٕ :واعلم أف أوؿ صيغ الذكر لفظة " هللا " عند
النقشبندية مع مبلحظة ا١تعٌت ,وقوؿ " ال الو إال هللا " عند الشاذلية,
و٫تا واإلستغفار والصبلة (على النيب صلى هللا عليو وسلم) عند سائر
الطرؽ ْتضور تاـ وأدب .اىػ
وقاؿ اإلماـ التاج ابن عطاء هللا السكندري ُب كتابو " لطائف ا١تنن "
ص : ٖٔٛوقاؿ ( أبو العباس ا١ترسي ) رضي هللا عنو لبعض
أصحابو :ليكن ذكرؾ " هللا " ,فإف ىذا اإلسم سلطاف األٝتاء ولو
بساط وٙترة :وبساطو العلم وٙترتو النورٍ ,ب النور ليس مقصودا لنفسو
وإ٪تا يقنع بو الكشف والعياف .اىػ
66
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وقاؿ الشيخ األكرب ابن عريب رٛتو هللا تعاذل ُب كتابو " الفتوحات
ا١تكية " :وعليك بذكر لفظة هللا هللا من غَت مزيد ,فإف نتيجة ىذا
الذكر عظيمة ,قلنا لبعض اٟتاضرين مع هللا من شيوخنا وكاف ذكره هللا
هللا من غَت مزيد فقلت لو :دل ال تقوؿ ال إلو إال هللا ؟ أطلب بذلك
الفائدة منو ,فقاؿ رل :يا ولدي أنفاس ا١تتنفس بيد هللا ما ىي بيدي,
س ,فنخاؼ إذا قلت ,ال أريد ال إلو إال هللا ,فرٔتا وكل ٍ
حرؼ ن َف ٌ ْ
آخر ن َفسي فأموت ُب وحشة النفي .وكلمة "هللا"
س ببل َ يكوف الن َف ُ
فيها من الفائدة ما ال يكوف ُب غَتىا .فإنو ما ٍَب كلمة ٖتذؼ منها
حرفاً فحرفاً إال وٮتتل ما بقي إال ىذه الكلمة كلمة هللا فلو زاؿ
األلف بقي هلل كلمة مفيدة ,ولو زالت البلـ األوذل بقي لو ,وقد قاؿ:
"هلل ما ُب السماوات وما ُب األرض" ,وقاؿ" :لو ملك السماوات
واألرض" .فلو زاؿ البلماف واأللف بقي إ٢تاً وىو قولك وقد جاء ىو
هللا وُب غَت ىذه الكلمة فيما أظن ما ٕتد غَت ىذا وكاف رجبلً أمياً
من عامة الناس وكاف نظره مثل ىذا واعتباره .اىػ
68
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
أنت فقد جاء ُب قولو { :فنادى َِب الظلمات أَف الَ إلو إِالَ أ َ
َنت }
[ األنبياء ] ٛٚ :وأما لفظ ىو فقد جاء كثَتاً ُب القرآف أو٢تا ُب
سورة البقرة ُب قولو { :وإ٢تكم إلو واحد الَ إلو إِالَ ُى َو الرٛتن الرحيم
ب} [ البقرة ] ٖٔٙ :وآخرىا ُب سورة ا١تزمل وىو قولو َ { :ر ُّ
ا١تشرؽ وا١تغرب الَ إلو إِالَ ُى َو فاٗتذه َوكِيبلً } [ ا١تزمل ] ٜ :وأما
ورود ىذه الكلمة مقروناً باسم آخر سوى ىذه األربعة فهو الذي
حكاه هللا تعاذل عن فرعوف أنو قاؿ { :آمنت أنو ال إلو إالّ الذي
آمنت بو بنو اسرائيل } [ يونس ٍ ] ٜٓ :ب بُت هللا تعاذل أف تلك
الكلمة ما قبلت منو .
إذا عرفت ىذا فلنذكر أحكاـ ىذه األقساـ فنقوؿ :أما قولو { :ال
إلو إِال أَنَاْ } فهذا الكبلـ ال ٬توز أف يتكلم بو أحد إال هللا أو من
يذكره على سبيل اٟتكاية عن هللا ،ألف تلك الكلمة تقتضي إثبات
اإل٢تية لذلك القائل ،وذلك ال يليق إال باهلل سبحانو ،واعلم أف
معرفة ىذه الكلمة مشروطة ٔتعرفة قولو « :أنا» وتلك ا١تعرفة على
سبيل التماـ والكماؿ ال ٖتصل إال للحق سبحانو وتعاذل؛ ألف علم
كل أحد بذاتو ا١تخصوصة أكمل من علم غَته بو ،ال سيما ُب حق
69
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اٟتق تعاذل ،فثبت أف قولو « :ال إلو إال أنا» دل ٭تصل العلم بو على
سبيل الكماؿ إال للحق تعاذل ،وأما الدرجة الثانية وىي قولو « :ال
إلو إال أنت» فهذا يصح ذكره من العبد لكن بشرط أف يكوف حاضراً
ال غائباً ،لكن ىذه اٟتالة إ٪تا اتفق حصو٢تا ليونس عليو السبلـ عند
غيبتو عن ٚتيع حظوظ النفس ،وىذا تنبيو على أف اإلنساف ما دل
يصر غائباً عن كل اٟتظوظ ال يصل إذل مقاـ ا١تشاىدة ،وأما الدرجة
الثالثة وىي قولو « :ال إلو إال ىو» فهذا يصح من الغائبُت .
واعلم أف درجات اٟتضور ٥تتلفة بالقرب والبعد ،وكماؿ التجلي
ونقصانو ،وكل درجة ناقصة من درجات اٟتضور فهي غيبة بالنسبة
إذل الدرجة الكاملة ،و١تا كانت درجات اٟتضور غَت متناىية كانت
مراتب الكماالت والنقصانات غَت متناىية ،فكانت درجات اٟتضور
والغيبة غَت متناىية ،فكل من صدؽ عليو أنو حاضر فباعتبار آخر
يصدؽ عليو أنو غائب ،وبالعكس وعن ىذا قاؿ الشاعر :
أبا غائباً حاضراً ُب الفؤاد ...سبلـ على الغائب اٟتاضر
و٭تكى أف الشبلي ١تا قربت وفاتو قاؿ بعض اٟتاضرين :قل ال إلو إال
هللا ،فقاؿ :
71
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
70
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
72
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
فيميل طبعو إليو فيطلب شيئاً منها ،وقس عليو سائر األٝتاء ،أما
إذا قاؿ ( :يا ىو ) فإنو يعرؼ أنو ىو ،وىذا الذكر ال يدؿ على
ٍ
فحينئذ ٭تصل ُب قلبو نور ذكره ،وال يتكدر ذلك شيء غَته ألبتة ،
النور بالظلمة ا١تتولدة عن ذكر غَت هللا ،وىناؾ ٭تصل ُب قلبو النور
التاـ والكشف الكامل .
والفائدة الرابعة :أف ٚتيع الصفات ا١تعلومة عند ا٠تلق :إما صفات
اٞتبلؿ ،وإما صفات اإلكراـ ،أما صفات اٞتبلؿ فهي قولنا ليس
ّتسم وال ّتوىر وال عرض وال ُب ا١تكاف وال ُب احملل ،وىذا فيو
دقيقة؛ ألف من خاطب السلطاف فقاؿ :أنت لست أعمى ولست
أصم ولست كذا وال كذا ويعد أنواع ا١تعايب والنقصانات فإنو
يستوجب الزجر واٟتجر والتأديب ،ويقاؿ :إف ٥تاطبتو بنفي ىذه
األشياء عنو إساءة ُب األدب ،وأما صفات اإلكراـ فهي كونو خالقاً
للمخلوقات مرتباً ٢تا على النظم األكمل ،وىذا أيضاً فيو دقيقة من
وجهُت :األوؿ :ال شك أف كماؿ ا٠تالق أعلى وأجل من كماؿ
ا١تخلوؽ ٔتراتب ال ِناية ٢تا ،فإذا شرحنا نعوت كماؿ هللا وصفات
جبللو بكونو خالقاً ٢تذه ا١تخلوقات فقد جعلنا كماؿ ىذه ا١تخلوقات
73
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
74
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
75
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
76
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ما ٯتتنع وصولو إليو يتأدل ،والشعور باللذة حاؿ زواؿ األدل يوجب
مزيد االلتذاذ واإلبتهاج والسرور ،وذلك يدؿ على أف مقاـ الشوؽ
إذل هللا أعظم ا١تقامات ،فثبت أف ا١تواظبة على ذكر كلمة «ىو»
تورث الشوؽ إذل هللا تعاذل وثبت أف الشوؽ إذل هللا أعظم ا١تقامات
وأكثرىا هبجة وسعادة فيلزـ أف يقاؿ :ا١تواظبة على ذكر ىذه الكلمة
تفيد أعلى ا١تقامات وأسٌت الدرجات .
الفائدة السادسة ُ :ب شرح جبللة ىذا الذكر :واعلم أف ا١تقصود ال
يتم إال بذكر مقدمتُت :ا١تقدمة األوذل :أف العلم على قسمُت :
تصور ،وتصديق ،أما التصور فهو أف ٖتصل ُب النفس صورة من
غَت أف ٖتكم النفس عليها ْتكم ألبتة ال ْتكم وجودي وال ْتكم
عدمي ،أما التصديق فهو أف ٭تصل ُب النفس صورة ٥تصوصة ٍ ،ب
أف النفس ٖتكم عليها إما بوجود شيء أو عدمو إذا عرفت ىذا
فنقوؿ :التصور مقاـ التوحيد ،وأما التصديق فإنو مقاـ التكثَت .
ا١تقدمة الثانية :أف التصور على قسمُت :تصور يتمكن العقل من
التصرؼ فيو ،وتصور ال ٯتكنو التصرؼ فيو :أما القسم األوؿ :فهو
تصور ا١تاىيات ا١تركبة ،فإنو ال ٯتكنو تصور ا١تاىيات ا١تركبة إال
77
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
78
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اٟتق ٤تاؿ؛ ألف ىذا إ٪تا ٬تري ُب ا١تاىية ا١تركبة ،وذلك ُب حق اٟتق
٤تاؿ ،وأما القسم الثالث وىو تعريفو باألمور ا٠تارجة عنو فهذا أيضاً
باطل ٤تاؿ؛ ألف أحواؿ ا٠تلق ال يناسب شيء منها شيئاً من أحواؿ
القدمي الواجب لذاتو؛ ألنو تعاذل ٥تالف بذاتو ا١تخصوصة وهبويتو
ا١تعينة لكل ما سواه و١تا كاف كذلك امتنع أف تكوف أحواؿ ا٠تلق
كاشفة عن ماىية هللا تعاذل وحقيقتو ا١تخصوصة فإذا كاف كذلك
فقد انسدت أبواب التعريفات بالنسبة إذل ىويتو ا١تخصوصة وماىيتو
ا١تعينة ،فلم يبق طريق إليو إال من جهة واحدة ،وىو أف يوجو
اإلنساف حدقة عقلو وروحو إذل مطلع نور تلك ا٢توية على رجاء أنو
رٔتا أشرؽ ذلك النور حاؿ ما كانت حدقة عقلو متوجهة إليها
فيستسعد ٔتطالعة ذلك النور ،فقوؿ الذاكر «يا ىو» توجيو ٟتدقة
العقل والروح إذل اٟتضرة القدسية على رجاء أنو رٔتا حصلت لو تلك
السعادة .
الفائدة الثامنة :أف الرجل إذا دخل على ا١تلك ا١تهيب والسلطاف
القاىر ووقف بعقلو على كماؿ تلك ا١تهابة وعلى جبلؿ تلك
السلطنة فقد يصَت ْتيث تستورل عليو تلك ا١تهابة وتلك السلطنة
79
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
81
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ىذا أنا ال أقدر على دفع حاجاٌب وال على ٖتصيل مهماٌب ،بل
ليس القادر على دفع تلك اٟتاجات وعلى ٖتصيل تلك ا١تهمات إال
هللا سبحانو وتعاذل ،فأنا أجعل ٫تي مشغوالً بذكره فقط ،ولسان
مشغوالً بذكره فقط فإذا فعلت ذلك فهو برٛتتو يكفيٍت مهمات
الدنيا واآلخرة .
الفائدة العاشرة :أف العقل ال ٯتكنو االشتغاؿ بشيء حالة االستغراؽ
ُب العلم بشيء آخر ،فإذا وجو فكره إذل شيء يبقى معزوالً عن غَته
،فكأف العبد يقوؿ :كلما استحضرت ُب ذىٍت العلم بشيء فاتٍت
ُب ذلك الوقت العلم بغَته ،فإذا كاف ىذا الزماً فاألوذل أف أجعل
قليب وفكري مشغوالً ٔتعرفة أشرؼ ا١تعلومات ،وأجعل لسان مشغوالً
بذكر أشرؼ ا١تذكورات؛ فلهذا السبب أواظب على قولو « :يا ىو»
.
الفائدة اٟتادية عشرة :أف الذكر أشرؼ ا١تقامات ،قاؿ عليو السبلـ
حكاية عن هللا تعاذل " :إذا ذكرن عبدي ُب نفسو ذكرتو ُب نفسي ،
وإذا ذكرن ُب مؤل ذكرتو ُب مؤل خَت من ملئو " وإذا ثبت ىذا فنقوؿ
:أفضل األذكار ذكر هللا بالثناء ا٠تارل عن السؤاؿ ،قاؿ عليو السبلـ
80
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
حكاية عن هللا تعاذل " :من شغلو ذكرى عن مسأليت أعطيتو أفضل
ما أعطي السائلُت " ،إذا عرفت ىذه ا١تقدمة فنقوؿ :العبد فقَت
٤تتاج ،والفقَت احملتاج إذا نادى ٥تدومو ٓتطاب يناسب الطلب
والسؤاؿ كاف ذلك ٤تموالً على السؤاؿ ،فإذا قاؿ الفقَت للغٍت «يا
كرمي» كاف معناه أكرـ وإذا قاؿ لو « :يا نفاع» كاف معناه طلب
النفع ،وإذا قاؿ « :يا رٛتن» كاف معناه ارحم ،فكانت ىذه
األذكار جارية ٣ترى السؤاؿ ،وقد بينا أف الذكر إ٪تا يعظم شرفو إذا
كاف خالياً عن السؤاؿ والطلب ،أما إذا قاؿ « :يا ىو» كاف معناه
خالياً عن اإلشعار بالسؤاؿ والطلب ،فوجب أف يكوف قولنا « :ىو»
أعظم األذكار .
ولنختم ىذا الفصل بذكر شريف رأيتو ُب بعض الكتب :يا ىو ،يا
من ال ىو إال ىو ،يا من ال إلو إال ىو ،يا أزؿ ،يا أبد ،يا دىر ،
يا ديهار ،يا ديهور ،يا من ىو اٟتي الذي ال ٯتوت .
ومن لطائف ىذا الفصل أف الشيخ الغزارل رٛتة هللا عليو كاف يقوؿ :
«ال إلو إال هللا» توحيد العواـ « ،وال إلو إال ىو» توحيد ا٠تواص ،
ولقد استحسنت ىذا الكبلـ وقررتو بالقرآف والربىاف :أما القرآف فإنو
82
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
83
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
غَته تعاذل ولو كاف ُب ا١تؤل ويؤيده رواية البيهقي ذكر هللا بُت يديو
ويؤيد األوؿ رواية ابن ا١تبارؾ وٛتاد بن زيد ذكر هللا ُب خبلء أي ُب
موضع خاؿ وقاؿ بعضهم ذكر هللا أي بقلبو من التذكر أو بلسانو من
الذكر قلت ليس كذلك ألف الذكر بالقلب من الذكر بضم الذاؿ
وباللساف من الذكر بكسر الذاؿ وأيضا لفظ ذكر ببل قيد وال يكوف
مشتقا من التذكر فمن لو يد ُب علم التصريف يفهم ىذا قولو
ففاضت عيناه وإ٪تا أسند الفيض إذل العُت مع أف العُت ال تفيض ألف
الفائض ىو الدمع مبالغة كأِنا ىي الفائض وذلك كقولو وترى
أعينهم تفيض من الدمع ( ا١تائدة ٖ ) ٛوقاؿ القرطيب وفيض العُت
ْتسب حاؿ الذاكر وْتسب ما ينكشف لو ففي حاؿ أوصاؼ
اٞتبلؿ يكوف البكاء من خشية هللا وُب حاؿ أوصاؼ اٞتماؿ يكوف
البكاء من الشوؽ إليو .اىػ وقاؿ اإلماـ السيوطي ُب كتابو " الديباج
على صحيح مسلم بن اٟتجاج " (ٖ : )ٔٔٓ/قاؿ القرطيب :وىذا
اٟتديث جدير بأف ٯتعن فيو النظر ويستخرج ما فيو من العرب .اىػ
وذكر اٟتافظ ا١تنذري ُب كتابو " الًتغيب والًتىيب " اٟتديث برقم
ٗ٘ ٕٙقاؿ :وعن سعد بن أيب وقاص رضي هللا عنهما قاؿ :
ٝتعت رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم يقوؿ " :خَت الذك ِر ُّ
ا٠تفي,
وخَت الرزؽ ما يَكفي " رواه أبو عوانة وابن حباف ُب صحيحيهما .اىػ
85
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
رسوؿ هللا صلى هللا عليو اؿ ُ اؿ :قَ َ عن ابن مسعود رضي هللا عنو قَ َ
ِ ِ
اؿ :يَا ُ٤تَ ّم ُد أقْ ِر ْ
ىء ي ِيب ،فَػ َق َ ُس ِر َيم لَيلَةَ أ ْ
ت إبْػَراى َ وسلم (( :لَقْي ُ
أَُمتك ِم ٍِت ال َسبلَـ ،وأَخِربىم أ َف اٞتنَةَ طَيَبةُ التػُّرب ِة ،ع ْذبةُ ِ
ا١تاء ،وأنػ ََها َ َ َْ َ َ َ َ ْ ُْ ْ ََ ّ
ِ ِ ِ ِ
اس َها ُ :سْب َحا َف هللا ،واٟتَ ْم ُد هلل َ ،والَ إلوَ إِالَ هللاُ ،وهللاُ ق َيعا ٌف وأ َف غَر َ
أ ْكبَػُر )) .رواه الًتمذي وقاؿ :حديث حسن .ورواه الطربان وزاد :
َوالَ َح ْو َؿ َوالَ قُػ َوةَ اِالَ بِاهللِ.
وروى الًتمذي والنسائي وابن ماجو وابن حباف واٟتاكم وصححاه
وؿ َِ
الِل ت َر ُس َ الِل عْنػهما يػ ُق ُ ِ عن جابِ ٍر بن عب ِد َِ ِ
وؿ َٝ :ت ْع ُ الِل َرض َي َُ َ ُ َ َ َ ْ َ َْ
ِ
ض ُل ال ّذ ْك ِر َال إِلَوَ إَِال َ
ض ُل الِلُ َوأَفْ َ وؿ :أَفْ َ صلى هللا عليو وسلم يَػ ُق ُ
اٟتم ُد َِِ
لِل. الد ِ
ُّعاء َْ ْ َ
ب بْ ُن َج ِري ٍر وقاؿ اإلماـ أٛتد ُب مسنده رقم َٗٓ : ٙٛح َدثَػنَا َوْى ُ
ِ ِ ِ
َسلَ َم َع ْن ث َع ْن َزيْد بْ ِن أ ْ ب بْ َن ُزَى ٍَْت ُ٭تَ ّد ُ ص ْق َع َ
ت ال َ َح َدثػَنَا أَِيب َٝت ْع ُ
الِل بْ ِن َع ْم ٍرو قَ َعطَ ِاء ب ِن يسا ٍر عن عب ِد َِ
َيب صلى هللا عليو اؿ :أَتَى النِ َ َ ْ َ َ َ ْ َْ
86
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اجاج أ َْو َم ْزُر َورةٌ بِ ِديبَ ٍوسلم أ َْعَرِايب َعلَْي ِو ُجبَةٌ ِم ْن طَيَالِ َس ٍة َم ْك ُفوفَةٌ بِ ِديبَ ٍ
احبَ ُك ْم َى َذا يُِر ُ اؿ إِ َف ص ِ
ض َع ُك َل يد أَ ْف يَػ ْرفَ َع ُك َل َر ٍاع ابْ ِن َر ٍاع َويَ َ َ فَػ َق َ
َخ َذ ِٔتَ َج ِام ِع
ضبًا فَأ َ َيب صلى هللا عليو وسلم ُم ْغ َ فَا ِر ٍس ابْ ِن فَا ِر ٍس فَػ َق َاـ النِ ُّ
وؿاب َم ْن َال يػَ ْع ِق ُل ٍبَُ َر َج َع َر ُس ُ اؿ َال أَرى علَي َ ِ
ك ثيَ َ اجتَ َذبَوُ َوقَ َ َ َ ْ
ِِ
ُجبَتو فَ ْ
وحا َعلَْي ِو ال َس َبلـ لَ َما الِل صلى هللا عليو وسلم فَ َجلَس فَػ َق َ ِ َِ
اؿ :إ َف نُ ً َ
ِ ِ ضرتْوُ الْوفَاةُ َد َعا ابْػنَػْي ِو فَػ َق َ ِ
آمُرُك َمااؿ إِّن قَاصٌر َعلَْي ُك َما الْ َوصيَةَ ُ َح َ َ َ
آمُرُك َما بِ َبل ُت أَنْػها ُكما عن ِّ ِ ِ بِاثْػنَتَػ ْ ِ
الش ْرؾ َوالْك ِْرب َو ُ ُت َوأَنْػ َها ُك َما َع ْن اثْػنَتَػ ْ ِ َ َ َ ْ
ات و ْاألَرض وما فِي ِهما لَو و ِضعت ُِب كِف ِ ِ إِلَوَ إَِال َ ِ
َة َ ْ ُ َْ الِلُ فَإ َف ال َس َم َو َ ْ َ َ َ
ِِ ت َال إِلَ َو إَِال َ ِ ِ ِ
ت أ َْر َج َح َولَ ْو أَ َفالِلُ ُِب الْكفَة ْاألُ ْخَرى َكانَ ْ الْم َيزاف َوُوض َع ْ
ت َال إِلَوَ إَِال َ
الِلُ َعلَْيػ َها ِ ِ
ض َكانػَتَا َح ْل َقةً فَػ ُوض َع ْ ال َس َم َوات َو ْاأل َْر َ
لََفصمْتػها أَو لََقصمْتػها وآمرُكما بِسبحا َف َِ ِ ِ ِ
ص َبلةُ ُك ِّل الِل َوْتَ ْمده فَِإنػ ََها َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُُ َ ُْ َ
َش ْي ٍء َوِهبَا يػُْرَز ُؽ ُك ُّل َش ْي ٍء .اىػ قاؿ شعيب األرناووط :اسناده
صحيح .اىػ قلت :ورواه أيضا البخاري ُب األدب ا١تفرد والنسائي ُب
سننو الكربى واٟتاكم ُب ا١تستدرؾ وصححو وابن أيب شيبة ُب
ا١تصنف وعبد بن ٛتيد ُب مسنده.
وؿ َِ
الِل صلى هللا عليو اؿ ِرل َر ُس ُ اؿ :قَ َ ي قَ َ وسى ْاألَ ْش َع ِر ِّ و َع ْن أَِيب ُم َ
اؿ َعلَى َكْن ٍز ِم ْن ك َعلَى َكلِ َم ٍة ِم ْن ُكنُوِز ا ْٞتَن َِة أ َْو قَ َ وسلم :أََال أ َُدلُّ َ
الِل .رواه اؿ َ :ال حو َؿ وَال قُػ َوَة إَِال بِ َِ ت بػَلَى فَػ َق َ ُكنُوِز ْ ِ
َْ َ اٞتَنَة فَػ ُق ْل ُ
البخاري ومسلم.
87
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
88
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
89
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اٟتديث األوؿ :قاؿ الشيخ ٤تدث ا١تدينة ا١تنورة فاحل الظاىري رٛتو
هللا تعاذل ُب ثبتو " حسن الصفا " ص ( ٔٚوكذلك اإلماـ ابن
عجيبة اٟتسٍت ُب " إيقاظ ا٢تمم " ٔ : ) ٙٔ /والذكر ا١تلقَن ىو " :
ال الو اال هللا " .ففي ر٭تاف القلوب لسيدي يوسف الكوران ( وىو
أبو احملاسن ٚتاؿ الدين يوسف بن عبد هللا الكوران الشهَت بالعجمي
) بسند ساقو اذل اٟتسن البصري ( الكوران عن الشيخُت بدر الدين
الطوسي و٧تم الدين األصفهان و٫تا عن نور الدين عبد الصمد عن
٧تيب الدين علي بن برعش الشَتازي عن عمر السهروردي عن عمو
ضياء الدين أيب النجيب عن أبيو وجيو الدين عن أبيو ٤تمد
السهروردي ا١تعروؼ بعمويو عن ٦تشاد الينوري عن اٞتنيد البغدادي
عن السري عن معروؼ عن داود عن حبيب عن اٟتسن البصري )
أي
عن علي كرـ هللا وجهو قلت :يا رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلمُّ ,
الطرؽ أقرب إذل هللا وأسهلها على عباد هللا وأفضلها عند هللا تعاذل؟
91
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
فقاؿ :يا علي عليك ٔتداومة ذكر هللا ُب ا٠تلوات فقاؿ علي :ىكذا
كل الناس ذاكروف فقاؿ صلى هللا عليو وسلم " :يا
فضيلة الذكر و ُّ
علي ال تقوـ الساعة حىت ال يبقي على وجو األرض من يقوؿ هللا هللا
" فقاؿ لو على :كيف أذكر يا رسوؿ هللا فقاؿ لو صلى هللا عليو
ٝتع مٍت ثبلث مرات ٍب قل أنت ثبلث ِ
غمض عينيك وا ْ وسلم ّ " :
مرات وأنا أٝتع " فقاؿ صلى هللا عليو وسلم " :ال إلو إال هللا " ثبلث
مغمضاً عينيو رافعا صوتو وعلي يسمع ٍب قاؿ علي " :ال إلو ِ
مرات ّ
ِ
مغمضاً عينيو رافعا صوتو والنيب صلى هللا عليو
إال هللا " ثبلث مرات ّ
وسلم يسمعٍ .ب لقنها علي للحسن البصري ٍب اٟتسن ٟتبيب
العجمي ٍب حبيب لداوود الطائي ٍب داوود ١تعروؼ الكرخي ٍب معروؼ
للسري ٍب السري للجنيد ٍب انتقلت إذل أرباب الًتبية .اىػ ظاىري.
قلت :وُب صحة ىذا اٟتديث كبلـ طويل مشهور بُت العلماء ومداره
على اإلماـ اٟتسن البصري ,وىو ثقة تابعي جليل لكن ىل ثبت
ٝتاعو من اإلماـ علي كرـ هللا وجهو؟ فأثبتو ٚتع وأنكره آخروف وىم
األكثروف ,ومن ا١تعلوـ أف اإلثبات مقدـ على النفي ُب مصطلح
اٟتديث وهللا أعلم.
90
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
92
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
93
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
شهدت أحاديث
ْ الثانية :غفراف الذنوب كما ُب اٟتديث الثان .وقد
صحاح ُب صحيحي البخاري ومسلم وغَت٫تا ُب فضل قوؿ " ال الو ٌ
َيب صلى هللا ك أَ َف النِ َاال هللا " .مثالو َ :عن قَػتَ َاد َة ح َدثػَنَا أَنَس بن مالِ ٍ
ُ ُْ َ َ ْ
الِلُ َوَكا َف ُِب قَػلْبِ ِو
اؿ َال إِلَوَ إَِال َاؿ َ :ٮتُْر ُج ِم ْن النَا ِر َم ْن قَ َ عليو وسلم قَ َ
اؿ َال إِلَوَ إَِال َ
الِلُ َوَكا َف ا٠تََِْت َما يَِز ُف َشعِ ََتةً ٍبَُ َٮتُْر ُج ِم ْن النَا ِر َم ْن قَ َ
ِم ْن ْ
اؿ َال إِلَوَ إَِال َ
الِلُ ا٠تََِْت َما يَِز ُف بػَُرةً ٍبَُ َٮتُْر ُج ِم ْن النَا ِر َم ْن قَ َ
ُِب قَػلْبِ ِو ِم ْن ْ
ا٠تََِْت َما يَِز ُف ذَ َرةً .متفق عليو .وُب رواية " :من َوَكا َف ُِب قَػ ْلبِ ِو ِم ْن ْ
اإلٯتاف " بدؿ " من ا٠تَت " .إذل غَت ذلك من األحاديث ا١تعروفة.
الثالثة :إف العلم علماف :طبيعي يهتدي إليو اإلنساف بفكره وقد
ٮتطئ فكره فيصيب بعد أف رأى التجاريب وال بأس بذلك ألف العلوـ
الطبيعية ا٪تا ىو علوـ الدنيا فقط ,ونقلي وىو ما يهتدي إليو بشيخو
وىو العلوـ الدينية واألخروية .فالتلقُت يضمن للمريد أف ال ٮتطئ.
94
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
قاؿ الشيخ عبد الصمد الفلمبان رٛتو هللا ُب كتابو ا١تخطوط " العروة
الوثقى وسلسلة ورل هللا األتقى القطب الربان والعارؼ الصمدان
شيخنا وأستاذنا سيدي الشيخ ٤تمد بن الشيخ عبد الكرمي السماف
ا١تدن " ص ٕ٘ٗ إخراج خزانة فطانية :
ِ َِ
أعوذ باهلل من الشيطاف الرجيم بسم هللا الرٛتن الرحيم إ َف الذ َ
ين
ِ الِل ي ُد َِ يػبايِعُونَ َ ِ ِ
ثث فَِإَ٪تَا يَػْن ُك ُ
الِل فَػ ْو َؽ أَيْدي ِه ْم فَ َم ْن نَ َك َ ك إَ٪تَا يػُبَايعُو َف ََ َ َُ
يما ِ ِِ ِ ِِ
َجًرا َعظ ً الِلَ فَ َسيُػ ْؤتيو أ ْ اى َد َعلَْيوُ َ َعلَى نَػ ْفسو َوَم ْن أ َْو ََب ٔتَا َع َ
[الفتح.]ٔٓ/
اهلل َربًّا َوبِا ِإل ْسبلَِـ ِديْػنًا َؤِتُ َح َم ٍد صلى من بركات مرٌد :ر ِضيت بِ ِ
َ ُْ
آف اَِم ًاما َوبِالْ َك ْعبَ ِة قِْبػلَةً َو َسيِّ ِدي الشَْي ِخ َشْي ًخا هللا عليو وسلم نَبِيًّا وبِالْ ُقر ِ
َ ْ
ومربِيا ودلِيبل وبِالْفقر ِاء التَابِعِ ِ
ُت ا ْخ َونًاْ ِ ,رل َما َ٢تُ ْم َوَما َعلَْي ِه ْم ,اَلطَ َ
اعةُ َْ َ ُ ًَّ َ َ ْ ً َ ُ َ َ
َْٕتمعنَا والْمع ِ
صيَةُ تَػ َفُّرقُػنَا. َُ َ َْ
من مڠات شٌخ برسام 2دڠن مرٌدث اٌت :أ ِ
َستَػ ْغفُر هللاَْ
ب إِلَْي ِو تٌڬ كال, الْ َع ِظْي َم الَ ِذ ْي آلإِلَوَ إِالَ ُى َو ْ
اٟتَ ُّي الْ َقيُّػ ْوُـ َوأَتُػ ْو ُ
كمودٌان مڠات شٌخ " :ال الو اال هللا " تٌڬ كال فدحال
مرٌد اٌت منڠر أكندي كمودٌان من مرٌد اٌت مڠات "
ال الو اال هللا " تٌڬ كال فدحال شٌخ اٌت منڠر أكندي,
كمودٌان من بركات شٌخ برسام 2دڠن مرٌد اٌت " ال
الو اال هللا " سراتس كال أتو لبٌه ,كمودٌان من ممباچ
شٌخ دعاء دمٌكٌان بثٌث :
98
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اب ُك ِّل َخ ٍَْت َك َما فَػتَ ْحتَػ َها ِ ِ ِ
الله َم ُخ ْذ مْنوُ َوتَػ َقبَ ْل مْنوُ َوافْػتَ ْح َعلَْيو أَبْػ َو َ
ُ
ُت. ك وعِب ِاد َؾ ال َ ِِ علَى أَنْبِيائِ َ ِ ِ
صاٟت ْ َ ك َوأَوليَائ َ َ َ َ َ
كمودٌان مثوره شٌخ اٌت أكن مرٌدث اٌت ممباثمكن
ذكر هللا دان مڠكلكن دي فد تٌف 2كتٌن ,سام أد
بردٌري أتو دودق أتو بربارڠ سفرة فرمان هللا تعالى :
الِل ِذ ْكرا َكثَِتا (ٔٗ) وسبِحوه بكْرًة وأ ِ َِ
َص ًيبل َ َّ ُ ُ ُ َ َ ين آَ َمنُوا اذْ ُكُروا ََ ً ً يَا أَيػُّ َها الذ َ
(ٕٗ) ىو الَ ِذي يصلِّي علَي ُكم وم َبلئِ َكتُو لِيخ ِرج ُكم ِمن الظُّلُم ِ
ات إِ َذل ُ َ َ ْ ْ ََ ُ ُ ْ َ ْ َ َ َُ
يما [األحزاب ]ٖٗ-ٗٔ/أرتٌث َ : النُّوِر وَكا َف بِالْمؤِمنِ ِ
تسبُ ْ ُت َرح ً ُْ َ َ
أولهم أكن هللا تعالى أكن سبوتن ٌڠ أمت باثك.
ضات َو ْاأل َْر ِ دان الڬ فرمان هللا تعالى :إِ َف ُِب خ ْل ِق ال َسماو ِ
ََ َ
ين يَ ْذ ُكُرو َف َِ ِ ات ِأل ِ ؼ اللَي ِل والنػَها ِر َآلَي ٍ واختِ َبل ِ
ُورل ْاألَلْبَاب (ٓ )ٜٔالذ َ ْ َ َ َ َ ْ
ضات َو ْاأل َْر ِ الِل قِياما وقُػعودا وعلَى جنُوهبِِم ويػتَػ َف َكرو َف ُِب خلْ ِق ال َسماو ِ
ََ َ ََ َ ً َ ُ ً َ َ ُ ْ َ َ ُ
اط ًبل سبحانَ ِ
اب النَا ِر (َٔ )ٜٔربػَنَا ك فَقنَا َع َذ َ ت َى َذا بَ ِ ُ ْ َ َ َربػَنَا َما َخلَ ْق َ
صا ٍر (ٕ)ٜٔ َك من تُ ْد ِخ ِل النَار فَػ َق ْد أَخزيػتَو وما لِلظَالِ ِم ِ ِ
ُت م ْن أَنْ َ َ ْ َْ ُ َ َ َ إن َ َ ْ
اف أَ ْف آَِمنُوا بَِربِّ ُك ْم فَآَ َمنَا َربػَنَا فَا ْغ ِف ْر
ربػَنَا إِنػَنَا َِٝتعنَا منَ ِاديا يػنَ ِادي لِ ِْئلٯتَ ِ
ْ ُ ً ُ َ
لَنَا ذُنُوبَػنَا َوَك ِّف ْر َعنَا َسيِّئَاتِنَا َوتَػ َوفَػنَا َم َع ْاألَبْػَرا ِر (َٖ )ٜٔربػَنَا َوآَتِنَا َما
ِ ِ ِ
ف الْ ِم َيع َاد َك َال ُٗتْل ُ ك َوَال ُٗتْ ِزنَا يَػ ْوَـ الْقيَ َام ِة إِن َ َو َع ْدتَػنَا َعلَى ُر ُسل َ
99
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
أوال :أف يستخَت ا١تريد والشيخ أو أحد٫تا فقط ٟتديث " :ما خاب
من استخار ".
ثانيا :يأمر الشيخ ا١تريد أف يغتسل غسل التوبة
ثالثا :يصلى ا١تريد صبلة التوبة ركعتُت
رابعا :يتصدؽ ا١تريد بصدقة
خامسا ٬ :تيئ عند الشيخ فيجلسو بُت يديو ويلصق ركبتيو بركبتيو ٍب
يد ا١تريد اليمٌت كا١تصافح لو ٍب يستتيبو عن
يأخذ الشيخ بيده اليمٌت َ
ٚتيع ا١تعاصي وا١تخالفات اليت أضاع عمره هبا ويأخذ عليو العهد على
اإلستحبلؿ من أرباب اٟتقوؽ ورد ا١تظادل واسًتضاء ا٠تصوـ ,ويأخذ
العهد على التقيُّد ٔتتابعة السنة والعمل بالعزٯتة واإلجتناب عن كل
011
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
010
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ثامنا ٍ :ب يأمر الشيخ مريده بقراءة اإلستغفار وسورة الفاٖتة وسورة
اإلخبلص إذل السلسلة والرابطة لشيخو بشرط أف يعتقد أنو ( أي أف
شيخو ) خليفتو صلى هللا عليو وسلم ُب القبض واإلمداد وأنو نائب
عنو ُب تربية ا٠تلق واإلرشاد.
انتهى ملخصا من كتاب " جامع أصوؿ األولياء " ص ٖ ٔٙو ص
.ٜٔٙقلت :ولعلو كاف أحسن ترتيب ألخذ البيعة من ا١تريد.
والكيفيات من ا١تشائخ ٥تتلفة وال بأس بذلك ,ألف ا١تقصود األىم إ٪تا
ىو وصوؿ ا١تريد إذل حضرة هللا .فالوصوؿ ٭تتاج إذل وسائل وكيفيات
يفهمها أرباب الطريق ا١تاىروف .وهللا ورل التوفيق ويهدي السبيل وىو
حسبنا ونعم الوكيل وال حوؿ وال قوة إال باهلل العلي العظيم.
روينا ُب " سنن أيب داود " (ج ٗ /ص )ٖٔٚقاؿ َ :ح َدثَػنَا ُم َسد ٌ
َد
َح َدثػَنَا أَبُو َع َوانَةَ َع ْن عُثْ َما َف بْ ِن الْ ُمغِ ََتِة الثَػ َق ِف ِّي َع ْن َعلِ ِّي بْ ِن َربِ َيعةَ
ت َعلِيًّا َر ِض َي َ
الِلُ َعْنوُ
اٟت َك ِم الْ َفزا ِر ِي قَ َ ِ
اؿ َٝت ْع ُ َ ّ َٝتَاءَ بْ ِن َْ
ي َع ْن أ ْ ْاأل ِ
َسد ِّ َ
012
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الِل صلى هللا عليو وسلم وؿ َِوؿ ُكْنت رج ًبل إِ َذا َِٝتعت ِمن رس ِ يَػ ُق ُ
ْ ُ ْ َُ ُ َُ
َص َحابِِو الِل ِمْنو ِٔتَا َشاء أَ ْف يػْنػ َفع ٍِت وإِ َذا ح َدثٍَِت أ ِ ِ
َح ٌد م ْن أ ْ َ َ َ َ َ َ َحديثًا نَػ َف َع ٍِت َُ ُ
ص َد َؽ أَبُو اؿ َو َح َدثٍَِت أَبُو بَ ْك ٍر َو َ ف ِرل َ
ص َدقْػتُوُ قَ َ استَ ْحلَ ْفتُوُ فَِإ َذا َحلَ َ ْ
وؿ َِ الِل عْنو أَنَو قَ َ ِ ِ
الِل صلى هللا عليو وسلم ت َر ُس َ اؿ َٝ :ت ْع ُ بَ ْك ٍر َرض َي َُ َ ُ ُ
صلِّي ِ
ب ذَنْػبًا فَػيُ ْحس ُن الطُّ ُه َور ٍبَُ يَػ ُق ُ
وـ فَػيُ َ
ٍ ِ ِ
وؿ َ :ما م ْن َعْبد يُ ْذن ُ يَػ ُق ُ
ين إِذَا َِ ِِ الِلَ إَِال َغ َفَر َُت ٍبَُ يَ ْستَػ ْغ ِفُر َ
رْك َعتَػ ْ ِ
الِلُ لَوُ ٍبَُ قَػَرأَ َىذه ْاآليَةَ { َوالذ َ َ
آخ ِر ْاآليَِة .ورواه الِل } إِ َذل ِ ِ
فَػ َعلُوا فَاح َشةً أ َْو ظَلَ ُموا أَنْػ ُف َس ُه ْم ذَ َكُروا ََ
أيضا الًتمذي والنسائي وأٛتد والبيهقي ُب شعب اإلٯتاف وغَتىم
وصححو األلبان وشعيب األرناؤوط.
وُب رواية ُب " مسند أٛتد " (ج ٔ /ص َ : )ٜٗح َدثػَنَا َعْب ُد الَر ْٛتَ ِن
ت َعلِ َي بْ َن بن مه ِد ٍي ح َدثػَنَا ُشعبةُ عن عثْما َف ب ِن الْمغَِتِة قَ َ ِ
اؿ َٝت ْع ُ َْ َ ْ ُ َ ْ ُ َ ُْ َْ ّ َ
اؿَٝتَاءَ ِم ْن بٍَِت فَػَز َارَة قَ َ
َٝتَاءَ أ َْو ابْ ِن أ ْ ث َع ْن أ ْ ربِيعةَ ِمن ب ٍِت أ ٍ ِ
َسد ُ٭تَ ّد ُ َ َ ْ َ َ
الِل صلى هللا وؿ َِ الِل َعْنو ُ :كْنت إِذَا َِٝتعت ِمن رس ِ قَ َ ِ ِ
ْ ُ ْ َُ ُ اؿ َعلي َرض َي َُ ُ
الِلُ ِٔتَا َشاءَ أَ ْف يَػْنػ َف َع ٍِت ِمْنوُ َو َح َدثٍَِت أَبُو بَ ْك ٍر
عليو وسلم َشْيئًا نػَ َف َع ٍِت َ
الِل صلى هللا عليو وسلم َما ِم ْن وؿ َِ اؿ َر ُس ُاؿ قَ َص َد َؽ أَبُو بَ ْك ٍر قَ َ
َو َ
013
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
014
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ِ ب و َع َذ ٍ
ض بِ ِر ْجل َ
ك َى َذا ُم ْغتَ َس ٌل اب (ٔٗ) ْارُك ْ َم َس ٍِت الشَْيطَا ُف بِنُ ْ ٍ
ص َ َ
اب (ٕٗ) [ص .]ٕٗ ،ٗٔ/وال بأس باقتداء األنبياء. بَا ِرٌد َو َشَر ٌ
وقصتو كما ُب تفسَت ابن كثَت ٖتقيق سامي سبلمة (ج / ٚص
ٗ: )ٚ
يذكر تعاذل عبده ورسولو أيوب عليو السبلـ وما كاف ابتبله تعاذل بو
من الضر ُب جسده ومالو وولده حىت دل يبق من جسده َم ْغرز إبرة
سليما سوى قلبو ودل يبق لو من حاؿ الدنيا شيء يستعُت بو على
مرضو وما ىو فيو غَت أف زوجتو حفظت وده إلٯتاِنا باهلل ورسولو
فكانت ٗتدـ الناس باألجرة وتطعمو وٗتدمو ٨توا من ٙتان عشرة سنة.
وقد كاف قبل ذلك ُب ماؿ جزيل وأوالد وسعة طائلة من الدنيا
لب ٚتيع ذلك حىت آؿ بو اٟتاؿ إذل أف ألقي على مزبلة من مزابل
فَ ُس َ
البلدة ىذه ا١تدة بكما٢تا ورفضو القريب والبعيد سوى زوجتو رضي هللا
عنها فإِنا كانت ال تفارقو صباحا و [ال] مساء إال بسبب خدمة
الناس ٍب تعود إليو قريبًا .فلما طاؿ ا١تطاؿ واشتد اٟتاؿ وانتهى القدر
ا١تقدور وًب األجل ا١تقدر تضرع إذل رب العا١تُت وإلو ا١ترسلُت فقاؿ:
ِِ { أِّ ِ
ُت } [ األنبياء ] ٖٛ :وُب ٍت الضُُّّر َوأَنْ َ
ت أ َْر َح ُم الَراٛت َ َن َم َس َ
016
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ىذه اآلية الكرٯتة قاؿ :رب إن مسٍت الشيطاف بنصب وعذاب ،قيل:
بنصب ُب بدن وعذاب ُب مارل وولدي .فعند ذلك استجاب لو
أرحم الراٛتُت وأمره أف يقوـ من مقامو وأف يركض األرض برجلو.
ففعل فأنبع هللا عينا وأمره أف يغتسل منها فأذىب ٚتيع ما كاف ُب
بدنو من األذى ٍب أمره فضرب األرض ُب مكاف آخر فأنبع لو عينا
أخرى وأمره أف يشرب منها فأذىبت ما كاف ُب باطنو من السوء
ِ
ض بِ ِر ْجل َ
ك َى َذا وتكاملت العافية ظاىرا وباطنا و٢تذا قاؿ تعاذلْ { :ارُك ْ
اب }.ُم ْغتَ َس ٌل بَا ِرٌد َو َشَر ٌ
ٚتيعا :حدثنا يونس بن عبد األعلى
قاؿ ابن جرير وابن أيب حاًب ً
أخربنا ابن وىب أخربن نافع بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب عن
أف رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم قاؿ" :إف نيب أنس بن مالك
هللا أيوب عليو السبلـ لبث بو ببلؤه ٙتان عشرة سنة فرفضو القريب
والبعيد إال رجلُت كانا من أخص إخوانو بو كانا يغدواف إليو
ويروحاف فقاؿ أحد٫تا لصاحبو :تَػ َعلَ ْم –وهللا -لقد أذنب أيوب ذنبا
ما أذنبو أحد من العا١تُت .قاؿ لو صاحبو :وما ذاؾ؟ قاؿ :من ٙتان
فيكشف ما بو .فلما راحا إليو دل يصرب
َ عشرة سنة دل يرٛتو هللا،
017
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الرجل حىت ذكر ذلك لو .فقاؿ أيوب :ال أدري ما تقوؿ غَت أف هللا
يعلم أن كنت ُأمُّر على الرجلُت يتنازعاف فيذكراف هللا عز وجل،
فأرجع إذل بييت فأُ َك ِّفر عنهما ،كراىية أف يذكرا هللا إال ُب حق .قاؿ:
ُ
أمسكت امرأتو بيده
ْ وكاف (أي أيوب) ٮترج إذل حاجتو فإذا قضاىا
يبلغ فلما كاف ذات يوـ أبطأ عليها وأوحى هللا تعاذل إذل أيوب، حىت َ
ِ
اب } ض بِ ِر ْجل َ
ك َى َذا ُم ْغتَ َس ٌل بَا ِرٌد َو َشَر ٌ عليو السبلـ ،أف { ْارُك ْ
فاستبطأتو فتلقتو تنظر فأقبل عليها قد أذىب هللا ما بو من الببلء وىو
على أحسن ما كاف .فلما رأتو قالت :أي بارؾ هللا فيك ىل رأيت
نيب هللا ىذا ا١تبتلى .فوهللا على ذلك ما رأيت رجبل أشبو بو منك إذ
كاف صحيحا .قاؿ :فإن أنا ىو .قاؿ :وكاف لو أندراف أندر للقمح
وأندر للشعَت فبعث هللا سحابتُت فلما كانت إحدا٫تا على أندر
القمح أفرغت فيو الذىب حىت فاض وأفرغت األخرى ُب أندر الشعَت
حىت فاض .ىذا لفظ ابن جرير رٛتو هللا (وىو حديث صحيح).
وقاؿ اإلماـ أٛتد :حدثنا عبد الرزاؽ حدثنا َم ْع َمر عن ٫تاـ بن ُمنَبِّو
قاؿ :ىذا ما حدثنا أبو ىريرة قاؿ :قاؿ رسوؿ هللا صلى هللا عليو
وسلم" :بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليو جراد من ذىب فجعل
018
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
أيوب ٭تثو ُب ثوبو فناداه ربو يا أيوب أدل أكن أغنيتك عما ترى؟
قاؿ :بلى يا رب ولكن ال غٌت يب عن بركتك" .انفرد بإخراجو
البخاري من حديث عبد الرزاؽ بو .و٢تذا قاؿ تعاذل َ { :وَوَىْبػنَا لَوُ
اب } قاؿ اٟتسن َ أ َْىلَوُ َوِمثْػلَ ُه ْم َم َع ُه ْم َر ْٛتَةً ِمنَا َوِذ ْكَرى ِ
ألورل األلْب ِ
وقتادة :أحياىم هللا تعاذل لو بأعياِنم وزادىم مثلهم معهم.
وقولوَ { :ر ْٛتَةً ِمنَا } أي :بو على صربه وثباتو وإنابتو وتواضعو
ألورل األلْب ِ ِ
اب } أي :لذوي العقوؿ ليعلموا أف واستكانتو { َوذ ْكَرى ِ َ
عاقبةَ الصرب الفر ُج وا١تخر ُج والراحة .
ب بِِو َوال َْٖتنَ ْ ِ
ث } وذلك أف أيوب وقولوَ { :و ُخ ْذ بِيَد َؾ ِض ْغثًا فَ ْ
اض ِر ْ
عليو السبلـ كاف قد غضب على زوجتو ووجد عليها ُب أمر فعلتو.
قيل[ :إِنا] باعت ضفَتهتا ٓتبز فأطعمتو إياه فبلمها على ذلك
وحلف إف شفاه هللا ليضربنها مائة جلدة .وقيل :لغَت ذلك من
األسباب .فلما شفاه هللا وعافاه ما كاف جزاؤىا مع ىذه ا٠تدمة
التامة والرٛتة والشفقة واإلحساف أف تقابل بالضرب فأفتاه هللا عز
وجل أف يأخذ ضغثًا -وىوِّ :
الشمراخ-فيو مائة قضيب فيضرهبا بو
ضربة واحدة وقد بَػّرت ٯتينو وخرج من حنثو ووَب بنذره وىذا من
019
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الفرج وا١تخرج ١تن اتقى هللا وأناب إليو و٢تذا قاؿ تعاذل { :إِنَا َو َج ْدنَاهُ
اب } أثٌت هللا تعاذل عليو ومدحو بأنو { نِ ْع َم ِ
صابًِرا ن ْع َم الْ َعْب ُد إِنَوُ أ ََو ٌ
َ
اب } أيَ :ر َجاع منيب و٢تذا قاؿ تعاذلَ { :وَم ْن يَػت َِق َ
الِلَ الْ َعْب ُد إِنَوُ أ ََو ٌ
ب } [ الطبلؽ ] ٖ ، ٕ : ِ َْ٬ت َع ْل لَوُ ٥تََْر ًجا َويَػ ْرُزقْوُ ِم ْن َحْي ُ
ث ال َْ٭تتَس ُ
وقد استدؿ كثَت من الفقهاء هبذه اآلية الكرٯتة على مسائل ُب
األٯتاف وغَتىا وأخذوىا ٔتقتضاىا [ومنعت طائفة أخرى من الفقهاء
من ذلك ،وقالوا :دل يثبت أف الكفارة كانت مشروعة ُب شرع أيوب،
عليو السبلـ ،فلذلك رخص لو ُب ذلك ،وقد أغٌت هللا ىذه األمة
بالكفارة].
وما أحسن ما تكلم بو اإلماـ الداعية الشهيد سيد قطب رٛتو هللا ُب
تفسَته " ُب ظبلؿ القرآف " (ج / ٙص )ٕٓٙبعد قولو تعاذل ُب
سورة ص :
ِ
اب ( )ٔٚإِنَا اصِ ْرب َعلَى َما يَػ ُقولُو َف َواذْ ُك ْر َعْب َدنَا َد ُاو َ
ود ذَا ْاألَيْد إِنَوُ أََو ٌ ْ
اإل ْشَر ِاؽ (َ )ٔٛوالطَْيػَر َْ٤ت ُش َورةً اؿ َم َعوُ يُسبِّ ْح َن بِالْ َع ِش ِي َو ِْ اٞتِبَ َ
َس َخ ْرنَا ْ
ّ َ
ا٠تِطَ ِ
اب ص َل ْ ْمةَ َوفَ ْ
ُكل لَو أ ََواب ( )ٜٔو َش َد ْدنَا م ْل َكو وآَتَػيػنَاه ِْ
اٟتك َ ُ َُ ْ ُ َ ُ ٌ
اب (ٕٔ) إِ ْذ َد َخلُوا َعلَى ِ
ص ِم إِ ْذ تَ َس َوُروا الْم ْحَر َ اؾ نَػبَأُ ْ
ا٠تَ ْ (ٕٓ) َوَى ْل أَتَ َ
001
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
000
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وؽالس ِوىا َعلَ َي فَطَِف َق َم ْس ًحا بِ ُّ اب (ٕٖ) ُرُّد َ اٟتِج ِ
ت ب َْ
ح َىت تَػوار ْ ِ
َ ََ
اؽ (ٖٖ) َولََق ْد فَػتَػنَا ُسلَْي َما َف َوأَلْ َقْيػنَا َعلَى ُك ْرِسيِّ ِو َج َس ًدا ٍبَُ و ْاأل َْعنَ ِ
َ
َح ٍد ِم ْن ِ ِ
ب ِرل ُم ْل ًكا َال يػَْنبَغي أل َ
اؿ ر ِ ِ
ب ا ْغف ْر ِرل َوَى ْ اب (ٖٗ) قَ َ َ ّ أَنَ َ
ِ ِ ِ
يح َْٕت ِري بأ َْم ِره ُر َخاءً اب (ٖ٘) فَس َخ ْرنَا لَوُ ِّ
الر َ َ ت الْ َوَى ُ بَػ ْعدي إِن َ
َك أَنْ َ
اص (َ )ٖٚوآَ َخ ِر َ
ين ُت ُك َل بَػنَ ٍاء َو َغ َو ٍ ِ
اب (َ )ٖٙوالشَيَاط َ َص َث أَ َحْي ُ
ابك بِغَ َِْت ِحس ٍ
َ َص َف ِاد (َ )ٖٛى َذا َعطَ ُاؤنَا فَ ْامنُ ْن أ َْو أ َْم ِس ْ ُت ُِب ْاأل ْ
ِ
ُم َقَرن َ
وب إِ ْذ ٍ ِ
(َ )ٖٜوإِ َف لَوُ عْن َدنَا لَُزلْ َفى َو ُح ْس َن َمآَب (ٓٗ) َواذْ ُك ْر َعْب َدنَا أَيُّ َ
ِ ب و َع َذ ٍ
ك ض بِ ِر ْجل َ اب (ٔٗ) ْارُك ْ ص َ
َن َم َس ٍِت الشَْيطَا ُف بِنُ ْ ٍ
َ نَ َادى َربَوُ أِّ
اب (ٕٗ) َوَوَىْبػنَا لَوُ أ َْىلَوُ َوِمثْػلَ ُه ْم َم َع ُه ْم َر ْٛتَةً َى َذا ُم ْغتَ َس ٌل بَا ِرٌد َو َشَر ٌ
ب بِِو َوَال ِ ِمنَا َوِذ ْكَرى ِأل ِ
اب (ٖٗ) َو ُخ ْذ بِيَد َؾ ِض ْغثًا فَ ْ
اض ِر ْ ُورل ْاألَلْب ِ
َ
اب (ٗٗ) َواذْ ُك ْر ِعبَ َادنَا ِ
صابًِرا ن ْع َم الْ َعْب ُد إِنَوُ أ ََو ٌث إِنَا َو َج ْدنَاهُ َ َْٖتنَ ْ
صا ِر (٘ٗ) إِنَا ِ وب أ ِ يم َوإِ ْس َح َ ِ ِ
ُورل ْاألَيْدي َو ْاألَبْ َ اؽ َويَػ ْع ُق َ إبْػَراى َ
ِ ِ أَخلَصناىم ِٓتالِ ٍ ِ
ُت
صطََف ْ َ صة ذ ْكَرى الدَا ِر (َ )ٗٙوإِنػ َُه ْم عْن َدنَا لَم َن الْ ُم ْ ْ َْ ُ ْ َ َ
َخيَا ِر ِ ِ ِ ِ ْاأل ْ ِ
يل َوالْيَ َس َع َوذَا الْك ْف ِل َوُكل م َن ْاأل ْ َخيَار (َ )ٗٚواذْ ُك ْر إ ْٝتَاع َ
()ٗٛ
002
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ىذا الدرس كلو قصص وأمثلة من حياة الرسل صلوات هللا عليهم
تعرض كي يذكرىا رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم ويدع ما يعانيو من
قومو من تكذيب واهتاـ وتعجيب وافًتاء؛ ويصرب على ما يواجهونو بو
٦تا تضيق بو الصدور .
وىذا القصص يعرض ُب الوقت ذاتو آثار رٛتة هللا بالرسل قبلو :وما
أغدؽ عليهم من نعمة وفضل ،وما آتاىم من ملك وسلطاف ومن
رعاية وإنعاـ .وذلك رداً على عجب قومو من اختيار هللا لو .وما
ىو ببدع من الرسل .وفيهم من آتاه هللا إذل جانب الرسالة ا١تلك
والسلطاف؛ وفيهم من سخر لو اٞتباؿ يسبحن معو والطَت؛ وفيهم من
سخر لو الريح والشياطُت . .كداود وسليماف . .فما وجو العجب
ُب أف ٮتتار هللا ٤تمداً الصادؽ لينزؿ عليو الذكر من بُت قريش ُب
آخر الزماف؟
كذلك يصور ىذا القصص رعاية هللا الدائمة لرسلو ،وحياطتهم
بتوجيهو وتأديبو .فقد كانوا بشراً كما أف ٤تمداً صلى هللا عليو وسلم
بشر وكاف فيهم ضعف البشر .وكاف هللا يرعاىم فبل يدعهم
لضعفهم؛ إ٪تا يبُت ٢تم ويوجههم ،ويبتليهم ليغفر ٢تم ويكرمهم .
003
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وُب ىذا ما يطمئن قلب الرسوؿ صلى هللا عليو وسلم إذل رعاية ربو لو
،وٛتايتو وحياطتو ُب كل خطوة ٮتطوىا ُب حياتو .
{ اصرب على ما يقولوف ،واذكر عبدنا داود ذا األيد ،إنو أواب إنا
سخرنا اٞتباؿ معو يسبحن بالعشي واإلشراؽ .والطَت ٤تشورة كل لو
أواب .وشددنا ملكو وآتيناه اٟتكمة وفصل ا٠تطاب } . .
{ اصرب } . .إِنا اإلشارة إذل الطريق ا١تطروؽ ُب حياة الرسل عليهم
صلوات هللا الطريق الذي يضمهم أٚتعُت .فكلهم سار ُب ىذا
الطريق .كلهم عاّن .وكلهم ابتلي .وكلهم صرب .وكاف الصرب ىو
زادىم ٚتيعاً وطابعهم ٚتيعاً .كل حسب درجتو ُب سلم األنبياء . .
لقد كانت حياهتم كلها ٕتربة مفعمة باالبتبلءات؛ مفعمة باآلالـ؛
وحىت السراء كانت ابتبلء وكانت ٤تكاً للصرب على النعماء بعد الصرب
على الضراء .وكلتا٫تا ُب حاجة إذل الصرب واالحتماؿ . .
ونستعرض حياة الرسل ٚتيعاً كما قصها علينا القرآف الكرمي فنرى
الصرب كاف قوامها ،وكاف العنصر البارز فيها .ونرى االبتبلء
واالمتحاف كاف مادهتا وماءىا . .
004
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اعلم يا مسكُت رٛتك هللا ووفَقك ١ترضاتو :أف حقيقة البيعة أف
تتوب إذل هللا بصدؽ وإخبلص من ٚتيع ا١تعاصي الباطنة والظاىرة من
شيخ ِ
بشاىد ٍ الكفر والشرؾ والرياء والعجب وحب الدنيا وذلك
يدلُّك ويرشدؾ على طريق اإلسبلـ وا٢تدى .فالشيخ إ٪تا ىو شاى ٌد
ُ
لتوبتك يشهدؾ ويراعيك ويراقبك ُب الدنيا واآلخرة .أما الذي تُبايعو
005
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وتُعاىده ىو :هللا جل جبللو ورسولو األعظم .قاؿ هللا تعاذل :إِ َف
ث فَِإَ٪تَا ِ الِل ي ُد َِ الَ ِذين يػبايِعُونَ َ ِ ِ
الِل فَػ ْو َؽ أَيْدي ِه ْم فَ َم ْن نَ َك َ ك إَ٪تَا يػُبَايعُو َف ََ َ َ َُ
يما ِ ِِ ِ ِِ
َجًرا َعظ ً الِلَ فَ َسيُػ ْؤتيو أ ْ
اى َد َعلَْيوُ َ ث َعلَى نَػ ْفسو َوَم ْن أ َْو ََب ٔتَا َع َيَػْن ُك ُ
[الفتح.]ٔٓ/
قاؿ القطب اٟتبيب أبو بكر العدن العيدروس ُب كتابو " اٞتزء
اللطيف " ص ٗ ٗٙنقبل عن كبلـ اإلماـ السهروردي صاحب
عوارؼ ا١تعارؼ :ففي ا٠ترقة معٌت ا١تبايعة .وا٠ترقة عتبة الدخوؿ ُب
الصحبة .وا١تقصود الكلي ىو الصحبة .والصحبة ٕتمع للمريد كل
وروي عن أيب يزيد أنو قاؿ :من دل يكن لو أستاذ فأستاذه
خَتُ .
الشيطاف .قلت (القائل اٟتبيب العدن) :قولو أستاذ :جامع بعلم
الباطن والظاىر ,فمن ال أستاذ لو فيهما أو ُب أحد٫تا فبل شك أف
إمامو ىواه وإماـ ا٢توى الشيطاف .انتهىٍ .ب قاؿ الشيخ السهروردي :
006
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
و٦تا يؤيده أيضا :ما وريناه ُب كتاب الرسالة للقشَتي أنو يروي عن
بتت بنفسها من غَت
شيخو أيب علي الدقاؽ أنو قاؿ :الشجرةُ إذا نَ ْ
أٙترت كاف ضعيفا كما تثمر األشجار
تثمر ,وإف ْغارس فإِنا تورؽ وال ُ
طعم كفاكهة
اليت ُب األودية واٞتباؿ ولكن ال يكوف لفاكهتها ٌ
آخر يكوف
البساتُت .وكذا الغرس إذا نُقل من موضع إذل موضع َ
فيو (أي من Pengelolaan التصرؼ
ُّ أحسن وأكثر ٙترةً لدخوؿ
َ
وجوب التعليم ُب الكلب ا١تعلَم و َ
أحل َ الغارس) .وقد اعترب الشرعُ
(أي الشرع) ما يقتلو ٓتبلؼ عَت ا١تعلَم .وٝتعت بعض ا١تشايخ
يفلح (وعن بعض السلف قاؿ :منيقولوف :من دل ير مفلحا ال ُ
جالس ا١تفلح كيف ال يفلح؟ ,ومن دل ٬تالس ا١تفلح كيف يفلح؟).
ولنا ُب رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم أسوة حسنة كما ُروي عن
الصحابة رضي هللا عنهم :علَمنا رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم كل
شيئ حىت ا٠تِرائةَ (رواه مسلم عن سلماف رضي هللا عنو)ٍ .ب قاؿ (أي
وص ِحبَو
السهروردي) :فا١تريد الصادؽ إذا دخل ٖتت حكم الشيخ َ
وتأ َدب بآدابو سرى من باطن الشيخ إذل باطن ا١تريد ِ
كسر ٍاج يقتبس ََ َ
من سراج .اىػ
007
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
008
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
009
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
هللا وقد كاف ا١تغَتة واليا على الكوفة ُب خبلفة معاوية رضي
هللا عنهم واستناب عند موتو ابنو عروة وقيل استناب جرير
بن عبد هللا ولذا قاـ وخطب ىذه ا٠تطبة بعد موت ا١تغَتة [
فتح ] ( الوقار ) الرزانة ( السكينة ) السكوف وا٢تدوء (
استعفوا ) اطلبوا لو العفو من هللا تعاذل ] .اىػ
ٖ .وُب صحيح مسلم بتحقيق ٤تمد فؤاد عبد الباقي (ج ٖ /
ي َح َدثػَنَا أَِيب الِل بْ ُن ُم َع ٍاذ الْ َعنْ َِرب ُّ
ص : )ٔٗٚٛح َدثػَنا عبػي ُد َِ
َ َ َُ ْ
اص ٌم َوُى َو ابْ ُن ُ٤تَ َم ِد بْ ِن َزيْ ٍد َع ْن َزيْ ِد بْ ِن ُ٤تَ َم ٍد َع ْن ح َدثػَنَا ع ِ
َ َ
ِ ِ الِل بن عمر إِ َذل عب ِد َِ ِ نَافِ ٍع قَ َ
الِل بْ ِن ُمطي ٍع ح َ
ُت َْ اؿ َجاءَ َعْب ُد َ ْ ُ ُ َ َ
اؿ اطَْر ُحوا يد بْ ِن ُم َعا ِويَةَ فَػ َق َ َكا َف ِم ْن أ َْم ِر ْ
اٟتََرِة َما َكا َف َزَم َن يَِز َ
اؿ إِِن َدل آتِك ِأل ِ ِ ِ
كس ,أَتَػْيتُ َ َجل َ ألَِيب َعْبد الَر ْٛتَ ِن ِو َس َاد ًة فَػ َق َ ّ ْ َ ْ
وؿ َِ ِألُح ِّدثَ َ ِ ِ
الِل صلى هللا عليو وسلم يَػ ُقولُوُ ت َر ُس َك َحديثًا َٝت ْع ُ َ
وؿ َ :م ْن َخلَ َع يَ ًدا الِل صلى هللا عليو وسلم يَػ ُق ُ وؿ َِت َر ُس َ ِ
َٝت ْع ُ
س ِ ِ اع ٍة لَِق َي َ ِ
ات َولَْي َ الِلَ يَػ ْوَـ الْقيَ َامة َال ُح َجةَ لَوُ َوَم ْن َم َ م ْن طَ َ
اىلِيَةً .و َح َدثػَنَا ابْ ُن ُ٪تٍََْت َح َدثػَنَا ُِب عن ِق ِو بػيػعةٌ مات ِميتةً ج ِ
ُُ َ ْ َ َ َ َ َ
ث عن عبػي ِد َِ َ٭تِت بن عب ِد َِ
الِل بْ ِن أَِيب الِل بْ ِن بُ َك ٍَْت َح َدثَػنَا لَْي ٌ َ ْ َُ ْ ْ َ ْ ُ َْ
021
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
-ٔٚا١تبايعة ُب ا١تناـ
قاؿ اإلماـ عبد الغٍت النابلسي ُب كتابو " تعطَت األناـ ُب تفسَت
األحبلـ " (ج ٔ /ص : )ٕٙٙمن رأى ُب ا١تناـ أنو بايع أىل بيت
الِل عليو وسلّم وأشياعو فإنو يتبع ا٢تدى و٭تفظ شريعة النيب صلى ّ
اإلسبلـ والصراط ا١تستقيم .وإف رأى أنو بايع أمَتاً من أمراء الثغور
فإنو بشارة لو ونصرة على أعدائو ويكوف تائباً عابداً حامدا راكعاً
020
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ساجداً .فإف بايع فاسقاً فإنو يعُت قوماً فاسقُت .وإف بايع ٖتت
الِل تعاذل .اىػ
شجرة فإنو يناؿ غنيمة ُب مرضاة ّ
قلت :ويصح تلقُت ومبايعة ُب ا١تناـ ويكوف ذلك تربكا ال تسلكا اف
شاء هللا تعاذل.
-ٔٛالذكر الدائم
ِ
وعا ( )ٜٔإِ َذا َم َسوُ الشَُّر َجُز ً
وعا قاؿ هللا تعاذل :إِ َف ِْ
اإلنْ َسا َف ُخل َق َىلُ ً
َِ ا٠تيػر منوعا (ٕٔ) إَِال الْم ِ
ين ُى ْم ُت (ٕٕ) الذ َ صلّ َ ُ َ (ٕٓ) َوإِذَا َم َسوُ َْْ ُ َ ُ ً
ص َبلهتِِ ْم َدائِ ُمو َف (ٖٕ) [ا١تعارج]ٕٖ-ٜٔ/ َعلَى َ
قاؿ اإلماـ الفخر الرازي ُب تفسَته الكبَت " مفاتيح الغيب " (ج ٔٙ
صبلَهتِِ ْم َدائِ ُمو َف
/ص ٕٖ) :قولو { :إِالَ ا١تصلُت * الذين ُى ْم على َ
صبلَهتِِ ْم } فإف قيل :قاؿ { :على ِِ ِ
صبلَهت ْم َدائ ُمو َف } ٍب { :على َ َ
ُ٭تَافِظُو َف } [ ا١تعارج ] ٖٗ :قلنا :معٌت دوامهم عليها أف ال
يًتكوىا ُب شيء من األوقات و٤تافظتهم عليها ترجع إذل االىتماـ
ْتا٢تا حىت يؤتى هبا على أكمل الوجوه ،وىذا االىتماـ إ٪تا ٭تصل
022
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
تارة بأمور سابقة على الصبلة وتارة بأمور الحقة هبا ،وتارة بأمور
مًتاخية عنها .
أما األمور السابقة فهو أف يكوف قبل دخوؿ وقتها متعلق القلب
بدخوؿ أوقاهتا ،ومتعلق بالوضوء ،وسًت العورة وطلب القبلة ،
ووجداف الثوب وا١تكاف الطاىرين ،واإلتياف بالصبلة ُب اٞتماعة ،
وُب ا١تساجد ا١تباركة ،وأف ٬تتهد قبل الدخوؿ ُب الصبلة ُب تفريغ
القلب عن الوساوس وااللتفات إذل ما سوى هللا تعاذل ،وأف يبالغ ُب
االحًتاز عن الرياء والسمعة .
وأما األمور ا١تقارنة فهو أف ال يلتفت ٯتيناً وال ِشاالً ،وأف يكوف
حاضر القلب عند القراءة ،فا٫تاً لؤلذكار ،مطلعاً على حكم
الصبلة .
وأما األمور ا١تًتاخية فهي أف ال يشتغل بعد إقامة الصبلة باللغو
واللهو واللعب ،وأف ٭تًتز كل االحًتاز عن اإلتياف بعدىا بشيء من
ا١تعاصي .اىػ الرازي
023
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وُب " الرسالة القشَتية " ص : ٕ٘ٙقاؿ األستاذ (اإلماـ القشَتي) :
والذكر ركن قوي ُب طريق اٟتق سبحانو وتعاذل بل ىو العمدة ُب ىذا
الطريق .وال يصل أحد إذل هللا إال بدواـ الذكر .اىػ
وُب " إحياء علوـ الدين " لئلماـ الغزارل ط .دار ا١تعرفة (ج ٗ /ص
: )ٖٜٔفاف كنت طالبا سعادة لقاء هللا تعاذل فانبذ الدنيا وراء
ظهرؾ واستغرؽ العمر ُب الذكر الدائم والفكر البلزـ فعساؾ ٖتظى
منها بقدر يسَت ولكن تناؿ بذلك اليسَت ملكا عظيما ال آخر لو .اىػ
وُب " حلية األولياء " للحافظ أيب نعيم األصبهان ط .دار الكتاب
العريب (ج ٓٔ /ص ٝ : )ٕٓٛتعت ٤تمد بن اٟتسن بن علي قاؿ
ٝتعت أٛتد بن ٤تمد بن سادل يقوؿ :كنت عند سهل بن عبدهللا
ودخل عليو رجل وقاؿ :يا أستاذ أي شيء القوت ؟ قاؿ :الذكر
الدائم .اىػ
وُب تفسَت " البحر ا١تديد " لئلماـ أٛتد بن عجيبة (ج ٗ /ص
: )ٖٔٛإف هللا يدخل الذين آمنوا بطريق ا٠تصوص ،جنات
ا١تعارؼ ٕ ،تري من ٖتتها أِنار العلوـ ُ ،٭تلوف فيها بأنواع احملاسن
وىدوا إذل الطيب
والفضائل ،ويتطهروف من ٚتيع ا١تساوئ والرذائل ُ ،
024
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
من القوؿ ،وىو الذكر الدائم بالقلب ا٢تائم ،وا١تخاطبة اللينة من
وىدوا إذل طريق الًتبية والًتقية ،حىت وصلوا إذل
القلوب الصافية ُ ،
شهود اٟتبيب ،اٟتامد احملمود ،القريب اجمليب .حققنا هللا ٔتقامهم
ٔتنِّو وكرمو .اىػ
وُب " الكشاؼ " للز٥تشري (ج ٖ /ص : )ٖٕٜقاؿ تعاذل َ :ولََق ْد
ك َوُك ْن ِم َن ِ
ص ْد ُرَؾ ِٔتَا يَػ ُقولُو َف ( )ٜٚفَ َسبِّ ْح ِْتَ ْمد َربِّ َ يق َ
نػَعلَم أَن َ ِ
َك يَض ُ ْ ُ
ِ ِِ
ُت ( .)ٜٜقولو ِٔ { :تَا ك الْيَق ُ ك َح َىت يَأْتِيَ َ
ين (َ )ٜٛو ْاعبُ ْد َربَ َال َساجد َ
يَػ ُقولُو َف } من أقاويل الطاعنُت فيك وُب القرآف { فَ َسبّ ْح } فافزع
فيما نابك إذل هللا ،والفزع إذل هللا :ىو الذكر الدائم وكثرة السجود ،
يكفك ويكشف عنك الغم .ودـ على عبادة ربك { حىت يَأْتِيَ َ
ك
اليقُت } أي ا١توت ،أي ما دمت حياً فبل ٗتل بالعبادة .اىػ
لقد كثر كبلـ العلماء حوؿ موضوع " ذكر األنفاس " .فما من
عارؼ باهلل إال وقد تكلم فيو .ومن دل يتكلم فيو فرٔتا ال يعرؼ
025
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ا١توضوع أو عرؼ وعلم بو ولكن ال يعملو .فالن َفس موىبة عظيمة من
ا١توذل الكرمي.
قاؿ هللا سبحانو وتعاذل َ :ال تَػ ْع َج ْل َعلَْي ِه ْم إَِ٪تَا نػَعُ ُّد َ٢تُ ْم َعدًّا (ٗ)ٛ
وؽ الْم ْج ِرِم َ ِ يػوَـ َْ٨ت ُشر الْمت َِق َ ِ
َم
ُت إ َذل َج َهن َ ُت إ َذل الَر ْٛتَ ِن َوفْ ًدا (َ٘ )ٛونَ ُس ُ ُ ُ ُ َْ
ِوْرًدا ([ )ٛٙمرمي.]ٛٙ-ٛٗ/
قاؿ البغوي ُب تفسَته " معادل التنزيل " (ج ٘ /ص ٕ٘٘) { :فَبل
تَػ ْع َج ْل َعلَْي ِه ْم } أي ال تعجل بطلب عقوبتهم { إَِ٪تَا نػَعُ ُّد َ٢تُ ْم َعدًّا }
قاؿ الكليب :يعٍت الليارل واألياـ والشهور واألعواـ .وقيل :األنفاس
اليت يتنفسوف هبا ُب الدنيا إذل األجل الذي أجل لعذاهبم .اىػ
يسى ابْ ُن َم ْرَميَ اللَ ُه َم َربػَنَا أَنْ ِزْؿ َعلَْيػنَا َمائِ َد ًة ِم َن وقاؿ هللا تعاذل :قَ َ ِ
اؿ ع َ
ِ ِ
ت َخْيػُر ك َو ْارُزقْػنَا َوأَنْ َ يدا ِألََولنَا َوآَ ِخ ِرنَا َوآَيَةً ِمْن َ
ال َس َماء تَ ُكو ُف لَنَا ِع ً
ِ
ُت (ٗٔٔ) [ا١تائدة.]ٔٔٗ/ الَرا ِزق َ
ُب تفسَت النيسابوري (ج ٖ /ص : )ٕٖٚقالوا { يا عيسى ابن
مرمي ىل يستطيع ربك } فما راعوا األدب مع نبيهم حيث دل يقوموا
يا رسوؿ هللا أو يا روح هللا ،وال مع رهبم حيث تشككوا ُب كماؿ
قدرتو ٍ .ب أظهروا دناءة ٫تتهم حيث طلبوا بواسطة مثل عيسى من
026
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
027
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
028
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
قاؿ األلوسي ُب تفسَته " روح ا١تعان " (ج ٘ /ص ٔ: )ٔٛ
ذكر سبحانو من وصف ا١تنافقُت أِنم إذا قاموا إذل الصبلة قاموا
كساذل لعدـ شوقهم إذل اٟتضور ونفورىم عنو لعدـ استعدادىم
واستيبلء ا٢توى عليهم يراءوف الناس الحتجاجهم هبم عن رؤية هللا
تعاذل واليذكروف هللا إال قليبل ألِنم اليذكرونو إال باللساف وعند
حضورىم بُت الناس ٓتبلؼ ا١تؤمنُت الصادقُت فنهم إذا قاموا إذل
الصبلة يطَتوف اليها ّتناحى الرغبة والرىبة بل ٭تنوف اذل أوقاهتا حنُت
اعرابية حنت إذل أطبلؿ ٧تد فارقتو ومرخو ومن ىنا كاف صلى هللا
تعاذل عليو وسلم يقوؿ لببلؿ :أرحنا ياببلؿ يريد عليو الصبلة و
السبلـ أقم لنا الصبلة لنصلى ونسًتيح هبا المنها وظن األخَت برسوؿ
هللا صلى هللا عليو و سلم كفروا والعياذ باهلل تعاذل وإذا عبدوا
029
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اليريدوف إال هللا تعاذل وما قدر السوى عندىم لَتاءوه وإف كل جزء
منهم يذكر هللا تعاذل نعم إِنم قد يشتغلوف بو عنو فهناؾ اليتأتى ٢تم
الذكر وقد عد العارفوف الذكر ألىل الشهود ذنبا و٢تذا قاؿ قائلهم :
بذكر هللا تزداد الذنوب وتنكشف الرذائل والعيوب وترؾ الذكر أفضل
كل شىء وِشس الذات ليس ٢تا مغيب لكن ذكر بعضهم أنو اليصل
العبد إذل ذلك ا١تقاـ إال بكثرة الذكر وأشار إذل مقاـ عاؿ من قاؿ :
اليًتؾ الذكر إال من يشاىده وليس يشهده من ليس يذكره والذكر
سًت مذكوره سًت فخُت اذكره َب اٟتاؿ يسًته فبل أزاؿ على االحواؿ
أشهده وال أزاؿ على األنفاس أذكره .اىػ
031
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الفصل الثالث
030
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
032
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
أيدي أوليائها ٍ
بيد فقد استمسك ْتبل هللا واعتصم ,وإذل فيض ْتر
الرٛتة والربكة قصد وأ َـ .ومن لبس من شيخ من شيوخها خرقة فقد
وعلَم ...
أصبح وأمسى يف ظالل جالل كنف عظمة هللا حتت لواء َ
اخل
وقد ذكروا أنو :ال يشًتط ُب لبسها أف تكوف ملكا للشيخ وال من
لباسو بل بركتها ا١تعتربة ٖتصل بوضعو ٢تا بيده الطاىرة على رأس
ا١تريد.
وقالوا أيضا :وال ينبغي للمريد أف يدمي لبسها ألِنا تفٌت حينئذ وتفوتو
بركة بقائها عنده بل لبسها ُب ٨تو اٞتمعة والعيدين ال غَت.
وقالوا أيضا :تكفي من أي اللباس اٞتائز كاف ,سواء كانت قلنسوة
أو عمامة أو قميصا أو إزارا أو ٦تا ٝتي لباسا.
وقالوا أيضا :ينبغي للمريد أف يُقبِّل بعد إلباس الشيخ إياىا رأس
الشيخ أو يده أو رجلو اقتداء بفعل الصحابة.
وىي (اي ا٠ترقة) تنقسم إذل ثبلثة أقساـ :خرقة التربؾ وخرقة التشبو
وخرقة اإلرادة .وقاؿ الشيخ ابن حجر :لبس ا٠ترقة على ٜتسة أوجو
:قدوة وصحبة وتربؾ وتشبو وشهرة ,وا١تع َوؿ من ىذه ا٠تمسة ا٪تا ىو
033
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
تفصيل
َ وذكرت (القائل ىو اٟتبيب عيدروس) ُ على القدوة انتهى.
أقسامها ُب كتايب شفاء الفؤاد .أما خرقة التربؾ فهو أف يلبسها على
سبيل التربؾ بالقوـ واف دل يدـ لبسو ٢تا بل يكفي ولو ٟتظة.
وقالوا أيضا :ينبغي للمريد صحبة ا١تشائخ واف كثروا وأخ ُذ خرقة
خاص ال
مدد ٌ التربؾ أو التشبو منهم واف تعددوا ليحصل لو من ٍ
كل ٌ
خرقة اإلرادة (أي فليأخذىا من شيخ واحد فقط) .اىػ
035
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
036
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
037
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
أف ٯتوت ذلك ا١تريد ٍب ٮتلع على ا١تريد مع إلباسو تلك ا٠ترقة ٚتيع
األخبلؽ احملمودة اليت ىي غاية درجة ا١تريد ُب علم هللا عز وجل فبل
٭تتاج ذلك ا١تريد بعد إلباس شيخو لو ا٠ترقةَ إذل عبلج ُخلُق من
األخبلؽ.
فمن دل يعطو هللا تعاذل ذلك ففعلو كاالستهزاء بطريق العارفُت،
ولبسها على ىذا الشرط سيدي الشيخ ٤تيي الدين بن العريب رضي
هللا تعاذل عنو من ا٠تضر عليو السبلـ عند اٟتجر األسود وأخذ عليو
العهد بالتسليم ١تقامات الشيوخ.
وأما إرخاء العذبة فشرطو عندي أيضاً أف يقدر هللا ذلك الشيخ على
أف ٮتلع على ا١تريد حاؿ إرخائها لو سر النمو والزيادة لكل شيء
يد أو نظر إليو لتكوف تلك الزيادة ا١ترخاة من العمامة
م َسو ذلك ا١تر ُ
عبلمةً وإشارًة إذل التحقيق لتلك ا١ترتبة من باب التحدث بالنعم .و١تا
أرخاىا معروؼ الكرخي رضي هللا عنو للسري السقطي رضي هللا عنو
فقصَر خشبةٌ عن الوصوؿ إذل اٞتدار اآلخر فمطها (أي
ف بيتاً لو ُ
َس َق َ
أطالت العذبة) فطالت (أي ا٠تشبة .قلت :وىذا من باب الكرامة).
ومن قاؿ من متصوفة ىذا الزماف :ليس ما قلتَو ُب ىذه الثبلثة األمور
038
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ِ
اسا يػُ َوا ِري َس ْوآَتِ ُك ْم َوِر ً
يشا قاؿ تعاذل :يَا بٍَِت آَ َد َـ قَ ْد أَنْػَزلْنَا َعلَْي ُك ْم لبَ ً
ات َِ
الِل لَ َعلَ ُه ْم يَ َذ َكُرو َف ك ِمن آَي ِ ِ ِ ِ
ك َخْيػٌر َذل َ ْ َ اس التَػ ْق َوى َذل َ
َولبَ ُ
[األعراؼ.]ٕٙ/
قاؿ اإلماـ أبو اٟتسن علي بن ٤تمد ا٠تازف رٛتو هللا تعاذل ُب تفسَته
" لباب التأويل ُب معان التنزيل " (ج ٖ /ص : )ٜ
قولو عز وجل { :يا بٍت آدـ قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم
} اعلم أف هللا عز وجل ١تا أمر آدـ وحواء با٢تبوط إذل األرض وجعلها
مستقراً ٢تم أنزؿ عليهم كل ما ٭تتاجوف إليو من مصاحل الدين والدنيا.
فكاف ٦تا أنزؿ عليهم اللباس الذي ٭تتاج إليو ُب الدين والدنيا .فأما
منفعتو ُب الدين فإنو يسًت العورة وسًتىا شرط ُب صحة الصبلة .وأما
فامنت هللا على عباده بأف أنزؿ
منفعتو ُب الدنيا فإنو ٯتنع اٟتر والربد ّ
039
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
عليهم لباساً يواري سوءاهتم فقاؿ تعاذل { :يا بٍت آدـ قد أنزلنا
عليكم لباساً يواري سوءاتكم } يعٍت لباساً تسًتوف بو عوراتكم .
فإف قلت ما معٌت قولو قد أنزلنا عليكم لباساً ؟.
قلت ذكر العلماء فيو وجوىاً :
-أحد٫تا :أنو ٔتعٌت خلق أي خلقنا لكم لباساً أو ٔتعٌت
رزقناكم لباساً .
-الوجو الثان :أف هللا تعاذل أنزؿ ا١تطر من السماء وىو سبب
نبات اللباس فكأنو أنزلو عليهم .
-الوجو الثالث :أف ٚتيع بركات األرض تنسب إذل السماء
وإذل اإلنزاؿ كما قاؿ تعاذل :وأنزلنا اٟتديد .
{ وريشاً } الريش للطائر معروؼ وىو لباسو وزينتو كالثياب لئلنساف
فاستعَت لئلنساف ألنو لباسو وزينتو .وا١تعٌت :وأنزلنا عليكم لباسُت
لباساً يواري سوءاتكم ولباساً لزينتكم ,ألف التزيُت غرض صحيح كما
قاؿ تعاذل { لًتكبوىا وزينة } ,وقاؿ { ولكم فيها ٚتاؿ } ,وقاؿ
رسوؿ هللا صلى هللا عليو وسلم « إف هللا ٚتيل ٭تب اٞتماؿ ».
واختلفوا ُب معٌت الريش ا١تذكور ُب اآلية :
041
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
-فقاؿ ابن عباس رضي هللا عنهما :وريشاً يعٍت ماالً ،وىو
قوؿ ٣تاىد والضحاؾ والسدي ألف ا١تاؿ ٦تا يتزين بو ،
ويقاؿ :تريش الرجل إذا ٘تّوؿ .
-وقاؿ ابن زيد :الريش اٞتماؿ وىو يرجع إذل الزينة أيضاً ،
األثاث وما ظهر من
ُ -وقيل :إف الرياش ُب كبلـ العرب
الثياب وا١تتاع ٦تا يبلس أو يفرش .والريش أيضاً ا١تتاع
واألمواؿ عندىم ورٔتا استعملوه ُب الثياب والكسوة دوف
سائر ا١تاؿ ,يقاؿ إنو ٟتسن الريش أو ٟتسن الثياب,
-وقيل الريش والرياش يستعمل أيضاً ُب ا٠تصب ورفاىية
العيش .
{ ولباس التقوى } اختلف العلماء ُب معناه :فمنهم من ٛتلو على
نفس ا١تلبوس وحقيقتو ،ومنهم من ٛتلو على اجملاز.
أما من ٛتلو على نفس ا١تلبوس فاختلفوا أيضاً ُب معناه :
-فقاؿ ابن األنباري :لباس التقوى ىو اللباس األوؿ وإ٪تا
أعاده إخباراً أ ّف سًت العورة من التقوى وذلك خَت .
040
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
-وقيل :إ٪تا أعاده ألجل أف ٮترب عنو بأنو خَت ألف العرب ُب
اٞتاىلية كانوا يتعبدوف بالتعري وخلع الثياب ُب الطواب
بالبيت فأخرب أف سًت العورة ُب الطواؼ ىو لباس التقوى
وذلك خَت .
-وقاؿ زيد بن علي رٛتو هللا تعاذل :لباس التقوى آآلت
اٟترب اليت يتقى هبا ُب اٟتروب كالدروع وا١تغفر و٨تو ذلك
.
-وقيل لباس التقوى ىو الصوؼ وا٠تشن من الثياب اليت
يبلسها أىل الزىد والورع .
-وقيل :ىو سًت العورة ُب الصبلة.
وأما من ٛتل لباس التقوى على اجملاز فاختلفوا ُب معناه :
-فقاؿ قتادة والسدي :لباس التقوى ىو اإلٯتاف ألف صاحبو
يتقي بو من النار ،
-وقاؿ ابن عباس رضي هللا عنهما :لباس التقوى ىو العمل
الصاحل ،
042
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
-وقاؿ اٟتسن رضي هللا عنو :ىو اٟتياء ألنو ٭تث على
التقوى .
-وقاؿ عثماف بن عفاف رضي هللا عنو :لباس التقوى ىو
السمت اٟتسن ،
-وقاؿ عروة بن الزبَت رضي هللا عنو :لباس التقوى خشية هللا
،
-وقاؿ الكليب :ىو العفاؼ
فعلى ىذه األقواؿ :إف لباس التقوى خَت لصاحبو إذا أخذ بو ٦تا
خلق هللا لو من لباس التجمل وزينة الدنيا وىو قولو تعاذل { :ذلك
خَت } يعٍت لباس التقوى خَت من لباس اٞتماؿ والزينة وأنشدوا ُب
ا١تعٌت :
القميص
َ إذا أنت دل تلبس ثياباً من التقى ...عريت وإف وارى
قميص
ُ
وقولو تعاذل { :ذلك من آيات هللا } يعٍت أنزؿ اللباس عليكم يا بٍت
آدـ من آيات هللا الدالة على معرفتو وتوحيده { لعلهم يذكروف }
يعٍت لعلهم يذكروف نعمتو عليهم فيشكروِنا .اىػ خازف
043
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
اعلم أف الصوؼ معناه الثوب ا٠تشن .الصوُب :من اعتاد وغلب عليو
لبس الثوب ا٠تشن .التصوؼ :التلبس بالثوب ا٠تشن .ىذا معٌت
لغوى.
ِ
بالضم وؼ
الص ُقاؿ الزبيدي ُب تاج العروس (ج ٔ /ص ُّ : )ٜ٘ٙٛ
ّ
الوبَِر ل ِئلبِ ِل َع ِر َ ِ ِ
وؼ للغَنَ ِم كالش َ ابن ِس َ
للمعز و َ الص ُ
يده ُّ : قاؿ ُ
وؼ َ
َ :م ْعُر ٌ
اؼ .اىػ وكاف لباس الصوؼ لباس األنبياء ٍب صار لباس َصو ٌ
اٞتمع أ ْ
و ُ
الزىاد ا١تعروفوف باسم الصوفية .وقد ب َوب اٟتافظ ا١تنذري ُب كتابو "
الًتغيب والًتىيب " بابا حسنا ٝتاه " باب الًتغيب ُب ترؾ الًتفع ُب
اللباس تواضعا واقتداء بأشرؼ ا٠تلق ٤تمد صلى هللا عليو وسلم
044
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
045
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
046
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
047
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الفصل الرابع
يكفي ُب ىذا ا١توضوع ما قالو اإلماـ العبلمة اٟتبيب عبد الرٛتن بن
عبد هللا بلفقيو باعلوي ( من تبلميذ اإلماـ اٟتداد ) شعرا :
ػائم ٍ
ودل يػ ُذقْهػا فهو ساه ن ُ ومن يػكن بػكل علم عادل
048
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
كذا نقلت من كتاب " العلم النرباس ُب منهج األكياس " (كتب ُب
الطريقة العلوية للحبيب عبد هللا بن علوي العطاس ص ٕٔ
الفصل ا٠تامس
سر اإلستقامة
049
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
051
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الصديق رضي هللا عنو :دل يشركوا باهلل شيئا .وقاؿ عمر رضي هللا
عنو :دل يروغوا روغ الثعلب أي لعبو .فقوؿ الصديق ٤تموؿ على
مراعاة أصوؿ التوحيد ,وقوؿ عمر ٤تموؿ على مراعاة ترؾ طلب
التأويل .وقيل :معناه استقاموا بأفعا٢تم كما استقاموا بأقوا٢تم .وقاؿ
صوا َو ْاعلَ ُموا أَ َف َخْيػَر النيب صلى هللا عليو وسلم ِ :
يموا َولَ ْن ُْٖت ُ
استَق ُ
ْ
ص َبلةَ (رواه مالك ببلغا وابن ماجو عن ثوباف رضي هللا أ َْع َمالِ ُك ْم ال َ
عنو) .وقاؿ أبو علي الدقاؽ :اإلستقامة ٢تا ثبلثة معارج :أو٢تا
التقومي وىو تأديب النفس ,وثانيها اإلقامة وىي هتذيب القلوب,
وثالثها اإلستقامة وىي تقريب الرب.
(واعلم) أف اإلستقامة درجة هبا ٘تاـ األمر وكمالو ,وىي مقاـ ال
يطيقو إال األكابر ,يؤيده ما حكي عن بعض ا١تشائخ :أنو رأى النيب
صلى هللا عليو وسلم ُب ا١تناـ فقاؿ لو يارسوؿ هللا روي عنك أنك
قلت :شيبتٍت ىود ,فما الذي شيبك فيها من قصص األنبياء وىبلؾ
ت ِ األمم ؟ قاؿ :ال ,ولكن قولو تعاذل :و ِ
استَق ْم َك َما أُم ْر َ
َ ْ
[الشورى.]ٔ٘/
050
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وقيل :إف اإلستقامة توجب الكرامة ,وإذل ذلك وقعت اإلشارة بقولو
ِ
اى ْم َماءً َغ َدقًا ()ٔٙ استَػ َق ُاموا َعلَى الطَِري َقة َأل ْ
َس َقْيػنَ ُ تعاذل َ :وأَ ْف لَ ِو ْ
ِ ِ ِ ِ ِِ
ض َع ْن ذ ْك ِر َربِّو يَ ْسلُكْوُ َع َذابًا َ
ص َع ًدا ()ٔٚ لنَػ ْفتنَػ ُه ْم فيو َوَم ْن يػُ ْع ِر ْ
[اٞتن .]ٔٚ ،ٔٙ/اىػ
وقاؿ اإلماـ البغوي ُب تفسَته ٖتقيق ٚتاعة من احملققُت (ج / ٛص
استَػ َق ُاموا َعلَى الطَِري َق ِة } اختلفوا ُب تأويلها فقاؿ
ٕٔٗ) َ { :وأَ ْف لَ ِو ْ
قوـ :لو استقاموا على طريقة اٟتق واإلٯتاف وا٢تدى فكانوا مؤمنُت
كثَتا قاؿ مقاتل :وذلك بعدما
اى ْم َماءً َغ َدقًا } ً
ألس َقْيػنَ ُ
مطيعُت { ْ
لوسعنا عليهم ُب
رفع عنهم ا١تطر سبع سنُت .وقالوا معناه لو آمنوا ّ
رغدا وضرب ا١تاء الغدؽ مثبل ألف
وعيشا ً
كثَتا ً
الدنيا وأعطيناىم ماال ً
ا٠تَت والرزؽ كلو ُب ا١تطر ،كما قاؿ" :ولو أِنم أقاموا التوراة واإل٧تيل
وما أنزؿ إليهم من رهبم ألكلوا من فوقهم" اآلية (ا١تائدة )ٙٙ-وقاؿ:
"ولو أف أىل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء"
اآلية (األعراؼ . )ٜٙ-وقولو تعاذل { :لِنَػ ْفتِنَػ ُه ْم فِ ِيو } أي :لنختربىم
كيف شكرىم فيما ُخ ِّولوا .وىذا قوؿ سعيد بن ا١تسيب وعطاء بن
أيب رباح والضحاؾ وقتادة ومقاتل واٟتسن.
052
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الباب الثان
ُب ذكر أصوؿ الطريق وبعض كتبو
وفيو فصوؿ
053
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الفصل األوؿ
054
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
والقادرية نسبة إذل الشيخ عبد القادر بن أيب صاحل موسى جنكي
دوست اٞتيبلن اٟتسٍت اٟتسيٍت الصديقي .ولد ّتيبلف مدينة ُب
إيراف سنة ٔ ٗٚىػ وتوُب ببغداد سنة ٔ ٘ٙىػ
055
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
056
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
كسوطو سبحانو وتعاذل يضربك بو ,وعند النعمة والعطية كيده يلقمك
هبا.
وقاؿ رضي هللا عنو فيو أيضا ص : ٕٔٛا١تقالة الرابعة والستوف ُب
ا١توت الذي ال حياة فيو واٟتياة اليت ال موت فيو .ضاؽ يب األمر يوما
فتحرؾ ُب نفسي فقيل رل :ماذا تريد ؟ فقلت :أريد موتا ال حياة فيو
وحياة ال موت فيها .فقيل رل :ما ا١توت الذي ال حياة فيو وما اٟتياة
اليت ال موت فيها ؟ قلت :
ا١توت الذي ال حياة فيو :موٌب عن جنسي من ا٠تلق فبل
أراىم ُب الضر والنفع ,وموٌب عن نفسي وىوائي وإرادٌب
ومنائي ُب الدنيا واآلخرى فبل أحس ُب ٚتيع ذلك وال أجد.
وأما اٟتياة اليت ال موت فيها :فحياٌب بفعل ريب سبحانو
وتعاذل ببل وجودي فيو .وا١توت ُب ذلك :وجودي
معهسبحانو وتعاذل .فكانت ىذه اإلرادة أنفس إرادة أردهتا
عقلت .اىػ
منذ ُ
057
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الفصل الثان
لقننا اٟتبيب أٛتد بن حسُت عيديد حفظو هللا مدير رباط النور ٔتدينة
أصوؿ تلك
َ الشحر ْتضرموت بعد أف أجازنا ُب الطريقة العلوية
الطريقة .فقاؿ :قاؿ اٟتبيب عبد هللا بن علوي اٟتداد :طريقتنا على
ُسس :العلم ,العمل ,اإلخبلص ,الورع وا٠توؼ من هللا تعاذل.
ٜتسة أ ُ
058
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
قلت :وقد بسط العلماء ُب ذلك كلو ال سيما اإلماـ الغزارل رٛتو ُب
كتابو " إحياء علوـ الدين " فا٠تمسة األصوؿ ا١تذكورة ىي خبلصة
أيت.
اإلحياء كما ر َ
وقاؿ اإلماـ العبلمة اٟتبيب عيدروس بن عمر اٟتبشي ُب ثبتو اٞتليل "
عقد اليواقيت اٞتوىرية " ٔ : ٖٔ /وقاؿ سيدنا إماـ العلوـ العقلية
والنقلية أٛتد بن زين اٟتبشي نفع هللا بو ُب تعريفو لطريقة سلفو وحزبو
:طريق السادة آؿ أيب علوي إ٪تا ىي العلم والعمل والورع وا٠توؼ من
هللا واإلخبلص لو سبحانو وتعاذل .انتهى فانظر إذل كماؿ ٖتقيقو رضي
هللا عنو وسعة اطبلعو ومديد باعوٚ ,تع نعتهم الشريف ووصفهم
ا١تنيف ُب ٜتس كلمات وٜتس حاالت :
اٟتالة األوذل :العلم أي ا١تعهود شرعا ,وىو التفسَت واٟتديث والفقو
وآالهتا .فالعلم ىو أصل السعادات ُب الدنيا واآلخرة ,إذ أعظم
األشياء رتبة ُب حق اآلدمي :السعادة األبدية األخروية والنظر إذل
وجو هللا الكرمي و٣تاورتو ُب جنات النعيم .وأفضل األشياء ما ىو
وسيلة إليها .وال يتوصل إذل ذلك إال بالعلم والعمل ,وال يتوصل إذل
العمل إال بالعلم عن كيفية العمل .فكاف ٢تم رضي هللا عنهم من
059
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
العلم القدح ا١تعلى وا١تقاـ الباذخ األعلى كما يعرفو من نظر ُب
مؤلفاهتم وطالع تراٚتهم وخصوصا علوـ ا١تعاملة ا١تشتملة عليو الكتب
الغزالية وقد مر ذكر اعتنائهم هبا (أي كتب الغزارل رٛتو هللا) وثنائهم
عليها.
اٟتالة الثانية :العمل بالعلم وىو العبادة اليت ىي ٙترة العلم ومن
اٞتِ َن
ت ْ أجلها خلقت السموات واألرض بنص قولو تعاذل َ :وَما َخلَ ْق ُ
وف [الذاريات ,]٘ٙ/وكفى هبذه اآلية دليبل على اإلنْس إَِال لِيػعب ُد ِ
ِ
َ ُْ َو ْ َ
شرؼ العبادة ولزوـ اإلقباؿ عليها .والعلم والعبادة كما قاؿ الغزارل :
جوىراف ,ألجلهما كاف كلما ترى وتسمع من تصنيف ا١تصنفُت
وتعليم ا١تعلمُت ووعظ الواعظُت ونظر الناظُت ,بل ألجلهما أنزلت
الكتب وأرسلت الرسل .انتهى .فإذا علمت وخربت سَتىم ٖ :تققت
أِنم أخذوا من ذلك بأقوى سبب وحازوا قصب السبق ُب معارل
الرتب وصاروا كما قاؿ السهروردي :كَر عملهم على العلم وعلمهم
على العمل فتناوب العلم والعمل فيهم حىت صفت أعما٢تم ولطفت
فصارت مسامرات ِسِّرية و٤تاورات روحية فتشكلت األعماؿ بالعلوـ
061
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
060
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ولساداتنا العلوية كتب كثَتة منها :النصائح الدينية لئلماـ عبد هللا بن
علوي اٟتداد ,عقد اليواقيت اٞتوىرية للحبيب عيدروس بن عمر
اٟتبشي ,العِلم النرباس ُب التنبيو على منهج األكياس للسيد عبد هللا
بن علوي بن حسن العطاس ,إذل غَت ذلك.
الفصل الثالث
وىي ٙتانية .والنقشبندية نسبة إذل الشيخ السيد ٤تمد بن ٤تمد هباء
الدين اٟتسيٍت األويسي النقشبندي البخاري ,ولد ببخارى سنة ٚٔٛ
ىػ وتوُب سنة ٔ ٜٚىػ
063
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الفصل الرابع
064
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
قد ألف اإلماـ أٛتد زروؽ الفاسي رٛتو هللا تعاذل رسالة اٝتو " رسالة
أصوؿ الطريق " أحب أف أوردىا ىنا بتمامها :
قاؿ رضي هللا عنو :أصوؿ طريقتنا ٜتسة أشياء -:
ٔ .تقوى هللا ُب السر والعبلنية.
ٕ .إتباع السنة ُب األقواؿ واألفعاؿ.
ٖ .اإلعراض عن ا٠تلق ُب اإلقباؿ واإلدبار.
ٗ .الرضا عن هللا تعاذل ُب القليل والكثَت.
٘ .الرجوع إذل هللا تعاذل ُب السراء والضراء.
065
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
066
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
فطلب العلم آفتو صحبو األحداث سنا أو عقبل أو دينا ٦تن ال يرجع
ألصل وال قاعدة ،وآفة الصحبة االغًتار والفضوؿ ،وآفة ترؾ الرخص
والتأويبلت الشفقة على النفس ،وآفة ضبط األوقات اتساع النظر ُب
العلم لعلة ذي الفضائل ،وآفة اهتاـ النفس األنس ْتسن أحوا٢تا
واستقامتها ،وقد قاؿ هللا تعاذل " واف تعدؿ كل عدؿ ال يؤخذ منها "
وقاؿ الكرمي ابن الكرمي يوسف ابن يعقوب صلوات هللا وسبلمو
عليهما "وما أبرىء نفسي إف النفس ألمارة بالسوء إال ما رحم ريب".
ماىم ،أو كبلـ ىذا معناه ،وقاؿ أيضا رضي هللا عنو :من دلك على
الدنيا فقد غشك ومن دلك على العمل فقد أتعبك ومن دلك على
هللا فقد نصحك ،وقاؿ أيضا رضي هللا عنو :اجعل التقوى وطنك ٍب
ال يضرؾ مرح النفس مادل ترض بالعيب ،أو تصر على الذنب ،أو
تسقط منك خشية هللا بالغيب قلت :وىذه الثبلثة ىي أصوؿ العلل
والببليا و اآلفات.
069
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
وكل من ادعى مع هللا حاال ٍب ظهرت منو إحدى ٜتس فهو كذاب
أو مسلوب-:
ٔ.إرساؿ اٞتوارح ُب معصية هللا.
ٕ .التصنع بطاعة هللا.
ٖ .الطمع ُب خلق هللا.
ٗ .الوقيعة ُب أىل هللا.
٘ .عدـ احًتاـ ا١تسلمُت على الوجو الذي أمر هللا.
وقلما ٮتتم لو على اإلسبلـ
عن كثَت من الكتب والوصايا فقد قيل إ٪تا حرموا الوصوؿ من تضييع
األصوؿ ،ومن تأمل ما قلناه عرؼ ذلك ٍب ال يزاؿ يتعهدىا قصدا
للتذكر هبا ،وباهلل التوفيق.
072
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الباب الثالث
ُب ٖترير أسانيد الطريق وفيو فصبلف
األوؿ :تفصيل الطرائق
الثان :تفصيل األسانيد
ولنشرع ُب ذكر اتصارل ّتميع أئمة الطرائق فإف اإلتصاؿ هبم سعادة
والدخوؿ ُب سلك اسنادىم اف شاء هللا مفيد نافع إذا خبل عن
شوائب الرياء والعجب .وعبلوًة على ذلك ,فإف العلماء كاٟتبيب أيب
073
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
074
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
075
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ٍب إنو ال يسعٍت ذكر وٖترير ٚتيع أسانيدىم فإف ٢تم أسانيد كثَتة.
076
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
الفصل األوؿ
077
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
078
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
079
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
081
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
080
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
082
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
083
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
ٕ٘ .ا٠تضرية ا١تنسوبة إذل ا٠تضر احملكوـ بثبوتو وواليتو وبقائو إذل
اآلف عند كثَتين :أرويها بالسند ا١تتقدـ إذل اٟتبيب عبد
الرٛتن بلفقيو بإسناده.
.ٕٙالقشَتية ا١تنسوبة إذل الشيخ عبد الكرمي بن ىوازف صاحب
الرسالة :أرويها بالسند ا١تتقدـ إذل اٟتبيب عبد الرٛتن بلفقيو
بإسناده.
.ٕٚالفردوسية الكربوية ا١تنسوبة إذل الشيخ ٧تم الدين الكربي :
أرويها بالسند ا١تتقدـ إذل اٟتبيب عبد الرٛتن بلفقيو بإسناده.
.ٕٛواٟتبشتية ا١تنسوبة إذل الشيخ أيب اسحق اٟتبشيت :أرويها
بالسند ا١تتقدـ إذل اٟتبيب عبد الرٛتن بلفقيو بإسناده.
.ٕٜوالطيفورية ا١تنسوبة إذل الشيخ طيفور الشامي :أرويها بالسند
ا١تتقدـ إذل اٟتبيب عبد الرٛتن بلفقيو بإسناده.
ٖٓ .وا٢تمدانية ا١تنسوبة إذل الشيخ علي ا٢تمدان :أرويها بالسند
ا١تتقدـ إذل اٟتبيب عبد الرٛتن بلفقيو بإسناده.
ٖٔ .العادلية ا١تنسوبة إذل الشيخ بدر الدين العادرل :أرويها بالسند
ا١تتقدـ إذل اٟتبيب عبد الرٛتن بلفقيو بإسناده.
084
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
085
إرشاد الرفيق بذكر أسرار وأصوؿ وأسانيد الطريق :عبد السبلـ النقاري
قاؿ اٟتبيب عبد الرٛتن بن عبد هللا بلفقيو ُب كتابو " رفع األستار عن
مفاتيح األنوار " فيما نقلتُو من عقد اليواقيت ٔ : ٙٙ – ٙ٘ /
وىي (أي الطرائق) واف تفَرعت رسومها وتن َوعت علومها ترجع إذل
أصل واحد وتدور مقاصدىا على تقريب الطريق إذل األحد الواحد,
فبعضها راجع إذل بعض ُب السنة والفرض ,وال خبلؼ بُت القوـ إال
ُب ا٢تيئآت والرسوـ ,وليس الطريق إذل هللا منحصرة ُب تلك الطرائق
بل طرؽ هللا على عدد أنفاس ا٠تبلئق ,فكم فتح هللا على عبد ُب
ذكر ,وكم قربو ُب تذكَت وفكر ,أو توبة وشكر ,جذبو إليو ُب جذبة
وىيبة فأغنتو عن ا١تسالك ُب كل أمر .انتهى .واٟتمد هلل رب العا١تُت.
086