You are on page 1of 55

1

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫ويسر َبرزتتك‬
‫رب ت ِّـمم ِّ‬
‫ِّ‬
‫احلمد هلل رب العادلني‪ ،‬قيوم السماوات واألرضني‪،‬‬
‫مدبّر اخلالئق أرتعني‪ ،‬باعث الرسل صلواتو وسالمو عليهم‬
‫إىل ادلكلّفني ذلدايتهم وبيان شرائع ال ّدين بالدالئل القطعيّة‬
‫وواضحات الرباىني‪.‬‬
‫أحـمده على رتيع نعمو‪ ،‬وأسألو ادلزيد من فضلو‬
‫القهار‪ ،‬الكرًن‬
‫وكرمو‪ ،‬وأشهد أن ال إلو إالّ اهلل الواحد ّ‬
‫حمدا عبده ورسولو وحبيبو وخليلو‬ ‫الغ ّفار‪ ،‬وأشهد أ ّن مـ ّ‬
‫ستمرة على‬
‫ادلكرم بالقرآن العزيز ادلعجزة ادل ّ‬
‫أفضل ادلخلوقني‪ّ ،‬‬
‫تعاقب السنني‪ ،‬وبالسنن ادلستنرية للمسرتشدين‪ ،‬ادلخصوص‬
‫جبوامع الكلم ومساحة الدين‪ ،‬صلوات اهلل وسالمو عليو وعلى‬
‫كل وسائر الصاحلني‪.‬‬ ‫سائر النبيـّني‪ ،‬وءال ّ‬
‫‪3‬‬
‫علي بن أيب طالب‪ ،‬وعبد اهلل‬
‫أما بعد‪ ،‬فقد روينا عن ّ‬
‫ابن مسعود‪ ،‬ومعاذ بن جبل‪ ،‬وأيب الدرداء‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وابن‬
‫عباس‪ ،‬وأنس بن مالك‪ ،‬وأيب ىريرة‪ ،‬وأيب سعيد اخلدري‬
‫رضي اهلل عنهم أرتعني‪ ،‬من طرق كثريات‪ ،‬بروايات‬
‫متنوعات‪ ،‬أ ّن رسول اهلل صلّى اهلل عليو وسلّم قال‪ « :‬من‬
‫ّ‬
‫حفظ على ّأمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه اهلل‬
‫تعالى يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء»‪ .‬ويف رواية‪:‬‬
‫« بعثه اهلل تعالى فقيها عالـما »‪ .‬ويف رواية أيب الدرداء‪:‬‬
‫« كنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا »‪ .‬ويف روايـَ ـ ـ ـ ـ ـة ابن‬
‫ي أبواب الجنّة‬ ‫مس ـ ـ ـ ـ ـعود‪ « :‬قيل له‪ :‬ادخل من أ ّ‬
‫شئت »‪ .‬ويف رواية ابن عمر‪ « :‬كتب في زمرة العلماء‬
‫شهداء »‪ .‬واتفق احل ّفاظ على أنو حديث‬
‫وحشر في زمرة ال ّ‬
‫ضعيف‪ ،‬وإن كثرت طرقو‪.‬‬

‫ٗ‬
‫وقد صنّف العلماء رضي اهلل عنهم يف ىاا الباب ما ال‬
‫فأول من علمتو صنّف فيو‪ :‬عبد اهلل‬‫حيصى من ادلصنّفات‪ّ ،‬‬
‫ابن ادلبارك‪ ،‬مث زلمد بن أسلم الطوسي العالـم الرباين‪ ،‬مث‬
‫احلسن بن سفيان النسوي‪ ،‬وأبو بكر اآلجري‪ ،‬وأبو بكر‬
‫زلمد بن إبراىيم األصبهاين‪ ،‬والدارقطين‪ ،‬واحلاكم‪ ،‬وأبو‬
‫نعيم‪ ،‬وأبو عبد الرزتن السلمي‪ ،‬وأبو سعد ادلاليين‪ ،‬وأبو‬
‫عثمان الصابوين‪ ،‬وعبد اهلل بن زلمد األنصاري‪ ،‬وأبو بكر‬
‫ادلتأخرين‪.‬‬
‫البيهقي‪ ،‬وخالئق ال حيصون من ادلتق ّدمني و ّ‬
‫استخرت اهلل تعاىل يف جـمع أربعني حديثا اقتداء‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫بـهؤالء األئمة األعالم وح ّفاظ اإلسالم‪.‬‬
‫وقد اتفق العلماء على جواز العمل باحلديث الضعيف‬
‫يف فضائل األعمال‪ ،‬ومع ىاا فليس اعتمادي على ىاا‬
‫احلديث‪ ،‬بل على قولو صلّى اهلل عليو وسلّم يف األحاديث‬
‫الصحيحة‪ « :‬ليبلغ الشاهد منكم الغائب »‪ ،‬وقولو صلّى‬

‫‪5‬‬
‫ضر اهلل امرأ سمع مقالتي فوعاها‬
‫اهلل عليو وسلّم‪ « :‬ن ّ‬
‫فأداها كما سمعها »‪.‬‬
‫مث من العلماء من جـمع األربعني يف أصول الدين‪،‬‬
‫وبعضهم يف الفروع‪ ،‬وبعضهم يف اجلهاد‪ ،‬وبعضهم يف الزىد‪،‬‬
‫وبعضهم يف اآلداب‪ ،‬وبعضهم يف اخلطب؛ وكلها مقاصد‬
‫صاحلة رضي اهلل عن قاصديها‪.‬‬
‫أىم من ىاا كلو‪ ،‬وىي أربعون‬
‫وقد رأيت جـمع أربعني ّ‬
‫حديثا مشتملة على رتيع ذلك‪ ،‬وكل حديث منها قاعدة‬
‫عظيمة من قواعد الدين‪ ،‬قد وصفو العلماء أن مدار اإلسالم‬
‫ضلو ذلك‪.‬‬‫نصف اإلسالم أو ثلثُو و ُ‬
‫عليو‪ ،‬أو ىو ُ‬
‫ألتزم يف ىاه األربعني أن تكون صحيحة ومعظمها‬ ‫مث ُ‬
‫صحيحي البخاري ومسلم رحـمهما اهلل تعاىل‪ ،‬وأذكرىا‬
‫َ‬ ‫يف‬
‫ليسه َل حفظها ويعم االنتفاع هبا إن شاء‬
‫زلاوفة األسانيد ُ‬
‫ضبط خفي ِ‬
‫ألفاظها‪.‬‬ ‫اهلل تعاىل‪ .‬مث أتبعها بباب يف ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫‪ٙ‬‬
‫لكل راغب يف اآلخرة أن يعرف ىاه‬ ‫وينبغي ِّ‬
‫األحاديث‪ ،‬دلا اشتملت عليو من ادلهمات‪ ،‬واحتوت عليو‬
‫من التنبيو على رتيع الطاعات؛ وذلك ظاىر دلن تدبـَره؛‬
‫وعلى اهلل اعتمادي‪ ،‬وإليو تفويضي واستنادي؛ فلو احلمد‬
‫والنِّعمة‪ ،‬وبو التوفيق والعِصمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الحديث األول‬
‫ـاب رضــي‬ ‫ني أَِيب ح ْفــع ُعمــر بْـ ِن اخلَطـ ِ‬ ‫عــن أ َِم ـ ِري ادلــؤِمنِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اهلل عنو قَال‪َِ :‬مس ْعت َر ُسـول اهللِ صـلّى اهلل عليـو وسـلّم يـَ ُقـول ‪:‬‬
‫ات‪َ ،‬وإِنَّ َما ل ُكل ْامـ ِرٍ َمـا نَـ َـوف‪ ،‬فَ َم ْـن‬ ‫« إنَّما األَ ْعمال بِالنِّـيَّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اهلل ورسـ ِ‬
‫ـوله‪،‬‬ ‫ـوله فَ ِه ْجرتُــهُ إلــى ِ‬ ‫اهلل ورسـ ِ‬ ‫ـت ِه ْجرتُــهُ إلــى ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َكانَـ ْ َ‬
‫صيبُـ َها أ َْو ْام َرأَة يَـ ْن ِك ُح َهـا فَ ِه ْج َرتُـهُ‬‫ت ِه ْجرتُهُ ل ُدنْيا ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َوَم ْن َكـانَ ْ َ‬
‫إلي ِه »‪.‬‬‫اج َر ْ‬ ‫إلى َما َهـ ـ ـ َ‬
‫زلمــد بــن إمساعيــل بــن‬ ‫رواه إمامــا اِّــدِّثني أبــو عبــد اهلل ّ‬
‫إبراىيم ابن ادلغرية بن بـَْرِد ْزبَو البخاري‪ ،‬وأبو احلسني مسلم بـن‬
‫احلجــاج بــن مســلم القشــريي النيســابوري رضــي اهلل عنهمــا يف‬
‫صحيحيهما اللاين مها أصح الكتب ادلصنفة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الحديث الثاني‬
‫َع ـ ْـن ُع َم ـ َـر رض ــي اهلل عن ــو أَيْض ــا قَــال‪ :‬بـَْيـنَ َم ــا َْضل ـ ُـن ِعْن ـ َـد‬
‫ات يـَ ـ ْـوم‪ ،‬إ ْذ طَل ـ َـع َعلْيـنَ ــا‬ ‫ِ‬
‫َر ُس ــول اهلل صـ ـلّى اهلل علي ــو وسـ ـلّم َذ َ‬
‫اب‪َ ،‬ش ِد ُ‬
‫يد َس َو ِاد الش ْع ِر‪ ،‬ال يـُ َـر َع ْلي ِـو‬ ‫اض الثـِّي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫يد‬ ‫رجل ش ِ‬
‫د‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ ُ َ ََ‬
‫ـس إىل الن ـِ ِّ ص ـلّى‬ ‫ـ‬‫ل‬‫ج‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬‫َح‬ ‫أ‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ن‬ ‫أَثَــر الس ـ َف ِر‪ ،‬وال يـع ِرفُــو ِ‬
‫م‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ض ـ َـع َكفْي ـ ِـو َعل ــى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس ــنَ َد ُرْكبَتَـْي ــو إىل ُرْكبَتَـْي ــو َوَو َ‬ ‫اهلل علي ــو وسـ ـلّم فَأ ْ‬
‫الم‪ .‬فَـ َقال رسـول اهللِ‬ ‫َخِربِين َعن ا ِإل ْس ِ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫زل‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ال‪:‬‬ ‫ق‬
‫َ‬‫و‬ ‫فَ ِخ َاي ِ‬
‫و‬
‫َُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ـُم أَ ْن تَ ْشـ َـه َد أَ ْن ه إلــهَ إه‬ ‫صـلّى اهلل عليــو وس ـلّم‪ « :‬ا ِإل ْسـ ُ‬
‫الصـُ َة‪َ ،‬وتُـ ْـِتِي َّ‬
‫الََكـا َة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـيم‬ ‫اهلل‪ ،‬وتُِ‬
‫ق‬ ‫َن مح َّمدا رسول ِ‬ ‫اهللُ َوأ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إلي ِـه َسـبِيُ »‪.‬‬ ‫استَطَ ْعت ْ‬ ‫ت إ ْن ْ‬ ‫ضا َن‪َ ،‬وتَ ُح َّج البَـ ْي َ‬ ‫وم َرَم َ‬ ‫ص َ‬ ‫َوتَ ُ‬
‫َخِ ْربِين َع ْـن‬ ‫أ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫ـال‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫ُ‬‫ق‬‫ـد‬
‫ِّ‬ ‫ص‬ ‫ي‬‫و‬ ‫َلو‬‫أ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫لو‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫قَال‪ :‬ص َدقْت‪ ،‬فَـع ِ‬
‫ج‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ ُ َُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هلل ومُئِ َكتِـ ـ ِـه وُكتبِـ ـ ِـه ورسـ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـله‬ ‫َ ُ َُ ُ‬ ‫ا ِإلميَــان‪ ،‬قَ ــال‪ « :‬أَ ْن تُـ ـ ْـِم َن بِـ ــا َ َ‬
‫اِخ ـ ـ ِر‪َ ،‬وتُـ ـ ْـِِم َن بِال َق ـ ـ َد ِر َخ ْي ـ ـ ِرِ َو َشـ ـ ِّـرِ »‪ .‬قَـ ــال‪:‬‬ ‫والي ـ ــوِم ِ‬
‫َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫َخِ ْربِين َع ْـن ا ِإل ْح َسـان‪ ،‬قَـال‪ « :‬أَ ْن تَـ ْعبُـ َد اهللَ‬ ‫ص َدقْت‪ ،‬قَال‪ :‬فَـأ ْ‬ ‫َ‬
‫‪9‬‬
‫َخِ ْربِين‬‫لم تَ ُك ْن تَـ َـرا ُ فَِإنَّـهُ يَـ َـراك »‪ ،‬قَـال‪ :‬فَـأ ْ‬
‫َكأَنَّك تَـ َرا ُ‪ ،‬فَِإ ْن ْ‬
‫لم ِم ـ ـ ْـن‬ ‫ِ‬
‫الم ْس ـ ــئُول َع ْنـ َه ـ ــا بـ ـ ـأَ ْع َ‬
‫عـ ــن الس ـ ـ ِ‬
‫ـاعة‪ ،‬قَـ ــال‪َ « :‬م ـ ــا َ‬‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫َخِ ْربِين َع ْـن أ ََم َارهَـا‪ ،‬قَـال‪ « :‬أَ ْن تَلـ َد األ ََمـةُ‬ ‫السائِل »‪ ،‬قَال‪ :‬فَأ ْ‬ ‫َّ‬
‫الش ِاء يَـتَطَ َاولو َن‬ ‫اء َّ‬ ‫العالةَ ِر َع َ‬
‫الع َرا َة َ‬
‫الح َفا َة ُ‬
‫َربَّـتَـ َها‪َ ،‬وأَ ْن تَـ َرف ُ‬
‫ان »‪.‬‬ ‫فِي البـ ْنـي ِ‬
‫َُ‬
‫ت َمليًّا‪ُ ،‬مث قَال‪ « :‬يَـا ُع َم ُـر أَتَـ ْد ِري َمـن‬ ‫لق‪ ،‬فَلبِثْ ُ‬
‫ُمث انْطَ َ‬
‫ـت‪ :‬اهللُ َوَر ُســولوُ أ َْعل ـ ُـم‪ ،‬قَــال‪ « :‬فَِإنَّــهُ ِج ْب ِري ــل‬ ‫الس ــائل » قَل ـ ُ‬
‫َّ ِ‬
‫أَتَا ُك ْم يُـ َعلِّ ُم ُك ْم ِدينَ ُك ْم »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬

‫الحديث الثالث‬
‫اب َر ِض َي‬‫َعن أَِيب َعْب ِد الر ْزت ِن َعْب ِد اهللِ بْ ِن ُعمر بْ ِن اخلَط ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ـت َر ُسـ ــول اهللِ صـ ـلّى اهلل عليـ ــو وس ـ ـلّم‬ ‫ِ‬
‫اهللُ َعْنـ ُه َمـ ــا قَـ ــال‪َ :‬مس ْعـ ـ ُ‬
‫ادةِ أَ ْن ه إلــهَ إه‬‫ـُم َعلــى َخ ْمــا‪َ :‬شـ َـه َ‬ ‫ِ‬
‫يـَ ُقــول‪ « :‬بُنـ َـي ا ِإل ْسـ ُ‬
‫الصـ ــُةِ‪ ،‬وإِيتـ ـ ِ‬
‫ـاء‬ ‫َن ُم َح َّمـ ــدا َع ْب ـ ـ ُد ُ َوَر ُسـ ــولُهُ‪َ ،‬وإِقَـ ـ ِـام َّ‬
‫اهللُ َوأ َّ‬
‫َ َ‬
‫ٓٔ‬
‫ضـ ــا َن »‪َ .‬رَواهُ البُ َخـ ــا ِري‬ ‫ِ‬ ‫ـج البـ ْيـ ـ ِ‬ ‫الََكـ ــاةِ‬
‫َّ‬
‫ـت‪َ ،‬و َـ ـ ْـوم َرَم َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ح‬ ‫و‬
‫ََ‬ ‫‪،‬‬
‫َوُم ْسلم‪.‬‬

‫الحديث الرابع‬
‫َع ْـن أَِيب َعْبـ ِـد الــر ْزت ِن َعْبـ ِـد اهللِ بْـ ِن َم ْسـ ُـعود رضــي اهلل عنــو‬
‫ـاد ُق‬ ‫قَــال‪ :‬حــدثـَنَا رســول اهللِ ص ـلّى اهلل عليــو وس ـلّم وىــو الصـ ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ َُ‬
‫إن أَحـ َد ُكم يجمـع َخل ُقـهُ فِــي بطْـ ِن أ ُِّم ِـه أَرب ِ‬
‫ـين‬
‫َْ َ‬ ‫ـ‬‫ع‬ ‫َ‬ ‫وق‪ُ َ ْ ُ ْ َ َّ « :‬‬ ‫ادلص ُـد ُ‬
‫ْ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬‫ث‬
‫ْ‬ ‫م‬‫ض ـغَة ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـم‬
‫َّ‬ ‫ـ‬
‫ُ‬‫ث‬ ‫‪،‬‬ ‫ـك‬‫َ‬ ‫ـ‬‫ل‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ـل‬‫ـ‬‫ث‬
‫ْ‬ ‫يـومــا‪ ،‬ثُـ َّـم ي ُكــو ُن عل َقــة ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫وح‪َ ،‬ويُـ ْـَِم ُر بِـأ َْربَ ِع‬ ‫ِِ‬
‫ـك فَـيَــ ْنـ ُف ُِ فيــه الـ ير َ‬ ‫الملـ ُ‬
‫ـل َ‬ ‫ـك‪ ،‬ثُـ َّـم يُـ ْر َسـ ُ‬ ‫َذلـ َ‬
‫َجلـ ِـه‪َ ،‬و َع َملـ ِـه‪َ ،‬و َشـ ِـقي أَ ْو َسـ ِـعيد؛‬ ‫َكلمــات‪ :‬بِ َك ْتـ ِ ِ ِ‬
‫ـب ِر ْزقــه‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َ‬
‫الجنَّ ِـة‬
‫َ‬ ‫ـل‬ ‫َه‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ـل‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ِ‬‫ب‬ ‫ـل‬
‫َ ْ َ َُ َ‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ـ‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫َح‬ ‫أ‬ ‫َّ‬
‫إن‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬‫ي‬
‫ْ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫إله‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫فَـو الّ ِ‬
‫ذ‬ ‫َ‬
‫ـاب‬ ‫ت‬ ‫حتَّى ما ي ُكو ُن بـيـنَـهُ وبـيـنَـهـا إه ِذرا فَـيسـبِ ُع َعلي ِـه ِ‬
‫الك‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ َ َْ َ َْ َ‬
‫َحـ ـ َد ُك ْم ليَـ ْع َم ــل‬ ‫ـل بِ َع َم ـ ِـل أَ ْه ـ ِـل النَّــا ِر فَـيَـ ـ ْد ُخلُ َها‪َ ،‬وإِ َّن أ َ‬‫فَـيَـ ْع َمـ ُ‬
‫بِ َع َم ــل أَ ْه ــل النَّ ــا ِر َحتَّ ــى َم ــا يَ ُك ــو ُن بَـ ْيـنَ ــهُ َوبَـ ْيـنَـ َه ــا إه ِذ َرا‬
‫‪11‬‬
‫الجنَّـ ـ ـ ِـة‬
‫َ‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ِ‬‫ب‬ ‫ـل‬‫ـ‬
‫ُ َ َ ُ ََ‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫ـ‬‫ي‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫ـاب‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬
‫َ‬
‫فَـيس ـ ـ ـبِ ُع َعليـ ـ ـ ِـه ِ‬
‫الك‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫فَـيَ ْد ُخلُ َها »‪َ .‬رَواهُ البُ َخا ِري َوُم ْسلم‪.‬‬

‫الحديث الخاما‬
‫ني أ ُِّم َعْب ـ ـ ِـد اهللِ َعائِ َشـ ـ ـةَ َر ِض ـ ـ َـي اهللُ َعْنـ َه ـ ــا‬ ‫َ‬
‫عـ ــن أ ُِّم ادل ـ ـ ْؤِمنِ‬
‫َ ْ‬
‫ث‬‫َحـ َد َ‬ ‫ِ‬
‫ـت‪ :‬قَــال َر ُســول اهلل صـلّى اهلل عليــو وسـلّم‪َ « :‬مـ ْـن أ ْ‬ ‫قَالـ ْ‬
‫ا ِم ْنـ ــهُ فَـ ُهـ ـ َـو َرد »‪َ .‬رَواهُ البُ َخـ ــا ِري‬ ‫َ‬ ‫ـي‬
‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ل‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ـ‬‫م‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ن‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫َم‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫فِ‬
‫ا َع ْلي ِه أ َْم ُرنَا‬ ‫َ‬ ‫لي‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ومسلم‪ .‬وِيف ِرواية دلسلم‪ « :‬من َع ِ‬
‫َْ‬ ‫َُ ْ َ َ َ ْ‬
‫فَـ ُه َو َرد »‪.‬‬

‫الحديث السادس‬
‫ع ــن أَِيب عب ـ ِـد اهللِ النـعم ـ ِ‬
‫ـان بْـ ـ ِن بَ ِشـ ـري َر ِض ـ َـي اهللُ َعْنـ ُه َم ــا‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫قَــال‪َِ :‬مس ْع ــت َر ُس ــول اهللِ ص ـلّى اهلل علي ــو وس ـلّم يـَ ُق ــول‪َّ « :‬‬
‫إن‬
‫لم ُه َّن‬ ‫ِ‬
‫الح َر َام بَـيِّن‪َ ،‬وبَـ ْيـنَـ ُه َما ُم ْشتَب َهات ه يَـ ْع ُ‬
‫الحُل بَـيِّن‪َ ،‬و َ‬ ‫َ‬
‫ٕٔ‬
‫لدينِـ ـ ِـه‬
‫ات اســـتبـرأَ ِ‬
‫ش ـ ـبُـ َه ِ ْ َ َْ‬ ‫ـاس‪ ،‬فَ َمـ ــن اتَّـ َق ــى ال ي‬ ‫َكثِيـــر ِمـ ـ ْـن النَّــ ِ‬
‫اعي‬ ‫الر ِ‬
‫الح َر ِام‪َ ،‬ك َّ‬ ‫ي‬ ‫ات وقَع فِ‬ ‫شبـ َه ِ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ض ِه‪ ،‬ومن وقَع فِ‬ ‫و ِعر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ـك أَ ْن يَـ ْرتَـ َـع فِي ـ ِـه‪ ،‬أَه َوإِ َّن ل ُك ـ ِّ‬
‫ـل‬ ‫وش ـ ُ‬ ‫الحمــى ي ِ‬ ‫ِ‬
‫يَـ ْر َعــى َح ـ ْـول َ ُ‬
‫اهلل تعــالى َم َحا ِرُمــهُ‪ ،‬أَه إِ َّن فِــي‬ ‫ملِـك ِحمـى‪ ،‬أَه وإِ َّن ِحمــى ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ـ ـ ُد ُكلي ـ ـهُ‪َ ،‬وإذَا‬ ‫الج‬ ‫ـلل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ـلح‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ض‬
‫ْ‬ ‫م‬ ‫الجسـ ـ ِ‬
‫ـد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ـب »‪َ .‬رَو ُاه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫ق‬ ‫ال‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ت فَسـ ـ ـ َد الجسـ ـ ـ ُد ُكليـ ـ ـه‪ ،‬أَه و ِ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫سـ ـ ـ َد ْ َ‬ ‫فَ َ‬
‫البُ َخا ِري َوُم ْسلم‪.‬‬

‫الحديث السابع‬
‫َع ـ ْـن أَِيب ُرقَـيـ ـةَ َدتِــي ِم بْـ ـ ِن أ َْوس ال ــدا ِري رض ــي اهلل عن ــو أَن‬
‫ِ‬
‫ـيحةُ »‪ .‬قُلنَـا‪:‬‬
‫ِّين النَّص َ‬‫النِ صلّى اهلل عليو وسلّم قَـال‪ « :‬الـد ُ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫الم ْس ــلم َ‬
‫دلـ ـ ْن؟ قَــال‪ « :‬هلل‪َ ،‬ولكتَاب ــه‪َ ،‬و َلر ُس ــوله‪َ ،‬وألَئ َّمـ ـة ُ‬
‫َول َع َّامتِ ِه ْم »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الحديث الثامن‬
‫َعـن ابْـ ِن ُع َمـ َـر َر ِض َـي اهللُ َعْنـ ُه َمــا أَن َر ُســول اهللِ صـلّى اهلل‬
‫ـاس َحتَّــى يَ ْش ـ َه ُدوا‬ ‫ـ‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫ـ‬ ‫عليـو وسـلّم قَــال‪ « :‬أ ُِمـ ـرت أَ ْن أُقَـاتِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫اهلل‪ ،‬وي ِ‬
‫َن مح َّمدا رسول ِ‬
‫لصـُ َة‪،‬‬‫يمـوا ا َّ‬ ‫ق‬
‫َُ ُ‬ ‫أَ ْن ه إلهَ إه اهللُ َوأ َّ ُ َ َ ُ‬
‫ـاء ُه ْم‬ ‫ِ ِ‬ ‫الََك ــا َة‪ ،‬فَـ ـِإ َذا فَـ َعل ــوا َذل ـ َ‬
‫َويُـ ِْتُــوا َّ‬
‫ص ـ ُـموا منِّ ــي د َم ـ َ‬
‫ـك َع َ‬
‫ُم‪ ،‬و ِحسـابـ ُهم َعلـى ِ‬
‫اهلل تَـ َعـالى »‪.‬‬ ‫اله ْم إه بِ َح ِّع ا ِإل ْس ِ َ َ ُ ْ‬ ‫َوأ َْم َو ُ‬
‫َرَواهُ البُ َخا ِري َوُم ْسلم‪.‬‬

‫الحديث التاسع‬
‫ِ‬
‫ـخر رض ــي اهلل عن ــو‬ ‫صـ ْ‬ ‫َع ـ ْـن أَِيب ُىَريْـ ـ َـرَة َعْب ــد ال ــر ْزت ِن بْـ ـ ِن َ‬
‫قَــال‪َِ :‬مس ْعــت َر ُس ــول اهللِ ص ـلّى اهلل عليــو وس ـلّم يـَ ُقــول‪َ « :‬م ــا‬
‫ـاجتَنِبُو ُ‪َ ،‬وَم ــا أ ََمـ ْـرتُ ُك ْم بِـ ِـه فَــافْـ َعلُ ْوا ِم ْنـ ـهُ َم ــا‬
‫نَـ َه ْيــتُ ُك ْم َع ْن ــهُ فَـ ْ‬
‫ســائِل ِه ْم‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ث‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫ـب‬‫ـ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ين‬ ‫ـك الـ ِ‬
‫ـذ‬ ‫اســتَطَ ْعتُ ْم‪ ،‬فَِإنَّ َم ـا أَ ْهلـ َ‬
‫ْ َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫َوا ْختُِفُـ ُه ْم َعلى أَنْبِيَائِ ِه ْم »‪َ .‬رَواهُ البُ َخا ِري َوُم ْسلم‪.‬‬
‫ٗٔ‬
‫الحديث العاشر‬
‫َع ْن أَِيب ُىَريْـَرَة رضي اهلل عنو قَال‪ :‬قَال َر ُسول اهللِ صلّى‬
‫إن اهللَ تعالى طَيِّب ه يَـ ْقبَ ُل إه طَيِّبا‪،‬‬ ‫اهلل عليو وسلّم‪َّ « :‬‬
‫لين فَـ َقال‬ ‫س‬‫ر‬ ‫الم‬ ‫وإِ َّن اهلل عَ وجل أَمر الم ِِْمنِين بِما أَمر بِ ِ‬
‫ه‬
‫ُْ َ َ‬ ‫َ ّ ّ ََ ُ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫تَـ َعالى‪          :‬‬

‫‪      ‬‬ ‫‪َ ،ٔ‬وقَال تَـ َعالى‪:‬‬
‫ث‬ ‫الر ُجل يُ ِطيل َّ‬
‫الس َف َر أَ ْش َع َ‬ ‫‪ ،ٕ    ‬ثُ َّم ذَ َك َر َّ‬
‫ب‪َ ،‬وَمط َْع ُمهُ َح َرام‬ ‫لس َم ِاء‪ :‬يَا َر ِّ‬
‫ب يَا َر ِّ‬ ‫أَغْبَـ َر يَ ُم يد يَ َديْ ِه إلى ا َّ‬
‫ي بِ َ‬
‫الح َر ِام‪ ،‬فَأَنَّى‬ ‫سهُ َح َرام َوغُذ َ‬ ‫َوَم ْش َربُهُ َح َرام َوَملبَ ُ‬
‫اب لذلك »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‬
‫يُ ْستَ َج ُ‬

‫‪ 1‬سورة ادلؤمنون‪51 :‬‬


‫‪ 2‬سورة البقرة‪172 :‬‬

‫‪15‬‬
‫الحديث الحادي عشر‬
‫َع ـ ْـن أَِيب ُزلَم ــد احلَ َسـ ـ ِن بْـ ـ ِن َعل ـ ِّـي بْـ ـ ِن أَِيب طَال ــب ِس ـ ْـب ِط‬
‫َر ُس ــول اهللِ صـ ـلّى اهلل علي ــو وسـ ـلّم َوَرْحيَانَتِ ـ ِـو َر ِض ـ َـي اهللُ َعْنـ ُه َم ــا‬
‫قَــال‪َ :‬ح ِفظْــت ِمـ ْـن َر ُســول اهللِ صـلّى اهلل عليــو وسـلّم « َد ْ َمــا‬
‫ي ِريبُــك إلــى َمــا ه ي ِريبُــك »‪َ .‬رَواهُ التِّـ ْرِمـ ِـاي َوالن َســائِ ّي‪َ ،‬وقَــال‬
‫ص ِحيح‪.‬‬ ‫ن‬‫س‬ ‫ح‬ ‫يث‬ ‫التِّـرِم ِاي ح ِ‬
‫د‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫الحديث الثاني عشر‬


‫َع ْن أَِيب ُىَريْـَرَة رضي اهلل عنـو قَـال‪ :‬قَـال َر ُسـول اهللِ صـلّى‬
‫الم ـ ْـرِء تَـ ْرُك ــهُ َم ــا ه‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ـُم‬‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ن‬
‫ْ ُْ ْ‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫اهلل علي ــو وسـ ـلّم‪ِ « :‬‬
‫م‬
‫يَـ ْعنِ ِيه »‪َ .‬ح ِديث َح َسن‪َ ،‬رَواهُ التِّـ ْرِم ِاي وغريه‪.‬‬

‫‪ٔٙ‬‬
‫الحديث الثالث عشر‬
‫ـادِم َر ُسـول اهللِ صـلّى اهلل‬ ‫س ب ِن مالـك خ ِ‬
‫َ‬ ‫َع ْن أَِيب َزتَْزَة أَنَ ِ ْ َ‬
‫عليو وسلّم‪َ ،‬عن النِ ِّ صلّى اهلل عليـو وسـلّم قَـال‪ « :‬ه يُـ ْـِِم ُن‬
‫ـب أل َِخيـ ـ ِـه َمـ ــا يُ ِحـ ـ ي‬
‫ـب لنَـ ْف ِسـ ـ ِـه »‪َ .‬رَو ُاه‬ ‫َح ـ ـ ُد ُك ْم َحتَّـ ــى يُ ِحـ ـ َّ‬
‫أَ‬
‫البُ َخا ِري َوُم ْسلم‪.‬‬

‫الحديث الرابع عشر‬


‫ع ــن ابـ ـ ِن مس ــعود رض ــي اهلل عن ــو قَــال‪ :‬قَــال رس ــول اهللِ‬
‫َُ‬ ‫َْ ْ َُْ‬
‫ص ـ ـلّى اهلل علي ـ ــو وس ـ ـلّم‪ « :‬ه يَ ِحـ ـ ـ يل َد ُم ْامـ ـ ـ ِرٍ ُم ْس ـ ــلم إهّ‬
‫ا‪َ ،‬والتَّــا ِر ُك‬ ‫الَانِــي‪َ ،‬والـنَّـ ْفا بِــالنَّـ ْف ِ‬
‫بِِإ ْحـ َدف ثَــُث‪ :‬الثَّـيِّـب َّ‬
‫اع ِة »‪َ .‬رَواهُ البُ َخا ِري َوُم ْسلم‪.‬‬ ‫الم َفا ِر ُق َ‬
‫للج َم َ‬ ‫ِ ِِ‬
‫لدينه ُ‬

‫‪17‬‬
‫الحديث الخاما عشر‬
‫ـول اهللِ ص ـلّى اهلل‬ ‫َعــن أَِيب ىري ــرَة رضــي اهلل عنــو عــن رسـ ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ ُ َْ َ‬
‫هلل واليـوِم ِ‬
‫اِخ ِر فَليَـ ُقـل‬ ‫عليو وسلّم قَال‪ « :‬من َكا َن يـ ِِْمن بِا ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َْ‬
‫هلل واليـ ــوِم ِ‬
‫اِخـ ـ ِر‬ ‫ت‪ ،‬وم ــن َك ــا َن يـ ـ ْـِِمن بِــا ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫صـ ـ ُم ْ َ َ ْ‬ ‫َخ ْيـ ــرا أ َْو ليَ ْ‬
‫هلل والي ــوِم ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اِخـ ِر فَليُ ْكـ ِرْم‬ ‫فَليُ ْكـ ِرْم َجــا َرُ‪َ ،‬وَمـ ْـن َكــا َن يُـ ْـِم ُن بِــا َ َ ْ‬
‫ض ْيـ َفهُ »‪َ .‬رَواهُ البُ َخا ِري َوُم ْسلم‬ ‫َ‬

‫الحديث السادس عشر‬


‫َعـ ْـن أَِيب ُىَريْـ َـرَة رضــي اهلل عنــو أَن َر ُجــال قَــال للنـِ ِّ صـلّى‬
‫ـب » فَـ َـرد َد ِمـ َـرارا‪،‬‬ ‫اهلل عليــو وس ـلّم‪ :‬أ َْو ِصـ ِـين‪ ،‬قَــال‪ « :‬ه تَـغْ َ‬
‫ضـ ْ‬
‫ب»‪َ .‬رَواهُ البُ َخا ِري‪.‬‬‫ض ْ‬‫قَال‪ « :‬ه تَـغْ َ‬

‫‪ٔ8‬‬
‫الحديث السابع عشر‬
‫َع ْن أَِيب يـَ ْعلـى َشـد ِاد بْـ ِن أ َْوس رضـي اهلل عنـو َع ْـن َر ُسـول‬
‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ـل‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ـَ‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫اهلل‬ ‫َّ‬
‫إن‬ ‫«‬ ‫ـال‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫م‬‫ّ‬‫ل‬‫ـ‬ ‫ـ‬‫س‬‫و‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ي‬ ‫عل‬ ‫اهلل‬ ‫ى‬ ‫ّ‬‫ل‬‫ـ‬ ‫ص‬ ‫اهللِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ا ِإلحســا َن َعلــى ُكــل َش ـىء‪ ،‬فَ ـِإ َذا قَـتلــتم فَأَح ِســنُوا ِ‬
‫الق ْتل ـةَ‪،‬‬ ‫َ ُْ ْ‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫َح ِس ــنُوا ِّ‬
‫الذبْ َحـ ـةَ‪َ ،‬وليُح ـ َّـد أ َ‬
‫َحـ ـ ُد ُك ْم َشـ ـ ْف َرتَهُ‪،‬‬ ‫َوإِ َذا َذبَ ْح ــتُ ْم فَأ ْ‬
‫يحتَهُ »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬ ‫ِح َذبِ َ‬ ‫َوليُر ْ‬

‫الحديث الثامن عشر‬


‫ب بْ ِن ُجنَ َاد َة َوأَِيب َعْب ِد الر ْزت ِن ُم َع ِاذ بْ ِن‬ ‫َعن أَِيب َذ ٍّر جْن ُد ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َجبَــل َر ِضـ َـي اهللُ َعْنـ ُه َمــا َعـ ْـن َر ُســول اهللِ ص ـلّى اهلل عليــو وس ـلّم‬
‫سـ ــنَةَ‬ ‫الح‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ئ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬
‫َّ‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫ـ‬‫قَ ــال‪ « :‬اتَّـ ـ ِـع اهللَ َح ْيثُمـ ــا ُك ْنـ ــت‪ ،‬وأَتْبِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سن »‪َ .‬رَواهُ التِّـ ْرِم ِـاي َوقَـال‪:‬‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫تَ ْم ُح َها‪ ،‬و َخالِع النَّاس بِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ِحيح‪.‬‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫‪:‬‬ ‫خ‬‫ِ‬ ‫س‬ ‫الن‬ ‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫يف‬‫ِ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫يث‬ ‫حِ‬
‫د‬
‫َ ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ‬

‫‪19‬‬
‫الحديث التاسع عشر‬
‫ـاس َعْب ـ ِـد اهللِ بْ ـ ِن َعب ــاس َر ِض ـ َـي اهللُ َعْنـ ُه َم ــا‬ ‫العب ـ ِ‬‫َع ـ ْـن أيب َ‬
‫ـف الن ـِ ِّ ص ـلّى اهلل علي ــو وس ـلّم يـَ ْوم ــا فَـ َق ــال‪:‬‬ ‫قَــال‪ُ :‬كْن ــت َخل ـ َ‬
‫لمـات‪____________ ٔ:‬‬ ‫ُعلِّ ُمك َك َ‬ ‫« يَا غُُم‪ ،‬إنِّي أ َ‬
‫اس ـأَل اهللَ‪َ ،‬وإِ َذا‬ ‫اهــك‪ ،‬إ َذا َس ـأَلت فَ ْ‬ ‫اح َفــظ اهللَ تَ ِج ـ ْد ُ تُ َج َ‬ ‫‪ْ ،‬‬
‫ـت َعلـى‬ ‫اجتَ َم َع ْ‬
‫َن األ َُّمـةَ ل ْـو ْ‬ ‫هلل‪َ ،‬وا ْعل ْـم أ َّ‬ ‫استَ ِعن بِـا ِ‬
‫استَـ َع ْنت فَ ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫ش ْيء قَ ْد َكتَبَـهُ اهللُ لـك‪،‬‬ ‫لم يَـ ْنـ َف ُعوك إه بِ َ‬ ‫ش ْيء ْ‬ ‫أَ ْن يَـ ْنـ َف ُعوك بِ َ‬
‫ش ْيء‬ ‫ض يروك إه بِ َ‬ ‫لم يَ ُ‬ ‫ش ْيء ْ‬ ‫ض يروك بِ َ‬ ‫اجتَ َم ُعوا َعلى أَ ْن يَ ُ‬ ‫َوإِ ْن ْ‬
‫ـح ُ »‪.‬‬ ‫ـ‬‫ص‬‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬‫ف‬‫َّ‬ ‫ج‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ـُم‬ ‫ـ‬‫ق‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أل‬ ‫ا‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬‫ع‬ ‫قَـ ْد َكتبــهُ اهلل َعليــك‪ .‬رفِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ََ ُ ْ ُ َ‬
‫ص ِحيح‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫يث‬ ‫رواه التِّـرِم ِاي وقَال‪ :‬ح ِ‬
‫د‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ ْ‬
‫اح َفــظ اهللَ تَ ِجـ ْد ُ أمامــك‪،‬‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫وِيف ِروايـ ِـة َغـ ِـري التِّـرِمـ ِ‬
‫ـا‬
‫ْ‬ ‫َ ََ ْ ْ‬
‫َن َما‬ ‫لم أ َّ‬ ‫ع‬ ‫ا‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫الش َّدةِ‬
‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫الر َخ ِاء يـع ِرفك فِ‬ ‫ف إلى ِ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اهلل في َّ َ ْ‬ ‫تَـ َع َّر ْ‬

‫‪1‬‬
‫اح َفظ اهللَ يَ ْح َفظْك‬
‫ْ‬
‫ٕٓ‬
‫لم يَ ُك ْـن ليُ ْخ ِطئَـك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫لم يَ ُك ْن ليُصيبَك‪َ ،‬وَما أَ َ ابَك ْ‬ ‫أَ ْخطَأَك ْ‬
‫الص ـ ْـب ِر‪َ ،__________ ٔ،‬وأ َّ‬
‫َن‬ ‫َّص ـ َـر َم ـ َـع َّ‬ ‫َوا ْعل ـ ْـم أ َّ‬
‫َن الن ْ‬
‫الع ْس ِر يُ ْسرا »‪.‬‬
‫َم َع ُ‬

‫العشرون‬
‫ي البَـ ـ ْد ِر ِّ‬
‫ي‬ ‫َع ـ ْـن أَبِـ ـ ْـي َم ْس ـ ُـعود ُع ْقبَـ ـةَ بْـ ـ ِن َع ْم ــرو األَنْ َ‬
‫ص ــا ِر ِّ‬
‫رض ــي اهلل عن ــو قَــال‪ :‬قَــال َر ُس ــول اهللِ ص ـلّى اهلل علي ــو وسـ ـلّم‪:‬‬
‫ـُم النيبُ ـ ـ َّوةِ األُول ــى‪ :‬إ َذا ل ـ ْـم‬‫إن ِم ـ ـ َّما أَ ْد َر َك النَّــاس ِم ـ ْـن َك ـ ِ‬ ‫« َّ‬
‫ُ‬
‫تَ ْستَحي فَا ْ نَ ْع َما ِش ْئت»‪َ .‬رَواهُ البُ َخا ِري‬

‫ج َم َع ال َك ْر ِ‬
‫ب‬ ‫ر‬
‫ََ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫َّ‬
‫َن‬ ‫أ‬‫و‬‫َ‬
‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫الحادي والعشرون‬
‫عن أَِيب عمرو ‪ -‬وقِيل‪ :‬أَِيب عمرة ‪ -‬س ْفيا َن ب ِن عب ِد اهللِ‬
‫ُ َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫رضــي اهلل عنــو قَــال‪ :‬قُلــت يــا رســول اهللِ‪ ،‬قُــل ي ِيف ا ِإل ْسـ ِ‬
‫ـالم‬ ‫َ َُ‬
‫ـت بِـا ِ‬
‫هلل‪ ،‬ثُ َّـم‬ ‫َحـدا َغْيـ َـرك قَـال‪ « :‬قُـل‪َ :‬م ْن ُ‬
‫َسأَل َعْنوُ أ َ‬
‫قَـ ْوال ال أ ْ‬
‫استَ ِق ْم »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬
‫ْ‬

‫الثاني والعشرون‬
‫اهلل‬ ‫ـي‬ ‫ي رِ‬
‫ض‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ـا‬‫ص‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫عن أَِيب عب ِد اهللِ جابِ ِر بـ ِن عب ِـد اهللِ‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫َ ْ َْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫َعْنـ ُه َما أَن َر ُجال َسأَل َر ُسـول اهللِ صـلّى اهلل عليـو وسـلّم فَـ َقـال‪:‬‬
‫ـت‬ ‫ِ‬
‫َحللـ ـ ُ‬ ‫ض ــا َن‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ت َرَم َ‬ ‫صـ ـ ْـم ُ‬
‫ت ادل ْكتُوبَـ ـات‪َ ،‬و ُ‬ ‫صـ ـلّْي ُ‬
‫ـت إ َذا َ‬
‫أ ََرأَيْ ـ َ‬
‫ـك َشـ ـ ْـي ا‪ ،‬أ َْد ُخـ ــل‬ ‫احلَـ ــالل‪َ ،‬و َحرْمـ ــت احلَـ ـ َـر َام‪َ ،‬وملْ أَ ِزْد َعلـ ــى َذلـ ـ َ‬
‫اجلَنـ ـ ـةَ؟ قَـ ـ ــال‪ « :‬نَـ َع ـ ـ ـ ْـم »‪َ .‬رَواهُ ُم ْس ـ ـ ــلم‪ .‬ومع ـ ــى « حرم ـ ـ ــت‬
‫ـت احلَـ ــالل »‪ :‬فعلت ــو‬
‫َحللـ ـ ُ‬
‫احلـ ـرام »‪ :‬أي اجتنبت ــو‪ ،‬ومع ــى « أ ْ‬
‫ِ‬
‫معتقدا حلو؛ واهلل أعلم‪.‬‬
‫ٕٕ‬
‫الثالث والعشرون‬
‫ث ب ـ ِن ع ِ‬ ‫ِ‬
‫ي رضــي اهلل‬ ‫اصــم األَ ْشـ َـع ِر ِّ‬ ‫َعـ ْـن أَِيب َمالــك احلَــا ِر ْ َ‬
‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ط‬ ‫ال‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ي‬ ‫عل‬ ‫اهلل‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫عنــو قَــال‪ :‬قَــال رســول اهللِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫المي ــَا َن‪ ،‬وس ـ ْـبحا َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َشـ ـطْر ا ِإل ِ‬
‫اهلل‬ ‫الح ْمـ ـ ُد هلل تَ ْمـ ـَُ َ َ ُ َ‬ ‫يم ــان‪َ ،‬و َ‬
‫ُ َ‬
‫ض‪،‬‬ ‫وات َواأل َْر ِ‬ ‫الســم ِ‬ ‫هلل تَمـ ِ‬
‫ـون أ َْو تَ ْم ـَُ َمــا بَـ ْـي َن َّ‬ ‫ِ‬
‫الح ْم ـ ُد ْ‬ ‫َو َ‬
‫ضــيَاء‪َ ،‬وال ُقـ ْـر ُن‬ ‫الص ـ ْبـر ِ‬
‫الص ـ َدقَةُ بُـ ْرَهــان‪َ ،‬و َّ ُ‬ ‫الصــُةُ نُــور‪َ ،‬و َّ‬‫َو َّ‬
‫ـاس يـغْـ ـ ُدو‪ ،‬فَـبـــائِ‬
‫س ــهُ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ُح َّج ــة ل ــك أ َْو َع ْليـــك‪ُ ،‬كـ ـ يل النَّــ ِ َ‬
‫فَ ُم ْعتِ ُق َها أ َْو ُموبِ ُق َها »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬

‫الحديث الرابع والعشرون‬


‫َعـ ـ ْـن أَِيب َذ ٍّر رض ــي اهلل عن ــو َعـ ــن النـ ـِ ِّ صـ ـلّى اهلل عليـ ــو‬
‫ـادي‪،‬‬ ‫وسـلّم فِيمـا ي ــرِوي عـن اهلل عــز وجـل‪ ،‬أَنــو قَـال‪ « :‬يــا ِعبـ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َّ ّ ُ‬ ‫َ َْ َ ْ‬
‫لم َعلى نَـ ْف ِسي‪َ ،‬و َج َعلتُه بَـ ْيــنَ ُك ْم ُم َح َّرمـا فَـُ‬‫ي‬
‫إنِّي َح َّرْمت الظ َ‬
‫استَـ ْه ُدونِي‬ ‫تَظَالموا‪ .‬يا ِعب ِ‬
‫ادي‪ُ ،‬كلي ُك ْم َ‬
‫ال إه َم ْن َه َديْته فَ ْ‬ ‫ضّ‬ ‫ُ َ َ‬
‫‪13‬‬
‫ـادي‪ُ ،‬كلي ُكـ ـ ـ ْـم َجـ ـ ــائِع إه َمـ ـ ـ ْـن أَط َْع ْمتُـ ـ ـه‪،‬‬ ‫أَ ْهـ ـ ـ ِـد ُكم‪ .‬يـ ـ ــا ِعبـ ـ ـ ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫ـادي‪ُ ،‬كلي ُك ـ ْـم َع ــار إه َم ـ ْـن‬ ‫فَاس ــتَط ِْعمونِي أُط ِْعم ُك ــم‪ .‬ي ــا ِعب ـ ِ‬
‫ْ ْ َ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ـادي‪ ،‬إنَّ ُك ْـم تُ ْخ ِطئُ ـو َن‬ ‫َكسوته فَاستَ ْكسـونِي أَ ْكسـ ُكم‪ .‬يـا ِعب ِ‬
‫ُ ْ َ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ‬
‫اس ـتَـغْ ِف ُرونِي‬‫وب َج ِميعــا‪ ،‬فَ ْ‬
‫ِ‬
‫َّهــا ِر‪َ ،‬وأَنَـا أَ ْغفـ ُـر ال ـ يذنُ َ‬ ‫بِ ْ‬
‫الليــل َوالنـ َ‬
‫ضـ يرونِي‪،‬‬ ‫ـادي‪ ،‬إنَّ ُك ْـم ل ْـن تَـ ْبلغُـوا ضـ ِّري فَـتَ ُ‬ ‫أَغْ ِفـر ل ُكـم‪ .‬يـا ِعب ِ‬
‫ْ ْ َ َ‬
‫ـادي‪ ،‬ل ـ ْـو أ َّ‬
‫َن أ ََّول ُك ـ ْـم‬ ‫ول ــن تَـبلغُــوا نَـ ْف ِعـ ـي فَـتَـ ْنـ َفع ــونِي‪ .‬ي ــا ِعب ـ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫ـب َر ُج ــل‬ ‫سـ ـ ُك ْم َو ِجـ ـنَّ ُك ْم َك ــانُوا َعل ــى أَتْـ َقـ ـى قَل ـ ِ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َو ِخ ــرُك ْم َوإِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ـادي‪ ،‬لـ ْـو‬ ‫لكـي َشــيئا‪ .‬يــا ِعبـ ِ‬ ‫ـك فِــي م ِ‬ ‫اد َذلـ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َواحـد مـ ْن ُك ْم َمــا َز َ‬
‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫لب‬‫س ُك ْم َو ِجنَّ ُك ْم َكانُوا َعلى أَفْ َج ِر قَ ِ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َن أ ََّول ُك ْم َو ِخرُك ْم َوإِ‬ ‫أ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لك ــي َش ـ ْـيئا‪ .‬يَــا‬ ‫ـك ِمـ ـن م ِ‬ ‫اح ــد ِ‬ ‫رج ــل و ِ‬
‫ـك ذَل ـ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫م‬ ‫َُ َ‬
‫ـاموا فِـي‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ـ‬‫ج‬‫ادي‪ ،‬لو أَ َّن أ ََّول ُكم و ِخرُكم وإِنْسـ ُكم و ِ‬ ‫ِعب ِ‬
‫َْ َ َْ َ َْ ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـ ِـعيد و ِ‬
‫ـت ُك ــل إنس ــان َم ْسـ ـأَلته َم ــا‬ ‫سـ ـأَلونِي فَأَ ْعطَْي ـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫اح‬ ‫َ َ‬
‫الم ْخـيَ ُ إ َذا أُ ْد ِخـل‬ ‫لك ِم َّما ِع ْن ِدي إه َكما ي ـ ْنـ ُقك ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ك َذ َ‬ ‫نَـ َق َ‬
‫ُح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـيها ل ُكـ ْـم‪ ،‬ثُـ َّـم‬
‫صـ َ‬ ‫البَ ْحـ َـر‪ .‬يَــا عبَــادي‪ ،‬إنَّ َمــا هـ َـي أَ ْع َمــال ُك ْم أ ْ‬
‫ٕٗ‬
‫ـل َخ ْي ــرا فَليَ ْح َمــد اهللَ‪َ ،‬وَمـ ْـن َو َج ـ َد‬ ‫ِ‬
‫اهــا؛ فَ َمـ ْـن َعمـ َ‬
‫أ َُوفّـي ُك ْم إيَّ َ‬
‫سهُ »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬ ‫لوم َّن إه نَـ ْف َ‬
‫لك فَُ يَ َ‬ ‫غَ ْيـ َر َذ َ‬

‫الحديث الخاما والعشرون‬


‫اب‬‫َصــح ِ‬ ‫أ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬‫م‬‫عــن أَِيب َذ ٍّر أيضــا رضــي اهلل عنــو أَن نَاســا ِ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫َر ُس ــول اهللِ ص ـلّى اهلل علي ــو وس ـلّم قَــالوا للن ـِ ِّ ص ـلّى اهلل علي ــو‬
‫ص ـلّو َن‬ ‫ي‬ ‫؛‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ُج‬ ‫أل‬‫ـا‬ ‫ـ‬‫ِ‬‫ب‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫و‬‫ث‬
‫ُ‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫َى‬
‫أ‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ى‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫وس ـلّم‪ :‬يــا رســول اهللِ‬
‫ُ َُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َُ‬
‫ضـ ــول‬ ‫ص ـ ــدقُو َن بُِف ُ‬ ‫ـوم‪َ ،‬ويـَتَ َ‬
‫صـ ـ ُ‬ ‫ـومو َن َك َمـ ــا نَ ُ‬
‫صـ ـ ُ‬ ‫ص ـ ـلّي َويَ ُ‬
‫َك َمـ ــا نُ َ‬
‫ص َّـدقُو َن‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫ا قَ ْد َج َعل اهللُ ل ُك ْم َمـا تَ َّ‬ ‫لي‬‫َو‬‫أ‬ ‫«‬ ‫ال‪:‬‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬‫أَمواذلِ‬
‫َْ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫يحة َ ـ َدقَة‪َ ،‬وُكــل تَ ْكبِيـ َـرة َ ـ َدقَة‪َ ،‬وُكــل تَ ْح ِمي ـ َدة‬ ‫ـل تَ ْس ـبِ َ‬‫ُكـ َّ‬
‫وف َ َدقَة‪َ ،‬ونَـ ْهي‬ ‫َدقَة‪ ،‬وُكل تَـ ْهليلة َدقَة‪ ،‬وأَمر بِالمعر ِ‬
‫َ ْ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َحـ ِـد ُك ْم َ ـ َدقَة »‪ ،‬قَــالوا‪ :‬يـَـا‬ ‫ضـ ِع أ َ‬‫َعـ ْـن ُم ْن َكــر َ ـ َدقَة‪َ ،‬وفِــي بُ ْ‬
‫َجــر؟ قَــال‪:‬‬ ‫أ‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫يه‬ ‫رســول اهللِ‪ ،‬أَي ـأِْ أَحـ ُـدنَا شــهوتَو وي ُكــو ُن لــو فِ‬
‫ُ َ ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ ََ‬ ‫َُ‬

‫‪15‬‬
‫ض َع َها فِي َح َرام أَ َكا َن َع ْلي ِه ِوْزر فَ َكذ َ‬
‫لك إذَا‬ ‫« أ ََرأَيْـتُ ْم ْلو َو َ‬
‫َجر »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬ ‫وَ ِ‬
‫الحُل َكا َن لهُ أ ْ‬ ‫ض َع َها في َ‬ ‫َ‬

‫الحديث السادس والعشرون‬


‫َع ْن أَِيب ُىَريْـَرَة رضي اهلل عنـو قَـال‪ :‬قَـال َر ُسـول اهللِ صـلّى‬
‫َّاس َع ْلي ِـه َـ َدقَة‪ُ ،‬كـل‬ ‫ُمى من الن ِ‬ ‫اهلل عليو وسلّم‪ُ « :‬كل ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يـوم تَطْلع فِي ِ‬
‫ا يَـ ْعـدل بَـ ْـي َن اهثْـنَـ ْـي ِن َـ َدقَة‪َ ،‬ويُع ُ‬
‫ـين‬ ‫ُ‬ ‫ـم‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫ـه‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫اعــهُ‬‫ـل فِــي َدابَّتِـ ِـه فَـيَ ْح ِملُـهُ َعل ْيـ َهــا أ َْو يَـ ْرفَـ ُـع لــهُ َعل ْيـ َهــا َمتَ َ‬
‫الر ُجـ َ‬
‫َّ‬
‫لمةُ الطَّيِّبَةُ َ َدقَة‪َ ،‬وبِ ُكل َخطْ َـوة يَـ ْم ِش َيها إلـى‬ ‫َ َدقَة‪َ ،‬وال َك َ‬
‫الصُةِ َـ َدقَة‪َ ،‬ويُـ ِمي ُ األَ َذف َعـن الطَّ ِري ِـع َـ َدقَة »‪َ .‬رَو ُاه‬ ‫َّ‬
‫البُ َخا ِري َوُم ْسلم‪.‬‬

‫‪ٕٙ‬‬
‫السابع والعشرون‬
‫اس بْ ِن َمسْ َعا َن رضي اهلل عنو َعن النـِ ِّ صـلّى اهلل‬ ‫النو ِ‬
‫َعن ّ‬
‫ـاك فِـي‬ ‫الخل ِـع‪َ ،‬وا ِإلثْ ُـم َمـا َح َ‬ ‫عليو وسلّم قَال‪ « :‬البِ ير ُح ْس ُن ُ‬
‫ت أَ ْن يطَّلع َعلي ِ‬
‫َّاس »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ه‬ ‫نفسك‪َ ،‬وَك ِر ْه َ َ َ ْ‬
‫صـة بْـ ِن َم ْعبَـد رضـي اهلل عنـو قَـال‪ :‬أَتَـْيـت َر ُسـول‬ ‫َو َع ْن َوابِ َ‬
‫َل َعـ ْن البِ ِّـر »‬ ‫ت تَ ْسأ ُ‬ ‫اهللِ صلّى اهلل عليو وسلّم فَـ َقال‪ِ « :‬ج ْئ َ‬
‫إلي ِـه‬
‫ـت ْ‬ ‫قُلت‪ :‬نـَ َع ْم‪ ،‬ف َقـال‪ « :‬استفت قلبـك‪ ،‬البِـ ير َمـا اط َْمأَنَّ ْ‬
‫ا‬‫ـاك فِــي ال ـنَّـ ْف ِ‬
‫ـب‪َ ،‬وا ِإلثْـ ُـم َمــا َحـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬‫ل‬‫ق‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫َن إليـ ِ‬
‫ـه‬ ‫ا َواط َْمـأ َّ ْ‬ ‫الـنَّـ ْف ُ‬
‫ـاس َوأَفْـتَ ـ ْـوك »‪َ .‬حـ ِـديث‬ ‫ـ‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬‫ت‬ ‫ـ‬‫ف‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫الصـ ْد ِر‪َ ،‬وإِ‬
‫َّ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬‫َّد فِ‬
‫َوتَـ َـرد َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َزتَ َـد بْـ ِن َحْنبَـل َوالـدا ِرِم ّي‬
‫ني أ ْ‬ ‫ـام ْ ِ‬
‫َح َسن‪َ ،‬رَويْـنَاهُ يف ُم ْسنَ َدي ا ِإل َم َ‬
‫بِِإ ْسنَاد َح َسن‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الثامن والعشرون‬
‫ـاض بْـ ِن َســا ِريَةَ رضــي اهلل عنــو قَــال‪:‬‬ ‫َعـ ْـن أَِيب َِصلــيح العِْربـَ ِ‬
‫ـت ِمْنـ َهــا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َعظَنَــا َر ُســول اهلل صـلّى اهلل عليــو وسـلّم َم ْوعظَــة َوجلـ ْ‬
‫العيُـ ـو ُن‪ ،‬فَـ ُقلنَــا‪ :‬يَــا َر ُس ــول اهللِ‪َ ،‬كأَنـ َه ــا‬ ‫ـا‬‫ـ‬
‫ُ ََ ْ َ ُ‬ ‫ه‬ ‫ـ‬‫ن‬
‫ْ‬ ‫ال ُقل ــوب و َذرفَــت ِ‬
‫م‬
‫اهلل عــ ّـَ‬‫مو ِعظَـ ـةُ م ــوِّدع فَأَو ِص ــنَا‪ ،‬قَــال‪ « :‬أُو ِ ــي ُكم بِتَـ ْقـــوف ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫َْ‬
‫اعـ ِـة َوإِ ْن تَـأ ََّم َر َعلـ ْـي ُك ْم َع ْبــد؛ َوإِنَّــهُ َمـ ْـن‬
‫السـ ْـم ِع َوالطَّ َ‬‫ـل‪َ ،‬و َّ‬ ‫َوجـ ّ‬
‫سـنَّتِي َو ُسـن َِّة‬ ‫ـْ ِمـ ْن ُك ْم فَسـيَـرف ا ْختُِفـا َكثِيـرا‪ ،‬فَـ َعل ْـي ُك ْم بِ‬ ‫يَ ِع ْ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫اج ـ ِـذ‪،‬‬ ‫ض ــوا َعل ْيـ َه ــا بِالنـَّو ِ‬‫ين‪َ ،‬ع ي‬ ‫ِ‬ ‫ـاء َّ ِ ِ‬ ‫الخل َف ـ ِ‬
‫َ‬ ‫الم ْه ــديّ َ‬‫ين َ‬ ‫الراش ــد َ‬ ‫ُ‬
‫ضــُلة »‪َ .‬رَو ُاه‬ ‫ات األ ُُمــوِر‪ ،‬فَـِإ َّن ُكــل بِ ْد َعــة َ‬ ‫وإِيَّــا ُكم وم ْح ـ َدثَ ِ‬
‫َ ْ َُ‬
‫ص ِحيح‪.‬‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫يث‬ ‫أَبو داود والتِّـرِم ِاي وقَال‪ :‬ح ِ‬
‫د‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َُ َ ْ‬

‫التاسع والعشرون‬
‫َع ْن ُم َعاذ رضي اهلل عنو قَال‪ :‬قُلت‪ :‬يَا َر ُسول اهللِ‪،‬‬
‫اع ُدِين ِمن النا ِر‪ ،‬قَال‪ « :‬ل َق ْد‬
‫أَخِربِين بِعمل ي ْد ِخ ِلين اجلنةَ ويـب ِ‬
‫َ َ َُ‬ ‫ْ ْ ََ ُ‬
‫‪ٕ8‬‬
‫س َرُ اهللُ تعالى‬ ‫َلت َع ْن َع ِظيم‪َ ،‬وإِنَّهُ ليَ ِسير َعلى َم ْن يَ َّ‬ ‫َسأ َ‬
‫الصُ َة‪َ ،‬وتُـ ِْتِي‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يم َّ‬ ‫َع ْليه‪ ،‬تَـ ْعبُ ُد اهللَ ه تُ ْش ِر ُك به َش ْيئا‪َ ،‬وتُق ُ‬
‫ت »‪ُ .‬مث قَال‪ « :‬أَه‬ ‫ضا َن‪َ ،‬وتَ ُح يج البَـ ْي َ‬‫وم َرَم َ‬
‫ص ُ‬ ‫َّ‬
‫الََكاةَ‪َ ،‬وتَ ُ‬
‫الص َدقَةُ تُط ِْف ُئ‬
‫الص ْوُم ُجنَّة‪َ ،‬و َّ‬ ‫الخ ْي ِر َّ‬ ‫اب َ‬ ‫َدليك َعلى أَبْـ َو ِ‬ ‫أُ‬
‫ف‬ ‫الرجل ِمن جو ِ‬ ‫الخ ِطيئَةَ َكما يط ِ‬
‫َّار‪َ ،‬و َُةُ َّ ُ ْ َ ْ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫اء‬
‫َ ُ ُ َُ َ‬ ‫الم‬ ‫ئ‬ ‫ْف‬ ‫َ‬
‫الليل‪ُ ،‬مث تَال‪»ٔ       :‬‬ ‫ْ‬
‫س‬‫لغ « ‪ُ ،»ٕ   ‬مث قَال‪ « :‬أَه أُ ْخبِ ُرك بَِرأْ ِ‬ ‫َحتَّى بَ َ‬
‫ِِ ٖ‬
‫اد » ُمث قَال‪ « :‬أَه‬ ‫َ ُ‬‫ه‬ ‫ِ‬
‫الج‬ ‫ود ِ َوذ ْرَوةِ َسنَامه‬ ‫األَم ِر و َعم ِ‬
‫ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ُك َذ َ ِ‬ ‫أُ ْخبِرك بـِ ِم ِ‬
‫لك ُكله » قُلت‪ :‬بَلى يَا َر ُسول اهلل‪ ،‬فَأ َ‬
‫َخ َا‬ ‫ُ‬
‫لسانِِو َوقَال‪ُ « :‬ك َّ َع ْليك َه َذا »‪ .‬قُلت‪ :‬يَا نَِ اهللِ‪َ ،‬وإِنا‬ ‫ب َ‬
‫ِ‬

‫‪ 1‬سورة السجدة‪16 :‬‬


‫‪ 2‬سورة السجدة‪17 :‬‬
‫س األ َْم ِر اإلسُم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪3‬‬
‫ويف بعض النسخ زيادة‪ :‬قُلت‪ :‬بَلى يَا َر ُسول اهلل‪ ،‬قال‪َ :‬رأْ ُ‬
‫ذرَوةُ َسنَ ِام ِه‪...‬‬
‫ود ُ الصُةُ‪َ ،‬و ْ‬
‫َو َع ُم ُ‬

‫‪19‬‬
‫ب‬ ‫اخ ُاو َن ِِبَا نـَتَ َكل ُم بِِو؟ قَال‪ « :‬ثَ ِكل ْتك أُيمك‪َ ،‬و َهل يَ ُك ي‬
‫دل َؤ َ‬
‫وه ِهم ‪ -‬أَو قَال‪ :‬على من ِ‬
‫اخـ ِرِه ْم‬ ‫النَّاس في النار َعلى وج ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ُُ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬إه حـصـائِ ُد أ ِ‬
‫َلسـنَـتِ ِه ْم »‪َ .‬رَواهُ التِّـ ْرِم ِاي َوقَال‪َ :‬ح ِديث‬ ‫َ َ‬
‫ص ِحيح‪.‬‬ ‫َح َسن َ‬

‫الثُثون‬
‫اش ـر رضــي اهلل عنــو‬ ‫ـوم بــن نَ ِ‬ ‫عــن أَِيب ثـَعلب ـةَ اخلشـ ِـين جرثُـ ِ‬
‫ْ َ ُ َ ِّ ُ ْ‬ ‫َْ‬
‫ض‬‫إن اهللَ فَ ـ َـر َ‬ ‫َعـ ْـن َر ُســول اهللِ ص ـلّى اهلل عليــو وس ـلّم قَــال‪َّ « :‬‬
‫وها‪َ ،‬و َحـ َّـد ُحـ ُدودا فَــُ تَـ ْعتَـ ُد َ‬
‫وها‪َ ،‬و َحـ َّـرَم‬ ‫فَـ َـرائِ َ فَــُ تُ َ‬
‫ضـيِّـ ُع َ‬
‫اء َر ْح َمـة ل ُك ْـم غَْيـ َـر‬‫ت َع ْـن أَ ْشـيَ َ‬ ‫اء فَُ تَـ ْنتَ ِه ُك َ‬
‫وهـا‪َ ،‬و َسـ َك َ‬ ‫أَ ْشيَ َ‬
‫ين‬ ‫نِ ْسـيَان فَـُ تَـ ْب َحثُـوا َع ْنـ َهــا »‪َ .‬ح ِـديث َح َسـن‪َ ،‬رَواهُ الــد َارقُطِْ‬
‫ّ‬
‫َو َغْيـُرهُ‪.‬‬

‫ٖٓ‬
‫الحادي والثُثون‬
‫اع ِ‬
‫اس سهل ب ِن سعد الس ِ‬
‫ي رضي اهلل عنو‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫العب ِ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫َع ْن أَِيب َ‬
‫قَــال‪َ :‬ج ــاءَ َر ُج ــل إىل النـ ـِ ِّ صـ ـلّى اهلل علي ــو وسـ ـلّم فَـ َق ــال‪ :‬يَــا‬
‫َحبـ ـ ِـين‬ ‫أ‬
‫و‬ ‫اهلل‬ ‫ِ‬
‫ين‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫َح‬‫أ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ـ‬‫ُ‬‫لت‬‫م‬‫رسـ ــول اهللِ‪ ،‬دلـ ـ ِين علـ ــى عمـ ــل إ َذا ع ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫َُ‬
‫يمـا‬ ‫الناس‪ ،‬فَـ َقال‪ « :‬ا ْزه ْد فِي ال يدنْـيا ي ِحبـك اهلل‪ ،‬وا ْزهـ ْد فِ‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اج ْـو‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫اب‬ ‫اه‬
‫و‬ ‫ر‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫حديث‬ ‫‪.‬‬ ‫»‬ ‫َّاس‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ك‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫َّاس ي ِ‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ع‬
‫ََ ُ ْ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫يد َح َسنَة‪.‬‬ ‫َسانِ َ‬ ‫ِ‬
‫َو َغْيـُرهُ بأ َ‬

‫الثاني والثُثون‬
‫ي‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫خ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ان‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫س‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫َع ــن أَبـ ـِي س ـ ـعِيد س ـ ـع ِد بـ ـ ِن مـ ـ ِ‬
‫الك‬
‫ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫رضـي اهلل عنـو أَن َر ُسـول اهللِ صـلّى اهلل عليـو وسـلّم قَـال‪ « :‬ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضـ ـ ـ ـ َـرَر َوه ضـ ـ ـ ـ َـر َار »‪َ .‬حـ ـ ــديث َح َسـ ـ ــن‪َ ،‬رَواهُ ابْـ ـ ـ ُـن َم َ‬
‫اج ـ ـ ـ ْـو‬ ‫َ‬
‫ين َو َغْيـُرُمهَــا ُم ْســنَدا‪ .‬ورواه مالــك يف ادلوطــإ عــن عمــرو‬ ‫ِ‬
‫َوالــد َارقُطْ ّ‬

‫‪31‬‬
‫ب ــن حي ــب ع ــن أبي ــو ع ــن الن ـ ّ ص ـلّى اهلل علي ــو وسـ ـلّم مرس ــال‪،‬‬
‫بعضها ببعض‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فأسقط أبا سعيد‪ ،‬ولو طرق يقو‬

‫الثالث والثُثون‬
‫َعن ابْ ِن َعباس َر ِض َي اهللُ َعْنـ ُه َما أَن َر ُسول اهللِ صـلّى اهلل‬
‫َّع ــى‬
‫اه ْم هد َ‬ ‫ـاس بِـ ـ َد ْع َو ُ‬ ‫علي ــو وس ـلّم قَــال‪ « :‬ل ـ ْـو يُـ ْعطَــى النَّ ـ ُ‬
‫المـ َّـد ِعي‬ ‫ُ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ال قَـــوم و ِدمــاءهم‪ِ ،‬‬
‫لك‬ ‫ِر َجــال أ َْمـ َـو َ ْ َ َ َ ُ ْ‬
‫َواليَ ِمــين َعلــى َمـ ْـن أَنْ َكـ َـر »‪َ .‬حـ ِـديث َح َســن‪َ ،‬رَواهُ البَـْيـ َه ِقـ ّـي‬
‫يح ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ضوُ ِيف الصح َ‬ ‫َو َغ ْيـُرهُ َى َك َاا‪َ ،‬وبـَ ْع ُ‬

‫الرابع والثُثون‬
‫ي رضـ ــي اهلل عنـ ــو قَـ ــال‪َِ :‬مس ْعـ ــت‬ ‫ِ‬
‫ر‬
‫ُ ّ‬‫د‬
‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اخل‬ ‫يد‬‫عـ ــن أَِيب سـ ــعِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫َر ُس ــول اهللِ ص ـلّى اهلل علي ــو وس ـلّم يـَ ُق ــول‪َ « :‬م ـ ْـن َرأَف ِمـ ـ ْن ُك ْم‬

‫ٕٖ‬
‫لســانِِه‪ ،‬فَ َمـ ْـن لـ ْـم‬‫ُم ْن َكــرا فَليُـغَيِّ ـ ْـرُ بِيَـ ِـد ِ‪ ،‬فَـِإ ْن لـ ْـم يَســتَ ِط ْع فَبِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ان »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬ ‫ضع ُ ا ِإليم ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫لك‬
‫َ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يست ِطع فَبِ َقلبِ ِ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ْ‬

‫الخاما والثُثون‬
‫َع ْن أَِيب ُىَريْـَرَة رضي اهلل عنـو قَـال‪ :‬قَـال َر ُسـول اهللِ صـلّى‬
‫شـ ـ ـ ـ ــوا‪َ ،‬وه‬ ‫اج ُ‬ ‫اس ـ ـ ـ ـ ـ ُدوا‪َ ،‬وه تَـنَ َ‬‫اهلل عليـ ـ ـ ــو وس ـ ـ ـ ـلّم‪ « :‬ه تَ َح َ‬
‫ضـ ُك ْم َعلـى بَـ ْيـ ِع بَـ ْعـ ‪،‬‬ ‫ضـوا‪َ ،‬وه تَـ َدابَـ ُروا‪َ ،‬وه يَبِ ْـع بَـ ْع ُ‬ ‫تَـبَاغَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ـاد ِ‬ ‫وُكونُــوا ِ‬
‫ْلمــهُ‬
‫ُ‬ ‫ظ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ـلم‬ ‫ـ‬‫س‬‫ُْ‬ ‫الم‬ ‫ـو‬‫ـ‬‫َخ‬
‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـلم‬
‫ُْ ُ‬ ‫ـ‬‫س‬ ‫الم‬ ‫‪.‬‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ان‬‫و‬‫َ‬ ‫خ‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫اهلل‬ ‫َ‬ ‫ـ‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫وه ي ْخ ُذله وه يح ِقرُ‪ ،‬التَّـ ْقوف ها هنَا ‪ -‬وي ِشير إلى ْد ِرِ‬
‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ َُ َْ ُ‬
‫َخ ــا ُ‬ ‫ـب ْامـ ـ ِرٍ ِمـ ْـن َّ‬
‫الشـ ِّـر أَ ْن يَ ْح ِقـ َـر أ َ‬ ‫ـُث مــرار ‪ -‬بِ َح ْسـ ِ‬ ‫ثَـ َ‬
‫ـلم َح ـ َـرام‪َ ،‬د ُم ــهُ َوَمال ــهُ‬ ‫الم ْس ـ ِ‬
‫ـلم َعل ــى ُ‬ ‫لم ْس ـ ِ‬ ‫ـلم‪ُ ،‬ك ــل ا ُ‬
‫الم ْس ـ َ‬
‫ُ‬
‫ضهُ »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم‪.‬‬ ‫َو ِع ْر ُ‬

‫‪33‬‬
‫السادس والثُثون‬
‫َعـ ْـن أَِيب ُىَريْـ َـرَة رضــي اهلل عنــو َعــن الن ـِ ِّ ص ـلّى اهلل عليــو‬
‫ب ال ـ يدنْـيَا‬ ‫وسـلّم قَــال‪َ « :‬مـ ْـن نَـ َّفــا َعـ ْـن ُمـ ْـِِمن ُك ْربَــة ِمـ ْـن ُكــر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س َـر َعلـى‬ ‫ب يــوِم ِ‬
‫القيَ َام ِـة‪َ .‬وَمـ ْن يَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ـر‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ـن‬ ‫نَـ َّفا اهلل ع ْنه ُكربة ِ‬
‫م‬
‫َ ُ َ ُ َْ ْ َ َ ْ‬
‫اِخ َرةِ‪َ ،‬وَم ْن َستَـ َر ُم ْسـلما‬ ‫سر اهلل علي ِه فِي ال يدنْـيا و ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُم ْعسر يَ َّ َ ُ َ ْ‬
‫الع ْب ِد َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َستَـ َرُ اهللُ في ال يدنْـيَا َواِخ َرة‪َ .‬واهللُ تعالى في َع ْون َ‬
‫ا فِيـ ِـه‬ ‫ـلك طَ ِريقــا يلـتَ ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬‫م‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫َخي ِ‬
‫ـه‬ ‫َكـا َن العبـ ُد فِـي عــو ِن أ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫اجتَ َم َع قَـ ْوم فِي‬ ‫ِعلما س َّهل اهلل لهُ بِ ِه طَ ِريقا إلى ِ‬
‫الجنَّة‪َ ،‬وَما ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عَ وجل يـ ْتلـو َن كِتَـاب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بـيت ِ‬
‫اهلل َويَـتَ َد َار ُسـونَهُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َّ‬ ‫اهلل‬ ‫وت‬ ‫ي‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫ن‬
‫َ ْ ْ ُُ‬ ‫م‬
‫الر ْح َمـ ـ ـةُ‬‫ـكينَةُ َوغَ ِش ـ ــيَْتـ ُه ْم َّ‬
‫الس ـ ـ ِ‬
‫ـت َعل ـ ـ ْـي ِه ْم َّ‬ ‫بَـ ْي ـ ـ ـنَـ ُه ْم إه نَـ ََل ـ ـ ْ‬
‫ـيم ْن ِع ْنـ َد ُ‪َ ،‬وَمـ ْـن بَطَّـأَ بِـ ِـه‬ ‫ِ‬
‫وحفـ ْتـ ُهم المُئ َكـةُ َوذَ َكـ َـرُهم اهللُ فـ َ‬ ‫َّ‬
‫سبُهُ »‪َ .‬رَواهُ ُم ْسلم هباا اللفظ‪.‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫َعملهُ لم يس ِر ْ بِ ِ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُْ‬

‫ٖٗ‬
‫السابع والثُثون‬
‫َعـ ْـن ابْـ ِن َعبــاس َر ِضـ َـي اهللُ َعْنـ ُه َمــا َعـ ْـن َر ُســول اهللِ ص ـلّى‬
‫ـارَك َوتَـ َعــاىل قَــال‪َّ « :‬‬
‫إن‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫اهلل عليـو وسـلّم فِيمــا ي ــرِوي عـن ربـِّ ِ‬
‫ـو‬
‫َ َْ َ ْ َ َ َ‬
‫ات ثُـ َّـم بَـ ـيَّ َن‬‫السـ ـيِّئَ ِ‬
‫ات َو َّ‬ ‫اهلل تَـب ــار َك وتَـع ــالى َكتَـ ـب الحس ــنَ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫سـنَة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لها َكتَبَـ َها اهللُ ع ْن َد ُ َح َ‬ ‫لم يَـ ْع َم َ‬ ‫سنَة فَ ْ‬‫لك‪ .‬فَ َم ْن َه َّم ب َح َ‬ ‫َذ َ‬
‫سنَات‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫ش‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َك ِاملة‪ ،‬وإِ ْن ه َّم بِها فَـع ِملها َكتبـها اهلل ِ‬
‫ع‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ََ َ ُ‬
‫لم‬ ‫َ‬‫ف‬ ‫ة‬ ‫ئ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ير‬ ‫ضعاف َكثِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫إلى‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫إلى س ْب ِع ِمئَ ِة ِ‬
‫ض‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ســنَة َك ِاملــة‪َ ،‬وإِ ْن َهـ َّـم بِ َهــا‬ ‫ََ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬‫يـعملهــا َكتبـهــا اهلل تعــالى ِ‬
‫َ ْ َ َ ََ َ ُ‬
‫احـ َدة»‪َ .‬رَواهُ البُ َخــا ِري َوُم ْســلم يف‬ ‫فَـع ِملهــا َكتبـهــا اهلل سـيِّئة و ِ‬
‫َ َ ََ َ ُ َ َ َ‬
‫صحيحيهما هباه احلروف‪.‬‬
‫فــانظر يــا أخــي‪ .‬وفقــين اهلل وإيـّـاك‪ ،‬إىل عظــم لطــف اهلل‬
‫وتأم ــل ى ــاه األلف ــاظ‪ .‬وقول ــو‪ِ « :‬ع ْنـ ـ َد ُ » إش ــارة إىل‬‫تع ــاىل‪ّ ،‬‬
‫االعتناء هبا‪ ،‬وقولو‪َ « :‬ك ِاملة » للتوكيد وش ّدة االعتناء‪ ،‬وقال‬
‫يف الس ــيّ ة‪ « :‬التـ ــي هــ ّـم بهـ ــا ثـ ـ ّـم تركه ــا كتبهـ ــا اهلل حسـ ــنة‬
‫‪35‬‬
‫ِ‬
‫كاملة » فأ ّكـدىا « بكاملـة »‪ « ،‬وإن َع ِم َ‬
‫لهـا َكتَبَـ َهـا َسـيِّئَة‬
‫احـ َدة »‪ ،‬ومل يؤّكــدىا بكاملــة؛‬ ‫احـ َدة »‪ ،‬فأ ّكــد تقليلهــا « بِو ِ‬
‫وِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فللو احلمد وادلنّة‪ ،‬سبحانو ال ضلصي ثناء عليو‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬

‫الثامن والثُثون‬
‫َع ْن أَِيب ُىَريْـَرة رضي اهلل عنـو قَـال‪ :‬قَـال َر ُسـول اهللِ صـلّى‬
‫ـادف لــي‬ ‫ـل قَــال‪َ :‬مـ ْـن َعـ َ‬ ‫إن اهللَ عـ ّـَ وجـ ّ‬ ‫اهلل عليــو وس ـلّم‪َّ « :‬‬
‫شـ ْـيء‬ ‫ب إلـ َّـي َع ْبـ ِـدي بِ َ‬ ‫ب‪َ ،‬وَمــا تَـ َقـ َّـر َ‬ ‫َوليًّــا فَـ ْقــد َذنْتــهُ بِـ َ‬
‫ـالح ْر ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ضـ ُ ِ‬
‫ـت َع ْليــه‪َ ،‬وَمــا يَـ َـَال َع ْبــدي يَـتَـ َقـ َّـر ُ‬ ‫ـب إلـ َّـي ِم ـ َّما افْـتَـ َر ْ‬
‫َحـ َّ‬
‫أَ‬
‫َحبَْبتُــهُ ُك ْنـت َسـ ْـم َعهُ الـ ِـذي‬ ‫ِ‬ ‫إلـ َّـي بِالنـ ِ‬
‫َّوافــل َحتَّــى أُحبَّــهُ‪ ،‬فَـِإذَا أ ْ‬ ‫َ‬
‫ْ بِ َهــا‬ ‫صــر بِـ ِـه وي ـ َد ُ التِــي ي ــب ِ‬
‫ط‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ـ‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫يســمع بِـ ِـه وبصــرُ الـ ِ‬
‫ـذ‬
‫َْ ُ‬ ‫ُْ ُ َ َ‬ ‫َ ْ َ ُ ََ َ َ‬
‫َوِر ْجلَـ ـ ـهُ الّتِـ ـ ــي يَ ْم ِشـ ـ ــي بِ َهـ ـ ــا‪َ ،‬وإِ ْن َس ـ ـ ـأَلنِي أعطيتُـ ـ ـهُ‪َ ،‬و ِإلن‬
‫استَـ َعا َذنِي أل ُِعي َذنَّهُ »‪َ .‬رَواهُ البُ َخا ِري‪.‬‬ ‫ْ‬

‫‪ٖٙ‬‬
‫التاسع والثُثون‬
‫َعن ابْ ِن َعباس َر ِض َي اهللُ َعْنـ ُه َما أَن َر ُسول اهللِ صـلّى اهلل‬
‫إن اهللَ تَ َجـ ـ َاوَز ل ــي َع ـ ْـن أ َُّمتِ ــي َ‬
‫الخطَـ ـأَ‬ ‫علي ــو وس ـلّم قَــال‪َّ « :‬‬
‫اســتُ ْك ِرُهوا َع ْليـ ِـه »‪َ .‬حـ ِـديث َح َســن‪َ ،‬رَواهُ ابْـ ُـن‬
‫ِّســيَا َن َوَمــا ْ‬ ‫َوالن ْ‬
‫اج ْو َوالبَـْيـ َه ِق ّي وغريىـما‪.‬‬
‫َم َ‬

‫األربعون‬
‫عــن ابــن عمـ ـر ر ِضــي اهلل عْنـهمــا قَــال‪ :‬أَخـ ـ َا رســول اهللِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ ْ َُ َ َ َ ُ َ ُ َ‬
‫صـ ـلّى اهلل علي ــو وسـ ـلّم بِـ َمْنـ ـ ِك فَـ َقـ ـال‪ُ « :‬ك ـ ـ ْن فِـــي ال يدنْـيَ ـ ـا‬
‫َكـأَنَّـك غَ ِريـب أ َْو َعابِـ ُر َسـبِيل »‪َ ،‬وَك ـا َن ابْ ُـن ُع َم َـر يـَ ُقـول‪ :‬إ َذا‬
‫ت فَـال تَـْنتَ ِظـر ادل َسـاءَ‪،‬‬ ‫َصـبَ ْح َ‬‫اح‪َ ،‬وإِ َذا أ ْ‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫الص‬ ‫ر‬‫ظ‬‫أَمسيت فَال تَـْنتَ ِ‬
‫ْ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َو ُخـ ـ ـ ْا م ـ ـ ْـن ص ـ ــحتك َدلرض ـ ــك‪َ ،‬ومـ ـ ـ ْـن َحيَات ـ ــك دل ْوتـ ـ ــك‪َ .‬رَواهُ‬
‫البُ َخا ِري‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الحادي واألربعون‬
‫اهلل‬ ‫ـي‬ ‫ض‬‫عن أَِيب ُزلمـد عب ِـد اهللِ بـ ِن عمـ ِرو بـ ِن العاصـي ر ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ْ َْ ْ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َْ‬
‫َعْنـ ُه َمـ ــا قَـ ــال‪ :‬قَـ ــال َر ُسـ ــول اهللِ صـ ـلّى اهلل عليـ ــو وس ـ ـلّم‪ « :‬ه‬
‫ـت بِـ ِـه »‪.‬‬ ‫يـ ـ ْـِِ‬
‫لم ــا ِج ْئ ـ ُ‬
‫َ َ َ‬‫ـا‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ا‬‫ـو‬‫ـ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ت‬
‫َّ‬
‫ُ ُ َ ْ َ َ‬‫ح‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬‫َح‬‫أ‬ ‫ن‬‫م‬
‫ص ِحيح‪.‬‬ ‫اد‬‫َ‬‫ن‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫إ‬‫ِ‬‫ب‬ ‫ة‬‫اب احلج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫ح ِديث ص ِحيح‪ ،‬رويـنَاه ِيف كِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫الثاني واألربعون‬
‫َعـ ْـن أَنـَـس رضــي اهلل عنــو قَــال‪َِ :‬مس ْعــت َر ُســول اهللِ ص ـلّى‬
‫اهلل عليو وسلّم يـَ ُقـول‪ « :‬قَـال اهللُ تَـ َعـالى‪ :‬يَـا ابْ َـن َد َم‪ ،‬إِنَّ َ‬
‫ـك‬
‫ت لــك َعلــى َمــا َكــا َن ِم ْنــك َوه‬ ‫َمــا َد َعـ ْـوتنِي َوَر َجـ ْـوتنِي غَ َفـ ْـر ُ‬
‫الس ـ َـم ِاء ثُـ َّـم‬
‫ـت ذُنُوبُــك َعنَــا َن َّ‬ ‫أُبَــالي‪ .‬يَــا ابْـ َـن َد َم ل ـ ْـو بَلغَـ ْ‬
‫ت لك‪ ،‬يَا ابْ َـن َد َم إنَّـك ل ْـو أتَـ ْيتنِـي بِ ُقـر ِ‬
‫اب‬ ‫ُ‬ ‫ر‬‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫استَـغْ َفرتنِ‬
‫ْ ْ‬
‫َ‬
‫ض َخطَايَا ثُ َّم ِلقيتنِي ه تُ ْش ِر ُك بِي َش ْيئا ألَتَـ ْيتُـك بِ ُق َرابِ َهـا‬ ‫األ َْر ِ‬
‫َمغْ ِف َرة »‪َ .‬رَواهُ التِّـ ْرِم ِاي َوقَال‪َ :‬ح ِديث َح َسن‪.‬‬
‫‪ٖ8‬‬
‫معت‬ ‫فهاا آخر ما قصدتو من بيان األحاديث اليت جـ َ‬
‫قواعد اإلسالم‪ ،‬وتض ّمنت ما ال حيصى من أنواع العلوم يف‬
‫األصول والفروع واآلداب وسائر وجوه األحكام‪.‬‬
‫جدا يف ضبط ألفاظها مرتبة‬ ‫وىا أنا أذكر بابا سلتصرا ًّ‬
‫ليستغين بـها حافظها عن مراجعة‬
‫َ‬ ‫ل ال يُغلَط يف شيء منها و‬
‫غريه يف ضبطها‪ ،‬مث أشرع ىف شرحها يف كتاب مستقل‪،‬‬
‫مهمات من‬ ‫وأرجو من فضل اهلل أن يوفقين فيو لبيان ّ‬
‫اللطائف‪ ،‬وجـمل من الفوائد وادلعارف‪ ،‬ال يستغين مسلم عن‬
‫معرفة مثلها ويظهر دلطالعها جزالة ىاه األحاديث وعظم ما‬
‫اشتملت عليو من النفائس اليت ذكرها وادلهمات اليت‬
‫وصفتها‪ ،‬ويعلَ ُم بِـها احلكمة يف اختيار ىاه األحاديث‬
‫األربعني‪ ،‬وإهنا حقيقة بالك عند الناظرين‪.‬‬
‫وإمنا أفردها عن ىاا اجلزء [ليس ُه َل حفظ ذا اجلزء‬
‫ضم الشرح إليو ف ْليفعل‪ ،‬وهلل عليو ادلنّة]‬
‫بانفراده‪ ،‬مث من أراد ّ‬

‫‪39‬‬
‫بالك‪ ،‬إذ يقف على نفائس اللطائف ادلستنبطة من كالم‬
‫‪        ‬‬ ‫من قال [اهلل يف حقو‪:‬‬
‫‪ .1    ‬وهلل احلمد وادلنّة ّأوال وآخرا‪ ،‬باطنا وظاىرا‬
‫على نِعمو]‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة النجم‪4-3 :‬‬

‫ٓٗ‬
‫باب اإلشارات إلى ضب األلفاظ المشكُت‬
‫ِ‬
‫بادلشكالت‪ ،‬فقد أنبِّو فيو على‬ ‫ىاا الباب وإن ترجـمتو‬
‫ألفاظ من الواضحات‪.‬‬
‫في الخطبة‬
‫الضاد وختفيفها‪،‬‬
‫وي بتشديد ّ‬ ‫ضر اهلل امرءا » ُر َ‬‫«نّ‬
‫والتشديد أكثر‪ .‬ومعناه‪ :‬حسنو و َجـمـلَو‪.‬‬
‫الحديث األول‬
‫أمري ادلؤمنني عمر رضي اهلل عنو‪ :‬ىو ّأول من سـ ِّم َي‬
‫أمري ادلؤمنني‪.‬‬
‫َ‬
‫قولو صلّى اهلل عليو وسلّم‪ « :‬إنما األعمال‬
‫الشرعية إالّ بالنيّة‪.‬‬
‫األعمال ّ‬
‫ُ‬ ‫بالنيات »‪ ،‬ادلراد‪ :‬ال تُـ َ‬
‫حسب‬
‫وقولو صلّى اهلل عليو وسلّم‪ « :‬فهجرته إلى اهلل‬
‫ورسوله » معناه‪ :‬مقبولة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الحديث الثاني‬
‫« ه يُرف عليه أثر السفر »‪ :‬ىو ِّ‬
‫بضم الياء‪ ،‬من‬
‫يُر ‪.‬‬
‫تِمن بالقدر خي ِر وش ِّر »‪ ،‬معناه‪ :‬تعتقد أن‬
‫قولو‪َ « :‬‬
‫قبل خلق اخللق‪ ،‬وأ ّن جـميع‬‫الشر َ‬ ‫اخلري و ّ‬
‫اهلل تعاىل ق ّدر َ‬
‫قدره‪ ،‬وىو مريد ذلا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكائنات بقضاء اهلل تعاىل و َ‬
‫مارتـها »‪ :‬ىو‪ِ :‬‬
‫بفتح اذلمزة‪،‬‬ ‫قولو‪ « :‬فأخبرني عن أ َ‬
‫أي‪ :‬عالمتها‪ .‬ويقال‪ :‬أمار‪ ،‬بال ىاء‪ ،‬لُغتان‪ ،‬لكن الرواية‬
‫بالـهاء‪.‬‬
‫قولو‪ « :‬تل َد األمةُ ربَّـتَها »‪ :‬أي‪ :‬سيِّدتـها‪ ،‬ومعناه‬
‫تلد األمة السريةُ بِنتا لسيِّدىا؛ و ُ‬
‫بنت‬ ‫بيع السراري ح َ‬ ‫يكثُر ُ‬
‫تشرتي‬
‫َ‬ ‫السراري ح‬
‫السيد‪ .‬وقيل‪ :‬يكثُر ّ‬
‫السيد يف معى ّ‬
‫تستعبدىا جاىلة بأنـّها أمها‪ .‬وقيل غري ذلك؛‬
‫ادلرأةُ أمها و َ‬
‫بدالئلو وجـم ِع طُُرقو‪.‬‬
‫وقد أوضحتُوُ يف شرح صحيح مسلم َ‬
‫ٕٗ‬
‫قولو‪ « :‬العالة »‪ :‬أي‪ :‬الفقراء‪ ،‬ومعناه‪ :‬أن أسافل‬
‫الناس يصريون أىل ثروة ظاىرة‪.‬‬
‫قولو‪ « :‬لَبِثْ ُ‬
‫ت مليًّا »‪ :‬ىو بتشديد الياء‪ ،‬أي‪ :‬زمانا‬
‫كثريا‪ ،‬وكان ذلك ثالثا‪ ،‬ىكاا جاء مبيـنا يف رواية أيب داود‬
‫الرتماي وغريمها‪.‬‬
‫و ِّ‬
‫الحديث الخاما‬
‫رد »‪ :‬أي‪ :‬مردود؛‬
‫« من أحدث في أمرنا‪ ...‬فهو ّ‬
‫كاخللق ِبعى‪ :‬ادلخلوق‪.‬‬
‫الحديث السادس‬
‫رضه »‪ :‬أي‪ :‬صان دينَو‬ ‫وع ِ‬‫« فقد استبرأ لدينه ِ‬
‫وحـمى ِعرضو من وقوع الناس فيو‪.‬‬
‫يوشك »‪ :‬ىو ِّ‬
‫بضم الياء وكسر الشني‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫قولو‪ِ « :‬‬
‫قرب‪.‬‬
‫يُسرع ويَ ُ‬

‫‪13‬‬
‫قولو‪ِ « :‬حـمى اهلل محا ِرمه »‪ :‬معناه‪ :‬الاي حـماه اهلل‬
‫تعاىل ومنع دخولَو‪ :‬ىو األشياءُ اليت حرَمها‪.‬‬
‫الحديث السابع‬
‫بضم الّراء وفتح القاف‬
‫قولو‪ :‬عن أيب ُرقيّة‪ ،‬ىو ِّ‬
‫وتشديد الياء‪.‬‬
‫جد لو امسو ال ّدار‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫قولو‪ :‬الداري‪ ،‬منسوب إىل ٍّ‬
‫إىل موضع يقال لو‪ :‬دارين‪ ،‬ويقال فيو أيضا‪ :‬الديري‪ ،‬نسبة‬
‫بسطت القول ىف إيضاحو يف‬
‫ُ‬ ‫إىل َدير كان يتعب ُد فيو‪ .‬وقد‬
‫أوائل شرح صحيح مسلم‪.‬‬
‫الحديث التاسع‬
‫قولو‪ « :‬واختُفهم »‪ :‬ىو برفع الفاء ال بكسرىا‪.‬‬
‫الحديث العاشر‬
‫ي بالحرام »‪ :‬ىو ِّ‬
‫بضم الغني وكسر ال ّاال‬ ‫قولو‪ « :‬غُ ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬
‫ادلعجمة ادلخ ّففة‪.‬‬
‫ٗٗ‬
‫الحديث الحادي عشر‬
‫« د ما يريبك »‪ :‬بفتح الياء و ِّ‬
‫ضمها‪ ،‬لُغتان‪ ،‬الفتح‬
‫شككت فيو واعدل إىل ما‬
‫َ‬ ‫أفصح وأشهر؛ ومعناه‪ :‬اترك ما‬
‫تشك فيو‪.‬‬‫ال ُ‬
‫الحديث الثّاني عشر‬
‫قولو‪ « :‬يعنيه »‪ :‬بفتح أولو‪.‬‬
‫الرابع عشر‬
‫الَاني »‪ :‬معناه‪َ :‬‬
‫اِّصن إذا زىن‪.‬‬ ‫قولو‪ « :‬الثَّـيِّب ّ‬
‫ولإلحصان شروط معروفة يف كتب الفقو‪.‬‬
‫الخاما عشر‬
‫ليصمت »‪ِّ :‬‬
‫بضم ادليم‪.‬‬ ‫قولو‪ُ « :‬‬
‫السابع عشر‬
‫ّ‬
‫« ِ‬
‫القتلة و ِّ‬
‫الذبحة » بكسر أولـهما‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫بضم الياء وكسر احلاء وتشديد‬ ‫ىو‬ ‫‪:‬‬ ‫»‬ ‫َّ‬
‫د‬ ‫قولو‪ « :‬ولْي ِ‬
‫ح‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫استح ّدىا‪ِ ،‬بعى‪.‬‬
‫الس ّكني وحددىا و َ‬
‫الدال‪ ،‬يقال‪ :‬أحد ِّ‬
‫الثّامن عشر‬
‫ندب »‪ :‬بضم اجليم وبضم الدال و ِ‬
‫فتحها‪.‬‬ ‫« ُج ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بضم اجليم‪.‬‬
‫« و ُجنادة »‪ِّ :‬‬
‫التاسع عشر‬
‫جاهك »‪ّ :‬‬
‫بضم التاء وفتح اذلاء أي‪ :‬أمامك‪ ،‬كما‬ ‫« تُـ َ‬
‫الرواية األُخر ‪.‬‬
‫يف ِّ‬
‫الرخاء »‪ :‬أي حتبب إليو بلزوم طاعتو‬
‫تعرف إلى اهلل في َّ‬
‫« َّ‬
‫واجتناب سلالفتو‪.‬‬
‫العشرون‬
‫« إذا لم تستحي فا نَع ما ِشئت »‪ :‬معناه‪ :‬إذا‬
‫عل شيء فإن كان شلّا ال تستحي من اهلل ومن الناس‬ ‫أردت فِ‬
‫َ‬
‫يف فِعلِو فافْعلْو وإال فال‪ ،‬وعلى ىاا مدار اإلسالم‪.‬‬
‫‪ٗٙ‬‬
‫الحادي والعشرون‬
‫منت باهلل ثم است ِقم »‪ :‬أي‪ِ :‬‬
‫استقم كما‬ ‫« قل‬
‫ّ َ‬ ‫ُ‬
‫أمر اهلل رلتنِبا هنيو‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫ال‬‫أُِمرت شلتثِ‬
‫الثالث والعشرون‬
‫قولو صلّى اهلل عليو وسلّم‪ « :‬الطهور شطر اإليمان‬
‫تضعيف‬
‫ُ‬ ‫»‪ :‬ادلراد بالطهور‪ :‬الوضوء‪ .‬وقيل‪ :‬معناه‪ :‬ينت ِهي‬
‫ثوابِو إىل نصف أجر اإلميان‪ .‬وقيل‪ :‬اإلميان يُب ما قبلَو من‬
‫اخلطايا‪ ،‬وكالك الوضوء‪ ،‬لكن الوضوء يتوقّف ِص ّحتو على‬
‫اإلميان‪ ،‬فصار نصفا‪ .‬وقيل‪ :‬ادلراد باإلميان‪ :‬الصالة‪ ،‬والطهور‬
‫كالشطر‪ .‬وقيل غري ذلك‪.‬‬‫لصحتها‪ ،‬فصار ّ‬
‫شرط ّ‬
‫وقولو صلّى اهلل عليو وسلّم‪ « :‬الحمد هلل تمَُ‬
‫الميَان » أي‪ :‬ثواهبا‪ « .‬وسبحان اهلل والحمد هلل تمون‬
‫»‪ :‬أي‪ :‬لو قُ ِّدر ثوابـهما جسما دلأل؛ وسببو‪ :‬ما اشتملتا عليو‬
‫من التنزيو والتفويض إىل اهلل تعاىل‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫« والصُة نور »‪ :‬أي‪ :‬دتنع من ادلعاصي وتنهى عن‬
‫الصواب‪ .‬وقيل‪ :‬يكون ثوابـها نورا‬
‫الفحشاء وتـهدي إىل ّ‬
‫لصاحبها يوم القيامة‪ .‬وقيل‪ :‬ألهنا سبب الستنارة القلب‪.‬‬
‫حجة لصاحبها يف أداء‬‫« والصدقة برهان »‪ :‬أي‪ّ :‬‬
‫حجة يف إميان صاحبها‪ .‬ألن ادلنافق ال‬
‫حق ادلال‪ .‬وقيل‪ّ :‬‬‫ِّ‬
‫يفعلها غالبا‪.‬‬
‫« والصبر ضياء »‪ :‬أي‪ :‬الصرب اِّبوب‪ ،‬وىو الصرب‬
‫على ِ‬
‫طاعة اهلل تعاىل‪ ،‬والبالء‪ ،‬ومكارهِ الدنيا‪ ،‬وعن ادلعاصي؛‬
‫الصواب‪.‬‬
‫مستمرا على ّ‬
‫ًّ‬ ‫ومعناه‪ :‬ال يزال صاحبُو مستضي ا‬
‫نفسه »‪ :‬معناه‪ :‬كل‬‫« ك يل الناس يغدو‪ ،‬فبائع َ‬
‫إنسان يسعى بنفسو‪ ،‬فمنهم من يبيعها هلل تعاىل بطاعتو‬
‫فيُعتِقها من العااب‪ ،‬ومنهم من يبيعها للشيطان واذلو‬
‫بسطت شرح ىاا‬
‫ُ‬ ‫باتِّباعهما فيوبقها أي‪ :‬يُهلِكها‪ .‬وقد‬

‫‪ٗ8‬‬
‫احلديث يف أول شرح صحيح مسلم‪ ،‬فمن أراد زيادة‬
‫فلْ ُرياجعو‪ .‬وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫الرابع والعشرون‬
‫لم على نفسي »‪ :‬أي‪:‬‬ ‫حر ُ ي‬
‫مت الظ َ‬ ‫قولو تعاىل‪ّ « :‬‬
‫حق اهلل تعاىل‪ ،‬ألنو رلاوزة‬
‫تق ّدست عنو‪ ،‬فالظلم مستحيل يف ِّ‬
‫صرف يف ِملْك غريه وىـما رتيعا زلال يف ِّ‬
‫حق اهلل‬ ‫احلد أو التّ ّ‬
‫ِّ‬
‫وجل‪.‬‬
‫عز ّ‬ ‫ّ‬
‫قولو تعاىل‪ « :‬فُ تَظالموا »‪ :‬ىو بفتح التاء أي‪ :‬ال‬
‫تتظادلوا ‪.‬‬
‫قولو تعاىل‪ « :‬كما ين ُقك ِ‬
‫الم ْخيَ »‪ :‬بكسر ادليم‬ ‫ُ‬
‫وإسكان اخلاء وفتح الياء‪ ،‬أي‪ :‬اإلبرة‪ ،‬ومعناه‪ :‬ال ينقع‬
‫شي ا‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الخاما والعشرون‬
‫« ال يدثور »‪ِّ :‬‬
‫بضم ال ّدال والثاء ادلثلثة‪ :‬األموال‪،‬‬
‫واحدىا َدثْر‪ ،‬كفلْس وفُلوس‪.‬‬
‫وقولو‪ « :‬وفي بضع أحدكم »‪ :‬ىو ِّ‬
‫بضم الباء‬
‫الضاد ادلعجمة‪ ،‬وىو كناية عن اجلماع إذا نو‬ ‫وإسكان ّ‬
‫طلب ولد صاحل‪ ،‬وإعفاف‬ ‫الزوجة و ُ‬ ‫حق ّ‬
‫العبادة‪ ،‬وىو قضاء ِّ‬
‫النفس وكفها عن اِّارم‪.‬‬
‫السادس والعشرون‬
‫بضم السني وختفيف الالم وفتح ادليم‪ ،‬ورتعو‬
‫السالمى ِّ‬
‫ُسال َميات‪ ،‬بفتح ادليم‪ ،‬وىو ادلفاصل واألعضاء‪ ،‬وىي ثالذت ة‬
‫وستون؛ ثبت ذلك يف صحيح مسلم عن رسول اهلل صلّى‬
‫اهلل عليو وسلّم‪.‬‬
‫السابع والعشرون‬
‫الن ّواس بفتح النون وتشديد الواو‪.‬‬

‫ٓ٘‬
‫ومسعان‪ :‬بكسر السني وفتحها‪.‬‬
‫قولو‪ « :‬حاك »‪ :‬باحلاء والكاف‪ ،‬أي‪ّ :‬‬
‫تردد‪.‬‬
‫وابِصة بكسر الباء ادلوحدة‪.‬‬
‫الثامن والعشرون‬
‫بادلوحدة‪.‬‬‫و‬ ‫العني‬ ‫بكسر‬ ‫باض‬
‫ر‬ ‫قولو‪ :‬العِ‬
‫ّ‬
‫وسارية بالسني ادلهملة والياء ادلثنّاة حتت‪.‬‬
‫قولو‪ « :‬ذرفت »‪ :‬بفتح الاال ادلعجمة والراء‪ ،‬أي‪ :‬سالت‪.‬‬
‫قولو « بالنواجذ »‪ :‬ىو بالاال ادلعجمة‪ ،‬وىي‪ :‬األنياب؛‬
‫وقيل‪ :‬األضراس‪.‬‬
‫والبدعة‪ :‬ما ُع ِمل على غري ِمثال سبَق‪.‬‬
‫التاسع والعشرون‬
‫« ِذروة »‪ :‬السنام بكسر الاال و ِّ‬
‫ضمها‪ ،‬أي‪ :‬أعاله‪.‬‬
‫« ِمُك »‪ :‬الشيء‪ :‬بكسر ادليم‪ ،‬أي‪ :‬مقصوده‪.‬‬
‫ب »‪ :‬ىو بفتح الياء و ِّ‬
‫ضم الكاف‪.‬‬ ‫قولو‪ « :‬يَ ُك ّ‬
‫‪51‬‬
‫الثُثون‬
‫ادلعجمتني وبالنون‪،‬‬
‫بضم اخلاء وفتح الشني َ‬‫اخلُ َشين‪ِّ :‬‬
‫منسوب إىل ُخ َشْيـنَة قبيلة معروفة‪.‬‬
‫قولو‪ُ :‬جرثوم بضم اجليم والثاء ادلثلثة وإسكان الراء‬
‫بينهما‪ .‬ويف امسو واسم أبيو اختالف كثري‪.‬‬
‫الثاني والثُثون‬
‫« وه ِ‬
‫ضرار »‪ :‬ىو بكسر الضاد‪.‬‬
‫الرابع والثُثون‬
‫« فإن لـم يستطع فبقلبه »‪ :‬معناه‪ :‬فليكره بقلبو‪.‬‬
‫« وذلك أضع ُ اإليمان »‪ :‬أي‪ :‬أقلو ثـمرة‪.‬‬
‫الخاما والثُثون‬
‫قولو‪ « :‬بحسب امرٍ من َّ‬
‫الش ِّر »‪ :‬ىو بإسكان‬
‫السني‪ ،‬أي‪ :‬يكفيو من الشّر‪.‬‬

‫ٕ٘‬
‫الثامن والثُثون‬
‫« فقد ذنته »‪ :‬بـهمزة شلدودة أي أعلمتو بأنو زلا ِرب‬
‫ي‪.‬‬
‫قولو‪ « :‬استعاذني »‪ :‬ضبطوه بالنون والباء‪ ،‬وكالىـما‬
‫صحيح‪.‬‬
‫األربعون‬
‫« كن في الدنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل »‪ :‬أي‪ :‬ال‬
‫حتدث نفسك بطول البقاء‬ ‫تركن إليها وال تتخاىا وطنا وال ِّ‬
‫فيها وال باالعتناء بـها وال تتعلق منها ِبا ال يتعلق بو منها‬
‫الغريب يف غري وطنو‪ ،‬وال تشتغل فيها ِبا ال يشتغل بو‬
‫الغريب الاي يريد الاىاب إىل أىلو‪.‬‬
‫الثاني واألربعون‬
‫« َعنان السماء »‪ :‬بفتح العني‪ ،‬قيل‪ :‬ىو السحاب‪.‬‬
‫أسك‪.‬‬
‫رفعت ر َ‬
‫وقيل‪ :‬ما عن لك منها‪ ،‬أي‪ :‬ظهر إذا َ‬
‫‪53‬‬
‫بضم القاف وكسرىا لغتان‬ ‫قولو‪ « :‬قُراب األرض »‪ّ :‬‬
‫ُرِوي بـهما‪ ،‬الضم أشهر‪ ،‬ومعناه‪ :‬ما يـُ َقا ِر ُ‬
‫ب مألَىا‪.‬‬

‫ٗ٘‬
‫فصل‬
‫اعلم أن احلديث ادلاكور ّأوال‪ « :‬من حفظ على ّأمتي‬
‫أربعين حديثا » معى احلفظ ىنا‪ :‬أن ين ُقلها إىل ادلسلمني‬
‫عرف معناىا‪ .‬ىاا حقيقة معناه‪ ،‬وبو‬ ‫وإن مل حيفظْها وال َ‬
‫حيصل انتفاع ادلسلمني‪ ،‬ال حبفظ ما ال ين ُقلو اليهم ؛ واهلل‬
‫ُ‬
‫بالصواب‪ ،‬ولو احلمد والفضل وادلِنّة‪ ،‬وبو التوفيق‬ ‫أعلم ّ‬
‫والعصمة‪.‬‬
‫لنهتدي لوال أن‬
‫َ‬ ‫احلمد هلل الاي ىدانا ذلاا وما كنا‬
‫زلمد وعلى سائر النّبيني‬ ‫ىدانا اهلل‪ .‬وصلّى اهلل وسلم على ّ‬
‫كل ورتيع الصاحلني‪.‬‬
‫وآل ٍّ‬
‫الضابِط ادلتقن‬
‫العامل احلَافظ ّ‬ ‫قال ُمؤلِّفو الشيخ َ‬
‫اإلمام َ‬
‫فرغت منو ليلة‬
‫اِّقق زليي الدين حيب النّووي عفا اهلل عنو‪ُ :‬‬
‫اخلميس التاسع والعشرين من جـماد األوىل سنة ذتان‬

‫‪55‬‬
‫وستني وستم ة‪ ،‬وصلّى اهلل على َسيّدنا زلمد وآلو وصحبو‬
‫و َسلّم‪.‬‬
‫العبد الفقري إىل رزتة ربِّو زلمد بن سلمان ابن‬
‫نقلها ُ‬
‫اجلوىري‪ ،‬عفا اهلل عنو؛ منتصف ذي القعدة سنة عشر‬
‫وسبعِم ة‪.‬‬

‫‪٘ٙ‬‬

You might also like