Professional Documents
Culture Documents
رسول هْ
للا صلَّى للاهْ ال هْ للاه عنها -قَالتْ :قَ َْ َعنْ عائش ْةَ َ -رض َْي ْ
س همن ْهه فَ ههو َردْ» .متفق عليه وسلَّمَ « :منْ أَح َد َْ
ثهْْيف أَم هرَْن هذا َْما لَي َْ
عمل ليس عليه أمرن ،فهو ردْ)).
عليه .ويف روايةْ ملسلمْ:من عمل ًْ
ترمجة الراوي
الص هديق رضي للا عنهما ،أم املؤمنني عائشة بنت أيب بكر الصديق ،وكانت
الص هديقة بنت ه
هي ه
من أحب نسائه إليه صلى للا عليه وسلم بعد خدجية رضي للا عنها ،مل يتْزوج النيب صلى للا عليه
كرا غريها ،وكانت تصوم الدهر ،صاحبة كرم وزهد ،وفقه وعلم ،وحفظ ْوفصاحة،وسلم به
ً
قال الذهيب :هي أفقه نساء األمة على اإلطلق ،وقال أبو موسى األشعري رضي للا عنه( :ما
الزهري :لو مجع
علما) ،وقال ْ
أشكل علينا حديث قط فسألنا عنه عائشة إال وجدن عندها منه ً
علم عائشة إىل علم مجيع أزواج النيب صلى للا عليه وسلم ومجيع علم النساء كان علم عائشة
أكثر ،روي هلا 2210أحاديث ،توفيت ابملدينة وعمرها ست وستون سنة ،ودفنت ابلبقيع سنة
58ه رضي للا عنها
غريب احلديث
شرح املفردات املفردات
أنشأْواخرتعْمنْقهبلْنفسهْوهواه منْأحدث
يفْدينناْوشرعناْالذيْارتضاهْللاْلنا. يفْأمرن
مماْينافيهْويناقضه. ماْليسْمنه
مردودْعلىْفاعله؛ْلبطلنهْوعدمْاالعتدادْبه. فهوْردْ
منزلة احلديث
• قال ابن حجر العسقلين -رمحه للا :-هذا احلديث معدود من أصول اإلسلم ،وقاعدة من
قواعده ،وقال :يصلح أن يسمى نصف أدلة الشرع.
• قال النووي -رمحه للا :-إنه قاعدة عظيمة من قواعد اإلسلم ،وإنه من جوامع كلمه صلى للا
املخرتعات ،وهو مما يعتىن حبفظه واستعماله يف إبطال
عليه وسلم؛ فإنه صريح يف رد البدع و ََ
املنكرات.
• قال ابن حجر اهليتمي -رمحه للا :-هو قاعدة عظيمة من قواعد اإلسلم ،بل من أعظمها
نفعا من جهة منطوقه؛ ألنه مقدمة كلية يف كل دليل يستنتج منه حكم شرعيوأعمها ً
• قال ابن دقيق العيد -رمحه للا :-هذا احلديث قاعدة عظيمة من قواعد الدين ،وهو من
جوامع الكلم اليت أوتيها النيب صلى للا عليه وسلم؛ فإنه صريح يف رد كل بدعة وكل خمرتع،
واستدل به بعض األصوليني على أن النهي يقتضي الفساد .
• قالْالسعديْ -رمحهْللاْ :-هذانْاحلديثانْالعظيمانْيدخلْفيهماْالدينْكلهْ،أصولهْوفروعهْ،
ظاهرهْوابطنهْ،فحديثْعمر (إمنا األعمال ابلنيات)....ميزانْلألعمالْالباطنةْ،وحديثْعائشةْ
ميزانْلألعمالْالظاهرةْ،ففيهماْاإلخلصْللمعبودْ،واملتابعةْللرسولْ،اللذانْمها شرطْلكلْقولْ
وعملْ،ظاهرْوابطن.
شرح احلديث
• ((من أحدث))؛ أي :من أوجد شيئًا مل يكن ((يف أمران))؛ أي :شأننا الذي هو دين
اإلسلم.
• ((ما ليس منه))؛ أي :ما ليس له مستند من الكتاب والسنة.
• ((فهو رد))؛ أي :مردود ال يعتد به؛ لبطلنه.
• قال السعدي -رمحه للا :-إن كل عبادة فعلت على وجه منهي عنه فإهنا فاسدة؛
ألنه ليس عليها أمر الشارع ،وإن النهي يقتضي الفساد ،وكل معاملة هنى الشارع عنها
فإهنا هملغاةْ ال يعتد هبا.
• وقالْالنوويْ -رمحهْللاْ :-وفيهْدليلْعلىْأنْالعباداتْمنْالغسلْوالوضوءْوالصومْ
والصلةْإذاْفعلتْعلىْخلفْالشرعْ،تكونْمردودةْعلىْفاعلها.
الفوائد من احلديث
عبادة ال تستند إىل دليل شرعي ترد يف وجه صاحبها. .1
احلث على االهتمام ابلدين. .2
أن من ابتدع يف الدين بدعة ال توافق الشرع فإمثها عليه، .3
وعمله مردود عليه ،وأنه يستحق الوعيد.
الدين اإلسلمي دين كامل ال نقص فيه. .4
النهي يقتضي الفساد. .5
بي
بي وإن احلرام ن
حديث إن احلالل ن
مسعت رسول للا ﷺ
هْ بشري -رضي للا عنهما -قال: عن أيب عبد للا النعمان بن ْ
يعلمهن كثريْ من
َّْ وإن احلرام هبني ،وبينهما أمور همشتبهات ال
إن احللل هبنيَّْ ،
يقولَّْ :
• قال ابن دقيق العيد رمحه للا :هذا احلديث أصل عظيم من أصول الشريعة.
حاويْ لعلوم
• قال اجلرداين رمحه للا :هذا احلديث قد أمجع العلماء على كثرة فوائده ،ومن أمعن فيه وجده ً
الشريعة؛ إذ هو مشتمل على احلث على فعل احللل ،واجتناب احلرام ،واإلمساك عن الشبهات ،واالحتياط
ه
للدين والعهرض ،وعدم تعاطي األمور املوجبة لسوء الظن والوقوع يف احملذور ،وتعظيم القلب والسعي فيما
يصلحه ،وغري ذلك.
• هذا حديث عظيم جليل ،وقاعدة من قواعد اإلسلم ،وأصل من أصول
الشريعة ،عليه لوائح أنوار النبوة ساطعة ،ومشكاة الرسالة مضيئة؛ فهو من
جوامع كلم النيب صلى للا عليه وسلم.
• قال ابن العطار :قال العلماء :وسبب عظم موقعه :أنه صلى للا عليه وسلم
نبه فيه على صلح املطعم واملشرب وامللبس وغريها ،وأنه ينبغي أن يكون
حلال.
ًْ
غريب احلديث
شرح املفردات املفردات
ظاهر. بي نْ
املشكل؛ْملاْفيهْمنْعدمْالوضوح. مشتبهات
الْيعلمْحكمها؛ْلتنازعْاألدلة. الْيعلمهن
طلبْالرباءةْوحصلْعليها. استربأْلدينهْوعرضه
اجرتأْعلىْالوقوعْفيها. وقعْيفْالشبهات
يسرعْأوْيقرتب. يوشك
أتكلْمنه. أنْيرتعْفيه
املعاصيْاليتْحرمهاْللا. حمارمه
قطعةْحلمْقدرْماْميضغْيفْالفم. مضغة
شرح احلديث
• ((إن احللل بي نْ))؛ أي :واضح ال خيفى حله(( ،وإن احلرام بي نْ))؛ أي :ظاهر غري خفي،
((وبينهما))؛ أي :بني احللل واحلرام الواضحني ((أمورْ مشتبهاتْ))؛ أي :غري ْواضحات احلهل
واحلرمة ،واملراد أهنا تشتبه على بعض الناس دون بعض ،قال النووي رمحه للا :األشياء ثلثة
بني واضح ال خيفى حله ،كاخلبز والفواكه والزيت والعسلْ ،وحرام هبني ،كاخلمر أقسام :حلل ه ْ
واخلنزير وامليتة والبول والدم املسفوح ،واملشتبهات غري الواضحة احلل واحلرمة؛ فلهذا قال(( :ال
يعلمهن))؛ أي :ال يعلم حكمها ((كثريْ من الناس)) ،وأما العلماء فيعرفون حكمها بنص أو
قياس أو استصحاب أو غري ذلك.
• ((فمن اتقى الشبهات))؛ أي :حترز عنها وتركها ((فقد استربأ))؛ أي :حصل ال ْرباءة (( ه
لدينه))
وعرضه)) من الطعن فيه.مما يشينه من النقص (( ه
َ
ب أن يقع فيه، • ((ومن وقع يف الشبهات)) أبن مل يرتك فعلها ((وقع يف احلرام)) احملض ،أو ق َار َْ
((كالراعي))؛ أي :حاله كحال الراعي الذي حيفظ احليوان(( ،يرعى)) مواشيه ((حول))؛ أي:
جانب ((احله َمى)) احملظور على غري مالكه(( ،يوشك)) يسرع(( ،أن يرتع فيه))؛ أي :تدخله
املاشية وأتكل منه.
• ((أال)) هي للتنبيه على أن ما بعدها أمر ينبغي التنبه له ،واملعىن :أن امللوك والعظماء يف
إظهارا لعظمتهم -أن يتخذوا ألنفسهم أمكنة حيموهنا ،ويتوعدون من يرعى األرض اعتادوا ً -
فيها.
• وللا عز وجل له املثل األعلى -ملك امللوك -له همحًى حيميه ،ومحاه هو حمارمه اليت حرمها
يقاربوها خوف على الناس ،وقد توعد من وقع فيها ابلعذاب الشديد؛ فاألجدر ابلناس أال ْ
الوقوع فيها ،فينزل هبم عذاب للا ،وأن يتأدبوا مع للا ،كما تتأدب الرعاة مع ملوكهم.
• ((أال وإن يف اجلسد مضغ ْةً)) مسيت بذلك ألهنا قدر ما ميضغ(( ،إذا صلَحت)) ابإلميان
والعلم(( ،صلَح اجلسد كله))؛ أي :ابإلخلص يف األعمال(( ،وإذا فسدت فسد اجلسد كله))؛
لح األعمالأي :ابجلحود والكفر والعصيان ((أال وهي القلب))؛ فإنه حمل النية اليت هبا ص هْ
أيضا هو األمري وامللك ابلنسبة إىل متام اجلسد ،والرعيَّْةه اتبعة للملك.
وفسادها ،و ً
الفوائد من احلديث
الشريعةْاإلسلميةْحلهلاْبيه نْ،وحر ه
امهاْبنيْ،وفيهاْاملشتبهْالذيْالْيعلمهْإالْالعلماء. .1
هْ
ينهْمنْاإلمثْ،وعرضهْمنْالذم. ه
اطنْالشبهات؛ْسلمةْلد علىْاملسلمْأنْيبتعدْعنْمو .2
إنْاإلنسانْإذاْوقعْيفْاألمورْاملشتبهةْهانْعليهْأنْيقعْيفْاألمورْالواضحة. .3
يفْاحلديثْداللةْملنْقالْبقاعدةْسدْالذرائعْإىلْاحملرماتْ،وحترميْال ْوسائلْإليها. .4
جوازْضربْاألمثالْمنْأجلْتبينيْاألمرْليقربْفهمه. .5
أكلْاحلللْينورْالقلبْ،فتصلحْاجلوارحْ،والعكسْصحيح. .6
التنبيهْعلىْعظمْقدرْالقلبْ،واحلثْعلىْإصلحه؛ْفإنهْأمريْالبدنْ،بصلحهْيصلحْ .7
البدنْ،وبفسادهْيفسد.