You are on page 1of 38

Fikih Nasehat

Kepada Ulil
Amri
Oleh: Rachmat Badani
‫• ال يس تقيم أمره م إال بوالي ة تقي م فيه م شرع اهلل‬
‫وحتكمه م بكتاب اهلل وس نة رس وله ص لى اهلل علي ه‬
‫وس لم‪ ،‬يف س نن الدارم ي (‪ )257‬ع ن عم ر ب ن‬
‫اخلطاب رض ي اهلل عن ه قال‪:‬ال دي ن إالَّ جبماع ة‪ ،‬وال‬
‫أمهية وجود‬ ‫مجاعة إالَّ بإمامة ‪ ،‬وال إمامة إالَّ بسمع وطاعة‬
‫والة األمور‬ ‫• حيصل هلم هبا األمن على أنفسهم وأمواهلم وأعراضهم‬
‫• يتمكنون فيه ا م ن إقام ة شعائ ر دينه م بأم ن وراح ة‬
‫واطمئنان‬
‫? ‪Siapa Ulil Amri‬‬

‫• والة األم ر ‪" :‬فأول و األم ر ص نفان م ن الناس‪ ،‬أحدمه ا‪ :‬العلماء‪ ،‬والثاين ‪ :‬األمراء‪ ،‬فال بُ ّد‬
‫تعليم ا وتربية‪ ،‬وال بُ ّد لألمة من‬ ‫وإيضاح ا‪ً :‬‬
‫ً‬ ‫لألمة من علماء يقودوهنا إىل شريعة اهلل بيانً ا‬
‫أمراء يُطاعون يف غري معصية اهلل‪ ،‬وإذا مل يكن لألمة علماء ومل يكن لألمة ُأمراء صارت يف‬
‫جهل عميق وفوضى شديدة وفسدت األمة‬
‫اَألم ِر ِمن ُك ْم}‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يِل‬
‫ُأو‬
‫و‬ ‫ول‬
‫َ‬
‫ُ ََ ُ ُ َْ ْ‬ ‫س‬‫الر‬
‫َّ‬ ‫ا‬
‫ْ‬‫و‬‫يع‬‫َأط‬‫و‬ ‫ه‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ا‬
‫ْ‬‫و‬ ‫يع‬ ‫َأط‬ ‫ا‬
‫ْ‬‫و‬‫ن‬
‫ُ‬ ‫• قال اهلل عز وجل‪{ :‬يَا َأيُّ َها ال َ َ‬
‫آم‬ ‫ين‬‫ذ‬ ‫َّ‬
‫• ستة أقوال هي ‪  -1:‬أولو األمر هم األمراء ‪ ،‬وهذا قول اجلمهور ‪ ،‬وأيب‬
‫هريرة ‪ ،‬وابن عباس وغريهم ‪ ،‬وجاء يف القرطيب أيضاً أن ابن خويز منداد‬
‫قال ‪ ( :‬وأما طاعة السلطان فتجب فيما كان للـه فيه طاعة ‪ ،‬وال جتب‬
‫فيما كان للـه فيه معص يـة ‪ ،‬ولذلـك قلنا إن والة زمـاننا ال جتـوز طاعتهم‬
‫والمعاونتهم وال تعظيمهم ‪ ،‬وجيب الغزو معهم مىت غزوا ) ‪ ،‬انتهى كالم‬
‫ابن خويز‪.‬‬
‫• ‪  -2‬أولـو األمـر هم أهـل القرآن والعلم ‪ ،‬وهذا قول جابر ‪ ، t‬وجماهد ‪،‬‬
‫واختيار مالك ‪ ،‬وحنوه قال الضحاك ‪.‬‬
‫القرطيب‬ ‫• ‪ -3‬أولو األمر هم الصحابة رضوان اللـه عليهم ‪ ،‬وهذا قول جماهد ‪.‬‬
‫• ‪ -4‬أولو األمر هم أبو بكر وعمر رضي اللـه عنهما ‪ ،‬وهذا قول عكرمة‪.‬‬
‫• ‪ -5‬أولو األمر هم أولو العقل والرأي ‪ ،‬وهذا قول ابن كيسان ‪.‬‬
‫• ‪ -6‬أولو األمر هم علي بن أيب طالب ‪t ‬واألئمة املعصومون من بعده ‪،‬‬
‫وهذا قول الشيعة ‪.‬يقول القرطيب وأصحها األول والثاين ( األمراء والعلماء‬
‫)‬
‫• قال البخاري عن ابن عباس‪ :‬نزلت هذه اآلية يف عبد اللـه بن‬
‫حذيفة كما تقدم ‪ .‬وقال ابن عباس ‪ :‬وأويل األمر منكم يعين‬
‫أهل الثقة والدين ‪ ،‬وكذا قال جماهد وعطاء ‪ ،‬والظاهر ‪ -‬واللـه‬
‫أعلم ‪ -‬أهنا عامة يف كل أويل األمر من األمراء والعلماء كما‬
‫تقدم ‪ ،‬أما اآلية (‪ )82‬فإهنا تفسر من هم أويل األمر ‪ :‬إهنم‬
‫الذي ن يعلمون االس تنباط ‪ ،‬وعندم ا نس تعرض س بب النزول‬
‫هلذه اآلي ة ‪ -‬كم ا يقول اب ن كثري ‪ -‬جن د أ ن عم ر ‪ t‬بلغ ه أ ن‬
‫ابن كثري‬ ‫رسول اللـه ‪ r‬طلق نساءه ‪ ،‬ونزلت هــذه اآليـة { إذا جاءهم‬
‫أم ر ‪ } ...‬فكن ت أن ا ‪ -‬والكالم لعم ر ‪ - t‬اس تنبطت ذل ك‬
‫األمر ‪ .‬انتهى كالم ابن كثري ‪ .‬فهذا عمر يقول عن نفسه أنه‬
‫مـن أويل األم ر املقص ودين يف هذه اآلي ة ‪ ،‬ومل يك ن خليف ة‬
‫يومذاك ‪ ،‬وال أمرياً ‪ ،‬ولع ل هذا الذي دف ع عكرم ة إىل القول‬
‫أن أويل األمر هم أبوبكر وعمر فقط‬
‫• قال أب و جعف ر‪ :‬وأوىل األقوال يف ذل ك‬
‫بالص واب‪ ،‬قول م ن قال‪ :‬ه م األمراء والوالة =‬
‫لص حة األخبار ع ن رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه‬
‫الطربي‬ ‫وس لم باألم ر بطاع ة األئم ة والوالة فيم ا كان‬
‫[هلل] طاعة‪ ،‬وللمسلمني مصلحة (‪)8/502‬‬
‫• يقول اب ن تيمي ة يف الس ياسة الشرعي ة ‪ ( :‬وأول و‬
‫األم ر ص نفان ‪ :‬األمراء والعلماء ‪ ،‬وه م الذي ن‬
‫إذاص لحوا ص لح الناس ‪ ،‬فعل ى ك ل منه م أ ن‬
‫ابن تيمية‬ ‫يتحرى م ا يقول ه وم ا يفعل ه طاعـة للـه ورس ـوله‬
‫واتباعاً لكتاب اللـه (ص ‪)127‬‬
‫• مث أم ر بطاعت ه وطاع ة رس وله وذل ك بامتثال أمرمه ا‪ ،‬الواج ب‬
‫واملس تحب‪ ،‬واجتناب هنيهما‪ .‬وأم ر بطاع ة أويل األم ر وه م‪:‬‬
‫الوالة على الناس‪ ،‬من األمراء واحلكام واملفتني‪ ،‬فإنه ال يستقيم‬
‫للناس أمر دينهم ودنياهم إال بطاعتهم واالنقياد هلم‪ ،‬طاعة هلل‬
‫ورغب ة فيم ا عنده‪ ،‬ولك ن بشرط أال يأمروا مبعص ية اهلل ‪ ،‬فإ ن‬
‫السعدي‬ ‫أمروا بذلك فال طاعة ملخلوق يف [ص‪ ]184:‬معصية اخلالق‪.‬‬
‫ولع ل هذا ه و الس ر يف حذف الفع ل عن د األم ر بطاعته م‬
‫وذكره مع طاعة الرسول‪ ،‬فإن الرسول ال يأمر إال بطاعة اهلل‪،‬‬
‫وم ن يطع ه فق د أطاع اهلل ‪ ،‬وأم ا أول و األم ر فشرط األم ر‬
‫بطاعتهم أن ال يكون معصية‪( .‬ص ‪)183‬‬
‫• يقول النووي يف شرح ه لص حيح مس لم ‪ :‬قال العلماء ‪ :‬املراد‬
‫بأويل األم ر من أوج ب اللـه طاعته م ن الوالة واألمراء ‪ ،‬وهذا‬
‫قول مجاهري الس لف واخلل ف ‪ ،‬م ن املفس رين والفقهاء‬
‫وغريهم ‪ ،‬وقيل ه م العلماء واألمراء ( كتاب اإلمارة ) ‪.‬ويقول‬
‫الــرازي (‪ )5/150‬لك ن املقص ود بأويل األم ر يف اآلي ة ه م‬
‫العلماء ‪ ،‬وأعمال األمراء والس الطني موقوف ة عل ى فتاوي‬
‫العلماء ‪ ،‬والعلماء يف احلقيق ة أمراء األمراء ‪ ،‬فكان مح ل لف ظ‬
‫العلماء آخرون‬ ‫أويل األم ر عليه م أوىل ‪.‬ويف أحكام القرآ ن البـن عـربــي عن د‬
‫تفسري هذه اآلية {‪ ..‬وأويل األمر منكم } ‪ :‬وقـال خـالد بن‬
‫نـزار ‪ :‬وقفت على مالك فقلت ‪ :‬يا أبا عبد اللـه ما ترى يف‬
‫قول ه تعاىل { وأويل األم ر منك م ‪ ، } ..‬قال ‪ :‬وكان حمت بياً‬
‫فحل حبوته ‪ ،‬وكان عنده أصحاب احلديث ‪ ،‬ففتح عينيه يف‬
‫وجهي وعلمت ما أراد ‪ ،‬وإمنا عىن أهل العلم ‪.‬‬
‫الخالصة‬
‫• أ‪ -‬أولـو األم ر الذي ن أم ر اللـه املس لمني بطاعته م ه م مجهور العلماء ‪ ،‬ولي س فرداً بعين ه‪ ،‬كأه ل الشورى أ و أه ل احل ل‬
‫والعقد ‪ ،‬أو مجعية العلماء أو ما شاكل ذلك‬
‫• ب‪ -‬أولــو األمر الذين أمر اللـه املسلمني بطاعتهم هم جمموعة من الوالة‪ ،‬أدىن من اإلمام ‪ ،‬كأمري البلد أو عمال اخلليفة‬
‫كأمري الشرطة وأمري التعليم ‪ ،‬وكلهم مأمورون بإقامة الدين وحتكيم كتاب اهلل وسنة الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬إال أن‬
‫فتنة آخر الزمان قد حتققت بوجود حكام مل حيكموا شرع اهلل‪ ،‬فعلى املسلم السمع والطاعة بشرطني‪  :‬‬
‫• ‪  -1  ‬أن يكونوا مسلمني ‪                   .‬‬
‫• ‪ -2  ‬أن اليؤمروا مبعصية إذ الطاعة ملخلوق يف معصية اخلالق‬
‫الذ ْك ِر ِإ ن‬
‫اس َألُواْ َْأهل ِّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يدل لطاعة العلماء قول اهلل عز وجل يف سوريت النحل واألنبياء‪{ :‬فَ‬
‫اَألحبَ ُار عَن َق ْوهِلِ ُم اِإل مْثَ َوَأ ْكلِ ِه ُم‬ ‫الربَّانِيُّ َ‬
‫ون َو ْ‬ ‫اه ُم َّ‬
‫ون }‪ ،‬وقول ه‪{ :‬لَْوالَ َيْن َه ُ‬ ‫ُكنتُ ْم الَ َت ْعلَ ُم َ‬
‫صَن ُعو َن}‬
‫س َما َكانُواْ يَ ْ‬ ‫الس ْح َ ِ‬
‫ت لَبْئ َ‬ ‫ُّ‬

‫((السمع والطاعةُ على‬


‫ُ‬ ‫يدل لطاعة األمراء عن عبد اهلل بن عمر قوله صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أحب وك ِرَه ما مل يُؤمَر مبعصية‪ ،‬فإذا ُأمر مبعصية فال َ‬
‫مسع وال طاعة)) رواه‬ ‫املرء املسلم فيما َّ‬
‫البخاري (‪ )7142‬ومسلم (‪)1839‬‬

‫طاعة والة‬ ‫عن علي قولُه صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬إمَّن ا الطاعةُ يف املعروف)) رواه البخاري (‪)7145‬‬
‫ومسلم (‪)1840‬‬
‫األمور‬
‫نش ِطك‬ ‫السمع والطاعةَ يف عُس ِرك ويُس ِرك‪َ ،‬‬
‫وم َ‬ ‫َ‬ ‫أبو هريرة قولُه صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬عليك‬
‫أثرٍة عليك)) رواه مسلم (‪)1836‬‬ ‫و‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ومكرِ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫َ َ‬

‫أمسع‬ ‫روى مسلم أيضاً (‪ )1837‬عن أيب ذر رضي اهلل عنه قال‪َّ :‬‬
‫((إن خليلي أوصاين أن َ‬ ‫وُأطيع‪ ،‬وإن كان عبداً جُم دَّع األطْر ِ‬
‫اف))‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أقوال السلف يف طاعة والة األمور‬
‫• فف ي س نن الدارم ي (‪ )257‬ع ن عم ر ب ن اخلطاب رض ي اهلل عن ه قال‪(( :‬إن ه ال إس الم إال جبماع ة‪ ،‬وال مجاع ة إال بإمارة‪ ،‬وال إمارة إال‬
‫بطاعة))‬
‫• وقال اإلمام أمحد يف اعتقاده كما يف السنة لاللكائي (‪(( :)1/161‬وال حيل قتال السلطان وال اخلروج عليه ألحد من الناس‪ ،‬فمن فعل‬
‫ذلك فهو مبتدع على غري السنة والطريق))‬
‫ووالة أمورن ا وإ ن جاروا‪ ،‬وال ندع و عليه م‪ ،‬وال َنْن ِزعُ يداً ِم ن‬ ‫• وقال الطحاوي كم ا يف عقيدة أه ل الس نَّة‪(( :‬وال نرى اخلروج عل ى َّ ِ‬
‫أئمتن ا ُ‬ ‫َ‬
‫بالصالح واملعافاة))‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫طاعتهم‪ ،‬ونرى طاعتَهم من طاعة اهلل عز وجل فريضة‪ ،‬ما مل يأمروا مبعصية‪ ،‬وندعو هلم ّ‬
‫• ذكر ابن القيم يف كتابه إعالم املوقعني تسعة وتسعني دليالً لقاعدة سد الذرائع‪ ،‬قال يف آخرها (‪(( :)3/171‬الوجه الثامن والتسعون‪ :‬هنيه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم عن قتال األمراء واخلروج عليهم وإن ظلموا أو جاروا ما أقاموا الصالة‪ ،‬سدًّا لذريعة الفساد العظيم والشر الكثري بقتاهلم‬
‫كما هو الواقع؛ فإنه حصل بسبب قتاهلم واخلروج عليهم أضعاف أضعاف ما هم عليه‪ ،‬واألمة يف بقايا تلك الشرور إىل اآلن‪ ،‬وقال‪( :‬إذا‬
‫بويع اخلليفتان فاقتلوا اآلخر منهما) َّ‬
‫سداً لذريعة الفتنة))‪،‬‬
‫السمع والطاعةُ ُلوالة أمور املسلمني‪ ،‬ففيها سعادةُ الدنيا‪ ،‬وهبا تنتظم‬
‫ُ‬ ‫• وقال ابن رجب احلنبلي يف جامع العلوم واحلكم (‪(( :)2/117‬و َّأم ا‬
‫معايشهم‪ ،‬وهبا يستعينون على إظهار دينهم وطاعة رهِّب م))‬ ‫مصاحل العباد يف ِ‬
‫حقوق والة األمور‪ :‬السمع والطاعة يف املعروف‬
‫• الس مع والطاع ة يف املعروف ‪ ,‬ول و جار ول و اس تأثر باألموال ‪ ,‬م ا مل يق ع من ه الكف ر البواح الذي عندن ا م ن اهلل في ه‬
‫برهان ‪ ,‬مع االستطاعة على ترك طاعته واخلروج عليه فيجب ذلك ‪ ,‬وأما مع عدم االستطاعة فال جيوز اخلروج عليه ملا‬
‫يرتتب على ذلك من مفاسد عظيمة وشرور مستطرية منها سفك الدماء واغتصاب األعراض وزوال األمن وتسلط الكفار‬
‫وغري ذلك ‪ ,‬أما إذا كان مسلماً لكن فاجراً ظاملاً كاحلجاج الثقفي يقتل العلماء أو مينع الناس حقوقهم من بيت املال ‪,‬‬
‫أ و يشرب اخلم ر ويزين وحن و ذل ك ‪ ,‬لك ن الشريع ة قائم ة واحلدود ماضي ة فيج ب الص رب علي ه وعدم اخلروج علي ه هكذا‬
‫مضت السنة‬
‫اَألم ِر ِمن ُك ْم فَِإ ن َتنَ َاز ْعتُ ْم يِف َش ْي ٍء َف ُرُّدوهُ ِإىَل اللَّ ِه‬
‫ول َو ُْأويِل ْ‬
‫الر ُس َ‬
‫َأطيعُواْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫• قال تعاىل ‪( :‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذين آمنُواْ ِ‬
‫َأطيعواْ اللَّه و ِ‬
‫َ َ‬
‫َأح َس ُن تَْأ ِويالً)[النساء‪[58:‬‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫خ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫اآلخ‬ ‫ِ‬
‫م‬‫و‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ول ِإن ُكنتُم ُتْؤ ِمنُو َن بِاللَّ ِ‬
‫ه‬ ‫الرس ِ‬
‫ٌَْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َو َّ ُ‬
‫• وأخرج البخاري ومسلم عن عبد اهلل بن عمر‪ ،‬عن النيب ‪ -‬صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‬
‫‪ -‬أنه قال‪( :‬على املرء املسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ‪ ،‬إالَّ أن يؤمر مبعصية ‪ ،‬فال‬
‫مسع وال طاعة)‪.‬‬
‫نش ِط ك‬ ‫• قولُ ه ص لى اهلل علي ه وس لم‪(( :‬علي ك الس َ‬
‫مع والطاعةَ يف عُس ِرك ويُس ِرك‪َ ،‬‬
‫وم َ‬
‫أثرٍة عليك)) رواه مسلم (‪)1836‬‬ ‫و‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ه‬‫ومكرِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الدعاء له بالصالح واملعافاة‬
‫ف كال ُفضيل بن عياض وأمحد بن حنبل‬ ‫• قال شيخ اإلسالم ابن تيمية يف السياسة الشرعيَّة (ص‪(( :)129‬وهلذا كان َّ‬
‫السلَ ُ‬
‫وغريمه ا يقولون‪ :‬ل و كان لن ا دعوةٌ جمابةٌ لدعون ا هب ا للس لطان)) ‪ ، .‬وقال الشي خ أبوإمس اعيل الص ابوين يف كتاب ه عقيدة‬
‫كل ٍ‬
‫إمام‬ ‫السلف أصحاب احلديث (ص‪92‬ـ‪ :)93‬ويرى أصحاب احلديث اجلمعةَ والعيدين وغريمها ِمن الصلوات خلف ِّ‬
‫فج ًرة ‪ ،‬ويرون الدعاءَ هل م باإلص الح والتوفي ق‬‫جوَرًة َ‬ ‫ٍ‬
‫جهاد الكفرة معه م وإ ن كانوا َ‬
‫فاجرا‪ ،‬ويرون َ‬ ‫مس لم‪ًّ ،‬برا كان أ و ً‬
‫الرعيَّة"‬
‫الصالح وبسط العدل يف َّ‬‫و ّ‬
‫جل يدعو على السلطان فاعلم‬ ‫الر َ‬
‫أيت َّ‬‫• وقال الشيخ أبو حممد احلسن الربهباري يف كتابه شرح السنَّة (ص‪(( :)116‬وإذا ر َ‬
‫صاحب س ن ٍَّة إ ن شاء اهلل‪ ،‬يقول فضي ل بن‬
‫ُ‬ ‫بالص الح فاعلم أنَّ ه‬
‫جل يدعو للسلطان ّ‬ ‫الر َ‬‫أيت َّ‬‫صاحب هوى‪ ،‬وإذا ر َ‬
‫ُ‬ ‫أنَّ ه‬
‫عياض‪ :‬لو كانت يل دعوةٌ ما جعلتُها إال يف السلطان))‬
‫• هذا القول ينبغي أن يفصل فيه وإليك هذا التفصيل‪:‬‬
‫• أنه إذا كان اإلمام عادال فاحلق أنه يدعى له وال يدعى عليه‪ ،‬ويطبق يف املسألة قول اإلمام الربهباري رمحه اهلل‪.‬‬
‫• ولكن إذا كان اإلمام ظاملا جورا فحكمه كبقية الظلمة عموما الذين جاء الدعاء عليهم يف القرآن والسنة‪ .‬كقوله تعاىل‪:‬‬
‫ين َك َذبُوا َعلَى َرهِّبِ ْم َأاَل لَ ْعنَةُ اللَّ ِه‬ ‫ذ‬‫ول اَأْل ْشهاد ه اَل ِء الَّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫م‬‫ون علَى رهِّبِ‬ ‫َ‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ومن َأظْلَم مِم َّ ِن ا ْفَترى علَى اللَّ ِه َك ِذبا ُأولَِئ‬
‫َ‬ ‫ُؤ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َُ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني (هود ‪)18‬‬ ‫َعلَى الظَّالم َ‬
‫«الله َّم ‪َ ،‬م ْن َويِل َ ِم ْن َْأم ِر َُّأميِت َشْيًئ ا فَ َش َّق َعلَْي ِه ْم ‪ ،‬فَا ْش ُق ْق َعلَْي ِه ‪َ ،‬وَم ْن َويِل َ ِم ْن َْأم ِر َُّأميِت‬
‫• قول النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ُ :‬‬
‫َشْيًئا َفَرفَ َق هِبِ ْم‪ ،‬فَ ْارفُ ْق بِِه» رواه مسلم ‪1828‬‬
‫• وهذا الذي حصل يف حياة بعض الصحابة والتابعني كأنس بن مالك وسعيد بن جبري أمام احلجاج بن يوسف‬
‫ترك غيبته وإسقاط هيبته‬
‫ِإ‬ ‫ِإ‬ ‫• قال اهلل تعاىل ‪:‬يَا َأيُّهَا الَّ ِذين آمنُوا اجتَنِبوا َكثِريا ِ‬
‫الظَّ ِّن مْثٌ َواَل جَتَ َّس ُسوا َواَل َي ْغتَ ْ‬
‫ب‬ ‫ض‬‫َْ َ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ظ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫َ َ ْ ُ ً َ‬
‫يم‬ ‫و َّات ُقوا اللَّه ِإ َّن اللَّه َت َّواب رِ‬
‫ح‬ ‫وه‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ه‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫يه‬ ‫ِ‬
‫َأخ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ْأ‬‫ي‬ ‫َأن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫َأح‬ ‫ب‬ ‫ِ‬‫ض ا َأحُي‬
‫َ ٌ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ًْ‬ ‫حَل‬
‫َ ْ َ َ َْ‬‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ض ُك ْم َب ْع ً‬ ‫َب ْع ُ‬
‫احلجرات‪.١٢:‬‬
‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فََأتَى َعلَى َقْبَريْ ِن‬ ‫َ‬
‫ول اللَّ ِ‬
‫ه‬ ‫ال‪ُ :‬كنَّا مع رس ِ‬
‫ََ َُ‬ ‫• وعن جابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنهما قَ َ‬
‫َّاس‪َ ،‬و ََّأما اآْل َخ ُر‬
‫ن‬‫ال‬ ‫اب‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫غ‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫َا‬‫مُه‬‫د‬‫ُ‬ ‫َأح‬ ‫ا‬ ‫َأم‬
‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ب‬‫و‬ ‫ٍ‬
‫ري‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫يِف‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫اَل‬ ‫َا‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِإ‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫مُه‬‫ا‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫اح‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ذ‬ ‫يُ َع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اب الْغِيبَ ِة ‪َ ،‬وَق ْو ُل اللَّ ِه َعَّز َو َج َّل {‪:‬‬
‫َ ُ‬ ‫ب‬ ‫كتاب‬ ‫‪,‬‬ ‫املفرد‬ ‫األدب‬ ‫يف‬ ‫البخاري‬ ‫اه‬
‫و‬ ‫ر‬ ‫)‬ ‫ل‬‫ان اَل يتََأذَّى ِمن الْبوِ‬
‫َ َْ‬ ‫فَ َك َ َ‬
‫ضا} ‪ , )1/256( )735( ,‬وصححه األلباين ‪.‬‬ ‫ض ُك ْم َب ْع ً‬ ‫ب َب ْع ُ‬ ‫َواَل َي ْغتَ ْ‬
‫التعاون معه على الرب والتقوى ‪ ,‬ومشاركته يف اخلري كاحلج واجلهاد واجلماعة‬

‫ت‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫ْ‬‫ل‬‫ا‬ ‫ني‬ ‫آم‬


‫ِّ‬ ‫و‬
‫اَل‬ ‫د‬‫َ‬ ‫• قال تعاىل‪ :‬ياَأيُّهَا الَّ ِذين آمنُوا اَل حُتِ لُّوا َشعاِئر اللَّ ِه واَل الشَّهر احْل رام واَل اهْل ْدي واَل الْ َقاَل ِئ‬
‫َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ص دُّوُك ْم َع ِن‬ ‫َأن‬ ‫م‬‫آن َقوٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ضاًل ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ْ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ش‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫م‬‫ر‬ ‫جَي‬ ‫و‬
‫اَل‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫اد‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫اص‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ت‬‫ل‬‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫هِّب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ون فَ ْ‬ ‫احْلََر َام يَْبَتغُ َ‬
‫الت ْق َوى َواَل َت َع َاونُوا َعلَى اِإْل مْثِ َوالْعُ ْد َو ِان َو َّات ُقوا اللَّهَ ِإ َّن اللَّ َه‬ ‫الْ َم ْس ِج ِد احْلََرِام ْ‬
‫َأن َت ْعتَ ُدوا َوَت َع َاونُوا َعلَى الْرِب ِّ َو َّ‬
‫اب (املائدة ‪)2‬‬ ‫يد الْعِ َق ِ‬ ‫َش ِد ُ‬
‫ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم‪ِ« :‬إنَّ ُك ْم َس َتَرْو َن َب ْع ِدي َأَثَرًة َو ُُأم ًورا تُْن ِك ُروَنهَا»‬ ‫َ‬
‫ول اللَّ ِ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫س‬‫َُ‬ ‫ر‬ ‫َا‬
‫ن‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫• عب َد اللَّ ِ‬
‫َْ‬
‫«َأدوا ِإلَْي ِه ْم َح َّق ُه ْم‪َ ،‬و َسلُوا اللَّهَ َح َّق ُك ْم» رواه البخاري ‪7052‬‬ ‫ال‪ُّ :‬‬ ‫ول اللَّ ِه؟ قَ َ‬ ‫قَالُوا‪ :‬فَ َما تَْأ ُم ُرنَا يَا َر ُس َ‬
‫الصرب على جوره وظلمه‬
‫ول اهللِ‪ِ ،‬إنَّا ُكنَّا بِ َشٍّر‪ ،‬فَ َجاءَ اهللُ خِب َرْيٍ ‪َ ،‬فنَ ْح ُن فِ ِيه‪َ ،‬ف َه ْل ِم ْن َوَر ِاء‬ ‫ت‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫ال ُح َذ ْي َفةُ بْ ُن الْيَ َمان‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬‫• َع ْن َأيِب َساَّل ٍم‪ ،‬قَ َ‬
‫ال ‪:‬‬ ‫ك اخْلَرْيِ َشٌّر؟ قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ال ‪« :‬نَعم »‪ُ ،‬ق ْلت ‪ :‬هل وراء ذَلِ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪َ :‬ف َه ْل َوَراءَ ذَل َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫»‪،‬‬ ‫م‬‫ع‬
‫َْ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫؟‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫خ‬
‫ٌَْ‬ ‫َّر‬
‫ِّ‬ ‫الش‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ ََ َ‬ ‫َه َذا اخْلَرْي َشٌّر؟ قَ َ َ ْ‬
‫ال ُقلُوبُ ُه ْم‬ ‫وم فِي ِه ْم ِر َج ٌ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ُ َ ََ ُ‬‫س‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يِت‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫س‬ ‫ِ‬‫ب‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ُّو‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫اَل‬
‫ُ َ َ َ َْ‬ ‫‪،‬‬ ‫اي‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ون هِب‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ت‬‫ه‬
‫ََْ‬‫ي‬ ‫اَل‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ِئ‬‫َأ‬ ‫ي‬ ‫ون بع ِ‬
‫د‬ ‫ال ‪« :‬يَ ُك ُ َ ْ‬ ‫ف ؟ قَ َ‬ ‫ت ‪َ :‬كْي َ‬‫«نَ َع ْم »‪ُ ،‬ق ْل ُ‬
‫يع‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ِ ،‬إ ْن َأدرْك ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ان ِإنْ ٍ‬ ‫ني يِف جثْم ِ‬ ‫ُقلُوب الشَّي ِ‬
‫اط ِ‬
‫ال ‪« :‬تَ ْس َم ُع َوتُط ُ‬ ‫ك ؟ قَ َ‬ ‫ت ذَل َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َأص نَ ُع يَا َر ُس َ‬
‫ف ْ‬ ‫ت ‪َ :‬كْي َ‬ ‫ال ‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫س »‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫َأط ْع» رواه مسلم ‪1847‬‬ ‫ك‪ ،‬فَامْس ع و ِ‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫َأْلم ِري‪ ،‬وِإ ْن ض ِرب ظَهرَك‪ ،‬و ِ‬
‫ُأخ‬ ‫لِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫• رجح الدارقطين واملزي وابن حجر والعالئي والشيخ مقبل أن هذه املتابعة مرسل ألن أبا سالم مل يسمع من حذيفة‬
‫• ويرى غريهم أن هذه الزيادة هلا طريق آخر يقويها من طريق صخر بن بدر العجلي عن السبيع‪ .‬إال أن صخر وسبيع‬
‫كالمها جمهول‪ .‬ومن األمثلة‪ :‬قصة اإلمام أحمد مع ثالثة من الخلفاء العباسيين (المأمون والمعتصم والواثق)‬
‫• روى البخاري (‪ )7055‬ومسلم (‪ )1709‬عن عبادة بن الصامت رضي اهلل عنه قال‪َ :‬‬
‫بايعنا رسول اهلل‬
‫أثرٍة علينا‪ ،‬وأن ال نُنازع‬
‫و‬ ‫نا‪،‬‬
‫ر‬‫ومكرِهنا وعُس ِرنا ويُس ِ‬ ‫نا‬‫ط‬‫نش ِ‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫يف‬ ‫اعة‬‫َّ‬
‫السمع والط‬
‫صلى اهلل عليه وسلم على َّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫األمر أهلَه‪ ،‬إاَّل أن َتروا كفراً بَواحاً عندكم ِمن اهلل فيه بُْرها ٌن))‬
‫َ‬
‫• وروى مسلم يف صحيحه (‪ )1855‬عن عوف بن مالك األشجعي رضي اهلل عنه قال‪ :‬مسعت َ‬
‫رسول‬
‫أئمتك م الذي ن حتبُّوهن م وحيبّونك م‪ ،‬وتُص لُّون عليه م ويُص لُّون‬ ‫((خيار َّ‬
‫ُ‬ ‫اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم يقول‪:‬‬
‫أئمتكم الذين تُبغضوهنم ويُبغضونكم‪ ،‬وتلعنوهنم ويلعنونكم‪ ،‬قالوا‪ :‬قلنا‪ :‬يا رسول اهلل!‬ ‫عليكم‪ِ ،‬‬
‫وشر ُار َّ‬
‫ويل عليه‬
‫أفال نناب ُذهم عند ذلك؟ قال‪ :‬ال! ما أقاموا فيكم الصال َة‪ ،‬ال! ما أقاموا فيكم الصال َة‪ ،‬أال مَن َ‬
‫ينزعن يداً ِمن ٍ‬
‫طاعة))‬ ‫معصية‪ ،‬فليكره ما يأيِت ِمن معصية اهلل‪ ،‬وال َّ‬ ‫ٍ‬ ‫و ٍال‪ ،‬فرآه يأيِت شيئاً ِمن‬
‫• وروى مسلم (‪ )1854‬عن ّأم سلمة رضي اهلل عنها عن الن ِّ‬
‫َّيب صلى اهلل عليه وسلم أنَّ ه قال‪(( :‬إنَّ ه يُستعمل عليكم‬
‫ُأمراءُ ‪ ،‬فتعرفون وتنكرون‪ ،‬فم ن كره فق د برَئ ‪ ،‬ومَن أنك ر فق د س لِم‪ ،‬ولك ن مَن رض ي وتاب ع‪ ،‬قالوا‪ :‬ي ا رس ول اهلل ! أال‬
‫نقاتلُهم؟ قال‪ :‬ال! ما صلّوا))‬
‫• قال اب ن باز ‪":‬وال جيوز اخلروج عل ى والة األمور وش ق العص ا إال إذا وج د منه م كف ر بواح عن د اخلارجني علي ه م ن اهلل‬
‫برهان ويس تطيعون خبروجه م أ ن ينفعوا املس لمني وأ ن يزيلوا الظل م وأ ن يقيموا دول ة ص احلة‪ .‬أم ا إذا كانوا ال يس تطيعون‬
‫احا‪ .‬ألن خروجهم يضر الناس ويفسد األمة ويوجب الفتنة والقتل بغري احلق ‪ -‬ولكن‬ ‫كفرا بو ً‬
‫فليس هلم اخلروج ولو رأوا ً‬
‫إذا كانت عندهم القدرة والقوة على أن يزيلوا هذا الوايل الكافر فليزيلوه وليضعوا مكانه واليًا صاحلًا ينفذ أمر اهلل فعليهم‬
‫احا عندهم من اهلل فيه برهان وعندهم قدرة على نصر احلق وإجياد البديل الصاحل وتنفيذ احلق‪.‬‬ ‫كفرا بو ً‬
‫ذلك إذا وجدوا ً‬
‫النصيحة لوالة األمور‬
‫وعامتِهم)) رواه مسلم (‪)95‬‬ ‫ِّين النَّصيحةُ‪ ،‬قلنا‪ :‬لِ َمن؟ قال‪ :‬هلل ولكتابه ولرسوله َّ‬
‫وألئمة املسلمني َّ‬ ‫• قولُه صلى اهلل عليه وسلم‪(( :‬الد ُ‬
‫أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫اإلمام مالك يف املوطأ (‪ )2/990‬عن سهيل بن أيب صاحل عن أبيه عن أيب هريرة رضي اهلل عنه َّ‬ ‫• وروى ُ‬
‫ط لك م ثالثاً‪ ،‬يرض ى لك م أ ن تعبدوه وال تُشركوا ب ه شيئاً‪ ،‬وأ ن تعتص موا حبب ل اهلل مجيعاً‪ ،‬وأ ن‬ ‫((إن اهللَ يرض ى لك م ثالثاً‪ ،‬ويس خ ُ‬ ‫قال‪َّ :‬‬
‫اإلمام أمحد يف مسنده (‪ ،)8799‬وهو‬ ‫كثرة السؤال))‪ ،‬ورواه أيضاً ُ‬‫وقال‪ ،‬وإضاعةَ املال‪ ،‬و َ‬ ‫قيل َ‬ ‫َ‬ ‫ط لكم‬ ‫أمركم‪ ،‬ويسخ ُ‬
‫َ‬ ‫تناصحوا مَن والَّه اهللُ‬
‫((ثالث‬
‫ُ‬ ‫طويل ‪ ،‬وفيه‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫حديث ٍ‬ ‫صحيح عن زيد بن ثابت رضي اهلل عنه يف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بإسناد‬ ‫صحيح‪ ،‬ويف مسند اإلمام أمحد (‪)21590‬‬ ‫حديث‬
‫ٌ‬
‫ٌ‬
‫يط ِم ن ورائهم))‪ ،‬قال‬ ‫دعوهَت م حُت ُ‬
‫فإن َ‬‫لزوم اجلماعة؛ َّ‬
‫إخالص العمل هلل‪ ،‬ومناصحةُ ُوالة األمر‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫قلب مسلم أبداً‪:‬‬
‫عليهن ُ‬ ‫َّ‬ ‫خصال ال يغِ ُّل‬
‫قلب مسلم))‪(( :‬أي ال حيمل الغِ َّل وال يبقى فيه مع هذه الثالثة؛‬ ‫عليهن ُ‬ ‫َّ‬ ‫ابن القيِّم يف مفتاح دار السعادة (ص‪ )79:‬يف معىن ((ال يغِ ُّل‬
‫الغش ؛ َّ‬
‫فإن‬ ‫للغل و ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫فإهَّن ا تنفي الغِ َّل والغِ‬
‫أئم ة املسلمني)‪ :‬هذا أيضاً مناف ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫(ومناصح‬ ‫ه‬ ‫ُ‬‫ل‬‫و‬ ‫((وق‬ ‫قال‪:‬‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫ه))‬ ‫وسخائم‬
‫َ‬ ‫القلب‬ ‫وفساد‬
‫َ‬ ‫ش‬‫َّ‬
‫القلب‬ ‫مِم‬
‫لزوم مجاعتهم)‪ :‬هذا أيضاً َّا ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يطهُر َ‬ ‫الغل‪ ،‬وقولُه‪( :‬و ُ‬
‫األمةَ فقد برَئ م ن ّ‬ ‫األئمةَ و َّ‬
‫الغل ؛ إذ هي ض ّده‪ ،‬فمَن نصح َّ‬ ‫جتامع َّ‬ ‫النَّصيحةَ ال ُ‬
‫ويسره ما‬
‫حيب لنفسه‪ ،‬ويكره هلم ما يكره هلا‪ ،‬ويسوؤه ما يسوؤهم‪ُّ ،‬‬ ‫حيب هلم ما ُّ‬ ‫فإن صاحبَه للزومه مجاعةَ املسلمني ُّ‬ ‫الغش ؛ َّ‬ ‫الغل و ِّ‬ ‫ِم ن ِّ‬
‫يسرهم))‬
‫ُّ‬
‫احلق وطاعتُهم فيه‪ ،‬و َْأمُرهم‬
‫ألئم ة املسلمني فمعاوَنتُهم على ِّ‬ ‫• وقال النووي يف شرحه على مسلم (‪(( :)2/38‬و َّأم ا النَّصيحةُ َّ‬
‫ف‬‫وترك اخلروج عليهم‪ ،‬وتألُّ ُ‬ ‫وإعالمهم مبا غفلوا عنه ومل يبل ْغهم ِم ن حقوق املسلمني‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫فق و ٍ‬
‫لطف ‪،‬‬ ‫وتنبيههم وتذكريهم ب ِر ٍ‬
‫ُ‬ ‫به‪ُ ،‬‬
‫وترك‬
‫الص دقات إليهم‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫اجلهاد معه م‪ ،‬وأداءُ ّ‬
‫النَّاس لطاعته م‪ ،‬قال اخلطّايب رمح ه اهلل ‪ :‬وم ن النَّص يحة هلم الص الةُ خل َفه م‪ ،‬و ُ‬
‫بالصالح))‬‫غروا بالثّناء الكاذب عليهم‪ ،‬وأن يُدعى هلم ّ‬ ‫حيف أو سوءُ ِعشرٍة‪ ،‬وأن ال يُ ُّ‬ ‫بالسيف عليهم إذا ظهر منهم ٌ‬ ‫اخلروج ّ‬
‫وتنبيههم عند الغفلة‪،‬‬ ‫القيام به‪ُ ،‬‬
‫ألئم ة املسلمني إعا َنتُهم على ما محِّلوا َ‬ ‫• وقال ابن حجر يف الفتح (‪(( :)1/138‬والنَّصيحةُ َّ‬
‫ورد القلوب النَّافرة إليهم‪ِ ،‬‬
‫وم ن أعظم نصيحتهم دفعُهم عن الظلم باليت هي‬ ‫وسد خلَّتهم عند اهلفوة‪ُ ،‬‬
‫ومجع الكلمة عليهم‪ُّ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫ني الظّ ِّن هبم))‬ ‫ث ِ‬
‫علومهم‪ ،‬ونش ِر مناقبِهم‪ ،‬وحتس ِ‬ ‫أئمةُ االجتهاد‪ ،‬وتقع النَّصيحةُ هلم ببَ ِّ‬
‫أئمة املسلمني َّ‬ ‫أحسن‪ِ ،‬‬
‫ومن مجلة َّ‬
‫• وقال اب ن الص الح كم ا يف جام ع العلوم واحلك م (‪(( :)1/223‬والنَّص يحةُ َّ‬
‫ألئم ة املس لمني معاونَتُه م‬
‫بيههم يف رف ق ولط ف وجمانب ة الوثوب عليه م والدعاء هل م‬
‫احلق وطاعتُه م في ه وتذكريُه م ب ه وتن ُ‬
‫عل ى ِّ‬
‫بالتوفيق))‪،‬‬
‫• وقال ابن رجب يف جامع العلوم واحلكم (‪(( :)1/222‬وأما النصيحة ألئمة املسلمني فحب صالحهم‬
‫ورشدهم وعدهلم‪ ،‬وحب اجتماع األمة عليهم‪ ،‬وكراهة افرتاق األمة عليهم والتدين بطاعتهم يف طاعة‬
‫اهلل عز وجل‪ ،‬والبغض ملن رأى اخلروج عليهم‪ ،‬وحب إعزازهم يف طاعة اهلل عز وجل))‬
‫الباعث يف نصح والة األمور‬
‫• النص ح ينبغ ي أ ن يكون الباع ث إلي ه ه و اإلخالص هلل ‪ ،‬وتقواه وإرادة اإلص الح عمال حبدي ث الرس ول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‬
‫النيَّ ِة‪َ ،‬وِإمَّنَا اِل ْم ِرٍئ مَا‬
‫ال بِ ِّ‬ ‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ِ« :‬إمَّنَا ْ‬
‫اَأْلع َم ُ‬ ‫َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل‬ ‫ُ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َُ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫• َعن عُمر بْ ِن اخْلَطَّ ِ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫اهلل ورس ولِِه‪ ،‬ومن َكانَت ِهجرتُه لِ ُد ْنيَا ي ِ‬
‫ص ُيب َها َأ ِو‬ ‫اهلل ورس ولِِه‪ ،‬فَ ِهجرتُه ِإىَل ِ‬ ‫َنوى‪ ،‬فَمن َكانَت ِهجرتُه ِإىَل ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ ُ َ َ ْ ْ ْ َ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َ ْ ْ َْ ُ‬
‫اجَر ِإلَْي ِه» متفق عليه‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ِإ‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫ر‬ ‫ج‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ٍ‬
‫ْ َُ ُ َ َ َ‬ ‫ىَل‬ ‫َ‬ ‫ْامَر ََ َ ُ َ‬
‫ج‬ ‫و‬‫َّ‬‫ز‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫َأة‬
‫ال‪« :‬لِلَّ ِه َولِ ِكتَابِِه‬
‫يحةُ» ُق ْلنَا‪ :‬لِ َم ْن؟ قَ َ‬
‫َ‬
‫ال‪« :‬الدِّين الن ِ‬
‫َّص‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬
‫ُ ْ ََ َ‬
‫َأن النَّيِب صلَّى اهلل علَي ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َّا‬
‫الد‬ ‫ٍ‬
‫يم‬ ‫• عن مَتِ‬
‫َْ‬
‫ني َو َع َّامتِ ِه ْم»‬ ‫ولِرسولِِه وَأِلِئ َّم ِة الْمسلِ ِ‬
‫م‬
‫ُْ َ‬ ‫ََُ َ‬
‫كيف تنصح والة األمور‬
‫اض بْ ُن َغْن ٍم‬ ‫ي‬ ‫ال‪ :‬جلَ َد ِ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫ي‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ضرِ‬ ‫حْل‬ ‫ا‬ ‫• ح َّدثَنَا َأبو الْمغِريِة‪ ،‬ح َّدثَنَا ص ْفوا ُن‪ ،‬ح َّدثَيِن شريح بن عبي ٍ‬
‫د‬
‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ُ َ ْ ُ ْ ُ َُ ْ َ َ ُّ َ ْ ُُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ث لَيَايِل َ‪ ،‬فََأتَ ُاه‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫اض‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ب‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ٍ‬
‫يم‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ام‬ ‫ش‬ ‫احب دارا ِحني فُتِحت‪ ،‬فََأ ْغلَ َظ لَه ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫َ َ ٌ َ َ‬ ‫َّ‬‫مُث‬ ‫َ‬ ‫ىَّت‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُ ُْ َ‬ ‫ص َ ََ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ول ‪ِ " :‬إ َّن‬‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم َي ُق ُ‬ ‫يِب‬‫َّ‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫مَل‬ ‫َأ‬ ‫‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫اض‬ ‫ي‬‫ِ‬‫ع‬‫ِ‬‫ل‬ ‫ام‬ ‫ش‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َّ‬‫مُث‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ِإ‬ ‫ر‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫اع‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬
‫يم‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ام‬ ‫ش‬ ‫ه‬‫ِ‬
‫َّ َ‬ ‫ََْْ‬ ‫ٌَ َ‬ ‫َ ُ ْ ُ َ َ َْ َ ْ‬
‫اض بْ ُن َغْن ٍم‪ :‬يَا ِه َش ُام بْ َن َح ِك ٍيم‪ ،‬قَ ْد‬ ‫َ ُ‬ ‫ي‬ ‫ال ِ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫"؟‬ ‫ِ‬
‫َّاس‬ ‫ن‬‫ل‬‫الد ْنيَا لِ‬
‫ُّ‬ ‫يِف‬ ‫ا‬ ‫اب‬ ‫ذ‬
‫َ‬
‫ُْ َ ً‬‫ع‬ ‫م‬ ‫َّه‬ ‫د‬ ‫َأش‬
‫َ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫اب‬
‫َ ً‬‫ذ‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫َّاس‬
‫ن‬ ‫ال‬ ‫د‬‫ِّ‬ ‫َأش‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬‫ِ‬
‫ص َح‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫اد‬‫َأر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫ول‬
‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫م‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫اهلل‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ص‬ ‫ِ‬
‫اهلل‬ ‫ول‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫م‬‫س‬ ‫ت‬ ‫َأو‬
‫مَل‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫َأي‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َأي‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ َ َْ َ‬ ‫َ ُ َ ْ َ َ َ َُ‬ ‫مَس َْ َ مَس ْ َ َ َ َْ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ‬
‫ان قَ ْد ََّأدى‬ ‫ان بِ َْأم ٍر‪ ،‬فَاَل يُْب ِد لَهُ َعاَل نِيَةً‪َ ،‬ولَ ِك ْن لِيَْأ ُخ ْذ بِيَ ِد ِه ‪َ ،‬فيَ ْخلَُو بِِه ‪ ،‬فَِإ ْن قَبِ َل ِمْنهُ فَ َذ َاك ‪َ ،‬وِإاَّل َك َ‬ ‫لِس ْلطَ ٍ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫َأن َي ْقُتلَ َ‬
‫يت ْ‬ ‫ت اجْلَ ِريءُ ‪ِ ،‬إ ْذ جَتْرَتُِئ َعلَى ُس ْلطَان اهلل ‪َ ،‬ف َهاَّل َخش َ‬ ‫ك يَا ه َش ُام َأَلنْ َ‬ ‫الَّذي َعلَْيه لَهُ "‪َ ،‬وِإنَّ َ‬
‫ان ِ‬
‫اهلل َتبَ َارَك َوَت َعاىَل ‪.‬‬ ‫الس ْلطَا ُن‪َ ،‬فتَ ُكو َن قَتِيل س ْلطَ ِ‬ ‫ُّ‬
‫َ ُ‬
‫• حكم احلديث‪ :‬احلديث له طريقان‪:‬‬
‫• م ا رواه أمح د واب ن أ يب عاصم واب ن عدي كله م م ن طري ق ص فوان قال‪ :‬حدثين شري ح ب ن عبيد احلضرم ي قال‪" :‬جل د‬
‫عياض بن غنم‪ .‬وهذا احلديث ضعيف لالنقطاع الذي بني شريح بن عبيد احلضرمي وعياض بن غنم‪ .‬وروي من طريق‬
‫آخر عن بقية بن الوليد وهو إسناد ضعيف لضعف بقية‪.‬‬

‫• عن د اب ن أ يب عاص م ٌ‬
‫ذكر للواس طة اليت بني شري ح وحادث ة عياض قال‪ :‬حدثن ا حمم د ب ن عوف قال‪ :‬حدثن ا حمم د ب ن‬
‫امساعيل ‪ -‬ابن عياش ‪ -‬قال‪ :‬حدثنا أيب عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد قال‪ :‬قال جبري بن نفري قال‪ :‬قال‬
‫عياض بن غنم هلشام بن حكيم‪ .‬وهذا اإلسناد ضعيف منكر لضعف حممد بن إمساعيل بن عياش وخمالفة الرواة يف ذكر‬
‫جبري بن نفري‪.‬‬
‫• ابن أيب عاصم واحلاكم والط رباين كلهم من طريق الفضيل بن فضالة يرده إىل ابن عائذ يرده ابن عائذ إىل جبري بن نفري‬
‫ع ن عياض ب ن غنم‪ .‬وهذا اإلس ناد ضعي ف ‪ :‬فضي ل ب ن فضال ة جمهول احلال‪ ،‬وعمرو ب ن احلارث جمهول احلال قال‬
‫يب‪ :‬واه‪.‬‬ ‫ه الذه‬ ‫ق‪ ،‬قال في‬ ‫ن زبري‬ ‫ه اب‬ ‫ه‪ ،‬وفي‬ ‫يب‪ :‬ال تعرف عدالت‬ ‫الذه‬

‫فاحلديث ضعيف التفاق األسانيد كلها على موطن الضعف‪ ،‬ويف مثل هذه الصورة ال يصلح الواحد شاهداً لآلخ‬
‫• واإلس ناد الس ابق ق د تاب ع عمرو ب ن احلارث عب د احلمي د ب ن إ براهيم احلضرم ي‪ ،‬وهذا اإلس ناد ضعي ف جلهال ة فضي ل‬
‫وضعف عبد احلميد‪.‬‬
‫• ومما يشهد لضعف هذا احلديث وأنه خمالف لإلسناد الصحيح الذي روي فيه أن اإلمام مسلم روى هذا احلديث وهو قوله‬
‫(إن اهلل يعذب الذين يعذبون يف الدنيا)‪ ،‬بغري هذه الزيادة‪ .‬وكذلك حديث مسلم وأيب داود‪ :‬سيكون عليكم أئمة تعرفون‬
‫منهم وتنكرون فمن أنكر فقد برء ومن كره فقد سلم‪ ،‬ولكن من رضي وتابع‪.‬‬
‫• مضمون هذا احلديث يف غاية األمهية‪ ،‬فلماذا مل ينقل إلينا إال من هذه الطرق اليت فيها ما تقدم ذكره؟‬
‫• واحلديث فيه نكارة من جهة ألفاظه‪ :‬قول عياض بن غنم هلشام‪( :‬فهال خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان‬
‫اهلل تبارك وتعاىل )‪ ،‬وهذا القول م ن عياض في ه خط أ م ن وجهني ‪ -‬م ع خط أ نس بته إلي ه لضع ف احلدي ث كم ا تقدم‬
‫‪ )1‬قوله‪( :‬فتكون قتيل سلطان اهلل)‪ ،‬وهذا خيالف األحاديث اليت تدل على فضل من قتله السلطان بسبب نصيحته له‪.‬‬
‫ظ مل يصح فيه حديث عن رسول اهلل‪.‬‬
‫‪ )2‬قوله‪( :‬سلطان اهلل)؛ لف ٌ‬
‫• ممن صحح احلديث‪ :‬وله شاهد موقوف على الصحايب عبد اهلل بن أيب أوىف عند أمحد بسند حسن كما قال األلباين‪.‬‬
‫• ومما يشهد له ما روى اإلمام مسلم يف صحيحه ج‪/4‬ص ‪ 2290‬ح ‪ : 2989‬حدثنا حيىي بن حيىي وأبو بَ ْك ِر بن أيب َشْيبَةَ‬
‫ون‬
‫ب قال حيىي وإسحاق أخربنا وقال اآْل َخ ُر َ‬ ‫ب واللفظ َأِليِب ُكريْ ٍ‬ ‫وحُمَ َّم ُد بن عبد اللَّ ِه بن مُنَرْيٍ وإسحاق بن إبراهيم وأبو ُكريْ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يل له أال تَ ْد ُخ ُل على عُثْ َما َن َفتُ َكلِّ َمهُ فقال َأَتَرْو َن َأيِّن اَل‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫قال‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫ي‬‫ز‬ ‫بن‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ام‬ ‫ُأس‬ ‫عن‬ ‫يق‬ ‫ِ‬
‫ش عن َشق ٍ‬ ‫م‬ ‫اَأْلع‬ ‫حدثنا‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ي‬‫و‬‫حدثنا أبو ُم َعا ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ول َأِلحدٍ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫وال‬ ‫ه‬ ‫ح‬ ‫ت‬‫ف‬‫َ‬ ‫من‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫َأو‬
‫َّ‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫َأن‬
‫ْ‬ ‫ب‬‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ُأح‬ ‫اَل‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫َأم‬ ‫ح‬ ‫َأن َأْفتَتِ‬
‫ْ‬ ‫ون‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫ما‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ي‬‫ب‬‫و‬ ‫يِن‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫َا‬‫م‬ ‫ي‬‫ُأ َكلِّمه إال ُأمْسِ ع ُكم واهلل لقد َكلَّمته فِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ ًْ‬ ‫َْ َ َْ ُ ُ‬‫َ‬ ‫ْ ُُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُُ‬
‫ِ‬
‫الر ُج ِل يوم الْقيَ َام ِة َفُيْلقَى يف النَّا ِر‬ ‫ول اللَّ ِه صلى اهلل عليه وسلم يقول يُْؤ تَى بِ َّ‬ ‫ون على َِأم ًريا إنه َخْيُر الناس َب ْع َد ما مسعت َر ُس َ‬ ‫يَ ُك ُ‬
‫ون ي ا فُاَل ُن مال ك َأمَلْ تَ ُك ْن تَْأ ُم ُر‬ ‫الرحَى َفيَ ْجتَ ِم ُع إلي ه َْأه ُل النَّا ِر َفَي ُقولُ َ‬ ‫ور احْلِ َم ُار بِ َّ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫كم‬ ‫ا‬ ‫هب‬ ‫ور‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫ف‬‫َ‬ ‫َفَتْن َدلِق َأْقتَاب بطْنِ ِ‬
‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫وف وال آتِ ِيه وَأْنهى عن الْمْن َك ِر وآتِيهِ‬ ‫وف وَتْنهى عن الْمْن َك ِر فيقول بلَى قد كنت آمر بِالْمعر ِ‬ ‫بِالْمعر ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُُ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ َ َ‬
‫‪: 118‬‬ ‫لم ج‪/18‬ص‬ ‫حيح مس‬ ‫ىص‬ ‫ه عل‬ ‫شرح‬ ‫• قال اإلمام النووي يف‬
‫قوله‪ ( :‬أترون أىن ال أكلمه إال أمسعكم ) وىف بعض النسخ االمسعكم وىف بعضها أمسعكم وكله مبعىن أتظنون أىن ال أكلمه‬
‫اال وأنت م تس معون قول ه ( أفتت ح أمرا الأح ب أ ن أكون أول م ن افتتح ه ) يعىن اجملاهرة باإلنكار عل ى األمراء ىف املأل كم ا‬
‫جرى لقتله عثمان رضى اهلل عنه وفيه األدب مع األمراء واللطف هبم ووعظهم س را وتبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا‬
‫عن ه وهذا كل ه اذا أمك ن ذل ك فان مل ميك ن الوع ظ س را واالنكار فليفعل ه عالني ة لئال يضي ع أص ل احلق‪( .‬إنته ى)‬

‫وقال اإلمام بدر الدي ن العيين يف شرح ه عل ى ص حيح البخاري املس مى عمدة القاري ج‪/15‬ص ‪:166‬‬
‫في ه األدب م ع األمراء واللط ف هب م ووعظهم س را وتبليغه م قول الناس فيه م ليكفوا عن ه هذا كل ه إذا أمكن فإن مل ميكن‬
‫الوعظ سرا فليجعله عالنية لئال يضيع احلق‬
‫إنكار أيب سعيد على مروان بن احلكم‪:‬‬
‫ال‪ََّ :‬أو ُل من ب َدَأ بِاخْل طْب ِة يوم الْعِ ِ‬
‫يد َقْب َل‬ ‫يث َأيِب بَ ْك ٍر ‪ -‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫َعن طَا ِرِق بْ ِن ِشه ٍ‬
‫ُ َ َْ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫اب ‪َ -‬وَه َذا َحد ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال ‪ :‬الصَّاَل ةُ‬ ‫الصَّاَل ة َم ْرَوا ُن‪َ .‬ف َق َام لَْيه َر ُج ٌل (أبو مسعود األنصاري أو عمارة بن رؤيبة)‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫َقْب َل اخْلُطْبَ ِة‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ت‬‫ال َأبُو َسعيد‪ََّ :‬أما َه َذا َف َق ْد قَضَى مَا َعلَْيه مَس ْع ُ‬ ‫ك‪َ ،‬ف َق َ‬‫ال‪ :‬قَ ْد تُِرَك مَا ُهنَال َ‬
‫«م ْن َرَأى ِمْن ُك ْم ُمْن َكًرا َف ْلُيغَِّي ْرهُ بِيَ ِد ِه‪ ،‬فَِإ ْن مَلْ يَ ْستَ ِط ْع‬ ‫َ‬ ‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َي ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان»‪ .‬رواه مسلم ‪49‬‬ ‫َأضعف اِإْل ميَ ِ‬
‫ك َْ ُ‬ ‫فَبِل َسانِِه‪ ،‬فَِإ ْن مَلْ يَ ْستَ ِط ْع فَبِ َق ْلبِ ِه‪َ ،‬و َذل َ‬

‫صور من نصح‬ ‫ُّه َد ِاء مَحَْزةُ بْ ُن َعْب ِد‬


‫«سيِّ ُد الش َ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ َ‬
‫حديث سيد الشهداء‪:‬‬
‫ِ ِ‬
‫َع ْن َِجاب ٍر َرض َي اللَّهُ َعْنهُ‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ ِئ َ‬
‫ال ِإىَل ِإَم ٍام َجا ٍر فَ ََأمَرهُ َوَن َهاهُ َف َقَتلَهُ » رواه احلاك م ‪ 4884‬وص ححه‬ ‫الْمطَّل ِ‬
‫السلف الصاحل‬ ‫ب ‪َ ،‬وَر ُج ٌل قَ َ‬
‫األلباين يف الصحيحة ‪374‬‬
‫ُ‬

‫لألئمة‬ ‫ع‪،‬‬‫ف الش َّْر َ‬


‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اُأْلمَراء فيمَا خُيَال ُ‬ ‫ِ‬
‫اب ُو ُجوب اِإْل نْ َكا ِر َعلَى َ‬ ‫جاءِ ِيف هِلِصحيح مسلم كتابِ اإلمارة‪ ،‬بَ ُ‬
‫من أنكر فقد برء‪:‬‬

‫ك‬‫صلَّ ْوا‪َ ،‬وحَنْ ِو َذل َ‬ ‫َوَت ْرك قتَا ْم َما َ‬


‫ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم َأنَّهُ قَ َ‬
‫ال ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ص لَّى اهللُ َعلَْيه َو َس لَّ َم‪َ ،‬ع ِن النَّيِب ِّ‬ ‫َ‬ ‫َع ْن ُِّأم َس لَ َم َة‪َ ،‬زْو ِج النَّيِب ِّ‬
‫ون ‪ ،‬فَ َم ْن َك ِرَه َف َق ْد بَِرَئ ‪َ ،‬وَم ْن َأنْ َكَر َف َق ْد َس لِ َم‪،‬‬
‫ون َوُتْن ِكُر َ‬ ‫«ِإنَّهُ يُ ْس َت ْع َم ُل َعلَْي ُك ْم َُأمَراءُ ‪َ ،‬فَت ْع ِرفُ َ‬
‫َأي َم ْن‬ ‫ص لَّ ْوا»‪ْ ،‬‬ ‫ال ‪« :‬اَل ‪ ،‬مَا َ‬ ‫اهلل ‪َ ،‬أاَل نُ َقاتِلُ ُه ْم ؟ قَ َ‬
‫ول ِ‬ ‫َولَ ِك ْن َم ْن َر ِض َي َوتَابَ َع »‪ ،‬قَالُوا‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫َك ِرَه بَِق ْلبِ ِه َوَأنْ َكَر بَِق ْلبِ ِه‬
‫قصة إنكار اإلمام أمحد‬
‫• نقل ابن كثري –رمحه اهلل‪ -‬أن احلجاج خطب يوماً فقال‪( :‬إن ابن الزبري غري كتاب اهلل‪ .‬فقال ابن عمر‪ :‬ما سلطه اهلل على ذلك‪ ،‬وال أنت‬
‫معه‪ ،‬ولو شئت أقول‪ :‬كذبت لفعلت) البداية والنهاية ‪9/121‬‬
‫• قام ابن عمر إىل احلجاج وهو خيطب فقال‪ :‬يا عدو اهلل! استحل حرم اهلل‪ ،‬وخرب بيت اهلل‪ ،‬فقال‪ :‬يا شيخاً قد خرف فلما صدر الناس‬
‫أمر احلجاج بعض مسودته فأخذ حربة مسمومة وضرب هبا رجل ابن عمر فمرض ومات منها ودخل عليه احلجاج عائداً فسلم فلم يرد‬
‫عليه وكلمه فلم جيبه‪ .‬نزهة الفضالء ‪1/259‬‬
‫• أ ن احلجاج أطال اخلطب ة‪ ،‬فجع ل اب ن عم ر يقول‪ :‬الص الة الص الة‪ ،‬مراراً‪ .‬مث قام فأقام الص الة‪ ،‬فقام الناس‪ ،‬فص لى احلجاج بالناس‪ ،‬فلم ا‬
‫انصرف قال البن عمر‪ :‬ما محلك على ذلك؟ فقال‪ :‬إمنا جني ء للصالة‪ ،‬فصل الصالة لوقتها مث تفتق ما شئت بعد من تفتقه‪ .‬البداية‬
‫والنهاية ‪.9/140‬‬
‫• قصة أنس بن مالك مع احلجاج‪ ،‬وقصة سعيد بن جبري مع احلجاج‪ .‬البداية والنهاية‬
‫حترير مسألة نصح والة األمور سرا أو علنا‬
‫• آراء العلماء‪:‬‬
‫‪: 118‬‬ ‫لم ج‪/18‬ص‬ ‫حيح مس‬ ‫ىص‬ ‫ه عل‬ ‫شرح‬ ‫• قال اإلمام النووي يف‬
‫قوله‪ ( :‬أترون أىن ال أكلمه إال أمسعكم ) وىف بعض النسخ االمسعكم وىف بعضها أمسعكم وكله مبعىن أتظنون أىن ال أكلمه اال وأنتم‬
‫تسمعون قوله ( أفتتح أمرا الأحب أن أكون أول من افتتحه ) يعىن اجملاهرة باإلنكار على األمراء ىف املأل كما جرى لقتله عثمان رضى‬
‫اهلل عنه وفيه األدب مع األمراء واللطف هبم ووعظهم س را وتبليغهم ما يقول الناس فيهم لينكفوا عنه وهذا كله اذا أمكن ذلك فان مل‬
‫ميكن الوعظ سرا واالنكار فليفعله عالنية لئال يضيع أصل احلق‪.‬‬
‫• وقال اإلمام بدر الدي ن العيين يف شرح ه عل ى ص حيح البخاري املس مى عمدة القاري ج‪/15‬ص ‪:166‬‬
‫فيه األدب مع األمراء واللطف هبم ووعظهم س را وتبليغهم قول الناس فيهم ليكفوا عنه هذا كل ه إذا أمكن فإن مل ميكن الوعظ س را‬
‫فليجعله عالنية لئال يضيع احلق‬
‫• قال الشيخ عبد احملسن العباد‪ :‬وإذا ظهرت أمور منكرة من مسئولني يف الدولة أو غري مسئولني س واء يف الصحف أو يف غريها فإن‬
‫الواجب إنكار املنكر عالنية كما كان ظهوره عالنية‪ ،‬ففي صحيح مسلم (‪ )177‬عن أيب سعيد اخلدري رضي اهلل عنه أن رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم قال‪(( :‬من رأى منكم منكراً فليغريه بيده‪ ،‬فإن مل يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن مل يستطع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف اإلميان‪.‬‬
‫• قال الشيخ العثيمني رمحه اهلل‪ :‬بعد ما ذكر بعض األدلة عن وجوب األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬قال لكن جيب أن نعلم أن‬
‫األوام ر الشرعي ة يف مث ل هذه األمور هل ا جمال‪ ،‬وال ب د م ن اس تعمال احلكم ة‪ ،‬فإذا رأين ا أ ن اإلنكار علناً يزول ب ه املنك ر‪ ،‬وحيص ل ب ه‬
‫اخلري ‪،‬فلننكر علناً‪ ،‬وإذا رأينا أن اإلنكار علناً ال يزول به الشر‪ ،‬وال حيصل به اخلري‪ ،‬بل يزداد ضغط الوالة على املنكرين‪ ،‬وأهل اخلري‪،‬‬
‫فإن اخلري أن ننكر س راً‪ ،‬وهبذا جتتمع األدلة؛ فتكون األدلة الدالة على أن اإلنكار يكون علناً فيما إذا كنا نتوقع فيه املصلحة‪ ،‬وهي‬
‫حص ول اخلري ‪ ،‬وزوال الش ر‪ ،‬والنص وص الدال ة عل ى أ ن اإلنكار يكون س راً فيم ا إذا كان إعالن اإلنكار يزداد ب ه الش ر‪ ،‬وال حيص ل ب ه‬
‫اخلري‪.‬‬
‫هل كل من نصح وأنكر علنا(‪ )demo damai‬يطلق عليه خوارج ؟‬

‫ات‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫ات‬‫م‬‫َ‬‫ف‬ ‫ة‬


‫َ‬ ‫اع‬‫م‬ ‫جْل‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ار‬‫ف‬
‫َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ال ‪« :‬من خرج ِمن الطَّاع ِ‬
‫ة‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ه‬‫َّ‬
‫ن‬‫َأ‬ ‫م‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫س‬‫و‬ ‫• عن َأيِب هريرَة ‪ ،‬ع ِن النَّيِب ص لَّى اهلل علَي ِ‬
‫ه‬
‫َ ْ ََ َ َ َ َ َ ََ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ َْ ََ َ ُ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ُ َْ َ َ‬ ‫َْ‬
‫اهلِيَّةً‪ .‬رواه مسلم ‪ .1848‬من هم اخلوارج ؟‬ ‫ِميتةً ج ِ‬
‫َ َ‬
‫• التفري ق بني إنكار املنك ر و بني اخلروج عل ى احلاك م ‪ ،‬إ ذ لي س ك ل م ن أنك ر منكراً عل ى حاك م ذي س لطة‬
‫( شرعية أو غري شرعية ) خارجاً عليه مبجرد اإلنكار فضالً عن أن يكون خارجي املنهج و الفكر و املذهب ‪،‬‬
‫سراً و جهراً ‪ ،‬حبسب اإلمكان ‪ ،‬و‬
‫األم ة مازالت تنكر على حكامها و والة أمورها ّ‬ ‫كما يصوره البعض ‪ ،‬ألن َّ‬
‫ما يقتضيه احلال ‪ ،‬و مل نقف يف تارخينا املديد على من اهُّت م باخلروج ‪ ،‬أو نسب إىل اخلروج أصالً ‪ ،‬فضالً عن‬
‫أ ن ينس ب إىل اخلوارج ( كطائف ة ) جملرد إنكار املنك ر – عالنيةً ‪ -‬عل ى احلاك م ‪ ،‬و دعوت ه إىل العدل و‬
‫رد املظامل و إحقاق احلق‬
‫اإلنصاف و ِّ‬
‫• أن تقييد اإلنكار باإلشهار أو اإلس رار أمر حتكمه مقاصد الشريعة ‪ ،‬و جيب ضبطه بضوابطها ‪ ،‬و ينظر إليه من خالل‬
‫املصاحل املرتتبة على القيام به ‪ ،‬و املفاسد املرتتبة على تركه ‪ ،‬و هذا خيتلف حبسب األمور املنكرة ‪ ،‬و حال ِ‬
‫املنك ر ‪ ،‬و‬
‫تارة ‪ ،‬و خفيةً تار ٍ‬
‫ات ُأخَر‬ ‫املنكَر عليه ‪ ،‬و أسلوب اإلنكار ‪ ،‬لذلك رأينا أئمة السلف ينكرون املنكر على احلاكم عالنية ً‬
‫مكرهني‪.‬‬
‫يتحجر أحدهم واسعاً ‪ ،‬أو حيمل الناس على رأيه َ‬
‫‪ ،‬فيما بينهم و بني احلاكم ‪ ،‬دون أن َّ‬
‫أن محل معىن الكفر البواح على اخلروج من امللة بالكفر األكرب دون غريه من كبائر املعاصي و فواحش الذنوب ‪ ،‬أمر‬ ‫• َّ‬
‫يسوغ فيه اخلالف ‪ ،‬بل قد وقع اخلالف فيه يقيناً ‪ ،‬بذهاب بعض العلماء إىل تأويل الكفر البواح باملعاصي ‪ ،‬كما فعل‬
‫لم [ ‪: ] 229 / 12‬‬ ‫حيح مس‬ ‫ه لص‬ ‫شرح‬ ‫ذ قال يف‬ ‫إ‬ ‫ه اهلل‬ ‫اإلمام النووي رمح‬
‫الرواة ‪ .‬و يف معظم‬‫ان ) هكذا هو ملعظم ُّ‬ ‫اهلل فِ ِيه بُْرَه ٌ‬
‫َأن َتروا ُك ْفراً بواحاً ِعْن َد ُكم ِمن ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه و س لَّم ‪ِ ( :‬إ‬
‫َ َ َ‬ ‫قوله َ‬
‫النُّس خ ‪ :‬بواحاً بالواو ‪ .‬و يف بعضه ا ‪ :‬براحاً ‪ ،‬و الباء مفتوح ة فيهم ا ‪ .‬و معنامه ا‪ :‬كفراً ظاهراً ‪ ،‬و املراد بالكف ر هن ا ‪:‬‬
‫اهلل فيه برهان ) أي ‪ :‬تعلمونه من دين ِ‬
‫اهلل‬ ‫املعاصي ‪ .‬و معىن ( عندكم من ِ‬

You might also like