You are on page 1of 16

‫‪1‬‬ ‫شبكتُ بِيٌُوًَ ِت ِل ْلؼُلُ ِ‬

‫وم الش َّْر ِػيَّ ِت‬

‫يسر شبكت بيٌوًت للؼلوم الشرػيت‬


‫أى حقدم لكن حفريغا لوحاضرة بؼٌواى‬

‫" وقفاث هغ سورة الفاححت"‬

‫أ ْلقاها الشيخ‬
‫د‪ .‬سؼيد بي سالن الدرهكي‬
‫َح ِف َظهُ َّ‬
‫اَّللُ حَؼَالَى‬

‫س ْب َحاًهُ َوحُؼَالَى‪ -‬أ َ ْى يَ ٌْفَ َغ ِب ِه ا ْل َج ِوي ُغ‬ ‫سأ َ ُل َّ‬


‫اَّللَ – ُ‬ ‫ًَ ْ‬
‫قام بها فريق التفريغ‬
‫وم الشَّ ْر ِعيَّ ِة‬ ‫ينو َن ِة ِل ْل ُع ُل ِ‬
‫شبكة ِب ُ‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫طبْغ َهحْ فُو َظتَ‬
‫ُحقوق ال َّ ِ‬
‫وقفاث هغ سورة الفاححت‬ ‫‪2‬‬

‫احلمد هلل رب العادلُت‪ ،‬والصالة والسالـ على ٍ‬


‫زلمد وعلى آلو وصحبو أمجعُت‪.‬‬
‫ّأما بعد‪:‬‬
‫فحياكم هللا تعاىل يف ىذه األمسية الطيبة‪ ،‬والرياض اليانعة‪ ،‬واجملالس ادلباركة‪ ،‬رلالس‬
‫الذكر والعلم والفقو وىي اجملالس اليت يُباىي هللا هبا ادلالئكة‪ ،‬وحديثنا معكم اليوـ وقفات مع‬
‫"سورة الفاحتة"‪.‬‬
‫ت مقاصد‬
‫ىذه السورة العظيمة اليت تُقرأ يف كل ركعة من ركعات الصالة‪ ،‬واليت َمجَ َع ْ‬
‫الدين‪ ،‬واشتملت على رلمل معاين القرآف العظيم‪.‬‬
‫ىذه السورة اليت امنت هللا تعاىل هبا على نبيو زلمد صلى هللا عليو وسلم بقولو تعاىل‪:‬‬
‫يم} [احلجر‪.]87:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اؾ َسْبػ ًعا م َن الْ َمثَاين َوالْ ُق ْرآ َف الْ َعظ َ‬
‫{ َولََق ْد آتَػْيػنَ َ‬
‫مشكورا مأجورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يلقيها على مسامعنا فضيلة الشيخ‪ /‬سعيد سامل سعيد‪ .‬فليتفضل‬
‫السالـ عليكم ورمحة هللا وبركاتو‪.‬‬
‫إ ّف احلمد هلل ضلمده ونستعينو ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات‬
‫أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال مضل لو‪ ،‬ومن يضلل فال ىادي لو‪ ،‬وأشهد أال إلو إال هللا وحده‬
‫ال شريك لو‪ ،‬وأشهد أف زلمد عبده ورسولو‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأساؿ هللا العظيم رب العرش العظيم‪ ،‬أف جيمعنا بفسيح جناتو يوـ القيامة كما مجعنا‬
‫يف ٍ‬
‫بيت من بيوتو يف الدنيا‪.‬‬
‫كما اسألو سبحانو وتعاىل أف جيعلنا شلن إذا أُعطي شكر‪ ،‬وإذا اُبتلي صرب‪ ،‬وإذا أذنب‬
‫استغفر‪ .‬فهذه عنواف السعادة للعبد يف حياتو الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫شبكتُ بِيٌُوًَ ِت ِل ْلؼُلُ ِ‬
‫وم الش َّْر ِػيَّ ِت‬
‫عز وجل دراسةً وحفظًا‬
‫شلا ينبغي أف يعتٍت بو ادلسلم يف ىذه الدنيا العناية بكتاب هللا ّ‬
‫وتدبرا‪ ،‬كيف ال؟! وىو كالـ رب العادلُت‪ ،‬نزلوُ بواسطة جربيل عليو السالـ على نبينا زلمد‬
‫صلى هللا عليو وسلم؛ فهو ادلعجزة اخلالدة‪.‬‬
‫ِ‬
‫ىجًرا ذلذا الكتاب من قبَ ِل ً‬
‫كثَتا من الناس‪ ،‬ولو نظرنا يف حاؿ‬ ‫ولكن إخواين‪ :‬نالحظ ْ‬
‫ادلسلمُت؛ لوجدنا أف بعضهم يقرأ القرآف أو يفتح ادلصحف يف يوـ اجلمعة‪ ،‬وبعضهم ُرّدبا‬
‫سبادى بو األمر فقرأ القرآف يف أوؿ رمضاف‪ ،‬وبعضهم اقتصر على مساعو من األشرطة‪،‬‬
‫وبعضهم ُختم على قلبو؛ فال يعرؼ للقرآف طريقة‪.‬‬
‫ولو سألنا ما ىو السبب يف مثل ىذا اإلعراض؟‬
‫لوجدنا أ ّف من أىم األسباب ىو عدـ فهم معاين ىذه الكتاب العظيم‪ ،‬لو تأم ْلتُم حاؿ‬
‫كثَت من الناس يف قراءتو للصحيفة اليومية‪ ،‬تراه يستمتع وىو يقلب صفحات ىذه اجلريدة‬
‫إىل أف ينهيها‪ ،‬سبر عليو النصف ساعة والساعة ال ديل وال يكل‪ ،‬يقرأ اجلريدة األوىل مث الثانية‬
‫يقرأ ادللحق االقتصادي مث الرياضي؛ دوف ملل‪ ،‬والسبب‪ :‬أنوُ يفهم ادلكتوب‪ ،‬ويعقل ما فيو‪،‬‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫صف ْ‬‫عز وجل فا ْستُػ ْعج َم على كثَت من الناس وصار رلرد حروؼ ُ‬ ‫ّأما كتاب هللا ّ‬
‫بعضها إىل بعض‪ ،‬وال يػُ ْفهم معناىا‪ ،‬قد يقوؿ إنساف ىذه من ادلبالغة‪ ،‬نقوؿ‪َ :‬م ْن منّا ال‬
‫صغارا‪ ،‬فيأتيك رجل أجنيب ال‬ ‫حيفظ قل ىو هللا أحد سورة اإلخالص؟ ضلفظها من يوـ كنا ً‬
‫يفقو العربية؛ فيقوؿ‪ :‬يا أخي أنت من العرب وتقرأ ىذا الكتاب العظيم؟ وىو ٍ‬
‫بلغة عربية‪.‬‬
‫َحػ ػ ػ ػ ٌد * ا ُ الص ػ ػ ػ َػم ُد} [اإلخ ػ ػ ػػالص‪ .]2-1:‬م ػ ػ ػػا مع ػ ػ ػػٌت‬ ‫وهللا يق ػ ػ ػػوؿ‪{ :‬قُػ ػ ػ ْػل ُى ػ ػ ػ َػو ا ُ أ َ‬
‫ب الْ َفلَ ػ ِػق} [الفل ػػق‪ ]1:‬م ػػا‬ ‫هللا الص ػػمد؟ أن ػػت تق ػ ػرأ ق ػػل ى ػػو هللا أح ػػد‪ ،‬تق ػ ػرأ {قُ ػ ْػل أَعُ ػػوذُ بِ ػ َػر ِّ‬
‫ب الْ َفلَ ِق}؟‬‫معٌت الفلق؟ ما معٌت {قُ ْل أَعُوذُ بَِر ِّ‬
‫كثَت منّا يقرأىا‬ ‫اس}[الناس‪ ]4:‬ما معٌت ىذه الكلمة؟ ٌ‬ ‫اخلَن ِ‬ ‫اس ْ‬ ‫أنت تقرأ { ِم ْن َشِّر الْ َو ْس َو ِ‬
‫وال يفقو معناىا‪ ،‬ولذلك أعرضوا عن القرآف الكرمي‪.‬‬
‫عز وجل على َم ْن مل يتدبر ىذا الكتاب؟ فقاؿ‪{ :‬أَفَال يػَتَ َدبػ ُرو َف الْ ُق ْرآ َف أ َْـ‬ ‫وقد أنكر هللا ّ‬
‫وب أَقْػ َفا ُذلَا}[زلمد‪ .]24:‬فالقرآف الكرمي أُنْ ِزؿ؛ ألجل تالوتو وتدبره والعمل بو؛ وشلا‬ ‫َعلَى قُػلُ ٍ‬
‫وقفاث هغ سورة الفاححت‬ ‫‪4‬‬
‫وفهما‪ ،‬ما يُكثر من قراءتو باستمرار؛‬
‫وتدبرا ً‬‫تم بو دراسةً وحفظًا ً‬‫ينبغي على ادلسلم أف ْيه ّ‬
‫وخصوصا سورة الفاربة‪ ،‬وىي موضوع كالمنا يف ىذه الليلة إف شاء هللا تعاىل‪.‬‬
‫ً‬
‫تفضل الشيخ ىي من أكثر ما يقرأه ادلسلم يف يومو وليلو؛ بل ال‬ ‫ىذه السورة كما ّ‬
‫حيصي عدد ما يقرأه ادلسلم يف حياتو إال هللا‪ ،‬فادلسلم يقرأىا يف كل صالة مفروضة يف اليوـ‬
‫والليلة سبع عشرة مرة‪ ،‬وأنت تقرأ سورة الفاربة يف الصالة ادلفروضة‪ ،‬ىذا غَت النوافل‪.‬‬
‫ولذلك ال حيصي عدد ما يقرأه ادلسلم إال هللا سبحانو وتعاىل؛ فكاف شلا ينبغي على‬
‫ادلسلم أف يهتم هبذه السورة‪ ،‬وكالمي حوؿ فضائل ىذه السورة‪ ،‬وفضائلها عديدة‪ ،‬ومن أىم‬
‫ما ورد يف فضائلها ما رواه اإلماـ البااري يف صحيحو عن أ ي سعيد اخلدري رضي هللا عنو‪.‬‬
‫كنت‬
‫أو ما رواه البااري ‪-‬رمحو هللا‪ -‬عن أ ي سعيد بن ادلعلى رضي هللا عنو قاؿ‪ُ « :‬‬
‫رسوؿ هللاِ‪،‬‬ ‫فقلت ‪ :‬يا َ‬ ‫ِ‬ ‫ادلسجد‪ ،‬فدعاين ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أُصلِّي يف‬
‫ُجبوُ‪ُ ،‬‬ ‫فلم أ ْ‬ ‫رسوؿ هللا صلى هللاُ عليو وسل َم ْ‬
‫وؿ إِ َذا َد َعا ُك ْم لِ َما ُْحييِي ُك ْم } ‪.‬‬ ‫يقل هللا ‪ { :‬استَ ِجيبوا ِ ِ ولِلرس ِ‬ ‫كنت أُصلِّي‪َ ،‬‬
‫ْ ُ َ ُ‬ ‫فقاؿ ‪ :‬أمل ِ ُ‬ ‫إين ُ‬
‫ادلسجد ) ‪ .‬مث‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السور يف القرآف‪ ،‬قبل أف زبر َج َ‬ ‫أعظم َ‬ ‫ك سورًة ىي ُ‬ ‫مث قاؿ يل ‪ :‬ألُعلّمن َ‬
‫أعظم سورٍة يف‬ ‫ِ‬
‫ك سورًة ىي ُ‬ ‫تقل ‪ :‬ألُعلّمن َ‬ ‫قلت لوُ ‪ :‬أمل ْ‬ ‫أخذ بيدي‪ ،‬فلما أراد أف خير َج‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫القرآف ‪ .‬قاؿ ‪ِ ُ { ( :‬‬ ‫ِ‬
‫العظيم الذي‬ ‫ُ‬ ‫السبع ادلثاين‪ ،‬والقرآ ُف‬ ‫ُ‬ ‫ُت } ‪ :‬ىي‬ ‫احلمد هلل ِّ‬
‫رب العادل َ‬
‫‪1‬‬
‫أوتيتُوُ )»‬
‫ىذا احلديث دؿ على فوائد مجع منها فضل سورة الفاربة وأ ّنا أعظم السور يف القرآف‬
‫الكرمي؛ بإخبار النيب صلى هللا عليو وسلم‪.‬‬
‫اؾ َسْبػ ًعا ِم َن الْ َمثَ ِاين َوالْ ُق ْرآ َف‬
‫دؿ ىذا احلديث على أ ّف ادلقصود بقولو تعاىل‪َ { :‬ولََق ْد آتَػْيػنَ َ‬ ‫ّ‬
‫سبعا‪ .‬أي‪ :‬سبع آيات‪ ،‬وىذا بإمجاع‬ ‫ِ‬
‫يم}[احلجر‪ .]87:‬أ ّف ادلقصود هبا الفاربة‪ .‬فقولو‪ً :‬‬ ‫الْ َعظ َ‬
‫ادلسلمُت‪ :‬أ ّف الفاربة سبع آيات‪.‬‬
‫مثاين‪ :‬أي تُ ّثٌت وتُعاد وتُكرر يف الصالة؛ فال تصح الصالة إال هبا؛ بل ذبب قراءهتا يف‬
‫كل ركعة‬

‫‪ 1‬صحيح البااري (‪.)4474‬‬


‫‪5‬‬ ‫شبكتُ بِيٌُوًَ ِت ِل ْلؼُلُ ِ‬
‫وم الش َّْر ِػيَّ ِت‬
‫يم}[احلجر‪ ، ]87:‬قاؿ بعض أىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اؾ َسْبػ ًعا م َن الْ َمثَاين َوالْ ُق ْرآ َف الْ َعظ َ‬
‫{ َولََق ْد آتَػْيػنَ َ‬
‫التفسَت‪ :‬دلاذا ُمسيت سورة الفاربة على الرغم من أنا سورة واحدة بأ ّنا قرآف عظيم؟‬
‫قالوا‪ :‬ألف سورة الفاربة احتوت على ما احتوى عليو القرآف مجلة‪ ،‬وسورة البقرة إىل‬
‫سورة الناس تفصيل لسورة الفاربة‪ ،‬فهي قرآ ٌف عظيم‪.‬‬
‫فلو تَأَم ْلتُ ْم القرآف وموضوعاتو‪ ،‬وجدمت يف القرآف العقيدة‪ ،‬ووجدمت يف القرآف العبادة‪،‬‬
‫ووجدمت يف القرآف أخبار ادلاضُت‪ ،‬ووجدمت يف القرآف أمساء هللا وصفاتو‪ ،‬ووجدمت يف القرآف‬
‫الكالـ على يوـ اآلخر‪ ،‬وغَت ذلك ذبد ذلك يف سورة الفاربة‪.‬‬
‫أما االعتقاد وألوىية هللا عز وجل‪ ‬وربوبيتو على خلقو؛ ففي قولو‪ِ ِ ْ { :‬‬
‫ب‬‫احلَ ْم ُد َر ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُت}‪ .‬فلفظ اجلاللة "هللا" معناه ذو األلوىية والعبودية على عباده‪ ،‬فجاء القرآف الكرمي‬ ‫ِ‬
‫الْ َعالَم َ‬
‫ُمبَػ ْرِىنًا على ىذا األمر من سورة البقرة إىل سورة الناس‪.‬‬
‫ب} فالرب‬ ‫عز وجل ىو اخلالق ادلدبر ذلذا الكوف بقولو تعاىل‪ّ { :‬ر ِّ‬ ‫ربوبية هللا وىو أ ّف هللا ّ‬
‫ىو السيد ادلالك ادلدبر‪.‬‬
‫عز وجل احلسٌت وصفاتو العلى ذُكرت يف القرآف‬ ‫مسائل األمساء والصفات‪ ،‬أمساء هللا ّ‬
‫الكرمي بتفصيل أُمجلت يف سورة الفاربة يف أىم أمساء هللا وصفاتو‪ ،‬كما يقوؿ ابن القيم‪:‬‬
‫"واليت ترجع إليها كل األمساء احلسىن الباقية وهي لفظ اجلاللة هللا والرب والرمحن الرحيم‬
‫واملالك"‪.‬‬
‫ولذلك ابتدئ هللا هبا القرآف واختتم هبا القرآف‪ ،‬ففي سورة الناس‪{ :‬قُ ْل أَعُوذُ بَِر ِّ‬
‫ب‬
‫اس * إِلَِو الن ِ‬ ‫ك الن ِ‬ ‫اس * ملِ ِ‬
‫اس} [الناس‪ .]3-1:‬وأعادىا أو بدأىا يف أوؿ الفاربة‪:‬‬ ‫الن ِ َ‬
‫ك يػَ ْوِـ ال ِّدي ِن} [الفاربة‪.]4-1:‬‬
‫ب الْعالَ ِمُت * الر ْمحَ ِن الرِحي ِم * مالِ ِ‬
‫َ‬
‫{ ْ ِِ‬
‫احلَ ْم ُد َر ِّ َ َ‬
‫فهذه األمساء احلسٌت ترجع إليها مجيع أمساء هللا احلسٌت الباقية بالتضمن وااللتزاـ‪.‬‬
‫عز وجل يف سورة الفاربة يف قولو‪:‬‬ ‫يف القرآف الكرمي أخبار يوـ القيامة ذكرىا هللا ّ‬
‫ك يػَ ْوِـ ال ِّدي ِن}‪ ،‬يف القرآف الكرمي أخبار األمم السابقة‪ ،‬ذكرىا هللا يف قولو تعاىل‪َ { :‬غ َِْت‬‫{مالِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ض ِ‬
‫ُت}[الفاربة‪.]7:‬‬‫وب َعلَْي ِه ْم َوال الضالّ َ‬ ‫الْ َم ْغ ُ‬
‫وقفاث هغ سورة الفاححت‬ ‫‪6‬‬

‫ومن أراد الزيادة يف ذلك فليقرأ مقدمة "مدارج السالكني " البن القيم فقد ّ‬
‫وضح فيو‬
‫ىذا األمر غاية التوضيح‪ ،‬وىو أ ّف سورة الفاربة احتوت على ما احتوى عليو القرآف مجلة‪،‬‬
‫فهذا من فضل ىذه السورة‪.‬‬
‫دؿ حديث أ ي سعيد ادلعلى رضي هللا عنو على أف احلياة احلقيقة للعبد يوـ‬ ‫وقد ّ‬
‫ِ‬
‫عز وجل‪{ :‬يَا أَيػُّ َها الذ َ‬
‫ين‬ ‫القيامة‪ ،‬وأنو ال يناذلا إال باالستجابة هلل ولرسولو‪ ،‬كما قاؿ هللا ّ‬
‫وؿ إِذَا َد َعا ُك ْم لِ َما ُْحييِي ُك ْم}[األنفاؿ‪.]24:‬‬ ‫آمنُوا استَ ِجيبوا ِ ِ ولِلرس ِ‬
‫َ ْ ُ َ ُ‬
‫عز وجل‪،‬‬ ‫وىذه احلياة احلقيقة ليست يف الدنيا وإّظلا يف اآلخرة‪ ،‬أمل تسمعوا إىل قوؿ هللا ّ‬
‫ت ِحلَيَ ِات}[الفجر‪ ]24:‬فسمى يوـ القيامة احلياة‪،‬‬ ‫وىو يذكر ندـ الكافر‪{ :‬يَا لَْيتٍَِت قَد ْم ُ‬
‫فهي احلياة احلقيقة‪ ،‬والنجاة يف تلكم احلياة‪ ،‬والتمتع بتلكم احلياة‪ ،‬ال يكوف إال باالستجابة‬
‫هلل ولرسولو‪{ ،‬يا أَيػُّها ال ِذين آمنُوا استَ ِجيبوا ِ ِ ولِلرس ِ‬
‫وؿ إِذَا َد َعا ُك ْم لِ َما ُْحييِي ُك ْم}‪.‬‬ ‫َ َ ْ ُ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫من فضائل سورة الفاحتة‪:‬‬
‫النيب صلى هللاُ‬
‫يل قاع ٌد عند ِّ‬ ‫ما ورد عن ابن عباس رضي هللا عنهما قاؿ‪« :‬بينما جرب ُ‬
‫اليوـ ‪ .‬مل‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باب من السماء فُت َح َ‬ ‫أسو ‪ .‬فقاؿ ‪ :‬ىذا ٌ‬ ‫نقيضا من فوقو ‪ .‬فرفع ر َ‬ ‫عليو وسل َم ‪ .‬مسع ً‬
‫ِ‬
‫األرض ‪ .‬مل ينزؿ قط إال‬ ‫ملك نزؿ إىل‬
‫ملك ‪ .‬فقاؿ ‪ :‬ىذا ٌ‬ ‫اليوـ ‪ .‬فنزؿ منوُ ٌ‬ ‫يفتح قط إال َ‬
‫ِ‬
‫الكتاب وخواتيم سورةِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫اليوـ ‪ .‬فسلم وقاؿ ‪ :‬أبش ْر بنوريٍ ِن أوتيتهما مل يؤهتما ٌّ‬
‫نيب قبلك ‪ .‬فاربةُ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬
‫حبرؼ منهما إال أُعطيتَو»‬‫البقرةِ ‪ .‬لن تقرأَ ٍ‬
‫دؿ على فضل سورة الفاربة من وجوه ع ّدة‪-:‬‬ ‫ىذا احلديث ّ‬
‫ملك ملْ ينزؿ إىل األرض من قبل‪ ،‬وإّظلا نزؿ ألجل‬ ‫ّأوؿ ىذه الوجوه‪ :‬أ ْف بشر بفضلها ٌ‬
‫باب من السماء مل يفتح من قبل إال ألجل ىذه البشارة‪.‬‬
‫ىذه البشارة‪ .‬ونزؿ من ْ‬
‫نورا‪ .‬والنور ىو ضد‬ ‫ثانيًا‪ :‬قولو للنيب صلى هللا عليو وسلم‪« :‬أبشر بنورين»‪ .‬ف ّ‬
‫سماىا ً‬
‫الظلمة‪ ،‬واإلنساف أحوج ما حيتاج إىل النور وىو يف الظلمة‪ ،‬والظلمات كثَتة والنور واحد‪.‬‬

‫‪ 1‬صحيح مسلم (‪.)806‬‬


‫‪7‬‬ ‫شبكتُ بِيٌُوًَ ِت ِل ْلؼُلُ ِ‬
‫وم الش َّْر ِػيَّ ِت‬
‫يل ال ِذين آمنُوا ُخيْ ِرجهم ِمن الظُّلُم ِ‬
‫ات إِ َىل النُّوِر} [البقرة‪ .]257:‬من الظلمات‬ ‫ُُ ْ َ َ‬ ‫{ا ُ َوِ ُّ َ َ‬
‫ظلمات الضالؿ يف الدنيا‪ ،‬نور الفاربة تػُنَ ّجيك منها‪.‬‬
‫وق ػ ػػد ق ػ ػػاؿ هللا يف احل ػ ػػديث القدس ػ ػػي‪ « :‬ي ػ ػػا عب ػ ػػادي ! كلك ػ ػػم ض ػ ػ ٌّ‬
‫ػاؿ إال م ػ ػػن ىديتُػ ػػو ‪.‬‬
‫يم} [الفاربة‪.]6:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪1‬‬ ‫ِ‬
‫الصَرا َط الْ ُم ْستَق َ‬
‫فاستهدوين أ َْىدكم » ‪ .‬وسورة الفاربة فيها‪ْ { :‬اىدنَا ّ‬
‫حياتو الدين‪ ،‬من الظلمات اليت ستاشى العبد ظلمة القرب‪ ،‬وال‬ ‫فهي نور للعبد يف ِ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫الصَرا َط‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يػُنَ ّجيو منها إال العمل الصاحل وىذا العمل متضمن يف سورة الفاربة يف قولو‪ْ { :‬اىدنَا ّ‬
‫ت َعلَْي ِه ْم}‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أَنْػ َع ْم َ‬
‫يم * صَرا َط الذ َ‬
‫الْ ُم ْستَق َ‬
‫وادلْنػ َعم عليهم ىم األنبياء والصديقوف والشهداء والصاحلوف وحسن أولئك رفي ًقا‪.‬‬
‫ُ‬
‫كذلك ظلمة الصراط وال ينجو منها ادلسلم إال بالعمل الصاحل فهي نور‪ ،‬ىذا الوجو‬
‫الثاين من أوجو فضيلة سورة الفاربة شلا دؿ عليو ىذا احلديث‪.‬‬
‫كذلك من فضائل ىذه السورة اليت وردت يف ىذا احلديث قولو‪ « :‬أبشر بنورين‬
‫أوتيتهما مل يؤهتما نيب قبلك »‪ ،‬فهذا يدؿ على أف سورة الفاربة من خصائص أمة ٍ‬
‫زلمد‬
‫صلى هللا عليو وسلم‪.‬‬
‫أنزؿ ا عز وجل يف التوراةِ‬
‫ويف ذلك حديث عن النيب صلى هللا عليو وسلم قاؿ‪ « :‬ما َ ُ‬
‫بع ادلثاين »‪ .2‬فهذا من فضائل ىذه السورة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ىي الس ُ‬
‫مثل ّأـ القرآف ‪َ ،‬و َ‬
‫اإلصليل َ‬ ‫وال يف‬
‫متدبرا دلن عناىا واعيًا دلا احتوتو أُ ْع ِطي ما فيها‪،‬‬
‫من فضائل ىذه السورة أ ّف من قرأىا ً‬
‫وىنا يقوؿ أىل العلم‪ :‬البد أف يػَتَػ َفط ْن ادلسلم إىل أف سورة الفاربة دعاء‪ ،‬وىي اىدنا الصراط‬
‫ادلستقيم ىذا الدعاء‪ ،‬سورة الفاربة كلها ألجل ىذا الدعاء‪ ،‬ما قبلها { ْ ِ ِ‬
‫ب‬‫احلَ ْم ُد َر ِّ‬
‫ك يػَ ْوِـ ال ِّدي ِن} ىذا ثناء على هللا‪.‬‬
‫الْعالَ ِمُت * الر ْمحَ ِن الرِحي ِم * مالِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫عز وجل باإلدياف والتوحيد وبضعف العبد‬ ‫اؾ نػَعب ُد وإِي َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُت} توسل إىل هللا ّ‬ ‫اؾ نَ ْستَع ُ‬ ‫{إي َ ْ ُ َ‬
‫يم} ىذا طلبك‪ ،‬وما بعده بياف ذلذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصَرا َط الْ ُم ْستَق َ‬
‫أماـ هللا‪ ،‬مث يأت الطلب‪ْ { :‬اىدنَا ّ‬

‫‪ 1‬صحيح مسلم (‪.)2577‬‬


‫‪ 2‬صحيح النسائي (‪.)913‬‬
‫وقفاث هغ سورة الفاححت‬ ‫‪8‬‬
‫ت َعلَْي ِه ْم َغ َِْت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أَنْػ َع ْم َ‬
‫قائال يقوؿ‪ :‬ما ىذا الصراط؟ فيقوؿ‪{ :‬صَرا َط الذ َ‬ ‫الطلب‪ ،‬كأ ّف ً‬
‫ِ‬ ‫ض ِ‬
‫ُت}‪ ،‬أي‪ :‬ال أريد صراط ادلغضوب عليو وىم اليهود وال الضالُت‬ ‫وب َعلَْي ِه ْم َوال الضالّ َ‬ ‫الْ َم ْغ ُ‬
‫وىم النصارى‪ .‬فهو دعاء‪ ،‬ولذلك يقوؿ ادلأموموف‪ :‬آمُت؛ أي‪ :‬اللهم استجب‪.‬‬
‫ف ا ُ نػَ ْف ًسا إِال ُو ْس َع َها}[البقرة‪.]286:‬‬ ‫ِ‬
‫أواخر سورة البقرة دعاء‪{ :‬ال يُ َكلّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َخطَأْنَا} ىذا واحد دعاء‪َ { ،‬ربػنَا َوال‬ ‫عز وجل‪َ { :‬ربػنَا ال تػُ َؤاخ ْذنَا إِ ْف نَسينَا أ َْو أ ْ‬ ‫يقوؿ هللا ّ‬
‫ين ِم ْن قَػْبلِنَا} ىذا الثاين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْربم ْل َعلَْيػنَا إِ ْ‬
‫صًرا َك َما َمحَْلتَوُ َعلَى الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫انص ْرنَا‬
‫ت َم ْوالنَا فَ ُ‬ ‫ف َعنا َوا ْغف ْر لَنَا َو ْارمحَْنَا أَنْ َ‬ ‫{ َربػنَا َوال ُربَ ّم ْلنَا َما ال طَاقَةَ لَنَا بِو َو ْاع ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ين}‪ .‬سبع أدعية يف ىذه اآلية‪.‬‬ ‫َعلَى الْ َق ْوـ الْ َكاف ِر َ‬
‫فيقوؿ ادللك‪ :‬مل تقرأ حبرؼ منها إال أوتيتها أي‪ :‬أعطيتها‪ .‬فهذه من فضائل ىذه‬
‫السورة‪.‬‬
‫كذلك من فضائل سورة الفاربة أ ّف سورة الفاربة مناجاة‪ ،‬ما بُت العبد وربو‪ .‬روى‬
‫اإلماـ مسلم عن أ ي ىريرة رضي هللا عنو قاؿ‪ :‬مسعت النيب صلى هللا عليو وسلم يقوؿ‪ :‬قاؿ‬
‫وبُت عبدي نصف ِ‬
‫ُت ‪،‬‬ ‫قسمت الصال َة بيٍت َ‬ ‫ُ‬ ‫عز وجل‪ :‬وىذا ىو احلديث القدسي «‬ ‫هللا ّ‬
‫ِ‬ ‫العبد ‪ِ ِ ْ { :‬‬
‫قاؿ هللاُ تعاىل ‪ :‬محدين‬
‫ُت } ‪َ ،‬‬
‫ب الْ َعالَم َ‬‫احلَ ْم ُد َر ِّ‬ ‫قاؿ ُ‬ ‫سأؿ ‪ ،‬فإذا َ‬
‫ولعبدي ما َ‬
‫قاؿ {‬‫قاؿ هللاُ تعاىل ‪ :‬أثٌت علي عبدي ‪ .‬وإذا َ‬ ‫قاؿ ‪ { :‬الر ْمحَ ِن الرِحي ِم } ‪َ .‬‬
‫عبدي ‪ .‬وإذا َ‬
‫قاؿ ‪ { :‬إِي َ‬
‫اؾ‬ ‫ض إيل عبدي ) فإذا َ‬ ‫وقاؿ مرًة‪ :‬فو َ‬ ‫قاؿ ‪ :‬رلدين عبدي ( َ‬ ‫ك يػَ ْوِـ ال ِّدي ِن } ‪َ .‬‬
‫مالِ ِ‬
‫َ‬
‫سأؿ »‪.‬‬
‫وبُت عبدي ولعبدي ما َ‬ ‫ِ‬ ‫نػَ ْعبُ ُد َوإِي َ‬
‫قاؿ ‪ :‬ىذا بيٍت َ‬ ‫ُت } ‪َ .‬‬ ‫اؾ نَ ْستَع ُ‬
‫أين السؤاؿ يف ىذه اآلية؟ السؤاؿ يف طلب االستعانة‪ :‬إياؾ نعبد‪ :‬أي‪ :‬نعبدؾ وحدؾ‬
‫ونطلب اإلعانة منك؛ ألجل عبادتك‪.‬‬
‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصرا َط الْمستَ ِق ِ‬
‫ِ ِ‬
‫وب‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َغ َِْت الْ َم ْغ ُ‬
‫ين أَنْػ َع ْم َ‬ ‫قاؿ ‪ْ { :‬اىدنَا ّ َ ُ ْ َ‬
‫يم صَرا َط الذ َ‬ ‫« فإذا َ‬
‫ِ‬
‫قاؿ ‪ :‬ىذا لعبدي ولعبدي ما سأؿ »‪.1‬‬ ‫َعلَْي ِه ْم َوَال الضالّ َ‬
‫ُت } ‪َ .‬‬

‫‪ 1‬صحيح مسلم (‪.)395‬‬


‫‪9‬‬ ‫شبكتُ بِيٌُوًَ ِت ِل ْلؼُلُ ِ‬
‫وم الش َّْر ِػيَّ ِت‬
‫وىذا من أعظم فضائل ىذه السورة‪ :‬أف ُجييبك رب العادلُت سبحانو وتعاىل‪ ،‬ويناديك‬
‫وأنت تقرأ ىذه السورة‪.‬‬
‫وبًتس ْل دوف إسر ٍاع‬
‫كذلك أو نقوؿ‪ :‬من األدب يف قراءة ىذه السورة أف تُقرأ بتُػ َؤَدة ُّ‬
‫فيها؛ حىت حيصل ىذا التدبر وربصل على فضيلة ىذه ادلناجاة‪ .‬وأـ سلمة –رضي هللا عنها‪-‬‬
‫مًتسال‪.‬‬
‫تذكر لنا أف النيب صلى هللا عليو وسلم كاف يقرأ الفاربة آية آية ً‬
‫بعض الناس إذا قرأ الفاربة يف صالتو ما يذكر منها وال حرؼ إال وىو يقوؿ‪ :‬آمُت؛‬
‫ألنو مشغوؿ بأمور أخرى‪ ،‬أوؿ ما يبدأ من بسم هللا الرمحن الرحيم‪ ،‬ما ينتبو إال وىو يقوؿ‪:‬‬
‫آمُت‪ ،‬والباقي قد ضاع يف أثناء القراءة‪.‬‬
‫ىذا ما حيصل على ما فيها من األجر‪ ،‬وما فيها من التدبر وال حيصل لو اخلشوع يف‬
‫الصالة‪ ،‬إذا أنت تتأمل وتتدبر أنّك تناجي رب العادلُت؛ فهذا أدعى حلضور قلبك بُت يد‬
‫هللا سبحانو وتعاىل‪.‬‬
‫كذلك من فضائل هذه السوورة‪ :‬مػا رواه اإلمػاـ الباػاري عػن أ ي سػعيد اخلػدري رضػي‬
‫عليو وسل َم يف َسػ ْفَرةٍ سػافروىا ‪ ،‬حػىت‬ ‫النيب صلى هللا ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫نفر من أصحاب ِّ‬ ‫هللا عنو يقوؿ‪ « :‬انطلق ٌ‬
‫العرب ‪ ،‬فاستضػافوىم » أي‪ :‬طلبػوا مػنهم الضػيافة لكػونم مسػافرين‬ ‫أحياء ِ‬ ‫حي من ِ‬
‫نزلوا على ٍّ‬
‫ضػيِّ ُفوىم » فبطبيعػة احلػاؿ جلػس ىػؤالء الصػحابة يف ناحي ٍػة مػن‬ ‫وحيتاجوف للراحػة « فػأَبػَ ْوا أف يُ َ‬
‫سيد ذلػك احل ِّػي » لدغتػو العقػرب‬ ‫غ ُ‬ ‫ىذا احلي‪ ،‬يسًتحيوا من عناء السفر‪ ،‬يقوؿ الراوي‪ « :‬فلُ ِد َ‬
‫بكل شػ ٍيء ال ينفعػو شػيء ‪ ،‬فقػاؿ بعضػهم ‪ :‬لػو أتيػتم ى ِ‬
‫ػؤالء ال ِ‬
‫ػرىط الػذين نزلػوا ‪،‬‬ ‫ُُ ٌ‬ ‫فسعُوا لوُ ِّ‬
‫« َ‬
‫وس َػعْيػنَا‬
‫غ‪َ ،‬‬ ‫ط ‪ ،‬إف سػيدنا لُ ِػد َ‬
‫شيء ‪ ،‬فأَتَػ ْوُى ْم فقػالوا ‪ :‬يػا أيهػا الػرى ُ‬
‫لعلوُ أف يكوف عند بعضهم ٌ‬
‫لػػوُ بكػ ِّػل شػ ٍيء ال ينفعُػػوُ ‪ ،‬فهػػل عنػػد أحػ ٍػد مػػنكم مػػن شػ ٍيء ؟ فقػػاؿ بعضػػهم ‪ :‬نعػػم ‪ ،‬وهللاِ إين‬
‫ضػيِّ ُفونا ‪ ،‬فمػا أنػا بػر ٍاؽ لكػػم حػىت َذبعلػوا لنػا َج ْعػ ًػال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أل َْرقػي ‪ ،‬ولكػن وهللا لقػد استضػفناكم فلػػم تُ َ‬
‫» لن أقرأ عليو ولن أداويو حػىت تعطونػا عطػاءً‪ -‬ألنكػم إف أحسػنتم إلينػا أحسػنا إلػيكم‪َ { .‬ى ْػل‬
‫اف إِال ا ِإل ْح َسا ُف} [الرمحن‪ .]60:‬فماداـ أنكم مل ربسنوا إلينا لن ضلسن إليكم‪.‬‬ ‫جزاء ا ِإلحس ِ‬
‫ََ ُ ْ َ‬
‫وقفاث هغ سورة الفاححت‬ ‫‪10‬‬
‫فإذا أردمت أف أقرأ عليو وأف أرقيو؛ فاجعلوا لنا عطاءً « فصاحلوىم على قطي ٍع من الغن ِم ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فانطلق يػْتػ ُفل ِ‬
‫احلَ ْم ُد هلل َر ِّ‬
‫ب‬ ‫عليو » والتفل ىو اذلواء اخلارج من الفم مع الريق « ويقرأُ ‪ْ { :‬‬ ‫َ ُ‬
‫ُت } ‪ .‬فكأظلا نش َط من ِع َق ٍاؿ فانطلق ديشي وما ِبو قَػلَبَةٌ » العقاؿ ىو ما تُربط بو قدـ‬ ‫ِ‬
‫الْ َعالَم َ‬
‫الدابة حىت ال تسرع يف ادلشي؛ كاإلبل تربط هبا القدـ حىت ال تسرع‪ .‬فإذا فُك ىذا الرباط‬
‫شعرت الدابة بنشاط فأسرعت؛ فاستادـ ىنا لبياف العافية اليت حصل عليها ىذا السيد؛‬
‫عليو ‪ ،‬فقاؿ بعضهم ‪ :‬اقْسموا ‪،‬‬ ‫دبجرد القراءة « قاؿ ‪ :‬فأوفوىم جعلَهم الذي صاحلوىم ِ‬
‫َْ ُْ‬
‫فننظر‬ ‫ِ‬
‫فنذكر لوُ الذي كاف ‪ُ ،‬‬‫فقاؿ الذي َرقَي ‪ :‬ال تفعلوا حىت نأتَ النيب صلى هللاُ عليو وسل َم ُ‬
‫ما يأمرنا ‪ ،‬ف َق ِدموا على ِ ِ‬
‫رسوؿ هللا فذكروا لوُ ‪ ،‬فقاؿ ‪ ( :‬وما يُ ْد ِر َ‬
‫يك أنا رقيةٌ ) ‪ .‬مث قاؿ ‪( :‬‬
‫هللا صلى هللا ِ‬
‫عليو وسل َم‬ ‫رسوؿ ِ‬
‫سهما ) ‪ .‬فضحك ُ‬
‫ُ‬ ‫قد أصبتم ‪ ،‬اقْسموا ‪ ،‬واضربوا يل معكم ً‬
‫»‪.1‬‬
‫تأملوا معي يف أحواؿ الدنيا‪ ،‬لو عندنا رجل لُدغ بعقرب‪ ،‬وذىب إىل ادلستشفى وأُعطي‬ ‫ّ‬
‫ادلضادات احليوية واألدوية؛ كم حيتاج من الوقت لكي يشعر بالعافية؟ ما أقل عن نص ساعة‬
‫إىل أف يتحسن ويذىب عنو األمل‪ ،‬وردبا استمر معو األدوية دلدة يومُت وثالثة وأربعة؛ حىت‬
‫يشعر بالعافية ورّدبا اضطروا إىل تنوديو يف ادلستشفى‪ ،‬فانظر إىل ىذا العالج الربّاين؛ دبجرد أف‬
‫قرأ عليو الفاربة – ويف بعض الروايات سبع مرات‪ -‬قاؿ‪ :‬كأظلا نُشط من عقاؿ‪ ،‬قاـ نشطًا‬
‫عالج من األمراض احلِ ِّسية‪.‬‬
‫وذىب الذي كاف جيد‪ .‬وىذا فيو فضيلة سورة الفاربة‪ ،‬وأنا ٌ‬
‫بل قد تكررت ىذه القصة يف حادثة أخرى يف زمن النيب صلى هللا عليو وسلم‪ ،‬فروى‬
‫اإلماـ أبو داود يف سننو عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمو قاؿ‪ « :‬أنو أتى رسوؿ ِ‬
‫هللا‬
‫صلى هللا عليو وسلم ‪ ،‬فأسلم ‪ ،‬مث أقبل راجعا من عنده ‪ ،‬فمر على قوـ عندىم رجل رلنوف‬
‫ت يده‬ ‫ِ‬
‫موثق بًاحلديد » ىذا الرجل فيو جنوف‪ ،‬واجلنوف مرض‪ ،‬ومن شدة جنونو أ ْف ُوثَّق ْ‬
‫ورجلو بالسالسل ما يستطيعوا السيطرة عليو « فقاؿ أىلو ‪ :‬إنا حدثنا أف صاحبكم ىذا ‪،‬‬
‫قد جاء خبَت ‪ ،‬فهل عندؾ شيء تداويو ؟ فرقيتو بفاربة الكتاب ‪ ،‬فربأ ‪ ،‬فأعطوين مائة شاة ‪،‬‬

‫‪ 1‬صحيح البااري (‪.)2276‬‬


‫‪11‬‬ ‫شبكتُ بِيٌُوًَ ِت ِل ْلؼُلُ ِ‬
‫وم الش َّْر ِػيَّ ِت‬
‫فأتيت رسوؿ هللاِ صلى هللا عليو وسلم ‪ ،‬فأخربتو ‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬ىل إال ىذا ‪ .‬وقاؿ مسدد يف‬
‫موضع آخر ‪ :‬ىل قلت غَت ىذا ؟ قلت ‪ :‬ال ! قاؿ ‪ :‬خذىا ‪ ،‬فلعمري دلن أكل برقية بًاطل‬
‫‪ ،‬لقد أكلت برقية حق »‪.1‬‬
‫ويف القصة ادلاضية؛ قصة أ ي سعيد اخلدري « فقاؿ بعضهم ‪ :‬اقْسموا ‪ ،‬فقاؿ الذي‬
‫فننظر ما يأمرنا ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فنذكر لوُ الذي كاف ‪ُ ،‬‬ ‫َرقَي ‪ :‬ال تفعلوا حىت نأتَ النيب صلى هللاُ عليو وسل َم ُ‬
‫ف َق ِدموا على ِ ِ‬
‫يك أنا رقيةٌ ) ‪ .‬مث قاؿ ‪ ( :‬قد أصبتم ‪،‬‬ ‫رسوؿ هللا فذكروا لوُ ‪ ،‬فقاؿ ‪ ( :‬وما يُ ْد ِر َ‬
‫رسوؿ هللاِ صلى هللا ِ‬
‫عليو وسل َم »‪.2‬‬ ‫سهما ) ‪ .‬فضحك ُ‬
‫ُ‬ ‫اقْسموا ‪ ،‬واضربوا يل معكم ً‬
‫ويف ىذين احلديثُت داللة على فضل سورة الفاربة؛ وأ ّف فيها شفاءً من األمراض احلِ ِّسية‬
‫اليت تصيب العبد‪ ،‬كذلك فيها أ ّف على ادلسلم أف يبادر بالرجوع إىل هللا ورسولو؛ دلعرفة حكم‬
‫ادلسألة اليت ال يعرؼ حكمها‪ ،‬فنجد أ ّف الصحابة يف القصة األوىل رجعوا إىل النيب صلى هللا‬
‫عليو وسلم وسألوه عن حكم تقسيم ىذه األُ ْع ِطيَة اليت حصلوا عليها‪.‬‬
‫ويف القصة الثانية بعد أف أخذ مائة رأس من الغنم‪ ،‬رجع إىل النيب صلى هللا عليو وسلم‬
‫ليأخذ حكمو يف ادلسألة‪ ،‬وىذا من سباـ التسليم واالنقياد ألمر هللا ورسولو‪.‬‬
‫فعلى ادلسلم أال يػَ ْق ِد َـ على أمر من األمور؛ حىت يعرؼ احلكم الشرعي‪ ،‬واألحكاـ‬
‫بُت واضح فهذا يُقدـ عليو‪ ،‬ومنها ما ىو حراـ‬ ‫حالؿ ِّ ٌ‬
‫الشرعية بالنسبة للمسلمُت منها ما ىو ٌ‬
‫بُت فهذا ديتنع عنو‪ ،‬ومنها ما ىو ُم ْشتَبِو‪ ،‬ال يعرؼ حكمو وبينهما مشتبهات ال‬ ‫واضح ِّ ٌ‬
‫فم ْن تركها فقد استربأ لدينو وعرضو‪ ،‬ومن وقع‬ ‫فم ْن أستربأ لدينو‪َ ،‬‬
‫يعلمهن كثَت من الناس‪َ ،‬‬
‫فيها وقع يف احلراـ‪ .‬ىؤالء الصحابة رجعوا إىل النيب صلى هللا عليو وسلك دلعرفة حكم ما ىم‬
‫فيو‪.‬‬
‫كذلك سورة الفاربة وطلتم بو فيها عالج لألمراض ادلعنوية ادلتعلقة بالقلب واألمراض‬
‫القلبية أعظم من األمراض احلِ ِّسية؛ ألف القلب ملك األعضاء كما قاؿ النيب صلى هللا عليو‬

‫‪ 1‬سنن أ ي داوود (‪.)3896‬‬


‫‪ 2‬صحيح البااري (‪.)2276‬‬
‫وقفاث هغ سورة الفاححت‬ ‫‪12‬‬
‫ِ‬
‫فسد‬
‫ت‪َ ،‬‬ ‫صلَ َح اجلَ َس ُد ُكلُّوُ وإذَا فَ َس َد ْ‬
‫ت َ‬
‫صلَ َح ْ‬
‫ضغَةً‪ ،‬إذا َ‬
‫وسلم‪ « :‬أال وإف يف اجلَ َسد ُم ْ‬
‫لب »‪ .1‬فصالحو صالح لظاىر البدف‪ ،‬وفساده فساد لظاىر‬ ‫ِ‬ ‫اجلَ ُ ُّ‬
‫سد ُكلوُ ‪ .‬أال وى َي ال َق ُ‬
‫البدف‪.‬‬
‫ومن األمراض اخلطَتة اليت تصيب القلب‪ :‬الرياء‪.‬‬
‫والرياء ىو أف يفعل العبد شلا يُتقرب بو إىل هللا؛ يػَْبتَغي ذكر الناس‪ ،‬وىو الشرؾ اخلفي‬
‫وىو الشرؾ األصغر الذي حذر منو نبينا صلى هللا عليو وسلم‪ ،‬وىو زلبط للعمل‪.‬‬
‫عمال أشرؾ فيو‬ ‫عمل ً‬ ‫الشرؾ ‪ .‬من ِ‬ ‫كاء عن ِ‬ ‫وتعاىل ‪ :‬أنا أغٌت الشر ِ‬
‫تبارؾ َ‬
‫كما « قاؿ هللاُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عالج ذلذا ادلرض‪ ،‬يف قولو تعاىل‪{ :‬إِي َ‬ ‫ِ‬
‫معي غ َِتي ‪ ،‬تركتُو وشرَكو » ‪ .‬وسورة الفاربة فيها ٌ‬
‫‪2‬‬
‫اؾ‬
‫ُت}‪ ،‬أي‪ :‬أُفْ ِرُدؾ وحدؾ يا هللا بالعبادة‪ ،‬وىذا عند أىل البالغة يقولوف‪:‬‬ ‫نػَعب ُد وإِي َ ِ‬
‫اؾ نَ ْستَع ُ‬ ‫ُْ َ‬
‫تقدمي ما ح ّقو التأخَت يفيد احلصر‪ ،‬وىنا حصل تقدمي دلا حقو التأخَت‪ ،‬إياؾ نعبد‪ ،‬أي‪:‬‬
‫نعبدؾ وحدؾ ال شريك لك‪ ،‬فمن قرأ ىذه اآلية وفقو معناىا‪ ،‬مث عمل هبا صلا من الرياء؛‬
‫ِ‬ ‫الت ونُس ِكي وزلياي وشلََ ِات ِ ِ‬
‫ُت}‬‫ب الْ َعالَم َ‬‫َر ِّ‬ ‫َ ََْ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫كما قاؿ هللا تعاىل‪{ :‬قُ ْل إِف َ‬
‫ص ِ‬
‫[األنعاـ‪.]162:‬‬
‫من األمراض اليت تصيب القلب‪ :‬الكرب واالستعالء‪.‬‬
‫ادلرءَ عن قبوؿ احلق واالنصياع لو‪ ،‬ما الذي محل إبليس على عدـ‬ ‫ص ُّد ْ‬
‫والكرب يَ ُ‬
‫عز وجل بالسجود آلدـ ّإال الكرب واحلسد‪ ،‬فالكرب يصد عن إتباع احلق‪.‬‬
‫االنصياع ألمر هللا ّ‬
‫ُت}‪.‬‬‫يف سورة الفاربة عالج ذلذا ادلرض يف قولو تعاىل‪ { :‬وإِي َ ِ‬
‫اؾ نَ ْستَع ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫حقيقة االستعانة تُظهر ضعفك أنّك ضعيف‪ ،‬ولذلك طلبت العوف من القوي وىو هللا‬
‫سبحانو وتعاىل؛ فتعرؼ حقيقة نفسك وأنّك ال تستطيع أف تفعل شيئًا يف ىذه الدنيا إال‬
‫بالعوف من هللا سبحانو وتعاىل‪.‬‬

‫‪ 1‬صحيح مسلم (‪.)1599‬‬


‫‪ 2‬صحيح مسلم (‪.)2985‬‬
‫‪13‬‬ ‫شبكتُ بِيٌُوًَ ِت ِل ْلؼُلُ ِ‬
‫وم الش َّْر ِػيَّ ِت‬
‫ُت} ربقيق دلعٌت‪" :‬ال حول وال قوة إال باهلل" اليت ىي كنز‬‫ويف قوؿ هللا { وإِي َ ِ‬
‫اؾ نَ ْستَع ُ‬ ‫َ‬
‫من كنوز اجلنة‪" ،‬ال حول وال قوة إال باهلل" كثَتٌ من الناس يقولُوُ وال يعلم معناه‪ .‬ومعناىا‪:‬‬
‫ال َربَ ُّو َؿ يل وال قوة يل على االنتقاؿ من حاؿ إىل حاؿ إال باهلل سبحانو وتعاىل‪.‬‬
‫فال يتحوؿ العبد من ضعف إىل قوة وال يتحوؿ العبد من مرض إىل صحة إال باهلل‬
‫سبحانو وتعاىل‪ ،‬فإذا استشعر العبد ذلك عرؼ مقدار نفسو وضعفو‪ ،‬وأ ّف العبد زلتاج لعوف‬
‫هللا يف مجيع حياتو إىل أف يدخل اجلنة‪.‬‬
‫كذلك يف ىذه السورة عالج دلرض اجلهل‪ ،‬الذي ىو أعظ األدواء‪ ،‬أعظم األمراض‬
‫اؼ‬
‫يم}‪ ،‬فطلبك للهداية من هللا اعًت ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الصَرا َط الْ ُم ْستَق َ‬
‫اجلهل‪ ،‬وذلك يف قولو تعاىل‪ْ { :‬اىدنَا ّ‬
‫منك جبهلك‪ ،‬فإذا سعيت إىل ربقيق ىذه اذلداية‪ ،‬سعيت إىل العلم‪ ،‬أل ّف اذلداية ال ربصل‬
‫باألماين‪ ،‬وإّظلا ربصل بالسعي والعمل والعلم‪ ،‬وىي الطريق ادلوصلة إىل اجلنة‪.‬‬
‫علما ‪ ،‬سهل‬
‫يلتمس فيو ً‬
‫ُ‬ ‫سلك طري ًقا‬
‫ولذلك قاؿ صلى هللا عليو وسلم يف العلم‪ « :‬من َ‬
‫هللا لو بو طري ًقا إىل ِ‬
‫اجلنة »‪.1‬‬ ‫ُ‬
‫جدا؛ ألنا ىي القرآف‬‫أمور عظيمة ً‬ ‫إذًا إخواين ال أطيل عليكم‪ :‬سورة الفاربة فيها ٌ‬
‫تيسر يل يف زلاضرات قادمة أف أتكلّم على ىدايات من سورة الفاربة وعلى‬ ‫العظيم‪ ،‬وإف ّ‬
‫موج ٍز لسورة الفاربة؛ حىت نستفيد من فضلها ونعمل دبا فيها‪.‬‬ ‫تفس ٍَت َ‬
‫وخصوصا ما يقرأه باستمرار يف‬
‫ً‬ ‫عموما أف ال يػُ ْه ِم َل تدبر كالـ هللا؛‬
‫لكن على ادلسلم ً‬
‫يسَتا تقرأ فيو كتفسَت‪ /‬اجلاللني‪ ،‬وتفسَت الشيخ‪" /‬عبد الرمحن‬ ‫تفسَتا ً‬
‫ً‬ ‫صالتو؛ فاجعل لك‬
‫بن ناصر السعدي"‪ ،‬وتفسَت‪" /‬ابن كثري" ولو سلتصرات كثَتة‪.‬‬
‫فيقرأ ادلسلم يف تفسَت "جزء عم"‪ ،‬وتفسَت "جزء تبارك" الذي تكثر قراءتو‪ ،‬وىذا‬
‫عز وجل ‪ ،‬ىذا وأسأؿ هللا العظيم رب العرش‬
‫أدعى للاشوع يف الصالة ولتدبر كالـ هللا ّ‬
‫العظيم أف يوفقٍت وإيّاكم لكل خَت وأف يعلمنا ما جهلنا أنو على كل شيء قدير‪ ،‬وصلى هللا‬
‫وسلم على سيدنا زلمد وعلى آلو وصحبو وسلم‪.‬‬

‫‪ 1‬صحيح مسلم (‪.)2699‬‬


‫وقفاث هغ سورة الفاححت‬ ‫‪14‬‬

‫لالسخواع إلى الوحاضرة يرجى زيارة الرابط‬

‫‪http://www.baynoona.net/ar/audio/4563‬‬

‫شبكت بيٌوًت للؼلوم الشرػيت‬

‫سجلج ‪2015 /02/22 :‬‬‫ُ‬


‫ف ُُرغج ‪2012/11 /22 :‬‬ ‫✍ ُ‬

‫تمت بحمد هللا‬

You might also like